العدد 156 السنة 79 الأثنين 31 آذار 2014

 

تصفح بي دي اف

  تصفح الكتروني
 

ص1
تحية الى الثمانيني .. المتجدد شبابا!
 
يصدر هذا العدد الخاص من جريدتنا والاحتفالات بالذكرى الثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، تبلغ ذروتها.
ففي بغداد وعموم مدن العراق وحواضره، يلتئم شمل الشيوعيين واصدقائهم ومناصريهم، ومعهم مواطنون آخرون كثيرون، مشاركين في فعاليات شتى، خطابية � سياسية وثقافية وفنية، ويحيون ذكرى احداث وشخصيات كبرى في تاريخ الحزب والحركة الوطنية ومسيرتهما، وينظمون طاولات وحلقات اعلامية، ويفتتحون معارض متنوعة، ويقومون بسفرات الى مواقع هامة، وينظمون مسابقات رياضية، واماسي شعرية، وينطلقون في سفرات ترويحية، وغير ذلك من النشاطات.
ويحدث الشيء نفسه في الخارج، وحيث تنتشر الجاليات العراقية وبناتها وابناؤها المتوجهون بانظارهم وقلوبهم الى وطنهم الغالي، متضامنين مع شعبهم في مواجهة الواقع القاسي، الذي انتجته المحاصصة الطائفية والاثنية واثقلت به كواهلهم، ومشاركينه الامل والسعي لتغيير هذا الواقع في الانتخابات المقبلة، والعمل على اقامة دولة مدنية ديمقراطية تعتمد العدالة الاجتماعية.  ويمتد فضاء إحياء العيد الثمانين ليشمل الكثيرين من الاشقاء والحلفاء والاصدقاء، العراقيين والعرب ومن مختلف بلاد العالم الاخرى، الذين شاركونا ويشاركوننا احتفالنا بهذ? الذكرى المجيدة، التي نحييها اليوم، بل ومنذ شهور عديدة، حين بدأنا اوائل تشرين الاول الماضي موسم الاحتفال الحافل من مدينة الناصرية، الحاضرة التي انطلق منها مطلع ثلاثينات القرن الفائت الصوت الفصيح، الداعي الى انصاف الشعب وكادحيه وضمان حقوقهم، الى الاستقلال والحرية والعدالة والاشتراكية، الى التعليم والعلم والثقافة والمعرفة والحداثة بكل انوارها.
ليست عادية هذه الذكرى الثمانينية، بكل ما ترمز اليه � تاريخا وحاضرا وافقا مستقبليا. فابن الثمانين ابعد ما يكون عن الشيخوخة، بل هو الشباب المتجدد عينه. وعليه وعلى فكره المتجدد وسياسته المتجددة وتنظيمه المتجدد نعلق الآمال، ومعنا اعداد تتزايد كل يوم من العراقيات والعراقيين. معنا خصوصا جماهير التيار الديمقراطي والتحالف المدني الديمقراطي، ومعنا كل الخيرين المخلصين من بنات وابناء هذا الشعب الطيب المثخن بالجراح.
بهذا العدد الخاص من جريدتنا، بهذه التحية الى الحزب الشيوعي العراقي وهو يدخل دورة فتوته الثانية، نحتفي بالعيد الثمانين لحزب الشيوعيين العراقيين.
 
"طريق الشعب"
 
 
*******
العيد الثمانون للحزب الشيوعي.. عيد لكل العراقيين
بغداد - قاسم السنجري
لم يكن الاحتفال بالعيد الثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، مثل غيره من أعياد التأسيس السنوية التي احياها الشيوعيون العراقيون، بالرغم من أهمية المناسبة في قلوب الشيوعيين ووجدانهم. ذلك أن هذه الذكرى مختلفة في مضمونها وعبرها.
فالعيد الثمانون يشكل تحديا كبيرا ازاء من يراهن على أن الحزب الشيوعي العراقي غير قادر على الاستمرار والتواصل الجماهيريين. وقد جاءت احتفالات الذكرى، في بغداد خاصة يوم امس الاول السبت، بعكس ما كان يتوقعه البعض، حيث احتشد الشيوعيون واصدقاؤهم في الحفل الصباحي الذي أقيم على قاعة سينما سميراميس في شارع السعدون. فعدد الحضور فاق التوقعات، فازدحمت القاعة تماما، وملأ الحضور بهو الدار، فيما عاد آخرون ادراجهم بعد ان فقدوا الامل في الحصول على مقعد في قاعة الاحتفال.
 
أجيال متعاقبة وراية واحدة
 
ازدانت أكف الحاضرين بالرايات الحمراء إلى جانب العلم العراقي، واختلطت المشاعر بفيض من عاطفة قوية، استعادت العمق النضالي للحزب من مؤسسه الخالد فهد وقيادته الشهيدة، ومن المناضل سلام عادل إلى نضال الشيوعيين في الوقت الحالي ضد الطائفية والاثنية والمحاصصة المقيتة والفساد والارهاب.
فالشعارات التي رفعها الحاضرون ورددوها بصدق العارفين للطريق الواضح، كانت مبعث أمل في مستقبل مضيء مثل الشموع التي حملتها الصبية "المكَبعة" بزيها البغدادي، وهي تجسد نضال المرأة العراقية ومشاركتها الفاعلة في الحركة الوطنية. فحضور المرأة في احتفالية العيد الثمانين كان مميزا وفاعلاً، وليس لاضفاء طابع جمالي على الحفل.
كذلك كان التواصل بين أجيال الحزب واضحا في احتفال الذكرى الثمانين، من خلال تقليد المناضلين القدامى ميدالية العيد الثمانين، تقديرا  لادوارهم النضالية في ديمومة الحزب وبنائه. وكانت رؤية شيخ مناضل من الجيل الثاني للحزب، وهو يعتلي منصة الاحتفال وقد رسمت سنوات العمر تفاصيلها على وجهه واحنت قامته، يعطي دافعا كبيرا لشباب الحزب للتمسك بنهج الحزب ورسالته، التي حملها هؤلاء الرفاق الشيوخ رغم كل الصعوبات والملاحقات في الأزمنة السابقة.
 
الاحتفال في وسط الجماهير
 
لم يكن الحزب الشيوعي العراقي حزب صالونات وقاعات مغلقة في يوم من الايام، فهو انطلق من وسط الجماهير ومثلهم في قضاياهم، وحمل همومهم ودافع عن حقوقهم في العيش الكريم والعدالة الاجتماعية، منذ اللحظة الأولى لانطلاقته قبل ثمانين عاما. حيثما كانت الجماهير كان الحزب موجودا، وحيثما كان للحزب وجود كانت هناك قدرته على استقطاب الجماهير. وهاأنذا احتفال العيد الثمانين عصر امس الاول نفسه على حدائق أبي نؤاس، قد استقطب الآلاف من الجماهير البغدادية التي احيت العيد الثمانين كمناسبة وطنية. وكم من العوائل اصطحبت اطفالها وبناتها ?ابناءها، الذين  غنوا سوية وصفقوا لحزب الجماهير.
نعم، الحزب الشيوعي ينشر الفرح كما ينشر الفكر، ويناضل من اجل رفاه العراقيين وفي سبيل سعادتهم في وطن ينعم بالحرية، ولكل افراد الشعب.
لقد كان الحضور هذا العام واسعا مميزا، ضم مواطنين من مختلف الشرائح، شيوعيين وغير شيوعيين محبين لهذا الحزب الكبير، الذي يرى كثيرون انه خير من يمثل العراقيين، وخير من يجسد سعيهم الى التخلص من كافة اشكال الظلم الاجتماعي والسياسي.
******
 
قيادة الحزب الشيوعي العراقي تلتقي المجلس الأعلى الإسلامي
 
بغداد – طريق الشعب
التقى وفد من الحزب الشيوعي العراقي، يترأسه الرفيق حميد مجيد موسى سكرتير اللجنة المركزية للحزب، يوم أمس، سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي والوفد المرافق له.
وفي بداية اللقاء قدّم السيد الحكيم تهانيه إلى الحزب وقيادته بمناسبة ذكرى تأسيسه الثمانين. وابدى الجانبان ارتياحهما للعلاقات القائمة بينهما، مؤكدين الرغبة المشتركة في تعزيزها وتطويرها.
وتبادل الجانبان الرأي والتصور بشأن أوضاع البلاد العامة، وما تعيشه من أزمات، وما تواجه من تحديات سواء في التصدي للنشاط الدموي للقوى الإرهابية، أو في التوصل إلى حلول لأزمات البلاد.
وجرى التأكيد خلال اللقاء على أهمية خلق الأجواء الصحية المناسبة لإجراء انتخابات مجلس النواب. في حين شدد الطرفان على ضرورة اقامة الانتخابات في موعدها المحدد، معربين عن أملهما في ان تواصل مفوضية الانتخابات عملها في التهيئة والتحضير لانتخابات حرة ونزيهة وعادلة.
ودعا الطرفان إلى تضافر جهود سائر القوى السياسية لتهدئة الأوضاع ونبذ اساليب التسقيط والإقصاء والتضييق على الحريات، والتشديد على اعتماد نهج المشاركة والتشاور والحوار. وكانت الآراء متوافقة حول تطلع شعبنا إلى الاصلاح والتغيير، وأن تفتح الانتخابات القادمة كوة امل للتغيير نحو مستقبل أفضل.
هذا وضم وفد الحزب الشيوعي العراقي كلا من الرفاق: رائد فهمي، عزت أبو التمن وجاسم الحلفي، أعضاء المكتب السياسي للحزب.
 
 
*********
 
جاسم الحلفي: نحن البديل*
 
الرفيقات والرفاق
الصديقات والأصدقاء
السيدات والسادة
الحضور الكريم
لكم كل التهاني في احتفالكم هذا بذكرى تأسيس حزب الشهداء الذي لا يموت، حزب الكفاح والتضحية ونكران الذات، حزب الدولة المدنية الديمقراطية، حزب العدالة الاجتماعية، حزب الأمل والعمل من أجل الوطن الحر والشعب السعيد.
إذ نقدم اليوم التهاني لكم ولعراقنا العزيز وهو يحتضن اقدم وأنشط حزب مقدام من اجل الكادحين وقضاياهم العادلة، نقف بإجلال واحترام كبيرين للشهداء الذين قدموا حياتهم فداءً على طريق الحرية. ونتذكر في هذه المناسبة جميع المكافحين من اجل إلغاء استغلال الانسان لأخيه الانسان، وسجل المدافعين عن حرية الفكر والتعبير، وضحايا انتهاكات حقوق الانسان.
نحتفل ونشعر بالسعادة، بأن حزبنا الشيوعي العراقي مستمر في كفاحه في هذا الظرف الصعب الذي مرّ على العراق، اثر السياسات الخاطئة التي يسير عليها المتنفذون، إذ نعيش في ظل أزمة عميقة تنعكس على مجمل الأوضاع، من بينها أزمة العلاقة بين الحكومة الاتحادية والإقليم، وازمة العلاقة بين الحكومة والبرلمان، الى جانب أزمة العلاقات السياسية بين الأطراف الحاكمة، وانعكاس كل ذلك على الأوضاع الحياتية والأمنية والمعيشية للمواطن.
تستمر الازمة التي وفرت للإرهاب جوا مناسبا كي يفرض سيطرته على مناطق كبيرة في محافظات الانبار وصلاح الدين وديالى ونينوى، للتأكيد على إستراتيجيته الجديدة، التي لم تعد تنحصر في القيام بعمليات ذات طابع إرهابي لعرقلة نشاط الحكومة، بل هي تمرين حي للوثوب لما هو اكبر واخطر. فلم يعد مشروع قوى الارهاب يقف فقط عند استهداف المدنيين في الاسواق والشوارع والمؤسسات الرسمية بهدف التخريب وإشاعة الذعر والخوف الى جانب اعاقة البناء، وخلق الفوضى. فإستراتيجية قوى الارهاب الجديدة تعدت ذلك الى هدف اكثر خطورة، حيث تذهب الى اسقاط الن?ام برمته، وإقامة حكم على وفق نموذج طالبان، والامر الغريب هو انه ما زالت السلطات تعتمد الحل العسكري فقط لمواجهة الارهاب، بينما يحتاج التصدي للملف الأمني جملة من الإجراءات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، الى جانب الإجراءات العسكرية. فيما يعد دور المواطن ومساهمته في التصدي للإرهاب الأساس في كل ذلك، وضمان اسهامة المواطن يأتي عبر تأمين مشاركته السياسية وتوفير مستلزمات معيشته وحياته الكريمة.
والاغرب من كل ذلك ان قوى الإرهاب، من القاعدة وداعش وقادة الاجهزة الامنية للنظام الدكتاتوري السابق، يتوحدون في اطر سياسية وعسكرية، وذلك من اجل أهداف الشريرة؛ اذ جاء اعلانهم قبل ايام عن تشكيل مجلس سياسي لها، بعد ان استكملت تشكيل مجلسها العسكري، في مقابل تفكك اواصر العلاقات بين القوى الماسكة بالسلطة، بل وصل الامر حد القطيعة ان لم اقل الاحتراب في ما بينها. كذا الحال داخل الكتلة السياسية الواحدة، فقد وصل الامر الى القطيعة، والمتوقع استمرارها وتصاعد حدتها؛ اذ يلوح بعضهم للبعض الآخر بفتح ملفات، مما يعني ان البلاد?مقبلة على المزيد من الفضائح وعمليات التسقيط السياسي، بما يسمم الاجواء المسمومة اكثر، ويزيد من تذمر الناس، ويعمق من شعورهم باليأس نتيجة اتسام السنوات التي مرت بعد التغيير بالفشل المرير.
يبدو ان المتنفذين لم يدركوا خطورة الارهاب وآفة الفساد على امن وسلامة وبناء الدولة، وواجبها في توفير الامن والسلام والخدمات والعيش الكريم للمواطنين، نعم، لم يدرك المتنفذون ان التلكؤ في إصلاح النظام، ستنتج عنه أزمات لا يتحملها وضع العراق، كما أثبتت كل هذه السنوات التي مرت على العراق، وخسر فيها فرصا ثمينة، وفقد أرواحاً وإمكانيات مادية وفرصا للبناء والتعمير والتقدم.
لم يستمع المتنفذون الى الأصوات التي أكدت ان أزمة النظام السياسي المستند إلى المحاصصة، المنتجة للازمات المستمرة على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والإدارية والاجتماعية، هي أعمق مما يتم تصويرها، واخطر من اي حل ترقيعي يقوم على إعادة توزيع المناصب والمكاسب، من منطق المحاصصة ومنهجها، لترميم البنية المأزومة.
لقد أصبح الرهان على العقل السياسي المتنفذ، في إيجاد مخرج من النفق المظلم الذي وصلت إليه أزمة نظام الحكم، نوعاً من العبث غير المجدي. فليس من الصحيح تعليق الآمال على فكر المتنفذين الذي لا يغادر منهج المحاصصة الطائفية.
لن نتأمل من المتنفذين بكل أصنافهم واتجاهاتهم ومراكزهم إحلال السلام وفرض الأمان والاعمار، فبعض أفعالهم التي اتسمت بالعنجهية والتكبر والاستخفاف بالقيم التي فاقت ممارسات كنا قد حسبناها ولت مع رحيل الدكتاتور المقبور وأتباعه.
أدرك ان التغيير صعب لكنه ليس مستحيلا، فقد فرضته قبلنا شعوب أخرى، لنكن من المقدامين في إحداث التغيير. نعم، هناك صعوبات ومصدات امام تمثيل القوى المدنية والديمقراطية، لنستعد لها كتحديات ينبغي ان تحفز هذه القوى على اجتراح المآثر عبر تحسين أدائها، وان تستعد لخوض الانتخابات بحماسة وقوة، لتتمتع بالتمثيل في مجلس النواب، بما يمكنها من لعب دورها في اعادة بناء العملية السياسية وتخليصها من بنائها الطائفي وإعادة تشكيلها على وفق مبادئ المواطنة.
ونؤكد هنا ان من بين اهم معايير نجاح الانتخابات هو عدم تدخل السلطات التنفيذية والتشريعية في عمل المفوضية والهيمنة على قراراتها، وهذا يتطلب تعزيز استقلالية المفوضية، وعدم التدخل باختصاصاتها وتأكيد حياديتها في ادارة الانتخابات وإضفاء الشفافية على عملها وتعزيز المصداقية على قراراتها، وتحليها بالشجاعة المطلوبة للتصدي لأي يعرقل أداء واجبها الوطني في هذا الظرف الحساس الذي يمر به العراق.
وهكذا فنحن نخوض الصراع مع المتنفذين بكل أصنافهم، على رؤية تنطلق من بناء الدولة المدنية الديمقراطية على قاعدة العدالة الاجتماعية، المستندة على اعادة الإعمار والبناء والتنمية المستدامة، وحفظ حقوق المواطن وصون كرامته، وتحسين معيشته، وتوفير الضمانات له. وفي المقدمة الضمان الاجتماعي والحق في العمل والسكن والطبابة والتعليم.
لقد اختلفنا مع المتنفذين في الرؤية والمنهج والسلوك السياسي، فمهجهم ورؤيتهم وسلوكهم تعتمد المحاصصة الطائفية التي أجهضت امكانيات النهوض، فقد وفرت بيئة للإرهاب وأشاعت الفساد وحمت الفاشلين، وها انها تدفع بالعراق الى المجهول.
ورؤيتنا ومنهجنا وسلوكنا تنطلق من بناء العراق على اساس المواطنة، بدون عزل وتهميش واقصاء، بل المساواة في الحقوق والواجبات.
هم يخوضون صراعهم من اجل السلطة وما توفره من جاه ومال ونفوذ ومكاسب وامتيازات مختلفة، مركزين في ذلك - كما كشفت الوقائع - على  احلال الأشخاص الذين يريدونهم في المواقع والمناصب العليا.
هم جعلوا من تنوع الشعب العراقي مصدرا للضعف والانقسام.
نحن نعمل على ان يكون هذا التنوع مصدر غنى وثراءً جميلا.
هم يشيعون قيم الكراهية والأحقاد والثارات والمخاوف.
نحن نشيع قيم السلام والوئام والإخاء والعيش المشترك.
هم، وكل منهم، يدفع بان يرسم العراق بلون واحد معتم، هو لون الطائفية السياسية، ونحن نريد رسم العراق بألوان موزايكية، العراق المتعدد الجميل الزاهر.
هم الماضي وهذا الحاضر البائس، ونحن الغد المشرق والمستقبل السعيد.
هم الازمة المتفاقمة التي تدفع بالعراق الى المجهول، ونحن الحلول الممكنة التي تضع العراق على شاطئ الامان.
هم مرارات الماضي الأليم، والحاضر الموجع، ونحن المستقبل الجديد.
هم المشكلة، ونحن الحل.
هم الماضي ونحن المستقبل.
هم الانكسارات ونحن البديل.
نحن البديل...
ــــــــــــــــ
* الكلمة التي القاها مرشح الحزب والتحالف المدني الديمقراطي في احتفال الذكرى الثمانين عصر امس الاول على حدائق ابي نؤاس
 
 
****************
ص2
لتكن الذكرى حافزاً
 لمزيد من النضال
 
الرفيق العزيز حميد مجيد موسى المحترم /سكرتير اللجنة المركزية  للحزب الشيوعي العراقي 
الرفاق الأعزاء في المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي المحترمين
تحية رفاقية حارة
بمناسبة قرب حلول الذكرى الثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي أتوجه لكم ومن خلالكم إلى رفاق اللجنة المركزية وأعضاء ومرشحي وأصدقاء الحزب كافة بأحر التحيات وأعطر التمنيات راجياً للحزب ونشاطه النجاح والتقدم على طريق تحقيق الأماني الكبار في بناء وطن حر وشعب سعيد.
يمر العراق وشعبه في ظروف غاية في الصعوبة والتعقيد والتشابك، وهي وليدة عقود من الاستبداد والظلم والقهر السياسي والاجتماعي من جهة، ونتيجة منطقية لمخلفات الاحتلال الأمريكي-البريطاني وزرع نظام المحاصصة الطائفي والإثني السائد حالياً وممارسة سياسات التمييز بكل أشكالها وإسقاط هوية المواطنة العراقية لصالح الهويات الفرعية القاتلة من جهة أخرى، إضافة إلى التدخل الفظ من حكومات دول الجوار في الشأن العراقي الداخلي وما يرتبط به وينشأ عنه من عمليات إرهابية دموية تقتل وتجرح وتعوق العشرات من بنات وأنباء العراق يومياً وتزرع ?لفتنة والفوضى في البلاد. ومما يزيد في الطين بلة تحول الفساد المالي والإداري من كونها كانت ظواهر منفردة إلى نظام فعلي سائد ومعمول به على مستوى الدولة والحكم والمجتمع.
وليس سهلاً، وفي مثل هذه الأوضاع المتشابكة محلياً وإقليمياً ودولياً، رسم سياسة وطنية وديمقراطية قادرة على تخطي الصعاب ومواجهة الأزمات الحادة المتواصلة التي تعم البلاد مؤهلة لتعبئة الجماهير عموماً، والكادحين وشغيلة الفكر واليد منهم على وجه الخصوص، حولها لمواجهة الوضع الراهن وتجاوزه، خاصة وأن المجتمع يعاني من ضعف هائل في التنوير السياسي والاجتماعي وهيمنة الأفكار المريضة وتراجع القيم الإنسانية الحضارية وسيادة العنف وغياب الاستعداد والقدرة على الحوار بين القوى والأطراف السياسية الحاكمة.
إن التوجه السليم للحزب الشيوعي العراقي صوب تجميع القوى الديمقراطية والتقدمية في تحالف مدني ديمقراطي متين ومتماسك يضم إليه كل المناهضين لنظام المحاصصة الطائفية والرافضين للاستبداد والتسلط في الحكم أياً كان نوعه، والعاملين من أجل بناء دولة مدنية ديمقراطية اتحادية وحكم وطني ديمقراطي يحترم حقوق الإنسان، ومنها حقوق المرأة كاملة غير منقوصة، وحقوق المواطنة الحرة والمتساوية، وحقوق القوميات وأتباع الديانات والمذاهب، ومن أجل العدالة الاجتماعية، وكل الساعين لبناء اقتصاد وطني متنوع وديناميكي وغير مكشوف على الخارج ، وك? المناضلين ضد البطالة الخانقة والفقر والفساد والإرهاب، والرافضين للتدخلات الخارجية المستمرة في سياسات العراق الداخلية، والفضح المستمر للسياسات الراهنة المفرقة للشعب والقائمة على أساس الحلول العسكرية والأمنية وبعيداً عن الحلول السياسية الديمقراطية، يشكل المدخل الفعلي لعملية التغيير السلمية والديمقراطية المنشودة لأوضاع البلاد المزرية الراهنة. إن عملية التغيير الديمقراطي المنشودة ليست سهلة، بل هي سيرورة وصيرورة معقدة ومتشابكة ومرهقة في آن، كما تحمل معها التضحيات الجسام، ولكنها ملحة وضرورية وقابلة للتحقيق.
يمتلك الحزب الشيوعي العراقي، مدى العقود الثمانية المنصرمة، تجارب غنية في النضال من أجل بناء التحالفات الوطنية والديمقراطية وفي النضال من أجل حياة حرة وكريمة وديمقراطية، قدم في سبيلها الكثير والغالي من التضحيات وعانى فيها مرارات الفشل وأفراح النجاح، وهي التي ستكون بغنى دروسها الضوء الذي ينير طريق الحزب والقوى المدنية والديمقراطية العراقية في هذه الفترة العصيبة من حياة ونضال الشعب العراقي.
إنها ذكرى مجيدة تعيد إلى الأذهان نضال المبادرين الأوائل لتأسيس الحزب والمسيرة النضالية الطويلة غير المنقطعة للشيوعيين العراقيين والتضحيات الغالية التي قدمها حتى الآن، فهو شيخ الأحزاب العراقية من جانب، ولكنه الفتي في نضال المتواصل من جانب آخر والغني بتجاريه المتراكمة عبر العقود الثمانية المنصرمة. 
لتنتصر إرادة الإنسان العراقي ببناء الوطن الحر والمستقل والآمن والمزدهر والشعب السعيد.
لتكن هذه الذكرى حافزاً لكل الشيوعيين وأصدقاء الحزب ومؤيدي سياساته الوطنية والديمقراطية لمزيد من النضال لتحقيق البرنامج الوطني للحزب الشيوعي العراقي والبرنامج الانتخابي للتحالف المدني الديمقراطي العراقي.
الذكر الطيب لشهداء الحزب والحركة الوطنية العراقية.
الصحة الموفورة والسلامة لكم وللشعب العراقي ولتنتصر قيم المحبة والوئام والسلام في صفوف الشعب العراقي بكل قومياته وأتباع أديانه ومذاهبه واتجاهاته الفكرية والسياسية الديمقراطية.
كاظم حبيب
28/3/2014
 
 
 
9*****
الشيوعيون في بابل يحيون العيد الثمانين بحفل حاشد
 
الحلة - سلوان الأغا
احتفل شيوعيو محافظة بابل وأصدقاؤهم ومحبوهم، الجمعة الماضية، بالذكرى الثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي، في اجواء اتسمت بالبهجة والفرح، وازدانت بالرايات الحمراء.
وافتتح الحفل الذي أقيم على حدائق النادي البلدي الرياضي في مركز المحافظة، بموسيقى النشيد الوطني، ثم دقيقة صمت إكراما لشهداء الحزب والحركة الوطنية. وألقى عضو اللجنة المركزية للحزب الرفيق د.علي ابراهيم، كلمة الحزب في المناسبة، التي تطرقت إلى مسيرة الشيوعيين النضالية الزاخرة بالتضحيات من اجل الشعب والوطن.
ثم ألقى د.سلام حربة كلمة التيار الديمقراطي في بابل، التي أشادت بالدور الطليعي للحزب الشيوعي العراقي في بناء التيار الديمقراطي في العراق، وأشارت إلى ان الشيوعيين هم المعول عليهم في التقدم والبناء، لا سيما ان صفوفهم تضم كوادر شبابية تقدمية وكفوءة.
واتحف شاعر الحلة موفق محمد الذي طالما كانت اشعاره سيوفا موجهة ضد الظلم والاستبداد، الحضور بقصائد تغنت بالحزب ونضاله، تلاه الشاعر بهجت الجنابي بإلقاء قصيدة في المناسبة.  ووردت إلى الحفل برقيات تهنئة من منظمات المجتمع المدني، والمنتديات الثقافية والشخصيات الوطنية والديمقراطية في مدينة الحلة، أعرب فيها المهنئون عن امنياتهم للحزب الشيوعي العراقي بالاستمرار في طريق بناء الدولة المدنية.
بعد ذلك، استمع الحضور إلى أغنيات تجسد نضالات الحزب وتضحياته وانتصاراته، وهي باقة مهداة للحزب في عيده الثمانين، من كلمات الشاعرين عريان السيد خلف وعلي ابو عراق، والحان يوسف نصار، وانتاج واعداد الرفيق لازم السراجي، كما قدمت أغنية "مكَبعة" استذكارا لملحنها الذي رحل أخيرا طارق الشبلي.  
هذا وأدار الحفل كل من الرفيق سامي عبد علي ابو رغيف، والمقدمة سارة من اذاعة "اتحاد الشعب".
***********
 
تهانٍ وتحيات للعيد الثمانين
 
اعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي المحترمين
اعضاء المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي المحترمين
 
الاخوة المحتفلين في بهو الحرية (بمدينة الناصرية)، أهنئكم بالذكرى الثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، واستذكر معكم المواقف النضالية التي جمعتنا وإياكم في مواجهة الدكتاتورية، والتي أأمل أن تكون دافعا لتوحيد المواقف، بما يعود على شعبنا العراقي بالاستقرار والأمن والتقدم والتنمية.
أننا ـ اليوم ـ مدعوون جميعا الى الوقوف في خندق واحد ضد الارهاب والفساد والتآمر الدولي والإقليمي، وعلينا المبادرة لبناء جسور الثقة بين الأحزاب والحركات الوطنية المناضلة.
أخوكم
حسن السنيد
رئيس لجنة الأمن والدفاع البرلمانية
 
***
الأستاذ حميد مجيد موسى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي المحترم
 
يهديكم مجلسنا أطيب تحياته..
يطيب لي ولمجلس محافظة بغداد ان نهنئكم بمناسبة العيد الثمانين لتأسيس حزبكم الذي كافح على مدى السنوات السابقة من اجل الوطن الحر والشعب السعيد. متمنين لكم ولحزبكم دوام الموفقية.
رياض ناصر العضاض
رئيس مجلس محافظة بغداد
 
***
الرفيق أمين سر اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي
الرفاق قادة الحزب وكوادره وأنصاره
 
بالنيابة عن رفاقي في منظمة العمل الديمقراطي الاجتماعي، أرفع لكم أسمى آيات التقدير والإكبار لمسيرة حزبكم النضالية الطويلة، وللتضحيات الغالية التي قدمها هذا الحزب العتيد، خلال هذه المسيرة الطويلة، دفاعا عن حقوق الكادحين والمضطهدين وكافة أبناء شعبنا العراقي الكريم. وكما قال الجواهري، شاعر العرب الأكبر:
سلامٌ على جاعلين الحتوف   جسرا الى الموكب العابرِ
لقد أفرز نضالكم المرير عبر العقود الثمانية الماضية دروسا هائلة، وترك عِبرا عظيمة، وإنكم، بلاشك، ستنهلون منها لمواصلة الطريق لخدمة العراق ولخلاصه، ومن أجل حرية الوطن وسعادة شعبه، فالى أمام أبدا.
كامل العضاض
عن منظمة العمل الديمقراطي الاجتماعي في العراق
 
***
 
اطيب التهاني والتمنيات بمناسبة الذكرى العطرة الثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي الحليف الذي طرز تاريخ الوطن باسمى ايات النضال والتضحيات، نرجو ان تتكرر هذه الذكرى الالقة ابدا وهي مقرونة بالعز والشرف والانتصارات.
مجيد الحاج حمود
الحزب الوطني الديمقراطي الاول
 
***
الرفاق الاعزاء في اللجنة المركزية لحزبنا الشيوعي العراقي
 
في الذكرى الثمانين لتأسيس حزبنا  الشيوعي العراقي تبعث لكم رابطة الانصار الشيوعيون العراقيين فرع بغداد باحر التهاني  القلبية وباجمل باقات الورد . فالانصار الشيوعيين الذين قاتلوا النظام المقبور  تحت قيادتكم وقدموا مئات الشهداء من اجل الحزب و الشعب يقتدون بتضحيات قادة حزبنا الاماجد فهد  وسلام عادل وبتراثهم الثوري  ويناضلون بثبات من اجل ان  يبقى حزبنا حزبا مناضلا من اجل الشعب  بعماله وفلاحيه وسائر كادحيه من شغيلة اليد والفكر. ومن اجل اقامة الدولة المدنية في العراق.
 ان  الذكرى العطرة لتأسيس حزبنا الشيوعي تزيدنا قوة وحماسا على مواصلة النضال للخلاص من نظام المحاصصة الطائفية واقامة النظام الديمقراطي التعددي.
عاش نضال الحزب الشيوعي العراقي من  اجل تحقيق اهداف شعبنا في وطن حر وشعب سعيد.
وعاشت الذكرى الثمانون لتأسيس حزبنا الشيوعي المقدام.
رابطة الانصار الشيوعيين
في بغداد
الرفيق العزيز حميد موسى المحترم
سكرتير الحزب الشيوعي العراقي
الرفاق الاعزاء اعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية المحترمين
 
تحية رفاقية وبعد
باسم قيادة وأعضاء حزب الشعب الفلسطيني وانصاره، يسعدنا ان نتقدم لكم ومن خلالكم لكافة اعضاء وانصار الحزب الشيوعي العراقي الشقيق وعموم الحركة اليسارية والديمقراطيه العراقية، باحر التهاني والتحيات بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس حزبكم المناضل، الحزب الشيوعي العراقي. متمنين لكم في هذه المناسبة العزيزة، كل تقدم ونجاح على طريق تعزيز ومواصلة نضالكم من أجل تحقيق اهداف شعبكم المكافح، في تعزيز السيادة الوطنية للعراق الشقيق وبناء الدولة المدنية الاتحادية ومؤسساتها الديمقراطية، ومن أجل تحقيق الحرية والسلام والعدالة الاج?ماعية والشعب السعيد.
لقد قطع حزبكم الشقيق مسيرة كفاحية تاريخية، حزب للنضال والتضحية والكفاح والصمود والشهادة في سبيل الوطن والشعب وطبقاته الكادحه، حزب لا يعرف الكلل ولا الملل مقداماً لم يبخل بأثمن وأعز ما لديه من قادة وكوادر وأعضاء وأنصار، فقدمهم شهداء في معترك النضال والكفاح من أجل التحرر الوطني والحرية والديمقراطية العدالة الاجتماعية لشعبه وطبقاته الكادحة للعراق وشعبه.
قائمة طويلة من الشهداء الخالدين..على رأسهم قادة الحزب ومؤسسوه: فهد، سلام عادل، زكي بسيم وحسين الشبيبي ومن تلاهم من مناضلين سقطوا شهداء على طريق الكفاح الوطني والاجتماعي في العراق.
في الختام ونحن نتمنى مرة اخرى لكم ولحزبكم وهو يحيي ذكرى تأسيسه الثمانين، مواصلة مسيرته النضالية لتحقيق سعادة وخير شعب العراق، نؤكد على عمق العلاقات الرفاقية بين حزبينا والعلاقات الوطنية بين شعبينا، وحرصنا على مواصلة تعزيز هذه العلاقات بما يخدم اهدافنا السامية.
اللجنة المركزية
لحزب الشعب الفلسطيني
 
***
الرفاق الأعزاء في الحزب الشيوعي العراقي الشقيق
 
تهديكم اللجنة المركزية للحركة التقدمية الكويتية أطيب تحياتها وخالص أمانيها وتوجّه إليكم التهنئة بمناسبة احتفال الحزب الشيوعي العراقي الشقيق في الحادي والثلاثين من شهر مارس/ آذار الجاري بذكرى مرور ثمانين سنة على تأسيسه، هي سنوات النضال والعطاء والتضحية من أجل الشعب والوطن والحرية والتقدم والعدل الاجتماعي وإقامة الدولة المدنية الديمقراطية.
وبدءاً لابد من توجيه تحية الإكبار والإجلال إلى ذكرى شهداء الحزب الشقيق، الذي يستحق بجدارة لقب "حزب الشهداء" وفي مقدمتهم الشهيدان الخالدان فهد وسلام عادل والمئات غيرهما من قادة الحزب وكوادره وأعضائه، الذين ضحوا بأنفسهم عبر العهود المختلفة طوال العقود الثمانية الماضية منذ تأسيس الحزب الشقيق في سبيل حرية الشعب العراقي وحقوقه، وهي التضحيات التي استلهمنا منها ولا نزال مُثُلَ النضال البطولي المتفاني من أجل قضيتنا المشتركة... وفي هذه المناسبة العزيزة لابد من أن نستذكر نضالات رفاقنا العراقيين وتضحياتهم البطولية ضد?النظام الديكتاتوري البائد، كما نقدّر للحزب الشيوعي العراقي الشقيق رفضه المبدئي لجريمة غزو الكويت.
ويهمنا أن نؤكد لكم  تضامننا التام مع نضالكم المثابر من أجل عراق مدني ديمقراطي كامل السيادة لا مكان فيه للمحاصصات والمليشيات والفساد والإرهاب، ونؤيد موقفكم الرافض للتدخّل الخارجي في شؤون بلادكم، ونحن على ثقة في أنّ المشروع الوطني والديمقراطي والاجتماعي التقدمي للحزب الشيوعي العراقي هو الذي يقدم البديل الايجابي لتحقيق تطلعات الشعب العراقي.
أخيراً، فنحن أيها الرفاق الأعزاء فخورون بالعلاقات الرفاقية الوثيقة التي جمعت حزبينا الشقيقين، منذ تأسيس حزب اتحاد الشعب في الكويت في العام 1975، وامتداده التاريخي الحركة التقدمية الكويتية، ولا تزال تجمعنا أبد الدهر على قاعدتي النضال المشترك والتضامن الأممي، ونتطلع معكم إلى بناء علاقة سليمة بين بلدينا تقوم على احترام السيادة الوطنية وذلك لتحقيق التآخي والتعاون متبادل المنفعة لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين.
اللجنة المركزية
للحركة التقدمية الكويتية
 
***
الرفاق فى اللجنة المركزية
الحزب الشيوعي العر اقي
 
تحية النضال لكم ولجميع أعضاء حزبكم وعبركم لشعب العراق العظيم.
واسمحوا لنا في هذه السانحة أن نحيي بكل الفخر والاعتزاز الذكرى الثمانين لتأسيس حزبكم, حزب كوكبة الشهداء من فهد وسلام عادل الى صف الشهداء الطويل التى ذهبت فداءً لِقِيَّم الشيوعيين العراقيين وجسارتهم من أجل تحقيق أحلام الشعب العراقي الوفيْ في سبيل التقدم والسلام على دروب الاشتراكية الوريفة. ومن هنا نحيي اجتماع اللجنة المركزية الذي صادف الذكرى الثمانين لتأسيس الحزب.
عاش نضال الحزب الشيوعى العراقي الباسل
 مع كامل تضامننا لمسيرتكم النضالية.
م.العلاقات الخارجية
للحزب الشيوعي السوداني
 
*************
بعد غربة دامت 36 عاما
بغداد تودع الصكار في تشييع مهيب
بغداد – طريق الشعب
شيعت الأوساط الأدبية والفنية والثقافية في بغداد، صباح أمس الأحد، جثمان الشاعر والفنان محمد سعيد الصكار، بعد وصوله من العاصمة الفرنسية باريس إلى مطار بغداد الدولي بمرافقة نجله مازن.
وشارك في مراسيم التشييع شيوخ عشائر آل صكار وعائلة الفقيد، إلى جانب ممثلين عن الحزب الشيوعي العراقي ورئاستي الجمهورية والوزراء، ووزارتي الثقافة والخارجية، والاتحاد العام للادباء والكتاب، وجمعية التشكيليين العراقيين، ومؤسسة "المدى" للثقافة والفنون، والعديد من رفاقه واصدقائه ومحبيه.
وانطلقت المراسيم في شارع المطار غربي بغداد، وصولا إلى مقبرة محمد السكران شمالي بغداد، ليواري جثمان الصكار الثرى. وخلال ذلك أعلن رئيس الاتحاد العام للادباء والكتاب فاضل ثامر، ان مجلس العزاء سيقام ابتداء من هذا اليوم الاثنين في جامع الخضيري بمنطقة المسبح وسط بغداد.وقال عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي: "ان الفنان محمد سعيد الصكار من الشخصيات الثقافية المبدعة المتلونة والمتعددة المواهب. إذ ان له حضور كبير في ميدان الخط والشعر والتصميم والصحافة. ولذلك جاء الحضور متلونا بين رسمي وشعبي، وهذا ما?يؤشر المكانة التي كان يتمتع بها خلال حياته".
معلوم ان الصكار توفي يوم الاثنين 24 آذار الحالي، عن عمر ناهز 80 عاما، في العاصمة الفرنسية باريس التي يقيم فيها منذ 36 عاما. وهو من مواليد مدينة المقدادية التابعة لمحافظة ديالى.
عمل الصكار في الصحافة منذ العام 1955، وأسس وأدار أربعة مكاتب للاعلان في بغداد والبصرة وباريس، وهو شاعر وخطاط ومصمم، يرى عدد من الفنانين ان له دورا مهما في تصحيح كتابة الحرف العربي. كما أصدر العديد من الدواوين الشعرية باللغتين العربية والفرنسية، وترجمت بعض قصائده إلى اللغات الانجليزية والدنماركية والالمانية والبلغارية. وله مؤلف في مجال الخط العربي.
 
*********
***********************

ص 3
 
تأملات في العودة
الى ينابيع المستقبل !
 
يوم نهضت تلك الخلايا الأولى في الناصرية كان ثوريو بلاد الرافدين يعلمون أن نوراً سيغمر الوديان والسهول، مثلما يغمر الأرواح والضمائر .. وما انطفأ المشعل منذئذ .. وها هو اليوم ينير دروب الثمانين حيث مواكب النساء والرجال التوّاقين الى الحرية والعدالة، والسائرين، كتفاً الى كتف، عائدين، على الدوام، الى ينابيع المستقبل، وحاملين، على الدوام، رايات أمل الاطاحة بالعالم القديم..
نحتفي بإرث الكفاح الممتد من تلك الخلايا والجذور، ونحن نتطلع الى ضفاف أرحب أفقاً .. وعندما نحتفي لا نقف بكّائين على الأطلال, إنما نحلم، ونستلهم، ونعمل .. ونهزّ، نحن ضحايا الاضطهاد، عروش عالم الاستعباد والخنوع والظلام .. نسير رافعين مشعل التنوير ذاته الذي رفعه معلمنا الأول، ماركس، وهو يضيء انتفاضة مقتحمي السماء، حيث اختلطت هتافات صانعي الكومونة بأناشيد الطريق المفتوح..
وفي تاريخ كفاح يمتد، عبر جسور المآثر، من حيرة جلجامش حتى أحلام كامل شياع، نتحسس مآسي البشر وصلاتنا الحية بمعاناتهم .. ونحتفي بنقد رأس المال سبيلاً الى اقتلاع جذور الراهن .. نعيد النظر بأفكارنا وخطانا، ونحن نمضي، متواضعين ومجدّدين ومتحدّين، بربيع الأسئلة، وروافد المعرفة، وأطياف الرأي، ووضوح الرؤية، وأجراس التنوير، وقيم الجمال، وغضب الثوريين، الى الأمل الذي يدلّ خطواتنا الى ما ننشد .. الى ينابيع المستقبل..
اجتزنا جسوراً من أشواك ونحن نمضي في المسير، غير هيّابين، الى تلك الضفاف التي تنتظرنا، حيث لا ترسو سفن إلا لكي تبدأ الرحيل محملة بآلام الناس المريرة وأشواقهم العادلة، يرفع راياتها شيوعيون أرقّاء ومعتدلون مثل أشرعة ! 
نحن الذين نستجيب لنداءات المظلومين، ونقرع أجراس بناة العالم الجديد .. نحن الذين نسير في هدي ذلك المثال الذي جسده روادنا، منيراً على نحو لا نظير له .. نحدّق في الأشرعة فنراه مع النوارس .. نتطلع الى الشهداء القديسين فنراه في الآفاق التي أنارتها قناديلهم .. ننظر الى عشب الذاكرة فنراه في جمر الروح .. نتأمل آخر الفراشات فنراه في آخر الزهور .. ننظر الى المجد فلا نجد سواه يليق به ..
نحن من بوسعهم أن يدلّوا خطوات المحرومين الحيرى الى تلك الدروب التي تفضي الى ضفاف يخسرون فيها أغلالهم ..
نحن من بوسعهم أن يتوسلوا بندى الأمل حتى يبلل عشب الثورة الناهض توقاً الى فجر التاريخ الحقيقي للانسانية ..
تلك كانت أيامنا .. وستأتي أيام لنا في ربيع الرجاء .. وفي ظل راياتنا يسير الملايين مع مجد الكفاح، مؤتلفين ومختلفين، تنساب الأنهار وئيدة من أجلهم حتى يكملوا أغانيهم في البلاد الي تطوقها المحن، وهي ترتّل قداسها بلا منشدين !
أنتم أيها الشيوعيون، الشباب منكم خصوصاً، عليكم، إن شئتم أن تكونوا شيوعيين حقيقيين، أن تنهلوا، دائماً، من تلك الينابيع حيث ظل الساعون الى تغيير التاريخ يحلمون بالاطاحة بعالم رأس المال .. وأن تتحلوا بالروح الثورية، وهي تستوعب القيم الجمالية الرفيعة، والمعرفة النقدية العميقة، والسلوك التقدمي المتحضر، والعيش وسط الناس وتمثل معاناتهم والتعلم منهم والسير في طليعتهم، وأنتم تقدمون ذلك المثال المضيء في الفكر والعمل .. واعلموا أنه ما من شيء يضاهي صيتكم وأنتم تجسدون رجاء الثائرين ..
ومادمتم تبحثون عن ربيع فلابد أن تتحملوا تأخر الخريف وعواصف الشتاء .. وعندئذ سنكون معاً متدفقين في فصل الروح العاشقة ..
كونوا على يقين من أن عيون الضحايا الخزّر لن تنام .. وأصوات الاحتجاج لن تصمت .. ورايات المسير لن تنتكس .. وروافد الأمل لن تنضب .. 
نوركم يغمر المنعطفات والسواحل منساباً من مرافىء التاريخ حيث تستريح المراكب إيذانا برحلة العاشقين صوب تلك الضفاف ..
نحن الذين نمضي تحت ظلال من الأرق المضيء يلزمنا عالم أرحب .. نعيش، أبداً، بأمل أن نعود الى ينابيع المستقبل حتى نبني العالم الجديد ..
أيتها الرفيقات .. أيها الرفاق ..
لكم زهور الأمل .. والتنوير .. والينابيع !
أقبّل جبينكم .. وأمنحكم يدي !
 
رضا الظاهر
 
 
 
**********
 
.. وتهانٍ اخرى في العيد
 
الرفيق العزيز حميد مجيد موسى، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي
 
في الحادي والثلاثين من شهر مارس/ آذار تحل الذكرى الثمانون لتأسيس حزبكم الشقيق - الحزب الشيوعي العراقي المقدام. اسمحوا لي بهذه المناسبة الغالية أن أتقدم إليكم وإلى جميع الرفاق في اللجنة المركزية وأعضاء الحزب الشقيق وأنصاره بأحر التهاني وتحيات التضامن الكفاحي.
لقد اعتدنا وإياكم منذ سنوات طوال الاحتفاء بهذه المناسبة الغالية على قلوب كل التقدميين العراقيين وأشقائهم في البحرين وبقية بلدان منطقة الخليج والجزيرة العربية. ذلك لأن ظهور الحزب الشيوعي العراقي بقيادة الرفاق الأوائل وفي مقدمتهم فهد، حازم، صارم ورفاق آخرين كأحد انعكاسات انتصار ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى على حركة التحرر الوطني العربية وارتقاء بثورة العشرين للشعب العراقي العظيم، ساهم كثيرا  في انتشار أفكار وأحزاب الماركسية اللينينية في منطقتنا. بل أن حزبكم المجيد قد لعب دورا مباشرا في دعم وتطوير الحركة الش?وعية والعمالية في البحرين وسائر المنطقة وساهم في إعداد وصقل كوادرها في مختلف المجالات النضالية.
وقد استلهم مناضلو حزبنا والأحزاب الشقيقة في منطقتنا عبرا ودروسا من مسيرة حزبكم النضالية، حيث ظل هذا الحزب حاضرا في كل الظروف والمنعطفات العصيبة التي مر بها العراق ومساهما مباشرا في تحقيق إنجازات هذا الشعب. ولم يثنه عن هذا الطريق سقوط أرتال من الشهداء وتغييب آلاف في السجون ومثلهم في المنافي والملاحقات.
واليوم يسجل الحزب حضوره متميزا، إلى جانب القوى الديمقراطية التقدمية وسط نظام قائم على أساس المحاصصة الطائفية البغيضة وما تولده من أزمات مستمرة في عراق جريح تثقله أحداث الانفجارات اليومية التي تودي بأرواح آلاف الأبراياء خدمة لمصالح قوى الطائفية.
وبهذه المناسبة الغالية نود التعبير عن تضامننا الرفاقي معكم من أجل خلاص العراق الشقيق نهائيا من هيمنة النفوذ الإمبريالين خصوصا الأميركي ومن الطائفية المدمرة، ومن أجل بناء الدولة المدنية الديمقراطية على طريق بناء الاشتراكية في عراق الوطن الحر والشعب السعيد
عبد النبي سلمان
الأمين العام
المنبر الديمقراطي التقدمي - البحرين 
 
***
الرفيق حميد مجيد موسى المحترم
الأمين العام للحزب الشيوعي العراقي
الرفاق أعضاء اللجنة المركزية المحترمون
 
تحية رفاقية وبعد،
يطيب للجنة المركزية لحزبنا الشيوعي الأردني أن تبعث اليكم بأحر التحيات الرفاقية بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس حزبكم، وتنتهز هذه المناسبة لتعرب لكم، باسم الشيوعيين الأردنيين كافة، عن التضامن مع نضالكم المثابر في مواجهة القوى الطائفية والمذهبية والتكفيرية الارهابية لتنفيذ الحلول الواقعية والعملية التي تقترحونها والتي من شأن تطبيقها أن يفضي الى خروج العراق من ازمته المتشابكة والمعقدة، وكسر حلقة العنف الدموي، وفتح الآفاق امام الحوار السياسي والحل الديمقراطي.
في هذه الذكرى المجيدة نستذكر معكم الطريق الشاق الذي اجتازه حزبكم المناضل، المعمر بالتضحيات الجسام التي سطرها ويسطرها قادته وكوادره واعضاؤه، ونستعيد ذكرى مؤسسيه وبناته الاوائل، ونستلهم من جديد معاني الصمود والبسالة والصلابة التي حفلت بها سيرة حياتهم الكفاحية.
في هذه المناسبة لا بد لنا الاّ أن ننوه بالقسط الهام والهائل الذي أسهم به مثقفو حزبكم واصداراته المتنوعة في حركة التنوير في العالم العربي، وتعزيز مكانة الفكر التقدمي والديمقراطي والانساني في الثقافة العربية، وهو الدور الذي لا يقل أهمية عن الدور الذي اضطلع به الشيوعيون العراقيون في تعزيز هيبة ونفوذ الاحزاب الشيوعية والعمالية في حركة التحرر الوطني العربية  ونضالها في مواجهة  الدوائر الامبريالية والصهيونية والرجعية والتصدي لاطماعها ومخططاتها الرامية للهيمنة على مقدرات شعوبنا العربية، ونهب ثرواتها، ولا سيما الن?طية منها، وتصفية القضية الفلسطينية ، واعاقة التحولات الديمقراطية التي استهدفت تحقيقها الانتفاضات الشعبية في العديد من البلدان العربية في السنوات الثلاث الاخيرة، متكئة في ذلك على "جماعة الاخوان" وقوى التأسلم السياسي.
ان اللجنة المركزية لحزبنا الشيوعي الاردني تنتهز فرصة حلول الذكرى الثمانين لميلاد حزبكم، الذي لعب ولا زال يلعب دوراً فاعلاً ومؤثراً في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية للشعب العراقي الشقيق، والذي أفشل على الدوام رهانات الطغم الاستبدادية والرجعية التي توهمت انها باستخدام آلة البطش والملاحقات والتصفيات الجسدية قادرة على انهاء وجوده، تجدد لكم، ايها الرفاق الاعزاء، حرصها الاكيد على تطوير أوثق العلاقات الكفاحية مع حزبكم الشقيق، وتعرب عن الثقة بأن حزباً، كحزبكم، يمتلك هذا الثراء المعرفي والفكري، وهذه التجارب?الثورية الغنية، وهذه الكوادر المفعمة بالتفاني والحرص على رفع راية الشيوعية وحزبها ومثلها الثورية في بلاد الرافدين، والمسلحة ببرنامج واقعي يستند الى تحليل دقيق للواقع وادراك لموازين القوى الاجتماعية والسياسة دون مبالغة أو شطط، لن تقوى عليه ولن تفتّ في عضده قوى التأسلم السياسي والتعصب المذهبي والطائفي، وان النصر سيكون حليفه وحليف حلفائه من القوى الديمقراطية والتقدمية والمستنيرة في العراق الشقيق.
عن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الاردني
د. منير حمارنة الامين العام
الرفيق المناضل العزيز حميد موسى  المحترم سكرتير الحزب الشيوعي العراقي
 
الرفاق الأعزاء في المكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي المحترمين
الرفيقات والرفاق قيادة وكوادر ومناضلي واعضاء الحزب الشيوعي العراقي  المحترمين
تحية رفاقية حارة وبعد
يسرنا باسمي وباسم رفاقي في المكتب السياسي واللجنة المركزية وعموم قيادة وكوادر ومناضلي واعضاء جبهة التحرير الفلسطينية  أن اتقدم منك بأحر التهاني والتحيات الرفاقية مقرونة بأصدق الأمنيات بمناسبة الذكرى الثمانون لتأسيس حزبكم المناضل الحزب الشيوعي العراقي الذي شكل بنضاله وعطائه وتضحياته موقعا هاما في حركة التحررر العربية والعالمية  من أجل الحرية والتحرر، والديمقراطية والتقدم الاجتماعي.
الرفاق الاعزاء
لقد أغنت تجربة حزبكم النضالية قوى اليسار العربي من خلال دوركم النضالي من أجل تحقيق اهداف شعبكم المكافح، في تعزيز السيادة الوطنية للعراق الشقيق وبناء الدولة المدنية الاتحادية ومؤسساتها الديمقراطية، ومن أجل تحقيق الحرية والسلام والعدالة الاجتماعية والشعب السعيد،هذا الدور الذي عمد بالدم والتضحيات والشهداء وفي طليعتهم القائد الشهيد فهد ورفاقه ، وما زلتم تقفون الى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وقضايا الشعوب من اجل الحرية.
تأتي ذكرى تأسيس حزبكم في ظروف عربية بالغة الحساسية والتعقيد، فالقضية الفلسطينية تتعرض لمخاطر غير مسبوقة من قبل التحالف الاستراتيجي الأمريكي الاسرائيلي، والحكومات والدوائر الغربية وبعض الدول العربية المرتبطة به والتابعة له، تستهدف تصفيتها كقضية وطنية لشعب يتوق للتحرر من نير الاحتلال وانتزاع حقوقه الوطنية المشروعة، بما فيها حقه في تقرير المصير واقامة دولته الوطنية المستقلة، وعاصمتها القدس.
اما المنطقة العربية ما زالت مستمرة في نضالها من خلال حراكها الشعبي السلمي المشروع المنادي بالتعددية والديمقراطية واحترام حقوق الانسان وبناء الدولة المدنية ، فيما تحاول القوى الاستعمارية المعادية بقيادة الادارة الامريكية والقوى المتحالفه معها رسم مستقبل المنطقة وفق رؤيتها من خلال مشاريع التوسع والهيمنة ونهب ثروات المنطقة وتسعى بشكل محموم لتحقيقها، بينما تتصدى الشعوب العربية ومعها قوى التحرر والتقدم العربية لهذه  المشاريع .
الرفاق الأعزاء:
في هذه المناسبة الوطنية العظيمة " ذكرى تأسيس حزبكم المناضل الثمانين"  نؤكد لكم من جديد حرصنا على تطوير العلاقات الرفاقية بين جبهتنا وحزبكم المناضل الذي يتطلع الى مواصلة مسيرته النضالية لتحقيق اماني وطموحات شعب العراق وهو يحتل مكانة مرموقة مع عموم الحركة اليسارية والديمقراطية العراقية والحركة الشيوعية واليسارية العربية والعالمية.
معا وسويا حتى تحرير الارض والانسان
رفيقكم / د. واصل ابو يوسف
الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية
الرفاق والرفيقات الأعزّاء،
 
بمناسبة العيد الثمانين لحزبكم الشقيق، حزب سلام عادل وفهد والعديد من الشهداء الأبرار والمناضلين في سبيل الاستقلال والحرية والتقدم الاجتماعي، نرسل لكم تحيات رفاقكم ورفيقاتكم في الحزب الشيوعي اللبناني.
وننتهز هذه الذكرى العزيزة لنؤكد لكم تضامننا مع النضال الذي تخوضونه في مواجهة القوى الطائفية والارهابية، من أجل اخراج العراق من دوامة الدم والعنف وفتح الأفق واسعا أمام استكمال تحرير وطنكم من كل أشكال العدوان الامبريالي، الأميركي على وجه الخصوص. كما نؤكد لكم أننا معكم ومع كل القوى التقدمية واليسارية في العراق في نضالكم من أجل الوصول ببلدكم الى بر الديمقراطية والتقدم الاجتماعي الذي يشكّل الممر الالزامي لانهاء استثمار الانسان للانسان ولبناء المجتمع الاشتراكي.
لكم ولكنّ ألف تحية
اللجنة المركزية
للحزب الشيوعي اللبناني
 
***
سكرتير الحزب الشيوعي العراقي
الرفاق الأعزاء أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية
 
تحية طيبة وبعد...
نتقدم إليكم بالتهنئة الحارة بمناسبة احتفالكم مع جماهير امتنا وشعبنا الفلسطيني بالذكرى الثمانين لتأسيس حزبكم المناضل الذي كان له الدور الاسا س في اثراء التجربة الكفاحية العربية ومواجهة الصهيونية و الاستعمار والرجعية والتخلف والقمع و الاستبداد عبر تاريخ نضاله الطويل، حيث لا يفوتنا ونحن نشارككم هذا الاحتفال إلا ان نسجل امامكم المواقف الايجابية لحزبكم من القضية الفلسطينية وسائر قضايا النضال والثورة في قارتي آسيا وافريقيا ورفض الاعتراف بالمشروع الاستعماري الصهيوني ودولة الاحتلال الاسرائيلي لأرضنا الفلسطينية وإه?م حزبكم العظيم في مسيرة شعوبنا التحررية التي تكللت بالثورات الاجتماعية الديمقراطية و الاندفاع الى بناء أنظمة عربية تليق بوعي جماهيرنا وحقها في استملاك إرادتها والتعبير عن رأيها في صناعة الحضارة واللحاق بركب التقدم ومواكبة العصر الذي نعيش.
هنيئاً لكم بعيد حزبكم العظيم ومعاً و إياكم لدحر الاحتلال عن أرضنا الفلسطينية وبناء صرح السلم والحياة الديمقراطية لشعوبنا و الانتفاع من خيراتنا وثرواتنا الوطنية ومنع نهبها واستلابها من قبل الطامعين في مقدرات وثروات امتنا العربية.
مع خالص التقدير و الاحترام
عباس زكي
عضو اللجنة المركزية لحركة فتح
المفوض العام للعلاقات العربية والصين الشعبية
 
**********
 
عرض مسرحي في كوبنهاغن
كوبنهاغن - طريق الشعب
ضمن الفعاليات الثقافية والفنية المخصصة للأحتفال بالذكرى الثمانين لتأسيس حزبنا الشيوعي العراقي.. والذي تقيمه  منظمة الحزب في الدنمارك ، وتزامناً مع يوم المسرح العالمي قدمت فرقة أنانا المسرحية ، مسرحية الخادمتان للكاتب الفرنسي جان جينية  المعروف بمناصرته لحقوق الأنسان وأنحيازه الى المستضعفين ضد الأستبداد والظلم..
العمل من تعريق وأخراج الفنان حيدر ابوحيدر  الذي أخرج العمل برؤيا جديدة تجسدت من خلال إبداع الممثلتين بورسعيد هادي ومها عبود ..
أفتتحت الأمسية بكلمة للفنانة المسرحية نضال عبد الكريم بمناسبة يوم المسرح العالمي تطرقت فيها الى دور المسرحيين الشيوعيين في الحياة المسرحية في العراق وجاء في الكلمة :
(كلنا يعلم بأن المسرح هو الحياة وبما ان الشيوعيين يقدسون المسرح .. فقد إستشهد العديد من المسرحيين الشيوعيين على يد النظام الدكتاتوري مثلما إستشهدوا أثناء خوضهم الكفاح المسلح ضد نظام صدام حسين)..
وتلتها الفنانة ميديا صالح بقراءة رسالة يوم المسرح العالمي التي كتبها الفنان المسرحي الجنوب افريقي بريت بيلي ومما جاء فيها:
(نأتي الى المسرح لكي تتخللنا طاقته وتمنحنا القوة كي نحتفل بقيم وثراء ثقافاتنا المتعددة فتذيب ما يفصلنا من حدود ..)
أما المخرج الفنان حيدر أبوحيدر فيقول:
(واقعنا العراقي فيه من الغرابة أكثر من غرائبية جان جينية في مسرحية الخادمات لذلك جاء التعريق لكشف الذات المستلبة في شخصية الخادمتين وموقفهما من عملية إنهاء معاناتهما والطريقة التي تبتكرانها في نيل حقهما في العيش بكرامة) ..
ثم بدأ العرض المسرحي حيث استطاعت الممثلتان بورسعيد هادي التي أدت شخصية السيدة المتسلطة أضافة الى دور احدى الخادمتين ومها عبود في دور الخادمة الثانية... استطاعتا وببراعة ادائهما جعل الجمهور يتفاعل مع الحوار والحركة ، إضافة الى الأنارة والمؤثرات الأخرى التي ساهمت في إنجاح العمل..
وكان لأسقاط الواقع العراقي على المسرحية وقع حسن بين جمهور الحضور الذي كان حضورا متميزا وكبيرا...
وفي الختام قدمت باقات الورود بأسم منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الدنمارك الى المساهمين في العمل ، المخرج الفنان حيدر أبوحيدر والفنانتان بورسعيد هادي ومها عبود والفنان فائز صبري ...
 
***********

ص 4
خواطر متناثرة في الذكرى الثمانين*

عبد الرزاق الصافي**
عندما تسلمت طلب هيئة التحرير المحترمة للكتابة للمناسبة العزيزة التي تحتفل بها مجلتنا (الثقافة الجديدة)، فكرت بالكتابة في محور التحالفات التي دعا اليها الحزب او ساهم فيها، لسبق تناولي هذا الموضوع. غير اني فوجئت بالبحث الغني، الذي كتبه الرفيق جاسم الحلوائي للمناسبة فعدلت عن تناول هذا المحور.
وقررت كتابة بعض الخواطر المتناثرة عن دور الحزب في نشر افكار الحداثة والتنوير والديمقراطية ومساهماته الغنية في هذا المجال، ودوره في تعبئة الشعب بشتى فئاته من اجل الاستقلال الناجز والديمقراطية والتطور الاجتماعي.
 حدثني الصديق الكاتب والروائي والصحفي المعروف خالد القشطيني انه التقى بأحد الدبلوماسيين البريطانيين قبل سنوات، وكانت اخبار الارهابيين الانتحاريين تملأ وسائل الاعلام وتوجه اليه بالسؤال: هل لاحظت ان الغالبية العظمى من هؤلاء، إن لم يكن كلهم، هم من غير العراقيين؟ فأجاب الدبلوماسي البريطاني: حقاً، ما هو سبب ذلك؟ فقال القشطيني ان الفضل في هذا يعود الى الحزب الشيوعي العراقي، الذي ثقف ليس فقط اعضاءه وانصاره، بل ومجموع الحركة الوطنية بضرورة الابتعاد عن الارهاب والأعمال الفردية كالاغتيالات السياسية وغيرها من اعمال ا?عنف غير المبرر، والاعتماد على العمل الجماهيري وتدريب المناضلين على تعبئة الجماهير لتحقيق الاهداف التي يناضل من اجلها.
 وعندما اعود بذاكرتي عشرات السنين الى الوراء، فأجد ان الحزب الشيوعي كان منذ نشأته في العام 1934 حريصا على زج الجماهير في النضال، وساهم الشيوعيون حتى قبل قيام الحزب في النضالات الشعبية منذ اوائل الثلاثينيات في فضح معاهدة 1930 التي فرضها المستعمرون الانجليز بالتعاون مع نوري السعيد، وفي الإضراب العام ضد شركة الكهرباء وغيرها من المعارك النضالية. وكان الحزب من بين المنظمين الفعالين للمظاهرة الكبيرة في بغداد في العام 1936 ضد الفاشية، ومن اجل الديمقراطية.
 وفي أربعينيات القرن الماضي يوم تصدى الرفيق فهد لإعادة بناء الحزب على اسس متينة عمل الحزب على تقوية الحركة الوطنية ودعوة القوى الوطنية جمعاء الى تأسيس الاحزاب الوطنية وثقف المناضلين بشعار (قووا تنظيم حزبكم قووا تنظيم الحركة الوطنية)، وخاض معركة تأسيس النقابات العمالية وافلح في إجازة ثماني عشرة نقابة عمالية، كان ست عشرة منها بقيادة الشيوعيين. وخاض العمال بقيادة الشيوعيين اضرابات عمال النفط والميناء والسكاير والنسيج وغيرها من التجمعات العمالية. ورغم الضربات القاسية التي وجهها النظام الملكي للنقابات العمالية ?قد ظلت هذه التجمعات تتذكر باعتزاز دور الشيوعيين في الدفاع عن مصالحها وتنقاد اليهم بعد ثورة 14 تموز المجيدة يوم ضم اتحاد نقابات العمال 300000 عامل يدفعون اشتراكاتهم طوعاً لتنظيماتهم النقابية.
 وناضل الحزب منذ الاربعينيات من اجل وحدة القوى الوطنية باعتبارها الشرط الضروري لتحقيق الانتصار على الحكم الرجعي شبه الاقطاعي الممالئ للامبريالية والأحلاف العسكرية الاستعمارية. ورفع شعار (الجبهة الوطنية الموحدة طريقنا وواجبنا التاريخي) وهو عنوان الكتاب الذي ألفه الشهيد حسين محمد الشبيبي وكتب مقدمته الرفيق فهد. ويحوي الكتاب أول دراسة عراقية في ميدان الجبهة الوطنية. وأرفق ذلك بدعوات من قبل الهيئة المؤسسة لحزب التحرر الوطني الذي اريد له أن يكون الوجه العلني للحزب الشيوعي، للأحزاب الوطنية التي اجيزت في العام 19?6، بضرورة التوحد في الجبهة الوطنية، على الضد من شعار (حزب واحد للديمقراطيين) الذي كان في الواقع يعني حرمان الطبقة العاملة من حزبها السياسي المستقل. وكان الحزب الشيوعي عنصراً فعالاً في لجنة التعاون الوطني التي اقيمت في العام 1947 ولعبت دوراً كبيراً في وثبة 27 كانون الثاني 1948 التي احبطت معاهدة بورتسموث وأسقطت وزارة الخبز الاسود والإرهاب وزارة صالح جبر. واسهم الحزب في بناء الجبهة الوطنية الانتخابية في العام 1954 التي افلحت في ايصال عشرة نواب معارضين للبرلمان رغم ما رافق الانتخابات من تزوير. وهو الامر الذي ا?عب الاستعماريين وأقطاب الفئة الملكية وحملهم على الضغط لإلغاء نتائج الانتخابات فجيء بنوري السعيد ليترأس الحكومة والشروع بإصدار مراسيم ملكية تنتهك الدستور بفظاظة متناهية، وكانت باكورة هذه المراسيم مرسوم حل المجلس النيابي، الذي لم يعقد سوى جلسة واحدة انتخب فيها رئيسه. وشدد نوري السعيد على الإرهاب وتحدي مشاعر الشعب وحركة التحرر الوطني العربية، وقمع انتفاضة الشعب في خريف 1956 لنصرة مصر في تصديها للعدوان الثلاثي ومناهضة الاحلاف الاستعمارية وفي مقدمتها حلف بغداد. الامر الذي استفز المشاعر الوطنية وحمل الحزب على ال?حرك من اجل اقامة جبهة الاتحاد الوطني في شباط 1957 وإعلانها في اذار نفس العام، فكان المبادر، كما يذكر الفقيد محمد حديد في مذكراته، للدعوة لإقامة جبهة الاتحاد الوطني التي شكلت القاعدة السياسية لثورة الرابع عشر من تموز.
 وكان الحزب وراء تنظيم الطلبة وعقد مؤتمر السباع في نيسان 1948 في اعقاب الوثبة وإعلان اتحاد الطلبة العراقيين العام. وعندما منعته سلطات العهد الملكي من مواصلة العمل العلني واصل العمل سراً حتى قيام ثورة الرابع عشر من تموز؛ حيث فاز في الانتخابات الطلابية بنسبة تقرب من 90 % من اصوات الطلبة في جامعات العراق والغالبية الساحقة من الثانويات. وحصل الاتحاد على نسبة تزيد على 80 % من اصوات طلبة الجامعات في العام 1967 الامر الذي اذهل اقطاب حكم عبد الرحمن عارف فبادروا الى الغاء نتائج الانتخابات.
 ومنذ بداية خمسينات القرن ماضي بادر الحزب الى تنظيم اتحاد الشبيبة الديمقراطية الذي مثل العراق في مهرجانات الشبيبة الديمقراطية التي كانت تعقد كل سنتين مرة في عواصم الدول الاشتراكية في الغالب. هذا الاتحاد الذي نظّم ألوف الشباب قبل ثورة الرابع عشر من تموز 1958 ليضم في صفوفه بعد الثورة عشرات الالوف.
 وبرغم تخلف الريف وانتشار الامية فيه على نطاق واسع جدا، عمل الحزب الشيوعي العراقي على بث الوعي بين صفوف الفلاحين عن طريق (جمعيات اصدقاء الفلاحين) منذ الاربعينات وقاد انتفاضاتهم البطولية في الخمسينات في قلعة دزه وهورين وشيخان وآل ازيرج والديوانية وغيرها. ونظم جمعيات الفلاحين سراً للنضال من اجل حقوق الفلاحين وتطبيق قانون قسمة الحاصلات الذي امّن للفلاحين بعض حقوقهم، وأسهمت في نصرة الثورة يوم الرابع عشر من تموز 1958 وشل القوى الاقطاعية والعناصر الرجعية في الفرقة الأولى في الديوانية عن التحرك ضدها، لتبرز بعد ال?ورة بالمئات وشكلت اتحاد الجمعيات الفلاحية الذي ضم مئات الوف الفلاحين في شتى انحاء البلاد.
 واهتم الحزب بالمرأة وعمل على توعيتها وتنظيم طليعتها في جمعيات علنية لم تسمح سلطات العهد الملكي بتطورها، فعمد الحزب الى تشكيل رابطة الدفاع عن حقوق المرأة سراً. وبعد ثورة الرابع عشر من تموز 1958 برزت باعتبارها منظمة جماهيرية تضم عشرات الوف النساء وأسهمت في اعداد وسنّ القانون رقم 188 لسنة 1959، الذي يعد مكسباً كبيراً للمرأة وكان لمكانتها الكبيرة تأثير في اختيار رئيستها المناضلة الفقيدة نزيهة الدليمي لتكون اول وزيرة ليس في العراق فحسب بل في كل العالم العربي.
ولا يفوتني ان اذكر الدور الكبير للحزب الشيوعي العراقي في بلورة الشعارات الملائمة للحركة القومية الكردية في العراق؛ إذ رفع شعار الحكم الذاتي في العام 1956 في تقرير المجلس الحزبي (الكونفرنس) الثاني، ويوم مسخ الحكم البعثي الحكم الذاتي الذي اضطر الى الاعتراف به في العام 1970، صاغ الحزب شعار الحكم الذاتي الحقيقي لكردستان في العراق الديمقراطي وهو الشعار الذي طوره في العام 1991، إذ اضاف اليه (وصولاً الى الفيدرالية) التي تبناها الدستور بعد انهيار الحكم الدكتاتوري البغيض.
 ولم يقتصر دور الحزب على ما ذكرت في النضال من اجل الديمقراطية وتنظيم الشعب، إذ لا بد من الاشارة الى دوره في اشاعة مفاهيم الحداثة في الادب والفن. فليس سراً ان غالبية الفنانين التشكيليين في العراق يحسبون على اليسار. وان ابرز وجوه الشعر الحر في العراق والعالم العربي كانوا في غالبيتهم يحسبون على اليسار إن لم يكونوا منتمين الى الحزب الشيوعي العراقي من امثال بدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي في ميدان الشعر ومحمود صبري في ميدان التشكيل والعديد من كتاب القصة والرواية وفي مقدمتهم غائب طعمة فرمان. وحتى الجواهري ال?بير رد على من ارادوا ان يجعلوا من قربه لليسار والحزب الشيوعي سبة بالقول ما معناه إن لم اكن كذلك فلست بالجواهري. ويكفي في هذا السياق ان نذكر (الثقافة الجديدة) وما مثلته من دور في مجال الشعر والادب عموماً. وبودي ان اذكر واقعة سبق ان ذكرتها عند رحيل الفقيد يوسف الصائغ، الذي كرس اطروحته للكتابة عن الشعر الحر في العراق، وكان المشرف عليه الفقيد الدكتور علي جواد الطاهر وقيم الاطروحة بكونها تستحق درجة الدكتوراه، إذ اهدى الصائغ نسخة من الاطروحة الى الحزب الشيوعي ناعتاً اياه (ابو الشعر الحر في العراق). ويمكن الاشارة?الى الدور المرموق الذي يقوم به الحزب في رعاية الشعر الشعبي ومن ابرز وجوهه ومبدعيه في العراق من الشيوعيين: مظفر النواب وزاهد محمد وعريان سيد خلف وكاظم اسماعيل الكَاطع وغيرهم كثيرون.
 هذه بعض الخواطر التي سميتها بالمتناثرة ادرجتها ليستفيد منها رفاق الجيل الجديد من الشيوعيين في التعرف أكثر الى حزبهم المجيد ودوره في الحياة السياسية والفكرية في عراقنا الحبيب الذي كلي ثقة بأنه يستطيع بفضل قواه الحية التخلص من الارهاب والفكر الظلامي ومواصلة السير لاستكمال بناء العراق المدني الديمقراطي الاتحادي الموحد المستقل وتحقيق شعار الحزب: وطن حر وشعب سعيد.
ـــــــــــــــــ
*عن مجلة «الثقافة الجديدة» في عددها الصادر اخيراً في آذار الحالي.
** الاستاذ عبد الرزاق الصافي، سياسي عراقي معروف، محامي وصحفي، رئيس تحرير جريدة «طريق الشعب» منذ صدورها علنية في 16 /9 /1973 حتى تعطيلها في 5 /4 /1979، وهو قيادي سابق في الحزب الشيوعي العراقي وما زال يواصل نضاله في صفوفه.
 
......................................
 
 
سلام ، عليك السلام
 
 
هاشم العراقي
سلام ،
عليك السلام...
وقل للعبلي ،
وللحيدري ،
سلام وشوق شيوعي ،
وحب عراقي ،
وصبر نبيل ....
فلم ينتصر اي غدر ،
ولم  ينهزم حبنا المستحيل ،
ولم يهجر الحزب عنوانه ،
ولم يتوقف
مسلسل غدر الجناة
ولم يتوار الظلام الطويل .....
فنحن  ( سلام )،
واحفاد ( فهد ) ،
وحين ولجنا صباح " التحرر "،
ولجنا اليه باسماء اخرى ،
فيرحل " وضاح " مستعجلا،
كصوت قذيفه ،
ويرحل " كامل " ، مثل الظنون الاليفه ،
وكان يخاف على حراسه من رصاص اعد لاحلى شباب العراق ،
ليبقى الخليفه ،.....
 
سلام،
عليك السلام
وقل  للعبلي ،
وللحيدري ،
هنالك راياتنا الخافقات،
هناك المزيد من القادمين
هناك المزيد من الراحلين ،
فحزب كهذا بنته ثمان عقود من الراحلين ،
وحتى الذين نجوا في الطريق ،
رموز شهاده....
وهم شهداء،
ومشروع موت عراقي مؤجل ،
فحزب سلام ،
حديقة حب ،
ودرب شهاده.....
 
سلام
عليك السلام
وانت المعلم ، حتى وانت تقاوم حقد اخس الطغاة
وانت المعلم ، حتى وانت تموت لنحيا ،
ونزرع وردا على صدر اغلى الحدائق ،
فوق خدود رفيقاتنا الباكيات ،
وبين مناشيرنا الثائرات ،
وتحت مقابر نعرف اسماء سكانها الخالدين....
وانت المعلم
انت الذي كنت ابهى واكمل ،
حين استضافوا ضلوعك فوق موائد اسيادهم خائبين ،
وباعوا الفرات
وانت المعلم حتى وانت تموت ،
لنحيا
ويحيا العراق
ويحيا الفرات....
 
سلام،
عليك السلام،
على الحيدري والعبلي ،
على كل اسم ترشح هذا الصباح ،
ليصبح عضوا جديدا،
ويفتح نافذة رائعة
على بهو دارك.....
ليمشي الطريق الذي عبدته ثمان عقود ،
صخور وشوك وجمر،
ونار كنارك....
وخوف ودمع وموت جديد
وبعض اعتذار لباقي الرفاق
لانك لم تكمل القادمات
ونحن ابتدأنا بوهج اعتذارك ...
سلام عليك
على الحزب حين يعود الربيع
ويفتح ابوابه الناطرات
لوقع خطاك ،
وعيد انتظارك ...
 
 
........................
وفــــاء*
حسين عجة**
احتفل في السرّ والعلن، كغالبية الناس في العراق، بالعيد الثمانينيّ للحزب الشيوعي العراقي: عندما يحتفل المرء بعيد ما، لا سيما بعيد كهذا، يصبح من المبالغ فيه وغير المعقول نوعا ما تقدّيم مبررات فرحه واحتفاله. يكفيه التعبير الصادق عن هذا الفرح. ومع ذلك، لا تعوزنا أسباب الإفصاح عن دوافعنا العميقة والمباشرة إزاء مناسبة عظيمة كهذه: الاحتفال بالعيد الثمانينيّ لولادة الحزب الشيوعي العراقي يعني، في الجوهر والواقع، احتفال بالحركة الوطنية والشعبية المعاصرة، بالإنطلاقة البكر للحراك الجماهيري المنظم فعلياً، ضمن لحظته الت?ريخية، أو، بشكل أدق، احتفال بفعل التدشين الأول. تدشين ماذا؟ تدشين المواجهة الحقيقية للقوى والعناصر المحسوبة على الموقف التاريخي-السياسيّ الذي كان سائداً، وتلك التي لا يتعامل معها باعتبارها قوى وعناصر تنتمي إليه؛ وبالتالي سعيه الحثيث والعنيف لحجبها، إقصائها أو التنكر لوجودها، حتى وإنّ كانت في داخله أو مشمولة فيه. ذلك ما يُسمى بالمعيار الهيكليّ للانتماء، أو الشرط التقليدي للتقديم، حيث تجري عملية الحساب والفرزنة التي يقوم بها الموقف ذاته، ما بين الإنتماء العضوي للعناصر وتلك المشمولة فيه. لكن هناك عملية حساب و?رزنة ثانية، لا يقوم بها، هذه المرة، الموقف أو العناصر المنتميه له، وإنما ما نطلق عليه تسمية حالة أو بنية الموقف الهيكلية (مجموع القيم والمراتب المتوارثة وخادمة مصالح القوى المهيمنة). هنا ينبغي القول بأنه لا يمكن لأي فعل تدشينيّ، إنّ كان ذلك في ميدان الفكر أو ضمن حقل الممارسة الشاسع، أن يشرع، ينطلق أو يلوح بأشعة نهاره، إلاّ عندما يكون ثمرة أو نخراطاً في الأفق الجديد الذي فتحته «واقعة» ما، واقعة بعينها. الواقعة السياسية -التاريخية في القرن العشرين، التي زحزحت ضيق أفق البنية السياسية-التاريخية السائدة حينها، ?انت ثورة 17 أكتوبر البطولية الجماهيرية، حيث ظهرت وكشفت عن نفسها كل ممكنات الموقف الضمنية، أو تلك التي لم تكن محسوبة عليه. أيّ القوى التي كان الموقف يفعل كل شيء من أجل قمعها أو مسح آثارها. وذلك إنطلاقاً من الواقع المحلي ومن ثم على الصعيد العالمي أو الأممي بالأحرى. من ناحية أخرى، يجب القول بأن الواقعة التي نتحدث عنها هي الاسم الآخر للمعجزة المحايثة، التي تنطلق من داخل الموقف ولا تأتيه من الخارج باعتبارها واقعة برانية أو إعجازية ربانية؛ لكن وبالرغم من حقيقة أنها فعل ثوري داخلي، فإن ذلك لا يحرمها من الزخم الذي?يضعها على مصاف الإنسانية برمتها. انطلاقاً من زاوية النظر هذه، لا ينبغي القول بأننا نحن منْ يحتفل بالعيد الثمانيني للحزب الشيوعي العراقي، بل، على العكس من ذلك تماماً؛ تلك الولادة هي منْ منحتنا، منذ البدء، فرصة، مناسبة وحق الاحتفال بها. بتعبير آخر، يشبه الأحتفال بعيد ولادة الحزب الشيوعي العراقي لحظة تحطيم سجن «الباستيل» في فرنسا، أيّ أن ذلك التحطيم هو من أسس لكل الأعياد المستقبلية به، وليس العكس. فكما كان أخذ «الباستيل» من قبل الثوار بمثابة نزع الشرعية عن طبقة الأسياد والنبلاء، من جانب، ودفع الشعب أو الأمة ا?فرنسية للدخول في عملية الإبداع الكبرى للحياة والشروع ببناء عالم يرتكز على قواعد ومعايير الإعترالف بآدمية الإنسان، بصرف النظر عن عقيدته، وطنه والثقافة التي ينتمي إليها، وذلك ما مهد لبزوغ معارف وثقافات جديدة، متحررة من ثقل الذهنية الإقطاعية وشطحات الفكر الميتافيزيقي التجريدية، كذلك كان فعل التدشين الذي قام به قادة الحزب الشيوعي العراقي الأوائل بمثابة ثورة وعمل دؤوب ومتواصل من أجل تحرير البلد من ثقل الهيمنة الاستعمارية - الإمبراطورية، وتحالفاتها المشبوهة وقوانينها الطبقية المجحفة، ومن ثم تحرير الإنسان، بشكل ع?لي من آفات الفقر الجهل والمرض، من ناحية، ومن الناحية الأخرى، إطلاق الممكنات الثرية، ولكن المعطلة والمهمشة ضمن الموقف العام، وكذلك ممكنات الأفراد والجماعات الإبداعية.
 إن شعار «وطن حر وشعب سعيد» هو بالدقة تلخيص رائع ودقيق لبعديّ النضال الشعبي: نضال ضد القوى الإمبريالية الإستعمارية، التي لا تتعامل مع الأوطان إلاّ من زاوية نظر مصالحها الإقتصادية والجيوسياسية، أيّ تحويلها لتلك الأوطان إلى مجرد أسواق تعرض فيها ليس سلعا، بضائع وأدوات الأستهلاك اليوميّ لماكنة الإنتاج الإمبريالية الضخمة والمرعبة، أيّ تلك التي تمس حياة البشر في كل مكان وزمن وحسب، وإنما أيضاً أسواق ومعارض الأسلحة والموت، الذي تدفع نحوه شعوب الأرض مرغمةً، بحكم أزمات النظام الرأسمالي الحتمية، التي تشطر العالم إلى عسكرين أو عالمين بالأحرى: عالم الأثرياء القلائل، الذين لا يكفون عن الاغتناء وعالم الفقراء، الذين يساقون بقسوة نحو كل أشكال الفقر، العوز، الحرمان والفاقة. لهذا فإن مفردة «سعيد» لا تعني، في مطلق الأحوال، سعادة تماثل أو تشبه «سعادة» الفرد البرجوازيّ، المُفبرك تاريخياً ومحدود الأفق أبدياً، وإنما تحقيق بعد العدالة والكرامة الإنسانية، التي لن يكون هناك لا وطن ولا عالم من دونهما. لهذا فإن الوفاء لشعار «وطن حر وشعب سعيد» هو، بالدقة، وفاء للفعل التدشينيّ الأول الذي تحدثنا عنه. وهذا معناه: في كل مرة ألفظ فيها «وطن ح? وشعب سعيد»، أكون على أهبة الإستعداد للإنخراط في زخم الواقعة التي فجرته، أي أن أشرع، من ناحيتي، في أن أكون بلشفياً من جديد. في هذه اللحظة التاريخية، الآنية، في القرن الحادي والعشرين، أو في كل القرون التي ستعقبه.
ـــــــــــــــــــــــــ
* عن مجلة «الثقافة الجديدة» في عددها الصادر اخيراً - آذار 2014.
** كاتب ومترجم عراقي مقيم
في باريس.

ص5

في الذكرى الثمانين للحزب الشيوعي العراقي
العلاقات التاريخية بين الحزب الشيوعي العراقي وجبهة التحرير الوطني البحرانية
 
 
رضي السماك
رضي السماك، باحث سياسي وتراثي بحراني، خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، جامعة القاهرة عام 1976، انضم الى جبهة التحرير الوطني البحرانية عام 1973 من خلال اتحاد الشباب الديمقراطي، وفي عام 1985 عين في اللجنة الثلاثية الفكرية والاعلامية التابعة للجنة المركزية في الداخل.
اعتقل في نفس العام وتعرض للتعذيب الشديد في سجن القلعة بالمنامة، وفي عام 1988 صدر عليه حكم بالسجن لمدة ثلاث سنوات بتهمة الانتماء الى تنظيم سياسي سري غير مشروع يهدف الى قلب نظام الحكم القائم وقضى تنفيذ الحكم في السجن نفسه، وتم فصله من منصبه في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية كرئيس لقسم العلاقات الدولية. له بحوث سياسية وتراثية عديدة نشرت في صحف بحرانية وخليجية ابرزها: الايام، واخبار الخليج البحرانيتين. والخليج الاماراتية والسفير والنهار البيروتيتين، والطليعة والقبس الكويتيتين. عضو في الهيئة العلمية لمجلة "الثقافة الشعبية" التراثية الفصلية، ينشر على الموقع الالكتروني للمنبر الديمقراطي التقدمي، الذي حل محل جبهة التحرير الوطني البحرانية في المرحلة العلنية، بعض المقالات والابحاث السياسية بصورة متقطعة غير منتظمة.
****
لعل مرور ثمانية عقود على تأسيس اول تنظيم اشتراكي يساري في ارض الرافدين، العراق العظيم، ممثلاً بالحرب الشيوعي العراقي 1934، فرصة لاغتنام هذه المناسبة لتسليط شي من الاضواء على العلاقات التي تربطه مع اول تنظيم اشتراكي يساري في الخليج العربي وفي ارض اوال "البحرين" الا وهو حزب جبهة التحرير الوطني البحرانية الذي تأسس في فبراير (شباط) من عام 1955، ابان الانتفاضة الشعبية المجيدة المعروفة بقيادة هيئة الاتحاد الوطني في الفترة 1954- 1956.
وعلى الرغم من التفاوت الزمني بين عمري الحزبين الشقيقين، حيث يكبر الحزب الشيوعي العراقي 20 عاماً حزب جبهة التحرير الوطني البحرانية، فانه ومنذ السنوات الاولى من تأسيس هذا الاخير ارتبط بعلاقات حميمة مع الحزب الشيوعي العراقي الشقيق سرعان ما توطدت على مختلف الاصعدة الفكرية والسياسية والتنظيمية، بدءاً من اوخر الخمسينيات على وجه الخصوص، وهي فترة خصبة من تاريخ العراق السياسي الحديث وتاريخ الحزب الشيوعي العراقي والتي وصل خلالها الى ذروة صعوده السياسي والجماهيري، وبخاصة بعد ثورة 14 تموز بقيادة الشهيد الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم، ففي خلال هذه الفترة المجيدة من حياة الحزبين الشقيقين (اواخر خمسينيات واوائل ستينيات القرن الماضي) جرى تدشين جسور العلاقة بين جبهة التحرير الوطني البحرانية والحزب الشيوعي العراقي، ولعل من ابرز شواهد هذه العلاقة، الفترة التي قضاها احد قادة جبهة التحرير الوطني البحرانية الا وهو المناضل الراحل الرفيق علي دويغر خلال اواخر الخمسينيات في العراق، حيث عاصر في السنوات الاخيرة من العهد الملكي والسنوات الاولى من العصر الجمهوري بعد قيام ثورة 14 تموز 1958 العراقية، واكتسب خبرة سياسية وتنظيمية اثناء اقامته في بغداد من خلال عضويته ونشاطه في الاتحاد العام لطلبة العراق الذي كان تحت نفوذ الحزب الشيوعي العراقي، وهو المنظمة الطلابية التي تعمل ايضاً تحت الارض حتى قيام ثورة 14 تموز. كما انخرط في صفوف لجان المقاومة الشعبية للدفاع عن الثورة ومكتسباتها، الا انه واجه اثناء اقامته في العراق بعض المضايقات من قبل السلطات العراقية واجبر على مغادرة العراق على ظهر سفينة متجهة الى قطر.
كما ساهم الرفيق الراحل دويغر بعدد من الدراسات والبحوث المتعلقة بالعراق من ابرزها: دراسة عن "العراق: العمل في الزراعة سياسات الاصلاح الزراعي 1958"، دراسة عن "العراق: البيروقراطية في المرحلة الانتقالية حالة الادارة الزراعية في العراق 1958- 1970".
وبالرغم من ظروف العمل السري القاسية الصعبة التي صبغت النشاط السياسي لكلا الحزبين معظم سني حياتهما فان اشكال هذه العلاقات بين الحزبين مضت نحو التطور في مختلف المجالات طوال ستينيات القرن الماضي سواء على الصعيد الثنائي المباشر ام من خلال النشاط السياسي الدولي في المهجر، سواء في بعض العواصم العربية كبيروت ودمشق والقاهرة او عواصم بلدان المنظومة الاشتراكية السابقة وعلى الاخص موسكو. ازداد توطد هذه العلاقات بين حزبي الشيوعيين البحرانيين والعراقيين خلال عقد السبعينيات وعلى الاخص في النصف الاول منه حيث شهدت الحياة السياسية في كلا البلدين ظروفاً مؤاتية الى حد ما من العمل العلني.
ففي العراق تمتع الحزب الشيوعي العراقي خلال هذه الفترة القصيرة من العمل العلني ابان الجبهة الوطنية التقدمية التي وأدها دكتاتور العراق السابق المقبور صدام حسين عشية صعوده رسمياً الى قمة السلطة عام 1979 وبخاصة بعد شنه حملة القمع الواسعة النطاق على عناصر الحزب الشيوعي العراقي والذي يعد العمود الفقري لاحزاب الجبهة الوطنية خارج السلطة، وفي المقابل تنسم حزب الشيوعيين البحرانيين شيئاً من العلنية غير الرسمية، او على الادق تخفيف درجات الملاحقة البوليسية نسبياً وذلك على اثر استقلال البحرين عام 1971 ثم اقامة مجلس نيابي منتخب عام 1973 والذي فاز فيه ائتلاف من اليسار "تكتل الشعب" بثمانية مقاعد من مجموع 30 مقعداً الا ان هذه التجربة لم تدم بدورها سوى عامين بعد ان اقدمت السلطة القبلية الحاكمة بحل المجلس صيف عام 1975.  
وخلال تلك الفترة من شبه العلنية في حياة كلا الحزبين الشقيقين ساهم الحزب الشيوعي العراقي بناء على طلب جبهة التحرير الوطني البحرانية في تثقيف وتدريب عدد من كوادر جبهة التحرير الحزبية والشبابية والطلابية، كما كانت بغداد قبلة لوفود ممثلي الاحزاب اليسارية والتنقدمية في المنطقة العربية للمشاركة في الندوات السياسية والاقتصادية الاقليمية والدولية التي تستضيفها العاصمة العراقية. وكان امين عام حزب الجبهة الراحل سيف بن علي (احمد الذوادي) أحد مؤسسي الحزب من ابرز المشاركين في تلك الندوات العلمية، كما تتجلى اشكال المحبة والتقدير التي يكنها الشيوعيون البحرانيون لاشقائهم الشيوعيين العراقيين واتخاذهم من حزبهم مثلا أعلى ونبراسا في حياتهم النضالية في عدد من المظاهر التي عرفتها الحياة السياسية العامة والشخصية لحزب جبهة التحرير الوطني البحرانية، ومن ذلك انبهارهم واستلهامهم للملاحم البطولية في الصمود بوجه الجلادين في غياهب السجون والتي سطرها ثلة من خيرة رفاقكم الشهداء وعلى رأسهم الرفيقان القائدان مؤسس الحزب الخالد فهد وسلام عادل.
ولا غرو اذا ما علمنا بأن العشرات من رفاقنا وأنصارنا قد اطلقوا اسمي هذين القائدين الفذين على مواليدهم، ولربما هذه الظاهرة او التقليد اللافت قلما نجدها لدى أي حزب آخر من الأحزاب الشيوعية الشقيقة في البلدان العربية.
ولعل حزبنا هو الحزب الوحيد من بين تلك الأحزاب الذي جذبه بقوة شعار حزبكم الخالد "وطن حر وشعب سعيد" وتبناه كشعار دائم له يعرف ويتميز به بين فصائل الحركة الوطنية بخاصة والحياة والسياسة بوجه عام. وابان انطلاقه انتفاضة فبراير / شباط من عام 2011، وتحديدا خلال الاعتصام الجماهيري الحاشد الذي قدر بما لا يقل عن ربع مليوم معتصم، بما يوازي ثلث سكان البلاد من المواطنين تقريبا، والذي كان المنبر التنقدمي الديمقراطي (وريث حزب جبهة التحرير الوطني البحرانية) في مرحلة العلنية الجديدة الراهنة بعد اصلاحات 2001 الشكلية النسبية التي اعلنها ملك البلاد والتي سرعان ما جرى الاجهاز عليها، كانت خيمة المنبر في اعتصام دوار اللؤلؤ الجماهيري يتوجها ويزينها على يافطة عريضة بخط كبير بارز خط على  يافطة حمراء شعارنا المشترك "وطن حر وشعب سعيد".
ولعل من مظاهر هذا التأثر والاعتزاو البالغين ايضا، ما تحظى به اغاني فرقة الطريق العراقية التابعة لحزبكم من شعبية جارفة منقطعة النظير في صفوف عامة رفاقنا والأنصار والفئات الشعبية القريبة من نبض الحزب، وهذه الأغاني ما زالت تتردد على شفاه الشيوعيين البحرانيين وانصارهم في مختلف المناسبات الحزبية والسياسية العامة. وبالمثل فإن عددا من فناني الحزب الشيوعي العراقي يحظون بشعبية منقطعة النظير لدى رفاق الحزب وانصاره وجماهيره، ولعل من ابرزهم الفنانان جعفر حسن والمرحوم الراحل فؤاد سالم والذي  يحظى بشعبية طاغية على الصعيد السياسي وعلى الصعيد الشعبي العام لدى مختلف فئات الشعب ممن يستهويهم الفن الغنائي والموسيقى العراقية وكان الفنان جعفر حسن قد احيا حفلة غنائية قبل سنوات قليلة في قاعة جمعية المهندسين التي غصت بالجمهور الذي تفاعل بحماس كبير مع اغانيه الوطنية.
ومن نافلة القول ان العلاقات التاريخية بين الشعبين العراقي والبحراني وما يربطهما من روابط وعلاقات تاريخية مختلفة حضارية ودينية واجتماعية وثقافية تضرب بجذورها في اعماق التاريخ انعكست بطبيعة الحال على العلاقات بين الحزبين الشقيقين ناهيك عن العادات والتقاليد والسمات المشتركة بما في ذلك التشابه اللهجوي وعلاقات المصاهرة والامتدادات العائلية والعشائرية والقبلية المشتركة، ناهيك عن الهجرات المتبادلة، ليس خافيا على احد من كلا الحزبيين ان عددا من رفاقكم انما تعود اصولهم الى البحرين.
واذ نزف أحر التهاني والتبريكات القلبية للحزب الشيوعي العراقي الشقيق في ذكرى ميلاده الثمانين، وفيما يستعد حزب الشيوعيين البحرانيين بدوره للاحتفال في العام القادم بمرور ستة عقود على ميلاده فان الآمال تحدونا بقوة بأن تشهد هذه العلاقة بين الحزبين المجيدين دفعة قوية من التوطد في سياق تطور مسيرتهما النضالية وصمودهما وإصرارهما وإرادتهما الفولاذية لتخطي العقبات والأوضاع السياسية الراهنة البالغة التعقيد التي يمر بها حزبيهما وشعبيهما وعلى الاخص في ظل الانشطارات والتجذابات الطائفية المتشابهة في كلا البلدين. كما تحدونا الآمال بأنهما وبإرادتهما الفولاذية لتخطي تلك العقبات والأزمات  الكبرى البالغة التعقيد ستكون هذه العلاقة بين الحزبين الشقيقين اكثر ازدهارا جنبا الى جنب مع استعادة نفوذهما وقوتهما الجماهيرية التي عرفا بها في سنين الصمود والعز والكرامة وليكونا اكثر قربا من تحقيق شعارهما الخالد "وطن حر وشعب سعيد".
 

............................................
وللذكرى.. سنابل

د. موسى الخافور
انا.. من مدينة تصحو على العشق، وعبق الذكريات صباياها.. حياء، ورجالها امم تسير.. وفاء.
انا من مدينة.. يوقظ العصفور صغارها.. بفرح اراجيح الاعياد، واحلام الدواليب، وكبي.. نو.
ازقتها هرمة، وتحمل من رطوبة الماضي ما يصافح الجدران، واعمدة المصابيح. أنا.. وهي.
امتثال عشق وعصفور، حقل وارانب، بيدر وزرازير.
أنا من مدينة.. شوارعها- السادة- الجوادر- والحي.. وفيض الطفولة فيها.. نماء.
لمحنا فيها "المناجل" تظاهرة.. لامد بعيد.
وداعبتنا فيها نعومة المطرقة رسماً قرب حمامات السلام.
لست شيوعياً!
لكنني منهم.. اعشق الثوار والدرابين والمطر وآذار والمناشير. أنا منهم..
معفراً بحداد شهداء الجسر.. ومواكب الاخلاص.
وكم هناك امتصني "معتقل" له البقاء.. ضياء
لست شيوعياً..
لم اشارك في اجتماع، ولا ببدل انتماء! ولم احظ بزهو عضوية ولا برقم هوية.
ولم يكن لديّ تذكرة من احصاء، لكنني شاركت في الذوبان عشقاً باتجاه الضفة الاخرى ومسرعاً كعصافير المساء، اقلب الجريدة
انه الجمال في نقائه
والطيب في شبابه
انه التفاني من اجل هدوء سرب الحمام
لست شيوعياً
لكنني معهم
اعود في المساء مع الثوار
اشرب ما يتناولون من اخبار
واتيه في درابين مدينتي المليئة بالاسرار
لست شيوعياً..
ولا اجيد مساحيق السياسة
انما يساورني الخجل من الصمت في ظل عيون المدينة
انا الذي لا يجيد سوى قراءة الجريدة
واشياء عن بعض الوصايا الدفينة
فكنت في شريط الازمنة
محباً للسلام ولـ سلام وللهدوء ولـ سلمان
وزيارة وسيد رياض وكاظم شرهان ورحيم عبعوب وعبد الله حريجة واظل دوماً.. منتمياً.
لدعوات الانتظار وشهداء الجسر والحنطة والعشق المنشور وسير الثوار
لست شيوعياً..
لكنني منهم!
بيدين عاريتين
ونسرين بقاء، يعطر نعومة السنابل الثمانين.

.................................
الصائغون َ ذَهَبا ً..
 
ابراهيم البهرزي
كأنَّ الثمانين َ زاد المسافر  لمّا يريد بلوغ َ العراق
حكايته ُ في الطريق الطويل ِ اليه ِ
فكل ُّ المدى موحش ٌ
غير َ تلك َ الفتوّة  بين ثنايا حديث  الثمانين ِ
مجد ٌ من المطر ِ البض ِّ يغسل ُ عُشبة َ تلك َ المدينة ِذاك َ هديل ُ اليمام ِ الذي  يترقرق ُ عِبْر َ الأنينْ.
كأن َّ الشيوعي َ ذاك َ الندى
رفقة ُ الود ِ والفجر ِ تمنحه ُ الحُسْنَيين :
أوّل ُ الغيث ِ بعد َ اليباب ِ
وآخر ظل ٍّ يفيء ُ له المتعبون ْ.
قطرة ٌ انت َ معقودة ٌُ في الجبين ْ
ضُفرَت ْ في غضون ِ الرضا والغضب ْ
وهي بين َ الأسى والتعب ْ
تتمسّك ُ بالنور ِ , ما سقطت ْ مرّة ً
هي أيمان ُ من يؤمنون َ ولا يركعونْ.
وحسب ُ الشيوعي ِّ أن َّ يديه تجُسان ِ ماءاً , فيطهر ُ ماء ُ
وأن َّ له ُ في صلاة ِ الجياع ِ دعاء
وأن َّ له ُ حين َ يفرح ُ حزب ٌ بما يفرحون ْسجيّة َ ذاك الضمير  الذي لا اشتباه َ به  في الظنون ْ...
ليس َ يخسر ُ كالخاسرين
الشيوعي ُّ عَف ُّ الضمير ِ , وتلك السجايا التي لا تُباع ُ مواريثه ُ
أفقر ُ الخَلق ِ أن عدّدوا في الغنى
وهو مالك ُ كنز ٍ دفين
ليس يخسر ُ كالخاسرين
تلك َ طينته ُ
مارج ُ النور ِ والشهداء  ومضغة َ يوسف َ
ذاك الشهيد الامين ْ.
قيل َ
ما للشيوعي ِّ , ما للثمانين ِ ؟
قلت ُ:
الذي منه ُ لا يستحون ْ !
حسبه ُ أسمه ُ
ثم َّ يرتعش ُ المُرجفون ْ..
وماذا له ُ الذَهَب ُ الفلْز ُ وهو َ الاصم ُّ
سوى انّه ُ ذَهب ٌ؟!
ذهب ٌ ليس َ تذهب ٌ أيامه ُ , قلت ُ هذا الشيوعي إن قيل َ:
ما سرَّه ُ لا يهون ؟
كأن َّ الثمانين َ إرث ُ البلاد النقي ِّ جميعا ً
فَحسْبُك َ أن ْ طال َ ليل ُ البلاد ِ وان أوجِعَت ْ بالرزايا
وَحسْبُك َ أن طُوّقت ْ بالمنايا
بسفر ِ الثمانين ِ حسبك َ منها اليقين ْ....
 
.................................
من فراش المرض.. الناشئ
مبارك عيدنا

حسين الذكر
بعد اخماد الانتفاضة الشعبانية بايام، في ظل الموت والقهر والحرمان والخوف والخيبة والاحباط .. ممن غدر بالشعب العراقي الجريح، وساعد قوات السلطة لسحق قوى الشعب المنتفضة الثائرة من اجل حريتها وتحسين احوالها ورفع الحيف والظلم والكبت والحصار والقهر المفروض عليها، وابتكار سجن كبير اسسته قوى الشر المستفيدة الناهبة لخيرات العراق، تحت حكم دكتاتور طاغية مستبد، لا يهمه الا بقاء حكمه وتدعيم كرسيه وقتل وتنكيل كل من عارضه ونافسه مهما كان اسمه او لونه او معتقده او عشيرته او مذهبه . الدكتاتور كان مدعوما من كل القوى العالمية مدعية الدفاع عن الديمقراطية، في وقت كان الشعب يئن ويسحق تحت دبابات النظام واسلحة الدمار التي استمدها من حماته في الداخل والخارج .. وقتها ذاك وبتلك الظروف تشرفت بالتعرف على الاستاذ كريم الناشيء، عندما كان يمتلك محلا صغيرا لبيع ادوات منزلية بسيطة، يعيل بها نفسه واسرته وايتام ابنه الذي اعدمته السلطات بتهم جاهزة معبئة معدة سلفا لكل العراقيين بلا استثناء .. الفرق يكون بالوقت والاسلوب والظرف .. كنت قد اشتريت محلا صغيرا لبيع المواد الغذائية بالقرب من محله، لم اكن احب الاختلاط بالاخرين، الا بعد التاكد من ميولهم الفكرية ومستوياتهم الثقافية، وقد اعجبتني كلماته - بالمصادفة - وهو يصف شريطا خبريا كان يذاع في مونتي كارلو الفرنسية والبيبي سي البريطانية وصوت امريكا)، التي كان الشعب العراقي المقهور يسمعها ويتابعها باستمرار بحثا عن اي خبر او كلمة يشم منها رائحة الخلاص من الطاغوت، فدخلت معه على وجه السرعة بمجادلة تحليله للاخبار، اعجبه اسلوبي واطلاعي ولم يستمر الحرج بيننا، الا ايام معدودة .. عند ذاك كتب اول عهد صداقتنا الدائمة،مع انه شيوعي ومادي بحت، وانا اقرب للتيار الديني من اي توجهات اخرى، لست متحزبا، باي وقت كان، الا اني كنت اميل بطبعي كبقية العراقيين، لكل الجهات المظلومة، فضلا عن كوني من اسرة مضطهدة وفقدت شهيدا في نظالها ضد الاستبداد، وكانت مراقبة من قبل قوى الامن حينها، كما اني كنت مغلوبا على امري مهمشاً في كل شيء، لعدم اتاحة الفرص لامثالي .. بعد مرور اسابيع توطدت علاقتي مع الاستاذ الناشيء، الذي كان قد تقاعد من سلك التعليم منذ منتصف الثمانينات، وظل يعمل في بيع وشراء الادوات المنزلية البسيطة، بطريقة لا احتكارية بل معاشية يومية، لا يريد تطويرها ولا يبتغي سوى العيش بكرامة، بعيدا عن ذل السلطات، كنا نعيش ذات الظروف تقريبا، برغم كونه يكبرني بالعمر سنوات عدة، الا ان التقارب في وجهات النظر والتحليل ورؤية المستقبل والامور والتفاؤل السائد بيننا، برغم كل المصاعب والمتاعب والقهر والحرمان المحيط بكل جدران العراق، كنا نستمع ونقرا ونحلل كل كلمة تطرح في وسائل الاعلام وكل موضوع يكتب بالصحافة والكتب برغم شحة الاخبار خلف اسوار سجن الدكتاتورية المنيع المحصن عالميا.

ص6/7

قصيدة ...
بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي
 
قصائد منسوجة من ريش الحمامْ
حسن النوّاب
 
1
 الرجلُ الأحمرْ
بصمتٍ يتجرّعُ الجمراتْ
ثم يطلقهُا الى الفضاءِ
 حماماتْ .
2
الى قلبِ رجلٍ احمرْ
والى احضانِ الكادحينْ
طارَ الحمامْ .
3
لأنَّهم خُلِقوا للسلامْ
وصناعة الأمل والأحلامْ
ترى دروبَ نضالهم
 لا تؤدّي الى الكراسي
إنمّا الى منصّة الإعدامْ .
4
افكارهمْ خصبة
وارواحهم يانعة
واحلامهم باسلة
وقلوبهم ملآى
 بالرقةِ والإحساسْ
ولذا تزهرُ ورداً وهديلاً ونضالاً
في قلوب الناسْ .
5
بالمنجلِ حقولَ قمحٍ
 للفقراءِ يحصدونْ
وبالمطرقةِ
على رأس البرجوازي
وعروشِ الطغاةِ
يطرقونْ
ومن راياتهم الحمر
حمامات الى سماءِ العراقْ
يُطلقونْ .
6
عندما ترفرفُ الرايات الحمرُ
في الشوارع والمعامل والمزارع
والجبال والوديانْ
وفي كل بيتٍ
 وزقاقٍ وبستانْ
وتخفقُ عاليةً
فوق هامة َكل انسانْ
حينها فقطْ
يشعرُ الحمامُ بالأمانْ .
7
لم يكنْ جسدهُ الأحمرْ
على منصةِ الإعدامْ
إنما كان سرباً مدّمى
من الحمامْ .
8
الورد الأحمر
هجر الحدائق بسباقْ
حتى يكون قلائدَ
 حولَ اعناقِ الرفاقْ .
9
لولا دماءِ الشيوعيينْ
لما ظلّ لونَ الوردةِ
احمرْ .
10
تبقى الراية الحمراء
تمطرُ ورداً وضياءْ
لإنها منسوجةٌ من ريشِ الحمامِ
ودماءِ الشهداءْ .
بيرث - استراليا
 28 /3/ 2014
 
 
***
ثمانون عاما من النضال المجيد.. في سبيل وطن حر وشعب سعيد !
      د.صالح ياسر
 
بعد أيام ستحل علينا ذكرى عزيزة على القلوب هي مرور ثمانين عاما على تأسيس الحزب الشيوعي العراقي. فقبل ثمانية عقود بالتمام والكمال، ومع طلوع ربيع 1934، التمع في أفق العراق المستيقظ من سبات القرون أمل واعد بغدٍ أفضل للملايين المحرومة المكبلة، والمتطلعة الى مكان تحت شمس الزمن الجديد، زمن الحرية والتقدم والعدالة الاجتماعية. هكذا ولدت " لجنة مكافحة الاستعمار والاستثمار " التي كثّف اسمها برنامج عمل أجيال من خيرة أبناء وبنات شعبنا، من العرب والكرد ومن مختلف الانتماءات الطبقية والقومية والدينية والمذهبية، الذين انغم?وا في إطارها، ثم منذ صيف 1935 تحت راية " الحزب الشيوعي العراقي " في نضال مجيد حافل بالعزم والفداء من اجل استقلال الوطن وحريته، وخير الشعب وسعادته.
ومنذ بداية تأسيسه كشف الفصيل الفتي، الملتهب حُبا للوطن وبسطاء الناس أوراقه على صفحات جريدته الأولى السرية (كفاح الشعب) حيث دعا في عددها الأول الى تصفية القواعد العسكرية الأجنبية وإلغاء معاهدة 1930، والى يوم عمل من ثماني ساعات وتوزيع الأرض على الفلاحين. وسرت في الشارع الوطني والأزقة الفقيرة والمعامل والحقول همهمات رضا واستبشار، ولاح في العيون وميض عزم ووعد، فيما أجفل الحاكمون نفورا وخشية، وانكبوا على سيوفهم يشحذونها. وتحول الأمل منطلقا لعمل واعد منظم لا يكل، مفعم بنكران الذات والتضحية والعطاء الثر، حيث راح ?ستقطب كل يوم مزيدا من الساخطين على المستعمرين واحتكاراتهم النهّابة ونظامهم الملكي شبه الاقطاعي � شبه الرأسمالي، وتواصل متصاعدا دون انقطاع رغم موجات القمع والعسف والإرهاب.
هكذا اذن في 31 اذار 1934، دون ان نغفل ما سبق هذا التاريخ من نضالات متعددة الصعد، بدأ الرواد الأوائل ملحمتهم الثورية الكبرى يوم كانت الطبقة العاملة في العراق وليدة، تتلمس طريقها للتو إلى الحياة. كوكبة مقدامة من الشيوعيين بدأت مسيرة النضال والبلاد تئن تحت سياط الإقطاع وحراب بريطانيا الاستعمارية وقواعدها وجيوشها ومعاهداتها الجائرة والنظام الملكي والإقطاع، وناهبي ثروات شعبنا نفطاً وقمحاً. في ظل تلك الظروف انبثق الحزب الشيوعي العراقي كحركة سياسية من صميم حركة شعبنا الوطنية وحركة طبقته العاملة الفتية وكادحيه ولي? كما يدعي البعض انه " منتوج خارجي"، يتبنى الفكر الاشتراكي العلمي ويسترشد بالماركسية وبمنهجها المادي والجدلي والتاريخي.
هكذا إذن، من المنشور المحرض، إلى الكلمة الداعية، إلى التنظيم الصلب والشعارات الصائبة، نما الحزب وكبر فكبر به الوطن، وكبرت به الطبقة العاملة وحلفاؤها من الفلاحين وجماهير الكادحين وشغيلة اليد والفكر عموما. ومنذ ذلك الحين راح الشيوعيون العراقيون، رفيقات و رفاقا، يوسعون تحركهم وسط الجماهير متصدرين كفاحها السياسي والاجتماعي ومبلورين لها الشعارات الملموسة والتكتيكات الملموسة طبقا للظروف الملموسة. ومنذ ذلك الحين أيضا ومآثر شعبنا لا تُذكر إلا ويذكر معها الحزب الشيوعي العراقي ونضاله المتفاني والمتواصل دون كلل. وفي ?رحلة النضال تلك، ربط الحزب بإبداع بين النضالات الطبقية، نضال العمال ضد أرباب الأعمال والشركات الاستعمارية، وكفاح الفلاحين ضد الإقطاع، بالنضال في سبيل التحرر الوطني ومن اجل الديمقراطية. هكذا بدأت الثمار بالنضج منذ الأربعينات، مروراً بالخمسينات من القرن العشرين. وخلال هذه الفترة توالت المعارك التي كان للشيوعيين العراقيين دور ريادي فيها: وثبة كانون المجيدة في 1948، انتفاضة تشرين 1952، وانتفاضة الحي عام 1956، اضرابات عمال النفط في كاورباغي وحديثة، واضرابات عمال السجائر والموانئ والسكك، وانتفاضات آل زيرج ودزه ئ?، وعشرات غيرها من المعارك الطبقية والوطنية المجيدة والنزالات المشهودة التي مهدت لانتصار ثورة 14 تموز 1958.
وبمواجهة هذه النشاطات وضع النظام الملكي، وسادته وحماته في الخارج، قطع رأس الحزب الشيوعي العراقي على جدول الأعمال. ويوم واجه قادة الحزب الأماجد، فهد وحازم وصارم، بصمود المشانق في قلب بغداد عام 1949، حلت بالحزب فجيعة كبرى سرعان ما تحولت بعد عشر سنوات الى فعل ثوري. فقد كانت الجماهير على موعد مع ساعة الصفر في فجر 14 تموز 1958، حيث اندلعت الثورة التي لعب الحزب دوراً بارزاً ومشهوداً في الإعداد لها والمساهمة فيها والدفاع عنها.
غير أن العديد من القوى المحلية والخارجية التي أرعبها هذا الحدث الثوري الكبير، اقامت حلفاً غير مقدس لقطع الطريق على تطوير الثورة، ومن بين العوامل التي ساعدت في ذلك الخلافات التي اندلعت بين القوى السياسية وعدم ترتيب بعضها للتناقضات بشكل صحيح هذا اضافة الى النزعات الدكتاتورية لبعض قادة الثورة وعدم رهانهم على الجماهير الشعبية مما ادى الى انتكاسة الثورة وتتويج ذلك بثورة الردة في الثامن من شباط 1963. وهكذا جاء انقلاب شباط 1963 الأسود يدعو إلى ذبح الشيوعيين ببيان رسمي مشؤوم يحمل الرقم 13، فاستبيحت الدماء في أقبية?التعذيب. ان انقلاب شباط المشؤوم حدد مسارا جديدا للصراع اتخذ طابعا دمويا وقيامات وحروب داخلية وخارجية لا تنتهي. بيد أن "مهندسي" الانقلاب لم يتمكنوا من تحقيق أحلامهم، فقد تولى الحزب قيادة المقاومة الجماهيرية الواسعة للانقلاب الفاشي. ورغم استشهاد الرفيق سلام عادل، سكرتير الحزب، والعديد من أعضاء اللجنة المركزية ومكتبها السياسي، والمئات من كوادره وأعضائه، واعتقال عشرات الآلاف من أعضاء الحزب ومؤازريه، ومن الوطنيين والديمقراطيين، تمكن الحزب، رغم الجراح، من مواصلة النضال ليقف مرة أخرى في الخط الأمامي من المعارك ال?طنية والقومية والطبقية. وفي عام 1978 جرب الدكتاتوريون الجدد، الذين عادوا إلى السلطة بانقلاب قصر في 17 تموز 1968، أن يعيدوا سيناريو الماضي الأسود ولكن بحذاقة ومكر هذه المرة. غير أن أساليبهم لم تستطع أن ترغم الجماهير على الخنوع والاستسلام. لقد تناسى هؤلاء عِبر التاريخ ودروسه الثرية، فرغم شراسة الإرهاب ووحشية القتل ودهاء التضليل وشراء الذمم، لم تتحقق أحلامهم المريضة بتصفية الحزب الشيوعي العراقي. ماذا كانت النتيجة؟ رغم قساوة الظروف، ووسط برك الدم، نبتت زهرة حمراء، ومن الزهرة نمت بندقية ثائرة. فخاض انصار حزبنا ?لكفاح المسلح في ربى جبال كردستان، الى جانب اخوانهم البيشمركه من القوى الاخرى. و بنى الحزب ركائز جديدة في مختلف مدن العراق، وفي غضون سنوات قلائل تحول إلى قوة فاعلة تلعب دوراً بارزاً في الحركة الوطنية والديمقراطية، حتى غدا قطباً للمعارضة المناهضة للدكتاتورية. وفي 4/9/2003 رحل النظام الدكتاتوري إلى مزبلة التاريخ، والقي القبض على رأسه في جحر مظلم. انها نهاية "تليق" بطاغية ودكتاتور جلبت سياساته الرعناء لبلادنا وشعبنا الحروب والدمار والحصار والاحتلال البغيض والخراب. أما حزبنا الشيوعي العراقي فبقي، رغم عمق الجراح? مرفوع الهامة في سوح النضال، نخلة باسقة تمتد جذورها في أعماق ارض العراق التي رواها آلاف الشهداء على طريق التحرر والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
لقد انعكست جديّة نضال الشيوعيين العراقيين في سبيل الاستقلال والحرية في إدراكهم المبكر أهمية تلاحم القوى المناهضة للاستعمار والحاكمين من أتباعه. فكانوا أول من رفع شعار " الجبهة الوطنية"، وتقدموا المشاركين في مختلف التحالفات الوطنية والديمقراطية التي قامت في البلاد. ومن جانب آخر اتخذوا موقفا مبدئيا من القضايا القومية، لا سيما حقوق الشعب الكردي، الذي أكدوا حقه في تقرير المصير، ودعموا نضاله المشروع، وصاغوا له الشعارات التي تبنتها، فيما بعد، القوى القومية الكردية ذاتها، وكذلك من حركة التحرر الوطني في البلدان ال?ربية، وموقفه من القضية الفلسطينية والتضامن العربي عموما. وغمر حضور الحزب كل ميدان في حياة المجتمع، وألهب سعي الجماهير للخلاص من السيطرة الأجنبية ومن التخلف والاستغلال، ومن تسلط الدكتاتوريين وتجار السياسة. وامتد نشاطه الى كل زاوية في البلاد، في المدن والأرياف، والى مختلف طبقات الشعب الكادحة وفئاته: عمالا وفلاحين، كسبة ومثقفين، طلبة ونساء وشبابا. وتجاوز نشاط الحزب السياسي حدود العراق، وتجلى، مرموقا، في الساحتين العربية والعالمية، مناصرا الشعوب وحركاتها الوطنية التحررية والتقدمية، ومناهضا الامبريالية والحرب و?لعدوان والاحتلال.
ومنذ بداية تأسيسه، توجه الحزب الشيوعي العراقي، الى العمال وكان دوره الكفاحي في انتفاضاتهم ضد جور السلطات الرجعية عميلة الاستعمار معروفا لأبناء شعبنا منذ منتصف الثلاثينات من القرن العشرين. هكذا كان الحزب وسط معمان النضال الطبقي، يشارك العمال كفاحهم ويربط بينهم وبين كفاح شعبنا الوطني والديمقراطي العام. ولاحقا توالت نضالات العمال ومعاركهم الوطنية والطبقية وتنامى دور الحزب، الذي كان يقود وينظم في مختلف أنحاء البلاد، من كردستان الى البصرة، انتفاضات العمال، وينظم صنوفهم ويحرضهم ويزجهم في ساحات الكفاح. وكان لسنوا? النضال المديدة ثمارها، فخلال أشهر بعد انتصار ثورة 14 تموز 1958 انضم مئات الآلاف من العمال الى الحركة العمالية الديمقراطية واتحادها ونقاباته التي تأسست آنذاك.
ومنذ لحظة تأسيسه ايضا طاف الحزب أرض النخيل، وحقول الذرة والحنطة، والأهوار، وخاض مناضلوه نضالاتهم في القرى المنعزلة التي تتطلع الى الفجر، حيث استوطنتها الأمراض، وفتك فيها شيوخ الإقطاع، وسماسرة المدن، القرى التي لم يصلها سوى رصاص الشرطة، وحملات الحكومات التأديبية. هناك في اعماق الريف العميقة حمل الحزب راياته وطاف في قلوب الفلاحين الفقراء، فعلمهم أبجدية القراءة والنضال، ليقرؤوا اضطهادهم العلني بنشرات سريّة تارة وعلنية تارة أخرى، بحسب طبيعة السُلطات المتعاقبة والظروف الملموسة، وقادهم وسط رياح الظلام وظلم الاقط?ع، وهم يحملون مشاعل الحزب وكلماته، ويناضلون من اجل فجرهم، الذي هو فجر إخوانهم العمال وكل البسطاء والكادحين والفقراء، و المثقفين الثوريين والجنود والضباط الوطنيين والديمقراطيين، على امتداد العراق من زاخو حتى البصرة، ومن الرمادي حتى خانقين.
هكذا توجه الحزب الشيوعي العراقي، الى الفلاحين وكان دوره الكفاحي في انتفاضاتهم ضد جور الإقطاع والسلطات الرجعية معروفا لأبناء وبنات شعبنا. ففي انتفاضة الفلاحين في سوق الشيوخ بداية الثلاثينات من القرن العشرين كان حزب الشيوعيين العراقيين هناك، يشارك الفلاحين كفاحهم ويربط بينه وبين كفاح شعبنا الوطني والديمقراطي العام. فمن أولى البيانات التي أصدرها الحزب كان بياناً موجها للفلاحين وهم يقاومون ببسالة الرجعية والإقطاع. ولاحقا توالت نضالات الفلاحين وتنامي دور الحزب، الذي كان يقود وينظم في أرجاء الريف العراقي، انتفاض?ت الفلاحين في العمارة، والناصرية، والبصرة، والفرات، وده زئي، وكل مناطق كردستان، كما قاد الانتفاضة الفلاحية في الفرات عشية ثورة 14 تموز 1958 والإعداد لها. وكان لسنوات الكفاح العديدة ثمارها، فخلال أشهر بعد انتصار ثورة 14 تموز انضم (300) ألف فلاح الى اتحاد الجمعيات الفلاحية التي تأسست حينها.
كما انه وطيلة تاريخه النضالي المديد سعى الحزب الشيوعي العراقي الى بلورة مشروع التغيير ونشر قيم التنوير والحداثة والاستقلال الوطني والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والاشتراكية ونشر الفكر التقدمي وتطوير الثقافة الوطنية والديمقراطية. وكان لشريحة المثقفين فيه الدور البارز في بلورة مشروع التغيير وتنمية قيم التنوير والحداثة والفكر العلمي التي طرحها وروج لها الحزب. فقد لعب الحزب ومثقفوه ادوارا مهمة في خلق التراكم المعرفي وخاضوا، على الجبهة الثقافية، معارك الحفاظ على ذاكرة جمعية متقدة في مواجهة إشكاليات الوعي الجم?ي ومحاولات تزيفه من قبل السلط الدكتاتورية المتعاقبة، التي سعت لتشويه وظيفة الإبداع، ساعية لتحويلها الى وظيفة لإنتاج وإعادة إنتاج الاستبداد، وتحويل المعرفة إلى أداة لتبرير الأيديولوجيا القائمة على وحدانية المرجعية حيث تم حبس عملية المعرفة التي يحتاجها المجتمع في أقمطة لا يجوز التمدد خارجها!. ولولا الجذور العميقة للثقافة الوطنية - الديمقراطية العراقية لما استطاعت هذه أن تقاوم تلك الموجات من الاستبداد والعنف والتدمير المنظم. ولم يكن الحزب الشيوعي العراقي بعيدا عن تغذية روح المقاومة هذه وإبقاء جذوتها متقدة عبر?عقود ثمان بحيث اصبح الحاضنة الفاعلة في معركة التنوير والحداثة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والاشتراكية.
وبالمقابل فان الحزب ومنذ بداية تأسيسه ايضا، وفي إطار مهمته التنويرية، توجه الى مختلف مكونات المجتمع ومن ضمنها المرأة ودعمه لمحاولاتها الدائمة لتغير أوضاعها وإحقاق حقوقها في الحرية والعدالة والمساواة، وتحريرها من هيمنة التقاليد البالية، معتبرا ان قضية المرأة هي قضية مجتمعية بامتياز. ومنذ بدايات التأسيس، ورغم كل الصعوبات، كان حزب الشيوعيين العراقيين وسط معمعان النضال الطبقي والاجتماعي، يشارك النساء العراقيات كفاحهن ويربط بينه وبين كفاح شعبنا الوطني والديمقراطي العام. فعلى سبيل المثال لا الحصر شمل النضال من ا?ل الاستقلال والتصدي لمعاهدة 1935 الاستعمارية مشاركة واسعة للمرأة العراقية. وفي النصف الثاني من الأربعينات شاركت المرأة بشكل فعال في المعارك الوطنية وقضايا السجناء السياسيين، كما كانت مساهمتها في وثبة كانون الثاني المجيدة عام 1948 ضد معاهدة بورتسموث بارزة ونشطة.
ولاحقا توالت نضالات النساء ومعاركهن الديمقراطية والوطنية والطبقية، وتنامي دورهن وتنظيم نشاطهن الذي أدى الى تشكيل منظمة (رابطة الدفاع عن حقوق المرأة العراقية) وبشكل سري في 10/3/1952 والتي جمعت في صفوفها النساء على اختلاف اتجاهاتهن السياسية وطبقاتهن الاجتماعية والقومية والعقائدية. كما شاركت المرأة العراقية بنشاط فعال اثر قيام ثورة 14 تموز 1958 وساهمت في الدفاع عنها وعن مكتسباتها.
وبعد انقلاب شباط الأسود عام 1963 تعرضت الشيوعيات وكذلك الناشطات في الحركة النسائية الديمقراطية الى الملاحقة، وجرى اعتقال الكثير منهن ومن كوادر هذه الحركة اللواتي تعرضن الى التعذيب الوحشي والسجن والتهميش والإقصاء، واستمر هذا الأمر خلال الفترات اللاحقة ووجد ذروته خلال فترة الحكم الدكتاتوري.
وما انفكت الأوضاع الأمنية السيئة في عموم العراق بعد سقوط النظام الدكتاتوري، خاصة أعمال التخريب والتفجيرات والقتل الجماعي، تحصد يومياً أرواح الأبرياء من الأطفال والنساء والرجال، فيتزايد عدد الأمهات الثكالى والأرامل، وعدد الأطفال اليتامى. هذا إضافة الى ما تتعرض له النساء العراقيات في مختلف المدن العراقية من قتل وتضييق على الحريات وإجبار النساء على أنواع محددة من الملبس والممارسة الحياتية.
*****
هكذا اذن لم يكن الطريق من اجل "وطن حر وشعب سعيد" سهلا قطعا.. بل كان صعبا ومحفوفا بمخاطر شتى وتحديات هائلة.. وهذا هو طريق الجديد الناهض المتحدي للواقع والساعي لتغييره.
إن الملاحظات السابقة تتيح القول انه لم تكن للشيوعيين العراقيين، يوما طموحات مغايرة لطموحات الكادحين وعامة الشعب. لذلك ارتبطت مصائرهم على امتداد ثمانية عقود بمصائر الكادحين تقدما ونكوصا، انتصارا وانكسارا. وكان قادة الحزب وفي مقدمتهم مؤسس الحزب وبانية الرفيق (فهد) ورفاقه ورفيقاته، كل حين، في المقدمة بين شهداء المعارك المتوجة بالنصر، كما في الطليعة بين ضحايا الانكسارات وطغيان النظم القمعية والدكتاتورية من مختلف الالوان. رغم كل الصعوبات والأخطار والمحن بقيَّ الحزب مفعما بالعزم على مواصلة الشوط حتى يتحقق الأمل ?لذي أشاعه نشوءه في ربيع 1934 في " وطن حر وشعب سعيد ".
وأخيرا لن يكون للاحتفاء بالذكرى الثمانين مغزاه العميق وطعمه الخاص بدون ان نتوقف هنا و نحني هاماتنا اجلالا أمام اولئك الذين عبدوا لنا الطريق بدمائهم وعطاءهم اللامحدود فالجود بالنفس اقصى غاية الجود، انهم شهداءنا الابرار من نساء ورجال الحزب .. وهم بيارقنا الباسقة دوما في كل معركة وفي كل ساحة نضال.
ففي العيد اليوبيلي الثمانين نحمل مشاعل الشهداء، نسير على دروبهم المضيئة ونتذكر كل أولئك الذين وهبوا حياتهم دفاعا عن الحزب ومبادئه السامية. لقد أراد أعداء حزبنا أن يجتثّوا نبتة عصيّة ليس من عادتها التنكر للتربة العزيزة، ولكن هؤلاء اندحروا، فبقي الحزب نخلة باسقة في سماء وطننا.
هكذا اذن تخفقُ الرايةُ.. وتحت ظلالِها الحمراء، يتوهج اسم مؤسس الحزب الرفيق (فهد) الذي أرَّخ باستشهاده زمنا بطوليا يليق بكل مناضل نذر نفسه للوطن والحزب والطبقة واجتراح المأثرة. يتواصل قرع الأجراس للأبطال..إن الموكبَ يتواصل.. وفي الذاكرة يعيد التاريخ توهجه ولنقرأ الأسماء ولنحدق في دم العناوين: حازم، صارم، سلام عادل، جمال الحيدري، جورج تلّو، محمد حسين أبو العيس، محمد الجلبي، حسن عوينة، طالب عبد الجبار، صبيخ سباهي، حمزة سلمان، عبد الرحيم شريف، محمد صالح العبلي، عبد الجبار وهبي، كامل قزانجي وتوفيق منير.
مسيرةٌ حافلةٌ في الفداءِ والتضحية، طويلةٌ بطول العراق وعرضه، تشهد عليها محطات النضال المعمدة بالدماء الزكية لبطلاتنا وأبطالنا. لنحدق في الملامح.. ونتفرس في الوجوه المضيئة، وننطق بالأسماء.. لنقرأ قائمةً أخرى بأسماء أولئك الذين استشهدوا في السجون، من بين ذلك في مجزرتي سجن بغداد وسجن الكوت وانتفاضة الحي الباسلة: دنحا يلدة ، نعمان محمد صالح الاعظمي، هادي عبد الرضا، موسى سليمان، احمد سليمان، احمد حسون، صبيح مير، وحيد منصور، احمد علوان، عبد النبي حمزة، رؤوف صادق الدجيلي، مهدي الشيخ حسين الساعدي، المربي يحيى قاف،?الشيخ عبد الواحد وياسين سلّو وعلي الشيخ حمود وعطا مهدي الدباس.
وللموصل الحدباء في ساحاتها تساقط شهداؤها، الذين أخذتهم أعواد المشانق ومنصات الرمي بالرصاص وضحايا الاغتيالات، من بينهم: وعد الله النجار، ساطع إسماعيل، محمود إبراهيم وعبد الله الشاوي ومئات الواهبين الآخرين.
ولنقرأ الملحمة الشيوعية من جديد. ففي احد فصولها كركوك مدينة الشعلة الأبدية حيث نُفِذَ حكم الإعدام بعشرات من الورود الشيوعية الفواحة من بينِهم: الشيخ معروف البرزنجي، عبد الجبار بيروزخان، مجيد حسين، فالح الجياري، عبد الله توفيق القرداغي، فتاح محمود، سالار توفيق، علي البرزنجي.
تتوهجُ الذكرى مجددا.. تواصل قافلة اخرى مسيرتها مكللة بالغار.. تمر في شوارعنا ومعها تاريخاً حافلاً ونضالاً مجيداً: شاكر محمود، ستار خضير، كاظم الجاسم، فاضل عباس المهداوي، وصفي طاهر، ماجد محمد أمين، سعيد متروك، نافع يونس، محمد الخضري، عبد الخالق البياتي، خزعل السعدي، محمد الدجيلي، جواد عطية، فكرت جاويد، عواد الصفار، الياس حنا كوهاري، صبيح سباهي، متي الشيخ، عدنان البراك، صاحب المرزة، فاضل الصفار، حميد الدجيلي، عبد الأحد المالح، بشار رشيد، سهيل شرهان، وليد الخالدي، أبو كريّم، خضر كاكيل، أم سرباز، عميدة، أنسام،?موناليزا، منعم ثاني، أبو آيار، وشهداء عموم معارك الحركة الأنصارية المجيدة وما أكثرهم، وشهداء النظام الدكتاتوري الإبطال وما أكثرهم وشهداء السنوات الأخيرة من ضحايا حروب الطوائف والميليشيات وجرائم القاعدة وفلول البعث، وفي مقدمهم القائد الانصاري وعضو المكتب السياسي لحزبنا الرفيق وضاح عبد الامير (سعدون) وكامل شياع وهادي صالح (أبو فرات) وفاضل الصراف وأبو ثابت والعشرات من الرفيقات والرفاق الخالدين في ذاكرة شعبنا وحزبنا دوما.
تقرع الأجراس للأبطال، ويتمجد التاريخ وعند مثل هذه الحدود، يكبر الشهيد الشيوعي، ليغدو شهيد وطن، وابن شعب بأسره. لنفسح الطريق للأبطال والبطلات وهم يصعدون الى انشوطة المجد.. إن القوافل تتواصل.. وتسحب وراءها تاريخا ناصعا.. مزكى بالدم.. والمحبة. فلقد أزهر الدم.. وعلى شجرة النضال العظيمة أعطى وما زال يعطي ثماره.. ان القوافل ما انقطعت ابدا.. وان التاريخ وان طال الزمن، سيمجد ذات يوم كل هذه الالوف المؤلفة من الشهداء فلن تذهب دمائهم هدرا.
تسيرُ المواكب، تسحب ورائَها الزغاريد، وقرع الطبول، وآخر الكلمات التي أوصى بها الشهداء لرفاق ورفيقات النضال: إن للعراق شهداؤه، وضريبة النضال المقدسة..من كردستان إلى الفاو.. من خانقين حتى الانبار..أبطال تلتف أيديهم وقلوبهم على طريق الشعب ومن اجل أهدافه النبيلة في الكرامة والخبز والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والاشتراكية.
لتكن اليوبيلية الثمانينية مناسبة لوقفة إجلالٍ وإكبارٍ لتلك الدماء الكريمة التي أضاءت لنا الدرب، ومحطة لتكريس مبدأ المعرفة والاختيار الصائب والموقف الأصح. ولا نستثني أحدا ممن سلكوا دروب الكفاح والاستشهاد فلا مواقع متباينة للأبطال والشهداء... للشهداء قاماتٌ متساوية..إن القامات واحدة.. والنبرات واحدة.. والرايات واحدة، والدماء بلون واحد.. وهم يمرون بيننا، على هاماتِهم، ما تزال وستبقى الى الابد أكاليل البطولة والفخر والتضحية.. وفي شفاههِم لم ينقطع النشيد... وعلى أصابعِهم دم زهور معتقة. نباهي بهم الامم وندري أن ?واسمَنا تكتملُ بأسمائهم، ومن جدارة هذا الذي قدموه تشتد طاقة النموذج، وتصبح قابلة للتبني. إن الدماء التي أرخصوها هي خلاصة المحبة، والوعي، والإرادة الصادقة، والشجاعة وروح الاقتحام.. إنهم حافز في ضمائرِ رفيقاتِهم ورفاقهم ممن يواصلون المسيرة اليوم، رغم كل الصعاب، على خطاهم كما كانوا بالأمس حين يشتد الليل نراهم نجوم للأفق الرحب. إنهم اليوم، كما كانوا دوما، علامات خضر على الطريق المجيدة المفضية إلى " وطن حر وشعب سعيد ". بهم يشمخ الحزب... وبمن ظلّوا خلّصاً على المبادئ العظيمة تتواصل المسيرة من اجل إنهاء تركة الاح?لال وآثار الدكتاتورية، ومن اجل بناء عراق ديمقراطي فيدرالي موحد يتسع للجميع من دون اقصاء او تهميش او تمييز على الدين او الطائفة او المذهب او القومية او الموقع الاقتصادي.. الخ.
واليوم، ونحن على أعتاب العيد الثمانين لميلاد حزبنا، نستذكر ونتدبر ونتعلم ونحتاط .. ولم يعد في الوقت متسع لاجترار المسلمات واليقين الجامد وصنمية الفكرة المطلقة. إننا نواجه مهمات جديدة يفرضها عالم جديد، واصطفاف جديد، من اجل مستقبل جديد. نحن اذن بحاجة إلى إعمال العقل الجماعي، لندرس تاريخنا، بانتصاراته واخفاقاته ايضا، بعين ثاقبة وذهن متفتح يسمح بالنظر إلى تاريخ الحزب كعملية متناقضة، مستمرة ومتواصلة، بماضيها وحاضرها ومستقبلها كذلك، فالثوريون الحقيقيون هم أولئك الذين يتعلمون من إخفاقاتهم وصعوباتهم مثلما يستفيدون من نجاحاتهم للتقدم إلى الأمام. فالمهم إذن ليس هجاء التاريخ وتجاربه قدر تلخيص الدروس الثرية بشكل صحيح، وتوظيفها بما يتيح لنا أن نفهم، على نحو أعمق وأدق، تعقيدات الماضي على حقيقتها من دون تبرير أية اخطاء وقعت، وصعوبات الواقع الراهن واشتراطات الظرف الملموس من دون أن نستسلم لهما، إذ بقدر ما يكون الشيوعي ابناً باراً للواقع ?ن دون الاستسلام لاشتراطاته فانه يكون جديراً بتغييره.
هكذا اذن وعلى طريق النضال المخضب بالدماء والحناء يواصل الحزب اليوم، رغم كل الصعوبات والمخاطر، سعيه الدائب من دون كلل، سوية مع القوى الوطنية والديمقراطية وكل الحريصين على بناء دولة مدنية ديمقراطية عصرية تقوم على فكرة المواطنة بعيدا عن نظام المحاصصات الطائفية �الاثنية.
تحتاج البلاد اليوم، إذن، الى بديل آخر عابر للطوائف وخنادقها المتقابلة والذي هو المشروع الوطني الديمقراطي، الذي سيخلق الشروط لإقامة الدولة المدنية الديمقراطية العصرية على اساس المواطنة والحريات والحقوق والعدالة الاجتماعية. ونتطلع الى ان تكون الانتخابات البرلمانية القادمة التي ستقام في 30/4/2014 محطة على طريق تغيير توازن القوى السائد اليوم، وان تتمكن القوى المدنية - الديمقراطية المؤتلفة في اطار تحالف مدني واسع (التحالف المدني الديمقراطي) والذي يشكل (التيار الديمقراطي) نواته الصلبة وقطب رحاه، من تحقيق نتائج ط?بة تساهم، على المدى البعيد، في تفكيك نظام المحاصصات الطائفية - الاثنية، وتوفير شروط ومستلزمات اقامة الدولة المدنية الديمقراطية العصرية.
ستبقى لحظة تأسيس الحزب الشيوعي العراقي في عام 1934 نقطة وضاءة في تاريخ العراق المعاصر ومعلما متميزا على طريق نضال شعبنا من أجل الحرية والكرامة والعدالة والمساواة والديمقراطية والتقدم الاجتماعي والاشتراكية.
المجد كل المجد لشهداء وشهيدات حزبنا......... لكل شهداء الحركة الوطنية والديمقراطية واليسارية.... شهداء الشعب والوطن..!
المجد كل المجد للذكرى الثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي.. وكل عام وراياته تخفق في سماء بلادنا مؤكدة على تواصل المسيرة التي اطلق الرواد الاوائل ملحمتها الاولى في 31 اذار 1934 ومذكِرة بشهدائنا وشهيداتنا ممن جادوا بأنفسهم فأضاءوا الدرب لمن واصلوا بعدهم المسيرة المعطاءة دون كلل، وللآتين ممن سيصبحون شيوعيين بعد حين، غير هيابين بالمخاطر والصعوبات، يجمعهم ويوحدهم شعار نبيل منذ لحظة التاسيس هو: "وطن حر وشعب سعيد" !.
 
*********
مقالة  ...
 
خواطر على هامش ثمانينية الحزب الشيوعي العراقي
        
الشعوب تمجد روادها وطلائعها والقوى التي تحرث وتمهد لها طريق التقدم والارتقاء والتحضر والارتقاء في سلم الانسانية، والحزب الشيوعي العراقي كحركة شعبية وسياسية وفكرية شاملة، يستحق باقتدار أن يمجد على مستوى وطني بمناسبة ثمانينيته هذه نظرا للادوار التاريخية التي لعبها في مسيرة تاريخ العراق الحديث وتركيبته الاجتماعية.
واثرت الحركة الشيوعية العراقية في ذهنية الانسان العراقي وفي مسار ايديولوجيات حركاته الاجتماعية واحزابه السياسية وتياراته ومدارسه الثقافية. ان ضيقي الافق السياسي وحدهم من يوجهون الانتقادات المتعسفة للحزب الشيوعي العراقي، انهم عديمو البصر لانهم يتجاهلون الظروف القاسية التي احاطت بالحركة الشيوعية العراقية وتكاتف كل قوى الظلام والردة عليها بشعارهم المعروف « يا اعداء الشيوعية اتحدوا».
الحزب الشيوعي العراقي بحق القوة السياسية الرئيسية التي طرحت من خلال برامجها مشروعا حضاريا وتقدميا لبناء النظام السياسي في العراق وتجمله بشعار «وطن حر وشعب سعيد». ان مشروع الشيوعي العراقي تجاوز المشروع الاقطاعي والعشائري والطائفي الديني والقومي ليرتقي الى مشروع الانتماء الى الوطن الواحد الى الشعب الواحد، شعب العراق، ومكونه الرئيسي العمال والفلاحين قوى البناء والاعمار والانتاج. ولذلك وجدت الاقليات القومية والدينية بالعراق  في الحزب الشيوعي العراقي حاضنة آمنة لتأمين حقوقها القومية وانخرط ممثلوها باعداد غفيرة ?ي صفوفه وتعاطفوا معه. ان اعتماد الحزب الشيوعي العراقي على التفسير المادي للتاريخ  وبالاخص الصراع الطبقي، غدا حالة متقدمة نوعيا في استيعاب تاريخ العراق كله وليس الحديث وحده. وحدد من خلال ذلك خريطة الطريق للتطور الاجتماعي والمراحل التي يمكن وينبغي تجاوزها لإقامة دولة العدالة الاجتماعية العراقية. تميز الحزب الشيوعي العراقي في طرحه ببرامج وطنية تأخذ بالاعتبار الخصوصية العراقية، بما في ذلك التشكيلة القومية والدينية للبلاد،  ومن هنا رفض هيمنة حزب واحد او شريحة وطائفة وقومية واحدة، داعيا لان يكون العراق بيت الجمي? وملاذهم.
كان الحزب الشيوعي العراقي رائدا في تعميق الوعي الطبقي لدى الطبقة العاملة وتنشيط حركة الفلاحين وجر البرجوازية الصغيرة نحو الحركة الشعبية. وبفعل نشاطه انبثقت النقابات والجمعيات والاتحادات، كمكونات مثلت المصالح المهنية والدفاع عن حقوق منتسبيها بغض النظر عن ميولهم السياسية واسست عمليا لاقامة المجتمع المدني. ولعبت التنظيمات النقابية والشبيبية والنسوية التي  كان للحزب الشيوعي العراقي  فيها دوراً في مختلف الاوقات بالدفاع عن حقوق العاملين في مؤسسات القطاع الخاص ومؤسسات الدولة. ووقف الحزب الشيوعي منذ تأسيسه دعامة ق?ية لمحاربة الاقطاع . ونجح في إنماء الوعي الطبقي لدى الفلاحين وضم نضالهم لكفاح الطبقة الكادحة لبناء دولة العراق الشعبية. وكان الحزب الشيوعي العراقي وراء المآثر الثورية والانتفاضات الفلاحية  على الظلم والجور التي شهدتها مختلف انحاء العراق.
لقد خاض الحزب معركة شرسة من اجل حقوق المرأة ومساواتها بالرجل وتهيئة المناخ الاجتماعي المناسب لكي تؤدي دورها في الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وان تعبر عن ذاتها وتجسد شخصيتها بالعمل البناء والمثمر. ان التزام الحزب بحقوق المرأة جاء على خلفية الصراع الذي دار، بل وما زال يدور بين ان تتحول المرأة وفق القيم الرجعية والمحافظة الى تابع ومهمش وخاضع للرجل وان يشل دورها الاجتماعي، وبين القوى التقدمية التي تحترم المرأة وتدعو لاندماجها في مجمل مسارات الحياة. ومن خلال نضاله على هذا الصعيد ربى الحزب مناضلات مجيد?ت من مختلف الشرائح الاجتماعية، عملن في صفوفه، ودفع المرأة للمطالبة بحقوقها كاملة وبرزت الصحفيات والشاعرات وكاتبات القصة والمبدعات في الفن التشكيلي. وفي ذاكرة كل عراقي اولئك الشيوعيات اللواتي ساهمن باقتدار في كل مجالات المجتمع.
وبفضل الحزب الشيوعي العراقي تطورت العملية الابداعية سواء في مجال الادب بنطاقه الواسع والفنون التشكيلية في العراق، وتوجيهها نحو الالتزام بقضايا الشعب بابداعات ذات مستوى فني رفيع. ان اهم الاسماء التي ظهرت نجوما في سماء الابداع العراقي كانت محسوبة على الحزب الشيوعي العراقي، اهم كتاب القصة والشعر والفنانين التشكيليين كانوا اما شيوعيين او قريبين جدا من الحزب. واصدر الحزب المجلات الثقافية التي تميزت بمستوياتها الرفعية، والتي عكست على صفحاتها افضل نتاج الابداع المحلي وعرفت بالثقافة العالمية.
لقد برهن التاريخ على صحة مواقف الحزب الشيوعي العراقي في الكثير من القضايا القومية والاقليمية، بفعل نظرته العلمية وقراءته الواقعية للساحة السياسية. وقدم الحزب على لسان مؤسسة الخالد يوسف سلمان ( فهد) مشروعا وحدويا واقعيا وناجعا للتكامل الاقتصادي والانساني والاقتصادي للدول العربية، وناضل الحزب من اجل القضية الفلسطينية ولكن بالوسائل الفعالة وليس من خلال الخطاب العاطفي والفارغ الذي ادخل القضية « المركزية» التي خانتها وتخونها الانظمة العربية يوميا، في طريق مسدود. وتفاعل الحزب مع حركات التحرر العربية في مصر والجز?ئر وسوريا وايران وسائر دول المنطقة، من اجل التحرر الوطني والاستقلال وبناء انظمة شعبية ووطنية تنهي استغلال الانسان للانسان وتوفر الحياة الكريمة للجميع. كما طرح الحزب حلا موضوعيا للقضية الكردية، وهو الحل الاكثر موضوعية الذي يحافظ على وحدة ارض العراق والحقوق القومية للاكراد.
ولم تعرقل مسيرة لحزب وسيروته تعرضه للانشقاقات والمؤثرات الخارجية. فالحزب ككيان حي وحيوي تفاعلت وتناقضت احيانا فيه المواقف من رسم التاكتيك وتحديد الاستراتيجية والاستجابة للمتغيرات في المجتمع والعالم. الارادة القوية مكنت الحزب من التغلب على الصعوبات والكوارث التي تعرض لها ليخرج معافي ويواصل مسيرته بروح جديدة « فتية» من أجل قضيته باقامة « وطن حر وشعب سعيد».
 
د. فالح الحمراني / موسكو
 
*****
شيوعيو السماوة يستقبلون العيد الثمانين بالشعر والغناء
السماوة - عبد الحسين ناصر السماوي
احتفاءً بالعيد الثمانين للحزب الشيوعي العراقي، اقامت اللجنة المحلية للحزب في السماوة، حفلا فنيا حضره عضوا مجلس محافظة المثنى د.غازي الخطيب ود.علي حنوش، إلى جانب حشد من الشيوعيين واصدقائهم وعدد من مواطني المحافظة.
 وبعد الوقوف دقيقة صمت تقديرا لشهداء الحزب والحركة الوطنية، ألقى د.غازي الخطيب كلمة الحزب في المناسبة، التي أكدت أهمية العمل الجماهيري ومشاركة أبناء الشعب همومهم اليومية، ودعت إلى تكريس العمل تجاه ارساء قواعد العدالة الاجتماعية والتعددية، والنهوض بالاقتصاد الوطني المبني على التخطيط العلمي، خلاف العشوائية التي تخلف الأزمات والفساد، وتهدر الاموال والامكانات.
وبدوره، ألقى الرفيق ناجي متعب كلمة رواد الحزب في السماوة، التي استذكرت نضال الشيوعيين على مدى ثمانية عقود، وما قدموه من تضحيات وبطولات من أجل وطنهم وشعبهم.
لتصدح بعد كلمات الرفاق، حناجر الشعراء بقصائد مجدت الحزب ودوره الوطني، حيث قرأ كل من صادق الزعيري، عبد الحسن ابهيش، كريم الحداد، غايب السماوي، عبد الحسين الزهيري، عقيل، وسريح.
وقال الشاعر صادق الزعيري في قصيدته:
"عمري سيصير بعد الحين سبعينا
وعمر الحزب قد أمسى ثمانينا
فيا حزبي اخذت النصف من عمري
وباقي العمر انت في مآقينا".
فيما أبدع الشاعر كريم الحداد بقصيدة شعبية جاء فيها:
"ثمانين العمر يفﻻن
وﻻشمعك طفه وكل عام تتجدد
بجاكوج وتعب عمال..
وبمنجل والسنون ابشاط ما تنحد
بسوالف نكرة السلمان..
بقطار الموت نتفكد
بشجره وبحماده وكيظ..
اجينه ابفيهه نتمدد".
وأطرب الفنان جبار حسان وفرقته الموسيقية، الحضور بأغنيات وطنية وعاطفية.
وفي الاثناء، وردت إلى الحفل برقيات تهنئة من قبل عدد من الاحزاب السياسية والشخصيات الوطنية في المحافظة، ألقاها الرفيق حيدر بشبوش.
وفي الختام جرى توزيع شهادات تقدير على المشاركين في احياء الحفل.
 
*************************************
الشيوعيون في قضاء الرفاعي يحتفلون بعيدهم الثمانين
الرفاعي - علاء العتابي
أقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الرفاعي بمحافظة ذي قار، الجمعة الماضية، حفلا فنيا في مناسبة العيد الثمانين، حيث حضر الحفل حشد من الشيوعيين واصدقائهم وعدد من المواطنين.
وبعد أن استمع الحضور إلى موسيقى النشيد الوطني، ووقفوا دقيقة صمت تقديرا لشهداء الحزب والحركة الوطنية، ألقى د. رشيد مجيد كلمة الحزب في المناسبة، وكلمة التيار الديمقراطي العراقي ألقاها السيد سوادي مديخل، واستعرضت الكلمتان نضالات الحزب الشيوعي العراقي على مدى ثمانين عاما، من أجل الوطن الحر والشعب السعيد.
بعد ذلك ألقت عضو اللجنة المركزية للحزب الرفيقة هيفاء الامين، كلمة سلطت فيها الضوء على أهمية المرحلة المقبلة، مبينة ان "البلد مقبل على انتخابات مصيرية قد تساهم في تشكيل حكومة وطنية من شأنها انقاذه من الطائفية والحزبية الضيقة".
وكان للشعر حضور في الحفل، فقد صدحت حناجر الشعراء كامل سعدون العتابي، وصدام الشويلي، وعبد الله نجم، بقصائد تغنت بالحزب ونضاله في سبيل وطنه وشعبه. 
وفي ختام الحفل الذي حضره الرفيق د. عزيز عباس الهلالي مسؤول اللجنة المحلية للحزب في ذي قار، والرفيق شهيد الغالبي عضو مجلس محافظة ذي قار، وعدد من المسؤولين المحليين، جرى تقطيع كعكة الميلاد، وتوزيع الهدايا التقديرية على الشعراء المشاركين.

ص8
الحزب كضرورة للوطن وللديمقراطية*
د. ثامر الصفار
عندما داست اقدام العالم عتبة القرن العشرين ظل العراق بمدينته العريقة بغداد يمثل واحدا من اهم مناطق العالم عند الاوربيين وحتى الأمريكان؛ لا بسبب حكايات الف ليلة وليلة ومغامرات السندباد البحري بل لأنه «تحول الى مسرح لحرب دولية من اجل الهيمنة السياسية والتجارية على الشرق الأوسط وبغداد هي مركز لمراقبة الأحداث» "مارغريت سمبنج، حيث عاش آدم وحواء، مجلة ناشيونال جيوغرافيك، 1914، العدد كانون الاول/ ديسمبر، ص 552".
لكنه ظل ايضا يعيش ظلمة حضارية نتيجة لسنوات الهيمنة العثمانية التي امتدت أكثر من ثلاثة قرون، حتى وصفه الدكتور علي الوردي بأنه كان عهدذاك «اكثر المقاطعات العثمانية تخلفا» فقد انيطت ادارة البلاد بالولاة المحليين والقوى الاجتماعية التقليدية، ما جعل السكان يتمسكون بالعصبية والقيم البدوية، حفاظا على انفسهم وأموالهم وقد طال ذلك حتى سكان المدن الذين بلغت نسبتهم حوالي 24 %، في حين كان البدو والفلاحون يشكلون 76 % "مصادر متنوعة".
 تتمثل اهم مميزات الحكم العثماني في المقاطعات البعيدة عن اسطنبول في ضعف الإدارة، الفساد، اعتماد القوة العسكرية فقط لحل اشكالاتهم، ما فاقم التناقضات الاجتماعية/ الاقتصادية، النهب المستر للثروات، فسح المجال للتغلغل الرأسمالي بما فيه الأمريكي؛ حيث كان حجم التبادل التجاري مع بريطانيا قد وصل في السنوات العشرة الاولى من القرن العشرين الى 5 ملايين جنيه استرليني، ومع البدء بالتنقيب عن البترول جرى استخدام شركات اميركية للحفر مع استيراد الانابيب من اميركا، حيث بلغت كمية شحنة واحدة منها حوالي 20 الف طن، اضافة الى استيراد الحديد بكميات هائلة منها مع بدء العمل في منطقة المسيب "مارغريت سمبنج، مصدر سابق".
 وقد ادى كل ذلك اضافة الى عوامل اخرى الى نشوء حالة من التناقض مع الرغبة في تكوين وعي وطني للخروج من قوقعة القبيلة والعشيرة الى هوية وطنية موحدة قائمة على السمات المشتركة بين العراقيين.
 بيد ان التطور امر لا مفر منه؛ اذ شق طريقه خصوصا مع التعديلات الدستورية في تركيا التي حدت من صلاحيات السلطان عبد الحميد، والتي وقف كبار الملاك والتجار وشيوخ العشائر ورجال الدين ضدها لشعورهم بتهديدها لسطوتهم على سكان البلاد. وبعد قيام الحكم الملكي ورغبة الملك فيصل في تثبيت سلطته والتقليل من سلطة الاخرين ظهر قانون الاحزاب في صيف عام 1922، وتمت على اساسه اجازة ثلاثة احزاب إلا انها كانت مجرد تجمعات فضفاضة للتكتلات الشخصية التي لا تتعدى جذورها القشرة العليا للمجتمع، وفي داخل تلك القشرة كانت الاحزاب مجرد ادوات لنفوذ النخب الصغيرة. وبرغم ذلك شنت القوى التقليدية هجوما باعتبار ان تشكيل الاحزاب هو بدعة تخالف التقاليد والأعراف الدينية.
 ان من الثابت عمليا ان قيام حزب سياسي حقيقي يرتبط بدرجة معينة بالتحديث والتنمية، يمكن الشعب من انشاء وصيانة وإدامة اشكال تنظيمية قادرة على القيام بالوظائف الجديدة التي يستلزمها المجتمع الحديث الذي يستلزم بدوره قيام نظام تعليمي حديث. وفي هذا السياق يكون الحزب السياسي نتاجا منطقيا للمجتمع في صيرورة تطوره ويغدو وجوده ضرورة حتمية بدلا من ان يكون مجرد نتاج لقرارات تتخذها السلطة القائمة في البلاد او خارجها.
 وفي حالة العراق كانت الضرورة تحتم قيام حزب سياسي يكون بمثابة البوتقة التي ينصهر فيها الفلاحون مع سكان المدن خصوصا وان اغلبية السكان تعيش في مناطق ريفية وتعمل بالزراعة، اضافة الى حقيقة ازدياد سكان المدن بمعدلات تفوق سكان الريف بفعل الهجرة من الريف الى المدينة. اضافة الى تلبيته حاجات الشعب بكل اطيافه وتحديدا العيش في وطن ذي سيادة حقيقية (حر) والتحكم بثرواته من خلال قيام حكومة وطنية ديمقراطية توفر الحق للجميع وتوزع الثروات بعدالة، اي ان يكون الشعب (سعيد). ويمكن التنبيه هنا الى ان ادخال الخدمة الالزامية في الجيش العراقي الذي بدأ تطبيقه عام 1936 قد ساعد في تخفيف قوة الانتماء الى العشيرة لصالح الانتماء الى الوطن إلا انه لم يكن كافيا لوحده.
 هذا هو الأساس او السبب الأول لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي الذي تبني شعار «وطن حر وشعب سعيد» الذي استمده من الحزب الشيوعي السوري حيث كانت سوريا تعيش حالة مشابهة لحالة العراق تماما.
 ولكن لماذا حزب شيوعي يستند الى الماركسية كمنهج له والعراق بلد متخلف صناعيا؟ ولماذا توسع ليصبح في ما بعد اكبر قوة سياسية في العراق؟
 الجواب عن هذين السؤالين يكمن، باعتقادي، في واقع المجتمع العراقي ذاته وليس في الماركسية كأيديولوجيا، بكلمة اخرى ان التراث الحضاري/ الثقافي لشعوب المنطقة كان هو العامل الاكثر اهمية. نعم ان ماركس وخلال السنوات الاخيرة من حياته وبفعل اهتمامه بأدب الشعبيين الروس كان قد توقع قيام الثورة في روسيا الفلاحية بدلا من بريطانيا الصناعية، إلا ان شحة المنشور من الادب الماركسي باللغة العربية في العقود الثلاثة الاولى من القرن الماضي لم تكن لتسمح لأغلبية الشعب بالاطلاع على الماركسية بلغتهم الام باستثناء مجموعة من المتعلمين المتمكنين من لغات اخرى شكلوا في ما بعد الحلقات الماركسية الأولى. ويمكن القول انه حتى هؤلاء كانوا قد انجذبوا الى الماركسية بفعل قوة المثال � حسين الرحال مثلا كان شاهدا على ثورة شباب سبارتاكوس خلال دراسته في المانيا واستمع الى خطب روزا لوكسمبرغ وكارل ليبيخت. اضافة الى الافكار الاساسية التي تعرضها الماركسية والمثال الذي قدمته ثورة اكتوبر التي مثلت نموذجا لبناء الجنة الأرضية، اي الحلم الذي تعيشه كل شعوب الارض ومنها الشعب العراقي.
 وهذا هو الأساس، او السبب الثاني، لتأسيس الحزب الشيوعي وتبني الماركسية كطريق لتحقيق حرية الوطن وسعادة الشعب.
 وكان على الحزب ومنذ بداية انطلاقه ان يتحول الى مدرسة وان يعمل في جميع مجالات الحياة اليومية ووسط جميع مكونات الشعب لا ليعزز روح الانتماء للوطن الشامل للجميع فقط بل ليفتح ابواب الحضارة الانسانية امام المجتمع العراقي. فالعمال والفلاحون هم حملة شعلة الثورة، والطلبة والشبيبة هم المستقبل، والمرأة نصف المجتمع وبدونها لا يمكن تحقيق الحلم، والمثقفون والأدباء والفنانون هم حماة الحضارة وحاملو مفاتيح ابوابها. بكلمة اخرى كان على الحزب ان لا يركز على العمل السياسي فقط بل على نواحي الحياة الاخرى التي هي من مهام منظمات المجتمع المدني التي كانت الساحة تفتقر الى وجودها آنذاك.
 وبالتالي غدا الانتماء الى الحزب طريقا للفرد العراقي لتحقيق حلمه الشخصي من خلال تحقيق الحلم العام. وهذا الايمان بتحقيق الحلم هو الذي مكن الحزب من الاستمرار برغم ما تعرض له من ضربات وحملات تصفية. فقد ذاب الحلم الشخصي ضمن الحلم العام بحيث غدا الالاف من اعضاء الحزب مستعدين للشهادة من اجل ان يتمكن غيرهم من رؤية الحلم وتحقيقه فوصف الحزب «مثل الثيل كلما ينحش يكبر اكثر».
 في اعقاب انهيار «الاتحاد السوفييتي» ظن الكثيرون ان نهاية الحزب قد أتت، فهؤلاء كانوا قد بنوا قناعاتهم على ان تأسيس الحزب كان وفقا لقرارات جرى اتخاذها في موسكو - الطريف ان البعض منهم لا يزال الى يومنا هذا يكرر نفس الاسطوانة - لكن الحزب واصل نشاطه ولم يتعرض الى هزات فكرية، لا لأنه جبل شامخ لا تهزه الاحداث العالمية بل لان همه اولا وأخيرا كان هما عراقيا مرتبطا بالواقع العراقي، والماركسية بالنسبة له هي المنهج الذي يحدد منطق افعاله ونشاطاته وهي بحاجة، نعم، الى اعادة قراءة وفهم جديدين.
 ثم سقط الصنم وعاد الحزب ليمارس نشاطه العلني عام 2003. وفوجئ البعض بسرعة الحزب في بناء تنظيماته رغم صعوبة الظروف المحيطة وحالة الدمار التي تعيشها الطبقات الشعبية والوسطى من الشعب بفعل الحروب والحصار الاقتصادي. ثم جاء الاقتتال الطائفي ليزيد الطين بلة، فالهم الاساسي للمواطن اصبح البقاء على قيد الحياة وعادت الاوضاع الى ما كانت عليه في بدايات القرن الماضي من ضعف الولاء للدولة مقابل تعززه لصالح العشيرة والمذهب والقومية. وفي خضم ذلك كان لا بد ان تظهر الدعوات مجددا الى ضرورة حل الحزب او تغيير اسمه فالواقع الجديد لن يسمح للحزب بالتأثير على مجريات الأمور». وهذه الدعوات تغفل عن عمد او بحسن نية طبيعة الدور التاريخي للحزب، فإذا كانت الطبقات موجودة فلماذا تنتفي ضرورة وجود حزب شيوعي. وإذا كان الاستغلال الرأسمالي قائما بل انه يرتدي اليوم اكثر الاشكال وحشية ليشمل الانسان والطبيعة، وإذا فشل التطور الصناعي وثورة المعلومات في تقديم العاملين فيها لقمة خبز او قطعة لحم إضافية، ولم تتغير مكانتهم وحصتهم من عملية الإنتاج، وإذا كان العامل المتعلم وغير المتعلم كلاهما يبيع قوة عمله، جسدية كانت ام ذهنية، فتحول كلاهما الى شغيل، وإذا كانت الدولة الديمقراطية لا تزال بعيدة عن متناول اليد، وإذا كان الشباب والطلبة لا يرون مستقبلهم، وإذا كانت معاناة المرأة مستمرة، وإذا كان المثقفون والأدباء والفنانون لا يتمتعون بحرياتهم، اذا كان كل هذا، لماذا يطلب منا التوقف وإخلاء الساحة؟ ولمصلحة من؟
 ان ظروف اليوم تتطلب اكثر من أي وقت مضى وجود حزب شيوعي عابر للطائفية والمذهبية يحترم الديمقراطية ويعزز من روح المواطنة والولاء للوطن، حزبا يحقق الحلم في وطن حر وشعب سعيد.
ــــــــــــــــــــــــــــ
*عن عدد اذار للثقافة الجديدة
 
***************
 
 
صديقي الجميل
 
ئاشتي
تمهل قليلا صديقي الجميل
فما عاد في القلب متسع للعتاب،
وما عاد غيرك للروح،
من صاحب أو خليل،
تمهل قليلا صديقي،
لأبصر بغداد في مقلتيك تعانق دجلتها،
وأسمع من شفتيك بكاء النخيل،
فلولاك كادت بلاد الجليد
تزيل من القلب وهج الطفولة،
أو زهو أغنية من جنوب بلادي البعيد
تمهل قليلا
لنسقي البنفسج قبل مجيء المساء
وقبل أوان الرحيل،
تمهل صديقي قليلا
فلي زهرة حلوة،
يشتهيها الربيع لأيامه،
سأتركها بين كفيك،
يانعة مثل كل الصبايا،
خذها بعينيك وأمسح تفاصيل كل العراق على شفتيها،
تمهل قليلا صديقي
(سأفضي إليك بسر)
بأنك اتعبتني،
وأنك أنت الوحيد الذي كنت أبكيتني،
ولكنك الآن لماتزل صديقي الجميل.
 
****************
 
 
الشيوعيون العراقيون في رومانيا
 يحتفلون بالعيد الثمانين

بوخارست – طريق الشعب
تحت شعار "لنجعل من هذه الذكرى مناسبة للتحدي ولمواجهة التعقيدات والصعوبات"، احتفل الشيوعيون العراقيون وأصدقاؤهم في رومانيا، الأسبوع الماضي، بالذكرى الثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي.
ابتدأ الحفل بالوقوف دقيقة حداد تقديرا لشهداء الحزب والحركة الوطنية، ثم القى الرفيق جرجيس كلمة تطرق فيها الى تاريخ الحزب ودوره النضالي في تحقيق آمال الشعب العراقي في الوطن الحر والشعب السعيد.بعد ذلك، جرى حوار مفتوح ساهم فيه الجميع بطرح الآراء، ومن ابرز المحاور التي تم التركيز عليها ومناقشتها في الحوار، هو موقف الحزب من عملية الانتخابات، ونظرته للأزمة السياسية العاصفة في البلد، والحلول التي يقترحها.
هذا وتخلل الحفل؛ برنامج فني تضمن باقة من الاغنيات الوطنية. 

*****************
الى الحزب الشيوعي العراقي لمناسبة
 عيده الثمانين
 
عبد السادة البصري 
كل سنة من سنين عمرك،
ورد جوري وياسمين
كل سنة من سنين عمرك،
يكبر ويانه الحنين
كل سنة من سنين عمرك
نكتب بدرب العشك
فرحة واغاني....
للوطن والناس ننثر واهلية
كل سنة من سنين عمرك
نجدد الحب لطريقك
يا طريق الشعب انت...ويا هويه
يا سلام ويا محنه
وطيبة معجونه ويه دمنه
اكبر اكبر....بعد اكبر
بعد اكبر...بعد اكبر
وننتظر عيدك المية !!!
 
 
*********
 
هكذا حزب الشيوعيين!
يوسف أبو الفوز
مساء 31 آذار 2014 ، تضاء ثمانون شمعة في "صواني" عيد الشيوعيين العراقيين   .
ثمانون   نجمة تتألق في سماء الوطن !
ثمانون  راية تخفق في وجه الريح  !
ثمانون   وردة تضوع بالشذى !
ومئات القامات تنهض لتصيح : ها نحن هنا ، كنا ولا نزال، جذورنا تمتد في أرض الوطن المعطاء ، بين جماهير كادحي شعبنا، حيث لم تستطع كل ماكنة الإرهاب والعسف ان تمسح من ذاكرة الناس أمجاد وعمق أصالة حزب فهد وسلام عادل والحيدري وسعدون    !
طويلا، حلم الديكتاتور المقبور، جنرال الحرب المزيف، بوضع نهاية لنشاط ونمو حزب الشيوعيين العراقيين، وايقاف نضاله من اجل الوطن الحر والشعب السعيد . وتناسى ان قبله وبعقود طويلة، حلمت إمبراطورية ، كانت الشمس لا تغيب عن أرضها ، بذات الحلم ، لكن التاريخ قال لهم قولته   .
سقط المئات من الشهداء الشيوعيين ، وجاء بعدهم مئات المناضلين يواصلون الدرب ، يرفعون الراية على ذات الطريق وباسم ذات المبادئ، التي تريد الكرامة للناس ، الخبز للفقير، والعدالة للجميع    .
كان الخالد فهد واثقا من عدالة مبادئ حزبه وقضيته ، ففي يوم إعدامه قال لجلاديه : " نحن أجساد وأفكار فان دمرتم أجسادنا فلن تدمروا أفكارنا ". ومن على حبل المشنقة ، أطلق صرخته الشهيرة التي بيّن تاريخ شعبنا ووطننا مع كل الصعاب والنكسات ، قوة وصدق تلك الصرخة : "الشيوعية أقوى من الموت واعلى من أعواد المشانق " ! ولم يستطع قطعان الحرس القومي البعثي الفاشي، ان ينالوا من صلابة الشهيد الأسطورة سلام عادل، الذي أرعب جلاديه بصموده، رغم كل وحشية ما تعرض له من أساليب تعذيب بروح سادية ، كان يستمد صلابته من قناعته ان المسيرة ستستمر وسيستعيد حزب الكادحين قوته وستبنيه الأجيال الجديدة. وحين اتكأ النصير أبو أيار ( الفنان فؤاد يلدا ) على جراحه، وضغط الزناد مختارا الموت على الاستسلام لافراد العدو بعد اصابته في كردستان، كان يرى ذلك الأفق المشرق لشعبه الذي ستساهم في رسمه نضالات حزبه. وفقد الجلاد حسن المجيد (علي كيمياوي ) صبره وهو يحاول كسر صمود الشهيد البطل، عبد الحسين كحوش ( ابو كفاح ) قبل اعدامه ان يقر لهم ولو باسمه الصريح، وكان قد اصر على اسمه  المستعار في اوراقه المستعارة يوم القوا القبض عليه بوشاية من خائن خلال ادائه مهامه الحزبية !
وكان الديكتاتور المقبور، يواصل حلمه العقيم ، من لحظة ان رفع راية القومية الشوفينية في بلادنا ، وراح ينثر الموت والخردل والجوع والحزن في كل ربوع الوطن ، كان يظن انه سيضع حدا لطموحات شعبنا في الحرية ووقف نضال حزب الشيوعيين العراقيين. كان الديكتاتور المخلوع ـ وجلاوزته ـ  يظن ان مقابره الجماعية ، وزنازين سجونه ، وأحواض الاسيد ، والإرهاب المنظم سيكون كافيا لغسل ذاكرة الشعب ، ولكن التاريخ عاد ليقول كلمته من جديد : لا يمكن لكابوس الظلم ان يستمر طويلا ، فشمس الشعب لا بد ان تشرق ، لتتنفس الحياة الأمل بكل ما هو نضر وجديد   .
كان حزب الشيوعيين يتصلب كل يوم، وسنين النضال تمنحه افاقا جديدة، في العمل والطموحات والآمال، وتحت رماد سنين الصبر كان جمر الأمل ينتظر تلك الصباحات، التي لا اجمل منها، صباحات سقوط القتلة ، فاشتعلت ذاكرة العراقيين بالمحبة للحزب الذي عرفوه طيلة سنوات عمره المديدة ، مدافعا عن قضاياهم ومستقبل أجيالهم القادمة  .
يوم اضطررت لمغادرة الوطن، سرا، مشيا عبر الصحراء، صيف 1979، ولوداع أهلي وأحبتي، كتبت لهم على الباب الداخلي لدولاب ملابسي سطرا من الشعر للشاعر الروسي بوشكين يقول :
الضربات القوية تهشم الزجاج
لكنها تصقل الحديدا    !
حين زرت وطني بعد سقوط الديكتاتور، من بعد غياب اكثر من ربع قرن ، وجدت ان أحبتي ما زالوا محتفظين ، وباعتزاز، بدولاب الملابس ذاته، وحريصين على الكلمات المكتوبة عليه ، فالأيام بينت لهم ولنا ولاعداء شعبنا ، ان الحديد صار فولاذا بالطرق المتواصل...
هكذا حزب الشيوعيين   !
 
 
*****************
ص 9

عشر وعشرون لم تثلم مواضينا فاستنجدت تبتغي عوناً بخمسينا
الدكتور صادق إطيمش
فماذا اضافت هذه الخمسون إلى العشر والعشرين التي كانت اصلاً مفعمة بالنضال ومليئة بالأحداث. لم تضف لها إلا العزيمة على السير على ذات الطريق الذي رسمه الرفيق الخالد المؤسس فهد لكي يسلكه الحزب الشيوعي العراقي في ايام تأسيسه الأولى وما تلاها من السنين . ولم تضف لها إلا الغور بعيداً جداً في اعماق الوطن الذي لم يُذكَر إسمه وتاريخه ونضاله دون ان يقترن ذلك بذكر الحزب الشيوعي العراقي . ولم تضف لها إلا ذلك الكم الهائل من سوح النضال التي خاضها رفاق وأصدقاء الحزب الشيوعي العراقي واضعين ارواحهم على اكفهم حينما كانوا يلتقون مع جلاوزة بهجت العطي? وكل خلفاءه في الجرائم التي ارتكبتها اجهزة امنهم ومخابراتهم والتي لم تنته بمجرمي البعثفاشية المقيتة ، محاولة عبثاً النيل من هذا الطود الذي ظل يزداد شموخاً عاماً بعد عام حتى إرتفعت راية شهداءه عالية جداً في سماء هذا الشموخ. ولم تضف لها إلا الصمود والتحدي والوقوف بوجه كل من يريد إذلال هذا الوطن والنيل منه ومن اهله هذا هو تاريخ الحزب الشيوعي العراقي المعطر بدماء شهداءه ونقاوة مبادءه وإخلاص رفاقه واصدقاءه وبكل ما يزيد من سؤدد هذا الوطن ويسعى إلى حرية ارضه وسعادة شعبه . هذا التاريخ الذي يقص علينا اروع القصص عن ?بيعة العلاقة بين هذا الحزب والوطن العراقي وأهل هذا الوطن .
فإذا ما تجاوزنا قصص سنين التأسيس وما رافقها من ترسيخ لعمل وطني ونهج تقدمي معاد لكل انواع التبعية الإستعمارية والسياسة الإستغلالية ، وما قابل ذلك من وسائل القمع المختلفة التي مارستها الأجهزة الأمنية السعيدية في العهد الملكي ضد الحزب الشيوعي العراقي ، والمهمة الأساسية التي إضطلعت بها تلك القوى الأمنية المخصصة للوقوف بوجه كل نشاطات الحزب السياسية والثقافية وألإجتماعية كجهاز الأمن المسمى بالشعبة الخاصة آنذاك والذي تمت ممارساته فعلاً ضد إنتفاضات ومظاهرات الشعب العراقي الذي ساهم بها أو أججها الحزب الشيوعي العراق? بوجه الطغاة في أربعينات القرن الماضي وحتى منتصف خمسيناته،  وحتى حينما كان الحزب لا يزال في طور التشكيل والنمو، ومع ذلك كله قدم كواكب من الشهداء سواءً من صفوف قياداته او من صفوف مناضليه الذين إعتلوا المشانق والذين سقطوا في سوح النضال العراقية المختلفة . إذا ما تجاوزنا ذلك كله باعتباره يمثل ضريبة النضال الوطني وضريبة الغور في هذا العمر المبكر للحزب في اعماق السياسة العراقية ، فإننا لا نستطيع ان نتجاوز بعض المراحل الهامة الأخرى من تاريخ ونضال الحزب الشيوعي العراقي التي تلت سنوات التأسيس وارتبطت بعنفوان عمر ا?شباب التي سجلها الحزب الشيوعي العراقي وبفخر كإشراقات لا يمكن حجبها لما لها من أهمية ليس في تاريخ الحزب فقط ، بل وفي تاريخ العراق السياسي الحديث أيضاً . فالإجراءات القمعية التي واجهها الحزب في هذه المراحل كانت قد إنصبَّت لتحقيق هدف أساسي يتلخص بالقضاء النهائي على الحزب الشيوعي العراقي . ومن هنا جاءت خطورتها ومن هنا جاءت ايضاً أهمية نتائجها التي لم تؤد إلى ما خطط له أعداء الحزب والمتربصون به .
حينما كان الحزب الشيوعي العراقي في عمر الشباب اليافع في التاسعة والعشرين من العمر، كان ذلك العام بالنسبة له عام الشؤم والسواد الذي نشرته عصابات الحرس القومي سنة 1963 . لقد ركز إنقلابيو الثامن من شباط الدامي على قتل هذا الشاب الذي قدم في عمره القصير هذا كثيراً من الإنجازات الوطنية التي تبلورت من خلال الملاحم البطولية التي خاضها على سوح النضال العراقي والمتمثلة بالإنتفاضات والإضرابات والإعتصامات والمظاهرات الجماهيرية التي صانت الوطن من معاهدات الخنوع للسياسة الإستعمارية ، والتي اعطت الحركة الوطنية العراقية ب?متها زخماً ثورياً طبع نضال الشعب العراقي وقواه الوطنية بعدئذ باصالة الإنتماء لهذا الوطن والإستعداد للذود عنه والتضحية في سبيله. هذا بالإضافة إلى الدور الرائد الذي نشط فيه الحزب الشيوعي العراقي في بث الوعي الوطني والثقافة التقدمية ونشر الروح الثورية المتجسدة في العداء لكل اشكال الإستعمار والإستغلال ومحاولات ربط وطننا العراق بالمعاهدات الجائرة التي كان غرضها الأساسي ترسيخ الإستعمار واستغلاله لخيرات هذا البلد والسيطرة بالتالي على توجيه إمكانات تطوره ونموه بالإتجاه الذي ترسمه الحكومات السائرة في ركاب وسياسة قو? الإستعمار العالمي آنذاك . وقد لقن التاريخ عصابات البعث الدرس الذي ظل هاجسها المرعب والمتمثل بفشلها القاتل في تحقيق ما خطط له قادة هذه العصابات ، بعد ان برز الحزب الشيوعي العراقي مجدداً على سوح النضال الوطني في كل ربوع العراق التي إحتضن اهلها في اهوار العراق وفي ربوع كوردستان وفي بساتين ديالى وهضاب الأنبار مناضلي الحزب وسارعوا في تضميد جراحاته ، فكان ضماد الشعب هو الواقي وهو الفاعل في نهوض الحزب بعد ان كسر شوكة أعداءه وكل القوى الرجعية التي راهنت على فناءه .
وظل الحزب الشيوعي العراقي يواصل النضال بنفس روح الشباب التي شب عليها قبل الجرائم التي مارستها عصابات البعث بحق مناضليه والتي تنوعت بين القتل والسجن والملاحقة والفصل والإبعاد والتهجير وتوظيف كل ما لدى هذه العصابات من وسائل كم الأفواه وإسكات اي صوت يجرأ على المطالبة بأي حق من حقوق الإنسان التي من المفروض ان يمارسها اي مواطن في وطنه . لقد خابت ظنون أولئك الذين راهنوا بالقضاء على الحزب الشيوعي العراقي بالرغم من توظيف دكتاتورية البعث لكل الوسائل القمعية والفتاوى الدينية والإفتراءات الأخلاقية ومساعدات القوى الرج?ية للنيل من سمعة هذا الحزب والتجريح بوطنيته والإنتقاص من افكاره والوقوف بوجه مبادئه وتوجهاته الفكرية على الأصعدة السياسية والإقتصادية والثقافية والإجتماعية التي جسدها جميعاً في شعاره الذي تبناه منذ ولادته في الحادي والثلاثين من شهر آذار لعام 1934 وعمل على هداه في سبيل تحقيق وطن حر وشعب سعيد .
وانقضت السنون ومرَّت الأعوام وسوح النضال الوطني العراقي لم تخل في اية حقبة من تاريخ العراق من نضال الشيوعيين العراقيين حتى وإن تكلل هذا النضال بالمد حيناً وبالجزر حيناً آخر تبعاً للواقع السياسي السائد في وطننا العراق وفي المنطقة عموماً وفي العالم أجمع . إذ ان حزباً كالحزب الشيوعي العراقي الوطني النزعة والأممي التوجه لا يمكنه ان يعمل بمعزل عما يجري حوله محلياً وإقليمياً وعالمياً . وظل عمل الحزب الشيوعي العراقي ونضال مناضليه يتقدم ويزداد شباباً بالرغم من تقدم سنين عمره .
ولم تثن هذا الحزب العميق الجذور في ارض العراق تلك المحنة الكبيرة الأخرى التي واجهها في كهولته في نهاية سبعينات القرن الماضي حينما حاول غباء دكتاتورية البعث في هذه المرة ايضاً ان يجرب حظه العاثر مرة اخرى في مكافحة الشيوعية في العراق . لقد ظنت اجهزة البعثفاشية القمعية الواسعة الإنتشار والمجهزة بكل وسائل القتل والإرهاب والقمع والملاحقة والتجسس والتي تمتلك السجون الكثيرة الرهيبة أن تحقق ما لم تستطع تحقيقه في إنقلابها الفاشي في الثامن من شباط الأسود عام 1963. لقد جندت هذه العصابات كل ما لديها من إمكانيات الحكم ?التسلط على مقدرات الدولة العراقية لمحاربة الحزب الشيوعي العراقي والسعي إلى إنهاء وجوده والقضاء على تنظيماته بحيث لا تقوم لها قائمة بعدئذ ، لاسيما وإن جل هذه التنظيمات لم تكن ، مع الأسف الشديد ، تتمتع بالمأمن الحصين تجاه هذه الهجمة الجديدة الشرسة وهذا ما نتج عنه من إستشهاد أو إعتقال الكثير من المناضلين الشيوعين واختفاء القسم الآخر منهم داخل وخارج الوطن أو الإلتحاق بفصائل الكفاح المسلح سواءً في اهوار الجنوب او بصفوف الأنصار في كوردستان العراق. واستمر نضال الحزب داخل الوطن مع صعوبة وخطورة العمل السري آنذاك ، ?ضافة إلى مضاعفة النشاط خارج الوطن بشكل خاص وبالإشتراك مع القوى الأخرى المعارضة لدكتاتورية البعث . وبعد ان سقطت دكتاتورية البعث عام 2003 كان عمر الحزب الشيوعي العراقي آنذاك قد قارب السبعين . فإذا ما تناولنا عمر الحزب هذا بصفته المجازية فإن المنطق يحتم علينا القياس الكمي لهذه السنين وبالتالي النتيجة الطبيعية التي يتمخض عنها هذا التراكم الكمي للسنين والمؤدي طبيعياً إلى تراجع القوى وتقلص النشاط . إلا ان الحزب الشيوعي العراقي اثبت غير ذلك تماماً . لقد اثبت من خلال نشاطه الملحوظ داخل الوطن في الساعات الأولى لسقو? دكتاتورية البعث مدى إرتباط هذا الحزب بالشعب العراقي ومدى تفاعله مع ألأحداث التي تتبلور في محيط هذا الشعب . وقد برز ذلك بشكل لا يقبل الشك من خلال تبني الحزب الشيوعي العراقي لمهمات المرحلة وواقعها الإجتماعي والسياسي والإقتصادي وحتى العسكري منها وتفهمها بروح الشباب والحداثة مع كل ما يترتب على ذلك من الخروج بسياسة تنعكس على ارض الواقع وتتناغم مع المستجدات المختلفة على سوح النضال الوطني والإقليمي والأممي. إن هذا التقييم للمرحلة الذي خرج به الحزب إن دل على شيئ فإنما يدل على إستمرار تمتع الحزب بروح وفكر وتصرف ال?باب الذكي الذي لا يتجاهل الماضي وينطلق لبناء المستقبل مما يوفره له الحاضر بكل مميزاته التاريخية وخصائصه الفنية التي لا يمكن إستيعابها دون النظر إليها والتعامل معها بعقلية الحداثة لا بجمود الفكر على إطروحات الماضي التي كان لها ما يبررها آنذاك .
إن أبرز معطيات التطور الشبابي المتجدد في عقلية الحداثة هذه هي التفاعل مع سمة العصر التي إتخذت من الديمقراطية وسيلة للتعبير عن تغير المجتمعات وتطورها وتطلعها لإنجاز مهامها المرحلية والمستقبلية عبر تبني الأسس الحقيقية للديمقراطية والإبتعاد عن التبجح بها كبديل عن تطبيق مبادئها بالشكل الذي يعكس نتائجها الإيجابية على مجمل حياة الشعب وعلى كل مجالات حياته السياسية والثقافية والإقتصادية والإجتماعية . وهذا الفكر الشبابي المنطلق من تبني مفاهيم سمة العصر هو الذي ميز سياسة الحزب الشيوعي العراقي في السنين العشر الأخيرة?التي تلت سقوط دكتاتورية البعث . وهذا يدل بشكل واضح على ان التقدم في العمر لا يزيد هذا الحزب إلا شباباً واكثر إلتصاقاً ووعياً وتفهماً لكل ما يجري حوله من تطور في المفاهيم والأطروحات التي تتطلب ردود فعل تناسبها وتصب في تحقيق الأهداف الوطنية والأممية التي يسعى الحزب إلى تحقيقها من خلال تحقيق قاعدتها الأساسية في وطن حر وشعب سعيد .
لا نريد ان نتناول كل سياسة الحزب الشيوعي العراقي في السنين العشر الأخيرة بعد سقوط دكتاتورية البعث لنثبت تبني الحزب لسمة العصر المتمثلة بالديمقراطية التي تعكس بدورها قوة نبض الشباب المتجدد لدى هذا الحزب رغم مرور السنين . ولكننا نكتفي بظاهرة واحدة قد تشكل نموذجاً حياً لذلك .
إن طرح أخص ألخصوصيات التنظيمية للحزب الشيوعي العراقي المتمثلة بنظامه الداخلي على الشعب العراقي للإطلاع عليها ومناقشتها وإغناءها بأفكار جديدة ومقترحات فعالة لتطوير العمل التنظيمي , يعكس الوعي النّير الذي يهتدي به هذا الحزب الذي لا يمر بتجربة إيجابية كانت أو سلبية إلا ويشبعهها تحليلآ ونقاشآ ليخرج بالخط الجديد الذي ينسجم والتطور الذي تمر به الحياة الإنسانية والذي يعكس إرادة الجماهير الشعبية التي يسعى هذا الحزب لتبني مشاكلها والدفاع عن وجودها . إذ لا جمود أو توقف مع إستمرار التطور الذي يجري بالثواني ليضيف تغيي?اً نوعياً جديدآ لكل ما يمس الحياة اليومية للإنسان الذي لا يستطيع ألتعامل الجدي المثمر مع هذه الحياة دون التعامل مع ما تؤدي إليه تراكماتها العلمية والتقنية والإجتماعية والسياسية من قفزات نوعية سريعة لا تنتظر المتخلفين . إن عرض النظام الداخلي للحزب الشيوعي العراقي ، وإسمه يدل على خصوصيته الداخلية ، على الشعب العراقي خطوة جريئة جبارة من خطوات هذا الحزب الذي ما إنفك طيلة عمره النضالي المديد من التأكيد على إرتباطه بهذا الشعب الذي وِلِد وترعرع وشب بين أحضانه ، يصارحه بكل شيء ويستعين به في كل محنة . ولم يبخل هذا ?لشعب فعلآ بأفواج المناضلات والمناضلين الذين برروا ثقة الحزب هذه بهم ولم يكن أمام الحزب إلا أن يرد الثقة بثقة أعلى والتصميم على مواصلة المسيرة مع الشعب بتصميم أصلب، فلم يثنه القمع والتشريد والقتل والإضطهاد عن ألإلتصاق بالشعب العراقي وهمومه وآلامه وطموحاته بحيث ان تاريخ الساحة السياسية العراقية لم يعرف حزبآ ظل لصيقآ بشعبنا العراقي منذ بدء تاريخه الحديث ولحد الآن أكثر من الحزب الشيوعي العراقي . فلا عجب إذن أن يلجأ له اليوم ليغنيه بما يراه ينفع الشعب أولآ ومن ثم الحزب ثانيآ حتى ضمن خصوصيات العمل التنظيمي الداخ?ي الذي يمارسه الحزب . فالعمل التنظيمي الداخلي يهدف أولاً وأخيراً لتحقيق التوجه العام لسياسة الحزب التي صاغها في شعاراته الوطنية والذي رافق عمله النضالي منذ اليوم ألأول لولادته كتنظيم سياسي منذ ثمانين عامآ.
وما يُقال عن النظام الداخلي ينعكس أيضآ على البرنامج السياسي للحزب الذي وضعه بين يدي الشعب ليقول كلمته فيه . هناك من يعتبر مثل هذا ألطرح العلني لطبيعة العمل السياسي المستقبلي للحزب تضييقآ لمساحة تحركه تكتيكياً وإستراتيجياً من خلال المتغيرات التي تطرأ على الساحة السياسية العالميه والإقليمية عمومآ وعلى الساحة العراقية على وجه التحديد . نعم قد يكون ذلك صحيحآ بالنسبة لأي حزب أو تنظيم سياسي حديث العهد بالعمل الجماهيري أولآ ومقتصراً في نشاطاته الميدانية على قطاع معين من الجماهير ثانياً. أما بالنسبة لحزب كالحزب ال?يوعي العراقي الذي لا يشمله هذا الوصف ولا ذاك فإن تاريخه السياسي ونضاله الدائب بين جميع طبقات الشعب العراقي وتجاربه الغزيرة سلباً وإيجاباً جعل منه حزباً لا يستطيع رسم سياسته ضمن دوائره التنظيمية فقط ، بل ومن خلال ما تراه جماهيره خارج ألأُطر التنظيمية أيضآ .
هذه الآفاق الجديدة التي فتحها الحزب الشيوعي العراقي بطرح وثائق مؤتمراته الأخيرة على الجماهير مباشرة ودون أية حواجز، تقترن بالآمال التي يصبو أصدقاء الحزب ومؤيدوه إلى تحقيقها والمتعلقة بتحقيق هذا النهج في ميدان عملي آخر أيضآ من خلال إشراك ممثلين عن أصدقاء الحزب وعن التنظيمات الشعبية المختلفة بفعالياته ومؤتمراته الحزبية سعياً لتحقيق التمسك بالهوية العراقية التي لم يتخل الحزب يوماً عن الدعوة لها والنضال في سبيل جعلها الهوية الوحيدة التي يحملها العراقي في حِلِّه وترحاله .
فكما نرى بأن الثمانين سنة التي يحملها الحزب بين صفحات تاريخه النضالي البطولي لم تشر إلا إلى قابلية الشباب المستمرة للتطور والتجاوب بقوة وشموخ واقتدار مع متغيرات العصر بكل مفاصل هذا التغير. إن الثمانين عاماً من عمر الحزب الشيوعي العراقي تسجل مفخرة من مفاخر الشعب العراقي الذي رفد هذا الحزب بكل ما يحقق صموده ويديم وجوده امام موجات القمع العاتية التي تعرض لها في عمره هذا . فهنيئاً للشعب العراقي الأبي المناضل بهذا الحزب الذي لم ولن يتوان عن مد جذوره اعمق واعمق في الأرض التي إحتضنته بالأمس وتحتضنه اليوم والتي سو? لن تبخل عليه باحتضانها له غداً.
 
*******
 
قصيدة للعيد
لذكراك الثمانين ثالثة
 
ناصر الثعالبي
                                           
ريح إبَضنَك حر او عوزة عيال
جفن َلمْ الندى من نوم السطوح
جذع ما مال غصنه ابوكت ميال
ولا غركت اجذوره ابكثرة النوح
سما ايشيل النجوم ابفرح عمال
مطر غيمة سعاده اتخضر الروح
فلاليحه نشامى ابزند شيال
ولو ذلت الدنيا اومطرت أجروح!
***
ميلاد الحزب دلة دواوين
اليسار ايشيلها  ابهيبة مناره
يخط فكره الرفاكه خط نياشين
النوايا السود ما غطت افكاره
ولا نكس اعكاله طول السنين
عفيف ابعزته ويحسم خياره
صحيح ايجوز لان........ او يعرف اللين!
يكلف وهجته ويضعف شراره
  ***
يبو الغيره الحزب يا بيت الافراح
يل حظنك دفو بليل المواويل
الوطن همه جبير اوماكو مرتاح
وازغار الزلم فوك الشناشيل
اوعله جفك المحنه او انت مرواح
ميلها تراها اترادت ..اتميل
اذا ظلمه الوطن بالجاي والراح
انثرله ورد فَيْ اوقناديل
 
 
*******
 
 
 
  في عيد الحزب ...
 
باقة ورد على قبر معلمتي ورفيقتي بدرية يحيى النجار
 
بشرى الحكيم
عندما فكرت بكتابة شيء عن مناسبة الذكرى الثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي العزيزة تراءت لي  صورة معلمتي في مرحلة الابتدائية والتي اصبحت فيما بعد رفيقتي في منظمة الحزب بمحافظة كربلاء. الست بدرية يحيى النجار مناضلة  شيوعية صلدة تعرفت عليها في مرحلة الابتدائية في مدرسة المفاخر في كربلاء. كانت تدرسنا مادة الحساب، هادئة ومتزنة ومتمكنة من المادة، تعمل بكل جد وتفاني على استيعاب عقولنا الصغيرة للعمليات الحسابية. وبعد ثورة الرابع عشر من تموز تم فتح فرع لرابطة المرأة العراقية في المحافظة، وكانت معلمتي من ضمن الناشطات القياديات فيها، ونظر?ً لكفاءتها وتمكنها من مادة الحساب نسبت الى تدريس الرياضيات في اعدادية كربلاء وشاءت الظروف ان تكون مدرستي في هذه المرحلة ايضاً.
و بعد انقلاب 8 شباط 1963 تعرضت للاعتقال مع مجموعة من النساء الكربلائيات ومورست بحقهن ابشع اشكال التعذيب في المكتبة العامة للمحافظة. وكانت اخبار تعذيبها  القاسي والوحشي من قبل زمر الحرس القومي، وصمودها البطولي ينتشر بين اهالي المدينة. وبعد فترة من التعذيب في مركز الاعتقال قدمت نساء كربلاء الى المحاكمة في معسكر الوشاش في بغداد (وكان عددهن 8 رفيقات) وحكم عليهن بمدد مختلفة وكان حكمها السجن لمدة 3 سنوات، الا ان جميع النساء اطلق سراحهن بعد41 يوماً بسبب تدخل المرجع الديني كاشف الغطاء. بعد اكمال دراستي الجامعية وس?ري للخارج وعودتي عام 1975، عملت في منظمة الحزب الشيوعي العراقي في كربلاء، وكان على رأس أولوياتي زيارة معلمتي والاستفسار عن صحتها ومعرفة اخبارها ودعوتها للعودة الى صفوف الحزب، ومساعدتنا بما تمتلكه من خبرة ومكانة، فانحرطت بالعمل معنا بجد ونشاط وبتواضع شيوعي ولم تشعرني يوما بانها كانت معلمتي وانا تلميذتها في مرحلة الابتدائية بل تعاملت معي كرفيقة نضال.
تعرضت للاعتقال ثانية عام 1979 على اثر الهجمة الشرسة التي تعرض لها حزبنا من قبل النظام الدكتاتوري البائد. وتم تسفيرها الى ايران خلال الحرب العراقية الايرانية، وبعد سنين سمعت عن تعرضها الى حادث دهس في ايران، حيث دفنت بعيدة عن تراب وطنها الذي ناضلت من اجله سنين طويلة وقدمت له زهرة شبابها وعلمت طالباتها مبادئ الحساب والرياضيات وحب الوطن.
تحية حب واجلال وباقة ورد حمراء أنثرها على قبرك يامعلمتي ورفيقتي بدرية يحيى النجار .
 
 
***
 
 
مســعود "فلسفة"
حنين لمدينة البرتقال وأهلها
 
حاوره كمال يلدو
لقبه اصدقاؤه بمسعود "فلسفة"، لأنه كان مغرماً بالفسلفة! ولأن عقله تفتق في زمن كان يسوده السلم الأهلي أواسط السبعينات، فقد تصاعد نشاطه الثوري ولفت له الأنظار، سواءً في وطنه، العراق، أو في منفاه الأول اليونان.
ولد مســعود خضرالقس يوحنان بمدينة تلكيف التابعة لمحافظة نينوى، وانتقل وهو في التاسعة من العمر الى مدينة بعقوبة حيث كان يعمل أشقاؤه الثلاثة. فنشأ في اجواء عائلة متشربة بالفكر اليساري والشيوعي، ونمى عنده الوعي وهو في سن مبكرة وتفتقت مواهبه واتسعت قراءاته، لاسيما في الفن والأدب، مستفيداً من مكتبة العائلة، والتي كانت تضم أكثر من 3000 كتاب. وكبر نشطاً ومحاوراً جسوراً وعنيدا، ومؤمنا بأفكاره (وما زال كذلك حتى اليوم)، فتربص به بعض رجال الأمن بغية إرهابه وإرهاب عائلته، فلفقوا له تهمة، واعتقلوه وعذبوه واهانوه قبل أن?يطلقوا سراحه. ثم عاودوا ذلك ثانية وأرادوا اختطافه، فهرب، وأجبرته العائلة على الهجرة الى الخارج، فرحل الى اليونان!
في اليونان، عاد "مسعود" لنشاطه الثوري، وكانت اليونان حينئذ قلعة للثوريين في أوربا. والتحق للعمل في مصنع "السا" والذي ضم حينها تجمعاً للعراقيين الهاربين من جحيم النظام او الحالمين بغد افضل، وكان مختصا بصناعة علب الألمنيوم المستخدمة في تعبئة الأغذية، للاستخدام داخل اليونان وخارجه، وكان العراق من ضمن البلدان التي تستلم العلب وخاصة معمل التعليب في كربلاء، فصار العمال يكتبون الشعارات المناهضة للبعث ويضعونها في تلك الصناديق، فتقدمت الحكومة العراقية بالشكوى لصاحب المصنع على هذا العمل، فبادر الى فصل احد العمال الذ?ن اتهموا بكتابة الشعارات. انتفض "مسعود" بسبب ذلك وقاد إضرابا عماليا مطالبا الادارة باعادة العامل المفصول، فما كان من الإدارة الا ان  اخبرت الشرطة والسفارة العراقية التي اتت على عجل، وقامت بتسفير "مسعود" الى بغداد. في بغداد كاد أن يفقد حياته، لكن تدخل الأهل والمعارف أنقذه من الموت في المعتقل، وحال خروجه فكر بالرحيل ثانية. وعام 1990، وعبر طرق وعرة وخطرة هرب "مسعود" الى الولايات المتحدة.
في حياة "مسعود" محطات حفرت خطوطها في الذاكرة، مشاركته وهو طفل في مسرحية "النخلة والجيران" وتجربته مع العمالقة الفنانين الكبار، إعتقاله لأسابيع في اليونان، وقسوة العيش في معسكرات اللجوء! لكن أجمل ما بقي في الذاكرة، بعقوبة الغالية ، مدينة البرتقال، وناسها الطيبين. ففي حنين مضن، يتذكر "مسعود" أسماءً لاتزال ترسل صداها بعيدا في المدى الأنساني الذي يلامس الروح التائهة بين حنين الوطن والعصابات التي تقبض بخناقه، الشاعر خليل المعاضيدي، الكاتب ابراهيم الخياط، عبد العظيم الكرادي، جمال محمد سـفر، هشام مطر وشقيقه الراح? عامر مطر، ناظم متي ومصطفى كلاز والعشرات الذين لا تحضره اسماؤهم، لكن وجوههم الباسمة ما زالت ماثلة امامه مثلما البرتقال في عبير بعقوبة الجميلة. وقبل هذا وذاك يبقى رسوخ وطنيته وإنتمائه الفكري علامة فارقة مع تقدم العمر. ويوجز أمنياته في العيد بأن يضع الحزب نصب اعينه تحقيق أقصى مشاركة في السلطة من اجل تحقيق اماني العراقيين، التي سيكون صعبا تحقيقها دون ذلك، مستذكراً الأبطال الشهداء الذين عرفهم، ويرى بأن راية الحزب بقيت خفاقة وتبقى كذلك بتضحياتهم الغالية.
 
 
 
******************
ص10
في الذكرى الثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي
يداً بيد مع المخلصين.. نحو رياضة عراقية متطور
خاص- طريق الشعب
تواصلت احتفالات الشيوعيين بعيدهم المجيد منذ ايلول العام الماضي وستستمر حتى نهاية هذا العام. ولعل ايام اذار الخير والربيع واليوم الموعود هي الذروة في هذه الاحتفالات من حيث الفعاليات والمهرجانات والمعارض الفنية والمسابقات الادبية والرياضية كل ذلك للعيد ومن اجله لان عيد الشيوعيين هو عيد الوطن والتأريخ والشهداء وضحايا الدكتاتوريات التي جثمت عقودا على ارض الوطن وشعبنا الابي. ويسرنا نحن الرياضيين ان نكون جزءاً من هذا السفر الخالد الذي سطره شيوعيو العراق وابناؤه البررة من خلال المساهمة الفعلية في بناء الرياضة الع?اقية وحسب الامكانيات المتاحة. فقد اسهم الحزب بقوة في كل نواحي الحياة ومنها الرياضة من خلال منهجه وموقفه الصادق من الابداع والمبدعين. واليوم ونحن نواصل احتفالاتنا بالذكرى الثمانين للحزب العريق "عميد الاحزاب العراقية" لابد لنا من استعراض سريع لمواقف الحزب ومساهماته الرياضية خلال هذا العمر المديد. آملين المزيد من التقدم والانتصار لعراقنا وشعبنا.
الشيوعيون مع حركة الشباب ونهضة الرياضة
 
منذ بداية التأسيس في 31/ 3/ 1934 اكد الحزب على دور الشباب وضرورة الاهتمام بهذا القطاع الحيوي الواسع وقد اكد المؤتمر الوطني الاول الذي عقد في 1945 وقبله الكونفرس الاول عام 1944 على اهمية الاندية الرياضية وحركة الشباب ودورها في احداث التغيير. ورغم ظروف العمل السري وارهاب الانظمة العميلة الا ان الحزب كانت له صلات وعلاقات مع الرياضيين  لان اغلبهم كانوا من فقراء الشعب وكادحيه، وتواصل الحال الا ان النقلة النوعية التي تحققت كانت بعد قيام ثورة 14 تموز 1958 حيث ابدعت منظمات الحزب في عموم الساحة العراقية بدعم الفرق ?لشعبية والاندية الرياضية ونجوم الرياضة العراقية، مما حول الحركة الرياضية الى قوة كبيرة لدعم ثورة 14 تموز على المستويين الشعبي والرسمي وخاصة كرة القدم وتشكيل منتخبات عراقية، كان لسياسة الشيوعيين واصدقائهم دورها الواضح، ومنهم الراحل هادي عباس رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم يومها. وهنا يجب ان لاننسى الانجاز العراقي الوحيد في الاولمبياد يوم فاز ابن البصرة الشيوعي عبد الواحد عزيز عبدالله  باولمبية في دورة روما عام 1960 والتي ظلت وحيدة حتى الساعة! وكان لابطال رفع الاثقال كامل مسعود والشهيد عبدالله رشيد والمصارع?سعيد متروك وكمال الاجسام رضا موسى واللاعب الدولي طارق محمد صالح والملاكم الشجاع نافع منعم "الاسود" لقد انتعشت الرياضة التموزية بفعل دعم واسناد الشيوعيين واصدقائهم. وقد قدم الشيوعيون للرياضة الرسمية والشعبية افضل الكوادر والقيادات الوطنية المخلصة التي نهلت من منهل الحزب ومائه العذب ايام السبعينيات والعلاقة الجبهوية امثال فاروق فؤاد قائد اتحاد رفع الاثقال والحكم الدولي طه حيدر الكعبي ونجوم الكرة العراقية عبد كاظم والشهيد بشار رشيد وكاظم عبود جابر والعشرات من افضل نجوم الرياضة اداءً وخلقاً.
 
مع التغيير قدم الشيوعيون خبراتهم للوطن
 
ومع التغيير الذي تحقق في 9/ 4/ 2003 وانهيار الدكتاتورية الصدامية وانبلاج فجر الحرية والخير قدم رياضيو الحزب الشيوعي بقوة الصفوف ليساهموا مع رفاقهم واصدقائهم وكل الاخيار من ابناء الوطن بدعم الرياضة وبنائها من جديد على اسس حديثة وحضارية. وقد قدم الحزب في المؤتمرين الوطنيين الثامن والتاسع تصوراته عن رياضة الوطن وكيفية العمل للانتقال بها نحو العالمية، حيث تضمن البرنامج الرياضي للشيوعيين مرتكزات واضحة في مقدمتها اصدار القوانين والانظمة التي تحكم المؤسسات الرياضية وتساهم في مسيرتها العلمية الصحيحة اضافة الى الاه?مام بقطاعات الرياضة على تنوعها مع البدء بحملة وطنية للبناء وانشاء الملاعب الرياضية والاهتمام برواد الرياضة ونجومها ورعاية رياضة المرأة التي تشكل نصف المجتمع وفعلاً تحققت بعض من تلك الافكار على الرغم من انها كانت دون مستوى الطموح. واستمر الحزب بدعم وحماية الرياضة في بغداد والمحافظات فقدم الدراسات والمقترحات الخاصة بالرياضة حيث اكد المؤتمر الوطني التاسع الذي انعقد في 2012 عل ذات النقاط مع اضافة امور اخرى فرضتها المرحلة الجديدة ومنها الاهتمام برياضة ذوي الاحتياجات الخاصة والرياضة الشعبية والعناية بالاندية الر?اضية ومنتديات الشباب وغيرها مما يهم الناس وخاصة تحويل الرياضة الى ممارسة جماهيرية والسعي لتحويل شعار الرياضة للجميع الى واقع عملي.
 
ندعو الجميع للوحدة من اجل رياضة الوطن
 
واليوم ونحن نحتفل بذكرى حزبنا المجيد نؤكد ان الرياضة رسالة محبة وصداقة وسلام ولابد لأبنائها من التماسك والتسامح وتجاوز المصالح الخاصة من اجل الوطن والرياضة فالقطاع الرياضي يسعنا جميعاً ويجمعنا سوية من اجل بناء رياضة العراق الجديد القائمة على المحبة والتعاون وفتح الابواب والقلوب لبعضنا بعيداً عن الحساسيات والاخطاء والتهميش التي تسبب تدمير المجتمع وتفرق الابناء.. تحية للمخلصين وللشيوعيين في عيدهم الثمانين والموت لأعداء الحياة.. وستظل الرياضة رسالة حب وصداقة وسلام.

********
اليوم.. طريق الشعب تحتفي برواد الكرة العراقية

عبد الرحمن فليفل
بمناسبة الذكرى الثمانين لميلاد حزبنا الحزب الشيوعي العراقي يحتفي القسم الرياضي لجريدة طريق الشعب اليوم بنجوم الكرة العراقية في الساعة الرابعة عصراً وعلى ملعب ابي نؤاس وسيقود فريق النجوم الرواد الكابتن حسن حمود لاعب المنتخب العسكري السابق.
ففي مثل هذه الايام من كل عام يجتمع نجوم الكرة العراقية الرواد على ملاعب ابي نؤاس محتفلين بذكرى ميلاد الحزب الشيوعي العراقي، عشرات الصور الناصعة تقفز الى الذاكرة، فها هو مرعب حراس المرمى الهداف علي كاظم ما ان نراه حتى نسترجع شريط ذكرياتنا واهدافه الرائعة وتسديداته القوية التي لاتغيب عن اذهان الجماهير التس عشقته بعد ان تربع على قلوبهم. كذلك نصيب المدرب القدير وصانع النجوم المدرب التربوي الكبير داود العزاوي الذي قدم طبقاً من ذهب للكرة العراقية عشرات النجوم الذين صالوا وجالوا في الملاعب وحققوا أفضل النتائج واب?ر الانجازات. بيليه العرب النجم الاسمر صباح حاتم حضر في العام الماضي رغم مرضه قائلاً: في مناسبات اصدقائنا الشيوعيين نشعر بفخر وزهو حين توجه الينا دعوات الحضور، وكيف لا ونحن نجد أنفسنا امام جبال عالية في كل شيء، النضال، الثقافة، رفعة الاخلاق، وسموها، في هذه المناسبة أهنئ من كل قلبي الحزب الشيوعي العراقي متمنياً له دوام التوفيق والالق لاجل تحقيق شعارهم الاثير وطن حر وشعب سعيد.
 
حبيب جعفر: الشيوعيون اعزاؤنا
 
نجم الكرة العراقية السابق حبيب جعفر والذي شارك في اكثر من مناسبة وفعالية لنا يقول: نحن ننظر الى الحزب الشيوعي بعين غير التي ننظر بها الى الاحزاب الاخرى، فهم نخبة طيبة ووطنية ومثقفة ولا ننسى وقفتهم مع نجوم الكرة العراقية حين اتاحوا لهم فرصة المشاركة في الدورة التدريبية التي اقيمت في السويد عام 2005 وبعدها في دمشق عام 2006 لذا نحن نعتبر الشيوعيين اعزاء لنا كونهم امتلكوا المبادرة في مد يد التعاون مع الرياضيين.
 
الكابتن رسن بنيان: مناسباتكم جمع شمل الاحبة
 
نجم كرة الزوراء والمنتخب الوطني الكابتن رسن بنيان سيكون حاضراً معنا اليوم حيث قال: نحن نعتز كثيراً بمثل هكذا مناسبات تجمع زملاءنا واصدقائنا بعد ان فرقتنا الايام وتقلباتها غير المحسوبة حضرت الكثير من المناسبات والفعاليات كوني اجد مناسباتكم هي جمع شمل الاحبة الرياضيين حيث نستذكر الايام الجميلة التي قضيناها في الملاعب خلال العقود الماضية. اجمل التهاني واحر التحايا للحزب الشيوعي العراقي في ذكرى ميلاده متمنين له كل الخير والتقدم لاجل اسعاد شعبنا.
 
عباس عطية: تحية لحزب الكادحين
 
نجم منتخب الشباب الكروي المشارك في بطولة شباب العالم عام 1989 الكابتن عباس عطية ابدى سروره الكبير لدعوته لمباراة اليوم حيث قال: يسعدنا مشاركتكم افراح ميلاد الحزب المناضل الذي قدم الآلاف من الشهداء على مذبح الحرية لاجل الوطن وقضاياه المصيرية. لا يخفى على احد ان تاريخ العراق السياسي كتب باحرف من نور نضالات هذا الحزب العريق. تحية لحزب الكادحين والمناضلين ودعواتي لهم بالموفقية في الانتخابات البرلمانية القادمة كوننا لا نرى التغيير الا من خلالكم.
 
نور صبري: كل الحب لحزب الخيرين
 
حامي هدف المنتخب الوطني المتألق نور صبري تحدث قائلاً: اجد نفسي في حيرة لاجل انتقاء اجمل الكلمات وابهاها بحق حزب المناضلين الحزب الشيوعي العراقي في ذكرى ميلاده الثمانين. وكم تمنيت ان اكون حاضراً الا ان ارتباطات وظيفية مسبقة حالت دون ذلك. كل الحب لحزب الخيرين متمنياً لهم الموفقية لاجل تحقيق آمال الجماهير التي باتت متعطشة الى التغيير.
 
 
**********
 
 
بمناسبة الذكرى الثمانين
كاظم عبود النجم الكروي الذي أربك حسابات أزلام النظام في العراق ومن منفاه
 
منعم جابر
فتى نحيل وجسم صغير لكنه ارادة قوية وموقف مبدئي ،انطلق من منطقة الشاكرية حاملاً على كتفه هموم اهله وابناء جلدته، كادحي الجنوب الذين نزحوا من هناك بسبب ظلم وتسلط الاقطاع. تأثر بأبناء جيله ومن هم اكبر منه عمراً ليجد في صفوف الحزب الشيوعي العراقي ملاذاً امناً وبيتاً حقيقياً لأماله وآلامه . لعب كرة القدم مبكراً وبرز مهاجماً فريداً بكفاءته ومواصفاته الفنية والبدنية ورغم حجم جسمه الصغير النحيل الا انه كان صلباً كالماس !.
برز مبكراً ليلعب لفريق العاصمة الاهلي الذي ضم نخبة من جيل ثورة 14 تموز 1958 ومن حملة فكرها التقدمي وانخرط عبود مناصراً وصديقا واصطدم عند اول الطريق بانتكاسة الثورة الوليدة في انقلاب شباط الدموي العام 1963. وواصل كاظم مسيرته ،يطور امكانياته باحثاً عن الحقيقة التي وجدها واضحة بالفكر الثوري الاشتراكي الذي نشره الشيوعيون واقترب منهم ووصلوا اليه.وكانت الرياضة في الحبل السري الذي شد كاظم الى هذه النخبة المناضلة حيث كان لكاظم دور متميز في ترسيخ علاقات الشيوعيين بالرياضة واهتمامهم بها. وكانت الرياضة هي الطريق الذي?بها ومن خلالها حصل العشق الابدي بين الابداع الرياضي والفكر التقدمي الثوري وان كان عشقاً معمد بالدم والعذاب والسجون والمنافي.
 
فريق البريد نموذج للفريق الملتزم
 
انظم كاظم الى فريق البريد العام 1965 والفريق يلعب ضمن فرق الدرجة الثالثة وصل بالفريق الى الدرجة الممتازة العام 1968-1969 وهو انجاز نادر الحدوث! .وكان يشرف على تدريب الفريق المدرب التقدمي الراحل عبد الرحمن القيسي ((ابو عوف)) الذي ساهم مع بعض اللاعبين ومنهم كاظم ان يختاروا افضل اللاعبين مستوى والتزاماً وتحصيلاً دراسياً. فتحول فريق البريد الى نموذج بالاداء الجميل والاخلاق العالية والانضباط ،وقد ظهرت بعض العلامات على الفريق فسرها البعض تفسيراً سياسيا .مثلا كان الفريق يرتدي الملابس الحمراء، وكان أغلب مشجعيه من ?لشباب والمثقفين وخاصة في الفترة1971-1975 حيث الانتعاش الأقتصادي وفترة الجبهة الوطنية . وقد اثار هذا الامر حفيظة ازلام النظام، وحاولوا بكل اساليب الضغط تبعيث الفريق او كسب بعض لاعبيه الى حزبهم او ابعاد الفريق عن الميدان . الا ان كل هذه الافعال باءت بالفشل ورفض اللاعبون الانتماء، وبسبب هذه المواقف قررت رئاسة الدائرة ابعاد كاظم عبود عن الفريق .وفعلا ابعد وخسر الفريق احد نجومه الكبار مع نقل بعض اللاعبين الى اندية اخرى. فليح حسن وفلاح حسن للزوراء واخيراً صدر قرار غريب بحل فريق البريد واعتماد فريق الميناء ممثلا ?وزارة المواصلات ،وهو اول واشهر قرار ساهمت به اللجنة الاولمبية يومها واتحاد كرة القدم . فتشتت لاعبوا فريق البريد بين الابعاد والمنافي والسجون وكان حظ كاظم أن اختفى ليظهر على جبال كردستان.
 
كيف غادر كاظم الملاعب والتحق بقوات الانصار في كردستان؟
 
ونحن في سجون النظام اعوام :76،77،78 حتى 1979 واثناء التحقيق ورد اسم كاظم عبود. ماهي العلاقة به ؟ فأكدنا نحن الرياضيين، بأن عبود هو احد نجوم الكرة العراقية ولا علاقة لنا به !. ولكن هؤلاء كانوا يبحثون عنه وعن اسماء كثيرة بكرة القدم .منها السؤال عن الراحل عبد كاظم وطيب الذكر مظفر نوري والعزيز فلاح حسن . في هذه الظروف زارني الى معتقل الفضيلية الكابتن كاظم عبود فقلت له : "ابو وصال... تره اسمك ورد بالتحقيق... والامن يريد حجة حتى يلقي القبض عليك.. اني اقترح عليك السفر لان الظروف سيئة جداً..." كان هذا مطلع العام 1?77 وفعلا غادر الصديق العزيز كاظم العراق الى بيروت، ليظهر في مطلع الثمانينيات على قمم جبال كردستان العراق مناضلاً انصارياً حاملاً سلاحه دفاعاً عن القيم والمبادئ التي آمن بها.
 
عائلة صابرة ومناضلة ضمت كل الطيف العراقي
 
ارتبط كاظم عبود بالمجتمع الرياضي بعلاقات انسانية متميزة فكان اخاً وصديقاً للشهيد بشار رشيد عملا سوية ولعبا لذات الفريق وكان لهما دور متميز في مدينة الثورة(الصدر حالياً)، وساهم عبود بتوطيد العلاقة مع الرياضيين والفرق الاخرى بشكل ازعج ازلام النظام واعوانه. ونقولها وبفخر ان امتداداتنا وصلت الى فرق البريد والسكك والكهرباء وآليات الشرطة والقوة السيارة والمصلحة والفرقة الثالثة وغيرها اما في الفرق الشعبية فحدث ولا حرج .وكانت عائلة الرياضي المبدع كاظم عبود قدمت للوطن فصيلاً من الشهداء والمناضلين ، وأن من يتحدث عن ?اظم يجب ان لا ينسى شقيقه الاكبر چلوب (ابو سمير) الذي تحمل الكثير من جور الطغاة واشقاء كاظم الشهداء (عادل عبود، ومحمد عبود وزهير عبود ،وولده جواد كاظم عبود) ولده الذي لم يتجاوز 14 سنة من عمره حيث اعدم بتهمة الانتماء الى الحركة الاسلامية.
 
تحية حب واعتزاز للمناضل الرياضي كاظم عبود وهو في منفاه
 
متحملا الغربة وقساوتها والمرض اللعين وآلامه... والخزي والعار لأعداء الشعب والوطن في الذكرى الثمانين لتأسيس عميد الاحزاب العراقية الحزب الشيوعي العراقي.
 
 
*******
ص 12
 
نتائج مسابقة الملصق المكرس للعيد الثمانين
في اطار فعاليات الاحتفال بالعيد الثمانين للحزب الشيوعي العراقي، اعلنا في شهر كانون الثاني الماضي عن مسابقة لتصميم ملصق مكرس للذكرى، ودعونا الفنانين التشكيليين داخل البلاد وخارجها الى المساهمة في المسابقة وموافاتنا بتصاميمهم.
 واوضحنا في الاعلان ان التصاميم المشاركة ستعرض على لجنة مكونة من فنانين ونقاد فنيين، تشكل خصيصا لفحصها واختيار افضلها، وانها ( اي التصاميم المشاركة ) ستعرض في معرض خاص يفتتح اواخر شباط، وتعلن فيه نتائج المسابقة والاعمال الفائزة.
ولكن حدث ان التصاميم التي وصلتنا في المدة المحددة كانت قليلة، وان بعض الفنانين الراغبين في المشاركة طلبوا مزيدا من الوقت لانجاز تصاميمهم. وقد سعينا الى مراعاة رغبتهم، وتمهلنا لكي نحصل على تصاميم اكثر تنوعا، وبما يمكن ان يتيح  لنا خيارات افضل.
ونتيجة لذلك تأخر للأسف التئام لجنة فحص التصاميم واختيار الافضل بينها، حتى مطلع الاسبوع الماضي.
وبناء على قرار اللجنة فاز بالجائزة الاولى (وقيمتها مليون دينار) ملصق من تصميم الفنان حسام عبد المحسن، وبالجائزة الثانية (750 الف دينار) الفنان الاردني محمد ثويران، فيما ذهبت الجائزة الثالثة (500 الف دينار) الى المصمم الشاب حسام العتابي.
وقد عرضت التصاميم المشاركة في المسابقة جميعا، في بهو دار سينما سميراميس ببغداد يوم السبت 29 آذار 2012، واطلع عليها المشاركون في الاحتفال المركزي للحزب الشيوعي العراقي الذي اقيم ظهيرة اليوم المذكور احتفالا بالعيد الثمانين للحزب.
واضافة الى ذلك ستنشر جريدة «طريق الشعب» الملصقات المشاركة في المسابقة، الفائزة منها وغير الفائزة، على صفحات اعدادها التي ستصدر في الايام المقبلة.
 
لجنة الاحتفالات المركزية للحزب الشيوعي العراقي
30 آذار 2014
 
*******
نخلة البرحي
عريان السيد خلف
 
عسنك يا شعبنه ابعافيه وخير
ويظل طرواك رايه اعلى الفراتين
يگمرة عافيه وشعت على الناس
انا الطفل الرضعته ابذرة الطيب
وعلمته الأدب والطيب والعيب
......
المناصب والرتب والامتيازات
امتيازي.. ابكل گلب مهموم تذكار
اذا مر ابدرب تتزاحم الناس
وحگك لا غرور.. ولا مزادات
انا نخلة البرحي الرفضت اتطيح
ربيت ابدهلتك وانهارك اتفور
الصگور ابكل عزمها اتواكح الريح
وآنه ابحلگي المراره..  وساعة الضيج
اخاف ايظن بعضهم شالني الغيض
عشت ليل المحن ويل وعذابات
البح بسمك لجيج الطير للطير
يللي بتضحياتك  عرفت الناس
وعسى حلمك حقيقه اواقع ايصير
وشوفك لافته اشما عيني اتدير
وغنت بيك موال النواطير
وكبر بيدك مثل تالة نواعير
وعلمته الزهو  ابوجه الشواجير
.......
ضعيف النفس بس البيهن ايحير
وچلماتي اصبحت مثل المناشير
عليه ويتعب الياخذ تصاوير
ولكن كل حقيقه اتريد تبرير
اطول اشما تگص بيه المناشير
دم ودمع وتطول المشاوير
وتهج بالعاصفه اصفوف العصافير
قوافيي الوذن بس تنده اتغير
ويحسبون العتب وياك تقصير
ولا دورت بالشده المعاذير
ونه المصلوب وبچفي البسامير
المبادئ للبشر مو للخنازير
 
 
******
فتى الثمانين*
ابراهيم الحريري
كان الطفل يمسك كف ابيه، يسيران معا عند جرف دجلة، كان الضحاك، اكل مخاخ الاطفال والشباب قد اختفى، بات بامكان الشباب ان سيروا بطولهم، وان يصحب الآباء ابناءهم في غدوات العصاري عند جرف النهر.
سأل الابن اباه من اين يأتي النهر؟ من الينابيع اجاب الاب واثقاً، من اين تأتي الينابيع؟ اردف الطفل فوراً من المطر.. ردد الاب كأنه يسمع درساً. فكر الطفل قليلاً وسأل: لكن من اين يأتي المطر؟ بدأ الاب يضيق قليلاً بأسئلة ابنه. كان يأمل بعصرية هادئة يستمتع فيها بشمس آذار الحانية ونسماته الرخية، وها هو يخضع الآن، لامتحان يعيده القهقري الى صفوف الابتدائية الاولى.. يأتي المطر من السحاب.. رد الاب وهو لا يكاد يخفي برمه. صفن الاب.. رأى الى النهر كأنه يراه للمرة الاولى. كان صفحة لامعة تنسكب فوقها شمس آذار، كما تنسكب نظرا? عاشق ولهان على جسد حبيبته المسجى.. اراد ان يغرق في جسد الحبيبة، عندما فاجأه صوت ابنه الرفيع المتسائل: بابا لا تزعل، سؤال اخير من اين يأتي السحاب؟ من النهر.. يعني من النهر مرة اخرى؟ تساءل الطفل. قلت لى انه السؤال الاخير رد الاب بضيق وها انت تلحقه بسؤال آخر، اجل من النهر، من الانهار بالاحرى والبحار والسواقي هل فهمت الآن؟
لاذ الطفل بالصمت، مدهوشاً من هذه الدورة الغريبة. لو كان سأل امه عندما يعود الى البيت لكانت اضافت: ومن دموع المآقي.
هو النبع والنهر؛
هو السحاب والمطر؛
هو الانهار والبحار والسواقي
وهو دموع المآقي..
هو تجسدنا
انبل ما فينا
آمالنا وآلامنا
وهو الحلم الذي، اذ يتحقق
لا يتحقق ابداً..
بما هو الحلم..
حتى يظل لدينا ما نحلم به
ما نبكي بسببه
ما نفرح من اجله
ما يوحدنا
حد التوحد به
عجيب امرك
عجيب امرك عجيب!
ايها الحبيب!
اكلما تقدم بك العمر
ازددت قوة؟
اضحاك/ ضد انت؟
كاوه العمل والامل؟
يتقدم اليك الآباء والامهات بالقرابين
(ام ظافر خسرت ابناً وكسبت حزباً.. اني امك يا ظافر طريق الشعب)
ثمينة..
ام زكي..
ما يحصى من الآباء والامهات والزوجات والاخوات وهن يعلمن انهن إذ يفعلن ذلك انما لكي يختفي الى الابد اليوم الذي يعيش فيه الضحاك/ الوحش على مخاخ وافئدة ابنائهن..
قل لي:
من اين اتيت؟
والى اين انت ذاهب؟
من الحلم..
حلمنا اذ يتحقق
فتحلم لنا حلماً آخر
من الحلم، حلمنا، تأتي
الى الحلم تذهب..
وتذهب بنا معكـ
فلا تنتهي- ابدا � دورة الحلم
***
كان الطفل قد بلغ السبعين
كان الاب، طفلا ولد من جديد
كانا يسيران على ضفة النهر ذاته
سأل الطفل/ الاب/ الطفل/ الاب:
من اين يأتي النهر؟
موجود حي مثل دورة الخصب، مثل شهقة حب
يا فتى الثمانين
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*خاطرة كان نشرها ابراهيم الحريري في «طريق الشعب» العدد 34 السنة 69- 28 آذار- 3 نيسان 2004 وآثر ان يعيد نشرها في العيد الثمانين للحزب.
 
*******
الشيوعي يحتفل بذكراه الثمانين: التغيير قادم والمحاصصة أسوأ أزمات البلاد
عدّ قياديون في الحزب الشيوعي، أن البلد يعيش "أسوأ" مرحلة عرفها في تاريخه نتيجة المحاصصة السياسية والطائفية و"فشل" القوى السياسية المتنفذة في التخفيف من معاناة الشعب وبناء دولة المواطنة، وأبدوا تفاؤلهم بإمكانية تحقيق القوى المدنية الديمقراطية "نجاحاً" في الانتخابات البرلمانية المقبلة، لإدراك الشارع العراقي "المأساة" التي يعيشها حالياً و"الحاجة إلى التغيير". جاء ذلك خلال الحفل الذي أقامه الحزب الشيوعي العراقي، بمناسبة الذكرى الـ80 لتأسيسه، على مسرح (سميراميس)، في شارع السعدون، وسط بغداد، بحضور عدد كبير من قا?ة الحزب وكوادره، والمثقفين والكتاب والصحافين، فضلاً عن رئيس مجلس محافظة بغداد ومجموعة من أعضاء المجلس، وحضرته (المدى برس).
وقال أمين اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، حميد مجيد موسى، في حديث إلى (المدى برس)، إن "العراق يعيش بعد سنوات التغيير أوضاعاً صعبة ومعقدة بسبب المحاصة السياسية والطائفية"، مشيراً إلى أن "الحزب يسعى إلى تغيير هذه الأوضاع من خلال تبني صعود قوى مدنية ديمقراطية تؤمن بالعدالة الاجتماعية". وأضاف موسى، أن "حظوظ الحزب في الانتخابات البرلمانية المقبلة تبشر بخير، وأن الأوضاع الحالية تصب في مصلحته والتحالف المدني الديمقراطي"، مبيناً أن "التحالف سيحقق جميع ما يطمح به الشعب العراقي بعد أن فشل المتنفذين في تطبيق ب?امجهم ووعودهم التي قطعوها للشعب". من جهته دعا عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، مفيد الجزائري، في حديث إلى (المدى برس)، الشعب العراقي لأن "يصوتوا في الانتخابات المقبلة لصالح من يخدمهم ويخلصهم من المحاصصة الطائفية والاثنية ويبني دولة مدنية ديمقراطية تؤمّن العدالة الاجتماعية"، مضيفاً أن "القوى المدنية الديمقراطية العراقية بدأت تنشط بنحو متزايد وأصبح لها جمهوراً يتسع وأن كان ذلك يحدث بصورة بطيئة نسبياً".
وأوضح الجزائري، أن "فشل القوى المتنفذة في إدارة البلد بصورة صحيحة خلال المدة الماضية، ونفور الناس منها، يوفر فرصة للتيار المدني الديمقراطي الذي يقدم برنامج يرضي مكونات الشعب العراقي كافة".  إلى ذلك قال عضو المكتب السياسي في الحزب الشيوعي العراقي، جاسم الحلفي، في حديث إلى (المدى برس)، إن "رؤية الحزب تأكدت بشأن فشل دولة المحاصصة الطائفية والاثنية التي لم تحقق شيئاً بل على العكس تسببت بتراجع على الأصعدة كلها لاسيما الأمنية"، مبيناً أن "الوضع الحالي في العراق يتطلب العمل لإعادة الدولة المدنية الديمقراطية على ق?عدة العدالة الاجتماعية وإنشاء دولة المواطنة". ورأى الحلفي، أن "حظوظ القوى المدنية الديمقراطية جيدة وسيكون لها ثقل في مجلس النواب المقبل"، مؤكداً أن تلك "القوى تعمل اليوم على توسيع تمثيلها في البرلمان لأن الرأي العام المثقف والواعي يريد الخلاص من الوضع الحالي ويطلب التغيير".  على صعيد متصل قال عضو مجلس محافظة بغداد عن القوى المدنية الديمقراطية، فرحان قاسم، في حديث إلى (المدى برس)، إن "العراق يعيش اليوم في أسوأ مراحل تاريخه نتيجة المحاصصة السياسية"، متهماً "القوى السياسية المتنفذة حالياً بأنها تتقاطع فيما بي?ها ولا تهتم بمعاناة         وأعرب قاسم، عن "التفاؤل بإمكانية حصول القوى المدنية الديمقراطية على عدد كبير من الأصوات في الانتخابات البرلمانية المقبلة"، عازياً ذلك إلى "إدراك الشارع العراقي المأساة التي يعيشها حالياً والحاجة إلى التغيير". وحمل عضو مجلس محافظة بغداد، الشعب "المسؤولية الأولى في صعود قوى طائفية لسدة الحكم"، لافتاً إلى أن تلك "القوى تسببت في الخراب الموجود في العراق حالياً".
وتضمن الاحتفال، تكريم رواد الحزب الشيوعي، وإلقاء قصائد شعرية تنتقد الأحزاب السياسية المتنفذة، فضلاً عن فعاليات غنائية.
_________
تقرير نشرته وكالة "المدى برس" عن أحتفال الشيوعيين بعيد حزبهم.

*******
الشيوعي العراقي يحتفي بعيده الثمانين
نظم الحزب الشيوعي العراقي امس احتفالية بعيده الثمانين كرم فيه عددا من أعضائه تثمينا لمسيرتهم الحزبية . وقال عضو الحزب مفيد الجزائري في كلمته خلال الاحتفالية التي  حضرتها (الزمان ) ان ( الحزب يحتفل بعيده الـ80 والبلد يمر بأزمة شاملة ولدتها المحاصصة الطائفية التي اقترنت بموعد الأنتخابات ). داعيا الى (نبذ المحاصصة الطائفية والجلوس الى طاولة الحوار واشراك الآخرين في صناعة القرار). وكرم  سكرتير الحزب حميد موسى خلال الاحتفالية عددا من اعضاء الحزب تثمينا لمسيرتهم النضالية وهم عبدالرزاق الصافي ومفيد الجزائري وسافرة جميل حافظ والفريد سمعان ?حكمت محمد (ابو سليمان) وبثينة شريف والشاعران عريان السيد خلف وناظم السماوي ووعد هاشم ونوح الربيعي وقحطان معروف وآخرين) . وحضر الاحتفالية  رئيس مجلس محافظة بغداد رياض العضاض وعدد من اعضاء المجلس وعضو المكتب السياسي لحزب الدعوة صلاح عبدالرزاق ووكيل وزارة الثقافة فوزي الأتروشي والفنانة الرائدة ناهدة الرماح.
_________
خبر نشرته جريدة "الزمان" عن أحتفال الشيوعيين بعيد حزبهم.

********