العدد 67 السنة 79 الأحد 17 تشرين الثاني‏ 2013

 

تصفح بي دي اف

 
 

 

ص1
 
اعتقال أربعة نشطاء.. وأهالي الشعب يواصلون احتجاجاتهم
تظاهرات بغداد تطالب بإقالة الفاشلين
بغداد ــ مهدي محمد كريم:
شهدت العاصمة بغداد، يوم أمس، تظاهرتين مطالبتين بالخدمات ومحاسبة المسؤولين الفاشلين والفاسدين، بعد يوم من تظاهرات مماثلة خرجت في مناطق شعبية بالعاصمة.
وفيما أحتج حشد من الناشطين المدنيين ضد غرق العاصمة بغداد بمياه الأمطار، مطالبين بتحسين الخدمات وإقالة أمين بغداد، تظاهر أمس، ولليوم الثاني على التوالي المئات من أهالي مدينة الشعب ببغداد منددين بالظلم الذي وقع عليهم بسبب الإهمال والفساد ونقص الخدمات.
وأمام مبنى أمانة بغداد، في ساحة الخلاني بمنطقة الباب الشرقي وسط بغداد، رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها: الميزانية مليارات.. وبيوتنة غركانة؛ أمانة العاصمة متورطة بغرق بغداد؛ الحكومة مرتاحة والشعب غركان.
القوات الأمنية المحتشدة حول المتظاهرين، فرقت الحشد المحتج بالقوة، واعتقلت أربعة من النشطاء هم: حميد جحجح، والإعلامي نؤاس يوسف، والقيادي في حركة مستمرون جلال الشحماني وسامي قاسم.
وفي مدينة الشعب شمالي بغداد، تظاهر المئات من الأهالي أمس السبت، لليوم الثاني على التوالي مطالبين بـ "معالجة مياه الأمطار وتقديم الخدمات إلى المنطقة".
وذكر احد المتظاهرين لـ"طريق الشعب"، أمس، أن "المئات من أهالي مدينة الشعب تظاهروا لليوم الثاني على التوالي من ساحة صباح الخياط منددين بالظلم الذي وقع عليهم بسبب الإهمال والفساد التي تمارسه السلطات".
وأشار إلى أن "جميع المناشدات والمطالبات التي قدمها الأهالي للمسؤولين، لم تجد نفعا في إنقاذ المنطقة من الفيضانات التي اجتاحتها جراء سقوط الأمطار".
وكان العشرات من أهالي منطقتي جميلة والطالبية شرقي بغداد، قد تظاهروا أمس الأول الجمعة، للمطالبة بإقالة أمين بغداد بسبب غرق منازلهم جراء الأمطار، فيما قاموا بمنع القوات الأمنية من الدخول إلى مناطقهم.
وتعد هذه التظاهرة هي الثانية على التوالي، حيث تظاهر العشرات من أبناء منطقتي الطالبية وجميلة شرقي بغداد، الخميس الماضي، احتجاجا على غرق منازلهم، حيث طالبوا أيضا بإقالة أمين بغداد من منصبه.
تفاصيل أخرى على ص3
 
 
*******
 
الاجتماع الاعتيادي الكامل للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي:
الإصلاح والتغيير مرهون بإرادة الشعب ووحدة عمل قواه المدنية
تدارست اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، في اجتماعها الجمعة قبل الماضية، مستجدات الأوضاع في البلد، وتطوراتالأحداث في المنطقة والعالم، فضلاً عن مناقشة نشاط الحزب وهيئاته القيادية ومنظماتهولجان الاختصاص.
وتوقف الاجتماع عند المؤتمرات الحزبية المحلية وصادق بالإجماع على نتائجها، وصدرت عنه وثيقة "متابعة سياسية" تضمنت مواقف الحزب من جملة القضايا الراهنة. حيث أكدت الوثيقة أن البلاد تشهد مزيداً من التعقيد والتشابك والتدهور على الصعد المختلفة.
وأوضحت الوثيقة أنه إزاء تدهور أوضاع البلد وانفتاحها على  احتمالات شتى، فان الكتل السياسية المتنفذة ظلت سادرة في مواقفها، وعاجزة عن تقديم البدائل والحلول، بحكم طبيعتها وتكوينها، وإصرارها على التمسك بالمحاصصة رغم ما تطلق من نقد لها.
وبشأن الوضع الأمني، لفتت الوثيقة إلى أن الإرهابيين ومختلف المجاميع المسلحة الخارجة عن القانون، وجدوا متنفسا جديدا لهم في التطورات الجارية في سوريا، وفي ظلال موجة التعصب والتحريض الطائفي التي ما انفكت دول في المنطقة تعمل على إدامتها وتأجيجها.هذا إلى جانب، سوء إدارة الملف الأمني من قبل المهيمنين عليه.
وخلصت الوثيقة إلى ضرورة معالجة الثغرات الجدية في هذا الملف، وعدم اقتصارها على الجانب الأمني – العسكري، على الرغم من أهميته. وذلك عبر سلسلة اجراءات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية واعلامية، وعلى تطوير المؤسسة العسكرية – الامنية وتخليصها من العناصر التي تلكأت او فشلت في مهامها ، ومن العناصر الفاسدة ايضا، والكف عن مساعي تسيسسها وكسب الولاءات داخلها.
كما أشرت الوثيقة مساعي التحشيد والتأجيج الطائفيين، موضحة أن المتنفذين، يصعدونهما كلما اقتربت الانتخابات، ليضمنوا حصولهم على مواقع  متقدمة في مؤسسات الدولة.
وعلى صعيد انتخابات مجلس النواب القادمة، أكدت الوثيقة أنها تكتسب أهمية كبيرة، ويمكن أن تكون مدخلا لإعادة اصطفاف القوى  لمصلحة تحقيق مشروع التغيير، ووضع العملية السياسية على السكة السليمة.
وشخصت الوثيقة نواقص قانون الانتخابات، وذكرت بان الحزب طالب مراراً بجعل العراق دائرة انتخابية واحدة، واعتماد الطريقة النسبية والقائمة الوطنية  المفتوحة، كونها أفضل معبر عن رأي الشعب بكل مكوناته.
وفي شأن التطورات الاقتصادية، أكدت الوثيقة وقوف العراق واقتصاده على مفترق، وبينت انه في حال استمرار الوضع الراهن، فإن العطل في الإطار الاقتصادي العام للبلاد سيتعمق، ويلقي تداعيات ثقيلة على عملية الاستثمار الضرورية للإعمار والتنمية. وتطرق الوثيقة إلى الموقف من الموازنات العامة وخطة التنمية الوطنية للسنوات 2013-2017، والاستراتيجية الوطنية المتكاملة للطاقة، ومشروع قانون الإصلاح الاقتصادي.
وفي شأن الحراك الجماهيري، أشرت الوثيقة تنامي هذا الحراك المنتقد لتدهور الأوضاع العامة في البلد، ولاستمرار السياسات العبثية وغير المدروسة.
وشددت الوثيقة على أن التغيير يتطلب تنمية الحراك الشعبي والجماهيري، وتنويع  أدواته ووسائله، والارتقاء بأدائه، وتنسيق أهدافه ومنطلقاته وتأمين وضوحها، وتوحيد قياداته.
كما تضمنت الوثيقة، رؤية للتطورات الجارية في البلدان العربية، وعلى صعيد العالم.
 
نص الوثيقة كاملاً على ص8,7,6,5
 
 
*********
 
التحالف الكردستاني:
زيارات البارزاني تصب
في مصلحة البلاد
 
بغداد ــ خضر الياس ناهض:
أكد عضو في التحالف الكردستاني، أمس السبت، أن الوضع المتوتر والمعطيات الخطيرة والكبيرة التي تحيط بالبلاد دفعت السيد البارزاني إلى زيارة أنقرة.
وفيما رحبت نائبة عن ائتلاف القائمة العراقية بزيارة رئيس إقليم كردستان إلى تركيا، معتبرة أنها مهمة جدا كون أنقرة تلعب دورا مهما في استقرار البلاد،  رأى خبير استراتيجي أن مسلسل الحراك الموجود في المنطقة يتصاعد من جديد لترتيب الأوضاع.
وفي تصريح لـ"طريق الشعب"، أمس السبت، قال محما خليل، النائب عن التحالف الكردستاني إنه "دائما ما تصب زيارات السيد مسعود البارزاني إلى دول العالم بصالح البلاد، حيث جاءت هذه الزيارة لرغبته في الحفاظ على السلم الإقليمي".
وأضاف خليل أن "ما دفعنا لهذه المبادرة هو الوضع المتوتر والمعطيات الخطيرة والكبيرة، بالإضافة إلى أن الحرب الطائفية على الأبواب"، مبينا أن "تركيا جارة مهمة في المنطقة، حيث تعتبر بوابة العراق على أوروبا".
ولفت إلى أن "الشعب الكردي هو الشعب الوحيد الذي ناضل وجاهد ولم يحصل على حقوقه الكاملة"، معتبرا أن "زيارة البارزاني في هذا التوقيت خطوة مباركة، بعدما زار السيد أوغلو بغداد".
 
********
 
مؤتمر "إعمار بغداد وحفظ تراثها":
ضرورة الاعتماد على التخطيط العلمي وحسن الإدارة والتنفيذ
 
 
بغداد-طريق الشعب:
خلصت مناقشات اليوم الأول لمؤتمر "إعمار بغداد وحفظ تراثها" الذي باشر اعماله يوم امس  في مجلس محافظة بغداد، إلى ضرورة الاعتماد على التخطيط العلمي في معالجة المشاكل القائمة، والإقرار بأن المشكلة ليست في الأموال فهي متوفرة، وانما في الإدارة والتنفيذ.
وينعقد المؤتمر بالتنسيق بين مجلس المحافظة و المركز العراق للدراسات والبحوث المتخصصة،وقد حفل يومه الأول بالاوراق المهمة، التي حظيت بمناقشات مستفيضة من قبل الحاضرين، وهم مسؤولين في مختلف وزارات ومؤسسات الدولة وباحثون ومهتمون ذوو اختصاصات متنوعة.
وشهد يوم امس في المؤتمر التئام ثلاث جلسات، قدمت خلالها أوراق بحثية تخص جملة موضوعات، تصدرتها البيئة والصحة والكهرباء والتعليم والماء والبنى التحتية للثقافة وللاتصالات.
وعالجت الورقة الأولى التي قدمها المعمار موفق الطائي موضوعة البيئة، وتخطيط بغداد وما في تصاميمها من مناطق خضراء والمشاكل المترتبة على الابتعاد في التنفيذ عن تلك التصاميم. فيما قدم الورقة الثانية د. محمد قاسم الأكاديمي في جامعة النهرين، وتناول فيها مسألة الاماكن الأثرية التي لحق بها الدمارفي العاصمة، كذلك الخراب الحاصل في التخطيط العمراني، وبالأخص حول موقع نهر دجلة.
وقدم د.عادل مطلوب رئيس المركز العراقي للدراسات والبحوث المتخصصة  ورقة حول مشروع الحوكمة والتخطيط الإداري، اوضح فيها أهمية علاقة المواطن بالحوكمة، وضرورة التوجه ليكون المواطن أساس التخطيط.
واستمع المؤتمر ايضا الى ورقة الخبير عبدالله الماشطة حول أزمة الكهرباء والحلول المطروحة لمعالجتها، وورقة الخبير عدي الطائي عن الاتصالات ومشاكلها. كما كانت هناك اوراق تناولت قضايا الخدمات الصحية ومشاكل المياه ومجاري الصرف الصحي.
وكانت الجلسة الثالثة للمؤتمر مخصصة للبنى الاجتماعية،  وقد قدم فيها الوزير والنائب السابق مفيد الجزائري ورقة حول البنى التحتية للثقافة والفنون، وقرأت ورقة أخرى قدمها الأستاذ حسين رشيد بشأن الابنية المدرسية.
وابلغ د. عادل مطلوب "طريق الشعب" إن جلسات المؤتمر كانت مفعمة بالحيوية والمشاركة في النقاش.  واشار إلى ان الغاية من المؤتمر هي تحقيق التلاقي بين  المختصين والباحثين من جهة  والمسؤولين والمنفذين من جهة ثانية لكي يمكن الوصول  إلى نقطة التقاء خدمة للمواطن.
وأضاف أن هناك شعورا لدى المسؤولين بأن   المشاكل القائمة ليست عصية على الحل،  وان الحل بحاجة إلى إرادة، والى اختيار الرجل المناسب في المكان المناسب.
يذكر أن المؤتمر سيواصل أعماله اليوم، وعلى جدوله العديد من القضايا الأخرى.
 
 
*********
ص2

مجلس بغداد: اكثر من ألفي موقع اثري اختفت !
بغداد – وكالات:
كشف مجلس محافظة بغداد، أمس السبت، بأن "اكثر من ألفين موقع اثري في بغداد اختفت ولم يبق منها سوى مئة موقع"، وانتقد "اهمال امانة بغداد للاثار العراقية".
وقال رئيس مجلس محافظة بغداد رياض العضاض لوكالة (المدى برس)، على هامش انعقاد الجلسة الطارئة لمجلس محافظة بغداد في مبنى المجلس، إنه "يوجد في بغداد أكثر من إلفين وثمانمئة موقع اثاري موزعة ومنتشرة في ازقة وشوارع العاصمة لكن لم يبق منها سوى مئة موقع بحسب احصائيات اللجان التي خصصها المجلس لمتابعة هذا الموضوع"، مبينا أن "هذا الامر دعا مجلس محافظة بغداد الى عقد جلسة طارئة للخروج بصيغ فعالة لخدمة واقع الاثار في العاصمة لاسيما مع غياب واضح لامانة بغداد والجهات المعنية الاخرى".
واضاف العضاض أن "امانة بغداد يجب ان تنهض ثانية ويجب ان يكون عندها امين بغداد صانع قرار لا ان ينتظر ما يقرره الاخرون".
 
الزيارة الى أنقرة تسعى لتقوية العلاقة معها
الكردستاني: زيارات البارزاني تصب في مصلحة البلاد
بغداد ــ خضر الياس ناهض:
أكد عضو في التحالف الكردستاني، أمس السبت، أن الوضع المتوتر والمعطيات الخطيرة والكبيرة التي تحيط بالبلاد دفعت السيد البارزاني إلى زيارة أنقرة.
وفيما رحبت نائبة عن ائتلاف القائمة العراقية بزيارة رئيس إقليم كردستان إلى تركيا، معتبرة أنها مهمة جدا كون أنقرة تلعب دورا مهما في استقرار البلاد،  رأى خبير استراتيجي أن مسلسل الحراك الموجود في المنطقة يتصاعد من جديد لترتيب الأوضاع.
وفي تصريح لـ"طريق الشعب"، أمس السبت، قال محما خليل، النائب عن التحالف الكردستاني إنه "دائما ما تصب زيارات السيد مسعود البارزاني إلى دول العالم بصالح البلاد، حيث جاءت هذه الزيارة لرغبته في الحفاظ على السلم الإقليمي".
وأضاف خليل أن "ما دفعنا لهذه المبادرة هو الوضع المتوتر والمعطيات الخطيرة والكبيرة، بالإضافة إلى أن الحرب الطائفية على الأبواب"، مبينا أن "تركيا جارة مهمة في المنطقة، حيث تعتبر بوابة العراق على أوروبا".
ولفت إلى أن "الشعب الكردي هو الشعب الوحيد الذي ناضل وجاهد ولم يحصل على حقوقه الكاملة"، معتبرا أن "زيارة البارزاني في هذا التوقيت خطوة مباركة، بعدما زار السيد أوغلو بغداد".
وأشار إلى أنه "بالرغم من المعوقات في العملية السياسية، إلا أنها تعتبر الأسلم في المنطقة"، داعيا إلى "الحفاظ على هذه العملية من خلال الزيارات التي تقع على عاتق الجميع".
وأكد أن "رئيس إقليم كردستان يقرأ قراءات صحيحة، ما دفعه إلى إجراء هذه الزيارة".
بدورها، ذكرت نورة سالم، النائبة عن القائمة العراقية أن "زيارة السيد البارزاني إلى تركيا زيارة مهمة جدا، خصوصا وأن الأخيرة تلعب دورا مهما في استقرار البلاد".
وأوضحت أن "هناك شراكة اقتصادية بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية وتركيا، لذلك فأن هذه الزيارة تسعى إلى إعادة العلاقات من جديد"، مبينة أن "زيارة رئيس إقليم كردستان جاءت لتقوية العلاقات بين البلدين، وإنهاء الفتور بين الإقليم وتركيا".
ورأت نورة أن "تركيا تسعى إلى تقوية العلاقات مع البلاد، لوجود مصالح مشتركة بين البلدين"، متوقعة أن "تتناول الزيارة في محورها الأول الوضع السوري وتأثيره على البلدين، كما سيناقش الطرفان الأمور الاقتصادية المشتركة بينهما".
من جهته، رأى المحلل الاستراتيجي واثق الهاشمي أن "مسلسل الحراك الموجود في المنطقة يتصاعد من جديد لترتيب أوضاعها، لذلك نلاحظ أن الجميع يتحرك من أجل وجود طريقة لتسلك دورا في هذا المجال".
ولفت الهاشمي في حديث مع "طريق الشعب" أمس، إلى أن "البارزاني لابد له أن يمر مرور الكرام، ليبين وجود علاقات متميزة وباردة، وهناك خوف من أن تكون علاقة قوية بين بغداد وأنقرة على حساب الإقليم"، مرجحا أن "يذهب رئيس إقليم كردستان إلى واشنطن وهو يحمل الكثير من الأفكار والآراء الذي يعتقد بأنها تؤمن حماية الإقليم".
وبين أن "هكذا حراكات ستقوم بها جميع الشخصيات الموجودة في الساحة السياسية، وخصوصا الشخصيات السياسية البارزة"، لافتا إلى أن "الملفات التي تحملها الزيارة هي ملفات كثيرة، وقد تكون هناك ملفات سرية وأخرى معلنة". وفيما يخص الملفات المعلنة، ذكر أنها "تخص العلاقات بين الإقليم وتحديدا حزب السيد مسعود البارزاني مع تركيا"، مستدركا أن "القضية الثانية هي قضية الصادرات النفطية إلى تركيا، خصوصا بعد ما علم رئيس الوزراء التركي بأن لبغداد حصة في صادرات الإقليم".
وختم الهاشمي بالقول إن "رؤية الإقليم لما يحدث في المنطقة وترتيب الأوضاع وتداعيات الوضع في سوريا التي ستكون مهمة، والتي يناقشها مع الجانب التركي، وبالتالي يحملها إلى واشنطن".  
وقد التقى رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الذي يزور تركيا حاليا برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.
واستقبل أردوغان بارزاني في مقر محافظة ديار بكر جنوب شرقي تركيا.
 كما سيلقي الزعيمان كلمة أمام أهالي ديار بكر، التي يتكون معظم سكانها من المواطنين الأكراد، والتي ستشهد زواجا جماعيا في حفل تتخلله الأغاني.
وكان رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني وصل، صباح أمس السبت، برفقة المطرب الكردي الشهير شفان برور إلى بوابة خابور الحدودية الواقعة في مدينة شرناق جنوب شرقي تركيا، وانتقل منها براً إلى مدينة ديار بكر ذات الغالبية الكردية.
وشهدت العلاقة بين إقليم كردستان وتركيا تطورا لافتا خلال الأشهر القليلة الماضية وتبادلا لزيارات المسؤولين توجت بتوقيع اتفاق شامل بشأن الطاقة اعترضت عليه بغداد، ويتضمن تراخيص النفط والغاز الطبيعي، وإقامة خط أنابيب لنقلهما من كردستان إلى تركيا.
 
 
أضاءة ...
المأثرة الحسينية
 تبقى تقدم دروسها
 
المواطنون وهم يحيون شعائر عاشوراء ويستذكرون مأثرة الامام الحسين (ع)  وقولته المأثورة «هيهات منا الذلة» ، عبروا عما يجيش ويعتمل  في صدروهم من الم وحسرة وشعور بالضيم ،وحالة قلق وعدم اطمئنان.   وتجسد ذلك في العديد من الردات التي صدح بها المشاركون في  العديد من المواكب الحسينية، مما اضفى هذا العام طابعا متميزا على مراسيم احياء الذكرى. فامتزج استحضار دروس المأثرة وقيمها ودلالاتها مع حاضر راهن يئن فيه المواطن وينوء تحت ثقل الأزمات وسوء الاحوال والخدمات  والفساد المستشري الذي ينخر في مؤسسات الدولة ويلقي بظلاله عل? المجتمع أيضا، محملين المتنفذين المسؤولية عما آلت إليه الأوضاع.
ومن سمع تلك الردات عن كثب  وتابعها بعناية، رأى أجيال الشباب  وقد اخذها الحماس المبرر،  تقول كلمتها صريحة واضحة، ناقدة للأوضاع  وما وصل إليه حال البلاد والعباد، ورافضة للواقع المراد تكريسه وفرضه، ملقية بالمسؤولية على جميع المتنفذين،  فكانت حقا صيحات حق وسط ظلام يريد البعض ان يكمل دائرته  بحيث يغدو مطبقا. ولكن، وبهذا الإصرار الحسيني على الحق والصبر والثبات على المبادئ،   يبدو أن ذلك من المحال. فهذا هو العراق، وهذا هو شعبه، وعلى من لم يع الدرس بعد ان يرجع الى  التأريخ ويتصفح صفحاته ويتمعن بالعبر الغنية وما ضم?ه من كنوز لا تقدر بثمن.
  فلا يذكر اسم يزيد إلا عنوانا للتجبر والتكبر والطغيان والاستبداد،  ولا يمر اسم الحسين الثائر حتى يلهب الحماس من جديد، وكأن حادثة الطف قد وقعت اليوم. فتردد الجموع رفضها للظلم والقهر والاستعباد، وتؤكد إصرارها، مهما غلا الثمن على  الدفاع عن القيم السامية النبيلة للمأثرة الخالدة.
 نحن إذن أمام معطى جديد، في ظرف جديد، يتطلب حقا هذا الإصرار، بل والعناد، إن شئتم، في الذود عن الحق ونصرة المظلومين والانتصار للعدالة، وإعلاء الصرخة الحسينية، وجعلها تطوف أرجاء الوطن، معلنة ضرورة التغيير والإصلاح، والامتثال لإرادة الناس وخياراتها.
لقد قال التاريخ كلمته في المتجبرين والمتكبرين والطغاة، وسالبي مقدرات الشعوب وثرواتها، وسارقي  قوتها،  ومنتهكي  حقوق  الإنسان. فحري بذوي المسؤولية التمعن جيدا ومراجعة النفس والامتثال لصيحات الحق، فالحق آت لا مرد له، قصر الزمن أم طال.
 
محمد عبد الرحمن
 
دعوات تحث المواطنين على التحديث
المفوضية: بغداد الأقل إقبالا على "سجل الناخبين"
بغداد - ناطق محمد
بينت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، أن نسبة إقبال المواطنين على تحديث سجلات الناخبين تتفاوت من محافظة إلى أخرى.
وفي الوقت الذي أكدت فيه أن محافظة بغداد بجانبيها الكرخ والرصافة، أقل المحافظات إقبالا لتحديث سجلات الناخبين لحد الآن، بين فرع المفوضية في النجف أن أكثر من 4500 مواطن قاموا بتحديث سجلاتهم الانتخابية خلال يومين.
فيما حثت منظمة مدنية معنية بشؤون الانتخابات، المواطنين إلى الإسراع بزيارة مراكز تحديث سجلات الناخبين لإجراء اللازم.
وفي تصريح لـ"طريق الشعب" أمس، قال مقداد الشريفي، عضو المفوضية العليا للانتخابات إن "عملية الإقبال لتسجيل وتحديث سجلات الناخبين تختلف من محافظة إلى أخرى، فالأوضاع الجوية كان لها تأثير في الإقبال على تحديث بيانات المواطنين"، مستدركا أنه "إذا ما قورنت بالسنوات السابقة، فأن 46 ألف شخص قام بتحديث بياناته كما تقدمت أعداد أخرى للتأكد من بياناتهم خلال الأيام الستة الأولى من فتح مجال تحديث سجلات الناخبين".
وأضاف الشريفي أن "نسبة تحديث سجلات الناخبين في بعض المحافظات جيدة، وعلى العكس من محافظات أخرى"، مبينا أن "محافظة بغداد بجانبيها اقل تحديثا لسجلات الناخبين لحد الان".
وأشار عضو المفوضية إلى أن "هناك فرقا جوالة من المفوضية، خرجت لحث الناس على ملء الاستمارة الخاصة بعمليات التحديث لسجلات الناخبين، وغداً (اليوم) ستكمل كل الفرق الجوالة في جميع المحافظات"، موضحا أنه "ليست هناك أي صعوبات فقط يتوجه المواطنون إلى مراكز تحديث سجلاتهم التي يبلغ عددها 1080 مركز تحديث، كما أن المفوضية العليا للانتخابات تهيب بالمواطنين للتحرك على المراكز الخاصة بتحديث بياناتهم".
من جانبه، أعلن مدير مكتب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في النجف، أمس السبت، مراجعة أكثر من 4500 مواطن لتحديث سجله الانتخابي في عموم مراكز التحديث خلال يومين.
وقال سعد العبدلي لـ"أوان"، إن "مكتب المفوضية في النجف افتتح 30 مركزا انتخابيا في عموم المحافظة، إضافة إلى تسيير 60 فرقة جوالة لتحديث سجلات الناخبين".
وأضاف العبدلي أنه  "خلال اليومين الأولين من افتتاح المراكز في المحافظة في 10 من الشهر الحالي، راجع مراكزنا أكثر من 4500 مواطن لتحديث سجله الانتخابي"، مبينا أن "هذا عدد جيد؛ نظرا لأنه تصادف مع أيام محرم وانشغال الناس بمواكب العزاء".
ودعا جميع "المواطنين ممن يحق لهم التصويت في الانتخابات المقبلة ابتداء من مواليد 1996 مراجعة تحديث سجل الناخبين، للتأكد من صحة البيانات، سواء كان مشاركا في الانتخابات السابقة أم لا"، مبينا أن "المراجعة والتي عادة لا تستغرق أكثر من بضع دقائق تهدف إلى التأكد من صحة الاسم ومكان المركز الانتخابي، وهل هو قريب من محل سكناهم أم لا، من اجل التصحيح لأن جميع البيانات سوف ندخلها في بطاقة الناخب الذكية".
وتابع العبدلي أنه "بإمكان المواطنين مراجعة مراكز التحديث، أو زيارة الموقع الالكتروني للمفوضية، أو الاتصال بأرقام المفوضية المجانية".
إلى ذلك، دعت منظمة تموز للتنمية الاجتماعية، جميع الناخبين إلى مراجعة مراكز تحديث سجل الناخبين، للتأكد من وجود أسمائهم في سجل الناخبين. وقالت في بيان تلقت "طريق الشعب" نسخة منه أمس، إن "المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، افتتحت 1080 مركزا في عموم المحافظات العراقية وإقليم كردستان"، داعية المواطنين إلى المسارعة في تحديث سجلاتهم الانتخابية.
ولفتت إلى أن "مراكز التسجيل تعمل يوميا من الساعة الثامنة صباحا لغاية الرابعة عصرا، للفترة من العاشر  من تشرين الثاني الجاري لغاية الخامس من كانون الأول المقبل".  وبينت أنه تنطلق في ذلك من "الحق الدستوري الذي ضمن لكل مواطن بلغ الثامنة عشر سنة المشاركة في الانتخابات، التي ستجرى يوم 30 نيسان 2014، لانتخاب مجلس النواب العراقي، وأضافت في بيانها أن "المفوضية قد خصصت عددا من وسائل الاتصال منها الرقم المجاني (5777)، وقامت بنشر الدعايات والبوسترات (أنت موجود) في اغلب شوارع بغداد والمحافظات، وكذلك الدعاية الالكتروني? على المواقع الالكترونية والفضائيات بعنوان (أنت موجود صحح بياناتك في سجل الناخبين)، وكذلك في الصحف اليومية، إلى جانب موقع المفوضية العليا المستقلة للانتخابات  www.ihec.iq، والموقع الالكتروني لتحديث سجل الناخبين: http://info.ihec-iraq.org". وختمت منظمة تموز بيانها بالقول "ساهم في حملة التوعية بأهمية مراجعة مراكز التسجيل، لتحديث سجل الناخبين، وإعداد سجل رصين يضمن حق الناخب بممارسة حقه الدستوري، وتجنب المشاكل التي عانيت منها بوجود أخطاء في معلوماتك، أو عدم وجود اسمك في سجل الناخبين".
 

كربلاء: تشكيل لجنة لتعويض المتضررين بسبب الأمطار
كربلاء – طريق الشعب:
أعلن مجلس محافظة كربلاء، أمس السبت، تشكيل لجنة لإحصاء المنازل المتضررة بسبب الأمطار التي اجتاحت المحافظة الأسبوع الماضي. وذكر المجلس في بيان له تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، أن "مجلس المحافظة قرر تشكيل لجنة لإحصاء عدد المنازل المتضررة جراء سيول الأمطار الأخيرة التي شهدتها المحافظة، لتعويض أصحابها"، مبینا أن "العوائل التی تضررت جراء تساقط الأمطار (عائلات) متعففة، وتعيش بدخل محدود ولا يمكنها إعادة ما هدم من منازلها". وكانت عشرات المنازل في أنحاء متفرقة من كربلاء، تعرضت لأضرار مادية كبيرة، بسبب موجة الأمطار الت? اجتاحت المحافظة في الأسبوع الماضي.
 
فرنسا تساند العراق في حربه
ضد الإرهاب
بغداد – وكالات:
أبدت فرنسا مساندتها السلطات العراقية في حربها ضد الإرهاب، مدينة بشدة التفجيرات التي استهدفت مواكب زوار عاشوراء وخاصة في محافظة ديالى.
وذكرت الخارجية الفرنسية في بيان لها "ندين الاعتداءات التفجيرية التي يقع ضحيتها المدنيون وغالبا ما ترتكب في أماكن العبادة والأسواق" مشيرة الى أن "المجموعات الإرهابية تحاول تقويض الوحدة وإعادة بناء البلاد".
وأكد البيان أن "فرنسا تساند السلطات العراقية في حربها ضد الإرهاب وثمة تعاون ثنائي في هذا الميدان".
وشدد البيان على ضرورة القيام بكل ما من شأنه السماح للعراق باستعادة الأمن وحماية السكان.
 

أسماء ومواقف...
اختلافات سياسية
 
عللت النائبة عن ائتلاف العراقية لقاء مهدي وردي، عدم إقرار قانون العفو العام المدرج على رفوف مجلس النواب، بسبب وجود خلاف سياسي بين الكتل على من هي الجهات المشمولة بالقانون. وقالت إن "هناك جهات في التحالف الوطني معترضة على القانون وأخرى مختلفة على من هي الجهات المشمولة به، أي الذين يتم إطلاق سراحهم مثل الفئات الإرهابية".
مبينة أن "هناك تساؤلا عن ما هي الفئات المشمولة بالإرهاب، والكل متفق بان القاتل لا يشمل بالعفو العام، وهناك تفاصيل مختلفة على هذا المفهوم".
 

تمرير القوانين الخلافية!  
 
استبعد رئيس كتلة الاتحاد الإسلامي الكردستاني البرلمانية النائب نجيب عبد الله، أن يتم تمرير القوانين الخلافية بمجلس النواب عبر خيار الأغلبية السياسية. وقال إن "من الصعوبة تمرير القوانين الخلافية، وان تمريرها يحتاج إلى توفير أرضية للتوافق السياسي، وإذا لم تسن الأرضية فلا اعتقد سيتم التصويت"، موضحا أن "الذهاب للتصويت على القوانين وفق الأغلبية والأقلية قد لا يحصل". وتابع "إننا نقترب من الانتخابات إلا أن الأرضية التي كانت متوفرة لإقرار القوانين، قد تضاءلت"، مرجحاً أن "يتمكن مجلس النواب من إقرار قانون أو قانونين?من القوانين الخلافية".
 
ولاية ثالثة
 
أفاد النائب عن ائتلاف العراقية سالم دلي، بأن المالكي سوف لن يحصل على ولاية ثالثة، مشيراً إلى أن أمريكا وإيران لديهما ملاحظات على أداء المالكي. وقال إن "هناك إصرار من قبل حزب الدعوة على تولي المالكي لولاية ثالثة، لكن القوى السياسية الأخرى رفضت ذلك منذ اجتماع أربيل، واتفقت على سحب الثقة منه".
لافتا إلى أنه "على الرغم من فشلها، إلا أنها أقرت قانون تحديد ولاية الرئاسات الثلاث". وأضاف أن "تولي المالكي لولاية ثالثة لن يكون سهلاً على مستوى الداخل، لرفض الكتل السياسية الأخرى".
 
"موت مواطن عنيد" 
 
أعلن الفنان فلاح إبراهيم، عن انتهاء التدريبات لعرض مسرحية جديدة تحمل عنوان (موت مواطن عنيد)، موضحاً أنها من تأليف وإخراج هيثم عبد الرزاق. وقال إنه "يجري العمل حالياً على مسرحية (موت مواطن عنيد)، وهي مسرحية جديدة تختلف عن المسرحيات التي تعرض حالياً، وتتحدث عن الواقع العراقي". وبين أن "المسرحية من تأليف وإخراج هيثم عبد الرزاق، وتمثيلي بالاشتراك مع الفنان القدير سامي عبد الحميد والفنانة إقبال نعيم". وأوضح أن "المسرحية ستسلط الضوء عن الواقع العراقي وشخصية الفرد العراقي، وما مر به من ظروف قاسية".

ص3

اقتصادي: العراق يفتقر إلى مقومات السياحة
بغداد – وكالات:
قال الخبير الاقتصادي ضرغام محمد علي، إن السياحة معدومة بالعراق عدا الدينية وسياحة الإقليم، مستدركاً انه حتى السياحة الدينية فوضوية وهي أشبه بالثواب والمراد فالعراق عبارة عن ممر لدخول السائحين وخروجهم.
وأضاف محمد علي لوكالة (الإخبارية للإنباء) أن السياحة الدينية تجذب حوالي أربعة ملايين زائر سنوياً، لكن العراق لا يستغل هذا العدد ويشجع صناعته المحلية ويبيعها للسائح كونه يفتقد إلى الثقافة السياحية.
وبين أن الفنادق الموجودة لا ترتقي للمستوى المطلوب ولا الأسواق والبضائع، إضافة إلى عدم وجود أماكن ترفيهية يذهب إليها السائح بعد زيارة المراقد فالأمر أشبه بالثواب والمراد. وأشار إلى أن السياحة الدينية بحد ذاتها ثروة قائمة وهي جزء من موازنة العراق لكنها على العكس لا تساهم بأي شيء وإنما تستنزف موازنته، منوهاً إلى انه من الممكن الاستفادة من إيرادات السياحة من خلال رفع رسوم الفيزا ولكن هذا سيؤدي الى تعامل الدول الأخرى بالمثل.
 
 
 
20 مليون دولار لنشاطات أربيل عاصمة السياحة 2014
أربيل – وكالات:
أكدت محافظة أربيل أن الاستعدادات تجري على قدم وساق لاستقبال فعاليات أربيل عاصمة السياحة 2014، والتي من المقرر لها أن تنطلق مطلع العام المقبل، مؤكدة رصد 20 مليون دولار لإتمامها. وقال مدير إعلام محافظة أربيل في تصريح للمركز الإعلامي للاتحاد الوطني الكردستاني، السبت، إنه "تم تشكيل لجنة مختصة  لمشروع أربيل عاصمة السياحة العربية 2014، مؤلفة من محافظة أربيل وهيئة السياحة ووزارتي البلديات والثقافة والهيئات ذات الاختصاص، وأن تلك اللجنة أكملت الاستعدادات الخاصة لانطلاق الفعاليات في ليلة رأس السنة الجديدة من خلال إح?اء حفل جماهيري ضخم، على أن تستمر الفعاليات لغاية 30 كانون الأول2014".وبين حامد أن "فعاليات أربيل عاصمة السياحة، تتضمن إقامة استعراض للمناطيد والطائرات الشراعية، وسباقات للدراجات، ورالي للسيارات، و ألعاب بهلوانية بالدراجات الهوائية، ومسابقتي اختيار ملكتي جمال العرب وكردستان، بحيث تم رصد مبلغ 20 مليون دولار لنشاطات متعددة تخص أربيل عاصمة السياحة من بينها تشييد صرح سياحي يبزر الجانب الحضاري للمدينة ناهيك عن ترميم 70 موقعا سياحيا واثريا، ضمن حملات خدمية واسعة".
 
 
أهالي الناصرية يتظاهرون ضد "مشروع متلكئ"
تظاهرات في "الشعب".. واحتجاجات أمام الأمانة 
بغداد ــ مهدي محمد كريم:
أحتج حشد من الناشطين في منظمات المجتمع المدني، أمس السبت، على غرق العاصمة بغداد بمياه الأمطار، مطالبين بتحسين الخدمات وإقالة أمين بغداد، فيما تظاهر ولليوم الثاني على التوالي المئات من أهالي مدينة الشعب منددين بالظلم الذي وقع عليهم بسبب الإهمال والفساد ونقص الخدمات.
وقال أحد الناشطين إن "العشرات خرجوا، صباح اليوم (أمس) في تظاهرة قرب مبنى أمانة بغداد، في ساحة الخلاني وسط بغداد، احتجاجا على غرق العاصمة بمياه الأمطار خلال الأيام الماضية، وعجز الجهات البلدية عن إيجاد الحلول"، مبينا أن "المتظاهرين طالبوا بإقالة أمين بغداد عبد الحسين المرشدي بسبب تقصيره".
وأضاف، رافضاً ذكر اسمه، أن "المتظاهرين رفعوا لافتات كتب عليها (الميزانية مليارات وبيوتنة غركانة، أمانة العاصمة متورطة بغرق بغداد، الحكومة مرتاحة والشعب غركان)".
مشيرا إلى أن "قوات أمنية من الشرطة الاتحادية فرقت المتظاهرين بالقوة، بعدما اعتقلت أربعة منهم".
وتابع أننا "واصلنا اعتصامنا أمام بناية قناة الحرة بالقرب من نادي العلوية ببغداد، لحين وصول المتحدث الرسمي باسم عمليات بغداد للتحدث معنا، والإفراج عن المعتقلين".
 
تظاهرة في منطقة الشعب
 
وفي شمال العاصمة، تظاهر المئات من أهالي مدينة الشعب وحي أور شرقي بغداد، أمس السبت، لليوم الثاني على التوالي مطالبين بـ "معالجة مياه الأمطار وتقديم الخدمات إلى المنطقة".
وذكر احد المتظاهرين لـ"طريق الشعب"، أمس، أن "المئات من أهالي مدينة الشعب تظاهروا لليوم الثاني على التوالي من ساحة صباح الخياط منددين بالظلم الذي وقع عليهم بسبب الإهمال والفساد التي تمارسه السلطات".
وأشار إلى أن "جميع المناشدات والمطالبات التي قدمها الأهالي للمسؤولين، لم تجد نفعا في إنقاذ المنطقة من الفيضانات التي اجتاحتها جراء سقوط الأمطار".
وذكر مراسل "طريق الشعب"، أمس الأول، الذي كان حاضرا أن "مئات المواطنين تظاهروا أمام المركز البلدي لمدينة الشعب، دون الحصول على استجابة لمطالبهم، فقد كانت أبواب المجلس مقفلة وتحرسها قوات أمنية، ما أثار غضب المتظاهرين ودفعهم إلى قطع الشارع الرئيسي في المدينة".
وأضاف أن "أهالي محلة 327و 321 و333 و 335و 339 في مدينة الشعب اشتكوا من واقع محلتهم  واعتبروه كسيفا جدا، خصوصا بعدما غطت مياه الأمطار اغلب شوارع المحلة والمنازل، ما صعب عليهم حتى الذهاب للتسوق".
أحد المتظاهرين لفت إلى أن "أهالي المنطقة خرجوا قبل يومين بتظاهرة مطالبين بالحلول لواقعهم،
ولكن رد الأمانة كان هو الامتناع عن رفع المياه عقوبة لنا لأننا تظاهرنا وطالبنا بإقالة الأمين".
 
..وتظاهرات في جميلة و الطالبية
 
وكان العشرات من أهالي منطقتي جميلة والطالبية شرقي بغداد، قد تظاهروا أمس الأول الجمعة، للمطالبة بإقالة أمين بغداد بسبب غرق منازلهم جراء الأمطار، فيما قاموا بمنع القوات الأمنية من الدخول إلى مناطقهم.
وتعد هذه التظاهرة هي الثانية على التوالي، حيث تظاهر العشرات من أبناء منطقتي الطالبية وجميلة شرقي بغداد، الخميس الماضي، احتجاجا على غرق منازلهم، حيث طالبوا أيضا بإقالة أمين بغداد من منصبه.
وهدد محافظ بغداد علي التميمي، في 12 تشرين الثاني 2013، بـسحب تعاونه مع أمانة بغداد في حال بقائها على هذا المستوى من الأداء، متهما إياها بـ"التقصير" في تصريف مياه الأمطار، فيما رد مدير العلاقات والإعلام بالأمانة أن هذا التقصير موجود في المحافظة أيضا.
وشهدت عموم البلاد خلال الأيام القليلة الماضية، هطول أمطار وبغزارة ما أدى إلى غرق الشوارع الرئيسة والفرعية للمدن بسبب قدم هذه المجاري والتي أصبحت لا تستوعب هذه الكميات من الأمطار، فضلا عن كثرة المطبات والحفر في هذه الشوارع.
أهالي الناصرية يحتجون
 
وفي الناصرية، تظاهر العشرات من سكان حي الشعلة، أمس السبت، للمطالبة بمحاسبة الشركة المنفذة لمشروع مجاري الناصرية الكبير "لسوء التنفيذ"، وأكدوا أن مخلفات أعمال الحفر من قبل الشركة تسببت "بقطع الطرق وتجمع مياه الأمطار".
وبحسب وكالة (المدى برس) أن العشرات من سكان حي الشعلة، وسط الناصرية، خرجوا أمس، بتظاهرة انطلقت من وسط الحي باتجاه مركز صوب الشامية للمطالبة بمحاسبة الشركة المنفذة لمشروع مجاري الناصرية الكبير بسبب سوء تنفيذها المشروع، مبينا أن المتظاهرين رددوا شعارات تطالب بتحسين الخدمات ومحاسبة إدارة الشركة على سوء تنفيذ مشروع المجاري في منطقتهم.  من جانبه، قال احد المشاركين في التظاهرة يدعى أبو محمد إن "أهالي حي الشعلة تجمعوا أمس للتعبير عن احتجاجهم من سوء التنفيذ لأعمال المجاري التي تقوم بها إحدى الشركات المتعاقدة مع وزا?ة البلديات والأشغال العامة".  وأضاف أبو محمد أن "مخلفات أعمال الحفر التي تقوم بها الشركة تسببت بقطع الطرق على سكان الحي وأدت الى تجمع مياه الأمطار وحالت دون تصريفها".  من جهته قال مختار منطقة الشعلة محمد علي إن "مساعي أهالي الحي لإقناع الحكومة المحلية في المحافظة بمحاسبة تلك الشركة لم تجد نفعا"، عازيا السبب الى أن "الحكومة المحلية تذرعت بالمشروع ضمن خطة وزارة البلديات وليس لديها سلطة على الشركة المنفذة".
وتابع علي أن "90بالمئة من عمل الشركة غير صحيح وان أعمال الحفريات التي خلفتها الشركة باتت تؤرق المواطنين من أهالي المنطقة لاسيما بعد قطع الشوارع المؤدية لمنازلهم". وكانت وزارة البلديات والأشغال العامة أعلنت ، في (9 تموز 2013)، عن إحالة مشروع الناصرية الكبير إلى شركة محلية من محافظة ميسان بكلفة تقدر بـ251 مليون دولار، وبينت أنه يشتمل على تنفيذ 1000 كيلو متر من المجاري في المناطق غير المخدومة في مركز الناصرية.
 
 
خارج النسق ...
الكابس العلمي
 
قد يستغرب القارئ الكريم من هذا العنوان الملفت والمتداول بين أعضاء الهيئات التدريسية في الجامعات العراقية. ولا أدري هل هو متداول في الجامعات العالمية، في الحقيقة أنني لم اسمع به، واستعنت بزملائي ولم يخبرني أحد بمعرفته بذلك، وحاولت عن طريق الإنترنيت ولم أفلح، عرفت فقط أن هذا النظام كان متبعا في زمن الدكتاتور المقبور، ثم الغي بعد التغيير. ولكن أعيدت له الحياة قبل بضعة أشهر وسط رفض واستهجان الأساتذة والأساتذة المساعدين الذين حصر الأمر بينهم.
والرفض والاستهجان متأتيان من طريقة تنفيذ المكلف بهذا العمل (الكابس)، حيث يجري تشخيصه من الوزارة وبشكل سري، ويذهب لحضور مناقشة رسالة ماجستير أو دكتوراه ويكتب عنها تقريرا سريا يرسله إلى الوزارة مباشرة. وهذا العمل يذكر الجميع بدور المخبر السري أو رجال الأمن المنبوذين في زمن العهود القمعية السالفة. مع العلم أن المناقشات تجري علنية، مسجلة (صورة وصوتا) وبحضور نخبة من الأساتذة، وغالبا ما يحضر عميد الكلية ورئيس القسم وفي أغلب القاعات توجد كاميرات مراقبة كما هي موجودة في قاعات المحاضرات.
ان هذا الأسلوب القديم – الجديد مرفوض لأنه يحط من شأن اللجنة المناقشة، التي يجري اختيارها بدقة وحسب الاختصاصات العامة والدقيقة وبأمر إداري. وقبل هذا وذاك تخضع الرسالة أو الأطروحة إلى مقوم علمي متخصص أيضا. ولكن وجود الكابس يضعف الثقة بهؤلاء كلهم.
لا أريد أن أقلل من دور الرقابة العلمية، خاصة والبلد يمر بمرحلة صعبة يتربع فيها الفساد المالي والإداري في كل أجهزة الدولة ولا أستثني الصروح العلمية التي دخلها ضعف الأمانة العلمية من أبواب عديدة... ولعل من أهمها الاستثناءات في القبول في الدراسات العليا خلافا للثوابت والضوابط العلمية. ولكن هناك طرقا كثيرة تحقق نزاهة العمل غير طريقة الكابس، الذي ربما يشكل مدخلا آخر مضرا وبعيدا عن العلمية، لاسيما ونحن لا ندري كيف يتم اختياره. فالنماذج التي عرفناها ليست مستوفية للعلمية، فكيف يمكن أن يكون الكابس العلمي أقل درجة م? رؤساء اللجان أو أعضاء اللجنة وليس من المختصين في الموضوع الموكل إليه بالمراقبة.؟
اعتقد إن الإجراءات التي تتخذ في تقويم الرسائل والأطاريح الجامعية، والمراقبة الدقيقة ابتداء من المشرف إلى المقوم العلمي إلى الوزارة إلى اللجنة المناقشة إلى رقابة لجنة الدراسات العليا في القسم والمعاون العلمي في الكلية، هذه محطات ومجسات تكفي للرقابة إذا كانت العلمية هي السائدة في التقويم بعيدا عن المحسوبية والمنسوبية، والارتياح الشخصي ومجاملة المشرف أو القسم. وإذا لم تتوافر هذه الضوابط، فلن يستطيع الكابس العلمي أن يفعل شيئا، وربما يتحول إلى حلقة جديدة من حلقات الفساد والتنكيل بالشرفاء من الأساتذة الأفاضل.
مع اعتذاري للزملاء المخلصين، أولئك الذين ينفذون المهمة خلافا لقناعاتهم.       
 
د.علي إبراهيم
 
 
تقرير...
هجرة الأطباء العراقيين مستمرة.. مَن يعالج هذا النزيف؟
تخرج احمد قبل سبع عشرة سنة في كلية طب بغداد، وعمل طبيبا ثم نال البورد العراقي ليصبح جراحا ناجحا في عدد من المستشفيات العامة والخاصة، ويعتبر مورده المالي في ظل الأوضاع الاقتصادية في العراق جيدا جدا، لكن مقاومته بدأت تضعف كما يقول مع تعقّد الأوضاع الأمنية والاجتماعية، وتفاقم القلق على ولديه الصغيرين، وتعرضه وعدد من زملائه الأطباء إلى التهديد والابتزاز بأشكال مختلفة خصوصا تحت عنوان الفصل العشائري، في حال حدوث مضاعفات في العمليات الجراحية، بحسب أهل المريض.
هذه قصة واحدة من مئات القصص التي تنطبق على أطباء وطبيبات اضطروا الى الهجرة وترك بيوتهم وأهلهم ومهنتهم الى بلاد لا تتوفر فيها فرص العمل في القطاع الطبي بسهولة، إلا بعد مراحل معقدة من الدراسة والامتحان والتدريب والاختبار.
 
20 ألف طبيب غادروا العراق
 
يقر الطبيب الاستشاري الدكتور رافد الخزاعي بان هجرة الأطباء والكفاءات العراقية مرت بمراحل متعددة، فقد وضحت في بواكير السبعينيات لأسباب عديدة منها سياسية وهربا من القمع الفكري، لتتبعها سنوات الحرب بين العراق وإيران في الثمانينيات، والفرار من الموت المجاني.
ويمثل العقدان الأخيران أوضح فترات هجرة الأطباء العراقيين حيث فرض الحصارُ الاقتصادي قسوته على العراقيين خلال التسعينيات، بينما تسبب العنف والإرهاب وارتباك الأوضاع الأمنية والاجتماعية بعد 2003 بدفع الكثير من الأطباء الى خارج بلدهم.
وتقدر وزارة الصحة أعداد الأطباء العراقيين الذي خسرتهم البلاد الى بلدان الهجرة واللجوء منذ بداية الثمانينيات بنحو 20 ألف طبيب بحسب المتحدث باسم الوزارة زياد طارق الذي أقر بان عقدَ التسعينيات شهد اكبر موجة هجرة للأطباء العراقيين، وخصوصا الشباب منهم عندما كانت رواتبهم لا تزيد عن أربعة دولارات شهريا، ما دفع بعضهم الى التحايل ودفع الرشى لدوائر السفر من اجل عدم تثبيت مهنتهم  كطبيب في جواز السفر، وإبدالها بمهن أخرى للالتفاف على قرار منع الأطباء من السفر حينذاك.
وعلى الرغم من هذا النزف النوعي للأطباء مازالت الكليات الطبية العراقية تخرّج المزيدَ منهم، حيث يكشف زياد طارق عن أن تلك الكليات تخرّج حاليا حوالي 3000 طبيب سنويا، وبرغم ذلك فان الحاجة لذوي المهن الطبية متزايدة.
 
 
طبيب: سألني الخاطفون لمَ لمْ تغادر العراق؟
 
وفي حوار مع البروفيسور الدكتور قيس كبه الذي اضطر الى ترك العراق بعد اختطافه عام 2007 من قبل مجرمين ابتزوا عائلته لإطلاق سراحه، كشف عن أن الخاطفين سألوه عن سبب عدم تركه العراق لحد الآن؟ كبه المتخرج من كلية طب العراق عام 1958 تحدث لإذاعة "العراق الحر" عن وجود الآلاف من الأطباء الاختصاصيين العراقيين في دول المهجر حاليا، ملاحظا ًبدهشة أن هناك نحو خمسين عراقيا ً يتبوأون مراكز علمية وإدارية رفيعة في مؤسسات طبية في العاصمة البريطانية لندن لوحدها.
وفضلا عن حرص اغلب الدول على الحفاظ على ثروتها من الكفاءات العلمية والطبية، فقد واجهت بعض الدول المتحضرة شحتها من الكفاءات بأساليب مختلفة، فعلى سبيل المثال عالجت المؤسسة الصحية البريطانية مشكلة قلة الأطباء المخدرين في مستشفياتها قبل سنوات عن طريق دعوة الأطباء الأجانب بهذا التخصص للعمل مع منحهم الجنسية البريطانية  تشجيعا لهم.
 
ترى ما السبيل لاستعادة هذه الكفاءات الثمينة؟
 
يعتقد عضو لجنة الصحة والبيئة في مجلس النواب الدكتور حمزة الكرطاني أن تحسين رواتب الأطباء وتقدير الكفاءة والتخصص ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب فضلا عن توفير سبل العيش الكريم من شأنه تشجيع الأطباء المهاجرين على العودة، متمنيا من وزارة الصحة توفير شروط مشجعة أخرى لحث الأطباء المهاجرين على العودة، معتبرا إصدار قانون (حماية الأطباء) من شأنه توفير بعض الشعور بالأمان لدى الأطباء.
لكن المتحدث باسم وزارة الصحة زياد طارق يلفت الى أن تهيئة ظروف جاذبة للطبيب العراقي للعودة لا تقتصر على وزارة الصحة فحسب، فالأمر تضامني وتكافلي يهم كل المجتمع وتشترك بمسؤوليته  مختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية إضافة الى وعي مجتمعي وشعبي. زياد أوضح أن الوزارة غالبا ما اقترحت قوانين وإجراءات تهدف لتشجيع ودعم الطبيب لكنها لم تجد استجابة من جهات ذات علاقة.
 
طريق العودة ليس معبداً
 
يشعر الطبيب الاستشاري ظافر الخزعلي بالإحباط عندما يشير الى أن طريق العودة ليس معبدا وجاذبا للأطباء الذين اختاروا على مضض ترك بلدهم، وربما نجحوا في تأسيس حياة آمنة ومهنية ناجحة في المهجر،  فما زالت الأوضاع في العراق صعبة لمن يريد إعادة تأسيس حياته مجددا. وتحضر نظرية المؤامرة بجدارة في هذه الموضوع، إذ يرى البعض أن هناك مخططا يهدف الى سلب العراق من كفاءاته العلمية والطبية ينفذ منذ عقود، ونشط بشدة خلال العقدين الأخيرين كما يذكر ذلك عضو لجنة الصحة والبيئة في مجلس النواب حمزة الكرطاني، الذي عدّ ذوي الكفاءات والت?صصات الطبية ثروةً وطنية ينبغي الحفاظ عليها وحمايتها.


ص4

اغتيال ناشطين شيوعيين في المكسيك مجددا
 
متابعة "طريق الشعب":
شهدت مدينة غوررة المكسيكية، نهاية الأسبوع الفائت اغتيال عضوين بارزين في الحزب الشيوعي المكسيكي. وكانت الضحية هذه المرة الكادر الفلاحي  لويس الفاريس، وزوجته آنا ليلا غاتيسيا روموو، اللذين جرى اغتيالهما في منزلهما، في احد المجمعات السكنية الفقيرة في الولاية. وكان لويس الفاريس قد شارك قبل 10 سنوات في تأسيس هذا المجمع، لإنقاذ الفلاحين الناجين من الحرب التي شنتها الحكومة ضد الحركة الفلاحية في تسعينيات القرن الفائت. ونظم  لويس مؤخرا تظاهرة لاستذكار ضحايا مجزرة 28 حزيران 1995، وساهم معه في تنظيم التظاهرة كل من ريتسيو مازينو، وراموندو فالاسكفيتس سكرتير المنظمة المحلية للحزب الشيوعي، اللذين جرى اغتيالهما قبل أسابيع. وعبرت العديد من الوفود المشاركة في اللقاء العالمي للأحزاب الشيوعية والعمالية، الذي استضافته العاصمة البرتغالية لشبونة مؤخرا، للرفيق بافل بلانكو سكرتير الحزب الشيوعي المكسيكي عن تضامنهم، مستنكرين الاستهداف الوحشي الذي يتعرض له رفاق الحزب في المكسيك.
 
 
......................................
 
في بنغلادش وكمبوديا.. عمال النسيج يطالبون بحد أدنى للأجور
 
متابعة "طريق الشعب":
منذ انهيار بنايات مصانع النسيج في بنغلادش في نيسان الفائت، أصبح واضحا أن عمال هذا القطاع في بلدان الجنوب الفقيرة، يعيشون  ظروف عمل لا إنسانية. وقد أدت الكارثة الى موت 1100 من العاملين، ما زال ذووهم حتى اليوم ينتظرون التعويضات.
وقد طالب 40 ألف في إضراب  وتجمع حاشد نظموه في المنطقة الصناعية على أبواب العاصمة البنغالية دكا، طالبوا بحد أدنى للأجور يضمن لهم بقاء وجودهم. واتهمت قوات الشرطة المحتجين باستخدام الحجارة في المواجهات، التي استخدمت فيها الشرطة الرصاص المطاطي، والغاز المسيل للدموع، وأدى ذلك الى إصابة العشرات من العمال المضربين. وأشار اتحاد عمال النسيج إلى ان العمال طالبوا برفع الحد الأدنى للأجور. من 28 يورو شهريا الى 76 يورو.
وفي بلد آخر للأيدي العاملة الرخيصة، هو كمبوديا، قتلت الشرطة الثلاثاء الفائت بائعة أطعمة، بعد أحداث عنف اندلعت على اثر تنظيم عمال النسيج مسيرة تطالب بتحسين ظروف العمل سارت باتجاه مقر رئيس الوزراء.
 
 
...........................
 
سلة الاخبار...
 
 
انشقاق في حزب برلسكوني
 
روما – وكالات:
انشق جناح يمين الوسط في حزب سيلفيو برلسكوني، في ما عد نكسة سياسية جديدة لرئيس الوزراء الإيطالي السابق. وقال انجلينو ألفانو نائب رئيس الوزراء إنه وزملاءه شكلوا حزبا جديدا ينتمي إلى يمين الوسط.
يأتي ذلك في الوقت الذي يجهز فيه برلسكوني لإعادة إطلاق حزب "فورزا إيطاليا" الذي كان أوصله للسلطة قبل عقدين. وقد تصاعد التوتر داخل حزب برلسكوني بعد أن واجه برلسكوني احتمال الطرد من البرلمان اثر حكم قضائي صدر بحقه.
 
مصر تستعيد ليلها
 
القاهرة – وكالات:
استعادت الحياة الليلية في المدن الكبرى المصرية حيويتها بعد أن ألغى قرار قضائي حالة الطوارئ، ويستأنف أصحاب المراكب على ضفاف النيل أعمالهم الليلية بعد توقف لمدة ثلاثة أشهر. ولكن يبدو أن الحالة لم تعد بنفس الزخم الذي كانت عليه، فعدد الركاب قليل، وبعضهم عاد إلى منزله باكراً، غير أن البعض أراد التمتع بساعات الليل. القاهرة مدينة لا تنام أبداً. هكذا يصفها زوارها حيث اعتادت فتح أبواب مقاهيها ومطاعمها ليلاً ونهاراً. وكان حظر التجول الليلي أجبر السكان على المكوث في منازلهم وشل حركة ما يمكن تسميته بالاقتصاد الليلي للمدينة.
 
غينيا ترفض طعون الانتخابات
 
كوناكري – وكالات:
رفضت المحكمة العليا في غينيا كل الطعون المقدمة ضد نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت في 28 أيلول والتي فاز فيها حزب تجمع الشعب الغيني بزعامة الرئيس الفا كوندي بمعظم مقاعد البرلمان. ويعني هذا الحكم ان حزب تجمع الشعب الغيني بزعامة الرئيس الفا كوندي قد حصل على 53 مقعدا في الانتخابات ليفوز على كل منافسيه ولكنه اخفق في الحصول على أغلبية مطلقة في البرلمان المؤلف من 114 عضوا.
 
روسيا تسلم الهند حاملة طائرات
 
موسكو - وكالات
وقع الجانبان الروسي والهندي يوم أمس، في مدينة سيفيرودفينسك وثيقة تسليم حاملة الطائرات ورفع عليها علم الهند. ووقّع عن الجانب الهندي قائد الحاملة سورادج بيري، وعن الجانب الروسي إيغور سيفاستيانوف نائب مدير عام مؤسسة "روس أوبورون إكسبورت" الروسية لتصدير الأسلحة والمعدات العسكرية. كما شارك في مراسيم التسليم دميتري روغوزين نائب رئيس الوزراء الروسي وممثلون عن مصنع "سيفماش" ووزارة الصناعة والتجارة ووزارة الدفاع.

.....................................
"النهضة" تكرر سيناريو الإخوان في مصر
تونس.. احتجاجات ضد السعي للهيمنة على القضاء

تونس – وكالات:
بدأ القضاة التونسيّون يوم أمس سلسلة جديدة من التحرّكات الاحتجاجيّة للتشهير بالإجراءات التي اتخذتها حكومة حزب "حركة النهضة" الإسلامي مؤخرا لإحكام قبضتها على قطاع القضاء، ولاسيّما من خلال تعيين رؤساء المحاكم الكبرى ونقل القضاة من أماكن عملهم، على أساس الولاء السياسي لسياسة الحكومة وللحزب الحاكم.
ودعت كلثوم كنو، رئيسة جمعية القضاة التونسيين، أعضاء الجمعية إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام قصر الحكومة بساحة القصبة بتونس العاصمة، وذلك احتجاجا على التعيينات المُتعلقة بتعيين قاضيين من بين أعضاء "هيئة القضاء العدلي" في منصبي متفقد عام بوزارة العدل ورئيسة للمحكمة العقارية.
واعتبرت كنو هذه التعيينات بمثابة الخرق من قبل السلطة التنفيذية لضرب استقلالية الهيئة المذكورة. جاء ذلك التصريح على هامش الوقفة الاحتجاجية التي نفذها القضاة، أمام محكمة التعقيب بالعاصمة لمساندة الهيئة الوقتية للقضاء العدلي على إثر التعيينات الأخيرة.
كما تمّ، تعليق العمل بمختلف المحاكم التونسية لمدة ساعتين، بما أدى إلى تأخير جلسات المحاكمات ومختلف الأعمال المكتبية ذات الصلة.
ومن جهتها، أعلنت الهيئة الوقتية للقضاء العدلي، في بيان أصدرته عقب جمعيّتها العامة، تعليق جلساتها العامة وأعمال مجلس التأديب مؤقتا، وذلك على خلفية صدور أمري التعيين المذكورين رسميّا بتاريخ 7 تشرين الثاني الجاري.
ونبّهت الهيئة إلى ما شاب الأمرين المعنيين من خرق لقواعد الاختصاص وإلغاء لدور الهيئة وللتداعيات الخطيرة لمآل الطعون التي قد ترفع في الأمرين السابقين وتأثير ذلك في شرعية تركيبة هيئة القضاء العدلي وصحة إجراءاتها، لاسيما أنها مدعوة في هذا الظرف إلى البتّ في مطالب الاعتراضات على حركة نقل القضاة في الآجال القانونية، بالإضافة إلى الملفات التأديبية.
ويقود القضاة منذ أشهر معركة ضد حكومة "حركة النهضة" الإسلامية التي تسعى إلى وضع يدها على السلطة القضائية من خلال إجراء تسميات لقضاة على أساس الولاء، ودون استشارة جمعية القضاة التونسيين بهدف تجريد سلك القضاء من استقلاليته ليكون وسيلة يتم توظيفها لتصفية الخصوم السياسيين.
من جانبها قالت روضة القرافي، نائبة رئيسة جمعية القضاة، إنّهم يرفضون التسميات التي تتم على أساس الولاء السياسي وإنهم يبرقون برسالة إلى الحكومة مفادها أن القضاة "لن يستسلموا وسيدافعون عن استقلال وحرية القضاء".
سعي الحكومة إلى توظيف القضاة يتناقض قانونيا مع طبيعة عملهم ومبدئيا مع مبادئ الثورة ومطالبها.
وقالت كلثوم كنو "سننفذ وقفة احتجاجية يوم السبت أمام مقر رئاسة الحكومة لتبليغ صوتنا ولكي نبيّن للحكومة أننا سلطة ولا بد من احترامنا وعدم إهانتنا"، مؤكّدة أنّ "تلك التعيينات من شأنها أن تؤثر في استقلالية السلطة القضائية وأن تزرع الخوف لدى القضاة".
وخلال الفترة الأخيرة تمت تسمية قضاة على رأس عدد من المحاكم، كما تم نقل قضاة آخرين بناء على مذكرة أصدرها وزير العدل نذير بن عمّو، وهو أستاذ قانون، تمّ تعيينه على أساس حياديّته بعد استقالة حكومة حمادي الجبالي على إثر اغتيال المعارض السياسي البارز شكري بلعيد، غير أنّه فاجأ القضاة بممارسة السياسة الفوقية والأحادية نفسها لسلفه نور الدين البحيري الذي أصبح وزيرا مستشارا لدى رئيس الحكومة، لكن يُشاع بين معظم القضاة والمحامين التونسيين أنّه لا يزال المتحكّم الأساسي في قطاع القضاء.
ويلقى القضاة التونسيون مساندة قوية من سائر القوى الديمقراطية والحقوقية في البلاد، على غرار المحامين والإعلاميين. وكثيرا ما رفع الإعلاميّون، خلال التحركات الاحتجاجية التي نظمتها "النقابة التونسية للصحافيين التونسيين" شعارا أساسيّا وهو: "إعلام حرّ.. قضاء مستقلّ".
كما أنّ المنظمات الحقوقيّة غير الموالية لحزب "النهضة" كثيرا ما طالبت الحكومة ولا تزال، بالكفّ عن وضع يدها على القضاء وتجريد القضاة من حريتهم واستقلاليتهم، محذّرة إيّاها من التداعيات الخطيرة لهذه ممارسات باعتبارها تتناقض مع مبدأ استقلالية السلطات التي تعد خطّا أحمر بالنسبة إلى عملية الانتقال الديمقراطي في تونس.
كما تقول أحزاب المعارضة الديمقراطية إن القضاة يتعرّضون إلى "نوع من المؤامرة"بهدف الزجّ بهم في التجاذبات السياسية، مؤكدة أن الحكومة تتولى عمليا تسيير القضاء وتحرّك الملفات التي تخدم مصلحتها وتغضّ النظر عن ملفات أخرى.
 

...............................
 
احتجاجات في ألبانيا على استضافة تدمير الكيمياوي
 السوري
 
دمشق – وكالات:
صادقت منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية خلال اجتماع لها في لاهاي خطة تدمير الترسانة الكيمياوية السورية بحلول منتصف العام المقبل 2014. ونقلت فرانس برس عن المتحدث باسم المنظمة كريستيان شارتييه قوله بعد اجتماع للأعضاء الـ41 في المجلس التنفيذي للمنظمة في لاهاي "تم تبني الخطة".
وانتهت أول أمس، المهلة المحددة في الاتفاق الروسي الأمريكي الذي سمح بتفادي ضربات جوية أمريكية على سوريا والتي يتعين على المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية بعد انقضائها الموافقة على مختلف المهل المحددة لإتلاف أكثر من ألف طن من الأسلحة الكيمياوية.
ويتزامن إقرار الخطة مع رفض ألبانيا طلب الولايات المتحدة استضافة عملية تدمير الأسلحة الكيمياوية السورية، مما يوجه ضربة للاتفاق الأمريكي الروسي للتخلص من غازات الأعصاب (السارين) والخردل في سوريا.
ويمثل رفض ألبانيا انشقاقا غير مسبوق عن الولايات المتحدة حليفتها في حلف شمال الأطلسي وقد يجعل من الصعب الوفاء بالمواعيد المحددة لعملية التدمير. وجاء القرار بعد موجة من الاحتجاجات في ألبانيا التي شكا فيها المحتجون من الاستغلال.
المظاهرات الاحتجاجية دفعت الحكومة الألبانية إلى رفض طلب أمريكا بتدمير الكيمياوي السوري على أراضيها.
وقال رئيس الوزراء أيدي راما في كلمة للشعب بثها التلفزيون بعد شهرين فقط من توليه منصبه "يستحيل أن تشارك ألبانيا في هذه العملية... فنحن نفتقر إلى الإمكانات اللازمة للمشاركة في ذلك." وجاءت تصريحات راما بعد احتجاجات متزايدة استمرت يومين أمام مقرات حكومية. وتجمع مئات المتظاهرين أمس الجمعة بينهم تلاميذ تركوا مدارسهم للتنديد بالخطة وكتبوا كلمة "لا" على وجوههم.
وفي واشنطن حاولت جين ساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية التقليل من أهمية القرار الألباني وقالت إن عدة دول أخرى "تدرس بشكل جدي..استضافة عمليات التدمير." ولم تحدد ساكي تلك الدول ولكنها قالت إن الولايات المتحدة تتوقع ان يتم الوفاء بالمواعيد المحددة لتدمير الأسلحة السورية رغم الرفض الألباني.
 
............................
من أوراق اللقاء الـ15 للأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية
مصر: فشل المشروع الأمريكي لأخونة المنطقة
 
 
إعداد: رشيد غويلب
تقدم  معظم المساهمات في اللقاءات الإقليمية والعالمية للأحزاب الشيوعية واليسارية قراءة مباشرة، من قبل قوى التغيير الحقيقية، للتطورات الجارية في بلدانها، وفي هذا السياق جاءت مساهمة الحزب الشيوعي المصري، في اللقاء الـ15 للأحزاب الشيوعية والعمالية العالمية في لشبونة (8-10 تشرين الثاني 2013)، التي قدمها الرفيق صلاح عدلي السكرتير العام للحزب.
وفي ما يلي عرض للوحة التطورات السياسية الجارية في مصر على ضوء المساهمة المذكورة.
ويأتي انعقاد اللقاء العالمي بعد مرور أربعة أشهر على اندلاع ثورة الثلاثين من حزيران، التي أعادت لثورة "25 يناير" روحها الأصيلة، ووضعتها من جديد على سكتها الصحيحة، وكانت بحق ضربة في العمق لمشروع تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، ويجري تنفيذه برعاية قطرية - تركية، يرمي الى أخونة مصر وبلدان المنطقة، وتعميق محاولات التفتيت الطائفي والمناطقي الجارية في المنطقة منذ حين، وبالتالي إقامة أنظمة ما يسمى بالإسلام السياسي المعتدل، الذي ترى فيه الإدارة الأمريكية الشريك المناسب في المرحلة الحالية لربط بلدان المنطقة الغنية بالنفط والمواد الخام الأخرى بمشاريع الليبرالية الجديدة، التي تواجه أزمة ما تزال تتفاعل في بلدانها.
ويرى الحزب الشيوعي المصري ان "نجاح ثورة 30 حزيران التي أسقطت حكم الإخوان وحلفائهم، والتي خرج فيها عشرات الملايين في مظاهرات شعبية سلمية غير مسبوقة وانحاز لها الجيش، تنفيذاً للإرادة الشعبية ولإنقاذ البلاد من حرب أهلية وفتنة طائفية، قد مثلت هزيمة كبيرة لهذه المخططات وهذا ما يفسر غضب الولايات المتحدة وحكومات الاتحاد الأوروبي وتعمدهم تشويه الثورة إعلامياً وسياسياً خاصة وأن موقف قيادات الجيش جاء معارضاً للولايات المتحدة لأول مرة منذ أربعين عاماً".
ورغم تحفظات الحزب الشيوعي المصري على بعض النقاط  الواردة في "خارطة المستقبل" التي توافقت عليها القوى الوطنية للمرحلة الانتقالية بعد 30 حزيران، وكذلك على تشكيل الحكومة الانتقالية التي لا يعتبرها الحزب حكومة ثورية، إلا أنه  يعتمد تحليلا واقعيا ومعتدلا، ويرى ضرورة الاستمرار في تنفيذ خريطة المستقبل ويدعو الى عدم العودة إلى الوراء ولا يجد بديلا للضغط الشعبي لتنفيذ جملة من المطالب أهمها:
1- إسقاط مشروع اليمين المحافظ بشكل نهائي، والقضاء على مقاومة أصحابه  للثورة، وهذا يقتضي ضرورة اعتبار جماعة الإخوان جماعة متطرفة وحظر نشاطها ونشاط حلفائها ومصادرة ممتلكاتها وأموالها.
2- إصدار دستور مدني ديمقراطي - وهو ما يجري العمل عليه الآن في لجنة الخمسين  والحرص على أن يأتي حاسماً في اتجاه دولة مدنية لا دينية ولا  عسكرية، ملتزماً بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية للعمال والفلاحين والكادحين ولحقوق المرأة والأقليات.
3- تحقيق المطالب العاجلة الاقتصادية والاجتماعية للكادحين والفقراء.
4- استكمال إصدار التشريعات التي تتيح حرية تشكيل الأحزاب والنقابات والاتحادات والجمعيات.
5- إنجاز الانتخابات البرلمانية والرئاسية قبل منتصف العام القادم.
ويؤكد الحزب ضرورة تشكيل أوسع  كتلة شعبية تقدمية من خلال تحالف  قوى اليسار المنضوية في اطار ا"لتحالف الديمقراطي الثوري" مع الأحزاب والقوى القومية والناصرية القريبة من مواقع اليسار، على أن تضم هذه الكتلة أيضاً المنظمات والحركات العمالية والشبابية والفلاحية والحركات الاجتماعية التي تنتظر تشكيل جبهة واسعة ذات توجه وطني ديمقراطي تقدمي لتصحيح الميزان المختل الآن لصالح قوى الوسط واليمين في المجتمع، ولكي يستطيع اليسار أن يكون قطباً فاعلاً في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة.
وتدعو مساهمة الحزب أيضا الى دراسة الأسئلة التي طرحتها الانتفاضات الشعبية في البلدان العربية ويركز الحزب على:
1- ان التطورات الهائلة التي أتاحتها ثورة الاتصالات والمعلومات، والتطورات التي حدثت على الخريطة الطبقية في الدول النامية وحاجة الأحزاب اليسارية الى استيعاب الحركات الجديدة في إطار جبهة واسعة للتغيير الاجتماعي والسياسي الجذري.. وضرورة إدراك أن ما يحدث في مصر الآن سوف تكون له انعكاسات على منطقة الشرق الأوسط وامتدادها الأوروبي.
2- عدم اعتبار الانتخابات الشكل الوحيد للتعبير عن الإرادة الشعبية وخاصة في فترات التحول الثوري والفترات الانتقالية، وهذا يفتح الباب أمام حاجة ملحة لإبداع أشكال جديدة لديمقراطية المشاركة الاجتماعية.. خاصة عند حدوث تناقضات واضحة بين أهداف ومطالب الثورات وما تتمخض عنه نتائج الانتخابات من نتائج عكسية بسبب الآليات التقليدية للعملية الانتخابية وسيطرة قوى اليمين وسطوة المال عليها.
3- دور ومهام الأحزاب الشيوعية واليسارية في مواجهة الأثر الهائل لسطوة وسائل الإعلام وفضح طبيعتها لاحتكارية  التي تسعى لتشويه الحقائق وشن حروب إعلامية ضد ثورات وانتفاضات الشعوب التي تقف ضد مصالح الامبريالية واستخدامها لإقناع الرأي العام العالمي بنتائج مخالفة لما يحدث على أرض الواقع. وقد عانت الثورة المصرية من هيمنة هذه الصورة الإعلامية من خلال قنوات الجزيرة ومثيلاتها إن هذه الحرب الإعلامية لها تأثير هائل في تضليل الشعوب وعزل الثورات والانتفاضات.
4- قضية ضرورة تجديد الفكر النظري والسياسي الماركسي وأهمية الانطلاق من الواقع العيني الملموس والابتعاد عن التحليلات النمطية والقوالب الجامدة المحفوظة، وإدراك التغيرات التي حدثت في المائة عام الأخيرة، ومن جانب آخر ضرورة احترام خبرات ونضالات القوى الثورية المحلية والتعامل بروح نقدية ثورية من أجل استيعاب الدروس والنجاحات وكذلك التعلم من أخطاء هذه التجارب الحية.

 

ص 5 - 6 - 7 - 8
اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي :
الاصلاح والتغيير مرهون بارادة الشعب ووحدة عمل قواه المدنية
• قانون الانتخابات الجديد تحد كبير للقوى المدنية الديمقراطية
• باقون مع الناس ومطالبهم المشروعة وحراكهم لانتزاع حقوقهم
• لنستثمر زخم الأحداث لتعزيز البناء الوطني وتحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية
عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي يوم الجمعة، 8 تشرين الثاني 2013، في بغداد، اجتماعها الاعتيادي الدوري، الذي جاء متزامنا مع بدء احتفالات الحزب بذكرى تأسيسه الثمانين. وباعتزاز كبير بالذكرى واستلهام لمعانيها ومدلولاتها الغنية، توقف المجتمعون عند اهمية احيائها بما يليق بها وبدور الحزب حاضرا ومستقبلا، وقرروا اصدار نداء في هذه المناسبة العزيزة على الشيوعيين وعامة العراقيين الوطنيين.
في بداية الاجتماع نهض الحاضرون وقوفا في ذكرى من رحلوا خلال الأشهر الماضية من الرفاق والأصدقاء، ومن شهداء الشعب، ضحايا الارهاب وجرائمه.
وتدارس الاجتماع تقريرا انجازيا عن عمل واداء الحزب وهيئاته القيادية ومنظماته ولجان الاختصاص، وتوقف عند مؤتمرات لجانه المحلية التي انجزت للتو، وصادق بالإجماع على نتائجها. وقيم عاليا النجاحات المتحققة بهمة الشيوعيين ونشاطهم وارادتهم في استنهاض الهمم، وتطوير المنظمات وتعزيز دورها، وتخليصها من الثغرات والنواقص، والابداع في تنفيذ قراراتها وتوصياتها، وصولا الى الارتقاء بالأداء وتحسينه. كذلك العمل على رص الصفوف، وتنظيم القوى، وتعزيز التلاحم مع الناس وتبني مطالبها والدفاع عنها والوقوف معها لانتزاع حقوقها.
وبعد دراسة التقرير المالي ونشاط الحزب في هذا الميدان تمت المصادقة بالإجماع على التقرير مع التوجهات اللاحقة ذات العلاقة.
ودرس المجتمعون التطورات السياسية منذ الاجتماع السابق للجنة المركزية في 3 ايار الماضي، واقروا اصدار المتابعة السياسية الاتية :
ان الأوضاع في بلادنا تشهد المزيد من التعقيد والتشابك والتدهور على الصعد المختلفة، في ظل ازمة بنيوية عامة تطحن البلد، وتزيد من معاناة المواطنين وقلقهم على مستقبل وطنهم وآفاق تطور الاحداث فيه، والخشية من انزلاقها الى ما هو اسوأ.
واكد الحضور ان اس البلايا، وهو نظام المحاصصة الطائفية والاثنية، ولّد ويولّد ازمات متعددة يعانى منها البلد ولا يزال، في وقت يفضل فيه المتنفذون المتصارعون على السلطة والقرار والمغانم والنفوذ، وعلى رسم حاضر ومستقبل البلاد، سياسة تدوير تلك الازمات والمراهنة على عامل الوقت الى حين اجراء الانتخابات البرلمانية القادمة، ويفضلون سياسة المناورة وعقد الصفقات، على المنهج السليم الديمقراطي والدستوري لإخراج البلاد مما هي فيه من ازمة خانقة واستعصاء سياسي، مقدمين مصالحهم وما يمسكون به من كراسي السلطة، على مصالح الشعب والوطن العليا.
وتجلت أزمة نظام الحكم وآليات تسيير الدولة السائدة والمتبعة، في الادارة غير الكفوءة لمؤسسات الدولة، التشريعية والتنفيذية، وعجزها عن القيام بواجباتها المناطة بها، وفي الشلل الاقتصادي، والتدهور في الاوضاع المعيشية لقطاعات واسعة من المواطنين، وارتفاع معدلات البطالة، وتدني الخدمات العامة، والازمات المتلاحقة في النقل والسكن والتعليم والصحة واسالة الماء وتجهيز الكهرباء (الذي تحسن حاله نسبيا في الفترة الاخيرة)، فيما بقيت نسبة من هم تحت خط الفقر مرتفعة، رغم التزايد المستمر لموارد البلد النفطية.
ولعل التطور الاخطر هو ما يتجلى في التدهور المريع للوضع الامني، وتصاعد وتيرة العمليات الارهابية وتنوعها، واتساع الرقعة التي تستهدفها، وما ادت اليه من ازهاق ارواح المئات والآلاف من العراقيين. ومما ضاعف مخاطر ذلك، تعمق طبيعته الطائفية المقيتة، وما رافقه من تهجير على اساس الهوية، ضمن مساع مريبة لفرض حقائق ديموغرافية جديدة على الارض، ما اضر كثيرا بالوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي لشعبنا.
وبالإضافة الى سعة الخلافات السياسية وعمقها بين الكتل المتنفذة الحاكمة والممسكة بالقرار، وفقدان الثقة بين اطرافها، وتواصل المناكدات والتراشق الاعلامي والتسقيط السياسي والاجتماعي، وعدم حصول تطور ملحوظ في العلاقة بين الاقليم والحكومة الاتحادية، برزت في الفترات الاخيرة ظواهر زادت الوضع تعقيدا وسوءا، وتجلت في العديد من المعطيات والمؤشرات مثل:
1- استخدام مؤسسات الدولة كأداة للإبعاد والتهميش واقصاء الآخر المختلف، ضمن منهج يفرط بالطاقات والكفاءات الوطنية، مقابل تجميع الانصار والمريدين، وشراء الذمم واغداق العطاءات والمكرمات، وتسخير التوظيف في اجهزة الدولة، المدنية والعسكرية، لخدمة هذا التوجه، وتشجيع الولاءات الشخصية والحزبية الضيقة، ومظاهر العودة الى ممارسات الحزب الحاكم المقرر وسياسة التفرد والاعتماد على الدائرة المقربة.
2- تعمق مظاهر التمييز على اساس الموالاة والتحزيب الضيق لمؤسسات الدولة، وبالأخص المؤسسة العسكرية، وتفاقم معاناتها من المحاصصة على حساب الكفاءة والمهنية، ما يثير الكثير من الاسئلة عن الاهداف التي تقف وراء ذلك، وما يزيد القلق من احتمال توجيهها بما يتعارض مع ما هو محدد لها من مهام دستورية، في ظل الصراع السياسي المحتدم خارج سياقاته.
3- تفاقم المعالجات الفردية للتحديات والمصاعب التي تواجه المجتمع والدولة، في ظل غياب رؤية استراتيجية متكاملة لبناء الدولة، واللجوء الى اجراءات مبتسرة ترقيعية تبدد المال العام والوقت والجهود.
4- التشابك المريب بين الفساد كمؤسسة وبعض المتنفذين في اجهزة الدولة، وفئات البرجوازية الطفيلية والبيروقراطية واوساط من التجار الكومبرادور.
5- سيادة نمط تفكير لدى القوى المتنفذة يتسم بالتزمت واللاديمقراطية، وبالابتعاد عن الواقعية والعقلانية والمرونة والتسامح ورحابة الصدر وسعة الافق عند التعامل مع شؤون البلد وقضاياه.
6- اعتماد اساليب غير شرعية في العلاقة بين القوى السياسية المتعاركة كالاستعانة بالمليشيات والقوى الاجنبية، وتشجيع الانقسامات والتشرذم في صفوفها.
7- عجز مجلس النواب عن القيام بدوره التشريعي والرقابي، وطغيان عمل السلطة التنفيذية عليه، ما ولد العديد من التقاطعات بين السلطتين، وكان مردوده سلبيا على المواطن، وادى الى التلكؤ في تشريع العديد من القوانين الهامة.
8- التفريط بمبدأ الفصل بين السلطات الثلاث، وسيادة عقلية الهيمنة، وتداخل الصلاحيات، ما اربك عمل الجميع واصابه بالشلل. ويثار في هذا الصدد العديد من التساؤلات المشروعة عن مدى حيادية واستقلالية مؤسسات القضاء العليا، ارتباطا بمواقف اتخذتها المحكمة الاتحادية والعديد من الهيئات القضائية.
9- قضم استقلالية الهيئات المستقلة، والتدخل الفظ من جانب الحكومة في شؤونها وفي ترتيب مجالسها ورئاساتها، ما اضعف كثيرا دورها وعطل قيامها بمهامها على وفق ما حدده لها الدستور.
10- استهانة الاوساط الحاكمة بالمخاطر الاقليمية والدولية الكبيرة المحيقة بالعراق والمنطقة وما يطبخ لهما في الدوائر الغربية واسرائيل، وعدم ارتقاء الاداء والمعالجة الى مستوى تلك التحديات والمخاطر. ونتيجة للفشل المتلاحق للقابضين على السلطة، تتزايد اعداد الداعين الى الاستعانة بالخارج لإيجاد مخارج للازمة القائمة.
11-استمرار المساعي الجارية بصيغ مختلفة، للتضييق على الحريات العامة والخاصة، وتشويه قيم الديمقراطية الحقة ومسخها، وتكميم الافواه، وتكريس الموقف المعادي لتظاهرات المواطنين ومطالبهم العادلة، واللجوء الى العنف المفرط والاعتقالات والتعذيب، وتقليص فضاءات الحياة المدنية.
ورغم معاناة الناس، وتدهور أوضاع البلد وانفتاحها على احتمالات شتى، وحالة التشابك بين ما يجري في بلدنا وعلى صعيد المنطقة، لا سيما في سوريا، وانعكاساتها السلبية على بلدنا، وانطلاق العديد من الأصوات الوطنية المحذرة، فان الكتل السياسية المتنفذة ظلت سادرة في مواقفها، وعاجزة عن تقديم البدائل والحلول، بحكم طبيعتها وتكوينها، واصرارها على التمسك بالمحاصصة رغم ما تطلق من نقد لها ، وابتعادها عن الخطاب الوطني الموحِّد، ملحقة المزيد من الاضرار ببلدنا، ومضيعة فرصا ثمينة للإعمار والبناء، اهدرتها على مذبح مصالحها وتشبثها بالحكم والسيطرة.
وإزاء توالد الأزمات وتعمقها، وانعكاس آثارها على مجمل احوال البلاد، وانفتاح الأوضاع على اسوأ الاحتمالات والمآلات، لم يدخر حزبنا جهدا في تنبيه جميع الاطراف المشاركة في العملية السياسية، والقوى المتنفذة على تباين درجة مسؤوليتها عن تدهور الأوضاع، إلى جذور الأزمة في العملية السياسية، وتداعياتها وتجلياتها في أزمات الحكومة والبرلمان وفي ضعف ادائهما، الجذور التي تكمن في نظام المحاصصة الطائفية والأثنية.
ولأجل تجنيب البلاد المخاطر التي تتهدد النسيج الوطني والسلم الأهلي والسيادة الوطنية، والتي تفاقمها التدخلات الخارجية، فضلا عن تدهور الواقع الاقتصادي والخدمي، جرّاء المماطلة والتسويف والتصلب والتخندق في المواقف، في مواجهة القضايا العالقة والمختلف عليها بين القوى السياسية، بادرنا الى الدعوة لإجراء انتخابات مبكرة، تتيح العودة الى الشعب كحل دستوري ديمقراطي للازمة. كذلك دعوة القوى السياسية جميعا إلى الشروع بحوارات ثنائية ومتعددة الاطراف، تمهيدا لاجتماع او مؤتمر وطني شامل يضم سائر القوى المشاركة في العملية السياسة، داخل السلطة وخارجها، لمراجعة الواقع المأزوم للعملية السياسية، وتدارس مختلف جوانب ازمة البلاد، والخروج بحلول وتوافقات وخطط عمل مشتركة، من شأنها إعادة العملية السياسية إلى السكة السليمة، وتنقية أجواء العلاقات السياسية، وجدولة اجراءات وخطوات عملية متوافق عليها لتفكيك عقد الأزمات والقضايا العالقة والمؤجلة.
الا ان هذه الأفكار والمقترحات لم يجر التعامل معها بجدية رغم اعلان الترحيب بها، بل على العكس استقبلها بعض القوى المؤثرة بتوجس، وعمل على افراغها من مضامينها الحقيقية، بالتسويف والاختزال وتضييق معانيها ودائرة المشمولين بها. ومع مرور الوقت وتدهور الاوضاع وامتداد تداعيات الأزمة إلى الوضع الأمني، وتفاقم الصراع في سوريا، وظهور حركة احتجاجات واسعة في بلادنا، جرى التعامل معها بصورة خاطئة وتوظيفها لتأجيج الاستقطاب الطائفي، ومع تنامي اتجاهات التفرد، والنبرات وردود الفعل المتشنجة، اتسعت فجوة الخلاف، وتعسّر تحقيق التفاهمات، وازدادت مظاهر ضعف الأداء بل وشبه الشلل الحكومي والبرلماني. وزادت هذه العوامل والتطورات مجتمعة من تعقيد الاوضاع، وضيقت فرص تطبيق ونجاح الحلول التي كانت متاحة، واشاعت مشاعر احباط وقلق عميقين في مختلف الاوساط الشعبية والسياسية، بما في ذلك داخل القوى النافذة نفسها.
واكد مسار الاحداث ومواقف القوى المتنفذة المتحاصصة، أن لا رغبة لها ولا مصلحة في الخلاص من نظام المحاصصة الطائفية والاثنية، وانه لا يمكن توقع اتخاذ خطوات عملية وجادة للانفكاك، إلا بتغيير الموازين السياسية في المجتمع لصالح اصحاب المشروع الوطني والمدني الديمقراطي. وهذا لا يتحقق إلا ببناء تحالف وطني عريض وواسع، عابر للطوائف والاثنيات، يشكل بداية النهاية للمحاصصة الطائفية- الاثنية المقيتة، ويفتح برنامجه الابواب نحو المصالحة الوطنية الحقة، ونحو حفظ وحدة البلاد وتجنيبها مزالق التقسيم والاحتراب الاهلي.
وفي هذه الظروف العصيبة فان جهدا كبيرا ينتظر جماهير شعبنا، والتيار الديمقراطي وقواه وشخصياته، وكل قوى المجتمع المدنية والديمقراطية، للارتقاء بدورها وزيادة فاعليتها، وتوسيع صفوفها ، وبناء تحالفها المدني الواسع، وجعله رقما كبيرا في موازين القوى على الارض، لصالح مشروع بناء الدولة المدنية الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية.
تدهور الوضع الامني
توالى التداعي في الملف الامني، وشملت جرائم الارهابيين محافظات عدة، بعضها كان يعتبر من المحافظات الآمنة. وتنوعت وسائل ازهاق ارواح العراقيين، حيث التفجيرات، الاحزمة الناسفة، العبوات، الاغتيالات بالكواتم، الاختطاف، مهاجمة البيوت الامنة وهدمها على رؤوس ساكنيها، الهروب من السجون كما حصل في ابي غريب والتاجي، المدن والسيطرة عليها ولو لفترة معينة، وغيرها.
وتنوعت الاماكن والاهداف المستهدفة وتعددت: الحسينيات، ومسيرات الزوار، والجوامع، ومجالس العزاء، واجهزة الشرطة والجيش، ومؤسسات الدولة، والمقاهي الشعبية، والملاعب الرياضية والاسواق والمدارس..
ورافقت جرائم التقتيل عمليات تهجير ذات نفس طائفي، شملت مناطق ومواقع عدة في محافظات الوطن: ديالى والبصرة والموصل وصلاح الدين وكركوك وذي قار وبغداد، في اجواء صمت حكومي مطبق.
وما ميز اعمال الارهابيين الاجرامية هو سعتها، وتنظيمها، وتنسيق تنفيذها في اماكن عدة في آن واحد، وتصاعد وتيرتها ووحشيتها وطابعها التدميري، وتزايد اعداد ضحاياها.
ولم تعد خافية على ابناء شعبنا غايات القتلة على اختلاف عناوينهم واجنداتهم السياسية، فهم يريدون الحاق اقصى الاذى بالعراقيين وترويعهم، تأليب بعضهم ضد بعض، واثارة فتنة طائفية مهلكة، والحاق هزيمة معنوية بالقوات الامنية واظهار ادائها بمظهر الهزيل العاجز. أنهم يريدون تعطيل الحياة العامة، وإضافة كوابح جديدة في طريق العملية السياسية، والعودة بها القهقرى، وتعميق حالة اللااستقرار والفوضى، وتنفيذ مخططهم الظلامي بإسقاط العملية السياسية والمؤسسات الدستورية، والعودة ببلادنا الى القرون الوسطى ونموذجها قندهار بصيغه المتعددة.
وبات واضحا ان الارهابيين ومختلف المجاميع المسلحة الخارجة عن القانون، وجدوا متنفسا جديدا لهم في التطورات الجارية في سوريا، وفي ظلال موجة التعصب والتحريض الطائفي التي ما انفكت دول في المنطقة تعمل على ادامتها وتأجيجها، مقدمة دعمها اللوجستي والمادي السخي لفصائل القتل والتدمير، فضلا عن مواقف اطراف دولية تريد الحاق الضرر بدول المنطقة لصالح اسرائيل.
على ان سوء ادارة بلدنا وتردي الاحوال فيه، والتخبط وانعدام الحكمة والمرونة، والموقف المتعنت من مطالب المعتصمين في المحافظات الغربية والشمالية ، وعدم الاستجابة لما هو مشروع منها، والبطء والترهل، هذا وغيره دفع اعدادا متزايدة من الشباب المشاركين في الاعتصامات الى الشعور بالإحباط، واليأس من امكانية تحقيق مطالبهم سلميا، وهم في الاساس يعانون من بطالة حادة، يضاف الى ذلك التعامل الخاطئ مع الصحوات. هذه الامور كلها وظفتها التنظيمات الارهابية لصالحها، ووجدت لنفسها حواضن آمنة وامدادات بشرية جديدة، فيما بقيت تتعالى اصوات غالبية اهالي هذه المناطق، مطالبة بتخليصهم من سطوة الارهابيين.
ان مداخل معالجة الثغرات الجدية في هذا الملف، لا بد ان تنطلق من حقيقة تعدد مقاربات هذه المعالجة، وعدم اقتصارها على الجانب الامني – العسكري، على الرغم من اهميته. فلا مفر من الاقدام على مجموعة اجراءات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية واعلامية، وعلى تطوير المؤسسة العسكرية – الامنية وتخليصها من العناصر التي تلكأت او فشلت في مهامها، ومن العناصر الفاسدة ايضا، والكف عن مساعي تسييسها وكسب الولاءات داخلها، بما يشظيها طائفيا وقوميا وسياسيا، والمباشرة بإعادة بنائها على اسس سليمة ووفق معايير الكفاءة والنزاهة والاخلاص بحيث تغدو مؤسسة وطنية بحق، تحظى بثقة العراقيين جميعا.
ان من شأن استمرار غياب هذه المعالجة ان يلحق افدح الاضرار بالمؤسسة، وبقدرتها على الامساك بملف الأمن، الذي يصعب الحديث عن اطلاق فعلي لعملية البناء والاعمار والاستثمار التي تأخرت كثيرا، من دون تحقيق انجازات حقيقية فيه وإلحاق الهزيمة بالإرهابيين ودحرهم.
ولا يقل عن هذا ضررا السعي المحموم لإعادة الحياة الى " ميليشيات " و " جيوش " مختلفة العناوين والمسميات. والأنكى ان تحظى بدعم ظاهر ومبطن من اجهزة ومؤسسات وافراد في الدولة، بما يعد خروجا صريحا وانتهاكا فظا للدستور. ويبقى مطلب حصر السلاح بيد الدولة مشروعا وضروريا، للحؤول دون رفع وتيرة العنف في مجتمعنا، واستخدامه في فرض حقائق سياسية على الارض.
من جانب آخر تمس حاجة عوائل ضحايا الارهاب الى الرعاية والعناية والاهتمام من قبل الدولة ومؤسساتها المختلفة، وتعويض من فجع منهم بسبب جرائم القتل وتضرر ماديا او معنويا، والاقدام على ذلك سريعا وتخطي الروتين المرهق في مؤسسات الدولة.
التأجيج الطائفي
يتواصل التحشيد والتأجيج الطائفيان على عدة مستويات، وتنشط الجماعات الارهابية لمفاقمة الامر عبر عملياتها الاجرامية التي تريد خلط الاوراق واثارة فتنة طائفية، من خلال استهدافها الجوامع والحسينيات ومجالس العزاء ومسيرات الزائرين، والتركيز على منطقة معينة ومكون معين في فترة محددة، ثم الانتقال الى اخرى في وقت آخر. وايضا تحت تأثير صراعات المصالح في المنطقة بلبوس طائفية، وما يحصل في سورية بفعل ازدياد دخول العراق على خط الازمة فيها وبعناوين مختلفة، وان لم يتخذ طابعا رسميا.
على ان التأجيج الطائفي غدا سلاحا وورقة ضغط بيد السياسيين، وخصوصا المتنفذين، وهم يصعدونه كلما اقتربت الانتخابات، ليضمنوا نفوذهم ومصالحهم وحصولهم على مواقع متقدمة في مؤسسات الدولة.
ونشهد خلال ذلك لجوء بعض السياسيين، فضلا عن رجال دين ومثقفين ووسائل اعلام، الى خطاب تصعيدي بدل الدعوة الى التهدئة ومد جسور الحوار وتمتين النسيج الاجتماعي الذي يتعرض الى تهديد جدي.
والاخطر بمكان ان تطلق الدعوات الى تشكيل مليشيات وجيوش على اسس طائفية، وان تخول هذه التشكيلات نفسها صلاحيات مؤسسات الدولة وتأخذ القانون بيدها، في تجاوز واضح وصريح وانتهاك فظ لسلطة الدولة.
ولمواجهة التحديات الجدية امام بلادنا، والتي سبق ان حذرنا من مخاطرها، نكرر الدعوة إلى وقف التصريحات المتشنجة والمؤججة للعواطف، والسعي الى كسب الاصوات ولو على حساب استقرار البلد ووحدته الوطنية، ونؤكد ضرورة الاستجابة السريعة للمطالب العادلة للمعتصمين والمتظاهرين، وحل اشكاليات ابناء الصحوات، والسير بثبات نحو المصالحة الوطنية الحقيقية، والتعامل مع العراقيين كمواطنين متساوين في الحقوق والواجبات.
وتتوجب ايضا على اصحاب القرار والمتنفذين، اعادة النظر بكل الاجراءات التي تتقاطع مع تمتين الوحدة الوطنية، واعادة اللحمة الى صفوف المواطنين، ومعافاة الحياة السياسية، وانتشال البلاد من حالة الشلل. فهذا هو طريق التصدي للتدخلات الخارجية التي ما انفكت تسعى الى العبث بمقدرات الوطن والشعب.
اخطبوط الفساد
كثر الحديث عن مكافحة الفساد، واطلقت حملات لمكافحة الرشوة، وعلت الاصوات المطالبة بإنزال القصاص العادل بالفاسدين والمفسدين. ومع هذا، ورغم تعدد وتشعب هيئات الرقابة والنزاهة والجهات المشابهة، فان ارقام الفساد في تصاعد متواصل. وليس ادل على ذلك مما تذيعه هيئة النزاهة ذاتها من ارقام، ومن عدد المفسدين الهائل الذي لا يزال، كما تقول، يحال الى المحاكم.
و يدلل هذا على ان أي مسعى للتصدي الناجع للفساد، لا بد ان يضع في الاعتبار مجموعة من الحقائق التي لها صلة بأسبابه وتشعباته ودوافعه، والاشكال المتعددة التي يتجلى فيها، كما بأبعاده المالية والادارية والسياسية.
فليس من الصحيح قصر الفساد على الرشى في مؤسسات الدولة مثلا، او سرقات المال العام المباشرة، على ضخامة حجمها وسعة انتشارها، وعدم الوقوف على كل انماط هدر المال العام، والتلاعب به بصورة مباشرة وغير مباشرة.
على ان من المهم، وقد تكدست " خبرة " جيدة عند المفسدين، الانتباه الى كون العديد من عملياتهم تتم بشكل "قانوني" ظاهريا ووفق السياقات القانونية وفي انسجام تام مع التعليمات الحكومية النافذة.
ومن الملفت ان تتركز عمليات الفساد الكبيرة، وكما يُعلَن من طرف ذوي العلاقة انفسهم، في العقود الحكومية التي يفترض ان تجري بشفافية عالية، لا سيما وهي تتم بإشراف الحلقات العليا في مؤسسات الدولة على اختلافها.
ويقترن استشراء الفساد بالتداخل الكبير والترابط المخيف بين اخطبوط مؤسسة الفساد وكبار المتنفذين في الدولة، مما اشاع الكثير من اللامبالاة وعدم الاكتراث في مؤسساتها، وصعّب كثيرا من مساعي التصدي للفساد، وحوّل عمل مؤسسات مكافحته الى ملاحقة ما سهل رصده وصغر حجمه من القضايا. بل ان مؤسسات المكافحة بدت احيانا كمن لا حول له ولا قوة امام المؤسسة السياسية، التي صارت هي الاخرى تغذي مؤسسة الفساد، وتتبادل معها عناصر القوة. ويكفي ان نذكّر بعدم الاعلان عن اية قضية جرى حسمها امام المحاكم، اذا كان اي منها قد حسم اصلا. فيما التهديد بكشف الملفات قائم، ومن مختلف الاطراف، للضغط والابتزاز وشراء الذمم والتسقيط السياسي والاجتماعي.
ويبقى ان نشير الى ان تفشي الفساد المالي والاداري والسياسي، وتحوله الى مؤسسة اخطبوطية تخترق بأذرعها مفاصل الدولة جميعا، ومثلها المجتمع، يشكل موضوعيا افضل خدمة لشبكات الارهاب والجريمة المنظمة، ويؤمن تعمق الروابط بينهما.
ان الناس مندهشة حقا امام ما يعرض من قضايا فساد بمبالغ هائلة تصل المليارات، تطال كبار المسؤولين ، ومن تلاعب مريب بعقارات الدولة والاراضي الزراعية وغيرها، وما تتعرض له من نهب متواصل بذرائع مختلفة، وما خفي منها هو الاعظم ربما. وتبقى الاجراءات المضادة دون المطلوب، بل تكاد لا تذكر امام هذا الغول المستشري.
اننا ندرك جيدا، شأن ابناء شعبنا، ان المعالجة الجذرية للفساد ستصطدم بمعوقات وعراقيل شتى من جانب الفاسدين المفسدين، وانها لا بد ان ترتبط بجملة اجراءات ومعالجات تضع حدا للمحاصصة، ولحماية السياسيين مناصريهم الفاسدين، واطلاق عملية تنمية حقيقية، وخفض معدلات البطالة، وتحسين الخدمات، وتأمين الامن والاستقرار، وضمان حيادية القضاء، وتفعيل دور اجهزة الرقابة المتعددة ومنظمات المجتمع المدني والمواطنين والرأي العام والاعلام.
الوظيفة العامة
اصيبت الوظيفة العامة بخلل كبير، وهي مرتبطة بالأوضاع العامة في البلد، وبمنهج وآليات ادارة الدولة،التي توارثت العديد من الاشكاليات من النظام المقبور، وزيد عليها ما زيد بعد التغيير، ما افقدها الكثير من مزاياها وخصائصها، واضعف قدرتها على لعب دورها المرتجى في ادارة مؤسسات الدولة وفي ادائها لمهامها، لا سيما تلك المرتبطة بحياة الناس مباشرة وبتقديم الخدمات لهم، او التي لها صلة بضمان الأمن والاستقرار، وانطلاق عملية البناء والاعمار.
ويبدو الخلل واضحا في الفوضى المنتشرة في مجموعة الانظمة والقوانين الناظمة والمؤطرة والتعليمات المتقاطعة، والكثير منها وضع او شرع ايام النظام المقبور. تضاف الى ذلك الاجتهادات غير المعللة والصلاحيات التي تمنح لهذه الجهة او تلك، او لهذا الوزير ومن بدرجته او ذاك.
ويبقى اسناد الوظيفة العامة يفتقد المعايير الواضحة والصريحة، كما انه يخضع للمحاصصة، وللمحسوبية والمنسوبية، ولأغراض جمع المريدين، وللواسطات والرشى، والاغداق على ذوي القربى. وقليلة هي الحالات التي يجري التعيين فيها عبر الاعلان واختيار الشخص المناسب للوظيفة المعلنة.
ومن النادر ان يوجد في دولة كم هائل من المناصب القيادية الرئيسية، المدنية والعسكرية، التي تدار بالوكالة، كما هو الحال في العراق اليوم، والتي تقدر نسبتها بأكثر من 80 بالمئة. وشاغلوها يتعرضون طبعا، بحكم كونهم غير اصلاء، للكثير من الضغط والابتزاز، ويعانون حالة من اللااستقرار.
ولم تفلح حتى الآن الدعوات المتتابعة المطالبة بتشكيل مجلس الخدمة العامة، لتنظيم عملية اعداد الضوابط والمعايير للوظيفة العامة، ومراقبة تنفيذها بحيادية وشفافية، بما يتيح للمواطنين التقديم الى الوظيفة على وفق الكفاءة والتأهيل، وبما يوفر الفرص المتكافئة امام العراقيين جميعا، ليتنافسوا بحرية ومن دون تمييز لأي سبب او ذريعة .
ان تحقيق هذا الهدف سيتيح تحقيق جانب من العدالة الاجتماعية، وتفعيل مبدأ المواطنة، ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب، بدل الفوضى التي تعم ميدان التعيينات حاليا، وعلى مختلف المستويات.
انتخابات مجلس النواب القادمة
تكتسب الانتخابات القادمة اهمية كبيرة، وهي تعد استثنائية في مجرى التطورات التي يشهدها البلد اليوم، ويمكن ان تكون مدخلا لإعادة اصطفاف القوى لمصلحة تحقيق مشروع التغيير، ووضع العملية السياسية على السكة السليمة، وصولا الى اقامة الدولة المدنية الديمقراطية، دولة المواطنة والمؤسسات والقانون.
وبهذا المعنى فأنها تشكل تحديا كبيرا للجهات والقوى والاحزاب والشخصيات والمواطنين المطالبين بالتغيير، وبجعل الانتخابات المقبلة محطة انطلاق نحوه. كما تشكل تحديا لجميع الكتل والاحزاب السياسية، المطالبة بأجراء مراجعة نقدية واستخلاص الدروس ، وضم جهدها الى جهود الآخرين لأطلاق عملية تصحيح مطلوبة، بعد كل ما عاناه البلد واهله من كوارث ومآسي، وبعد فشل المتنفذين في الايفاء بوعودهم ووضع مصالح الوطن والشعب العليا فوق اعتبارات المصالح الضيقة، أيا كان عنوانها.
ان انتخابات بهذه الاهمية كانت تتطلب الاعداد الجيد والمبكر لها، وتلافي الثغرات والنواقص التي رافقت عمليات الانتخابات السابقة، سواء لمجالس المحافظات، ام لمجلس النواب.
وقد طالبنا مع سوانا بحسم العديد من الامور على طريق التهيئة لهذه الانتخابات، ومنها اجراء الاحصاء السكاني، وتشريع قانون الاحزاب، واعادة تشكيل المفوضية العليا للانتخابات ودوائرها في المحافظات واجهزتها المختلفة،على اسس جديدة تعتمد الكفاءة والنزاهة والمهنية، بعيدا عن المحاصصة وتدخلات الكتل السياسية، وبما يضمن حياديتها وشفافية عملها وصدقيته.
وكان مطلوبا بإلحاح ان ينجز مجلس النواب قانون الانتخابات في وقت مبكر، وان يأتي قانونا عصريا ديمقراطيا حقا، لا يعطي امتيازات مسبقا لهذه الكتلة او تلك، ويسهم في ترسيخ الممارسة الديمقراطية وضمان حق الناخبين في خياراتهم الحرة وفقا لما جاء به الدستور، وفي استقرار البلد، وتوسيع المشاركة في ادارة شؤونه، وضمان تمثيل مختلف التيارات الفكرية والسياسية، وتجسيد التعددية التي تسم مجتمعنا العراقي بعناوينها المختلفة، وتأمين التمثيل الجيد للنساء والشباب.
ولتحقيق ذلك طالبنا، مع غيرنا، بجعل العراق دائرة انتخابية واحدة، واعتماد الطريقة النسبية والقائمة الوطنية المفتوحة، كونها انسب وأرقى آليات الانتخاب، وأفضل معبر عن رأي الشعب بكل مكوناته، وكونها تنسجم تماما مع الرغبات والدعوات إلى استبعاد المحاصصة وإعمال مبدأ المواطنة، وتساهم في تعزيز الوحدة الوطنية. كما انها تسمح بأن يكون مجلس النواب ممثلا لكل العراقيين ولمصالح الوطن العليا بعد أن تم انتخاب مجالس المحافظات لتمثل سكانها، وتتيح لكل المكونات السياسية والدينية والقومية والمذهبية أن يكون لها حضورها، وتوفر الفرصة للكيانات السياسية سواء أكانت أحزابا أو أفرادا للتقدم والترشيح في الانتخابات. إن هذه الآلية تجمع كل حسنات النظم السياسية، ويمكن ان تضمن التعبير عن آراء ومصالح كل الشعب العراقي، لا فئة منه دون أخرى. وهذا عامل مهم يبرر ويدعم اعتماد الطريقة النسبية والدائرة الانتخابية الواحدة، وينسجم تماما مع التطلع الى عراق موحد، لا الى مصالح فئة أو طائفة معينة.
وكان على مجلس النواب الاستجابة الى قرار المحكمة الاتحادية، الذي رفض تجيير اصوات الناخبين للكتل التي لم يمنحها الناخبون اصواتهم، وهو ما يعد مخالفة صريحة للدستور، ومصادرة لحق الاختيار وسرقة مكشوفة لأصوات الناخبين. وقد اهتدى مجلس النواب عند مراجعة الموضوع وقت اعداد قانون انتخابات مجالس المحافظات الى طريقة " سانت ليغو " في توزيع المقاعد واعتمدها، وكان ذلك موضع ترحيب نظرا الى قربه من تحقيق العدالة وانصاف الناخبين، وضمان عدم سرقة اصواتهم كما حصل في الانتخابات البرلمانية السابقة عندما استحوذت الكتل المتنفذة عليها الا ان مجلس النواب استبعد هذه الطريقة، وتبنى بدلا عنها طريقة سانت ليغو المعدل كآلية لتوزيع المقاعد. وهو ما يضيق الفرص امام الاحزاب والقوى والشخصيات المدنية والديمقراطية والليبرالية.
وعند دراسة قانون الانتخابات الجديد، اشر اجتماع اللجنة المركزية العديد من الثغرات والنواقص فيه، وعدّه تحديا كبيرا امام الاحزاب والقوى المدنية والديمقراطية، المناصرة للمشروع المدني والمناهضة للطائفية، بما يحفزها على تعبئة القوى والتنسيق والتعاون، وبناء تحالفها المدني الديمقراطي الواسع لضمان نيل عضوية البرلمان، وجعله منبرا اضافيا للدفاع عن حقوق الجماهير وخدمة ابناء الشعب، والانتصار لمصالح الشعب والوطن العليا. وفي الوقت ذاته دعا الاجتماع جماهير شعبنا الى المساهمة الفعالة في الانتخابات، الى تحمل مسؤوليتها والتوجه الى صناديق الاقتراع واختيار الافضل والاكفأ والنزيه، اختيار القوى المعول عليها فعلا للمباشرة بمشروع الاصلاح والتغيير.
انتخابات اقليم كردستان
جرت انتخابات برلمان الاقليم بمشاركة العديد من الاحزاب والكتل والشخصيات، وتم انتخاب 112 نائبا بضمنهم ممثلو الاقليات في الاقليم. و كانت نسبة المشاركة جيدة، قياسا الى مثيلتها في انتخابات مجالس المحافظات، عدا محافظات الاقليم.
وافرزت الانتخابات معطيات جديدة في الاقليم، وتناسبا للقوى غير معروف سابقا، لا سيما لجهة حلول كتلة التغيير " كوران " ثانيا بعد الحزب الديمقراطي الكردستاني، وبات الاتحاد الوطني الكردستاني في الموقع الثالث برلمانيا. فيما حقق الاتحاد الاسلامي الكردستاني والجماعة الاسلامية زيادة معينة في مقاعدهما.
وقد اشرت منظمات المجتمع المدني والمراقبون ثغرات ونواقص في انتخابات الاقليم، لكنها سجلت الاقبال الكبير على الاقتراع، رغم ان التصويت ما زال بعيدا عن ان يتم على اساس البرامج السياسية.
وسيكون للتغييرات المذكورة، من دون شك، اثر في تركيبة الحكومة وتوزيع السلطات في الإقليم، كما قد تنعكس في طبيعة تحالفات القوى السياسية فيه.
وتؤشر النتائج ايضا صعوبة تشكيل حكومة من حزب واحد، وكون الواقع الجديد سيفرض تحالفات معينة، وقد يقود الى تشكيل حكومة واسعة التمثيل.
وفي خصوص تمثيل الحزب الشيوعي الكردستاني في البرلمان الجديد بمقعد واحد، يتوجب القول ان ما حصل عليه الحزب من اصوات لا يرقى الى طموح الحزب ومنظماته ورفاقه. وهو ما كان موضع دراسة من جانب الحزب، ومراجعة تقويمية لمختلف جوانب العمل: السياسية والفكرية والتنظيمية، والعلاقة مع الجماهير، وخاصة الكادحين، وتبني اهدافها وطموحاتها.
وحرصا على تمتين الوحدة الوطنية في الاقليم وتعميق مسيرته الديمقراطية، نرى ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية تتمثل فيها الاحزاب والكتل السياسية الكردستانية، وتعمل على ترسيخ الديمقراطية ومؤسساتها، ومحاربة الفساد، وتحسين احوال المواطنين المعيشية، وتأمين التقدم المضطرد للإقليم وتطوير مساهمته في بناء العراق المدني الديمقراطي الفيدرالي الموحد.
التطورات على الصعيد الاقتصادي
صدرت عن جهات حكومية ومنظمات دولية، خلال الفترة القريبة الماضية، دراسات وتقارير وخطط واستراتيجيات تناولت جميع جوانب الاقتصاد العراقي وبحثت فيها، سواء على صعيد الاقتصاد الوطني ككل، مثل خطة التنمية الوطنية للسنوات 2013-2017، ام على اصعدة قطاعية كالاستراتيجيات الوطنية للإسكان، والكهرباء، والتربية والتعليم، والشباب، والبيئة، والصناعة، والاستراتيجية الوطنية المتكاملة للطاقة وغيرها. وبلغ عدد الأستراتيجيات التي اقرها مجلس الوزراء او لا تزال قيد الاعداد، اثني عشر استراتيجية تشمل مختلف القطاعات والانشطة الاقتصادية والاجتماعية، المتعلقة بالموارد المادية والبشرية.
وقد وفرت هذه التقارير والأبحاث والوثائق معطيات كافية تؤشر وقوف العراق واقتصاده على مفترق، وتبين انه في حال استمرار الوضع الراهن واتجاهات مساره، فإن العطل في الاطار الاقتصادي العام للبلاد سيتعمق، ويلقي تداعيات ثقيلة على عملية الاستثمار الضرورية للإعمار والتنمية، ويشدد مظاهر التفاوت والاختلال في البنية الاقتصادية-الاجتماعية، بكل ما تعنيه من تعميق الطابع الريعي، واستمرار حالة التقلص والانحسار في دور ووزن القطاعات الانتاجية، الصناعية والزراعية والخدمية، ورواج النشاطات الطفيلية وتفاقم التبعية للخارج والاعتماد عليه.
وبفضل ارتفاع اسعار النفط العالمية وازدياد معدلات انتاج وتصدير النفط، حقق الاقتصاد العراقي خلال السنوات الماضية معدلات نمو مرتفعة، وزيادات سريعة في ايراداته ودخله القومي. حيث ارتفع الناتج المحلي الاجمالي خلال السنوات 2009-2011 بمعدل نمو سنوي بالأسعار الجارية قارب 19 بالمئة. ومن المتوقع ان يكون معدل نموه عام 2012 قد بلغ حوالي 12 بالمئة، وهي من أعلى المعدلات العالمية.
وخلال الفترة ذاتها ارتفع نصيب الفرد من الناتج المحلي الاجمالي بمعدل سنوي قدره 15.9 بالمئة. حيث ازداد من 3259 دولارا سنويا للفرد عام 2009 إلى حوالي 4840 دولارا عام 2011. علما أن هذا المؤشر يمثل متوسطا حسابيا لا يأخذ بعين الاعتبار نمط توزع الدخل اجتماعيا.
وبلغة الأرقام المطلقة ارتفع الناتج المحلي الاجمالي من حوالي 45 مليار دولار عام 2006 إلى 109 مليارات عام 2011، بنسبة زيادة قدرها 140 بالمئة تقريبا.
ورافق هذه الزيادات، التي مصدرها العوائد النفطية بالدرجة الأساس، تعميق للطبيعة الأحادية لهيكلية الاقتصاد العراقي. اذ بلغت نسبة مساهمة النفط في الناتج المحلي الاجمالي عام 2011 بالأسعار الثابتة، حوالي 43 بالمئة (وحسب بعض التقارير الصادرة عن منظمات دولية 65 بالمئة) مقابل 7.6 بالمئة للقطاع الزراعي و2.7 بالمئة للصناعة.
وخلال السنوات 2004-2013 تم تخصيص ما يزيد على 160 مليار دولار للنفقات الاستثمارية للوزارات والمحافظات والاقليم، من خلال الموازنات العامة. إلا انها لم تنعكس ايجابا على الواقع المعيشي والحياتي لعموم المواطنين. فبسبب سوء الادارة والتصرف بهذه الاموال، فان ما تحقق على الارض غاية في التواضع والمحدودية، يشهد على ذلك ضعف وتهالك البنى التحتية، ورداءة انجاز الجديد منها.
وتعاني الغالبية العظمى من المشاريع الحكومية من التلكوء وسوء التنفيذ أو عدمه. ولم تتجاوز نسبة المشاريع المنجزة على عشرة بالمائة من اصل اكثر من ستة آلاف مشروع.
وعلى مدى السنوات الماضية، لم تكن ضآلة المنجز وتعمق الاختلال البنيوي في الاقتصاد العراقي بمعزل عن استمرار السياسات والنهج السياسي والاقتصادي، المفتقر إلى الرؤية والوجهة الواضحتين، اللتين توفران شروط تحقيق تنمية اقتصادية اجتماعية متوازنة.
فرغم ضخامة الايرادات والموازنات الحكومية، يحتل العراق اليوم موقعا متدنيا في مؤشرات التنمية البشرية، ويظل حوالي 20 بالمئة من الشعب تحت خط الفقر، واكثر من 10 بالمئة آخرين قريبا منه، وأكثر من 24 بالمئة من الشباب الخريجين من دون عمل، فيما العشرات من العشوائيات التي تفتقر إلى ابسط الخدمات الاساسية تنتشر في انحاء مختلفة من العاصمة والمدن العراقية الكبرى ومحيطها، ويتعمق الاعتماد على الخارج بحيث تم انفاق ما بين 50 إلى 60 مليار دولار، العام المنصرم، على استيراد البضائع والمنتجات الزراعية والخدمات.
وتؤكد هذه المعطيات ان المعضلة الكبيرة التي تواجه الاقتصاد العراقي تكمن في مستويين أساسيين:
- الأول في المحتوى الاقتصادي – الاجتماعي لتوجهات السياسة الاقتصادية وتطبيقاتها، التي اعتمدتها الحكومات المتعاقبة منذ التغيير، والتي يجمعها هدف الانتقال بالاقتصاد العراقي إلى اقتصاد السوق، وهو تعبير ملطف يقصد به اقتصاد رأسمالي بصيغته اللبرالية المندمجة بالسوق والمنظومة الرأسمالية العالمية.
- والثاني يتمثل في صراعات وتشظيات نظام حكم المحاصصة، الذي يقف حائلا دون بلورة وانتاج رؤى وتصورات مشتركة وموحدة واضحة ومنسجمة، تؤطر سياسة دولة وخطط وبرامج عملها وتشريعاتها، ما ينعكس في شكل تخبط في القرارات السياسية الاقتصادية، وفي سوء استخدام وتوظيف للموارد النفطية وتوزيعها بشكل عادل وكفوء، وفي عدم قدرة على تنفيذ خطط التنمية والاستراتيجيات القطاعية وبرامج الاصلاح الاقتصادي.
لكن عملية الانتقال تصطدم بكوابح ومعوقات موضوعية ترتبط بالضعف البنيوي للقطاع الخاص، الذي تغلب عليه صفة المشروع الفردي والمنشأة الصغيرة، وبالدور المهيمن الذي يلعبه القطاع العام في الاقتصاد العراقي. فهو المشغل الرئيس للعمالة، حيث يتراوح عدد العاملين في الدولة بين 3.2 إلى 4 ملايين شخص حسب مصادر مختلفة، وهو المستثمر الأرأس بحصته التي تزيد على 96.3 بالمئة من تكوين الرأسمال الثابت. ويقترن هذا بإرث مؤسسي وثقافي ومنظومة مصالح لشرائح وفئات اجتماعية واسعة ومؤثرة، ترتبط باستمرار القطاع العام وتتوجس من التوجه نحو تقليصه وتفكيكه.
وازاء ذلك لا بد من تأكيد ضرورة تبني استراتيجية وطنية علمية متكاملة ، تبعث الحياة والنشاط في قطاعات الانتاج، العام والمختلط والخاص والتعاوني، وتدفع نحو تكاملها، وتوفر الدعم للنهوض بالقطاع الخاص، واصلاح وتوطيد القطاع العام.
الموازنات العامة الاتحادية للسنوات 2013 -2014
تشترك الموازنة العامة الاتحادية لعام 2013 وتقديرات الموازنة العامة لعام 2014 بالملامح والسمات ذاتها التي طبعت الموازنات الحكومية طيلة السنوات الماضية، فضلا عن انها تقدم دون حسابات سنوية ختامية.
ويمكن اجمالا تأشير الارتفاع المتواصل والمتسارع في حجم الموازنات، اذ ارتفعت النفقات الاجمالية للموازنة العامة من 96,7 ترليون دينار في 2011 إلى 117,2 عام 2012، والى 138,4 ترليون دينار عام 2013، ولتقفز إلى 174,6 ترليون دينار في تقديرات موازنة 2014.
اما هيكلية الموازنة على صعيدي الايرادات والنفقات، فهي لا تختلف عن سابقاتها باستثناء تغييرات طفيفة. كما انها تعكس البنية الاحادية للاقتصاد العراقي، إذ تبلغ نسبة مساهمة ايرادات النفط في اجمالي ايرادات الموازنة أكثر من 93 بالمئة في تقديرات موازنة 2014، مقابل الضمور المتواصل للمصادر غير النفطية، كالصادرات غير النفطية والايرادات الضريبية التي لا تزيد نسبتها عن 1,2 بالمئة.
ومن جهة النفقات، يتأكد الطابع التوزيعي للتصرف بالريع النفطي، اذ مثّل مجموع تخصيصات القطاعين الزراعي والصناعي نسبة 3,3 بالمئة في 2013، لينخفض إلى 3.1 بالمئة من النفقات الاجمالية في تقديرات موازنة 2014 ( التي لم ترسلها الحكومة بعد إلى مجلس النواب)، وبقيت قطاعات الطاقة (النفط والكهرباء) والأمن تحظى بالأولوية، مستحوذة على 21,3 بالمئة و14,2بالمئة على التوالي من اجمالي تخصيصات موازنة 2013، و22,3 بالمئة للطاقة و12,6 بالمئة للأمن والدفاع في تقديرات موازنة 2014، ما يؤكد استمرار اتجاه العسكرة.
ويغلب على موازنة السنة القادمة الطابع التوزيعي، إذ تنخفض فيها حصة الموازنة الاستثمارية من 39,8 بالمئة إلى 36,7 بالمئة، فيما ترتفع المبالغ المخصصة للموازنة الجارية او التشغيلية بنسبة 32,6 بالمئة.
وبتأثير الأجواء الضاغطة التي ولدتها التظاهرات والاحتجاجات الشعبية والمطالبات المتزايدة الشدة، ارتفعت حصة الخدمات الاجتماعية في تقديرات موازنة 2014 بنسبة 42 بالمئة مقارنة مع 2013، نظرا لتخصيص 7,8 ترليون دينار للبطاقة التموينية ولدعم محصولي الحنطة والشلب، و3 ترليون دينار لتغطية كلف الرواتب الجديدة. وليس واضحا ما اذا يشمل ذلك التخصيصات اللازمة لتطبيق قانون التقاعد الجديد في حال اقراره وتشريعه.
وتخلو تقديرات موازنة 2014، شأن الموازنات السابقة، من اية اهداف اقتصادية اجتماعية يتوخى تحقيقها من خلال تنفيذ الموازنة وتأثيرها على المتغيرات الاقتصادية الكلي كمعدلات البطالة والتضخم ونمو القطاعات المختلفة ومعدلات الاستثمار والاستهلاك. ويتوقع ان تكون لها آثار تضخمية وان تزيد من حجم الاستيرادات. ومن الصعب الحكم على مدى ترابط مشاريع الموازنة الاستثمارية وخطط الوزارات وانسجامها مع اهداف وأولويات خطة التنمية الوطنية للسنوات 2013-2017، بسبب طابع الخطة غير الالزامي وآليات اعداد المشاريع من قبل الوزارات. وتتأكد سنة بعد اخرى ضرورة مغادرة موازنة البنود نحو موازنة البرامج، وتجاوز سلبيات التقسيم الحالي للمسؤولية عن وضع شطري الموازنة، بين وزارة التخطيط للاستثمارية ووزارة المالية للتشغيلية.
خطة التنمية الوطنية للسنوات 2013-2017
في كانون الثاني 2013 تم اعلان خطة التنمية الوطنية للسنوات 2013-2017، وكان ذلك قبل انتهاء فترة خطة التنمية للسنوات 2010-2014. وكان من اهم اسباب عدم مواصلة العمل بالخطة القديمة، الانحرافات الكبيرة جدا للمتحقق عمليا خلال السنوات الثلاث من العمل بها عن الاهداف الموضوعة في الخطة. فقد جاءت النتائج المتحققة بعيدة جدا عن هذه الاهداف الموضوعة، ما عكس تقديرا غير سليم لحجم وقوة المعوقات لخطة التنمية الوطنية للسنوات 2013-2017، ومبالغة في تقدير امكانات القطاع الخاص.
وقد اعتمدت الخطة الجديدة تسع فرضيات كمنطلق، اهمها :تحقيق تنمية متوازنة كمدخل لتغيير هوية الاقتصاد العراقي من ريعية إلى اقتصاد منتج، ارساء بيئة تمكينية تستحث العوامل البنائية لتهيئة الاقتصاد العراقي لمرحلة الانطلاق في عام 2017، كذلك اعتبار القطاع العام والقطاع الخاص شركاء ستراتيجيين خلال سنوات الخطة. وهي تسعى ايضا إلى إعادة بناء القطاع الخاص ليكون دوره تكامليا مع القطاع العام، الذي سيبقى دوره استراتيجيا طيلة سنوات الخطة. وتضع الخطة اهدافا لجميع القطاعات اكثر واقعية من تلك التي وضعتها سابقتها.
ان النجاح في تحقيق نسب تنفيذ مرضية للخطة مرهون إلى حد كبير بإدخال اصلاحات اقتصادية وادارية، وبلورة سياسات اقتصادية واضحة. فمن العوامل الاساسية التي اعاقت تنفيذ الخطة السابقة كونها تفتقر إلى وسائل وسياسات عملية ومشاريع محددة وتوقيتات زمنية ووجهات مسؤولة عن متابعة تنفيذها، فضلا عن ضعف الترابط بين السياسة والتخطيط ووضع الموازنة.
الاستراتيجية الوطنية المتكاملة للطاقة
اعلنت مؤخرا استراتيجية وطنية متكاملة للطاقة في العراق، تم وضعها من قبل شركة عالمية تحت اشراف هيئة المستشارين في مكتب رئيس مجلس الوزراء بالتعاون مع البنك الدولي. وهي تشمل جميع المكونات الرئيسية لقطاع الطاقة : النفط بعملياته الاستخراجية والتحويلية، والغاز الطبيعي، والطاقة الكهربائية، والصناعات المرتبطة.
وتغطي الاستراتيجية فترة زمنية تمتد حتى عام 2030 وقد حددت رؤيتها واهدافها بتطوير قطاع الطاقة بصورة مترابطة ومتماسكة ومستدامة وصديقة للبيئة، لتلبية احتياجات الاقتصاد المحلي وتحقيق نمو اقتصادي وطني متعدد الجوانب، لتحسين مستوى معيشة المواطنين العراقيين وخلق فرص عمل جديدة، ووضع العراق في موقع لاعب رئيسي في اسواق الطاقة الاقليمية والعالمية.
وفي اطار الاستراتيجية، تم وضع ثلاثة سيناريوهات لإنتاج النفط الخام : الانتاج العالي : 13 مليون برميل يوميا بحلول 2017. الانتاج المتوسط : حوالي 9 مليون برميل يوميا بحلول عام 2020. والانتاج المنخفض: حوالي 6 مليون برميل يوميا بحلول عام 2025. وتوصي الخطة بتوسيع البنية التحتية الخاصة بمنظومة تفريغ النفط الخام (وتشمل شبكة انابيب نقل النفط الخام ومحطات الضخ وكل ما يتصل بنقل النفط من البئر حتى منافذ التصدير) في شمال العراق عبر تركيا، وفي الجنوب, وتدعو إلى رفع الطاقة التكريرية من 800 الف برميل في اليوم حاليا إلى 1,4مليون برميل يوميا بحلول عام 2019. كما تؤكد ضرورة اعداد خطة شاملة لإصلاح منظومة النقل والتخزين والقياس وخدمة التجزئة.
وتضع الاستراتيجية ثلاثة سيناريوهات لزيادة انتاج الغاز الطبيعي ومعالجة الهدر الحالي لما يزيد على 40 بالمئة من الغاز الطبيعي في عملية الحرق التي تتم في الحقول، وتدعو إلى انشاء البنية التحتية اللازمة لمعالجة الناتج من الغاز وتوزيعه.
وتدعو الاستراتيجية ايضا إلى بناء 40 محطة كهرباء جديدة حتى عام 2016. ويترافق ذلك مع العمل على توسيع وتعزيز وحل مشكلات النقل والتوزيع، وتطوير ست صناعات مرتبطة: الطابوق، الاسمنت، البتروكيمياويات، الاسمدة، الصلب والالمنيوم.
ويتطلب برنامج التطوير الذي اوصت به الاستراتيجية 620 مليار دولار بين عامي2012 و2030، تخصص الحكومة العراقية ما يقارب 60 بالمئة منه. ومن المتوقع تحقيق ايرادات للحكومة تقرب من 6 تريليونات دولار امريكي على مدار الفترة التي تغطيها الاستراتيجية (حتى عام 2030)، وخلق 10 ملايين فرصة عمل بحلول عام 2030.
ولكن تحقيق هذه الأهداف مرهون إلى حد كبير بأجراء اصلاح مؤسسي في كل الوزارات ذات العلاقة (النفط، الكهرباء، الصناعة والمعادن).
ان مبدأ التكامل في الرؤية الأستراتيجية لجميع فروع ومكونات قطاع الطاقة، وما بين الانشطة المختلفة داخل كل قطاع، يمثل وجهة سليمة. كذلك الربط الاستراتيجي بين قطاعات الطاقة والصناعات الوثيقة الارتباط بها.
وقد جرى تأشير عدم تكامل هذه الاستراتيجية مع خطة التنمية الوطنية 2013-2017 واعتمادها فرضيات مختلفة بشأن توقعات اسعار وكميات النفط والغاز المصدّر وعوائدهما.
وتثير السياسة النفطية القائمة على تعظيم الأنتاج تساؤلات جدية، منها ما يتعلق بضعف التركيز على تنمية قدرات العراق الذاتية للاستثمار المباشر للثروة النفطية، وبضآلة ما تحقق على صعيد تصنيع النفط، وبقدرة استيعاب السوق العالمية لهذه الكميات المنتجة، وبمدى الحكمة في الاسراع بتوقيع هذا العدد الكبير نسبيا من عقود الخدمة مع الشركات العالمية، وذلك ارتباطاً بمدى توفر القدرة والكفاءة اللازمة لدى الأجهزة الحكومية المعنية بمتابعتها، وارتباطا ايضا بما تعنيه هذه الزيادات الكبيرة في انتاج وتصدير النفط الخام من تكريس للطابع الريعي للاقتصاد العراقي.
مشروع قانون الاصلاح الاقتصادي
اقر مجلس الوزراء اخيرا مشروع قانون الاصلاح الاقتصادي الاتحادي، الذي يتم بموجبه تأسيس مجلس للإصلاح الاقتصادي يرتبط بمجلس الوزراء، ويحدد المشروع اهدافه ووسائله. وتنص اهم اهداف المشروع على" اعادة هيكلة الاقتصاد العراقي وفقاً لاقتصاد السوق الحر والمنافسة العادلة والمشروعة "، وهو يدعو إلى تسهيل خصخصة الشركات العامة والشراكات بين القطاع العام والخاص.
وينبغي القول ان بعض عناصر ومفردات الاصلاح مطلوبة، كتلك الرامية إلى رفع كفاءة الأداء في الاجهزة الحكومية، والى الاصلاح الاداري وتقليص الروتين ومراجعة التشريعات والنظم. غير ان المضمون الاجتماعي الاقتصادي للإصلاح ليس محايداً، وينطوي على خيارات استراتيجية لها آثار وانعكاسات على دور الدولة، وفي مدى قدرة البلد على بناء اقتصاد انتاجي متنوع، وعلى العدالة الاجتماعية في توزيع الثروة والدخل.
وتبقى طبيعة الاصلاح المطلوب ميدانا رئيسا للصراع السياسي والفكري. وسيعتمد مضمون هذا الاصلاح وعمقه ومداه، في المطاف الأخير، على موازين القوى بين الاطراف الاجتماعية المستفيدة والمتضررة. ومن الضروري ايلاء اهتمام أكبر لبلورة مفردات ملموسة وواقعية، لبرنامج اصلاح بديل للنموذج الذي يروج له ثالوث البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة الدولية.
وينبغي ان يشمل الاصلاح تنظيم السوق وضمان حقوق المستهلك وجودة السلع والخدمات المتداولة، ووضع تشريعات تمنع الاحتكار وتشجع الصناعة والمنتجات الوطنية.
ويهمنا ان نؤكد موقفنا الرافض لاعتبار الخصخصة المنفلتة وصفة عامة وشاملة لحل مشكلات الاقتصاد، واعتمادها وسيلة لتحقيق التنمية في مطلق الاحوال. فمن الضروري الحرص على الدراسة المتأنية لواقع المؤسسات والشركات المملوكة للدولة، بعيدا عن المواقف المسبقة والمؤدلجة، وبما يساعد على اعادة اصلاحها وتأهيلها، خاصة منها ذات الجدوى الاقتصادية.
الحراك الجماهيري
تشهد بلادنا المزيد من التوترات والاحتقانات، التي زادها سوءا التدهور في الأوضاع الأمنية وما صاحبه من انتكاسات متواصلة وخروقات مدمرة، وتفاقم الصراع السياسي وتعمق الهوة بين فرقائه، وشلل اجهزة الدولة، التشريعية والتنفيذية، وتواصل مساعي تكميم الافواه وتضييق الهامش الديمقراطي، والاهمال العمد للقطاعات الانتاجية الوطنية، فيما لا أفق يلوح لتحسين الخدمات، ولوقف تردي الاحوال المعيشية، ووضع حد لمستويات البطالة العالية، خاصة بين الشباب ومن خريجي الجامعات، والهوة الكبيرة بين رواتب الدرجات الدنيا والعليا، وارتفاع نسبة المواطنين الذين يعانون تحت خط الفقر، مقابل ما يتمتع به العاملون في الرئاسات الثلاث وذوو الدرجات الخاصة من امتيازات، وبقاء شريحة المتقاعدين تصارع من اجل الحياة، وتأخر اصدار قانون التقاعد الموحد، والتلكوء الواضح في تأمين الضمان الاجتماعي لكافة العراقيين. هذا كله وغيره، دفع المواطنين ويدفعهم الى تنظيم الاحتجاجات والاعتصامات والمسيرات، متمتعين بحقهم الذي كفله لهم الدستور في التعبير عن مطالبهم العادلة سلميا.
وبدلا من التعامل الايجابي مع مطالب الناس وحقهم الدستوري في التظاهر، جاء موقف السلطة متبرما، منزعجا، حتى انها لجأت الى اساليب حسبها الناس قد دفنت مع النظام المقبور. وبدا التضايق واضحا في الاجراءات الرامية الى الحد من التظاهرات ولأي سبب، حتى لو كانت ضد الارهاب وجرائمه، فيما تقدم التسهيلات الى تجمعات الموالاة و " البيعة ". وتجسد تضايق السلطة في اجراءات قمعية بوليسية، وحالات اعتقال وتعذيب منافية لحقوق الانسان. ومن المفترض الا تتحول الاوضاع التي يمر بها البلد والصعوبات الامنية التي تواجهه، الى ذريعة لملاحقة المطالبين بحقوقهم العادلة، ولقمع الناس. على العكس تماما، يفترض الاستناد اليهم، عبر تلبية مطالبهم المشروعة، في ملاحقة فلول الارهابيين والمجرمين القتلة.
اننا نرى في الحراك الجماهيري السلمي مظهرا طبيعيا للتعبير عن الرأي والموقف، بما فيه المعارض لمواقف السلطات المختلفة واجراءاتها، وهناك الكثير في مواقفها ونهجها وادائها مما يستحق النقد والمعارضة وتسليط الاضواء، وبوسائل متعددة الاشكال، تنسجم مع الدستور والممارسة الديمقراطية.
ونحن نرى في الحراك الجماهيري ايضا وسيلة حضارية مشروعة للضغط على المعنيين، كي يستجيبوا لمطالب الناس العادلة، ويعملوا على تصحيح المسارات وتقويم الاداء. فالسلطة، اية سلطة،غير معصومة من الاخطاء والنواقص والثغرات، ويفترض فيها بداهة ان ترحب بمن يظهر لها عيوبها ان صدقت النوايا، وتطابقت الاقوال مع الافعال.
اننا باقون مع الناس ومطالبهم العادلة والمشروعة، وسندعم توجهاتهم السلمية والديمقراطية لانتزاع حقوقهم، وهي ليست منة من احد، ولا مكرمة من هذا المسؤول او ذاك. بل ان المواطنين مطالبون اكثر من اي وقت مضى بان يأخذوا قضاياهم العادلة بأيديهم، ويدافعوا عنها ويرغموا المتنفذين على الاستجابة لها، وان يواصلوا ذلك في اتجاه بلورة معالم الاصلاح والتغيير في مجمل نظام الحكم، وتخليصه من ثغراته ونواقصه. وسنكون نحن الشيوعيين معهم، في الصفوف الاولى من المدافعين والمطالبين بالحقوق، وبأحداث تحولات جذرية في العملية السياسية تعزز التوجه والنهج الديمقراطي الحق.
ضرورة التغيير
امام انسداد افق حل الازمة السياسية، واصرار المتنفذين على مواقفهم، وتقاتلهم من اجل الاحتفاظ بمواقعهم ونفوذهم، وتغليبهم مصالحهم الشخصية والفئوية والحزبية الضيقة، واستخدامهم من اجل ذلك اساليب غير ديمقراطية، ولا دستورية، والاستعانة بالمليشيات والقوى الخارجية لترجيح هذا الموقف او ذاك، واستمراء المحاصصة المقيتة والتأجيج الطائفي، فقد اصبح التغيير ضرورة ملحة. التغيير في المنهج واساليب الاداء ونمط التفكير، وما يتبع ذلك من تغيير في الشخوص، واعادة الاصطفاف لصالح حراك يفضي الى تكتلات وتحالفات جديدة، وطنية، عابرة للطوائف، تتبنى مشروعا وطنيا للتغيير، يستجيب لحاجات الوطن والناس، وتتصدى للتحديات التي تواجه العراق والمنطقة.
وهذا ما يتطلب تنمية الحراك الشعبي والجماهيري، وتنويع أدواته ووسائله، والارتقاء بأدائه، وتنسيق اهدافه ومنطلقاته وتأمين وضوحها، وتوحيد قياداته، والاعتناء بالحركات النسوية والشبابية ومنظمات المجتمع المدني، وتشجيعها على المبادرة والتحرك، كذلك المدافعة منها عن حقوق الانسان وضمان ادائها لدورها المطلوب.
وتتوجب مواصلة السعي للارتقاء بدور التيار الديمقراطي وقواه وشخصياته، وتوسيع نشاطه وعطائه، وتطوير برامجه ومشاريعه، وتوسيع صلاته مع مختلف القوى المدنية والديمقراطية ، ومع كل من تعز عليهم مصلحة الوطن وتقدمه وازدهاره، وبناء تجربة ديمقراطية حقة، وحياة مدنية في ظل دولة مؤسسات وقانون، تحترم فيها حقوق الانسان، وتسود قيم المواطنة والعدالة.
ان هذا يلقي مسؤولية خاصة على الحزب ومنظماته ورفاقه، في الداخل والخارج، كي يرتقوا بدوره، ويسدوا الثغرات ويعالجوا النواقص، ويلتصقوا بالناس ومصالحها ويدافعوا عنها ، ويعملوا بدأب على تحويل الحزب الى كيان فاعل، ديناميكي، واسع الصلات مع الجماهير، يتمتع بالقدرة على التطور والتجديد، وتحسين ادائه السياسي والفكري والجماهيري والعلاقاتي والاعلامي، على صعيد المركز وفي المحافظات المختلفة وبين ابناء الجالية العراقية في الخارج، ليتمكن من اداء دوره المنشود.
التطورات في البلدان العربية
لا تزال الموجات الارتدادية التي اطلقتها الانتفاضات الشعبية والحراكات المجتمعية الجماهيرية الجامحة في المنطقة منذ اواخر 2010، والتي اسقطت انظمة الاستبداد والتفرد والفساد في تونس ومصر وليبيا واليمن، تتفاعل تأثيراتها في بلدان عربية اخرى. وقد اوجدت التغييرات التي حدثت في المنطقة لوحة سياسية جديدة، وحراكاً وتبدلاً في موازين القوى على صعيد كل بلد، وفي منطقة الشرق الأوسط ككل. وهو ما بات ينعكس ليس فقط في احتدام الصراع حول شكل ومضمون النظام السياسي والاقتصادي الاجتماعي، الذي يحل محل الانظمة البائدة في بلدان الربيع العربي، وانما في مجمل الخارطة الجغرافية - السياسية (الجيو سياسية) للمنطقة.
وتؤكد الاحداث التي شهدتها المنطقة في الفترة الأخيرة ان انتفاضات الشعوب وحراكها الجماهيري، في الشرق الاوسط وعموم بلدان العالم العربي، تجسّد عمق الأزمة البنيوية المستعصية التي تعيشها المنطقة، والحاجة الملحة والآنية لحلها ومعالجة آثارها بكل أبعادها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية. كما تؤكد مجدداً ان هذه الانتفاضات وعموم الحراك الجماهيري الواسع، ليس مؤامرة خارجية او دسيسة امبريالية، انما فرضته حاجة الشعوب وارادتها للخلاص من المعاناة والمآسي متعددة الأوجه، وللتمتع بثروات اوطانها وخيراتها المنهوبة من قبل تحالف قوى الاستبداد الحاكمة (ممثلي الشرائح الطفيلية، البيروقراطية، الكومبرادور) مع الشركات الاحتكارية الرأسمالية، ومن اجل تأمين حياة حرة كريمة، انسانية، وثقافة متطورة تنسجم مع ما يشهده العالم من تقدم حضاري، علمي وتكنولوجي.
وقد نجح بعض حركات الاسلام السياسي في القبض على مفاتيح السلطة، كما حدث في مصر من قبل حركة الاخوان المسلمين، باعتمادها تكتيكات مراوغة في التفاعل مع الموجة الثورية وركوبها، بعد ان كانت اقسام كبيرة من هذه الحركات قد نأت عنها. وسعت قواها المتشددة والمتطرفة لقطف ثمار نضالات الجماهير، وفرض أجندتها الخاصة التي تضيق بالتعددية والديمقراطية والحياة العصرية.
لكن إرادة الشعب المصري وإصراره على التحرر من مختلف أنظمة الطغيان والاستبداد والاقصاء تجلت بقوة في 30 حزيران المنصرم، عندما نزلت الحشود المليونية المنتفضة إلى الشوارع والساحات، في القاهرة والعديد من المدن الأخرى، وأعادت لثورة 25 يناير روحها، وأعلنت صراحة وقوفها بوجه مَن يحاول سرقة الحلم بحياة مدنية ديمقراطية حقة، تسودها الحرية والامان والاستقرار.
وكان من بين الدروس الهامة لما حدث في مصر، أن الحراك الشعبي جاء نتيجة لرفض النظام وعجزه عن طرح مبادرة تسمح بإخراج البلاد من أزمتها السياسية المستعصية ومعالجة حالة الانقسام الحاد في المجتمع. كما أن وقوف الحركات المدنية والديمقراطية في صف واحد لمواجهة التحدي، كان عاملاً مؤثراً وسنداً قوياً لحراك الدولة.
وفتح هذا التحول في مصر باباً جديداً للأمل لكل الشعوب التي تناضل من أجل التخلص من التسلط والظلم، والراغبة في العيش الحر والكريم. وكان له تأثير مباشر على الوضع في تونس، حيث اعلنت حركة النهضة الاسلامية اخيرا الرضوخ لمطالب المعارضة وحركة الاحتجاجات الشعبية، بأن تقدم الحكومة استقالتها لتحل مكانها حكومة كفاءات، والشروع بحوار وطني يفضي الى صوغ دستور جديد وتنظيم انتخابات مبكرة.
وشهد السودان في ايلول الماضي تفجر تظاهرات شعبية اطلقت شرارتها زيادة أسعار المحروقات وتردي الأوضاع المعيشية لجماهير الشعب المكتوية بنار الغلاء والفقر. وتحولت التظاهرات الى هبّة جماهيرية ضد طغمة البشير الحاكمة، تشارك فيها كل التنظيمات السياسية الوطنية والقوى الحية في المجتمع. وبعد فشل نظام البشير في احتوائها وعجز قوات الأمن والشرطة عن إخمادها، لجأ النظام الى استخدام ميليشياته الخاصة، وأوعز لها بإطلاق النار على المتظاهرين العزل، ما أدى الى سقوط مئات الضحايا، بين شهيد وجريح. ورافقت ذلك حملة اعتقالات واسعة شملت نشطاء سياسيين، من ضمنهم رفاق قياديون في الحزب الشيوعي السوداني الشقيق، فضلاً عن إغلاق صحف ووسائل اعلام معارضة اخرى. وساهمت هذه الهبة الشعبية في إضعاف نظام البشير وحزبه الحاكم، وتعزيز التنسيق بين قوى المعارضة الوطنية وتطوير نضالها للخلاص من النظام المعادي للشعب وتحقيق بديل ديمقراطي مدني.
وفي سوريا اتسع نطاق الأزمة وتشابكت عناصرها، ولم تعد بحدود حقوق ومطالب الشعب السوري العادلة في الاصلاح والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وانما حولتها التدخلات الاقليمية المفضوحة، ومن أطراف عدة، وكذلك التدخلات الدولية، الى مشكلة عامة تنذر بالخطر على جميع دول الجوار الاقليمي والسلام العالمي. وهذا لا يتمثل فقط في قضية اللاجئين الذين يعدّون بالملايين، وانما بتدفق المسلحين، من ارهابيين ومليشيات، من كل صوب وحدب من دول الجوار ومن دول الاقليم البعيدة، ومن دول اوربية، وتتجاوز اعدادهم عشرات الآلاف، على سوريا، فضلاً عن التدخل المباشر وغير المباشر، العسكري والسياسي والاعلامي، الذي لم يعد سراً على أحد، بل تبجح به بعض الحكومات علناً. وهو ما يضع عموم المنطقة على طريق الانزلاق الى حروب طائفية، وامام خيارات أخرى تنطوي على عواقب وخيمة على مصائر الشعوب والكادحين، ومنها انعكاسات ذلك على شعبنا وبلدنا.
ونحن في الوقت الذي نساند فيه حق الشعب السوري في الاصلاح والديمقراطية، نرفض اللجوء الى العنف والتدخل الخارجي، وندعو الى اعتماد الحلول السياسية والسلمية والتوجه الى مؤتمر جنيف 2، ومعالجة الازمة لصالح الشعب السوري.
ان الحراك الشعبي وضغط الجماهير والقوى المدنية والديمقراطية يتواصل في العديد من البلدان العربية (تونس، البحرين، اليمن وغيرها)، من اجل انتزاع الحقوق وفرض ارادة الشعوب وبناء الانظمة الديمقراطية الحقة.
واننا ونحن نتابع باهتمام هذا الحراك وما تجترحه الجماهير في مجراه من مآثر، نجدد تضامننا مع نضالاتها في سبيل الحريات العامة واقامة الانظمة الديمقراطية التي تتطلع اليها، وتحقيق التنمية والاستغلال الامثل لموارد بلدانها بما يحقق التطور والتقدم.
تحديات ومهمات أمام القوى اليسارية والديمقراطية
وعلى خلفية الاحداث والتطورات المتسارعة والعنيفة الجارية في المنطقة، تواجه قوى اليسار والتقدم والديمقراطية مهمة تعزيز مساهمتها في معركة التغيير السياسي والديمقراطي في العالم العربي، وإعلاء شأن قيم الاستنارة والعقلانية والديمقراطية والحوار في المجتمع. وتتطّلب مواجهة هذه التحديات والنهوض بالمهام التاريخية، التوصل بصورة جماعية، وعبر عملية حوارات جادة وصريحة ومنفتحة ومبدئية ذات طابع فكري وسياسي، إلى رسم التوجهات الاستراتيجية والتكتيكية الكفيلة بالارتقاء بوحدة عمل القوى اليسارية والديمقراطية، وتوسيع دائرة ائتلافاتها، لخلق موازين قوى مؤاتية لنضالها ولتحقيق مشروعها.
أن البلدان التي حدث فيها الحراك والانتفاضات، تمر في مجملها بمرحلة مهمات ذات طبيعة وطنية وديمقراطية، تتمثل في بناء دولة مدنية ديمقراطية وأنظمة دستورية تضمن الحريات الأساسية، وفي مقدمتها حرية التعبير والمعتقد والتنظيم، وتداول السلطة سلميا، وفصل السلطات، واعتماد سياسات اقتصادية واجتماعية تحقق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية، التي تضمن الحياة الكريمة لشعوبها. ويتيح هذا التحديد لطبيعة المرحلة والمهمات، تبعاً لخصوصية ظرف كل بلد، تشخيص التناقضات الناظمة لها وترتيبها، وعلى أساس ذلك يتم رسم الاستراتيجية المناسبة لبناء التحالفات الضرورية للقوى ذات المصلحة في تحقيق هذه المهام.
ان تنامي دور ونشاط الحركات السياسية القائمة على الهوية، وفي مقدمتها الأحزاب ذات النهج الطائفي، ووصولها إلى السلطة في أكثر من بلد، يدفع في اتجاه إضعاف وتفكيك النسيج الوطني في العديد من البلدان العربية. وهو ما يلتقي موضوعياً مع مشاريع تفتيت دول المنطقة إلى دويلات تقوم على أسس طائفية ومذهبية وإثنية. إلاّ أنه رغم تردى اوضاع المنطقة وازدياد تشظي مجتمعاتها، لا تزال شعوبنا تمتلك من الطاقات والقدرات ما يمكّنها من احباط هذه المشاريع. ويعتمد هذا إلى حدٍ كبير على تغيير موازين القوى داخل كل بلد لصالح القوى المدنية والوطنية الديمقراطية.
وارتباطًاً بهذه التحديات، يتعين على القوى الوطنية والديمقراطية واليسارية والشيوعية، العمل الدؤوب على مواصلة الحوار واللقاءات على مستويات عدة، ومنها لقاء قوى اليسار، واللقاء النقابي اليساري العربي الاول الذي عقد اخيرا في اربيل باستضافة حزبنا، وتوحيد نضالاتها على أساس برنامج محفز للنضال الجماهيري المثابر، تتجسد مفرداته في :
• بناء الديمقراطية، بأبعادها السياسية والاجتماعية، وحقوق الانسان واحترام المؤسسات وترسيخ دولة القانون المدنية. فلا ديمقراطية بدون تنمية والعكس صحيح.
• مكافحة وباء الطائفية والتصدي للإرهاب والتطرف الديني المنفلت ("القاعدة" ومثيلاتها)، وحليفهما: الفساد والنهب المنظم لثروات الشعوب من قبل القوى المحلية المتسلطة والقوى الامبريالية وتوابعها وحلفائها.
• ان الأمن والاستقرار حاجة حياتية لتطور الشعوب في المنطقة، التي تعيش اليوم هذه الفوضى المصطنعة. فالفوضى لا تخلّف الاّ الفوضى.. ويصعب الحديث عن ديمقراطية وتنمية من دون أمن واستقرار، فيما تؤكد التجربة عدم إمكان معالجة التدهور الأمني بالأدوات العسكرية والامنية وحدها. فالأمر يحتاج الى خطة متكاملة ومتوازنة، بأبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والاعلامية.
• ضمان العدالة الاجتماعية في توزيع الثروات، والاستثمار الوطني- العقلاني للثروات الطبيعية لصالح شعوب المنطقة، وتطوير قدراتها الانتاجية والخدمية المحلية وحماية البيئة والادارة السليمة لملف المياه وما يواجهه من تعقيدات.
• تطوير القدرات الاقتصادية لبلداننا عبر اعتماد استراتيجية علمية اقتصادية متوازنة، تنهض بالزراعة والصناعة والخدمات الانتاجية، وتكرّس لها نسبة متصاعدة من موارد الثروات الطبيعية وخصوصاً الناضبة.
• بناء علاقات سياسية - اقتصادية دولية، وما بين بلدان المنطقة، على أساس التكافؤ والتعاون والاحترام والمنفعة المتبادلة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
• مساندة الشعب الفلسطيني في انتزاع حقه في تقرير مصيره واقامة دولته الوطنية المستقلة على أرض وطنه، وعاصمتها القدس، ضمن حدود 1967، وايقاف الاستيطان وضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين الى ديارهم وفق القرار الدولي 194.
• معالجة حقوق القوميات المتآخية في بلداننا الشرق اوسطية، بما ينسجم مع الشرائع الدولية وحقوق الانسان، وضمان حقها في تقرير مصيرها.
• السعي الدؤوب لتحقيق الوحدة الوطنية، الديمقراطية، ووحدة قوى اليسار - الممثلة لمصالح اغلبية جماهير الشعب والمدافعة عن حقوق الكادحين- لاستقطاب القوى الحية، واستثمار طاقات الشباب المهدورة وتوظيفها بالإتجاه السليم، وتفعيل قدرات الغالبية العظمى من النساء، المعطلة والمهمشة حالياً.
• العمل المتواصل على إشراك أوسع الجماهير في تقرير مصائرها والدفاع عن مطالبها وضمان مصالحها وانتزاع حقوقها، عبر النضال الواعي، المثابر، والمنظم، وعلى أساس برنامج واضح الاهداف، واستراتيجية علمية متوازنة ملموسة وواقعية.
أبرز تطورات الوضع العالمي
لا يزال النظام الرأسمالي العالمي يواجه آثار وتداعيات الآزمة الاقتصادية والمالية التي تعصف به منذ 2008، وهو يواصل السعي الى حلّها وإنقاذ مؤسساته المالية والمصرفية من الانهيار والافلاس عبر القاء عبء الأزمة ونتائجها الكارثية على شعوب البلدان الرأسمالية وشغيلتها، وقضم المكتسبات التي حققتها عبر نضالات مريرة على مدى عقود، باللجوء الى برامج التقشف القاسية، وتجاهل ارتفاع معدلات البطالة، وخصخصة مؤسسات قطاع الدولة، وتفكيك انظمة الرعاية والضمان الاجتماعي، والهجوم على الحقوق النقابية والحريات العامة. ورغم ما تروج له وسائل الاعلام الرأسمالي من مؤشرات مفرطة في التفاؤل حول قرب انتهاء الأزمة والخروج من الركود الاقتصادي، فان الأرقام والمعطيات تؤكد ضآلة معدلات نمو اقتصادات البلدان الرأسمالية المتقدمة وهشاشة ما حققته حتى الآن.
وشهدت الأشهر الستة المنصرمة، في مناطق مختلفة من العالم، موجة جديدة من حركات الاحتجاج والتصدي لسياسات الليبرالية الجديدة وتداعيات الأزمة الاقتصادية والمالية. واقترن ذلك في بعض البلدان بمواجهة سياسات الاستبداد والمطالبة بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية. ففي اسبانيا والبرتغال واليونان وايطاليا تواصلت الاضرابات العمالية التي قادتها النقابات وقوى اليسار وشارك فيها طيف واسع من الحركات الاجتماعية، احتجاجاً على البطالة المتفشية وخضوع الحكومات لاملاءات صندوق النقد الدولي والمفوضية الاوروبية والبنك المركزي الاوروبي. وأدت سياسات التقشف وإفقار السكان الى انتعاش اليمين المتطرف، وبروز تنظيمات فاشية جديدة وصعود ممثليها الى برلمانات بعض البلدان، مما دفع قوى اليسار الى التحذير من مخاطرها والتحرك لمواجهتها وتعبئة الرأي العام لدحرها.
وفي نيويورك عادت "حركة لنحتل" إلى الوول ستريت في حزيران الماضي، في الموقع الذي انطلقت منه الحركة الاحتجاجية في أيلول 2011. وفي مطلع تشرين الأول اُعلن إغلاق نصف مؤسسات الحكومة الاتحادية الامريكية، بعدما فشل الكونغرس في إقرار الميزانية المؤقتة لتمويل أنشطة الحكومة، بسبب رفض الجمهوريين في مجلس النواب الموافقة على رفع سقف دين الدولة ما لم يتم تأجيل برنامج اوباما لاصلاح الرعاية الصحية. وهو الاغلاق الذي كان يعني اعلان الحكومة عجزها عن تسديد اقـساط دين الدولة الذي بلغ مجموعه 16,7 تريليون دولار في منتصف تشرين الأول. وكان هذا هو الإغلاق الجزئي الأول لمؤسسات الحكومة الأمريكية منذ 17 عاماً. وأدى الشلل الجزئي الناجم عنه الى تسريح حوالي مليون موظف فيدرالي، فيما كبّد الاقتصاد خسائر تصل الى 300 مليون دولار يومياً. ونظم العاملون في مؤسسات الحكومة الاتحادية مئات التظاهرات في ارجاء الولايات المتحدة مطالبين بالعودة الى العمل، ومحذرين من التداعيات الوخيمة لعدم التوصل الى اتفاق على مصالح الشغيلة والمنافع الاجتماعية وتعويضات العاطلين عن العمل. وجاء اتفاق اللحظة الاخيرة بين الجمهوريين والديمقراطيين ليسمح للحكومة ان تواصل العمل بمستويات الميزانية الحالية حتى 15 كانون الثاني 2014، وتمديد سقف الدين الى7 شباط القادم. أي اعطاء مهلة ثلاثة أشهر أخرى للتوصل الى حل وإبقاء الحكومة رهينة مواقف اليمين المتطرف في الحزب الجمهوري. وتمثل هذه المواجهة جزءاً من معركة شرسة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري استعداداً لإنتخابات 2014 التي ستعيد رسم التوازنات في مجلسي النواب والشيوخ.
وفي اليونان، التي تعتبر اكثر البلدان تضرراً من الأزمة المالية والاقتصادية العالمية، نظمت نقابات عمالية وقوى يسارية وحركات اجتماعية من جميع البلدان الأوروبية في حزيران الماضي "قمة البديل"، للبحث عن بدائل مشتركة لسياسات التقشف القاسية، وهدم المكتسبات الاجتماعية، وقضم الحقوق النقابية، وهي السياسات التي ينفذها الليبراليون الجدد في بلدان جنوب أوروبا. وحفل جدول أعمال "القمة" بقضايا هامة مثل تأثير الأزمة على النساء في البلدان المتضررة من الأزمة، وانعكاسات الأزمة على قطاعات التعليم، الصحة، السكن، إلغاء الديون، وصعود اليمين المتطرف، خصخصة المياه، الهجوم على الحقوق النقابية والحريات العامة، تأثيرات الأزمة على المهاجرين المقيمين في هذه البلدان. كما ساهم 150 الف شخص بتظاهرات في اثينا في ايلول الماضي تزامنت مع اضراب عام للعاملين في القطاع العام.
وتفجرت في اسطنبول ومدن تركية عديدة انتفاضة شعبية عارمة ضد حكومة اردوغان وحزب العدالة والتنمية، في أعقاب قمع الشرطة تظاهرات سلمية احتجاجا على اجراءات الحكومة لإزالة حديقة عامة وسط اسطنبول. وعبّر الطابع العفوي للحركة الاحتجاجية عن غضب جماهيري مكبوت تعمق في السنوات الأخيرة، وخاصة بعد الاستفتاء على الدستور عام 2010، عندما أصبح الوجه القمعي لهيمنة اسلاميي الليبرالية الجديدة واضحا على نحو متزايد، الى جانب خصخصة الاقتصاد، وأسلمة نظام التعليم، والحرب في المناطق الكردية، والاعتقالات ومحاكمة المئات من ممثلي الشعب المنتخبين باتهامات باطلة، وحملات المداهمة والاعتقال ضد النقابيين، وناشطي مختلف المنظمات السياسية والاجتماعية ذات التوجهات اليسارية، واحتواء السلطة القضائية ووسائل الاعلام. واقترن ذلك بقضم تدريجي للحريات الشخصية وملامح الدولة المدنية ضمن خطة تهدف الى أسلمة الدولة، بما في ذلك العمل الجاد لتغيير الدستور بما يتلاءم مع محاولات اردوغان وحزبه إحكام قبضته على جميع مناحي الحياة في تركيا.
ومن التطورات اللافتة ايضا فوز ممثل القوى الاصلاحية في انتخابات الرئاسة الايرانية وتراجع نفوذ القوى المحافظة، وانعكاسات ذلك على علاقات ايران على الصعيدين الاقليمي والدولي.
وفي مواجهة التحديات التي فرضتها الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية، ورغم المصاعب الكبيرة الناجمة عنها، تمكنت قوى اليسار والاحزاب الشيوعية في عدد من البلدان من الحفاظ على مواقعها او إحراز تقدم في الانتخابات البرلمانية والمحلية. ففي المانيا، تمكن حزب اليسار للمرة الثانية من الاحتفاظ بالموقع الثالث في البرلمان الاتحادي في الانتخابات التي جرت في ايلول الماضي. وفي البرتغال، حقق "ائتلاف الاتحاد الديمقراطي"، الذي يضم الحزب الشيوعي والخضر ومجموعات اخرى، تقدماً مهماً في الانتخابات البلدية التي جرت في ايلول الماضي،ليحتل الموقع الثالث على المستوى الوطني، فيما تراجع تمثيل حزبي الائتلاف اليميني الحاكم. وفي ايطاليا، تخشى قوى اليمين التي يتزعمها برلسكوني من تحول نحو اليسار في حال سقوط الحكومة الحالية.
وفي تشيكيا، حيث جرت مؤخراً انتخابات برلمانية مبكرة في أعقاب فضيحة فساد كبرى، عاقب الناخبون تحالف اليمين الحاكم، فيما جاء الحزب الشيوعي التشيكي في الموقع الثالث بحصوله على 16 في المئة تقريباً (مقابل 11,27 في المئة في الانتخابات السابقة)، وهذا هو ثاني اكبر نجاح انتخابي يحققه الحزب منذ انهيار التجربة الاشتراكية في 1990. وعكست هذه النتائج معاناة الشعب تحت حكم الأحزاب اليمينية، التي هيمنت على المسرح السياسي غداة قيام الجمهورية التشيكية (بعد تقسيم تشيكوسلوفاكيا السابقة) أوائل التسعينات.
وفي تشيلي، في امريكا اللاتينية، يستعد الحزب الشيوعي في اطار تحالف "اكثرية جديدة" لخوض الانتخابات الرئاسية في 17 تشرين الثاني 2013، وهو تحالف يضم قوى عديدة من اليسار والوسط. وتبدو فرص فوز مرشحة هذا التحالف قوية جداً. وتزامنت الحملة الانتخابية مع الذكرى الأربعين للانقلاب الفاشي عام 1973ضد حكومة الوحدة الشعبية اليسارية المنتخبة في شيلي، بزعامة سلفادور الليندي. وأدى ذلك الانقلاب الذي خططت له وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية الى قتل واعتقال وتعذيب الآلاف من الشيوعيين والديمقراطيين من أعضاء احزاب التحالف اليساري الحاكم.
ان ما اشرناه من تطورات، على صعيد المنطقة والعالم، ومن انعطافات كبيرة وتغيرات جيو- سياسية واعادة اصطفاف في العلاقات السياسية، تضعنا نحن العراقيين امام مهمة ملحة عاجلة لإعادة ترتيب اوضاعنا الداخلية، وتعزيز الوحدة الوطنية، وتفعيل المؤسسات الدستورية، وحل الازمات القائمة، ومعالجة المشاكل المزمنة، ووضع البلد على الطريق السليم الذي يجنبه النتائج السلبية وكل ما يؤذي شعبنا ووطننا، ويؤهله لمواجهة المستحقات والتحديات الناجمة عن هذه التطورات، واستثمار زخمها لتعزيز البناء الوطني وإسهام العراق الايجابي في بناء علاقات اقليمية ودولية سليمة، متكافئة ومتوازنة لمصلحة الجميع، وتهيئة الظروف المناسبة لتقدم بلادنا وتحقيق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

 
**********************
ص 9
التخطيط: ارتفاع مؤشر التضخم للشهر الماضي

بغداد  وكالات:
أعلنت وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي، أمس السبت، عن ارتفاع مؤشر التضخم لشهر تشرين الأول الماضي بنسبة 1.6بالمئة، مشيرة الى أن التضخم السنوي ارتفع أيضا بنسبة 3 في المئة. وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة عبد الزهرة الهنداوي لوكالة "السومرية نيوز"، إن "الجهاز المركزي للإحصاء التابع لوزارة التخطيط أنجز تقرير التضخم لشهر تشرين الأول الماضي على أساس جمع البيانات ميدانيا عن أسعار السلع والخدمات المكونة لسلة المستهلك من عينة مختارة من منافذ البيع في محافظات العراق كافة"، مبينا أن "هذه المعدلات تحتسب من السلع والخدمات التي تشمل الغذائية والإيجار والنقل والاتصالات والصحة والتعليم وغيرها مما يقتنيه المستهلك".
وأضاف الهنداوي أن "مؤشرات التضخم لشهر تشرين الأول الماضي ارتفعت لتسجل 1.6بالمئة مقارنة بالأسعار في شهر أيلول الماضي نتيجة ارتفاع أسعار بعض المواد وخاصة الأغذية التي بلغت 6 بالمئة على مستوى العراق، إضافة الى ارتفاع قسم السكن بنسبة 2.5 بالمئة"، مشيرا الى أن "مؤشر قسم السكن ما زال يؤثر بشكل كبير على ارتفاع وانخفاض التضخم".
وأكد عبد الزهرة أن "التضخم السنوي للفترة من تشرين الأول 2012 لغاية تشرين الأول 2013 شهد ارتفاعا أيضا ليسجل 3 بالمئة".
 
******
مجلس بغداد: التجارة متعاونة بشأن تسلم "التموينية"

بغداد – وكالات:
أكد مجلس محافظة بغداد إمكانيته في إدارة ملف البطاقة التموينية في العاصمة حال تسلمها من وزارة التجارة العام المقبل.
وقالت رئيسة اللجنة الاقتصادية والمالية في المجلس صباح التميمي في تصريح صحفي إن المحافظة قادرة على تسلم ملف البطاقة التموينية من الوزارة في آذار من العام المقبل كما وجه مجلس الوزراء في جلسة سابقة له، مشيدة بتعاون وزارة التجارة في تسليم هذا الملف الى المحافظات وخاصة العاصمة بخبراتها والأمور المتعلقة بهذا الشأن.
وأضافت أن المحافظة استعانت بالتجارة نظراً لما تملكه الوزارة من إدارة وموظفين ومخازن ووسائط نقل تفوق الإمكانات الموجودة في المحافظة، مما يحتاج إلى عقد جلسات واجتماعات ودراسات كثيرة خاصة بهذا الموضوع، مؤكدةً عدم تخوف مجلس المحافظة من تسلم هذا الملف.
ونبهت التميمي إلى أن مجلس محافظة بغداد حريص على عدم تسلم الملف ناقصاً بل إكماله من جميع النواحي اللوجستية والمتعلقات الخاصة به من قبل الوزارة.
 
 
*********
بعد تقديم كردستان مطالبها
مجلس الوزراء يشكل لجنة مصغرة لمناقشة الموازنة
بغداد - عبد الرشيد الصالح
بينت لجنة المالية النيابية أن تأخير الموازنة في مجلس الوزراء ناجم عن مناقشات تعقدها بغداد مع إقليم كردستان بشأن مطالب قد سبق وان قدمها الأكراد تخص الموازنة.
فيما أكدت لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية أن الانفجار الذي تشهده الموازنة ضروري للاستثمار في العراق.
 
وفي حديث مع "طريق الشعب" أمس السبت، قال الخبير الاقتصادي د.ماجد الصوري إن "الموازنة تتعرض للتأخير كل عام، ومنذ عشر سنوات والموازنة تتأخر كل سنة نتيجة الخلافات السياسية واستغلالها للمصالح الانتخابية".
وأضاف الصوري أن "الموازنة بعيدة عن تأمين مصلحة المواطن، ونأمل أن تنفذ بشكل صحيح، فمبالغ الموازنة عالية وفي جميع المجالات، ولكن إلى الآن تطبيقات الموازنة سواء في النفقات الجارية أو النفقات الاستثمارية لا يتم تطبيقها، فالنفقات الجارية تطبق بنسبة 78 بالمئة إلى 88 بالمئة فقط، أما الاستثمارية فهي لا تتجاوز الـ50 بالمئة".
وبين أن "المبالغ الهائلة تنفق بدون فائدة، فقد دخلت إلى العراق أكثر من 610 مليارات دولار لغاية نهاية الـ2012 ولكن لم يستفد منها، تم صرف 230 مليار دولار على البنى التحتية سواء التي قدمت كمنح خارجية، أو مبالغ محلية لم يستفد منها"، مشيرا إلى أن "المشكلة الأساسية ليست بحجم الموازنة، وإنما بتطبيق قانون الإدارة المالية والدين العام، الذي يؤكد على ضبط الموازنة بحسب التنمية".
من جهته، بين أمين هادي عباس عضو اللجنة المالية البرلمانية، أن "الموازنة تناقش حاليا داخل مجلس الوزراء، ولكنها تشهد بعض العراقيل بسبب مطالب إقليم كردستان".
وأشار عباس في حديث مع "طريق الشعب" أمس، إلى أن "الإقليم طالب الحكومة المركزية بأن تشمل الموازنة تعويض المدن التي أوذيت في أيام النظام السابق، بالإضافة إلى دعواتها بتغطية رواتب البيشمركة، ومستحقات شركات استخراج النفط وهذا ما أخر إقرار الموازنة، والطرفان شكلا لجنة مصغرة لمناقشة هذه الأمور".
وأضاف أن "الموازنة بلغت 174 تريليون دينار، بحسب ما وصلتنا من معلومات، ومجلس النواب لديه خياران يتمثلان بتعديل بنود الموازنة، والخيار الثاني يتمثل بخفض قيمة الموازنة، ولكن ليس له الحق في زيادة حجم الموازنة".
وبين عضو اللجنة المالية البرلمانية، أن "الموازنة ركزت بشكل كبير على الجهة الاستثمارية، ونحن نأمل من الوزراء أن يجمعوا بالموافقة على الموازنة، لكي تشرع بصورة أسهل في داخل قبة البرلمان".
من جانبه، ذكر جاسم محمد عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار البرلمانية، أن "الموازنة حاليا تخضع للدراسة في مجلس الوزراء، والتأخير ضروري لمعرفة رأي جميع الوزارات لكي تصبح الموازنة متكاملة، ومن ثم يتم طرحها على مجلس النواب لإقرارها".
وأضاف محمد في تصريح لـ"طريق الشعب" أمس، أن "الموعد المحدد لإقرار الموازنة كان من المفروض أن يتم في الشهر التاسع ولكن التأخير حاليا كان بسبب مجلس الوزراء، وفي مجلس النواب لدينا آلية بعد الأول من كانون الأول المقبل، نرسل بطلبات إلى الوزارات من اجل الإسراع بالانتهاء منها إذا لم تنته في الأيام المقبلة".
وأشار إلى أن "مجلس الوزراء يأخذ وقته كاملا لغرض التأني وعدم الإسراع في دراسة الموازنة، بالإضافة إلى وجود بعض الخلافات بين السياسيين وعدم الإجماع بالموافقة على بنود الموازنة، ونحن نتمنى أن نتلافى ما حصل من خلافات في العام الماضي".
وبين عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار البرلمانية، أن "البعض يصف الموازنة بأنها انفجارية، ولكننا نرى أن حجم الاستثمار في العراق يتطلب حجم هذه الموازنة، ونحن نأمل أن تصرف هذه الموازنة في أماكنها المحددة".
إلى ذلك، عزا علي الموسوي مستشار رئيس الوزراء نوري المالكي تأخر تقديم الحكومة لمشروع قانون الموازنة المالية العامة للدولة لعام 2014 إلى مجلس النواب لعدم جاهزيتها.
وقال الموسوي في تصريح تابعته "طريق الشعب" أمس، إن "الموازنة غير جاهزة للتقديم وفيها مشاكل كثيرة يتعلق بعضها بواردات النفط وبتدقيقها، وأمور عديدة أخرى".
وأضاف "لا نعرف بوجود مطالب جديدة للأكراد، ولكن هناك أيضا فيها مشاكل مع إقليم كردستان"، دون أن يوضح الموسوي طبيعة تلك المشاكل.
ويذكر أن موازنة العراق للعام الماضي قد سجلت بنسبة 138 تريليون دينار، فيما شهدت ميزانية العام الحالي ارتفاعا إلى 174 تريليون دينار، ويؤكد الخبراء الاقتصاديون والمختصون في الشأن الاقتصادي إمكانية ازدياد الموازنة في العام المقبل.
 

********
المالكي: العراق الفرصة الاستثمارية الأكبر في العالم
 
واسط  - طريق الشعب:
اشار رئيس الوزراء نوري المالكي، أمس السبت، الى أن العراق هو الفرصة الاستثمارية الأكبر في العالم بسبب "تخريب جميع منشآته وبناه التحتية"، وانتقد مجلس النواب "لرفضه التصويت على قانون الإصلاح الاقتصادي". وقال نوري المالكي في كلمة ألقاها خلال حفل افتتاح الوحدة الثالثة من محطة كهرباء الزبيدية في محافظة واسط إن "هذه المنشأة الاستراتيجية المهمة التي ستكتمل وتعطي "2600" ميغاواط لكهرباء العراق إضافة إلى المحطات الأخرى ستنهي هذه الأزمة التي عشناها بمرارة". وعد المالكي أن "العراق هو الفرصة الاستثمارية الأكبر في العالم بسبب تخريب جميع منشآته وبناه التحتية من قبل النظام السابق، وما تلاه من عمليات إرهابية وعمليات تخريبية وقتل ودمار قامت بها الميلشيات".
وفي السياق ذاته، انتقد رئيس الوزراء العراقي "امتناع مجلس النواب عن التصويت على قانون الإصلاح الاقتصادي، رغم دوره في تطوير الاقتصاد العراقي كما حصل مع قانون البنى التحتية"، لافتا إلى أن "البلدان التي لا تمتلك نظرية محددة في الإصلاح الاقتصادي لن تحقق الاستقرار الاقتصادي المنشود".
وكان مجلس النواب العراقي رد في الـ28 من تشرين الأول 2013، قانون البنى التحتية إلى مجلس الوزراء، بعد رفض الكتل السياسية التصويت على الفقرة الأولى من القانون وتعديلاتها.
ووصل رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، أمس السبت، إلى محافظة واسط لافتتاح الوحدة الثالثة من محطة كهرباء الزبيدية، فيما يرافقه نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة ووزير الكهرباء.
 
 
 
**********
إيران تتعهد بضخ الغاز يومياً إلى العراق مطلع 2014
 
بغداد – طريق الشعب:
تعهدت وزارة النفط الإيرانية، بضخ 25 مليون متر مكعب من الغاز يومياً الى ثلاث محطات كهربائية بعد استكمال العمل في الأنبوب المخصص للنقل داخل الأراضي العراقية.
ونقل بيان صادر عن وزارة الكهرباء العراقية خلال زيارة الوزير كريم عفتان الجميلي لطهران الأسبوع الماضي ولقائه وزير الطاقة الإيراني مجيد نامجو، ووزير النفط بيجان نامدار زنكة حيث تعهد الأخير ببدء وزارته بتجهيز الغاز عبر الأنبوب الخاص بمحطات المنصورية والصدر والقدس بالوقود الغازي والذي من المؤمل تجهيزها بـ 25 مليون متر مكعب يوميا، بعد أن استكمل الجانب العراقي العمل في هذا الخط داخل الأراضي العراقية مطلع العام المقبل.
وبحسب البيان فإنه "تم الاتفاق أيضا على مد أنبوب غازي آخر من منطقة البصرة، وقد ابرم عقده الأولي مع الشركة الإيرانية المنفذة للمشروع، ومن المؤمل أن يقوم هذا الأنبوب بايصال 50 مليون متر مكعب يوميا الى البصرة ليغذي محطات الرميلة وشط البصرة والنجيبية، فضلا عن الخط القطري الممتد من المحافظة المذكورة الى محطة الخيرات في محافظة كربلاء المقدسة، ومن المؤمل أن يبدأ الجانب الإيراني بتجهيز الغاز عبر هذا الأنبوب في شهر آذار من العام المقبل".
وأعلنت وزارة الكهرباء في شهر تموز الماضي، عن إبرامها عقداً يعد الأول من نوعه مع وزارة النفط الإيرانية لتجهيزها بالغاز الطبيعي بقيمة 365مليون دولار لمدة أربعة أعوام قابلة للتجديد.
وكانت وزارة الكهرباء قد أعلنت، العام الماضي، عن إبرامها عقداً مع الجانب الإيراني لاستيراد أكثر من مليون متر مكعب يومياً من الغاز لتغذية أربع محطات توليدية.
 
*******
قريبا.. شل تتعاقد مع العراق لإنشاء مصنع للبتروكيمياويات

بغداد – طريق الشعب:
كشفت شركة شل النفطية عن قرب تعاقدها مع العراق لإنشاء مصنع عملاق للبتروكيمياويات بكلفة تصل إلى 11 مليار دولار، فيما أكدت أن إنتاج الغاز من البصرة سيتصاعد إلى أكثر من 500 مليون قدم مكعب يوميا. وقال بيان صادر عن رئاسة الوزراء تلقت "طريق الشعب" نسخة منه: إن رئيس الوزراء نوري المالكي استقبل رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة شل النفطية بيتر فوسر. وأكد المالكي خلال اللقاء استعداد الحكومة العراقية لدعم الشركات العاملة في العراق ومنها شركة شل بما يمكنها من إنجاز مشاريعها بأسرع وقت ممكن، مشيرا إلى عقود الشركة في مجال إنتاج الغاز ومضاعفة الإنتاج من حقل مجنون الذي يبلغ حاليا أكثر من 200 ألف برميل يوميا ومن المتوقع أن يصل إلى مليون برميل في اليوم. وأكد المالكي أيضا التزام الشركة بالتعامل مع وزارة النفط الاتحادية، مبينا أن ذلك يشجع الحكومة على توسيع أعمال الشركة ودعمها في العراق.
من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لشركة شل تنفيذ شركته لجميع التزاماتها التعاقدية مع العراق، مشيرا إلى أن إنتاج الغاز من البصرة سيتصاعد باستمرار إلى أكثر من 500 مليون قدم مكعب يوميا ويمكن أن يسهم ذلك في تزويد محطات الطاقة الكهربائية بما تحتاجه من وقود.
وكشف فوسر أن شركته على وشك توقيع عقد استثماري مع وزارة النفط العراقية لإنشاء مصنع عملاق للبتروكيمياويات تصل كلفته الإجمالية الى 11 مليار دولار، معربا عن اعتقاده بإمكانية أن يكون جاهزا للتوقيع خلال أسابيع.
وأعلن الرئيس التنفيذي لشركة شل عن رغبة الشركة بتوسيع مشاريعها في العراق.
 
 
**********
الـبـطـالة: قـُنبلة قـابلة للانفجار.. فـما الـعمل؟
 
د. مجيد مسعود
منظمة العمل الدولية تـُعرّف العاطل عن العمل بأنه : "كل من هو قادر على العمل وراغب فيه، ويبحث عنه ، ويقبله عند مسـتوى الأجر السـائد، ولكن دون جدوى". إن كان يدخل سوق العمل لأول مرة، أو العاطلين الذين سـبق لهم العمل واضطروا لتركه لأي سبب من الأسباب.
وحسـاب معدل البطالة يكون على أساس نسبة عدد العاطلين إلى قوة العمل، ويتحقق ذلك عادة عند إجراء التعداد العام للسـكان والمنشـآت. أو من خلال مسوحات للعينة تقوم بها الجهات الإحصائية المختصة بين فترة وأخرى. وهي مهمة ليست سهلة من الناحية الفنية والمفاهيمية الإجرائية. وبالتالي تكون النتائج تقديرية، وقد تختلف باختلاف منهجية الحساب والمفاهيم المعتمدة.
وعند التفاصيل فقد يـُحسب معدل البطالة على أساس النسبة إلى الجنس "ذكور وإناث"، أو على أساس الريف والحضر، أو على أساس المحافظات، أو على أساس العمر.....الخ.
يـتبيّن من بعض المسـوحات عن البطالة، بـأن معدلاتها بين العمال أعلى منها بين المهنيين من أصحاب الشـهادات الجامعية، وبين النساء أعلى منها بين الرجال، وبين الشباب أعلى منها بين الكبار. وهناك بطالة قصيرة الأجل، وأخرى متوسطة الأجل، وثالثة طويلة الأجل "أكثر من ســنة".
يمر الاقتصاد الوطني بـ "دورات اقتصادية" تتراوح فيما بين الكســاد والانتعاش، وبالتالي تنتج عن هذه الظاهرة تقلبات في الطلب على العمالة  وما يواكبها من تقلبات في معدل البطالة. وعند الكساد يرتفع معدل البطالة، وعند الرواج يحصل العكس، أي انخفاض معدل البطالة، والبطالة هنا تسمى بـ البطالة الدورية. أما البطالة الاحتكاكية، فهي التي تحدث بسبب التنقلات المستمرة للعاملين من المناطق والمهن المختلفة. أما البطالة الهيكلية، فيوضحها الدكتور رمزي زكي * بقوله: ذلك النـوع الذي يـُصيب جانباً من قوة العمل ، بسبب تغيرات هيكلية تحدث في الاقتصاد الوطني، وتؤدي إلى إيجاد حالة عدم التوافق بين فرص التوظيف المتاحة ومؤهلات وخبرات العمال المتعطلين الراغبين في العمل والباحثين عنه. أي أننا هنا نواجه بحالة فائض في سوق عمل ما، وفائض طلب في سوق عمل آخر. ويظل هذا الاختلال قائماً إلى أن تتوافق قوى العرض مع قوى الطلب للقوى العاملة.
والمقصود بـالبطالة السـافرة، حالة التعطل الظاهر التي يـُعاني منها جزء من قوة العمل المتاحة. أما البطالة المقنعة، فهي تلك الحالة التي يتكدس فيها عدد كبير من العمال بشكل يفوق الحاجة الفعلية للعمل، بحيث إذا ما سـُحبت من أماكن عملها فإن حجم الإنتاج والخدمات لن ينخفض.
والبطالة الاختيارية، هي حالة يتعطل فيها العامل بمحض اختياره وإرادته. أما حالة البطالة الإجبارية، فهي الحالة التي يتعطل فيها العامل بشكل جبري، أي من غير إرادته أو اختياره، وهي موضع اهتمامنا في هذه المقالة الموجزة.
وعند الحديث عن العمالة الكاملة " التوظيف الكامل" فهذا لا يعني الاختفاء الكامل للبطالة، حيث ستظل هناك بطالة احتكاكية وبطالة هيكلية ، كما سبق الإشارة لتعريفهما، ويـُشــار لهذه الحالة بـمعدل البطالة الطبيعي.
ولمعالجة مشكلة البطالة ينبغى أن يتوفر تصور حقيقي عنها، من حيث أعداد المتعطلين عن العمل، وأماكن إقامتهم، والمهن التي يزاولونها وأعمارهم وتعليمهم وجنسهم وسبب تعطلهم، ومدة بطالتهم.... الخ.
يـُوضح الدكتور رمزي زكي بأن مشـكلة البطالة ما زالت هي المشـكلة الأولى التي تـُهدد بانفجار الوضع الاقتصادي، والاجتماعي والسياسي، في البلدان الرأسمالية، و بلداننا هي الأخرى مـُرشحة لذات المصير. لقد تمخضت مشكلة البطالة في البلدان الصناعية عن بروز كثير من المشكلات كالعنف وانتشار الجريمة وإدمان المخدرات والتفكك العائلي، وبروز نزعات يمينية وشوفينية متطرفة. بل هناك من يـُشير إلى زيادة انتشار الأمراض النفسية والعقلية من جراء تفاقم البطالة. ولم تـُخفف إعانات البطالة عندهم من استمرار هذه الظاهرة السلبية.
وفي البلدان التي كانت اشتراكية وتحولت نحو الرأســمالية خسرت القوى العاملة فيها "مزايا الاشــتراكية" في مجالات الضمان الاجتماعي والأمن الوظيفي والحماية الاجتماعية، كما أنها لم تحصل على "مزايا الرأسمالية" في مجالات الاسـتهلاك الترفي، وأخذت تتســرب إلى بيئتها ذات الأمراض الناجمة عن البطالة.
وفيما يخص العراق نلاحظ زيادة معدلات النمو السكاني كنتيجة لانخفاض معدل الوفيات بسبب التحسن النســـبي للأحوال الصحية، في الوقت الذي ظل فيه معدل المواليد مرتفعاً. ولهذا تأثر الهرم الســكاني  حيث أصبح يعكس قاعدة سكان شبابية واسعة، سرعان ما ستفرز زيادة كبيرة في قوة العمل. وتشـــير التقديرات إلى أن نمو قوة العمل بمعدل سنوي يتراوح مابين 3 و4 بالمائة. ولهذا تتراوح التقديرات لحجم البطالة في العراق فيما بين 30 و40 بالمائة من قوة العمل.
والأسباب الرئيسية باختصار تكمن في قلة فرص العمل الجديدة في القطاع العام والمشترك والخاص والتعاوني، وذلك لتعثر محاولات التنمية، وغياب الاستراتيجية التنموية الشاملة، وشيوع الفساد بكل أبعاده واضطراب الوضع الأمني.... الخ. وحتى عندما تتوفر نسبياً فرص عمل جديدة، فإنها تصطدم بعدم مواءمة مخرجات التعليم والتدريب مع احتياجات سوق العمل هذه.
لقد أوضح الشــهيد يوسف سلمان "فهد" في كراســته عن "البطالة أســبابها وعلاجها" الذي صدر عام 1946 "أن البطالة لا يمكن البحث عن أسبابها وعلاجها دون البحث عن العوامل المحركة لاقتصادنا كجزء من الاقتصاد الاحتكاري العالمي. الذي له قوانينه وتناقضاته المهلكة المدمرة للقوى المنتجة بصورة عامة وللأيدي العاملة بصورة خاصة".
وأكد فـهد بهذه الكراسة عن البطالة أن العراق "لو استثمر ثرواته النفطية بأمانة لصالح النفع الوطني، لوظفت حقول صناعة النفط هذه جميع الأيدي العاملة العاطلة في المدن والأرياف". وأضاف فهد "التفتيش عن داء البطالة، يجب أن يجري في حقول النفط قبل أي مكان آخر ... وفي قيام صناعة نفطية حقيقية تخدم مصالح شعبنا".
وفي تعبير اقتصادي مـُكثف عن هذا التوجه الاسـتراتيجي، كما كان ينادي الشــــهيد الدكتور محمد سـلمان حســن بــ "دمج الصناعة النفطية بالاقتصاد الوطني"، أي بعدم الاكتفاء بعوائد النفط المالية من صناعة اســتخراج النفط وتصديره خاماً للخارج.
ومن الحلول المطلوبة الســــريعة لمشكلة البطالة نـُشـــير باختصار إلى ما يلي:
� التعجيل في تنفيذ التعداد العام للســكان والمنشــآت، وما يفرزه من فرص عمل كثيرة.
� تعديل ظروف  ســـوق العمل بتشــجيع المشــروعات الصغيرة والمتوسطة لا سيما كثيفة العمالة، وتطوير نظم المعلومات لســـوق العمل وشفافيتها.
� تأهيل القوى العاملة بالتدريب وإعادة التدريب لزيادة انتاجيتها مما يخفض كلفة العمل.
� الارتفاع بمعدل النمو الاقتصادي لا سيما خارج الصناعة النفطية الاستخراجية.
� تشــغيل الطاقات الانتاجية العاطلة الموجودة، بعد إعادة تأهيل مؤسسات ومعامل القطاع العام بشكل خاص التي دمرتها الحروب والإهمال.
� التوقف عن إجراءات الخصخصة التي يحدث من جرائها الاستغناء عن العديد من القوى العاملة ودفعهم لجيش العاطلين عن العمل.
� دعم وحماية القطاع الخاص المحلي المنتج، وبشكل خاص كثيف الاستخدام للعمالة في المدن والريف.
�                    تفعيل الحملة الوطنية لمحو الأمية، التي شكا بعض المسـؤولين عنها بقلة الكادر وشحة التمويل. ويجب جعل المحافظات تتنافس في هذا المجهود النهضوي والذي يفتح آلاف فرص العمل للمحتاجين لها والعاطلين حالياً.
� التســـريع بتنفيذ برامج الإسكان، فهي توفر الســكن الملائم لا سيما لســكان العشوائيات، وتفتح آلاف فرص العمل المتعددة وتنشطها إضافة لصناعات مواد البناء والمهن الأخرى المكملة للمستلزمات والخدمات المرافقة لها.
� اســــتحداث برامج ســـريعة لحملات تنظيف البيئة وتخليصها من مخاطر الألغام وبقايا الحروب، وتنظيف الأنهار وفروعها من المخلفات الضارة بها.
� تشجيع التقاعد المبكر لإتاحة فرص العمل للجيل الجديد من الشباب، وسن قوانين تحمي مصالح العمال وتأمين الضمان الاجتماعي الذي يقيهم عوز البطالة والشيخوخة.
أما الحلول المســـــــتـقبلية فتتطلب توجهاً سياسياً تنموياً واضحاً في ضوء اســتراتيجية تنموية شــاملة مســتدامة. تعمل على تحويل الاقتصاد الريعي الراهن إلى اقتصاد منتج متنوع ومتشابك. وأن يكون للدولة الدور الحاكم في الشأن الاقتصادي باســـتخدام التخطيط المرن وأدوات السـياسات الاقتصادية والاجتماعية الملائمة، مع مراعاة قوى السوق وآلياتها، في إطار سوق عراقية موحدة ومتجانسة. وهذا يتطلب زيادة الاستثمار في الصناعة والزراعة والبنى التحتية والخدمات بأنواعها. النقل والاتصالات والكهرباء والماء والصحة والتعليم وذلك وفق أولويات مبررة علمياً، مع حساب عامل الزمن فالوقت من ذهب.
إن المواجهة الجادة لمشكلة البطالة قد دعت منظمة العمل الدولية، وكذلك مؤتمر القمة العالمية للتنمية الاجتماعية في كوبنهاغن، لتوجيه الدعوة لمختلف دول العالم � والعراق منها- بضرورة العودة لتبني هدف التوظيف الكامل لمكافحة الفقر والبطالة، وأن تكون لذلك الهدف أولوية أساسية، في الســياســات الاقتصادية والاجتماعية للدول وللتعاون الدولي.
ـــــــــــــــــــــــ
*الدكتور رمزي زكي:  الصديق الغائب جســدياً والحاضر بأفكاره النيرة، فلقد زاملته لســنوات في عضوية الهيئة العلمية للمعهد العربي للتخطيط بالكويت، فعرفت فيه الإنسان الذي ينضح محبة وتواضعاً، والعالم الاقتصادي الباحث بدأب، حيث ترك لنا 28 كتاباً. وقد كتبت عنه مودعاً في مقالة بمجلة "النهج" بعددها المؤرخ 27/2001 م.
وفي هذه الســـطور اسـتفدت كثيراً من كتابه الهام: "الاقتصاد السياسي للبطالة"، الصادر بالكويت ضمن سـلسـلة عالم المعرفة ، وهـو بـ 519صفحات.
الـذكـرُ الـطيـّـب لك أيـّها الـصديـق الـذي لا نـنـســـــــاه.
 
**********

ص10

الرياضة تجنبك الاكتئاب مع تقدم العمر
 
ليس هناك ثمة دراسة قد تتحدث عن مضار الرياضة طالما انها غير موجودة أصلا، لكن ان يكون للرياضة مفعول طويل الأمد فهي نتيجة حديثة توصلت لها دراسة رأت ان الرياضة تقي من الكآبة ليس في المدى المنظور فقط وانما في المستقبل أيضا.
رأت دراسة حديثة ان للرياضة تأثيرها على مزاج الفرد اذ تكفي نصف ساعة من الرياضة يوميا لتحمي من الوقوع في شرك الكآبة في المستقبل. وأشارت نتائج الدراسة الى ان الرياضة لا تلعب دور العلاج لحالات الاكتئاب فقط بل تشكل عاملا يقي من الاضطرابات النفسية.
وركزت الدراسة على أهمية ممارسة الرياضة في سن الشباب لاعتبار ان كل من يمارس الرياضة في عمر الـ 26 يكون أقل عرضة للاصابة بالاكتئاب مع التقدم بالسن.  وإثر تحليل بيانات نحو 30 دراسة سابقة استنتجت الدراسة ان 25 منها ربطت بين قلة النشاط والتعرض للاكتئاب في وقت لاحق من العمر. يذكر ان الاكتئاب يصيب حوالي 1 من كل 5 أشخاص مسنين ، وفقا لمؤسسة الصحة العقلية، مع الاشارة الى ان النساء هن أكثر عرضة للاكتئاب من الرجال. ووفقا للمجلة الطبية البريطانية فان أولئك الذين يعانون من الاكتئاب أكثر عرضة للمعاناة من الخرف، أو مرض باركنسون، أو الاصابة بسكتة دماغية.
 
علماء ألمان يعثرون على "جين الذبحة القلبية"
 
يقول علماء ألمان إنهم وجدوا الجين الذي يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية بنسبة 15 في المئة.
أشارت الدراسات إلى أن نصف الذين يصابون بذبحة قلبية يحملون هذا الجين، وفقاً لأرقام المركز الألماني لأمراض القلب في ميونيخ التي شملت 30,000 مريض.
ويشار إلى أن 64 في المئة من الألمان يحملون هذا الجين، الذي يقول البروفيسور هيربرت شونكيرت: إن وجوده يجعل، 15 في المئة من الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بذبحة قلبية، لأنه يجعل الصفائح الدموية أكثر لزوجة. هذا الاكتشاف يعني أن الأطباء في المستقبل قد يكون باستطاعتهم الكشف الدقيق عن المرض ومعرفة ما إذا كان المريض عرضة أكثر للإصابة بنوبة قلبية، مما يسمح بمعالجة أفضل وتدارك الذبحة قبل حدوثها. ويعمل الأطباء حالياً على تطوير اختبار يسمح بالكشف عن هذا الجين المسؤول عن الذبحة القلبية. ويشار إلى أن مرض القلب هو أحد أسباب الوفاة الأولى في العالم وحصد في العام 2011 ما يزيد عن سبعة ملايين شخص.
 
على المكشوف...
 
الأطفال يموتون حزناً !
الكثير من الأباء والأمهات لا يفقهون في علم نفس الأطفال، ويعتقدون أن الطفل لا يمتلك الأحساس والمشاعر ،أو أنه «من يكبر ينسى» و»راح يلعب ويلتهي» ،وغير ذلك من الكلام غير المنطقي، والذي يدل على الأستخفاف بمشاعر وأحاسيس وعواطف هذا الكائن البريء، بل وتجاهلها في أغلب الأحيان، دون الأدراك بأن التعامل مع الطفل هو الأس الذي ستبنى عليه حياته.
حكاية مؤثرة، مؤلمة جداً حصلت مع أحد معارفي. فلدى صديقي هذا أبنة شابة أهتمت بتربية ابن اخيها فتعلقت به وتعلق بها واصبح ملازماً لها. واصبح هذا التلازم اكثر وضوحاً عبر السنوات التي تمضي حتى بلغ الطفل السادسة من عمره، حينما صعقت الكهرباء عمته فتوفيت  في الحال عن 19 عاما.
عند زيارة قبر الشابة في اربعينية وفاتها ، أستصحبوا الطفل معهم، وبعد مضي دقائق من النحيب والعويل تشبث الطفل بقبر عمته فاذا به جثة هامدة عندها، كمداً وحزناً، دموعاً مختزنة، آلاماً أسيرة، موجة حزن عارمة لم يطقها قلبه. مات الطفل ضحية جهل الأهل بما يمتلكه من أحاسيس ومشاعر.
فهل يعتقد الناس حينما يُغضِبون اطفالهم أو يحرمونهم من إنسانيتهم، وبراءتهم، أنهم على صواب؟
هل هناك عقاب أمضى من أن تجعل الآخر حزيناً؟!
نعم، الحزن سيد أسباب الموت ،وكلنا ليس ببعيد عما نسمعه من قصص وأخبار الأزمات القلبية أو الجلطات الدماغية التي يتعرض لها ذوو الأمراض المزمنة المختلفة وغيرهم ،فما بالك بطفل لم يخبر الحياة ،ولم يندرس بها ،ولم تلكه أو يلكها!
الطفل مثل صفحة بيضاء ، أكتب عليها ما تشاء ،ومثل صلصال أصنع به ما تشاء.
أثبتت الدراسات العلمية ـ النفسية أن الأطفال يتأثرون بالمحيط الذي يعيشونه ويزداد هذا التأثر كلما تقدم العمر. حيث تبدأ المراكز الدماغية العليا بالتخصص، والأدلة على ذلك كثيرة جداً، منها، أن خلايا مراكز السيطرة على الأفعال اللاإرادية تتخصص وتتحول الى إرادية بعمر سنتين، وخلايا الذاكرة تبدأ بالتخصص بحدود عمر خمس سنوات..الخ
والتجارب التي أجرتها المعاهد العلمية أثبتت أن الطفل ينشأ وفق البيئة التي ينمو فيها، فاذا نما  في أجواء الحزن والنحيب والعويل والتأنيب المستمر والعقاب المتتالي، فأنه ينشأ ذا نزعة عدوانية كوسيلة للتخلص من قيود الحزن التي كبلت شخصيته دون ان يمتلك القدرة على التحرر من هذه القيود التي تحز في نفسه كل يوم بل كل ساعة. وإذا ما عاش في أجواء الفرح والتعلم والمعرفة والموسيقى والتودد والألفة، فأنه سينشأ وهو يمتلك مشاريع من الإبداع الإنساني الخلاق. وليس هذا فحسب، فعلى الأهالي أدراك أن التعامل اليومي مع الطفل وخصوصاً حينما يبدأ بالتفكير والتذكر(عمر خمس سنوات فما فوق)، يؤثر تأثيراً مباشراً في بناء مشاعره وأحاسيسه، وبالتالي شخصيته. ولكم أن تتخيلوا مدى الضرر الكبير حينما تضغطون على أطفالكم أو تعاقبونهم بقسوة بعيداً عن الرأفة والحنية التي ينتظرها الطفل من واهبها، فالطفل ينتظر منك أن تهبه الحياة المستقرة الآمنة.
لا تجعلوا أطفالكم ينفرون منكم! ولا تجعلوهم مشاريع انحراف مستقبلية، بل لا تقتلوهم حزناً!
د. سلام يوسف
 
 
سويسرا تحظر التدخين الإلكتروني
في وسائل النقل العام
أعلن اتحاد النقل العام في سويسرا عن حظر تدخين السجائر الإلكترونية في وسائل النقل العام اعتبارا من الخامس عشر من كانون الأول، بعد ان أصبح من الصعب التمييز بينها وبين السجائر الحقيقية. وستفرض على المخالفين غرامة قيمتها 25 فرنكا سويسريا (20 يورو). وقال الناطق باسم إتحاد النقل العام لوكالة الأنباء السويسرية "إيه تي إس" إن الحظر المفروض على السجائر والقنب سيوسع ليشمل السجائر الإلكترونية. واتخذ هذا القرار نظرا إلى الصعوبات التي يواجهها المفتشون في التمييز بين السجائر الحقيقية وتلك الإلكترونية. ولفت المكتب الفدرالي للصحة العامة إلى ازدياد استهلاك السجائر الإلكترونية في سويسرا. ولا تباع السجائر الإلكترونية الحاوية على النيكوتين في المتاجر السويسرية، لكن استهلاكها ليس محظورا ، وفق المكتب الفدرالي للصحة العامة الذي ذكر بأن منظمة الصحة العالمية لا تعترف بمنافع هذه السجائر في المساعدة على الإقلاع عن التدخين.
 
 
الأطباء ينصحون بالابتعاد عن اللحوم الحمراء
 
د. مزاحم مبارك مال الله
الأنسان وبحكم تطوره جمع في تغذيته المصدرين الحيواني والنباتي ،وتمكن جهازه الهضمي من التعايش مع هذين المصدرين.
أن كل ما يتناوله الأنسان وبفعل عمليات الهضم يتحلل الى عناصره الأولية بأبسط صوره من أجل ان تتم عملية الأمتصاص ،حيث أن الخلايا تستفيد من المركبات التغذوية بأبسط صورها الكيمياوية.
ونتيجة التطور المعرفي فقد أصبح الكل وخصوصاً الذين تجاوزوا الأربعين من العمر،يسمعون من الأطباء نصيحة "أبتعد عن اللحوم الحمراء"، وهذا العنوان تجده على رأس النصائح التي يبديها الطبيب المعالج لمريضه الذي يشكو من آلام مفاصله أو في كليتيه أو الذي يعاني من أمراض مزمنة أخرى.
 
اللحوم تحتوي على:ـ
 
1. الدهون وهي مصدر مهم من مصادر الطاقة للجسم.
2. البروتينات، مهمة جداً لبناء الجسم كونها تتحلل الى مكوناتها الأولية وهي الأحماض الأمينية التي تدخل كعنصر اساس في بناء أو ترميم الخلايا الجسمانية.
3. فايتمينات A-B-C-D ،والتي لا يمكن لأي كائن حي ان يبقى على قيد الحياة من غيرها.
4. وعلى عدد من العناصر المعدنية كالحديد والبوتاسيوم والصوديوم والمغنيسيوم والزنك والفسفور،والتي تشكل مع العناصر الأخرى التوازن الكيميائي في داخل الجسم.
تتركب اللحوم من الياف العضلات المخططة التي تغطي الهيكل العظمي ،ينتج اللون الأحمر(اللحوم الحمراء وهي لحوم الأبقار والجاموس والأغنام والماعز والجمال والضآن والغزلان)الذي تمتاز به كونها غنية بالأوعية الدموية أضافة الى وجود الصبغة العضلية والتي نطلق عليها(المايوكلوبين)،والتي تنقل الأوكسجين الى الخلايا العضلية، وعند طبخ اللحم تتحول هذه الصبغة الى مادة اسهل هضماً نطلق عليها(ميتمايوكلوبين)غنية جداً بالحديد، بينما اللحوم البيضاء(لحوم الدجاج والديك الرومي والبط والأسماك) تمتاز بكميات اقل من الدهون والزنك والفايتمينات ولا تحتوي على المايوكلوبين وانما على(الكلايكوجين)، وهو تركيب خاص عن الكلكوز أسهل هضماً وأقل تأثيراً على جسم الأنسان.
ورغم أهمية البروتينات للجسم الاً ان المصدر الحيواني منها يعد الأكثر خطورة على صحة الناس ،حيث اجرت واحدة من ارقى الجامعات في العالم وهي جامعة (هارفرد) دراسة شملت عشرات الألاف من الرجال والنساء ومن ذوي الأعمار المتوسطة والمتقدمة، وتوصلت الى النتائج التالية:
� تجلط الدم وانفجار الأوعية الدموية الدماغية هي اكثر حدوثاً لدى الأشخاص الذين يتناولون اللحوم الحمراء وبنسبة كبيرة تصل الى 28% عند الرجال و19% عند النساء.
� ان تناول اللحوم البيضاء بدلاً من الحمراء يخفض حصول السكتة الدماغية بـنسبة 27%.
� وان تناول الأسماك والمكسرات يخفضها بنسبة 17%.
� أما الألبان فتخفضها بنسبة 11%.
� ان البروتينات الحيوانية غنية جداً بالدهون وبالحديد.
� هناك ربط بين داء السكري وأمراض القلب وأنسداد الأوعية الدموية وبين تناول اللحوم الحمراء.
أن التركيب الكيمياوي المعقد للحوم الحمراء يحتوي على مواد تتحلل الى عناصرها الأولية كالنيتروجين والذي يدخل في تركيب الـ (يورك أسِدْ/أي حامض البوليك) واليوريا(وهي الجزء الأهم في البول)، بمعنى هي المادة الرئيسة التي يتعامل معها النسيج الكلوي، وبالتالي فأن زيادة تناول اللحوم يؤدي الى زيادة هاتين المادتين السامتين في الجسم وما ينتج عنهما مادة أخطر على الدماغ ،الاَ وهي مادة الكرياتينين.
 
وحامض البوليك بحد ذاته يسبب:ـ
 
1. داء الملوك(داء النقرس)والذي يؤدي الى تورمات بالمفاصل الصغيرة بسبب ترسب مادة (اليوريت) بالمفاصل تصاحبها آلام مبرحة، وخصوصاً مفصل الأصبع الكبير في القدم.
2. أرتفاع ضغط الدم.
3. حصى المرارة.
4. حصى المسالك البولية.
وقد أثبتت الدراسات والبحوث ان متناولي البروتينات الحيوانية والدهون تزداد معدلات الوفيات بينهم بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان، وخصوصاً سرطان القولون والرئة، وأثبتت نفس الدراسات أن تناول اللحوم الحمراء مرتين بالأسبوع يقلل خطر الأصابة بالأمراض أعلاه.
أن تناول اللحوم الحمراء بشتى أشكالها تؤدي الى نفس النتيجة،سواء مطبوخة كمرق أم سوب، مقليّة، مشوية، معلبّة، والتعليب أنواع منها ما يُطلق عليها ـ مدخن ـ ،البسطرمة وهوت دوك ،المارتديلا ،البركر وغيرها، ولكل شكل من هذه الأشكال أضرار أضافية، فالمشوية تضيف ذرات الكاربون العالقة من الفحم او جراء اشتعال جزيئات دهن اللحم نفسه علماً أن الكاربون هو أحد أسباب سرطان المعدة، أضافة الى أن الشواء يتسبب بتكوين"هيتروسايكلك امين وبولي سايكلك امين"والتي تسبب تغيرات جينية سرطانية في القولون ،المقليات تزيد من الدهون فتزيد من مخاطر تصلب الشرايين وزيادة نسبة الكوليسترول في الدم ،أما المعلبة فأن المواد الحافظة بحد ذاتها، عليها الكثير من علامات الأستفهام ..ألخ.
واللحوم الحمراء وبسبب من مكوناتها الى تتحلل الى عناصرها الأولية تسبب زيادة افراز الغدة الدرقية وبالتالي تجد الذي اعتاد على هذه التغذية غير الصحية ،محتقن الوجه وشديد العصبية ومنفعل باستمرار،كما انه يعاني من الإعياء ونزف اللثة مع ضمور في جذور الأسنان.
وبسبب من احتواء اللحوم الحمراء على نسبة عالية من الدهون فأن تناولها باستمرار يسبب زيادة الوزن بشكل ملفت.
ان ما تناولناه في السطور السابقة عن اللحوم الحمراء ومادتها البروتينية يخص بالدرجة الأساس ممن تقدموا بالعمر ،لكن تبقى هذه المادة الغذائية، مهمة في تغذية الأطفال والمراهقين.
ولأجل أكتمال الصورة ومن الناحية العلمية فالكبد والجلد والمخ ونخاع العظم والكلى والقلب والطحال، وجميعها من المنتجات الحيوانية) تعد ضمن ما ذكرناه حول اللحوم الحمراء ومخاطرها. وبإمكان الشخص أن يعوّض اللحم الأحمر بلحم الدجاج والأسماك والمكسرات والألبان نص دسمة إضافة الى الخضروات الطازجة والفاكهة.
 
ولكن هناك حالات مَرَضية ننصح فيها بتناول اللحوم الحمراء:
 
1. ضعف الجسم ووهنه.
2. فقر الدم.
3. بعد بعض العمليات الجراحية.
 
وهناك حالات مَرَضية نمنع(أو نحدد جداً) فيها تناول اللحوم"
 
1.الحميات المعوية وخصوصاً التايفوئيد.
2.زيادة مادة حامض البوليك، واليوريا والكرياتينين.
3.أرتفاع ضغط الدم.
4.تهيج الأعصاب.
5. أمراض الكلى.
6. تصلب الشرايين وأمراض القلب.
 
المشروبات الغازية تتلاعب بكيمياء المخ
 
نبهت دراسة أسترالية جديدة عشاق المشروبات الغازية إلى التفكر مليا قبل الإقدام على شرب هذه المرطبات السكرية حيث أثبتت التجارب المخبرية إمكانية أن تحدث تغييرا كبيرا بالمخ.
وأشارت صحيفة "ديلي تلغراف" إلى أن العلماء وجدوا أن شرب المرطبات السكرية لفترة طويلة يمكن أن يؤدي إلى ما يعرف بفرط النشاط ويغير مئات البروتينات الموجودة بالمخ. وقال الباحثون إن المداومة على تناول مثل هذه المشروبات السكرية بدلا من الماء يمكن أن يسبب تغييرات طويلة الأجل في السلوك، وتغييرا جذريا في كيمياء المخ.
ونصحوا بتناول الماء عند الشعور بالعطش والاعتدال في تناول المشروبات الغازية.
واظهرت دراسة يابانية قديمة ان النساء اللاتي تتناولن المشروبات الغازية السكرية كل يوم تقريبا تزيد لديهن بنسبة 83بالمئة احتمالات الاصابة بنوع معين من الجلطات أكثر من النساء اللاتي نادرا ما تتناولن تلك المشروبات. وتتفق النتائج التي ظهرت في الدورية الاميركية للتغذية الاكلينيكية مع عدد من الدراسات الاخرى التي تربط بين المشروبات السكرية وعدد كبير من الاثار الصحية السلبية ومن بينها النوبات القلبية والبدانة والسكري وتشجع اجراءات الحكومة مثل الحظر الذي فرضته نيويورك على المشروبات الغازية ذات الحجم الكبير. ونظرا لتوفر المشروبات الغازية بدرجة متزايدة في اليابان خلال العقود الماضية أراد باحثون برئاسة هيروياسو ايسو بجامعة اوساكا معرفة ان كان الذين يشربون الصودا يواجهون مخاطر أعلى للاصابة بأمراض القلب والجلطات. وكتب ايسو وفريقه في اشارة الى نوع الجلطة الذي يقترن بتراكم صفائح في الشرايين "تناول المشروبات الغازية يرتبط بزيادة مخاطر الاصابة بالسكتة الدماغية بين النساء". والمشروبات الغازية هي التي تتكون من صودا محلاة بالسكر والعصائر وليست الصودا المنخفضة السعرات الحرارية أو عصائر الفاكهة الخالصة.
وتتبع الباحثون عدد الاشخاص الذين اصيبوا بأمراض القلب أو اصيبوا بجلطة من بداية فترة الدراسة وحتى عام 2008.
ولم يرصد فريق البحث صلة لدى الرجال الذين يتناولون مشروبات غازية ومخاطر الاصابة بجلطة ربما لان الرجال الذين ظهرت عليهم أعراض امراض القلب قللوا من تناول الصودا من أنفسهم.
 
 
المكسرات لمكافحة سرطان البنكرياس
 
أظهرت دراسة طبية حديثة ان النساء اللواتي تتناولن المكسرات مثل اللوز والكاجو والبقان هن أقل عرضة للإصابة بسرطان البنكرياس.
وجد باحثون ان تناول حفنة من المكسرات مرتين في الأسبوع يكفي للحد بشكل كبير من مخاطر الإصابة بهذا المرض الذي يعد واحداً من الأشكال الأكثر فتكاً من السرطان في البلدان الغربية.
يرتبط هذا المرض أيضاً � الى جانب التدخين والسمنة - بشكل من أشكال مرض السكري الذي يمكن السيطرة عليه من خلال تناول المكسرات والجوز وغيره.
النتائج التي نشرتها المجلة البريطانية للسرطان تأتي من دراسة تفصيلية لأكثر من 75 ألف امرأة في الولايات المتحدة لم تعان أي منهن من تاريخ مع المرض.
وأجرى هذه الدراسة الباحث الدكتور يينغ باو من كلية طب هارفارد وبريغهام في ولاية يوتا، لمعرفة العلاقة بين سرطان البنكرياس واستهلاك الجوز والمكسرات.
وقال الدكتور باو: "النساء اللواتي تناولن أونصة واحدة من المكسرات مرتين أو أكثر في الأسبوع شهدن انخفاضاً كبيراً في خطر الإصابة بسرطان البنكرياس مقارنة مع اللواتي امتنعن عن تناولها".
 
 
ص11

علوان مدربا لكرة السماوة
وكالات:
سمت الهيئة الإدارية لنادي السماوة الرياضي الكابتن محمد علوان مدربا لفريقها الكروي المشارك في  وري الدرجة الأولى للموسم المقبل. أعلن ذلك مصدر مسئول في النادي وقال: ان تسميتنا للكابتن علوان لمهمته الجديدة مع فريقنا تأتي للسمعة الطيبة ولإمكانيته الفنية العالية للمدرب المذكور وسنعمل على توفير كل سبل نجاح مهمته مع الفريق.
ويذكر ان الكابتن محمد علوان قد عمل مع فرق نادي الشرطة للفئات العمرية لمدة احد عشر عاما ودرب فريق الخطوط الجوية مع الكابتن دكلص عزيز وعمل مع الراحل عبد كاظم في نادي صلاح الدين وخاض مشاوير الاحتراف مع الأندية الأردنية وعمل مديرا فنيا لنادي الوحدات والنادي العربي، كذلك خاض تجربة أخرى مع الفرق اليمنية لمدة سنتين.
 
 
بعد اكتمال العمل في المدينة الرياضية
ضرورة وجود مؤسسة قادرة على ادارة هذا الصرح 
منعم جابر
بعد سنوات من العمل الجاد والمال الوفير ومنذ عام 2009 انجزت المرحلة الاولى للمدينة الرياضية في البصرة وصارت حقيقة قائمة وحلماً تحول الى واقع وجهد تكلل بالنجاح ورغم محاولات التشكيك واغماض العين ونكران ضياء الشمس الذي لا يحجبه غربال.
ظهرت المدينة كبيرة بمنشآتها رائعة بعمرانها حديثة بملاعبها متميزة بفنادقها وحدائقها وستكون لها حلقات اخرى ومنشآت جديدة وملاعب ومسابح ومضامير واسواق حديثة كل ذلك في مراحل البناء القادمة.
اذا هو انجاز عمراني كبير يشكل اساسا لبنية تحتية تسر الغيارى والاصلاء من ابناء الوطن. لقد اجتهدت الشركة العراقية التي تبنت هذا المشروع الاستراتيجي الرياضي العملاق واظنها قبلت التحدي وتفوقت على نفسها وهذا ما نفخر به نحن في العراق وحسب ما قال سكرتير الاتحاد الاماراتي المهندي: بأنكم في العراق نجحتم بهذا العمل مرتين. هذا الصرح العملاق اولا والنجاح بالعمل من قبل الشركة العراقية المنفذة.!
 
ماذا بعد انجاز المدينة الرياضية؟
 
نعم انه صرح عملاق وانجاز كبير لابد لنا من ان نكون حريصين عليه قادرين على قيادته والسير به نحو التألق والنجاح، فالمدينة الرياضية تسع خمسة وستين الف متفرج، وملعب كبير اخر يسع عشرة الاف متفرج واربع عمارات وفنادق وغيرها وهذه المنشآت بحاجة الى ادارة رياضية مهنية متطورة والى نظام كهرباء يوازي هذا الحجم وانظمة لتصريف المياه والاشراف الزراعي والادارة والمحاسبة والقانونية. فكيف ستتم معالجة هذا الموضوع: هل سيتم الاشراف على المدينة بواسطة شركة عالمية متخصصة كما هو الحال مع الملاعب العالمية؟ ام ان وزارة الشباب والرياض? ستعتمد على كوادرها وموظفيها في ادارة هذا الصرح العملاق؟ لقد تم انجاز المرحلة الاولى من المدينة الرياضية وسلمت الشركة المنفذة المشروع الى وزارة الشباب والرياضة.
 
مؤسسة متخصصة هو الطريق الصحيح
 
يعد العمل الاداري - الرياضي عملاً تخصصياً جديداً الى حد ما فلدينا كوادر ادارية ذات اختصاص اداري صرف وهناك تخصص رياضي صرف اما ان يكون لدينا عمل اداري- رياضي تخصصي فهذا امر جديد. وهكذا صرح رياضي عملاق لا بد له من ادارة علمية ورياضية تخصصية تعرف العمل في الاتجاهين بما يخدم العمل في قيادة هكذا منشآت رياضية كبيرة عليه اقترح على وزارة الشباب والرياضة التوجه نحو مفاتحة احدى الشركات المتخصصة في ادارة المؤسسات الرياضية العالمية والاتفاق معها لمدة 3 – 5 سنوات مع الاتفاق على اعداد وتدريب كادر اداري رياضي قادر على قيا?ة هذه المؤسسة بشكل علمي ومفيد للرياضة العراقية. وفي حالة تعذر هذا النمط وهذا الاتفاق نقترح على وزارة الشباب والرياضة ان تؤسس شركة او مؤسسة بامكانيات مالية وادارية وفنية كبيرة وبصلاحيات واسعة تستطيع هذه المؤسسة من قيادة هذا القطاع وتنميته والاشراف على مراحله التالية وتدريب واعداد الكادر المتنوع والقادر على قيادة كافة المفاصل الخاصة بالمدينة الرياضية.
 
تجربة تستحق الرعاية والاهتمام
 
نعم.. انها تجربة جديدة فالعراق فقير بملاعبه ومنشآته الرياضية وان الموفر منه منشآت بسيطة وصغيرة قادها البعض من احبتنا الرياضيين او الإداريين اما هكذا مشروع كبير فانه تجربة جديدة وحتى تنجح هذه التجربة وتتطور وتسير على الطريق الصائب فالواجب يتطلب كفاءات ادارية.. رياضية عارفة بمهامها وواجباتها ولما كنا فقراء في هذا المجال فلا بد من جهود استثنائية نبدأ مبكرا في اختيار كوادر مجتهدة وكفوءة ومخلصة وارسالها وبشكل مستعجل للدراسة والاطلاع والتجربة الميدانية لغرض العودة السريعة للعمل الميداني او لتدريب زملاء اخرين موجودين في هذا الصرح مع اعطاء قيادة هذه المؤسسة الصلاحيات بالتعاقد والاشراف والاتفاقات لغرض اعطاء مرونة وقدرة للمؤسسة بالعمل مع كافة مؤسسات الحكومة الاتحادية والحكومة المحلية في البصرة لان هكذا صرحاً رياضياً كبيراً قابل للتوسع واحتواء كل النشاطات الوطنية المهمة والدورات والبط?لات الاقليمية والقارية والعربية، لا بد له من ادارة محترفة تتعامل بمرونة عالية وصلاحيات واسعة.
 
 وقفة ...
البطل الشعبي
 
ما زلت اتذكره على الرغم من السنوات الشاسعة التي فارقنا فيها ومن ثم باعدت الايام بين لاعبيه وابنائه، وبعدها تمر السنون العجاف، لتعلن حل فريقه بقرار قرقوشي سيء صدر من الاتحاد العام لشباب العراق في اواخر سبعينيات القرن الماضي. انه الراحل احمد عبد الله رئيس فريق شباب المحمودية بكرة القدم ذلك الرجل الامي والمربي والاب الروحي الذي تمكن من قيادة الفريق لسنوات عديدة وبارى افضل الفرق البغدادية ولعب مع عدد من فرق المحافظات، لا سيما التي كانت قريبة الى توجهات وافكار اغلب لاعبي الفريق الذي عرفوا بميولهم التقدمية اليسا?ية منهم شهيد الوطن والحزب الراحل عماد خلف ومعن الحمداني وخالد عبيد جبر والمرحوم حمزة طاهر وعباس شمخي وهندي ناجي وتحسين محمد وعلي خلف وخضير مشعل ومحمد فليفل وعقيل مزهر، وهو امتداد لفريق الاشبال الذي شارك في بطولة قاسم عام 1968 وتمكن من تقديم مستويات رائعة، ابهرت الجميع اذا ما قورنت بأعمار لاعبيه الفتية ومنهم رياض رحومي وصالح عزاوي وخضير محمد وعادل خلف ومحمود علي فتاح وكاظم علي عمران وخضير الخفاجي وحربي عبيد. ونعود لفريق شباب المحمودية ورئيسه الراحل احمد عبد الله فقد كنت محظوظاً حين رافقت الفريق في عدد من مب?رياته التي لعبها في بغداد مع فرق شباب الحياة والعاصفة الاهلي وشباب الجمهورية والاهلي البغدادي، كذلك جولاته في محافظة كربلاء حين لاقى فريق نسور الشرقية واللعب امام فريق الفتيات الديواني وفريق انصار الجبهة في الصويرة.
ما زلت اتذكر تلك الاغاني والاهازيج الجميلة التي كان يرددها اللاعبون وكانت روح المرح والدعاية حاضرة في حلهم وترحالهم وكان للراحل احمد عبد الله النصيب الاكبر في ذلك فهو يمتلك البديهية العالية وكان ظريفاً وصاحب نكتة وكان سرعان ما يعود الى ظرافته وخلقه العالي في المواقف القاسية مع اللاعبين اثناء المباراة والجميع يتقبل منه ما تجود به قريحته من كلمات قاسية احياناً عند زعله، عندما يتعلق الامر في نتيجة المباراة او المستوى غير اللائق كونهم يعرفون نقاء سريرته وطيبة قلبه الذي وسع حب الجميع.
 دعوة الى القائمين على الرياضة في المحمودية بتذكر الرعيل الاول من الابطال الشعبيين رؤوساء الفرق الذين بذلوا جهوداً كبيرة وجادوا بأموالهم بسخاء منهم الراحلون عبدالامير كاظم (حبيل) واحمد عداي وقاسم ابو سمرة ورزاق شعلان وسامي ناصر وحاتم كريم الياسين وجاسم كربلة ومحمود عبود وغاوي فجر ، باقامة فعاليات ونشاطات وبطولات تمثل اسماءهم عرفاناً واجلالاً لهم وهي خير دروس الوفاء والنبل بحضور رواد الرياضة الشعبية محمد وهاب وفاضل خليفة و عطية عداي ويعرب مهدي وطالب عباس وجمال ناصر دعوتنا لهم بموفور الصحة والعافية.
عبد الرحمن فليفل
 
 
 
أليكسيس سانشيز يرفض المقارنة بمارسيلو سالاس
وكالات:
رفض مهاجم برشلونة الحالى أليكسيس سانشيز المقارنة بأسطورة تشيلي مارسيلو سالاس و ذلك عقب فوز منتخب بلاده بثنائية فى ويمبلي . ونجح سانشيز فى هز شباك الحارس الدولي الانجليزي فورستر مرتين مثلما فعل سالاس فى شباك الانجليز فى 1998 ليتم عقد المقارنات بين سانشيز  وسالاس. وقال سانشيز فى تصريحات نقلتها صحيفة الموندو ديبورتيفو الكتالونية : ” هناك سالاس واحد اسطورة فى تشيلى و نجح فى كتابة التاريخ لكنى لم اكتب التاريخ لبلادى و لم أفعل ما قام به سالاس فى الماضى”. وتابع سانشيز: “لقد واجهنا واحدا من أفضل منتخبات العالم ونج?نا فى الانتصار و اللعب بحماس وتقديم مستوى مميز , لا شك ان الفوز سوف يفيدنا معنوياّ قبل خوض غمار كأس العالم فى الصيف المقبل فى البرازيل”.
 
العراق يضيف بطولة غرب آسيا بالاثقال
وكالات:
أعلن رئيس الاتحاد العراقي لرفع الاثقال رئيس اتحاد غرب اسيا صالح محمد كاظم ان البطولة المقبلة لغرب القارة ستقام في العراق، مشيراً الى ان أقامة البطولة الاولى في الاردن كان السبب في نجاح بطولتي العرب والاندية العربية. وقال صالح محمد كاظم ان أقامة بطولة غرب اسيا للمرة الاولى وبمشاركة عشرة منتخبات لفئة الرجال وسبعة منتخبات نسوية أمر يدعونا للتأكيد على انها من أنجح البطولات مع العمر القصير لتشكيل أتحاد غرب اسيا، فضلاً عن ان أقامتها كان بجهود شخصية ومبالغ من الجيب الخاص لرئيس اتحاد غرب اسيا والامين العام، مؤكداً?أن نجاح بطولة غرب اسيا للمنتخبات كان السبب الرئيسي في نجاح بطولة الاندية العربية وهو ما يدعونا للتفاؤل في قادم الايام. وبين: ان المكتب التنفيذي لاتحاد غرب اسيا عقد أجتماعه الأستثنائي بحضور كافة اعضائه باستثناء ايران وتم خلاله الاشادة بالجهد المتميز لأقامة بطولة منتخبات غرب القارة فضلا عن تدارس ومناقشة منهاج عام 2014 وتم التأكيد فيه على تضييف العراق بطولة غرب اسيا المقبلة في العام القادم وأقامة دورتين تحكيمية وتدريبية في العراق ايضا، واضاف: ان أتحاده سمى اللجان العاملة في الاتحاد وهي (الفنية والعلمية والطبي? واللاعبين والاعلامية والتسويق) وحضر الاجتماع ممثل الاتحادين العربي والدولي العراقي محمد حسن جلود.
 

أحمد يتهم حكيم شاكر
وكالات:
 أتهم مدرب فريق الكهرباء السابق حسن احمد مدرب المنتخب الوطني حكيم شاكر بأنه وراء عملية التخبط التي يعيشها اسود الرافدين وهو ما وضح جلياً عقب الخسارتين امام السعودية في التصفيات الاسيوية. وقال حسن احمد ان المدرب حكيم شاكر يتحمل سبب في خسارتينا ذهابا وايابا امام السعودية لحساب الجولة الرابعة ضمن المجموعة الثالثة المؤهلة الى نهائيات البطولة الأسيوية بكرة القدم المقرر ان تجري عام 2015 في استراليا، محملا اياه مسؤولية التخبط الذي يعيشه المنتخب بالوقت الحالي. وابدى امتعاضه من عملية تحضير المنتخب الوطني للمباراة ا?فاصلة امام السعودية في التصفيات الاسيوية، وقال: المدرب حكيم شاكر لا يمتلك خبرة تدريبية كبيرة لقيادة المنتخب الوطني، لانه مدرب فقير فنيا، مضيفا ان منتخبنا الوطني يمتلك لاعبين جيدين وقادرين على الفوز، ولكنهم بحاجة الى مدرب أكفأ من حكيم فنيا. دع منتخبنا الوطني لكرة القدم التصفيات الاسيوية بخسارة جديدة امام نظيره السعودي بهدفين لهدف في المواجهة التي ضيفها ملعب الامير محمد في مدينة الدمام السعودية لحساب الجولة الرابعة ضمن المجموعة الثالثة المؤهلة الى نهائيات البطولة الأسيوية بكرة القدم المقرر ان تجري عام 2015 ف? استراليا  ليبقى منتخبنا الوطني في المركز الثالث برصيده البالغ ثلاث نقاط بعد الوصيف الصيني بفارق نقطة فيما يتصدر الفريق السعودي المجموعة بأثنتي عشرة نقطة.
 
سلة الكهرباء في بطولة الشارقة الدولية
 
وكالات:
سمى الاتحاد العراقي المركزي لكرة السلة نادي الكهرباء ممثلا للعراق في بطولة الشارقة الدولية للاندية السلوية والتي ستقام في امارة الشارقة في الخامس والعشرين من شهر تشرين الثاني المقبل. وقال مدير سلة فريق الكهرباء ثائر الشرقي  ان الاتحاد المركزي لكرة السلة سمى فريقنا للمشاركة في بطولة الشارقة الدولية للاندية باعتباره بطلا للدوري السلوي واكد الشرقي ان تلك البطولة ستكون اولى البطولات الدولية للنادي الكهربائي بكرة السلة ونامل ان تكون بادرة خير ونترك من خلالها بصمة جيدة تليق بسمة الكهرباء اولا وان تشرف السلة العر?قية ثانيا.  وبين: ان ضغط منافسات الدوري لم تسمح لنا بالتحضير الملائم كون المباريات في الدوري المحلي مضغوطة حيث سنلاعب الكرخ في يوم السابع عشر من الشهر الجاري وبعدها نغادر الى الشارقة دون خوض معسكر تدريبي. 
 
تقرير...
الإعلان عن الفائزين في 9 كانون الثاني المقبل
خمسة لاعبين عرب مرشحون لجائزة أفضل لاعب إفريقي
وكالات:
أعلن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم  عن أسماء 25 مرشحا لجائزة افضل لاعب في القارة لعام 2013 بينهم خمسة لاعبين عرب. وتم ترشيح 25 لاعبا لجائزة لاعب العام و21 لاعبا لجائزة افصل لاعب محلي.
وسيتم الإعلان عن الفائزين في حفل جوائز الخميس 9 كانون الثاني/يناير المقبل في لاغوس، نيجيريا وتم ترشيح خمسة لاعبين عرب لجائزة افضل لاعب هم الجزائريان اسلام سليماني (سبورتينغ لشبونة البرتغالي) وسفيان فغولي (فالنسيا الاسباني)، المصريان محمد ابو تريكة (الاهلي) ومحمد صلاح (بازل السويسري) والمغربي مهدي بنعطية (روما الايطالي). واحرز العاجي يحيى توريه جائزة 2012 للعام الثاني على التوالي والمصري محمد أبو تريكة لقب لاعب العام داخل إفريقيا.
 
والمرشحون لجائزة افضل لاعب هم:
 
النيجيريون احمد موسى (سسكا موسكو الروسي) وجون اوبي ميكيل (تشلسي الانكليزي) وايمانويل ايمينيكي (فنربغشة التركي) وصنداي مبا (واري ولفز) وفنسنت انياما (ليل الفرنسي)، الغانيان اسامواه جيان (العين الاماراتي) وكوادوو اسمواه (يوفنتوس الايطالي)، العاجيون ديدييه دروغبا (غلطة سراي التركي) وجرفينيو (روما الايطالي)، ويحيى توريه (مانشستر سيتي الانكليزي)، الجزائريان اسلام سليماني (سبورتينغ لشبونة البرتغالي) وسفيان فغولي (فالنسيا الاسباني)، المصريان محمد ابو تريكة (الاهلي) ومحمد صلاح (بازل السويسري)، البوركينابي جوناثان ?يترويبا (رين الفرنسي)، الغيني كيفن كونستان (ميلان الايطالي)، لويس كارلوس المادي سواريس "بلاتيني" (اومونيا نيقوسيا القبرصي) وراين اسحاق منديس دي غراسا (ليل الفرنسي) من الرأس الاخضر، المغربي مهدي بنعطية (روما الايطالي)، الكاميروني نيكولا نكولو (مرسيليا الفرنسي)، الغابوني بيار-ايميريك اوباميانغ (بوروسيا دورتموند الالماني)، الاثيوبي صلاح الدين سعيد (وادي دجلة المضري)، المالي سيدو كيتا (داليان ايربين الصيني)، الكيني فيكتور وانياما (سوثهامبتون الانكليزي)، السنغالي دامي ندوي (لوكوموتيف موسكو الروسي). والمرشحون لج?ئزة افضل لاعب محلي هم: التونسيون علي مشاني (البنزرتي) وفخر الدين بن يوسف (ألصفاقسي) وإيهاب المساكني ومعز بن شريفيه (الترجي)، المصريون محمد أبو تريكة وأحمد فتحي ووليد سليمان (الأهلي)، الكاميرونيون اليكسيس يوغودا كادا وبابيدي فيس جان جول (القطن) ويانيك ندجنج (الترجي التونسي)، الجنوب افريقيون داين مارسيل كليت ولوياندا لينوكس باسيلا وسينزو ميويا (أورلاندو بايرتس)، العاجي إدريسا كوياتي (الصفاقسي التونسي)، الاثيوبيان أداني جريما (سان جورج) وجيتانيه كيبيدي (بيدفست ويتس الجنوب افريقي)، التنزاني مبوانا ساماتا (مازيمبي الكونغولي)، الزامبي رينفورد كالابا (مازيمبي)، المالي سومبيلا دياكيتيه (الملعب المالي)، النيجيري صنداي مبا (واري ولفز)، الكونغولي الديمقراطي تريزور مبوتو (مازيمبي).

ص 12
 
 
قريبا في الاسواق
 
ملف العدد : بمناسبة الذكرى الـ 60 لصدور الثقافة الجديدة
مقترح مشروع الحزام الوطني الأخضر
مغزى التطويرالكمي لقطاع التعليم العالي في العراق(دراسة في الوثائق الرسميّ)
فلسفة ماركس من التأويل العقائدي الجامد الى التطورالابداعي
حكومات اليسارفي أمريكااللاتينية: الإمكانيات والحدود
 

********
الحزب الشيوعي العراقي في أطروحة دكتوراه

طريق الشعب - خاص
من المقرر ان يدافع السيد سيف عدنان ارحيم القيسي، صباح الأحد المقبل، عن أطروحته للدكتوراه الموسومة "الحزب الشيوعي العراقي وموقفه من التطورات الداخلية والخارجية (1968 � 1979)".
وسيشرف ا.د. أسامة عبد الرحمن الدوري على مناقشة الأطروحة، التي ستبدأ في التاسعة صباحاً على قاعة الإدريسي في كلية الآداب بجامعة بغداد/ المجمع الطلابي ـ باب المعظم.
 
 
 
**********
 
شاعران من النجف يفوزان
 
 
النجف – وسام الحكيم
فاز الشاعران النجفيان زيد السلامي ووسام البصري المركز الأول مناصفة، في مسابقة مهرجان "القلم الحر للإبداع العربي" الرابع، الذي أقيم أخيرا في مصر بمشاركة 5103 أديب وشاعر عربي. واقيم المهرجان بالتعاون بين مؤسسة القلم الحر للابداع العربي، ومحافظة الفيوم المصرية.وتضمن المهرجان فقرات فنية وشعرية وثقافية منوعة.وفي الختام وزع محافظ الفيوم ميداليات وشهادات تقدير على المشاركين.
 
 
 
***********
مجداً للشهيد سعدون *
 
اسود ، كالح ، كان ذلك اليوم من خريف 2004 ، الذي داهمنا فيه خبر استشهاد ابي كفاح ورفيقيه نوزاد وحسيب.
فلا ابو كفاح كان انسانا ورفيقا عاديا ، ولا الظروف المحيطة بحزبنا كانت يسيرة مواتية، ولا الزمن الذي اطفأ فيه القتلة وهج حياته كان مثل اي زمن.
لم نصدق انه ، هو المتنبه ، المتيقظ ، المقاتل الذي خبر الحركة في حقول الغام الكفاح الانصاري ، والمناضل في الدروب الخطرة للعمل السري ضد اشرس مؤسسات قمعية ، واجاد التحرك .. والذي واجه التهديدات المميتة المحيقة به شخصيا ، وعرف كيف يعاركها ويخرج منها منتصب القامة ، قويا ، لم نصدق انه ، هو المكتنز قوة وعزما ، وإقداما وشجاعة ، وقع حقا وفعلا ، في الفخ الغادر لتلك الايادي الحاقدة ، الآثمة ، الملطخة بالدماء الزكية لمئات وآلاف الشيوعيين والوطنيين الآخرين ، المكافحين ضد النظام الصدامي.
لم نصدق انه ، هو الرفيق الامين ، العارف بالكثير من خيوط العمل الحزبي ونسيجه ، منذ سنوات الكفاح المجيد ، البطولي ، ضد ذلك النظام واجهزته الوحشية .. انه ، هو المنظم المجرب ، المنصرف مع رفاقه الآخرين المعنيين ، الى عملية اعادة بناء الحزب في الظروف الجديدة ، والمنغمر يدا بايديهم ، في تشكيل تنظيماته من جديد ، بعد ربع قرن من العمل في ظروف اقصى السرية ، والتعرض لاقسى الضربات ، واخطر الاختراقات ، وافدح الخسائر .. انه ، هو لا غيره ، يرحل عنوة ، ولما يكمل الواجب الكبير ، الصعب ، الذي اوكله الحزب اليه ، ويترك لرفاقه مواصلة الشوط وانجاز المهمة.
لم نصدق انه ، هو القيادي الشيوعي المفعم حيوية ، الناشط في سائر ميادين العمل الحزبي والوطني والجماهيري ، المتواصل مع المنظمات والرفاق في اللقاءات والاجتماعات اليومية ، والمكرس الجهد والوقت للنهوض بواجباته كعضو في البرلمان الاول � المجلس الوطني ، والحريص في كل حين ، على ادامة وتطوير علاقات الحزب ، مع القوى السياسية الاخرى، والمنظمات والجهات والشخصيات المختلفة ،  ومواصلة وتوسيع وتمتين الصلات مع الناس ، وتعزيز حضور الحزب في اوساط الجماهير .. لم نصدق انه يغادرنا قسرا ، وكل شيء في الوطن وفي الحزب ، في بداياته الجديدة بعد.
لم نصدق انه ، هو العراقي الوطني ، المفعم اخلاصا ووفاء لوطنه وشعبه ، والذي انغمر مبكرا في النضال من اجل قضاياهما العادلة ، واعطاهما كل سنوات عمره عمليا ، ووظف في خدمتهما كل قدراته وطاقاته ، ووهبهما في النهاية اعز ما عنده � حياته الغالية .. لم نصدق انه قتل غيلة ، برصاص ايتام صدام واجهزته الارهابية ، وان دمه الطاهر سفح ظلما وعدوانا ، وان العراق خسر باستشهاده ابنا بارا ، نادر المثال في حب الوطن ، والتضحية في سبيله ، من دون ان يرف كثير جفون ، في الاوساط الرسمية لعراقنا الجديد ، والاجهزة الحكومية المعنية.
لم نصدق انه ، سعدون العزيز ، الصديق الصدوق المحب ، الدافيء الحميم ، الطافح بشرا وحبا للحياة ، المشع  لطفا ومودة ، المتابع والمعتني دائما برفاقه وكل المحيطين به ..  يتركنا نخسره بتلك البساطة وذلك اليسر ، والى الابد..
نعم ، وكانت خسارتنا فيه جسيمة. حتى اليوم ، نستشعر فداحتها.
وحتى اليوم يعتصر الالم قلوبنا ، حيفا عليه ، وعلى شبابه المغدور ، وعلى عائلته الصغيرة السعيدة به ، والممتليء فرحا بها.
وحتى اليوم ، بعد تسع سنوات من الجريمة ، نتوجه الى الجهات المسؤولة في البلاد ، والى الاجهزة الامنية والقضائية المعنية ، محتجين بشدة على اهمال قضية الشهيد سعدون ، ومكررين المطالبة بالعودة الى ملفها ، وفتحه ، وملاحقة القتلة  المأجورين ، ومقاضاتهم وإنزال العقاب بهم.
وليس ملف قضية الرفيق سعدون وحده. فالغبار لا يزال يتراكم على ملفات عشرات آخرين ، من رفاقنا الذين استشهدوا في مجرى السنوات العشر الماضية ، وذهبوا ضحية اعتداءات الارهابيين ومحترفي الجريمة المرتبطين بهم.
لن ننساهم ، اولئك الشهداء الابطال ، كما لن ننسى الشهيد سعدون ، وسنبقى نطالب بملاحقة قتلتهم جميعا ومعاقبتهم.
نكرر ذلك اليوم ، مرة واخرى واخرى ، ونحن نباشر فعاليات احياء العيد الثمانين لحزبنا ، الذي استشهدوا في سبيل قضيته العادلة ، قضية الشعب والوطن.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
* القاها الرفيق مفيد الجزائري في جلسة استذكار الشهيد البطل يوم امس في بغداد.
 
 
**********
 
اخر الكلام ...
 
 
جميلة..لن تمهلكم
 
إتصلت به هاتفياً لأخبره بضرورة الحضور لإنجاز عمل إعلامي هام لن يتم إلا به. إعتذر عن الحضور وقال إن بيتي «يغرق»!.
هنا توقفت بين الإبتسامة والشك بأنه يلتمس عذراً لعدم الحضور. قلت له :غريبة...تقول يغرق!..فهو إما أن يكون قد غرق فعلاً او انك تبالغ، لكن لماذا إستخدام الفعل المضارع؟ في كل الأحوال تعال ..الأمر مهم ونحن بانتظارك.
قال لي :انت بطران..لأنني وعائلتي وسط عملية كفاحية لرفع الآثاث الى الطابق العلوي، وفي نفس الوقت تكديس اكياس من الرمل كي تحول دون دخول المياه..لكن المشكلة في مياه المجاري التي تدفقت بالاتجاه المعاكس.
عندما رأيت الصور على مواقع التواصل الإجتماعي تأكدت أن زميلي الإعلامي لم يكن يبالغ هذه المرة، إنه لم يصف الموضوع حق وصفه بالأصل فالموضوع كان كارثياً بمعنى الكلمة.
وللأسف تمكنت القوات الأمنية من جهة أخرى وبطريقة عجيبة من الحرص، من منع عدد كبير من وسائل الإعلام من تشخيص وتوثيق ما حصل في حي «جميلة».. بصورة اساسية وفي عدد كبير آخر من أحياء العاصمة .
أولاً نسأل وبقوة، من أين أتت القوات الامنية بحق منع الناس من التصوير ، وليس الطواقم الإعلامية فقط.
عدد كبير من الشبان منعتهم القوات المتواجدة من استخدام كاميرات الموبايل لتوثيق المشهد وكانت معهم غاية في الحزم والإنتباه. وصل طاقم إعلامي لإحدى الفضائيات الى السيطرة الرئيسة للحي فمنع من الدخول بحجة التصاريح ونفادها بينما كانت الأوضاع في حي أور (شمال شرق بغداد) قد وصلت الى حد تظاهرات حقيقية تنادي بعزل المفسدين الذين كشفتهم مياه الأمطار .
ان الحكومة ومعها القوات الأمنية وكل سلسلة الأوامر التي تنتهي بالشرطي الواقف في الشارع لتنفيذ القانون اليوم في مواجهة استحقاق..مهم.
من أين لكم الحق في منع الناس من إلتقاط صور بالموبايلات لشوارعهم ومنازلهم الغارقة؟
ما هو النص القانوني الذي استندتم اليه في منع الطواقم الإعلامية من نقل الصورة؟.
وهل انتم من السذاجة بأن تظنوا أن المنع سيستر الموضوع؟
بالنسبة لنا كصحفيين هذه قضية قائمة بذاتها تأتي فضلأً عن قضية الفساد الضارب في مشاريع الدولة والذي لم ينتج لنا منظومة واحدة لتصريف مياه الأمطار يمكن ان نثق بها.
وبعد هذا كيف نثق بأن الحكومة لا تحمي المفسدين بإجراءآتها التطويقية للعمل الصحفي ؟...كيف لنا ان نصدق؟.
اتصور ان الناس بدأت بمراجعة أنفسها واختياراتها، خاصة ونحن على ابواب الإنتخابات.. فهل لكم ان تنتهزوا هذه الفرصة فتراجعوا أداءكم ؟.
 
قيس قاسم العجرش
 
 
*********
الشيوعي العراقي يستذكر شهيده البرلماني سعدون

بغداد – طريق الشعب
احيا الحزب الشيوعي العراقي صباح امس السبت الذكرى التاسعة لاستشهاد عضو مكتبه السياسي، البرلماني وضاح حسن عبد الامير المعروف في سفر النضال بـاسم  "الرفيق سعدون ـ أبو كفاح". وجرت جلسة الاستذكار على قاعة منتدى "بيتنا الثقافي" في ساحة الاندلس ببغداد.
ووقف الحضور الحاشد في البداية دقيقة صامتين، عرفانا ووفاءً واكراما للشهيد سعدون، ولرفيقيه النصيرين اللذين أستشهدا معه: نوزاد توفيق وحسيب مصطفى، ولعامة شهداء الحزب والحركة الوطنية والشعب والوطن.
وبدأت وقائع الجلسة التي حضرها سكرتير الحزب الرفيق حميد مجيد موسى وعدد من قادة الحزب الآخرين، بكلمة الحزب التي ألقاها الرفيق مفيد الجزائري، واستذكر فيها ذلك "اليوم الاسود الكالح من خريف 2004، الذي داهمنا فيه خبر استشهاد ابي كفاح ورفيقيه".
ومعلوم ان ابا كفاح ورفيقيه ذهبوا ضحية اعتداء غادر شنته في 13 تشرين الثاني عصابة ارهابية صدامية في منطقة العظيم، حين كانوا يجتازون الطريق من الخالص الى طوزخورماتو،  في طريقهم الى اربيل.
وعبر الجزائري في كلمته عن الاحتجاج الشديد على إهمال قضية الشهيد ابي كفاح ورفيقيه، مكررا مطالبة "الجهات المسؤولة في البلاد والاجهزة الامنية والقضائية المعنية.. بالعودة الى ملفها (القضية) وفتحه مجددا، وملاحقة القتلة المأجورين ومقاضاتهم وإنزال العقاب بهم" (نص الكلمة في مكان آخر من هذه الصفحة).
بعدها القيت كلمة زوجة الشهيد الرفيقة دنيا، التي أرسلتها من السويد بعد ان تعذر حضورها. وكان مما جاء فيها: "ها قد مرت تسع سنوات على  رحيلك عني وعن ابننا كفاح، وما زلت انت حاضرا معنا في كل الأوقات والمواقف، حاضرا بضحكاتك التي لم تكن تفارقك ..حاضرا بكلماتك وحكاياتك عن الجبال والرفاق والشهداء .." ، "اتذكر جلساتك مع كفاح وانت تتكلم معه عن الحزب وكأنه رجل كبير، وتعلمه مباديء الحزب وهو منتبه اليك رغم صغر سنه. واتذكرك توصيني بالرفاق وبان احبهم كاخوة لي، وان اكون في خدمة الرفاق والحزب في كل الاوقات" . 
ثم ألقى شقيق الشهيد، الرفيق صباح حسن عبد الامير كلمة الاسرة الكريمة، تلاه الرفيق محمد جاسم اللبان عضو المكتب السياسي للحزب، الذي قدم شهادة عن الشهيد، كان مما قاله فيها: " لم اره غاضبا في يوم من الايام، ولم اسمع أنه قال كلمة قاسية لأي من الرفاق، صغيرهم وكبيرهم. كان يجسد ببراعة مقولة الثائر الاسطوري جيفارا: "مارس القيادة دون أن تأمر".
كذلك قدم رفيق دربه وحزبه أبو فكرت شهادة اخرى عن الشهيد اشار فيها الى انه "كان شجاعا، كريم النفس، ذا أخلاق عالية، اجتماعيا الطبع، وكان طيب القلب ينطلق من حرصه الكبير على حزبه وقضيته".  
وكان مسك الختام قصيدة بالمناسبة للشاعر حمزة الحلفي. (نصوص الكلمات والشهادات والقصيدة سننشرها في عدد قادم).
 

*********

الشاعر والفنان فراس عبد المجيد ضيفا على اتحاد الادباء
 
بغداد - طريق الشعب
احتفى ملتقى الخميس الابداعي، في الاتحاد العام للادباء والكتاب، الاسبوع قبل الماضي،  بالشاعر والفنان المغترب فراس عبد المجيد ليتحدث عن مسيرته الفنية والشعرية، وسط حشد من الادباء والمثقفين والفنانين.
 ادار جلسة الاحتفاء التي اقيمت على قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، الفنان ستار الناصر، مقدما في مستهل حديثه نبذة عن سيرة المحتفى به، مشيرا الى انه درس فن النحت عام 1972 في اكاديمية الفنون الجميلة، وعمل في الاذاعة والتلفزيون. وهو من مؤسسي مسرح الستين كرسي، وكان عضوا في الهيئة الادارية للمسرح الشعبي، الذي قدم فيه مجموعة من المسرحيات اعدادا وتأليفا، بضمنها "الصغير والكبير" التي اخرجها اديب القليجي.
وأضاف الناصر قائلا: "تحت وطأة التعسف السياسي الذي مارسه النظام السابق ابان السبعينيات اضطر فراس مغادرة العراق متوجها الى الكويت، ثم إلى المغرب التي استقر فيها نحو ثلاثة عقود، وعمل هناك في الصحافة، وأشرف على تشكيل حركة ادبية شبابية. كما اصدر ديوانه الشعري الاول "نخلة الروح"، وساهم في تشكيل جمعية الرافدين العراقية التي تعنى بشؤون الجالية العراقية الاجتماعية والثقافية".
وبين الناصر ان المحتفى به عاد الى العراق في عام 2010 ليعمل في مجالات مختلفة، كمصحح لغوي ومعد برامج وموظف في دائرة الفنون التشكيلية، وهو عضو في هيأة تحرير مجلة "تشكيل".
بعد ذلك تحدث المحتفى به مشيرا إلى انه كتب الشعر مبكرا، ونشر قصائد عدة في مطلع السبعينيات. ثم اتحف فراس الحضور بباقة من قصائده.
وعلى هامش الجلسة قدم عدد من الحضور شهادات عن المحتفى به، وهم كل من الاعلامية سهى الشيخلي، الفنان طه رشيد، الفنانة اعتقال الطائي، السيد مخلص خليل، السيد غانم بابان، والاعلامي علي عبد الستار.
في الختام قدمت الاعلامية اعتقال الطائي باقة ورد للمحتفى به بإسم ملتقى الخميس، وقدم له الشاعر ألفريد سمعان ساعة الجواهري بإسم الاتحاد.
 
 
********
جماهير السماوة  تدين الفساد وتطالب بالإصلاح

السماوة - عبد الحسين السماوي
في ذكرى عاشوراء هذا العام، صدحت حناجر جماهير موكبي السماوة وشباب الحسين الثائر، بأهازيج وردات دعت إلى الاصلاح، وادانت المفسدين والطائفيين، وطرحت الأزمات السياسية والظروف القاهرة التي يعيشها العراقيون، ومن بين هذه الردات:
 
اتفقت هاي الشبان بالحق تتجاهر
والفاسد اذا ما ينقال والله تتظاهر
ثوار وتعرفونه نتظاهر تدرونه
خذنه الغيرة من العباس ومن الأكبر
الله ... الله ... أكبر
 
هذا وحضر مراسيم العزاء الحسينية عضوا مجلس محافظة المثنى د.غازي الخطيب ود.علي حنوش.
 
*********
تأجيل انتخابات نقابة الفنانين
 
بغداد - طه رشيد
تأجلت انتخابات نقابة الفنانين في بغداد التي كان مقررا اجراؤها امس السبت على قاعة المسرح الوطني، حتى يوم السبت القادم. واعلن ان التأجيل جاء نتيجة لعدم اكتمال النصاب، تماشيا مع قانون النقابة الذي يستوجب حضور نصف عدد اعضائها زائدا واحد في المؤتمر الانتخابي الاول. اما المؤتمر الانتخابي الثاني الذي سيعقد السبت القادم فسيجري "بمن حضر"، اي بغض النظر عن عدد الحاضرين. وكان لافتا ان رئاسة المؤتمر الانتخابي، المكونة من اللجنة المشرفة على الانتخابات وممثلي الفروع والقاضي المشرف، لم تطلع  الحضور في مؤتمر الامس على عدد اعضاء النقابة في بغداد، كما لم يتم احصاء الحاضرين الذين قدر عددهم باكثر من الف.
وعبر متابعون في قاعة المؤتمر عن اعتقادهم ان التأجيل لم يأت صدفة  "فهناك مرشحون لرئاسة النقابة يدعون ليس فقط للتأجيل، بل ولالغاء نتائج انتخابات النقابة في المحافظات، لانهم لم يحققوا فيها نتائج مرضية.
 
 
********
 
إفتتاح متحف دهوك الوطني للآثار
 

دهوك - وكالات
أفتتح في مدينة دهوك، الاربعاء الماضي، متحف دهوك الوطني للآثار، الذي يضم بين أروقته أكثر من ألف قطعة أثرية تعكس تاريخ حضارة كردستان عبر العصور المختلفة. وقال مدير الآثار في دهوك حسن أحمد قاسم إن "المتحف يعد الأول من نوعه في كردستان، وان القطع الأثرية التي عرضت فيه، عثر عليها داخل أراضي كردستان. كما يعد المتحف أساسا لمتحف دولي كبير من المقرر بناؤه خلال العام الحالي في محافظة دهوك".
وأشار الى أن شعار المتحف عبارة عن ختم لولبي لأحد ملوك الميتانيين، حيث كانت دهوك إحدى أهم مدنهم في ذلك العصر وكانت تسمى بـ "شودوخي"، التي تشكل إحدى أحياء مدينة دهوك الجديدة".
 
 
**********