العدد 60 السنة 79 الأحد 3 تشرين الثاني‏ 2013

 

تصفح بي دي اف

 

 

 

ص1
 
الغاء زيادة مقاعده
البرلمان يخفق في اقرار قانون الانتخابات
بغداد ــ مهدي محمد كريم:
كشف مصدر نيابي، أمس السبت، عن توصل الكتل السياسية إلى الاتفاق على عدم زيادة عدد مقاعد مجلس النواب إلى 351 مقعدا.
وقال المصدر في تصريح لـ"طريق الشعب، إن "الكتل السياسية اتفقت على عدم زيادة عدد مقاعد مجلس النواب وإبقائها على 325 مقعداً"، مشيرا إلى أن "310 مقاعد سيتم توزيعها على المحافظات وفق قانون الانتخابات القديم لعام 2010"، فيما الـ 15 مقعداً المتبقية سيتم توزيعها على الكوتا والكتل الكبيرة الفائزة.
وفي اتصال مع "طريق الشعب"، أمس السبت، قال كمال الساعدي، النائب عن كتلة دولة القانون إن "التحالف الوطني يعتبر جميع الإحصائيات غير رسمية وعلينا البقاء على العدد الحالي لأعضاء مجلس النواب وعدم الزيادة أو التقليل".
وأوضح الساعدي أنه "بعد إجراء التعداد السكاني العام حينها سيكون هناك التزام كامل بالدستور من هذه الناحية، ونحن ضد وجهات النظر المختلفة"، مشيرا إلى أن "هناك خللا دستوريا. وكان على المشرع أن يضع حدا ثابتا لأعضاء مجلس النواب، فمن غير المعقول أن تصل النسبة في عام من الأعوام إلى 800 نائب".
وطالب بأن "يبقى عدد النواب على ما هو عليه"، معتبرا "زيادة أعداد النواب قد تصعب تمرير القوانين".
وأشار إلى أن "المرجعية لا ترغب في زيادة عدد أعضاء المجلس النواب، وهناك حديث يجري اليوم حول المقاعد التعويضية وكيفية تقسيمها، لكنني متفائل وسنصل إلى حل في الأيام القريبة القادمة"، مبينا وجود "فروق ما بين إحصائية وزارة التخطيط ووزارة التجارة بنسبة مليون و700 ألف بطاقة تموينية وهذا ما يعني أن الإحصاءات غير دقيقة".
من جهته، ذكر سلمان الجميلي رئيس كتلة القائمة العراقية في مجلس النواب أن "كتلته مع الدستور الذي حدد لكل 100 ألف ناخب ممثل عنهم".
وأضاف الجميلي ان "القائمة العراقية مع إحصاءات وزارة التخطيط في اعتماد النسبة السكانية للبلاد واعتبارها هي الأساس في التعداد السكاني العام"، مبينا أن قائمته "ضد أي تقليل من عدد المقاعد البرلمانية في المحافظات".
وشدد رئيس كتلة القائمة العراقية على أن قائمته "حريصة على الالتزام بتلك الثوابت ولم تتنازل عنها، كذلك هي مصرة على تمرير القانون من اجل إجراء الانتخابات في موعدها الذي حددته مفوضية الانتخابات".
في المقابل، تحدث نجيب عبد الله، النائب عن تحالف القوى الكردستانية أن أعضاء كتلة الاتحاد الإسلامي والتحالف الكردستاني "متفقون على أننا نصر على إجراء الانتخابات بالاعتماد على بيانات وزارة التخطيط، ونحن مع رأي المرجعية بعدم زيادة المقاعد البرلمانية وبقائه على 325 مقعدا، ولا توجد إحصائيات دقيقة لعدد نفوس العراق".
وأشار عبد الله في تصريح لـ"طريق الشعب"، أمس السبت، الى أنه "طالبنا وحسب تلك الإحصاءات أن تضاف 3 مقاعد نيابية إلى محافظات إقليم كردستان"، منوها بأن "نحن والقائمة العراقية كنا قريبين من هذا التوجه مع إحصائية وزارة التخطيط".
وبيّن أن "التحالف الوطني قدم طرحا آخر بان تكون المقاعد التعويضية 32 مقعدا، ومقاعد الكوتا 8 مقاعد، و285 توزع على باقي المحافظات، حيث تم رفضه بشكل قاطع من قبلنا"، مؤكدا أن "كتلته مصرة على إحصائيات وزارة التخطيط ونحن حتى هذه اللحظة اقترحنا بأن يكون التوافق السياسي هو الفيصل لحل هذا الإشكال".
وطالب بأن "تضاف 3 مقاعد إلى كردستان وزيادة عدد مقاعد الكوتا إلى 12 مقعدا، وتوزع 313 مقعدا على المحافظات, حيث تم حسم الـ3 مقاعد للكرد وسيكون التفاهم بعد الان على كيفية توزيع المقاعد الـ 4 الباقية من الكوتا إلى المحافظات العراقية".
ورفعت رئاسة مجلس النواب أمس السبت، جلسة المجلس الـ32 إلى اليوم الأحد، فيما أكد مصدر برلماني، أن جلسة الأمس، شهدت التصويت على مشروع انضمام العراق إلى اتفاقية لاهاي، وإنهاء القراءة الثانية لأحد القوانين. فيما تمت إعادة قانون آخر للحكومة وتأجيل القراءة الأولى لقانون انتخابات مجلس كركوك والتصويت على قانون الانتخابات.
 
**********
 
حقوق الإنسان تشدد
على زيادة مقاعد الأقليات
بغداد – طريق الشعب:
شددت المفوضية العليا لحقوق الإنسان، أمس السبت، على ضرورة زيادة مقاعد الأقليات عند تشريع قانون انتخابات مجلس النواب، مشيرةً إلى أن المحكمة الاتحادية أكدت على هذا المطلب.
وقال عضو مجلس المفوضين قولو سنجاري، في مؤتمر صحافي عقده في مبنى البرلمان، وحضرته "طريق الشعب"، إن "المفوضية العليا لحقوق الإنسان، تؤكد على تمثيل كافة مكونات الشعب العراقي، لأنه حق دستوري مستند إلى المادة 49 من الدستور العراقي"، داعيا إلى "الأخذ بنظر الاعتبار قرارات المحكمة الاتحادية، حسب المادة 93 من الدستور، والتي ألزمت برفع عدد مقاعد ممثلي هذه المكونات بما يتناسب مع حجمهم السكاني".
ودعا سنجاري البرلمان العراقي لـ"رفع عدد مقاعد الأقليات بما يتناسب وحجمهم السكاني عند تشريع قانون انتخابات مجلس النواب لسنة 2014".
 
 
********
المرجعية الدينية تدعو إلى تحقيق العدالة الاجتماعية في قانون التقاعد الموحد
 
كربلاء – طريق الشعب:
دعت المرجعية الدينية العليا، في خطبة الجمعة، الى استكمال إلغاء الرواتب التقاعدية لرئاسة وأعضاء مجلس النواب بخطوات أخرى تراعي مبدأ "العدالة الاجتماعية"، مشددة على تشريع قانون التقاعد الموحد.
وقال الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجعية الدينية في محافظة كربلاء، في خطبة صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني، وتابعتها "طريق الشعب"، إن "ما ذكر من أهمية إلغاء الرواتب التقاعدية لرئاسة وأعضاء مجلس النواب، لا بد أن يستكمل بخطوات أخرى لمراعاة مبدأ العدالة الاجتماعية في المجالات الحياتية كافة. وان المبدأ الذي نادت به المرجعية وطالب به جميع المواطنين هو تحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية، ونأمل صدور قانون التقاعد الموحد ليرفع الحد الأدنى من رواتب المتقاعدين والذي قد طال وتأخر كثيرا، سيما وان الكثير من الم?قاعدين لا يتوفر لديهم الحد الأدنى من المعيشة الكريمة، ولا تتناسب رواتبهم مع العطاء الذي قدموه خلال سنين طويلة من عمرهم".
وشدد الكربلائي على "أهمية تشريع قانون سلم الرواتب الموحد، لأن هناك فوارق فاحشة في الرواتب، وهذا ما جعل البعض يشعر بالحيف والضيم، مما أدى أيضا إلى عزوف الكثير من الالتحاق بمؤسسات الدولة".
 
 
*********
 
اتحاد الطلبة يحذر من انهيار العملية التربوية
 
بغداد ـ أحمد حسن الياسري:
انتقد الاتحاد العام للطلبة في جمهورية العراق الحكومة والبرلمان لعدم اهتمامهما بقطاعي التربية والتعليم، محذرا في الوقت نفسه من انهيار المؤسسة التربوية والتعليمية بسبب تدخل بعض القوى السياسية والحزبية في إدارتها وفرض توجهاتها على المدارس والحرم الجامعي.
وافتتح صباح أمس السبت، المؤتمر التاسع للاتحاد العام للطلبة في جمهورية العراق، في قاعة جمعية الثقافة للجميع، بمنطقة الكرادة وسط العاصمة بغداد، وحمل شعار "في سبيل حياة طلابية حرة.. في سبيل مستقبل أفضل". وألقى حسين قاسم النجار، سكرتير الاتحاد كلمة الافتتاح، بيّن خلالها المعوقات التي تواجه الطلبة.
 
**********
 
بارزاني إلى الإمارات والكويت
 في زيارة رسمية
بغداد – طريق الشعب:
أعلنت رئاسة إقليم كردستان امس السبت، عن مغادرة رئيس الإقليم مسعود بارزاني، متوجها في جولة لعدد من دول الخليج العربي.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الإقليم أوميد صباح، في تصريح نشره الموقع الرسمي لرئاسة الإقليم، وتابعته "طريق الشعب"، إن مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان سافر أمس السبت 2 من تشرين الثاني، إلى الخليج العربي.
وبين صباح أن سفر البارزاني كان بدعوة رسمية من دولتي الإمارات، والكويت، لافتا إلى أن الزيارة تستمر عدة أيام.
 
 
*********
 
جلسة حوارية في "طريق لشعب"
تنظيم الرواتب والأجور وحماية أموال الشعب وثرواتهم
بغداد – طريق الشعب
شهدت قاعة مقر "طريق الشعب" يوم الخميس الماضي جلسة حوارية دعت لها الجريدة، لمناقشة ورقة عمل بشأن "تنظيم رواتب وأجور العاملين وحماية أموال الشعب وثرواته". وكانت هيئة تحرير الجريدة قد أعدت في ضوء الحراك الشعبي في مختلف المحافظات احتجاجاً على الرواتب التقاعدية والامتيازات الفائقة لأعضاء مجلس النواب والوزراء والرئاسات الثلاث وأصحاب الدرجات الخاصة، والمطالبات بإلغائها وتخفيض رواتب الفئات أعلاه وإعادة النظر في عموم رواتب العاملين في الدولة.
وشاركت في الجلسة نخبة من المختصين والخبراء وأعضاء مجلس محافظة بغداد، ومن والناشطين المدنيين السياسيين وممثلي القطاع الخاص.
واستهلت الجلسة بعرض للورقة قدمه الرفيق رائد فهمي وبيّن فيه الأهداف المتوخاة من هذه المبادرة. وقال ان أهمها هو ان المطالب الشعبية المشروعة المتعلقة بالرواتب التقاعدية لاعضاء مجلس النواب وبالامتيازات والرواتب الفلكية للرئاسات الثلاث والوزراء واصحاب الدرجات الخاصة، هي على أهميتها بحاجة الى ان تستكمل وتوضع في اطار اشمل، يغطي مظاهر التفاوت الصارخة المناقضة لمبادئ وقواعد العدالة الاجتماعية على صعيد الرواتب للعاملين في الدولة، وكذلك في القطاع الخاص. وان تأخذ بعين الاعتبار تراكم الثروات، وفي كثير من الأحيان بصورة ?ير مشروعة، لدى بعض الأوساط والفئات التي تمارس نشاطات ذات طابع طفيلي غير منتج. وأكد فهمي ايضاً ضرورة الإسراع في إقرار قانون التقاعد الموحد واتخاذ سلسلة من الخطوات والإجراءات التنفيذية والتشريعية باتجاه تحقيق قدر اكبر من العدالة الاجتماعية.
وتوالت المداخلات والمساهمات التي اثنت على الورقة واقترحت إضافات اليها وتدقيقات غنية، واعتبرتها خطوة ايجابية نحو إيجاد حلول إستراتيجية للقضايا المثارة. هذا وساهم في النقاشات والمداخلات كل من الإعلامي جمعة الحلفي ود. احمد إبراهيم والسيد توفيق المانع والإعلامي رعد الجبوري وعضو مجلس محافظة بغداد د. صباح التميمي والسيد فرحان قاسم والخبير الاقتصادي إبراهيم المشهداني ود. احمد بريهي المعاون السابق لمحافظ البنك المركزي ود. مظهر محمد صالح نائب محافظ البنك المركزي سابقاً والقانوني زهير ضياء الدين والسيد فوزي بريسم ود? حسان عاكف.
هذا وسننشر في عدد قادم نص ورقة العمل بعد إعادة كتابتها في ضوء المداخلات والملاحظات التي قدمت في الجلسة.
 
*********
 
الأمن النيابية: نحتاج إلى قدرة وليس قوة
التيار الديمقراطي: التسليح غير كافٍ للقضاء على الإرهاب
بغداد ــ خضر الياس ناهض:
أكد علي الرفيعي المنسق العام للتيار الديمقراطي العراقي، أمس السبت، أن التسليح غير كاف للقضاء على الإرهاب الذي أصبحت له جذوره وأسبابه. وفيما ذكر عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب أن السلاح ضروري لبسط الأمن، أشار إلى أن الحاجة إلى قدرة وليس قوة، معربا عن أسفه لاعتماد الحكومة العراقية على عنصر القوة.
في حين وصف خبير أمني زيارة رئيس الوزراء بالمتأخرة جدا، لمضي وقت كبير على اتفاق الإطار الاستراتيجي الذي وقع بين البلدين.     
وفي تصريح لـ"طريق الشعب"، أمس السبت، قال الدكتور علي الرفيعي، المنسق العام للتيار الديمقراطي العراقي، إن "التسليح غير كاف للقضاء على الإرهاب. الآن الإرهاب له جذوره وأسبابه المتنوعة ما بين السياسية والاقتصادية والاجتماعية". وأوضح الرفيعي أن "زيارة رئيس الوزراء إلى أمريكا متوقعة، بسبب وجود تعاون واتفاقات موقعة بين البلدين، فلا بد من حصول هكذا زيارات بين مدة وأخرى"، مبينا أن "الرئيس الأمريكي أشار إلى أهمية استقرار الوضع السياسي الداخلي، ما يدل على اهتمامه بهذا الوضع".
ورأى أن "الوضع الأمني يحمل خطورة كبيرة، لذلك تتطلب تهيئة يشارك فيها الجميع وليس محصورة بين الحكومة ورئيس الوزراء".
من جهته، ذكر شوان محمد طه، عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب أن "السلاح ضروري لبسط الأمن ولكننا بحاجة إلى قدرة وليس قوة، وللأسف الشديد أن الحكومة العراقية تعتمد على عنصر القوة".
وأضاف طه "أننا بحاجة إلى تغيير رؤية الحكومة في بسط الأمن، كون الأمن يحتاج إلى رؤية تنموية، فإذا اعتمدنا على كثرة السيطرات والاعتقالات وزيادة الثكنات العسكرية سيؤدي ذلك إلى بناء دولة العسكر".
وبيّن أن معالجة هذه المشكلة تعد "معالجة تضامنية، تتطلب تعاون مؤسسات عدة لفرض الأمن"، مضيفا أن "البلاد بحاجة ماسة إلى تطوير العلاقات مع الدول الأخرى، وأن زيارة رئيس الوزراء إلى أمريكا مسألة طبيعية، كون العراق مرتبطا باتفاق استراتيجي مع أمريكا وهو بحاجة إلى التفعيل".  
وأشار إلى أن "هناك نوعاً من التراجع من قبل أمريكا تجاه العراق من خلال تزويد البلاد بمعلومات تمكنه من القبض على الجماعات الإرهابية"، محملا الحكومة العراقية "المسؤولية إزاء هذا التراجع كون العراق لجأ إلى استيراد الأسلحة من معسكرات أخرى بعد أبرام الاتفاق مع أمريكا، إضافة إلى ذلك فأن موقف العراق من المشكلة السورية كان يحمل نوعا من الضبابية، ما اثر على طبيعة العلاقة بين البلدين".
وفي المقابل، ذكر الخبير الأمني أحمد الشريفي أن "البلاد تحوي إشكاليات كبيرة لا تتعلق فقط بقضية التسليح وإنما هناك أزمة أكبر وهي أزمة بناء المؤسسة التي لا تزال متعددة الولاءات".
 وتساءل الشريفي في تصريح لـ"طريق الشعب"، أمس السبت، أن "من الضروري أن نسأل عن المؤسسة التي تحمل السلاح وكيفية إدارتها، وما هو نوع السلاح؟". 
وأوضح أن "الجهد الاستخباري بشكل عام ضعيف، لأن قراءة الأزمة في العراق ممسوكة من قبل السياسيين وعندما يكون السياسي قارئا غير جيد للمعطيات لا يستطيع إدارة الملف الأمني".
 
*********
ص2

هذا اليوم في التاريخ
تركيا "تطلـّق" الحروف العربية
في مثل هذا اليوم من العام 1928  قررت الحكومة التركية برئاسة كمال أتاتورك المباشرة باستخدام الحروف اللاتينية في الكتابة بدل الحروف العربية، التي ظلت  تستخدم في مخاطبات الدولة منذ تأسيس الأمبراطورية العثمانية.  وترجع جذور اللغة التركية إلى آسيا الوسطى، ويقُدّر عمرها بحوالي 1300 سنة، وقد انتشر استخدامها  وتوسع نطاقه غربًا، وارتفع عدد المتحدثين بها، مع اتساع رقعة الدولة العثمانية، وإثر اعتمادها من قبل الباب العالي في الاستانة كلغة رسمية للمخاطبات في جميع الولايات. لكن مصطفى كمال أتاتورك، أوّل رئيس للجمهورية ال?ركية، اقدم على إجراء عدة إصلاحات وتغييرات على المستويين الإداري والثقافي في البلاد، كان من بينها استبدال الأبجدية التركية العثمانية ذات الحرف العربي، بالأبجدية اللاتينية. وفي وقت لاحق أُنشأت جمعية متخصصة لهذا الغرض، سميت "جمعية اللغة التركية"، بهدف توحيد المفردات وإعادة تنظيمها بما يتناسب مع الأبجدية الجديدة.
لجنة الكرخ الثانية استذكرت رفاقها الراحلين
بغداد – طريق الشعب
شارك الرفيق حميد مجيد موسى، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في حفل أقامته أمس الأحد لجنة الكرخ الثانية المحلية التابعة للحزب، بمناسبة الذكرى الثمانين لتأسيسه، واستذكرت فيه عددا من رفاقها الراحلين.
وأشاد الرفيق موسى في كلمة ألقاها في الحفل، باحياء ذكرى الرفاق الرحلين غني الظاهر، طارق حسن، عبد الصاحب غني، ثامر محمد علي، نضال كاظم علي، فلاح عبد باقر، كاطع جاسم، نذير جاسم، مشيدا بتاريخهم ونضالهم وتضحياتهم. وشدد على التواصل الدائم مع عوائل المناضلين الراحلين والشهداء وقدامى الشيوعيين والأسر الديمقراطية، باعتبار ذلك جزءا من سعي الحزب لتعزيز مسيرته النضالية عبر توسيع قاعدته التنظيمية والجماهيرية.
وتحدث في الحفل أيضا الرفيق فرحان قاسم، عضو مجلس محافظة بغداد، والرفيق رضا الظاهر شقيق الراحل غني الظاهر. وكان الرفيق سكرتير لجنة الكرخ الثانية المحلية قد تحدث في مفتتح الحفل، الذي ألقيت فيه أيضا قصائد شعرية وأهازيج، وانشد الفنان ستار الناصر "إذا الشعب يوما أراد الحياة".
وحضر الحفل أيضا الرفيق محمد جاسم عيسى، عضو المكتب السياسي للحزب. كما شاركت فيه عائلات الرفاق الراحلين.
 
ندّد بـ"قرصنة" أصوات الناخبين
الشيوعي العراقي يتظاهر في البصرة لإقرار قانون الانتخابات
البصرة - عبد الرشيد الصالح
خرجت جماهير بصرية من الشيوعيين والديمقراطيين، يوم أمس السبت، بتظاهرة سلمية طالبوا فيها بالإسراع في إقرار قانون انتخابات متوافق عليه مع قرار المحكمة الاتحادية والدستور. وحذرّ المتظاهرون البرلمان من المماطلة والتسويف والتأخير، ومن محاولات بعض الكتل تأجيل الانتخابات، والاستمرار بالهيمنة والحكم أطول فترة للاستحواذ على المغانم والاستئثار بمواقع صنع القرار.
وقال الرفيق كاظم محسن عضو محلية البصرة للحزب الشيوعي العراقي، في كلمة ألقاها في التظاهرة التي حضرتها "طريق الشعب" أمس، إن "الصراع الجاري بين الكتل المتنفذة، ينطلق من المصالح الحزبية الضيقة، لضمان مكاسبهم، كما أن مجلس النواب لم ينفذ قرار المحكمة الاتحادية المرقم 12/ اتحادية 2010، الذي قضى بعدم دستورية الفقرة رابعا من المادة الثالثة من قانون انتخاب مجلس النواب السابق المعدل".
وأضاف محسن "نحن نؤكد أن قرصنة الأصوات من قبل تلك القوى، ستؤثر سلبا على مستوى المشاركة الجماهيرية بالانتخابات القادمة، وعليه نطالب بتشريع قانون انتخابي عادل ومنصف، يتلاءم مع الحق الذي ثبتته المحكمة الاتحادية".
من جهته، قال جمعة الزيني عضو مجلس محافظة البصرة إن "تظاهرة البصرة كانت سلمية، تطالب بسن قانون عادل للانتخابات، بالإضافة إلى المطالبة بإجراء الانتخابات في موعدها المحدد، والالتزام بالقرار القضائي للمحكمة الاتحادية بخصوص قانون الانتخابات". وشدد على ضرورة أن "تترك الكتل الصراع الذي يدور بينها، وتنتبه إلى قضايا الشعب من خلال قانون انتخابي شامل وعادل، والجماهير تريد أن توصل صوتها لمجلس النواب".
وأشار إلى أن "التظاهرة كانت ايجابية من جميع النواحي، وبحضور العديد من وسائل الإعلام، بالإضافة إلى حضور عدد من الشخصيات السياسية والمسؤولين في محافظة البصرة، حيث حمل المتظاهرون مطالبهم المشروعة إلى مجلس النواب الذي يعقد جلسة اليوم لمناقشة قانون الانتخابات". وأشاد عضو مجلس البصرة بـ"التعاون الايجابي من قبل القوات الأمنية في المحافظة، التي عملت على حماية المتظاهرين وتوفير جو آمن لهم".
وتابع الزيني أن "الشعارات التي حملها المتظاهرون كانت كلها شعارات تطالب بالابتعاد عن الخلافات والانقسامات السياسية، والإسراع في إقرار قانون عادل".
وبيّن أنه "في حالة عدم استجابة السلطات المعنية لمطالب المتظاهرين، فأنهم سيواصلون استمرارهم في التظاهر السلمي إلى أن يكون هناك قانون عادل، وستتواصل الجهود لرفع المطالب إلى أعلى مستوياتها"، متمنياً "دعم وسائل الإعلام للفعاليات الجماهيرية". ولوح الزيني بـ"رفع سقف المطالب، وزيادة أعداد المتظاهرين، في حالة عدم تلبية المطالب المشروعة بالتنسيق مع اعضاء في الجهات المعنية ومنظمات المجتمع المدني، وحتى مع مجلس النواب من اجل الحفاظ على أصوات المتظاهرين".
من جانبه، ذكر جبار الساعدي رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة البصرة، أنه "بحسب المعلومات التي وردتنا، فإن المتظاهرين حملوا معهم مطالب تتمثل بإقرار قانون الانتخابات والإسراع في تنفيذ هذا القانون".
وأضاف الساعدي في تصريح لـ"طريق الشعب" أمس، أن التظاهرات التي اندلعت أمس في البصرة كانت بمشاركة الحزب الشيوعي العراقي، الذي عمل على تنظيم هذه التظاهرة وإعدادها.
وبين رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة  البصرة أن "القوات الأمنية اتخذت مواقعها في حماية كل المتظاهرين، واستجابت لهم وعملت على رفع مطالب المتظاهرين لكي تحولها إلى الجهات المعنية". وأشار إلى أن "التظاهرات حق دستوري طبيعي جدا. وعلى جميع الأجهزة الأمنية حماية المتظاهرين في جميع الأوقات، والنظر في مطالبهم".
وصدحت حناجر المتظاهرين بالهتافات الوطنية، التي أكدت الإصرار والثبات والعزم على اختيار طريق الإصلاح والتغيير، مرددين شعارات "لا لقانون انتخابات يشرعن سرقة صوت المواطن"، "لا لضغوط القوى المتنفذة في إقرار قانون انتخابات جائر يصادر صوت المواطن"، و"لا ديمقراطية بدون قانون انتخابات عادل ومنصف".
وصاحبت التظاهرة سيارة مزينة بأعلام الحزب الشيوعي العراقي، ولافتات تتضمن شعارات المظاهرة ومكبرات الصوت، وهي تتغنى بحب الوطن، وأشاعت أجواء الحماس والعنفوان والإصرار على تحقيق المطالب المشروعة.
 

اضاءة...
«الشعب لا  يحب الحكومة»
 
حقا .. العديد من المؤشرات تدل على ان الناس كفرت بممارسات هذه الحكومة ، ومعها بل وقبلها قالت المرجعية واكدت انها ملت من  تقديم النصح والارشاد ولا من مستجيب ومتعظ ، ولذا كانت المقاطعة لرموزها. الناس تظاهرت في كل محافظات العراق ، وقالت رأيها ، واعلنت مطالب لها مشروعة. فماذا كانت النتيجة؟ وكيف تعاملت الحكومة معها ومع مطالبها المشروعة ؟ المماطلة والتسويف ومطاردة المتظاهرين واستخدام العنف المفرط ضدهم - هكذا كان جواب السلطة واجهزتها .فكيف تريد الحكومة ان يكون الموقف منها ؟
المواطنون  لم يرفضوا اية حكومة ، وهو ما يتوجب التدقيق والتوقف عنده. ومواقف الناس المدفوعين بأمل كبير وتطلع حقيقي  في السنوات الاولى بعد التغيير، هي بالفعل غير مواقفها الان. هذا من جانب،  ومن الجانب الاخر ان اهل العراق لم يجبلوا على الرفض والعناد والتصدي للحكومة ، اية حكومة ؟
في الحديث صمت عن المطلوب الافصاح عنه  ، وهو اسباب عدم « حب الشعب للحكومة « الحالية . فاذا سلمنا بذلك وهو امر لا بد منه، حيث هو الواقع بعينه بعد ان ملـّت الناس  ممارسات المتنفذين ووعودهم، وهي تختبرهم في الصيف والشتاء ، بعد الانتخابات وقبلها. فلا بد لمن ادرك هذه الحقيقة التي باتت معروفة للداني والقاصي في عراقنا المجروح والمنكوب،  ان يقول شيئا يفصح فيه عما دفع الناس الى ان تنزل الى الشوارع ، وترفع تلك الشعارات الرافضة للوضع المزري المتهريء برمته .
كيف لا تصل الناس الى هذه الحقيقة ، وهي التي تذوق المرارات ، ليل نهار، وقد اتخمت من وعود في عسل الكلام  . فاين الامن والامان؟ اين طمأنينة الام التي يذهب طفلها الى المدرسة، آملة ان يعود لها سالما؟ هذا ان وجد اصلا المدرسة النظامية بحدودها الدنيا، وليس المكتظة والمزدحمة ، والتي قد لا يجد فيها مكانا يفترشه سوى الارض! ومن يهون على الزوجة قلقها المشروع وهي تنتظر بفارغ الصبر ان يفلت زوجها، هذه المرة ،  من انفجار ظالم  عدواني عشوائي، ويعود من عمله سالما وقد صاحبه الحظ .. والا فالمكان الذي ينتظره هذه الايام لا يخطيء? الثلاجات المبردة في المستشفيات او الطب العدلي . لقد توصل المواطن الى هذه الحقيقة منذ مدة ،  وهو يتسلم  راتبه الشهري الذي لا يزيد عن 150 الف دينار، فيما راتب البعض يصل ، والعهدة على الرواة ، الى 65 مليون شهريا! ولهذا تتوفر ايضا كل مقومات الراحة والخدمات ووسائل الحماية وقصور المنطقة الخضراء واسوارها المحصنة ، فيما الاول عليه ان يكافح لتوفير الصمونة ولتأمين العلاج الذي لا تقل كلفته عن 25 الف دينار عند زيارة الطبيب المختص! فاي عدالة هذه؟ وكيف تريدون من الناس ان تسكت، وحتى ان تبايعكم على بياض؟
هذا الواقع دفع الكثيرين، ومنذ زمن ، الى  القول: كفى ، لقد طفح الكيل !
محمد  عبد الرحمن
 
 
مواساة
 
الاخوة في الحزب الوطني الديمقراطي المحترمون
عائلة الفقيد روؤف عبد الرزاق الديبس المحترمة
ببالغ الاسى والحزن تلقينا نبأ رحيل  المحامي والشخصية  الوطنية والديمقراطية   المناضل رؤوف الديبس،اثر مرض  عضال الم به .
لقد خسرنا برحيله انسانا متواضعا ، مثقفا ، ظل لعقود  لصيقا بهموم شعبه ووطنه  . وعانى ، كما غيره،  من مناضلي الحركة الوطنية والديمقراطية  من عسف وقهر وظلم انظمة الاستبداد والدكتاتورية،حيث فصل من الدراسة  ايام العهد الملكي واعتقل مرات عدة  على يد ازلام نظام البعث المقبور .وتشهد له وقفاته،كمحامي، دفاعا عن المعتقلين السياسيين.كان الفقيد الراحل مساهما نشطا في مقاومة النظام الدكتاتوري المقبور ، وشارك في   العديد من المؤتمرات الوطنية والديمقراطية .وبعد التغيير كانت له اسهاماته في ارساء اسس النظام الجديد ، ساعيا  ا?ى حياة حرة كريمة آمنة  لشعبنا ، ومستقبل أفضل لبلدنا  .
اننا في الحزب الشيوعي العراقي فقدنا برحيله ، اخا وصديقا عزيزا ، ورفيق درب في النضال  لتحقيق  قيم الديمقراطية والعدالة الاجتماعية  .
في هذه المناسبة المؤلمة   نقدم الى  الحزب الوطني الديمقراطي ، والى عائلة الفقيد  ، احر مشاعر المواساة ، راجين لهم الصبر والسلوان .
وللفقيد الراحل الذكر الطيب على الدوام
 
المكتب السياسي
للحزب الشيوعي العراقي
بغداد 2 -11-2013
 
 
 
تنسيقيات التيار الديمقراطي
ترفض إصدار قوانين ذات صبغة "طائفية"
بغداد – طريق الشعب:
وجهت تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في عدد من العواصم الأوربية، رسالة إلى الرئاسات الثلاث، عبرت فيها التنسيقيات عن استيائها من إعداد مشروع قانوني "الأحوال الشخصية الجعفرية"، و"القضاء الشرعي الجعفري". وجاء في الرسالة التي تلقت "طريق الشعب" نسخة منها، أنه "ببالغ الاستياء وصلتنا أنباء إعلان وزير العدل العراقي، إعداد مسودتي قانونين مهمين أسماهما الوزير بقانوني (الأحوال الشخصية الجعفرية)، (القضاء الشرعي الجعفري)، وهكذا نرى من الاسمين فأن الصبغة الطائفية المقيتة هي المكرسة في إعداد المسودتين، مما سيعرض لحمة ?لمجتمع العراقي إلى التمزق أكثر، ويعمق الشرخ المتعاظم في المجتمع، الأمر الذي نرفضه ويرفضه كل من تهمه مصلحة البلد وأهله ومستقبل أجياله".
ولفتت الرسالة إلى أن "توقيت الإعلان عن هاذين القانونين، يأتي في وقت تزداد فيه حمى الطائفية البغيضة، ليس في العراق فقط، بل لتشمل المنطقة بأكملها، وهذا ما كان سببا في تداعيات الوضع الأمني وتكالب القوى الإرهابية وسطوتها في مناطق عديدة، نتيجة لضعف المجتمعات وتمزقها".
وأشارت إلى أنه "في الوقت الذي تخرج فيه الجماهير إلى الشوارع في تظاهرات لتأكيدها على نبذ الطائفية، ومطالبتها بإرساء دعائم الدولة المدنية الديمقراطية، دولة المؤسسات والمساواة والعدالة الاجتماعية واحترام حقوق الإنسان، يخرج علينا وزير العدل العراقي بإعلانه المشين عن إكماله مسودة قانونين طائفيين، لا ينسجمان مع الدستور العراقي، ولا يخدمان النسيج العراقي أو يعززان لحمته".
وبينت رسالة تنسيقيات التيار الديمقراطي، أن "هذين القانونين ليؤكدان سعي بعض أقطاب العملية السياسية لترسيخ المفاهيم الطائفية على الصعيد الاجتماعي، والسير بخطى حثيثة نحو حسم هوية البلد باتجاه الطائفية البغيضة، ويأتيان بالضد من مطالب الَجماهير المتظاهرة والمحتجة، تقضي على آمالها وتطلعاتها في الوحدة والعدالة والأمان، من خلال التقسيم الطائفي والمذهبي للمواطنين في العراق، وإصدار قوانين تعسفية كهذه من شأنها ان تدق أسفين العداء بين أتباع المذاهب المختلفة".
وأكدت أن "قانون الأحوال الشخصية الجعفري الذي أعده السيد وزير العدل العراقي، يسئ إلى المرأة العراقية، ويشجع كل ما يحط من كرامتها كتعدد الزوجات وزواج القاصرات وعدم مساواتها بالإرث، مما يشكل انتهاكا لحقوقها، والتي ناضلت من اجلها لسنوات طويلة إذ تكللت بانجاز قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لعام 1959، المعمول به حاليا، والذي يعتبر احد أكثر القوانين تحضرا في الشرق الوسط والمنطقة العربية، وهو القانون الذي وحد العراقيين ولم يفرقهم".
وأضافت "أننا نظم صوتنا إلى أصوات جميع المخلصين في داخل العراق وخارجه، في رفض هذه القوانين التعسفية والغير منسجمة مع الدستور العراقي، ومع طبيعة وواقع المجتمع العراقي، وتعد تجاوزا حتى على البرلمان العراقي الذي هو صاحب الحق والصلاحية في إصدار القوانين وليس وزير العدل، والذي نراه هنا متناسيا مسؤولية وزارته عن فرار كبار الإرهابيين من السجون العراقية"، مطالبة الحكومة العراقية والبرلمان العراقي بـ"رفض وإلغاء قوانين ملغومة مثل هذين القانونين، ترمي إلى تفتيت العراق طائفيا خدمة لمصالح سياسية أنانية. ونطالب بالإبقاء ?لى قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 لما فيه من ميزات ايجابية حققت جانبا مهما من جوانب تنظيم شؤون الأسرة وحقوق المرأة العراقية".
 
 
 
أسماء ومواقف...
استرجاع الأرشيف اليهودي
 
أفاد النائب حسين الشريفي عضو لجنة السياحة والآثار البرلمانية امس السبت، بأن لجنته سعت ومنذ البداية إلى العمل بكل قوة لاستعادة الآثار المسروقة والمعارة. وقال أن "الآثار سرقت من قبل جنود الاحتلال الأمريكي عند احتلالهم العراق، حيث عبثت تلك القوات بالمواقع الأثرية، فقد سرقت من العراق الآلاف من الآثار".
وأكد ضرورة "إعادة الأرشيف اليهودي الذي نقل إلى أمريكا من قبل قوات الاحتلال بحجة الصيانة، ولم يتم إرجاعه حتى الآن"، لافتا إلى أن "هناك معلومات تشير إلى نقله إلى إسرائيل".
 
 
 
رفض قانون الإصلاح الاقتصادي
 
استغرب النائب حسين المرعبي عضو اللجنة الاقتصادية النيابية، رفض مجلس النواب التصويت على مشروع قانون الإصلاح الاقتصادي الاتحادي، مبينا أن لهذا المشروع أهمية في تحسن الاقتصاد العراقي. وقال أن "القطاع الخاص يشكو قلة الدعم، وعدم وجود أسس ينطلق منها". وبين أن "رئاسة البرلمان لم تعط لجنة الاقتصاد والاستثمار المجال الكافي لتبين وجهة نظرها حول القانون، وإقناع النواب بالتصويت عليه من حيث المبدأ"
لافتا إلى أن "سبب رفض الكتل للقانون سياسي، وليست له علاقة بالجوانب الفنية".
 
 
 
حكومة الشراكة فشلت
 
أكد النائب عن الاتحاد الإسلامي الكردستاني أسامة جميل أن حكومة الشراكة الوطنية فشلت في تقديم الخدمات للمواطنين. وقال إن "حكومة الشراكة فشلت فشلاً ذريعاً في تقديم الخدمات للمواطنين واستتباب الأمن، لكنها نجحت في تقريب بعض وجهات النظر بين الفرقاء". وأضاف أن "حكومة الشراكة أبعدت المعركة الطائفية إلى حد ما بين الكتل، ولكنها فشلت في تقديم الخدمات وتقليل الفساد".
وأيد أن "تكون الحكومة المقبلة حكومة أغلبية سياسية، بشرط أن تخدم المواطن ولا تسيطر على مفاصل الدولة وتهمش الآخرين".
 
 
 
 
الكتّاب معزولون عن قرائهم
 
ذكر الأديب شاكر الأنباري أن غياب منافذ التوزيع المحلية تسبب بحصول نوع من العزلة بين الروائي وقرائه. فيما لفت إلى أن وصول النتاج الأدبي للقارئ يتطلب جهداً لا يستهان به.
وقال إن "وصول الرواية للقارئ يتطلب جهداً كبيراً، نتيجة غياب منافذ التوزيع المحلية"، مؤكداً أن "ضعف التوزيع ولد سلبيات كثيرة، ألقت بظلالها على الأدباء والساحة الثقافية عموماً". وأشار إلى "وجود عوامل عديدة أخرى قللت من حظوظ انتشار النتاج الروائي العراقي محلياً، كون العملية تشترط وجود قارئ بالدرجة الأساسية

 

ص3

خزينة بغداد خاوية تماما قبل نهاية العام
بغداد – وكالات:
كشف مجلس بغداد عن صرف جميع المبالغ المخصص للمحافظة والبالغة 1.140 ترليون دينار، فيما اكد ان خزينة بغداد باتت خاوية تماما قبل نهاية العام.
وقالت رئيس اللجنة المالية والاقتصادية في مجلس المحافظة صباح التميمي لوكالة "دنانير" على هامش ندوة حوارية لمناقشة موازنة المحافظة بحضور رئيس المجلس رياض العضاض : ان خزينة بغداد خاوية حاليا قبل نهاية العام ، بعد صرف جميع المبالغ المخصصة على امانة بغداد والمحافظة .
وأوضحت: ان المبلغ المخصص لمجلس بغداد في موازنة عام 2013 بلغ 1 تريلون و 140 مليار دينار ، وتم صرف وفق آلية إلى شقين، فقد تم صرف 799 مليار دينار لامانة بغداد ، فيما صرف المتبقي لصالح المحافظة.
وأكدت التميمي أن المجلس سيكشف جميع المشاريع المتلكئة والمنجزة على موقع المجلس ليطلع عليها المواطن العراقي.
وحضر  الندوة ممثلين عن وزارة التخطيط، وأعضاء مجلس النواب وأعضاء مجالس محلية ومنظمات مجتمع مدني .
 
الكهرباء تطفئ وحدات توليدية لوجود فائض بالطاقة !
بغداد – وكالات:
اعلنت وزارة الكهرباء عن وصل القدرة الانتاجية لمنظومة الكهرباء الوطنية الى اكثر من  (11 الف) ميكاواط، فيما كشفت عن اطفاء وحدات توليدية لعدم حاجتنا اليها في الوقت الحاضر.  
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء مصعب المدرس، ان منظومة الكهرباء الوطنية بوضع متكامل، وان حالات الانطفاء التي حدثت في عدد من مناطق بغداد والمحافظات، كانت بسبب هطول الامطار مما احث عدد من الاعطال في شبكات التوزيع (المحولات والمغذيات)، كون هذه المحولات والمغذيات كانت عرضة للتوقف بسبب التجاوزات الكثيرة التي كانت ولا زالت تتعرض لها، مما قلل من كفاءتها، وعند هطول الامطار توقفت عن العمل.
واضاف : تم استنفار الملاكات الهندسية والفنية العاملة في قطاعات الصيانة التابعة الى مديريات التوزيع في بغداد والمحافظات، لإصلاح هذه العوارض التي حدثت، حيث تم استبدال واصلاح المحولات المعطوبة، فضلا عن اعادة المغذيات التي خرجة من الخدمة الى العمل.
واوضح المدرس، ان محطات انتاج الطاقة الكهربائية، لم تتوقف، فضلا عن عدم تاثرها بهطول الامطار، كونها مصممة ومصنوعة للعمل في جميع الاجواء، سواء كانت ارتفاع او انخفاض في درجات الحرارة.
وتابع : كما لم يتاثر قطاع نقل الطاقة بهطول الامطار الاخير، كون هذا القطاع لم يكن عرضة لاي حالة تجاوز او أي عملية استحداث غير نظامية. 
وبين المدرس، ان من ضمن خطط ومشاريع الوزارة للتخلص من هذه الحالات مستقبلا، هي تحويل جميع الشبكات من هوائية الى ارضية، في العاصمة بغداد والمحافظات، وقد تم انجاز الاعمال في العديد من مناطق محافظة بغداد في هذا الجانب.
  
 
 
خبير اقتصادي: الظرف الموضوعي سيؤدي بإقراره
البرلمان يعيد قانون الإصلاح الاقتصادي إلى مجلس الوزراء
بغداد – محمد الحكمت:
أكد خبير اقتصادي إن الآصرة بين اقتصاد الدولة واقتصاد السوق مفقودة في العراق، ولا توجد مؤسسة تنظم العمل بين اقتصاد السوق واقتصاد الدولة بشكل واضح.
وفيما أعرب عن اعتقاده بأن قانون الإصلاح الاقتصادي ربما يحتاج إلى تعديلات، إضافة إلى بعض الملاحظات، بين نائب عن لجنة الاقتصاد والاستثمار إن القانون رفض من حيث المبدأ وسنطالب إعادة التصويت على القانون.
وفي تصريح لـ"طريق الشعب" أمس الأحد، قال الخبير الاقتصادي الدكتور مظهر محمد صالح، إن "مشروع الإصلاح الاقتصادي في العراق لا يقر على عجل، بل يحتاج إلى حالة انتقالية عن طريق مؤسسة إشرافية تكون هي الراعية، وان الظرف الموضوعي، هو الذي سيؤدي إلى إقراره"، مضيفاً إن "هذا القانون جاء في وقت متأخر وغير مناسب".
يذكر أن مجلس الوزراء وافق في 13 من شهر آب الماضي، على مشروع قانون الإصلاح الاقتصادي الاتحادي وإحالته إلى مجلس النواب، ويهدف القانون إلى إعادة هيكلة الاقتصاد العراقي وفقا لمبادئ الاقتصاد الحديثة، ومتطلبات التحول إلى اقتصاد السوق، وبحسب الاقتصاديين فإن الغرض الأساس من القانون هو تشكيل مجلس الإصلاح الاقتصادي، ليكون أداة الدولة والحكومة في قيادة عملية الإصلاح الاقتصادي بكل جوانبها ومتطلباتها التشريعية والإدارية، وفي جميع الفروع والقطاعات الاقتصادية والمالية.
وأكد صالح، أن "الآصرة بين اقتصاد الدولة واقتصاد السوق مفقودة في العراق، ولا توجد مؤسسة تنظم العمل بين اقتصاد السوق واقتصاد الدولة بشكل واضح".
وحول تعديل القانون قال الخبير الاقتصادي إنه "ربما يحتاج القانون إلى تعديلات وبعض الملاحظات، وان الانتقال من الاقتصاد المركزي إلى اقتصاد السوق، يحتاج إلى مؤسسة راعية لذلك".
بدوره، بين النائب عن اللجنة الاقتصادية قصي عبادي، أن "لجنة الاقتصاد والاستثمار طلبت التصويت على قانون مشروع الإصلاح الاقتصادي في مجلس النواب، ولكن اللجنة لم تحصل على موافقة المجلس"، مشيرا إلى إن "القانون رفض من حيث المبدأ، وسنطالب إعادة التصويت على القانون، لأنه النظام الداخلي للمجلس يتيح لنا كلجنة برلمانية إعادة التصويت على القانون".
ولفت إلى أن "القانون سيصوت عليه خلال الدورة البرلمانية الحالية".
من جانبها، أفادت عضوة اللجنة المالية النيابية، النائبة نجيبة نجيب، بأن "القانون رد إلى الحكومة، وعلى الحكومة أن تعيد النظر في فقرات القانون، وتأخذ النقاط التي كانت مثلبا عليها من قبل النواب والمختصين، وفيها نقاط لا تخدم الإصلاح الاقتصادي".
وأضافت نجيب، أنه "كانت هناك قراءة أولى لمشروع قانون الإصلاح الاقتصادي، الذي هو من القوانين المهمة، لكن تضمن القانون بعض الأمور المتعلقة بالتشكيلات الإدارية، أي إنها كانت توسيعة للتشكيلات الوزارية أكثر مما يقدم إصلاح اقتصادي في قراراته".
وأكدت عضوة اللجنة المالية النيابية "الحاجة إلى أن تكون قرارات الإصلاح الاقتصادي ملزمة وذات خطوات واستراتيجيات من قبل الحكومة، وليس فقط إضافة دوائر وتشكيلات مما يزيد الموازنة عبئاً مالياً دون أن تحقق أهدافها المرجوة من مشروع القانون".
 
مقتل تسعة مدرسين خلال شهر
تحريم تدريس اللغة الانكليزية.. آخر صيحات الإرهاب
الموصل – وكالات:
تتعرض جميع الفئات والديانات والقوميات في الموصل باستمرار لمضايقات المسلحين، ومن آخر صيحات ذلك، تهديد معلمي اللغة الانكليزي في المحافظة بترك مهنتهم وتحريمها بداعي انها 'لغة الكفار'، وإلا كان مصيرهم القتل، في حالة شديدة الغرابة لا يمكن وصفها إلا رغبة ببث الرعب والتخلف، وجعل الجميع يذعنون لسكاكين الجلادين.
في آخر تهديد تسلمته مديرية تربية محافظة نينوى، حمل توقيع تنظيم ما يعرف بـ(دولة العراق الاسلامية)، وتضمن تهديداً صريحاً لجميع مدرسي ومعلمي مادة اللغة الانكليزية بترك عملهم فوراً، بداعي أن الاسلام يحرم 'لغة الكفار' والانصات لها.
وتتأكد هذه الحقيقة كل يوم من خلال اغتيال عدد مدرسي ومعلمي اللغة الانكليزية، حيث وصل عدد المدرسين الذين قتلوا حسب إحصائية قيادة عمليات محافظة نينوى، الى نحو تسعة، مابين مدرس ومعلم، منذ إعلان التحذير منذ مطلع شهر تشرين الاول الماضي.
وأبرز الجرائم 'الشنيعة' التي ارتبكت في هذا الصدد، هي قتل معلمة للغة الانكليزية وزوجها وابنها الاكبر بهجوم مسلح على منزلها شمالي الموصل، بعد أن اطلقت جماعات العنف تحذيراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي (الفيسبوك)، ووزعت مناشير بضرورة انهاء خدمة معلمي اللغة الانكليزية وإلا سيتعرضون للتصفية.
وقال مصدر في اعلام مديرية تربية نينوى لوكالة (الاخبارية للانباء) رفض الكشف عن اسمه: إن المديرية لم تؤيد اطلاقاً ترك تدريس الانكليزية، بل حثت على مواصلة تعليمها لجعل الطلبة العراقيين يلحقون بركب اقرانهم في الدول المتقدمة.
أما مدرسة اللغة الانكليزية شيماء ذنون40 عاماً، فهي تركت تدريس اللغة الانكليزية بعد أن تسلمت تهديداً شديد اللهجة، مشيرة الى أنها لاتريد أن يكون مصيرها كمصير زميلة أخرى لها قتلت لأنها لم تترك التدريس.
ولفتت الى: أن 'الايادي العفنة اغتالت زميلتها باسلحة كاتمة في يوم 11 تشرين الاول 2013 اثناء خروجها من مدرستها في منطقة السكر شرقي الموصل'، كونها لن تنصاع للتهديد ولم ترغب بترك دورها التعليمي ليفرض الارهاب سطوته على الساحة الموصلية.
وفي ذات السياق أكد مدرس اللغة الانكليزية علي حمودن، في اعدادية ذو الفقار، أنه تسلم أكثر من تهديد من قبل هذه الجماعات المسلحة، لكنه يرفض ترك عمله.
وحذر من أن 'الارهابيين يريدون اطفاء نور العلم وإعادة العراق الى الصفر، عكس التقدم الحاصل في دول الجوار'.
يذكر أن تدريسيين ومعلمين لمادة اللغة الانكليزية، نظموا، الاسبوع الماضي، وقفة جماعية قرب مجلس محافظة نينوى، للمطالبة بحمايتهم والرد على هذه التهديدات وجماية منازلهم ومدارسهم من أجل خدمة طلبة محافظة نينوى وعدم ترك تدريس هذة اللغة الانكليزية المهمة.
ولفت المحتجون الى أن الزمر الارهابية تريد اجتثاث هذه اللغة العالمية، ويجب التصدي لهم بحزم، كونهم لن يقفوا عند حد إذا لم يلقون عقاباً على جرائمهم التي تطال المدرسين والمعلمين الابرياء بشكل دائم.
 
صدموا بتخصيص وظائف لأهالي كربلاء في محافظتنا
بصريون: نحن فقراء فوق بحر الذهب
البصرة – وكالات:
تفاعلت بقوة لدى المسؤولين في البصرة والشارع البصري، قضية تخصيص درجات وظيفية لخريجين من محافظة كربلاء حصرا؛ للعمل في حقول النفط في البصرة، معبرين عن استنكارهم واستهجانهم للأمر الذي عدوه "إذلالا" لأبناء المحافظة.
وكانت شركة الخدمات النفطية، ومقرها الرميلة الشمالية في البصرة اعلنت قبل ايام عن توفير فرص عمل لخريجي المعهد التقني في محافظة كربلاء "حصرا" لسنوات 2009 و2010 و2011 و2012 و2013 مع ارسال الذين يجتازون الاختبار دورة لمدة 9 شهور في الاردن مع تقديم راتب 900 دولار شهريا وتعيينه في الرميلة الشمالية.
وقد عبر مسؤولون في البصرة، عن استنكارهم  لإعلان الشركات النفطية في حقل الرميلة النفطي في المحافظة تخصيص درجات وظيفية لمحافظة كربلاء .
ويقول عضو مجلس محافظة البصرة، منذر رياض لوكالة "شفق نيوز"، انه "نحن كحكومة محلية لدينا الكثير من النقاط والمؤشرات حول جولات وعمل شركات التراخيص النفطية في البصرة"، مبينا، ان "اكثر العمالة هي من قبل تلك الشركات و قد همش دور اهالي محافظة البصرة في التعيينات واليوم نفاجأ  بالبحث عن عمالة او اختصاصات من محافظة كربلاء ونسيان اهالي المدينة".
ويشدد في حديثه على ان "البصرة وظروفها المعيشية المتردية وقلة الدرجات الوظيفية والبطالة المنتشرة تحتاج الى مثل هذه الدرجات، لا ان تعطى الى محافظة كربلاء"، منوها على ان "حكومة كربلاء من واجبها ان تخصيص درجات وظيفية لموظفيها في كربلاء لا ان توزع وتخصص لها درجات وظيفية من هنا".
واشار الى انه  سيقوم "بمناقشة هذا الامر مع رئاسة المجلس لوضع حد لهذا الامر"، مؤكدا على انه "على الشركات النفطية ان تخصص درجات وظيفية بنسبة 50% للبصرة".
ويلمح سياسيون في محافظة البصرة، الى ان هذا الامر تقف وراءه "دوافع" سياسية ونفعية لا سيما لدى "المسؤولين" في الحكومة المركزية في بغداد، بحسب  قولهم.
وبهذا الصدد يقول رئيس كتلة الاحرار التابعة الى التيار الصدري في البصرة مازن المازني ان  "بعض المسؤولين الذين يوافقون على هذا الامر لديهم مصالح مالية في هذه الشركات من ناحية المقاولات والعقود".
 ويوضح ان "كتلة الأحرار طالبت ومنذ مدة  طويلة بإجراءات رادعة ومواقف ازاء هذا الامر"، مشيرا الى انه "يجب ان يتابع هذا الامر من قبل الحكومة المحلية في مجلس المحافظة الذي هو ضعيف في الرقابة على هكذا مواضيع فضلا عن ضعف دور الحكومة المركزية في هذا الامر وعدم التحرك الجدي لايقاف ومتابعة تلك الشركات اذ ان ذلك جعل تلك الشركات تصبح في المراتب المتقدمة من ناحية اتخاذ القرارات وادارة الشركات النفطية بشكل عام من دون الرجوع الى السلطات المختصة".
اما رئيس لجنة النفط والغاز في مجلس محافظة البصرة، علي شداد الفارس، فيقول انه "اذا كان هذا الامر صحيحا فهو تهميش للأهالي وسأتحقق من هذا الامر"، مؤكدا على انه "سنتوجه الى اماكن تلك الحقول وسيتم التحقق من وجوده او عدم وجوده وفي حال وجوده سنعقد جلسة رسمية استثنائية في الامر ونحن نرفض هذا القرار اذ ان اهالي البصرة هم اصحاب الحق في الدرجات الوظيفية".
ويتابع، "اننا سنرفض المشروع حتى لو كان مركزيا وقد تناقشنا في الامر مع جميع اعضاء مجلس المحافظة الذين يشددون على ان يكون مشروع التوظيف حصرا لأبناء البصرة" ، مردفا انه "بعد ان يتم حل مشكلة البطالة في البصرة يمكن توفير درجات وظيفية لذوي الاختصاصات من المحافظات الاخرى" .
المواطنون البصريون عبروا بدورهم  عن استنكارهم للامر. ويتهم  ابو علي "بعض المسؤولين بعدم الاهتمام بهذا الامر الذي اعده مصادرة لحقوق البصرة بعد سكوت بعض المسؤولين من البصرة وبقية المحافظات عن هدر حقوق الشعب"،  مطالبا "الخروج بتظاهرات ضد هذا الغبن الذي ينفذ بحق المدينة".
وتقول "ام وصفي" المعلمة في احدى المدارس المتوسطة في البصرة  ان "هذا القرار لم يأت من فراغ بل جاء بسبب ضغوطات مسؤولين وربما يكون مسؤولون في رئاسة الوزراء او نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني الذي ربما يبحث هو وغيره من المسؤولين عن اصوات انتخابية في المرحلة المقبلة".
ويهدد مواطن آخر من اهالي ناحية سفوان فضل عدم الاشارة الى اسمه في حديث لـ "شفق نيوز"، "بالتحشيد لتظاهرات ضد الحكومة المركزية ووزارة النفط في حال ان طبق هذا القرار"، مشيرا الى ان "اهالي البصرة الذين يعيشون على بحر من الذهب وهم فقراء، و ان خريجيها المؤهلين بالاختصاصات نفسها هم  اصحاب الاحقية في الحصول على درجات وظيفية في الحقول النفطية في البصرة وليس محافظة كربلاء وغيرها من المحافظات ".
وكان عضو في لجنة النفط والطاقة النيابية، قد اتهم صباح أمس الأول، نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني "بمحاربة" اهالي البصرة، فيما رأى ان الاخير يسعى "لاذلالهم" و"حرمانهم" من الثروة النفطية التي تمتلكها أرضهم.
ويقول عدي عواد ان "الشهرستاني يحول دون انتفاع ابناء البصرة من اكبر ثروة عراقية؛ وذلك من خلال حجب التعيينات عنهم واستغلالها لمحافظات اخرى او توجيهها لمنافع شخصية او حزبية او للترويج والدعاية"، مطالبا "بتعيين خريجي كلية الهندسة والمعهد النفطي وآخرين في محافظة البصرة".
يشار الى ان المراقبين السياسيين ابدوا خشيتهم مؤخرا من محاولات تجري وتصاعدت في الآونة الاخيرة؛ لتقسيم سكان العراق لدوافع طائفية ومناطقية او عشائرية وحزبية، ورأوا ان ذلك يفرط بمفهوم "المواطنة" وحقوق الافراد مشيرين الى انه خرق للدستور ومبادئ الحريات العامة.
 
 
اقتصادي يعزو السبب إلى الفساد المستشري
الاقتصادية النيابية تصف ملف البطاقة التموينية بـ"الشائك"
بغداد ــ أكرم الشامي:
وصف عضو في اللجنة الاقتصادية النيابية، ملف البطاقة التموينية بـ "الشائك".
وفيما أشار خبير اقتصادي إلى وجود فساد في وزارة التجارة تسبب بحرمان المستحقين من استلام مفردات البطاقة التموينية، بيّنت وزارة التجارة أن عدد الذين حجبت عنهم مفردات البطاقة التموينية بلغ 500 ألف.
وفي تصريح لـ"طريق الشعب، أمس الأحد، قال عبد العباس حمود، عضو اللجنة الاقتصادية في مجلس النواب، إن "هناك ملفات متداخلة في وزارة التجارة"، واصفا ملف البطاقة التموينية بـ "الشائك".
وأضاف حمود أن "هناك تحسنا ملحوظا في عمل وزارة التجارة، خلال المدة الأخيرة، من خلال وجود تعاون مع كوادر ولجان البرلمان"، مؤكدا أن "الأموال التي حجبت من المواطنين غير المستحقين لها، سوف تعالج العجز الحاصل في البطاقة ولو بنسب بسيطة".
وأشار إلى أن "مجلس الوزراء قرر تحويل إدارة البطاقة التموينية إلى مجالس المحافظات لتوزيعها على المواطنين، إذ ستتوفر حرية للمحافظة في التعاقد مع الشركات التي توفر مفردات البطاقة على المواطنين، وبإشراف فروع الوزارة".
من جهته، ذكر طلال حسين الزوبعي، النائب عن القائمة العراقية أن "من المفروض أن توزع الأموال المحجوبة من القادرين على العيش بدون البطاقة على المستفيدين".
وأضاف الزوبعي، في تصريح لـ"طريق الشعب" أمس، أنه "لا توجد بطاقة تموينية حقيقية، وان القوى السياسية لم تعر أي اهتمام لهذا الملف، لأنه يتعلق بحياة الناس"، مؤكداَ أن"الفساد في ملف البطاقة لا يطاق".
ودعا الزوبعي إلى "خروج تظاهرات على المؤسسات الفاسدة، لأن البلاد تعيش حالة فوضى وفساد عارمة، لا يوجد أي تحسن في وزارة التجارة".
وفي سياق متصل، رأى الخبير الاقتصادي ماجد الصوري أنه "لا يوجد من يفكر في تنويع وتوزيع مفردات البطاقة التموينية، حيث لم تحل ابسط مشاكل البطاقة التموينية حتى الآن"، واصفاَ توزيع البطاقة التموينية بـ"الأعرج".
ولفت الصوري إلى "وجود الفساد في الوزارة بسبب سوء الإدارة"، مبيناَ أن "هناك تصريحات رسمية تؤكد وجود مافيات تسيطر على أدارة البطاقة التموينية".
وأشار إلى وجود "الكثير من المستحقين لم يستلموا مفردات البطاقة التموينية، بالإضافة إلى أن الوزارة لديها ألأموال والوقت الكافي لتحسين مفردات البطاقة".
وأوضح أنه "لا توجد دراسة جدية لتحسين البطاقة التموينية، ضعف الدور الذي يلعبه البرلمان، وجمعيات حماية المستهلك إزاء هذه المشكلة".
إلى ذلك، صدر بيان من وزارة التجارة، أطلعت عليه "طريق الشعب"، أكدت فيه أن "عدد الذين تم حجب مفردات البطاقة التموينية عنهم بلغ 500 ألف ممن يزيد دخلهم الشهري على المليون و500 ألف دينار"، مبينا أن "الرقم لا يتناسب مع العدد الكبير من أصحاب الدخول المرتفعة العاملين في القطاعين العام والخاص في عموم البلاد".

 

ص4

اتفاق ياباني روسي على التعاون أمنيا
 
طوكيو – وكالات:
عقدت اليابان وروسيا اجتماعا مشتركا لوزراء الدفاع والخارجية يوم أمس، واتفقا على تعزيز التعاون الأمني في آسيا والمحيط الهادي، وقال وزيرا خارجية البلدين أن الاجتماع ساهم في بناء الثقة بينهما.
وصرح وزير خارجية اليابان فوميو كيشيدا في مؤتمر صحفي أن "تعزيز التعاون في مجال الأمن وعدم الاقتصار على الاقتصاد وتبادل الزيارات يعني أننا نطور العلاقات بين البلدين".
والتقى رئيس وزراء اليابان شينزو آبي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين أربع مرات في الأشهر الست الماضية واتفقا في نيسان على إحياء المحادثات لتسوية النزاع وعقد اجتماع على مستوى نواب الوزراء العام المقبل.
ويوم أمس، اتفق الجانبان على إجراء مناورات بحرية لمكافحة الإرهاب والقرصنة وتعزيز التعاون على الصعيدين الأمني والدبلوماسي، وقال وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف إن بلاده دعت وزراء يابانيين لزيارة موسكو في 2014 لإجراء مزيد من المحادثات.
...............................
تأهب أمني عقب مقتل زعيم طالبان باكستان
 
إسلام آباد - وكالات
وضعت قوات الأمن الباكستانية في حالة تأهب عقب مقتل زعيم حركة طالبان-باكستان في غارة شنتها طائرة أمريكية دون طيار. وقال مسؤول أمني باكستاني لـ"بي بي سي" إن السلطات اتخذت كافة الإجراءات، تحسبا لأي هجمات قد تشنها الحركة ردا على مقتل زعيمها.
وتقول وسائل إعلام في باكستان إن جثمان محسود دفن في مكان غير معلوم شمالي وزيرستان.
وأكد وزير الداخلية الباكستاني شودري نزار علي خان أن مقتل محسود قوّض جهود الحكومة لعقد محادثات سلام مع المسلحين. وأشار خان إلى أن وفدا حكوميا كان على وشك السفر إلى شمال وزيرستان للاجتماع مع زعيم طالبان.
وطالبت قيادات سياسية أخرى في باكستان بالرد على الغارة التي نفذتها طيارة دون طيار بإغلاق طرق إمداد قوات الناتو في أفغانستان.
وكان قيادي بارز في الحركة قد أكد مقتل محسود في ضربة بأربعة صواريخ استهدفت سيارة كان يستخدمها محسود في إقليم شمالي وزيرستان، وقتل في الضربة أربعة أشخاص آخرين، بينهم اثنان من حراس محسود، حسبما أفادت مصادر استخباراتية.
 
................................
سلة الاخبار
الإفراج عن الألمانيين المخطوفين في لبنان
 
بيروت – وكالات:
ألقت القوى اللبنانية القبض على المواطنين الألمانيين اللذين أفرجت عنهما مجموعة مسلحة بعد خطفهما، أول أمس، شمال شرقي لبنان، وقد تم القبض عليهما بتهمة تجارة المخدرات بحسبما أفادت الوكالة الوطنية الرسمية للإعلام يوم أمس. وأضافت أن "وحدة الشرطة القضائية في قوى الأمن الداخلي أوقفت الألمانيين بعد الإفراج عنهما بتهمة تجارة المخدرات (...) وتعمل على ملاحقة الخاطفين". وكان مسلحون مجهولون أقدموا ليل أول أمس، على خطف الألمانيين مستخدمين سيارة رباعية الدفع، واجروا في وقت لاحق اتصالا بأحد أصدقاء المخطوفين للمطالبة بفدية مالية.
 
النيجر تغلق مخيمات المهاجرين
 
نيامي – وكالات:
أمرت حكومة النيجر باقفال "فوري" لمخيمات المهاجرين غير الشرعيين في اغاديز (شمال)، ابرز منطقة عبور للمهاجرين الى الجزائر وليبيا، وذلك بعد وفاة أكثر من 90 مهاجرا غير شرعي في الصحراء. وفي ختام جلسة لمجلس الوزراء، أعلنت الحكومة أيضا في بيان تلي خلال نشرة الأخبار المسائية للتلفزيون الوطني ان "كل الفاعلين" في عملية تهريب المهاجرين هذه سيتم "تحديدهم" و"سيعاقبون بالشدة اللازمة". وقضى 92 مهاجرا غير شرعي - غالبيتهم من النساء والأطفال - عطشا في الصحراء في تشرين الأول بينما كانوا يحاولون الوصول الى الجزائر.
 
مقتل عضوين في حزب يوناني متطرف
 
أثينا – وكالات:
قتل اثنان من أعضاء حزب الفجر الذهبي اليوناني اليميني المتطرف في إطلاق نار من سيارة أمام مكاتب الحزب في العاصمة أثينا ما أثار مخاوف من تصاعد العنف السياسي في اليونان. وقتل الرجلان وهما في العشرينيات من عمريهما في وقت تزايد فيه الغضب العام من حزب الفجر الذهبي وحملة حكومية على الحزب بعد ان انحي باللائمة على احد المتعاطفين مع الحزب في قتل مغني راب في أيلول. وقالت الشرطة إن شخصا ثالثا أصيب بجروح خطيرة في إطلاق النار الذي وقع في شارع مزدحم أثناء ساعة الذروة المسائية.
 
إيقاف برنامج "البرنامج"
 
القاهرة – وكالات:
أوقفت قناة فضائية في مصر بث برنامج المذيع الساخر باسم يوسف قبل دقائق من الموعد المقرر لإذاعة أحدث حلقاته أول أمس. وقالت قناة (سي بي سي) الخاصة إن يوسف لم يلتزم بالسياسة التحريرية وطالب بزيادة أجره. يأتي هذا بعد أسبوع من تناول برنامجه (البرنامج) بشكل ساخر لمؤسسة الجيش القوية في مصر، وهو ما كان قد أثار شكاوى. ومن شأن قرار وقف البث زيادة المخاوف في شأن القيود على حرية التعبير في البلاد، حسبما يرى مراقبون.
 
................................
بسبب استغلاله من قبل النظام للبقاء مع استمرار القمع
المعارضة البحرينية تقاطع الحوار الزائف
 
واشنطن – وكالات:
أعلنت جماعات المعارضة البحرينية الثلاثاء الماضي عن اعتراضها على المشاركة في الحوار الذي كان يفترض بدؤه يوم 31 تشرين الأول، ووفقاً لصحيفة "ميرور" البحرين، فإن جماعات المعارضة الخمس التي وقعت على البيان المشترك بهذا الشأن تتضمن: الوفاق، والوعد، والمنبر، والتجمع الوطني، والإخاء.
 
وأوضح البيان أنه خلال الأشهر الثمانية مما يسمى الحوار الوطني، استغلت الحكومة العملية كأداة للعلاقات العامة، ولم تظهر جدية في تعاملها مع الموضوع، ولم تضع جدول أعمال واضح للمصالحة، أو تاريخا معينا لإنهاء المشكلة. كذلك، تجاهلت الحكومة النقاط الست التي قدمتها المعارضة في بداية الجولة الثانية من الحوار أواخر آب.
وكانت تلك النقاط قد دعت إلى وقف التحريض ضد المعارضة -الذي يستخدمه النظام بشكل محموم من خلال وسائل الإعلام- وتعزيز مصالحة وطنية حقيقية، والإفراج عن السجناء السياسيين، ووضع حد لانتهاكات بيوت المواطنين، مثل كسر الأبواب، والقصاص الأهلي، والاعتقالات غير القانونية.
وبرغم الانفراج في الحوار بالأسابيع القليلة الماضية، استمر النظام في الاعتقالات والقمع بلا هوادة، وتزايدت انتهاكات حقوق الإنسان بوتيرة أسرع، وجرى اعتقال المتظاهرين، بما في ذلك صغار السن، ولم يسمح للعاملين الذين تم طردهم بالعودة إلى وظائفهم، وصارت إجراءات النظام ضد الأغلبية الشيعية أقبح من السابق بكثير.
وكان اعتماد 22 تعديلاً من قبل السلطة التشريعية الموالية للحكومة قد أعطى لرئيس الوزراء والملك نفوذاً "قانونياً إضافياً" للمضي قدما في سياستهم التي تقوم على الطائفية والتمييز. وهكذا طالت المحاكمات الصورية وعقوبات السجن المطولة المئات من المحتجين.
وأدان المجتمع الدولي، بما في ذلك غالبية الدول الغربية، هذه الممارسات ودعا نظام آل خليفة إلى التوقف والكف عن هذه السياسات وبدء عملية مصالحة وطنية جدية.
ويخشى نشطاء المعارضة الآخرون من أن عدم اشتراكهم سوف يولد المزيد من عنف النظام، ويتسبب في مزيد من الوفيات والإصابات، وزيادة الاعتقالات والمحاكمات الصورية. أما غالبية الناشطين في التيار الرئيسي للمعارضة فقد رفضوا الحوار لأنهم يشككون في أنه سيسفر عن نتائج ملموسة.
ويقول الأستاذ والباحث في جامعة ولاية نيو مكسيكو إميل نخلة، ان "النظام قد أنفق الكثير من الوقت على عملية "الحوار حول الحوار" وليس على وضع البلاد على مسار سلمي مستقر. فالنظام يعتمد على هذه المهزلة لتجنب تقديم تنازلات جدية للشعب البحريني.
ويضيف نخلة، كما أن رفض الأسرة الحاكمة الإستجابة لمطالب الشعب الخاصة بتقاسم السلطة والإصلاح السياسي والاقتصادي الحقيقي، يستمر بصرف النظر عما إذا كان الحوار سيستأنف أم لا. وإجراءات آل خليفة ضد شعبهم تكذب التصريحات العلنية بشأن الدفاع عن المصالحة الوطنية.
ويرى نخلة، أن آل خليفة يلعبون لعبة خطرة، ستؤدي على المدى الطويل لتعميق الطائفية والعنف، وستجعل المصالحة الوطنية أكثر صعوبة. وقد اتضح للمنظمات الدولية لحقوق الإنسان، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، خفايا هذه اللعبة مما أدى لإدانتها جميعا لهذه التكتيكات والسياسات.
وأشار إلى، ان "أسرة آل خليفة، تعتقد مثل الأسر الخليجية العربية الأخرى، أنه يحق لها أن تحكم البلاد حسب ما تراه مناسباً لأنها تملكها". ويأمل النظام أن يؤدي تقليص نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة العربية، وخاصة نتيجة للخلاف بين واشنطن والرياض، إلى وضع الأزمة البحرينية على نار هادئة في سياق السياسة الإقليمية. وفي نفس الوقت، يستمر النظام في شراء أسلحة قاتلة لمكافحة المظاهرات الشعبية.
وبعد أن فشلت الحكومة في إسكات دعوات شعوبها من أجل العدالة، والمساواة، والحرية، لمدة سنتين ونصف سنة، فمن الحماقة أن يعتقد الملك ورئيس وزرائه أنه يمكنهم أن ينجحوا في الأشهر والسنوات المقبلة.
ويضيف نخلة، انه بدلاً من حوار زائف، ينبغي على ملك البحرين ممارسة القيادة الحقيقية من خلال جعل إبنه كولي للعهد يقود حوار مصالحة وطنية حقيقية يشمل فيها جميع شرائح المجتمع. لقد كان قرار جماعات المعارضة الخمس ضد المشاركة في الحوار قراراً صحيحاً وشرعياً.

............................
تونس بانتظار الاتفاق على رئيسها المقبل
 
تونس – وكالات:
أجرت المعارضة والإسلاميون الحاكمون في تونس مشاورات جديدة يوم أمس، إذ أنهم لم يتمكنوا من الاتفاق على رئيس الوزراء المستقل المقبل.
وأعلن الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية القوية) ليل أول أمس، ان الطبقة السياسية قررت تشكيل لجنة جديدة للمفاوضات في محاولة لفرز المرشحين المتنافسين من اجل تشكيل حكومة مستقلين.
ويرعى الاتحاد منذ الجمعة الماضية أول مفاوضات مباشرة بين المعارضة وحركة النهضة على أساس "خارطة طريق" طرحها في 17 أيلول الماضي بهدف إخراج البلاد من الأزمة السياسية.
وستضم هذه اللجنة رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر وزعيم حزب النهضة الإسلامي راشد الغنوشي والمعارضين الباجي قائد السبسي واحمد نجيب الشابي واحمد إبراهيم وهمة حمامي وكامل مرجان الوزير السابق في عهد نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
وقال ممثلون لأحزاب سياسية لوسائل الإعلام التونسية ان المفاوضين لم يتمكنوا من الاتفاق على احد مرشحين هما محمد الناصر (79 عاما) واحمد المستيري (88 عاما) وهما سياسيان قديمان شغلا مناصب وزارية في عهد الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة.
وقالت الصحف ان النهضة وحليفها العلماني "التكتل" يدعمان المستيري بينما يدعم الجزء الأكبر من المعارضة الناصر.
 
...............................
 
السعودية بلا "حقوق إنسان" وتبحث عن مقعد فيه
 
الأمم المتحدة – وكالات:
عندما سمحت المملكة العربية السعودية للنساء بالتصويت ولكن ليس بقيادة السيارات، نشرت صحيفة في العام الماضي رسما كاريكاتوريا على هذه المفارقة: مجموعة من النساء بالبرقع ينتظرن في صف للإدلاء بأصواتهن في مركز اقتراع في الرياض، فيقول لهن وكيل الاقتراع: "لدينا مشكلة صغيرة.. نحتاج رخصة القيادة الخاصة بك كوثيقة هوية"!.
والآن، يسعى هذا البلد الوحيد في العالم الذي لا يسمح للمرأة بقيادة السيارات، للترشح لمقعد في مجلس حقوق الإنسان، ومقره جنيف، لمدة ثلاث سنوات ابتداء من حزيران عام 2014.
هذا ومن المقرر أن تجري الجمعية العامة يوم 12 تشرين الثاني الجاري الانتخابات الهادفة لشغل المقاعد الأربعة الشاغرة في مجموعة آسيا والمحيط الهادئ، على أساس التناوب الجغرافي. والمرشحون الخمسة هم الصين والأردن وجزر المالديف وفيتنام... والمملكة العربية السعودية.
وحيث أن المملكة العربية السعودية قد رفضت مقعدها في مجلس الأمن للأمم المتحدة بعد تصويت المجلس على قبول عضويتها، فهناك الآن تكهنات بما إذا كانت الرياض سوف تفعل الشيء نفسه في مجلس حقوق الإنسان المكون من 47 عضوا، حال فوزها بمقعد فيه.
في هذا الشأن، صرح آدم كوغل -من منظمة حقوق الإنسان "هيومان رايتس ووتش"- لوكالة إنتر بريس سيرفس، "لقد تحرى فريقنا في جنيف ولم يسمع أي أحد أن المملكة العربية السعودية قد لا تقبل المقعد في مجلس حقوق الإنسان... من الواضح أن هذا لا يعني أنه لا يمكن أن يحدث، لكننا لا نريد التعليق على ذلك في هذه المرحلة".
أما سعاد أبو دية -من منظمة "المساواة الآن" ومقرها نيويورك- فقد صرحت لوكالة انتر بريس سيرفس أن المملكة العربية السعودية، مثل العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم، تحتاج إلى إجراء تحسينات كبيرة لتوفير وحماية حقوق النساء والفتيات.
 
...............................
أكثر من 68 في المئة أيدوا المبادرة
استفتاء شعبي لتحديد رواتب مدراء الشركات في سويسرا
بيرن – وكالات:
سوف يقرر الناخبون السويسريون، في استفتاء شعبي يوم 24 تشرين الثاني الجاري، تحديد سقف الرواتب والمكافآت التي يتقاضاها أصحاب المناصب العليا في الشركات، والتي تتجاوز كثيرا، في الشهر الواحد، 12 ضعف متوسط ما يحصل عليه أقل العاملين أجرا في سنة كاملة.
 
ولا تقتصر هذه القضية على مجرد صغار أصحاب الأسهم في شركة "نوفارتيس" الصيدلية السويسرية متعددة الجنسيات الذين شعروا بالاشمئزاز أمام صرف الشركة مبلغ 79 مليون دولار كمكافأة للمدير التنفيذي دانييل فاسيلا الذي ترك منصبه هذا العام... فقد أثار ذلك غضبا شعبيا واسع النطاق.
وبعد مرور مجرد أسبوعين على الإعلان عن هذه المكافأة المالية الضخمة، أرسل المواطنون السويسريون رسالة واضحة إلى المسؤولين التنفيذيين بأنهم لن يتساهلوا بشأن الرواتب والمكافآت المفرطة التي يحصل عليها أصحاب المناصب العليا. وأعرب 68 في المئة من الناخبين عن تأييدهم للمسماة "مبادرة القط السمين" الداعية للحد من التجاوزات في المرتبات وحظر المكافآت الكبيرة.
بيد أن هذا الاستفتاء لا يقتصر على تحقيق غاية تعزيز الديمقراطية للمساهمين. فبمجرد تنفيذ المبادرة بشكل كامل، سوف يكون للمساهمين في الشركات السويسرية حق الفيتو أي الاعتراض على المدفوعات المقدمة للمديرين التنفيذيين.
ومع ذلك، فضمن إطار مبدأ "صوت لكل مساهم" المعمول به، عادة ما يخسر صغار المساهمين المعنيين أمام الأغلبية التي يحظى بها كبار المستثمرين.
"مبادرة القط السمين" تشمل بعض الجوانب الجيدة، لكنها لن تساعد كثيرا في الحد من الرواتب الكبيرة، ولا في توفير حل لعدم المساواة في توزيع الدخل "، حسب ديفيد روث، رئيس حزب الشباب السويسريين الاشتراكيين.
فقد أطلق هذا الحزب "مبادرة 01:12" التي تقضي بأن لا تتجاوز رواتب المدراء التنفيذيين 12 مرة ما يتلقاه العامل الأقل أجرا في نفس الشركة، أي أنه "لا يجب أن يكسب أي مدير في غضون شهر واحد ما يحصل عليه العاملون لديه في سنة كاملة".
وبالطبع، بذل اللوبي النيوليبرالي السويسري القوي جهودا مضنية لمنع نجاح "مبادرة القط السمين". وبعد فشل حملته المكلفة للغاية وظهور مبادرة 01:12 في الأفق، أصبح هذا اللوبي يشعر بعصبية متزايدة. وعلاوة على ذلك، من المقرر عقد استفتاء في عام 2014 على وضع إدخال حد أدنى للأجور في سويسرا.
ومن المعروف أن سويسرا تعد واحدة من أغنى البلدان في العالم، وتمتع بواحدة من أعلى مستويات الناتج المحلي الإجمالي للفرد الواحد في العالم، فيما تقتصر نسبة البطالة على ثلاثة في المئة فقط.
أما من حيث عدم المساواة في الدخل، فتحتل سويسرا مرتبة متوسطة في أوروبا. ووفقا لأحدث البيانات، يعتبر 3.5 في المئة من العاملين في سويسرا ضمن فقراء العاملين، بينما يحصل 11.586 في المئة الأعلى دخلا على أكثر من نصف مليون فرنك سويسري سنويا.
في هذا الشأن، يشرح دانيال لامبارت -كبير خبراء الاقتصاد في الاتحاد السويسري لنقابات العمال- أن السبب وراء تجاوزات الرواتب المتزايدة على مدى السنوات الثلاثين الماضية، هو حقيقة أن أرباح المدراء التنفيذيين ارتبطت بشكل متزايد بأرباح الشركات وأسعار أسهمها، "فأتاح لهم نهج منح المكافآت للمدراء وتحويل مبالغ كبيرة من المال من الأجور الإجمالية إلى جيوبهم الخاصة".
ويشار إلى أن النقابات العمالية ضعيفة نسبيا في سويسرا، وأن عدد اتفاقات المفاوضة الجماعية على الأجور منخفض. كما لا وجود لحد أدنى للأجور، والعلاقة بين العمال وأرباب العمل تسير بمفهوم الشراكة الاجتماعية، والإضرابات نادرة.
وأخيرا، إذا تم التصويت على مبادرة 01:12، فسوف تؤثر مباشرة على ما بين 1.000 و 1.300 من الشركات الكبيرة المتعاقدة مع نصف مليون موظف، في حين سوف يضطر حوالي 4.400 من المدراء الأعلى دخلا إلى مواجهة خفض المرتبات.

ص5

نشاطات متميزة لاتحاد نقابات العمال في محافظة بابل
انضمام عمال احدى الشركات الى الضمان الاجتماعي
 
التحقيقات ــ بابل
ضمن نشاطاته ومتابعته لقضايا العمال والدفاع عن حقوقهم ومصالحهم  والتأكيد على دور الحركة النقابية العمالية في محافظة بابل .
قام وفد من مكتب اتحاد المحافظة ضم السادة جواد النداوي رئيس الاتحاد ومهدي غويلي وعباس فرمان اعضاء المكتب بزيارة السيد عقيل جبار الربيعي نائب رئيس مجلس المحافظة لشرح اهم ما قدمه اتحاد عمال المحافظة في هذه الفترة والصعوبات والمعوقات التي تعترض سبل عمل الاتحاد وخاصة ما يتعلق بتأخير إصدار مشروع قانون العمل الجديد وإستمرار العمل بالقرارات والقوانين التي أصدرها النظام السابق ومنها القرار 150 لسنة 1987.
من جانبه اشاد الربيعي بدور الاتحاد واستعداده للتعاون معهم من اجل تسهيل عملهم وان يكون عند حسن ظنهم ومضيفاً توقيعه الى نداء الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق من أجل التعجيل بإصدار قانون العمل الجديد.
كما التقى السيد نائب رئيس مجلس المحافظة بوفد من نقابة النقل والاتصالات لشرح بعض المشاكل والمعوقات التي تعترض عملهم وتحرمهم من حق العمل حيث قام الربيعي في اليوم التالي  بزيارة ميدانية لكراجات النقل في المحافظة للاطلاع على اوضاع بعض الكراجات وحسم القضايا التي تخدم مسيرة عمال النقل وعلاقتهم بهيئة النقل في المحافظة.
من جانب آخر زار وفد اتحاد نقابات عمال بابل نقابة  الحقوقيين في المحافظة والتقى السيد منتظر خضير البياتي رئيس النقابة.
وشرح وفد الاتحاد آخر مستجدات العمل النقابي والحركة النقابية وما وصل اليه مشروع قانون العمل الجديد المعروض على مجلس النواب منذ فترة طويلة.
وأكد السيد البياتي دعمه وتأييده للاتحاد في مهامه للدفاع عن حقوق ومصالح عمال المحافظة . وفي زيارة وفد من اتحاد العمال في المحافظة الى مقر شركة (الواحة) ، التقى الوفد بالسيد مدير الادارة ومحامي الشركة لشرح ابعاد اهمية انضمام وتسجيل العمال في دائرة العمل والضمان الاجتماعي في المحافظة لضمان حقوقهم ومصالحهم بالتعاون والتنسيق مع إدارة الشركة .
وفي مبادرة ايجابية منها اشادت إدارة الشركة مرحبة بحق العمال في الضمان الاجتماعي وأكدت موافقتها على انضمام عمالها البالغ عددهم (394) عاملاً  وتسجيلهم في دائرة عمل وضمان المحافظة تأكيداً لروح التعاون والشراكة الاجتماعية بين أطراف الإنتاج.
وتم الاتفاق على تشكيل لجنة نقابية في الشركة لمتابعة القضايا المشتركة.
وعلى أثر إغلاق شرطة بابل مؤخراً الطرق المؤدية الى الحي الصناعي في المحافظة بالتراب ومنع وصول السيارات العاطلة الى الحي مما افقد العمال واصحاب المحلات ارزاقهم ، تصدى وتظاهر عمال الحي الصناعي ونقابة الميكانيك في اتحاد نقابات عمال المحافظة  لهذه الخطوة غير المبررة.
 وبعد مناقشة  رئيس النقابة وأعضاء مكتبها الامر مع شرطة المحافظة تقررت إعادة فتح بعض الطرق لتسهيل دخول وخروج السيارات وهو تأكيد للروحية الوطنية وحق العمل في عملهم ومساهمتهم في توفير الامن والاستقرار للمحافظة .
 
 
 
الاتحادات النقابية العمالية العالمية توكد موقفها
تضامناً مع الحركة النقابية العمالية العراقية
 
بناء على الرسالة الموجهة من الاتحادات العمالية العراقية الى لجنة العمل والشؤون الاجتماعية في مجلس النواب العراقي بتاريخ 7 ايلول 2013 بخصوص إقرار مسودة قانون العمل المعدلة وقانون الحقوق والحريات النقابية المعد من قبل النقابات العمالية العراقية ، ودعما لجهود النقابات العمالية العراقية ومطالبها في إصدار تشريعات عمالية جديدة تتوافق مع معايير العمل الدولية ، قام الاتحاد الدولي للنقابات ITUC والاتحاد الامريكي للعمل ومؤتمر المنظمات الصناعية AFL-CIO ومؤتمر النقابات البريطانية TUC والاتحاد الدولي للصناعات IndustriAll والاتحاد الدولي لعمال النقل ITF والاتحاد الدولي لنقابات الخدمات PSI بتوجيه رسائل الى السيد رئيس مجلس النواب العراقي ورئيس لجنة العمل والشؤون الاجتماعية البرلمانية بخصوص دعم مطالب النقابات العمالية العراقية في هذا الاتجاه والتأكيد على أهمية إصدار قانون العمل وقانون الحقوق والحريات النقابية الذي اعدته النقابات العمالية العراقية في آن واحد على ان يتوافقا مع معايير العمل الدولية. وفيما يلي أهم ما جاء في رسائل للتضامن الدولية.
السيد أسامة النجيفي، رئيس مجلس النوّاب
السيد يونادم كنّا، رئيس لجنة العمل و الشؤون الإجتماعية في مجلس النوّاب
مجلس النوّاب العراقي
بغداد،  العراق
الموضوع: قانون العمل و قانون النقابات العمالية
 
عزيزي السيد النجيفي،
 
لسنين مضت، ما إنفكّت الحركة النقابية العمالية الدولية عن حث الحكومات العراقية المتعاقبة على تعديل قانون العمل و قانون النقابات العمالية، لما فيهما من قيود جوهرية فرضت أزاء الحقوق الأساسية للعمال، بما في ذلك حرية التجمّع و التنظيم، الإنخراط في المفاوضات الجماعية و الإضراب عن العمل. أن الحكومة العراقية قد تلقّت الدعم الفني من قبل المنظمة الدولية للعمل (ILO) للقيام بوضع مسودة التشريع الجديد، و لكن لغاية العام الماضي لم يطرأ سوى تحرّك طفيف  بإتجاه إصدار هذه القوانين الجديدة.
حتى أن الولايات المتحدة الأمريكية قد قامت في عام 2012 بوضع قانون التجارة التفضيلية للعراق تحت المراجعة، ولأسباب يتعلّق معظمها بفشل الحكومة العراقية في تبنّي توصيات  وشكوى منظمة العمل الدولية.
إننا نقدّر بأن مجلس النواب قد يكون الآن جاهزا لتمرير قانون العمل الجديد.
وكما تعلمون، فأن النقابات العمالية العراقية قامت مجتمعة بتقديم تعديلات تفصيلية على مسودة قانون العمل في العام الماضي، و في هذا العام تقديم  مقترح شامل لقانون نقابات عمالية جديد نرى بأنه متناغم مع المعايير الدولية.
أننا نحث مجلس النواب  و بقوة، على أن يمضي قدما مستندا على ما قدمته كل من النقابات العمالية و منظمة العمل الدولية (ILO)، لضمان أن يمنح أي  إطار قانوني جديد للعمال حقوقهم بموجب القانون الدولي، بما في ذلك الإتفاقيات التي قام العراق بالمصادقة عليها سابقا.
إضافة الى ذلك، أننا نرى بأنه من المهم جدا أن يصدر كل من قانون العمل و قانون النقابات العمالية معا  وبآن واحد. إذ أننا نخشى أن التعامل مع القانونين كلا منهما على انفراد سيؤدي الى إصدار قانون العمل ، في الوقت الذي تنعدم  الرغبة السياسية للرجوع الى قانون النقابات العمالية وإقراره.
و في حال تحقق هذه الحالة المأساوية، فأن القانون الصادر في عام 1987 سيبقى ساري المفعول، مجرّدا غالبية عمال العراق من حقوقهم الأساسية.
ختاما، فأننا نحث على أن تعرض المسودة النهائية لكلا القانونين على النقابات العمالية لغرض المراجعة النهائية و تقديم الملاحظات، قبل أتخاذ أي إجراء نهائي.
أن لمجلس النواب فرصة تاريخية للضمان بأن يتسنى أخيرا لعمال العراق و نقاباته العمالية القدرة على ممارسة حقوقهم.
أننا نحثكم و بقوة على المضي قدما إستنادا الى توصياتنا الواردة أعلاه.
هذا وأن الحركة العمالية الدولية على أتم الإستعداد لتقديم كافة المساعدات الفنية المطلوبة في هذا الجهد.
 
 
نساء يعملن بلا ضوابط صحية وبيئية ولاضمان اجتماعي
 
طريق الشعب - خاص
نساء الأنقاض هو مصطلح يطلق على نساء ألمانيا اللاتي قمن بإزالة أنقاض المباني المهدمة إثر الحرب العالمية الثانية من داخل المدن.وتحديدا عام 1945.
اذ كان هناك حوالي 3,5 ملايين منزل مهدم أي ما يعادل 400 مليون متر مكعب. ولكون معظم الرجال فقدوا خلال الحرب والبعض الآخر عاد وهو يعاني من إصابات الحرب، وجدت النساء أنفسهن مضطرات لإزالة أنقاض الحرب.
وبالإمكانات البسيطة لم تستطع النساء إخراج هذه الأنقاض خارج المدينة فعملت على تجميعها في نقطة معينة داخل المدينة، كل ذلك كان بالإضافة إلى العناية بأسرها. وبلغ عدد نساء الأنقاض في برلين حوالي 60,000 حولن الأنقاض إلى جبال اصطناعية داخل المدينة وما زالت هذه الجبال إلى الآن وقد تحولت إلى أماكن استجمام بعد أن قام الفنان فرتز كريمر بتكريم نساء الأنقاض من خلال عمل نصب تذكاري لجهودهن. فكم نصب تذكاري علينا أن نعمله عراقيا لنساء العراق وهن يعملن في معامل الطابوق والبناء والبحث في النفايات والألغام والتحطيب وبيع الخضراوات والأسماك وعلب الدخان في اغلب مدن العراق.
 
العراق والمرتبة الأولى في (معاناة النساء)
 
 تميزت المرأة العراقية منذ القدم وكانت ولا تزال معيار نهضة المجتمع وتقدمه فهي الفلاحة التي حرثت أرض الفراتين وزرعتها فأثمرت خيرا، هي راعية الأغنام والأنعام وراعية البيت وربَّـته، وهي الشاعرة والمربية والمهندسة والطبيبة وطالبة علم وأستاذة جامعة، وهي المدرسة المربية للأجيال، وهي عالمة الذرة والرياضيات وليس من مجال يُذكر وليس فيه مبدعة. فكيف هو حال واقعها الآن في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية والوضع المعيشي الصعب الذي اضطرها أن تعمل أعمالاً شاقة لا تتناسب مع واقع مجتمعها الثري، ولا تاريخها الريادي في مجالات عدة . تشير الإحصائيات الدولية الى ان اكثر من 35% من الأسر تعيلها نساء غير متزوجات أو أرامل، وتتسلم الأرامل اللاتي سجلن في الحكومة 40 دولاراً امريكياً شهريا تكاد لا تكفيهن للعيش بمفردهن. وهن لا يمتلكن أية حماية اجتماعية، والكثير منهن يتوجهن إلى الشوارع مع أطفالهن لبيع الحلوى أو التسول.
 
مساطر النساء
 
مسطر نساء على غرار مسطر الرجال وساحات أنشئت في المناطق الفقيرة تتجمع فيها النساء الراغبات في العمل بالأعمال اليدوية الصعبة وتدعى هذه الأمكنة بمساطر النساء على غرار الأماكن الخاصة بالرجال. واتفقت غالبية الأسباب التي دفعتهن للعمل في هذه المهنة الشاقة على غياب المعيل الأساسي للأسرة، فوجدت المرأة نفسها مسؤولة عن ايتام قصر أو أخوة وأم وعائلة مع غياب الرعاية الاجتماعية الحقيقية من قبل المؤسسة الرسمية. هؤلاء النسوة المثقلات بالمسؤوليات يتجمعن فجرا لتأتي متعهدة لجمعهن وإرسالهن للمعامل ومخازن التمور والمزارع مقابل عمولة. وتتحصل النساء ومن مختلف الأعمار على فرص عمل في مواسم جني التمور والذرة والحنطة والشعير. إحدى "نساء المساطر"، السيدة نورية عويد (42 عاما)، وهي أم لثمانية أيتام توفي والدهم بمرض التدرن قالت إن" راتب الرعاية الاجتماعية الذي أتسلمه من الدولة لا يكفيني لثلث الشهر.. ولدي أطفال في المدارس الابتدائية والمتوسطة وقد اضطرت ابنتاي الكبيرتان إلى ترك الدراسة لعدم تمكني من تسديد نفقات الدراسة، لهذا السبب اعمل.. وقد أتعبتني هذه الاعمال ولا ادري إلى متى استطيع الصمود لتجنيب بناتي ذل العوز والحرمان". "أنا أراقب ما تتعرض له الفتيات تحت سن العشرين من تحرش واستغلال..بعضهن يتعرضن إلى مشاكل أخلاقية مخلة بالشرف وبعضهن يقعن في فخ الإغراء لأصحاب العمل". أم علياء، امرأة في نهاية الثلاثينيات، تقول إن زوجها عامل خدمة في إحدى المؤسسات الصحية وهو يسمح لابنته (علياء) البالغة من العمر 18 عاما بالعمل في الحقول لتساعده في تكاليف المعيشة "لان راتبه قليل ونحن بحاجة لدخل إضافي". وأضافت" أحيانا تخرج العائلة بكاملها للعمل في كور الطابوق تحت ظروف عمل قاسية من اجل توفير ما يلزمنا من كسوة الموسم وخزين المحروقات وإيجار البيت.. والباقي على الله وعلى الراتب". تقول أم عماد، وهي متعهدة لجمع النساء وإرسالهن للمعامل ومخازن التمور والمزارع مقابل عمولة:ن"جميع النساء ومن مختلف الأعمار يحصلن على فرصة عمل في مواسم جني التمور والذرة والحنطة والشعير". وأضافت أم عماد "في الأيام الباردة تضطر النساء للعمل في مخازن التمور لتنظيفها وتغليفها وقد تضطر بعض النساء للعمل في التحميل وإزالة الأنقاض من البيوت المشيدة حديثا، فيما يفضل بعضهن الخدمة في البيوت ممن هن بحاجة إلى مورد يومي للمعيشة ولا يستطعن العمل في الظروف الصعبة".
وتابعت "بعض النساء المتعففات يخجلن من الخروج إلى المساطر رغم استعدادهن للعمل .. فأتولى الاتصال بهن في البيوت للخروج مباشرة إلى موقع العمل".
من جانبه، قال أحد أصحاب العمل، انه يفضل النساء "رغم بطئهن في العمل". مشيرا إلى انه "في بعض الأحيان تصطحب النساء أطفالا يعملون بنصف اجر".
وأشار إلى انه يستعين بالنساء "لان الرجال يأنفون من هذه الأعمال وهم يفضلون قضاء الوقت بالمقاهي والثرثرة على أن يعملوا بهذه الأعمال"!.
حكايات من الأرصفة العراقية
 
الحاجة أم جاسم امرأة كبيرة العمر تقول: أبيع الدخان وصبغات الشعر وولاعات وأموراً أخرى متعددة لاحصل على أموال قليلة جدا لا تكفي لمصروفنا اليومي ولكن ماذا نفعل ما في اليد حيلة وانا أم لأربع بنات؛ ثلاث منهن في المدرسة وأنا هنا اقضي نهاري تحت وهج الشمس الحارقة في فصل الصيف وتحت رحمة البرد والمطر. الحاجة إقبال ماجد أم حنين تقول : كل يوم نساء يحضرن منذ ساعات الصباح الأولى في أماكن تكثر فيها الأشجار اليابسة وبقايا الحشائش اليابسة يجمعن الحطب ويسرن لمسافات بعيدة حيث انعدام وقلة المحروقات التي لا تسعف العوائل كثيرة العدد، يتركن بيوتهن مبكرا كي يغنمن من بقايا الأشجار اليابسة.  تضطر مروى امجد، والمئات غيرها من نساء العراق للتنقيب عن قوتهم في صناديق القمامة، تقول- وهي عاطلة عن العمل وأرملة نازحة من ديارها وتعيل ثلاثة أطفال - بالتنقيب يومياً في صناديق القمامة علها تعثر على ما يسد رمقها ورمق أطفالها، فهي لا تملك أية وسيلة أخرى لإطعامهم.
قالت : كان الأمر في البداية صعباً للغاية. فلم أكن أتصور أبداً بأنني سأضطر يوماً لإطعام أطفالي من فضلات الآخرين، فعندما كان زوجي على قيد الحياة ، لم ينقصنا الطعام يوماً ولكن بعد تعرضه للقتل في العام الماضي، تدهورت حياتي من سيئ إلى أسوأ وأطفالي صغار، لذا لا يمكنهم العمل. أم جابر سيدة خمسينية تقوم بتوزيع (الكيمر) على مناطق عدة صباح كل يوم، وهي تؤدي مهمتها بحيوية بالغة   . أم حسين تعمل طوال سبع ساعات في معمل طابوق ، في ظل ظروف قاسية، لا يتحملها أكثر الرجال صبرا، أم حسين، التي غطّت وجهها، فلم تعد تظهر إلاّ عيناها، بحجاب أسود لتعالج تقلبات المناخ عليه ، ترتدي إلى جانب ذلك عباءة حزمتها عند خصريها وحذاء بلاستيكيا أسود، لا يقي قدميها من صدمات الحجارة المتناثرة في الموقع، هي أم لثلاثة أطفال، فقدت زوجها منذ ثلاثة أعوام، بعد مرض أصابه، فهي لا تجد مصدر رزق آخر تعيل به عائلتها، وهي مضطرة إلى هذا العمل الشاق، الذي استهلك نصف عمرها، على حد تعبيرها. وتحت أشعة الشمس الحارقة، تعوّد العراقيون على منظر نساء وأطفال وحمير وعربات تصنع الطين المفخور، وترصفه على المساحات، بعدما يفخر داخل أفران "الكورة" ، تشير أم حسين إلى رفيقاتها العاملات، وهن ثلاث؛ إحداهن كسرت رجلها قبل نحو شهرين، حين سقطت وهي تحمل على كتفها صفوف الطابوق. وتحصل أم حسين يوميا على مبلغ 12 ألف دينار، لتأمين لقمة العيش. ولا تعتقد أنها ستستمر في عملها الشاق هذا، بعدما دبّ الضعف في بدنها، إضافة إلى حاجة أطفالها إليها طيلة النهار. إجازات المرض والولادة ينصّ الفصل العاشر من قانون العمل الجديد على أحكام تحمي المرأة العاملة، منها إلزام صاحب العمل بحمايتها، وعدم جواز تشغيلها بعمل ليلي، إلا إذا كان ضرورياً، أو بسبب قوة قاهرة، أو للمحافظة على المواد سريعة التلف. ويمنح القانون المرأة الحامل إجازة خاصة بالحمل والوضع مدتها (72) يوما بأجر تام، كما يلزم القانون صاحب العمل عدم إرغام المرأة الحامل أو المرضع على أداء عمل يضرّ بصحة الأم أو الطفل، كما يجيز للمرأة التمتع بإجازة أمومة خاصة لمدة سنة واحدة من دون أجر، تنصرف فيها لرعاية طفلها. لكن إلى الآن لم تستطع أم حسين تأمين مصدر آخر للرزق، لاسيما أنها لا تجيد مهنة ما سوى العمل في الزراعة. لا تتردد أم حسين من العمل في المصانع والمعامل إذا وجدت فرصة لذلك، طالما أن ذلك سيؤمّن لها دخلاً شهريا ثابتا. يبدأ عمل أم حسين، إلى جانب زميلاتها، منذ الصباح الباكر عبر نقل "اللبن"، وهو الطابوق الطيني، الذي لم يفخر بعد، إلى الأفران، التي ترتفع كثيرا على أرض في بطن " الكور"، إلى أن تكتمل عملية الفخر، التي تتطلب وقتا طويلاً، حتى يتم نقل الطابوق المفخور إلى الخارج، حيث يوضع على شكل صفوف تمهيدا إلى نقله وبيعه.  تعرّضت منال الحسيني (25 سنة) إلى أمراض جلدية خطرة، بسبب جفاف الجلد نتيجة عملها تحت أشعة الشمس القوية طوال النهار، إضافة إلى تعرّضها للدخان الأسود والغبار والأتربة أثناء عملها.  تعتبر سعيدة صالح أن عملها في معامل الطابوق أفضل بكثير من عملها في مكامن النفايات، حيث كانت تجمع الزجاج والاجزاء البلاستيكية لتبيعها إلى تجار الخردة. تعمل سعدية منذ الفجر إلى المساء بأجرة لا تتجاوز الأربعة دولارات يوميا، من دون ضمانات صحية أو اجتماعية.  اضطرت فاطمة جاسب (22 سنة) من المحمودية إلى ترك مدرستها لغرض توفير مبلغ لعائلتها، التي تشكو الفاقة. وتضيف: تركت مقاعد الدراسة، بعدما مرض أبي، ورغم ندمي على ذلك، إلا أنني أشعر بالرضا، وتتابع: أتمنى أن تتاح لي فرصة العودة إلى المدرسة مجددا.   أم حيدر تعمل في "الكورة" منذ عام تقريبا، بعدما تعذر الحصول على عمل آخر. وبحسب أم حيدر، فإن العمل الشاق في هذه المهن لا يتحمّله سوى "البغال والحمير"، حيث تسخر بعض المعامل الحيوانات لأغراض نقل الطابوق. لكنها تجد مهنة إنتاج الطابوق أفضل بكثير من التسوّل في الطرقات. وتتابع: لن أشحذ طالما أنني أستطيع العمل، تتألم أم أحمد لمنظر النساء اللواتي يقفن في التقاطعات، وهن يمددن أيديهن للتسول، وتقول إنها غالبًا ما تتحدث إليهن، وتدعوهن إلى العمل، حتى وإن كان عملاً شاقًا مثل معامل الطابوق، لكن أم أحمد تعترف بأن المرأة المتسوّلة تحصل على مبالغ أضعاف ما تجنيه هي من عملها. ويشير صاحب "كورة" عصام حسين إلى أن هذه الأفران البدائية تعيش أيامها الأخيرة، وكان يجب أن تنقرض منذ وقت طويل، لكن الحصار الاقتصادي الذي مرّ به العراق طوال عقد من الزمن، إضافة إلى الحروب، أبطأ من زوالها. ويتابع: ليس هناك من وسيلة لتحسين ظروف العاملين، لأن أرباح بيع الطابوق قليلة جدا، ولا تشجّع على رفع رواتب العاملين أو زيادة أعدادهم.
يد عاملة رخيصة
 
لكن سعيد القريشي، صاحب معمل طابوق جنوب المحاويل، يعترف بأن أصحاب المعامل يجدون في النساء والأطفال أيدي عاملة رخيصة، لكنه يشير إلى أن هذه المعامل نجحت في توفير فرص عمل في ظروف قاسية.
 
الأمية والواقع الريفي
تقول الباحثة في حقوق المرأة أمينة الحسيني إن المرأة الريفية وغير المتعلمة في العراق هي الأكثر عرضة لسوء الاستغلال من قبل المجتمع، الذي يجدها وسيلة رخيصة للإنتاج، وتتابع: المرأة الفقيرة غالبا ما تقبل مضطرة العمل الشاق. وبحسب تخمينات، فإن عدد الأرامل والعوانس في العراق يصل إلى أكثر من مليون امرأة، يعانين شظف العيش، ويعملن في أرذل الأعمال وأصعبها. وتحثّ الناشطة النسوية هناء الجميلي، المنظمات الإنسانية ومنظمات حقوق الإنسان على تفعيل دورها في الضغط على الجهات المعنية لانتشال المرأة العاملة في العراق من واقعها المرير .
 
 
اكول...
 
مطبعة شركة التبوغ والسكائر وقضية استثمارها
                                                                                                                                   هذا الموضوع جاء بعد جولة مفاوضات بين مستثمر متنفذ قدم عروضه الى الشركة العامة للتبوغ والسيكاير في بغداد والتابعة لوزارة الصناعة والمعادن لاستثمار معمل وبناية الطباعة الحديثة لهذه الشركة وقد رسى الامر عليه.. هذا المعمل كان فيما مضى يرفد الشركة بكل مستلزمات الطباعة التي تتعلق بطبيعة انتاجها، مايحزن في الامر هو ان هذا المستثمر وحالما كسب جولة التفاوض اخذ بتجهيز المطبعة بالمكائن وأعاد تأهيل البناية بشكل سريع ولافت للنظر، ثم تعاقد مع وزارة التربية لطبع مناهجها الدراسية لكافة المراحل الدراسية وفي عموم المحافظات، ثم بدا العمل بوجبتين صباحية ومسائية يوميا لكي ينفذ التزاماته لوزارة التربية، دون ان يسمح  لعمال الشركة بالاشتراك وتشغيلهم في هذا العمل، رغم خبرتهم الطويلة في هذا المجال.
يتساءل العمال هل يصعب على شركة عريقة كانت فيما مضى تلقب بـ (نفط الصناعة) ان تؤهل هذا المعمل وتعيده الى الحياة كما فعل هذا المستثمر؟ وخصوصا انه لا يحتاج الى اموال طائلة لإعادة تأهيله، علما بان العمال تواقون للعمل والإنتاج وإعادة الصناعة الوطنية الى ما كانت عليه من نوعية وكمية يشار لها في كل المحافل والأسواق العربية والعالمية، اليس من الافضل ان يكون المردود المالي من حق عمال الشركة بدل ان تذهب هذه الاموال الى جيوب المستثمرين؟ واخيرا الم تكن فرصة ذهبية للتخلص من البطالة المقنعة التي يعيشها هؤلاء العمال بعد ان تحولت ورش الشركة وقاعاتها الى اماكن للعب (الدومينو والطاولة) وغيرها مما لا علاقة لها بالإنتاج وتطويره ؟ انها تساؤلات نضعها بين أيدي من يعنيهم الامر من أجل دعم الصناعة الوطنية وضمان حقوق عمالنا في مختلف قطاعات الإنتاج .
طارش جبار
 


ص6

اعمال سلمان داود محمد الشعرية
 
صدر عن "دار ميزوبوتاميا في بغداد" كتاب شعري جديد بعنوان: "الأعمال الشعرية- الجزء الثاني" للشاعر سلمان داود محمد. تضمنت أعمال الشاعر الشعرية الجديدة ثلاث مجموعات شعرية، الأولى بعنوان: "واوي الجماعة" واحتوت عدداً من النصوص الشعرية، أبرزها: أبناء الشوارع وواي الجماعة ومايكروسكوب أعمى يتكهن. كما تضمنت المجموعة الشعرية الثانية: عاجل جدا وأحبك بمقداري، وسؤدد، بينما احتوت المجموعة الشعرية الثالثة، التي حملت عنوان: دمعة في صندوق البريد عدداً آخر من القصائد أبرزها: طرود في الولع وأطروحة في اللهفة وطرود الفقد والبوسطجي.
 
.................................
سيرة حياة الموسيقار جميل سليم
المايسترو النابغة
بحث وإعداد: فاطمة الظاهر
ولد جميل سليم داود بيو في بغداد في التاسع من كانون الثاني عام 1933في  محلة عقد النصارى-  رأس القرية الواقعة في شارع الرشيد. توفي والده سليم  داود بيو وهو لم يبلغ من العمر ستة أشهر. فنشأ هو وأخوه، بدري سليم بيو - الذي كان بعمر 13سنة  حينذاك، في كنف والدته التي قامت على تربيتهما  وتنشئتهما في ظل بيئة اجتماعية متماسكة ومتعاونة وتتسم بالتنوع الديني  والاثني.
وتمتاز منطقة سكناهم بكونها في قلب العاصمة وعلى تماس مباشر مع  مراكز انتاج الثقافة في العاصمة آنذاك. فعلى امتداد شارع الرشيد تنتشر  المقاهي، التي كانت حاضنة للفن والثقافة بالاضافة الى وظيفتها الاجتماعية. ومن تفرعات الشارع يطل الطفل والفتى على شارع المكتبات (المتنبي) حاليا. وقد تزامنت ولادته ونشأته مع فترة انشاء الدولة العراقية الحديثة، وما كانت تمور به الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية من حراكات وتفاعلات  كبرى كنتيجة للاحتلال البريطاني للعراق، الذي حرك بوصلة التاريخ باتجاه  السعي لاستعادة الهوية العراقية. وكان لابد لمثل هذه التحولات  الكبرى أن تنعكس على حياة الأفراد والمجتمع، لاسيما وأنها ارتبطت، كضرورة حتمية، مع ادخال المستعمر منتجات التكنلوجيا الحديثة في ادارة الدولة الوليدة، ومنها جهاز الغراموفون الذي كان يبث الأغاني  والتسجيلات الموسيقية، والذي كان اقتناؤه حكراً على طبقة اجتماعية محددة. وما لبث أن أنتشر الغرامافون في المقاهي الشعبية، التي كانت سبباً في سعة انتشار  الاغنية العراقية بكافة تلاوينها، وكذلك الاطلاع على تسجيلات أغاني  المطربين في بلاد الشام ومصر وغيرها من البلدان . ومن خلال هذ  الجهاز(الغراموفون)، الذي كانت عائلة جميل سليم تمتلك واحداً منه، تشبعت أذن الفتى وروحه بجمال الطرب والنغم الذي كانت تبثه، وعلى الخصوص عمالقة  الغناء المصري من أمثال سيد الصفتي ، يوسف المنيلاوي، سلامة حجازي، عبد الحي حلمي، عبده الحمولي ....ومحمد عبدالوهاب وأم كلثوم وغيرهم  من  الذين تركوا أثرا كبيرا ليس فقط على مستوى تلقيه لهذه الاغاني فحسب، بل  أنعكست حتى على الحانه التي كانت متأثرة وبشكل واضح بالمدرسة المصرية.
تمتد بدايات جميل سليم الفنية الى مرحلة الطفولة المبكرة، حين  استعارت والدته آلة عود من قريبة لها كانت تستخدمه كقطعة ديكور في منزلها. وبسبب شغفه بالغناء والموسيقى وهو في السادسة من عمره، بدأ تعليم  نفسه العزف على آلة العود وترديد الأغاني المصرية التي تشبعت آذانه  بألحانها. وما أن بلغ التاسعة من عمره، حتى قادته قدماه إلى مبنى الإذاعة ليقدم نفسه عازفا متمكنا على آلة العود ومغنيا مقلدا للمغنين  المصريين ولأدوارهم الغنائية الصعبة.وتبنته الاذاعة كطفل موهوب يفهم  بالموسيقى عزفا وغناء. فبدأعمله كمغن وعازف في الاذاعة العراقية وهو بعمر 9  سنوات.
بعد أن أكمل الدراسة الابتدائية، التحق الفنان جميل سليم  بالمدرسة الجعفرية الأهلية في القسم العلمي. وبعد تخرجه منها التحق بمعهد  الفنون الجميلة في عام 1948 تلبية لحاجته وطموحه الكبير للأستزادة من  العلوم الموسيقية، لاسيما وأن أساطين العزف والموسيقى كانوا يدرّسون في  المعهد، مثل الشريف محي الدين حيدر وشقيقه محمد أمين حيدر وجميل بشير وسلمان شكر.
كما أنه درس الصولفيج وقراءة النوتة والعلوم الموسيقية على يد  كل من زكريا يوسف والمدرس التركي عدنان قوبوز وكذلك بعض الأساتذة الأوروبيين. وتخصص في دراسة آلة العود، لمدة ست سنوات، أمضى سنوات الدراسة  بالعمل والتعلم وتطوير أمكاناته الفنية التي كانت مثار أحترام وتقدير  أساتذته لموهبته الكبيرة، التي كانت السبب في تعيينه معيدا ومن ثم مدرسا  في المعهد.
في نفس الفترة التي دخل فيها المعهد، كان الفنان جميل  سليم قد أنضم الى فرقة الموشحات الاندلسية (وعمره 15عاما) والتي أسسها  الشيخ (علي الدرويش الحلبي) والفنان روحي الخماش الذي كان قد وصل توا الى  بغداد قادماً من فلسطين عام 1948 بعد التهجير القسري للفلسطينيين  نتيجة للأحتلال الاسرائيلي. كان الفنان جميل سليم من أبرز المنشدين في  هذه الفرقة وذاو  موهبة وثقافة موسيقية لفتت انظار كل من الشيخ الحلبي والخماش اليه، لما يمتلكه من الامكانيات المتنوعة بين الغناء والثقافة  والمهارة في العزف على آلة العود، ومعرفته المتقدمة بالنوتة الموسيقية  وطريقة وسرعة كتابتها والتي كان يفتقدها الكثير من المنشدين وحتى العازفين  في الفرقة آنذاك، مما دعاهم الى أيلائه رعاية خاصة وتكليفه بمهام أضافية غير وظيفته الاساسية (كمنشد) في الفرقة. ولم تقف دراسته في المعهد أو  أنضمامه الى فرقة الموشحات حاجزا أمام أستمراره في مشواره الذي بدأه في  الاذاعة كمغن وعازف في فرقة الاذاعة يؤدي الادوار الصعبة لكبار المطربين  المصريين.
درس العزف على آلة البيانو والهارموني (التوزيع الموسيقي )  على يد الفنان المصري عازف البيانو والاكورديون عز الدين صدقي - كان يعمل  في الاذاعة العراقية. وقد استفاد منه كثيراً من الناحية العلمية في  التوزيع الموسيقى. تفوق في دراسته العلمية في المعهد فعين حال تخرجه  من المعهد معيداً وأستاذاً لآلة العود. وقد تخرج على يده العديد من  العازفين والملحنين الذين تأثروا به كملحن ومغن وساروا على نهجه أمثال  الفنانين  محمد حسين مرعي ، الدكتور خالد ابراهيم ، فالح الجوهر ، جعفر  حسن ، عبدالاله جعفر ، سعد عبد الغفار، وسامي هيال.. وغيرهم الكثيرين.في فترة الستينيات عمل مخرجاً موسيقاً للصوت في دار الاذاعة العراقية، وقد  تميز بالشدة في نوعية التسجيل الموسيقي والغنائي ولم يكن يقبل أطلاقاً  بأية هفوة بسيطة في الأداء الموسيقي أو الغنائي، وكان في الوقت نفسه رئيساً للجنة فحص الأصوات والأعمال الموسيقية التي تقدم للأذاعة.
اتسم نشاط الموسيقار جميل سليم الفني بالتنوع والثراء، أنعكاسا لشخصيته التي كانت تتسم بحساسية المبدع وتطلعاته الفنية التي كان يسكنها هاجس التجديد والحداثة في ألحانه وغنائه، والتي كانت تعكس ثقافته الموسيقية  المتقدمة، وكذلك بحسها الأنساني المرهف الذي عبر عنه بمواقف تربوية  وأنسانية في تعامله مع طلبته في المعهد. وهذا ما كان له الأثر الكبير ليس فقط  على مسيرتهم الفنية، بل حتى على مستوى السلوك الأنساني الذي غرسه في نفوس  تلامذته.
 كان جميل سليم من أمهر الفنانين ليس على مستوى التلحين  فقط وانما كان أستاذاً مشهوداً له بعلومه الموسيقية العالية ومنها التدوين  الموسيقي، يشهد له الجميع بسرعته في تدوين الالحان وكتابتها بالنوطة  الموسيقية، وقد عمل تنويط أغنيات ناظم الغزالي ولميعة توفيق.
على  مدى عقدين من الزمان، من بداية الخمسينيات وحتى سبعينيات القرن الماضي أنجز  جميل سليم خلالها العديد من الاعمال الفنية في مجال التلحين والغناء، والتي  تمثل الاتجاه الحديث في الاغنية العراقية, بالاضافة الى الالحان التي  قدمها في مجال الموشح فقد أبدع أيما أبداع  في موشح  ( مداك ما لا يحصر)  و(موشح اللؤلؤ المنحدر) واللذين شكلا علامة مهمة في تلحين الموشح في العراق . كما يحسب له توظيفه للآلات الاوركسترالية , وأدخال أيقاعات التانكو في  بعض ألحانه مثل (تانكو سمراء) و(تانكو خليك بعيد عني، وكذلك محاولته في  توظيف ايقاعات الفالس والرومبا والسامبا تشبها بكبار الملحنين العرب كمحمد عبدالوهاب وفريد الاطرش. وقد اتقن عمله فيها ونجح نجاحاً باهراً في  حبكته اللحنية المتقدمة لتلك الالحان، وقد سجل بعضاً من هذه الأغنيات  بالاضافة الى بعض التقاسيم الشرقية للمفوضية الايطالية، ولمحطة صوت  اميركا والتي كانت عادةً ما تطلق عليه ( لقب الموسيقار النابغة أو المايسترو  ) عند بثها لاحدى اعماله الموسيقية او الغنائية. كذلك  تشارك جميل سليم ( على آلة العود)مع الموسيقار غانم حداد ( على آلة  الكمان ) في تسجيل العديد من القطع الموسيقية والسماعيات مثل ( سماعي يكاه  لعزيز دده - سماعي بيات للعريان-سماعي سوزناك لطاتيوس - لونكا حجازكار..  وغيرها من التقاسيم الشرقية  لأذاعة الشرق الأدنى وأذاعة صوت أميركا  والتي كانت تبث على مدار الساعة في فترة الخمسينيات والستينيات.
أجاد  الموسيقار جميل سليم في تلحين القصيدة،كما في قصيدة أزهور الرهوات، التي  أجاد بتلحينها وغنائها، وتعد قطعة موسيقية نادرة وفريدة من نوعها وليس  لها مثيل بين الالحان العراقية.ولم  يسبقه ولم يأت بعده أحد في القدرة على صياغة الجمل الموسيقية والتنقلات بين الانغام  كما يصوغها الموسيقار جميل سليم ، إضافة الى المامه الواسع بالاوزان العربية الصحيحة والتي كان يوظفها بشكل علمي وصحيح ، هذا كلة كان نابعاً عن ثقافته  الموسيقية وإمكانياته وقدراته الفنية الفذة.
لحن الموسيقار جميل  سليم الموشحات ، وأول ما لحن، موشح اللؤلؤ المنحدر في العام 1952، والذي  يعد من عيون الموشحات العراقية بل  العربية، وهو من مقام النهاوند وعلى  إيقاع السماعي الثقيل. ولم نجد اي تسجيل ولا النوطة الموسيقية لهذا الموشح، فقام الدكتور خالد ابراهيم  (رحمة الله) عام 1996 بكتابة النوطة  الموسيقية وتسجيله لنا بصوته، حيث كان الدكتور خالد هو الحافظ الوحيد لهذا  الموشح. والحمد لله لقد تم توثيقه من قبله .ومن  ألحانه الخالدة والتي لازالت تغنيها فرق الإنشاد العراقية حتى يومنا هذا، موشح (مداكِ مالا يحصر)، ولحنه في عام 1958 ، وقدمته وقتها فرقة كورس الإذاعة من محطة إذاعة بغداد وكان فيه مقطع واحد انفرادي تغنيه المطربة  خالدة عبد الجليل عضوة الفرقة ، والذي تقول فيه: ( عيناك قالت ). ثم قدم  هذا الموشح في مناسبات عديدة، منها، أمام وفد المحامين العرب المؤتمرين  في بغداد في 30/12/1958، كما قدم في مؤتمر الموسيقى العربية في بغداد عام  1964، كذلك كان يقدم سنوياً ضمن حفل تخرج دفعة من طلاب معهد الفنون  الجميلة. ولا يزال هذا الموشح من الموشحات العراقية الخالصة وعلى إيقاع  الجورجينة العراقي والتي تحرص معظم فرق الانشاد العراقية على غنائه والمشاركة به في المهرجانات المحلية والدولية، وقد غنته الباحثة الموسيقية  فاطمة الظاهر في مهرجان طرابلس للغناء الجماعي عام 2001 بحضور مجموعة من  الفرق الانشادية العربية .وكذلك عمل جميل سليم على تلحين التواشيح والابتهالات الدينية والتي تعد قمة الابداع في التلحين المتقدم.
كذلك  لحّن لأصوات مطربين ومطربات الاذاعة العراقية ، فقد لحن أغنيتين للمطربة  مائدة نزهت ( أغنية كلما أمر عالدرب واغنية حنان عيونك وحبك)، حتى وصل عدد  الاعمال التي لحنها تزيد عن 40 عملاً مابين قصيدة وموشح واغان وطنية  وعاطفية... غنى هو البعض منها، وغنت ألحانه كل من: فتاة دمشق، أنصاف  منير، نرجس شوقي، عفيفه اسكندر ومائده نزهت. كذلك  لحن للمطرب صلاح وجدي ( مهدي صالح أستاذ الجلو في معهد الفنون الجميلة) أغنية ( يا سمير يا أحلى السمر). وكتب له الاستاذ محمد القبانجي أستاذ  المقام العراقي أشعاراً وكلمات، لحنها الفنان جميل سليم وغنى بنفسه البعض  منها، وغنى الاخرون البعض الاخر مثل أغنية ( كلما أسمع أنا برسمك أنسى روحي  وأنسى أسمك ) والتي غناها الفنان جعفر حسن ، كما وضع العديد من الالحان  للمدارس الثانوية والتي كانت تقدم ضمن احتفالاتها السنوية ومنها مدرسة  الحريري للبنات.
 
....................................
البيت الثقافي في البصرة يحتفي بالشاعر عادل مردان
 
البصرة -علي ابو عراق
احتفى البيت الثقافي في البصرة  الجمعة الماضية، بالشاعر عادل مردان، بمناسبة صدور مجموعته الشعرية (دائماً في صباح العالم). قدمه فيها الشاعر والتشكيلي هاشم تايه الذي قال:  "في هذه المجموعة بقي عادل مردان أميناً، بصورة مدهشة، على جوهر تجربته التي يبدو لي أنها ترسم خارطة مديدة لرحلته الشاقة في عالم الذات حيث يجري عادة تنويم الواقع ومخلفاته بلا أسرّة، أو دفنه بلا قبور، وحيث لا مفرَّ للذات من مواجهته واستقباله مجدداً بعد يقظته أو نشوره وقد تغوّل وأفرط طولاً وعرضاً وغدا مخيفاً ولا معقولاً. وسوف يشقى شقاءً مرّاً، لكن بحصادٍ وافرٍ من اللذة الجمالية الخالصة، من يتقفى خطوات الشاعر عبر رحلته في متاهات ذات قلقة لا تكف عن الهذيان العميق في لهاث غير منقطع".
وأوضح: " وهذه التجربة أنجزت نفسها بتكوين جمالي لغوي حافظ على أهم شروط قصيدة النثر الحديثة: التكثيف، الإيجاز، الاقتصاد، وأفرد شخصيته بلغةٍ مُجازِفةٍ حرّرت نفسها، إلى حدّ بعيد، من القصد، واعتمدت سحرها الخاص منتشيةً بألعابها الحرّة، مستغلةً ذهول الذات القلقة عن نفسها، منتزعةً زمام القول منها، لتطير على هواها بجناحين من فنتازيا وسريلة في فضاء حرّ للتهويم تصنع فيه ما تشاء من ابتكارات، وخوارق":
وأضاف: "أظن أن قارئ عادل مردان سوف يعاني كثيراً لو أنه دخل عالمه بمفهوم تقليديّ عن الشعر كمجرد تمثيل ناسخ بالكلمات لتجربة معيشة يفترض حضورها بقرائن يتوفر عليها مثل هذا التمثيل، إذ يبدو لي أن قصيدته التي تكتب نفسها بنفسها متحررة من العلائق والروابط، فيها فاصلة زمنية مفقودة أو ملغاة من عمر تكوّن القصيدة، وأحسب أن هذه الفاصلة المفقودة سبب من أسباب استعصاء هذا الشاعر على قارئه. كأن عادلاً لا ينطلق من مادة بعينها، بل من خلاصة لهذه المادة، وهذه الخلاصة انتهت، في مبنى الذات، إلى مجرّد انطباعات انفكت عن كل رابطة، ومجال اشتغال عادل هو هذه الانطباعات المعزولة مفككة العلائق كالتماعات غازية من قارّة مجهولة. كأن التجربة لدى شاعرنا احترقت، وحملت الرياح رمادها بعيداً، ولم تخلّف سوى رائحة حريق مبهمة لا تفسّر شيئاً. فإلى أي تجربة يمكن أن ننسب قصيدته الجميلة (مديح اليابسة) التي تتحدّث عن غوّاصين يُحكمون أقنعتهم خلف جزر المرجان مرتعدين من الدلافين وهم يفحصون الخراطيم بين أسماكٍ فزِعة؟".
وأشار: أن "من بين مزايا قصيدة شاعرنا تلوينه لغتها بأساليب القول، اقرأوا قصيدته (معجم متنقل) في كتابه (من لا تحضره السكينة) وسوف ترون كيف تنقل بين صيغ التقديم والتأخير، والاستفهام، والتمني، والحذف، والحصر"..  مستدركا " ومن هذه القصيدة سأختار مقطعين لأرسم لكم بورتريت هذا الشاعر".
منكفئاً على الأسمى
فوق دهشة الجماد
أدلق النور
.....
خطيرٌ على نفسي
ما أنا إلا معجمٌ متنقل
من الدماء والتطلّع
عندي هذه الألعاب
وأرغبُ في التحرّر"...
وخلص تايه:  أن " ما يمكن قوله في عادل مردان شاعراً: إنه أحد الباحثين بقوّة وبلا هدنة عن (حياة أخرى للكلمات). وذلك ما يصلح تعريفاً له في كلمتي المحتفية بإنجازه المفارق الذي صنعه قدره كإنسان عاش في اسطورة اسمها البصرة".
وختم " لا تعوّلوا كثيراً على انطباعاتٍ قاصرةٍ لرسّامٍ مثلي عن فن هذا الشاعر. اذهبوا إلى كتابه (دائماً في صباح العالم) وسوف تعثرون في مفتتحه على دستوره الجمالي بقوانينه المحرِّرة قواه وخياله وغرائزه ليرتكب المعاصيَ والآثام عابراً قارّة الأعراف البالية في الفن إلى قارّة الجمال." الشاعر ورئيس اتحاد البصرة كريم جخيور علق في مداخلته عن المحتفى به قائلاً:" منذ أن التقيت به في نهاية ثمانينيات القرن المنصرم في سوق البصرة القديمة عندما كنت بائعا للكيك، وأنا كلما قرأت له نصا أتذكر حكاية صاحبنا عباس بن فرناس الذي حاول ذات يوم أن يمارس لعبة الطيران، فاستعان بريش ميت وشمع كاذب، أقول: يا ليته كان يملك شيئا من خيال هذا الكيمياوي المفلس الذي راح يربي الكلمات في حديقة الخيال لتغدو ثيراناً مجنحة يطير بها بعيدا .. بعيدا عن ضغائن اليابسة تاركا تفاعلات النحاس ..النحاس الذي صيره الآخرون بوقا لحصد الذهب وظل عادل مردان مكتنزا بنشيده الابدي.
وعادل مردان من مواليد البصرة، بدأ الكتابة والنشر في ثمانينيات القرن الماضي، واصدر ( فضاءات شرقية) ومن (لا تحضره السكينة ) و(غرفة نومي المفضلة) و (دائما في صباح العالم).
.............................
 
اليقظة الموهومة في "سلالم التيه"
 
عبد الكريم حسن مراد
يظن بعض الكتاب ممن يمارسون لعبة القص والروي بأن اللغة هي أساس الكتابة دون أن يعي بأن الفكرة هي أساس العمل . لأن خيوطها قد تأتي باهتة و غير مفهومة و قد تكون عاجزة عن استمرار الحدث الروائي وسبب ذلك هو عدم امتلاك الكاتب المخيلة المبدعة وقصور في التعامل مع الفضاءات الخارجية، فهنالك من الكتاب  من نجحوا حقيقة في امساك زمام النص الروائي وحركوا شخوصها بتؤدة واستطاعوا ترجيح مشاعرها وانفعالاتها وخلقوا للصراع  فيما بينها لكي يصلوا إلى نهاية  يريدون الوصول إليها. شادين القارئ للتفاعل مع أحداثها المشوقة التي لا يود أن يغفل لحظة لكيلا يضيع عليه حدث الحكاية .فيبقى متماسكاً بكل حواسه إلى الفعل الدرامي متعاطفاً تارة مع شخصياتها و أخرى حاقدة على بعضها .
القاص مهدي علي اِزبين واحد من أولئك الكتاب القلائل الذين أجادوا في إدارة الحدث الروائي من خلال نصه الروائي / سلالم التيه / والتي بدأها بلقطة شعرية متنقلاً في فضاءات الشعرية الموسيقية الجميلة مستخدماً أسلوب النص المفتوح الذي يعتمد فيه مهدي علي اِزبين أو يركز على حركة الشخصية الجسدية تارة. وانفعالاته الداخلية / الخارجية دون الاهتمام أو التعامل مع الفضاءات أو المكان في بعض أجزاء عمله .إن لغته الشعرية المنسابة تقود القارئ للتحليق معه في سماءات وردية تارة والارتواء من شلالات فيوضاته المموسقة....
إن الشخصية المحورية في هذا النص، امرأة يحاول الكاتب أن يرصد حركاتها النبضية كما وصفها. لأنها لا تمتلك من الجمال ما يؤهلها لجذب أنظار الآخرين لها فلقد وصفها بمقطع جميل ( تتقلب بين الموائد بجسدها الضامر المعبأ بقطع الاسفنج )ص8،إن القاص يصف لنا مدى انفعال (نحّول) المرأة الشخصية في هذا النص التي لا تمتلك أي مقومات الأنوثة فنراها تفتعل الحركات بأنها امرأة تعشق رجلاً هو كل حياتها لذا نراها تعلق صورته في ميدالية تختال في رقبتها، إنه الغائب / الحاضر ففي تداعياته يعطينا مهدي أو ينقل لنا انطباعاً بأنها تعيش صراعاً ما من أجل الوصول لغايتها ولكن دون جدوى فتتطوح كل أحلامها؛ حين تخسر أغلى ما عندها نتيجة أحلامها الوردية التي كانت تعيش يقظتها في الوصول إلى الرجل /الأستاذ/ الذي كان ينظر إليها نظرة عادية . لكن في لحظة ما، تفقد (عذريتها) بتمزق أحلامها. بعد أن كانت قد حملت البشرى لأمها بأنها ستحظى بتكريم الأستاذ لها وتكون من المقربين له. ولكن بالطبع كل ذلك بمجرد ما يأخذ أعز ما تملك، وكذلك فقدان صديقتها نورس في ظروف غامضة أو موتها.
 إن الوصول إلى مرافئ الأحلام قد يؤدي بالبعض إلى الموت. ولم يكونوا موقنين بأنهم لا يركضون وراء سراب . إن رواية مهدي علي اِزبين / سلالم التيه / (والتي فضلت أن تبقى على العنوان الاول / سلالم صفيقة / لأن العنوان حقيقة لا يتطابق مع العمل)هي (رواية الكشف عن الشخصي أو الشخصنة ) كما يقول (د.محمد براده): الكاتب في نصه هذا يعري أولئك المتملقين الذين يفعلون أي شيء من أجل الوصول و إرضاء أسيادهم، دون ان يحسبوا لكرامتهم أي حسبان .وهذا ما فعلته نحّول / وكانت الصدمة لها قوية فأضاعت أحلامها بإهمال الأستاذ لها وتركها معلقة بذيول الخذلان و الفجيعة واللا أمل.
يقيناً قد أجاد الكاتب في إدارة خيوط عمله بدقة. برأيي إنها وثيقة إدانة للنظام السابق وإدانة لكل الحروب التي خلقتها. وأخيرا استخدم مهدي علي اِزبين أسلوب الراوي العليم والراوي الموضوعي في نصه هذا .

ص7

خورخيه مانريكي شاعر عصره
 
عن "الدار العربيّة للعلوم ناشرون" في بغداد صدر حديثاً كتاب:"خورخيه مانريكي شاعر عصره"، للأديب الكُردي جلال زنكَابادي.
 يقع الكتاب في 119 صفحة من القطع المتوسّط، ويجمع بين التأليف والترجمة. وجاء في مقدمته: هذا " شاعر إسباني من العصر الوسيط، ورغم انّه لأسباب ذاتيّة في هاتيك الظروف التاريخيّة؛ لم يتفرّغ للأدب، ولمْ يخلف إلاّ ديواناً صغير الحجم يضم مرثيته المطوّلة لوالده؛ فقد حقق مجده المشهود لاسيما بمرثيته التي تعد من عيون الشعر الإسباني على مر العصور، والتي حظيت بالترجمة إلى العديد من اللغات العالمية..." فطغت شهرته على شهرة أكثر من خمسين شاعراً إسبانيّاً من مجايليه.
 
...................................
 
وجدان الجن الاماراتي الصغير
صدر حديثاً عن دار "أطلس" للنشر والتوزيع في القاهرة كتاب تحت عنوان:"وجدان  الجن الإماراتى الصغير" للكاتب أحمد فاروق الهجين.
وحسب ما جاء بنص الكتاب:" على ضفاف مياه الخليج الساحرة، وفى بلدٍ من أكثر بلدان العرب، وربما العالم كله، نهضة وشهادة للتطور الحضاري والمعماري غير المسبوقين في التاريخ، يعيش أحد أبناء أثرى أثرياء العالم والعرب الفتى الإماراتي النابغة "وجدان" واحدة من أعجب المغامرات وأكثرها إثارة وتشويقاً وغرابة في الوقت ذاته، وتبدأ الحكاية عندما يصر والده على المضي قدماً في تنفيذ مشروع أسطوري أقرب إلى الخيال منه إلى الواقع.
 
..............................
 
خديجة السعدي: الثقافة لا تنمو في أرض قاحلة
 
حاورها :سلام القريني
التقيتها بعد التاسع من نيسان عام ألفين وثلاثة, بعد زوال جحيم الدكتاتورية وبطشها بالعراقيين المنتشرين في المنافي والفيافي والذين هم أيضا ذاقوا الأمرين غربة قاسية موحشة, ولوعة مرة وهم بعيدون عن الأهل والخلان, عقوداً من الزمن.
جاءت هذه السيدة  المولعة بعشقها للعراق, لترى مدينتها التي غادرتها ذات ليل خوفا من عسس الجلاد وجبروته, لتحفظ سرا يعز عليها البوح به.
هي أم شيار الشيوعية البطلة، شقيقة الشهيد الشيوعي المقدام "عبد الزهرة السعدي" الملقب "بالشرطي"، صاحب ردات عزاء العباسية الشهيره, كانت ومعها الشاعر عادل الياسري كلها نشاط وحيوية في وضع حجر الأساس لمشهد ثقافي جديد في كربلاء ذات العبق التاريخي الساحر الجميل، التي وصفها الشهيد الراحل كامل شياع خلال زيارته الأولى لها بانها ولاّدة بمناضليها وأدبائها وفنانيها، زاخرة بالطقوس والآثار, والناس فيها  من كل الأجناس، فهي الميناء بعينه.
 وللتعرف على هذه الشخصية الأدبية كان مبعث سرورنا وهي تدلي باضاءات لجوانب من  مسيرة حياتية  ذات صلة بواقع متحرك  فكان هذا اللقاء.
 
• بداية السبعينيات من القرن الماضي مثلث الوعي في العباسية الشرقية والشهيد عبد الزهرة ؟
-صعب, الحديث عن كربلاء  لأنه مليء بالشجون, الذكريات الجميلة المصحوبة بالمضايقات الأمنية للعائلة التي ابتدأت بها حياتي أو بالأحرى طفولتي الواعية، كل الأحداث جرت أمام ناظري في مرحلة الابتدائية وما بعدها، وحين تبلور وعيي بشكل أكبر وبتأثير موجه من والدي وأخي الشهيد أصبحت أفهم الواقع بشكل مختلف, لقد أحببت مدينتي ومحلتي العباسية الشرقية أم الفقراء, صار ينال اهتمامي كدح الناس، الفوارق الطبقية، شعرت بها قبل ان أتناول كتابا ما  يجيب عن تساؤلاتي المبكرة، اي تلمست طريقي من واقع معاش وليس من بطون الكتب.
 ولكن عندما وصلت الى المتوسطة والإعدادية تغير الأمر كثيرا، فقد كان "عبد الزهرة" طرفا في إيصال أمهات المصادر في الفلسفة والاقتصاد الاشتراكي والرأسمالي، وأخرى فتحت آفاقا للمعرفة، مما جعلني أقف إلى جانبه واستمد منه، وأشاركه في أغلب الأحيان أفكاره وما يتصوره عن الواقع. لذلك قتله المجرمون.
 
• أنت مولعة بكتابة القصة، وأكيد أن "العباسية" او كما يسموها دوما في كربلاء ب "موسكو الصغيرة" خزين لا ينضب للصور والأحداث التي يمكن أن تكون أعمالا عظيمة؟
 
-حينما كنت في المتوسطة كتبت قصصا نالت اعجاب مدرساتي وصديقاتي، كانت أفكاري جامحة، أخرج عن نطاق الواقع وكأني أبحث بعيدا عن طرق للخلاص ومن عالم غير عالمي، أهيم بالخيال.
 
• أكيد كنت متفوقة بدرس اللغة العربية؟
 
-صحيح, كنت أحصل على أعلى الدرجات في مادة الإنشاء, وهذا كان يشجعني على أن أواصل الكتابة, وفي الثانوية كتبت الشعر وكان الشهيد عبد الزهرة باعتباره كاتب "ردّات" يصحح لي كل ما أقرؤه له، ولأني "بنت العباسية" وأهلها الطيبين، كنت مع صديقاتي نتجول بمرح كفراشات هائمة، لم نكن نشعر بالحرج، لا من قريب ولا من بعيد, كل شيء يشعرني بالجمال, صورة الأمس لازالت ملتصقة بوجداني. وأنا أتجول اليوم بين شوارعها، أشم عبق الماضي والحاضر، وانسج علاقة من نوع مختلف للمستقبل البعيد.
 
• هناك من كتب عن الراحل عبد الزهرة وعن الردات التي كان يهتف بها موكب عزاء العباسية الشرقية، مامدى التأثير الذي تركه على اعمالك القصصية؟
 
-أولا الحديث عن أخي الشاعر الشهيد لا ينتهي, فهو الأمل.. الضياء الذي أنار دربي، هو صاحب الفكر الوقاد، الثائر الجسور المتحدي أبدا.. كان لا يقبل بالظلم, يحب الفقراء وينتصر للمظلومين، حاربته السلطة  الغاشمة حتى غيبته, يكتب شعرا سياسيا رائعا، يستنهض الجموع في المواكب الحسينية كمايكوفسكي، فتحتشد الجموع في صفوف تردد شعره  الذي بمجمله تعبوي من طراز فريد ضد النظم القمعية الفاسدة، لازالت رداته يحفظها الصغار والكبار ليومنا هذا، فهو خالد في ذاكرة وقلوب الناس. لقد ترك بصمة عظيمة في نفسي لا تمحى أبدا.
 
• بعد  استشهاده بدأت رحلة الغربة؟
 
-الغربة داخل الوطن اولا. في نهاية عام 1978م تركت كربلاء واتجهت الى العاصمة بغداد, بقيت عند الأصدقاء قرابة السبعة أشهر متخفية، بعدها التحقت بكردستان مع آخرين مشيا على الأقدام، وركوبا على البغال، اجتزنا الحدود إلى إيران ومدن مهاباد، ثم إلى بيروت، بعدها الى دمشق، ومن هناك الى موسكو لدراسة الصحافة، بعد معاناة وتشرد كلها أصبحت تشكل لي رصيدا ضخما, مليئاً بالصور والذكريات، وبالفعل أثمرت عن أعمال أدبية، حين أتذكرها الآن أشعر وكأني قمت برحلة استكشاف لعوالم مختلفة، كما أشعر بالفخر بإدانة النظام في ذات الوقت.
 
• واستمر الترحال والتجوال في المدن والبلدان والأمصار الى أن زال نظام القهر والاستبداد تماما،  لتبدأ رحلة العودة الى الديار حيث الحنين الى الأحبة والخلان
 
-بعد السقوط مباشرة، بالضبط في نيسان 2003م دخلت بغداد وفجعت برؤية شوارعها الحزينة ونهرها الذي تحول إلى كائن آخر, كل شيء كان كالحا وجوه الناس المغبرة، ذاكرتهم منسية، مجرد أشباح، لقد سرق النظام ابتسامة الجميع، لوث الابصار والأذواق.
 
• السؤال المهم كيف نستطيع أن نعيد البسمة والحيوية لتلك الوجوه؟
 
-بالعمل، أكيد يجب أن نبني ما هدّه المجرم طيلة عقود، في هذا الوقت كتبت الى جريدة طريق الشعب بعض ما ظل عالقا في ذاكرتي، ورجعت الى سوريا للمشاركة في مسابقة شبعاد التي اقامتها جريدة الزمان.
 
• هل فزت بالمسابقة؟
 
-نعم, واشتركت في الدورة الثانية حيث قدمت بحثا عن المرأة، وفزت بالجائزة للمرة الثانية، وشاركت في حفل التكريم للعشرة الأوائل.
 
• جميل, وحسب علمي كان هناك مشروع إصدار مجلة أدبية في كربلاء بالتعاون مع الشاعر عادل الياسري والشاعر الراحل هادي الربيعي؟
 
-نعم, في احدى زيارتي لكربلاء حاولت جاهدة ان اخدم مدينتي ووطني فالتقيت بالكثير من المهتمين بالأدب واستطعت ان انجز معهم اصدار مجلة دورية تهتم بشؤون ثقافة كربلاء, صدر منها ثلاثة أعداد مطبوعة وأكملنا العدد الرابع والخامس، لكننا لم نستطع طبعه والسبب يعود الى استشهاد من كان يدعمنا بشكل مباشر وغير مباشر، هو ابن كربلاء البار الشهيد (سعدون).. وضاح حسن عبد الامير . الشهيد وضاح كان معي في مدينة مينسك، ترك الدراسة والتحق بقوات الأنصار، كانت علاقتي به قوية جدا، حتى كان يقول للطلبة العرب: انها اختي من أمي, الرحمة لروحه  المضيئة، لن أنساه ما حييت, قبل استشهاده قال لي: لا تهتمي خذي راتبي واطبعي المجلة.
 
• صعوبات عديدة واجهتكم في استمرار اصدارها؟
 
-نعم, اضطررت لجعلها صحيفة الكترونية بمساعدة ولدي شيار وبشار.
 
• كيف تجدين المشهد الثقافي بعد أكثر من عشر سنوات على سقوط نظام البعث الدموي؟
 
-مهمل.. مهمل, من يقود العملية السياسية يتعمد جعله تعيسا ومهمشا ومؤلما، يعملون وفق مفاهيم ورؤية تخدم فقط مصالحهم الذاتية, الثقافة لا تنمو في أرض قاحلة جرداء.
 
• أنت الآن في كردستان مع هجرة جديدة ولكن للداخل, ما هي مشاريعك القادمة؟
 
-سأكتب لطريق الشعب مواضيع تخص صفحة المرأة، كما بدأت النشر على صفحات "الفيس بوك" وأشياء أخرى.
 
...............................
تحت نصب الحرية ثانية
 
منور ناهض الخياط
1ــ في نصب الحرية جندي يحطم القضبان بذراعيه...
كان العسكري المكلف بمتابعة المتظاهرين يحدق باندهاش صوب ذلك الجندي،متمنيا في أعماقه لو كان هو في مكانه...وما أن استفاق من دهشته،حتى شعر بخجل لا مثيل له،فلقد أدرك بأنه في أي صوب يقف...عندها أسقط عدته نحو الأرض وارتمى بين المتظاهرين،ليحضن أجسادهم في روحه.
****
2ـــ كان الضابط ذو الرتبة الكبيرة يحدق غاضبا صوب المتظاهرين،ثم ما لبث أن قال مخاطبا جنوده:
ـــ عليكم أن توقعوا بهم أكبر عدد من الإصابات...أضربوهم،بكل شيء اضربوهم.
قال أحد الجنود بصوت خافت:
ـــ لكن يا سيدي،أخي هناك بينهم.
عندها قال الضابط وهو يصك على أسنانه:
    ـــ أذن أضرب نفسك ولا.
***
3ـــ قال الجندي لزميله:
ـــ ماذا يريد هؤلاء المتظاهرون؟.
    ـــ ألا تقرأ؟ .
    ـــ لا.
ـــ أنهم يطالبون بالقضاء على البطالة والفساد، وتوفير الخدمات، والأمن.
ـــ وهل هذا سيىء؟.
ـــ لا.
ـــ أذن لماذا نضربهم؟.
   عندها أدار زميله رأسه نحو الضابط ذي الرتبة الكبيرة متسائلا:
ـــ سيدي لماذا نضربهم؟.
...................................
قصائد الغربة
 
 
فائزة خليل *
1- بما أن الموت هو القرين الأوحد في
مسقط رأسي
بما أن الرصاص نفسه يتكرر صوب البراءة
وبما إنك، فتحت صدرك لصراخ الريح
فدع رجائي يخترق كل السماوات
وإلتقط  روحا تشظت على الأرواح
لعلك تصغي
لعلك ترى
لعلك أنت الآن تبكي ولو كذبا!
 
2-عندما ينزف الورد
لا أحد يحزن
لا أحد يبكي
سوى الفراشات!.
 
3- هذا الليل
والانتظار
مقصلة
على حواف التمني!.
 
4- غداً سأرتدي معطفي الأسود
فالبرد موجع كغربتي
شكراً لمن أهدتني معطفِها وتدثرت
بالثرى!.
 
5- أكثر الأرق سببه الخوف
وأكثر الخوف سببه الحب!.
 
6- كانت ترعد ويضحك
غير مبال لومضة أحدثتها السماء
له معها حميمية
كالأشجار والقطط
ثمة سر بينهما
....
في حين ارتعدُ خوفاً
تارة أخبئ رأسي
في الوسادة
وتارة كطفلة أبحث عن ذراع أمي لأنام..
 
7- من نافذة لا ظل لها
غير ظلي
قبالة شارع
نهضت الشمس تواً
تتثائب
....
هناك ثمة أقدام
وشجرة تتململ
صفير بهبوب الريح
تحرك الجذع
زحفت الأقدام نحوي
ليغيب المشهد
أغلقت النافذة
واحتضنتُ الظل لأنجو..
____________
*شاعرة عراقية تقيم في بلجيكا
 
 
................................
محاورة التأريخ في رواية "الذباب والزمرد"
 
شاكر مجيد الشاهين
يتعامل الراوي, عبد الكريم العبيدي, مع التاريخ بحرية تامة كأنه قماش بيد خياط ماهر, يفصله حسب مقاساته, حسب أحاسيسه, وكأن دقاته تتجاوب مع ما يريده الراوي  بإيقاعات تتلاقى مع سيرورة زمنية لا يخلقها الوقت النابض بحركته الكيفية, وإنما وفق "صيرورة عبيدية " خاصة تأمره بأمره هو بالذات, طوعاَ وإذلالاَ لمشيئة تخفي في أعماقها إرادة الراوي إذ يحولها إلى واقع معاش، رغم ما تدرُّ عليه (الكاتب) من معاناة قاسية, يحصد من خلالها التعبير الصادق عما تلاقت به من مكابدة مشتركة, مكابدة الزمن مغموسة في مكابدة الراوي, وكأن الزمن والراوي قد لبسا ثوباٌ واحداٌ وتحولا إلى واقع موحّد "الليل بخيمته المقيتة هناك ليس ليلاٌ, هو نفاية ليل, بقايا منبوذة منه, لفظها الظلام المتسلل إلى الشوارع والمراقص والبيوت كي تتقبله الأضواء الخافتة, وتصنع سحرها منه. أما ما تبقى من زوائد الظلام الموحشة تلك فهي حصتنا اليومية في خنادق وسواتر القتال على مدى أعوام ثقيلة.
ما كانت الحرب العراقية � الإيرانية, إلا صورة لرعونة قاست البشرية جمعاء في كل ما جسّدته من مآس في بقاع كثيرة من العالم, من لدن قادة كانت تدفعهم ساديتهم الغشومة, أقول: ما كانت حرب الثمان سنين إلا نسخة طبق الأصل لتلك العشوائية الرعناء في عقول القادة البؤساء في تفكيرهم النتن, حيث كان "صدام حسين" إبناٌ بارأٌ لهم, تمرغ في وحل مدنس أكثر دناسة من تلك الأوحال التي جرّت الويل والثبور على البشرية, وهذا هو الشعب العراقي يجر ُّ ذيول الخيبة بطاعته العمياء "لقائد"كان من الأجدى ازدراؤه بدل الانحناء إلى إشاراته المذلّة, مع الاعتزاز لمن سحقته الهراوة البعثية قتلاٌ وتهجيراٌ وتجويعاٌ بسبب عدم تلبية مطالب المجزرة البشرية, التي سيبقى التاريخ وحده المتكلم عنها إلى الأبد !. وهكذا يروح الراوي، عبدالكريم العبيدي, شاهداٌ عليها: "مسكت بطرفي البطانية من الخلف ورفعتها إلى الأعلى كي أُقَلِلَ من إنهمار الدم ,وحرصت أن لا يعرف شفيق شيئاَ عن حجم إصابته بينما استدار الجندي ومسك البطانية من الخلف وسار أمامي بتثاقل, وبعد رحلة مضنية قطعناها داخل مخاطر حقل الألغام والأسلاك والمعرقلات وصلنا إلى مقر السرية فوجدنا سيارة "إيفا" محملة بالخشب وصفائح الجينكو, وكانت تلك بمثابة "مكرمة سخية "لإنقاذ جندي مصاب خرج من حقل الألغام معاقاٌ إلى الأبد".
لشدّ ما يربط, العبيدي, الأزمان في روايته, صورة مقربة الأبعاد الزمنية, الماضي والحاضر, وكأنه يحولها إلى زمن واحد في بؤرة عدسة لامة, فالأربعينيات من تاريخ الوجود للشعب العراقي اتصفت بوفرة تعبيرية ألانت قوة اللغة امتزجت بالثمانينيات من تعايش إنساني لمكونات هذا الشعب, رغم الاختلاف الجوهري بين حيثيات التعايش في المرحلتين الزمنيتين:"لكن عشيقتك هذه يا أبي ليست بصرتنا التي ترعرعنا في بؤسها وحروبها, هذه بصرتك أنت عشيقتك لوحدك, بصرة ذاكرتك العتيقة التي سبقت "بصرة التمّار "بعقود, ومثلما رويت لنا لضياعنا وخرابنا،  وما حلّ بنا من دمار وحروب وقحط, عسى أن تصدّق لمرة واحدة أن بصرتك ضاعت وهجّرت بألف "عزرة ونحميّة", وانك أيها المغفل هو آخر من ظلّ شاهداٌ على موتها".
إهتدى, العبيدي, إلى توحيد المراحل الزمنية التي مرّ بها الشعب العراقي, تحت ظل الإستبداد, من خلال الظاهرة التعسفية التي كانت ديدن المتعطشين لدماء أبناء شعبهم حيث كان الاعتداء على كرامة الإنسان لتلك الأزمنة التي لا يمكن فصلها إلا من حيث التوقيت وليس من حيث ظاهرة الاضطهاد والتي تجمعها في بودقة العنف المشترك.
وإذا قارنا المراحل الزمنية في تعامل السلطات لشعوبها قهرا وإبادةٌ, كيف يمكننا أن نفرق بين الفاشية والنازية وما يقابلها من حروب مدمرة لحياة شعوب بأكملها, حرب الخليج الأولى والثانية, حرب الأنفال, السجون, المعتقلات، التهجير في السبعينيات والثمانينيات كما بعد 2003 وحروب الطائفية 2006 -2007 والارتباط التاريخي بين تفجيرات المفخخات الآتية من خارج العراق, مما يجمع هذه الأزمنة بوحدة قائمة على جهد موحّد, وإن اختلفت في تعاقبها الزمني!.
الثقافة التاريخية, أي التثقّف بالتاريخ, المحك الذي يصقل الأديب, حيث الثقافة بمفهومها العام الموصل للحقيقة, يهابها أعتى المستبدّين ألم يكن "غوبلز " من ألد أعدائها ؟"، إذا سمعت ُ بكلمة ثقافة تحسست ُ مسدّسي".
وفي بلادي الحبيبة ,تُهابُ الثقافة, رغم إستكبار أعدائها, ومحاولاتهم الإفلاة, بأسمالهم البالية, التي لا تجرؤ على ستر عهرهم التخلفي, وهم يملكون "السلطة التأديبية", تكون ثقافة التاريخ معرّضة إلى الانتهاك, والذي يقترب منها يعرّض نفسه إلى الإبادة !!الإبادة التي مارسها كل الحاملين للعنف التاريخى ولا يبقى هنا للدفاع عن التاريخ غير الإرادة المنغرسة في النفوس الواثبة � العنقائية ,من رماد الأسواط والهلوكاسات! دليلة الفشل التارخي لممارسيها ,ضد الثقافة العارية من هلوساتهم المأزومة.
إن ثقافة التاريخ هي خلاصة الحكم النهائي في مجرى الحراك البشري حيث تغادر المغالطات مراحلها المصطنعة، ليس من خلال التمني, إنما من خلال التصلّب وعدم الإستكانة ومن خلال التحريض العملي على شقّ الطريق المستقيم لتعامل جاد مع التاريخ صاحب الحكم الأوفى في الصراع, في ديمومة لا هوادة لها. هذا ما  أراده الراوي, عبدالكريم العبيدي, أن يصل إليه المتلقي من خلال سردية تعشقت مع المكوّن الإنساني الملتصق مع الواقع الجغرافي الذي لم يغادر مشاعره لحظة واحدة, البيت, المحلّة, السوق, الطقوس التقليدية، الشوارع, القرية, المدينة, الشقق, الدور المهجورة, كل هذه التي إحتضنتها ذاكرة الراوي دليل إلتصاقه في حوار مع التاريخ حيث التاريخ هو الحكم الفصل, حيث أدى الراوي رسالته!

ص8
 
الاقتصاد السياسي للاصلاح الاقتصادي
في العراق
الركيزة الاولى: الخيار الناظم للاصلاح حسب "القانون": اقتصاد السوق من خلال " بناء اقتصاد مترابط ومتين يستند على مبادئ السوق ".
 إقتصاد السوق - بين صراع المعاني داخل الخطاب الإيديولوجي المسيطر وحقيقة التجليات الملموسة لهذا المفهوم.
النقطة المحورية في "القانون" هي المادة (1) – اولا والتي تنظر الى الاصلاح بكونه عبارة عن " إعادة هيكلة الاقتصاد العراقي وفقاً لمبادئ الاقتصاد الحديثة ومتطلبات التحول لاقتصاد السوق، وضمان توسيع قاعدة الإنتاج من خلال اعتماد آليات السوق وتحرير التجارة الخارجية والداخلية وضمان المنافسة العادلة". 
وتتفرع عن هذه الفرضية المنطقية كل القضايا الواردة في "القانون". ومن هنا اهمية تدشين نقاش يدخل في جوهر القضايا بما يساعد في تفكيك "القانون" وكشف مضامينه العامة وايضا المستور منه لان صائغيه يحاولون المراوغة عبر الجمع ما بين المتناقضات. وهذا يتطلب رفع مستوى النقاش بالعودة الى الجذور بحيث يكون نقاشا مفاهيميا وليس تسطيحا للامور او المعالجة التبسيطية لقضية جوهرية.
عند استخدام مقولة "اقتصاد السوق" في النقاشات الدائرة يضيع المفهوم بين الحق والباطل كما يقال، وتمتزج الايديولوجيا بالمفهوم العلمي. ومن هنا فلابد من التأكيد في بداية هذه الفقرة على ضرورة التمييز بين مقولة " السوق بشكل عام " و " السوق الرأسمالية " التي تفترض تبادلاٌ قائماً على الإنتاج السلعي الرأسمالي. فالسوق هو ميدان التداول السلعي، وهو مقولة ترتبط بالعلاقات السلعية بشكل عام وبظهور ونمو الإنتاج السلعي الذي بلغ أبعاده الواسعة عند تفسخ الإقتصاد الطبيعي في المدينة والريف وظهور التقسيم الإجتماعي للعمل، وتعمق هذا?التقسيم وتطورت أشكاله المختلفة. إن الانتاج السلعي، أي الإنتاج الذي يكون هدفه المباشر المبادلة، هو سيرورة طويلة المدى يمتد تاريخها لقرون عديدة، سابقة للرأسمالية. ومن هنا لا تجوز المطابقة بين السوق والرأسمالية، لأن الرأسمالية ليست الإنتاج السلعي بشكل عام، بل هي مرحلة تاريخية محددة من تطور الإنتاج السلعي هذا. ولهذا ليس صحيحاً، من الناحية المنهجية، المطابقة بين السوق والرأسمالية، ذلك لأن السوق وكثافة المبادلات السلعية يمكن الإستدلال عليها في فترات سابقة على الرأسمالية بعشرات القرون (1).
إن تطور التقسيم الإجتماعي للعمل وتعمقه، والتخصص الإنتاجي الواسع، وتطور العلاقات السلعية – النقدية والروابط الإقتصادية بين مختلف مناطق البلد الواحد، كلها عوامل أدت الى تبلور السوق الوطنية الواحدة كإمتداد وتبلور ونفي للأسواق المحلية المبعثرة. وينطبق هذا التحليل المكثف مع ظهور السوق الرأسمالية.
لقد نشأت السوق الداخلية الرأسمالية بفعل نشوء وتطور الرأسمالية، كتشكيل إجتماعي تاريخي قائم على أنقاض الإقطاعية وساعدته السيرورات المرافقة للتطور، مثل تعمق التقسيم الإجتماعي والتخصص والإنهيار المتواصل للإقتصاد الطبيعي، وفصل المنتجين عن وسائل الإنتاج والبلترة المتعاضمة وسيرورات التراكم البدائي الراسمالي…الخ، الى أن يتخذ هذا السوق سماته المميزة له. وفي القرن السادس عشر ولدت "السوق الرأسمالية العالمية" التي هي مجموعة الأسواق الوطنية لبلدان العالم الرأسمالي الصاعد حينذاك، حيث وحّدتها التجارة الخارجية المتنامية ب?ستمرار، وساهمت في توطيدها فيما بعد قوة البوارج البحرية ونارها التي لاترحم. لقد إكتملت معالم هذه السوق بصيغتها "المثلى" وأصبحت تتطور في القرن التاسع عشر، عشية تطور نمط الإنتاج الرأسمالي وإخضاعه الأنماط الأخرى لمنطقه، وتحوله الى اسلوب سائد وذي بُعد مركب: محلي وعالمي في الوقت نفسه. وعقب تطور الصناعة الآلية الضخمة في عدد من البلدان الأوربية والولايات المتحدة، ومع إنتقال التشكيل الإجتماعي الرأسمالي الى مرحلة أعلى، الإحتكار، نشأت السوق الرأسمالية العالمية الشاملة الموحدة التي حكمت وتحكم في منطقها وقوانينها الصار?ة، وخصوصاً قانون القيمة، مختلف بقاع العالم مخضِعة إياها لمنطقها الصارم الذي لا يرحم(2).
لابد إذن من مواجهة إشكالية السوق الرأسمالية مواجهة مباشرة داخل دائرة الإشكاليات التاريخية والسياسية المعاصرة، المرتبطة بالتشكيل الرأسمالي ذاته، وليس خارجه.
ومن هنا ثمة ضرورة لطرح أسئلة تساهم في وضع هذا المفهوم (السوق) أمام محك النقد والمساءلة مما يتيح زحزحة وفرز العناصر المكونة له، وبالتالي الإنتقال بالمفهوم وموضعه من مستوى المراوغة الى مستوى الفهم والجدل. إن تناولاً كهذا يفتح المجال من جديد لوضع هذه القضية موضع المساءلة والتفكير بها بهدوء، بعيدا عن صخب الإيديولوجيا النيوليبرالية، وحتى لا يستمر المرء في ترديد الشعارات أو يستعير إستعارة رديئة للمفاهيم أو المقولات دون إعمال العقل، وبالتالي نستطيع أن نكشف المغازي الأساسية للمزدوجة الشائعة سوق/ديمقراطية.
يتعين الآن الإنتقال الى معالجة أكثر ملموسية للإشكاليات المرتبطة بـ"اقتصاد السوق" بحسب الوصفة "النيوليبرالية"، أي اقتصاد مدار ذاتياً، ودون أي تدخل من قبل الدولة. سنسعى هنا لنبين بأن " اقتصاد السوق " بطبعته "النيوليبرالية" ليس له أي رصيد في الواقع، بل هو مجرد بنية نظرية خالصة!.
تاريخياً وبغض النظر عما حدث لاحقا، يمكن القول أن القرن العشرين شهد هيمنة شكلين تاريخيين من الإقتصاد هما " إقتصاد السوق " في الرأسمالية و " الإقتصاد المخطط " في الإشتراكية، بالرغم من كل ما يثيره هذا التمييز من ملاحظات، على الصعيد المنهجي. وطبيعي أنه لا يمكن إستيعاب هذا التمييز بمعزل عن الدور الذي تلعبه الدولة في النشاط الإقتصادي وحجم هذا الدور بالملموس.
وتأسيساً على ذلك يمكن أن نعثر في الأدب الإقتصادي المعاصر، الخاص بهذه القضية، على مفهومين هما مايسمى بـ " دولة العقلانية السوقية" و"دولة العقلانية التخطيطية" (3).
في المثال الأول يتم التأكيد على أن السوق، بحسب عتلاته "المجربة"، قادر على حل جميع المشاكل التي تعترض السيرورات الإقتصادية، وبالتالي فإن وظيفة الدولة يجب أن تنحصر في الضبط regulation ، أي بالتأثير غير المباشر، وخصوصاً في تلك الحالات حيث يظهر خطر "تهديد فعلي للمصالح العليا للبلاد" أو لمختلف فئات المجتمع. كما يتعلق الأمر، بحسب هذا المفهوم/التصور، بضرورة التخلي عن حفز النمو الإقتصادي ذاته من طرف الدولة، الذي يتضمنه السوق ذاته، وتسمى الدولة هنا بـ " الدولة الضابطة أو الناظمة". وطبقا لهذا التصور فإن هذه الدولة، ?ولة العقلانية السوقية، تنشغل بتنظيم أشكال وإجراءات المنافسة الإقتصادية، في حين لا تنشغل بالمضمون المادي النشاط الإقتصادي (4).
وعلى العكس من ذلك فإنه يجري، في المثال الثاني، التأكيد على تفوق "العقلانية التخطيطية" تجاه " لعقلانية السوقية"، وارتباطا بذلك فإن قضية التطور لا يمكن أن تكون مرهونة بالقوى العفوية للسوق. وبحسب هذا الطرح فإن المهمة الرئيسية للدولة تصبح هنا، ترقية هذا التطور ودفعه. تنشغل دولة "العقلانية التخطيطية"، إذن، بالحقل المادي، بالأهداف الإقتصادية الإجتماعية للتطور.
إن هذا التقسيم الثنائي للعالم ظل يشتغل "نظرياً" حتى نهاية الثمانينيات من القرن العشرين، ولم يعد له وجود الآن. وبدلاً من ذلك تهيمن، في الإقتصاد العالمي المعاصر، آليات إقتصاد السوق الراسمالية أو تلك الساعية الى بنائه أو إعادة بنائه وإعادة صياغة موقع الدولة في السيرورات الإقتصادية.
غير أنه بالرغم من هذا التحول فلا ينبغي إستخلاص إستنتاج متعجل حول وجود تصور محدد وموحد لمفهوم " إقتصاد السوق" بصيغته الرأسمالية، حيث تشير التجربة التاريخية الى أن هذا الإقتصاد يظهر بتجليات متنوعة، إذ نستطيع أن نميز أو نفرز نموذجين متعارضين، ومعيار التمييز بينهما هو الدور الذي تلعبه الدولة في حقل الإقتصاد وحقل تدخلها المختلف.
يمثل النموذج الأول لإقتصاد السوق ما يسمى بإقتصاد السوق الموجهة (المنضبط) مع تدخل محدد للدولة، ويسمى كذلك بالنظام التأشيري، حيث يتم بموجبه تسيير الإقتصاد أساساً وبشكل رئيسي بوسائل التوجيه غير المباشر، وذلك عن طريق العتلات المالية وما يماثلها.
أما النموذج الثاتي لإقتصاد السوق فيلغي نظرياً، تدخل الدولة، وينطلق من قناعة مطلقة بطابع "الضبط الذاتي" لإقتصاد السوق. يعتقد أنصار هذا النموذج أن كل تدخل للدولة في العمليات الأقتصادية إنما يعرقل ظروف المنافسة، التي يقوم عليها الأقتصاد الرأسمالي، أو يضر بها على الأقل، مما يتسبب في عرقلة (أو كبح) النشاط العفوي للميكانيزمات السوقية. يسمى هذا النموذج كذلك بـ "إقتصاد السوق المدار ذاتياً أو إقتصاد السوق الحرة" (5).
يطابق هذين النموذجين لإقتصاد السوق تياران فكريان في النظرية الإقتصادية المعاصرة في البلدان الرأسمالية.
- التيار الأول هو التيار مابعد الكينزي أو الكينزي الجديد.
- أما التيار الثاني المقابل للنموذج الثاني، فهو التيار الليبرالي الجديد. إن هذا التيار يمثل رد فعل ناقد على مفهوم كينز، المطروح في سنوات الثلاثينيات، ويرفض فكرته حول التدخل الحكومي.
غير أنه يتعين التأكيد على حقيقة أن العلم يرفض طرحاٌ كهذا، أو صيغة: أما – أو، ذلك لأن العالم معقد بما فيه الكفاية، لذا فمن الممكن تعايش عدة عناصر من النموذج الأول والنموذج الثاني، مما يخلق لوحة متنوعة من مختلف الحلول. ثم أن هذا التقسيم (النظري) يبتعد عن الممارسة الإقتصادية العالمية، ذلك أن أي من النماذج لا يظهر بصيغة صافية في الواقع. ومن هنا فإن الخلافات والسجالات المتواصلة بين أنصار هذه النماذج إنما هي ذات طبيعة إيديولوجية تبريرية وليس علمية. كما أنه حتى لو كان لهذا التقسيم الثنائي تعليل محدد في حقل الإقتص?د، فإنه لايمكن القبول به أو إستخدامه في حقول الحياة الإجتماعية المتنوعة، الثقافية، العلمية، المعتقدية...الخ.
وفي مثل هذه الظروف فإن شعار "إقتصاد السوق" لا يكفي بحد ذاته، بل يجب دائماً الإجابة على السؤال التالي: حول أي نسق لإقتصاد السوق يجري الحديث، هل حول إقتصاد للسوق مع تدخل محدد للدولة، أم هو إقتصاد مدار ذاتياً، أي طبقاً للنشاط العفوي للأليات السوقية ؟ ونظراً لأن النموذجين يختلفان عن بعضهما البعض، في جوانب مختلفة، فإنه سيكون من الصعب فهم جذور ومعنى إختلاف ميكانيزمات التسيير والحلول المطروحة في هذا المجال بدون فهم خاصية كل منهما.
 
نموذج إقتصاد السوق الموجه
 
يشتق هذا النموذج من التراث الكينزي (نسبة الى البريطاني اللورد جون مينارد كينز 1883 - 1946)، وإن كان يمتد بأصله الى عمق الماضي. إنه يقوم على فرضية قوامها فشل، أو على وجه الدقة عدم جدوى الميكانيزمات السوقية والمنافسة الحرة في بعض الحقول ذات الأهمية الجوهرية بالنسبة للمجتمع. يتعين التأكيد هنا، منعاً لأي التباس على أن هذا النموذج لا يهمل دور السوق على العموم، وعلى وجه الدقة لا يهمل (أو يرفض) دور السوق من حيث قدرته على تأمين فعالية أعلى للإنتاج على صعيد مختلف المؤسسات الإقتصادية، أي على المستوى الميكرو إقتصادي ?ي الجزئي micro.
وحسب اعتقاد ممثلي هذا الاتجاه، بدأ من منظره الاساسي- كينز، فإن تدخل الدولة يكون ضرورياً لأسباب عديدة من بينها أن اقتصاد السوق الى جانب محاسنه الكثيرة لا يتيح عقلانية تامة على مستوى الماكرو macro (على صعيد عموم الإقتصاد). وفي هذا المجال كتب الإقتصادي البولوني المعروف، البروفيسور سادوفسكي قائلاً: إن السوق يفشل في العديد من الحقول الهامة للحياة الإجتماعية. فعلى سبيل المثال لم تنجح السوق في حقل العدالة الإجتماعية، المفهومة طبعاً ليس كعدالة التوزيع، بل كمساواة للفرص. السوق لا تتيح ذلك، بل أنها ليست في وضع يسمح ?تحقيقه. ثم أن السوق تفشل في حقل استخدام الموارد الإقتصادية، لأنها تخلق بطالة لا تتوقف وذات طبيعة اجتماعية، وهذا هو عيبها الأساسي (...) كما لم تنجح في حقل الاستقرار الإقتصادي، حيث تؤدي الى تذبذبات متواصلة وغالباً ما تقترن بعواقب هامة ٌ (6).
في إطار نموذج "إقتصاد السوق الموجه " يمكن تمييز شكلين أساسيين للتدخل الحكومي، وذلك إرتباطاً بالهدف الذي يسعى التدخل المذكور لتحقيقه عن هذا الطريق، وكذلك إرتباطاً بطبيعة الموضوع الرئيسي لإهتمام الدولة.
الشكل الأول للتدخل الحكومي، ويرتبط بتحقيق الهدف الخارجي، إذ ينصب التدخل المذكور على ضمان تأمين متطلبات المنافسة في الأسواق العالمية وتعزيز الموقع الدولي للبلد الذي ينتهج مثل هذا الشكل من التدخل الحكومي. وتكاد اليابان تمثل النموذج المثالي لهذا النوع من التدخل.
أما الشكل الثاني للتدخل الحكومي فيرتبط بتحقيق الأهداف الداخلية. يتمثل الهدف الأساسي لتدخل الدولة هنا في الحفاظ على التفاوتات الإجتماعية عند مستوى مقبول، وضرورة تأمين الرعاية والدعم للفئات الإجتماعية ذات الدخول المتدنية أو شمول العاطلين عن العمل بـ"المظلة الإجتماعية". وتشكل السويد (وبعض الدول الإسكندنافية) النموذج الأساسي لهذا الشكل من التدخل الحكومي، وان شهدت السنوات الاخيرة بعض التغيير نتيجة صعود ائتلاف اليمين الى الحكم وتطبيق سياسات جديدة.
وكما تشير التجربة التاريخية فإن حقل تدخل الدولة يتعرض للتطور عبر الزمن، ويخضع لعمليات إصلاح متواصلة. إن إصلاحات هذا النسق، التي تحافظ على الدور الجوهري للدولة في الإقتصاد مع تغيير طرق هذا التدخل فقط، تسمى في الأدب الإقتصادي بـالضوابط الإصلاحية (7)، كما تسمى هذه الإصلاحات بـ " الإصلاحات التأشيرية السوقية ".
إن الإصلاحات المطبقة منذ نهاية الثمانينيات من القرن العشرين، في العديد من البلدان، التي تعتمد هذا المنهج، تهدف الى تحسين أداء العتلات المالية والإقتصادية الموجهة للإقتصاد، غير أنه تحدث فيها، في الوقت نفسه، تغيرات أساسية. يتجلى جوهر هذه التغيرات في الإنتقال من الضبط الهيكلي الى تحديد قواعد للسلوك في السوق (8)، كما تتسع في الوقت نفسه الضوابط الهادفة الى تعديل مايسمى بـ " أخطاء السوق ".
 
نموذج الضبط الذاتي أو موديل السوق الحرة
 
يمثل نموذج الضبط الذاتي نقيضاً لنموذج إقتصاد السوق الموجه. إنه ينطلق من فرضية قوامها أن السوق (وميكانيزماته) يؤدي، آليا، الى حل مختلف المشكلات التنموية. وإرتباطاً بذلك يكون من الضروري خلق الشروط للحرية التامة لنشاط الميكانيزمات السوقية. ومن هنا فإن هذا الموديل هو مرادف معاصر للمبدأ السميثي (نسبة الى آدم سميث 1723 - 1790): دعه يعمل دعه يمر، واليد الخفية للسوق.
وإرتباطاً بالطرح السابق فإن جوهر هذا النموذج يتجلى بالسعي الى "طرد" الدولة من الحقل الإقتصادي، وتقليص دورها في الهياكل الإرتكازية، التي تسهل نشاط المؤسسات الخاصة وتطور المنافسة، كما يسمى هذا الموديل بالموديل الليبرالي الجديد (9).
غير أنه تتعين الإشارة الى أن هذا المفهوم للسوق الحرة (بصيغته المتطرفة) يمثل بنية نظرية خالصة وليس بنية تشتغل في الواقع الملموس. إنه موديل نظري صافي، وهو بهذه الصورة لم يتحقق حتى في البلدان التي تدعي تطبيق المذهب النيوليبرالي، مثل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا. آيا من البلدان الرأسمالية المتطورة لا يسود فيه إقتصاد السوق الحرة بصيغته الخالصة، إذ يلاحظ اشتغال لآليات السوق المقترنة بضبط متعدد الجوانب لتلك الآليات من طرف الدولة. وبالرغم من النزوع المتصاعد لتقليص هذا الضبط الدولاني (نسبة الى دولة)، ورغم ا?جنوح المتصاعد نحو الخصخصة privatization ، فإن الضبط هذا مازال يعمل، وفي بعض الحقول يشتغل بقوة. إن الواقع يقدم لنا، إذن، ليس اقتصادا سوقياً بحسب الوصفة النيوليبرالية، بل اقتصادا مختلطاً، حيث إقتصاد السوق مقروناً بتدخل حكومي ملحوظ في قطاعات متعددة. ويعني ذلك أن الأمر لا يتعلق، في الممارسة، بتدخل أو عدم تدخل الدولة، فمثل هذا الأمر حسمته التجربة التاريخية، بل أن القضية توجد على مستوى آخر، ويتعلق الامر هنا بالفرو قات في حجم وأشكال التدخل الحكومي هذا.
إن خصوم النموذج النيوليبرالي يطرحون الفكرة القائلة بأن مفهوم "السوق الحرة" أو "المدارة ذاتياً" هو مفهوم ينتمي الى الماضي، أو لحقل النظرية الصرف، وقد تجاوزه التاريخ والواقع، وهم بذلك ينكرون اشتغال سوق كهذه في الظروف المعاصرة. إن العبارات التالية تؤكد هذه الأطروحة: "إن السوق المدار ذاتيا قد بدأ بالموت مع بداية القرن العشرين. وقد كانت الحرب العالمية الأولى تمثل المعلم الذي لا يخطئ لمرضة المميت هذا، في حين كانت الأزمة الإقتصادية 1929 – 1933 تمثل رصاصة الرحمة. يتمثل السبب في ذلك في أن السوق المدار ذاتياً يتضمن ?لعديد من العناصر الطوباوية " (10).
لقد كانت قضية إختيار الشكل المحدد لتدخل الدولة، في إقتصاد السوق الرأسمالية، موضوعاً لسجالات ساخنة، وإنتقلت من حقل النقاشات النظرية الصرفة الى حقل الممارسة الإقتصادية الملموسة. فقد إحتدمت هذه النقاشات وإتخذت أبعاداً جديدة في سنوات الثمانينات من القرن العشرين، إي لحظة إنتقال السلطة الى المحافظين الجدد في كل من الولايات المتحدة (ريغان) وبريطانيا (تانشر). ففي هذه السنوات بدأ الليبراليون الجدد بتطبيق مذهبهم المتطرف في الممارسة الإقتصادية. وقد بلغت المناقشة حدتها في بداية التسعينات، وخصوصاً في الولايات المتحدةـ ?حت تأثير المخاطر التي خلقتها اليابان أمام الإقتصاد الأمريكي، والتي لم يستطع الأمريكان تذليلها في ظروف سيادة المذهب الليبرالي الجديد (11).
وقد تغذى السجال السابق بالنقاشات التي كانت تدور حول مايسمى بـ " المعجزة اليابانية ". فمن المعلوم أن هذا البلد قدم مثالاً لأهم نجاح إقتصادي بعد الحرب العالمية الثانية، ومن هنا فإن نتائجه إستخدمت بمثابة حجة لصالح كل من أنصار النموذجين السابقين. فأنصار التدخل الحكومي يرجعون النجاح الياباني في الحقل الإقتصادي الى السياسة الصناعية والدور الفعال للدولة، في حين يرجع أنصار المذهب الليبرالي الجديد ذلك الى النشاط العفوي لأليات السوق.
يتعين التأكيد على أن التحول نحو مذهب الليبرالية الجديدة ليس " بدعة " نظرية داخل الإقتصاد السياسي المسيطر في البلدان الرأسمالية المتطورة بل يجب دراسته إنطلاقاً من فرضية بسيطة قوامها أن هذا " التحول الفكري " هو نتاج الأزمة الإقتصادية العميقة التي يعاني منها الإقتصاد الرأسمالي منذ بداية سبعينات القرن العشرين، بالرغم من كل مظاهر الفرح السياسي الغامر بإنهيار القطب الأخر. يتعين، إذن، النظر الى الليبرالية الجديدة بإعتبارها إنعكاساً لعمق الأزمة في النسق الرأسمالي العالمي وتمثل إيديولوجية كاملة لإدارة تلك الأزمة ال?نيوية. إن أحد المخارج النظرية هو هذا المذهب الذي أرتبط بهيمنة العناصر المحافظة أو تكتلات القوى التي لعب فيها المحافظون الجدد دوراً مقرراً، فمع استمرار هذه الأزمة وتفاقم الأوضاع الإقتصادية بدأ يترسخ وعي محدد في أوساط القوى المسيطرة في هذه البلدان بحقيقة الفشل الذي منيت به فلسفة إدارة رأسمالية الدولة الإحتكارية التي وضع أصولها الإقتصادي الإنكليزي المعروف كينز. لقد بدت الوصفة الكينزية عاجزة عن مواجهة الأحداث المعقدة التي جرت في بداية السبعينات بسبب عجز جهازها المفاهيمي عن تقديم تفسيرات منطقية مقبولة للقضايا و?لصعوبات التي إرتبطت بالأزمة المذكورة، وبالتالي عدم قدرتها في صياغة حلول تتجاوز الأزمة المذكورة (12). ويتعين التأكيد على أن السياسات الكينزية، التي إستندت الى تدخل نشيط للدولة في الحياة الإقتصادية، قد حققت نجاحات ملموسة على الصعيدين الإقتصادي والإجتماعي. غير أن الأدوات التي إستخدمتها تلك السياسة لم تستطع كبح جماح التضخم أو على وجه الدقة لم تستطع مواجهة أزمة الكساد التضخمي وما رافقها من مظاهر، وما إقترن بذلك من تفشي للبيروقراطية والعسكرة، مما وضع هذه السياسات موضع النقد والمساءلة، وبالتالي بدأت تفقد بريقها ل?الح السياسات النيوليبرالية (13).
في مواجهة هذه الحقائق، راح الجناح اليميني في الفكر الإقتصادي المسيطر في البلدان الرأسمالية يشن هجوماً قوياً على الكينزية بوصفها قد أصبحت وصفة " بائرة "، داعياً لنبذها والتخلي عنها، ومطالبا في الوقت ذاته بتبني سياسة جديدة، وضعت أسسها النظرية في " مدرسة شيكاغو " بقيادة ميلتون فريدمان (1912-2006)، وهي السياسة التي عرفت بمصطلح " النقدوية " وهو تيار ينتمي الى المدرسة الكلاسيكية الجديدة. إن هذا التيار حاول جاهداً العودة بالرأسمالية الى جذورها الأولى رافعاً شعاراته الشهيرة: الحرية الإقتصادية وآليات السوق الطليقة،?داعياً في الوقت نفسه الى تقليص دور الدولة في النشاط الإقتصادي وإلغاء الدور الذي تلعبه كمضخة للطلب الفعال، أو من حيث التركيز على مايسمى بـ " إقتصادات العرض " لتنشيط آليات النظام (14). وقد اقترن ذلك كله بالهجمة العاصفة للديمقراطية على صعيد عالمي، قادتها القوى المسيطرة في هذه البلدان، حتى بدا لمتابع المشهد المتحرك على الأرض تشكل مجموعة من المعادلات التي يتعين التوقف عندها. فعلى سبيل المثال يجري الإلحاح على مساواة الديمقراطية (كبنية سياسية) بالإقتصاد الليبرالي وبالتالي يمكن كتابة المعادلة الشهيرة: السوق - الدي?قراطية.
ونظراً لأن هذا " السوق " الذي يجري التأكيد عليه في الفترة الراهنة، هو ليس مقولة معلقة في الهواء، بل أن السوق المطلوب هو سوق رأسمالي في إطار الرأسمالية، فإنه يمكن كتابة معادلة أخرى هي: السوق - الرأسمالية.
وإذا كشفنا " الرابطة " الوثيقة بين هاتين المعادلتين، نستطيع أن نستنتج أن " جوهر " تلك المعادلات بحسب أطروحات الفكر الإقتصادي المسيطر هو التالي: رأسمالية = ديمقراطية.
وهذه المعادلة تثير الشكوك منذ بدايتها. ذلك لأن التشديد على الديمقراطية في مثل هذه الظروف، يخلط الحق بالباطل، على حد تعبير المفكر الاقتصادي المصري د. سمير أمين. فمن ناحية التطور التاريخي كانت الرأسمالية كأحد موديلات التطور تحمل الديمقراطية والقمع في آن، حيث أن سيادة مبادئ الليبرالية قد إقترنت بالتدخل الإستعماري، ولا حاجة للدخول في التفاصيل فتاريخ التراكم البدائي لرأس المال شاهد لا يخطئ على هذه الفكرة (15). حقاً لقد حققت الرأسمالية عبر تطورها التاريخي المديد شكلاً أو صيغة للديمقراطية، افضل بالمقارنة مع التجا?ب التي سبقتها أو رافقتها. غير أن ديمقراطية المستوى السياسي ظلت، وستظل كذلك لأسباب تكمن في طبيعة النظام ذاته، تسير متناقضة مع المستوى الإقتصادي، الذي لايمكن أن يكون ديمقراطيا، لأنه يرتكن الى منطق الملكية الخاصة والمنافسة، التي لا يمكن أن تكون ديمقراطية أصلاً، لأن القانون الإقتصادي المحرك للنظام لا يجري تحقيقه بين أطراف العملية الإقتصادية بإتفاق سادة " جنتلمان "، بل عبر عمليات صراع ومنافسة ضاربة وإبتلاعات متواصلة. كما ان العلاقة بين الراسمالي والعامل ليس علاقة متكافئة بل تقوم على الارغام الاقتصادي، فالعامل و?ن كان يتمتع بالحرية الا انه مضطر لبيع قوة عمله وفقا لشروط تحددها "قواعد العرض والطلب". هذا هو المنطق الموضوعي لعمل القوانين الناضمة للتشكيل المذكور وليس من إختراع خصومه الفكريين. إن النمط الرأسمالي لا يفرض الديمقراطية فرضاً، بل تم التوصل إليها عبر مساومات تاريخية بين القوى المتصارعة، وكانت هذه الصيغة معمدة بالدم والتضحيات الجسيمة. غير أن التشكيل الرأسمالي قد خلق مجموعة من الميكانيزمات الإقتصادية وغيرها تجعل أفراد المجتمع لا يشعرون بالإضطهاد المرافق للتناقض الناشئ بين المستوى السياسي (الديمقراطية) والمستوى ?لإقتصادي (الملكية الخاصة والمنافسة بصيغتها التقليدية أم المعاصرة) وذلك بفضل ظاهرة الإغتراب التي تحكم جميع أوجه الحياة الإجتماعية والوعي (16).
ولاشك أن إصرار المؤسسات الدولية المتخصصة (صندوق النقد الدولي والبنك الدولي تحديداً) من خلال التبشير بالديمقراطية صنواً لإقتصاد السوق وحصيلة للتحرير الإقتصادي الليبرالي والتأكيد بأن الديمقراطية سبب ونتيجة معاً للنمو الإقتصادي في إطار الليبرالية الإقتصادية، إن هذا الإصرار مناهض لحقائق التاريخ الصارمة. فالتاريخ الإقتصادي غني بالدروس والعبر المناقضة لمقولات الصندوق والبنك الدوليين بصدد ديمقراطية التحرير الإقتصادي الليبرالي، ذلك لأن الثورة الإقتصادية الرأسمالية والتنمية قد تحققتا في غياب الديمقراطية والتعددية ف? العديد من البلدان منها تحديداً في ألمانيا زمن بسمارك وفي فرنسا زمن نابليون الثالث وفي اليابان زمن الميجي. كذلك فإن التجارب الجارية للإصلاح الإقتصادي في العديد من البلدان العربية والنامية وتجارب النمو العارم في إطار الرأسمالية أو الليبرالية الإقتصادية في البرازيل وبعض دول امريكا اللاتينية الاخرى وكذلك في دول الجنوب الأسيوي قد إقترنت تحديداً بغياب الديمقراطية وتواصل النزعة السلطوية (17). وإذا كانت الليبرالية الجديدة، بطبعتها المتطرفة، على الصعيد العالمي هي وسيلة الرأسمالية المعاصرة لرفع متوسط معدل الربح لإع?دة الحيوية لتراكم رأس المال والنفي الجزئي لتناقضاتها الداخلية، فإن تطبيقها في " البلدان النامية " يعني، من بين أمور عديدة، السعي لإحتواء هذه المناطق وإبتكار آليات جديدة للهيمنة والاستغلال تمكّن الإحتكارات المتعدية الجنسية والبلدان الرأسمالية المتطورة في خلق " فائض قيمة تاريخي جديد " يمول جزئياً علاج تناقضات تصدع دولة الرفاه ونظم الإشتراكية الديمقراطية بعد فشل الليبرالية المعاصرة في قلاع رأس المال في علاج هذا التصدع وتناقضاته (18).
خلاصة القول، ان حرية الأسواق المعمَّمة لا تحقق توازنا بين العرض والطلب، وذلك حتى في الفرضية المتطرفة الخيالية بأن تسود الشفافية في معاملات السوق. يُضاف إلى ذلك أن النظرية الاقتصادية الليبرالية لم تبرهن بالدليل العلمي على أن مثل هذا التوازن المتوقع حدوثه من شأنه أن يحقق أيضا الحل الأمثل اجتماعيا. وعلى خلاف كل هذه الأقوال فإن حرية الأسواق تؤول فقط إلى انتقال النظام من وضع اختلالي إلى وضع اختلالي آخر دون أن تميل الحركة إلى انجاز التوازن المزعوم. ويرجع السبب في اتجاه هذه الحركة من اختلال إلى إختلال آخر.. إلى ف?ل صراع المصالح الاجتماعية والوطنية؛ وذلك هو العامل الذي يتجاهله المذهب الليبرالي. وبالمثل، فإن الفرضيات التي تقوم علي أساسها الطروحات الليبرالية تصف عالما خياليا لا علاقة له بالواقع القائم، وهو رأسمالية الاحتكارات المعممة.
لقد توصل عديد من الباحثين، بناء علي هذه الملاحظة، إلي الاستنتاج بأن الليبرالية نظام غير قابل للاستقرار، وأن انفجاره ــ الذي يتجلى في أزمة متفاقمة – كان متوقعا. وبالتالي فإن تطبيق مبادئ الليبرالية علي مجتمعات "الاطراف" التي ترضي بالخضوع لها لن ينتج سوي قيام رأسمالية من نوع خاص سماها سمير امين "راسمالية المحاسيب" التي تلازم تكريس دولة كومبرادورية في خدمتها، ولن يُسمح بإقامة دولة وطنية تعمل من أجل تنمية اقتصادية واجتماعية قابلة للدوام (19).
 
****************
ص9

الدولة المدنية.. الواقع والاشتراطات
 
حسين درويش العادلي
الدولة العراقية الحالية (خامة) ما قبل تأريخ الدولة المدنية، فضلاً عن الدولة المدنية ذاتها، بل لم تنجح أو تصمد حتى الدولة التقليدية �فضلاً عن الدولة المدنية الديمقراطية- التي امتازت بالهجانة والتقلب منذ تأسيسها عام 1921م وحتى انتحارها ونحرها عام 2003م.
 
 
بالعموم، فشل لدينا مشروع الدولة/الأمة، لأننا لم تشتغل لمشروع الأمة/الدولة. إنّ مشروع الدولة فشل وانتحر على يد المدارس والثقافات العراقية منذ عهد التأسيس للدولة العراقية الحديثة 1921م بسبب فشل البناء العضوي المدني للمدارس العراقية.
واليوم نحيا وسط ارهاصات التأسيس لمشروع دولة ديمقراطية لم تتضح معالمها بعد، بل لم ننجح حتى الآن بإنتاج الدولة التقليدية، فأمة الدولة منقسمة على أساس من هوياتها الفرعية، وسلطات الدولة مبتلعة على أساس مكوناتي حزبي محاصصي، وسط واقع أمني متفجر وواقع خدمي متواضع واستلاب كوني لملفات البلد ومصالحه العليا... وما لم تنجز شروط وطنية ومدنية الدولة فلا أمل بوحدتها ورسوخها وتكاملها.
 
القيم والضمانات والحواضن المدنية
الدولة المدنية كما هي دولة غير معسكرة هي ايضاً دولة تأبى الأدلجة أياً كانت الآيديولوجيا التي تأسرها وبالأخص الآيديولوجيات الشمولية... لكن، وبالعمق هناك عدة من الاشتراطات لابد من توافرها لضمان انتاج الدولة المدنية، هي:
1- تكامل القيم المدنية التي تنتجها المدينة (منظومة الفضائل المدنية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية..) المستلة من روح المدينة على حساب روح البداوة أو القرية في انتاجها للمجتمع.. ولم تتشكل -عراقياً- بعد أية روح مدنية أو حتى مدينية، فلقد قضي على المدينة كنسق جدلي وسياق ابداعي منتج للتطور التاريخي، وأيضاً قضي على المدنية بفعل غياب قيمها وضماناتها وحواضنها.
2- سيادة الضمانات المدنية التي تنتجها الدولة، وتتمثل بالحقوق المدنية، والحقوق السياسية، والحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
إنّ اشتراط سيادة الضمانات المدنية مرهون باعتماد المواطنة الديمقراطية في أصل نشوء وبقاء الدولة، ولا يمكن الحديث عن حقوق سياسية ومدنية واقتصادية وثقافية دون اشتراطات حماية قانونية توفرها الدولة، والدولة المدنية هي النمط الوحيد بين انماط الدول القادرة على ضمان سيادة منظومة الحقوق المدنية، من هنا كانت الضمانات المدنية مقترنة دوماً بنجاح مشروع الدولة المدنية، وعمر العراق الحديث لم يشهد قيام تجربة الدولة المدنية.
3- توافر الحاضن المدني كنسق ومؤسسات، والحاضن للثقافة المدنية هنا هو المجتمع المدني، ولم يتشكل بعد مجتمعنا المدني. إنّ نسق مدنية المجتمع يرتبط بثلاثة عوامل: الرابطة والوعي والأداء، فنسقية المجتمع المدني تنتظم على أساس من المواطنة القانونية والثقافية الكاملة، وعلى أساس من المواطنية الفاعلة في العلاقات النسقية (عمودية وأفقية) بين الأفراد والمجتمع والدولة، وعلى أساس من الأداء (الفردي والجماعي) الطوعي والمسؤول المستند الى القانون والسلم. وأيضاً يفتقد المجتمع المدني تكامل وفاعلية نسق المؤسسات كوسيط حقيقي بين المواطن والدولة. لذا لا نجد فاعلية حقيقية للحاضن المدني كنسق ومؤسسات في مجتمعنا بعد على مستوى الظاهرة.
 
التلمس والتحفظ
هل بدأنا نتلمس بعض آثار التشكل لنواة مدنية عراقية؟ يمكن قبول هذا القول بتحفظ شديد.
القبول يستند الى معطيات، منها: زوال النظام السياسي الشمولي، ونمو الثقافة وانفتاحاتها المتنوعة، وتطور الفاعليات الإعلامية، وادخال ودخول المجتمع في جدليات كبرى على مستوى الموروث والذاكرة والتابوات والشموليات والتشريع والعقل والإبداع.. هناك حركية تفعل فعلها في اللاوعي العراقي، وقد تكون جزءا من صيرورة لثقافة مدنية تشكل بداية لتبلور نواة مدنية صلبة.. وقد لا تتشكل، إذا ما لم يتوفر لها ثلاثي (القيم المدنية والضمانات المدنية والحاضن المدني)، وهذا هو مبعث التحفظ الشديد، والخوف الشديد الذي أحمله.. فلا يمكن اكتساب (القيم والضمانات والحواضن) المدنية دون كسب مشروع بناء الدولة، فجميع البناءات والأنساق تقوم وتتقوم على أساس من مشروع الدولة وطبيعتها الفلسفية والوظيفية.
وهذا جوهر المعركة الكونية الدائرة في العراق حاليا.
المفترض، أنّ الهدف النهائي للعملية السياسية الحالية هو انتاج الدولة، فالعملية السياسية (خارطة طريق) لانتاج هذه الدولة.. وبصراحة، لا أجد العملية السياسية الحالية قادرة على انتاج هذه الدولة، وبالذات نمطها المدني، والمصدات هنا ذاتية وموضوعية لا يمكن القفزعليها أو تجاهلها بسهولة.
فعلى سبيل المثال: هل يمكن التأسيس لدولة مدنية في ظل (هجانة) طبيعة مشروع الدولة الفلسفي المتصل بماهيتها وهويتها؟ هل يمكن لديمقراطية الأعراق والطوائف المعتمدة كأساس لإنتاج الدولة توفير بنى دولة واضحة النسق على مستوى التشريع والقرار والمؤسسة، وهي التي تقوم وتتقوم على وفق مبادئ إنقسام السلطة والمحاصصة والتوافق المستبطن لحق النقض العرقي والطائفي؟
وكيف يمكن للديمقراطية التوافقية أن تشتغل وسط انهدام شبه كلي عانت وتعاني منه جميع بناءات وانساق المجتمع والدولة العراقية؟ ثم كيف يمكن تجاوز الكوابح الذاتية للأصل النظري للديمقراطية التوافقية وهي التي تستعيض عن المواطنة بالمكوّن العرقي والطائفي والإثني، وتتجاوز استحقاق الديمقراطية في صناعة القرار لحساب مطبخ التوافق، وتصيب أمة الدولة بمقتل جراء اعطائها الاعتراف والحماية لمبدأ المكون على حساب مبدأ المواطنة؟
وأيضاً، هل يمكن التأسيس لثقافة مدنية مع احياء وتبني ثقافة الهويات الفرعية وتصدرها كفاعل في الحياة السياسية والاجتماعية؟ وعن أية صيرورة للدولة (ومن ثم الثقافة والمدنية) نتكلم ولم تحسم بعد مراهنات الرؤى والإرادات الكبرى المتصلة بطبيعة الدولة وشكلها ومنظوماتها ومشروعها الإنساني؟ وكيف لنا معالجة انحلال المدينة وغياب قيم المدنية مع غياب مشروع الدولة القيمي والاقتصادي والثقافي؟
أسئلة تتوقف أجوبتها على نمطية الحسم للصراع الدائر لكسب معركة الدولة.. فيجب ألاّ ننسى، أنّ مصير الديمقراطية والمدنية هو مصير سياسي/ثقافي قبل أي اعتبار آخـر، وأنّ القيـم والضمانات والحواضن المدنية مرتبطة بنوع الدولة المراد انتاجها علـى أنقاض الدولة العراقيـة التقليديـة.
 
المطلوب
 
لتحقيق النواة المدنية الصلبة التي ترتكز عليها كافة البناءات الفوقية من مجتمع ودولة وسلطات وفاعليات.. لابد من توافر أربعة شروط تتماهى في لحظة تاريخية مناسبة لتنهض بمشروع الدولة المدنية، وهي:
1- الكتلة التاريخية، وأعني بها، جماعة التأسيس التي توحد رؤاها واراداتها لتبني مشروع الدولة المدنية الديمقراطية. ان الكتلة التاريخية الصانعة للتحول هي مجموعة النخب التأسيسية المدنية الديمقراطية التي تتنوع سياسياً وثقافياً واعلامياً واقتصادياً.
2- الحامل السياسي لمشروع الدولة المدنية الديمقراطية، واعني به تحالف عريض وواسع لقوى التيار الوطني المدني الديمقراطي الذي يأخذ على عاتقه حمل المشروع والدفاع عنه وجعله خياراً للأمة والدولة.
3- البناء الدستوري والقانوني القائم على وفق الأسس الديمقراطية المدنية، والذي يحسم نوع وهوية المشروع الإنساني والسياسي المدني الديمقراطي.
4- البرامج والسياسات المجسدة للمشروع المدني في كافة حقول المجتمع والدولة.
 
الكتلة التاريخية المدنية
 
أشدد على مصيرية مشروع الدولة على يد الكتلة التاريخية (على حد تعبير غرامشي)، فإنّ مشروع الدولة العراقية المدنية �بعد التغيير- رهن بانبثاق الكتلة التاريخية السياسية المدنية العراقية المتحررة من الولاءات الخاصة والطموحات الضيقة، الكتلة التاريخية القادرة على توحيد رؤيتها للدولة وفلسفتها وهويتها ومشروعها، والمنبعثة لإعادة انتاج الذاكرة التاريخية (الدينية والمذهبية والقومية والسياسية) بشكل توظيفي بناء، والمؤهلة وعياً وأداءً لتجاوز التناقضات والنشوزات الراهنة التي خلفتها عهود الاستبداد وتداعيات الفوضى والانقسام، والقادرة على توظيف اللحظة التاريخية المناسبة لتبني مرتسمات نوعية للتنمية والتطور.
لم تتبلور بعد الكتلة التاريخية العراقية، فالانقسام في الرؤية والتباين في الأجندة والتعارض في المشاريع.. هي السائدة، وما لم تتوافر عناصر النهوض للكتلة التاريخية العراقية فلن يتم انجاز مشروع الدولة المدنية الديمقراطية... إن تشكيل الكتلة التاريخية رهن توحد قوى الطيف المدني الديمقراطي العراقي.
 
اشدد على مصيرية الدولة على يد الكتلة التأريخية، (على حد تعبير غرامشي) فان مشروع الدولة العراقية المدنية _ بعد التغيير _ رهن بانبثاق الكتلة التأريخية السياسية  المدنية العراقية المتحررة من الولاءات الخاصة
 والطموحات الضيقة
 
***************
 
الغاء الرواتب التقاعدية لمجلس النواب
 
 
زهير كاظم عبود
بصدور قرار المحكمة الاتحادية العليا رقم 86/اتحادية/ اعلام  /2013 بتاريخ 23/10/ 2013  فقد اعتبرت المحكمة  المادتين ( 3 ) و ( 4 ) من قانـون مجلس النـواب  رقم (50) لسنة 2007 الصادر بتاريخ 3/9/2007  لاتستند الى الشرعية القانونية  وكشفت بذلك ان هاتين المادتين اللتين تمنحان (كافة الحقوق والامتيازات)  لكافة اعضاء مجلس النواب بما فيهم الرئيس والنواب والأعضاء غير دستوريتين لكونهما ضمن نصوص قانون لايستند على الدستور أصلا وتم تشريعه خلافا لأحكام الدستور ودون اعتبار للشكلية التي حددها الدستور ضمن نص الفقرة أولا من المادة ( 60 ) منه وهذه المواد هي :
المادة (3) : يتمتع رئيس مجلس النواب ونائباه بكافة الحقوق والامتيازات التي يتمتع بها رئيس مجلس الوزراء ونائباه في جميع المجالات المادية والمعنوية، ويتم التعامل معهم بروتوكوليا على هذا الأساس.
المادة (4) : يتمتع عضو مجلس النواب بكافة الحقوق والامتيازات التي يتمتع بها الوزير في جميع المجالات المادية والمعنوية ويتم التعامل معه بروتوكوليا على هذا الأساس.
وجاء في الاسباب الموجبة ان القانون صدر لعدم وجود غطاء قانوني لحقوق الأعضاء وملاك ديوان المجلس وميزانيته واستنادا إلى أحكام المادة (61) الفقرة أولا" والمادة (63) الفقرة أولا" من الدستور العراقي شرع القانون.
ومن الجدير بالذكر: ان قانون مجلس النواب رقم ( 50 ) لسنة 2007 فيما يخص المخصصات والامتيازات والرواتب التقاعدية للأعضاء استند على  نص قانون الجمعية الوطنية رقم 3 لسنة 2005.
وهذا القانون في الفقرة الثالثة من المادة السادسة  منه ينص على مايلي :
ثالثا :- يمنح عضو الجمعية الوطنية راتبا تقاعديا مقداره 80 بالمئة من مقدار المكافأة الشهرية التي يتقاضاها من الجمعية بعد انتهاء مدة ولاية الجمعية.
علما بان الدستور العراقي نص في الفقرة اولا من المادة ( 63 ) منه على تحديد (حقوق وامتيازات) رئيس مجلس النواب ونائبيه وأعضاء المجلس ، ولم ترد عبارة الرواتب التقاعدية التي يفهم منها انها نتيجة عمل الموظف في خدمة الدولة لفترة زمنية محدد حدها الادنى ، ويدفع عنها خلال تسلمه الراتب توقيفات تقاعدية حتى تتم احالته الى التقاعد وصرف الراتب التقاعدي المناسب له وفقا لراتبه وخدمته ، وأن عمل عضو مجلس النواب لايمكن اعتباره ضمن احكام الخدمة المدنية حتى يمكن تطبيق احكام قانون الخدمة والتقاعد عليه ، لذا فهو يتقاضى حقوقاً وامتيازات مالية ومعنوية ، وان المحكمة الاتحادية قضت بعدم مشروعية ودستورية تقاضي تلك الحقوق والامتيازات بعد انتهاء مهمته التشريعية  .
بالإضافة الى اشارة المحكمة في قرارها اعلاه مخالفة المادة 60/ اولا من الدستور التي اوجبت ان تقديم مشاريع القوانين من رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء على اعتبار ان القانون تم تشريعه من مجلس النواب مباشرة دون اعتبار للشكلية التي حددها الدستور، باعتبار انه كان فكرة تبناها مجلس النواب بصيغة مقترح قانون الا انه تم تشريعه دون اتباع السياقات الدستورية.
ان الغاء القانون لعدم الدستورية ينسف اصلا القاعدة التي يستند عليها ويصبح ليس بذي قيمة دستورية او قانونية ، ولهذا فأن اشارة المحكمة الاتحادية العليا الى عدم دستورية القانون يلغي الحق الذي استند عليه النواب في تقاضيهم الرواتب التقاعدية التي حددها قانون الجمعية الوطنية 
ان قرار المحكمة الاتحادية العليا المرقم 86/اتحادية /2013 الصادر بتاريخ 23/10/2013 رفع الغطاء القانوني عن كافة الحقوق والامتيازات التي يتمتع بها عضو مجلس النواب ونص على أن هذا الالغاء يخص بقدر تعلق الأمر الرواتب التقاعدية الخاصة برئيس ونواب الرئيس وأعضاء مجلس النواب لمخالفتها للمادة ( 60 /  اولا )  من الدستور إلا ان القرار تحدد في نص طلب المدعي ولم يتعد الى بقية الحقوق والامتيازات  ، حيث انه حصر دعواه بهذا الخصوص ، وهذه الحقوق والامتيازات غير الرواتب التقاعدية ومنها على سبيل المثال لاالحصر ماورد في قانون تعديل قانون مجلس النواب رقم (50 ) لسنة 2007 الذي خول بموجب المادة  ( 5 ) منه ان تمنح هيئة الرئاسة وأعضاء مجلس النواب جوازات سفر دبلوماسية لهم ولأزواجهم وأولادهم أثناء الدورة التشريعية , و(8) سنوات بعد انتهاء الدورة التشريعية ، والحمايات الشخصية والامتيازات الاخرى ،  بالإضافة الى معالجة الرواتب التقاعدية التي تقاضاها الأعضاء قبل صدور قرار المحكمة الاتحادية ، باعتبار أن قرار المحكمة جاء كاشفا لحالة غير دستورية وغير شرعية ولم ينشئ التزامات جديدة انما كشف الغطاء غير الدستوري عن هذا الحال .
 
 
 
مأزق الاستحواذ في منظمات المجتمع المدني العراقية
 
 
الدكتور جاسم الصفار
كان هذا قبل عشرون عاما تقريبا عندما كنت اعمل في ليبيا. وكان من ضمن مهامي المختلفة في «مكتب الجنوب الاستشاري للدراسات الفنية والاقتصادية»، المساهمة في مشروع إنشاء متحف للفولكلور الشعبي لسكان المناطق الصحراوية الجنوبية. وتنقلت وقتها بين القرى المنتشرة في عمق الصحراء والقريبة من المواقع الجغرافية لمنابع المياه والواحات الصحراوية القديمة، اجمع كل ما اعثر عليه من ملابس قديمة واواني منزلية والات انتاج بدائية. وفي اثناء تجوالي في احدى القرى النائية وقع نظري على صبي يدحرج بين قدميه انية معدنية قديمة. وبعد ان طلبت منه معاينتها، أثار انتباهي وجود اثار كتابة بلغة محلية قديمة على جزء من الانية التي هي بقية ابريق صغير او شيء من هذا القبيل.
طلبت من الصبي ان يعطيني الانية مقابل مبلغ من المال. فنظر الصبي الي مندهشا من عرضي وتلفت يمينا وشمالا وعقد يديه خلف ظهره مبتسما بخجل بعد ان قدم لي الانية لأخذها دون مقابل لأنها من المهملات الملقاة على الطريق، وان مثلها الكثير هنا. ففرحت للخبر وتمنيت عليه مساعدتي في العثور على قطع اخرى من نفس النوع.
وكانت النتيجة ان جمعت كيسا كبيرا من مختلف الاواني والآلات المعدنية اضافة الى قطع خشبية متآكلة لها اشكال منتظمة في بعض اجزائها تثير الاهتمام.
سلمت للصبي مبلغ من المال مقابل مساعدته لي، هرول به فرحا الى بيته وعدت انا الى سيارتي التي تركتها عند مدخل القرية. وقبل ان أهم بتشغيلها للعودة سمعت صوت رجل يركض مسرعا نحوي ويطلب مني التوقف، ويجر ورائه ذلك الصبي الذي ساعدني في جمع المهملات. ومن كلامه المفكك بلهجته الجنوبية الصحراوية فهمت انه اب لهذا الصبي وانه كان يتعين علي الحصول على موافقته لجمع هذه المهملات التي تعود له ولأقاربه المقيمين معه في القرية. فلم اجادله في ما قال واخرجت الكيس من صندوق سيارتي وسلمته اليه كاملا، وطلبت اعادة المبلغ المالي الذي اعطيته لابنه. ففتح الرجل فمه متعجبا، هطل معه شارباه الكثان بصورة اثارت عندي الرغبة بالضحك. ولكنه عاجلني بهمهمة فهمت منها انه يقدر حاجتي لما جمعته بمساعدة ابنه وانه ما جاء الا ليعلمني بانها مهملات ثمينة لا توازي المبلغ الذي سلمته لابنه. ثم امعن النظر في وجهي الذي لم يجد في تعابيره اي استجابة لطلبه بزيادة المبلغ. عندها عاد ليشرح لي بألم عن حالتهم المالية المضنية وحاجتهم لأي مساعدة يغطون بها حاجات امسهم قبل مصاريف يومهم.
هكذا نحن دائما، نتمسك بأشيائنا ومشاريعنا الفاشلة، وحتى تلك التي اصبحت تثقل علينا، لمجرد أن تثير هذه الاشياء او الموضوعات اهتمام غيرنا وتعاطفهم معنا وابداء استعدادهم للتعاون من اجل استخدامها بصورة افضل وتعديل مساراتها واهدافها لكي تكون معطية لمنفذيها وللصالح العام. والاسوأ من ذلك (على الاقل من الجانب الاخلاقي) ان يقايض اصحابها الذين تنفذ هذه المشاريع لأجلهم بدرجة كبيرة، على مقابل قد لا يقوى المنفذ  على دفعه. والمقابل هنا ليس بالضرورة ماليا كما في حكايتي اعلاه، بل قد يكون هذا المقابل معنويا او الاثنين معا في حالات معينة.
لقد تأسست منظمات المجتمع المدني العراقية أو أعيد تأسيسها، على تنوعها في غاياتها واهدافها، على عجالة بعد عام 2003 لتساهم في حل معضلات المجتمع العراقي التي ابتلى بها ابان حكم الطاغية صدام حسين، ولتتصدى للمشاكل والسلبيات المتجددة التي يفرزها مجتمعنا نتيجة لسياسات سلطة المحاصصة الطائفية والقومية التي تربعت على صدور العراقيين بعد سقوط الطاغية. ومع ان بعض هذه المنظمات قد توفقت في اداء مهامها الى حد ما واختيار مساراتها الاكثر جدوى وصواب للوصول الى اهدافها، الا ان الكثير منها لم توفق تماما الا في صناعة انجازات ثانوية لا اهمية لها الا في مخيلة قادتها «ألتاريخيين». فاصبحوا هم ومنظماتهم ظاهرة اعاقة في جسد المجتمع العراقي. فلا المشاكل تجد طريقها نحو الحل، ولا هم يسمحون لمرور دماء جديدة نحو قيادة تلك المنظمات لتجعلها عنصر فعال في منظومة منظمات المجتمع العراقي.
وحتى الحل الذي اعتمده بعض الناشطين بإنشاء منظمات بديلة موازية لتلك التي تهيمن على مقدراتهم والمدعومة من احزاب في السلطة او خارجها، لم ينجح تماما في توحيد الصفوف او الوصول الى قنوات هامة بقيت تستحوذ عليها دون جدوى، المنظمة الاقدم، موظفة اياها في أقبح عملية ابتزاز لإسقاط التجديد واضعاف قوته.
وعلى هذا المنوال تتشكل منظمات متوازية لها نفس الاهداف على الورق ونفس العناوين وتتعامل مع نفس الشرائح الاجتماعية التي تعلن عن نفسها ممثلة لها. وهي من حيث الواقع لا تهتم بتوسيع مساحة تأثيرها ببذل جهود مضنية لتحقيق انجازات ملموسة ومتميزة لتلك الشرائح الاجتماعية تحديدا، بنفس القدر الذي تهتم به في وضعها العصي في عجلة الغير وعرقلة مسيرة الاخرين باستخدام علاقات وقنوات جرى الاستحواذ عليها منذ منحت لهم من قبل الاطراف الداعمة (بما فيها أطراف أجنبية).
ولم يلجأ البعض الى انشاء منظمات موازية الا لكون الحلول الاخرى اما عديمة الجدوى او عصية على التحقيق. فالخيار الثاني أمام النشطاء من المتطوعين المتحمسين للمساهمة في الدفاع عن حقوق الشرائح الاجتماعية التي ينتمون هم اليها، هو المشاركة التنافسية في مؤتمرات هذه المنظمات كأعضاء فيها، يحق لهم ما يحق لغيرهم. ولكن هذا الطريق الشرعي تماما ليس سالكا دائما. فالمؤتمرات لا تعقد بمواعيدها كما ان قيادات هذه المنظمات تلجأ أحيانا للتسويف في قوائم الحضور والعضوية عندما تشعر بخسارتها للانتخابات اذا ما عقدت هذه المؤتمرات. هذا عدا الاعيب اخرى تجيدها بعض قيادات المنظمات الصغيرة تجعل من المؤتمرات الدورية مجرد اجراءات شكلية.
ويبقى الحل الافضل هو التعاون والتوافق، اذا ما صفيت النوايا وصدقت الرغبات، وكان الهدف الوحيد الذي يجتمع عليه المتنافسون، هو خدمة تلك الشريحة من المجتمع التي يمثلونها.
على ان مصداقية النوايا وتلك الرغبات يجب ان يعكسها الطرفان او الاطراف المختلفة بالمساهمة  في تنفيذ اعمال مشتركة ضمن خطة طريق متفق عليها، تكون معيارا للمصداقية  ومقياسا لشفافية الاعداد والتحضير للمؤتمرات الدورية. أما اذا لم تتوفر هذه الشروط فلا بديل عن الخيارين الاولين .....وأحلاهما مر.
 
 
*************

ص10

سموم في بيوتكم.. احذروها!
 
د. مزاحم مبارك مال الله
يكاد لا يخلو بيت من بيوتنا (وأقصد البيوت المشيّدة ،وليست تلك التي رصفها الفقراء من صفائح "التنك")، من المواد التي تتم صناعتها من عناصر ومركبات كيمياوية متعددة كمنظفات ومعقمات، أو مبيدات أو معطرات الجو،أو مواد طاقة كالنفط والبنزين وغيرها، الاّ أن شيوع استخدام تلك المواد يختلف حسب الحاجة أليها، فالمنظفات والمعقمات ومعطرات الجو هي الأكثر استخداماً.
توجد ثلاثة آلاف مركب كيمياوي في هذه المواد، 800 منها شديدة السمية و350 مركب يسبب تشوهات خلقية.
ويمكننا أن ندرج المواد التي يستخدمها الناس ولها تأثيرات مباشرة على الصحة، فتشمل :دخان التبوغ ،المنظفات ،المعقمات ،معطرات الجو والنفثالين، النفط والكاز.
ولهذه المواد طيف واسع من التأثيرات ويشمل عدداً من أجهزة الجسم، ولكن ومن خلال ممارسة المهنة أتضح أمامنا أن الجهاز التنفسي والجلد هما الأكثر تأثراً، ناهيك عن الجهاز الهضمي والعيون وغيرهما، وكذلك فأن معطيات التأثر تتحدد بـ :ـ
1. نوع وطبيعة المادة المؤثرة(هل هي حامضية التركيب أم قلوية ،تركيزها ..الخ).
2. كمية المادة(بعض المواد يتم تناولها بالخطأ ،فالتأثير وشدته يعتمد على كمية المادة السامة).
3. مدة التعرّض(تأثير أغلب هذه المواد يكون تأثيراً تراكمياً ،أي بمرور الزمن وخصوصاً تأثيراتها على الجهاز التنفسي).
4. عمر الشخص(ما لا يقبل الشك أن الأطفال هم الأكثر والأسرع تأثراً بهذه الموالد خصوصاً وأن جهازهم المناعي هو في طور النمو،ناهيك عن أن أقل كمية ممكنة من هذه المواد تشكّل خطراً حقيقياً على حياة الأطفال بسبب صغر الأجهزة التي تتعامل مع هذه المواد كالكبد مثلاً).
التبوغ: 
 
تناولنا في العديد من المرات تأثير التبوغ على الصحة الشخصية والعامة ،ويعد التدخين أحد ملوثات الجو،فالمدخنون في البيوت أنما يساهمون مساهمة مباشرة في التأثير على الآخرين من غير المدخنين(وأعتقد أن وجود مدخن في البيت أنما كل أفراد العائلة يُعدون مدخنين).
تأثير دخان التبوع يكون أكثر وضوحاً لدى الأطفال ،وأن تأثير دخان التبوغ وبكل أنواعه هو واحد ،بل ومما زاد الطين بلّة هو الإضافات العطرية لتلك التبوغ  فيجعلها أكثر سمية ،حيث أن تحلل تلك المواد الى عناصرها الأولية السامة يعجّل من نفاذيتها الى الجهاز التنفسي وبالتالي امتصاصها من قبل الأنسجة المخاطية ،علماً أن تأثير دخان التبوغ تراكمي حيث ينتهي الى أن تكون الدرجة السمية لمكونات التبغ عالية التركيز نادراً ما يتخلص الجسم منه.
لاحظنا وبالملموس أن فرداً أو أفراد العائلة المصابين بمشاكل الجهاز التنفسي ،تتفاقم مشاكلهم الصحية بسبب وجود مدخّن في البيت، وحقيقة مهما حاول المدخن أن يتجنب تأثير التدخين على أفراد العائلة فأنه لا يفلح في درء المخاطر الحقيقية عنهم، خصوصاً الذين يعتقدون ببدائل السكائر كالناركيلة والسيكارة الألكترونية.
 
المنظفات والمعقمات:
 
وتشمل منظفات الملابس والأواني والأرضيات وغيرها(مساحيق كمنظفات الملابس، سوائل كمنظفات الأواني ومنظفات الأخشاب، وسائلة تحتوي على مواد غازية كالكلور ،جل كمنظفات الأرضيات، صلبة كالصوابين)، وكل الإحصائيات تشير الى إصابة ملايين الناس(وخصوصاً الأطفال) سنوياً وعلى مستوى أنحاء العالم بهذه المواد، والإصابة تحديداً تشمل التسمم جراء استخدام ما يقارب ألف مادة كيمياوية موجودة في هذه المنظفات.
أن الدراسات العلمية الحديثة تحذّر من المنظفات والمعقمات خصوصاً تلك التي تحتوي على تراكيب تعطل العصب الحسي وتلحق الضرر بالكبد والكلى والبنكرياس والجهاز العصبي المركزي. أن هذه التأثيرات يمكن حصرها بـ :
1.الحساسية الجلدية والطفح وحروق جلدية والأكزما الكيمياوية.
2. حساسية العيون والأنف والبلعوم.
3. تناولها عن طريق الفم وألحاق الضرر بالكليتين والكبد وخصوصاً الأطفال والتي ربما تسبب الوفاة.
4. تعد مواد مسرطنة، وخصوصاً في الاستخدام المستمر لهذه المواد.
ولأجل أيضاح الأمر فلابد من ذكر الحقائق التالية:ـ
أولاً ـ تناول هذه المواد عن طريق الفم(خصوصاً الأطفال)يسبب تهرؤ الغشاء المخاطي للمرئ وربما ثقب المرئ نفسه، بل وفي الكثير من الأحيان نحتاج الى تداخلات جراحية متعددة.
ثانياً ـ عدم شطف الأواني بشكل جيد بعد استعمال المواد المنظفة يؤدي الى إتحاد بقايا تلك المواد مع الأطعمة الساخنة وخصوصاً الإتحاد بينها وبين الكلور، فأن ذلك يسبب مشاكل صحية في الجهاز التنفسي والمعوي.
ثالثاً ـ أن السوائل المستخدمة في الغسالات الأوتوماتيكية تحتوي على مواد كيمياوية مضرة بالجهاز العصبي وكذلك مواد عالية السميّة للكبد ومواد أخرى كالفسفور والذي يسبب الطفح الجلدي والحساسية.
رابعاً ـ أذا لم يتم شطف الملابس بشكل جيد بعد غسلها ،فأن المواد الكيمياوية يمكن أن يمتصها الجلد وتعبر الى الدم.
خامساً ـ أحد أخطر المواد الكيمياوية المستخدمة بشكل واسع هو الكلور(والمعروف محلياً بالقاصر) أنه مادة فعالة جداً ،مخرشّة ومخدّشة ، حارقة ومسرطنة ،غالباً ما تسبب حساسية الجهاز التنفسي كونه مادة طيّارة وعالية النفاذية الى الرئتين وتسبب تقلصات شديدة في القصيبات الرئوية وبأمكان هذه المادة أن تهشّم الحويصلات الرئوية.
سادساً ـ ملامسة الجلد لهذه المواد يحفز الجهاز المناعي ويتعامل معها كأجسام غريبة، فتتجمع الخلايا المناعية وتنقسم منتجة جزيئات بروتينية مضادة نطلق عليها الأجسام المضادة والتي يحصل بينها وبين الأجسام الغريبة تفاعل معقد ينتج عنه خروج محتويات نطلق عليها الـ (هستامين)والتي تمدد الأوعية الدموية في الجلد، مما يسبب تهيج النهايات العصبية مسببة الحكة والهرش والذي ربما يتطور الى الأكزما والتي ربما تتسبب بالالتهابات الجلدية الحادة أو المزمنة متمثلة بحويصلات وفقاعات وبثور.
أن هذا النوع من الأكزما واسع الانتشار بين ربات البيوت اللاتي يكثرن من استخدام هذه المواد بشكل يومي وبدون استعمال الكفوف.
سابعاً ـ نسبة عالية من إصابات العيون تحصل بالخطأ وخاصة أثناء استعمال المواد السائلة وهي تحتوي على مادة حامضية أو قلوية والنوعان يشكلان خطورة كبيرة على العين، وإصابات العيون أما سطحية (تشمل الجفون والقرنية والملتحمة) أو عميقة (تسبب تهتك أنسجة العين)، وفي جميع الأحوال فأن الحالة تمتاز بحرقة شديدة ،آلام ، احمرار شديد ،إفراز الدموع بغزارة ،عدم القدرة على فتح العين.
ثامناً ـ للأطفال خصوصية خاصة في موضوعنا،ودون الخامسة من العمر تحديداً، والذين غالباً ما تتمثل إصاباتهم بتناول المواد السائلة والتي تسبب حروقاً حول الفم ،حرق اللسان واللثة ،نزف دموي وحروق الأغشية المخاطية أضافة الى تأثيراتها على المرئ والمعدة، ومن أخطر المضاعفات التي تحصل في المرئ هي الألتصاقات وتضييق مجرى المرئ، وكثيرة هي إصابات عيون الأطفال جراء ملامستهم لهذه المواد الناتجة عن إهمال الوالدين. أن شرب النِفط من قبل الأطفال ربما يتطور الى ما يُعرف ب(ذات الرئة الكيمياوي).
 ـ يتبع ـ
 
..........................
 
الطب الرياضي
علم متطور مطلوب
 
تنوعت الرياضات وتنوعت وسائل وأساليب تدريباتها، والنتيجة انعكست على الأداء الى حد القول ،أنها وصلت الى مستوى الأستمتاع بها كفن من الفنون( وأقصد كل تلك الرياضات البعيدة و الخالية من العنف).
والرياضات كباقي الهوايات والمهن يتعرض منتسبوها الى شتى أنواع الإصابات خصوصاً وأن ممارستها تعتمد على "مثلث الرغبة  والقوّة الجسمانية والأدوات البايولوجية" والتي بالمحصلة هي المفردات التي تكوّن الكيان البشري. والجزء الأهم الذي يتعرض باستمرار الى الإصابات هو الأدوات البايولوجية، فمنتوج الرياضة هو مجموع ما يمتلكه الرياضي من أدوات ذهنية ومادية.
وقد شهد العقدان الأخيران تطوراً نوعياً ملموساً في الأداء الرياضي (وربما هناك تطور استثماري ـ إن صح التعبير ،عائد الى المؤسسات الربحية ،وهذا موضوع آخر)، مما زاد في الجهد الذي يبذله الرياضيون وبالتالي في الضغط على السند الرئيس لذلك المجهود وهو الأدوات التي أشرنا أليها. وبالمحصلة النهائية ستتضاعف احتمالات تعرض تلك الأدوات الى الإصابات سواء الشدّة الجسمانية أو الشدة الخارجية. وعليه فقد بات التعامل مع تلك الإصابات كجزء رئيس لا ينفصم عن وحدة الأداء المتكاملة ونتائجها.
إذا كان المفهوم وفق هذا المنطوق مضافاً اليه التدريبات الجادة والحرص الأكيد على سمعة البلد الرياضية، فبالتأكيد يكون الحال شيئاً آخر مختلفاً عمّا تشهده الساحة الرياضية العراقية حالياً. مما يتوجب ترجمته الى فعل ملموس في توفير التسهيلات الصحية ،ابتداءً من الدروس الصحية التثقيفية لكل الكادر وانتهاءً بتوفير كافة المستلزمات الخاصة بالطب الرياضي، وصولاً الى الغاية الأكبر وهي الحفاظ على القدرات والإمكانيات الرياضية لرياضيينا باعتبارهم ثروة وطنية يجب الحفاظ عليها.
وواحدة من المشاكل التي تواجه رياضيينا اليوم هي قلة الكادر الطبي الرياضي ومحدودية الإمكانيات التكنولوجية والعلمية دائمة التطور. وهذا ما نلمسه  بوضوح شديد في تراجع اللياقة البدنية، مما أثر ويؤثر على النتائج التي يرومون الوصول أليها.
أننا بحاجة ماسة وشديدة الى تفعيل هذا الفرع من فروع الطب ، بل والى أغناؤه وتطويره وفق أحدث ما توصلت اليه العلوم الطبية وتكنولوجيتها في هذا المجال.
أن التوسع الحاصل في زيادة المعرفة العلمية للطب الرياضي قد سهّل التعامل مع الحالات الطارئة (وهي هدف الطب الرياضي)، وكذلك منح الفرصة الكبيرة في تطوير أدوات الأداء. بل بات الاهتمام بهذا الجانب جزءاً لا يتجزأ من الإدارة الفنية للعبة المعنية وعلى المستويين الفردي والفرقي.
انها دعوة الى وزارة الرياضة والشباب من أجل الاهتمام الأكبر بهذا الموضوع وبالتنسيق مع الجهات المختصة في كليات الطب والمعاهد الصحية .
د. سلام يوسف
 
............................
الجسم السليم.. في مشي ساعة كل يوم
 
وكالات:
لا يقتصر مفعول المشي على تخفيف الوزن فحسب، بل يتعدى ذلك إلى مفاعيل صحية كثيرة، تساعد الجسم على تجنب أمراض عديدة، وتساعد الحالة العصبية على الخلاص من رواسب التوتر اليومي.
أن المشي علاج لأكثر من 20 داءً ، علاج للارهاق، وما يرافقه من توتر في الاعصاب، وزيادة في الوزن، تراجع في الذاكرة، وارتفاع في الكوليستيرول والسكري، فيكفي أن يمشي الانسان بين نصف ساعة وساعة يوميًا. والمشي من أقل التمارين الرياضية ضررًا في المفاصل، والأقل في احتمالات الإصابة خلال التمارين، كما يفيد القلب والرئتين ويحسن من الدورة الدموية.
ويساعد المشي على المحافظة على اللياقة بحرق الطاقة الزائدة، ويقوي العضلات في الجسم، مقللًا من خطورة الاصابة بالسمنة والسكري وسرطاني الثدي والقولون وأمراض القلب.
ويشبه المشي تمارين حمل الأثقال، لأن المشي مستقيمًا يقوي عضلات الأرجل والبطن والظهر، والعظام ويقلل من إصابتها بالهشاشة.
 
......................
زراعة محفز عصبي لعلاج الشقيقة المزمنة
 
وكالات:
تختلف حدة آلام الشقيقة أو الصداع النصفي ونسبة تواترها من شخص إلى آخر، مما يجعل إمكانية علاجها بالمسكنات لدى البعض أمرا غير مجد.
وينصح بعض الأطباء في ألمانيا بعلاجها بزراعة محفز عصبي تحت الجلد لتخفيف حدة الألم.
ويصف اختصاصي علاج الأمراض العصبية والآلام المزمنة في برلين عمر كمال الدين آلام الشقيقة بأنها مختلفة عن آلام الصداع العادية، فهي تصيب أحد نصفي الرأس.
ويضيف أن نوبات الشقيقة تنتج عن توسع في الشرايين القحفية بالدماغ، مما يؤدي إلى حدوث ضغط في نهايات الأعصاب، وبالتالي تحريض المجسات العصبية التي تعلم الدماغ بوجود ألم.
ويؤكد كمال الدين أن أسباب الشقيقة ما زالت غير معروفة تماما، ولكنه يشير إلى وجود بعض العوامل التي قد تساعد على ظهورها كالتغيرات الهرمونية لدى بعض النساء، أو تناول بعض الأطعمة.
ويؤكد طبيب الآلام المستع صية هارتموت غوبيل أن علاج الشقيقة بالأدوية غير ممكن، موضحا أن المشكلة تكمن في أن من يعاني من الصداع لأكثر من عشرة أيام في الشهر لا يمكنه تناول المسكنات. لأن ذلك يسبب المزيد من الصداع، فنظام الحماية من الألم في الجسد يكون قد أُرهق، وهذا يساهم في زيادة حساسية الجسم للألم.
 
وسيلة حديثة
 
وفي ألمانيا، يعد استخدام المحفز العصبي من أحدث الوسائل المتبعة في علاج الشقيقة المزمنة، وذلك بزراعة المحفز العصبي تحت الجلد مباشرة.
ومن ميزات هذه الطريقة أنها تجعل المريض يستغني عن تناول الأدوية. وفي هذه الطريقة العلاجية يتم بواسطة أقطاب معينة تحفيز أعصاب منطقة العنق بشكل دائم وبموجات كهربائية خفيفة.
.......................
الإنجاب قبل سن الـ 18 سبب لوفاة الرضع
 
وكالات:
توصل باحثون بكلية طب سان دييغو التابعة لجامعة كاليفورنيا إلى أن الإنجاب قبل سن الـ18 وبصورة متعاقبة سريعة، من العوامل الرئيسة لارتفاع معدلات وفاة الأطفال الرضع في بنغلاديش والهند ونيبال وباكستان، حيث يتوفى واحد من كل 14 طفلا رضيعا للأمهات الصغيرات خلال السنة الأولى من ولادتهم. وأوضحت أستاذة الطب ومديرة مركز المساواة بين الجنسين والصحة البروفيسورة أنيتا راج وزملاؤها بجامعة كاليفورنيا أن الحمل في سن صغيرة (أقل من 18 عاما) وقصر الفترات بين حالات الحمل (أقل من 24 شهرا)، يتسببان في وفاة ربع الأطفال الرضع تقريبا بين الأمهات الصغيرات في الهند وباكستان، حيث بلغ عدد وفيات الأطفال الرضع نتيجة لهذا السبب قرابة 200 ألف عام 2012 في هاتين الدولتين. وفي بنغلاديش كان للفترة الزمنية الفاصلة بين حالات الحمل فقط علاقة بوفيات الأطفال الرضع، في حين كان صغر سن الأمهات فقط هو السبب في وفاتهم بنيبال. وقالت راج إن نتائج البحث تؤكد المخاوف حيال العواقب الاجتماعية لزواج الأطفال والإنجاب في سن صغيرة. وفي دراسة أخرى نشرت العام الماضي قالت راج وزملاؤها إن أكثر من عشرة ملايين فتاة دون التاسعة عشرة من العمر يتزوجن سنويا في أنحاء العالم. وعادة يحدث ذلك بموجب التقاليد المحلية والأعراف الاجتماعية، ونصف هذه الزيجات تقريبا تحدث في جنوب آسيا.


ص11

رواد الكرة العراقية الى عمان
طريق الشعب- خاص
بدعوة من الاتحاد الاردني لكرة القدم يتوجه الى عمان مطلع الشهر المقبل وفد منتخب رواد نجوم الكرة العراقية لاجراء ثلاث مباريات ودية مع اندية الجليل والحسين ومنتخب رواد الاردن، اعلن ذلك الكابتن محمد مطر مدرب نجوم الكرة العراقية وقال: اننا تلقينا هذه الدعوة من الاشقاء الاردنيين لاجل تعزيز روابط الصداقة معهم، بعد ان خاض فريقنا عدة مباريات في العام الماضي مع الاردن ولبنان وفلسطين وتركيا. ويضم الوفد اللاعبين السابقين هادي احمد وعلاء احمد وجليل حنون وكريم صدام وهاشم خميس وسعد عبد الحميد وبهاء كاظم وانمار سلام وعادل?خضير وحبيب جعفر وليث حسين وابراهيم علي وحساني علوان وهيثم متعب وعباس عطية واحمد خضير وناظم شاكر وعلي هاشم وعبد الرحمن فليفل منسقاً اعلامياً.
 
 
 
الرائد الرياضي جبار كامل:
الوطن بحاجة إلى جهود أبنائه الغيارى من الرياضيين
طريق الشعب - خاص
نجم رياضي سطع في مطلع ستينيات القرن الماضي لاعبا شاملا ورياضيا بارزا مارس كرة السلة وبرع فيها ثم لعب الكرة الطائرة وتألق فيها وكان لميدان العاب القوى حصة لهذا المبدع حيث كان بطلا بالقفز العالي ومتألقا بالطفر الثلاثي وبارزا بسباق 110م حواجز، حقق الكثير من البطولات المدرسية والوطنية والعربية والاسيوية والعسكرية خلال مشواره لاعبا حتى منتصف السبعينيات،
وتألق مدربا بكرة السلة لنادي الشرطة اعوام 77 و78 و79 ثم غادر للاحتراف مدربا في الامارات العربية منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي بعد ان ضاقت به فرص العيش ليقود كرة السلة في اندية الشباب والامارات ورأس الخيمة، مؤسسا مدارس للاشبال قدم خلال عقدين من الزمان اجيالا من لاعبي كرة السلة. انه الكابتن المبدع جبار كامل الذي عاد الى وطنه قبل اشهر بعد ان اتعبه السفر وانهكته الغربة. وكان لنا في «طريق الشعب» هذا اللقاء السريع معه..
 
التجربة الرياضية في الخليج اعتمدت الكفاءات
 
قلنا للكابتن جبار كامل: عمركم الرياضي كبير وتجربتكم في الامارات طويلة كيف نرى امكانية توظيف ذلك في التجربة العراقية؟ قال: بصراحة العراق يختلف عن دول الخليج من ناحية مهمة هي وجود قاعدة رياضية واسعة جدا والان المبدعون والمواهب وهذا ما يميز رياضيينا والامر الاخر هو وفرة الكوادر والنخب الرياضية من الخبراء والاكاديميين يضاف الى ذلك وفرة الاموال والامكانيات وقد نختلف عنهم قليلا من حيث البنية التحتية من ملاعب وقاعات ومسابح ومضامير، وهنا استدرك كامل قائلا: ان المهم عندهم هو ايمانهم بالعلم ودعوتهم للخبرات والكفاءات?الاكاديمية لبناء تجربتهم الامر الذي سار بالرياضة الخليجية الى الامام اما نحن فما زال عملنا ارتجاليا وعشوائيا وما زالت الخلافات والاختلاف بوجهات النظر تؤثر على مسيرة عملنا والمشكلة الاكبر هي ضعف وقصر القدرة والخبرة الادارية لادارة العمل الرياضي وقد يكون سبب هذا لضعف الحصار والفوضى والاحتلال والمحاصصة.
 
المراكز التخصصية للمواهب الرياضية اساس العمل الصحيح
 
اما عن تجربة المراكز التخصصية للمواهب الرياضية الذي تشرف عليه وزارة الشباب والرياضة ومقارنتها مع التجارب في الامارات؟ قال الكابتن جبار كامل: التجربة العراقية رائعة لانها تشمل اكثر من عشر العاب ويشرف عليها ابطال ونجوم من كبار الرياضيين والاكاديميين وقد خصصت لهذه المراكز القاعات والملاعب والتجهيزات الرياضية والمدربين الاكفاء والمشرفين المتميزين اضافة الى الرعاية الطبية والتغذية الصحيحة والنقل من البيوت الى قاعات وملاعب التدريب وبالعكس، واضاف الكابتن جبار بأن هذه التجربة هي بحاجة الى استكمال الجانب المدرسي فل? توفرت مدرسة بتسعة صفوف من الاول الابتدائي الى الثالث المتوسط تضم جميع المواهب من الطلبة فسيتم اختصار الكثير من الوقت وبالتالي الاشراف المباشر فنيا وصحيا وتربويا وهو انجاز قلما تحقق مثله حتى في بلدان اخرى. واضاف كامل بأن هذه التجربة ستكون بلا شك اساس الرياضة العراقية وارى ان مستقبل الرياضة سيكون زاهرا لو ان الجهات جميعها تعاونت لان هذا العمل هو من اجل الرياضة العراقية وليس لمصلحة شخصية.
 
اين انتم من هذه التجربة؟
 
قلنا للكابتن جبار: اين دوركم في هكذا تجربة؟ قال: لقد تعبنا من الغربة فقد قضيت ما يقارب العشرين عاما اقدم خبراتي ومعارفي للاشقاء في الامارات وقدمت الكثير من النجوم الى كرة السلة الاماراتية وها انا اعود الى بلدي من اجل ان اقدم شيئا وان اقدم رياضة وانا مستعد لتقديم ما املك من خبرة للاجيال الجديدة وهذه التجربة فتحت امام المواهب العراقية الطريق واقولها بقوة وصراحة - الكلام للكابتن جبار-  بأن المواهب والامكانيات الموجودة في العراق تضاهي الموجود في احسن بلدان العالم! وهو امر غريب ومفرح بينما دول الخليج الاخرى وبا?رغم من تقديمها المغريات الكثيرة الا ان الاقبال ضعيف والاهتمام بالرياضة اضعف وهذا ما دفعهم للبحث عن اللاعب الجاهز عكس الكثافة العراقية والرغبة وحب الالعاب الرياضية.
 
 
 
 
وقفة ...
الاتحادات الرياضية في المحافظات..!
 
العمل الإداري الناجح هو الذي يقود الرياضة ويرتقي بها عاليا. إما أن يعتقد البعض بأن العمل الصحيح هو ما يتم في العاصمة ((المركز)) وما يحصل في الاتحادات الرياضية المركزية الامر الذي دفع بالكثير من الكوادر القيادية والكفوءة ان تهجر محافظاتها وتترك العمل في اتحاداتها المحافظاتية وأنديتها الرياضية وتشبث بالعمل والحضور في بغداد واتحاداتها المركزية ولا احد يؤشر هذا التوجه السلبي والمضر بالحركة الرياضية واتحاداتها الفرعية! فهل يصح هذا ياسادة؟ حيث نجد ان الكثير من احبتنا من أبناء محافظاتنا العزيزة في الجنوب والفرات ?الغربية وكردستان يعملون في الاتحادات المركزية في بغداد ومما يشكل ضرراً واخفاقا لوضع اتحاداتهم الرياضية في محافظاتهم وربما بعضهم يحجز موقعا في اتحادا مركزيا ولكنه لا يحضر منتظما او بالشكل المطلوب مما يتسبب في تعثر عمل اتجاه الفرعي او الاتحاد المركزي وقد يضيع عمل المؤسسين بسبب سفراته المتواصلة ومشاركاته الدولية! ! احبتي في الاتحادات الفرعية في المحافظات كافة! محافظاتكم أولى بكم. أنديتكم احق بجهدكم. النهوض برياضة المحافظات مهمة وطنية مطلوب منكم الاهتمام بها ورعايتها. الواجب الوطني يتطلب منا في العاصمة او أي م? محافظاتنا العزيزة أن نعمل ونطور الرياضة في أي جزء كنا فيه وان الاهتمام برياضة المحافظات والارتقاء ببنيتها التحتية وملاعبها الرياضية وحسن إدارتها والاهتمام برعاية أبطالها وأنديتها سيؤدي حتماً الى النهوض برفد الرياضة العراقية التي ستؤدي حتماً الى تقدم  نهرها العظيم ويرتقي بمنجزاتها والتي ستكون المحافظات وحسن ادارة رياضتها ومؤسساتها هي المنبع الثر لرياضة عراقية نفخر بها ونعتز بمنجزاتها.
 
منعم جابر
 
 
اتحاد كرة اليد يتهم شرار حيدر بعرقلة الدوري الممتاز
وكالات
أقر الاتحاد العراقي المركزي لكرة اليد بأن رئيس نادي الكرخ شرار حيدر يعمل جاهداً لوضع العراقيل في طريق مسيرة الدوري الممتاز للعبة لرفضه إقامة المنافسات في القاعة الداخلية لناديه. وقال المنسق الاعلامي لاتحاد كرة اليد علي القيسي: "ان اتحاده يستغرب التصرفات التي أقدم عليها رئيس نادي الكرخ شرار حيدر لرفضه أقامة مباريات الدوري الممتاز للعبة في القاعة الداخلية لناديه كونه يعمل جاهداً لوضع العراقيل في طريق مسيرة الاتحاد لإيقاف عمله وهو أمر يثير الاستغراب". وزاد: ان رئيس نادي الكرخ رفض إقامة مباراتي الجيش يوم الجمع? والشرطة أمس السبت على قاعة الكرخ بالرغم من كون ادارته تعلم جيداً توقيتات ومواعيد المباريات وعند اقتراب موعدها اعتذر على اقامة مباريات الدور الثاني بحجة اقامة دوري التربيات، مضيفاً ان اتحاده أتصل بمديرية التربية لمعرفة اسباب اقامة بطولتهم في قاعة تجري عليها منافسات دوري ممتاز وهو الامر الذي نفته مديرية التربية مما يعني سعي شرار حيدر الحثيث لعدم اقامة مباريات دوري اليد في قاعة ناديه. وختم: ان هذه الحالة تكررت من قبل شرار حيدر ونحن نفسرها انها عملية افشال مهمة اتحادنا ولعبتنا في هذه المرحلة وﻻ ننسى موقف حيدر?عندما قدم اعتذاره عن اقامة المباريات النهائية للدوري الممتاز بين الشرطة ونفط الجنوب قبل يوم من انطلاقها.
 
 
 
سواريز : هذا الثلاثي سيحصل على صوتي لنيل الكرة الذهبية
وكالات
عبر النجم الأورغواني لويس سواريز نجم ليفربول الإنكليزي  عن سعادته الكبيرة باختياره ضمن القائمة الأولية التي تتضمن 23 لاعباً مرشحاً للمنافسة على جائزة الكرة الذهبية 2013 والتي يمنحها الإتحاد الدولي لكرة القدم لأفضل لاعب في العالم من كل عام . وكشف سواريز في حديث مع المحطة  الإذاعية " سبورت 890 " الأورغوانية حول مشاعره بتواجده ضمن القائمة الأولية ، حيث قال في هذا الصدد :" أنا سعيد لتواجدي في قائمة الأفضل لهذا العام ، أنه شرف كبير بالنسبة لي على الرغم من وجود لاعبين قدموا مستويات أفضل مني خلال العام الجاري، لك? إذا طلب مني الاختيار للقائمة النهائية فسأختار الفرنسي فرانك ريبيري والبرتغالي كريستيانو رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي للترشح لخطفها ".  وفي سؤال وجه إليه حول مستقبله الكروي خاصة في ظل رغبة ناديي ريال مدريد الإسباني وأرسنال الإنكليزي لضمه لصفوفهما ، أوضح سواريز قائلاُ :" حالياً أنا تفكيري منصب على مساعدة فريقي وقيادته للانتصارات هذا الموسم ولا أفكر بشيء آخر ".  وحول الأخبار التي تناولت عن فتح ريال مدريد لخط مفاوضات معه من أجل انتقاله لصفوفهم في كانون الاول القادم ، علق سواريز موضحاً :" لم يحدث أي اتصالات?بيني وبين مسئولي ريال مدريد ، ومثل هذه التقارير لا أنظر لها في الوقت الحالي ، فأنا بقيت في ليفربول هذا الموسم عن قناعة ،كما أني اخطى بدعم جميع زملائي في الفريق ". واختتم سواريز حديثه مشيراً إلى أنه يرغب في ختم مسيرته الرياضية يوماً ما باللعب في موطنه الأوروغواي وتحديداً في صفوف فريقه السابق ناسيونال والذي ساهم في إبراز موهبته ومنحه الفرصة للظهور للعالم .
 
 
 
هاردن يقود هيوستن إلى فوزه الثاني
في الـNBA
وكالات
قاد جيمس هاردن فريقه هيوستن روكتس الى فوزه الثاني وكان على حساب دالاس مافريكس 113-105 الجمعة ضمن الدوري الاميركي في كرة السلة. وتألق هاردن بتسجيله 34 نقطة، بعد ان كان سجل 21 نقطة في المباراة الاولى التي تغلب فيها هيوستن على تشارلوت بوبكاتس 96-83. وكان ديرك نوفيتسكي ومونتا اليس ابرز المسجلين في صفوف دالاس برصيد 22 و20 نقطة على التوالي. وفي مباراة مثيرة حسمت فيها النتيجة في الثواني الاخيرة، حقق بروكلين نتس فوزا بفارق نقطة واحدة على ميامي هيت 101-100 برغم تألق نجمي الاخير ليبرون جيمس (26 نقطة و7 متابعات و6 تم?يرات حاسمة) ودواين وايد (21 نقطة مع 5 متابعات). وبرز من بروكلين بول بيرس وجو جونسون ولكل منهما 19 نقطة. وفاز سان انطونيو سبيرز على لوس انجليس ليكرز 91-85 في غياب نجم الاخير كوبي براينت بسبب الاصابة. سجل للفائز كل من توني باركر (24 نقطة و4 متابعات و6 تمريرات حاسمة) ومانو جينوبيلي (20 نقطة)، وللخاسر باو غاسول (20 نقطة مع 11 متابعة).
 
 
 
صحف إيطاليا: توتر فى اليوفينتوس بسبب كيليني
وكالات
اهتمت صحيفة اللاجازيتا بالصراع القوى فى الكالشيو الايطالي وكتبت الصحيفة بالخط العريض : “  يوفينتوس ونابولي من أجل مطاردة روما , اليوفي يعتمد على جيوفينكو وتيفيز بينما بنيتيز يستهدف الفوز على كاتانيا “. كما قالت اللاجازيتا: ” خلاف بين انتونيو كونتي و بولفيرينتي بسبب كيليني “. ونقلت اللاجازيتا قول أليجري ردا على انتقادات سيدورف: “  سيدورف يبدو ان ميلان يسبب الألم لك “. وأكملت الصحيفة الايطالية :” المحكمة الفيدرالية ترفض استئناف فيورنتينا لرفع الايقاف عن كوادرادو “. بينما الى صحيفة الكوريري كتبت الصحيفة : ” ت?تر كبير , خلافات بين كاتانيا ويوفينتوس بسبب تدخل كيليني القوى على بيرجيسيو “. وأضافت الكوريري : ” اليوفينتوس يدافع عن كيليني بينما بولفيرينتي يرد و يهاجم كونتي ويصفه بالمتعجرف “. بينما قال كونتي للكوريري :” ما يقولونه فى كاتانيا هراء , كيليني من أفضل مدافعى العالم وليس لاعباً مؤذياً “. ونقلت التوتوسبورت قول كونتي لمسؤولي كاتانيا  “يجب ان تغسلوا أفواهكم قبل انتقاد كيليني بالعنف “. بينما رد رئيس كاتانيا انتونيو بولفيرنتي :  ” كونتي انت تافه و متغطرس”.
 
 
 
 
اتحاد كرة اليد يتهم شرار حيدر بعرقلة الدوري الممتاز
وكالات
أقر الاتحاد العراقي المركزي لكرة اليد بأن رئيس نادي الكرخ شرار حيدر يعمل جاهداً لوضع العراقيل في طريق مسيرة الدوري الممتاز للعبة لرفضه إقامة المنافسات في القاعة الداخلية لناديه. وقال المنسق الاعلامي لاتحاد كرة اليد علي القيسي: "ان اتحاده يستغرب التصرفات التي أقدم عليها رئيس نادي الكرخ شرار حيدر لرفضه أقامة مباريات الدوري الممتاز للعبة في القاعة الداخلية لناديه كونه يعمل جاهداً لوضع العراقيل في طريق مسيرة الاتحاد لإيقاف عمله وهو أمر يثير الاستغراب". وزاد: ان رئيس نادي الكرخ رفض إقامة مباراتي الجيش يوم الجمع? والشرطة أمس السبت على قاعة الكرخ بالرغم من كون ادارته تعلم جيداً توقيتات ومواعيد المباريات وعند اقتراب موعدها اعتذر على اقامة مباريات الدور الثاني بحجة اقامة دوري التربيات، مضيفاً ان اتحاده أتصل بمديرية التربية لمعرفة اسباب اقامة بطولتهم في قاعة تجري عليها منافسات دوري ممتاز وهو الامر الذي نفته مديرية التربية مما يعني سعي شرار حيدر الحثيث لعدم اقامة مباريات دوري اليد في قاعة ناديه. وختم: ان هذه الحالة تكررت من قبل شرار حيدر ونحن نفسرها انها عملية افشال مهمة اتحادنا ولعبتنا في هذه المرحلة وﻻ ننسى موقف حيدر?عندما قدم اعتذاره عن اقامة المباريات النهائية للدوري الممتاز بين الشرطة ونفط الجنوب قبل يوم من انطلاقها.
 
 
 
صراع بين برشلونة وليفربول على ايتورابي
وكالات
ربطت صحيفة أبولا البرتغالية فريق ليفربول بالدخول فى الصراع مع برشلونة من أجل التعاقد مع الأرجنتيني خوان ايتورابي الملقب بميسي الجديد . ونجح ايتورابي 20 عاماّ فى تسجيل هدفين من ست مباريات لعبها مع فيرونا فى الدورى هذا الموسم . وقالت الصحيفة ان تألق ايتورابي مع فيرونا فى الدوري الايطالي الموسم الحالي دفع تاتا مارتينو ليفكر فى التعاقد مع اللاعب الشاب الأرجنتيني المعار من بورتو للكالشيو . ويطالب بورتو من جانبه بالحصول على 14 مليون يورو من أجل الموافقة على خروج ايتورابي الى البرسا أو ليفربول .
 
 
 
 
تقرير...
ديوكوفيتش ونادال وفيدرر وفيرر إلى نصف نهائي باريس بيرسي
وكالات
بلغ الصربي نوفاك ديوكوفيتش المصنف ثانيا الدور نصف النهائي من دورة باريس الدولية للماسترز في كرة المضرب بفوزه على السويسري ستانيسلاس فافرينكا 6-1 و6-4. واستهل ديوكوفيتش المباراة بطريقة مثالية فتقدم على منافسه 3-صفر قبل ان يحسم المجموعة الاولى 6-1 في مدى 26 دقيقة فقط. وسنحت بعض الفرص للسويسري في مطلع المجموعة الثانية لكنه لم ينجح في استغلال اربع فرص لكسر ارسال منافسه.
وكانت النقطة الحاسمة في المجموعة الثانية في الشوط السابع عندما نجح الصربي في كسر ارسال منافسه ليتقدم عليه ويحافظ على تقدمه ليفوز في المباراة. اما عزاء فافرينكا فكان ضمانه المشاركة في بطولة الماسترز للاعبين الثمانية الاوائل في العالم التي تنطلق الاثنين في لندن. ويلتقي ديوكوفيتش في مباراته المقبلة مع السويسري روجيه فيدرر الخامس الفائز على الارجنتيني خوان مارتن دل بوترو الرابع 6-3 و4-6 و6-3. التقى فيدرر وديوكوفيتش في 29 مباراة حتى الان ويتفوق الاول بواقع 16 فوزا مقابل 13، لكن الصربي تغلب على منافسه في نهائي ب?ولة الماسترز العام الماضي في آخر لقاء جمع بينهما. الفوز هو الخامس عشر على التوالي لديوكوفيتش منذ خسارته نهائي بطولة فلاشينغ ميدوز الاميركية امام الاسباني رافايل نادال، ما يعزز أمله في استعادة صدارة التصنيف من الاسباني بعد ان فقدها قبل نحو اسبوعين. من جهته، حقق فيدرر فوزه الاول على دل بوترو بعد ثلاث خسارات امامه آخرها في نهائي دورة بازل السويسرية الاحد الماضي التي احتفظ فيها الارجنتيني بلقبه. رفع السويسري مستواه في الاسبوعين الاخيرين وضمن مشاركته في بطولة الماسترز، لكنه ما يزال بعيدا عن جدا اللاعب الذي احتك? صدارة التصنيف العالمي للاعبين المحترفين طوال 4 سنوات، واحرز رقما قياسيا في عدد القاب الغراند سلام (17). ولم يفز فيدرر هذا الموسم سوى في دورة هاله الالمانية، ويحتل المركز السادس حاليا في التصنيف العالمي. ولحق نادال المصنف اول بديوكوفيتش وفيدرر الى نصف النهائي اثر فوزه السهل على الفرنسي ريشار غاسكيه الثامن 6-4 و6-1، وسيلتقي في مباراته المقبلة مع مواطنه دافيد فيرر الثالث وحامل اللقب الذي تغلب بصعوبة على التشيكية توماس برديتش السادس 4-6 و7-5 و6-3. وكان فيرر احرز في الموسم الماضي لقبه الاول في بطولات الماسترز ?الف نقطة) حين تغلب في المباراة النهائية على البولندي ييرزي يانوفيتش، علما بأن الاخير انطلق بعد تلك الدورة بقوة ليدخل في قائمة اللاعبين العشرة الاوائل في العالم حاليا.

ص12ام ...
اصوات لم تعد تسمع
 
السلطة اليوم في العراق افترقت عما وصفه  الدستور من طريق لها. دليل ذلك اكثر وضوحاً من ان يكرر وتعاد تلاوته ومع ذلك فثمة عقول بحاجة الى مثل هذا الانعاش.
المرجعية الدينية التي تعكزت عليها احزاب السلطة في صعودها باتت اليوم تنتهز كل مناسبة لبيان هذا الافتراق، وانتقادها اشد من يخفى على احد.
يحدث هذا كل اسبوع نقلا عن ممثل المرجعية وانتقاداته للاداء الحكومي، كما حدث اخيرا في الاشارات التي صدرت تعقيباً على قانون وزير العدل المثير للجدل، حيث لم يراعي جرح العراق الابرز  فطرحه في وقت تزداد فيه الهوة المجتمعية .
حدث ايضاً ان نقلت فضائية انتقاداً حاداً جداً لمرجع من المراجع الاربعة الاكثر اهمية في النجف، وهو يقرّع الحكومة ببيان ما يخفى، او انه اراد ان يقول ان لا شيء بات مخفياً.
ومع ذلك فلم تسمع الحكومة.
اعتصم متظاهرو الانبار ولم تستجب الحكومة، وخرجت علينا لجنة الوزير الشهرستاني وهي تعتذر وتعد في الإعلام بسماع المطالب والإفراج عن المُعتقلين الذين مضى عليهم وقت طويل دون محاكمة.
خرج بعضهم من المعتقل، فيما تحدثت تقارير صحافية اجنبية عن استمرار مساومة المفرج عنهم من قبل بعض المتنفذين في السجون والمعتقلات. مع ذلك لم نسمع باي تغيير في هذه المسؤوليات.
حدثت حادثة الهروب الاكبر في تاريخ السجون، ومعها خرج ما يزيد عن الف محكوم (وليس معتقلا) وهؤلاء تبخر عدد كبير منهم ولا نتوقع ان يكونوا الآن يزاولون مهنة بيع الزهور. إنما اصبحوا نواة لما شهده العراق في الشهر المنصرم من ارتفاع في وتيرة الجرائم الارهابية ومع ذلك لم نسمع الى الآن بنتائج التحقيقات وعلى من تقع مسؤوليات التقصير. ما سمعنا به هو فقط ان وزير العدل  يدور ويلف سائلاً المرجعيات عن قانون للاحوال الشخصية يتقدم به كمنجز لوزارات قبيل الانتخابات، ويخاطب به جمهوراً  بذات الادوات التي ادت بالعراق الى ما نحن فيه?اليوم.
تنسى الحكومة وتتناسى وهي تستطلع رأي المرجعيات الدينية عن تفاصيل مشروع القانون تعليقاتها وانتقاداتها وحتى عدم استقبال المرجع الاعلى لأي مسؤول حكومي منذ ما يزيد على عامين.
الإفتراق حصل.
والحكومة اليوم لا تعجب المواطنين، لا بتشكيلتها العرجاء ولا بأدائها سيء السمعة.
لكن هناك من يصم آذانه عمداً .
ان  تغمض عينيك في وجه الشمس ،فهذا لا يجعلها تغيب.....فقط لو يعون هذا.
 
قيس قاسم العجرش
 
***********
 
الشفاء لـ د. العقابي
 
بغداد- خاص
تمنت رابطة الانصار الشيوعيين في بغداد لرفيقها النصير د. علي العقابي، الشفاء العاجل والعودة الى مهامه السياسية والاكاديمية.
ويرقد د. العقابي، عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، حالياً في المستشفى بعد تعرضه الى حادث مروري. وافادت المعلومات الاخيرة ان حالته في تحسن مستمر، وليس هناك ما يبعث على القلق.

*******
جامعة بغداد تؤبن د.حسام الآلوسي
بغداد – سعدون هليل
أقامت جامعة بغداد صباح الثلاثاء الماضي، على قاعة الادريسي في مجمع كليات باب المعظم، حفلا تأبينيا للفيلسوف الراحل د.حسام الالوسي، بحضور جمع من زملائه التدريسيين وطلبته إلى جانب أفراد عائلته.
تخللت الحفل كلمات ألقاها كل من د.صلاح الجابر، د.فيصل غازي عميد كلية الآداب – جامعة بغداد، ود.صلاح العبيدي، جميعها تناولت سيرة الفقيد ومنجزه الفكري والفلسفي.
وألقيت كلمة أيضا بإسم عائلة الفقيد، تلاها عرض فيلم وثائقي عن حياته ونتاجاته الفلسفية والفكرية والادبية.
هذا ونوهت عمادة كلية الآداب في جامعة بغداد، بأنها ستباشر طباعة كتب وبحوث الراحل على نفقتها الخاصة.
 
**********
 
نصب لشهداء حلبجة
أربيل - وكالات
أكد وزير شؤون الشهداء والمؤنفلين في حكومة اقليم كردستان، إبرام الوزارة عقدا مع جمعية النحاتين في الاقليم لتصميم نصب لشهداء حلبجة، ووضعه في باحة مبنى الوكالة الدولية لشؤون المفقودين في لاهاي.
جاء ذلك في اطار زيارة الوزير آرام أحمد، لمبنى الوكالة ضمن مشاركته في مؤتمر جدول عمل الوكالة الدولية لشؤون المفقودين، الذي يعقد في مدينة لاهاي الهولندية، حيث شكلت مسألة وضع نصب شهداء مدينة حلبجة في باحة المنظمة المحور الرئيس للإستقبال.
وقدم الوزير نبذة عن قصف عدد من المدن الكردية بالاسلحة الكيمياوية من قبل النظام المباد بشكل عام، ومدينة حلبجة بشكل خاص، مؤكدا ان القصف الكيمياوي في مدينة حلبجة خلف ضحايا كثيرة دفنوا في مقابرة جماعية، داعيا المنظمة الى مساعدة اقليم كردستان في عملية نبش هذه المقابر، كون ضحاياها عليها آثار الاسلحة الكيمياوية.
من جهته قال رئيس المنظمة، انهم يهتمون بنصب ضحايا حلبجة كون هذه المدينة رمزا لاستخدام الاسلحة المحظورة دوليا، مبينا ان منع استخدامها من صميم اهداف المنظمة.
 
**********
 
على شرف الذكرى الـ 80 لتأسيس الشيوعي العراقي
مهرجان شعر شعبي في بغداد
بغداد - طه رشيد
وسط حشد من الشيوعيين واصدقائهم، نظم الحزب الشيوعي العراقي، مساء الجمعة الماضية، على قاعة المركز الثقافي النفطي في بغداد، مهرجانا للشعر الشعبي على شرف الذكرى الـ 80 لتأسيسه في 31 آذار1934.
وقد ابتدأت الاحتفالات بهذه الذكرى مبكرا على غير العادة، إذ انطلقت الشهر الماضي في مدينة التأسيس، الناصرية، بحضور اغلب قيادات الحزب إلى جانب حشد من الجماهير، وستستمر الاحتفالات طيلة العام المقبل، نظرا لما تشكله هذه الذكرى من اهمية لدى الشيوعيين واصدقائهم.
افتتح المهرجان الشعري الذي أداره الشاعر عبد السادة البصري، بنشيد "موطني"، ثم الوقوف دقيقة صمت على ارواح شهداء الحزب والحركة الوطنية. وكانت الكلمة الاولى بإسم الحزب، القاها الرفيق مفيد الجزائري وعبّر فيها عن شكره وامتنانه لاستجابة هذا العدد من الشعراء لاحياء المهرجان،  (نُشر نص الكلمة الخميس الماضي على هذه الصفحة نفسها).
وقبل ان تصدح حناجر الشعراء، كانت هناك دقائق معدودة للموسيقى. إذ عزف الفنان علي حافظ اغنيتين رسختا في الذائقة الوطنية العراقية، وهما "هربشي"، و"ياعشكنه". فغنى الحاضرون معه.
خصص هذا المهرجان لشعراء المحافظات، الذين تحملوا عناء السفر من اجل ان يغنوا لحزبهم وناسهم ووطنهم. فكان أول المشاركين هو الشاعر نوفل الصراف من كربلاء، تلاه الشاعر فاضل السعيدي من الناصرية، وستار الدليمي من النجف الذي دعا في مطلع قصيدته الى التآخي والمحبة، رافضا الطائفية والتقسيم بين ابناء الوطن الواحد:
"لا تهديلي سيف اذبح اخوي اتريد
وتظل تضحك علي واتعذب ابضيمي
واحد و"العَجَل" متشابكه ويه"الچا"
عراق آنه وصعب هيهات تقسيمي
المذاهب وحده ابد كل فرق ما موجود
سيد موسوي لو سيد انعيمي
فتلاوي علي بس ساكن الانبار
وصار ابن النجف ستار الدْليمي".
بعد ذلك قرأ الشعراء زهير غادي من الرميثة، ومحمد النعماني من الكوت، وفدعم الحيالي من الموصل، وطه التميمي من بابل، واسماعيل محمد اسماعيل من السماوة، وكامل سواري من الناصرية.
وكانت الخاتمة المسك للشاعر خليل الحاج ناصر (عمو ناصر)، الذي نال حظا وافرا من  التصفيق، حيث جاء من البصرة ليغني للحزب:
"نوبات اضحك دمع من تخلص ادموعي
ونوبات اعلك شمع من تنطفي اشموعي
وشديت حبك ضلع من علكوني الربع وكسروا اضلوعي
وكالولي احجي الصدك ليصير موتك خنك
ولمن حجيت الصدك كالولي حجيك جذب
كلّنه من يا حزب؟
كلتلهم اشيوعي".
ومعروف عن عمو ناصر سرعة البديهة. فقال بيتا لخص فيه مكانة الحزب بين الناس:
"حزب الشيوعي طعم لفة وبطل ببسي / مكانك ابنص الكلب شتْسوي بالكرسي؟".
لقد كان الشعراء بحق "شدة ورد" تعانقت بكلماتهم مدن العراق لتغني في الذكرى الثمانين لميلاد حزبنا.
 
************نسق...
هنيئاً للسيد ارشد!
 
ضحايا انقلاب شباط الاسود 1963، يستحقون بدون منية ولا مكرمة من احد، مثل غيرهم من ضحايا البعث العفلقي – الصدامي، كل الرعاية والانصاف والتكريم تخفيفاً من معاناتهم، سواء كانوا من الشهداء او من السجناء.
في هذا السياق جاءت مبادرة لجنة الشهداء والسجناء السياسيين البرلمانية ومطالبتها العادلة بشمول ضحايا شباط بقانوني مؤسستي الشهداء والسجناء السياسيين. فهذه المبادرة هي بدون شك، خطوة في الاتجاه الصحيح, وقد حظيت بالاسناد والدعم الواسعين من قوى وكتل عديدة لرفع الضيم والغبن عن هذه الشريحة المغدورة من المواطنين. ويبقى الامل في ان يستجيب مجلس النواب ويقوم بإقرار التعديل المطلوب.
وكان من المؤمل ان تحظى هذه الخطوة بدعم الكل انصافاً للمظلومين، لا ان ينبري عضو في مجلس النواب هو النائب ارشد الصالحي مطالباً بعدم شمول سجناء عام 1963، في تبرير متهافت لا منطقي يشوه حقيقة التاريخ، ويتستر على دور حزب البعث في ارتكاب تلك الجرائم، بذريعة ان تلك الفترة كان عبد السلام عارف هو الرئيس فيها، متجاهلاً عن عمد حقيقة ان من قام بالانقلاب ومن امر ونفذ الجرائم وارتكب الموبقات هو حزب البعث وقطعان الحزب « اللا قومي» التابعة له والموثقة جرائمه التي يندى لها الضمير الحي.
فان كان السيد ارشد يريد بذلك التستر على المجازر المرتكبة ويكون محامي دفاع عنها، فهنيئاً له اصطفافه مع قتلة شعبنا الذين ما زالت فلولهم «تجاهد»مع القاعدة وجبهة النصرة وغيرهما، سافكين دم العراقيين بلا وازع من ضمير او دين او اخلاق.
ونحن اذ نهنؤه على هذا الاصطفاف المتجدد، نطالبه ان يكف من الآن عن المطالبة بالمصالحة الوطنية، وعن الادعاء بكونه مدافعاً عن حقوق الانسان، طالما وضع نفسه في موقع المدافع عن جرائم لا تغتفر، حظيت باوسع ادانة داخلياً وخارجياً.
ويبقى السؤال: الا يكفي السيد الصالحي ما تعرضت له عوائل ضحايا شباط الأسود، حتى يمعن هو وامثاله في ايذائها؟ اية انسانية هذه التي يتحلي بها هؤلاء؟
لكن الحقائق تبقى ناصعة رغم ما يثيره الصالحي من ادعاءات وما يطلقه من دخان كثيف للتستر على حقيقة موقفه المصطف مع قتلة شعبنا في شباط عام 1963.
وتبقى حقيقة ان في مجتمعنا اناساً خيرين كثيرين انتصروا للمظلومين والمضطهدين، وسوف ينتصرون.  
 
هند وصفي طاهر
 
 
**************
 
ثلاثة افلام عراقية تفوز  في  مهرجان ابو ظبي
أبو ظبي - وكالات
فازت ثلاثة أفلام سينمائية عراقية، بجوائز مهمة في مهرجان ابو ظبي السينمائي السابع الذي اختتم فعالياته مساء الخميس الماضي على قاعة قصر الامارات في أبو ظبي.
وذكر الموقع الرسمي للمهرجان أن  الفيلم الروائي العراقي "تحت رمال بابل" للمخرج محمد الدرّاجي نال جائزة أفضل فيلم عربي في مسابقة الأفلام الروائية في المهرجان. فيما حاز الفيلم الروائي "بلادي الحلوة.. بلادي الحادّة" للمخرج العراقي الكردي هينر سليم جائزة لجنة التحكيم الخاصة. وفي مسابقة آفاق جديدة فاز بجائزة أفضل فيلم من العالم العربي "قبل سقوط الثلج" للمخرج العراقي الكردي هشام زمان. وذكر الموقع الرسمي للمهرجان أن فوز الفيلم العراقي "تحت رمال بابل" بجائزة أفضل فيلم من العالم العربي جاء لأنه تميز " بأسلوب سينمائي?خاص وحيوي، ألقى الضوء على واحد من أهم وأفظع الفصول المجهولة لحرب الخليج، مازجاً ببراعة بين إعادة البناء الدرامي، والشهادات الواقعية والمادة الأرشيفية".
هذا وشارك من العراق في المهرجان، فضلا عن الأفلام الثلاثة الفائزة فيلم "همس المدن" للمخرج قاسم عبد، و"غير صالح" لعدي رشيد، الذي شارك كذلك كنائب لرئيس لجنة تحكيم افلام الامارات.
 
**********
 
أبو سماح.. أقدم موزع للصحف الشيوعية العراقية
الكوت – طريق الشعب
الاعلام والثقافة عنوانان عاليان رديفان لمسيرة الحزب الشيوعي العراقي العريقة والطويلة المعبدة بالتضحيات، والمنورة بالأفكار المشرقة المتجددة.
مراسل "طريق الشعب" في محافظة واسط، التقى بالانسان الصامد، والشيوعي المكافح، وأقدم موزع لصحف ومنشورات الحزب الشيوعي العراقي في واسط، عبد المطلب رضا عبد الرحمن (أبو سماح)، الذي تمتد مسيرته ستة عقود ونصف العقد، أغلبها كانت في خدمة شعبه ووطنه وحزبه. فهو سليل عائلة شيوعية مناضلة منذ أمد بعيد ولغاية اليوم.
تحدث إلينا أبو سماح مسترجعا في ذاكرته السنين العجاف، إلى جانب السمان، ثم تطلع في الافق قائلا:
 "في عام 1958، حينما انبثقت الثورة الوطنية التقدمية 14 تموز المجيدة، كنت صبيا في مقتبل العمر، وفي ذلك الوقت قمت بتوزيع جريدة "اتحاد الشعب" في اسواق مدينة الكوت، بالتعاون مع السيد عباس الطباطبائي، وكانت الجريدة تصلنا من بغداد صباح كل يوم".
وأشار أبو سماح إلى انه واصل العمل مع صحافة الحزب، وافتتح كشكا لبيع الصحف بجانب البريد القديم في مدينة الكوت. وأضاف: "بعد ان اغلقت الجريدة، ومنع توزيعها علنيا، صرت أوزعها سرا وبشكل مجاني، حتى انقلاب شباط الاسود عام 1963".
وبيّن ابو سماح انه تعرض لمضايقات عديدة من قبل سلطات امن ومخابرات النظام المباد، بسبب عمله. وأكد انه كان يوزع منشورات الحزب، ويكتب الشعارات على جدران الدوائر الحكومية سرا، بالتعاون مع الفنان شاكر الشاوي.
وعن عمله في الوقت الحالي، قال أبو سماح انه متقاعد عن الوظيفة، وسيظل مخلصا لحزبه  وجريدته "طريق الشعب".
 
 
************
سابع معرض لمركز الأشغال اليدوية في بابل
الحلة-  رحيم الحلي
افتتح أخيرا، في مدينة الحلة، المعرض السابع لمركز الاشغال اليدوية بحضور جمع من المثقفين.
ضم المعرض اكثر من 300 عمل يدوي بمختلف الاشكال والاحجام.
وتحدث مسؤول قسم الطرق والمعادن في المركز عماد جبار عن المعرض، مشيرا إلى انه يهدف إلى تعريف المتلقين بالمواد التي تصنع منها الاعمال اليدوية. كما انه يفسح المجال امام معلمي المدارس للاستفادة من الطرق المبتكرة في صناعة هذه الاعمال.
وأضاف: "ينظم المركز ورش عمل في اقسامه كافة، لصناعة الأعمال اليدوية، وبعد أن تنجز النتاجات من قبل المشاركين في الورش، نقوم بعرضها في معرض سنوي". 
وعلى هامش المعرض جرى تكريم عائلة الفنان عبد الكريم نجم مؤسس المركز، وتكريم الفنانين الرواد حسام الشلاه، وسليم شمخي، وامل عبيد. من جهته قال مسؤول قسم المعادن في المركز عماد جبار، انه يهتم بالنحت والمعالجة الجمالية لبعض النفايات الطبيعية والصناعية، والمواد التي يجد فيها امكانية التحويل الفني بإضافة بعض اللمسات والألوان والمواد اللاصقة.
*********