في ذكرى عيد الجيش العراقي : لنعزز الانتصارات.. ونشرعُ في الإصلاح / الإثنين, 04 كانون2/يناير 2016

تحل يوم غد الأربعاء، الذكرى الـ95 لتأسيس الجيش العراقي، في وقتٍ تحقق فيه قواتنا الأمنية انتصارات غالية على تنظيم داعش الإرهابي في مدينة الرمادي، وتتقدم في اتجاه استعادة السيطرة على بقية مدن وقصبات محافظة الانبار.
ولا يمكن تجاهل الوقّع الايجابي لهذه الانتصارات التي تدعو إلى الفخر، في نفوس أبناء شعبنا على مختلف انتماءاتهم، بما يعزز الثقة في إمكانية الخلاص من الإرهاب وشروره.
لقد قدمت قوات الجيش والتشكيلات الأمنية الأخرى على مختلف صنوفها، طيلة السنوات الماضية، تضحيات جساما في الحرب على الإرهاب، دفاعا عن أمن البلاد واستقرارها، ولتأمين سلامة العراقيين جميعاً، فضلاً عن تضحيات المتطوعين وقوات البيشمركة وأبناء المناطق المبتلاة بداعش.
وإذا كنا نشير إلى هذه التضحيات الكبيرة، فأننا نحمل السياسيات الخاطئة التي انتهجتها الحكومات السابقة، التي كرست التوتر السياسي والانقسام الطائفي، الأمر الذي استغله الإرهابيون وفلول البعث الصدامي، وراحوا يقومون بأفعالهم الشنيعة وجرائمهم النكراء التي يندى لها جبين الإنسانية.
فقد تجاهل المتنفذون في السلطة، الدعوات الصادقة المتكررة إلى ضرورة إعادة بناء القوات المسلحة، وتخليصها من السيئات التي تراكمت في بنيتها بعد عام 2003، من فسادٍ مستشرٍ وشراءٍ للذمم، وتكريس للو لاءات السياسية والطائفية والإثنية، ما أبعد المؤسسة العسكرية والأمنية عن مهماتها الدستورية المكلفة بها.
والواقع، أن المؤسسة العسكرية، كما هو حال مؤسسات الدولة الأخرى، مصابةٌ بعلة النظام السياسي وأساسه القائم على نهج المحاصصة الطائفية والإثنية.
لذا فإن إعادة هيكلة قواتنا المسلحة، وبناء مؤسسة أمنية قادرة على استعادة الأمن وحفظة، تتطلب أولاً، أصلاحاً حقيقياً في بنية النظام السياسي، وهو ما تطالب به جماهير الشعب في ساحات الاحتجاج.
أن شعبنا ما زال يعيش تداعيات ذلك اليوم المشؤوم (10 حزيران 2014)، فالواجب يحتم على كل القوى المتصدية للعملية السياسية والمؤسسة لها، أن تعمل على مراجعة شاملة وجدية للسياسات القائمة، ووضع خطة وطنية لتجاوز الأزمة الراهنة.
في هذه المناسبة، مناسبة عيد الجيش العراقي، نجدد تقديرنا لدور قواتنا المسلحة في مقارعة الإرهاب والعصابات الإجرامية، واثقين من إحراز الانتصار بإرادة شعبنا وتحالفه مع الجيش، وبسعيهما معا إلى ضمان أمن البلد وحريته واستقلاله.