العدد 149 السنة 79 الخميس 20 آذار 2014

 

 

تصفح بي دي اف

 
 

 

ص1 

مباحث في ألأدب الشعبي
توظيف الموروث الشعبي في الأدب.. رباعية شمران الياسري انموذجا*
 
لفته عبد النبي الخزرجي
 
الحلقة "1 " الزناد:
 
البحث في الادب الشعبي... من ألأمور المعقدة جدا،لأنها تستدعي قبل كل شيء، توفر الصبر والمزيد من التنقيب ومواصلة البحث في التراث... ودراسة المتوفر من مصادر ألأدب الشعبي، نتاجات الشعراء، البحوث التي تناول فيها اصحابها مختلف جوانب وصفحات الادب الشعبي، بما في ذلك.. شعراء الفترة السابقة... وخاصة الشعراء الذين برزوا في نهايات القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين...وهذا من اصعب ألأمور وأشدها تعقيدا.. لأن اغلب اولئك الشعراء الشعبيون وغيرهم ممن عمل في صنوف ألأدب الشعبي والفن الشعبي.. كانوا يعملون في بيئات متردية وظروف لاتتوفر فيها مستلزمات ا لتوثيق اوالإمكانيات التقنية المتوفرة حاليا.... لكن الملفت والمفرح ايضا... ان هناك البعض من الكتاب والباحثين والأدباء ممن توفرت لهم عناصر البحث وتهيأت لهم ظروف العمل التي كانت عاملا إضافيا في وجود الكثير من البحوث في هذا الجانب.
 إلا ان الذي ورد في رباعية شمران الياسري.. من موروث شعبي وكيف إستطاع هذا الكاتب الكبير ان يوظف مفردات في التراث ويضعها في ايقونات رباعيته المشهورة ( الزناد، بلابوش دنيا، غنم الشيوخ وفلوس حميد )تلك المفردات التي تكاد تضيع او تنقرض لولا ان هذا الكاتب البارع إستطاع ان يوظفها بأسلوب حضاري وفني رائع... ان ذلك كان له ابلغ الاثر في توثيق هذا الكم الهائل من المفردات والاهازيج والامثال وما ردده الشعراء في تلك الفترة.
 ومن تلك المفردات:
بلابوش دنيا: وقد إحتلت هذه المفردة اللطيفة حيزا كبيرا من رائعة ابوگاطع... حيث كانت همزة الوصل في تلك الرباعية الفريدة...كما إن تلك المفردة قد حملت إسم الجزء الثاني من الرواية" بلابوش دنيا".
 وقد ذكرت في كتابي "تأملات في ألأدب الشعبي " الصادر عن دار الفرات في الحلة..هذا الجانب وتحت عنوان (الموروث الشعبي ورباعية ألأديب شمران الياسري) حيث ورد فيه:
 ((من خلال رباعيته المشهورة " الزناد، بلابوش دنيا،غنم الشيوخ، فلوس إجميد " إستطاع الكاتب وببراعة واضحة ان يوظف الموروث الشعبي توظيفا رائعا... ولانه من بيئة ريفية تمتلك خزينا وافرا من المفردات الشعبية والموروث الذي يتم التداول به في الدواوين في تلك الفترة والتي تمكن الكاتب من غرز تلك المفردات والأهازيج في رباعيته على نحو مبدع وخلاق مما اضفى على الرباعية هالة من ألألق والسمو ومنحها جوازا للدخول الى قلوب المثقفين اولا ومن ثم الشرائح ألإجتماعية ألأخرى وخاصة من هم في اسفل الهرم ألإجتماعي من الطبقات المسحوقة والكادحة والمهمشة)).
 إن الدخول الى عالم الموروث الشعبي واحتضانه.. ومن ثم صياغته بألأسلوب الذي قرأناه في رباعية ابو گاطع... كان عملا إبداعيا رائعا...
يا حمد خيل الصـبايا برهن
ما يعرفن هورهن من برهن
ام العلا بالسيف ماهي بالرهن
غصب ع الباشا يودي كركنا
وهذه من اغاني ابو الغمسي الشاعر المشهور في زمن الشيخ حمد آل حمود... وقد جاءت على لسان حسين احد ابرز شخصيات الرواية في جزءها ألأول "الزناد".والملاحظ ان الشاعر وهو يخاطب شيخ الخزاعل ورئيسهم... بمفردة بسيطة جدا ومباشرة "ياحمد "... وهذا ما دعى حسين لأستخدام تلك المفردة للتعبير عن العلاقة مع الشيخ وقبل ان يستبد به المال والجاه وسعة النفوذ.
واوي الكوت إجه متعني ومتمور
يگول شهالربيعة شكثر بيها كسور
واوي العارضية يگله من ياخور
(شيم اهلك بلچي يشبعونك)
لكن الأهازيج تتواصل وحسين لا ينفك يغازل سعدون "شيخ العشيرة ":
"ومن يعرضلك جاون جيبه "
وتسحرنا مفردة: "زبون شال ترمة "التي لم تعد في قاموسنا.. فقد اصبحت من الموروث..وهكذا اضاف: " لو تلگاگ الخير لا تزل عن دربه "..
وبعد ان تأكد حسين ان زبون الشيخ سعدون لا يليق بهذه الطرشة "للانگريزي" ترنم:
خل الحجل ينشاف گصري زبونچ
گولي جليل الخام لو ينشـدونچ
وعندما جلبوا "كلاش " لسعدون.. هوس حسين " غط جاب الدره اضوت بيده "
ويعود حسين لينشد لابي الغمسي:
آنه دوم إعلى المحاسن شاربي..... شارب اسموم الحيايا شاربي
ما يطوبس للهضـايم شاربي وخابت امك يلتعيش بمسكنه
ثم ان حسين لا ينفك يرمي بشباك صيده:
برگعوهن بالمطارج والبطن بديرة العدوان خاطن والبطن
لا تگولش خيل ابو فدعم بطن لحگن المديون وإستافن منه
وهكذا ومع سكون الليل.. تبقى الترانيم متواصلة:
لا بسه الشـاكر وگالبته گلب
يا بعد جـوز الچلاوي والگلب
الما تشوفه العين يسلاه الگلب
ولو سلاه الگلب چيف اسلاه انه
ويرتفع الرنين ويتواصل الصمت مع هذا ألإنشاد:
لابسه العسجد وخصر الخل خل
وفوگ مجرى الماي شدت خل خل
جيت اگض الزلف گالت خل خل
إشلون اخلي الزلف وحياتي منه
ولا يتوقف هذا السيل من الشعر ومازال حسين يسحر الجالسين بشعر ابو الغمسي:
ريت ربك يا غميسي بيدرك
ليش مشيك كل زمانك بيه درك
يلتحوف الناس حافوا بيدرك
لا يعطرونه ويفلسـونك منه
ويتواصل هذا ألإيقاع.. مع حركة المسبحة:
لا تلوم إشهاب لا ونش وجن
ويحسب الساعات لو راحن وجن
بين نهدچ والخواصر والوجن
ضـيعت كـارة گرنفل مثمنه
ويبقى شعر ابو الغمسي.. يشنف الديوان.. وتتواصل ليالي السمر:
يا خشيف الواردة بشاطي الحلال
وشاده على الراس چفية حلال
آه وا ويلاه من شافچ حـلال
مصة إرياگچ لعيش ابها سنه
ويستمر الغزل على لسان حسين ومع شعر ابو الغمسي:
يا خشيف الواردة من شيب ابوه
وچاسرة المشعل بشيبه وشيب ابوه
واليحبچن حيل زينن شيب ابوه
والتحبنه الحية ابـوها مزينه
ولا مجال للتوقف... فالليل مازال في اوله:
جهجريتي تگرص الممشى گرص
وما تهاب الشالخ زناده وگرص
إفرث الباگه وغمس بالـگرص
إكل وإشـبع والمدابج لي انه
وتعود ألأمور ثانية.... وبعد ان فرغ الديوان من زبائنه !!
ومع ألأمثال:
"ما يحل رجل دجاجة"
ويعود حسين للشعر في ليلة اخرى..بعد الحاح شديد من الحاضرين في الديوان:
من تطب للسوگ صبحة
صابت الدلال فرحه
جيت اعاملها الوگـحه
غطت الروبه بطبگها
داده خيعونه الشبگها
وللدارمي تاثيره الواضح... فعندما يتردد صوت المغنية بهذا البيت من الدارمي... تتعالى رياح الشجن والهم وتستعاد الذكريات المرة:
ما ظل عدل بعضاي حي وارتچي عليه
كـل هذا ما خليت شـامت يحس بيه
 
الحلقة "2"بلابوش دنيا:
 
وفي مناسبة ثانية..شهدنا اعادة الدارمي...تعبيرا عن التنكر للماضي والحبيب:
سلم على الوياي چني غريبه يادمعة البلعين صيري اديبه
وما زال حسين...يعيد على مسامع الجالسين بمعيته... بعضا من الاراجيز والهوسات...
"يصفالي الجو واهلس ريشه".
وعندما إستمع الى صوت المذياع... وهو يدني راسه من الراديو... ارتجل هذه الهوسة " يگح بلنده وصوته اهنا ".
وعندما مات سعدون "شيخ العشيرة " واجتمعت اللطامات قريبا من مضيف الشيوخ.. كانت اصوات النعي تصل الجالسين داخل المضيف:
 حفر بير الفهم بابره وطلع ميتين نباره طرف صيته وصل بغداد واهل الحي والعمارة.
اما ان "السالفة ماچلها الثور"... فان المثل "لوردت حظك يميل اشتر ازناد وسبيل" ورد مكملا لما يعانيه المدخنون آنذاك.لكن الحرب التي استعر اوارها "صخونه...تطحن عظام الناس سكتاوي".
واعاد حسين بيتا من الابوذية ارسله الضابط التركي محمد ازلام للشيخ بدر الرميض:
امدهلي وارد اضربك بيس واكراك واعلمنك للبس البدن واكراك
بعزم الله اوچر فـوگ وكراك واهلس ريش جنحانك بديه
ومع الخيرة التي يتعامل بها حسين... يردد الجناس الأخير من هذا البيت:
سشوي للبخت لومال والحظ يجيب لصاحبه وين الرديه
وبعد ان مات احدهم.. هوس حسين:
باشينه زلازل واصگر البيگات
اجينه بجيش چلته ما يحسب المات
حاصرنه المعصيه والمعاون بات
" ظل ملچ الموت ايحوم اعليه "
ولان حسين من الد اعداء الانگليز وهم يبسطون سيطرتهم على ارض العراق.. فانه يترنم:
لا اسبوع الهم وادبره والخلگ من وسع الأبره
والگلب مثل المعبره ولـد، وامخليه الثاني
وعندما فارقه صديقه حسين.. إغتم خلف كثيرا.. وهكذا رفع عقيرته بالنعي وهو يستعير ما قالته فدعة بنت علي آل صويح، في مدح اخيها حسين:
حسين السحاب وهمل مايه يموحان يمشـيل الگرايه
يعربيد ياشيخ الحـيايه على گرصتك ما ترهم آيه
 يبگار واخوانك ثوايه
وما تزال ذكرى حسين تؤرق خلف.. فينشد مترنما:
اجلبنك يليلي والهموم اطعوس
نخرن سباح گلبي مثل نخر السوس
اداري چم نذل واصبر لچم ديوس
واسكت لو حچي اليتنومس بعيبه ؟؟
ورددت احدى الشاعرات بوفاة حسين:
ابـو ناصر سبع ياحيد يسنافي
يا هدمة جرف يلتخبط الصافي
وسبق للمشيعين ان رددوا جزء من هوسة:
جبل حمرين هذا الشايلينه ارجال
يا سيل العرم يلما يرد لوسال
وفي حديث خلف مع بن حسين.. يستفسر منه عن الأضطرابات التي عمت البلاد آنذاك... وعندما لم ترق له الإجابة.. اضاف " ابگع عبا !!ابگع عبا ما يسوي شي، هاي ينراد الها صماخات ". ومفردة ابگع عبا: نقولها نحن " البروليتاريا الرثة ".. ويقولها الناس " اولاد الخايبة ".
ولان الفلاح مازال يعيش في ظل الخوف " اخذيني بسدچ يا خاله!!"
وعندما يتسع فضاء الإقطاعيين وتزدان جلساتهم سحرا وبريقا..يعلق احدهم ".. گامت تعلس بجلالها المهلوبة".
وفي عشية اعدام المناضل الشهيد علي الشيخ حمود... قال المهوال":
احنا اولاد واسط ما نريد اشهود
تگول الناس عنا لو حچينا ابزود
صدى صوته يرن للساع ابن حمود
" من ينشگ لحدي انوب المبدا هذا اتمسك بيه ".
وعندما تستغيث احداهن بابن الاقطاعي.. الذي سبق له وان اغتصبها دون علم اهلها او اي احد من الناس.. قال لها " إشلون ضاملچ رجل لگطة.. " ثم يورد المثل " اسمك رجل يگعيم عنوحشة الليل ".
وتتوالى الامثال " العنده اگراب بالشام ماينضام ".
وعندما تسير الامور عكس ما مقرر لها، وهكذا جاء المثل: گالوها اهل المثل: الما ينسمع لهامر، ايكف لسانه وينطمر "
ويعود الشباب الذين غادروا الموروث وانغمسوا في إشكالية الاوضاع السياسية والاجتماية وغيرها.. يعودون لبعض الامثال:" وارد اشرد لبغداد بأم الغمارة.... وشبلشچ ياروح بأهل العمارة". وبعد ان سمع خلف صوت المذياع وهو يعلن قيام الجمهورية... لا يتردد في الاعلان عن ذلك.. لكن ولده كان خائفا.. وهكذا سمعناه ينفعل " لا تصير مثل البده مايه عل السراب ". وتترى الامثال " العاجل وده ولا توصيه " و "ما شفناك يانون لما خضرت العيون "؟؟. وتعالت هوسات الفلاحين وهم يحتفلون بيوم الثورة "14تموز"..
"اتصنت والله اتصنت..هذا اليوم الرادة العامل والفلاح "
ـــــــــــــــ
* لمناسبة الذكرى الثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي.. وعرفانا منا بالتضحيات التي قدمها شهداء الحزب على طريق الوطن الحر والشعب السعيد.. نستذكر الشهيد شمران الياسري (ابو گاطع).
 
 
 
*************
 
 
اثمانين
 
كريم القزويني
إثمانين مو هينه علينه إمن السنين
إثمانين هادي إمن النضال اسنين
احنه مرجحنه المشانق
والمشانق هيه بينه اتمرجحت
احنه صادقنه المراجح..
او هي هم اويانه هم اتصادقت
ما تعب عدنه رفيق
او لا طلع من الطريق
او لا فحط من الطريق..
بعد الحبل عالجرار
او بعده ما گضه المشوار..
إثمانين ربانه فهد من عادل المغوار
الما جفل جلاد يوم..
إثمانين چنه ابظهر أبونه او هسه صرنه اكبار
إثمانين والحفار ينبش
بالگبور اكبار ويه ازغار
چا حته اليموت الناس منه اتخاف والحفار
نظل احنه الهويه او ما كسبنه العار
نظل احنه مناجل تحصد الكفار والاشرار
چاكوچ المعامل واليدگ ستار..
ما بينه الخنيث اليلتفت من حزن
المنشار. احنه اللي بنينه الدار
احنه اللي نمد السفره للخطار..
مو احنه صهيل الخيل من تصهل
مو احنه النهلهل لو گبل مجبل
احنه الحنطه لجوعان والما تقبل المنخل
مو احنه النخاوي او ما نعوف الخل
اثمانين من عمر الحزب ما شاف يوم الذل
اثمانين من عمر الحزب ما شرب ماي الذل
اثمانين من عمر الحزب ما عرف يوم ايزل
لا لا تشتبه عبدال
روح أنشد عله هندال
لا لا تشتبه دعبل..
نظل احنه. لا لا تشتبه دعبل..
هذوله احنه لا لا تشتبه دعبل
چذب ما نموت لا لا تشتبه دعبل..
لا لا تلعب الدعبل
لا لا تلعب الدعبل
 
 
 **************
 
يشراع السفينه
 
الى الحزب الشيوعي العراقي في ميلاده الاغر
 
د. عبدالكريم عباس الزبيدي
من وردة محبتك والحلم چذاب
واشواگ العمر وايامه وسنينه
ومن ضي الگمر لمن تمر لينه
يا نهر المحبه ويا حلو الچلمات
بضفافك تلمنه اليوم تروينه
يشراع السفينه الما لوتهه الريح
يا أحله محبه ويا  حلم جنه
الليالي اشما قست وياك بالونات
تبقه انته العزيز وفرح موطنه
روازينك ليالي امشرعات انجوم
ولا مره انحنيت ابضيم يولينه
اصحاب الغدر ولوا تراهو اهناك
بمزبلة النفاق.. وعالي شاطينه
أحمر يا ورد.. لمن تطگ اتفوح
محبه وشوگ ويه احلام ماضينه
ما همّك تعب.. لا چلمة التنگال
الوطن حر وسعيد الدرب ماشينه
يا أبيض گلب كلك محنه او طيب
من «فهد» البطل تضوي محاچينه
ومن «صارم» و «حازم» والدروب اطوال
ما هزنه الرعيع.. وعفنه حادينه
وشباط الغدر.. وله تراهو اهناك
اسود ظل شماته.. وحگي چا وينه؟!
ظل رسم الحزب عالي يلاوي الليل
الشيوعي شما عتگ تحله نياشينه
لأن طبعه المحبه وما يعرف أحقاد
ابيض گلب.. كل الناس تدرينه
احنه أهل المحبه والكرم والزود
احنه انحب وطنه البيه تغذينه
ما نقبل مهانه لكل عراقي اليوم
شعبنه الحر يظل ابروحه چاسينه
ويظل اسم الحزب عالي اعله كل هام
بيه احنه الشيوعي بيه تربينه
بيه احنه الشيوعي بيه تربينه
 
 
 
*************

عاش الحزب عاش وللابد مدعوم
 
ماجد خضير القريشي
يعمر كيفنه والفرح دوم يدوم   لو انته بحكم عيشتنه تخله اهموم
بس اللو ابد ما انجب المريود  بس حسره طويل بكل جسمنه سموم
يمته تهل علينه تعيش اول عيد  قليله احزان ياما والڰلب مكلوم
اشبيه الناس ما توزن حجم ڰدرك  ما ليها جهل لو غابت الهه اعلوم
بس كلها بجهل اكثرها ما تدريك  والفتوات عافت اخرتنه انڰوم
نيتها الحكم ولهذا جهدت دوم  نصبتلك عداء بكل نفس محموم
واليقضه ضعيفه وحل عليها النوم وشعب الرافدين من الفڰر متخوم
كافي عله الالم عالنائبات نعوم  احنه من الحكمنه منه احق باللوم
لو عاتبنه ظالم جار بالمظلوم ونمشيله بسيوف اتفزز المعدوم
چا صرنه بثريه وجاوزتنه انجوم  ويصبح كل تخلف شارد ومهزوم
شوفوها الدول صوب الفضاء تطير  وتنوش الكواكب كل سنه بفد يوم
يا حزب الشغيله يا ضوه ونبراس من بعد الشمس فيّ لشعبنه تسوم
لو ما انته عايش چا ولتنه اذياب  يغرس بينه نابه والعمر مهضوم
ميلادك عسل..جيتك عطر قداح   طش عله البلاد وشرد عنه النوم
ريت الدرس واضح يدخل المفهوم كافي عمر ضايع من طبع مسموم
انته وجيل جيلك لو زهدت اليوم تحصد بعد باچر مرتجه معلوم
انه ابن الشيوعي ما طمعت بمال خليتك اخو لي يا شعبنه توم
عاش الحزب عاش وللابد مدعوم باقوه كل تعاضد للابد مبروم
 
**************
 
شمعة سهر
 
أحمد باسم عبيس
لا تعتب اعله المضه
إعتابك يبچيني
كلك ترافه وحسن
يااغلى من عيني
ياعشك مابيه دغش
يا نبع يرويني
كل نبضه باسمك تدك
شمالك دحاچيني
وياك حيلي انكظه
وكل عمري وسنيني
صرت آنه شجرة صبر
والريح تحـنيني
وصرت آنه شمعة سهر
وانته التطفيني
 
***
اطفه وأرد اشتعل
واضويلك بليلك
وماتغفه عيني أبد
واسمع مواويلك
واطرب واهيم وادك
ونايل اغنيلـك
لو ردت مني اشردت
روحي تجي بيدك
 
***
تمنيت اصيرن بحر
وتشدني الحيلك
تمنيت كونك طفل
بحضني وألوليلك
والروح نثية كطه
وصاحتلك ادخيلك
 
***
يالبيك سوله الفرح
يالبيك سوله الحزن
انت الدست عالضلع
وظليت انوح وأون
بيدك نفاهه وسعد
وبيدي الهموم امتلن
روحك حمامة سمه
وروحي حمامة سجن
يادفو ابرد الشته
آيا فراشة حسن
ياكمر ضوه السمه
ايامي ظلمه ومحن
ياحلم كل العمر
اوبيك سري اندفن
 
***
يالماتجيني ابدرب
كونك تجيني بطيف
ونعبر انهار الالم
وبيدي المجاذيف
شمالك تعت بالعمر
والروح نسمه بصيف
شمالك تزيد الجرح
ودنيانه حد السيف
ضاع الحلم والأمل
حيف وألف ياحيف
حيف وألف ياحيف
 
********************
ص8

الرفيق نوري عثمان
مناضل من ذلك الزمان.. عمره عمر الحزب وذكرياته حافلة
 
حاوره محمد الكحط
أحتفل الرفيق نوري عثمان قبل بضعة أشهر بعيد ميلاده الثمانين، سابقا عمر الحزب بقليل. وهو من الرفاق المناضلين الذين يعملون في الظل كجنود مجهولين. أمتاز بصموده وتحمله المهام الصعبة، وقد قضى سنوات طويلة وعائلته في ظروف ٍ صعبة للغاية. أعتقله المجرم ناظم كزار، ونال ما نال من صنوف التعذيب في أقبية الحكام المجرمين. استشهدت والدته وأستشهد أبنه كاميران في ظروف مؤلمة جراء المعاناة من جور الدكتاتورية.

ولد الرفيق أبو شيرزاد  في كركوك سنة 1933 لعائلة متوسطة الحال، وأنهى فيها دراسته الابتدائية والمتوسطة والإعدادية، ومن ثم أنهى الدراسة في معهد المعلمين سنة 1959 في كركوك نفسها، ليصبح معلما. عمل في وقت مبكر في مديرية البيطرة في كركوك سنة (1954)، وتعرف على أفكار الحزب الشيوعي في المرحلة المتوسطة، وتربى على حب الآخرين ومساعدتهم. شارك وهو في السادس الابتدائي في تظاهرات 1948و 1949 ضد الحكم الملكي وحكومتي صالح جبر ونوري السعيد، ويتذكر أنهم كانوا يهتفون (نوري سعيد... وصالح جبر قيطانه).
عند تأسيس أتحاد الشبيبة الديمقراطية العراقي، كان من مؤسسيه في كركوك ومن ثم سكرتيره، وأنتظم  في صفوف الحزب بعد ثورة 14 تموز 1958. واعتقل سنة 1959 ابان أحداث كركوك، لنشاطه الواضح في صفوف الشبيبة، ونقل مع آخرين إلى سجن بعقوبة. وبعد أسابيع نقلوه من هناك إلى غرفة انفرادية مدعين أنه يتصل بالحزب خارج السجن، وحكم عليه بالسجن 3 سنوات، وسجن في العمارة. وهناك أصبح عضو لجنة تنظيم السجن ومسؤول النشاطات الفنية.
 أكمل المحكومية سنة 1961 وعاد إلى كركوك، لكن كانت هناك مشاكل جديدة منها قيام (الطورانيين) بأيذاء المناضلين السياسيين، فأنتقل إلى بغداد، ليعمل مع التنظيم المركزي، وكان مسؤول التنظيم في حينه الرفيق حسين عوينه. وطلب منه عدم ممارسة نشاطات سياسية لكي يبقى غير معروف، وليكون حلقة حزبية بين الرفاق وقيادة الحزب. وكان يعمل في مطعم للمأكولات الشعبية.
ويستذكر قائلا: «بعد انقلاب شباط الأسود 1963 جرت اعتقالات في منطقة باب الشيخ، فذهبت إلى السليمانية وكتبت رسالة إلى قيادة الحزب في الإقليم. بعدها جاء القرار بأن أعود فورا إلى بغداد من أجل إعادة الاتصالات. وجاء رفيق من التنظيم المركزي فتقابلنا، ومن ثم جاء شخص آخر طلب أن نخرج لأمر ضروري، وكان هذا الشخص هو المجرم ناظم كزار، فكانت عملية اعتقال. أركبونا سيارة بباب واحدة، ففهمت بأن هناك رفاقاً قد أعترفوا عليّ. سألت الرفيق هل نحن معتقلون..؟ قال لي لا، وبعد لحظات ترجل ناظم كزار من السيارة، فطلبت من السائق أن أشتري سكائر، فرفض فعرفت بأنني معتقل. استثمرت الفرصة وفتحت باب السيارة وهرولت. كنا في الشورجة فتوجهت الى شارع الشيخ عمر ودخلت أحد الأزقة وهم ورائي يصيحون (ألزموه، الزموه) وأنا أصيح كذلك. لكن السائق استطاع اللحاق بيّ، وجاء ناظم كزار وضربني طلقة في فخذي، وهو يقول أقتلك، وضربني بالأخمص على رأسي، وقال (لا أقتلك لأن عندنا معك شغل)، غطوا عيوني وأخذوني بالسيارة، ومن ثم أخذوني الى قصر النهاية. قدمني ناظم كزار للجلادين قائلا لهم، (جيتكم بضيف دارو زين)!
 أدخلوني غرفة وجدت فيها رفيقا مسيحيا من كركوك ملقى على الأرض جراء التعذيب وهو الرفيق الشهيد جمال ماربين. سألته فقال لي كل المعلومات الحزبية معروفة لديهم، واضاف ((أنهم يريدون أن يأخذوني الى كركوك لاعتقال الرفاق، وهذا الشيء لا يمكن أن أفعله)). بعد فترة صعدوا على بطنه بأحذيتهم، فأغميّ عليه وضربوه حتى أستشهد.
 أخذوني إلى غرفة أخرى علقت على أحد جدرانها لوحة مكتوب فيها أسم السكرتير سلام عادل وأعضاء اللجنة المركزية للحزب وأسماء لجنة التنظيم المركزية، فأشروا وقالوا لي هذا أسمك الحزبي، ثم أرجعوني إلى نفس الغرفة. 
أصعدوني على كرسي وربطوني بالمروحة ، وبدأوا بالضرب بالكابلات وضربوني على عيني. طلبوا معرفة بمن اتصلت عندما سافرت إلى السليمانية، وقالوا نريدك أن تأخذنا إلى بهاء الدين نوري. قلت لهم أنني لم أتصل بأحد ولا أعرف بهاء الدين نوري. أستمر التعذيب ثلاثة أيام، ونزف الجرح وتورم وصار عندي ما يشبه الشلل جراء التعذيب. قلت لهم لو أعرف بهاء نوري لأخذتكم وأرتحت.. بقينا هناك حتى حزيران 1963. أتوا ببعض المعتقلين من قياديي الحزب الديمقراطي الكردستاني، إلى قصر النهاية، وأخرجونا إلى ملعب الإدارة المحلية في المنصور، ووضعونا بالمنزع، صار لدينا بعض الحرية للاتصال بالأهل فجاءوا لمواجهتي. بعدها كتبت أم شيرزاد عدة عرائض للحاكم العسكري،  وبعد الإلحاح تم اطلاق سراحنا بكفالة. ومن المفارقات أنني بعد إطلاق سراحي اتصلت بالرفاق وأخبرتهم عن الاعتقال وما جرى وما شاهدته، لكنهم قرروا سحب عضويتي، الا اني  لم أتذمر وترشحت من جديد وأخذت العضوية سنة 1964.
عدت إلى الوظيفة سنة 1968 في بغداد ثم تم نقلي إلى السليمانية أواخر 1971. وأتصلت بالرفاق هناك وكلفت بمهمة مسؤول خلية. وبعد وصول ترحيلي أصبحت عضو محلية السليمانية، ومن ثم عضو مكتب السليمانية حتى 1979.
 سافرت إلى موسكو مع 20 رفيقا في دورة حزبية مع أبو آسوس لمدة شهرين، بعد أنتهائها طلبت من الرفاق أن أدخل دورة حزبية لمدة سنتين، لكن لم أتلق جوابا، وعرفت ان الأوضاع في العراق بدأت تسوء. خلال ظروف الجبهة وأستشهاد فكرت جاويد طلبوا مني ان أكون عضو لجنة الجبهة مع شيخ سعيد فرفضت ذلك وأخبرتهم بأنني لا أستطيع العمل مع البعثيين، فكلف عوضا عني ملا علي. بعد فترة بدأت الاعتقالات وجاءت التوجيهات بتقليص التواجد في المقر لكن صدر قرار بأن أبقى أنا ومام قادر نتناوب على التواجد في المقر كي لا يعتبرونا منسحبين، لكن تم اعتقالي من الدائرة، وعلمت أنه تم الاعتراف عليّ كوني في المحلية. لكنني أخبرتهم بأنني تركت السياسة والحزب منذ زمان، فأمروني بالجلوس في البيت  وترك النشاط السياسي. فخرجت وأخبرت الرفاق، كانت زوجة أخي معي في الدائرة وهنالك رفيق من كركوك مختف في منزلي، فأخبرت الرفاق بضرورة تركه المنزل كي لا يعتقل، فتم توفير مكان آخر له.
بقيت في اتصال خيطي مع الرفيق أبو علي (عزت فرخه)، حتى 1988، لكننا كنا نتجنب اللقاء، وفي سنة 1988 أخبرني أبو علي بضرورة الهروب إلى أربيل ومن ثم إلى الجبال مع أخي عرفان والعوائل. ذهبنا إلى أربيل في بيت حزبي مع العوائل ووالدتنا وعائلة أبو علي أيضا، كل على حدة، وفي أول ليلة غادرنا المنزل علمنا أن رجال الأمن جاءوا لاعتقالنا، فكسروا الأبواب لكنهم لم يجدوا أحدا. علما أن أحد رجال الأمن يسكن أمام منزلنا ويراقبنا ليلا ونهارا، وأستغرب مغادرتنا دون علمه، بقينا في أربيل حتى عيد نوروز، كان المطر شديداً، سافرنا خارج أربيل بأتجاه (آشكوتي)، وبقينا هناك مدة، وكانت قوات الجيش العراقي تتقدم، فطلب الرفاق منا أن نبتعد أكثر فقلت لهم نقاتل مثلكم، فقالوا لا، اصحاب العوائل عليهم أخذ عوائلهم والابتعاد والصعود. هيأوا لنا أوراقاً وأجرنا بغالا وصعدنا جميعا عدا والدتي التي بقيت مع عائلة أبو علي. ذهبنا إلى (رزكه)، حيث مقر قاطع رفاقنا، وهناك الرفيق مسؤول القاطع (سليمه سور)،  مررنا بعدة مقرات، وسأل أخي عرفان الرعاة عن بعض المقرات التي كان يعمل فيها، فأخبروه بأنهم تركوا المكان. كانت هناك خيمة لمقر الاتحاد الوطني الديمقراطي فيها عوائل من حلبجة، يسألون عن مصير ابنائهم. كانت الخيمة مزدحمة، وعرفنا ان رفاقنا يأتون كل يوم ويأخذون مؤونة ويصعدون. فصعدنا معهم، ولكن الرفاق هنا أيضا قالوا عليكم المغادرة مع العوائل ونرسل معكم دليلا ليوصلكم إلى (دولا كوكا)، على الحدود الإيرانية. الدليل كان أخو زوجة عرفان، وواجهنا صعوبات الثلوج وفقدنا الاتجاه مرارا حتى وصلنا بعد أن أنهكنا التعب. بعدها وصلت والدتي مع عائلة أبو علي مع رفاق من قاطع السليمانية. كانت والدتي مربوطة على البغل بالحبال كي لا تسقط، لكنها وبسبب طول المسافة ووعورة الطريق أنسلخ جلدها وتورم. وبعد أيام استشهدت ودفناها هناك على الحدود. وبعد شهر من استشهادها، أستشهد أبني كاميران بسبب عدم اليقظة والحذر خلال نقل وإزالة قنابل فارغة، فدفن جنب جدته وكأن القدر أراد أن لا تبقى وحيدة في ذلك المكان الموحش. تحركنا بعد فترة إلى الحدود إلى (جويزية)، بقينا فترة هناك، وأثناء ذلك أنفجر لغم تحت رجل ابني البيشمركة سركوت المعروف بالرفيق (درسيم)، فانقطعت رجله اليسرى من القدم حتى الركبة. بعد ذلك  قرر الرفاق إرسال أبنتي النصيرة روناك إلى موسكو للدراسة، وكنا نحن قد وصلنا إلى (بانه)، ومنها الى (سقز).
بقينا هناك سنتين، بعدها سافرنا إلى موسكو، حيث كانت روناك وشيرزاد وسركوت يدرسون هناك. بعد بضعة أشهر توجهنا إلى السويد، وحصلنا على اللجوء السياسي.  رفيقة دربه السيدة خيرية أم شيرزاد، والتي تحملت معه كل تلك المصاعب والمعاناة، كانت له عوناً في تنفيذ مهامه. لم تكن منتظمة في الحزب لكنها أدت العديد من المهام الحزبية السرية، وكم مرة نقلت البريد بين بغداد وأربيل، وكم مرة حافظت على البيوت الحزبية. لقد تحملت البقاء وحدها مع الأطفال عندما أعتقل أبو شيرزاد، وكانت تبحث عنه في السجون، وهي خائفة من طرق باب المنزل، كما أضطر الأبناء الى ترك الدراسة مرارا. 
في سنة 1963 عندما  أعتقل أخوه الشهيد نجم الدين (أستشهد بعد عودته من الدراسة في بلغاريا على أيدي زمرة عيسى سوار سنة 1973)، من قبل الحرس القومي في بغداد، كانت أم شيرزاد تخرج كل يوم صباحا لتبحث عنه في المعتقلات، إلى أن تم اطلاق سراحه.
في مناسبة العيد الثمانين للحزب قال لنا الرفيق نوري عثمان: «عند دخولي الحزب كنت أحد الكادحين وأتعاطف مع المظلومين كي ينالوا حقوقهم، ناضلت بكل إمكانياتي، واليوم أنا فخور بالحزب وبانتمائي له ولأفكاره، كما افخر بمكانته في المجتمع العراقي. لكن مع الأسف بعد التغيير لم تسر الأمور كما نريد، فقد ناضلنا من أجل وطن حر وشعب سعيد، ولكن اليوم نأمل أن يرى أحفادنا هذا الهدف وقد تحقق. اقول عاش الحزب، عاشت الذكرى الثمانون لميلاد الحزب الشيوعي العراقي».
 

................................
 
 
حكايتي مع «اتحاد الشعب» في الزمن الجميل
 

فاضل العبودي
شهد عام 1959 الصدور العلني للجريدة المركزية للحزب الشيوعي العراقي «اتحاد الشعب». وعند وصول عددها الأول (50 نسخة) الى مكتبة الغراف (في الشطرة) لصاحبها الراحل عبد الحميد ناصرغمرت ابناء المدينة الفرحة خاصة منهم الشيوعيون وأصدقاؤهم. وكنت في وقتها اعمل في المكتبة وعمري 11 عاما وعلى الفور استلمت قسماً منها وقمت بتوزيعها وبيعها في أسواق وشوارع ومقاهي المدينه وكنت أصدح بصوت جهوري(أقرأ اتحاد الشعب، صوت العامل والفلاح). ولقيت أقبالاً شديداً على أقتناء الجريدة من قبل الكسبة والعمال قبل المثقفين، ونفذت الأعداد وعندما عدت الى المكتبة لأتزود بأعداد أخرى وجدتها نفذت أيضا.
لذلك طلب صاحب المكتبة زيادة ما يتسلم من النسخ حتى وصلت الى 200 نسخة في الوقت الذي كان الى جانبها العديد من الصحف، والتي كان أكثرها رواجآ يبيع 30 نسخة فقط، مثل «البلاد» و»صوت الأحرار» و»الأهالي» و»الجمهورية».
ولي مع «اتحاد الشعب» مواقف لا تنسى..
الموقف الأول.. عامل بناء..
كان هناك عامل بناء بعد الانتهاء من عمله عصرآ يأتي الى المكتبة لشراء نسخة من «اتحاد الشعب». وفي كل مرة يجدها نافذة فقال لي سأعطيك ثمنها مقدمآ لتحجز لي عدداً كل يوم. وفعلآ تم ذلك فكان سعيدآ وملامح الغبطة بادية عليه.
الموقف الثاني.. ثلاث معلمات وثلاثة اعداد
وصل عدد المشتركين عندنا في الجريدة الى 150 مشتركاً وعندما تحولت للعمل في مكتبة النور لصاحبها ألراحل نعيم الشطري, كان ضمن المشتركين ثلاث معلمات من الحلة كن معينات في أحدى مدارس مدينة الشطرة وساكنات في بيت واحد. وكنت أجلب لهن الأعداد في كل يوم. وفي أحد الأيام كان هناك طلب على الجريدة غير طبيعي بحيث نقصت عندنا الأعداد المحجوزة للمشتركين. لذلك قمت بايصال نسخة واحدة لهن، تلقفتها واحدة منهن وضمتها الى صدرها وهي تقول هذه نسختي وانت تتفاهم مع الأخوات.
كان جوابي أنتن في بيت واحد.. فسحبتني أحداهن الى غرفتها لتريني أرشيف الجريدة الذي عندها. وتبين لي ان عند كل واحدة منهن أرشيفاً للجريدة. وعليه طلبن مني أن أجلب لهن كل عدد من الجريدة والا قطعن اشتراكهن.
الموقف الثالث.. تصدر في بغداد وتمنع في المنطقة الجنوبية.
كانت تصدر في تلك الفترة أيضآ جريدة تسمى (الثورة) لصاحبها يونس الطائي، وتصل منها الى مكتبة الغراف خمسة أعداد فقط! وكانت هذه الجريدة تنفث حقدآ سمومآ على كل ما هو تقدمي، وبشكل خاص على الشيوعيين وحزبهم المناضل.. وقد التقى صاحبها بقائد الفرقة الأولى التي مقرها في الديوانية (عبد الحميد الحصونة) المعروف بعدائه هو كذلك وجعل من هذه العبارة عنوانا للشيوعيين . وأجرى معه مقابلة كان ما قاله فيها (أي جاهل خير من ألف مثقف شيوعي هدام) وجعل من هذه العبارة عنوانا في الصفحة الأولى من جريدته.
وبعد ايام ردت عليه اتحاد الشعب بكاريكاتير بمناسبة أسبوع النظافة وعندما شاهدها انتفض فقد نزلت عليه كالصاعقة. وبعدها صدر قرار الى الجهات الأمنية بمنع المكتبات وأماكن توزيع الصحف في المنطقة الجنوبية والفرات الأوسط بمنع بيع أو توزيع «اتحاد الشعب». وفعلآ جاءت الى مكتبتنا مجموعة من أمن المدينة وأبلغونا بذلك ووقع نعيم الشطري على كتاب الأبلاغ وفرضوا عليّ أن أوقع الى جانب توقيع صاحب المكتبة..
وعندما شاهد نعيم الشطري مدى حزني لهذا القرار الجائر قال لي: ما عليك، سوف لن تنقطع «اتحاد الشعب» وسوف تستلمها يوميآ من بيتنا بدل المكتبة وسوف توزعها على المشتركين.
 وفعلآ تم ذلك فقمت بتوزيعها سراً بعيداً عن أعين رجال الأمن.
 

...............................................

مع المسيرة الثورية – الخطوات الاولى ...

في الطريق الى نقرة السلمان
 
الفريد سمعان
(18)
كانت ملابس السجناء ذات قماش خشن اشبه ما يكون بقماش الاكياس التي تعبأ فيها المواد الغذائية.. كالرز.. والحنطة.. والمواد اليابسة كالفاصوليا.. وقد تحولت في معظم الاحيان الى حقائب.. للافادة منها والحفاظ على الملابس وادوات الحلاقة.. والسكائر.. لا سيما وان حقائب الامس لم تكن متوفرة كما هي اليوم.. بالوانها وفصالها.. وجلودها كما كانت تستخدم ايضاً كثياب للعمل اثناء خفارات المطبخ او غسل الصحون وسواها من الاعمال التي كان يقوم يوم بها السجناء وحسب تنسيب التنظيم.. وقد رشحت كعامل في المطبخ وغسل الصحون والقدور الكبيرة.. وكانت مهمة عسيرة لاني لم اكن قد مارستها قبلاً ولكن النهوض بالواجب يظل هدفاً نبيلاً لخدمة الرفاق.
ضمن برامج السجن التي تبدأ بالرياضة الصباحية ثم الانطلاق الى الاعمال المختلفة بعد الفطور.. وحضور المحاضرات التثقيفية لاسيما الاقتصاد السياسي.. اضافة للصنوف الاخرى المفتوحة لتعليم الاميين.. واتقان اللغة الانكليزية. وكانت هناك مكتبة تضم مجموعة جيدة من الكتب الادبية والسياسية كان يشرف عليها الشاعر عبدالحسين عبدالجليل طالب دار المعلمين الريفية في بعقوبة. لقد اعفي من العمل الرفيق غضبان احتراماً لموقعه ورتبته العسكرية ومنزلته.. وقد اقتضى اعادة تنظيم المراكز بعد نقل مجموعة من الرفاق القادة.. سالم عبيد النعمان وابو العيس وعزيز الحاج.. الى نقرة السلمان.
كان الرفيق يوسف حنا يلقي المحاضرات عن الاقتصاد السياسي وكنا أسوة بسوانا نحضر هذه الدروس.. وكان غضبان يناقش المحاضر احياناً ويحاول توضيح بعض النقاط التي يتم عرضها بشكل لا ينسجم مع مضمونها لاسيما وان مفاهيم الاقتصاد السياسي دقيقة.. وتتضمن قوانين اقتصادية ليس من السهل استيعابها الا اذا كان هناك خلفية اقتصادية لاسيما قوانين (فائض القيمة) وعلاقة ذلك باستغلال الرأسمالي للكادحين.. والعمال ومدى علاقة ذلك بتحديد السعر والاجور وسواها. كان المحاضر يشعر بالحرج من هذه المداخلات. مما اثار الظنون.. يضاف لها لقائي مع غضبان واسعد التلميذ في الكلية العسكرية.. وقد شعر التنظيم بالارتياب من هذه العلاقة. عبر اتصال بعض الرفاق من اهالي البصرة الذين يعتبرونني واحداً منهم نظراً للسنوات التي عشتها هنالك وكان من بينهم سلطان الملا علي وعبدالوهاب الطاهر وآخرون.
ولم تكن الايام تمضي بشكل هادئ لان الخطة الرسمية المتبعة والمرسومة من قبل دوائر التحقيقات هو عرقلة شؤون السجناء واستفزازهم وخلق المتاعب لهم وعدم تسهيل امورهم ووضع العصي في العجلة.. اضافة الى سرقة ما تيسر للادارة من حصة السجناء الغذائية. كما هي العادة في كافة مراكز الشرطة والسجون ودون استثناء.. وكنا نقابل ذلك بالانشاد (هبوا يا رفاق.. حرروا العراق) ولاشعار المدينة بالاعتداء الذي نتعرض له من قبل ادارة السجن، التي كانت تقوم (بالتحقيق) في اليوم التالي مع السجناء تمهيداً لتقديمهم للمحاكم واعتبار قراءة النشيد تحريضاً يستلزم الحكم على (الجناة) قراء النشيد.
بدأت الامور ترتدي ثياب المشاكسة والريبة نتيجة ايضاحات غضبان السعد في المحاضرات.. وثارت الشكوك.. ووصلت الى درجة لم يستطع التنظيم السكوت عنها.. وتصورو أن هنالك محاولة لبناء تنظيم (داخل التنظيم) «انشقاق» لاسيما وان الحكم علينا صدر باعتبارنا مؤسسي تنظيم (الحقيقة) وكان اتهاماً باطلاً وساذجاً.
في احدى ليالي أيار 1949 تم استدعاؤنا فرداً فرداً، غضبان السعد واسعد طالب الكلية العسكرية وتم تبليغنا (بالطرد) من التنظيم لقيامنا بتشكيل مجموعة مناهضة للحزب.. حملنا امتعتنا وانتقلنا الى الجهة الثانية.. رحب بنا اعضاء الاحزاب الاخرى وحصلنا على مساحة محدودة وكنا اربعة.. تم الانتقال ليلاً واثناء قيامي بترتيب المكان شعرت (بلدغة) في ابهام قدمي الايمن وعندما رفعت البطانية وجدته عقرباً اصفر اللون.. قتلته.. وربطت الابهام وجرحت ابهامي بالموس لاخراج الدم الملوث (بالسم) وكان شديد التأثير ولم تغمض عيني من شدة الوجع والآلام طيلة الليل وقد انتهى الامر في اليوم الثاني. بعد بضعة ايام توقفت امام باب السجن بضع باصات خشبية الهيكل وطلب منا الاستعداد للسفر الى بغداد بدون فراش، ولم نعرف في بداية الامر لماذا؟ وعلمنا فيما بعد اننا سنحاكم لقراءة النشيد. وصلنا الى (ابو غريب) ليلاً.. نفس المعتقل وكان في اصطبل آخر مقسم الى زنزانات ارضيتها طينية والحشرات تلعب بحرية على ارضيتها والظلمة قاتمة والطعام خبز وتمر. وفي اليوم الثاني اخذنا الى المجلس العرفي العسكري وتم الحكم على الذين اعترفوا بالقراءة بسنة او ستة اشهر حسب موقف الرفيق. وكانت التوصيات بعدم الاعتراف بقراءة النشيد من قبل الرفاق الذين يتوقعون اطلاق سراحهم لقضائهم مدة السجن. ولم يبق لهم سوى اسابيع.. وكنت ممن اعترفوا بقراءة النشيد وحكم عليّ بستة اشهر جديدة. وعندما عادوا بنا الى مركز شرطة باب الشيخ وكان المبنى في منطقة (المربعة) قرب سينما الزوراء المغلقة حالياً والتي اصبحت سوقاً تحكمه القذارة. كنا نقرأ النشيد ونحن نذرع شوارع بغداد لكي نلفت نظر الجماهير التي كانت تنظر الينا بتعاطف ملحوظ من قبل البعض ودون مبالاة من قبل البعض الآخر. وعندما وصلنا المركز وجدنا الشرطة تحمل العصي ورفضنا النزول فاستعملوا معنا اخماص البنادق. بعد بضعة اسابيع ابلغتنا الادارة بالتهيؤ للنقل وحزم حاجاتنا.. وكانت القائمة تضم معظم الرفاق الذين كما كانوا يعتقدون، بانهم نشطاء ويؤثرون على الآخرين، وكان ذلك عبر التقارير التي كان يرفعها جواسيس الادارة والنشاطات العلنية التي تقام.. وبعض المقربين من قيادة التنظيم
وفي الصباح تحركت بنا السيارات مقيدين.. ترافقنا سيارات الشرطة الذين توزعوا على المقاعد القريبة من الابواب حاملين بنادقهم.. وعلى وجوههم ملامح قاسية يرافقها الخوف مما قد يجري اذا حاولنا الهرب اثناء رحلتنا.
كنت الوحيد من المتهمين بالانشقاق وكان هنالك شيء من الرهبة والخوف من الاسترسال في الاحاديث معي وغالباً ما كنا نقرا النشيد ونحن نمر في شوارع المدن والاقضية والقرى. وكنت اكثرهم حماساً في ترديد المقاطع الثورية، رداً على المقاطعة والبرود الذي عوملت به من قبل الرفاق. كما كنت اجادل الشرطة بقوة عندما تحدث مشكلة او مواجهة لا ثبت لرفاقي اني ما زلت ذلك الرفيق الذي استقبلوه بالاحضان والاعتزاز قبل بضعة شهور. وكان واضحاً من قبل البعض لا سيما الذين توطدت علاقتي بهم اثناء وجودي في التنظيم بان اتهامي بالانشقاق لم يكن صحيحاً.
تجاوزت السيارات مزارع النخيل على طريق الحلة ثم الديوانية وكانت هنالك بعض التوقفات تحت المراقبة الشديدة والحذر من لجوئنا للقيام باي عمل استفزازي او محاولة للهروب، وعرفنا جيداً اننا نتجه الى السماوة ومن ثم الى نقرة السلمان، حيث سبقنا الى هناك مجموعة من القادة. وكان سبقني رفيقي غضبان السعد مع آخرين. 

ص9


المناضلة سميرة علي حسن (أم لينا):
 تعلمت من الحزب  العزيمة والثبات على المبادئ 
 
أعد الحوار   كوريا رياح، أحمد الغانم، سالم الحميد
التأريخ  مليء بالشواهد على بشاعة ووحشية  النظام السابق و ضباط التحقيق والجلادين  في مديريات الأمن والاستخبارات  والمعتقلات، والتي ناهزت 200 معتقلا رسميا  في عهد  صدام. هناك قصص مروية وبعضها عشناها وذقنا مرارتها   ،  ترى ما الذي جعل هؤلاء بمثل تلك القسوة والوحشية ..؟  اهو إيمانهم  بأنهم  على حق بما يفعلون؟  أم أنهم كانوا يمارسون خداعاً مع الذات بأن ما يفعلونه هو للحفاظ على الأمن  والاستقرار؟ أم أنها ممارسات سادية  يتلذذون بها من خلال تعذيب الغير،  وأمراض سيكولوجية مثل عقد النقص والشعور بالدونية.
أم هي أوامر  رئاسية كانوا  مجبرين على إتباعها  بعد أن صار التعذيب من ضمن الوصايا التي أمر بها صدام حسين "أوصي الأجهزة الأمنية  بإلغاء الحدود لممارسات التعذيب مع أعداء الثورة   دون إحراج أو خشية من مساءلة"*. 
اسئلتي التي  راحت تدور في أذهاننا ونحن نستمع إلى سرد أم لينا  وهي تروي معاناتها في المعتقل مع زوجها الرفيق أبو لينا.
الرفيقة أم لينا (سميرة علي حسن)  انتمت للحزب بداية السبعينات   بعد ارتباطها  برفيقها خلف  الشرع  (أبو لينا) وقبل ان يقدر لها أن تتحدى طواغيت البعث بإرادة نادرة  وصمود بطولي،  متحملة شتى أنواع التعذيب  النفسي والجسدي من اجل الحفاظ على القيم النضالية المتأصلة...
الجلاد يمارس تعذيبه  على ايقاع الأغاني
عن فترة اعتقالها  تتحدث الرفيقة أم لينا
كنت صغيرة  حين  تعرفت على المبادئ الثورية للحزب الشيوعي العراقي، وكان أول نشاط لي هو تظاهرة  قيام الجبهة  بعدها انخرطت بالعمل الحزبي في الثورة والحرية. أثر ذلك، وأثر تنامي نشاط الحزب  بين العمال والفلاحين  والطلبة والمثقفين  أدرك البعث  أن بقاء الحزب الشيوعي يشكل خطرا مباشرا على بقائه وكنت  أنا وأبو لينا  ننشط  في كثير من مجالات  العمل الحزبي والجماهيري،  فكنا  مرصودين من قبل الأمن.  وبعد الهجمة  الشرسة على الحزب تمت ملاحقتي من قبل الأمن،  وقد تنقلت هاربة من عيونهم إلى الناصرية  وبعدها السماوة  ومن ثم في كركوك. وهناك  وبتاريخ 25 آذار 1980 تم اعتقالنا  بعد أن داهموا بيتنا، وكانوا كالذئاب الضارية. جاءت قوة كبيرة من رجال الأمن أحاطوا بالبيت  شاهرين أسلحتهم .. عبثوا بأثاث البيت  وكانوا  يبحثون عن اية مستمسكات  يمكن الاستفادة  منها  لتكون دليل إدانة ضدنا، وأخذوا  كل ما خف حمله  من نقود و ألبومات صور.
وكان من جملة ما أخذوه كاسيتات لفيروز ونجاة الصغيرة  وفائزة أحمد .. 
كانوا يعذبوننا على إنغام تلك الكاسيتات حتى أن صراخنا  يبدأ بالوهن و يتحول إلى آهات مكتومة بعد أن تنهك أجسادنا من كثرة الضرب، وكل أنواع التعذيب، وقد يغمى علينا بعد كل جولة.  كنت أتمنى الموت على أن يستمر ذلك العذاب   لأن الموت   هو نهاية رحلة الألم .. نعم كنت متأكدة أنني سألقي حتفي أما في التعذيب أو على المشنقة  ..  وهذا ما أكده لي المحامي الذي  أوكلت له قضايانا في السجن  قال أن مادتكم إعدام، ترى ما الذي فعلتموه؟
.. شعرت بأن الدنيا أسودت بعيني،  وأول ما تبادر إلي ذهني  أولادي  بكيت في  داخلي وأنا أشعر بعتمة مصيرهم بعدي.  لم أخف على نفسي  كنت واثقة أن هذا هو مصير من يسير في هذا الطريق. كنت صلبة إلى حد أنني لم اكن أخاف جبروتهم وبطشهم   .. لم أذق من الطعام المقدم لي شيئا، ثمة مذاق مر في لساني  جعلني أنفر من الطعام   .. قلت في داخلي إذا كنت سأعدم ترى ما فائدة الطعام، أخذت أجوب الغرفة المعتمة  وانتابني قلق على زوجي وشقيقه، ترى ما ذا سيكون مصيرهما؟ صور كثيرة كنت أسترجعها في داخلي .. عشت هذا القلق حتى ساعة إطلاق سراحي. قبلها   بساعات جاءوا لي  ببرتقالة وبدت لي أنها غير طبيعية حيث أنها كانت  منتفخة وممتلئة بالماء. أعطاني الشرطي إياها وطلب مني ان أكلها والغريب أنه لم يلح علي بأكلها، وهو يعلم أن هذه البرتقالة معدة لتصفيتي  لا زال  هذا السؤال يلح علي كلما تذكرت تلك الحادثة: ربما  هي بقية ضمير لرجل الأمن هذا  في لحظة لم تكن في الحسبان؟
أبو لينا كانوا قد وضعوا  له (الثاليوم) ربما وهو مادة مسرطنة تساعد على انتشار الخلايا السرطانية)  أو زئبق.  بعد أن  حضروا عليهم شرب الماء طيلة اليوم،  جاءوه بلبن  وطلبوا منه ان يشربه،  شرب قليلا أيضا وهنا ايضا لم يلح  الشرطي  عليه لإكمال  شرب العصير ..
قال لي ضابط التحقيق: "أنت راح تطلعين  دير بالج على ولدج".  ثم أضاف: ماذا تطلبين منا؟ قلت له أريد صوري وكاسيتات  اخذتموها    أثناء مداهمة البيت .. قال: بالنسبة للكاسيتات والصور إنسي أمرها.
 كنت غير واثقة من صدق كلامهم بأني سأخرج،  بل كنت أظن أن العملية مجرد تمويه. تثاقلت  الساعات وأنا أنتظر مصيري: اهو الموت أم الإفراج عني. عند المغرب أمروا بشد عيوني وأخرجوني من المعتقل ووضعوني في سيارة ومعي ثلة من رجال الأمن لم أتبين عددهم ولكن كنت أشعر بوجودهم من خلال حديثهم، وأنا في السيارة سمعت أصوات مختلفة  وحركة السيارات تأكدت إني في الشارع وسط المدينة، وكانت هناك رغبة تتنازعني لمعرفة المكان، لكن المسافة كانت قصيرة من مبنى الامن العامة الى ساحة التحرير.  حين وصلنا رفعوا العصابة من على عيني فوجدت نفسي في الباب الشرقي. كم كانت فرحتي كبيرة حين رأيت أبو لينا. أحسست أنني ولدت من جديد.  كنت أتطلع إلى وجوه الناس  وكأني أتيت من عالم آخر.  لم أر شقيق زوجي، أثار ذلك قلقي لكن فرحة النجاة أنستنا الكثير من الآلام  والمخاوف.
لم تدم فرحة الخروج،  فقد كان  هناك مخطط  معد مسبقا لتصفيتنا   بشكل غير مباشر.
فما أن خرجنا    حتى  واجهنا   موتا  أرادوا  أن يسقوه  لنا  دون أن نعرف، وبعد ثلاثة أيام  حدثت المفاجئة، حيث أن أبو لينا ساءت صحته  وبدأ يشعر بآلام غير طبيعية.. وبدأ شعره بالتساقط  وبدأ هو يعزف عن الأكل، وانخفض وزنه  بشكل ملحوظ، وحدث له أمساك شديد مع آلام في المعدة.
بدأت رحلة المراجعات  إلى الأطباء  الذين لم يعرفوا علته .. ذهبنا إلى الدكتور سالم سفر باعتباره  سبق وأن اعتقل  وأن له خبرة بمثل هذا المرض والذي لم يشخص من قبل الكثير من الأطباء، فقال  ليس هناك ما يخيف أو يستدعي القلق   .. لم تنفع الأدوية مما اضطرنا إلى جعله يرقد  في المستشفى  حينها سقط كل شعره  حتى يئسنا من شفائه.
لكن  ثمة أملاً لاح في الأفق بعد سلسلة من المراجعات  دون جدوى، حين شخص الدكتور خالد ناجي  حالته، فقد طلب منا تحليلا  وبعدها عرف  أنه كان  قد أعطي جرعة من  مادة  كيماوية.   قال الدكتور إن  عامل الزمن مهم و أذا لم يحدث تحسن في صحته خلال  خمسة عشر يوم  فأن شفاءه مستحيل، أعطانا حبوباً تحد من انتشار المرض  ..وكل يوم  يمر كان يقربنا من الأمل مرة،  ويجعلنا أكثر قلقا من جهة أخرى، لأن فترة الخمسة عشر يوما هي الفاصل. ولحسن الحظ تحسنت صحة أبو لينا بعدها وعاد  بالتدريج إلى حالته الطبيعية. لكن تلك الحالة أثرت على مزاجه ونفسيته علما أن كل الرفاق الذين تناولوا  هذه المادة قد  ماتوا وكان من  ضمنهم أبو ضحى.
 
كيف كان يجري التحقيق معكم ؟
 
كنت أعتقد أن أولئك الذين يحققون معنا ضباع  بأجساد بشر لا رحمة في قلوبهم ولا إنسانية،  تجردوا من كل القيم،  طلبوا مني الاعتراف على بنت اسمها سميرة، قلت لهم أنا أسمي سميرة قال هناك واحده أخرى بنفس الاسم.  ولكي يجبروني على الاعتراف مارسوا  أنواع التعذيب معي.
وربما ما كنت أسمعه وأنا في سجني من أصوات الرفاق المعذبين   وأصوات الجلادين  قد أنساني صوت زوجي   كان  يصرخ بأعلى صوته نتيجة التعذيب الذي لا يحتمل، وكنت أظن أنه لشخص آخر. هذه الحقيقة  أكدها  أبولينا.
ومن الذكريات التي لا زالت عالقة في ذهني انني حين كنت في سجني  الانفرادي كنت اسمع صوت طفلة تبكي  طوال الليل بصوت يرق له   قلب المصنوع من صخر. وكنت أسمع صوت المحقق يقول لها أنت شلون نقلتي الجريدة  وأرسلتيها لفلان.." لكن لا جواب لها غير البكاء ..
 لم تنقطع مضايقات الأمن لا قبل اعتقالي ولا بعده 
وبسبب تلك المضايقات انتقلت إلى البصرة ومن ثم للناصرية وثم كان استقراري  في كركوك، بقينا مستهدفين ومتابعين من قبلهم، ضيقوا علينا الخناق  ظلوا يحصون علينا أنفاسنا.. حتى لا يكاد يوم يمر دون  أن  يأتوا  للاستفسار  والتحقيق  معنا. وكان سؤالهم الروتيني:  أين خلف شرهان؟ حتى فاض الكيل بي مرة وقلت لهم وأنا أصرخ رغبة في إسماع صوتي للجيران:  ((عيب عليكم وآني مرة  وزوجي عسكري، وكل يوم تأتون لتعيدوا نفس السؤال))  تداركوا الأمر وعادوا  من حيث أتوا  .. وانقطعوا عنا فتره  من الزمان.
 حتى بعد الاعتقال اعتقدت  أنهم تركونا بحالنا، لكن الأمر لم يكن مثلما ظننت، حتى جاءوا بصيغة جديدة  من أساليبهم القذرة والرخيصة. استدعوني إلى مديرية الأمن، وقال المأمور بتبليغي  عليك ألا تخبري زوجك  عن هذا الاستدعاء. لم أقل شيء ووافقت على طلبه  سوى إني أدركت أنهم سوف لن  يتركونا بحالنا  .. قادتني خطاي إلى مديرية الأمن وكان الكثير من الهواجس ينتابتني، وكنت على يقين  أن ما سأعانيه من عذاب قد لا يكون أشد وطأة مما عانيت  في اعتقالي السابق  .  وكان معي ولدي بسيم وعمره 12 سنه.
كان رجال الأمن يقفون في باب المديرية وعيونهم تكاد  أن تلتهمني.  وأنا أدخل إلى المديرية  قال الضابط  متهكما: أهلا بالمناضلة، ترى كم من الأيام   تم توقيفك؟ قلت له: لا لم أوقف، كان مجرد اشتباه وخرجنا. أضاف يعني  أنت ما تعملين ضد الحزب؟ قلت له  لا طبعا. ثم قال: جيد، الآن الحزب يريد منك  طلبا فقلت متهكمة: أتبرع بالدم قال  لا، بل أن تعملي لحسابنا، يعني نريدك أن تكونين في الأمن. فأجبته إجابة كانت مفاجئة له ربما لم يتوقع  أن يرد عليه  أحدا بهذه الجرأة  قلت (أن أخلاقي لا تسمح  لي  أن أتجسس على العالم.  فقال بعصبية:  يعني أحنا بلا أخلاق. قلت له  لا لكن كل له طبعه  ولما ألح حسمت الموضوع قائلة:  لو نصبتم مشنقة لي على باب المديرية على أن أعمل  مثل هذا العمل لقلت لك أفضل المشنقة. لم أدرك سر  القوة التي تملكتني حينها.   قال نحن نخصص لك  عائلة تراقبيها فقط تخبرينا عن  تحركاتهم. قلت له  مستحيل،  أنا لا أقدر على ذلك. زم شفتيه ثم قال: أذهبي إلى بيتك الآن. وقبل خروجي قلت له أنظر من النافذة، قال ماذا؟  قلت له: الواقف هناك هو زوجي خلف، وأنا أخبرته بكل شيء.  أنت طلبت مني ألا  أخبره لكن أنا وفية لزوجي لذا لا أستطيع الخروج  من البيت إلا  وأخبره. 
في الختام قالت لنا الرفيقة ام لينا:
أنا  أكسبني الحزب  قوة كبيرة أحسد نفسي عليها، ومنحتني   فترة السجن القدرة على الصبر والصمود  لم أكن امتلكهما سابقا  .. ازددت إيمانا بقضيتي  وأصبح لدي يقين أن دولة الخوف والرعب زائلة  .. مهما امتد بها الزمان. 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* "كراس وصايا الرفيق المناضل صدام حسين إلى الأجهزة الأمنية".
 
.................................
ذكريات في العيد الثمانين
عرس على الطريقة الثورية
 
ناصر حسين
أواخر عام 1965 أطلق سراحي من السجن وعدت لمزاولة مهامي القيادية في منظمة الحزب في ناحية العباسية، التي ترتبط حالياً من الناحية الادارية بقضاء الكوفة، والتي كنت لحد اعتقالي في 26/ ايلول/ 1962 سكرتيراً للجنتها القيادية.
في عام 1966 أعيدت الهيكلة التنظيمية في منظمة الحزب في قضاء الشامية وقسمت منظمة الحزب شمال مدينة الشامية الى قطاعين يفصل بينهما شط الشامية. كلفت بقيادة القطاع الشرقي، وهي رقعة جغرافية واسعة، اذ تمتد من حدود الكفل الادارية ومدينة الكوفة حتى طريق ديوانية- شامية- ابي صخير، ولدينا فيها تنظيمات حزبية واسعة وكوادر حزبية ذات كفاءة جيدة وتاريخ حزبي مشرف. ويكفيها فخراً أنها تصدت بشجاعة وحملت السلاح بوجه الانقلاب الفاشي عام 1963 وحافظت على تشكيلاتها التنظيمية التي كانت موجودة قبل وقوع الانقلاب.
 كانت اللجنة القيادية في المنظمة تضم في عضويتها السيد محمد عبود الميالي (منطقة ساكان) ابو سامي- حاتم لفتة العطية- عضو المجلس البلدي في ناحية الصلاحية حالياً، الفقيد حياوي عبد العباس- منطقة أبو كفوف- وابو جنات- رزاق لفتة النبهاني- الذي يسكن مدينة العباسية حالياً عضواً في منظمتها الحزبية.
عام 1966 قرر الرفيق جفات ان يتزوج، وحدد موعداً للزواج، وفي بيت والده في منطقة ابو دوانيج المعروف لدى الشرطة ناحية العباسية. وقبل موعد الزواج بأيام معدودات أوصلت شرطة العباسية الى الرفيق ابو جفات تهديداً بأن زواجه سيكون الفرصة الذهبية لهم للوصول اليه واعتقاله. وبالمقابل اوصلنا اليهم ردنا الحازم على تهديدهم وانهم إذا حاولوا تنفيذ تهديدهم فلن يعودوا بصيد ثمين كما تصوروا واهمين، بل سيعودون الى العباسية جثامين هامدة وسط التوابيت.
وفي الليلة المحددة للزواج تجمعت مجموعة من رفاق المنظمة بكامل تسليحهم وتوزعت على كمائن في كافة مفارق الطرق التي تؤدي الى دارالعريس هم كانوا يخشوننا. فطلقات بندقية الشهيد عباس ابو اللول في تموز 1963 ألتي انهت حياة الجلاد (الحارس القومي) محمد رضا الشيخ راضي والمطاردة لحارس آخر في منطقة  البو شيخ مشهد التي قام بها الرفيق ابو دفار (مظهر يحيى الطشم)، وطلقات بندقية الرفيق حسين عبيد ابو ضبط التي جعلت كمين "الحراس القوميين" يفر امامه راكضا مسافة كيلو مترين- من صدر نهر ابو سيج حتى مركز ناحية الصلاحية- هذه كلها كانت ماثلة امام انظارهم. وقد  حسبوا الحساب لجوابنا الحازم الذي وصلهم رداً على تهديدهم، فلم يقدموا مطلقاً لا ليلاً ولا نهاراً.  اما نحن فقد امضينا الايام الثلاثة الاولى لزواج الرفيق ابو جفات نسهر في مضيف والده، ونغني ونرقص، نطلق العيارات النارية، وسط ابتهاج الاطفال وزغاريد النسوة التي كانت عندما تتعالى تسمع من مسافات بعيدة، بحيث ينطبق عليها قول الشاعر الديواني كزار حنتوش:  "هلهولة أمي تسمع من سابع دولة". وفي مفارق الطرق يرابط رفاق الرصد بشكل مستمر.
في اليوم الثالث طلبت من الرفيق ابو جفات السماح لي بالمغادرة اذ لدي ارتباطات بمهام حزبية، فودعته وغادرت. وفي اول عدد من جريدة "طريق الشعب" السرية صدر بعد زواج الرفيق ابو جفات (رزاق لفتة النبهاني) نشرنا الخبر تحت عنوان: "عرس على الطريقة الثورية".
 

..........................................
 
 
تحية إلى بقاع النور في الوطن العراقي
 

جاسم محمد المطير
إلى الخلايا الشيوعية المواجهة لمياه الخليج في الفاو،
إلى الخلايا الشيوعية المبتهجة بالطيور المحلقة في جبال زاخو،
إلى  كل شيوعي عراقي تعلـّم بالعلم والقلم أن واجبه التنقيب في أرض الرافدين كلها من زاخو حتى الفاو..
 إلى أعضاء اللجنة المركزية،
 إلى المكتب السياسي ،
 إلى سكرتير الحزب.
إلى كل شيوعي عراقي انفق عمره بين أهله وأبناء شعبه.. إلى كل شيوعي احترق قلبه بنار النضال اليومي في السجون والمعتقلات.. إلى كل شيوعي استشهد في ساحات النضال.. إلى كل من امتطى صهوات الجياد مناضلاً من اجل وطن حر وشعب سعيد ،منذ ثمانين عاماً، صانعاً فيها، لنا ولشعبنا،  قرميداً احمر لبناء حصن  الوطن العراقي وجدرانه.
أحييكم جميعاً: يا من عبرتم بحيرات  الدماء  في كانون عام 1949 وفي تشرين عام 1952 وفي تشرين 1956  وفي شباط عام 1963 .. يا من تخطيتم  سهام الدكتاتورية البشعة 1968 � 2003 ..يا من ترتقون  مع شعبكم ، يوما بعد يوم،  إلى الأرض الديمقراطية  المرتفعة في ما بين النهرين بفكركم وعرق جهدكم ونور حروفكم الخضراء.
أحييكم بمناسبة العيد الثمانين لميلاد قوس قزح الحزب الشيوعي العراقي، الذي أتقن الإبحار الأمين، عابراً  كل التيارات الصعبة، التي أحاطت مسيرته  بقوى ظالمة واجهت الخيبة والخسران في كل حينٍ أرادتْ فيه طعن الوجود الشيوعي في أرض العراق. لقد انهار أعداء الشيوعية ، ساقطين في مزابل التاريخ وعفونته،    بينما ظل حزبكم شامخاً، قوياً، فتياً،  مندفعاً خلال 80 عاما بأشرعة لم تستطع أن تطويها الفاشية العراقية ورياحها المسمومة.  ظل حزبكم العظيم وسيبقى في المستقبل، أيضاً، قادراً على الارتفاع،  شاهقاً، أكثر وأكثر، لأنه حزب الشعب المناضل وحزب الوطنية الصادقة. سيكون له دور في المستقبل على تغيير المناخ الوطني ، كله، لكي تنتصر الديمقراطية في وطننا مهما اضطربت أمواجها ومهما اشتدت رياحها.
يغمرني الحب لحزبكم وتغمرني السكينة، بهذه المناسبة العظمى،  حين أراكم جميعاً، في قيادة الحزب وقاعدته، تتألقون كما كنتم ، دائماً ،نجوماً ساطعة في سماء وطننا الغالي ليسترد مكانته وقدراته ولكي يحقق شعبنا أفراحه في تحقيق أمله الكبير بوطن حر وشعب سعيد.
أيها الشيوعيون العراقيون، أساتذتي منذ 60 عاماً ، يا أداة الصلابة والنضال، لسوف تشدو الجماهير العراقية الكادحة تحت رايتكم و تمضي إلى أمام.
سيظل الزرع  ينمو بعرق جبينكم،
سيظل مجرى الرافدين معكم وبكم يتسع،
ستظل ورود الشيوعية العراقية تتحدى الموت، بل تواصل ميلادها،كل عام،
وأنكم دوما ناهضون على الضفاف الندية في آذار الربيع، كل عام ..
صديقكم
جاسم محمد المطير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 9 – 3 - 2014
 
 
......................................
 
 
.. في العيد الثمانين
 
نعيم نهر
شيء طبيعي أن احببت والدتي
ولكنها ماتت منذ عقود...
وربما تلاشى حبها واضحت ذكرى عابرة..
وفي حياتي أحببت نساءً كثيرات
ولم يبق الآن من حبهن اي ذكرى
ولم اعد اتذكر الآن حتى الاسماء.
واحببت زوجتي وابنائي.. وهذا
أمر ليس غريباً ومن سنن الحياة..
ولكن ومنذ افقت في الدنيا، وتعلمت شيئاً من الحياة
صار حبي الاول والاخير..
غرس ذلك الحب في كياني وفي دمائي واعماقي
وفي كل حياتي.. ولم يعد ذلك حباً.. اصبح عشقاً
واي عشق.. عشقاً هائلاً ابدياً..
ولم يخفت ذلك العشق يوماً..
خمسون واكثر من السجن والنضال والالآم
والحرمان مرت.. وفي وقتها كان الموت مني قاب قوسين
وبأعجوبة بقيت حياً وأنا تحت تعذيب المجرمين
وحينها آليت على نفسي ان لا أفقد نفسي
ولو ملكت الدنيا..
سأموت لحزبي ولمبادئي.. كما الحسين في كربلاء
وكما حسين الرضي ورفاقه في قصر النهاية..
سأحبك ايها الحزب الى آخر نبضة من نبضات
قلبي وسأموت شيوعياً..

ص 10
 
مطالبة برلمانية بتمديد الحماية الأمريكية للأموال العراقية
 
 
بغداد – طريق الشعب
حذرت المالية النيابية، من تعرض الاموال العراقية المودعة في البنوك الخارجية للتهديد من قبل بعض الدول والتجار الذين يطالبون العراق بتعويضات مالية.
وقال عضو اللجنة النائب حسن البياتي، لوكالة "دنانير"، ان "الاموال العراقية المودعة في البنوك الخارجية اذا لم تكن عليها وصاية من قبل الولايات المتحدة الامريكية ستتعرض الى التهديد والمصادرة، كون هناك دول وتجار ومنظمات يطالبون العراق بتعويضات مالية، بحجة انهم تضرروا بحرب الكويت عام 1991".
واشار الى ان " العراق تمكن من دفع (400) مليون دولار الى الامم المتحدة لتصفية حسابات بعض الدول التي رفعت دعاوى قضائية ضد العراق ومن ضمنها الكويت، بعد تشريع قانون من البرلمان خول الحكومة صرف تلك الاموال المترتبة على العراق".
يذكر ان رئيس ديوان الرقابة المالية عبد الباسط تركي اكد ان الحماية الامريكية على الاموال العراقية ستنتهي في 22 أيار المقبل.
 
 
 
*********
 
القاهرة تعلن تسلم مستحقات العمال المصريين في العراق
 
 
بغداد – طريق الشعب
اعلنت الحكومة المصرية، بدء تطبيق الاتفاق بين وزارة العمل العراقية ووزارة القوى العاملة المصرية المتضمن تسديد مستحقات العمال المصريين.
وقالت وزيرة القوى العاملة المصرية ناهد عشري للصحفيين، إن " الحكومة أنهت كل إجراءات صرف المرحلة الأولى من مستحقات العمال المصريين لدى الحكومة العراقية والمعروفة باسم المعاشات التقاعدية". وأوضحت، ان "قيمة الدفعة الأولى مليون دولار لـ 62 عاملاً، على أن يبدأ الصرف خلال أيام"، مشيرة الى ان "الوزارة انتهت من استكمال بيانات 50 عاملاً لهم مستحقات، ويتبقى قرابة 1400 عامل، تعمل الوزارة على استيفاء بياناتهم وإرسالها للحكومة العراقية، حتى يتم تحويل مستحقاتهم البالغة 60 مليون دولار".
وكان وزير العمل والشؤون الاجتماعية نصار الربيعي اعلن في وقت سابق عبر "الغد برس" التوصل الى اتفاق مع الحكومة المصرية لتسديد مستحقات العمال المصريين الذين عملوا في العراق قبل عام 1990.
 
 
********
مؤتمر أميركي عراقي لخلق شراكات استراتيجية بين شركات البلدين

بغداد – طريق الشعب
اكد رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار سامي الاعرجي استعداد الهيئة لتقديم جميع التسهيلات والامتيازات للشركات الامريكية التي تنوي الدخول للسوق العراقية وحسب القوانين العراقية النافذة، داعيا رجال الاعمال العراقيين لاستثمار فرصة الحصول على حقوق الامتياز للعلامات التجارية الأمريكية في العراق بالشكل الأمثل الذي يقدم الخدمات المختلفة للعائلة العراقية.
وذكر بيان للهيئة، اطلعت عليه "طريق الشعب"، أن "الهيئة الوطنية للاستثمار عقدت للفترة من 17-18/3/2014 بالتعاون مع رابطة الامتياز الدولي ووزارة الخارجية الأمريكية والسفارة الأمريكية في بغداد مؤتمر تطوير فرص الامتيازات التجارية في العراق ضمن المبادرة العراقية الامريكية لتطوير الاعمال وبحضور ممثلين عن وزارتي الخارجية والتجارة الأمريكية وعدد من رجال الأعمال الأميركيين ومنظمات اقتصادية محلية مختلفة تمثل القطاع الخاص العراقي".
وقال الاعرجي خلال المؤتمر، نقلا عن وكالة "المسلة"، ان "هذا المؤتمر هو الاول من نوعه الذي يعقد في العراق ويعد فرصة ثمينة لخلق شراكات ستراتيجية بين الشركات الامريكية المعروفة دوليا والقطاع الخاص العراقي"، مبينا ان "هذا المؤتمر يأتي استكمالا للاجتماع الاول الذي عقد في بداية العام الحالي والذي كان مخصصا لمناقشة حاجة السوق العراقي توفيرها من سلسلة الخدمات الامريكية و ما هي المتطلبات القانونية و الادارية لادخالها للبلاد ".
من ناحيته، اكد القائم باعمال السفارة الامريكية في بغداد، جان دروشر، ان هذا " المؤتمر يعزز العلاقات الاقتصادية بين البلدين ويخدم المصالح المشتركة "، لافتا الى ان " فتح سوق جديد للبضائع الامريكية في العراق هو هدف تعمل على تحقيقه السفارة الامريكية في بغداد من خلال إقامة مثل هذه المؤتمرات التي تجمع الشركات الأمريكية المانحة لحق الامتياز والقطاع الخاص العراقي ".
من جانبه، بين رئيس المستشارين التجاريين في السفارة الامريكية، كيث كرتيس، ان "هذا المؤتمر يأتي ضمن خطة عمل وضعت بالتنسيق مع الهيئة الوطنية للاستثمار ودائرة التجارة الخارجية الامريكية وبرنامج تطوير القوانين التجارية، وتتضمن الخطة ثلاث مراحل تبدأ في تحديد أصحاب الامتياز المحتملين من قبل الهيئة يليها تدريب المرشحين على المفاهيم الاساسية للامتياز والمرحلة الأخيرة تتمثل بإقامة جولة دراسية من شأنها أيضا تجهيز المرشحين لعملية التفاوض على اتفاق حق الامتياز".
يشار الى ان هنالك ما يقارب مليون شركة امتيازية في الولايات المتحدة الأمريكية تشمل ( 50%) من حجم المبيعات في السوق الامريكية المحلية والعاملين فيها يمثلون (2,6% ) من القوة العاملة في القطاع الخاص الأمريكي، كما ان الشركات الامتيازية هذه تساهم بـ( 4% ) من الإنتاج الإجمالي المحلي سنويا للولايات المتحدة الامريكية .
 
 
*******
ميسان تتهم الزراعة بعدم التعاون معها
وتدعوها لتوفير احتياجات الفلاحين
 
 
بغداد – طريق الشعب
اتهم النائب الأول، لمحافظ ميسان ناظم كاظم، أمس الأربعاء، وزارة الزراعة بعدم التعاون مع حكومة المحافظة، ما تسبب بتأخير كبير للواقع الزراعي، داعيا إياها لتوفير البذور والأسمدة للفلاحين قبل انتهاء الموسم الزراعي الحالي.
وقال كاظم لوكالة "الغد برس"، إن "وزارة الزراعة لا تتعاون مع الحكومة المحلية في ميسان، ما تسبب بتأخر كبير للواقع الزراعي"، مشيراً إلى ان "الحكومة المحلية تسعى بشدة لدعم الواقع الزراعي، لكن سعيها لا يكفي وهي بحاجة لدعم من الحكومة المركزية ".
وطالب كاظم بـ"توفير المواد الاولية كالمكننة الحديثة و الاسمدة والبذور وتسليمها للفلاحين في الوقت المناسب قبل انتهاء الموسم الحالي"، داعياً "وزارة التجارة لتمديد فترة استلام المنتج الزراعي من الحنطة والشعير، لان محافظة ميسان تتأخر في الانتاج الزراعي، بسبب عدم دعم الحكومة المركزية للفلاح".
يشار إلى ان وزارة التجارة كشفت في الرابع عشر من كانون الاول 2013 أن 17% من محصول الشلب الذي تم شراؤه من الفلاحين تلف بسبب ارتفاع درجات الرطوبة في البلاد، فيما لفتت الى انها لديها آليات للحفاظ على خزين الحبوب الغذائية في مخازنها.
يذكر أن العديد من المواد الغذائية، لا سيما الحبوب دائماً تتعرض الى التلف، فيما يؤكد مختصون ان مخازن وزارة التجارة لا توجد فيها ضوابط صحيحة للتخزين ما يعرضها للتلف وبكميات كبيرة.
 
 
*********
 
 
دعا الى انشاء عدادات عالمية في كردستان لانهاء "الخلاف"
باقر الزبيدي: تقديرات وزارة النفط لكميات الخام المصدر غير دقيقة
 
بغداد – طريق الشعب
اعتبر وزير المالية الأسبق ورئيس كتلة المواطن البرلمانية باقر جبر الزبيدي، أغلب تقديرات وزارة النفط بشأن كميات النفط المصدرة "غير دقيقة"، مؤكداً أن كتلة المواطن سترفع مقترحاً الى رئاسة البرلمان من أجل إنهاء الخلاف بين بغداد و اربيل.
وقال الزبيدي في مؤتمر صحفي عقده، في مبنى البرلمان، مساء الثلاثاء، إن "كتلة المواطن سترفع مقترحاً الى رئاسة البرلمان من اجل مناقشة وإنهاء الخلاف المتكرر كل عام حول قانون الموازنة العامة وإنهاء الصراعات بين إقليم كردستان والمركز"، مشيراً إلى أن "الخلافات بين الكتل البرلمانية تؤخر الموازنة سنوياً وهذا التأخير لن يحل إلا بإقرار قانون النفط والغاز المعطل".
وأضاف الزبيدي، أن " المقترح يتضمن الالتزام بالاتفاقية التي تم توقيعها خلال فترة توليه وزارة المالية مع صندوق النقد الدولي"، موضحاً أن "الاتفاقية تنص على قيام الحكومة الاتحادية والمحافظات المصدرة للنفط بنصب عدادات الكترونية تعطي كمية التصدير من كل بئر ويخضع لمراقبة دائرة الرقابة المالية".
وأشار الزبيدي الى أن "الاتفاقية تلزم ربط ناقلات النفط الخام بالأقمار الصناعية بإشراف وزارة النفط الاتحادية وديوان الرقابة المالية ولجنة النفط والطاقة النيابية"، مؤكداً أن "الاتفاقية تلزم وزارة النفط الاتحادية بالتعاقد مع شركات عالمية لتنصيب مختبرات متطورة لتحديد نسب الكبريت والنفط الخام المصدر".
ولفت الزبيدي الى أن الجداول التي يمتلكها بصفته وزير مالية اسبق "تبين أن اغلب تقديرات وزارة النفط بما يخص الكميات المصدرة من النفط غير دقيقة"، مشدداً على ضرورة " نصب عدادات الكترونية تعطي كمية التصدير من كل بئر ويخضع لمراقبة دائرة الرقابة المالية". وأضحت الموازنة العامة للدولة، مادة للسجال وتراشق الاتهامات بين الكتل السياسية كافة، كونها ما زالت تقبع في أروقة مجلس النواب منذ أن صادق عليها مجلس الوزراء في (15 كانون الثاني الحالي). يذكر أن مجلس النواب بدأ، في ( 28 كانون الثاني 2014 )، القراءة الأولى لقانون الم?ازنة العامة لسنة 2014، لكنه أخفق فيها، في حين اتهم ائتلاف دولة القانون الكرد وائتلاف متحدون بعرقلة تمريرها، وفي المحصلة وضع " حرج " لوضع البلد المالي والاقتصادي المرتبط بالموازنة بعد اقتراب عمر البرلمان من نهايته دون التوصل لصيغة توافقية لإقرارها.
 
 
********
 
 
الإرشاد الزراعي تضع خطة
 لتنمية الثروة الحيوانية
 
 
بغداد - المؤتمر:
أعلنت وزارة الزراعة، أمس الأربعاء، عن المباشرة بخطة لتنمية الثروة الحيوانية لمربي الأغنام في منطقة الفرات الاوسط ، في اختتام ورشة عمل نظمتها دائرة الارشاد الزراعي في محافظة الديوانية.
وقال مدير عام دائرة الارشاد الزراعي، التابعة لوزارة الزراعة، مفيد الشمري لوكالة " الغد برس"، إن " الورشة تضمنت وضع خطة ستراتيجية تسعى الى تعزيز الأمن الغذائي ورفع معدلات الانتاج الحيواني لمنطقة الفرات الاوسط وبالشكل الذي يسهم في دعم الدخل القومي للبلاد ".
و اوضح ان "الوزارة تسعى الى ادخال برنامج جديد لزيادة اعداد الاغنام والماعز من خلال زيادة وعي الفلاحين ومربي الحيوانات بالعلف المركز و الادوية والمعاملات الهرمونية الامينة صحيا لتسهيل ولادة التوائم من الماعز والأغنام".
وتابع ان " هذه الخطة تمت المباشرة بها تجريبيا خلال عام ٢٠١١ و اثبتت نجاحها بنسبة ٩٠ بالمئة في زيادة ولادات التوائم"، مؤكدا ان "الوزارة مستمرة في اقامة الندوات والدورات بشان الموضوع لزيادة الوعي بالتقنيات الحديثة المستخدمة عالميا".
وأشار إلى " اقامة جولات ميدانية مستمرة للحقول التي تنفذ فيها هذه التقنية لضمان نجاحها".
 
 
**********
النقد الدولي يحدد خيارا صعبا للعراق لتجاوز عجزه المالي!
 
 
بغداد – طريق الشعب
قال الخبير المصرفي ونائب محافظ البنك المركزي السابق مظهر محمد صالح، أمس الأربعاء، ان خيار صندوق النقد الدولي الذي حدده في تقريره الأخير صعب التحقق لتجاوز العراق لمشكلة العجز المالي في موازنته لعام 2014 والتي تجاوز 36 تريليون دينار.
وقال صالح لوكالة "شفق نيوز"، إن "صندوق النقد الدولي قال في تقريره الاخير أن العراق يمكنه تجاوز اي مشكلة مالية او عجز مالي من خلال المحافظة على بيع برميل النفط الواحد بـ 105 دولارات بنفس وتيرة التصدير المستهدفة في الموازنة".
وأضاف ان "الشرط المحدد من قبل صندوق النقد الدولي صعب التحقق، فأسعار النفط العالمية متغيرة، وخلال الازمة المالية العالمية باع العراق لفترة معينة سعر البرميل من النفط بـ 40 دولاراً، وكل شيء وارد، لان اسواق النفط تخضع للمضاربات المالية".
ويعتمد العراق على واردات بيع النفط لتمويل 95 في المئة من الموازنة المالية.
ويتفق اقتصاديون عراقيون مع مخاوف صندوق النقد الدولي من تأثير هبوط أسعار النفط على ميزانية العراق للعام 2014، وانتقدوا الحكومة العراقية لعدم إعدادها الموازنة بشكل صحيح يساهم بتطوير القطاعات الإنتاجية الأخرى.
وهناك خلافات بشأن آلية تصدير النفط من كردستان وهو ما يعيق تمرير الموازنة التي تشير التقديرات إلى أنها تتجاوز 150 مليار دولار وهي الأضخم في تاريخ العراق.
 
 
***********

" سنتر بوينت " التجارية تعتزم افتتاح اسواق في العراق خلال 2014
 
 
بغداد – طريق الشعب
كشفت مجموعة متاجر "سنتر بوينت" عزمها افتتاح اسواق جديدة بمنطقة الشرق الاوسط ومنها في العراق خلال العام الحالي.
ومع امتلاكها 100 متجر حالياً  تعتزم سنتر بوينت إطلاق 20 متجراً خلال العام الحالي و 15 متجراً العام المقبل في مناطقها الحالية، وكذلك دخول أسواق جديدة في العراق وليبيا وبعض الدول الأفريقية.
وتوفر سنتر بوينت، التي تم إطلاقها في الكويت عام 2005، أربع علامات تجارية رئيسية تحت سقف واحد، وهي محل الأطفال، و سبلاش، وشومارت، ولايف ستايل، في كل من السعودية والإمارات والكويت وعمان والبحرين وقطر ومصر ولبنان والأردن، والتي تغطي بشكل إجمالي مساحة تفوق 5 ملايين قدم مربع.
وقال فينود تالريجا، مدير سنتر بوينت، في تصريح صحفي اطلعت عليه "طريق الشعب"، " تقدم سنتر بوينت مفهوماً مبتكراً للتسوق يشمل أربع علامات تجارية تحت سقف واحد، وقد حظي هذا المفهوم بقبول واسع في جميع المناطق التي نتواجد فيها ". وأضاف إن " نجاحنا يعد بشكل واضح شهادة على جودة المنتجات والخدمات التي نقدمها، وكذلك على التطبيق العملي لفكرة وجود جهة واحدة تلبي احتياجات التسوق لجميع أفراد العائلة، واستناداً إلى خبرتها التي تمتد إلى عقد من الزمان تقريباً، تسعى سنتر بوينت إلى دخول أسواق جديدة واستكشاف المزيد من الفرص في ?ول الشرق الاوسط".
وشهدت سنتر بوينت نجاحاً كبيراً وخاصة في السعودية والكويت والامارات حيث تطور المفهوم إلى وجهة عائلية رئيسية لشراء الملابس، وتعد السعودية أكبر أسواقها  إذ تضم 56 متجراً لسنتر بوينت، تليها سوق دولة الإمارات التي تضم 15 متجراً.
 

**********
 
تقرير...
 
 
الحكومة " تمنع " التدخين و" تسمح " بنشر اعلانات التبغ في مظلات السيطرات!

بغداد – طريق الشعب
في ظل انتشار اعلانات الترويج لمختلف ماركات التبغ في شوارع بغداد، واحيانا في مظلات السيطرات و نقاط التفتيش، ازدادت حيرة المواطن حول هل أن الحكومة مع التدخين أم ضده؟! ، فهي تحظره في الأماكن العامة، وتسمح بالترويج عنه في اماكن كثيرة.
ففي عام 2012 ، صادقت رئاسة الجمهورية على قانون مكافحة التدخين والذي منع بموجبه التدخين في الأماكن العامة والمؤسسات الحكومية، وداخل الهيئات الرئاسية والوزارات والدوائر والمؤسسات التعليمية والتربوية والصحية والمطارات.
ونصت المادة (6) من هذا القانون على منع الترويج له في وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة والمؤسسات الثقافية والرياضية ودور النشر والتوزيع ومكاتب الدعاية والاعلان، كما جاء في المادة (7) "يمنع صنع وتداول واستيراد شعارات منتجات التبغ ومشتقاته على منتجات اخرى كالقبعات والقمصان والاكياس والمظلات والاشارات المرورية واللافتات الدعائية بمختلف انواعها.
وكالة "دنانير" قالت ان المواطنين اشتكوا من انتشار دعاية التبغ في بغداد والمحافظات.
واستمرت هذه الاعلانات من دون أي اعتبار للقانون، وأصبح حماته يستظلون بدعاية للمدخنين، حسب تعبير الوكالة، مضيفة "لم توضح في وقتها الحكومة كيف تم الاتفاق مع الشركات على الترويج بهذا الطريقة".
وتابعت "من السخرية، ان امانة بغداد نظمت ندوة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين تحت شعار ( دعايات التدخين تقتل ابناءنا ) وتم استعراض الخطط المعدة لتنفيذ القانون مكافحة التدخين من خلال تنفيذ حملات لازالة اللوحات الاعلانية المروجة للتدخين و المنصوبة على اسطح البنايات والشوارع العامة ، دون التطرق الى الاعلانات المنتشرة في نقاط التفتيش".
واردفت " تفاجأنا بإصدار اعمام من قبل الامانة العامة لمجلس الوزراء لجميع الوزارات والجهات الحكومية والمحافظات يقضي بمنع الدعايات والاعلانات المروجة للتدخين".
وذكرت الدائرة القانونية في الامانة لمكتب الاعلام والاتصال الحكومي في الامانة العامة لمجلس الوزراء ان القرار جاء استنادا لاحكام المواد (6 / اولا / أ و ب) من قانون مكافحة التدخين رقم (19) لسنة 2012.
واوضحت الامانة العامة أن الإعمام يمنع الترويج للتدخين بكافة وسائل الدعاية والاعلان سواء كانت مباشرة او غير مباشرة ومنها الاعلانات في الشوارع والساحات العامة و اسطح البنايات والمحال التجارية والطرق الخارجية، كما تضمن الاعمام الزام الشركات المصنعة والمستوردة للتبغ بازالة الاعلانات كافة.
يذكر أن منظمة الصحة العالمية أكدت في تقرير عام 2011، ارتفاع عدد المدخنين في العراق إلى نحو 7.5 مليون مدخن، أي حوالي ثلث السكان، مؤكدة أن حجم الاستهلاك السنوي وصل إلى ما يقارب المليار علبة سجائر، وتبلغ حصة كل فرد منها سنوياً 1200 سيجار.
 
 
*********
ص 11
 
حميد مجيد موسى في حوار موسع مع "طريق الشعب".. المحور الأول (1)
الحزب الشيوعي العراقي والديمقراطية.. المفهوم والممارسة
 
 
أجرت هيئة تحرير "طريق الشعب" حواراً مع الرفيق حميد مجيد موسى سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، حول موضوعات ومحاور متنوعة: فكرية وسياسية. وجاء الحوار الذي امتد عدة جلسات، في مناسبة احتفالات الشيوعيين العراقيين بالعيد الثمانين لتأسيس حزبهم، وبالتزامن معه.
في المحور الاول (محور الديمقراطية) تحدث الرفيق موسى عن فهم الماركسية والشيوعيين للديمقراطية، وكيفية استيعابها تاريخياً. وفي ما يخص الحزب الشيوعي العراقي، تطرق إلى مراحل تطور الديمقراطية داخل الحزب، والى ممارسته  اياها على صعيد العلاقات مع القوى الأخرى، وفي المجتمع.
اليوم وعلى هذه الصفحة، ننشر حصيلة المحور الاول هذا  من الحوار مع سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، وسنعود الى بقية المحاور في اعداد مقبلة.
 
حول مفهوم الديمقراطية
 
الديمقراطية ليست مفهوماً جامداً أو واحدا استمر منذ بدايات ظهور المصطلح حتى يومنا هذا. وهناك تعريفات عديدة للمصطلح، ارتباطا بتعدد الباحثين. لكننا نأخذ ما هو مشترك وما أثبتت الوقائع سلامته.
الديمقراطية في رأينا ليست نظاما اجتماعيا - اقتصاديا، بل هي منظومة من المبادئ والمفاهيم والقيم والأخلاقيات والاساليب والآليات، التي تستهدف مشاركة أصحاب القضية المعنيين بصنع القرار النهائي، سواء كان القرار سياسيا أو اجتماعيا أو ثقافيا أو اقتصاديا. وهي في زمننا الحالي تعني مشاركة أوسع الناس في تقرير مصائرهم، وفي صنع القرارات التي تتعلق بحاضرهم ومستقبلهم .
وقد تعامل الماركسيون مع الديمقراطية في تطور مفاهيمها، وفيما هي تكتسب حيوية وأبعادا ترتبط بالتطور الحضاري للمجتمعات، بتطور الثقافة السياسية، ووعي الشعوب في  البلدان المختلفة. وفيما تتخذ أشكالا متنوعة عديدة، تفرضها حاجة الشعوب الى الارتقاء بحياتها ، والى التمتع بحقها  في تقرير مصيرها.
فالماركسية، باعتبارها المعبر عن مصالح الطبقة العاملة وشغيلة اليد والفكر والكادحين عموما، تفهم الديمقراطية على انها التبني لمصالح أكثرية الشعب. وحقا أن الشغيلة والعمال والفلاحين وعموم الكادحين هم اكثرية الشعب، أي شعب.
لهذا فنحن نفهم ما طرحته الماركسية عموما من مفاهيم، باعتباره الأكثر جذرية في فهم الديمقراطية؛ وانها (الماركسية) بتبنيها ما هو جذري هي الأكثر انسجاما مع ما يعنيه مصطلح الديمقراطية. الأمر الذي يتيح للديمقراطية الرسو على قاعدة اجتماعية واقتصادية امتن، تكسبها جوهرا أكثر ثباتا وديمومة.
الماركسية بالتالي لا تفهم الديمقراطية على انها مجرد عمليات سياسية وممارسات شكلية أو مؤسسات فوقية. انما تفهم الديمقراطية ببعدها الاجتماعي، بمعنى ضرورة توافق التدابير السياسية العامة مع إجراءات وتحولات وضمانات اجتماعية، تؤمن حقوق أغلبية الشعب في ثروات بلده.
في اعتقادي، أن هذا المفهوم (الديمقراطية ) لم يعد يقتصر على الشيوعيين والماركسيين حصرا، وإنما وصلت الامور، مع تطور البشرية وتبنيها مفاهيم أكثر إنسانية وأكثر انسجاماً مع القيم الاخلاقية العليا، قيم العدالة الاجتماعية، إلى حد تبني الأمم المتحدة وثيقة حقوق الإنسان، التي تربط ربطاً سليماً بين جوانب الديمقراطية السياسية والديمقراطية الاجتماعية.
 
الديمقراطية وما يطالها من تشويه
 
وليس خافياً علينا، أن مفهوم الديمقراطية واجه على مدى التاريخ الكثير من التشويه والتزييف. فكل الفئات التي تضررت مصالحها الطبقية جراء فكرة المشاركة وضمان الحقوق، تناصب الديمقراطية العداء. وهناك أيضاً من الطبقات والفئات الاجتماعية والأحزاب، من سعى ويسعى إلى استغلال الديمقراطية، في شكلياتها وفي جوهرها، لمصلحته ولمعالجة طبقية ذاتية. وحينما يستنفد الحاجة اليها وتصبح المشاركة عقبة أو عائقا، يحول دون تحقيق مصالحه الاجتماعية الطبقية السياسية، فانه يسعى إلى التضييق عليها وافراغها من محتواها، بل وحتى تخريب مؤسساتها.
الطبقة البرجوازية حينما قارعت الإقطاع، كانت تتبنى مفاهيم ديمقراطية واسعة، ولكن حينما أصبحت طبقة سائدة سعت إلى التضييق على الديمقراطية وتحجيمها والتضييق على مؤسساتها، رغبة في احتكار السلطة والتفرد بصنع القرار. ومن موقعها كمالك لوسائل الإنتاج    ومتسيد سياسياً، سعت البرجوازية إلى استخدام كل ما توفر لها وتيسر من أموال ومن أجهزة بوليس وقوة تشريع، ووسائل اعلام ودعاية، لحرمان الشغيلة وأوسع الجماهير من فرص استثمار المؤسسات الديمقراطية في الدفاع عن حقوقها.
هذه الإشكالية تأخذ مدياتها بهذه الدرجة أو تلك، تبعاً لطبيعة السلطة الحاكمة وبرنامجها السياسي. فالبرجوازية التي جاءت بشعارات الحرية أو الديمقراطية، تخلى بعض ممثليها في بلدان معينة عن الديمقراطية، وأقاموا  حكومات دكتاتورية فاشية وعنصرية ونازية ....الخ.
والأمر أكثر تعقيداً في الدول حديثة النمو، فهي ليست بمعزل عن العالم، وانما هي حلقة في السلسلة التي تتشكل منها المنظومة الرأسمالية العالمية. ولكن هذا لا ينفي خصوصياتها المرتبطة بمستوى تطورها الحضاري ومستوى الوعي والثقافة، وتوازن القوى الداخلية ونمط تفكير المتحكمين بشؤون البلد. وكل ذلك وغيره ينعكس على  أسلوب وشكل ممارسة الديمقراطية في هذه البلدان. وهي في الاتجاه العام لا تستطيع التنصل من المستحقات العالمية، ومن تأثيرات موج الديمقراطية العالمي الطاغي. لكنها تسعى لتشويهها وكبحها والانتقاص منها بمختلف التدابير، ?للالتفاف على جوهرها وتفريغها من مضمونها. وهذا يضع أمام الشعوب مهمات ليست يسيرة، لإجلاء الحقيقة ومواجهة التحديات في ظروف اقل ما يقال عنها انها لم تستقر فيها تقاليد ديمقراطية راسخة بعد ، ولم تسن فيها تشريعات واضحة وراسخة، ولم تتعود الجماهير في ممارساتها على استحصال حقوقها عبر الوسائل الدستورية والقانونية الشرعية. وهذه الامور تعقد المسيرة نحو التطور والرقي.
 
الشيوعيون والديمقراطية
 
من ناحية المفاهيم، جرت حقاً في مفهوم الديمقراطية داخل الحركة الشيوعية المعاصرة، تبدلات وتغيرات كبيرة. فهي (الديمقراطية) ليست كما كانت في بدايات الحركة الشيوعية. والشيوعيون في المواقع المختلفة، فهموا الديمقراطية ومارسوها ارتباطا بالأجواء المحيطة بهم في فترات مختلفة .
ورغم أن الماركسية ديمقراطية في جوهرها وطبيعتها وأهدافها، إلا أن بعض الشيوعيين وفي مواقع مختلفة، تعامل معها بحساسية مفرطة أحيانا، وكما لو كانت تخص البرجوازية فقط. دون ادراك حقيقة أن الديمقراطية ظهرت في مسيرة البشرية قبل ظهور البرجوازية.
نعم، هناك من كان يفهم الديمقراطية خطأً باعتبارها نظاماً اقتصادياً � اجتماعيا. لكنها ليست طبعا البديل عن الرأسمالية، وإنما الاشتراكية هي البديل المنشود. غير أن الديمقراطية، كما اشرنا ، تكتسب معانيها الحقيقة وأبعادها الفعلية بالارتباط مع النظام الاجتماعي الاقتصادي الذي تفعل وتُمارس في إطاره.
فالديمقراطية في زمن الرق كانت حكرا لمالكي العبيد؛ وفي زمن الإقطاع كانت محصورة بمالكي الاقنان، وفي الأنظمة البرجوازية وظفت  لخدمة من يملكون وسائل الإنتاج والأموال. أما في الاشتراكية، فتكتسب الديمقراطية معانيها الواسعة جداً، لان البعدين الاجتماعي والسياسي يتطابقان فيها. ويمكن للمناضلين وذوي الأفكار التقدمية والنزعات الإنسانية أن يستفيدوا من الديمقراطية ويوظفوها، كمفاهيم وأخلاقيات ومؤسسات لخدمة نضالهم، ولتأمين حريتهم في المطالبة بحقوقهم.
إذن، ليس صحيحاً وضع الديمقراطية في مقابل الاشتراكية، لانها هي الوجه الثاني للاشتراكية. نعم، لم يكن صحيحاً أن توضع الديمقراطية في تناقض أو تعارض مع النضال من اجل الاشتراكية، بل كان من الصحيح أن تفهم باعتبارها وسيلة وأداة تخدم النضال من اجل الاشتراكية، وتستحق التطوير والتجذير والتعميق في إطار الاشتراكية، حيث تسقط الحواجز والموانع التي تضعها الطبقات الحاكمة المستبدة.
للأسف بعض حركاتنا لم يفهم الديمقراطية، و تعامل معها بجفاء أو بتشكيك، كما لو انها بدعة رأسمالية أو أطروحة برجوازية، تتنافى مع قيم ومبادئ الاشتراكية.
 
الشيوعي العراقي.. تجسيد  للديمقراطية
 
عمل الحزب الشيوعي مبكراً وسعى لتجسيد فهمه للديمقراطية. وفي الوثائق الأولى والإرهاصات المبكرة للحزب، كانت هناك دعوة صريحة وواضحة لتبني الديمقراطية في إطار الدولة العراقية، سواء كان ذلك عبر المطالبة بالدستور، أو ببناء مؤسسات تشريعية، أو باجراء انتخابات، أو باحترام الحريات والحقوق لتأسيس الأحزاب والنقابات والجمعيات، وحماية وتحقيق الحقوق القومية والسياسية والثقافية. فهذه كلها تجليات ملموسة للديمقراطية، كان الحزب مبادراً وناشطاً لتحقيقها.
لكن النزوع نحو الديمقراطية، كان يصطدم ببعض التشوش الفكري لدى البعض، الذي يقول ان بديلنا هو ديكتاتورية البروليتاريا، لأننا نتوجه لبناء الاشتراكية. علماً ان مؤسسي الاشتراكية العلمية لم يضعوا الديمقراطية في تناقض مع دكتاتورية البروليتاريا. بل ان العودة الى ماركس وانجلس ولينين تبين أنهم كانوا يفهمون سلطة الطبقة العاملة، او حكم الشغيلة (دكتاتورية البروليتاريا)* على أنها أرقى أشكال الديمقراطية، أي هي الديمقراطية الأوسع، لأنها تمثل المصالح الجذرية لأوسع السكان كما اشرنا. وليست أساليب قسرية وأستبدادية، كما مارسها خطأ بعض متبنيها أو كما تصورها البعض، مشوهين بذلك معانيها كمقولة تاريخية تطلبتها ظروف محددة وتوازن قوى موضوعية، تمارسها البشرية في مسار تطورها.
لكن وللأسف جرى خلال ممارسة بناء التجربة الاشتراكية، وخصوصاً في عهود الجمود العقائدي وعبادة الفرد وسيادة النزعة الاوامرية البيروقراطية، التضييق على الديمقراطية ومؤسساتها، بل وعلى حق حتى المعنيين ببناء الاشتراكية في أن يساهموا بصنع القرارات، وان يتخذوا الإجراءات المناسبة لحماية وبناء وتطوير الاشتراكية.
 وكانت لهذا التوجه آثاره السيئة ونتائجه الوخيمة، ويمكننا ان نعتبره سبباً رئيسياً في انهيار المنظومة الاشتراكية في بعض بلدان أوروبا الشرقية والاتحاد السوفيتي. نعم، وكان للصراعات الفكرية الداخلية في إطار الأحزاب الشيوعية، وفي إطار الحركة الشيوعية عموماً، وفي البلدان الاشتراكية بوجه الخصوص، انعكاساتها وتأثيراتها السلبية على عموم الحركة.
مع ذلك اعتقد  ان النهج الرسمي العام للحزب الشيوعي العراقي ، رغم ما لهذه الحالة المؤشرة اعلاه من تأثيرات سلبية، لم يخل من إصرار على الديمقراطية، وعلى تبني منظومة مفاهيم وتشريعات ومؤسسات ديمقراطية، حتى في إطار النظم السابقة التي حكمت العراق.
لهذا ليس غريباً او مستغرباً ان الشيوعيين كانوا يعتبرون "الديمقراطيين" في الوعي الشعبي ويسمون كذلك - زهواً أو عن قناعة أو حذراً أو تجنباً للعقوبات القانونية الموجهة ضدهم. وإلى فترة قريبة من الزمن، حينما يكون المرء ديمقراطيا يتصور الناس أنه شيوعي. وهذا يعكس عمق السلوك والتصرف والمواقف الديمقراطية للشيوعيين، ومدى قناعة الشعب بأن الشيوعيين ديمقراطيون، وأنهم ليسوا أصحاب نزعة دكتاتورية أو تسلطية أو احتكارية.
نعم، كانت الديمقراطية احد الشعارات الأساسية للحزب رغم ما عاناه داخلياً أحيانا، بسبب ما سبق ذكره من تصرفات لاديمقراطية ، ومن نزعات فردية تسلطية أو أوامرية، كما حصل في بدايات الخمسينيات بعد خسارة الحزب لمؤسسه الأول الرفيق الخالد فهد، وتسنم مجموعة من الشباب ضعيفي الوعي والثقافة في ذلك الوقت، قيادة الحزب. فحمّلوه بممارساتهم الكثير من العواقب غير السليمة، التي اضطرته في فترة لاحقة، الى بذل الجهد وخوض النضال المثابر لمعالجتها.
وقد سعى الحزب في بنائه الداخلي الى تطوير الممارسة الديمقراطية، والانطلاق من الرغبة في تبني مفهوم القيادة الجماعية، ليس فقط تحت تأثير ما أنتجه المؤتمر العشرون للحزب الشيوعي السوفيتي، بعد التخلص من هيمنة العقلية البيروقراطية الجامدة عقائدياً، وإنما انطلاقا من الحاجات الداخلية ايضا. فالحزب المناضل الذي يبني كيانه على أساس القناعة والإيثار والتضحية بالنفس، لا يمكن أن يستقيم وضعه إلا بإيجاد أشكال من المشاركة، تتيح لاعضائه التعبير عن آرائهم. وإلا فان عمله سيعاني العسر وعدم الوضوح، بل وعدم ضمان قناعة منتسبيه بمما?ساته وسياسته.
وهكذا جاءت وثائق الكونفرس الثاني للحزب معبرة بصدق عن رغبة الشيوعيين العراقيين في ان يرسخوا قواعد الديمقراطية. لكن هذه المفاهيم والممارسات كانت تصطدم بعامل موضوعي يفوق طاقة الحزب، ألا وهو وجود النظام القمعي الرجعي (النظام الملكي)، الذي لم يكن يتعامل مع الشيوعية (شأن اي فكر تحرري) باحترام، ولا يسمح لها بالنشاط، بل ويطبق ضدها ما سمي قانون "مكافحة الشيوعية". نعم، كان هناك ظرف موضوعي حال دون تمكن الشيوعيين من ممارسة نشاطهم بحرية، سواء في الشارع مع الناس، أو مع الاحزاب الاخرى،  أو مع قضايا السياسة العامة، او داخ? حزبهم. فهذا العامل كان يحول دون انطلاق الحزب في ممارسة الفعاليات الداخلية الديمقراطية، ويحد من امكانية التشاور الجماعي وعقد المؤتمرات والموسعات، ومن امكانية انتخاب الهيئات القيادية، خشيةَ تسلل عناصر الاجهزة القمعية داخل التنظيم، وخوفا من توجيه ضربات قاتلة للتنظيم الحزبي في حال انكشافه، او ممارسته نشاطات تعرضه للانكشاف.
لكن هذا لا يعفينا من الاشارة الى ان آثار النهج الستاليني، رغم ان سنة 1956 كانت سنة اعلان الخلاص منها، بقيت متغلغلة في الثقافة والممارسة الحزبيتين. نعم، وهناك في هذا الخصوص ما انتقده الحزب في وثائقه: ففي لحظات تاريخية معينة كان يمكن ممارسة اشكال معينة من الديمقراطية، من شأنها ان تحسم قضايا كيان الحزب ووحدته وشرعيه هيآته، مثل عقد المؤتمرات. فالمؤتمر الأول للحزب انعقد في العام 1945، والمؤتمر الثاني في 1970، فهناك فترة طويلة مرت بين المؤتمرين. وقد حصل هذا بسبب ظروف السرية وصعوبة العمل. اما حين تتوفر الفرصة وال?جواء المناسبة، فلا بد من اعتماد الممارسات الديمقراطية وآلياتها.
نعم، الحياة تتقدم، والمفاهيم تتغير. وفي الممارسة ايضا، والتي نريد لها ان تكون مجدية ومثمرة ونافعة، لا بد من تطوير الآليات والادوات، التي يتعامل بها الحزب في نشاطاته اليومية وفي نشاطه العام وفي علاقاته.
لقد تغيرت أوضاع العراق كثيراً، وتغيرت الأوضاع في العالم كذلك، واصبح الفكر الديمقراطي والنزعة الديمقراطية وثيقي الارتباط مع النزعة الانسانية. وتطور وعي الشعوب في توظيف الديمقراطية (كمفاهيم، ومؤسسات، واخلاقيات) لصالح المشاركة الاوسع للجماهير. وكل ذلك ألقى بظلاله على العراق ودول المنطقة عموماً، خصوصاً بعد انهيار المنظومة الاشتراكية في اوربا الشرقية وفي الاتحاد السوفيتي.
 
مواقف الحزب بعد انقلاب 1963
 
لا بد من وقفة هنا، لفهم مواقف الحزب الشيوعي العراقي وسياساته في الفترة التي اعقبت انقلاب شباط 1963. فقد كان الحزب يتعامل مع منتجات الانقلاب الفاشي المشؤوم بفكر واضح: مقابل المنظومة الفاشية الدكتاتورية العسكرية، رفعنا شعار الديمقراطية والحكم الديمقراطي. رفعناه كبديل لحكم العسكر، ولحكم الحزب الواحد.
وبعد عام 1968، وارتباطاً بجملة الظروف المحيطة بالحزب، الذي كان مثخنا بالجراح، ويعاني اشد المعاناة من سنوات القمع والارهاب، وبتأثيرالاجواء السائدة في المنطقة ايضا وفي السياسة العالمية، وفي المفاهيم المعتمدة في الحركة الشيوعية، توجهنا للتحالف مع حزب البعث. وجاء ذلك من منطلق الرغبة في استثمار ما اعلنه البعثيون من توبة بعد انقلاب 1963، وما أبدوه من استعداد لفتح صفحة جديدة ولبناء العراق وتخليصه من التبعية، وتأمين حياة افضل للشعب، ومن رغبة في المصالحة مع القوى الديمقراطية وتصفية آثار الماضي، عبر تسوية قضايا المف?ولين والسجناء السياسيين والشهداء والعسكريين، وبعد تعهد النظام بانتهاج سياسة خارجية وعلاقات جديدة مع المعسكر الاشتراكي.
تجاوبا مع هذه التطورات والتحولات جميعا، تبنى الحزب تدريجياً فكرة التحالف مع حزب البعث والمشاركة في الحكومة بوزيرين. لكن الوضع الشائك والمعقد الذي نشأ في اعقاب ذلك، كان يقتضي حذرا من جانبنا ونهجاً اكثر براعة واكثر دقة في ادارة شؤون التحالف؛ ونحن نفهم ان التحالف - فضلاً عن كونه حاجة موضوعية - هو فن من فنون ادارة العلاقات.
نعم، انطلقنا من الحقيقة الموضوعية بموقف سليم يسعى إلى تجميع كل الطاقات، من اجل وضع البلد على الطريق السليم للتطور المتصاعد، الذي يؤمّن استقلال العراق وحرية شعبه ورفاه ابنائه. لكن البقاء في دائرة هذا الموقف لم يكن كافيا، وانما كان لا بد لنا كي نحقق مسعانا، من  مجموعة تكتيكات وتوجهات وسياسات تفصيلية، واتقان لفن ادارة التحالف.
فلا يمكن لعملية بناء ان تصل الى مراميها الحقيقية الفعلية، الا عبر ادارة تؤمّن مشاركة الشعب، ومشاركة كل الاطرف المعنية. بمعنى انه من دون الديمقراطية، من دون تأمين مشاركة المتحالفين في صنع القرار، وفي حال الابقاء على احتكار السلطة وعلى تفرد القائد، تعطل عملية البناء، وتوضع الغام في طريق تحقيق ما نهدف له من تطوير وتغيير في الواقع الاجتماعي. مع الأقرار بطبيعة البعث الصدامي الاستبدادية ونزعة الغدر والنفاق المتأصلة في نظامه.
إزاء ذلك، جرت نقاشات في حينها، بعض منها ذو طابع تبريري، والبعض الأخر ذو طابع مفاهيمي خاطئ. فكان هناك من يستصغر شأن الديمقراطية، ويشدد على الديمقراطية الاجتماعية ويستهين بالديمقراطية السياسية. كان هذا الرأي يرى أن الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية هي المطلوبة، لأن الشغيلة تعاني من الحاجة الى العمل وتأمين المعيشة. وكأن تحقيق هذا الهدف الاقتصادي الاجتماعي، ليست له علاقة بالنظام السياسي. واكيد ان هذا الرأي، يعكس شكلا خاطئا من اشكال التعامل مع مفهوم الديمقراطية.
وكان هناك من يعتبر الديمقراطية السياسية قضية يمكن تأجيلها، ويمكن ان تتحقق مع مرور الزمن تلقائياً، من خلال تكرم الحكام بالتخلي عن مفاهيمهم وقناعاتهم المعادية للديمقراطية السياسية، لصالح نهج جديد ديمقراطي. ومؤكد أن أصحاب هذا الرأي وقعوا في خطأ فادح. فالحياة اثبتت ان من الصعب جدا ان يتحول الحاكم المهيمن على السلطة إلى ديمقراطي.
ولكن لا بد من التأكيد ان  النقاش الحزبي الداخلي، اشر في حينه، وجود رأي قوي يقول ان الديمقراطية الاجتماعية غير كافية، وانها من دون الديمقراطية السياسية غير محصنة وقابلة للانتقاص. فالديمقراطية السياسية لصيق وملازم وضامن للتحولات الاجتماعية والسياسية الوطنية. وهذا ما أثبتته تجربتنا العراقية.
فحينما غابت الديمقراطية، لم يتورع المستبدون من حكام البعث الدكتاتوريين الفاشيين، عن التخلي عن كل المكاسب المحدودة التي تحققت آنذاك، وعن زج البلد في الحروب، وعن مصادرة كل الحريات وحقوق الانسان في البلد.
نعم، كانت قضية الديمقراطية دائماً بالنسبة لنا مطروحة للنقاش، ولهذا نستطيع القول ان ما نستنتجه أو نتبناه من مفاهيم واحكام حول الديمقراطية، سواء تعلقت بالاوضاع العامة او بالاوضاع الحزبية الخاصة، هي مفاهيم اصيلة، ناتجة عن وعي وقناعة تشكلا في ضوء دراسة تجربتنا المرة والمعقدة، طويلة الامد، سواء في مسار الحركة الشيوعية او تجربة الحزب الشيوعي العراقي الخاصة.
 
ـــــــــــــــــــــــــــ
* ويقصد بها في المفهوم النظري � الفلسفي حكم الطبقة العاملة، على أعتبار أن حكم نظام سياسي معين هو ديكتاتورية لطبقة سائدة، على امتداد المجتمعات الطبقية التي شهدتها البشرية في تاريخها الطويل. فهي تعني هيمنة وسيادة وتحكم الطبقة المسيطرة على دفة إدارة البلد المعني والمجتمع.
 
 
 
***************
ص12


الاشتباه أساس التهمة في عراقنا "الجديد"
 
الدكتور جاسم الصفار
علمت اليوم بأن لجنة الشكاوى في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، قامت برفع الطعن الذي قدمته بقرار استبعادي من الانتخابات النيابية القادمة، الى الهيئة القضائية الخاصة بالنظر في الطعون، وان علي بالتالي انتظار قرار الهيئة القضائية. ولكني قبل ان تنجز الهيئة المذكورة قرارها رأيت ان اضع الرأي العام والمتابع لموضوع استبعادي، في الصورة التي صيغ فيها الاتهام ومن ثم الطعن.
بدايةً، لابد من خلفية تاريخية تلقي الضوء على ما حصل معي منذ قبل عودتي الى العراق من مهجري الذي عشت فيه اربعون عاما بالتمام والكمال. فقد غادرت العراق خريف عام 1972 وعدت اليه خريف عام 2012 . وقد ذكرت في سيرتي الذاتية التي نشرتها في مواقع التواصل الاجتماعي الالكترونية، انه قد سبق الهجرة وفرضها معاناة واضطهاد وملاحقة واعتقال من قبل نظام البعث العائد الى السلطة في نهاية ستينات القرن الماضي.
وقبل عودتي بعام، قدمت الى الجهات الرسمية طلب لاعتباري مفصولا سياسيا، بناءً على واقعة اعدام اخي الصغير عام 1980 ، اي قبل نيلي لشهادة الدكتوراه، واستمرار ملاحقتي من قبل اجهزة الامن العراقية في داخل العراق وخارجه طيلة الفترة التي سبقت سقوط الطاغية صدام حسين. ومع ان طلب احتساب الفصل السياسي كان قد قدم من طرفي في نهاية عام 2011 ونظم ملف به معزز بالوثائق التي جرى تدقيقها من قبل لجنة المفصولين السياسيين في وزارة التعليم العالي الا انه لم يرسل من قبل اللجنة الوزارية المذكورة الى لجنة التحقق في هيئة رئاسة الوزراء، حسب السياق المتبع، الا في شهر كانون الثاني عام 2013 . وبعد انتظار طال اكثر من نصف عام طلبت هيئة المسائلة والعدالة التحقيق معي في موضوع تشابه في الاسماء، اخبرتني الهيئة في ختامه انها، بعد الاطلاع على وثائقي الشخصية، سوف ترسل بقرارها الى لجنة المفصولين السياسيين في وزارة التعليم العالي.
بقيت على انتظار ومراجعات اسبوعية الى وزارة التعليم العالي دون جدوى الى ان جاء ترشيحي الى الانتخابات القادمة لمجلس النواب العراقي. لتستدعيني هيئة المساءلة والعدالة مرة اخرى للتحقيق في نفس القضية التي حققت معي فيها سابقا، وهي قضية التشابه في الاسماء. وبعد الاطلاع على نفس الوثائق التي كانت قد اطلعت عليها الهيئة في المرة الاولى، حصلت على قرار نهائي بعدم شمولي بأحكام قانون المساءلة والعدالة. وحصلت على وعد اكيد برفع الحيف عني في موضوع الفصل السياسي بعد ان سحبت الهيئة ملاحظاتها في موضوع ترشيحي للانتخابات البرلمانية.
تصورت وقتها بان الامر قد انتهى واكتفيت باعتذار ممثل هيئة المساءلة والعدالة المكلف بالتحقيق معي في موضوع "الاشتباه". الا انه لم تمر اكثر من ثلاثة اسابيع على قرار الهيئة بتبرئتي، حتى جاء قرار استبعادي من المشاركة في الانتخابات النيابية القادمة بصفتي مرشح عن التحالف المدني الديمقراطي، من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بناءً على كتاب صادر من مكتب وزير الداخلية يتهمني فيه بحصولي على حكم قضائي في قضية جنائية. ويبدو ان المفوضية ومعها وزارة الداخلية كانوا يعولون على ارهاقي وتراجعي بالتالي عن رد التهم المتتالية الموجهة لي، وصرف النظر عن موضوع الترشح لخوض الانتخابات النيابية. ولكني لم اكن لهم ذلك الشخص الذي تصوروه، فتوجهت مباشرة بعد اعلامي بخبر الاستبعاد الى المفوضية مع وثائقي لإثبات زيف ما إتهمتني به وزارة الداخلية ممثلة بمكتب وزيرها السيد عدنان الاسدي.
وفي المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، واجهت هذه المرة عقبة جديدة اثارت استغرابي. وهي ان المفوضية لم تكن تملك اي حيثيات عن الحكم الذي اشار اليه كتاب وزارة الداخلية. فلم اعرف اية محكمة مزعومة هي التي حكمت علي ولا حتى تاريخ صدور الحكم. ولكن هذا لم يعيقني عن كتابة الطعن، مع شعوري وانا احرره بان حقي في الطعن هو كحق شخص سمحوا له بالدفاع عن نفسه معصوب العينين ضد خطر سيأتيه من مكان ما وفي زمان ما.
وعلى اي حال، فإنني بعد تقديمي للطعن، اصبحت امام مسارين لقضيتي، يعتمدان على نوايا الاتهام وليس على نوعية التهمة ذاتها. فإما ان التهمة كانت مفبركة بتعمد وسيصعب علي بالتالي الحصول على قرار لصالحي، مما سيضطرني الى اللجوء الى الرأي العام عبر وسائل الاعلام المقروءة والمرئية. أو ان التهمة كانت نتيجة "لاشتباه" ما بسبب تشابه في الاسماء، وعندها سيكون الطعن المقدم من قبلي والمرفق بوثائق ثبوتية كافيا لتبديد اي تهمة كانت ومهما كان مصدرها. فانا اؤكدها هنا مرة اخرى بأني لم يسبق لي وان حوكمت في اي بقعة من بقاع العالم ولا في اي زمن من الازمان. وبالتالي فان حصولي على الحكم هو ضرب من الخيال الذي اما ان يكون مريضا بالعجز او بالحقد والضلال.
فاذا كان العجز وعدم قدرة اجهزة الدولة على ادارة ملفات مواطنيها هي السبب في كل هذا التخبط، فإننا امام وضع مأساوي للغاية تضيع فيه الحقوق وتختل الموازين وتصبح الشبهة اتهام لأي مواطن كان في العراق. فكل (محمد) يدعى عندنا (بابي جاسم) حتى قبل ان يرزق بطفل يسميه (جاسم)، كما ان كل (احمد) يكون ابنه (شهاب) وهكذا كما هي العادة في العراق. والعجز عن ادارة ملفات المواطنين من وجهة نظري اكثر بلاءً وخطورة من تلفيق التهم ضد المعارضين السياسيين.
وعدا ذلك، فاني اتمنى ان لا تكون للموضوع بقية...

بطاقة الناخب بين الضمير والفتوى
 
باشرت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بتوزيع البطاقات الالكترونية للناخبين في بغداد والمحافظات بعد جهد وإنفاق أموال طائلة، محاوّلة الحد من عملية التزوير في الانتخابات البرلمانية لعام 2014. لسنا بصدد التوقف عند سلبيات اداء المفوضية في توزيع البطاقات الإلكترونية، لكن ما يثير الاهتمام هو تزايد إقبال المواطنين من أجل الحصول على هذه البطاقة، على الرغم من استيائهم من أداء الحكومة واستهتارها بالسلطة فهل هو دليل على وعي المواطن وإصراره على التغيير عن طريق صناديق الاقتراع ووعيه بضرورة المشاركة في الانتخابات على اعتبارها بذرة الديمقراطية وواجب وطني؟؟. أم هناك اسباب أخرى؟ بعد دخولي الى مركز توزيع البطاقات الالكترونية ووقوفي في صف الانتظار الذي عج بالمواطنين رجالاً ونساء اتضحت حقيقة الأمر، حيث اختلفت الناس في اهدافها لاستلام البطاقة، فمنهم من لم يشارك في أي انتخابات منذ سقوط النظام و الى اليوم لكن ما دفعه لاستلام البطاقة الالكترونية الحياء من المرجعية وليس من الضمير ومن دافع وطني ومن موقع الشعور بالمسؤولية، حيث يعتبرون استلام البطاقة الالكترونية هي واجباً مذهبي أو عقائدي وليس واجب وطنياً، ويعتبرون نداء المرجعية لهم بمثابة فتوى واجب الالتزام بها، وهناك مواطنون وقفوا لساعات في الطابور خوفاً من المستقبل اي أن المواطن يحصل على البطاقة الالكترونية من باب الاحتياط خوفاً من أن تعتبر الحكومة هذه البطاقة وثيقة رسمية في تمشية المعاملات أسوة بهوية الأحوال المدنية. ومنهم الموظفون في دوائر الدولة، وقفوا ساعات من التذمر والانتظار لغرض الحصول على تلك البطاقة خوفاً من قطع رواتبهم أو فصلهم من وظيفتهم، في حال لم يحصلوا على تلك البطاقة. اما البعض  الآخر فهم أصحاب الوعي المتقدم والإصرار على ضرورة ممارسة هذه العملية الديمقراطية وأيماناً منهم بالتغيير، يدفعهم الحس الوطني الصادق. باعتقادي ان هناك أسباب دفعت بالمواطنين للتفكير بهذه الطريقة السلبية والنظرة الخاطئة عن الانتخابات، منها الاشاعات المغرضة حول أهمية البطاقة والهدف من الحصول عليها، فضلاً عن دور المرجعية في ندائها للمواطن بضرورة الحصول على بطاقة الناخب فقط دون التوعية بضرورة المشاركة  في الانتخابات على اساس الدافع الوطني. ومن جانب آخر قلة الوعي لدى المواطن بأهمية هذا الموضوع نتيجة الاكتفاء بمتابعة التسقيط السياسي والاستماع الى الخطب الرنانة والمناكدات السياسية والرهانات والمزايدات وشراء الذمم, التي أدت الى استياء المواطن ونفوره من الساسة الموجودين بالساحة دون البحث عن البديل من أجل تحقيق مطالبه، كما أن ما يحدث اليوم من سوء الخدمات والوضع الامني المنفلت والفساد أخذ المواطن الى عالم آخر هو عالم التشاؤم والتفكير بكيفية النجاة مما يحدث بأقل الخسائر تحت شعار "الهم أضرب الظالمين بالظالمين وأخرجنا منها سالمين"
الكرار حسن
 
 
الزفرات الأخيرة
 
 
سيف زهير
يقول الفيلسوف السلوفيني  سلافوي جيجيك  في كتابهِ "سنة الأحلام الخطيرة" بفصله الخامس أنهُ حضر حفلاً في كاليفورنيا مع صديق لهُ وكان هذا الصديق مدخناً شرهاً وسرعان ما شعر هذا الصديق بالتضايق وسأل المضيّف إن كان يستطيع أن يخرج للشرفة ويدخن , وعندما رفض المضيّف، عرض الصديق أن يخرج للشارع، ولكن حتى هذا رفضه المضيّف الذي زعم أن الأعلان العام عن التدخين قد يدمر سمعتهُ وسط جيرانهِ. ولكن ما فاجأني حقاً هو أن المضيّف قدم لنا بعد العشاء مخدرات حقيقية. وهذا النوع من التدخين مر بدون مشكلة وكأن المخدرات أقل خطورة بشكل كبير من السجائر؟
 ذكرتني هذه الحادثة بالنسق البرلماني والحكومي في كيفية التعامل مع تشريع وإقرار القوانين ومع المشاكل السياسية والاجتماعية وغيرها.
 ففي الجانب السياسي ما زالت قضية الأنبار غير محسومة الى الان مع غموض في ما يجري هنالك واستفادة اطراف عديدة من هذه الأزمة التي تحتاج الى معالجات سياسية اقتصادية اجتماعية وليس الاعتماد على الاسلوب العسكري فقط. ونتيجة المخدرات الشبيهة بالتي قدمها صاحبنا المضيّف كانت قد تشكلت داعش نتيجة ابتعاد المتنفذين عن مشاكل وهموم الناس وانشغالهم بالصراعات السياسية، والحصيلة الطبيعية هي تشكيل اطراف ارهابية جديدة وانفلات أمني واضح وعدم القدرة على تشريع القوانين.
 وفي ما يخص وزارة العدل العراقية التي قدمت لنا مسودة قانون الاحوال الجعفرية التي تتيح لولي الأمر ان يزوج ابنته بعمر التاسعة، فهي اثبتت لنا انها تجاوزت تقديم المخدرات بدل السجائر، واتجهت الى تشريع قانون يجرم للسنين القادمة بحق الطفولة العراقية التي تحتاج الى مدارس ومستشفيات ومراكز رياضية تثقفيفية مع ضرورة أقرار قوانين تحمي الأمومة والطفولة.
الى الان وبعد مرور اقل من ثلاثة اشهر فقط من السنة الجديدة رأينا هذا الحماس في تشريع قوانين لا تخدم ابناء الشعب مع الاخذ بنظر الاعتبار صولاتهم الاعلامية فيما يخص اقرار الموازنة العامة ولا بد لنا ان نقول ان صياحنا غير كاف ما لم نملك اصوات مدنية ديمقراطية داخل البرلمان تمنع تشريع مثل هذه القوانين التي تمر بين ليلة وضحاها على شعبنا العراقي .
 
الـ صفر في المئة والمستقبل !
 
حكمت عبوش
كان يوم 5 آذار الجاري عندما أعلنت النائبة فيان دخيل رئيسة لجنة الخدمات البرلمانية على قناة الحرية الفضائية ما يفيد: أن ما حققته محافظة نينوى في مجال المشاريع المخطط لانجازها خلال العام الماضي 2013 هو(صفرفي المئة)!
 وقبل أن تتملكني المفاجأة تذكرت أن محافظتنا العزيزة كانت قد حققت انجازا قدره(5 في المئة) في العام 2012 وبذلك تكون قد حققت في السنة الماضية تحركا ولكن ليس إلى الأمام بل إلى الخلف فضحكت انأ وصديقي الذي قال: أن شر البلية ما يضحك. ثم أضاف: وكأن تنفيذ المشاريع الخدمية للمواطنين حرام وكأن أموال الشعب ليست ملكه وليس من حقه التمتع بالمنجزات الأساسية للحياة  في مجال الماء والكهرباء والتعليم والصحة و السكن والعمل والمواصلات وغيرها من مستلزمات المعيشة التي وعد المسؤولون بانجازها عندما تم انتخابهم.
 فقاطعته وقلت: أن تدني مستوى الانجاز ليس في محافظة نينوى فقط بل في كل محافظات العراق حيث نسبة الانجاز في أحسنها كان في عام 2012 هو 60 في المئة ( ما عدا محافظات كردستان العراق التي تختلف نسبيا ) وهنا قال صديقي: أن هذا الإخفاق والتلكؤ في انجاز المشاريع سببه  الفساد الذي اصبح ثقافة والمفسدون أصبحوا أقوياء ويعرفون كيف يدافعون عن مواقعهم وأن الفاسد وراءه جيش من المفسدين يدافعون عنه، وهولاء يقفون بالضد من تحقيق أي تقدم وتحسن في مستوى حياة الإنسان لأنه يصب في تطور وتحضر المجتمع العراقي وتشكل ضربة للفساد و المفسدين الذين أوجدتهم المحاصصة الطائفية والاثنية التي اتسمت بها العملية السياسية التي بدأت منذ 2003 بعد سقوط الصنم، وهذا التحاصص هو الذي تخرج من مدارسه رجال سلطة وليس رجال دولة يفكرون أفكارا كبيرة خاصة بالعراق وشعبه كله ومشاكله وماسيه وكيفيه إنقاذه منها بأسرع وقت ممكن ولكن بدلا من ذلك كانوا رجال سلطة لا يسالون سوى كم يفيدهم هذا المشروع ؟ كم يضيف إلي أرصدتهم في البنوك ؟ كيف تجلب هذه الخطوة  المزيد من المؤيدين لهم ولأحزابهم وأصبح التفكير بالفقراء والعاطلين والذين يعيشون في المناطق المهمشة وبين المزابل في خبر كان.
 هنا قلت : في هذه العشر سنوات انتشر الفساد في الجسم العراقي انتشارا لا مثيل له في معظم دول العالم واكرر ما قاله السيد علي الشكري وزير التخطيط : من أن العراق دخلت ميزانيته منذ 20.4 حتى عام 2012 ما يساوي (750) مليار دولار ولكن 80 بالمئة منه قد أهدر واسأل من أهدرها غير الفاسدين ؟ ومن هم الفاسدون غير العاملين في دوائر الدولة والقريبون منهم .
 هناك 6000 مشروع في العراق غير منجز لحد الان  و هناك (67) تريليون دينار كديون و سلف للدولة على الافراد و كمثال على النهب ما قالته الدكتورة ماجدة التميمي من كتلة الأحرار النيابية وعضوة لجنة النزاهة البرلمانية: أن احد المشاريع كلف (مليار) دينار فقط ولكن سجل انه كلف(60) مليار دينار. أن 250 مصنعا في وزارة الصناعة 10في المئة منها يعمل والباقي لا زال معطلا ونحن معها نسال لماذا؟ أن ما يؤكد وجود المحاصصة والفساد الذي أصبح كلاما منتشراً ومعروفا عند كل الناس هو تعيين(2000) موظف كبير بدرجة وكيل وزير ومدير عام و عضو مجلس نواب وغيرها من مواقع كبيرة بشهادات مزورة وان بعض الكتل قد أدخلت المرشحين للوزارة بحصتها إلى مزاد والذي يدفع أكثر هو الذي يتولى الوزارة. وهنا سال صديقي: ومثل هذا الوزير كيف سيخدم المواطنين؟
 أن استشراء الفساد هو الذي يزيد من قوة الإرهاب وعملياته الإجرامية والأمثلة كثيرة على ذلك. وإن أية نظرة عقلانية موضوعية لما آل إليه الوضع السياسي الآن وما يتسم به من خطورة وتعقيد يبرز خطأ سياسة المحاصصة التي اعتمدتها الكتل الكبيرة في معظم ممارساتها وكان ابرز ما أنجبته هو الفساد الرديف لكل الفشل والإخفاق والمراوحة المستمرة في مستنقع التخلف الآسن، الذي يوجب امتلاك الارادة الكاملة  لتغييرها واستبدالها بسياسة المواطنة الحقة التي تعتمد على كفاءة المواطن العراقي ونزاهته وإخلاصه للوطن وتقدمه وزيادة ارتباطه بأرضه من خلال نشر قيم الحق والعدالة وحرية الفكر وابداء الرأي واحترام الآخر، أي قيم المدنية و التحضر والديمقراطية وليس قيم الحيلة والسرقة والنهب والإخفاق والفشل التي لا تعطينا غير نتيجة الـ صفر بالمئة او القريبة منها المخيبة للآمال، والتي ستبقى ملتصقة  بمجتمعنا ومستقبله وستجعله أكثر سوادا ما دامت قيم المحاصصة المتخلفة هي السائدة وهو ما لا يليق بشعبنا ومجتمعنا العراقي ولا بإرادته القوية و البناءة وغناه الروحي والمادي  وعمقه الحضاري.  اننا نريده مستقبلا وضاء تغتني وتشع القيم النبيلة فيه على الدوام.
 
النفاق الأخلاقي الأمريكي
 
اد.حاكم محسن محمد الربيعي.
جاء في ديباجة ميثاق الامم المتحدة عام 1945 ما نصه(نحن شعوب  الامم المتحدة وقد آلينا على انفسنا ان ننقذ الاجيال المقبلة من ويلات الحرب  التي في خلال قرن وا حد جلبت على الانسانية مرتين احزانا يعجز عنها الوصف  وان نؤكد من جديد ايماننا بالحقوق الاساسية للإنسان وبكرامة الفرد وبما للرجال والنساء والامم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية وان نبين الاحوال التي يمكن في ظلها  تحقيق العدالة الاجتماعية واحترام الالتزامات الناشئة عن المعاهدات وغيرها من مصادر القانون الدولي وان ندفع بالرقي الاجتماعي قدما وان نرفع مستوى الحياة في جو من الحرية  افسح) الا ان تقليب صفحات التاريخ والاحداث تزودنا بحصيلة كبيرة من الاحداث المأساوية , فالولايات المتحدة قامت بحرب طاحنة في تدخلها في فيتنام الشمالية وانتهى الغزو الامريكي في 17/حزيران /1975 باتحاد فيتنام الشمالية والجنوبية اي ان  اصرار الفيتناميين بقيادة هوشي منه ووزير دفاعه جونغ جيانغ استطاع هزيمة امريكا التي قتلت من الفيتناميين مئات الالاف من الناس الفقراء، واسرت رئيس بنما وتم نقله ليسجن في احدى الولايات الامريكية وتدخلت في جيكوسلوفاكيا وقسمتها الى جمهوريتين الجيك والسلوفاك  واحتلت افغانستان وما زالت متواجدة فيها منذ عام 2001 وقامت بضرب العراق في 1991 و1998 وانتهت باحتلاله عام 2003 وبذلك ساهمت مساهمة فاعلة وكبيرة في تدمير العراق وكما قال بيكر لطارق عزيز وزير خارجية العراق آنذاك: "سنعيدكم الى القرون الوسطى"، وقد ضربت ملجأ العامرية الذي كانت تحتمي به العوائل والاطفال وفتحت المكتبة العامة والمتحف الوطني ل 7000 من المرتزقة الذين تم تدريبهم في رومانيا لهذا الغرض ومازال وسيبقى العراق يعاني من اثار الاحتلال المدمرة. كما تدخلت في ليبياٍ ودمرت جيشها وخربت امنها ومازال الليبيون يعانون من هذا التدخل وضربت مستشفى في السودان بحجج واهية وتقول بانها تحارب الارهاب وهي التي ساهمت وتساهم في تسليح الارهابيين في سوريا وهي تمول وتسلح يق بالتعاون مع دول إقليمية، وما زال الحال مستمر في سوريا التي لم تستطع الخروج من هذه الحرب المدمرة رغم انعقاد مؤتمر جنيف2 برعاية امريكية روسية والسؤال الذي يطرح نفسه, اين الاخلاق في ذلك؟ واين موافقة الامم المتحدة؟ وهل ينسجم ذلك مع  ما جاء في ديباجة هيئة الامم المتحدة او مع القانون الدولي وبالمقابل تدخل الاتحاد السوفيتي في افغانستان لكنه خرج سواء بإرادة السوفييت او بضغط من المجاهدين سابقا  والارهابيين حاليا  من وجهة نظر امريكا اي ان تفسير امريكا للجهاد او للإرهاب حسب التكييف الذي ينسجم مع مصالحها ومصالح الدول السائرة في قطارها اذ ليس هناك معايير ثابته لدى الامريكان فضرب الطائرات الاسرائيلية لغزة وقتل شبابها جهاد لحفظ امن الإسرائيليين ولكن رد الفلسطينيين بصواريخ قد لا تفعل شيئا هو ارهاب! أيية معايير واي منطق هذا؟ والسؤال الذي يطرح مرة اخرى السؤال عن المخاطر التي شكلتها يوغسلافيا او افغانستان او ليبيا او العراق او السودان  على الولايات المتحدة الامريكية! اين الاخلاق في ذلك وهل  يحق لمن تجاوز القانون الدولي وضرب قرارات الامم المتحدة عرض الحائط ان يتحدث عن الالتزام بالقانون الدولي؟ اي اخلاق يتحدث عنها القاتل للأعزل والمرأة والطفل؟ اية اخلاق في الاصرار على استمرار حصار على شعب مغلوب على امره ثلاثة عشر عاما تسبب بقتل اكثر من مليون طفل ومنع استيراد ادوية وحليب الاطفال وادوية كبار المسنين؟ ليس لا حد الحق في انتهاك سيادة الدول الاخرى لان هذه السيادة ضمنها ميثاق الامم المتحدة  وتم التجاوز عليها من قبل من يطالب باحترام القانون الدولي فلا لأمريكا الحق في خرق القانون الدولي ولا لغيرها وان الاحداث لا تستقر في العالم ما دام هناك من يعمل على انتهاك القانون الدولي ولا يحترم سيادة الدول الاخرى، وان ميثاق الامم المتحدة بحاجة الى تعديل لضمان سيادة الدول كبيرها وصغيرها.

ص13

 

......................................

د. يعكوب منصور
بصمـة متميزة في المهرجان العربي الكلداني بديترويت
 
طريق الشعب ـ ديترويت
دأبت بلدية ديترويت على تشجيع ممثلي المكونات القومية لأقامة مهرجانات فلكلورية وشعبية في المنطقة السياحية (الهارت بلازا) الواقعة في مركز مدينة ديترويت والمطلة على نهرها الجميل والمحاطة بعماراتها الشاهقة، وإستثمار شاطيء النهر وأشهر الصيف الثلاثة لتعزيز الأواصر بين ثقافات الشعوب. وفي العام 1972، تقدمت مجموعة من الطلبة العرب الدارسين في المدينة، بطلب لإقامة "المهرجان العربي" فحصلوا على الموافقة. وقد تطور المهرجان تدريجياً وإتسعت المساهمة العراقية فيه، ولاسيما الكلدانية، فتطور إسمه ليصبح " المهرجان العربي الكلداني"، وراح يستقطب الآف الزوار من كل اطراف المدينة، للمشاركة والإستمتاع بمشاهدة عروض الأزياء والحفلات الغنائية والرقص الفلكلوري و تناول الأطعمة الشرقية على مدى يومين، اواخر شهر تموز من كل عام.
وبعيد تأسيسه عام 1980، إتسعت مساهمات الإتحاد الديمقراطي العراقي، في المهرجان وصار له حضور متميز فيه. عن هذه المساهمات والفعاليات، إلتقت "طريق الشعب"بالدكتور يعكوب منصور ممثل الإتحاد في الهيئة الأدارية للمهرجان ورئيسه للأعوام 89 و 94 ـ 1996، وكان لنا معه هذا الحوار:
 
ما هي أبرز فعاليات المهرجان؟
 
تشترك في المهرجان على صعيد التهيئة حوالي 20-30 جمعية ومنظمة وهيئة، تقدم كل منها مساهماتها ومشاركاتها. تبدأ فعاليات المهرجان عادة بحفل الإفتتاح الخطابي والذي تشترك فيه كبار الشخصيات الرسمية المهمة في بلدية ديترويت ومن مؤازري المهرجان وممثلي الجمعيات، ثم تليه العديد من النشاطات الفنية كالغناء والرقصات الشعبية والدبكات، وبعض المعارض الفنية وصور عن الحياة في الدول العربية، ومعارض للتحفيات والملابس الفلكورية، إضافة الى العديد من الأكشاك التي تقدم الأطعمة العربية والكلدانية.
 
بماذا يتميز هذا المهرجان؟
 
إنه مهرجان كبير، وحدث سياحي وإقتصادي مهم للمدينة. من الناحية السياسية يزوره رئيس بلدية ديترويت وبعض المسؤولين فيها، وممثلو القنصليات العربية في المدينة، ومسؤولو المنظمات العربية وممثلو الشركات الراعية للمهرجان. كما نقوم سنويا بأستضافة احد كبار الفنانين، من امثال المرحوم فؤاد سالم، جعفر حسن، سعدون جابر، محمود انور، اسماعيل الفروجي وحسام الرسام. كما ساهم مسرح المهرجان بتقديم عشرات الفرق والفنانين العراقين والعرب الأمريكان الذين صاروا نجوما بمرور الأيام من امثال، ماجد ككا، عميد أسمرو، ماجد زنكلو، جوليانا جندو، رعد بركات، رعد كيزي، كريم البياتي، الياس حداد، خيري بوداغ، علي بردى، رنا ونعيم، محمد الأتات، سوسن نيجر، عمر جربوع، وفرق كفرسان العرب وليالينا للرقص الشعبي وغيرها. ان مجمل عملنا يهدف  للحفاظ على الهوية الثقافية التي تتميز بها الشعوب العربية مع ابناء المكون الكلداني في هذه المدينة، وأبراز المواهب، وخلق فرص للتواصل الإجتماعي والإنساني وقضاء اجمل الأوقات وأستكشاف مدينة ديترويت.
 
وماذا عن التكاليف؟
 
تعتبر الهيئة المشرفة على المهرجان هيئة غير ربحية وأساس العمل بها  طوعي، وتقدم كل جهة مشاركة او مستأجرة مبلغا من المال يستخدم لتغطية ايجار الموقع من بلدية ديترويت، ولدفع اجور الحمايات والسهر على سلامة وأمان الزوار، وفي نهاية المهرجان توزع بعض الأرباح (ان كانت موجودة) على المشاركين فيما يبقى جزء آخر بعهدة الهيئة المشرفة لتغطية النفقات للأعوام القادمة. تبلغ تكاليف المهرجان السنوية حوالي (80 الف دولار) تأتي معظمها من الشركات والمؤسسات الكبرى الراعية للمهرجان، والتي تستفيد من فرص الدعاية.
وما هي أهم الصعوبات؟
 
الحقيقة أهم الصعوبات إنخفاض مستوى المشاركة في المهرجان، فقد تضاعف عدد ابناء الجالية وتوسعت رقعة سكنها، وصار مركز المدينة بعيدا نسبيا عنها، لهذا لجأت العديد من التجمعات الى اقامة مهرجاناتها الخاصة بها، ومن جانبي فأني سعيد لهذه النشاطات، فهي تساهم بأذكاء الديناميكية في جاليالتنا وتبرز العديد من المواهب والقابليات، لكن تبقى هذه المهرجانات "محلية" بكل ما للتسمية من معنى، ويبقى مهرجان (ديترويت) العربي الكلداني حاملا لأرث كبير ووزن سياسي اكبر. وأنا ادعو ابناء وبنات جاليتنا الغالية الى المساهمة بالكل، ودعم مهرجاننا الكبير لما فيه من دعاية مهمة لتعزيز وزن جاليتنا وسط المكونات القومية والأثنية الأخرى التي تزدان بها مدينتنا الحلوة. لقد تجاوز مجموع الحضور في عقود السبعينات والثمانينات الـ 100 ألف زائر آنذاك، اما اليوم فأنهم يعدون بالآلاف، ونعمل كل ما بوسعنا لتسهيل وتشجيع المشاركة، وقد يلعب الطقس احيانا دورا اساسيا بذلك، ناهيك عن نجوم المهرجان!
 
وماذا عن الوطن الأم؟
 
كنت أحلم أن يأتي الخير للعراق بعد سقوط الدكتاتورية، لكن الأحتلال اساء له، وساهم بتمزيقه عبر الطائفية والفاسدين والمحاصصة. ما يهمني بصفتي انساناً علمانياً، ان ادعم أي جهد لتوحيد شعبنا العراقي، وقواه المدنية الوطنية، حيث آمل ان يتحقق الأنجاز والنجاح في القريب العاجل. كما اشكر أحبتي في جريدتنا الغراء "طريق الشعب" والموقع الألكتروني، على هذه الفرصة النادرة لأطل على خيرة ابناء شعبنا العراقي، وأتمنى لهم الأزدهار والنجاح.
في ختام اللقاء شكرنا الدكتور منصور الذي ينحدر من مدينة (باقوفا) التابعة لمحافظة نينوى، والذي أكمل دراسته في بغداد، وفصل من إعدادية النضال العام 63 من قبل زمرة الحرس القومي، فإضطر الى الإلتحاق بالحركة المسلحة في شمال العراق برفقة القادة الميامين توما توماس وملك جركو، وعاد العام 65 الى بغداد حيث اكمل الدراسة في ثانوية المأمون، وسافر لدراسة الطب في مدينة "براتسلافا" عاصمة سلوفاكيا الآن، وهاجر عام1976 الى الولايات المتحدة وتخصص في جراحة التجميل، عمل في الكثير من المنظمات والجمعيات  التقدمية العربية، وكان من مؤسسي الأتحاد الديمقراطي العراقي.

 

ص 14
 
 
رحلة ذكريات... مع سوزان يوسف سلمان(فهد)
 
عبدالله حبه – موسكو
  زوجة الرفيق فهد مع ابنتهما سوزان والرفيق فهد بريشة فنان روسي انتقلت ايرينا غيورغيفنا زاسورينا (1911 � 1975 ) ارملة الرفيق فهد الى عالم الخلود دون ان تكشف الكثير عن علاقتها بزوجها يوسف سلمان (فهد) الذي عرفته بالاسم  المستعار (فرانك) ، ولم تتحدث عن كيفية اختفائه فجأة كما ظهر فجأة في حياتها. ولم تعرف أرملة الشهيد بنبأ استشهاده الا بعد مضي تسعة اعوام حين جاء الى موسكو الشهيد جمال الحيدري بعد ثورة 14 تموز عام 1958 وبحث عنها. وفي المرات العديدة التي التقيت بها كانت ايرينا تردد دوما : "إن ما حدث اصبح في طيات الماضي .. وانا سعيدة بأنني تعرفت عليه وانجبت منه ابنتنا الوحيدة سوزان لأنني لم ألتق ابدا برجل مثله في دماثة الخلق وحلاوة المعشر والثقافة العالية ، لهذا احبه جميع الاصدقاء والمعارف .ولو قيض لي ان اتزوج مرة أخرى فأنني كنت سأتمناه دون غيره". لكنها كانت تتجنب ايراد أية تفاصيل عنه او عن علاقتها به.
وبعد وفاتها كنت اواصل اللقاءات مع الابنة سوزان وزوجها ايليا وبقية افراد العائلة، كما كانت تحضر مع زوجها احيانا الاحتفال السنوي بتأسيس الحزب في 31 آذار. وتتصدر غرفة الاستقبال في بيتهم الواقع في أطراف موسكو  لوحة زيتية كبيرة للرفيق فهد انجزها احد
الفنانين من اصدقاء العائلة. ويشير الاحفاد الى اللوحة بإعتزاز "هذا جدي". وبمناسبة اقتراب موعد الذكرى الثمانين لتأسيس الحزب طلبت من سوزان ان تحدثني عن ذكريات امها وكيف تعرفت على الرفيق فهد وكيف كانت علاقاته مع اسرة جدتها التي احبته واصبح واحدا من افراد العائلة انذاك حتى سفره المفاجئ الى الوطن ( العراق) دون ان تعرف ماهو وطنه الحقيقي.
قالت سوزان : "كانت أمي من عائلة ذات اصول سويدية واستونية، حيث كانت الجدة اميليا سويدية اما الجد فرديناند فهو من استونيا . وقد استقرت الاسرة في روسيا واعتنق افرادها الديانة الارثوذكسية. اما والدها فكان فنانا في الحفر على المعادن والسباكة وعمل في دار صك النقود في قلعة بطرس وبافل في سانكت-بطرسبورغ. وقد عرفت اسرته بممارسة هذه المهنة خلال فترة طويلة وتناقلها افرادها أبا عن جد.
انتقلت الاسرة الى موسكو في عام 1918 اي بعد قيام ثورة اكتوبر بسبب تحول العاصمة الى موسكو.وقد توفي رب الاسرة وصارت ارملته (اي جدتي) تعمل في دار صك النقود والميداليات ايضا. ورافقها في الرحلة الى العاصمة الجديدة ابنها البكر رفائيل الذي اصبح موسيقياً  يعزف على آلة الفيولونسيل ، وابنتها ايرينا. وحصلت الاسرة على سكن مؤلف من غرفة واحدة في مسكن عمومي يضم ست عوائل ويقع بالقرب من محطة مترو " بارك كولتوري" حاليا اي في وسط المدينة. وقد انهت امي ايرينا الدراسة في دورة تعليم التخطيط الهندسي، ومن ثم في معهد ادارة المكتبات وعملت فترة من الزمن في مصنع الساعات في موسكو. وحدث مرة ان دعتها رئيستها في الورشة لحديث خارج المصنع
 وحذرتها من وجوب ترك العمل فورا حيث بدأت مطاردة كل من له علاقة بأجانب. وكان الجميع يعرفون علاقتها بزوجها يوسف سلمان (فرانك) الذي يعرف بكونه قادما من افغانستان ومهنته خبير في زراعة الكروم. واضطرت ايرينا الى ترك العمل في اليوم التالي لأن حملة الارهاب والتي شملت أيضا كل من له علاقة بالاجانب قد بلغت ذروتها آنذاك في عام 1937. وفيما بعد عملت في مكتبة المدرسة الحزبية بمعونة صديقة لها. علما انها تعرفت على ابي في بيت هذه الصديقة بالذات لدى حضورة حفلة عيد ميلاد.وقد انجذب أبي اليها لانها كانت في شبابها مرحة وتجيد الغناء وتحب معاشرة الناس".
واضافت سوزان قائلة : "لقد حدثتني أمي عن لقاء والدي مع ستالين الذي لم يعجبه قوله للزعيم السوفيتي ان هدف الشيوعيين في العراق حيث يسود النظام الاقطاعي وسيطرة الاستعمار البريطاني هو بناء حكم وطني غير تابع للاستعمار البريطاني ، وفي الوقت الحاضر لا يضعون امامهم مهمة بناء الشيوعية في العراق. وفعلا ان والدي ردد أكثر من مرة � كما قيل لي - انه انغمر في الحركة الوطنية قبل ان يكون شيوعيا. ويبدو ان هذا الكلام لم يحظ برضى ستالين كثيرا.
لكن ابي لم يتحدث ابدا مع امي عن وطنه العراق والاحوال السائدة هناك بحكم ظروف السرية التي كانت تحيط بدراسته الخفية في المدرسة الحزبية (الجامعة الشيوعية لكادحي الشرق) وبإسم مستعار. لكنه كان يظهر معرفة جيدة بالتاريخ العربي والاسلامي حيث كان يدور الكلام عن الاوضاع في العالم العربي والاسلامي.
 وكانت جدتي تحبه كثيرا وتطهو له خصيصا حساء (البورش) الموسكوفي الذي كان يحبه لدى زياراته الكثيرة لبيت العائلة . وكان يحب عموما طراز الحياة الروسي من لبس حذاء اللباد (فالينكي) الى وضع قبعة الفرو ذات الاذنين فوق رأسه. علما انه كان ذواقاً في الملبس ويهتم بالنظافة .والاهم من  ذلك اهتمامه بالمحاضرات التي كان يلقيها الاساتذة في الجامعة. علما انه ارتبط مع العديد منهم بعلاقات مودة وكان يزورهم في بيوتهم. ناهيك عن كثرة المطالعة باللغة الانكليزية التي كان يتقنها.كما كان يحب ارتياد المسارح  مع أمي ولاسيما لمشاهدة العروض الكلاسيكية . بالرغم من ان لغته الروسية لم تكن  كافية ليفهم ما يقوله الممثلون، حيث كانت امي تساعده في الشرح. كما كان يحب التجول في ازقة وسط موسكو ، لأنه كان يعيش في القسم الداخلي التابع للجنة المركزية مقابل مطعم اراغفي عند تمثل يوري دولغوركي ومجلس بلدية العاصمة. ولهذا كان يتجول مع أمي في البولفارات ( الحزام الاخضر) الممتد من ساحة بوشكين القريبة من المكان.
وحثتني أمي مرة عن كيف انقذ أبي والدة امرأة ارادت الانتحار بالقفز من جسر كريمسكي الى نهر موسكفا. وكان في تلك اللحظة مع والدتي التي شهقت لدى رؤية المرأة تعتلي حاجز الجسر . فنزع والدي فورا الجاكتة وطلب من أمي ان تحافظ عليها مثل حدقة العين لان فيها جميع وثائق الهوية الشخصية وقفز وراء المرأة الى النهر . وتجمهر الناس هناك وشاهدوا كيف اخرج والدي المسكينة الى الضفة وساعد في نقلها الى سيارة الاسعاف التي جاءت الى المكان.
وكما قلت ان أمي لم ترغب في التحدث عن أبي بل كانت تكتفي بالقول انه رجل طيب احبته بكل صدق وبادلها هذا الحب نفسه. وقد عرفت بنبأ اعدامه في عام 1958 فقط حين جاءت وفود الحزب الى موسكو ، واستُدعيت آنذاك الى مقر اللجنة المركزية حيث جاءت سيارة خاصة لنقلها الى هناك. وحدثها مسؤول قسم الشرق الاوسط مالافانوف عن زوجها واسمه الحقيقي وجنسيته وكيف جرت محاكمته واعدامه في بغداد. ويومذاك جاءت الى البيت في حالة صعبة واستغرقت في ركن الغرفة بالبكاء. اذ كانت تأمل رغم كل شئ ان يعود زوجها الحبيب اليها مرة أخرى.
وكثرت زيارات الشخصيات الحزبية  القادمة من العراق الى غرفتنا في المسكن العمومي فزارنا سلام عادل مرتين وزارنا جمال الحيدري ومحمد العبلي والدكتورة نزيهة الدليمي وغيرهم عدة مرات  واستمرت الزيارات حتى نكبة شباط. وطبعا كنا نلتقي مع الشخصيات القادمة في الفنادق او في بيت ثمينة عادل او اماكن اخرى ايضا. وفي السنوات الاخيرة قبل وفاتها وبعد ان استلمنا شقة منفصلة كانت امي نادرا ما تغادر البيت بسبب حالتها الصحية".
هذا ما روته لي سوزان وهي تقلب صفحات ألبومات الصور الفوتوغرافية التي توجد فيها صور العائلة ، بينما لم توجد صورة واحدة للرفيق فهد مع امها اذا كان لا يسمح آنذاك له بالتقاط اي صورة فتوغرافية مع أي احد . لكن وجدت صوره وهو سجين يحمل سلاسل القيود بيديه وكذلك ما نشر في الصحف بعد اعدامه، ومنها صورة في صحيفة .. وهي صورة مشوهة حتى ان ايرينا لم تتعرف على زوجها (فرانك) فيها. ولهذا كانت تأمل دوما ان يكون على قيد الحياة. ان سوزان والابناء والاحفاد في عائلة سوزان يحتفظون بإعتزاز بكل ما يكتب عن الشهيد فهد في ملف خاص بالرغم من انهم لا يعرفون ما كتب عنه باللغة العربية التي يجهلونها. كما ان سوزان تعتبر عيد الذكرى الثمانين لتأسيس الحزب عيدها ايضا.
 
 
 
************
 
عن المربي الكبير المناضل يحيى قاف

عباس الفياض
المكان: سجن نقرة السلمان
الزمان: 1963
   لا أتفرد في الكتابة عن ماعلق بذهني من ذكريات،فقد سبقني الكثيرون من المناضلين ممن اجادوا بالعرض في هذا السفر الطويل لتاريخ منسي من بطولات الشيوعين في المنعطفات التاريخية التي مربها العراق، وبخاصة عن وحشية النظام البعثي وقساوته وتصرفات ومظالم حرسه القومي البربري الغير المسبوقة تجاه الحركة الوطنية والشيوعيين بشكل خاص.غيراني احاول ان أضيف شيئاً من بعض المآثر والمشاهد واعتذر مقدماً لانني ربما لا أعطي المشهد كل تفاصيله وحجمه، بسبب طول المدة وعسف السنين وضعف الذاكرة أحياناً.
أكتب عن اشخاص التقيت بهم وعشت معهم في منعطفات كثيرة على مسرح السياسة الصاخب، وما تركوه من مآثر، وبخاصة عن شيوعيين تقاسمت معهم المحنة، وأردت اشراك القارىء والمتابع بجزء بسيط من فصول هذه المأساة التي مرت على العراق، وسببت هذا الدمار الذي عاشه ويعيشه الآن، وما علق من هذا الامر من أنطباع شخصي تجاههم، خاصة وانه كانت لبعضهم بصمات معينة تجمعت في ظروف خاصة خيمت على العراق، كما أكتب عن غيرهم من البسطاء.                        
المربي الفاضل يحيى قاف رجل تفانى في سبيل ابناء وطنه وعرف عنه الكثير من المواقف الوطنية الشجاعة تجاه الحكام. كما عرف بما تركه من أعمال في سبيل تعليم الناس الاميين، كي يتمكنوا من فك رموز الكلمة وصولا الى نور المعرفة، وبطريقة سهلة يتعلم الاميون بفضلها القراءة والكتابة بأربعة أسابيع.تعلم على يده في سجن السلمان الشهيد هندال جادر وخلف بديوي ومهدي حميد1 ومام حمه وغيرهم من الفلاحين والكادحين. فقد انتصر للفقراء ووقف بوجه الظلم ودونت عنه حكايات تثير الاعجاب. وتشكلت لديه خلال السنين والتاريخ النضالي موسوعة تاريخية بالشخصيات التي حكمت العراق منذ تأسيس الدولة العراقية وقبلها. تعرف عليه سجناء السلمان مناضلا تجاوز السبعين ولا يزال يملأ الدنيا حيوية وتمردا . كان الوقت على ما أعتقد عصراً بعد الرابعة والنصف تقريباً، وكان قسم من السجناء يتجولون في ساحة السجن وقسم آخر منهم في طريقهم الى قاعاتهم وبعض من الرياضيين يمارسوا تمارينهم الرياضية قبل ان يجري غلق الابواب من قبل الحرس القومي الذين جاؤوا في ايلول من السنة المذكورة اعلاه. ومشهد الحدث كان ما بين ساحة السلة وساحة كرة القدم القريب لحائط السجن القديم2.
 كنت على مقربة من المكان الذي يقف فيه عالمنا الكبير يحيى ق (قاف) والى جانبه يقف جميل منير وصالح الشايجي4 ومحامي لا يحضرني اسمه تحيطهم مجموعة من الحرس القومي في المقدمة منهم سليم عيسى الزيبق الذي كان مقصده المحامي الجليل. ويبدو ان المحامي له فضل على الزيبق لم اعرف مصدره بالضبط. هل يعود الى ايام كان الزيبق في السجن، او أثناء محاكمته في محكمة الشعب اثر ارتكاب جريمة راس القرية. او كان جيرانهم  في الكرادة - بغداد. كان الاثنان يتحدثان بود، وكان جميل منير على مقربة منهم، واعتقد ان السبب في تواجده مع المحامي اثناء اللقاء كونهما يتمشيان معاً، بالاضافة الى انهما نزيلان في قاووش واحد هو قاووش رقم 10 .
سرعان ما حدث جدل وأسئلة استفزازية موجهة الى المربي الكبير من قبل مساعد الزيبق ورهطه، مفادها: نحن قضينا على الحزب الشيوعي وعملنا ما عملنا  بقيادته وأعضائه، فما هو رأيك؟ فكان جواب"ابا سعد" بعد ان حدق بوجه الحارس القومي، قوله: بما معناه "أولادي الحزب الشيوعي خبرة وتاريخ طويل وبحر عميق تصعب تصفيته، مياهه تسير من تحتكم، وسوف تجدون انفسكم بوعي او بدونه غارقين في امواجه المتلاطمة، فلن تتمكنوا من القضاء عليه. فما كان من الحارس القومي، ألا ان وجه ضربة شديدة بقبضة يده الى وجه الشيخ الكبير الجليل، واوقعه أرضاً وسقطت نظارتاه وركله الحارس بقدمه وأخذ يشتم ويسب ومعه الرهط.
هنا تدخل جميل منير مستنكراً وهو يتحدث بنبرة غضب الى الزيبق: كيف تمتد أياديكم وتضربون شيخاً كبيراً وتوقعونه أرضاً وهو بمثابة اب. فأحتد الزيبق وهدد جميل وطلب منه عدم التدخل. كما منعوا صالح من تقديم أي مساعدة. غير ان جميل كان غير مكترث بهم، وكادت ان تكون معركة لا تعرف نهايتها لولا وجود المحامي الذي لعب دوراً مهماً في تخفيف المشهد وهوعلى ما يبدو ذو معرفة قوية بالزيبق وعائلته.
 أخذ الرفاق يتوافدون على المكان، وحاول عدد من الرفاق ان تهدئة الامور، داعين الى ضبط النفس وحثوا المناضل جميل على ضرورة الانسحاب وتفويت الفرصة على شلة القراصنة التي لاتعرف الاخلاق . ألتفت رئيس الحرس (الزيبق) الى مساعديه والأفراد الذين معه، وطلب منهم ان يذهبوا الى قاووش رقم 1 حيث مكان المربي الكبير، ويجلبوا فراشه ويحملوه اياه لينتقل الى السجن القديم. على أن تبدأ رحلته من مكان الحادث القريب الى حائط السجن القديم (القلعة)، عبر الباب الجديد من الجهة الثانية للسجن، فهي مسيرة  تقدر بأكثر من 1000 متراً من خارج سور السجن حتى بوابة السجن القديم من الخارج. غاية الأجراء هي التعذيب وكسر معنويات السجناء .
 كان أبو سعد مسلحاً بقاموس من السب والفشار، ويرد لهم الصاع صاعين وباللهجة المصلاوية الجميلة: أنا يحيى ق يحكي ولا يخاف، أسألوا عني زعماؤكم حينما كانوا يهتفون ويصفقون مليكنا مليكنا... كنت أنا احكي ولا أخاف. لكن للعمر والسنين والمرض وثقل الفراش (اليطغ) الذي يئن تحته شيخنا الكبير، لها موقعها في المشهد. كان يسير ثلاثة أمتار أو أقل ثم يقع على الأرض، ويكرر السير بتحد لا مثيل له. يحيط به الحرس اللاقومي من كل جانب كأنهم منتصرون في حرب او معركة على عدو قادم من وراء الحدود! بينما الذي امامهم ليس غير سجين أعزل تجاوز السبعين مع ما يحمله من معاناة السجن، وما تركه الجلادون من آثار التعذيب وما خلفه ذلك من مجموعة الامراض السمعية والبصرية والقلبية وغيرها، لكنه كان يملك عزماً وتصميماً وقوة نضالية تصعب هزيمتها،  وارادة لا تخشى قوتهم وسلاحهم الهمجي، ارادة ترعب القتلة والمجرمين.
 يقول الكاتب والروائي الأمريكي أرنست همنغواي (يمكن تدمير الرجل لكن لا يمكن هزيمته).
 أما المناضل الشجاع جميل منير فسنتحدث عنه في مأثرة أخرى من مآثر السجناء الشيوعيين.
1- مهدي حميد:هذا المواطن البسيط الذي تصل بساطته حد الشذاجة، لايعرف مايدور من حوله .كان يعمل في احد المخابز في العشار وكان قد خرج للعمل في الساعة الرابعة صباحاً، ولا يعلم بأن هناك منع تجوال، و اعتقله  الحرس القومي، وعندما سألوه الاسم أجابهم بأسمه .فأعتقدوا بأنهم القوا القبض على الرفيق القيادي "مهدي حميد" وبمجرد تشابه الأسماء ،تعرض المسكين لشتى انواع التعذيب وسفر معنا في" قافلة الموت" الى سجن نقرة السلمان ،وعندما خرج من السجن عام 1965 أخذ يبكي ويقول أنا شاكر لكم، لقد تعلمت الكثير منكم وعرفت معنى الحياة.علماً  انه لم تكن تربطه أية علاقة بالرفيق الشهيد البطل مهدي حميد ع.ل. م للحزب. الذي أستشهد على يد جلاوزة البعث عام 1963 بعد أختطافه من سجن السلمان .
2- جميل منير لاعب كرة سلة جيد صحيح انه لايمتلك سرعة في الركض لكنه يمتلك مهارة ممتازة في التصويب في الهدف "السلة" وفي اي من الاتجاهلت وكان في منتخب كرة السلة يشاركه في ذلك مجموعة من اللاعبين من أمثال المناضلين الطيارين ذنون و سامي الآلوسي وحنا وأحمد وأستاذ عمران وعبد الامير ومهدي عمران وصالح  وعبد الوهاب طاهر وعادل عبد الحميد ومسلم حطاب وجمال الأحمر  وخالد  وحقي اسماعيل و الشاعرالفريد سمعان وأدريس ورياض حبش وعبد الغني وحسن ابراهيم وكنعان العزاوي ولطيف كشكول وصبحي المشهداني وخضيرعباس وعبدالخالق طاهر ومصطفى الدوغجي  وغيرهم كثر، وقسم كبير منهم يلعبون أيضا في منتخب السجن لكرة القدم وأنا منهم . بالاضافة الى رياضيي الاثقال والكمال الجسماني والمصارعه من امثال عبد النبي كريم وجبار ناصر ورضا علي ورحومي وسلمان على ومراد والشهيدان عبدالله رشيد وكريم حسين ومانو وجمعة الشبلي وحسون وحارث مع اعتذاري لمن لاتحضرني أسماؤهم.
3- فارقنا مؤخراً المثقف الموسوعي المناضل صالح الشايجي في احد مستشفيات السعودية، بعد معاناة طويلة مع مرض عضال وخسرنا فيه مناضلاً يصعب تعويضه بما امتلكة من خصائل وتضحيات انسانية واجتماعية خسرته مدينة الزبير وابناؤها الأكارم، مدينة الابطال جبار مدهوش وفاضل عبيد ويوسف المبيض وعزيز الخياط وجاسم محمد العالم وغيرهم.. خسرته البصرة بمناضليها ومثقفيها وخسره العراق كأبن بار، بقى لصيقاً بالحزب حتى وفاته.
4- الزئبق كما شاهدته يختلف  عن الشخصيات التي نراها في افلام الكاوبوي الامريكيةفهويتمنطق بحزام معبأ بالرصاص  ومسدس وبيده بندقية  وعلى كتفه رشاشة .
 

****************
 
عادل سليمان الربيعي وسجن نكرة السلمان
 
فرات احمد
ست سنوات تقريباً قضاها الرفيق عادل الربيعي في سجن نقرة السلمان. طلبنا منه ان يستذكر تلك السنين وشيئاً مما عاشه خلالها، فقال لنا:
سجن نقرة السلمان  أحد أقدم السجون في العراق، يقع في محافظة المثنى في مدينة السماوة ناحية السلمان في منطقة صحراوية بدوية بالقرب من الحدود العراقية السعودية...أسس السجن من قبل القوات الإنكليزية المحتلة في عشرينيات القرن الماضي، لكون المنطقة نائيه وهي منفى في ذلك الوقت، حيث اختار الإنكليز منخفض السلمان أو ما يعرف بنقرة السلمان، لتكون مقرا لهذا السجن، علما ان هنالك سجنين في نقرة السلمان اولها هو السجن الذي بناه الإنكليز والآخر بني على أحد تلال السلمان في ستينيات القرن الماضي من قبل الحكومة العراقية، وهو أكبر من سابقه بكثيرو يعتبر واحد من اشرس السجون التي عرفها تاريخ العراق، لذا كان دائما يتم ترحيل المثقفين والسياسيين الذي يعارضون الدولة وخاصة اولئك المنتمين لـ الحزب الشيوعي العراقي الممنوعان وقتها إلى هناك.. وقد أصبح السجن رمزاً للنضال فكتب عنه الشاعر العراقي الكبير كاظم إسماعيل الكاطع وقتها قصيدة لا تزال متداولة إلى الآن على لسان ام قادمة لزيارة ولدها الشيوعي السجين هناك وتصف القصيدة بتصوير مميز مدى صعوبة الأوضاع في ذلك السجن.
الطريق الى السجن صحراوي ويمتد من السماوة حتى قرية عميد وقرية الشيخية وكان من بين نزلاء السجن الرفيق الخالد حسين احمد الرضي (سلام عادل) قضى فيه سنتين وغادره عام 1952 ومن الرفاق الذين سجنوا في هذا المعتقل زكي خيري، عزيز محمد، محمد حسين ابو العيس، عمر علي الشيخ، عزيز الحاج، والشاعر الكبير مظفر النواب وغيرهم وكانت زيارة عوائل السجناء شاقة للغاية وكان تعداد هذا السجن من عام 1963 الى عام 1968 زهاء (2000) سجين يمثلون شرائح المجتمع العراقي من اساتذة واطباء بالاضافة الى شعراء وادباء ومثقفين وكسبة وعمال وقادة الحزب الشيوعي العراقي اما العسكريين فكان تعدادهم (600) من عميد الى جندي من بينهم ركاب (قطار الموت) البالغ عددهم (520) والمدرجة اسمائهم ضمن قائمة سجناء نكرة السلمان. وكان من بينهم العميد ابراهيم الجبوري وهو احد مؤسسي التنظيم الشيوعي (اتحاد العسكريين) داخل القوات المسلحة العراقية وكان قد تعاون معه في ذلك التنظيم كل من عبد الرزاق الزبيدي وخزعل السعيدي وفاضل البياتي وعباس الدجيلي واعضاء من المكتب العسكري كل من طه الشيخ احمد والعميد لطفي طاهر شقيق الرفيق وصفي طاهر شهيد الحزب ومن الموصل الملازم الاول صلاح الدين احمد ابو رباح ومن المدنيين الذين صعدوا الى قطار الموت مكرم الطلباني � عزيز الشيخ � عبد الوهاب الرحبي � كريم الحكيم الدكتور احمد البامرني � سلطان ملا علي عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي.
 وقال الرفيق عادل الربيعي انه كان معجباً بالرفيق سلام عادل. ومعلوم ان الرفيق عادل من مواليد الموصل عام 1939 في محلة الفيصلية متزوج وله ثلاث بنات وولدان. واكمل دراسته الابتدائية في مدرسة نينوى للبنين والاعدادية الشرقية وقدم الى الكلية العسكرية ولم يقبل بسبب انتمائه السياسي وانهى دراسته سنة 1957.
وفي سنة 1959 تصدى مع رفاقه لمؤامرة الشواف. وقد قال لنا عن هذه الفترة:
 كان تفكيري منذ البداية يساري واحب الفكر الماركسي � اللينيني � باعتباره النظرية الاقتصادية لتخليص شعوب العالم من الاضطهاد وكنت اقرأ في تلك الايام البيان الشيوعي ورأس المال، وغيرها من المؤلفات الثورية والشيوعية. وفي سجن نكرة السلمان كان معي يحيى ابو طارق وسعد الذي علم المعتقلين القراءة والكتابة داخل النكرة وحتى السجانين، وكنا نعمل ضمن جدول مقسم للرياضة والتنظيف والتثقيف والمحاضرات داخل السجن والادب والفن وغيرها من القضايا الثقافية، ايضاً الشاعر ناظم السماوي � وكاظم السماوي ومظفر النواب وطه علي الاجرب � وعدنان سلو � عبد الغواس � يوسف الصائغ الشاعر والرسام وعبد القادر البستاني وكان معنا ايضا كاظم فرهود من الفلاحين وكان معنا صادق جعفر الفلاحي رئيس اتحاد نقابات العمال وكنت حاضرا عند هروب الرفيق صلاح احمد وقد دخل الى البئر وبعدها خرج في الليل وذهب الى جهة مجهولة سمعنا بعدها خبر استشهاده في الصحراء. واطلق سراحي بالقرار الذي صدر عام 1968 من قبل النظام آنذاك. ورغم المعاناة التي عشت فيها في تلك المرحلة الا انني اؤمن بقضية حزبنا الشيوعي العراقي وبـ النظرية الماركسية واتتطلع الى بناء عراق متطور وخالي من استغلال الانسان لاخيه الانسان وضامن لرفاهية الشعب العراقي.
 
 
***************

س15

بيل : نمتلك نجوما قادرة على صنع الفارق أمام برشلونة
 
وكالات
أعرب النجم الويلزي الدولي جاريث بيل جناح نادي ريال مدريد الإسباني عن سعادته البالغة من المستوى الذي وصل إليه الفريق وخاصة بعد الفوز الأخير أمس على شالكة بثلاثة أهداف مقابل هدف في إطار إياب دور ال16 من دوري أبطال أوروبا على ملعب "سينتياجو برنابيو" . الويلزي المتألق تحدث للموقع الرسمي للفريق الملكي، وأشار إلى أن الريال قدم مستوى رائعاً وجيداً طوال الفترة الماضية، ويتحلى بالثقة الكبيرة في المواجهات، حيث أكد أنه اللاعبين عليهم أن يركزوا الأن على المباراة المقبلة أمام برشلونة في إطار الجولة ال29 من الدوري الإسباني على ملعب "سينتياجو برنابيو" بالدوري الإسباني والمقرر لها يوم الأحد المقبل.   وقال الدولي الويلزي:" نستعد جيدًا لمباراة الكلاسيكو المترقبة أمام الفريق الكتالوني، برشلونة يمتلك لاعبين رائعين على أعلى مستوى، لكن ايضا فريقنا يضم لاعبين مميزين". وأضاف :" برشلونة غريمنا المباشر، وسنحاول أن نقدم أفضل ما لدينا لتحقيق الفوز، فضلاً عن أداء جيد من أجل حصد نقاط المباراة للحفاظ على صدارتنا دون تهديد، علينا أن نركز على أنفسنا لأننا نمتلك أيضاً نجوماً قادرة على صنع الفارق في أي مباراة ".
 
 
 
قراءة متأنية ورؤية صريحة في المشهد الأولمبي العراقي
 
د. باسل عبد المهدي
1 - ربما يكون البعض ممن ساهم في ادارة الملف الانتخابي قد استغل موقفه من وراء التستر باسمي او بوجهات نظري لكني اجزم بان القرارات والنتائج بمجملها كانت بعيدة عن افكاري التي انصبت على وجوب أحداث تغيير نوعي جذري في العقليات والخبرات التي ستدير العمل الاولمبي العراقي في مكتبه التنفيذي الجديد.لهذا السبب اقترحت السعي لجذب ودفع عدد من الوجوه والشخصيات الاكاديمية العلمية من اصحاب الخبرة الى المواقع المذكورة التي لم تجد لها فرصة المرور وسط اجواء التواطؤ وحسابات التطلع الانتخابي خصوصا في عمليات ترشيح ما سمي بالشخصيات اللامعة ومهزلة اختيارهم او انتخابهم التي حذرت منها في رسالتين حررتهما قبل الانتخابات وأوسمتهما بـ (توقع ونداء استغاثة ) حيث تناولتهما اجهزة الاعلام قبل موعد الانتخابات بعد ان اعلمت  مضامينهما الى الاخ الدكتور قصي السهيل أيضاً قبل نشرهما.
2-  لقد توجست في تحرك اصحاب القرار الاولمبي، ومن ادار مجمل التواطؤات الانتخابية، خشية بينة ازاء الاستفادة او الاستعانة من مجمل الكفاءات العلمية والاكاديمية في الوسط الرياضي العراقي، كما لوحظ ذلك عمليا عدة مرات في الدورة السابقة، وبرز بوضوح كاف اثناء العملية الانتخابية الاخيرة .هذه ، تمثل في نتيجتها خسارة نوعية أكيدة لعملية صناعة الإنجاز ( المهمة الاولى والاخيرة لاي تشكيل اولمبي) مهما كانت التبريرات بعد عملية اسقاط مرتب ومتعمد لعدد غير قليل من الاكاديميين الرياضيين بخبرات تفوق كل ما يملكه شاغلو المواقع التنفيذية الحالية بدوافع وغايات انتخابية صرفة لا غير!! 
ان التشكيلة الجديدة برمتها تمثل وجهة نظر ومساعي الاخ رعد حمودي وفريقه الانتخابي الذي كما يبدو بانه رغم اعترافه بتردي نوعية عمل المرحلة المارة مقتنع على الاستمرار بالاعتماد على ذات الأدوات السابقة ، مع احترامي لشخوصها لكنها كانت سببا وراء كل هذا التخلف ربما اقتناعا بمقولة (ان الشيطان الذي تعرفه خير من الملاك الذي لم تتعرف عليه ).
3- اتمنى ان اكون مخطئا في توقعاتي، لكني اعتقد بان نتائج الانتخابات كما جاءت في حصيلة الأصوات التي جنتها المواقع التنفيذية، وبالاخص موقع الامين العام الذي يمثل الثقل النوعي الأهم كما يتوجب في ادارة ومتابعة شؤون الاتحادات، تعد اشبه بقنبلة موقوتة ممكن ان تفجر عند اى حالة اختلاف تحت ذريعة ( سحب الثقة ) مثلما وظفت مرارا في الدورة السابقة . وأقرر رؤيتي هذه بحصول الأمين العام على 14 صوتا من اصل 32  الامر الذي سيضعه بموضع اكثر اضطرابا وقلقا من سابق وضعه المعلوم الذي جعله يلجا (كما حصل سابقا) الى إهمال مزاولة مهامه (كأمين) و(عام) في متابعة الشؤون الاتحادية ومستوجباتها الفنية ، عدا التركيز على اصدار أوامرالايفادات دون اي اجراء في المتابعة والتقييم ، خصوصا وانه هذه المرة عليه مواجهة اتحادات عديدة قوية لها وزن كبير في النتائج النوعية للفرق الرياضية العراقية كالمصارعة والاثقال والعاب القوى والجودو والجمباز والطاولة اضافة الى السلة والطائرة، وسواها مما يمكن ان يضاف اليها بالتاكيد وتضيفه التجاذبات المقبلة المتوقعة وفي مقدمتها كرة القدم على ضوء نتيجة الذي حصل.
4- على الجميع ان يعلم ويعي كذلك بان  اكثر من نصف،اعضاء المكتب التنفيذي الفائز هم  بلا تحصيل رياضي تخصصي .وبعضهم لم ينهِ حتى دراسة المرحلة الإعدادية !! كما ان عددا منهم من لم يثبت نجاحه الفني والاداري في الدورة السابقة وآخرون لايمتلكون خبرة يوم واحد في متطلبات العمل الاولمبي ومستلزماته الفكرية والعملية، اي ان عليهم الابتداء بالتعلم ساعة استلام المواقع القيادية.
5- ان رؤساء الاتحادات الرياضية ممن فازوا بمواقع المكتب التنفيذي الجديد يمثلون (الأقلية) القليلة من ناحيتي الكم والنوع في مجمل القاعدة الرياضية العراقية. فالثقل الاقل هو الاكثر تمثيلا في المكتب التنفيذي قياسا بعدد الأندية وفرقها التي تشارك في بطولات انواع رياضات اعضاء المكتب التنفيذي من جانب وثقلها النوعي في النتائج الرياضية المتحققة للعراق من جانب ثان . ان ممارسي او عدد الأندية المنتمية الى اتحادات الثلاثي الحديث او الريشة الطائرة والفروسية وحتى المبارزة والملاكمة والسباحة ونتائجها المتحققة لايقاس مثلا بنتائج المشاركات العراقية ونتائجها في الاثقال والمصارعة والعاب القوى وكرة القدم والسلة والطائرة، اضف الى ذلك الشطرنج وكمال الأجسام وغيرها التي فقدت بسبب التصارع والتواطؤ الانتخابي اي تاثير لها في مواقع القرار الاولمبي الاعلى.
6- الحقيقة في خامسا اعلاه ستوفر أرضية ملائمة لكثير من التقاطعات غير المرغوب بها والتي  كان من الممكن تجاوزها باختيار نموذج انتخابي اكثر عدالة وأوفر شمولية من الذي حصل بمنح الاتحادات الرياضية الاولمبية صوتين انتخابيين اثنين (بلا ادنى وجه حق)، فالاول جاء عبر التمثيل المباشر في الهيئة العامة، والثاني بترشيح خبرائها او شخصياتها الرياضية اللامعة كما سميت، والذي وفر لتلك الاتحادات اتمام حسابات وصفقات التواطئات الانتخابية بترشيح ممثليهم في الغالب من خارج تخصصات ألعابهم المعلومة كما حصل  فعلا مع الاسف !!
7. ولعل ابرز ما غاب عن اذهان الجميع من المهم الاشارة اليه هو اغفال او التغييب المتعمد للتمثيل( النوعي ) المؤسساتي في المشاركة في العملية الانتخابية الاولمبية ونتائجها. فبلد كالعراق فيه 18 كلية تربية رياضية موزعة على امتداد مساحته ، كذلك 18 ممثلية للجنة الاولمبية في محافظاته ، اضف الى ذلك وزارة قطاعية متخصصة بشؤون الشباب والرياضة  وتنظيم اعلامي رياضي متخصص وعدد من تنظيمات الرواد الرياضيين والأبطال او تنظيمات  الدفاع عن الحقوق الرياضية لم تجد فرصة عادلة على ضوء (الاتفاقات) وحصر الامر الانتخابي بالتفسير( الجامد) لمواد اللائحة الانتخابية وبغطاء (الهيئة العامة هي السلطة الاعلى في القرار)، الى ان يكون لها فرصة التمثيل او المشاركة في القرار الرياضي العراقي باسلوبه الديمقراطي العادل والسليم منهجا وتطبيقا.  
8. ومع كل ما تقدم، وما تم تقييمه وانتقاده، وكي نمنح الجمع الاولمبي الجديد القديم فرصة مشروعة، ولان الديمقراطية ونتيجة الصندوق هي التي حكمت، فأنني ارى من الأهمية ان يترك للإخوة رئيس واعضاء المكتب التنفيذي الجديد فرصة  زمنية لاتقل عن شهرين  لإعلان برنامج عملهم المقبل الذي نامل ان يتضمن اول ما يتضمن:
� اولاً: آكمال اعداد وتشريع قانوني اللجنة الاولمبية والاتحادات الرياضية واعادة تفصيل أنظمتها الداخلية بتوافق منتج مع متطلبات صناعة الإنجاز.
� ثانياً: تعريف واعلان المهمات المناطة الى المواقع في المكتب التنفيذي واعادة بناء الهيكل التنظيمي للعمل الاولمبي واعتماد صيغة اللجان التخصصية ومنحها الصلاحيات المطلوبة لتنفيذ مهماتها.
� ثالثاً: تفتيت الصلاحيات المالية والإدارية التي يتمتع بها كل اعضاء المكتب التنفيذي وحصرها بلجان متخصصة محكومة بضوابط مقرة.
رابعا وأخيرا وجوب اتخاذ اجراءات عملية لمواجهة حالة التضخم الوظيفي والمالي السائد حاليا في كل مكاتب اللجنة واتحاداتها وممثلياتها مع وجوب تركيز النفقات والقرارات على المهمة الاسمى للعمل الرياضي الاولمبي المتمثلة بتأمين صناعة الإنجاز وصيانته .
وفق الله الجميع لما فيه كل الخير والتطور لرياضة ورياضي هذا البلد المسكين والله من وراء القصد .
 
 
 
 
 
يوفنتوس وفيورنتنيا أبطال موقعة التأهل الإيطالية نحو نهائي الدوري الأوروبي
 
وكالات
يحلم يوفنتوس الايطالي بتخطي عقبة مواطنه وغريمه فيورنتينا غدا الخميس لمتابعة المسار نحو بلوغ نهائي الدوري الاوروبي "يوروبا ليج" لكرة القدم المقرر على ملعبه في تورينو في مايو المقبل.
واقترب يوفنتوس من احراز لقب الدوري المحلي للموسم الثالث على التوالي، وبالتالي سيتفرغ للدوري الاوروبي، لكن مشواره الى فلورنسا لن يكون سهلا ابدا بعد تعادله مع الفريق البنفسجي 1-1 على ارضه في ذهاب ثمن النهائي.
وقال لاعب وسط فيورنتنيا المخضرم ماسيمو امبروزيني: "لديهم تشكيلة مرعبة، لكن في مواجهات الكؤوس كل الامور واردة".
ويتألق لاعبو المدرب انطونيو كونتي، لكن موسمهم تلطخ بخروجهم من دوري الابطال وتحولهم الى المسابقة الرديفة، وسيكونون حذرين من الفريق الوحيد الذي هزمهم في الدوري (4-2 ذهابا).
وستكون المواجهة اعادة لنهائي كأس الاتحاد الاوروبي 1990 الذي توج فيع يوفنتوس 3-1 بمجموع المباراتين.
فريق ايطالي آخر يبحث عن التأهل الى ربع النهائي، لكن حظوظ نابولي على ملعبه "سان باولو" ليست كبيرة بعد سقوطه ذهابا امام بورتو البرتغالي العنيد 1-صفر.
وقال مدرب نابولي الاسباني رافايل بينيتيز بعد فوز فريقه على تورينو 1-صفر الاثنين في الدوري المحلي: "نخوض هذه المباراة بثقة. يجب ان نستيعد لياقة لاعبينا ونعتبر اللقاء بمثابة النهائي".
وينوي بينيتيز تكرار ما حققه الموسم الماضي عندما قاد تشلسي الانكليزي الى اللقب، كما توج في 2004 مع فالنسيا الاسباني.
ويسافر توتنهام الى لشبونة في رحبلة بالغة الصعوبة بعد تخلفه على ارضه امام بنفيكا 3-1.
وجاءت الخسارة الاوروبية الاسوأ لتوتنهام على ارضه في المسابقات الاوروبية بين سقوطين مؤلمين في الدوري المحلي امام جاريه اللندنيين تشلسي وارسنال.
ويغيب عن تشكيلة المدرب تيم شيروود المدافعون البلجيكي يان فرتونغن الموقوف، ومايكل دوسون والروماني فلاد تشيريتشيس المصابين.
ورأى جناح توتنهام اندروس تاونسند ان فريقه ليس مرشحا للتأهل نظرا لتألق بنفيكا مؤخرا، لكنه يأمل تكرار بعض ما قدم فريقه في مواجهة ارسنال (صفر-1): "نعلم ان اداء فريقنا كان جيدا، عملنا كثيرا، سيطرنا على الكرة وحصلنا على عدد اكبر من الفرص".
وتابع: "نعرف اننا خسرنا لكن يمكننا المحافظة على الايجابيات امام بنفيكا".
وتعيد المباراة ذكريات مواجهة نصف نهائي كأس اوروبا 1962 عندما قاد الراحل اوزيبيو بنفيكا الى اللقب المرموق، وفي لقاء لشبونة سقط توتنهام 1-3 في زيارته الاخيرة لمواجهة بنفيكا.
من جهته، رفع بنفيكا، وصيف النسخة الاخيرة من الدوري الاوروبي، رصيده الى 25 مباراة من دون خسارة بعد فوزه على ناسيونال 4-2 اول من امس الاثنين، اذ فاز في مبارياته العشر الاخيرة ويبتعد بفارق سبع نقاط عن سبورتينغ لشبونة اقرب مطارديه في الدوري المحلي.
واقر مدربه جورج جيسوس ان اولويته هذا الموسم تكمن في الدوري المحلي لكنه حذر لاعبيه من التهاون امام توتنهام: "نتيجة واحدة قد تغير كل شيء بين ليلة وضحاها. في بنفيكا اذا تعادلنا مرة يبدأ الناس بالتشكيك في قدرة الفريق وهذا يؤثر على اللاعبين. سنرى ماذ اذا كنا نمتلك متطلبات الحصول على اللقب".
 
 
 
 
بفوز الأول على شالكه والثاني على غلطة سراي
ريال مدريد وتشلسي إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا
وكالات
تأهل ريال مدريد الاسباني وتشلسي الانكليزي الى الدور ربع النهائي من مسابقة دوري ابطال اوروبا لكرة القدم اثر فوز الاول على ضيفه شالكه 3-1 في مدريد، والثاني على ضيفه غلطة سراي التركي 2-صفر في لندن في اياب ثمن النهائي. ولحق ريال مدريد وتشلسي، بطل مسابقة الدوري الاوروبي (يوروبا ليغ) في الموسم الماضي، ببايرن ميونيخ حامل اللقب واتلتيكو مدريد وبرشلونة الاسبانيين وباريس سان جرمان الفرنسي. وبقيت بطاقتان ستعرف هوية صاحبيهما غدا حيث يلتقي بوروسيا دورتموند الالماني وصيف البطل مع زينيت سان بطرسبورغ الروسي (الذهاب 4-2)، ومانشستر سيتي الانكليزي مع اولمبياكوس اليوناني (الذهاب صفر-2). في المباراة الاولى على ملعب سانتيساغو برنابيو، جدد ريال مدريد التائق الى لقب اول منذ 12 عاما وعاشر في تاريخه في هذه المسابقة، فوزه على شالكه بالصف الثاني باستثناء بعض الاسماء الكبيرة، بعد ان بسط سيطرته شبه المطلقة في النصف الاول من الشوط الاول وطوال الثاني. وافتتح الفريق الملكي التسجيل بعد لعبة ثلاثية بدأها الفارو موراتا الذي تلقى كرة قادمة من منتصف امتصها بصدره وهرب من مراقبه وارسلها الى الويلزي غاريث بايل الذي حل محل خيسي رودريغيز رويز في تبديل اضطراري (8)، فاعادها عرضية من الجهة اليمنى فشل بينيديكت هوفيديس في قطعها وتابعها البرتغالي كريستيانو رونالدو افضل لاعب في العالم في الشباك (21). واهدر موراتا فرصة لا تتكرر بعدما اعاد لها بايل الذي لم يكن انانيا في هذه الهجمة، كرة مماثلة من الجهة اليمنى ايضا تابعها الاول بكعب القدم من انفراد تام لكنها ذهبت بعيدا (27). واستلم مدافع شالكه تيم هوغلاند الكرة في وسط الملعب ومر بها وسددها بعيدة ارتطمت بقدم المدافع الفرنسي رافائيل فاران وخدعت الحارس ايكر كاسياس (31) الذي خاض اليوم المباراة رقم 134 في دوري ابطال اوروبا، وهذا الرقم اكبر من مجموع مباريات لاعبي شالكه الموجودين في الميدان (118 مباراة). وكاد هوغلاند نفسه يضع شالكه في المقدمة بعد دقيقتين لولا صحوة الدفاع (33)، واضاع موراتا فرصة هدف اكيدة بعدما ارسل له ايسكو كرة بالكعب داخل المنطقة فانفرد تماما ودفعها بقدم الحارس رالف فارمان (37).
والتقط شالكه انفاسه ومالت الكفة الميدانية قليلا لصالحه فهدد مضيفه، وكان الهولندي كلاس يان هونتيلار على وشك ان يسجل الهدف الثاني في مرمى زميله السابق كاسياس بعد تمريرة رائعة من الشاب مكسيميليان ماير (18 عاما) انحرف بها الاول في الجهة اليسرى وسددها منحرفة بعيدا عن الحارس فابتعدت سنتيمترات قليلة عن القائم الايسر (40). وتكرر السيناريو بين ماير وهونتيلار الذي انطلق في نفس المكان لكن المدافع ناتشو فرنانديز قطع انطلاقته فعاد بها الى الخلف واعادها الى ماير الذي اطلقها بعيدا الى المدرجات (45+2).
وفي الشوط الثاني، سنحت الفرصة لريال مدريد للتقدم من جديد بعد عرضية من الجهة اليسرى ارسلها ايسكو ارتقى لها سيرخيو راموس وارسلها برأسه الى رونالدو امام المرمى فكسبها الاخير برأسه في الارض فعلت العارضة من قوة الصدمة (50). وضاعت فرصة جديدة على اصحاب الارض بعد انفراد رونالدو في الجهة اليمنى وارسال عرضية الى ايسكو الذي تباطأ قبل ان يسدد في الدفاع لتعود الى بايل الذي رفعها عالية من فوق الحارس المندفع فذهبت بعيدا (55)، ورفع موراتا كرة على شكل تسديدة من الجهة اليمنى نجح فارمان في ابعادها (63). واستلم رونالدو كرة استخلصها دفاع شالكه من بايل في وسط الملعب ومر بها من لاعبين اثنين وواجه فارمان وسدد على يساره مسجلا هدفه الثالث عشر في 7 مباريات في المسابقة الحالية (74). ولم يدع موراتا الوقت الكافي للاعبي شالكه لنسيان الصدمة وعوض بعد اقل من دقيقة جميع اخفاقاته السابقة وترجم تمريرة من بايل الى هدف ثالث لاصحاب الارض (75). وفوت غاريث بايل فرصة هدف رابع بعد عرضية من موراتا تابعها منحرفة فحاورت القائم الايسر (81). وانفرد رونالدو واصاب اسفل القائم الايسر (83)، واهدر ايسكو مجددا من مسافة قريبة وذهبت كرته بعيدة (87). وكاد هوغلاند يأتي بالهدف الثاني لشالكه بعد ركلة ركنية ومتابعة قوية ابتعدت عن القائم الايمن رغم وجوده في مكان مناسب ومكشوف(90).
 
 
حكيم شاكر: ياسر قاسم لم يخيب ظني
 
وكالات
اكد مدرب منتخبنا الوطني ان اللاعب ياسر قاسم لم يخيب ظنه في الاعتماد عليه كلاعب اساس في المنتخب على الرغم من اشتراكه لاول مرة مع لاعبين لايعرفهم سابقا. وقال شاكر قبل ان يصل ياسر الى دبي كان من المقرر والمخطط له هو اشراكه في اخر ربع ساعة وذلك بسبب وصوله قبل اقل من يومين من موعد المباراة تمرنه مرة واحدة فقط مع المنتخب بسبب ضيق قرب موعد المباراة فضلا عن كونه  اول مرة يشارك مع المنتخب وغير متاقلم ولا يعرف اللاعبين وغير منسجم معهم. واضاف :عندما ذهبنا الى التمرين قبل موعد المباراة ب 24 ساعة فقط ومن اول لمسة للكرة للاعب ياسر قاسم واول مباراة بين اللاعبين في التمرين غيرت خطة المنتخب وقررت اشراك ياسر كاساسي وقلت لجميع الموجودين من اداريين واعضاء اتحاد بانه انا الذي اتحمل المسؤولية وانا واثق من ان اللاعب سوف يكون رائعاً في المباراة وانه لم يخيب ظني وقد قدم اداء اكثر من رائع بشهادة جميع  المتابعين للمنتخب.
 
دورة لحكام البولينغ لصقل قدراتهم التحكيمية
 
وكالات
يشارك خمسة حكام في دورة صقل بالبولينغ في العاصمة المصرية القاهرة خلال المدة من 21 ولغاية 26 من نيسان المقبل بأشراف اساتذة مختصين في الاتحاد المصري للعبة، وتأتي هذه الدورة بناء على طلب الاتحاد العراقي من نظيره المصري تنظيم هذه الدورة. وقال رئيس اتحاد اللعبة ليث تومي ان الحكام الخمسة الذي سيشاركون في دورة الصقل هم اسامة مدحت ناصر وسلام عبد الحسين عنيد ومهند خالد سعيد وصالح عبد الحسين جبار ومصطفى سليم محمد رؤوف مشيرا الى ان <دورة الصقل التحكيمية ستتزامن مع انطلاق منافسات بطولة سيناء بالبولينغ اذ ان الحكام العراقيين سيتلقون محاضرات نظرية صباحا خلال ايام الدورة على ان تكون المحاضرات العملية في المساء من خلال مشاركة الحكام العراقيين في قيادة منافسات بطولة سيناء باللعبة. من جهة اخرى قال رئيس اتحاد اللعبة ان اتحاده تلقى دعوة رسمية من الاتحاد العربي للمشاركة في منافسات البطولة العربية للشباب والشابات التي من المقرر ان تقام في العاصمة البحرينية المنامة خلال شهر ايلول المقبل وتستمر لثمانية ايام وبمشاركة عدد من المنتخبات العربية المميزة برياضة البولينغ مبينا ان العراق من المؤمل ان يشارك بأربعة لاعبين واربع لاعبات.
 
ميسي وكريستيانو رونالدو يحفزان بعضهما
 
عادل البرتغالي كريستيانو رونالدو بالثنائية التي سجلها في مرمى شالكه الألماني باياب دور الـ 16 بدوري أبطال أوروبا لكرة القدم على ملعب سانتياجو برنابيو والتي انتهت بفوز الملكي بنتيجة الـ3ـ1 ، امس رقم الأسطورة المجري فيرينك بوشكاش كرابع أكبر هداف في تاريخ الملكي بـ � الـ242 هدفا. البرتغالي كريستيانو رونالدو قدم مباراة رائعة سجل من خلالها الثنائية الا انه لم يكتف بذلك و حاول في الكثير من الفرص ان يسجل أهدافا اكثر ، وقد تحدث محلل بي ان سبورت عن كريستيانو وميسي وكيف يحفزان بعضهما من اجل تحطيم الأرقام و الرغبة في تسجيل اكبر عدد ممكن من الأهداف.

ص 16
 
 
آخر الكلام ...
 
عن قصة التدويل
 
يستثار البعض من هذه الجملة .."تدويل القضيّة العراقية"..تستثيرهم جداً الى درجة الخلط بينها وبين إعادة إحتلال العراق .
لا احد له شيء من الحصافة يرغب بزجّ العراق في طاولة دولية تتحكم بها مصالح القوى العظمى، لكن هذا شيء والإستعانة بالأمم المتحدة والمجتمع الدولي للعبور باتجاه الديمقراطية الراسخة هو شيء آخر.
دلائلنا على سوء نتائج التدخل الدولي المباشر ليست أكثر وضوحاً من سوريا وليبيا والبحرين ومصر، وفي المقابل فإن الرعاية الدولية بالضمانات المتقابلة للسير نحو الديمقراطية ليست أوضح منها إلا الحالة العراقية ومثالها النصوص المتكاملة للعهد الدولي المهمل مع العراق عبر الالتزامات المتقابلة.
لنتصور ان العراق تــُرك لحاله تفترسه الرغبات والميول ومتجهات بعض الأحزاب وآيدولوجياتها التي تؤمن بالديمقراطية للوصول الى السلطة فقط ، فما كان سيكون حاصل وضعنا اليوم؟.
معظم الناس يتمنون اليوم لو أن شركات أجنبية بخبراتها المتراكمة هي من تنفذ المشاريع العملاقة إختصاراً للوقت والكلفة وحصراً للفساد في أقل نطاق.
بذات المنطلق فإن الديمقراطية ليست مخترعاً عراقياً وليست منجزاً وطنياً بقدر ما هي نظام للحكم(أداة) تتقبل الأخطاء كما يتقبل إصلاح ذاته عبر دورة معلومة الوسائل.
الإنحراف اليوم عن هذا التعريف وهذه المحددات اصبح يهدد القضية العراقية برمّتها لذلك فإن البحث عن معايير دولية للديمقراطية هو أمر لا يعيب من ينشد ديمقراطية راسخة ويسعى الى دق أوتاد لها في أرضنا بدلاً من  حالة التشرد التي تعيشها المؤسسة العراقية، تشرّد لأنها مازالت ترتبط بالشخص والحزب والمدير المرشح من الحزب.
حين دعت المنظمات المهنية والمدنية المشتغلة في مجال حرية التعبير،على سبيل المثال، كانت عبارة «المعايير الدولية» حاضرة في كل مطالبة، كي لا يطلّ علينا مرّة اخرى مسؤول من مسؤولي الصدفة والدمج ! ويذكرنا بالمقارنة السمجة مع ما كان شحيحاً أيام الدكتاتورية من حرية للتعبير وكأنه هو من منح الناس هذا الحق.
مازال هؤلاء يقيسون معيار الدكتاتورية كأنه مقياس لمنجزهم الباهت.
من هنا نتحدث عن التدويل من اجل ديمقراطية شفافة واضحة سهلة التداول ولا تدخل الناس في مطبّات عناء التفسير ومشتبكاته.
الديمقراطية بمعايير دولية هي مطلب الديمقراطيين الحقيقيين ،أما أولئك الذين يتخذون منها ستاراً فسيسعون الى تشويهها حتماً ..وهو ما يحصل اليوم .بوضوح أيضاً.
 
قيس قاسم العجرش
 
 
*******
 
 
دعوة
 
بغداد – طريق الشعب
احتفاء بالذكرى الثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، تقيم محلية الحزب في الكرخ الثانية حفلها بهذه المناسبة ، يوم غد الجمعة، على حدائق ملعب جمولي الكائن في حي العامل خلف مصرف الرافدين.
ويبدأ الحفل في تمام الساعة الرابعة عصرا،والدعوة عامة للجميع.
 
*******
 
 
"لون بفرشاة النثر" في فضاء برج بابل
 
 
بغداد – طريق الشعب
احتفاء باليوم العالميّ للشعر، ينظم بيت الشعر العراقي،يوم غد الجمعة، على قاعة مؤسّسة "برج بابل" في شارع أبي نواس ببغداد أمسية بعنوان "لون بفرشاة النثر"،  والتي تضمّ رسم لوحات تستوحى من قصائد الشعراء الراحلين:سركون بولص، رعد عبدالقادر، عقيل علي، عبدالأمير جرص، يرسمها الفنّانون:د.بلاسم محمد، د.شوقي الموسوي، نبراس هاشم، د.فاخر محمد، مع قراءة بانورامية للشعراء:سلمان داود محمد، علاوي كاظم كشيش، د.أحمد الشيخ علي، ركن الدين يونس، د.جاسم بديوي، بمصاحبة معزوفات موسيقية.
 
 
*******
 
كامل حسين في ملتقى الخميس
 
 
بغداد – طريق الشعب
يحتفي ملتقى الخميس الابداعي في الاتحاد العام للادباء والكتاب، هذا اليوم الخميس، بالتشكيلي كامل حسين ، ليتحدث عن تجربته الابداعية في فضاءات التشكيل والشعر .
يدير جلسة الاحتفاء الشاعر عمر السراي ، وستكون البداية في الساعة الواحدة بعد الظهر، على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد.
والدعوة عامة
 
 
********

ناظم السماوي.. الصحة في تحسن
 
 
بغداد � طريق الشعب
زار فريق العيادة الطبية الشيوعية الأثنين الماضي، الشاعر ناظم السماوي في بيته للأطمئنان على صحته.
وقد حمّل السماوي فريق العيادة تحياته الخالصة للشيوعيين العراقيين جميعا، أصدقاءً ورفاقاً وقيادةً ، متمنياً للوطن والشعب السلام والأمان والتقدم.
وصرح د. مزاحم مبارك طبيب العيادة لـ " طريق الشعب ":أن حالة الشاعر ناظم السماوي مستقرة وفي تحسن مستمر.
 
 
*******
 
 
نقظة ضوء ...
 
مجلس النواب وداعا ..
 
ابتدأت فعاليات الاسبوع الزراعي السادس ويوم الشجرة على ارض معرض بغداد الدولي صباح 15 آذار الحالي ويستمر للواحد والعشرين منه. وقد حضر الافتتاح  رئيس الوزراء ووزير الزراعة، ومستشار وزارة الموارد المائية وعدد من الوكلاء والمدراء العامين، بالاضافة الى رؤساء الجمعيات الفلاحية، وعدد من الفلاحين. وكان مما اثار انتباهنا في كلمة رئيس الوزراء في حفل افتتاح المعرض، نقده اللاذع للمحاصصة الحزبية والطائفية وتأثيرها على الانتاج الزراعي !
مستشار وزارة الموارد المائية  اشار بكلمته الى ان مجلس النواب رفض الموافقة على مشروع تبناه مجلس الوزراء لاصلاح الاراضي الزراعية، بكلفة 18 مليار دولار .
عجايب !
والله عجايب امرهذا البرلمان، يرفض التصديق على مشروع  يمس حياة الناس بشكل مباشر، يمس معيشة الاف العوائل من الفلاحين والمزارعين، وهم المستفيدون الحقيقيون من مشروع كهذا يستهدف استصلاح الاراضي الزراعية . فهل يمكن ان تكون مصالح الناس الحقيقية مجال تجاذب واخذ ورد بين القوى السياسية الحاكمة؟ من هنا استغرابنا من موقف مجلس النواب!
غريب امر البرلمان الذي لم يصادق على العديد من القوانين، لم يصادق على قانون تأسيس الاحزاب، ولم يصادق لحد الان على الموازنة، وإن كان صادق، بعد انتظار طويل، على قانون التقاعد الذي لم يلب طموح كل الناس.
التكتلات السياسية المؤتلفة في مجلس النواب الحالي تقدم مصالحها الحزبية الضيقة وتنسى مصلحة المواطن الذي ساهم بوصولها الى قبة البرلمان .
لم تبق الا اسابيع معدودة على انتهاء صلاحية مجلس النواب الحالي، وسيصبح "اكسباير" وسيذهب المواطنون الى صناديق الاقتراع مجددا لانتخاب مجلس نواب جديد. ونتمنى ان نرى وجوها جديدة يكون همها مصلحة العراق والعراقيين، وجوهاً تتبنى برنامجا عراقيا طموحا لتحقيق تغيير فعلي، وجوهاً تحترم صوت الناخب وتستمد قوتها مما تقدمه لهذا الناخب ، وجوهاً تحرم استخدام القوة ضد المواطن الذي يتظاهر احتجاجاً على تجاوزات الحكومة او الدولة. وجوهاً جديدة تؤمن بشكل حقيقي وصادق وفعلي ببناء دولة مدنية ديمقراطية حقيقية. ولا يمكن لاي قائمة انتخا?ية تستمد قوتها من طائفة واحدة او عرق بعينه، ان تلبي هذه الاماني وتلبي طموح العراقيين كافة. وقد اثبتت تجارب السنوات الثمان الماضية هذه الحقيقة .
ولم يبق امام العراقي الا خيار واحد، اذا اراد فعلا اختيار من هم أهل لبناء العراق، الا وهم المدنيون الديمقراطيون، لانهم الوحيدون الذين يفكرون بالعراق من الشمال الى الجنوب دون تجزئة او محاصصة مهما كان شكلها او لونها.
 
طه رشيد
 
 
*****
أيها المشعون.. لماذا تستعجلون الرحيل؟
علي أبو عراق
كأنها مواسم الرحيل ..هاهو غريد شط العرب وكناري الجنوب  الملحن المبدع طارق الشبلي الذي مطرت الحانه وموسيقاه عبر نصف قرن على طول وعرض مدينته البصرة ووطنه العراق وحزبه الشيوعي العراقي  يستعجل الرحيل هو الاخر ليلحق بايقونة الاغنية العراقية الصادقة المقاومة وفنان الشعب فؤاد سالم هي مواسم الرحيل اذا  ومتواليات الفقد الاليم التي سرقت من قلوبنا ما تبقى من الفرح الشحيح والبسمة المتوارية ....اسعفنا ايها الصبر الجميل ...ولا تضيع مسالكنا ايها الامل ...من فقدناهم هم بضعة من روح الشعب الحية وعتبات لا تنطفئ من ذاكرة ووجدان الوطن. فبعد ان رحل عراب?الشجن العراقي وملك العذوبة وينبوع الجمال والحنان الدافق وصوت العمال والفلاحين وكل العراقيين  فؤاد سالم  لم يمهلنا القدر طويلا ليفجعنا بالملحن الكبير والمؤلف الموسيقي الموهوب طارق الشبلي الذي احتل مساحة واسعة من وجدان وعواطف العراقيين عموما والشيوعيين على وجه خاص، فبعد صراع طويل مع المرض توفي فجر الاثنين الماضي ، في المستشفى التعليمي بالبصرة مخلفا عواصف من الاسى والحزن في قلوب محبيه واصدقائه، وذلك دون اي اهتمام من الجهات الحكومية او الرسمية على الرغم من عطائه الثر والكبير والمنوع الذي امتد لاكثر من نصف قرن
إذ ولد  الراحل الكبير في البصرة نهاية الاربعينات من القرن الماضي وتعلم الموسيقى بجهد فردي ودون اي تحصيل اكاديمي لكنه على الرغم من ذلك كان في طليعة رعيل السبعينات من الموسيقين بل كان متفردا في عطائه ومنجزه الابداعي الذي طبع بسمات مختلفة اهمها التجدد واستلهام روح الجنوب والديناميكية في طرح الحانه التي كانت بمثابة قفزات في تاريخ الاغنية العراقية على الرغم من ان الكثير من نقاد الموسيقى لم يلتفتوا لهذا.
فبعد أن بدأ الراحل عازفا في فرقة الموانئ في الستينات من القرن الماضي ومكث فيها زمنا انطلق منها الى عدة فرق موسيقية في البصرة وبغداد وسجل اول الحانه في الاذاعة العراقية نهاية الستينات  واستمر بعدها في اوج عطائه لا يتوقف طموحه عند حد  ولا يقف عند عتبة من عتباته في التجديد بل كان يقز قفزات ابداعية مهمة شكلت انماطا موسيقية جديدة حلق في سمواتها العديد من المطربين والمطربات  فمن اغنية الصفصاف لسعدون جابر التي كانت ذات نمطية لحنية معينة جديدة كل الجدة، الى اغاني سيتا هاكوبيان التي اسست لاسلوب موسيقي لم تتعرف عليه?اللحنية العراقية سابقا بل  لم يزل الكثير من المطربين والملحنين الشباب يقتفون اثرها ، حجز بعدها مكانا مرموقا في اغاني  الثمانينات وكان له طابعه وسماته الخاصة التي تقترب من كونها ملامح مدرسة وليس مجرد تجديدات لحنية و طروحات موسيقية ، إذ تميزت الحانه في هذه المرحلة بالخروج عن المالوف اللحني  من حيث الجدة و السرعة والحرارة والديناميكية والروح الجنوبية المميزة فكانت اغاني محمود انور (لو تحب لو ماتحب...ياريت . يلومون بالمبتلي وغيرها).و التي كانت فتحا موسيقيا جديدا بسرعة ايقاعها وانسيابية موسيقاها تبعتها اغان عدي?ة ضمن هذا النهج كاغنية عارف محسن (اكول الله على العايل)  وغيرها من الاغاني التي كانت ذروتها  اغنية ( فر بي) لمحمد الشامي .
ومع اشتغاله على الاغنية العاطفية لحن الشبلي  الكثير من الاغاني الوطنية والسياسية والاوبريتات وكان علامة بارزة في اللحنية العراقية ايضا، اذ كنا نترنم في حفلاتنا الخاصة والعامة كشيوعيين عراقيين منذ السبعينات باغانيه التي حفرت عميقا في الذاكرة كاغنية (مكبعة) و(مرني يشمع زفتك) واغان لسلام عادل وغيره من شهداء الحزب. بعد انهيار النظام الدكتاتوري الذي كان الراحل احد ضحاياه، اذ تعرض للاعتقال لاتهامه بالانتماء للحزب الشيوعي وقضى في المعتقل اكثر من ثلاث سنوات، لحن الكثير من الاغاني الوطنية كاغنية(يم محمد ) لفؤاد سال? وعشرات الاغاني التي مجدت وتغنت بنضال الحزب والشعب وشهدائه منها (انت امس انت باجر)  واغاني اوبريت المعيبر  شنان واغنية (هويناك) ويا بيتي... و(هله بالمات وكفه ) وغيرها، ولعلي ارى ان من اهم منجزات الفنان الراحل الموسيقية هو مزجه بين النغم العراقي الاصيل الذي ينضح بجنوبيته وغناء فيروز الذي سكن قلوب العرب والعراقيين  وطراز الموسيقى الغربية ليخرج من كل هذا نمط جديد من الاغاني  اقل ما يقال عنه انه حركة تغييرية او ثورة في تأريخ النغم العراقي اذ انطلقت المطربة (سيتا هواكوبيان)،  كذلك بعد خروجه من المعتقل في بداية ?لثمانينيات استطاع بما يمتلك من حس وابداع وايمان بقضايا الوطن والناس ان يحدث ثغرة في هذا الجدار الاسود  فتفجرت اغانيه  العذبة لتتحدث عن الحب والحياة والشمس والأمل رغم عدم مغادرتها الحزن العراقي المقيم، فكانت اغاني مثل ( لاتلوموني  , اه لوتجوني ,وغيرها من الاغاني )
وقد احتفى الحزب بالراحل الكبير في السنة الماضية، في حفل كبير بالبصرة حضره سكرتير الحزب حميد مجيد موسى وعضو المكتب السياسي الرفيق مفيد الجزائري تقديرا لمنجزه الابداعي في مجال الموسيقى والاغنية طوال خمسين عاما.
سيخلف رحيل هذا الموسيقي الموهوب والملحن المبدع فراغا واسعا وستكف عنادل شط العرب عن الغناء طويلا وستمتد وتتمدد مساحات الصمت على جغرافية الوطن المفجوع  الى حد لا يمكن تخيله خصوصا وسط هذا الجو المشحون بالتابوات. ربما نحتاج لعقود لانجاب مثل هؤلاء الافذاذ الذين اشعلوا ثرياتهم ومضوا ...نتساءل هل يكفي الامل ويجزي التفاؤل توقيتا للشمس والفرح القادم والموسيقى التي تتغنى بمجد الانسان وحريته وكرامته؟.. كل هذا في حكم التكهنات. لكن الاكيد الثابت انكم ستبقون نجوما نيرة في سمواتنا ...ولن يلفكم الموت والنسيان ابدا.
 
*********
 
 
سفرة نهرية في الرصافة الأولى
 

بغداد – طريق الشعب
نظمت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الأولى ببغداد، أخيرا، سفرة نهرية عائلية في مناسبة العيد الثمانين للحزب. وازدحم اليخت النهري الذي مخر عباب دجلة، بالعديد من العائلات الذين غمرهم الفرح والسرور. عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي جاسم الحلفي، شارك في السفرة، وألقى كلمة أشار فيها إلى أهمية هذه اللقاءات العائلية التي ترسخ الأواصر الانسانية، وتؤكد التعايش البعيد عن النزاعات الطائفية والتفرقة العنصرية.
هذا وتفاعل الشباب والاطفال وعائلاتهم مع فقرات الموسيقى والشعر والغناء التي تخللتها السفرة.
 
 
*********
 
بابل تفتتح أول متحف تراثي
 
 
بابل – وكالات
اعلنت محافظة بابل ، عن افتتاح أول متحف تراثي ضخم يتحدث عن تاريخ المحافظة وابرز مفكريها وأدبائها.
وقال رعد حمزة الجبوري رئيس مجلس المحافظة: إن المتحف سيضم كثيرا من المقتنيات الحلية ،وكتبا قيمة وتاريخ رموز الحلة المعاصرين وكل شيء جميل يمثل هذه المحافظة العريقة .
من جانبه، قال علي عبد الجليل مدير متحف الحلة المعاصر: إن المتحف مقسم لعدة قاعات رئيسية يبلغ عددها 9 قاعات . وأضاف : إن القاعات تضم قاعة للمقتنيات الحلية،وقاعة الشخصيات الحلية من علماء ومفكرين وادباء ومثقفين وسياسيين ورياضيين وفنانين، وقاعة التأريخ السياسي، وقاعة الصناعات الفلكلورية والازياء الشعبية وقاعة الكتب والوثائق والمخطوطات الحلية المتكاملة ، وقاعة الفنون التشكيلية . ويذكر أن مبنى متحف الحلة المعاصر كان في السابق "متصرفية لواء الحلة" حيث تم تأسيسه عام (1920) وكان مقراً لاجتماعات الملوك وقادة العراق، ?يث القى الملك فيصل الاول خطابا من شرفة هذا المبنى وبعده الزعيم عبد الكريم قاسم .
 
*******