العدد 29 السنة 86 الاثنين 7 كانون الأول 2020

 

تصفح بي دي اف

 

 

 

ص1

اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي تعقد اجتماعها الاعتيادي

بغداد – طريق الشعب

عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، يوم الجمعة ٤ كانون الأول ٢٠٢٠ في بغداد، اجتماعها الاعتيادي الدوري . 

بدأ الاجتماع اعماله بالوقوف دقيقة صمت تكريما للشهداء من المنتفضين والحركة الاحتجاجية، ومن ضحايا الإرهاب والعنف من أبناء شعبنا، وللراحلين من رفاق الحزب وأصدقائه في الأشهر الأخيرة .

ودرست اللجنة المركزية في الاجتماع تقارير في شأن العمل القيادي وإداء المكتب السياسي واللجنة المركزية، واخرى عن اعمال لجنة الرقابة المركزية ولجان الاختصاص واللجان المحلية للحزب ومنظماته داخل الوطن وخارجه .

وبحث الاجتماع ايضا تقريرا مفصلا عن الوضع الإداري والمالي للحزب، واكد ضرورة بذل الجهود لدعم مالية الحزب واطلاق مختلف الأنشطة والفعاليات والمبادرات لهذا الغرض .

وجاء انعقاد اجتماع اللجنة المركزية غداة الذكرى الرابعة لانعقاد المؤتمر الوطني العاشر للحزب (في ١- ٣ كانون الأول ٢٠١٦)، وارتباطا بذلك تابع باهتمام سير التحضيرات لعقد المؤتمر الحادي عشر، وحدد سقوفا زمنية لإنجاز وثائقه وانتخاب المندوبين اليه، مؤكدا حرص اللجنة المركزية على عقده في اقرب فرصة ممكنة ارتباطا بواجب مراعاة المتطلبات الصحية، وان يتم ذلك ضمن المدة القانونية التي حددتها المادة (16) الفقرة (5) من النظام الداخلي للحزب .

ودرس الاجتماع باستفاضة التطورات السياسية في البلاد منذ الاجتماع السابق للجنة المركزية (حزيران ٢٠٢٠)، وتوصل الى ان البلاد تمر بصراع يحتدم على صعيد الدولة والمجتمع ويتخذ مظاهر وأشكالا متنوعة، بين المنظومة السياسية الماسكة بعتلات السلطة والتي تمتلك المال والسلاح ووسائل الاعلام، وبين غالبية الشعب التي تشتد معاناتها  وتتفاقم ظروفها المعيشة.

واكد الاجتماع ان مضمون التغيير المطلوب وكيفية  تأمين موازين القوى اللازمة لإنجازه هما المحور الاساسي لهذا الصراع. واوضح ان القوى المتنفذة تسخر كل امكانياتها وأدواتها، وتلجأ إلى مختلف أشكال القهر والضغط تارة، وإلى تقديم الإغراءات وشراء الذمم تارة أخرى، لإجهاض أي تحرك جدي نحو التغيير، ولإشاعة الإحباط واليأس في نفوس الشباب المنتفض المفعم بروح التحدي، ومعه عموم قوى الشعب المتطلعة إلى التغيير. 

واشر الاجتماع كون بلادنا  تعيش اليوم أزمة منظومة المحاصصة والطائفية السياسية والفساد، المحكوم عليها بالسقوط والانهيار، فيما بديلها الذي يحمل مشروعا وطنيا ديمقراطيا لبناء دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية، لا يزال في مرحلة مخاض وصيرورة .

وتوصلت اللجنة المركزية الى ان الإسراع في انضاج البديل وتغيير الواقع المأساوي يتطلب جهدا شعبيا وجماهيريا واسعا، وعملا مثابرا من كافة القوى الوطنية والديمقراطية واليسارية وقوى انتفاضة تشرين ونشطاء الحركة الاحتجاجية، ومن كل من ينشدون إنقاذ البلد، لبناء أوسع اصطفاف سياسي وشعبي لتغيير موازين القوى، ولتحقيق  الاختراق والسير قدما الى الامام على طريق التغيير الذي بات ملحا. 

هذا وسوف يصدر بلاغ ضاف عن الاجتماع واعماله.

*********************

في الذكرى السنوية الثانية لرحيله

عريان السيد خلف حيٌّ في ذاكرة أبناء الشعب

بغداد - علاء الماجد

اقام منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد، الخميس الماضي، حفل استذكار لـ “شاعر الشعب” الراحل عريان السيد خلف، في مناسبة مرور عامين على رحيله.

الحفل الذي احتضنته قاعة المنتدى في ساحة الأندلس، والتي كان الراحل من روّادها، حضره سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رائد فهمي، وعضوا المكتب السياسي الرفيقان مفيد الجزائري ود. صبحي الجميلي، إلى جانب عدد من الشعراء والنقاد وجمهور واسع من محبي الفقيد.

الإعلامية داليا ضياء، أدارت الحفل واستهلته داعية الحاضرين إلى الوقوف دقيقة صمت إكراما لشهداء انتفاضة تشرين و”شاعر الشعب”.

وقالت وهي تستذكر الفقيد: “ايها الخالد.. ها نحن بعد عامين من الفقد، نقف عندك مؤبنين بقلوبنا التي بدأت محفلنا هذا”، مردة من أبيات السيد خلف “هلي وسيرتو عليه بوحشتي حجاية بريد”.

وتابعت قائلة: “لم تكن شاهدا على احداث تشرين وجيلها الذي صنعت انت والنوّاب شيئا من ثوريته، إلا انك خاطبت ابناءك عبر الزمن ناصحا (وهمان اليكول ام العلا ناخذها بالسهلات)”.

بعد ذلك القى الرفيق رائد فهمي، كلمة استذكر فيها الفقيد ووصفه بـ “القامة الشعرية الشعبية الكبيرة”، مبينا أن الراحل كان “معبراً وجدانياً عن معاناة الكادحين، كلماته تدخل الى القلوب وتحرك الجماهير الرافضة للطغيان والظلم بمختلف أشكاله، سياسيا كان أم اجتماعيا”.

وتابع الرفيق فهمي قائلا أن “كلمات عريان كان يتداولها عامة الناس، وليس المثقفين فقط، حتى أصبحت في الكثير من الأحيان مرجعا يعكس معاناة وتطلعات وآمال الأوساط الشعبية.. هو ابن ذي قار وابن الحركة الوطنية وعضو الحزب الشيوعي العراقي”.

وساهم الناقد علوان السلمان، في قراءة ورقة نقدية بعنوان “عريان السيد خلف والاسقاط الطبقي المكتنز بمدلولاته السياسية”، مما قاله فيها أن “النص الشعري الشعبي على امتداده التاريخي حمل هموم الواقع وتناقضاته، فكشف عن براعة فنية مع توهج لهجته المتداولة والقريبة من الوجدان، بتدفق، وانسيابية عذبة محركة الذاكرة ومشكلة اضافة خلاقة يزهو بها الفكر الانساني”، مضيفا أن في قول الشاعر السيد خلف “الشجر يثبت شجر والخاوية تطيح”، تبدو الصورة الشعرية “معتمدة على صراع الأضداد مبنى ومعنى، إضافة إلى اعتمادها الانزياح اللغوي وتجاوز المألوف بتوظيف الاسلوب البلاغي”.

وأشار السلمان إلى أن الراحل “اعتمد المفردات الشعبية المتداولة والموغلة ببعدها التاريخي، ومنحها بعدا معرفيا وثقافيا معاصرا”.

وارسل الشاعر د. موسى الخافور، إلى الحفل قصيدة في ذكرى الراحل، ألقاها الشاعر حميد الناعس. فيما قرأ عدد من الشعراء قصائد في المناسبة، وهم كل من سفاح عبد الكريم، كامل العتابي، احمد الشمري، هاشم غدير، باسم الخاقاني، حيدر جليل الخرساني ورائد الاسدي.

وقبيل الختام أدى الفنان علي حافظ باقة أغنيات من كلمات الراحل.

************

السوادني: ديون شركات الهاتف النقال غير محددة

طريق الشعب – خاص

دعا النائب محمد شياع السوداني في حوار اجرته معه “طريق الشعب” مجلس النواب الى “ايلاء الاهتمام الأكبر لملف شركات الاتصال، فهو بحاجة الى رقابة مستمرة بحكم المخالفات التي رافقت عمل تلك الشركات، وما قابلها من سوء ادارة وعدم متابعة هيئة الاعلام والاتصالات لها”.

وعزا النائب عدم التزام الشركات بتسديد ديونها، الى “الضبابية في حجم الديون والتهاون في إجراءات المتابعة المستمرة التي كان يفترض ان تكون من واجبات هيئة الاعلام والاتصالات باعتبارها الجهة القطاعية المكلفة في هذا الملف”.

وعدّ النائب الضمانة التي تحول دون وصول الفاسدين الى التراخيص الجديدة تكمن في “اعتماد معايير واضحة تمنع الاحتيال، خصوصا أننا طالبنا بدعوة الشركات العالمية المعروفة، الى هذه التراخيص، لأن اي جهة سياسية لن تقدر على عقد اتفاقات جانبية معها. وبدعوة هذه الشركات، سيقطع الطريق على الفاسدين وسنتمكن من الحصول على شركة تحترم تعاقداتها وتفي بالتزاماتها بما يوفر افضل خدمة الى المواطنين واكثر منفعة الى الدولة”.

**************

التعديلات الدستورية تواجه بالرفض

بغداد – عبد الله لطيف

دعا خبراء في القانون الدستوري، لجنة التعديلات الدستورية في مجلس النواب الى “طرح مقترحات التعديل، أمام الجميع، كي يتسنى للمختصين معرفة ما يحدث”، مشيرين الى ان كل ما يعرفه “هو ان اللجنة تقف عند نقاط خلافية ثلاث اهمها طبيعة النظام السياسي في العراق”. وقال شامل الحسني، خبير دستوري لـ”طريق الشعب”، ان “حسم مسألة طبيعة النظام القادم هل يكون جمهوريا او فيدراليا او اقليميا، من اصعب القضايا التي تواجه اللجنة البرلمانية”. أما الناشطة في مجال الحقوق والحريات، نسرين نشوان، فحذرت “من محاولات التقييد التي قد تطرأ ضمن تلك التعديلات، نتيجة لضغوطات من خارج لجنة التعديلات الدستورية”.وبيّنت نشوان في حديث لـ”طريق الشعب”، ان الدستور يتضمن “بنودا وفقرات دستورية غامضة ومطاطية الفهم”، موضحة “لو تصفحنا في ما ورد من حقوق وحريات في الدستور العراقي سنجد هناك مصطلحات استخدمت لإعطاء البرلمان سلطة التنظيم، ومنها قرابة 15 مادة تنص على انها تنظم بقانون في وقت لاحق، فضلا عن وجود قوانين اكدت على الحريات، لكنها ذيلت بجملة (تمارس في حدود القانون او وفقاً للقانون)”. 

************

موازنة 2021 تحسم الثلاثاء المقبل و مستشار الشؤون المالية: الخطورة في الاعتماد على النفط

بغداد ـ طريق الشعب

افصح المتحدث باسم رئيس مجلس الوزراء حسن ناظم، امس الاحد، عن امكانية تمرير موازنة 2021 في جلسة الثلاثاء المقبلة لمجلس الوزراء.  وقال ناظم في تصريح نقلته الوكالة الرسمية، وتابعته “طريق الشعب”، “نأمل ان يتم حسم ملف موازنة 2021 في جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء المقبل”. واضاف “هناك درجات وظيفية في حال إقرار الموازنة ومن أولويات الحكومة منحها لمستحقيها”. الى ذلك، أكد مستشار رئيس الوزراء للشؤون المالية مظهر محمد صالح، أن “التخطيط المالي هو ما سيحدد مستقبل الأشهر المقبلة”. وبين صالح، أن “الجميع ينتظرون التخطيط المالي لمعرفة كيفية تحديد النفقات والإيرادات ومعالجة العجز إن وجد”. وأضاف، أن “الخروج من الأزمة المالية يعتمد على التدبير وضغط النفقات وتعظيم الموارد ووضع الأولويات بالشكل الصحيح بحيث إن هنالك أشياء قابلة للضغط والتقسيط.” وعن إمكانية اقتراض العراق مجددا لسد العجز الحاصل بيّن صالح، أن “الاقتراض يعتمد على قانون الموازنة، ويحدد بقانون في مجلس النواب”، لافتا إلى أن “هناك حدودا لعملية الاقتراض”، مشيرا إلى أن “الخطورة تكمن بالاعتماد على مورد واحد هو النفط وتحديد أسعاره في الخارج”.

***********

راصد الطريق

هل هذا صحيح .. يا وزارة النقل ؟

افادت وكالة “بغداد اليوم” ان وزارة النقل ارسلت٢٣١  مراقبا جويا على دفعات الى  دولة الامارات، للمشاركة في دورات تخصصية فنية. 

الى هنا والامر طبيعي، خاصة وهو يتعلق بتدريب موظفين. لكن مصادر مطلعة - كما اسمتها الوكالة – ذكرت ان “ الايفاد عبارة عن دورة ترفيهية تكلف الدولة  اكثر من ملياري دينار”. 

فِي السياق نذكر ان لوزارة النقل عقدا مع شركة “سيركو البريطانية” لتدريب هؤلاء المراقبين بشكل يومي.

مليارا دينار للترفيه كما  قيل؟ في وقت  يعاني فيه البلد من ازمة مالية حادة، وتتعالى الأصوات مطالبة بخفض النفقات واستبعاد غير الضروري منها! أفلا يعد مثل  هذا التصرف غير المفهوم هدرا متعمدا وغير مسؤول للمال العام ؟

ثم ألا يستحق مثل هذا الفعل المرفوض مساءلةً لوزير النقل من جانب مجلس النواب، الذي رفع من جدول اعماله على ما يبدو موضوع المساءلة، واجلها الى اشعار آخر؟

**********

ص 2

 

تخطط لتصدير ثلاثة أنواع من النفط

النفط تحدد سعر البرميل في الموازنة بـ 42 دولارا

بغداد ـ طريق الشعب

كشف وزير النفط احسان عبدالجبار، عن خطة الوزارة بتصدير ثلاثة انواع من النفط، مع بداية العام المقبل، بهدف زيادة الايرادات المالية الداعمة للخزينة، وان الوزارة تهدف الى خفض كلف الانتاج وتحسين نوعيه، فضلا عن الاستثمار الامثل للنفط الخام في قطاع الصناعات التحويلية.

وقال عبد الجبار خلال حضوره مؤتمر النفط والغاز، الذي عقد امس في بغداد، وتابعته “طريق الشعب”، ان “صناعة الغاز تحتاج الى استقرار أمني وسياسي واجتماعي، وتوفير الدعم المالي واستقطاب الاستثمارات والتعاون مع الشركات العالمية الرصينة”.

ونقل المكتب الإعلامي للوزارة في بيان حصلت “طريق الشعب” على نسخة منه، عن الوزير قوله، ان “الحكومة والوزارة تعملان على مراجعة خطة تطوير شاملة للحقول النفطية لانتاج الذروة والخطط السابقة، وان التحديات التي برزت بعد كوفيد 19 تتطلب اعادة صياغة السياسية الاقتصادية وقطاع النفط والطاقة”. وفيما يخص الموازنة الاتحادية، اكد وزير النفط ان السعر الذي تم تحديده لبيع النفط ضمن الموازنة الاتحادية تم تقديره بـ(42) دولارا للبرميل، وعبر وزير النفط عن امله في ضم كمية (250) الف برميل من الاقليم ضمن الموازنة، وهذا ما تؤشره المباحثات القائمة بين الحكومة المركزية وحكومة الاقليم.

 

************

 

اضاءة

نعم.. الوطن  في خطر!

محمد عبدالرحمن

لا جدال في ان الوطن في خطر. ربما هناك اختلاف في تقدير مدى هذا الخطر وشدته. كذلك - وهذا هو الأهم - أسبابه ودوافعه ومن يقف خلفه، وطرق وأساليب معالجته.

المنتفضون والمحتجون رفعوا شعار “ نريد وطن “ ولسان حالهم يقول انه سلب منهم. ومن المؤكد ان إعادته تتطلب معالجة أسباب السلب، وتأمين ارجاع الوطن معافى الى اهله وناسه وهم الأحق به وبالتمتع بخيراته وثرواته .

من اين يأتي الخطر على الوطن ؟ العوامل والدوافع عديدة دون شك، وأشدها ما له صلة بالداخل، من دون التقليل من شأن المخاطر والتدخلات الخارجية .

والمخاطر تتفاقم جراء حالة اللادولة وفقدان سلطة القانون، وبفعل الاستعصاء السياسي والاحتقان الاجتماعي وتقسيم البلد الى  طوائف ومكونات ومذاهب وبيوتات  على حساب المواطنة، كذلك نتيجة الازمات  الاقتصادية والمالية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والصحية والخدمية المستحكمة.

ويرتفع منسوب المخاطر مع تغوّل المليشيات، ومع فلتان السلاح واحتدام الصراع بين قوى مدججة به، بخفيفه وثقيله .

وما يزيد القلق ويضاعفه سعي البعض الى تجاوز المنافسة السلمية والديمقراطية، وعدم احترام الاختلاف في العمل السياسي، ومحاولة فرض الآراء والمواقف بالعنف والبطش، بما في ذلك  القتل العمد والاغتيال السياسي.

ويضاعف حجم هذه المخاطر أيضا إصرار القوى المتنفذة على السير في النهج ذاته، نهج منظومة المحاصصة المتشابكة مع الفساد، والعاجزة عن تقديم الحلول، والتي يضعف مجمل سياستها الوحدة الوطنية ويهدد السلم الأهلي ويفتح أبواب البلد على مصاريعها امام اسوأ الاحتمالات.

نعم، الوطن في خطر. وقد اشرنا بعض الأسباب أعلاه، وليس بينها في جميع الأحوال ما يمت بصلة الى المنتفضين والمحتجين السلميين، الذين لم يخرجوا الى الشارع الا بعد ان طفح الكيل وفاض الاناء، وبعد ان قلت الوسيلة ولَم يبقَ الا ركوب الأسنة .

كيف السبيل ياترى الى وطن آمن ومستقر، لا مكان فيه للعنف والقهر والفقر والجوع والمرض؟ وطن يوفر فرصا متكافئة للعراقيين جميعا، وقدرا من العدالة الاجتماعية؟ وطن يتمتع بالاستقلالية في مواقفه وقراراته الوطنية، بعيدا عن التدخلات الخارجية أيا كان  مصدرها؟

هذ ه التساؤلات تقود الى طرح موضوعة التغيير، والحاجة الى التغيير، وكيفية الوصول الى توازن القوى المطلوب لانجازه. وذلك جهد يفترض ان يشمل مجاميع وفئات وقوى متعددة، شعبية وجماهيرية وسياسية، حريصة على تجنيب الوطن ما يهدده من مخاطر، وعلى معالجة أسبابها الواقعية وليس المفترضة والمتخيلة!

ان من الواجب عدم الاستهانة بالمخاطر المحدقة او التقليل من شأنها، وان الوطنيين الحقيقين لمدعوون الى الوقوف في وجهها وتجنيب البلاد شرورها.

 

**********

في “جمعة الناصرية”

شباب الانتفاضة.. مستمرون حتى تتحقق المطالب

بغداد ـ طريق الشعب

توافد الالاف المحتجين يوم الجمعة الماضي، على ساحات الاعتصام في مختلف المحافظات، تلبية للدعوة الجماهيرية “جمعة الناصرية” للتضامن مع محتجي محافظة ذي قار، للتأكيد على المطالب المشروعة للانتفاضة، وكشف ومحاسبة قتلة المتظاهرين والإفراج عن المختطفين والمعتقلين.

الحبوبي تمتلئ بالمحتجين

وشارك الآلاف من مختلف مناطق محافظة ذي قار، في تظاهرة ساحة الحبوبي للتأكيد على ثباتهم واستمرار اعتصامهم، حتى تحقيق مطالبهم المشروعة.

وقال الناشط المدني ميثم صادق لـ”طريق الشعب”، إن “الحضور الجماهيري الكبير، هو رسالة واضحة لاستمرار الدعم الشعبي للانتفاضة، وعدم التنازل عن مطالبها المشروعة في تحقيق التغيير الشامل، والقضاء على الفساد”، مشيراً الى أن “الحكومة مطالبة بفرض سلطة القانون، وحصر السلاح المنفلت، فضلا عن محاسبة حاملي السلاح خارج اطار الدولة، وكشف قتلة المتظاهرين ومحاسبتهم، والعمل على اطلاق سراح المختطفين منهم”.

وفي تطور لاحق، قطع عدد من المحتجين الطريق العام في قضاء البطحاء، والرابط بين محافظتي ذي قار والمثنى، احتجاجا على اعتقال الناشط المدني وعضو اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي سلام غافل من قبل الأجهزة الأمنية.

اعتداءات في بغداد والبصرة

وشهدت العاصمة بغداد، تجمعا للمئات من المحتجين في ساحة التحرير، للتضامن مع محتجي محافظة ذي قار.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، أن “المئات من المحتجين تجمعوا في ساحة التحرير للتضامن مع محتجي محافظة ذي قار، ورفض الاعتداءات بحقهم من قبل مجموعات مسلحة”، مبيناً أن “القوات الامنية قامت بتفريق التظاهرة بالقوة، مستخدمة الهراوات، ما تسبب بإصابة عدد من المتظاهرين”.

وفي محافظة البصرة، تعرض المتظاهرون في ساحة البحرية للاعتداء من قبل الاجهزة الامنية في محاولة لتفرقتهم.

وأشار مراسل “طريق الشعب”، الى “عمليات كر وفر بين المتظاهرين وقوات الامن، بعد قيام الاخيرة بتفريق تظاهرة لمساندة المحتجين في محافظة ذي قار، وللتأكيد على تنفيذ مطالب الانتفاضة”.

مسيرات حاشدة في 3 محافظات

ونظم المئات من المحتجين في محافظة واسط، مسيرة احتجاجية، لاستنكار الاعتداء على ساحات الاعتصام في محافظتي واسط وذي قار.

وافاد مراسل “طريق الشعب”، علي جبار، بأن “المتظاهرين طالبوا بتوفير الحماية لساحات الاعتصام في مختلف المحافظات، وضمان عدم تكرار الاعتداءات على الساحات، فضلا عن حفظ أمن الناشطين وكشف ومحاسبة الجهات التي تقوم باستهدافهم، وايقاف حملات الاعتقال والتهديد بحقهم”، محذرين من “محاولة الاستهداف المتكرر للمتظاهرين من أجل جرهم للعنف”، مؤكدين “التزامهم السلمية حتى تحقيق كافة مطالبهم”.

في غضون ذلك، نظم المئات من أهالي محافظة الديوانية مسيرة احتجاجية، للتأكيد على المطالب المشروعة للانتفاضة، ولرفض الاعتداءات المتكررة على ساحات الاحتجاج.

وأوضح الناشط المدني، حسن المياحي في حديث لـ”طريق الشعب”، أن “المسيرة تأتي لرفض الاعتداءات التي تعرضت لها ساحتا اعتصام محافظتي ذي قار وواسط، وللمطالبة بإجراء الانتخابات في وقتها المحدد، وبإشراف الامم المتحدة، على وفق قانون منصف وعادل، ومفوضية مستقلة للانتخابات، فضلا عن تنفيذ وتعديل قانون الاحزاب”.

وفي سياق احتجاجات التضامن، نظم المئات من المحتجين في محافظة المثنى، مسيرة احتجاجية، للتأكيد على حماية ساحات الاحتجاج، والاستجابة لمطالبها.

ووفقاً لمراسل “طريق الشعب”، عبدالحسين السماوي، فإن “المسيرة انطلقت من شارع الكورنيش وسط مدينة السماوة، صوب السوق الكبير، بمشاركة المئات من ابناء المحافظة، لرفض الاعتداءات على ساحات الاحتجاج وللتأكيد على تنفيذ مطالب المحتجين”.

وأكد المتظاهر يحيى طربال لـ”طريق الشعب”، أن “الهدف من هذه المسيرة، هو رفض سلطة الاحزاب الفاسدة، وتأكيد استمرار انتفاضة تشرين، لحين تحقيق كافة مطالبها، من اجل العيش في وطن نحظى فيه بالعدالة الاجتماعية، وسلطة القانون، والخلاص من المحاصصة الطائفية”، مؤكداً أن “محاولات ترهيب المتظاهرين دليل ضعف للمعتدين، لا قوة”.

محافظات الوسط تناصر ذي قار

من جهتهم، تظاهر المئات من المحتجين في محافظة النجف، لرفض محاولات ترهيب المتظاهرين.

ووفقاً لمراسل “طريق الشعب”، احمد عباس، فإن “المسيرة انطلقت من ساحة ثورة العشرين، صوب ساحة اعتصام المحافظة، للتنديد بعمليات القتل الممنهج لشباب الانتفاضة، ومحاولات التضييق عليهم”.

واستنكر الناشط المدني زيد الشبيبي، في حديث لـ”طريق الشعب”، “حادثة اقتحام ساحة الحبوبي وملاحقة المنتفضين”، مطالبا “الجهات الحكومية بتحمل مسؤوليتها في حماية المتظاهرين وملاحقة القتلة ومحاسبة الجهات التي تقف وراءهم”، منوهاً الى “عدم وجود أي جهة تمتلك الصلاحية في فض أو إنهاء التظاهرات او الاعتصامات”.

يُذكر أن محافظتي كربلاء وبابل شهدت تظاهرات مماثلة، للتأكيد على مطالب الانتفاضة، ورفض الاعتداءات على ساحات الاعتصام، فضلا عن مكافحة الفساد، والكشف عن قتلة المتظاهرين ومحاسبتهم.

 

*************

على قاعة “بيتنا الثقافي”

علي مهدي يتحدث عن “النظم الانتخابية في العراق وأثرها”

بغداد ـ طريق الشعب

عقد “منتدى التسامي الثقافي” التابع لرابطة المرأة العراقية، الأربعاء الماضي، ندوة بعنوان “النظم الانتخابية في العراق وأثرها على استقرار النظام السياسي”، ضيّف فيها د. علي مهدي، بحضور جمع من المهتمين في الشأن السياسي.

الندوة التي احتضنتها قاعة منتدى “بيتنا الثقافي” في بغداد، والتي ادارتها القاصة نعيمة مجيد، استهلها الضيف متحدثا عن الأنظمة الانتخابية العراقية منذ حقبة الدولة العثمانية، مبينا أنه في العام ١٨٧٦، سن القانون الأساسي للدولة العثمانية، وانه جرت خلال تلك الفترة أربع عمليات انتخابية.

ثم تحدث عن الانتخابات خلال الاحتلال البريطاني والحقبة الملكية، معرجا على القانون الانتخابي الذي سن عام ١٩٢٢.

وأشار إلى أن “أول نظام انتخابي في العراق قسم البلد إلى 12 لواء، لكل واحد دائرة انتخابية. وان هذا الانتخاب على درجتين، أي ان كل 200 ناخب أولي ينتخب نائبا ثانويا، بعدها يجتمع الفائزون على انتخاب أعضاء الجمعية التأسيسية”، لافتا إلى أنه كان يشترط على من يشارك في الانتخابات أن يدفع الضريبة “لذلك لا مكان للفقراء بين المشاركين، ولا حتى للمرأة”.

وأوضح، انه تم تخصيص “20 مقعدا للعشائر، و5 لليهود و5 للمسيحيين و70 لممثلي الأهالي. ثم قلصت مقاعد اليهود والمسيحيين إلى 4 لكل منهما مقابل رفع حصة العشائر، وذلك في انتخاب أول مجلس للنواب، الذي تم إقرار قانون خاص له”.

وبيّن مهدي أن هذا النظام الانتخابي استمر حتى عام ١٩٤٦. إذ تم تغييره وصار يسمح للضباط المشاركة في الانتخابات كمرشحين، ولا يشترط دفع الضريبة. كما أن الدوائر الانتخابية وفق هذا النظام أصبحت أصغر، وزاد نفوذ المدنيين في مجلس النواب.

وأردف، انه بعد انتفاضة تشرين المجيدة لسنة 1952 تغيرت الموازين، وصدر قانون جديد للانتخاب الغى فيه نظام الدرجتين، مستدركا “لكن الحال لم يستقر في كل الدورات الانتخابية. فكان معدل عمر الحكومة ثمانية شهور. وقد أجريت 17 دورة انتخابية في تلك السنوات”.

وتطرق الضيف إلى الأنظمة الانتخابية بعد ثورة 14 تموز ١٩٥٨، مبينا انه “بعد انطلاق الثورة لم تجر انتخابات، فبقي الحكم بيد الضباط الأحرار، الذين لاقوا وقتها تأييدا شعبيا، فيما سن عام ١٩٦٧، قانون انتخابي ضمن حصة للمرأة، وهو كان متأثرا بالقانون المصري الذي منح 50 في المائة للعمال والفلاحين”.

وعرج د. مهدي على الفترة بعد عام 1968، مشيرا إلى أنه خلال هذه الفترة تم إصدار قانون المجلس الوطني سنة 1980، “الذي كان مجلسا استشاريا لمجلس قيادة الثورة، مواليا لسلطة البعث الحاكم، ولا توجد فيه ممارسة ديمقراطية”.

ثم تناول الفترة ما بعد 2003 “اذ ان الأمم المتحدة ساعدت على إقرار قانون انتخاب الجمعية الوطنية الذي خصص ربع المقاعد للنساء”.

وشهدت الندوة مداخلات قدمها عدد من الحاضرين، بضمنهم سكرتيرة رابطة المرأة العراقية، شميران مروكل.

 

**********

ص3

الرقابة المالية لا تعلم شيئا 

السوداني يكشف لـ «طريق الشعب» تفاصيل مديونية شركات الهاتف النقال وعقود التراخيص الجديدة

طريق الشعب- خاص

أجرت “طريق الشعب”، أخيرا، لقاءً مع النائب محمد شياع السوداني، بشأن المشكلات المتعلقة بأداء شركات الهاتف النقال، وما يدور حولها من اسئلة وتفاصيل تتعلق بمديونيتها الكبيرة والحماية التي توفرها لها “جهات متنفذة”، فيما أكد النائب ضرورة حصول شركة وطنية حكومية، على إحدى الرخص الثلاث الجديدة، التي يدعو النائب الى طرحها أمام شركات عالمية، لمنافسة الشركات التي تتولى تقديم خدمات الاتصال في البلاد.

الدور الرقابي للبرلمان

وفيما يتعلق بدور مجلس النواب الرقابي على عمل شركات الهاتف النقال، أكد النائب متابعة هذا الملف، خصوصا وأن “جزءا من مهام المجلس، يتعلق بمراقبة هذا القطاع الحيوي من الناحية الاقتصادية والأمنية والخدمية، ويكون ذلك عبر لجنة الاعلام والاتصالات المختصة بهذا المجال”.

وعن احتمالية عدم التزام الشركات بتسديد الديون والمستحقات التي بذمتها، دعا السوداني مجلس النواب الى “ايلاء الاهتمام الأكبر لهذا الملف، فهو بحاجة الى رقابة مستمرة بحكم المخالفات التي رافقت عمل الشركات، وما قابلها من سوء ادارة وعدم متابعة هيئة الاعلام والاتصالات لها”.

وعزا النائب عدم التزام الشركات بتسديد ديونها، الى “الضبابية في حجم الديون والتهاون في إجراءات المتابعة المستمرة التي كان يفترض ان تكون من واجبات هيئة الاعلام والاتصالات باعتبارها الجهة القطاعية المكلفة في هذا الملف. علما انه في آخر ثلاث موازنات كانت هناك فقرة واضحة تؤكد وجوب تسديد الديون، وبخلافه يتم إيقاف التردد الطيفي، ولكن لم يكن هناك اجراء واضح من قبل الهيئة، وكان هناك نوع من التضليل والمغالطات ردا على أي سؤال جرى تقديمه عن حجم الديون”. ولفت الى ان “قانون تمويل العجز المالي نص على (تسديد الشركات لديونها خلال 30 يوما، وبخلاف ذلك يتم إيقاف الطيف الترددي)”، مبينا أن مجلس النواب “سيعمل على متابعة هذه الفقرة القانونية”.

مديونية غير واضحة

وردا على سؤال وجهته “طريق الشعب”، بخصوص امكانية الحصول على الرقم الدقيق لمبالغ الديون المرتبة على الشركات، قال السوداني “أنا ذكرت للجميع بأني كصاحب دعوة دخل في هذه القضية وبتفاصيلها، لم اجد رقما واحدا محددا لحجم هذه الديون. ولأكثر من مرة خلال المرافعات، طرح القاضي سؤالا على الممثلين القانونيين للشركات ولهيئة الاعلام والاتصالات، وقد تنصّلوا بمبررات واعذار كثيرة من تحديد الرقم الحقيقي للديون. علما ان ديوان الرقابة المالية وفي مفاجئة جديدة، تبين انه هو الاخر لا يعلم بحجم هذه الديون”.

وتابع المتحدث، أن “رسوم الترخيص لهذه الشركات، ومنذ عام 2007 تأخر تسديدها وكان يفترض ان يتم التسديد خلال نفس العام. كما ان رسوم تراخيص الجيل الثالث لعام 2013 تم بيعها بحوالي 307 مليون دولار ولم تسدد الشركات ما بذمتها”.

وأضاف النائب السوداني “من خلال هذه التفاصيل، يتوضح وجود عمليات تضليل واسعة ومتاهة في الوصول الى الحجم الحقيقي للديون. والمفارقة التي استوقفت الجميع بمن فيهم القاضي، ان مجلس الوزراء قرر الزام الشركات بدفع 50 في المائة حال توقيع عقد التجديد الأخير، وأن يدفع النصف الآخر بشكل اقساط على مدى خمس سنوات وبدون فوائد. ومع هذا فأن المبلغ لم يذكر رغم انه من المفترض الكشف عن الأرقام وفقا لقرار تجزئة دفع المستحقات. لكن لم نجد ذلك في قرار مجلس الأمناء او مجلس الوزراء، وهذا الامر دفع القاضي الى ان يؤكد في قراره الأخير وجود تعمّد في هدر المال العام”.

فساد محمي سياسيا

وتعليقا على الحديث الذي يدور حول امكانية حصول المتنفذين في السلطة وأصحاب رؤوس الأموال المرتبطين بها، على التراخيص الجديدة لشركات الهاتف، لفت النائب الى أنه “لا يمكن تنزيه هذه القوى السياسية التي تمسك بزمام السلطة، او استبعاد امكانية تسللها الى هذه التراخيص، فأنا لا ادعي او انفي المخاوف التي هي موجودة لدى الكثيرين في ظل الفساد المستشري بشكل واسع. ولكن بشكل عام، الفساد بات محميا علنيا من بعض القوى السياسية المتنفذة، ولن استغرب حصول ذلك”.

وعدّ النائب الضمانة التي تحول دون وصول الفاسدين الى التراخيص الجديدة تكمن في “اعتماد معايير واضحة تمنع الاحتيال، خصوصا أننا طالبنا بدعوة الشركات العالمية المعروفة، الى هذه التراخيص، لأن اي جهة سياسية لن تقدر على عقد اتفاقات جانبية معها. وبدعوة هذه الشركات، سيقطع الطريق على الفاسدين وسنتمكن من الحصول على شركة تحترم تعاقداتها وتفي بالتزاماتها بما يوفر افضل خدمة الى المواطنين واكثر منفعة الى الدولة”.

شركة وطنية منافسة

ونوه النائب الحالي والوزير السابق، بوجود رأي سوف يطرح على الحكومة لرسم خارطة طريق يتم بموجبها “دعوة الشركات العالمية المختصة للتنافس على الرخص الثلاثة، على أن تعود احداها الى رخصة وطنية حكومية، كأن تكون شركة الاتصالات الموجودة او تأسيس شركة مختلطة كطرف مساهم او شركة اتصالات تدخل مع مشغل دولي لضمان جودة مشغل الخدمة. والقصد من هذا الأمر، ضمان وجود شركة حكومية تنافس شركتين من القطاع الخاص، وهي بذلك توفر مساحة من الطمأنينة، لما يتعلق بالجنبة الأمنية والاقتصادية عندما تمتلك شركة وطنية قاعدة بيانات داخل العراق، وهذا ما معمول به في جميع دول المنطقة”.

*************************************

 

نائب يكشف تعديلات قانون «الاتحادية» 

بغداد ـ طريق الشعب

كشف عضو اللجنة القانونية حسين العقابي، «ان الكتل السياسية توافقت على تعديل بعض مواد قانون المحكمة الاتحادية ومنها المادة الثالثة المتعلقة بترشيح الاعضاء وولاية السن القانوني لعضو المحكمة».

وأضاف العقابي في تصريح تابعته « طريق الشعب»، إنه «رغم التوافق النيابي إلا أن هناك خلافا ما زال عالقا على المادة المتعلقة بآلية التصويت على قرارات المحكمة الاتحادية».

حلان «لإنهاء» العشوائيات

بغداد ـ طريق الشعب

قال عضو اللجنة، مضر الازيرجاوي إن «قانون العشوائيات، لا يزال تحت الدراسة ويحتاج الى ورش عمل لإنضاجه قبل عرضه للقراءة الثانية».

وبيّن النائب في تصريح طالعته «طريق الشعب»، وجود عدة حلول منها «تأسيس صندوق للعشوائيات، أي استمرار شاغليها في السكن لمدة 20 عاماً، مقابل مبالغ رمزية، ودعم حكومي لبناء دور نظامية في أحياء نظامية لهم خارج العشوائيات، والفكرة الثانية هي تمليكها لهم وفق مبالغ رمزية مع تقسيم العشوائيات بشكل نظامي».

البدء بتنظيم

 الجباية الالكترونية

بغداد ـ طريق الشعب

قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء احمد العبادي، إن وزارته «وجهت خلال الاسبوع الماضي دعوات لأربع شركات عالمية للمضي بمشروع الجباية الالكترونية».

وأضاف، «أبرز الشركات التي فاتحتها الوزارة هي شركة هواوي وشنكهاي فضلاً عن شركتين اجنبيتين»، مشيراً الى أن «هذه الشركات تعتبر من الشركات المتقدمة بقطاع الطاقة وصناعة المقاييس الذكية».

وكشفت العبادي أن «70% من واردات جباية الكهرباء تذهب في خانة الضياعات».

العراق يمتلك 96 طن ذهب

بغداد ـ طريق الشعب  

اعلن المجلس العالمي للذهب، امس الاحد، ان خمس دول عربية بينها العراق تمتلك الف طن من الذهب كاحتياطيات مع العملة الصعبة.

وقال المجلس في تصريحات صحافية، نقلتها وكالات الانباء، إن «خمس دول تمتلك 996.4 طنا من الذهب كاحتياطيات مع العملة الصعبة لها، وجاء العراق خامسا بمقدار 96.3 طن»، مبينا ان «العراق جاء بالمرتبة 38 عالميا من اصل 100 دولة مدرجة بالجدول».

ضربات موجعة للإرهابيين

بغداد ـ طريق الشعب

أعلنت خلية الإعلام الأمني، امس الأحد، مقتل 5 إرهابيين وتدمير وكرهم بضربة جوية للتحالف الدولي في سامراء.

 وذكرت الخلية في بيان تابعته «طريق الشعب»، ان «طيران التحالف الدولي نفذ ضربة جوية في أحد البساتين بمنطقة تل الذهب في ناحية يثرب ضمن قاطع عمليات سامراء»، وأضافت ان «الضربة أسفرت عن قتل ٥ ارهابيين وتدمير وكرهم».

**********************************

 

تظاهرات الخدمات والرواتب تصل ديالى والسليمانية

بغداد ـ طريق الشعب

امتدت رقعة الاحتجاجات الشعبية المطالبة بتوفير الخدمات ومكافحة الفساد وصرف الرواتب، لتشمل محافظتي ديالى والسليمانية؛ حيث قطع المحتجون في المحافظتين عددا من الطرق الرئيسية، احتجاجا على تردي الاوضاع الاقتصادية والخدمية.

تظاهرة في ديالى

وشهدت محافظة ديالى، تظاهرة احتجاجية، امام مبنى المحافظة، للمطالبة بمحاربة الفساد، وتحسين مستوى الخدمات.

وذكر مراسل «طريق الشعب»، ان «العشرات من المواطنين تظاهروا، امام مبنى المحافظة، للمطالبة بتوفير فرص العمل، ومحاربة الفساد، وتحسين الواقع المعيشي والخدمي في المحافظة».

ونوه المتظاهر، احمد قاسم في حديث لـ»طريق الشعب»، ان «التظاهرة جاءت للتعبير عن السخط الشعبي بسبب الفشل المستمر في ادارة ملف الخدمات، وتفشي الفساد والمحسوبية، وتوزيع المشاريع بطريقة غير عادلة لأغراض انتخابية».

يُذكر ان العشرات من اصحاب الاكشاك والباعة المتجولين في 3قضاء الخالص، اقدموا على قطع طريق بغداد ـ كركوك، احتجاجاً على قرار ازالة الاكشاك وقطع قوت الاف الاسر، رافضين اي حلول اخرى بديلة عن سوق الخالص.

وهدد المتظاهرون باعتصام مفتوح واغلاق دائم لطريق بغداد ـ كركوك، ما لم تتراجع الجهات المعنية عن قرارها المجحف البعيد عن ابسط المعايير الانسانية في ظل الازمة الراهنة بالبلاد.

غضب في السليمانية

وتواصلت الاحتجاجات الشعبية في محافظة السليمانية من خلال قطع عدد من الطرق الرئيسية، احتجاجا على تدهور الوضع الاقتصادي في اقليم كُردستان العراق، وتأخير صرف الرواتب.

وتناقلت وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، صورا ومقاطع فيديو لعدد من المتظاهرين، وهم يغلقون الطريق الرابط بين السليمانية وبغداد. 

وحذر عدد من الاساتذة في جامعة السليمانية، في بيان صحفي، من تدهور الأوضاع في إقليم كردستان، لمستويات اكثر سوءا.

تظاهرات في بغداد والبصرة

وفي العاصمة بغداد، يواصل العشرات من حملة الشهادات العليا، للمطالبة بتوفير فرص العمل.

وقال مراسل «طريق الشعب»، ان «العشرات من حملة الشهادات العليا تظاهروا، امام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، للمطالبة بتوفير فرص عمل لهم في دوائر الدولة، وتضمين تعيينهم في موازنة العام المقبل».

وفي أقصى جنوب البلاد، تظاهر العشرات من اهالي منطقة الطوبة والنخيلة في محافظة البصرة، احتجاجا على تلكؤ اعمال الشركة المنفذة لمشروع البنى التحتية في منطقتهم.

وبيّن المتظاهر، سعد شاكر في حديث لـ»طريق الشعب»، ان «الشركة المنفذة لمشروع البنية التحتية في المنطقة، كان من المفترض أن تباشر أعمالها منذ 6 أشهر، لكنها لم تنجز شيئا لغاية الآن، لعدم امتلاكها الاليات الكافية».

 مبيناً ان «قيمة المشروع تقدر بحوالي 84 مليار دينار، وكان من المفترض ان ينجز العمل خلال سنة واحدة، لإنقاذ المنطقة من واقعها المرير».

قطع للطرق في ذي قار

الى ذلك، اقدم خريجو كليات الزراعة في محافظة ذي قار، على قطع الشارع الرئيسي المقابل لمديرية الزراعة في المحافظة، مطالبين بتوفير فرص العمل.

واشار المتظاهر محمد نعيم في حديث لـ»طريق الشعب»، الى ان «خريجي كليات الزراعة يعانون الاهمال والتهميش، وانعدام فرص العمل في دوائر الدولة او القطاع الخاص، ما دفعنا لتصعيد الاحتجاجات لاجل الالتفات لمطالبنا المشروعة».

تظاهرات للحرفيين وذوي العقود

في غضون ذلك، تظاهر العشرات من الحرفيين والاداريين العاملين في المجان في تربية الديوانية، للمطالبة بتطبيق قرار مجلس الوزراء رقم 315 لسنة 2019.

وافاد مراسل «طريق الشعب»، ميعاد القصير، بأن «العشرات من الحرفيين والاداريين العاملين في المجان على ملاك مديرية تربية المحافظة، تظاهروا للمطالبة بتطبيق قرار مجلس الوزراء رقم 315، القاضي بتحويلهم الى عقود وزارية»، مطالبين «الحكومة والجهات المعنية بالاستجابة لمطالبهم».

كما تظاهر عدد من اصحاب العقود والاجور في مديرية كهرباء المثنى، احتجاجا على تأخير صرف رواتبهم منذ 7 اشهر.

وطالب المتظاهر علي قاسم، بـ»تطبيق قرار مجلس الوزراء رقم 315 ، القاضي بتحويل اصحاب العقود والاجور لعقود وزارية، وصرف الرواتب المتأخرة منذ 7 شهور». 

 

ص4

التعديلات الدستورية قد تُرحّل الى دورة برلمانية قادمة

بغداد ـ عبدالله لطيف

رغم مرور أكثر من عام على تشكيل لجنة التعديلات الدستورية، في مجلس النواب، والتي حُدد لها، أربعة أشهر لإنجاز أعمالها، لكنّ قانونيين معنيين بتلك التعديلات، يتوقعون “ترحيل” تلك المشكلة الى دورة برلمانية خامسة، بسبب “خلافات حادة” بين المكونات، أو الاحزاب، بشأن بعض المواد. 

وفيما حددت اللجنة البرلمانية “ثلاث مواد” تشكل مساحة الخلاف بين الكتل السياسي، كشفت لجنة التعديلات الدستورية في رئاسة الجمهورية، عن أبرز خمس تعديلات مقترحة كتبتها اللجنة، والتي شملت الكتلة الاكبر، وعدد اعضاء مجلس النواب وصلاحيات رئيس الجمهورية وغيرها. 

وكان نائب رئيس البرلمان بشير حداد، قد دعا مؤخراً إلى تعليق اجتماعات اللجنة البرلمانية، لأنها استغرقت وقتاً طويلاً ولم تقدم أي اقتراح أو تقرير للبرلمان، لذا فإن اجتماعات هذه اللجنة “لم تعد تحمل أي قيمة قانونية” بنظره.

وأكد رئيس اللجنة القانونية في البرلمان ريبوار هادي، مؤخراً، أن لجنة التعديلات الدستورية “غير قادرة على إعداد أي تقرير ولم تستكمل النصاب القانوني في أي من اجتماعاتها”.

وقال مقرر لجنة التعديلات الدستورية، النائب صائب خدر، أمس الاحد، ان التقرير النهائي للجنة سيقدم للبرلمان “الاسبوع المقبل”، مبينا ان هناك من يدعو لإلغاء المادة 140.

وقال المقرر في مؤتمر صحافي عقده بمبنى البرلمان، وتابعته “طريق الشعب”، ان لجنته “عقدت اجتماعا مهما بغية تقديم تقريرها النهائي إلى رئاسة البرلمان الأسبوع المقبل”.

واضاف، ان “الاجتماع (يوم أمس) جاء لمناقشة التعديلات المقترحة من السادة النواب، فضلا عن مناقشة المادة 140 وهذه المادة فيها آراء مختلفة من قبل القوى السياسية والمكونات الأخرى”.

وتابع، “آراء القوى بشان المادة 140 توزعت بين الإلغاء والتعديل والإبقاء”.

‏ثلاث نقاط خلافية

واشار عضو لجنة التعديل الدستوري في مجلس النواب، يونادم كنا، الى وجود ثلاث نقاط خلافية، أخذت تشل أعمال اللجنة، والتي تخص “طبيعة نظام الحكم بالعراق، صلاحيات الحكومات وتفسير المادة 140”.

وأكد كنا، أن لجنته “حسمت الكثير من التعديلات التي تخص إعادة الصياغة لضبط اللغة والغاء تفسير المادة بتفسيرين”.

وقال إن تلك الخلافات “سياسية”، ولا يوجد اشكال قانوني عليها داخل اللجنة.

أبرز مقترحات رئاسة الجمهورية

أما لجنة التعديلات الدستورية في رئاسة الجمهورية، فقد حددت مدة سنتين تسري بعد التصويت على التعديلات، “لتنفيذ المادة 140 من الدستور المتعلقة بالمناطق المتنازع عليها”.

وذكر عضو اللجنة محسن سعدون، النائب السابق في اللجنة القانونية البرلمانية، أن لجنته “أكملت عملها خلال أربعة أشهر”، مبيناً أن “التعديلات المقترحة شملت تقليص عدد أعضاء مجلس النواب إلى 175 عضواً، وتحديد الكتلة الأكبر بالكتلة الانتخابية المشكلة قبل الانتخابات والتي تفوز بأكبر عدد من المقاعد، إضافة إلى وضع مواد خاصة بمجلس الاتحاد، ومنع مزدوجي الجنسية من تقلد أي وظيفة من مدير عام فما فوق، إلى جانب تعديل صلاحيات رئيس الجمهورية ومنحه سلطة النقض وإعادة الاتفاقيات والقوانين لمجلس الاتحاد ولمجلس النواب، لأن لرئيس الجمهورية صلاحية جمع المجلسين”.

ووفقا لعضو آخر في اللجنة، وهو عادل اللامي، فإن تلك التعديلات أنجزت تحت اشراف خبراء في القانون، والقانون الدولي، والقانون الدستوري، والأمم المتحدة، وممثلين عن ساحات التظاهر”.

“ترحيل” الخلافات

لكن النائب يونادم كنا بيّن أن “لجنة رئاسة الجمهورية، ليس لها الحق في اتخاذ اي قرار، وإنما هي ترفع المقترح إلى مجلس النواب، وهو الذي يوافق او يرفض ذلك”، مضيف أن “تعديل الدستور، بحاجة الى تصويت في البرلمان، ثم اجراء استفتاء شعبي في عموم العراق، على ان لا يرفض من ثلاث محافظات”.

واستبعد النائب، إمكانية “اجراء اي تعديل على الدستور في الوقت الحاضر”.

وتأييدا لما ذهب اليه النائب يونادم كنا، توقع عضو لجنة التعديل في رئاسة الجمهورية، مصدق عادل، ان يتم “ترحيل” جميع مقترحات تعديل الدستور الى دورة برلمانية مقبلة.

وقال عادل، ان “البرلمان لم يف بوعوده بشأن حسم ملف التعديلات الدستورية بعد تشكيله اللجنة وفق قرار المحكمة الاتحادية، حيث وعد بتقديم المقترحات خلال اربعة اشهر الا ان انه اخفق”.

واضاف عادل، ان تلك التعديلات “اذا ما مسّت مصالح اقليم كردستان، فانها ستفشل عبر الاستفتاء الشعبي، بسبب وجود فيتو من ثلاث محافظات”.

وفي وقت سابق، ذكر كبير هيأة المستشارين في رئاسة الجمهورية، علي الشكري، ان “مقترح التعديلات تضمن إعداد مشروع متكامل ابتداءً من ديباجة الدستور وانتهاءً بآخر ‏نص فيه”.

“مواد مبهمة”

وأشار النائب عن الايزيديين جاسم محمد شنكالي، الى ان أكبر مشكلة يواجهها الدستور منذ تشريعه، تتعلق بـ”التحريف اثناء التنفيذ”، بالإضافة الى “وجود مواد مبهمة، جعلت كل من يملك السلطة يفسرها بحسب مصالحه”.

وقال شنكالي في حديث لـ”طريق الشعب”، ان الحكومات المتعاقبة منذ العام 2005، كانت تعتمد “مبداً التوافقات بين الكتل السياسية اكثر مما تلجأ للدستور”.

واضاف، ان الدستور ضمن حق الاقليات في المشاركة السياسية، قائلا “في كل الدورات الانتخابية كان هناك حضور للمسيحين والايزيديين وباقي المكونات، من خلال  الكوتا”.

تحتاج لوعي شعبي عالٍ

ودعا خبراء في القانون الدستوري، لجنة التعديلات الدستورية في مجلس النواب الى “طرح مقترحات التعديل، أمام الجميع، كي يتسنى للمختصين معرفة ما يحدث”، مشيرين الى ان كل ما يعرفه “هو ان اللجنة تقف عند نقاط خلافية ثلاث اهمها طبيعة النظام السياسي في العراق”.

وقال شامل الحسني، خبير دستوري لـ”طريق الشعب”، ان “حسم مسألة طبيعة النظام القادم هل يكون جمهوريا او فيدراليا او اقليميا، من اصعب القضايا التي تواجه اللجنة البرلمانية”.

كما أنها ستكون أعقد واكثر صعوبة اذا ما طرحت للاستفتاء الشعبي، إذ يجد الحسني ان هذه المسألة تحتاج لـ”وعي جمعي عالي جداً”.

مراعاة المرأة في التعديلات

وعلقت الناشطة في مجال حقوق المرأة، انتصار الميالي، في حديث لـ”طريق الشعب”، قائلةً ان “العراق ملزم باتفاقيات ومعاهدات دولية، وبالتالي على لجنة التعديلات الدستورية إبراز الاحكام المتعلقة بحقوق المرأة، وعدم التمييز”.

وشددت الميالي على ضرورة “الاشارة إلى التزام الدولة بجندرة سائر المواد في دستورها وتشريعاتها”.

ورأت الناشطة ان “مراعاة النوع الاجتماعي في الدستور، هي الاساس لإنهاء العنف ضد النساء والفتيات”.

وعدّت المتحدثة بعض النصوص في الدستور “انشائية، ولم تترجم إلى واقع فعلي”.

وطالبت الميالي بـ”إشراك المرأة في صياغة الدستور، من اجل ضمان مصالح وحقوق النساء”.

نصوص “مطاطية”

أما الناشطة في مجال الحقوق والحريات، نسرين نشوان، فحذرت “من محاولات التقييد التي قد تطرأ ضمن تلك التعديلات، نتيجة لضغوطات من خارج لجنة التعديلات الدستورية”.

وبيّنت نشوان في حديث لـ”طريق الشعب”، ان الدستور يتضمن “بنودا وفقرات دستورية غامضة ومطاطية الفهم”، موضحة “لو تصفحنا في ما ورد من حقوق وحريات في الدستور العراقي سنجد هناك مصطلحات استخدمت لإعطاء البرلمان سلطة التنظيم، ومنها قرابة 15 مادة تنص على انها تنظم بقانون في وقت لاحق، فضلا عن وجود قوانين اكدت على الحريات، لكنها ذيلت بجملة (تمارس في حدود القانون او وفقاً للقانون)”. 

ولاحظت الناشطة، أن تلك المواد “سوّغت” للسلطات “التضييق على المواطنين الراغبين في ممارسة حق التعبير عن الرأي، بل ذهبت إلى وضع ضوابط وإجراءات تسجيل معقدة ومطولة وسببت منع العراقيين من ممارسة أهم حرياتهم”.

ولم تحسم أربع دورات تشريعية، الجدل القانوني في ما يخص الدستور، بالرغم من اجراء العديد من المراجعات التي المواد التي أشار اليها المتحدثون، لكنها ركنت جانبا، بانتظار ارادة سياسية جادة، ويبدو أنها لن تأتي قريباً.

*************************************

 

دجلة يعكر مياه الإسالة.. من المسؤول: الموارد المائية أم أمانة بغداد؟

بغداد ـ نورس حسن

تتهم دوائر حكومية تابعة لأمانة بغداد، وزارة الموارد المائية، بافتعال مشكلة “الرائحة الكريهة” في ماء الاسالة، التي يشكو منها مواطنو مناطق جنوب شرق العاصمة، منذ خمسة أيام، لكن الوزارة ترد على تلك الاتهامات بـ”تجاهل” دعواتها السنوية للأمانة بتنظيف مضخات المياه، في نهر دجلة.

وترهن الامانة، حل تلك المشكلة بـ”إطلاق المياه من السدود ورفع مناسيب المياه”، بينما الوزارة ترفض ذلك في ظل استعدادها للموسم الزراعي الصيفي.

وفي رد من وزارة الموارد المائية، جاء ان “رداءة نوعية المياه التي تصل الى المواطنين ليس من مسؤولة الوزارة، انما يقع عاتق ذلك على امانة بغداد التي عليها ان تأخذ دورها في عملية التصفية والتعقيم”.

وفي تلك الدوامة من الاتهامات المتبادلة، يبقى هناك ضحية واحدة، وهي المواطن.

أسامة قحطان (مواطن من أهالي منطقة الزعفرانية) ذكر لـ”طريق الشعب”، يوم امس، ان “الرائحة الكريهة لماء الاسالة بدأت منذ خمسة أيام، في عدد من ازقة المنطقة”.

وقال “هناك الكثير من الشكاوى قدمت الى الجهات المعنية في امانة بغداد، التي حملت من خلال ردودها وزارة الموارد المائية، المسؤولية، لأنها قامت بخفض منسوب الماء في نهر دجلة”.

علياء محمد ( مواطنة أخرى من المنطقة ذاتها) تقول ان ماء الاسالة “غير صالح حتى الاستخدام المنزلي، فرائحته كريهة، تزكم الانوف”.

وأضافت محمد لـ”طريق الشعب” انها وبسبب رداءة نوعية الماء لم تتمكن من انهاء واجباتها المنزلية.

وذكرت علياء، انها اسرتها اضطرت لشراء الماء لاجل الشرب والطبخ، مشيرة الى اضطرارها لترك الواجبات الاخرى التي تتعلق بالغسيل والتنظيف، حسب قولها.

 

انخفاض مناسيب المياه هو السبب؟

من جانبها، حملت دائرة ماء بغداد، وزارة الموارد المائية أسباب الرائحة الكريهة، مشيرة الى ان انخفاض مناسب المياه في نهر دجلة “يعود الى إجراءات الوزارة بغلق تدفق المياه من سد الموصل”.  

وقال مدير بلدية الكرادة سمير رحيم لـ”طريق الشعب”، ان “البلدية تواصلت مع دائرة ماء بغداد، بعد ورود عدد من الشكاوى من قبل المواطنين”.

واضاف، ان “المسؤولين في الدائرة بينوا ان الرائحة الكريهة في ماء الاسالة تعود لانخفاض مناسيب مياه نهر دجلة”.

واكد رحيم، ان “دائرة البلدية طالبت وزارة الموارد المائية بزيادة دفعات ضخ الماء الى نهر دجلة، عبر فتح عدد من السدود”.

وزاد المتحدث، ان استمرار الظاهرة قد يضطر دائرة بلدية الكرادة لـ”تجهيز المواطنين بالماء عبر تناكر المياه”.

وبخصوص عمليات التعقيم وتصفية مياه الاسالة، قبل ضخها الى المواطنين، اكتفى مدير البلدية بالقول “ان مشكلة الرائحة الكريهة خارج الإمكانيات المتوفرة، خاصة وان المضخات تحتاج الى مستوى معين من الماء في النهر، لتقوم بعمليات السحب”.

وبيّن انه “بعد انخفاض مناسيب المياه، كشفت اغلب مضخات السحب ما زاد من نسب التلوث”.

الموارد المائية ترد..

مستشار وزير الموارد المائية عون ذياب، قال ان “عمليات تعقيم وتصفية الماء تقع على عاتق امانة بغداد، مهما كانت نوعية المياه الواردة اليهم”.

ولفت خلال حديثه لـ “طريق الشعب”، يوم امس، ان الموارد المائية تنبه، سنويا، امانة بغداد الى ضرورة اجراء الادامة على محطات مآخذ المياه، لكن امانة بغداد للأسف الشديد لا تكترث لذلك”، حسب تاكيده.

وتطرق عون الى انخفاض مناسيب المياه قائلا “في الوقت الذي تتوفر كميات كافية في مناطق الجنوب خاصة في فترة الامطار، تعمل الوزارة على خزن المياه في السدود، استعدادا لفصل الصيف القادم”.

وتساءل عون: “ما الجديد في هذه الاجراءات، التي تعمل عليها الوزارة، سنويا؟”، في اشارة الى تحميل المسؤولية لمضخات أمانة بغداد.

وأكد ان انخفاض مياه نهر دجلة “بسيطة، فلو كانت هناك صيانة لمضخات مآخذ المياه من قبل الامانة لحلت المشكلة”.

وذكر المستشار، ان وزارته “أخذت على عاتقها توجيه الياتها واجراء عمليات التنظيف لقنوات مآخذ المياه، على الرغم من ان هذه العملية من واجبات امانة بغداد”. 

وحول طلب رفع مناسيب مياه نهر دجلة، علّق المستشار بالقول “هذا الاجراء ليس بمصلحتنا، خاصة هناك دول في الجوار تعمل على خزن المياه في سدودها، لذلك يجب ان نكون على اتم الاستعداد لموسم الصيف والزراعة، عبر خزن المياه، طالما هناك مياه امطار وفيرة وتفي بالغرض”.

رمي المخلفات في الأنهر

وتطرق عون الى “عدم وجود تعاون من قبل الوزارات وحتى امانة بغداد التي تعمل وللاسف الشديد على رمي مخلفات المياه والمياه الثقيلة في الأنهر، وهذا بحد ذاته تجاوز على المياه”.

وعدّ المتحدث هذه الإجراءات “سلوكيات غير صحيحة، وتضعنا امام مواقف صعبة مستقبلا، خاصة وان اغلب دول العالم اليوم تعمل جاهدة على الاستفادة حتى من المياه الثقيلة، لأغراض الزراعة وغيرها”.

************************************

ص 5

 

أول يوم للجامعات.. مشكلات تنتظر الحلول

انطلاق العام الدراسي الجديد بمشاركة 800 الف طالبة وطالب

بغداد ـ علي شغاتي

عادت عجلة الدوام في الجامعات والمعاهد للدوران، يوم أمس، لتعاد معه مشكلات متراكمة وأخرى جديدة، أشرّها أكاديميون وطلبة، من بينها أجور النظام المدمج وأجور التعليم وآلية القبول وغيرها.

وفي أول يوم دراسي بعد انتشار جائحة كورونا، شارك أكثر من 800 ألف طالب وطالبة، في دوام الجامعات والمعاهد الحكومية والأهلية.

لا انترنت ولا بنى تحتية

وطالما تعتمد أغلب الدول نظام التعليم المدمج نظريا وعمليا، يبقى العراق يواجه مشكلة كبيرة في ذلك، بسبب خدمات الانترنت والبنى التحتية.

وفي الوقت الذي وجه فيه وزير التعليم العالي في الاستعداد الجيد للعام الدراسي، حذرت مفوضية حقوق الانسان من صعوبة تطبيق التعليم المدمج.

والتعليم المدمج هو مزيج بين التعليم الإلكتروني والتعليم من خلال حضور الطلبة، بحيث يكون التعليم الالكتروني فقط للمواد الدراسية النظرية، أما حضور الطلبة فيكون للمواد الدراسية العملية (المختبرية والسريرية) والتطبيقية.

توجيهات وزارية

وأعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، يوم امس، بدء العام الدراسي الجديد.

وذكرت الوزارة في بيان تلقت "طريق الشعب"، نسخة منه، أن "وزير التعليم العالي نبيل كاظم بارك بدء العام الدراسي الجديد للسنة 2020/ 2021، داعيا في الوقت نفسه الجامعات الى تحمل مسؤوليتها في دعم المجتمع".

ودعا كاظم "المؤسسات والطلبة الى رفع شعار الجامعات الآمنة وحماية قدسية حرمها ورسم سياسات العلم وتحمل المسؤولية في دعم المجتمع، وما يتطلع إليه من أهداف وخدمات تسهم في صناعة المعرفة وتديم زخم الوعي الثقافي الذي يناسب هوية شعبنا العريق".

وفي بيان سابق، وجه الوزير "الجامعات بتكثيف إجراءات البرنامج الدراسي المتعلقة بالتعليم المدمج استعداداً لانطلاق العام الدراسي"، مشدداً، على "إعداد جداول ذات تعامل مرن تغطي متطلبات الجانب التطبيقي والعملي والسريري بما لا يتجاوز اليومين أسبوعيا مع إمكانية استغلال يوم السبت".

عقبات تواجه التعليم المدمج

وحول العقبات التي تواجه التعليم المدمج، يقول عضو مفوضية حقوق الانسان، أنس العزاوي، في تصريح صحفي، إن "الوزارة قدمت رؤيتها بشأن هذا النوع من التعليم، الا ان تطبيقه على ارض الواقع لا يزال يصطدم بالكثير من العقبات"، مشيراً، الى أن "التعليم المدمج يمكن تطبيقه على التخصصات الانسانية، لكن المشكلة الاكبر تكمن في كيفية تطبيقه على الاختصاصات العلمية".

تحديات حقيقية

بدوره، يشير التدريسي في الجامعة المستنصرية ستار عواد، الى أن اعتماد التعليم المدمج "اجراء إجباري" بسبب جائحة كورونا، مبيناً أن "اغلب الدول تتبع نظام التعليم المدمج، بين النظري والعملي".

ويكشف عواد في حديث لـ"طريق الشعب"، أن "هيئة الرأي في وزارة التعليم العالي تميل الى اعتماد التعليم التقليدي، ولكن القرار يعود الى خلية الازمة، والتي لديها شروط صارمة من أجل عبور الازمة الحالية"، منوهاً، الى "وجود خطة لاستئناف الدوام بشكل كامل حال وصول اللقاح الى البلاد".

ويعتقد عواد، أن "التعليم المدمج لا يفي في الغرض، وغير قادر على ايصال العلم والمعرفة للطلبة، على اعتبار وجود فجوة كبيرة بين الطالب والاستاذ"، مشيراً الى "وجود صعوبات حقيقية تواجه الاساتذة في تطبيق هكذا شكل من التعليم، ابرزها عدم تفاعل الطلبة مع المحاضرات، وعدم حضور عدد كبير منهم للمحاضرات الالكترونية، فضلا عن صعوبات توفر الانترنيت والكهرباء، واجهزة الموبايل الحديثة، خاصة لطلبة القرى والارياف".

مشاكل التعليم الحكومي

من جانبه، يقول الطالب في الجامعة المستنصرية، رضا عادل، لـ"طريق الشعب"، إن "آلية التعليم المدمج المتبع في الجامعات، لا يحقق أي فائدة للطلبة سوى منح شهادة بدون خبرة او تعليم جيد".

ويضيف "يبدو ان القائمين على النظام التعليمي في البلاد ونتيجة لتوتر الاوضاع السياسية يحاولون ايهام الطلبة من خلال تقديم خدمة النجاح دون مقابل".

ويعلل الطالب، مشاكل التعليم الحكومي بـ"تراكم السياسات الخاطئة في الفترات السابقة. والوزارة الحالية مطالبة باتخاذ خطوات جدية وملموسة لإيقاف انهيار التعليم، قبل التفكير في الارتقاء به".

ويشير الى ان "الجامعات لا تزال تعاني من قدم المناهج وتهالك المختبرات، واعتماد طرق تدريس التلقين البدائية".

ويرى ان "الاضراب الطلابي فرض واقعا جديدا، وعلى الجامعات والوزارة السماح للاتحادات الطلابية بالعمل داخل المرافق الدراسية، واعادة التمثيل للطلبة في مجالس الكليات، فضلا عن اصدار تعليمات لانضباط الطلبة تنسجم مع الواقع الجديد".

التعليم المسائي

وحول أبرز المشاكل لدى طلبة الدراسة المسائية، تحدث الطالب في جامعة الكوفة، حسين علي، لـ"طريق الشعب"، ان "اجور الدراسة المسائية مبالغ فيها، رغم قرار تخفيضها، وبرغم ان المباني تابعة للدولة، وأجور التدريسين في الدراسة المسائية لا تساوي 25 في المائة من المبالغ التي يتم استيفاؤها من الطلبة، دون مراعاة للازمات الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون".

وقال إن "هناك مخالفات قانونية ترتكب من قبل الاقسام وعمادات الكليات من خلال التلاعب في أوقات الدوام الرسمي، وإجبار الطلبة على الحضور في الفترة الصباحية، رغم معرفتهم ان طلبة التعليم المسائي اغلبهم من الموظفين أو المرتبطين بأعمال أخرى في الفترة الصباحية".

التعليم الاهلي

الى ذلك، اعتبرت الطالبة في جامعة أوروك الاهلية رند رائد، في حديث لـ"طريق الشعب"، ان "التعليم الاهلي اصبح بابا من أبواب تمويل الاحزاب المتنفذة، دون الاهتمام بالمحتوى العلمي، ويعامل الطالب في الجامعات والكليات الأهلية على اعتباره انه مورد مالي للمستثمرين، دون حماية لحقوقه، فضلا عن غياب دور الوزارة في مراقبة هذه الجامعات، من خلال ترك تحديد الاجور الدراسية، وعدد المقاعد لهم"، مطالبةً، بـ"تعديل قانون التعليم الاهلي وجعل تحديد الاجور امرا مناطا بالوزارة كونه من صلب صلاحياتها، ومراقبة الكليات في موضوع منح الشهادات للطلبة الفضائيين فيها مقابل دفع الاموال فقط، وحماية الطلبة من جشع واستغلال المستثمرين".

التعليم الموازي

يبدو أن مشاكل التعليم ليست لها نهاية من وجهة نظر الطلبة. ويبيّن الطالب في جامعة بغداد، حسن احمد في حديث لـ"طريق الشعب"، أن "معاناة طلبة التعليم الحكومي الخاص (الموازي) كبيرة جداً، من خلال الغبن والظلم الذي تعرض له الطلبة، فهم يدفعون مبالغ مالية كبيرة وخاصة في المجموعة الطبية رغم ان معدلاتهم لا تفرق سوى اعشار الدرجة الواحدة عن المقبولين في الدراسة الصباحية"، منوهاً بأن "التخفيض الذي قامت به الوزارة للأجور الدراسية لا ينسجم مع المعاناة الاقتصادية للعوائل ولا بد من اعادة النظر في الاجور او الغاء التعليم الموازي كونه يمثل الخطوة الاولى في اتجاه خصخصة التعليم الحكومي المجاني".

نظام قبولات غير عادل

وتشتكي خريجة الاعدادية، ندى عبد الكاظم، عبر "طريق الشعب"، من  "نظام القبول المركزي المتبع من قبل وزارة التعليم العالي، الذي لا يوفر العدالة للجميع على حد وصفها، بسبب محدودية المقاعد الدراسية المخصصة للمجموعة الطبية، والتي تضمن توفر فرص للعمل بعد التخرج، وكون اغلب الاختصاصات التي تدرس في الجامعات الحكومية ليس لها مكان في سوق العمل، لهذا اصبحت الدراسة فيها مضيعة للوقت والجهد."

وترى عبد الكاظم "ضرورة اعادة تقييم مخرجات الجامعات في ما يتناغم مع مخرجات سوق العمل، وغلق الكليات التي تخرج أفواجا من العاطلين عن العمل، والاستفادة من بناياتها في فتح اقسام جديدة تتناغم مع احتياجات سوق العمل". 

 

***********

 

اتحاد الطلبة العام:

الفساد عطل بناء المدارس

بغداد ـ طريق الشعب

قال اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، يوم امس، ان الطلبة وعوائلهم يتحملون اعباء مالية فوق طاقتهم، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العراق، فيما شخّص معوقات عدة تقف امام نظام التعليم المدمج التي اعتمدته الوزارتان (التربية والتعليم العالي). 

وذكر الاتحاد في بيان صحافي لمناسبة بدء العام الدراسي الجديد، تلقته “طريق الشعب”، ان “الوزارتين من خلال اعتماد التعليم المدمج، اغفلتا عن اهمية توفير مستلزمات هكذا نوع من التعليم، فضلا عن صعوبات تواجه الطلبة في التعامل معه”، مشيراً الى انه “من غير المعقول اعتماد اسلوب جديد في التعليم، والابقاء على نفس الالية السابقة في طرق التدريس”، معتقداً “صعوبة توفير اجهزة الموبايل للطلبة من قبل ذويهم، فضلا عن سوء خدمة الانترنيت، وعدم توزيع المناهج الدراسية بشكل كامل على الطلبة”.

واضاف البيان، ان “الفساد في مؤسسات الدولة عطل عملية بناء المدارس، والتي على الحكومة الحالية الاهتمام بها”، متسائلاً عن “مصير الاستراتيجية الوطنية للتربية والتعليم والتي كان من المؤمل الانتهاء من تنفيذها في الوقت الحالي، التي لم يتحقق منها شيء يذكر، حيث لم يتم افتتاح جامعات حكومية أو أبنية مدرسية جديدة، ويقابل ذلك  انتشار كبير للمدارس والجامعات الأهلية بدون دراسة لجدوى فتح هذه الاعداد الكبيرة منها”.

وأشّر البيان، مشاكل تخص الجامعات، أبرزها “تفاقم مشكلة القبول المركزي في الجامعات الحكومية، في ظل ارتفاع المعدلات والنقص الحاد في مقاعد المجموعة الطبية في تلك الجامعات، وانعدام الرغبة في الذهاب لدراسة الاقسام الاخرى بسبب عدم توفر فرص العمل”، منتقدا الاطراف المسؤولة عن البنية التعليمية في البلاد، لأنها “لم  تفكر جديا  بمخرجات التعليم التي ابتعدت كثيراً عن حاجة سوق العمل ومتطلباته”.

وتابع البيان، ان “قرار تخفيض اجور الدراسة المسائية والموازية، ومع اعتقادنا ان الخطوة جاءت في الاتجاه الصحيح، لكنها لم تكن كافية ولم تأخذ في الاعتبار  الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المواطنون، فلابد من تخفيض اخر ينسجم مع حجم الازمة المالية والاقتصادية”.

ودعا البيان الى “جعل صلاحيات تحديد اجور الدراسة في المدارس والجامعات الاهلية، من اختصاص وزارتي التربية والتعليم العالي، و تعديل قانون التعليم الاهلي”.

 

***********

 

مصادر مطلعة تتحدث عن إخفاء الكتب لاعادة طباعتها

نقص المناهج الدراسية.. مشكلة مصطنعة تربك الأهالي وتنعش جيوب المفسدين

بغداد ـ عامر عبود الشيخ

رغم تأخر انطلاق بدء العام الدراسي لطلبة المدارس، لأكثر من شهرين، بسبب تفشي فيروس كورونا في البلاد، يقاسي الطلبة والتلاميذ نقصا كبيرا في تسلم المناهج الدراسية من مدارسهم، الامر الذي يشكل عقبة جديدة الى جانب مشكلات أخرى يواجهها التلاميذ والطلبة وذووهم.  

وتؤشر لجنة التربية البرلمانية، "شبهات فساد عدة" في أروقة وزارة التربية، تخص "الابنية المدرسية والمناهج".

ويقول عضو في اللجنة، ان أطرافا حكومية تقوم بوضع "أخطاء متعمدة" في المناهج التي تطبع حديثا، لأجل اعادة طبعها وضمان الاستيلاء على أموال ضخمة، من تلك العملية.

شكاوى الطلبة والاهالي

ومرارا ما يحصل في كل عام دراسي، نقص في عدد الكتب المنهجية، ما يستدعي شراءها من الاسواق، بمبالغ مالية لا يقوى على تغطيتها، كثير من العوائل الفقيرة، في ظل الظروف الراهنة.

ويقول بسام كاظم (أب لتلميذين)، في حديث لمراسل "طريق الشعب" ان عدم استكمال توزيع المناهج ‏ونقصها، سبب ارباكا للطلبة والتلاميذ، بينهم ولداه، في ظل الاعتماد على المنصات الالكترونية والتي تعتبر حالة جديدة على ‏الطالب، الامر الذي يجعل الكتاب مهما جدا للقراءة وحل الواجبات".

وتؤكد اسيل عامر (طالبة في الصف الرابع الثانوي)، ان "هذا ‏النقص يؤثر على استيعابنا للمادة، وتحضير واجباتنا، التي تعطى لنا عن طريق المنصة الالكترونية".

أما القرطاسية، فتقول أسيل انها لم تتسلمها منذ ‏اعوام "نقوم بشرائها من المكتبات".    

ويقول مصدر مطلع في وزارة التربية، انه "تم توزيع المناهج الدراسية للمراحل ‏الابتدائية فقط، في حين انه لم يتم توزيع الكتب للمراحل الثانوية لحد الان"، مشيرا الى ان "تم التوجيه المدارس بتوزيع ‏الكتب المسترجعة من العام الماضي".

تبريرات برلمانية

النائب عن لجنة التربية البرلمانية، رعد المكصوصي، قال لـ"طريق الشعب"، ان "علامات استفهام كثيرة حول موضوع طبع وتوزيع المناهج الدراسية".

وأضاف النائب، "اننا الان نواجه مشكلة كبيرة جداً لأن الوزارة غيرت منهج مادة الرياضيات من الصف الاول لغاية الخامس الابتدائي"، مضيفا ان الوزارة "لم تطبع المنهج الجديد للرياضيات للصف السادس الابتدائي، بينما حصل الطلبة الذين التحقوا بالصف السادس على المنهج القديم، الذي لا يواكب خطة تحديث المناهج".

وأشار الى ان "مؤشرات الفساد في وزارة التربية اصبحت كثيرة، ابتداءً من فساد الابنية المدرسية وصولاً الى ملف المناهج الدراسية، حتى وصل الحال الى التعمد بوضع الاخطاء في عملية الطبع، حتى تتم اعادة طبع المناهج الدراسية".

ووفقا للمصدر المطلع، فان "عملية طباعة المناهج الدراسية تسيطر عليها شخصيات متنفذة، طالتها تهم فساد عديدة، لسيطرتها على هذا الملف"، مشيرا الى ان "مخازن وزارة التربية تتوفر فيها مناهج دراسية تستطيع سد النقص الموجود في المدارس".

ويزعم المصدر ان هنا "جهات متنفذة (لم يسمها) تمنع توزيع الكتب الموجودة في المخازن، لغرض طبع كتب اخرى لتحقيق ارباح جديدة".

ويؤكد المصدر، ان "المطابع الخاصة بالمتنفذين كانت تطبع المناهج لغاية شهر تشرين الاول الماضي".

وذكر لفيف من اصحاب المطابع لـ"طريق الشعب"، يوم امس، انهم "لم يحصلوا ولم يطلعوا هذا العام على مناقصات طباعة كتب وزارة التربية"، لكنهم يشيرون الى وجود "طرق غير مشروعة للحصول على عقود طبع من وزارة التربية".

وقال مطبعيون، ان المناقصات التي أحيلت عليهم من وزارة التربية في وقت سابق، كانت عبر "سماسرة" فرضوا عليهم نسبا معينة قبل الاحالة.

ونقل مراسلو " طريق الشعب" عن عدة عوائل في بغداد والمحافظات عن نقص في تجهيز ابنائهم للكتب الدراسية وان عدد من الادارات ابلغتهم بشراء الكتب من السوق السوداء.

 

*************

 

ص 6

المستشفى العام للمنطقة “قيد الانجاز” طوال 7 أعوام!

أهالي الشعب يتساءلون: متى ينجز شبيه “خوان كارلوس”؟

طريق الشعب ـ خاص

شكا مواطنون من مدينة الشعب، شمالي بغداد، استمرار التلكؤ في انجاز مشروع المستشفى العام، الذي يمثل صرحا طبيا كبيرا بإمكانه “تغيير واقع المدينة”، وتخليص سكانها من الاضطرار الى مراجعة مستشفيات بعيدة عنهم في الحالات الطارئة، حسب قولهم.

مواصفات المستشفى

ويقول باسم الدفاعي، (مواطن يحمل شهادة الهندسة)، الذي يبدو انه مطلع على كامل تفاصيل المشروع، انه تشرف على تنفيذه محافظة بغداد، وتبلغ سعته السريرية ٢٠٠ سرير، بكلفة إجمالية تقدر بحوالي ٩٦ مليار دينار.

ويمتد المشروع على مساحة كلية تبلغ حوالي 40000 م2، ويتكون من سبعة طوابق، مع بنايات ملحقة خاصة بالجراحة والطوارئ والصيدلية، وسكن للأطباء، وغيرها.

ويضيف الدفاعي أن المشروع “تأخر انجازه بشكل كبير”.

ويوضح في حديثه لـ”طريق الشعب”، انه “تم ايفاد عدد من مهندسي محافظة بغداد ودائرة صحة بغداد في وقت سابق، الى اسبانيا، لزيارة مستشفى خوان كارلوس في مدريد الذي يماثل مشروع مستشفى الشعب، وكلاهما من تصميم المهندس المعماري الاسباني رافائيل دي لا هوز”.

وبرغم تلك الزيارات والاموال التي صرفت على المشروع حتى، لا يزال العمل عليه متلكئا.

50 في المائة نسبة الإنجاز

ومن داخل المدينة، قال الناشط حسين حبيب، إن مشروع المستشفى العام، بدأ العمل به منذ العام ٢٠١٣، من قبل محافظة بغداد، فيما بقي العمل فيه “يتعثر” حتى اللحظة.

ولفت خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، إلى أن المشروع “جاء بطلب من محافظة بغداد، وصادق مجلس الوزراء عام ٢٠٠٩ على انشائه بطريقة المفتاح الجاهز، مع تزويده بجميع المعدات والأجهزة الطبية الحديثة المطابقة للمواصفات العالمية”.

وأشار حبيب الى أن التلكؤ في إنجاز المشروع “بدأ خلال فترة الحرب على الارهاب في المناطق المحتلة، حيث تم ايقاف العمل به، كما هو حال بقية المشاريع، وجرى تحويل التخصيصات المالية خاصته الى الجهد العسكري”، مبينا ان نسبة انجاز المستشفى حاليا “تصل الى حوالي ٥٠ في المائة ولو تم انجازه، فسوف ينقذ أهالي المدينة من مأساتهم، لأنه يضم اقساما عديدة ومهمة، كما ان موقعه مناسب جدا”.

ولاحظت “طريق الشعب” ان التصريح الأخير لمحافظة بغداد عن مصير المستشفى، كان في العام الماضي؛ إذ أكد محافظ بغداد السابق، فلاح الجزائري “انجاز 41 في المائة من اعمال المشروع. هنالك تسريع لوتيرة العمل من اجل انجازه تماما، عبر خطة أعدت مسبقا لتجاوز الروتين والتلكؤ الذي يواجه المشروع”.

وعن تفاصيل الاقسام التي يفترض أن تكون في هذا المستشفى، الذي يتعرض الى تأخير وتلكؤ واضحين، بيّن الموظف في وزارة الصحة، حسن العتابي، وهو من سكنة مدينة الشعب، إن المستشفى يضم “اقسام الجراحة والباطنية والكسور والعظام والنسائية والتوليد والاطفال والعيون والاسنان وغسل الكلى والعمليات اليومية والعلاج الطبيعي واعادة التأهيل والصيدلية والناظور وقاعة مؤتمرات واجتماعات ومحاضرات وحاسبات ومحرقة طبية ومشرحة مع ثلاجة ومولدات وتدفئة مركزية وتبريد ومعمل لإنتاج الغازات الطبية ومصاعد بواقع 20 مصعدا ومنظومة مكافحة الحرائق وكاميرات مراقبة وبدالة ومنظومة اضاءة”.

وتساءل العتابي وهو يتحدث لـ”طريق الشعب”، عن “اسباب التأخير في انجاز المشروع، وبقائه مهملا دون الاعلان عن موقف رسمي بشأنه رغم مطالبات المواطنين الذين يعانون الان من صعوبة الذهاب الى المستشفيات البعيدة عند الحالات الحرجة، بخاصة وأن اكثرها تحول الى مراكز للحجر الصحي للمصابين بفايروس كورونا”.

************

 

في البصرة: “الطوبة” و”النخيلة”

بلا طرق صالحة للسير!

البصرة - وكالات

شكا مواطنون من سكان منطقتي “الطوبة” و”النخيلة” شمالي مدينة البصرة، عدم صلاحية شوارعهم لسير السيارات، أو المشي حتى، مشيرين في حديث صحفي، إلى أن هذا المشكلة مضى عليها أكثر من 6 شهور، بعد أن أحيل مشروع تأهيل الشوارع إلى إحدى الشركات.

وأوضح المواطنون، أن الشركة المعنية تعمل ببطء بالرغم من كون المدة المقررة لإنجاز المشروع يفترض أن لا تتجاوز السنة، لافتين إلى أن الشركة تعتمد في عملها على 10 آليات فقط “معظمها مستأجر من شركة أخرى”، ما يتطلب زيادة الآليات وتكثيف الجهود من أجل إنجاز المشروع في الموعد المقرر. وناشد أهالي المنطقتين، الحكومة وكل الجهات المعنية، اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال مشكلة شوارعهم، وإنهاء معاناتهم وأطفالهم الذين باتوا لا يجدون طريقا مناسبا يوصلهم إلى مدارسهم.

 

 

***********

أحياء في ميسان تعاني تراكم النفايات منذ شهور!

العمارة – وكالات

ناشد سكان الأحياء القريبة من “معمل بلاستيك ميسان”، رفع النفايات المتراكمة في مناطقهم، موضحين في حديث صحفي، ان هذه المشكلة مضى عليها شهور من دون معالجة تذكر.  واضافوا، أن النفايات أصبحت مأوى للقوارض والحشرات، و مصدرا للأوبئة، مبينين انهم يضطرون إلى حرقها بين فترة وأخرى، لكنها تعود لتتراكم، ما يتطلب من البلدية توجيه آلياتها برفعها بصورة منتظمة. واشار العديد من السكان، إلى ان واقعهم الخدمي المتردي، مكشوف تحت أنظار الجميع، وانه بالرغم من مطالباتهم المتكررة بمعالجة مشكلاتهم الخدمية، لم يجدوا أي استجابة من الجهات المعنية، مؤكدين أن الكثيرين من أطفالهم أصيبوا بالأمراض الجلدية بسبب البيئة الملوثة. 

إلى ذلك، طالب السكان بنصب شبكات صرف صحي في أحيائهم، كونها تفتقر إليها مثلما تفتقر لمجمل الخدمات العامة.

**********

 

ركود في الأسواق المحلية

تراجع القدرة الشرائية للمواطنين في ظل الأزمة المالية

بغداد – وكالات

يسيطر ركود غير مسبوق على الأسواق العراقية، ليطاول استهلاك المواطنين من السلع، وذلك بسبب الأزمة المالية الحادة التي تشهدها البلاد، في ظل تراجع عائدات النفط وتفشي وباء كورونا وعدم قدرة الحكومة على دفع مرتبات الموظفين في مواعيدها.

وأصبحت أزمة الرواتب واحدة من أخطر الأزمات التي يواجهها العراق اليوم. وقد تسببت في إحراج الحكومة، التي لم تستطع تأمين الرواتب إلا من خلال قانون يسمح لها بالاقتراض.

إلا أن خطوة الاقتراض تبدو غير مجدية في تدبير السيولة المالية اللازمة، في حال استمرت الأزمة المالية، خاصة مع إرهاصات دخول العالم والمنطقة العربية في موجة جديدة من الإغلاق بسبب كورونا.

اقتصار الإنفاق على الحاجات الأساسية

وفقا لرجل الأعمال العراقي علي الصالح، فإن حركة التبادل التجاري والتبضع داخل الأسواق تراجعت لأكثر من 50 في المائة مما كانت عليه في النصف الأول من العام الجاري، مؤكدا في حديث صحفي، أن الإقبال على التبضع اقتصر على الحاجات الأساسية كالغذاء والدواء. ويضيف قائلا، أن إقبال المواطنين على شراء الأجهزة المنزلية والأثاث والملابس، كذلك العقارات والسيارات “انخفض بشكل كبير جداً بسبب ضعف السيولة النقدية”.

الراتب لا يسد الحاجة

من جانبه، يقول المواطن فراس محمد، أن “الأزمة الاقتصادية أثرت بشكل حاد على نفقاتي الخاصة”، مبينا أنه “بسبب هذه الأزمة ومشكلة تأخر تسليم الرواتب، بات معظم العراقيين يفكرون في تأجيل بعض مشاريعهم كالزواج أو بناء منازل أو شراء عقارات أو سيارات”.

ويلفت محمد إلى أن “الراتب الشهري لمعظم الموظفين في القطاعين العام والخاص، لا يسد احتياجات عائلاتهم، بل إنه لا يكفيهم إلى نهاية الشهر”.

وعزا خبراء اقتصاد حالة الركود في الأسواق إلى شح السيولة النقدية، بالإضافة إلى عامل نفسي يتمثل في الخشية من المستقبل في ظل تداعيات كورونا وتردي الظروف الاقتصادية.

الأزمة قد تطول

ويرى أستاذ العلاقات الاقتصادية الدولية في الجامعة العراقية، عبد الرحمن المشهداني، إن “ما يعيشه العراق اليوم مختلف تماماً عما في السنوات السابقة بسبب تراكم الأزمات التي أضيفت إلى الصعوبات السابقة، خصوصاً جائحة كورونا وانهيار أسعار النفط والعجز الكبير في الموازنة”.

ويتوقع المشهداني أن “تطول أزمة ركود الأسواق في ظل عجز الحكومة وغياب الحلول الكفيلة بإنعاش الاقتصاد”، متابعا قوله أن “موازنة 2021 ستكون الأصعب على العراق، لا سيما أن اقتصاد الدولة غير محصن بسبب اعتماده بنسبة 94 في المائة على النفط”.

وفي حديثه عن أزمة الرواتب، يذكر أستاذ العلاقات الاقتصادية، أن “أكثر من 8 ملايين شخص يتقاضون رواتب من الدولة، وهذه الشريحة تُعتبر المحرك الأساسي للطلب في السوق المحلية”، مشيرا إلى أن “السوق المحلية تنفست قليلا بعد صرف الرواتب، لكن هذا الحال لن يستمر ومن المتوقع أن تشهد الأيام القادمة ركوداً أكبر، لا سيما أن أغلب الموظفين وأصحاب الدخل اليومي، استنزفوا مدخراتهم المالية، ومن الصعوبة صمود هذه الشريحة كثيراً مع زيادة تحديات الحياة اليومية للفرد”.

وتكشف أرقام حكومية عن حاجة البلاد لنحو 5 مليارات دولار شهرياً لدفع مرتبات الموظفين والمتقاعدين ومستفيدي شبكة الرعاية الاجتماعية، في الوقت الذي لا تتجاوز فيه إيرادات العراق من النفط حاجز الـ 3.4 مليارات دولار، وهو ما يجعله بحاجة إلى الاقتراض لتأمين الموازنة التشغيلية وسط توقعات بأزمة أكثر حدة العام المقبل حال استمرار أسعار النفط على هذا المستوى.

 

*************

مواساة

*تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في سوق الشيوخ الرفيق جواد كاظم شريف بوفاة عمه عبد الحسين شريف، للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.

*بمزيد من الحزن والالم تنعى هيئة الشهيد فاضل البياتي فقيدها الرفيق عبد الرزاق سعد الله الذي وافاه الأجل اثر مرض عضال، وبذلك خسرنا رفيقا شجاعا وقامة عسكرية ساهم مع رفاقه في الدفاع عن مصالح الوطن والشعب. للفقيد الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه جميل الصبر والسلوان.

*تتقدم اساسية الصالحية من محلية الكرخ الاولى باحر التعازي للرفيق ستار جبار مهدي (ابو ذياب) بوفاة شقيقه حافظ جبار مهدي والذي وافاه الأجل إثر مرض عضال لم يمهله طويلا، للفقيد الذكر الطيب ولأهله الصبر والسلوان.

*تنعى محلية بابل للحزب الشيوعي العراقي الرفيق طالب كاظم الحسيني الذي عمل في صفوف الحزب الشيوعي العراقي اواسط خمسينيات القرن الماضي في منظمات الحزب في بابل والديوانية وخاض معا مع النضال متفرغا للعمل الحزبي، وطورد واعتقل عدة مرات  وجاب سجون العراق ومعتقلاته وظل وفيا للحزب حتى ساعاته الاخيرة فكان من اوائل الملتحقين بالحزب بعد سقوط النظام البائد وعمل في منظماته المختلفة ورغم مرضه في السنين الاخيرة الا انه ظل متواصلا مع رفاقه، للفقيد الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه خالص العزاء ولأبنائه نصير وسلام ووسام وعلي اجمل المواساة.

وتتقدم بوافر العزاء للرفيق عبد الأيمة هادي (ابو نصار) بوفاة ابنة عمه بسبب المرض اللعين كورونا وهي شقيقة ام نصار، للفقيدة الذكر الطيب وللعائلة الكريمة خالص العزاء.

*تنعى هيئة تنظيم الحزب الشيوعي العراقي في الحي المربي المتقاعد الرفيق ناجح الحاج صيهود القيسي. تعرض الراحل للملاحقة والاضطهاد والسجن، وكان احد  سجناء سجن الحلة في شباط ١٩٦٣ وبقي وفيا للمبادئ التي اعتنقها حتى يوم رحيله، وهو شقيق المهندس الراحل الرفيق عبد المنعم  والراحل المهندس صباح  وفيصل الذكر الطيب دوما للفقيد والصبر والسلوان للعائلة الكريمة.

*تنعى هيئة الشهيد فاضل البياتي ببالغ الحزن والأسى الرفيق المحامي هاشم كريم مجلي (ابو سعد) محامي الحزب الذي وافاه الأجل اثر مرض عانى منه كثيرا، والفقيد بذل جهودا كبيرة من اجل اعادة املاك الحزب المصادرة من قبل النظام المقبور، ومتابعة استئجار مقرات الحزب مع الدوائر المعنية وتحمل كل المضايقات من اجل انجاز كل ما يكلف به. تعازينا الحارة الى عائلته الكريمة والذكر الطيب والجميل للفقيد (ابا سعد).

* بألم بالغ وحزن عميق، تنعى محلية الرصافة الأولى للحزب الشيوعي العراقي الرفيق حميد جمعة حنين (ابو نعيمة)، الذي توفي بعد معاناة طويلة مع مرض عضال، كان الفقيد شيوعيا صلبا، انتمى لصفوف الحزب الشيوعي العراقي اوائل الخمسينات، ونال شرف العضوية ١٩٥٧، تعرض لشتى انواع القهر من سجن وتعذيب وملاحقة طيلة حكم الانظمة المتعاقبة، ظل الفقيد كحال بقية رفاقه الشيوعيين ملتصقا بقيم ومبادئ حزبه، مدافعا عن حقوق الفقراء والكادحين حتى اخر ايامه، له الذكر الطيب، ولعائلته ورفاقه الصبر الجميل.

*ينعى الشيوعيون العراقيون في كندا بحزن عميق، رفيقهم العمّالي والشاعر جواد كاظم القابجي، الذي غيّبه الموت عنّا، إثر نوبة قلبيّة. عرف الفقيد في صفوف عمّال المطابع، مناضلاً صلباً ومدافعاً عن حقوق الطبقة العاملة وضد النظام الدكتاتوري. كما عمل الرفيق جواد في مطبعة صحيفة طريق الشعب، وتعرّض للاعتقال والتعذيب والتشريد إلى أن استقر في بلد المنفى وبالتحديد في كندا. لفقيدنا جواد الذكر العاطر، وعزاؤنا الحار لعائلته ورفاقه جميعاً، ولهم الصبر والسلوان بهذا المصاب.

*تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الشامية الرفيق صالح ظاهـــر ( أبو بدر ) بوفاة أبن شقيقه المرحوم عدنان ظاهر الذي وافاه الأجل إثر مرض عضال ألم به. للفقيد الذكر الطيب وللعائلة الكريمة الصبر والسلوان.

 

************

 

ص7

من الحكومة الى البرلمان

3 أسباب تؤخر تمرير مشروع موازنة 2021

بغداد ـ طريق الشعب

كشف عدد من أعضاء اللجنة المالية في مجلس النواب، يوم أمس، عن جملة أسباب قد تؤخر إقرار موازنة العام المقبل، متوقعين ان تصل نسبة العجز فيها لأكثر من 70 ترليون دينار.

وقال مقرر اللجنة، أحمد الصفار، يوم أمس، ان “واحدا من اسباب تأجيل اقرار الموازنة للعام 2021، هو ما تشهده أسعار النفط من تغييرات خلال هذه الايام، وهذا يبرر تأجيل اقرار مشروع الموازنة”.

واضاف “نعتقد ان موازنة بقيمة 70 ترليون دينار ستكون كافية للعراق”، مشيرا الى ان “الموازنات التي زادت عن 100 ترليون لم تصرف لغاية الان”.

واشار الصفار الى وجود “مفاوضات بين وزارة المالية وصندوق النقد الدولي بشأن تغيير سعر صرف الدولار”، وهذا الامر “يوجب ان يكون الموضوع مدروساً بعناية كونه يؤثر على المواطن العراقي، وهو سبب اخر يعطل اقرار الموازنة بمجلس الوزراء”.

وعن اتفاق بغداد ـ اربيل قال “بالنسبة للاتفاق الاخير بين بغداد واربيل، فانه ستتم زيارة وفد من الاقليم لبغداد لبحث آلية تعامل الموازنة”، مضيفا “نعتقد انه سيتم تسليم قيمة 250 الف برميل يومياً لبغداد وايضاً 50 من واردات المنافذ”.

من جهته، أعلن عضو اللجنة المالية في البرلمان، النائب عن تحالف سائرون، رياض المسعودي، أن العجز المالي في موازنة 2021 يصل لأكثر من 70 ترليون دينار.

وقال المسعودي، إن استكمال قانون الموازنة من أهم التحديات أمام الحكومة، متوقعاً وصول مشروع الموازنة إلى البرلمان خلال الشهر الجاري.

واجتمعت اللجنة المالية في 11 من تشرين الثاني الماضي مع رئيس الوزراء ووزير المالية، حيث تم التأكيد على ضرورة إرسال مشروع قانون موازنة 2021 بأقرب وقت.

وأمام البرلمان 30 إلى 45 يوماً لإرسال المشروع من الرئاسة إلى اللجنة المالية، تمهيداً لمناقشتها وقراءتها قراءة أولى وثانية، وعرضها للتصويت بعد ذلك، وأوضح أنه “لا بد أن يأخذ البرلمان دوره الرقابي والتشريعي بشكل كامل في الموازنة والتأخير في إقرار القانون تتحمله الحكومة لأنه كان عليها إرسال القانون منذ تشرين الأول الماضي”.

ويوم أمس، أكدت حكومة إقليم كردستان، التوصل إلى “تفاهمات جيدة” بين الإقليم والحكومة الاتحادية بشأن مشروع قانون الموازنة لعام 2021، مبينةً أن “المحادثات لا تزال متواصلة بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي”.

وجرى السبت تأجيل جلسة مجلس الوزراء المخصصة لإقرار قانون موازنة 2021، لإجراء بعض التعديلات، فضلاً عن عدم وجود اتفاق نهائي مع حكومة اقليم كردستان، بحسب ما نقلت مصادر مطلعة.

وقالت المصادر، إن من بين تلك التعديلات “تخفيض نسبة العجز المالي بالموازنة العامة”، مشيرة إلى “عدم وجود اتفاق نهائي بين الحكومة الاتحادية وحكومة كردستان بشأن نسبة الإقليم بالموازنة وصرف المستحقات”.

من جهته، أكد النائب الأول لرئيس البرلمان، حسن الكعبي، أمس الأحد، أن قانون موازنة 2021 سيكون الأسرع اقراراً.

وقال الكعبي في بيان تلقته “العالم”، إنه “مجلس النواب شهد اجتماعا حواريا دعت اليه لجنة الاقاليم والمحافظات النيابية لمناقشة الموازنة الخاصة بكل محافظة لعام 2021 والمشاريع الاستثمارية ومشاريع تنمية الاقاليم والدوائر التي تم الحاقها بالمحافظات”.

*********

وقفة اقتصادية

تدهور الصناعة في العراق لمصلحة من؟

ابراهيم المشهداني

يشهد العراق عملية ممنهجة عن قصد وسبق إصرار لإيقاف الصناعة وخاصة الصناعة التحويلية خلال الفترة الماضية حيث أخذت تنهار سنة بعد أخرى على الرغم من الدور الكبير الذي يمكن أن تمارسه الحركة التصنيعية في تنشيط مجمل القطاعات الاقتصادية في البلاد وامتصاص القوى العاملة العاطلة عن العمل وبالتالي إسهامها في تعظيم إيرادات الدولة.

 إن التدمير الأكثر منهجية الذي شهده العراق قد اقترن بإدارة الاحتلال الامريكي التي ختمت الصناعة بالشمع الأحمر عبر إصدار حزمة من قرارات العولمة بنسختها المتوحشة بهدف تحويل المصانع والمعامل المنتجة الى مخازن للبضاعة الأجنبية من خلال ما أسمته تلك الإدارة بتحرير الاستيراد وحركة رؤوس الاموال.

ومن منا لا يتذكر كيف كان العراق يعج بالمنشآت الصناعية خلال فترة السبعينات سواء الحكومية أو المختلطة أو معامل القطاع الخاص، فقد كان عدد المصانع قبل عام 2003/ 178 ألف مصنعا في القطاعين العام والخاص، وأن عدد المصانع الحكومية كان 285 معملا، منها 85 معملا معطلا في الوقت الحاضر، وأن البقية إما تعمل بنصف طاقتها التصميمية أو تعمل بمكائن متهالكة وغير قادرة على منافسة المنتوج الاجنبي. أما عدد معامل القطاع الخاص فقد كانت قبل عام 2003/ 15726، وبعد هذا التاريخ ازدادت ب 4418 معملا لكي يصبح مجموعها 20144 مشروعا خاصا، وحسب تصريحات المتحدث باسم وزارة الصناعة فإن عدد المنشآت الصناعية الكبيرة 1161 في عام 2018 منها 600 منشأة عاملة و591 متوقفة.

  ومن الواضح أن تدهور الصناعة الوطنية قد أنتجت نموا كبيرا في حركة استيراد البضائع استهلاكية بعمومها، فعلى سبيل المثال بلغت قيمة اجمالي الإستيرادات في عام 2018/ 37 مليار دولار وبلغت خلال عامي 2019 و2020/ 55 مليار دولار، إلا أن ايراداتها الكمركية لم تتجاوز 1،5 مليار دولار أي بنسبة 3 في المائة من قيمة المستورد، في حين كان المفروض ان تكون 20 في المائة اي ما تشكل (11) مليار دولار.

مما تقدم نستنتج أن أسباب انهيار الصناعة العراقية تعود الى منطلقات سياسية تحكمها فلسفة النظام السياسي القائمة على النشاط غير الإنتاجي، أسفرت عنها مجموعة من المخرجات لعل في مقدمتها الاعتماد على السياسة الاستيرادية المقترنة بغسيل الأموال وما يتبعها من استنزاف الاحتياطي النقدي وتدمير الصناعة العراقية بقطاعيها الحكومي والخاص، بالإضافة إلى تدهور المشاريع الاستثمارية بسبب عمليات الابتزاز وضغط دول الجوار التي تعمل ما استطاعت عبر مواليها في السلطة من خلال تعطيل التشريعات الحمائية التي أصدرتها الدولة.

وبناء على ما تقدم فإن استنهاض القطاع الصناعي يتطلب تحديد أهم مرتكزات تطوره عبر اعتماد فلسفة صناعية واقعية لها القدرة على منافسة المنتج الأجنبي، ونقترح ما يلي:  

1. إعادة الحياة للمصانع الحكومية العملاقة التي تشكل عمود الصناعة العراقية، على سبيل المثال مصانع الحديد والصلب ومعمل البتروكيمياويات والأسمدة والغزل والنسيج والجلود والسمنت ومعامل الزيوت والأدوية والمستلزمات الطبية في سامراء ومعامل الكبريت والفوسفات.

2. العمل على تمكين القطاع الخاص من المساهمة في توسيع القاعدة التصنيعية وتقديم التسهيلات المصرفية بفوائد ميسرة ويمكن للجهاز المصرفي وخاصة البنك المركزي أن يلعب دورا ملموسا في تنشيط هذا القطاع.

3. اعادة النظر بالتشريعات الناظمة للإنتاج الصناعي والخاصة بظروف العمل والحياة الاجتماعية للعاملين وخاصة القوانين الخاصة بالضمان الاجتماعي والصحي.

*********

ثلثا سكان العراق بلا شبكات مجاري.. والمياه العادمة تفتقد المعالجة

طريق الشعب – وكالات

أقرّ الجهاز المركزي للإحصاء، أن ثلثي سكان العراق بلا شبكات للمجاري، مشيراً إلى أن أكثر من ثلث المياه “العادمة” تطرح من دون معالجة.

وذكر المركزي في بيان طالعته “طريق الشعب”، أن “المياه العادمة هي المُستهلَكة في استخدامات الإنسان؛ لتلبية حاجاته اليوميّة، سواء كانت حاجاتٍ منزليّةً، أو صناعيّةً، أو تجاريّةً، كما تشمل أيضاً مياه الأمطار الساقطة على الأرض لتجري في مجامع المياه، وتتكوّن من الماء الملوّث بالإضافة إلى المواد العضويّة الضّارة”.

وأضاف الجهاز التابع لوزارة التخطيط في تقرير له، إن “النسبة المئوية للسكان المخدومين بشبكات المجاري (العادمة والمشتركة) في عموم العراق بلغت 34.4 في المائة”.

وتابع، أن “أعلى نسبة للسكان المخدومين بهذه الشبكات في دائرة مجاري بغداد (امانة بغداد)، بواقع 92 في المائة، تلتها محافظة ميسان، بنسبة 72.4 في المائة، ثم محافظة النجف بنسبة 60 في المائة، بينما كانت اقل المحافظات مخدومية هي محافظة نينوى، بنسبة 2.3 في المائة، تسبقها محافظة الانبار بنسبة 2.5 في المائة”.

***********

المباشرة بربط العراق كهربائيا مع الأردن

طريق الشعب ـ وكالات

أكدت وزارة الكهرباء، امس، مباشرة شركة جنرال إليكتريك الأميركية أعمال الربط الكهربائي مع الجانب الاردني.

وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة، احمد العبادي، إن “العراق وقع اتفاقية الربط المشترك مع الجانب الاردنـي بمدة انجاز 26 شهرا، وتنفذه شركة جنرال إليكتريك الأميركية، وتعتمد تبادل الطاقة بين الجانبين بإقامة خط (رويشة-قائم)، ونصب محطة القائم التحويلية (400 كي في)، إذ سيتم تـزويد العراق كمرحلة أولى بـ 150 ميغاواط، وصولا الى 960 مـيـغـاواط”، مبيناً أن “المـشـروع يمثل الـلـبـنـة الأولــى لمشروع الربط الثلاثي العراقي الاردنـي المصري، ويؤهل للربط الثماني، وهناك خطة لأن يـكـون المـشـروع بـواقـع خطين لتبادل الطاقة”.

وأضاف، أن “العراق اكمل حاليا 80 بالمئة من التزاماته بمشروع الربط الكهربائي مــع هـيـئـة الــربــط الـخـلـيـجـي عـلـى وفـق الاتفاقية التي وقعت العام الماضي بين الطرفين، موضحا أن العراق انجز خط فــاو- ابـو فـلـوس 1 ، وكـذلـك 60 بالمئة من خط فاو- ابو فلوس 2، الذي تعهد محافظ البصرة بـإنـجـازه بالكامل من عائدات المحافظة المالية”. 

********

الحكومة: ارتفاع الإيرادات غير النفطية وإنفاق تشرين الأول كان الأعلى في 2020

طريق الشعب ـ وكالات

كشفت مؤسسة عراق المستقبل للدراسات والاستشارات الاقتصادية، مصروفات الحكومة وإيراداتها لغاية شهر تشرين الأول الماضي، مبينة أن الإيرادات غير النفطية ارتفعت بشكل كبير خلال هذه الفترة.

وقالت المؤسسة في بيان تلقته نقلته وكالة (بغداد اليوم)، إن “المصروفات الشهرية للحكومة العراقية تجاوزت حاجز الـ6 ترليون دينار لغاية شهر تشرين الأول الماضي متجاوزة المعدل العام للسنة والبالغ 5.7 ترليون دينار عراقي”.

واضاف البيان أن “المصروفات التشغيلية الخاصة بالرواتب ارتفعت لتبلغ 3.45 ترليون دينار متجاوزة المعدل العام للرواتب والبالغ 3.34 بارتفاع بلغ 3.45 في المائة، كما ارتفعت المصروفات الخاصة بالرعاية الاجتماعية بمقدار 19في المائة مقارنة مع المعدل العام السنوي لتبلغ 1.5 ترليون دينار”.

وتابع البيان، أنه “بذلك تكون مجمل المصروفات الخاصة بالحكومة العراقية قد ارتفعت بمقدار 5.85 في المائة عن المعدل السنوي لتبلغ 6.12 ترليون دينار علما ان المعدل العام كان بقيمة 5.7 ترليون دينار”.

واردف البيان، أن “الواردات حققت ارتفاعا بلغ 8% مقارنة مع المعدل العام للواردات وبالرغم من انخفاض الايرادات النفطية بمقدار 10% عن المعدل العام إلا أن ارتفاعا كبيرا بنسبة 175% بالإيرادات غير النفطية حيث بلغت الإيرادات غير النفطية ما قيمته 1.186 ترليون دينار مرتفعة عن المعدل العام والبالغ 431 مليار دينار وبذلك يكون مجمل الايرادات لشهر اكتوبر 4.652 ترليون دينار”.

واشار إلى أنه “على الرغم من الارتفاع الحاصل بالإيرادات إلا أن الحكومة سجلت عجزا حقيقيا بلغ 1.5 ترليون دينار وبذلك يكون مجمل العجز التراكمي للدولة العراقية لسنة 2020 قد بلغ 15 ترليون دينار ومن المتوقع ان يتجاوز العجز لغاية نهاية السنة اكثر من 29 ترليون دينار نتيجة ضرورة دفع الحكومة لمستحقات الديون في نهاية السنة بالإضافة الى دفع مبالغ شركات التراخيص النفطية والتي من المتوقع أن يبلغ قيمة الفاتورتين اكثر من 13 ترليون دينار”.

وكانت وزارة المالية نشرت في وقت سابق جدولاً بالأرقام، توضح من خلاله، حجم الانفاق الحكومي، من بداية العام وحتى أيلول/ سبتمبر الماضي، كما اوضحت ايضاً بالارقام الإيرادات النفطية وغير النفطية.

وقالت الوزارة في تقرير الانفاق الشهري، منذ بداية عام 2020 ولغاية أيلول الماضي، إن “حجم الانفاق الحكومي، لكل مؤسسات الدولة والمحافظات وإقليم كردستان، والوزارات، بلغ اكثر من 51,734 ترليون دينار”.

وأشار التقرير الذي طالعته “طريق الشعب” الى ان “الموازنة الاجمالية لحكومة اقليم كردستان اكثر من ترليوني دينار”، فيما اشارت الى ان “الموازنة الاجمالية لمجلس النواب بلغت 313.6 مليار دينار”.

وبينت ان “الموازنة الإجمالية لرئاسة الجمهورية بلغت 30.2 مليار دينار، فيما بلغت الموازنة الاجمالية لمجلس الوزراء 3.24 تريليون دينار”.

ولفت التقرير إلى أن “إنفاق وزارة المالية كان الأعلى 14.3 تريليون دينار وبعدها وزارة الداخلية 8.5 تريليون دينار ومن ثم وزارة الدفاع بمبلغ 5 تريليونات دينار”.

كما نشرت الوزارة ايضاً، تقريراً بالإيرادات النفطية وغير النفطية، ونسبة كل منهما من اجمالي الايرادات للموازنة الجارية والاستثمارية، من بداية العام وحتى أيلول الماضي ايضاً.

وبحسب التقرير الوزاري، فقد بلغ إجمالي الإيرادات النفطية “35,311، ترليون دينار، وبلغ إجمالي الإيرادات غير النفطية 3,129، ترليون دينار”.

ويشير التقرير الى ان “نسبة ايرادات النفط من أجمالي الإيرادات بلغت 92%، فيما اتت نسبة الإيرادات غير النفطية من أجمالي الإيرادات 8% فقط”.

كما أشارت وزارة المالية، الى ان “المجموع العام لمصروفات الموازنة الاستثمارية، بلغ 1,141 ترليون دينار”.

*****************************

 

ص 8

في مواجهة السياسات العنصرية والتجاوز على حقوق العاملين

احتجاجات حاشدة ضد حكومة اليمين الهندوسي في الهند

رشيد غويلب

منذ عام 2016، تجددت احتجاجات طلابية متكررة ضد الهجوم السياسي على الجامعات الحكومية الهندية.  وتمثل جامعة جواهر لال نهرو اليسارية في العاصمة الهندية دلهي، والتي تضم 8 آلاف طالب فقط، أهم مراكز الصراع مع اليمين الهندوسي العنصري الحاكم.  وتتمتع احتجاجات طلبة هذه الجامعة بأهمية اجتماعية وسياسية كبيرة، حيث يركز الطلبة المحتجون على الصراعات الاجتماعية المركزية في شبه القارة الهندية: محاولات اليمين الحاكم إحياء وترسيخ نظام الهرمية التراتبية الطبقية والاجتماعية، وفق تصنيفات دينية أو قومية موروثة، التمييز وعدم المساواة الاجتماعية واضطهاد المرأة. ولذلك فإن الجامعة غدت شوكة في عيون اليمين العنصري وسياسات الليبرالية الجديدة الاقتصادية. وفي بداية العام الحالي تعرض الطلاب والمعلمون لهجوم من قبل مجموعات ومليشيات يمينية منظمة، ردا على احتجاجات الطلبة على قانون المواطنة العنصري الجديد، الذي يشرعن منح المواطنة للمهاجرين من غير المسلمين، والعمل بما يسمى بالسجل الوطني للسكان، والذي يعد هجومًا على دستور الهند العلماني، ويسعى لفرض تغييرات ديموغرافية، ضحيتها الأولى الأقلية المسلمة في البلاد، من خلال تحويل الديانة الهندوسية إلى انتماء قومي.

لقد اكتسبت الاحتجاجات طابعا سياسيا عاما ضد سياسات الحزب الحاكم وزعيمه رئيس الوزراء ناريندرا مودي. وشارك فيها الملايين في جميع أنحاء الهند. وامتازت الاحتجاجات التي شهدتها حديقة شاهين وسط العاصمة، برمزية متميزة، حيث لعبت الحركات النسوية دورا في قيادتها. واستمرت الاحتجاجات لمدة ثلاثة أشهر متواصلة. وجوبهت بقمع حكومي شديد، اشتركت فيه حشود هندوسية عنصرية، في تداخل وتعاون بين مؤسسات القمع الرسمية، وامتداداتها غير الشرعية. ولم تتوقف الاحتجاجات، إلا في آذار الفائت، نتيجة لانتشار وباء كورونا وإجراءات العزل الاجتماعي المقرة لمواجهته.

وبعد البدء بتطبيق الإجراءات المرتبطة بالوباء، اندلعت الاحتجاجات من جديد، وهذه المرة ضد تعليق العمل بقوانين العمل، وقضم مكتسبات السلامة المهنية للعاملين، عبر اعتماد قوانين الليبرالية الجديدة. وهذه الاحتجاجات مستمرة إلى الآن. وفي أيلول الفائت شهدت الهند تظاهرات كبيرة ضد العنف الجنسي، وعمليات الاغتصاب الجماعي في بلدة هتراس. وهي المرة الأولى في تاريخ الهند التي تندلع فيها احتجاجات واسعة ضد العنف الذي تمارسه الفئات العليا قي إطار التراتبية الدينية ضد الفئات السفلى، المنبوذين، والذين يسمون بـ “الداليت”.

ومنذ شهرين تستمر احتجاجات المزارعين، بعد أن رفضت الحكومة المركزية في دلهي الاستجابة لمطالب المحتجين، الذين أعلنوا الخميس الفائت أنهم سيواصلون نضالهم. ولا يزال المزارعون ممنوعين من الوصول إلى العاصمة، وتجمع مئات الآلاف منهم ونصبوا الخيام عند حدود المدينة. ويشدد المحتجون على أن الحكومة رفضت الاستجابة لمطالبهم المشروعة، وأن الوفد الحكومي لم يكن مستعدا لأية استجابة، ولم يترك للمحتجين سوى خيار استمرار الاحتجاج. واتهم راهول غاندي، رئيس حزب المؤتمر المعارض، رئيس الوزراء ناريندرا مودي، باعتماد سياسة اقتصاد القرابة، والسياسات التي تلبي مصالح الشركات الزراعية الأجنبية، بالضد من مصالح سكان البلاد

وفي هذه الأثناء تصاعد التضامن ورفض العنف الحكومي ضد الفلاحين في الخارج ايضا، حيث أدان نواب من اصول هندية في بريطانيا وكندا استخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه ضد المتظاهرين. وكان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو هو أول رئيس دولة في العالم يعبر عن تضامنه مع المزارعين. ورفض ممثلو الحزب الحاكم هذه التصريحات معتبرين إياها تدخلا في الشؤون الداخلية.

الإضراب الأكبر في تاريخ العالم

شارك 250 مليون عامل في الهند في الإضراب العام الذي دعت له مجموعة من الاتحادات العمالية في 26 تشرين الثاني الفائت، احتجاجًا على سياسات حكومة اليمين المحافظ الداعمة للمستثمرين والشركات الأجنبية على حساب مصالح السكان. وكان تحالفٌ مُكوَّن من عدة نقابات عمالية مركزية قد دعا إلى إضرابٍ شامل على مستوى البلاد احتجاجًا على تمرير قوانين ضد حقوق العمال والمزارعين. ودعمت قوى اليسار السياسية والحركات الاجتماعية العمال المضربين.

والاضرابات العمالية بهذا الحجم واسعة المشاركة ليست جديدة على الهند، التي يبلغ عدد سكانها 1,4 مليار نسمة، حيث شارك قرابة 200 مليون عامل في إضراب تاريخي بداية عام 2019، وقرابة 150 مليون عامل في إضراب 2016، وقرابة 100 مليون في إضراب عام 2012 متجاوزين كافة الانقسامات العرقية والدينية.

 

************

 

مجلس الأمة الكويتي.. ظواهر لافتة في النتائج الأولية للانتخابات

طريق الشعب ـ وكالات

في ظروف استثنائية ووسط إجراءات صحية غير مسبوقة، جرت عملية التصويت في "انتخابات مجلس الأمة 2020" بالكويت، إذ يتنافس 326 مرشحا على 50 مقعدا في البرلمان الكويتي، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا).

وتوجه الناخبون الكويتيون، صباح السبت، إلى صناديق الاقتراع لاختيار مرشحهم لمجلس الأمة، إذ يحق لـ567 ألفا و694 ناخبا المشاركة في هذه العملية لاختيار 50 عضوا يمثلونهم في مجلس الأمة بفضله التشريعي الـ16، وفقا لكونا.

وأبرزت النتائج الأولية لانتخابات مجلس الأمة الكويتي ظاهرة لافتة تمثلت في غياب الوجوه النسائية، بعد أن خسرت النائبة صفاء الهاشم مقعدها الذي حافظت عليه لأكثر من دورة برلمانية.

ونشرت صحيفة "القبس" الكويتية إجمالا للنتائج الأولية بعد انتهاء معركة انتخابات مجلس الأمة 2020، مشيرة إلى تغيير كبير في المعادلات الانتخابية.

وبحسب النتائج حتى صباح امس بلغت نسبة التغيير في تركيبة المجلس 62 في المائة، حيث لم ينجح من أعضاء مجلس 2016 إلا 19 نائبا، وغلبت الوجوه الجديدة على معظم الدوائر.

وأخفق التجمع الإسلامي السلفي للمرة الثانية على التوالي في التمثيل داخل مجلس الأمة، في حين نجحت الحركة الدستورية الإسلامية (حدس) في الفوز بـ3 مقاعد في البرلمان. ورغم تبدل الوجوه، ثبت التمثيل الشيعي في مجلس الأمة عند 6 نواب، وتراجع تمثيل التحالف الإسلامي الوطني إلى نائب وحيد. وقد حصل النائب مرزوق الغانم على أعلى الأصوات في الدوائر الخمس كنسبة، وتناسب مع حجم الأصوات في الدائرة، في حين يعد الرقم الذي حصل عليه النائب حمدان العازمي هو الأعلى على مستوى الدوائر الخمس، وقال الغانم إن المركز الذي حصده، وكذا الرقم الذي حصل عليه، "مسؤولية كبيرة وأمانة".

ومن جهة أخرى، تم قبول استقالة الحكومة الكويتية، وطالبها أمير الكويت بالاستمرار في تصريف الاعمال لحين تشكيل الحكومة الجديدة.

 

***************

 

حزب الشعب الفلسطيني يستنكر محاولة حرق كنيسة الجثمانية

متابعة ـ طريق الشعب

استنكر حزب الشعب الفلسطيني بشدة قيام أحد المستوطنين بالاعتداء على كنيسة الجثمانية في العاصمة المحتلة القدس ومحاولة إحراقها.

واعتبر الحزب في تصريح صحفي، صباح امس، ان هذه المحاولة ليست الاولى التي تستهدف دور العبادة والمقدسات الإسلامية والمسيحية على يد عصابات الاحتلال الصهيوني، فقد سبقها العديد من الاعتداءات والجرائم التي طالت كذلك المصلين ورجال الدين المسلمين والمسيحيين وخاصة في القدس عاصمة دولة فلسطين المحتلة.

وأكد الحزب، أن هذه الاعتداءات هي أعمال إرهابية منظمة تقترفها سلطات الاحتلال وعصابات المستوطنين للنيل من الوجود الفلسطيني ضمن المحاولات المستمرة لتهجير السكان الأصليين من مدينة القدس من أجل إحكام السيطرة الكاملة عليها وتهويدها في مخالفة واضحة لكل القوانين والمواثيق الدولية.

ودعا الحزب القيادة الرسمية الفلسطينية وحكومتها إلى إعتماد خطة وطنية شاملة  للدفاع عن القدس والحفاظ على مؤسساتها وتعزيز صمود سكانها، كما وطالب المجتمع الدولي ومنظماته بالتحرك العاجل لوقف الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة ضد شعبنا الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه على الأصعدة كافة، وخاصة الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى ومحاولات إحداث تغييرات ديموغرافية عليه كما في منطقة الحرم الابراهيمي في الخليل وغيره، في سياق العدوان الشامل والممنهج ضد شعبنا الفلسطيني.

 

**************

 

الرئيس الكوبي: ساهمنا بمكافحة كورونا في 39 بلدا

طريق الشعب ـ وكالات

قال الرئيس الكوبي، ميغيل دياس كانيل، إن جائحة كورونا فاقمت المشكلات الخطرة والتحديات الضخمة التي كانت البشرية تواجهها أصلاً قبل ظهورها، مشيرا الى ان ذلك يتمثل بالحروب، بما فيها الحروب غير التقليدية؛ وعن استخدام القوة أو التهديد باستخدامها وعن تطبيق إجراءات قسريَّة أحاديَّة.

وذكر الرئيس كانيل، ضمن مداخلته في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة المخصصة لمواجهة جائحة كوفيد ١٩، “إننا نتحدث عن غياب أو رداءة الخدمات الصحية والتعليم والضمان الاجتماعي، في ظل قواعد السوق العمياء والتبادل اللامتساوي السائدين في العالم”.

وأضاف “ضمن الظروف الراهنة، من العجالة بمكان وضع نظام دولي عادل وديمقراطي ومتكافئ. إنه شرط من أجل بقاء البشرية في عالم هو أكثر ترابطاً فيما بينه يوماً بعد يوم، وللمفارقة أكثر تفاوتاً”.

وبيّن “لقد أفشت جائحة “كوفيد-19” الكلفة البشرية لهذا التفاوت وكشفت الحاجة الماسّة لتعزيز الأنظمة الوطنية للصحة ولإتاحة وصول الجميع ومجانًا إلى الخدمات الطبية الأساسية ولضمان التوزيع المتساوي للموارد الحيوية”.

وقال “وفاء منّا لميلنا الإنساني، ساندت 53 فرقة طبية عملية مكافحة المرض في 39 بلداً وإقليماً، انضمت إلى تلك التي تقدم خدماتها منذ وقت سابق في 59 بلدًا”.وأشار “لقد أمكن ذلك حتى في ظل الحصار المجرم والظالم الذي تفرضه حكومة الولايات المتحدة ومن تشديده على نحو غير مسبوق ومن حملة دنيئة للتشهير بتعاوننا الطبي الدولي”.

 

**************

مغزى الانتصار الشعبي في بوليفيا

 

موريس نهراموريس

 

الفوز الباهر الذي حقّقه الشعب البوليفي في 18 تشرين الاوّل هذا العام في انتخاب لويس أرسي، أحد أركان “الحركة نحو الاشتراكية” رئيساً للدولة شكّل ردّاً، شعبياً حاسماً على الانقلاب الرجعي على الرئيس ايفو موراليس، منذ سنة تقريباً. والى أهمية هذا الفوز في بوليفيا، فإنه يعبّر أيضاً عن ظاهرة ومغزى يتصل بمزاج شعوب أميركا اللاتينية وتوقهم إلى التحرّر من أنظمة الاستغلال والفساد والإفقار والتبعيّة لواشنطن، ويعزّز آمالهم بالانتصار.

ويشير محلّلون يساريون بوليفيون الآن ضرورة الاستفادة من التجربة السابقة في مواجهة التحديات، بالتركيز على التعبئة السياسية وتكوين وعيٍّ شعبي، وتعزيز دور ونشاط التنظيمات الجماهيرية واستقطاب الطبقات والفئات الشعبية، آخذاً في الاعتبار أن “الحركة نحو الاشتراكية” التي يقودها ايفو موراليس، ليست حزباً موحّداً تنظيمياً وفكرياً، في داخلها أطراف تؤيّد ايفو موراليس لكنها لم تقتنع بعد بالاتجاه الاشتراكي. مما يشكّل نقطة ضعف تستغلها القوى اليمينية والرجعية ضدّ السلطة الوطنية، وخصوصاً في التأثير على التعبئة الشعبية التي تقوم بها، الحركة، وعلى وحدة عملها. هذا مع العلم أن في بوليفيا تاريخ نقابي ونضالي مشرِّف، في مواجهة طبقة رأسمالية حاكمة مرتبطة بالولايات المتحدة. وهذه القوى الرجعية تعيد الآن تنظيم نفسها وإعداد مجموعات وميليشيات، ولم تتورّع عن وضع متفجرة في 5 تشرين الثاني المنصرم، في مكانٍ كان حاضراً فيه الرئيس الفائز لويس أرسي. وقد لخّص الرئيس السابق ايفو موراليس عند عودته في 9 تشرين الثاني من المنفى في المكسيك، ثم في عاصمة الارجنتين، في كلمة ألقاها أثناء استقبال مئات الآلاف له في العاصمة لاباز “اننا سنتابع عملنا لحماية الرئيس لويس أرسى وفي المسار التغييري، لأن اليمين والامبريالية، طامعة بمواردنا وثروتنا الطبيعية. وقد تعلّمنا من التجربة أن علينا تنظيم حركتنا، وأن نضع برامجَ اجتماعية وسياسية واقتصادية جديدة، ليكون اقتصادنا أكثر خدمة للفئات الكادحة والأكثر فقراً، وأن نعمل لتعميم الوعي الشعبي. “لقد كانت المكتسبات الاجتماعية التي حقّقها حكم إيفو موراليس للناس، وبلوغ معدل النمو الاقتصادي في البلاد 4.9% في أعوام رئاسته 2006 إلى 2016، وهذه النسبة التي لا نجدها في معظم بلدان تلك المنطقة، كانت الأساس لهذا التأييد الشعبي لمرشح الحركة نحو الاشتراكية”. ويرى المتابع للأحداث والتطورات في أميركا اللاتينية، أن الصراع الأساسي هو بين أنظمة الفقر والفساد والتبعية لهيمنة الولايات المتحدة، وبين هذه الشعوب ومطامحها في التحرّر وطنياً واجتماعياً. وأن ما يحصل من انتكاسات في بعض البلدان ينجم من سياسة التدخل الامبريالي والتواطؤ مع الرجعية الداخلية، واستغلال أية نقطة ضعف في مسيرة النضال الشعبي، ولا يقتصر التآمر على أسلوب الانقلابات العسكرية التي أصبحت مكروهة ومُفلسة من الشعوب، بل واستخدام أشكال أخرى من التدخلات والضغوط، بينها العقوبات والحرب الاقتصادية، والتواطؤ مع الرجعية المحلية ودوائر قضائية أحياناً، كما جرى في البرازيل لمنع الرئيس البرازيلي السابق اغناسيولولا، من حقّه في الترشّح، بتلفيق تهم مختلفة، كي يتاح الإتيان بالرئيس الحالي بولسونارو المعروف بتطرفه اليميني ودوره في خدمة مصالح الاحتكارات الرأسمالية المختلطة البرازيلية والاميركية الشمالية.وفيما تواجه فنزويلا ضغوطاً سياسياً وحرباً اقتصادية أميركية ضدّ النهج البوليفاري التشافيزي، يرى الحزب الشيوعي الفنزويلي أن المعركة مع الامبريالية، تتطلّب تحصين الوضع الداخلي بتقوية دور جماهير الشعب وعماله وفقرائه، ومشاركة النقابات العمالية والهيئات واللجان الشعبية في المواقع الإدارية للمؤسسات، ومكافحة الفساد فعلياً، الذي اعتبره الرئيس نيكولاس مادورو في احتفال تسلّمه ولاية رئاسية جديدة في كانون الثاني 2019، بأنه العدو الداخلي المماثل خطره للعدو الإمبريالي. ويشير الحزب أيضاً إلى ضرورة التخلّي عن اللجوء للخصخصة وبيع مؤسسات للبرجوازية، وعمليات بيع أو تأجير استخراج ثروات طبيعة ثمينة لمدى طويل، كما يجري مع الصين وروسيا وغيرهما مثلاً، مقابل المساعدات لفنزويلا. وقد أدّى ذلك إلى خلق تمايز وتعارض بين الممارسة السلطوية وبين موقف الحزب الشيوعي الفنزويلي. الذي ناضل طويلاً وشارك بنشاط في دعم الرئيس تشافيز وتوجّهه الاجتماعي، ونهجه الاستقلالي المعادي للإمبريالية. وفي حين شكّل الحزب الشيوعي، ومجموعات يسارية فنزويلية تحالفاً في لائحة انتخابية مستقلة عن لائحة السلطة في الانتخابات المحدّد إجرائها في 6 كانون الاوّل الجاري، قامت السلطة بمنع هذه اللائحة من حقّها الذي يكفله الدستور في الظهور في وسائل الإعلام، ومارست تضييقاً عليهم. ومع ايجابية فشل الرئيس دونالد ترامب في تجديد ولايته في الانتخابات التي جرت مؤخراً. إلا أنه لا يغيّر في جوهر الامبريالية والرأسمالية وسياساتها حيال الشعوب، والتغيير الممكن هو في الأسلوب. وهذا ما كشفته تجربة الثورة الكوبية في تعاطي رؤساء الولايات المتحدة منذ انتصار الثورة عام 1959، وما تعرفه شعوب منطقتنا من المخططات الأميركية الصهيونية العدائية المستمرة. فالحصار الاقتصادي الاميركي الاجرامي ضدّ شعب كوبا، يستمرّ منذ حوالي 60 سنة وإلى اليوم. وأن الأساسي في صمود هذه الثورة وانتصارها، هو جذرية نهجها ضدّ الامبريالية، والتلازم بين الوجه الوطني والوجه الاجتماعي للثورة وانجازاتها. وبعد خيبة واشنطن بعدم سقوط الثورة من الداخل، ثم مع الانهيار السوفياتي، أُصيبت بخيبة أيضاً بفشل مراهنتها على انتهاء هذه الثورة وتوجّهها الاشتراكي، مع وفاة قائدها فيديل كاسترو. فقد مضى 4 سنوات على رحيل هذا القائد التاريخي الثوري والأممي، وبقي ويبقى حيّاً في الثورة التي قادها، وفي دوره البارز في الحركة التحرّرية والثورية العالمية.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

عن “مجلة النداء” البيروتية

 

****************

 

ص9

الصحة والبيئة في البلدان العربية

في أحدث تقرير للمنتدى العربي للبيئة والتنمية

د. كاظم المقدادي

تأسس المنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد)  The Arab Forum for Environment and Developmentفي عام 2006، كمنظمة  غير حكومية إقليمية ، غير ربحية، تجمع الخبراء والأكاديميين مع هيئات المجتمع المدني ومجتمع الأعمال ومؤسسات الاعلام والإعلان، لتشجيع سياسات وبرامج بيئية متطورة عبر العالم العربي..

دأب خبراء (AFED) على دراسة وتقييم الأوضاع البيئية والصحية في البلدان العربية. وقد أطلق المنتدى منذ عام 2008 سلسلة “ وضع البيئة العربية” كتقارير سنوية، سلّطت الضوء على التحديات البيئية، ضمن مواضيع رئيسية، كتغيُّر المناخ، والمياه، والطاقة، والاقتصاد الأخضر، والبصمة البيئية، والاستهلاك المستدام، وتمويل التنمية المستدامة، والتعليم البيئي، وغير ذلك. أوصت بحلول لها، رافعة إياها الى الجهات الحكومية المعنية، مقترحة تغييرات في السياسات، وحفّزت الكثير من الإجراءات عبر المنطقة العربية، بهدف تحسين وتطوير تلك الأوضاع. ولو أنها نفذت لحصلت فيها طفرة نوعية..

اَخر إنجازات (أفد) لحد الآن إطلاقه لتقريره السنوي الثالث عشر في السلسلة المذكورة، بعنوان “الصحة والبيئة في البلدان العربية”، وذلك في مؤتمر دولي افتراضي(بسبب جائحة كورونا)، إستضافته الجامعة الأميركية في بيروت للفترة 10 – 11 تشرين الثاني الجاري،. وشارك فيه نحو 600 من الهيئات الحكومية والخاصة والجامعات وهيئات المجتمع المدني من 45 بلداً، إرتبطوا إلكترونياً عن طريق مركز للتحكم.،وتم بث وقائع الجلسات عبر منصات التواصل الإجتماعي للمنتدى وللجامعة الأمريكية، التي يزيد عدد متابعيها على 1.5 مليون شخص.:

عمل أكثر من 150 أستاذاً وخبيراً من جامعات ومراكز أبحاث عربية وأجنبية على إعداد التقرير عن الصحة والبيئة ومراجعته. كانت كلية العلوم الصحية في الجامعة الأميركية في بيروت  الشريك الأساسي في إعداد التقرير، كما ساهم باحثون من جامعة الخليج العربي في البحرين، وجامعتي القاهرة والإسكندرية ومؤسسة كيمونِكس للإستشارات البيئية في مصر، وجامعة القديس يوسف في بيروت. وشارك في التقرير المركز الإقليمي لصحة البيئة التابع لمنظمة الصحة العالمية.

هدف التقرير إلى تسليط الضوء على المخاطر الصحية البيئية الرئيسية التي تواجهها المنطقة، مع التشديد على التوصيات والدروس التي يمكن تعلّمها من الأزمات البيئية والصحية، السابقة والحالية، بما في ذلك جائحة كورونا (كوفيد-19)..

أكد التقرير ان الصحة والبيئة مترابطتان عضويا،ً وفقاً لمعادلة تقوم على استحالة وجود مجتمع إنساني يتمتع بصحة سليمة إذا كانت البيئة الطبيعية ملوثة، في مقابل استحالة الوصول إلى بيئة سليمة في مجتمع تتدهور فيه صحة الإنسان. فالحفاظ على التوازن بين كليهما أمر ضروري، ولا سيما في ضوء التحديات الناشئة نتيجة أنماط الحياة الحديثة والقضايا المناخية والصحية المستجدة.

إن معدل الوفيات المنسوبة إلى العوامل البيئية آخذٌ في الارتفاع، وهو يقدّر حالياً بنحو 23 في المئة من مجموع الوفيات في المنطقة العربية. كما ان الأخطار البيئية مسؤولة عن نحو 23 في المئة من العبء الإجمالي للأمراض في المنطقة أيضاً.

اثر البيئة على صحة الإنسان ورفاهية عيشه ليس بالأمر الجديد. إلا أن الترابط بين الإثنين يكتسب اهتماماً أكبر الآن، بينما العالم واقعٌ في قبضة جائحة فيروس كورونا. ضمن هذا السياق، فإن موضوع التقرير السنوي للمنتدى لسنة 2020 ، يأتي في الوقت المناسب، لاسيما وان إحدى استنتاجاته الرئيسية هي أن الوباء كشف نقاط ضعف متعددة لأنظمة الرعاية الصحية العربية.

ونبه التقرير الى ان العلاقةُ بين الصحة والبيئة لا تزالُ ضعيفةً في المنطقة العربية مع أنه صدرتْ “الاستراتيجيةُ العربيةُ للصحةِ والبيئةِ” في إطارِ عمل للفترة 2017 – 2030 في سعيهِا المتّسق لتقليص عبءِ المرض والعجز والموت المبكر الناجمِ عن المخاطر البيئية، وكذلك في تنسيقِ أنشطةِ جامعة الدول العربية ومنظمةِ الصحةِ العالمية وبرنامجِ الأمم المتحدة للبيئة لدعمِ هذه الجهود.

وأشار التقرير الى مجموعة من العوامل الخطرة، التي واجهت المنطقة العربية، من ينها ممارسات التنمية غير المستدامة، وحالات الطوارئ الإنسانية الناجمة عن النازحين واللاجئين، والتوسّع الحضري السريع، وتضاؤل الموارد الطبيعية، وتدهور الأراضي، وزيادة التفاعل البشري مع الحيوانات. وقد أدّت عوامل الخطر هذه إلى العديد من العواقب الملحوظة، كتلوث الهواء وإدارة مياه الصرف الصحي والنفايات الصلبة على نحو غير ملائم، وأخيراً وباء كورونا المستجد. يُعدّ تلوث الهواء من أكثر المشكلات البيئية شيوعاً في البلدان العربية، وتتزايد الوفيات الناتجة من سوء نوعية الهواء بشكل ملحوظ. كما ان العصرنة والنمو السكّاني يولّدان أيضاً المزيد من النفايات، التي تُعالج بعد ذلك بطريقة سيئة، الأمر الذي يزيد المخاطر الصحية تفاقماً. إلى ذلك، كشفت جائحة كورونا المستمرة منذ نهاية 2019 ضعف أنظمة الرعاية الصحية في المنطقة العربية، والقدرة المحدودة في معظم البلدان على التعامل مع الأزمات الصحية الطارئة. كما أظهرت الجائحة أنه لا يمكن الحفاظ على صحة الناس فقط باستهداف المجموعات التي يمكنها تحمّل تكاليف خدمات الرعاية الصحية. فالهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة هو وجوب توفير “الصحة للجميع”، وليس للقادرين فحسب.

وناقش التقرير العوامل البيئية الرئيسية التي تؤثر على مختلف جوانب صحة الإنسان في البلدان العربية،

حيث تتناولت فصول التقرير السبعة العلاقة بين الصحة والمياه والهواء والنفايات وتلوث المحيطات وتغيُّر المناخ، فضلاً عن التقدم والعقبات باتجاه تحقيق محتوى الصحة البيئية لأهداف التنمية المستدامة.

 ونبه التقرير الى أن: أكثر من 676 ألف مواطن عربي سوف يفقدون حياتهم قبل الأوان سنة 2020 نتيجة التعرض للمخاطر البيئية التقليدية.

وتشمل الأمراض المدفوعة بالأسباب البيئية في البلدان العربية أمراض القلب والأوعية الدموية، والإسهال، والتهابات الجهاز التنفسي، والسرطان.

وحدد  العوامل الرئيسية للأخطار البيئية لهذه الأمراض، وهي تلوث الهواء الخارجي والداخلي، وعدم توافر المياه النظيفة، والتلوث البحري، والتمدد الحضري غير المنضبط، وتدهور الأراضي، والتعرُّض للنفايات والمواد الكيميائية الضارة.

بالنسبة للمياه، أشار الى ان جائحة كوفيد-19 سلطت الضوء مجدداً على الافتقار إلى خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية الآمنة.

- يفتقر نحو 50 مليون عربي إلى خدمات مياه الشرب الأساسية، كما ان 74 مليون شخص في المنطقة لا يحصلون على خدمات الصرف الصحي الأساسية.

- خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة السيئة هي السبب في 40 ألف وفاة مبكرة سنوياً، كان في الإمكان تجنّبها.

- 9 دول فقط من أصل 22 دولة عربية تسير على الطريق الصحيح لتحقيق الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة من حيث المياه النظيفة والصرف الصحي.

- أدّت الحروب وتدفّق اللاجئين إلى زيادة الضغط على موارد المياه الشحيحة أصلاً.

- يتعيّن على البلدان تطوير وتنفيذ برامج المياه والصرف الصحي، والتزام التمويل الكافي، وتعزيز الظروف والإجراءات التي تجعل تنفيذ السياسات والقوانين والخطط القوية ممكنة.

وبالنسبة للهواء فان مستويات تلوث فيه قد تتجاوز ما بين 5 و10 أضعاف الحدود التي وضعتها منظمة الصحة العالمية. وان مدناً عربية عدة تُعدّ من المدن الـ 20 الأكثر تلوثاً في العالم.

- سُجّل ارتفاع كبير في عدد الوفيات التي تُعزى إلى تلوث الهواء الداخلي والخارجي.

- العبء الإجمالي للمرض الناجم عن تلوث الهواء آخذ في الازدياد، مع ارتفاع معدل انتشار أمراض القلب والرئة، والإصابة بالسرطان، والمزيد من حالات الربو.

- أشاع ظهور فيروس كورونا وانتشاره إحساساً إضافياً بالضرورة الملحّة لتحسين نوعية الهواء، إذ أظهرت الدراسات أدلّة على العلاقة بين تلوث الهواء وزيادة الحالات وحدّتها.

ويتعين تحسين مستويات تقويم المخاطر الصحية المستندة الى معلومات، بناءً على دراسات رصد الهواء والنمذجة، التي ستزوّد صانعي السياسات العرب الأدوات الصحيحة للحدّ من تأثير تلوث الهواء على الصحة العامة.

 ونبه التقرير الى تزايد توليد النفايات الصلبة في المنطقة العربية بمعدّل يُنذر بالخطر، نظراً إلى النمو السكاني السريع والتوسع الحضري المنفلت والتغيُّرات في أنماط الاستهلاك والإنتاج.

- إبرز المشاكل الصحية التي تُعزى إلى إدارة النفايات على نحو غير ملائم: إضطرابات الجهاز التنفسي، التهابات العين، التهابات الجهاز الهضمي.

- 53 في المئة من كل النفايات تُرمى عشوائياً بطريقة غير صحية.

- زادت جائحة كوفيد-19 من استعمال المواد ذات الإستخدام الواحد، مثل الأقنعة والقفازات، مما ولّد المزيد من النفايات الخطرة.

- استبدال مرافق النفايات القديمة بأخرى جديدة يمكن أن يقلّل من المخاطر الصحية المرتبطة بها وتوقف انتشار الملوثات.

- اعتماد نهج دائري لإدارة النفايات، يقوم على التخفيف واعادة الاستعمال والتدوير، يُعتبر أمراً بالغ الأهمية لإضعاف التأثير الضار للنفايات على صحة الإنسان والطبيعة.

 وأكد التقرير بان صحة السكان العرب تتأثّر بالتصريف المباشر لمياه الصرف الصحي غير المعالجة في المناطق الساحلية، والتنقيب عن النفط واستخراجه في البحر، ورمي المواد البلاستيكية الدقيقة.

- تُنتج الدول العربية نحو 12 مليار متر مكعب من مياه الصرف الصحي سنوياً، يُعالج أقل من 60 في المئة منها، ويعاد استعمال نصف كمية المياه المعالجة. أما الكمية المتبقية فتصرف بمعظمها في البحار.

-يمكن أن تؤدي مياه الصرف الصحي غير المعالجة إلى انتشار الأمراض بين البشر.

- تسبّب التنقيب عن النفط واستخراجه ونقله في تلوث كبير للبيئة البحرية، كما تسبب في تلوث الأسماك، التي يستهلكها البشر لاحقاً، بالمعادن الثقيلة.

- ثمة حاجة إلى مزيد من البحث لاستكشاف التأثير المباشر لحالة البيئة البحرية على صحة الإنسان في المنطقة العربية، مع التركيز على مسببات الأمراض ونقل السموم إلى الإنسان ومقاومة مضادات الميكروبات.

وتوقف التقرير ملياً عند تغيُّر المناخ، مشيراً الى ان الآثار الصحية المباشرة لتغيُّر المناخ تشمل: أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الجهاز التنفسي وضربات الشمس. ومن المتوقع أن تؤدي زيادة الحرارة درجة مئوية واحدة إلى زيادة معدل الوفيات بنسبة 3 في المئة.

وان قضايا الصحة العامة مفقودة عموماً ضمن الاستراتيجيات الوطنية للتكيُّف مع تغيُّر المناخ.

وتفتقر المنطقة إلى حدٍ كبير إلى خطط التكيُّف الوطنية التي تتناول الاستجابات التشريعية والعملية، بناءً على المخاطر الصحية المتوقعة، لموجات الحر والظواهر الجوية الشديدة وتلوث الهواء والأمراض المعدية.

وتحتاج البلدان العربية أن تكتسب فهماً أفضل للعوامل المختلفة التي تؤثر على نتائج تغيُّر المناخ على الصحة، من أجل تصميم استراتيجيات فعالة للتخفيف والتكيُّف، تلبّي الحالة الخاصة بكل بلد، مع تأثيرات مباشرة وواضحة على صحة السكان.

وأكّد التقرير أنه لم يعد في الإمكان إنكار تأثير المخاطر البيئية على صحة الإنسان. وعند النظر إلى المنطقة العربية على وجه التحديد، وجد أن الإفتقار إلى المياه المأمونة، وزيادة توليد النفايات وسوء طرق التخلص منها، وتغيُّر المناخ، وتلوث البيئة البحرية، كلّها عوامل ذات تأثير سلبي ملحوظ على صحة السكان. ودعا التقرير إلى تبادل الخبرات في التخصصات المتعلقة بالصحة والبيئة عبر البلدان العربية، مع تكثيف التعاون الإقليمي، بما يشمل التأهب للطوارئ لمواجهة الكوارث الصحية والبيئية.

واختتم التقرير بأنه لطالما كان الترابط بين البيئة الطبيعية وصحة الإنسان مصدر قلق جدي، لكن خطر تفشّي الأوبئة يضعه اليوم في مركز الصدارة. الآن، أكثر من أي وقت مضى، بات واضحاً أن البيئة الطبيعية الصحية هي شرط أساسي لصحة البشر.

وأنه ثمة حاجة إلى تبادل الخبرات في التخصصات المتعلقة بالصحة والبيئة عبر البلدان العربية، مع تكثيف التعاون الإقليمي، بما يشمل التأهب للطوارئ لمواجهة الكوارث الصحية والبيئية.

ويبقى إنشاء نظام رعاية صحية أولية، بما في ذلك التثقيف الصحي، مهمة ملحّة. وفي نهاية المطاف، تبقى الحاجة إلى استراتيجيات إقليمية تحدد أهدافاً مشتركة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

*********

التصحّر في البصرة يجفّف الاقتصاد ويفجّر منابع الجريمة!

عمار الصالح - صحافي عراقي

يصنف التصحّر في محافظة البصرة بأنه من النوع “الشديد جداً” الذي تفقد فيه الأرض قدرتها الإنتاجية وتصبح قاحلة وتنتشر فيها الرمال، ويعد تملّح التربة من أكثر نتائج التصحّر انتشاراً وخطورة.

يتذكر ابراهيم جاسم (71 سنة) أراضيه الزراعية في قضاء ابو الخصيب في محافظة البصرة التي كانت عامرة بأشجار النخيل والخضروات الموسمية، وكان يصدّر قسماً من محاصيلها إلى الكويت قبل أن يزحف التصحر نحوها وتتملح تربتها وتنخفض إنتاجيتها.

كانت مزرعته التي تبلغ مساحتها عشرة آلاف متر، تعود عليه بمورد جيد، إذ “كانت تنتج أكثر من 2000 كلغ من تمور البرحي المعروفة بجودتها وكنت أصدرها إلى الكويت، فضلاً عن تصدير كميات كبيرة من محصول الباميا سنوياً حتى عام 2006″، يقول مع تنهيدة تخفي حسرة عميقة، ويضيف: “أخذت إنتاجية المزرعة بالتراجع سنوياً ولم يعد العمل فيها بحجم تعبه فعمدت إلى تقسيمها إلى أراض سكنية وبيعها بسعر رخيص لتشييد دور سكنية عليها واتجهت للسكن في المدينة منذ عام 2008”.

خسارة جاسم لا تقتصر على فقدان أرضه التي ورثها عن والده منذ خمسين عاماً، بل خسر أيضاً الوصال بأولاده الثلاثة الذين تفرقوا في المدن العراقية بحثاً عن العمل، بعدما خسروا أرض أبيهم.

وإذا كانت خسارة العم جاسم وأبنائه اقتصرت على الأرض، فإن أحمد لم يتخيّل حين ترك قريته التي أصابها التصحّر أن العوز سيدفع به إلى ارتكاب جرم السرقة وينتهي به الأمر في سجن البصرة المركزي.

اتُّهم أحمد (33 سنة)، الذي ترعرع بين بساتين النخيل ومياه شط العرب، بالمشاركة في عملية سطو مسلح على أحد المحال التجارية في مدينة البصرة ليواجه حكماً بالسجن مدة 7 سنوات، تاركاً وراءه طفلتين من دون معيل.

يقول شقيقه حسن الذي يكبره بخمس سنوات عن سبب هجر العائلة القرية “اضطررنا لذلك. في العقدين الماضيين لم تعد النخلة منتجة اقتصادياً، وأخذت (الارض تغيّر وجهها علينا) كما نقول، فاتجهت بأسرتي الى المدينة بحثاً عن العمل والاستقرار”.

ويضيف: “كان شقيقي غاضباً ويبحث عن كسب سريع، فانجذب إلى أشخاص أغروه بالمشاركة معهم في السرقة. ما كان عليه أن يرتكب تلك الجريمة، لكنني أشعر بمدى صعوبة تدبر لقمة العيش بخاصة حين لا تملك عملاً أو وسيلة لتدبر قوتك. نحن فلاحون. هذا ما نجيده، لكننا وجدنا أنفسنا على قارعة الطريق”.

هجر كثيرون بساتينهم ومزارعهم التي كانت توفر لهم قوتهم واطمئنانهم المعيشي بعد اتساع رقعة التصحّر في محافظة البصرة جنوب العراق، وجفاف عشرات الأنهر وغياب الاهتمام الحكومي في مواجهة تداعيات المشكلة.

يصنف التصحّر في محافظة البصرة بأنه من النوع “الشديد جداً” الذي تفقد فيه الأرض قدرتها الإنتاجية وتصبح قاحلة وتنتشر فيها الرمال، ويعد تملّح التربة من أكثر نتائج التصحّر انتشاراً وخطورة.

ويعزو مدير حماية وتحسين البيئة في المنطقة الجنوبية وليد الموسوي أسباب التصحّر في البصرة إلى عوامل عدة، “في مقدمها ارتفاع درجات الحرارة نتيجة الاحتباس الحراري والغازات الدفيئة المتعلقة بالعمليات الاستخراجية للنفط والعمليات غير المسيطر عليها بيئياً”.

أثّر تجريف البساتين بشكل فادح في المناطق الزراعية وتحويلها إلى مناطق سكنية، وكان للحروب السابقة خاصة حرب الخليج الاولى مع إيران (1980-1988) تأثيرها السلبي ناهيك عن سوء ادارة ملف المياه، بحسب الموسوي الذي يرى أن “ظاهرة التصحّر ألقت بظلالها على الواقع الاقتصادي في المحافظة، ذلك أن كثراً من المواطنين يعتاشون على الزراعة وغرس المزروعات وجني الثمار، كما أن أعداداً كبيرة منهم تركوا أماكن سكناهم بعدما تعذّر عليهم التكيف مع هذه الأوضاع”.

“ظاهرة التصحّر ألقت بظلالها على الواقع الاقتصادي في المحافظة، ذلك أن كثراً من المواطنين يعتاشون على الزراعة وغرس المزروعات وجني الثمار، كما أن أعداداً كبيرة منهم تركوا أماكن سكناهم بعدما تعذّر عليهم التكيف مع هذه الأوضاع”.

تأثر الواقع الاقتصادي بالتصحّر يظهر جلياً في مناطق شرق محافظة البصرة، إذ تقلصت المساحات المزروعة بشكل مستمر وتراجعت إنتاجية الدونم الزراعي الواحد من محصولي القمح والشعير إلى نحو 40 في المئة، فيما انخفضت إنتاجية التمور التي اشتهرت بها البصرة بالنسبة ذاتها تقريباً.

يقول الباحث الاقتصادي في جامعة البصرة حيدر كريم إن تملّح التربة الذي رافق ظاهرة التصحر قضى على 95 في المئة من مزارع الحناء، إذ تعرضت معظم أشجارها للهلاك وتوقف إنتاج مسحوق الحناء محلياً، بينما تعرضت تربة الهضبة الغربية في قضاء الزبير المشهور بزراعة محصول الطماطم والخضار لـ”تعرية ريحية شديدة رافقها انتشار الكثبان الرملية”.

ساهمت ندرة الموارد الأولية، بحسب كريم، في اختفاء بعض الحرف المحلية وتقلص التجارة الداخلية القائمة عليها “ما أدى إلى القضاء على القدرات الإنتاجية للاقتصاد المحلي ودفعت هذه الأوضاع الكثير من المزارعين والرعاة إلى النزوح من مناطق سكنهم والاستقرار في المدينة بحثاً عن حياة جديدة، فارتفع عدد العاطلين من العمل في محافظة البصرة”. ويقدر عدد العاطلين من العمل في البصرة بأكثر من مليون و350 ألف مواطن، بحسب بيانات الحكومة المحلية، بينما يتجاوز عدد سكان المحافظة 4 ملايين نسمة. وبسبب هذا الارتفاع، أعلن مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان أن “نسبة الفقراء ومن هم دون خط الفقر في البصرة ناهزت الـ40 في المئة”.

بالعودة إلى حكاية أحمد، تظهر الإحصاءات ارتفاعاً في معدلات الجرائم المرتكبة بدوافع اقتصادية واجتماعية، ويرى الخبير الأمني أنور الأسدي أن التصحّر من العوامل الرئيسة التي تعيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية ويزيد المشكلات الاقتصادية، التي تؤدي إلى تفاقم تفلّت الوضع الأمني، فمشكلات البيئة ترتبط بشكل وثيق بالاقتصاد وبالاستقرار الأمني تباعاً. فـ”نسبة الجريمة في البصرة ارتفعت خلال السنوات 2005-2010 بشكل يفوق مثيلاتها في السنوات السابقة التي أعقبت سقوط النظام السابق عام 2003، فيما تضاعف عدد الجرائم خلال السنوات الأخيرة واخذت تتحول من جرائم سرقة تقليدية إلى سطو مسلح وتجارة مخدرات وإتجار بالبشر”.

ما يقوله الأسدي يتوافق مع تصريحات شرطة البصرة التي تصدر بيانات دورية تعلن فيها القبض بشكل يومي على مطلوبين للقضاء بجرائم مدنية، وهو ما يؤشر إلى ارتفاع حجم الجرائم التي تشهدها البصرة والتي كانت آخرها عملية سطو مسلح على منزل أحد رجال الأعمال، تمكن خلالها المسلحون من سرقة نحو 4 ملايين دولار.

ومن شأن هذا الانفلات الأمني أن يمتد تأثيره إلى دور البصرة الدولي كمركز لإنتاج النفط العراقي وتصديره إلى دول العالم، فينعكس الاضطراب الأمني سلباً على قدرتها الإنتاجية من النفط.

وإزاء تفاقم ظاهرة التصحّر وتداعياتها الاقتصادية والأمنية، يواصل الناشط البيئي قاسم المشاط، برفقة عدد من زملائه، مشوارهم الذي بدأوه منذ سنوات في التصدي لهذه الظاهرة من خلال زراعة النباتات البرية المقاومة للبيئة الجافة، كأشجار الجثجاث والارطى والشفلح العرفج والكثب والسنامكي البري، بهدف وقف زحف التصحّر. وهي أشجار جديدة “تلائم بيئة البصرة ليتمكن الفلاحون من اعتمادها في نشاطهم الزراعي”، ومن هذه الأشجار، يقول المشاط، شجرة البابايا المثمرة التي نجحت تجربة زراعتها وبدأ المزارعون اعتمادها وتسويق محاصيلهم منها في الأسواق المحلية كخطوة أولى.

وعلى رغم انطلاق مشاريع تطوعية لزراعة هذا النوع من الأشجار في البصرة، لكنها بقيت مبادرات محدودة التأثير في مواجهة مشكلة التصحّر وتملّح التربة والتي تنذر باجتياح نحو 92 في المئة من مجمل الأراضي، مع انخفاض مقياس الغطاء النباتي في الأراضي الزراعية بنسبة 8 في المئة خلال عام 2020، كما جاء في برنامج العمل الوطني لمكافحة التصحّر في العراق، الذي أطلق عام 2008 عشرية لمكافحة التصحّر، انتهت عام 2018 من دون نتائج ملموسة.

ويقول نقيب المهندسين الزراعيين السابق في البصرة علاء البدران إن توصيات البرنامج لم تترجم على أرض الواقع موضحاً “أن مشكلة التصحّر تتطلب معالجات حقيقية تقوم على إنشاء حزام أخضر وتنفيذ حملات تشجير”.

وتنظر حكومة البصرة المحلية بـ”اهتمام كبير” إلى ظاهرة التصحّر التي تغزو أراضيها، كما يؤكد معاون محافظ البصرة معين الحسن. وتعوّل حكومة البصرة بشكل كبير على المؤسسات المختصة ومنظمات المجتمع في تقديم مقترحاتها الخاصة لمعالجة مشكلة التصحّر، يقول الحسن و”سوف ندعم مقترحاتهم ونعمل على تنفيذها ضمن موازنة العام المقبل 2021 فالبصرة بحاجة إلى مشروع وطني كبير لمواجهة مشكلة التصحّر”.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

موقع “دراج” 1 كانون الأول 2020

 

**************

 

ص10

الحد من الفقر والتجربة الصينية

1-2

د. ايوب عبد الوهاب

الفقر أكثر من مجرد الافتقار إلى الدخل أو الموارد أو ضمان مصدر رزق مستدام،   إن مظاهره تشمل الجوع وسوء التغذية وانحسار إمكانية الحصول على التعليم والخدمات الأساسية، إضافة الى التمييز الاجتماعي والاستبعاد من المجتمع وانعدام فرص المشاركة في اتخاذ القرارات. (حسب الامم المتحدة ـ القضاء على الفقر) وهناك الفقر المدقع والفقر المطلق والمفهوم النسبي للفقر، فضلا عن فقر الرفاهة، وفقر التكوين وفقر التمكين....

لذا من المفيد التأكيد :

• لا ينحصر الفقر في تخصص واحد فهو مفهوم شامل وديناميكي،  بل يتضمن العديد من التخصصات مثل الاقتصاد و الاجتماع  والسياسة والجغرافيا، إلخ.

• وجهة النظر الأكثر عمومية هي أن الفقر في نهاية المطاف ليس مشكلة دخل، ولكن الفقراء يفتقرون إلى القدرة أو الفرصة للحصول على الدخل،   يفتقرون إلى القدرة والظروف اللازمة لخلق حياة طبيعية والحفاظ عليها.

• كما ان  الأمراض، و رأس المال البشري غير الكافي، ونظام الضمان الاجتماعي غير الكامل، والتمييز هي أيضًا عوامل مهمة تقيد قدرة الناس على الحصول على الدخل.

• من السهل القضاء على الفقر قصير الأمد والفقر المطلق، لكن الفقر النسبي يستمر لفترة طويلة، والتخفيف من حدة الفقر وعودة الفقر يظهران بالتناوب على مستويات مختلفة من الزمان والمكان.

• لذلك، يجب ألا يسعى الحد من الفقر إلى الحد من العوامل المسببة للفقر فحسب، بل يجب أن يضمن أيضًا تحقيق الناس لتخفيف حدة الفقر على المدى الطويل والمستقر.

اليوم العالمي للقضاء على الفقر

في عام 1992، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 17 تشرين الأول / أكتوبر اليوم العالمي للقضاء على الفقر. أما بالنسبة لمفهوم الفقر فقد حددته الأمم المتحدة  لأول مرة في مؤتمر القمة العالمية للتنمية الاجتماعية التي عقدت في كوبنهاغن في الفترة من 6 إلى 12 مارس 1995.

كان الحد من الفقر والجوع هو الهدف الأول من الأهداف الإنمائية للألفية  الذي تبنته 189 دولة عضو في الأمم المتحدة في عام 2000. على وجه الخصوص، كان أحد االاستهدفات هو الحد من الفقر إلى النصف بحلول عام 2015. تم تحقيق هذا الهدف بنجاح قبل 5 سنوات من الموعد المحدد.

ومن عام 2015 إلى عام 2030، وفقًا لأهداف التنمية المستدامة، المقرة من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، يجب القضاء على الفقر في العالم في كل مكان وبجميع أشكاله.

ووفق البنك الدولي فأن معدل انتشار الفقر في الصين قد تراجع من 88.1% سنة 1981 إلى 1.9% سنة 2013

 واذا استثنينا الجهود الصينية، سيصبح من المستحيل على الأمم المتحدة تحقيق هدف الألفية في مكافحة الفقر.وتشير تقديرات المركز الصيني الدولي لمكافحة الفقر إلى أن الصين قد أسهمت بـ 70% في الجهود العالمية الرامية لمكافحة الفقر.

الحد من الفقر وتجربة الصين  

  يتضمن المحتوى والخصائص الأساسية للتخفيف من حدة الفقر على :

أولاً،  خطط قصيرة الأجل وطويلة الأجل وأهداف محددة، فضلاً عن برامج وخطوات وتدابير محددة لتلبية احتياجات التخطيط. الجمع بين المظاهر والأسباب الجذرية والتركز على الأسباب الجذرية.

ثانياً، ليس فقط لمساعدة الأسر الفقيرة على حل مشاكلها الحياتية من خلال تنمية الإنتاج، ولكن الأهم من ذلك، مساعدة المناطق الفقيرة على تنمية اقتصاداتها، والتخلص من الفقر، والعمل الجاد لتصبح غنية.

ثالثا، يجب تعبئة وتنسيق جميع الإدارات الحكومية ذات الصلة وجميع جوانب المجتمع بشكل كامل لمساعدة الأسر الفقيرة والمناطق الفقيرة بشكل فعال.

التقدم في الحد من الفقر

•  على مستوى التنمية الاقتصادية، استفادت الإنجازات العظيمة للتخفيف من حدة الفقر الريفي وتخفيف وطأة الفقر لدى المزارعين أولاً من القوة الاقتصادية الشاملة للبلاد، وانعكست مؤشراتها الكمية بالاساس في الزيادة السريعة في الناتج المحلي الإجمالي

• حسب البيانات  والتحليلات التي أجراها المكتب الوطني  للإحصاء في الصين، كان الناتج المحلي الإجمالي   في نمو سريع منذ عام 1978، وخاصة منذ التسعينيات، وزخم النمو يتزايد باستمرار:كان 367.87 مليار يوان في عام 1978 ؛ تجاوز تريليون يوان في عام 1986 ؛ تجاوز 10 تريليون يوان في عام 2001 ؛ وصلت إلى 41 تريليون يوان في عام 2010، متجاوزة اليابان لتصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم ؛ في عام 2017، تجاوز 80 تريليون يوان.

• وفي الوقت نفسه، باستثناء بضع سنوات، ظل معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي أساسًا عند حوالي %8 منذ عام 1980، وحتى يصل إلى 15٪ في بعض السنوات.

• بشكل عام، نما الناتج المحلي الإجمالي للفرد بسرعة ؛ في عام 1990، كان نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 1663 يوانًا، أي أربعة أضعاف ما كان عليه في عام 1980، وكان معدل النمو أسرع بكثير ؛ بلغ الناتج المحلي الإجمالي 7942 يوانا، 17 مرة عن عام 1980، وزاد معدل النمو.

• في القرن الحادي والعشرين، بدأ معدل النمو الاقتصادي الوطني في الانخفاض، لكنه لا يزال يحتفظ بزخم قوي.

• في عام 2017، بلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 59660 يوانًا، أي 127 ضعفًا عن عام 1980.

• من ناحية أخرى،

o  على مستوى الحد من الفقر : حققت قضية مكافحة الفقر في الصين تقدما كبيرا منذ الإصلاح والانفتاح، وتم تقليص مشكلة الفقر بشكل كبير.

oالفقراء: انخفاض عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر  بشكل كبير، فقد تسارع نمو الدخل لسكان الريف في المناطق المنكوبة بالفقر، وضاقت الفجوة مع المتوسط الريفي الوطني.

oمن منظور الحد من الفقر الدولي:  أصبحت الصين الدولة التي تضم أكبر عدد من الأشخاص في مجال الحد من الفقر في العالم، كما أنها أول دولة في العالم تكمل أهداف الأمم المتحدة الإنمائية للألفية، والتي كانت إلى حد كبير يساهم في الحد من الفقر العالمي.

oمن منظور اتجاهات التنمية :  منذ الإصلاح والانفتاح، تذبذب حجم السكان الذين يعانون من الفقر المدقع وحدوث الفقر في المناطق الريفية إلى أسفل.

 

من عام ١٩٧٨

• في الفترة المبكرة من الإصلاح والانفتاح، من عام 1978 إلى منتصف الثمانينيات، كان الدافع  المهم الرئيسي وراء ذلك هو الانتعاش الاقتصادي والنمو لتعزيز الإصلاحات المؤسسية وغيرها لتحقيق الحد من الفقر الريفي وتخفيف حدة الفقر لدى المزارعين.

• يعود انتشار الفقر في الصين قبل عام 1978 إلى عدة أسباب أهمها أن نظام الإدارة الزراعية لم يلبي احتياجات التنمية الإنتاجية، الأمر الذي أدى إلى تراجع اندفاع المزارعين للإنتاج.

• لهذا السبب، أصبحت الإصلاحات المؤسساتية والمؤسسية الطريقة الرئيسية للتخفيف من حدة الفقر بعد الإصلاح والانفتاح.

• في الإصلاحات الريفية التي بدأت في عام 1978، كان أهم شيء هو تغيير نظام إدارة الأراضي، أي استبدال نظام الإدارة الجماعية للبلديات الشعبية بنظام إدارة العقود العائلية.

• في الوقت نفسه، عززت إصلاحات مختلفة مثل التحرير التدريجي لأسعار المنتجات الزراعية وتطوير مشاريع المدن والقرى التطور السريع للاقتصاد الوطني.

مرحلة واسعة النطاق للتخفيف

• من منتصف الثمانينيات والى  أواخر التسعينيات، دخلت الصين في مرحلة واسعة النطاق للتخفيف من فقر التنمية. وحققت العديد من المناطق الريفية في الصين، مدفوعة بزخم سياسة الإصلاح والانفتاح، نموًا اقتصاديًا سريعًا بفضل مزايا التنمية الخاصة بها.

• من أجل زيادة جهود التخفيف من حدة الفقر، اتخذت البلاد منذ عام 1986 سلسلة من التدابير الرئيسية، مثل إنشاء وكالات خاصة لتخفيف حدة الفقر، وترتيب الصناديق الخاصة، وصياغة سياسات تفضيلية خاصة، وإصلاح شامل لتخفيف حدة الفقر على غرار الإغاثة التقليدية.

• منذ ذلك الحين، نفذت الحكومة الصينية خطة مخططة و منهجية وواسعة النطاق لتخفيف حدة الفقر في جميع أنحاء البلاد، ودخلت جهود التخفيف من حدة الفقر في الصين فترة تاريخية جديدة.

• من عام 1986 إلى عام 1991، لم تكن التغيرات في حجم سكان الريف الفقراء ونسبة انتشار الفقر في الصين مستقرة، وكانت ترتفع وتنخفض كل عام.

• أدى انخفاض جودة النمو الاقتصادي وعدم المساواة في توزيع الدخل إلى انخفاض نصيب الفقراء، وتعتبر فرص الدخل المنخفض من بين الأسباب المهمة للتباطؤ في الحد من الفقر.علاوة على ذلك، فإن التحدي الأكبر الذي يواجه استراتيجية التنمية للتخفيف من حدة الفقر في المناطق الريفية هو أن زيادة عدم المساواة قد قللت من تأثير الحد من الفقر للنمو الاقتصادي، وأن مشكلة الانحراف عن الاستهداف قد قللت من تأثير الحد من الفقر لموارد التخفيف من حدة الفقر.

 2001-2010

• في عام 2001، أصدرت ونفذت الصين “خطة التنمية والتخفيف من حدة الفقر في المناطق الريفية في الصين (2001-2010)”، وحددت نمط التنمية “للتخفيف من حدة الفقر الكبير” لـ “ثالوث”التخفيف من حدة الفقر، والتخفيف من حدة الفقر الصناعي، وتخفيف الفقر الاجتماعي..

• في عام 2002، طرح  مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني الوطني السادس عشر  استراتيجية تنسيق التنمية الحضرية والريفية، وصاغ سياسات “إعطاء المزيد، وأخذ أقل، واترك” و “تعزيز الزراعة مع الصناعة ودفع الريف بالمدن”

• ومنذ ذلك الحين، دخلت جهود التخفيف من حدة الفقر والتنمية في مرحلة حل وتعزيز “التخفيف االكبير للفقر” مع التركيز على المساواة في الغذاء والملبس.

• يُعزى تحقيق الحد من الفقر في هذه الفترة إلى حد كبير إلى الجهود المشتركة للتخفيف من حدة الفقر، والتخفيف من حدة الفقر في الصناعة، والتخفيف من حدة الفقر الاجتماعي، والاسترخاء المعتدل في الهيكل المزدوج الحضري والريفي، والاهتمام بحقوق وفرص التنمية للمزارعين، والتنفيذ الكامل للسياسات الزراعية التفضيلية.

•  بعد دخول القرن الحادي والعشرين، تباطأ الانخفاض في حجم السكان الذين يعانون من الفقر في الريف، وزاد حجم السكان الذين يعانون من الفقر ونسبة انتشار الفقر في عام 2003 مقارنة بالعام السابق. ويعكس هذا الوضع غير المواتي أن الفجوة الطويلة الأمد بين الأغنياء والفقراء أصبحت عقبة مهمة أمام تحقيق اختراقات رئيسية في الحد من الفقر الريفي والحد من فقر المزارعين بعد أن دخلت جهود الحد من الفقر فترة حرجة. ولهذه الغاية، أصدرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومجلس الدولة في عام 2011 “برنامج التنمية والتخفيف من حدة الفقر في الريف الصيني (2011-2020)” كوثيقة برنامج لتخفيف حدة الفقر الريفي والعمل التنموي للسنوات العشر القادمة.

• ومن الواضح أنها تتطلب أن تكون المناطق المتجاورة المركزة ذات الصعوبات الخاصة هي الأساس في ميدان المعركة،وتتمثل المهمة الأساسية في تحقيق الاستقرار في الغذاء والكساء من أجل أهداف التخفيف من حدة الفقر، والقضاء على الفقر في أسرع وقت ممكن، وتنفيذ الربط الفعال للتخفيف من حدة الفقر والتنمية مع نظام الحد الأدنى للمعيشة الريفية.

رفع مستوى التخفيف من حدة الفقر إلى مستوى التخطيط الشامل  والتخطيط  الاستراتيجي

• منذ المؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني، عمل الحزب والحكومة على رفع مستوى التخفيف من حدة الفقر إلى مستوى التخطيط الشامل  “خمسة في واحد” والتخطيط  الاستراتيجي “الاربعة الشاملة”، واتخذوا ترتيبات جديدة.

• في نهاية عام 2013، أصدر المكتب العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني والمكتب العام لمجلس الدولة “آراء حول الآليات المبتكرة لتعزيز قوي للتخفيف من حدة الفقر الريفي والتنمية”.

• في نوفمبر 2015، أصدرت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومجلس الدولة “قرارًا بشأن الانتصار في مكافحة الفقر”، والذي تبنى رسميًا التخفيف المستهدف من الفقر والتخفيف الموجه من الفقر كاستراتيجية أساسية للتخفيف من حدة الفقر والتنمية، وأطلق حملة شاملة لمكافحة  الفقر.

• في نوفمبر 2016، أصدر مجلس الدولة “الخطة الخمسية الثالثة عشرة للتخفيف من حدة الفقر”، التي وضعت، والتي تقدم سياسات وإجراءات عامة لمكافحة الفقر،  وقدمت التوجيه الاستراتيجي والسياسي لتحقيق نصر حاسم في بناء مجتمع رغيد الحياة باعتدال من جميع النواحي.

• على مستوى الممارسات المحلية للتخفيف من حدة الفقر،حددت المجموعة الأولى من مقاطعات “التخفيف من حدة الفقر”، مثل مقاطعة لانكاو في مقاطعة خنان، فكرة التنمية، وفقًا لذلك، يجب أن يهيمن الحد من الفقر على التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة للمنطقة لضمان أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية والحد من الفقر يسيران في نفس الوقت و في نفس الاتجاه.

**********

 

ص11

الماركسية والإيكولوجيا قراءات في الأدب الماركسي

المفهوم المادي عن الطبيعة والتأريخ

تأليف د. ثامر الصفار

عرض د. مزاحم مبارك مال الله

دراسة احتواها كتاب بـ (206) صفحة من القطع المتوسط صدر في طبعته الأولى عام 2016 عن دار الرواد المزدهرة للدكتور ثامر الصفار المختص بفلسفة الإيكولوجيا فهو باحث وكاتب ومترجم في قضايا الفلسفة والإيكولوجيا، نشر العديد من الدراسات والأبحاث بالعربية والإنكليزية في عدد من المجلات والصحف العربية والإنكليزية.

جاءت الدراسة بأثني عشر فصلاً سبقها تقديم ومقدمة، لتنتهي بـ ” بدلا من الخاتمة”. الدراسة اعتمدت على أكثر من مئة مصدر وبذلك فقد جاءت رصينة وموضوعية.

الفصل الأول - (المادية)

تقول المادية:” إن أصل وتطور كل ما هو موجود يعتمد على الطبيعة وعلى المادة.

- نشرت العديد من الملاحظات العلمية لماركس (لم تكن منشورة) حيث اتضح أن ماركس كان حريصاً على متابعة التطورات العلمية وإنه كان يطالب أن يكون العلم مادياً إذا ما اراد ان يكون علمياً.

الفصل الثاني - (الإيكولوجيا)

• يتناول الباحث بطلان الاتهامات التي تعرض لها ماركس التي تقول بعدم اهتمامه بالإيكولوجيا.

• في ص27 اقتبس هذا النص للمؤلف، حيث يقول:”...ففي العصور الوسطى ولغاية القرن 19، كانت النظرة الغائية هي المسيطرة على العالم وهي تقول بوجود السلسلة العظيمة للكائنات، وهي تفسر كل ما هو موجود في الكون بلغة العناية الربانية أولاً، وثانياً بأن الرب قد خلق الأرض هي مركز الكون، والزمان والمكان محدودان. هذه النظرة أظهرت أن:

-  المادية أزاحت الأرض عن مركز الكون.

- واكتشفت لا محدودية للزمان والمكان.

-  واكتشفت أن تأريخ الأرض غائر في الزمان.

- البشر نوع من القرود أما الرب فقد أزيح من الكون المادي.

-  كما تم اكتشاف الاعتماد المتبادل بين البشر والأرض.

• اما عن داروين فيشير الصفار الى ما كتبته “راشيل كارسون”: [ان الانسان يتأثر بنفس الظروف البيئية التي تتحكم بحياة آلاف الأنواع الأخرى التي يرتبط معها بروابط تدرجية].

• وأيضاً يقول: [يمكن فهم الأهمية الفائقة للمادية في تطور الفكر الايكولوجي من خلال:

1. كل شيء مرتبط بشئ.

2. كل شيء يجب ان يذهب الى مكان ما.

3. الطبيعة تعرف الأفضل

4. لا شيء يأتي من لا شيء.

الفصل الثالث - (انتقادات)

• حدد ماركس 8 نقاط جوهرية عند مناقشته وتحليله “للجانب المدمر في الزراعة الحديثة” وردت في المجلدين الأول والثالث من رأس المال:

1. الرأسمالية خلقت شرخاً لا يمكن إصلاحه في العلاقة بين البشر والأرض.

2. يتطلب هذا ترميماً نظامياً.

3. نمو الزراعة والتجارة في ظل الرأسمالية سيوسع حجم الشرخ الايضي.

4. ضياع خصوبة التربة يجد انعكاسه في تلوث المدن.

5. تتشارك الصناعة والزراعة الممكننة في هذه العملية التدميرية.

6. كل هذا يمثل تعبيرا عن العلاقة العدائية بين المدينة والريف في ظل الرأسمالية.

7. استحالة قيام زراعة عقلانية في ظل الظروف الرأسمالية الحديثة.

8. الظروف القائمة تحتاج الى تنظيم عقلاني للعلاقة التبادلية (الايضية) بين البشر والأرض في المستقبل.

• ويقول د. الصفار:

- “ان مفهوم ماركس عن الشرخ في العلاقة الايضية هو العنصر الأساس في نقده الايكولوجي.

-  “ان ماركس وأنجلز تطرقا الى إزالة الغابات والتصحر، التغيرات المناخية، تبضيع الحيوانات، التلوث، الفضلات الصناعية، إعادة استخدام المنتوجات، استنزاف مناجم الفحم، فيض السكان، التدرج والتدرج المشترك للأنواع.

 

الفصل الرابع – الإيكولوجيا بعد ماركس وأنجلز

يقول الصفار:

• ان ماركس وأنجلز قد تمكنا من الإمساك بلب الموضوع، ويعرّج على أخر ما كتب أنجلز حول موضوع الطبيعة وقوانينها.

• أستعرض بعض ملامح المرحلة الستالينية وتأثر علماء الإيكولوجيا بسياسته.

• وكتاب (الوراثة والارتقاء) لـ “كريستوفر كاودويل” والذي منع من النشر الى عام 1986.

• هناك مفاهيم ومصطلحات ومنها “التعاقب الايكولوجي” و”القدسية الايكولوجية”.

• ويُنهي الفصل بما يلي: “إن ارتباط المادية بالديالكتيك في أي تحليل علمي سيوفر طاقة عالية عند النظر الى الإيكولوجيا والمجتمع، الى التأريخ الطبيعي والتأريخ الإنساني.

الفصل الخامس – اتجاهات الحاضر

• يتناول الكاتب نشوء المجتمع الرأسمالي وما نشهده اليوم من نتائج العملية التخريبية التي نتجت عن الثورة الصناعية والثورة النفطية وتطور الصناعات أدت الى نشوء تراكم تخريب بيئي وبالتالي فإن الاعتراف بأن التوسع الرأسمالي يهدد بدمار الحياة البشرية امر ليس مبالغاً به. فما العمل؟ وللإجابة يقول الصفار: “هناك نقطتان جوهريتان:

1. نمط الإنتاج والاستهلاك الراهن في البلدان الرأسمالية المتقدمة.

2. إن حماية البيئة هي استحقاق أنساني”.

• ويستنتج د. الصفار:”تبدو الماركسية مؤهلة أكثر من غيرها بالكثير من الإمكانات لمواجهة الازمة لأنها تستند الى نظرة مادية ضمن شروط الإنتاج المادية للمجتمع.

الفصل السادس – المادية ودارون

• يتناول الباحث تدرج وتطور أفكار داروين بخصوص “تحول الأنواع”.

• إن نظرية داروين بدأت تأخذ حيزاً مهماً مع تطور علوم وانتشار أفكار (التدرجية) و (الإحاثة) و(الجيولوجيا).

• ثبّت الباحث نقاط مهمة جداً، يمكن اختصارها:

- اتخذت المادية شكلين مرتبطين ببعضهما (الميكانيكية والحيوية).

- ان داروين كان يعيش حالة من الصراع الداخلي مع أفكاره المادية حول تحول الأنواع.

- عادت فكرة ان دماغ الانسان هو مجرد عضو من أعضاء الجسم تتحدد وظيفته بالتفكير.

الفصل السابع- المادية وماركس الشاب

• يتناول المؤلف بدايات تطور الفكر المادي لدى ماركس معتمداً في ذلك على أطروحة الدكتوراة التي حملت عنوان “التمايز بين فلسفتي ديمقريطس وأبيقور حول الطبيعة، مع ملحق”، يقول المؤلف: “الاطروحة لم تصل كاملة حيث ضاع الفصلان الأخيران الرابع والخامس من الجزء الأول.

الفصل الثامن – أبيقور

• يقول ابيقور “لاشئ خلق من لاشئ بفعل قدرة الهية “ وأن “الطبيعة لا يمكن ان ترتد الى العدم”.

• سعى ابيقور الى تخليص الطبيعة من القدرات الخارقة للآلهة ورفض الحتمية المطلقة.

الفصل التاسع – ماركس وابقور

• قدم ماركس أطروحة الدكتوراة 1841 وكان محورها وفحواها “فلسفة ابيقور”.

• دافع ماركس بكل جدارة عن فلسفة ابيقور من خلال نقده اللاذع لمنتقدي ابيقور.

• انتبه ماركس الى القصور في فلسفة الطبيعة عند ابيقور (الطبيعة الميكانيكية).

الفصل العاشر- ماركس وفيورباخ

• كتب ماركس مقالة “مناقشات حول قانون سرقة عيدان الخشب” التي مثلت نقطة تحول فكري في حياة ماركس كما دفعته الى دراسة الاقتصاد السياسي.

• يشرح علاقة ماركس بأفكار فيورباخ.

• آمن ماركس أن [الاقتصاد السياسي يحمل مفاتيح فك اسرار موضوعة الاستحواذ الإنساني – المادي على الطبيعة].

• درس ماركس في باريس الاقتصاد السياسي الانكَليزي والاشتراكية الفرنسية. وتوصل الى:

- أن “الانسان يعيد انتاج كامل للطبيعة”.

- “عدائية الملكية الخاصة إزاء الطبيعة”

• ويشير الصفار الى ان الشيوعية بالنسبة لماركس لم تكن سوى: “الإلغاء التام للملكية الخاصة وهي الحل الأنجع للصراع بين الانسان والطبيعة وبين الانسان وأخيه الانسان”.

الفصل الحادي عشر- المفهوم المادي عن التأريخ

هناك عناوين داخل هذا الفصل تناولها المؤلف وهي:

- الايدولوجيا الألمانية.

-  موضوعات عن فيورباخ.

-  الجيولوجيا التأريخية والجغرافية التأريخية.

-  نقد” الاشتراكيون الحقيقيون”

- ماركس والبروموثيوسية الميكانيكية لبرودون

- البيان الشيوعي/يعد واحدا من أهم الوثائق في الفكر الماركسي وقد صاغه ماركس استناداً الى الوثيقة التي خطها أنجلز بعنوان “مبادئ الشيوعية”. ويقول المؤلف تحت هذا العنوان:” بودي تقديم قراءة جديدة لهذه الوثيقة من الناحية الايكولوجية”.

الفصل الثاني عشر- التبادل المادي بين الطبيعة والمجتمع

يتألف هذا الفصل من العناوين التالية:

- فيض السكان وإعادة إنتاج البشر

- ماركس وجيمس اندرسون

- ماركس، ليبيخ والثورة الزراعية الثانية

- ليبيخ وعملية انحطاط التربة

- نظرية ماركس عن الشرخ الايضي

- تاريخ المفهوم

- التحليل الماركسي للاستدامة

بدلا من الخاتمة

أهم الاستنتاجات

1. تحليل ماركس لقضية تدمير الطبيعة لصالح التراكم في معالجته للريع العقاري الرأسمالي وعلاقته بالزراعة الصناعية.

2. رفض ماركس تحويل الأرض الى مجرد سلعة، إن المجتمع البرجوازي قد حول كل المخلوقات الى ملكية. السمك في الماء والطير في الهواء، الأشجار فوق الأرض. كل المخلوقات الحية يجب ان تصبح حرة.

********************************

 

«الكون الإله أو الحقيقة الكونية وألغاز الكون العصية» للدكتور جواد بشارة

د. ابراهيم الخميسي

صدر عن دار ميزر في مالمو – السويد، كتاب الدكتور جواد بشارة (الكون الإله أو الحقيقة الكونية وألغاز الكون العصية)، الذي يبحث فيه بطريقة سلسة وممتعة عن أسرار الكون المرئي وغير المرئي، ويتطرق إلى الأساطير التي تتعلق بنشأة الكون ويشرح بصورة مستفيضة المفاهيم والنظريات العلمية بهذا الصدد، ابتداء من طروحات السومريين والإغريق، مروراً بعلماء عصر النهضة الأوربية وانتهاء بعلماء القرن الحالي. سيتعرف القاريء خلال 850 صفحة من القطع الكبير، التي يضمها الكتاب، على كل ما هو مثير وغامض في هذا الكون، في أصغر مكوناته وأكبرها حجماً. وسوية مع المؤلف يسبر القاريء أغوار الكون الفسيح، حيث الثقوب السوداء، المادة المظلمة، المادة المضادة، الكتلة السالبة، الزمكان، الموجات الثقالية، الفرادات، اللانهائيات والأكوان المتعددة. كما سيطلع القاريء على آخر ما توصل إليه العلماء من نظريات وأفكار بشأن مستقبل الكون، الأمر الذي يشعر معه المتابع بالدهشة، الغرابة، وفي بعض الأحيان، بصعوبة تصور ذلك!

خلاصة أطروحة الدكتور جواد بشارة، بعد البحث والتقصي على مدى ربع قرن، هو أننا لا شيء في هذا الوجود، لا الأرض لها قيمة وتأثير ولا النظام الشمسي الذي يحتويها ولا المجرة التي تأوي نظامنا الشمسي وهي درب التبانة هي الحدود القصوى للعالم، بل ولا حتى كوننا المرئي المتخم بالأسرار والألغاز. الجسيمات الأولية للوجود الكلي المطلق، لانهائية العدد وتمتلك طاقة لانهائية وهي بمثابة أكوان متعددة، ككوننا المرئي ومحتوياته، وهي تشكل بنية وهيكيلية الكون المطلق الحي العاقل الصمد، السرمدي، الأبدي الأزلي، اللامحدود واللانهائي، والذي لا يوجد وجود آخر غيره، لا يخلق شيئاً، ولم يخلقه أحد، وكل ما موجود في هذا الوجود إن هو إلا جزء منه ومن مكوناته فهو الموجود بذاته ولذاته. إنه كتاب جاء ثمرة بحث معمق لمقاربة الواقع وماهيته ومحاولة لاختراق جوهر الأشياء والتساؤل حول التحولات التي حدثت في الطبيعة كما قدمها العلم على مر العصور. فمنذ مقدمة الكتاب طرح الباحث بعض التساؤلات الوجودية العصية على الإجابة مثل: ما أصل الكون؟ ما هو الزمان؟ ما أصل الحياة؟ ما معنى الحياة؟ ما هو الوعي؟ ما هو الخير وما هو الشر؟ ماذا يوجد بعد الموت؟ ماذا كان يوجد قبل الانفجار العظيم؟  مماذا تتكون المادة؟ ماذا يوجد داخل التقب الأسود؟ هل هناك وجود لحياة في منطقة ما في هذا الكون؟ هل هناك وجود لأكوان اخرى؟١- لماذا نرى الزمن يتحرك باتجاه واحد وماهو الزمن وماهي ماهيته الحقيقية؟ وقد شغل حيزاً كبيراً من محتويات الكتاب ٢- أين ذهبت كل المادة المضادة وهل هناك أكوان موزاية مكونة من المادة المضادة؟ ٣- ما هي المادة والطاقة المظلمة أو السوداء أو المعتمة؟ ٤- هل هناك أبعاد أخرى في الكون المرئي؟ ٥- ما هو الوعي؟ ٦- ماذا يحدث داخل الثقب الأسود؟ ٧- أين ستتوقف غرابة ميكانيكا الكموم الكوانتوم؟ ٨- ماذا حدث قبل الانفجار العظيم؟ فما هي المادة والطاقة، وماهو الفضاء والمكان والزمن؟ وهل نسيج الزمكان هو نسيج بالفعل؟ هل كان هناك مكان وقع فيه حدث الانفجار العظيم؟ وهل كانت هناك حقبة زمنية سبقت وقوع حدث الانفجار العظيم؟ وفي أي حيز مكاني حدث التضخم الكوني المفاجئ والدائم، وهل هو محدود أم لانهائي؟ هل الزمن مكون حقيقي من مكونات الكون المرئي أم هو منبثق جراء عملية تفاعل كونية أو مجرد وهم؟ وهل المكان مكون حقيقي من مكونات الكون المرئي أم متولد ومنبثق من عملية تفاعل كونية عرفت باسم الانفجار العظيم أي مجرد وهم هو أيضاً؟ ولماذا لا يكون حدث الانفجار العظيم البغ بانغ مجرد وهم مختلق من قبل العلماء؟ اكتشف البشر عن طريق علمائهم الأفذاذ أن الكون المرئي تقوده أربع قوى جوهرية هي الكهرومغناطيسية والقوة النووية الشديدة أو القوية، والقوة النووية الضعيفة، والثقال أو الجاذبية. ولكن حتى الجاذبية أو الثقالة باعتبارها إحدى القوى الكونية الجوهرية الأربعة، تتصرف على نحو مختلف مع الطاقات الفائقة. فعلماء الفيزياء والكونيات يقفون اليوم أمام مفارقة عويصة فهم لايعرفون على وجه الدقة كيف تتصرف الجاذبية أو الثقالة في الطاقات القصوى التي كانت موجودة إبان مرحلة التضخم. فنظرية النسبية العامة لآينشتين تخبرنا بأن كل مادة تتأثر بالثقالة أو الجاذبية بنفس الطريقة حيثما تكون الثقالة أو الجاذبية ثابتة مهما كانت طاقة الجسيمات. والحال، وبسبب الخصائص والميزات الغريبة للميكانيك الكمومي أو الكوانتي، فإن العلماء يعتقدون اليوم أنه في حال الطاقات القصوى أو الفائقة جداً تتصرف المادة على نحو مختلف إزاء الجاذبية أو الثقالة. وعند إجراء المحاكاة المشار إليها أعلاه أدخل فريق البحث هذه الفرضية في نموذجهم الرقمي بتغييرهم لقوة تفاعل الجسيمات مع الثقالة أو الجاذبية واكتشفوا أنه كلما زادوا من قيمة قوة الجاذبية أو الثقالة كلما زادت فاعلية التضخم بنقله للطاقة لإنتاج حقل أو مجال الجسيمات المادية اللازمة للبغ بانغ.

يتضمن الكتاب فصول كثيرة تبحث في الثقوب السوداء وماهيتها وأنواعها، وعن الزمن وماهيته وحقيقته وعن الثوابت الكونية وعن علاقة العلم بالدين وبالأطروحة اللاهوتية عنن الخلق ومقارنتها بالأطروحة العلمية، ويغوص في نظرية تعدد الأكوان وتعدد العوالم والأكوان الموازية، فقد تكون فرضية الأكوان المتوازية المفتاح لفهم الانفجار العظيم البغ بانغ، فمفهوم الأكوان المتوازية تفسير لغز الدقة المتناهية للثوابت الجوهرية التي تدير الكون المرئي وتتحكم به. فكيف يمكن أن نفسر أن الكون المرئي، ومنذ لحظة ولادته، يمتلك تنظيماً وضبطاً خليقاً بأن يكون ميكانيك قياسي أو معياري للدقة؟ ومن هنا أعتبر عدد من العلماء أن يكون مثل هذا الإتقان والكمال perfectionوليد الصدفة لذلك يعزون هذا الضبط السماوي الدقيق للغاية إلى عقل وذكاء كوني علوي فائق ومتسامي. والحال إن نظرية الأكوان المتوازية تتعاطى مع الأمور بطريقة مغايرة معتبرة عملية خلق الكون المرئي بمثابة حدث كوانتي أو كمومي فالكون المرئي لم يكن كاملاً بل غدا كاملاً فيما بعد بعد أن استكشف كل الطرق الكمومية أو الكوانتية الممكنة. وهناك ما يشبه الاستراحة وخروج عن السياق المألوف لفصل كرسه الباحث لموضع يتصف بالغموض والإثارة عن الكوسمولوجيا الفضائية وغير البشرية من خلال عرض لحضارة الأوميين اللاأرضية. قبل العودة لمناقشة نشأة الحلق بين العلم والدين ومحاولة البحث عن إجابة لسؤال جوهري هو “لماذا يوجد شيء ما بدلاً من لاشيء في الوجود؟”  الكتاب عبارة عن رحلة استغرقت ثلاثين فصلاً وتمهيد ومقدمة وخاتمة للوصول إلى تصور وإدراك علمي صارم صامداً في وجه الخرافة والطرح الثيولوجي اللاهوتي الغيبي والماورائي.

 

ص12

«داخل المكان ..» للكاتب جمال العتّابي

الوصول إلى أعمق اللحظات التي تسكن فيه

د. سناء عبد القادر مصطفى

اوسلو - النروج

هناك علاقة جدلية بين المكان  والانسان،  من الذي يؤثر على الآخر ولمن الأولوية في ذلك؟ أرض بدون بشر لا تعني شيئا،  يأخذ المكان شهرته من إستيطان البشر له، الإنسان  والطبيعة  يصنعان الرأسمال  والقيم المادية كما أكدت على ذلك جميع المدارس الاقتصادية، الرأسمالية والاشتراكية بجميع أنواعها وإتجاهاتها، يذكًرني هذه الكتاب بخماسية عبد الرحمن منيف – مدن الملح، ولهذا فان كافة التشكيلات الاجتماعية-الاقتصادية لابد وأن يكون لها مكان معين  لتولد وتنشأ عليه، وإنطلاقا من هذا المفهوم لابد وأن يكون للمكان أناسه اللذين يبنون عليه حضارتهم وعمرانهم وحواضرهم.

من هذا المفهوم الجدلي  ولدت الغازية وسويج دجة،  والجلعة (قلعة سكر بعد ثورة تموز1958)  وسويج شجر (الفجر) ، والرفاعي والشطرة والدواية ،والعكيكة وكرمة بني سعيد  وسوق الشيوخ....الخ.  أسماء أمكنة غريبة سمعتها وأنا يافع ، حينما كان والدي يحدثنا عن ذكريات عمله في  ديوان عشائر لواء المنتفك (لواء الناصرية في العهد الجمهوري ومن ثم محافظة ذي قار في العام 1969) ، خلال فترة زمنية إمتدت  لأكثر من  الخمسة والثلاثين عاماً، إنتهت بتقاعد في العام 1956.

ولد جمال العتابي- مؤلف هذا الكتاب في  الغازية ( تغيّر إسمها الى النصر بعد ثورة تموز 1958) ، وترعرع فيها، وفي مدن أخرى تقع على نهر الغراف مثل الدواية ، والرفاعي والشطرة وغيرها من مدن  وحواضر أثّرت فيه ، وإستحوذت على جزء لا يستهان به من ذاكرته ، قبل أن ينتقل للعيش في مدينة السماوة،بعد أن أبعدت سلطة قاسم والده المعلم إليها لأسباب سياسية، ومن ثم مدينة الحرية التي تقع في إحدى ضواحي العاصمة بغداد والتي لعبت دورا كبيرا في تكوين شخصيته من جوانب كثيرة: ثقافية واجتماعية وسياسية  وفكرية  ابتداءً من الفترة الزمنية التي كان فيها تلميذاً في متوسطة الفجر في مدينة الكاظمية، على يد مجموعة من المدرسين  كان  مظفر النواب أولهم وبعدها طالباً جامعياً  في كلية التربية  بجامعة  بغداد، التي صقلت أفكاره وطريقة تفكيره، وكذلك وعي وإدراك العالم الذي يحيط به بتأثير أساتذته، اللذين كانوا على مستوى عالٍ من العلم والبحث الأكاديمي، والدراية بطرق ايصال المعلومات الى أذهان الطلبة ، وفي مقدمتهم الدكتور جواد علي، هذا فضلاً عن الأجواء الاجتماعية والسياسية، والشخصيات التي تركت أثراً على مناخ مدينة الحرية.

هناك  العديد من الشخصيات التي كان لها دور بارز في إشاعة مناخ ثقافي متميز في مدينة الحرية ، من خلال لقاءات المقاهي وأمسيات الحوار، والتسابق في قراءة الكتب، بين ثلة الأصدقاء، بالاضافة الى النشاط المسرحي  والكتابة في الصحف والمجلات الدورية البارزة في العراق،  وكشفت الأضواء عن عدد من الكتاب والأدباء والفنانين في هذا الحي الكبير بساكنيه . لقد احتلت مدينة الحرية مساحة قدرها 48 صفحة ، أي  مايقارب 27 بالمائة من الكتاب ،الذي عدد صفحاته 176 صفحة، لم يحصل هذا إعتباطاً وإنما وفاءً للمكان وللأشخاص، اللذين عاصروه ، وللعلاقة الروحية التي ربطته بهم مع واقع  ملموس عاشه وخبره بنفسه.

توقف جمال العتابي في محطات حياتية كثيرة أثّرت عليه  وأغنت  تجربته الإجتماعية  والفكرية  والعملية، سواء كان بالعمل المشترك في مجلتي المجلة ،والمزمار المخصصة للأطفال في سبعينيات القرن الماضي، أم في أماكن عمل أخرى. هناك الكثير من الشخوص اللذين عاصرهم وزاملهم ، منهم  من  لايزال على قيد الحياة ومنهم من رحل الى العالم الآخر، يتذكرهم  ويكتب عنهم بشغف ووفاء  لهم ولصداقتهم الثرية.  منهم من هاجر طوعاً أو مضطراً الى مغادرة الوطن ،  من أجل الحصول على اقامة في  بلد يلجأ اليه  في أرجاء المعمورة الواسعة،  ويعيش فيه بأمان وسلام ومنهم من أغتيل على أيدي مجرمين عتاة ،ومنهم من استشهد تحت التعذيب  ومنهم أخيه الشهيد سامي، الفنان والصحفي، الذي ترك  أثراً موجعاً في نفسه، ونفس الأهل بالدرجة الأولى.

تذكار جميل  ومحزن يؤثر في  روحية القارئ لعدد كبير من الأصدقاء والأقارب المنتشرين في  جميع أنحاء العراق.  أعرف قسماً منهم أثناء دراستي  في جامعة بغداد في  أواخر ستينيات وأوائل سبعينيات القرن الماضي، مثل الشاعر حميد الخاقاني  الذي كان يحرز المرتبة الأولى أو الثانية بعد شوقي عبد الأمير في مهرجان كلية التربية السنوي، الذي يعقد عادة في ربيع الفصل الدراسي، والكاتب رياض عيسى رمزي غيدان ، الذي عرف بـ (رياض رمزي) فيما بعد .

لقد ترك  حسن العتابي أثراً كبيراً في نفس ولده جمال ،من حيث التربية والمهنية والصلابة ، والفكر المتّقد الواعي ، على الرغم من أن  الوالد أكمل دار المعلمين الريفية في بغداد في أربعينيات القرن الماضي:”التي كانت معهداً فريداً لإعداد معلمين متسلحين بمهارات تربوية وعلمية ومهنية وفنية ورياضية متقدمة على عصرها آنذاك، بسبب نظامها التربوي المتطور وبرامجها الدراسية الرصينة  التي استعارت خبرات وتجارب الأمم المتحضرة ، فعملت بها فضلا عن كادرها التدريسي الذي درس وتعلم في جامعات عربية وأجنبية”ص36. 

لاأريد أن أكرر أسماء أصدقاء الكاتب أو الأشخاص اللذين عاصرهم، حتى لا يتسلل الملل لدى القارئ، فمن الواضح أنهم تركوا أثراً كبيراً في نفسه، ولكن أريد أن أتوقف عند ذكر العم عبد جياد أبو ليلى الذي إعتاد جمال على وضع وردة حمراء على صورته في ذكرى ميلاد الحزب الشيوعي العراقي في كل سنة على الرغم من تركه للتنظيم منذ زمن بعيد، “ها نحن ياعم نقتفي أثرك ، اسمح لنا أن نضع وردة حمراء فوق صورتك التي لا تزال معلقة في قلوبنا في ذكرى ميلاد حزبك، ها أني أراك في عيون الفراشات، تمنح تلامذتك في الدواية حبّات التمر لأنهم يتضورون جوعا في الدرس. وفي كل عيد تلبس أجسادهم النحيلة دشاديش جديدة تقتطع أثمانها من راتبك الفقير جدا، ها أنا أكتب اليك وفاءً يا عم أقبّل مهابتك السمحاء”ص158.

أن كتاب  جمال العتابي : داخل المكان - المدن روح ومعنى ،الصادر عن دارسطور في بغداد عام 2020، يمكن تقييمه كملحمة سردية لأحداث مرّت على أماكن مختلفة في جنوب العراق ووسطه، أحداث عاشها الكاتب ، قام بتوثيقها بإسلوب شيق يشدّ القارئ اليه ويجعله يتابع القراءة دون ملل. انه محاولة للوصول إلى أعماق اللحظات التي تسكن فيه ، بإسلوب العتّابي  الخاص ، الذي يتميز به عن بقية أقرانه في الكتابة ، قلّما نجده عند بقية الكتاب المعاصرين. وهذا ما يجعل القرّاء يتلهفون لقراءة كل ما يكتبه من مقالات أدبية في الصحافة العربية ، أتمنى أن يواصل هذا النهج  في أعماله الأدبية المستقبلية.

*************************************

 

«حديث التزوير» تحت مبضع البحث العلمي

جاسم الحلفي

الشكر والامتنان، لطالب الدكتوراه عباس غازي البطاط، لاختياره مقالتي (حديث التزوير) المنشورة في جريدة طريق الشعب اليومية في العمود الأسبوعي (كل خميس) على الصفحة الثانية في العدد المرقم ١٩٨ ليوم الخميس ٣١ أيار ٢٠١٨)، كأحد المقالات العشر لموضوع أطروحته للدكتوراه، (التداولية في خطاب الصحافة العراقية، دراسة تحليلية للمقال الصحفي في الجرائد العراقية، طريق الشعب، المدى، الصباح، للمدة من ١/٤ ولغاية ٣٠/٦/٢٠١٨)، والتي تم قبولها وأجيزت، بعد مناقشتها من قبل لجنة علمية في كلية الاعلام/ جامعة بغداد يوم ١٥/١١/٢٠٢٠، وحصل الباحث عليها درجة الدكتوراه وبامتياز، والشكر موصول للأستاذين المشرفين الدكتور المُجد نبيل جاسم محمد و الدكتور القدير محمد رضا مبارك.

في الوقت الذي أضفى فيه اختيار المقالة على قلبي السعادة والانشراح، جعل فكري هائما بعدد من التداعيات المقلقة، منها أن الكتابة ليس فعل هباء، بل هي مسؤولية تبدأ من حيث اختيار الفكرة مرورا بكتابة المادة ولا تنتهي عند نشرها، بل تمتد الى نهايات مفتوحة مادامت وظيفتها التأثير على الرأي العام، ومن هنا يأتي احترام الكلمة وحسن صياغتها، وإعطاء الفكرة حقها الكامل والايفاء بها، كونها في نهاية المطاف تحمل رسالة الإسهام في بناء الثقافة السياسية وتشكيل الوعي الوطني الديمقراطي.

وضع هذه المقالة ضمن المقالات قيد البحث والدراسة، ستضعها في مواجهة غير اعتيادية، أمام مبضع نقد أساتذة مختصين بمناهج وأقسام الإعلام ونظرياته، وبهذا سيكون كاتبها أمام امتحان من نوع آخر، امتحان لم يستعد له ولم يكن له رأي باختيار شكله ونوعه. امتحان لا مجال به للإجابة والتوضيح، هو أقرب الى انتظار نطق الحكم. حكم الأساتذة المعروفين بكفاءتهم العلمية ووضوح آرائهم ودقة ملاحظاتهم وإنصافهم للجهد وتقديرهم للبحوث العلمية.  قد يبدو امتحانا للباحث وحده، وليس كاتب المقالة من يجلس امام اللجنة ويدافع عن جهده، الباحث هو الذي سيدافع عن فرضية البحث وما توصل اليه من خلال عرضه للمادة وتحليلها تحليلا علميا، لكنه في نفس الوقت امتحان أيضا لكاتب المقالة. هو امتحان سيضعني مرة أخرى أمام لجنة المناقشة التي ستقول كلمتها، وعلي فقط الصمت والاستماع دون ان أنبس بكلمة، هو إذاً امتحان عسير، حيث المواجهة غير القابلة للتأجيل امام العلم بصرامته، وغير قابل للمساومة التي يفرضها منطق السياسية وغاياتها.

أعتقد لم يكن اختيار المقالات عشوائيا. نظريا يتم ذلك بعد قراءة مقالات وأعمدة قد تتجاوز المئات، كي يتم تحديد مادة الدراسة، وجاء اختيار مقالتي السياسية (حديث التزوير)، التي تقع ضمن سياقات الثقافة السياسية المعارضة، وهي خارج سياقات خطاب السلطة وكتابها.

 إن البحث العلمي لا يخضع للمزاج السياسي، بل يجعل من المواقف السياسية خاضعة لمبضعه الحاد، هو إذاً انتصار للباحث الجاد، وهو رصيد إيجابي يسجل للبحث العلمي، الذي يبدو أنه بدأ بالتعافي من هيمنة السلطة السياسية، وتحرر من نفوذ السياسيين، وانطلق حرا نازعا عنه القيود التي تعيق نظرياته ومناهجه العلمية.

 كما ويؤكد أن جامعات العراق ومراكزه البحثية حسمت أمر انحيازها لمنطق العلم وصرامته، ولا تراعي أي اشتراطات غير قواعد العلم وشروطه.

 رغم الظروف القاهرة التي تمر على العراق، وإشكاليات الأزمة العامة وانعكاسها على مجمل الأوضاع، ومنها على التعليم، وحصة أوجاع التعليم العالي منها.

تحق لنا بهجة الاحتفاء باستقلالية البحث العلمي الذي حوصر عقودا، سيما وأن المقالة موضع البحث، هي مقالة واضحة في معارضتها لطغمة الحكم المتنفذة، وتعارضها الشديد مع خطاب السلطة.

الاستقلالية العملية، في هذا الظرف الملتبس، يحسب لكلية الإعلام وعمادتها، وللجنة العلمية فيها المسؤولة عن إقرار العنوان، وموافقتها على خطة الاطروحة ومباحثها.  أتت جرأة الباحث واقدامه على الاختيار والخوض في هذا الميدان الشائك والمعقد، بمثابة مغامرة، لكنه محظوظ   بمشرفه وهو دكتور مختص وقدير وجاد، واتوقع انه خفف على الباحث وطئه المشكلة، حيث حسب نتائجها بدقة، إذ ستكون النتيجة في نهاية المطاف لصالح العلم ولفتح آفاق المعرفة، وترسيخ المنهج العملي البحثي، دون أي اعتبار للحساسيات السياسية، وهذا ما سيعيد لجامعاتنا، مواقعها التي تستحقها في أولويات التصنيف العلمي، الذي شهد تراجعا مؤلما خلال السنوات الفائتة.

المنصف يرى أن مجرد المغامرة في اختيار موضوع معارض للمزاج السائد هو بحد ذاته امتياز. أنه سعي مشكور، لتكريس الحد الفاصل مع ما ساد في فترات النظام الدكتاتوري من تطبيل وتزمير للخطاب السياسي للنظام الدكتاتوري، وترويج دعائي رخيص، أجبر الباحثون عليها تحت ضغط السلطة وإرهابها، وإخضاع كل شيء لها، كي تواصل ماكنة حربها لتحصد الأرواح وتلحق بالشعب الخسائر، عبر سياسات هوجاء تركز هدفها بتمجيد رأس النظام وتعظيم دور حزبه وشرح فكره الديماغوجي. والانتقال المطلوب نحو بحوث علمية جادة لا تلتزم بأي خطوط سوى افضليات البحث العلمي.

يكتشف من يطلع على موضوع الاطروحة، جرأة الباحث باختيار نوع المقالات موضوع البحث، وهي بالإضافة الى مقالة (حديث التزوير) المشار اليها سلفا، (فرصة للتغيير يتوجب ان لا تضيع) المنشورة للكاتب محمد عبد الرحمن المنشورة في طريق الشعب يوم ١٥/٤/٢٠١٨،  و (ما اشبه اليوم بالبارحة) للكاتب مرتضى عبد الحميد المنشورة في طريق الشعب يوم ١٢/٦/٢٠١٨، و(تسميم النبع) للكاتب ساطع راجي المنشورة في المدى يوم ٤/٤/٢٠١٨، و(فرصة للعراقيين لاسترجاع العراق) للكاتب غسان شربل المنشورة في المدى يوم ١٥/٥، ( ما الذي يترقبه العراق من تطورات بعد الانتخابات) للباحث الدكتور حارث حسن المنشورة بالمدى يوم ٢٢/٥/٢٠١٨، و ( انتخابات العراق هل هي نقطة تحول للأمام نحو الديمقراطية؟) للأكاديمي الأمريكي ايريك ديفس المنشورة في المدى يوم ١٢/٦/٢٠١٨، و (الانتخابات في الشورجة) للكاتب خضير فليح المنشورة في الصباح يوم ١/٤/٢٠١٨، و(الانتخابات النيابية العراقية بين الواقع والتطلع والمخاوف الجيوسياسية) للدكتور لقمان فيلي المنشورة في الصباح يوم ١٤/٤/٢٠١٨، و(الانتخابات نتائج وملاحظات) للكاتب عبد الزهرة محمد الهنداوي المنشورة في الصباح يوم ١٦/٥/٢٠١٨.

 اعتمد الباحث منهجا علميا غير مألوف في الدراسات الأكاديمية الإنسانية في كلية الاعلام، حيث استخدم في بحثه النظرية التداولية، ونظرية أفعال الكلام، الى جانب المنهج الكيفي. فقد رصد مقاصد الكاتب، انطلاقا من السياق العام للمقالة، واعتمادا على النظرية التداولية ودراسته لآثار المواقف في نص المقالة والمعطيات التي وفرتها، وما كشفت عن مواقف موجهة للرأي العام بهدف إعادة تشكيله. كما ولا بد من الإشارة الى محاولة الباحث في تحديد الأفعال الكلامية وتمييزه بين الافعال المباشرة وغير المباشرة، وقدرته على إظهار تحولات الأقوال في سياق النص إلى أفعال ذات امتداد اجتماعي تغييري.

 كما لابد من التوقف عند استخدام الباحث للمنهج الكيفي، وسجل في ذلك مبادرة، إذ أن السائد في دراسة الإعلام سواء في البلدان العربية أو في العراق تحديدا، اعتماده على  المنهج الكمي، حيث يرى الكثير من الباحثين انه منهج يتسم بالمصداقية، يساعد في دراسة الظواهر الإعلامية، لكن الملاحظة على هذا المنهج، أنه منهج لا يصلح دائما في الوصول الى نتائج ذات مصداقية، خاصة عند دراسة ظواهر الصراع الاجتماعي، فأدوات القياس التي يعتمدها، قد تكون غير محايدة، خاصة عند رصد القصدية بوضوح في تصميم بعض استبيانات استطلاع الرأي، و اعتماد تقنيات غير محايدة، لا تنجح في أحيان كثيرة في فهم  الظواهر الاجتماعية، وقد تعكس في بعض الحالات واقعا غير موجود في الحياة اليومية. كما ويستغل المنهج الكيفي خاصة للتعرف على المنافسة بين وسائل الاعلام من ناحية أعداد المشاهدين والمتابعين لتلك الوسائل بهدف الحصول على الإعلانات، دون الاهتمام بالجودة، وهكذا أصبح الاهتمام بالكم دون المضمون. وهناك من يعتمده وذلك لسهولة القياس حيث لا يتطلب غير برنامج إحصاء الكتروني.

إن من أسباب اعتماد المنهج الكمي على حساب المنهج الكيفي، لعدم تمكن أدواته في عمق الرسالة الإعلامية وبعدها الاجتماعي، وهذا ما تسعى اليه الطغمة الحاكمة، فهي غير معنية بالوعي الوطني الديمقراطي. اهتمامها ينصب فقط على الدعاية السياسية التي لها ميدان آخر غير ميدان البحث النوعي الجاد، فمصلحة طغمة الحكم الانتخابية لا يعنيها الشعب شيئا، سوى استغلاله كناخب، وينصب فعلها في هذه الحالة على التحشيد الشعبوي. ومن هنا حينما إخطار الباحث المنهج الكيفي وصعوبة متطلبات كالمعلومات الواسعة، والتدقيق المطلوب، والتحليل العميق، وإظهار التأثيرات على مختلف الصد السياسية والاجتماعية، ان هذا الاختيار يتطلب جدية وصرامة وتعبا إضافيا، وبهذا سجل الباحث الريادة، مع انه لم يعترض على المنهج الكيفي، ولم يقلل من أهميته، فللمنهج الكمي مجاله، الذي يمكن الاستفادة منه في مجالات عديدة، وجاء تبنيه للمنهج الكيفي، كمبادرة وإقدام ومغامرة بهدف إضافة الجديد، وما قد يوفره من إمكانيات للتعرف بشكل أعمق على الصراع السياسي الاجتماعي وما ينتج عنه من إشكاليات وهواجس معرفية نوعية تتطلب تطوير أدوات البحث ومواكبة المنهج العملية وكل ابتكاراتها.

تتعاظم أهمية الإعلام في العراق في عكس الصراع الاجتماعي يوما بعد آخر، والباحث الجاد هو الذي يسعى الى فهم الصراع المعقد والمتشابك والخطير في آن. إذ أن الصراع القائم في المجتمع، الذي وصل حد احتجاج الشعب على طغمة حكم وانتفاضه عليها، بهدف التغيير، ما تطلب دراسات علمية للظواهر الاجتماعية والسلوك الاجتماعي وردود الأفعال الإنسانية.

فقد حلل الباحث المقالة مجال الدرس، انطلاقا من تركيزه على المعاني، عارضا المشكلة التي حذر الكاتب منها. نجح الباحث في اقترابه من وصف المشكلة التي عالجها النص، باعتبارها تمس العدالة في تمثيل الشعب، والنزاهة في إدارتها، وإشكالية القبول بنتائجها، جاء التحليل لتحقيق الفهم ثم التركيز على الرسالة، تاركا الأسئلة مفتوحة امام القارئ، لا نهاية لها، انكب على فهم الظاهرة في ظروفها التي تمت فيها، والكشف عن علاقات المتنفذين فيما بينهم كطغمة حكم تقاسمت السلطة، وتصارعت من أجل إعادة اقتسامها بهدف التمترس بها.

تمكن الباحث من قراءة المعنى الظاهري للمقالة وما مستبطن منها ايضا، كما أشر على هدفها وتحذيراتها المسبقة من حرف إرادة الناخب وأعمال التزوير والتزييف التي رافقت جميع الانتخابات التي جرت.

برهنت الوقائع على صحة التوقعات التي جاءت بها المقالة، سيما وكاتبها ليس طرفا بعيدا عن ما جرى، فقد حضر الاجتماعات وشارك كناشط سياسي له وجهات نظر بالشأن السياسي العام، وله تصوره عن لانتخابات، هو مساهم جدي في اجتماعات القوى السياسية مع الأمم المتحدة، وأكد في وقت مبكر ملاحظاته التي هي عصارة تجربة استخلصها من جميع الانتخابات التي مرت على البلد وما شابها من تزوير وحرف إرادة الناخب.

اتضح لاحقا، وكما هو مجرى الاحداث، أنهم اتفقوا على نوع من المحاصصة تضمن وجودهم بالسلطة، بعيدا عن شروط نزاهة الانتخابات وشفافيتها، قبل اجراء الانتخابات، لكن ما أن أعلنت النتائج وتفاجؤوا بأوزانهم فيها، تصاعد حديثهم عن عدم نزاهتها، والتزوير الذي رافقها.

جميع الانتخابات التي جرت وكأنها صورية، حتى تبين هدف المتنفذين من إجرائها، إضفاء شرعيتهم بالسلطة، حيث وصل المواطنون الى قناعة مفادها عدم وجود إمكانية ولضمان تمثيل النزيهين المخلصين، مع عدم جدوى المشاركة في الانتخابات المحسومة نتائجها سلفا لصالح قوى المحاصصة والفساد. وهكذا جعلوا الانتخابات أقرب الى مسرحية هزيلة معلومة النتائج، لا مفاضلة فيها بين قوائم المتنفذين، بين زيد منهم وعبيد، لهذا السبب الى جانب المحاصصة والفساد وتدهور الوضع المعيشي، فضلا عن أسباب أخرى، انطلقت انتفاضة تشرين الباسلة، وقدمت تضحيات جساما، وركزت من جديد على إجراء انتخابات مبكرة، وجعلوا من هذا المطلب في أولوية مطالبهم، لكن وكما اتضح أن المتنفذين ما زالوا بعيدين عن الفهم الصحيح لجوهر مطلب الانتفاضة بإجراء الانتخابات المبكرة، رغم إنه مطلب واضح لا لبس فيه. بطبيعة الحال جاء مطلب الانتخابات المبكرة، بعد كفاح شعبي طويل، استعملت فيه كل وسائل الضغط والمدافعة والتواصل، واشتدت على صفحاته معارك فكرية وسياسية كانت عناوينها المواطنة بدلا عن الطائفية، والنزاهة مقابل الفساد، وتنويع الاقتصاد بدلا عن اعتماد الريع، والعدالة الاجتماعية سبيلا لردم الفجوة الطبقية الواسعة، الى جانب الحق بالعيش الآمن في وطن يوفر الخدمات.

وقد رصدت المقالة، سلوك المتنفذين وخذلانهم للناس حيث قالت: (انهم لا يعيرون اهتماما لمعاناتهم. لقد كان همهم وما زال استغلال كل شيء من مواقعهم في السلطة خدمة لأغراضهم الشخصية النفعية، والتصرف على هواهم في ثروات العراق، والاستحواذ على المال العام.)

واستنتجت المقالة استنتاجا جاء في نهايتها اذ نص على (أن ابتعاد الناس عنهم هو سبب خسارتهم الحقيقي. لكنهم تداولوا في كل ما يتعلق بخسارتهم، باستثناء العقوبة التي انزلها الناس بهم، ومعناها ومغزاها!).

 

 

ص13

 

جائحة كورونا والفوارق الرقمية .. تحديات ومعالجات

باسل نجم

نزلت جائحة كورونا كالصاعقة على البشرية، وتطلب الأمر التعامل السريع والجدي معها لتفادي إنتشار الفايروس القاتل على قدر المستطاع. وكأي حدث قوي ومزلزل في تاريخ البشرية، طرحت الجائحة تحديات وأسئلة كانت مؤجلة حول النظام الصحي ونظام الاستعداد للكوارث وحتى طبيعة النظام الاقتصادي وأفقه.

ومن ضمن ما كان طرحه مؤجلا، ولم يأخذ حظه في الأولويات، موضوعة الفوارق الرقمية. فما هو المقصود بذلك؟

توزيع غير عادل

التعريف المبسط للفوارق الرقمية The Digital Divideهي الفوارق بين المجموعات البشرية في إمكانية الحصول على خدمات الاتصال والدخول الى عالم الأنترنيت للحصول على المعلومة. ويشمل هذا الوصف توفر الأجهزة المساعدة على الحصول على هذه الخدمات مثل الحاسوب والهاتف الذكي والأجهزة المنزلية الذكية...الخ. بمعنى آخر، أنها مؤشر على التوزيع غير العادل لإمكانية الحصول على خدمات الأتصالات (أرضية أو خلوية) والمعلوماتية بنوعية خدمة جيدة لأية مجموعة بشرية، سواء نتيجة للواقع الطبقي أو التعليمي أو التوزيع السكاني لهذه المجموعة في رقعة جغرافية معينة.  لعل المثال الواضح والبسيط لموضوعة الفوارق الرقمية هو إمكانية الحصول على خدمة أنترنيت مستقرة، سريعة، وبسعر يتناسب مع معدل دخل الفرد، فكلما أصبحت هذه الأمكانية متاحة لعدد أكبر من السكان كلما قلت الفجوة في الفوارق الرقمية.

وبالعودة الى الجائحة وتأثيرها على الفوارق الرقمية، فقد اضطرت العديد من دول العالم المتقدم الى اللجوء الى الأغلاق الشامل أو شبه الشامل للتقليل من انتقال الفايروس القاتل، وعليه اضطر مئات الآلاف من الموظفين والشغيلة في قطاعات مختلفة للعمل من منازلهم، كما هو حال الطلبة في مختلف المراحل الدراسية. هنا برزت الحاجة لأهمية الحصول على خدمة أتصالات (تحديدأ خدمة الأنترنيت في المنازل) جيدة، مستقرة، ذات سرع عالية توائم الحمل الجديد المتمثل في وجود أكثر من شخص يستخدم الشبكة العنكبوتية لأغراض متنوعة.

خلق هذا التحول المفاجئ في نمط الاستخدام واقعاً جديداً وتحديات تمثل جانب منها في مناقشة الأسئلة المؤجلة المتعلقة بنوعية الخدمة وتوفرها بأسعار معقولة، أي عودة الفوارق الرقمية لاحتلال الصدارة في أجندات المختصين وصناع القرار السياسي!

تشخيص ماركس

 من نافل الحديث عن أهمية الاتصالات في عالمنا المعاصر, انه يكفي الرجوع الى ما طرحه ماركس في (البيان الشيوعي) حول أهمية تطور وسائل الاتصال بين مختلف بقاع الأرض في التقدم الأجتماعي والاقتصادي حين أعتبر أن “البرجوازية العصرية نفسها، هي نتاج مسار تطور طويل، وسلسلة تحولات في نمط الإنتاج والمواصلات” ادراكاً منه لأهمية التواصل بين البشر في دفع عجلة التقدم الى الأمام، بل وحتى في تعزيز النضال الطبقي وتوحيد الجهود، ويكتب أيضا “ومن وقت إلى آخر ينتصر العمال لكن انتصارهم هو إلى حين. والنتيجة الحقة لنضالاتهم ليست في النجاح المباشر بل في اتحاد العمل المتعاظم باستمرار. وهذا الاتحاد يعززه نمو وسائل المواصلات التي تبتدعها الصناعة الكبرى، التي تربط بين عمال مختلف النواحي. والحال لا بد من الرابط لجعل النضالات المحلية والمتعددة، ذات الطابع الواحد في كل مكان، تتمركز في نضال وطني، في نضال طبقي”.

ففي كندا على سبيل المثال (وهي بلد متقدم في قطاع الاتصالات والمعلوماتية) يعاني نحو 60 في المائة من سكان القرى والمدن الصغيرة في الحصول على خدمة أنترنيت سريعة (حسب تعريف الجهات الكندية فأن أقل سرعة معقولة للانترنيت التي تتواءم مع واقع القرن الواحد والعشرين هي Mbps50ميكا بايت في الثانية) وبسعر معقول. شكل هذا التوزيع غير العادل لخدمات الأنترنيت ضغطا كبيرا على العوائل الفقيرة والمتوسطة الحال وكذلك على العوائل الساكنة في أماكن بعيدة أو مدن صغيرة، حيث لم يعد من السهل على الطلاب أو الموظفين أداء أعمالهم وواجباتهم من منازلهم، لسوء الخدمة وبطئها ناهيك عن ارتفاع أسعارها في بعض الأحيان وعدم توفر الأجهزة اللازمة لاستخدام الانترنيت (الحاسوب، الهاتف الذكي، وشبكة الـ Wi-Fi  المنزلية). لذا بادرت الحكومة للاتصال بعوائل الطلاب خاصة من ذوي الدخل المحدود لغرض توزيع أجهزة الحاسوب لمن يحتاجها والتأكد من جودة خدمة الانترنيت في منزل الطالب لنجاح عملية التدريس عن بعد. وعلى أهمية هذه الخطوات إلا إنها لم تساهم في ردم الهوة في الفوارق الرقمية أو حتى تقليلها. ولغرض مواجهة هذا الموضوع بشكل جدي، أعلنت الحكومة الفدرالية الكندية في شهر تشرين الثاني عام 2020 عن تخصيص مبلغ 1.75 مليار دولار كندي من الميزانية الكندية لغرض أيصال خدمة انترنيت لا تقل عن 50Mbps  الى 98 في المائة من سكان كندا في عام 2026. علماً بأن هذا المبلغ كان موجوداً في ميزانية 2019 ولم يتم استخدامه نتيجة لظروف جائحة كورونا وتغيير الأولويات في وقتها وكان الهدف هو اتمام المهمة في عام 2030 وليس في عام 2026.

وفي نفس الموضوع أقر الكونغرس الأمريكي في شهر حزيران عام 2020 تخصيص مبلغ 60 مليار دولار أمريكي لغرض أيصال خدمات الانترنيت السريعة للمناطق والمقاطعات الأمريكية التي لا تملك هذه الخدمة.

معالجة الفوارق

أن تحرك الدول المتقدمة لغرض تقليل الفوارق الرقمية نتيجة لظروف الجائحة ومابعدها يتماشى مع التوصيات العالمية بهذا الخصوص. فقد أقرت الأمم المتحدة عام 2011 بأن الحصول على خدمة انترنيت سريعة هو حق أساسي من حقوق الأنسان، وفي أيار عام 2020 قدم الأمين العام للأمم المتحدة تقريرا للهيئة العامة بعنوان “خارطة طريق من أجل التعاون الرقمي: تنفيذ توصيات الفريق الرفيع المستوى المعني بالتعاون الرقمي” الذي يوجز التحديات والإجراءات الواجب اتخاذها عالمياً لمعالجة الفوارق الرقمية. حيث تشير احصاءات الأمم المتحدة الى أن حوالي 51 في المائة من سكان العالم العربي يستخدمون الانترنيت قياسا بحوالي 77 في المائة في أمريكا الشمالية وأكثر من 82 في المائة في أوروبا الغربية.

ولعل من المفيد هنا التذكير بأن هذه الدول الرأسمالية المتقدمة أقدمت على هذه الخطوات كجزء من عملية ربط المناطق ببعضها (بالأخص ربط الريف بالمدينة) لغرض تمدد النمط الرأسمالي وردم الهوة بين الريف والمدينة. وكان ماركس قد نوه الى هذه الممارسة في (البيان الشيوعي) حين أوضح أن “البرجوازية أخضعت الريف لسيطرة المدينة، وأنشأت مدنا ضخمة، وزادت بدرجة هائلة عدد سكان المدن إزاء سكان الريف، منتزعة بذلك قسما كبيرا من السكان من سذاجة الحياة الريفية” لغرض اخضاع الريف الى المدينة وبالنتيجة الى العلاقات الرأسمالية.

إن بلدان العالم بشعوبها وحكوماتها (بما فيها العراق) مطالبة بأن تشرع باتخاذ الإجراءات الصحيحة وتخصيص المبالغ للاستثمار في البنى التحتية للاتصالات وتقليل الفوارق الرقمية. وهذا الجهد لا يتجزأ عن الجهد العام الهادف الى تقليل الفوارق الطبقية. وبدون هذا الجهد يصبح الحديث عن تقليل الفوارق الرقمية وتسريع عملية التحول الرقمي لا معنى له.

**********************************

لنقرأ ماركس وإنجلز معا

عملية المعرفة والديالكتيك

ثامر الصفار

 

في 16 كانون الثاني عام 1858، كتب ماركس الى إنجلز: «إذا كان ينبغي أن أخصص وقتا لمثل هذا العمل مرة أخرى، فإنني أود أن أوضح للإنسان المثقف العادي، في ورقتين أو ثلاث، ما هو العقلاني في المنهج الذي اكتشفه هيغل، لكنه يتسربل بلباس صوفي في الوقت نفسه».

لم يتسن لماركس القيام بذلك، ربما بسبب صعوبة تكثيف هيغل في بضع صفحات حتى بالنسبة لعقل يمتاز بعبقرية غير عادية كما هو الحال مع ماركس. وأظن ان هيغل نفسه يرفض أساسا فكرة إمكانية أو وجوب محاكمته فكريا.

سأحاول هنا معاينة عدد من الأفكار الهامة التي قال بها هيغل، وشرح سبب أهميتها العميقة لماركس عندما كان طالبا.

عالم هيغل

ولد هيغل عام 1770، أي انه كان يبلغ من العمر 19 عاما عندما اندلعت الثورة الفرنسية عام 1789. في حينها وقف الشباب الديمقراطي الأوروبي في حالة من الرهبة من قوة الثورة الفرنسية وكذلك الثورة الأمريكية الكبرى التي امتدت من عام 1775 الى عام 1783 لإزاحة وكنس الأنظمة الملكية.

ها هو الموسيقار لودفيغ فان بيتهوفن يلحن سيمفونيته التاسعة (نشيد الفرح) مستلهما قصيدة للشاعر الألماني فريدريك شيلر التي تحمل نفس العنوان، حيث تغني الجوقة في المقطع الرابع منها: «أيتها الملايين! كونوا متعانقين! .. خذوا هذه القبلة الى الدنيا كلها!». وها هو الشاعر الإنجليزي ويليام ووردزورث يقتفي نفس الأثر ليكتب أبياته الشهيرة عن تلك الأيام «هي السعادة ان تكون حيا ذاك الفجر، ولكن أن تكون شابا فهو النعيم!» وكلاهما (بيتهوفن ووردزورث) ولدا في عام 1770 كما هيغل.

لكن الثورة لم تأت إلى ألمانيا، وقضى هيغل السنوات الخمس عشرة التالية، مواصلا مسعاه لإتقان أفكار عظماء الفلسفة الأوروبية، ومجاهدا في كتابة ما من شأنه أن يلفت الأنظار إليه، كي يحصل على منصب أكاديمي.

حقق غايته أخيرا في مدينة ينا عام 1807 عندما نشر كتابه الرائد فينومينولوجيا الروح أو ظاهريات الروح، متوجا به فترة عمله الجامعي في هذه المدينة، وكان قد أرسل النسخة المعدة للنشر في الليلة السابقة لمعركة ينا في 13 تشرين الأول 1806، ومدفعية نابليون بونابارت تدك المدينة الصغيرة، فتسقط مترنحة تحت أقدام القوات الفرنسية معلنة سقوط الإمبراطورية الألمانية.

بدا لهيغل أن الثورة الفرنسية كانت تغسل وساخة الأمراء الألمان. وكان هذا ما حصل، حيث قامت الحكومة المدعومة فرنسيا بسن إصلاحات مهمة مناهضة للإقطاع على مدى عقد من السنين أو نحو ذلك.

كان هيغل جاهزا ليغتنم فرصة الإصلاحات. فقد احتفي بكتابه الجديد باعتباره يشكل بداية التغيير الفلسفي والفكري الجذري وصياغة أسلوب جديد لفهم التاريخ. وأدت شهرة الكتاب الى قيام الإصلاحيين البروسيين في مجال التربية والتعليم بمساعدته على اعتلاء مواقع أكاديمية انتهت باحتلاله كرسي الفلسفة في جامعة برلين حيث درّس فيها حتى وفاته عام 1831 بمرض الكوليرا (للمزيد عن حياة هيغل انظر كارل ماركس وولادة المجتمع الحديث، دار المدى، 2020).

أفكار عظيمة

لابد من الاعتراف بأن قراءة هيغل صعبة على العموم، وفي كثير من الأحيان صعبة جدا، بل إنها في بعض الأحيان شبه مستحيلة، خاصة إذا لم نكن معتادين على الفلسفة الألمانية في أواخر القرن الثامن عشر، مثل الملايين الذين يعيشون اليوم على هذا الكوكب.

لكننا لا نحتاج إلى قراءة الكثير من هيغل كي نفهم ماركس. بالطبع، إن القيام بذلك سيمنحنا، على الأقل، نظرة ثاقبة حول كيفية تطوير ماركس لنظرياته الثورية الخاصة، وسيوفر لنا تقديرا أكثر ثراء لآرائه حول التغيير الاجتماعي.

في الفقرات الأربع الأولى من الاستهلال لكتاب فينومينولوجيا الروح نجد أن هيغل لا يمتنع عن الاعتذار عن صعوبة كتابه، بل يبرره صراحة، قائلاً إنه «بسبب طبيعة الفلسفة، فانه حتى من غير اللائق، وسيكون نوعا من التضليل» إعطاء ملخص بسيط لفلسفته، لأن غلي الفلسفة لتنشف الى جوهرها لن يمكننا من «فهم تنوع الأنظمة الفلسفية باعتباره كشفا تدريجيا عن الحقيقة»، بل سيجعلنا نرى في «هذا التنوع مجرد اختلافات بسيطة».

يجادل هيغل بأن المعرفة الحقيقية لا يمكن أن تنتقل، ببساطة، من المعلم إلى الطالب كمنتج نهائي، أو كهدية معلبة. التعلم الحقيقي هو عملية تتطلب جهدا مستداما، يجب أن يتجاوز «مجرد بدايات الفهم». ان تبسيط الأفكار إلى حد تحويلها الى مجرد شعارات يجري تكرارها «لن يخلق انطباعا حول جدية العمل وجدية الالتزام الجاد بالقضية المطروحة. فالقضية الحقيقية لا تنتهي إذا ما قلنا إنها الهدف، وليس النتيجة هي الكل الفعلي، بالأحرى، إنها النتيجة مع العملية التي ولّدت هذه النتيجة».

إذا فكرنا في الأمر بعمق سنجده مثير للاهتمام حقا. يجادل هيغل بأن الرحلة لا تقل أهمية عن الوجهة - إنها جزء ضروري من الكل. في الواقع، إذا ركزّنا فقط على الوجهة التي نبتغيها، فلن نتعلم أبدا كيفية الوصول إليها. ان هذه النظرة إلى المعرفة، كعملية، هي واحدة من أهم الأشياء التي أخذها ماركس من هيغل.

في نفس الفقرات، قدم هيغل أحد أفضل الأمثلة على ما يمكن أن يطلق عليه الديالكتيك. بادئ ذي بدء، الكلمة نفسها في الأصل (من اليونانية) تعني ببساطة حوارا بين شخصين يحاولان الوصول إلى فهم مشترك للحقيقة. لذلك في كل مرة نتحدث فيها مع صديق عما نأكله على العشاء، فأننا نمارس الديالكتيك. كباب، لا. دجاج، لا. فلافل نعم!

بالطبع، يعطي هيغل معنى أوسع للمصطلح كما يوضح مع هذا المثال من الطبيعة:

«يختفي البرعم مع تفتح الزهرة، ويمكن للمرء أن يقول إن الزهرة قد نفت البرعم؛ وبالمثل، عندما تظهر الثمرة، تظهر الزهرة بدورها كمظهر خاطئ للنبات، وبدلها ستظهر الثمرة الآن كحقيقة للنبات. ان هذه الأشكال لا تتمايز فقط عن بعضها البعض، بل تحل أيضا محل بعضها البعض، تتبادل المواقع، باعتبارها أشكالا غير متوافقة، ولكن، في الوقت نفسه، فأن طبيعتها السلسة تجعل منه لحظات من وحدة عضوية لا تتعارض فيها فحسب، بل يكون فيها كل شكل ضروريا مثل الآخر؛ وهذه الضرورة المتبادلة وحدها هي التي تشكل حياة الكل».

تشكل الأفكار الأساسية الواردة هنا اللبنات الأساسية لمفهوم هيغل المحدد عن الديالكتيك: التغيير من خلال الصراع (الثمرة تنفي الزهرة التي كانت قد نفت البرعم، وهو ما نسميه بالفلسفة قانون نفي النفي)؛ ثم قانون وحدة وصراع الأضداد (البرعم والزهرة والثمرة أشكال تختلف عن بعضها البعض لكنها تحل محل بعضها البعض)؛ تغير الكمية إلى نوعية (النمو المتزايد داخل البرعم «يتفتح» فجأة إلى شيء جديد تماما)؛ وأهمية فهم كامل العملية وليس النظر اليها باعتبارها مجرد مراحل جزئية («لحظات من الوحدة العضوية»).

ثم يطبق هيغل هذه الرؤية على مدى 500 صفحة تقريبا لإظهار كيف أن الفكر والثقافة السابقين، اللذين يغطيلن آلاف السنين، كانا في الحقيقة عملية أصبحت من خلالها «الفاكهة» (وهو ما أسماه «المعرفة المطلقة»، أو الرب) مدركا لذاته ... وكيف كان هيغل، الوحيد، الذي تمتع بالذكاء لإدراك ذلك. وهذا هو السبب في أن ماركس قال إن نسخة هيغل للديالكتيك «يلفها التصوف».

*************************************

 

ص15

لطفية الدليمي / ملفان

 

الروائية والمترجمة العراقية المرموقة والمقيمة في باريس حالياً: لطفية الدليمي، أصدرت عنها مجلة (الجديد) اللندنية ملفاً خاصاً ساهم فيه: د. حاتم الصكر، د. لاهاي عبدالحسين، د. نادية هناوي، ستار كاووش، د. علي عبدالامير صالح، د. اشراق سامي، زهير كريم، محمد حياوي. كذلك أصدرت مجلة (آفاق أدبية) ملفاً عن المبدعة لطفية الدليمي، ساهم فيه: د. حاتم الصكر، د. علي عزالدين الخطيب، د. فاطمة بدر، علي حسن الفواز، د. ماجدة هاتو هاشم، د. سعيد حميد كاظم، الى جانب حوار معها اجراه: خضير الزيدي.

الملفان يفتقدان أي نص أو ترجمة جديدة او حديث عن تجربة هذه الروائية البارزة!

********

قصة

إيما زونز

جورج لويس بورخس

ترجمة سهيل نجم

وهي عائدة من مصانع التارباك وليونثال للأقمشة في اليوم الرابع عشر من كانون الثاني عام 1922، لمحت إيما زونز في آخر صالة المدخل رسالة مرسلة من البرازيل تُعلمها أن أباها قد توفي. كان الظرف قد ضللها أول الأمر؛ لكن الكتابة غير المألوفة جعلتها قلقة. تسعة أو عشرة أسطر عمل على أن يملأ بها الصفحة. قرأت إيما زونز أن السيد ماير كان قد تناول جرعة كبيرة من حبوب الفيرونال Veronalالمنومة وتوفي في اليوم الثالث من الشهر في مشفى باجي. وقع الرسالة صديق والدها في العنبر اسمه “فين” أو “فاين” في ريوغراند، وليس ثمة دليل على أنه كان يخاطب ابنة المريض.

أسقطت إيما الورقة من يدها. وأول ما شعرت به هو الإحساس بألم واهن في بطنها وركبتيها، ثم بشعور أعمى بالإثم واللاواقعية وبالبرد وبالخوف؛ ثم تمنت لو أنها لم تعش هذا اليوم. وأدركت في الحال أن تلك الرغبة كانت عديمة الجدوى لأن وفاة والدها كانت الشيء الوحيد الذي حدث في العالم، وسوف يظل يحدث إلى الأبد. إلتقطت الورقة ودلفت إلى حجرتها. خبأتها بشكل مختلس في درج كأنها عرفت الأحداث التالية. بدأ الشك يخامرها مبكراً بتلك الأحداث، ربما كانت قد أصبحت من قبل الشخص الذي تتمنى أن تكونه.

انتحبت إيما في الظلام المتكدس حتى نهاية اليوم بسبب انتحار مانويل ماير، الذي كان في أحد الأيام السعيدة السالفة إيمانويل زونز. تذكرت إجازات الصيف في الحقل الصغير قرب قواليكوي، تذكرت (أو حاولت أن تتذكر) أمها، وتذكرت بيت العائلة الصغير في لوناس الذي بيع في المزاد العلني، تذكرت الأشكال المعينية الصفر للنافذة، تذكرت الحكم بالسجن، تذكرت العار، تذكرت الرسائل المجهولة مع مقال الصحيفة عن “الأموال التي اختلسها الصراف”، تذكرت، ولم تنس أبداً، أن أباها، قد أقسم لها، في آخر ليلة، أن السارق كان لوينثال. لوينثال، آرون لوينثال، الذي كان في السابق مدير المصنع، وهو الآن أحد الملاكين. وأسرّت إيما الأمر في نفسها منذ 1916. لم تفش به لأي شخص، ولا حتى لصديقتها الحميمة، إلزا أورستين. ربما كانت تتجنب مهانة عدم التصديق، ربما اعتقدت أن السر هو الحبل الذي يربط بينها وبين الوالد الغائب. لم يعلم لوينثال أنها كانت تعرف؛ واستمدت إيما زونز من هذه الحقيقة المجهولة إحساساً بالقوة.

لم تنم في تلك الليلة، وما أن حدد مستطيل النافذة أول رؤية للفجر حتى كانت خطتها قد تكاملت. حاولت أن تجعل اليوم، الذي بدا غير متناه، كأي يوم آخر. في المصنع، كانت ثمة إشاعات عن إضراب. أعلنت إيما أنها، كالعادة، ضد العنف. في الساعة السادسة، ومع انتهاء وقت العمل، ذهبت مع إلزا إلى نادي نسائي فيه ألعاب للجمناستك وبركة سباحة. وقعتا اسميهما. كان عليها أن تتهجى اسمها الكامل، وكان عليها الاستجابة للنكات المبتذلة التي صاحبت ذلك. وتحدثت مع إلزا والبنات الصغار في كرونفوس عن أي من أفلام الصور المتحركة سوف يذهبن إليها بعد ظهر يوم الأحد. ثم تحدثن عن أصدقائهن من الشباب، ولم يتوقعن أن تتحدث إيما عن ذلك. في نيسان ستصبح في التاسعة عشرة من العمر، لكن الرجال مازالوا يلهبون فيها خوفاً مرضياً...

حين عادت إلى البيت حضّرت حساء رقائق المانيوك وبعض الخُضر. أكلت مبكراً وذهبت كي تجبر نفسها على النوم. وبهذه الطريقة شعرت بالإرهاق والابتذال. كان يوم الجمعة، اليوم الخامس عشر، قد انقضى.

أيقظها نفاد الصبر يوم السبت. كان نفاد الصبر وليس القلق، والراحة الخاصة في أن يأتي هذا اليوم أخيراً. لا ضرورة بعد الآن لأن تتخيل وتخطط؛ في أثناء سويعات قليلة ستفي بساطة الحقائق بالغرض. قرأت في صحيفة لابرنزا أن السفينة نوردز جارنان، الآتية من مالمو، سوف تبحر في ذلك المساء من بيير 3. اتصلت بليونثال ولمّحت له أنها تريد منه الوثوق بها، من دون أن تعرف الفتيات الأُخريات، لتخبره بأمر يتعلق بالإضراب؛ ووعدته بأن تأتي له في مكتبه عند هبوط الليل. إرتعش صوتها؛ كان ارتعاشها مناسباً لواشٍ. لم يحدث شيء ما ملحوظ في ذلك الصباح. عملت إيما حتى الساعة الثانية عشرة ثم جلست مع إيلاس وبيرلا كرونفوس للحديث عن تفاصيل جولة يوم الأحد. اضطجعت بعد الغداء وراجعت في ذهنها، مغمضة العينين، الخطة التي وضعتها. فكرت أن آخر خطوة فيها أقل رعباً من الأولى، وستعطيها من دون شك مذاق حلاوة النصر والعدالة. انتبهت فجأة ثم نهضت وهرعت إلى درج الملابس. فتحته، كانت رسالة “فين” تحت صورة لاعب كرة القدم الأرجنتيني ملتون سيلز، حيث وضعتها في الليلة الماضية. لم يرها أحد؛ شرعت بقراءتها مرة أخرى ثم مزقتها.

لو قيس الأمر بالواقع فإن أحداث عصر ذلك اليوم ستكون صعبة وربما سيكون فيها نوع من الشر. إحدى مميزات الجحيم هي اللاواقعية، تلك الميزة التي تبدو كأنها تهدئ رعب ذلك الجحيم وقد تجعله أسوأ. كيف يمكن للإنسان أن يجعل المعقول فعلاً غير قابل للتصديق من الشخص الذي قام به؟ كيف ينفضُّ ذلك الاشتباك الصغير الذي يضطرم وينطلق اليوم في ذهن إيما زونز؟

سكنت إيما زونز في منطقة الماغرو في شارع لينيرز. نحن متيقنون أنها عند العصر ذهبت إلى حوض السفن. في حانة الباسيو دي جولس سيئة السمعة. ربما رأت نفسها تتكاثر في المرايا مكشوفة بالأضواء، تعريها العيون الجائعة. لكنها كانت في حالة أكثر من عادية على افتراض أنها تجولت أولاً، من دون أن يلاحظها أحد، عبر رواق المدخل المهمل... دخلت حانتين أو أكثر، لاحظت تصرفات وحركات النساء الأخريات. وأخيراً واجهت رجالاً بحارة من سفينة نوردز جارنان. كان أحدهم شاباً يافعاً، وخشيت أن يثير العاطفة فيها، لذلك اختارت رجلاً آخر، ربما كان أقصر منها وفظاً كي لا يثير فيها نقاوة الرعب. قادها الرجل إلى الباب، ثم إلى مدخل قاعة مظلمة ثم إلى سلم ضيق وبعد ذلك إلى ردهة (كانت فيها نافذة ذات أشكال معينية مطابقة لتلك التي كانت في البيت في لانوس)، ثم بعد ذلك إلى ممر وباب أغلقه خلفها.

يبدو نمط الأحداث كأنه يسير خارج الزمن –بسبب أنقطاع أحداث الماضي القريب، وانقطاع المستقبل كذلك لكون العناصر التي تكون تلك الأحداث لا تبدو متعاقبة. في ذلك الزمن الذي هو خارج الزمن، وفي ذلك الاضطراب المربك للأحاسيس الشنيعة وغير المترابطة، فكرت إيما زونز ولمرة واحدة في ذلك الرجل الميت الذي حرضها على التضحية؟ أنا متيقن أنها فكرت مرة واحدة، وكان ذلك كافياً للمخاطرة بالوعد الميئوس منه الذي وعدت به نفسها. فكرت (هي غير قادرة على أن لا تفكر) أن والدها قد فعل لوالدتها الشيء الخفي نفسه الذي يُفعل لها الآن. فكرت به باندهاش ضعيف، ثم أصابها الدوار. رجل سويدي أو فنلندي، لا يتكلم الاسبانية. كان بالنسبة لإيما وسيلة، مثلما كانت هي له، لكنها خدمته بإمتاعه أما هو فقد خدمها كي تتوصل إلى العدالة.

حين أضحت وحدها، فتحت عينيها على مهل. ثمة نقود تركها الرجل على المنضدة الليلية الصغيرة. نهضت وقطعتها إرباً مثلما قطعت الرسالة قبل مدة قصيرة. كان تمزيق النقود عملاً غير حكيم، مثل رمي الخبز. وندمت عليه إيما في اللحظة نفسها. إنه فعل كبرياء وفي ذلك اليوم... يكون نذير شؤم ذاب في حزن جسدها واشمئزازها. الأسى والغثيان كانا يقيدانها، لكنها نهضت ببطء وتقدمت كي ترتدي ملابسها. لم يكن في الغرفة أي ألوان براقة: كان الضوء الأخير للغسق يضعف تدريجياً، لذلك كان يمكنها الخروج من دون أن يلاحظها أحد. عند الزاوية ركبت سيارة لاكروز متجهة نحو الغرب. اختارت، وهي مصممة على خطتها، المقعد الأمامي كي لا يظهر وجهها. ربما كان يريحها أن ترى، في الحركة الصاخبة والعادية في الشوارع، أن ما حدث لم يفسد كل شيء.

سارت بها السيارة في طرق مبهمة ومظلمة، تشاهدها وتنساها في اللحظة نفسها. ونزلت في أحد جوانب شارع وارنز. على حين غرة تحول إرهاقها إلى قوة، إذ أجبرها على التركيز على تفاصيل المغامرة وكشف لها الطبيعة الحقيقية لتلك التفاصيل وهدفها الأخير.

كان آرون لوينثال شخصاً جاداً لدى الناس كلهم، ولدى أصدقائه شخصاً بخيلاً. يسكن فوق المصنع، وحيداً. ولأن مكانه في منطقة معزولة عن المدينة، كان يخشى اللصوص. في فناء المصنع كان ثمة كلب كبير، وفي درج مكتبه، كما يعرف الجميع، مسدس. في السنة الماضية فجع بحزن بالموت المفاجئ لزوجته –التي جلبت له بائنة حسنة –غير أن المال هو حبه الحقيقي.

كان يدرك، مما يشكل له عائقاً حاداً، أنه أقل حنكة في كسبه من ادخاره. وكان متديناً جداً؛ ويؤمن أن في داخله ميثاقاً سرياً مع الله الذي يعفيه من عمل الخير كبديل عن الصلاة والتقوى. أصلع، وسمين يرتدي لباس العزاء، وعلى عينيه نظارات مضببة ولحية شقراء، يقف إلى جانب النافذة في انتظار التقرير الموثوق من العاملة زونز.

رآها تدفع البوابة الحديدية (التي تركها لها مفتوحة) وعبرت الفناء الكئيب. ثم رأها تنعطف قليلاً عندما نبح الكلب المقيد. كانت شفاه إيما تتحرك سريعاً مثل من يصلي بهمس؛ تردد مرهقة الجملة التي سيسمعها لوينثال قبل أن يموت.

لكن الأشياء لم تحدث كما حسبتها إيما زونز. فهي منذ الصباح تتخيل نفسها تصوب ببراعة المسدس المحشو نحوه، مجبرة المخلوق التعس على أن يعترف بذنبه التعس ويعرض الاستراتيجية الجريئة التي ستسمح لعدالة الله في أن تنتصر على عدالة الإنسان. (لم تكن بمنجاة من الخوف لكن لأنها ستكون وسيلة لتحقيق العدالة لم ترد لنفسها أن تُعاقب). ثم إطلاقة واحده في وسط صدره ستضع نهاية لحياة لوينثال. لكن الأشياء لم تحدث على هذا النحو.

شعرت إيما بحضور آرون لوينثال أن من الضرورة العجالة في الانتقام لأبيها، وأكثر من ذلك الحاجة إلى تنفيذ العقوبة بسبب الهياج الغاضب الذي يشتد أواره في صدرها. كانت غير قادرة على أن لا تقتله من بعد ذلك العار الكامل، ولم تكن تمتلك الوقت للتهديد. جلست مخلوعة الفؤاد في مكتب لوينثال، اعتذرت منه، تذرعت، كإمتياز للمخبر، بوجوب الإخلاص، فكشفت بضعة أسماء واستدلت بأخرى ثم توقفت كأن الخوف قد دحرها. ونجحت في التمثيل، لذلك ذهب لوينثال ليأتيها بكأس ماء، وحين عاد من غرفة المعيشة، غير متيقن من هذه الجلبة التي تثيرها هذه المرأة، كانت إيما قد أخرجت المسدس الثقيل من قبل ذلك من الدرج. ضغطت على الزناد مرتين. ترنح الجسد الكبير وكأن الدوي والدخان قد حطماه، وتحطم معه كأس الماء، ونظر الوجه نحوها برعب وغضب، وشتمها فم الوجه بالأسبانية واليديشية. ولم تتراخ الكلمات الشريرة، فكان عليها ان تطلق النار مرة أخرى. وراح الكلب الذي في الفناء ينبح. وجرت دفقة من دم غرٍّ من بين الشفاه الفاحشة لطخت اللحية والثياب.

نطقت إيما بالاتهام الذي أعدته، (لقد انتقمت لوالدي ولن يستطيعوا معاقبتي...). لكنها لم تكمل لأن السيد لوينثال قد مات. ولن تعرف أبداً فيما إذا كان قد فهم أم لا.

وذكّرها النباح المتوتر أنها لم تسترح إلى الآن. قلبت ترتيب الغرفة، فتحت أزرار قميص الرجل الميت، وخلعت النظارة الملوثة وتركتها على خزانة الأضابير ثم التقطت التلفون وكررت ما قالته عدة مرات من الكلمات وكلمات أُخر:

حدث شيء لا يصدق... طلب مني السيد لوينثال الحضور إليه بذريعة الإضراب... ثم أساء معاملتي واغتصبني ... فقتلته.

في حقيقة الأمر، كانت قصة لا تصدق، نعم، ... لكنها أقنعت الجميع لأنها جوهريا حقيقية. كانت نبرة إيما زونز حقيقية والعار الذي لحق بها حقيقياً أيضا. وحقيقياً كذلك حقدها. حقيقي أيضاً الهياج الذي كانت تعانيه: الظروف وحدها كانت مزيفة، والزمن، وواحد أو اثنين من أسماء العلم.

***********

بلاسم محمد.. مصمماً

د.معتز عناد غزوان

يعد الفنان والاكاديمي بلاسم محمد جسام رساماً متميزاً بأسلوبه الخاص في لوحاته الفنية لاسيما في تناغم الالوان والكتل والاشكال مع بعضها البعض او قد تكون متضادة احيانا، الا ان اسلوبه قد تميز بحرية بناء وتشكيل لوحته العراقية المعاصرة. عمل الفنان بلاسم محمد في مشواره الفني الطويل في العديد من المؤسسات الفنية والثقافية التي تنوعت في اهتماماتها ما بين ثقافة الاطفال والثقافة العامة ولاسيما في ميادين الادب والفكر والعلوم ايضا، هذا ما جعله على تماس كبير بمختلف المطبوعات والمنشورات التي كانت تصدر عن وزارة الثقافة ومؤسساتها المختلفة والتي اصبحت لرسوماته وظيفة اخرى تجاوزت لوحة الكانفس نحو الطباعة والنشر وتكاثرت نسخ اعماله لتتحول من التعبير الجمالي الى جمالية الوظيفة والمنفعة، لقد شكلت تلك المحطات قواعد انطلاق لفن بلاسم محمد نحو التصميم ولاسيما التصميم الكرافيكي.

ولج بلاسم محمد تلك العوالم الجديدة في مديات العلاقة المعقدة ما بين الجمهور والمضمون اي بين التصميم ومتلقيه، انها الاشكالية الكبيرة والصعبة في معالجة العديد من المشاكل المجتمعية المختلفة في السلوك والتربية والتأثير من خلال ما تشكله عناصر التصميم لاسيما التصميم الكرافيكي من خطوط واشكال والوان ومساحات وملمس. لقد جال في تلك العوالم السحرية والترويجية والتأثيرية في المجتمع بمختلف طبقاته بدأً من مخاطبة ذهنية الاطفال حتى البالغين وغيرهم، انها المعادلة الصعبة في تحقيق غايات الاجيال في التفاعل مع مفردات ومكونات الخطاب الكرافيكي بمختلف اهدافه. يمكننا ان نقسم جهود بلاسم محمد مصمما كرافيكيا في مجالات اشتغال عدة، واول تلك الاشتغالات هي عمله المهم في نشر ثقافة الاطفال وتصميم المجلات الخاصة بثقافة الطفل والتي تعد من اصعب المجالات عملاً لاسيما في انتاج افكار تخاطب الطفل بمختلف مراحله العمرية في قراءة المكونات البصرية للتصميم والاحساس بها والاندماج مع مجتمعها، فقد قدم العديد من تصاميم مجلات الاطفال والقصص الهادفة من اجل تطوير مداركهم وافقهم الناشئ. لقد كانت الانتقالة النوعية في مشواره الكرافيكي المهم بعد ان اسس دار ايكال للطباعة والنشر مع مجموعة من الفنانين الناشطين في ميدان النشر والطباعة، اذ قدم بلاسم محمد العديد من تصاميم الاعلانات التجارية للمواد الاستهلاكية بمختلف وظائفها الاشهارية كإعلانات ذات مساحات مختلفة منها ما ينشر في المجلات ومنها ما ينشر في الصحف ومنها ما يلصق على منتجات صناعية استهلاكية مختلفة في نوعية موادها التجارية، كما برع في تصميم العلامة التجارية التي تتطلب من المصمم ان يراعي البساطة والاختزال في تصميمها، وهذا ما قام به بلاسم محمد في محاولة ابتكار علامات تجارية تخرق القواعد التصميمية الصارمة نحو حرية في استثمار فضاء التصميم مع الحفاظ على التوازن والسيادة والوحدة في التصميم وهي من سمات التصميم الكرافيكي الناجح، لم تكن العلامات التجارية التي جسدها بلاسم محمد مبتكرة حسب بل كانت الاكثر تعبيراً وتجسيداً لقيمة المادة التي تعبر عنها انها جدلية التوازن ما بين الشكل والمضمون، الظاهر والباطن، وكما يعرف الكثيرون ان العلامة التجارية هي تعبير مجازي مختصر عن مضمون مادة الانتاج. وكذا الامر في تعامله مع تصميم الشعار بوصفه الاكثر حساسية ومكانة رمزية تتميز بالوقار ونشر ثقافة الهوية لاسيما في العديد من المؤسسات الرسمية وغير الرسمية سواء في داخل العراق او خارجه، اذ استعمل الفنان رموزاً محلية تتسم بالأصالة بطريقة عرض معاصرة، كأن يستعمل رموز سومرية او رافدينية مختلفة الاشكال كالنخيل والتكوينات المسمارية والخطوط العربية والرموز المعمارية الاسلامية او اشكال تراثية بغدادية يجردها احيانا ويختزلها في احيان اخرى، كما وضع تكوينات نباتية وادمية وغيرها بحسب متطلبات التعبيرية في الخطاب الكرافيكي لاسيما في تصميم الشعارات. اما في تصميم الملصق فقد كان اسلوبه المهني في التصميم يتسم بنوع من التجديد في عرض الفكرة وتداولها، اذ تميزت ملصقاته بتفعيل عنصر الفضاء لخدمة مركز السيادة الذي تتجمع فيه القيمة التعبيرية التوجيهية والفكرية، لقد حاول بلاسم محمد ان يكثف التوجه في المعنى من خلال دراسة مركز السيادة وعلاقته بالفضاء المحيط به، وكما نعلم ان تكثيف الفكرة في الملصق من اهم شروط نجاحه وترويجه وتأثيره. تميزت ملصقاته بانها مباشرة وتتسم بقوة تأكيد الفكرة وتوجهها. ولعل من اهم الجوانب المهمة التي برع بها الفنان بلاسم محمد هو تصميم اغلفة المطبوعات المختلفة الاغراض، فقد تميزت تصاميم مطبوعاته بانها تصاميم كرافيكية تعتمد التنوع الشكلي للعناصر البصرية في الخطاب، فضلاً عن مقدرته العالية في تحقيق التكامل ما بين الشكل والمضمون، اذ يمكن للمتتبع لتلك التصاميم ان يجد التركيز على معنى المضمون او محتوى الكتاب وانعكاس ذلك على ما يختاره من عناصر تيبوغرافيكية متنوعة يمكنها ان تعبر بشكل مباشر عن مضمون او محتوى المطبوع، كما تميزت جميع تصاميم مطبوعات بلاسم محمد بانها تحمل صفة متميزة وهي البساطة في التصميم، اذ يكتف بوضع عنصر تيبوغرافيكي واحد في فضاء التصميم، كأن يضع صورة واحدة، او تخطيطاً او رسماً او رمزاً يكون بمثابة بؤرة مركزية مهمة في منح المتلقي فكرة واضحة عن مضمون المطبوع.

****************************

 

ض 16

ليس مجرد كلام

لماذا تغرقُ مدنُنا؟!

عبد السادة البصري

في منتصف السبعينات ارتفع منسوب المياه في شط العرب، فغرقت قريتنا الجنوبية. كانت هناك ثلمة في أحد كتفي النهر، ما أدّى إلى انهيار جزء منه، لتغرق البساتين والبيوت ووصل مستوى الماء إلى أكثر من متر.  ساعتها سارع أهلنا الى الحدِّ من تسرّبه بوضع الجذوع وأكياس الرمل والتراب في طريقه، ثم قاموا ببناء الثلمة وأحكموا ترميم وتقوية الكتف وتنشيف المنطقة، بعد فتح قنوات باتجاه الاراضي السبخة.

وقبل ثلاث سنوات ونتيجة لغزارة الأمطار وارتفاع منسوب المياه في الشط، حدثت تسريبات في نفس المنطقة لتغرق البيوت هناك وهي قليلة طبعا.إلاّ أن الناس استطاعوا وبهمّة عالية ان يوقفوا الفيضان ويصلحوا الكتف لمنع انهياره مرة أخرى!

تذكّرت هاتين الحادثتين حينما اتصل بي احد الأصدقاء في الأسبوع المنصرم قائلاً: الفاو غرقت، لماذا لا تكتب عموداً عنها؟ أجبته: البلد كله غرقان! نعم مدننا جميعها تغرق دائما عندما تكون الأمطار غزيرة، بسبب طفح المجاري وفيضان الأنهار!

الحقيقة تكمن في أسباب عدة لم نُعِرْ لها أهمية للأسف : الفساد المستشري في كل مفاصل الدولة الذي أخذت سوسته تنخر في طول البلاد وعرضها، ومعها لامبالاة المواطن بل وتجاوزه على الأنهار والأرصفة والساحات، ما يؤدي إلى انسداد فتحات تصريف مياه الأمطار والمجاري، بجانب طمّ الأنهار وانسداد الفتحات الواصلة بينها نتيجة تكدس النفايات التي ترمى فيها. بالإضافة إلى عدم اهتمام المسؤولين بكل شيء، وكأنهم جاءوا من كواكب أخرى ليحكمونا ويسرقونا ويقتلونا ويغتنوا من خيراتنا ثم يعودوا إلى ديارهم . الطامة الكبرى التي حلت بهذا الوطن ــ ونتيجة لكل هذا وذاك، انه ما أن ترسل السماء رسائلها حتى تظهر عيوبنا جميعا للعيان!

بناء المدن والبلدان وتطوّرها يا سادة، لا يحتاج إلى مؤتمرات واجتماعات وخلايا أزمة وتصريحات نارية وشعارات نطلقها هنا وهناك! انما يحتاج إلى ضمائر حيّة، تعشق الأرض ومن عليها، وتسعى في خدمة الناس بالعدل والنزاهة والمحبّة والعمل الجاد المخلص والشعور بالانتماء الحقيقي لكل ذرة تراب في هذا البلد، كذلك بتكاتف الناس ومحبتها لبعضها وسعيها الى الخير دائما، وليس إهمال كل شيء والزعم : هذا لا يعنينا، وعلى الدولة أن تعمل كذا وكذا، و(آني شعليّه)!

إذا كان المسؤول فاسدا، لماذا أكون مثله واترك الحبل على الغارب؟!

وإذا لم تلتفت الدولة للبناء والتعمير، لماذا أخرّبُ أكثر وارفع راية الإهمال واللامبالاة والاستحواذ على كل شيء ؟

علينا أن ننهض جميعا ونمدّ أيدينا للعمل والبناء والأعمار رغم كل شيء، كي نحمي مدننا من الغرق ونبعد عنها شبح الخراب والدمار!

 

************

 

تغريدة

‏منتفضو تشرين البواسل رفعوا شعار "نريد وطن" واستشهد المئات منهم تحت رايته. والى الوطن وتعزيز الهوية الوطنية دعا من وقفوا في موقع مقابل ومناهض للمنتفضين. صورة الوطن المنشود ليست واحدة عند الطرفين، لكن المؤكد ان الهوية الوطنية وحدها من توحد العراقيين، فيما الهويات الاخرى تقسمهم.

رائد فهمي

سكرتير اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

 

**************

 

هذه المرة من نصيب السليمانية

دائرة السينما والمسرح تستأنف فعاليات “أيام الفن العراقي” 

بغداد-  طريق الشعب

استأنفت دائرة السينما والمسرح فعاليات ايام الفن العراقي، حيث نظمت فعالية “ليالي السليمانية” خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين.

حيث تضمنت الفعالية عروضاً مسرحية وافلام سينمائية ولوحات استعراضية ومعارض تشكيلية في صالات المسرح الوطني والرافدين وأشور.

وكانت الفعالية بالتعاون مع جمعية الفنون الجميلة الكردية حيث حضرت فرقة مسرحية من معهد الفنون الجميلة  في السليمانية قدمت مسرحية اسمع يا عبد السميع باللغة الكردية، بالإضافة الى فرقة الفنون الشعبية و قسم الموسيقى من جمعية الفنون الجميلة الكردية.

وقال شاه مال فهمي، رئيس جمعية الفنون الجميلة الكردية، اننا “نفرح بإقامة ليالي السليمانية في بغداد ونشكر جهود العاملين الذين قدموا جهوداً كبيرة لأحياء هذه المناسبة الكبيرة”

 واشترك حوالي 14 فناناً تشكيلياً في المعرض الذي اقيم في صالة المسرح الوطني قدموا اهم اعمالهم، بالإضافة الى خمسة افلام سينمائية قصيرة.

وعبر الوفد الكردي في كلمة قبل بدء العمل الفني، ان فنانين السليمانية كنا حاضرين هنا في بغداد على مدار يومين للمشاركة في اعمالنا الفنية ونتبادل الحب والسلام مع الفنانين من مختلف انحاء العراق.

وقدم الوفد شكره بالنيابية عن الوفد الكردي لرئيس الجمهورية برهم صالح والى وزير الثقافة ومدير دائرة السينما والمسرح الاستاذ احمد حسن موسى، وباقي القائمين على المهرجان.

اهتمام الجهات القائمة على المهرجان والاستضافة وحفاوة الاستقبال اتي حضينا بها اشعرتنا بأننا ابناء شعب واحد.

جئنا لبغداد كي نقدم  طاقات شبابية فنية جديدة موجودة في كردستان.

من جانبه قال المسرحي، علاء قحطان، في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “دائرة السينما والمسرح منذ بداية العام الحالية خططنا ان نجمع فنانوا المحافظات في بغداد لتقديم عروضهم الفنية، ولكن ازمة كورونا حالت دون تحقيق ذلك”.

وأضاف ان “وهذه ليست المرة الاولى في السابق استضفنا البصرة والموصل وبابل هذه الليلة الرابعة التي هي مخصصة للسليمانية”.

واوضح اننا “مستمرين وسوف نعد امسيات وليالي لأربع محافظات اخرى منهن محافظة شمالية أخرى بالإضافة الى استضافة للأنبار”.

وعبر قحطان عن سعادته بـ”الارتباط الحاصل الان مع فنانوا المحافظات، ومن خلال الليالي والأماسي”، مبيناً انهم اكتشفوا “فنانين مبدعين في المحافظات لم نكن نعرفهم من قبل، كذلك هم لم يحظوا بفرص جيدة لإظهار مواهبهم”، معتبراً انها “طاقات مهمة تمكنت من التعبير عن الفلكلور الكردي بطريقة ممتازة”.

وأشار قحطان الى اعمال دائرة السينما والمسرح مؤكداً انها “قدمت خلال الايام الاخيرة الماضية ثلاث عروض مسرحية، في ايام 9 و10 و11 سنعرض مسرحية  شباك اوفيليه لجواد الاسدي، وفي يوم 13 عشر من الشهر الحالي لدينا مهرجان عيون وهو لتكريم بعض المبدعين، ويوم 16 لدينا عرض مسرحي اخر اسمه 25 رختر تأليفي واخراجي، ويوم 28 لدينا عروض شعبية تستمر لغاية العام المقبل”.

 

***********

 

بعد توقف بسبب كورونا

الشعر الشعبي يعاود أمسياته في البصرة

البصرة – وكالات

بعد توقف دام شهورا بسبب جائحة كورونا، عاودت جمعية الأدباء الشعبيين في البصرة إقامة فعالياتها الشعرية، وذلك في أمسية شارك فيها عدد من الشعراء الرواد والشباب، وحضرها جمهور غفير من محبي الشعر.

وقال رئيس الجمعية الشاعر قيس المالكي، أن الأمسيات الشعرية عاودت نشاطاتها النصف شهرية على قاعة قصر الثقافة والفنون في مركز المحافظة، مبينا أن القصائد التي ألقيت في الأمسية الأخيرة، تنوعت موضوعاتها بين الوجدانية والوطنية.

 

*************

 

شيوعيو الهندية يعرّفون بمواقف حزبهم السياسية

الهندية – غانم الجاسور

شكلت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الهندية بمحافظة كربلاء، الأربعاء الماضي، فريقا جوالا جاب شوارع القضاء وأسواقه سيرا على الأقدام.

ووزع الفريق على المواطنين وأصحاب المحال التجارية ورواد المقاهي، نسخا من بيانات صادرة عن الحزب، توضح موقفه من الراهن السياسي، بضمنها البيان الذي يتناول مسودة قانون جرائم المعلوماتية.

كما تبادل الفريق مع جمهور من المواطنين، الحديث حول الفساد المستشري في مفاصل الدولة، مشددا على أهمية محاربته وتقديم المفسدين إلى العدالة. فيما ركز على ضرورة دعم الحراك الشعبي والضغط على أصحاب القرار من أجل تنفيذ الإصلاحات المطلوبة.

 

***************

مناهضة العنف ضد المرأة بالموسيقى والغناء

بغداد – تضامن عبد المحسن

لمناسبة اليوم الدولي لمناهضة العنف ضد المرأة، 25 تشرين الثاني، وتحت شعار “دعوها تقول.. دعوها تبدع”، أقامت دائرة الفنون الموسيقية، أخيرا، حفلا موسيقيا – غنائيا.

حضر الحفل الذي أقيم على “قاعة الرباط” في مقر الدائرة، عدد من المسؤولين الحكوميين وممثلي المنظمات المدنية إلى جانب جمع من المثقفين والفنانين.

في البداية، رحبت مدير الحفل رند علي بالحاضرين، وقالت في كلمة لها أن تقارير وبيانات دولية أشرت تزايد حالات العنف ضد المرأة والفتاة، خاصة بعد تفشي جائحة كورونا، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة تتطلب من الجميع توحيد الجهود لإيقاف العنف.

وطالبت مديرة الحفل في كلمتها، بضرورة تشريع قانون مناهضة العنف الأسري.

وكانت لمدير عام دائرة الفنون الموسيقية محمود عبد الجبار موسى، كلمة أكد فيها موقف دائرته الرافض لكل أنواع العنف الموجه ضد المرأة، مشددا على أهمية أن تأخذ المرأة دورها في التعبير عن نفسها واظهار ابداعها في جميع ميادين الحياة.

واشار موسى إلى أن دائرته تسعى إلى تنمية قدرات المرأة الموظفة والفنانة، وأنه تم ضم عدد من طالبات مدرسة بغداد للفنون الموسيقية والتعبيرية إلى الفرقة الموسيقية المركزية التابعة للدائرة، من أجل دعم مواهبهن.

وعبرت الطالبات اللاتي شاركن في إحياء الحفل إلى جانب نخبة من عازفي الفرقة المركزية، عن سعادتهن بظهورهن أول مرة أمام الجمهور.

وتضمن منهاج الحفل عزف عدد من المقطوعات الموسيقية، واداء أغنيات تراثية وأخرى تتغنى بالمرأة والوطن.

وعلى هامش الحفل، أقيم معرض فوتوغرافي ضم صورا لعدد من مطربات العراق الرائدات، وآخر لأقراص ليزرية تتضمن موسيقى وغناء من التراث، فضلا عن معرضين أحدهما تشكيلي والثاني للحرف اليدوية.

 

**************

 

القاص نهار حسب الله:

نواجه موجة خطرة من تسطيح الثقافة

بغداد – طريق الشعب

نهار حسب الله، قاص وسيناريست ولد في بغداد عام 1989، وهو عضو في عدد من الاتحادات والروابط الثقافية والإعلامية العراقية، بينها الاتحاد العام للأدباء والكتاب، النقابة الوطنية للصحفيين ومجلس السلم والتضامن.

أصدر ثلاث مجموعات قصصية، ورواية واحدة. وأنجز عددا من السيناريوهات لأفلام ومسلسلات.

 حاز نهار على عدد من الجوائز المحلية والعربية، آخرها جائزة افضل سيناريو روائي قصير من وزارة الثقافة المصرية/ هيأة قصور الثقافة 2020، وذلك عن فيلم “اكسسوار بشري”. كما تُرجم العديد من قصصه إلى اللغات الانكليزية والتركية والفارسية، وتحول بعض قصصه إلى أفلام سينمائية قصيرة، مثل فيلم “الساعة” للمخرج البحريني أحمد يعقوب، عن قصته “صرخة ساعة”.

للمزيد من التفاصيل عن تجربته، اجرت معه “طريق الشعب” الحوار الآتي:

• ما أبرز انجازاتك في العام الجاري، وهل من طموح جديد؟

- استثمرت هذا العام، بالرغم من أزماته، في القراءة والكتابة ومشاهدة سلسلة من الاعمال الدرامية العالمية، فضلاً عن الاشتراك في أكثر من ورشة لكتابة نصوص درامية، ربما ترى النور قريباً. أما في ما يخص الطموح، فأنا أطمح إلى الغوص اكثر في عالم الكتابة، خاصة كتابة السيناريو، سعيا إلى اكتساب ثقة الجهات المنتجة كي تسوّق ما أكتب.

• سمعنا أن ابنك “جاد” مثّل في فيلم قصير، هل تنوي توجيهه نحو مسارك؟

- تربية الأطفال في واقع مأزوم كالذي نعيشه اليوم، مسؤولية كبيرة تتطلب الكثير من الانتباه. لذلك علينا كآباء، رسم خطط ووضع خيارات متعددة لمستقبل اطفالنا. فأنا أعمل جاهداً على إغراق طفولة ابني “جاد” في الفنون.. تارة اتركه مع الألوان والاوراق، واراقبه لساعات وهو يخربش رسوما طفولية، وتارة أجلسه أمام البيانو لعله يتعلم العزف. أما التمثيل، فهو حلم كان يراودني منذ الطفولة، ولم يحالفني الحظ بأن ادخل معهد او أكاديمية الفنون الجميلة. وقد كانت تجربة تمثيل “جاد” في فيلم قصير لصالح منظمة البرلمان الالمانية، وبالتعاون مع شركة عشتار للإنتاج الفني، فرصة مهمة كنت أنتظرها وأتمناها. ذلك انها ستشكل ذاكرة جميلة فريدة بالنسبة له، وستضيف خيارا إلى خيارات مستقبله.

• كيف ترى الواقع الثقافي اليوم، وما رأيك بالكتاب كصديق؟

- نعيش اليوم صراعا واضحا بين الثقافة الرصينة التي توفرها القراءات الغنية المتراكمة، والثقافة السطحية التي تطرحها مواقع التواصل الاجتماعي وشاشات التلفاز. لذلك علينا الاعتراف بأننا نواجه موجة خطيرة لتسطيح الثقافة واختزال مفاهيمها. أما عن الكتاب، فلم أجد صديقاً أوفى وأقرب منه. إذ إن ما توفره المكتبات الالكترونية من ترجمات عالمية ومطبوعات علمية في شتى المجالات، يجعلني اشعر بمدى تقصيري مع ذلك الصديق الحميم، فربما احتاج اضعاف عمري لقراءة كل ما احب!

• هل ترى أن المثقف السبعيني لا يزال يتصدر المشهد؟

- قد اختلف مع الرأي الذي يحصر المثقف في مرحلة زمنية معينة. فأنا افتش عن المثقف الباحث الذي يدفعني إلى تغيير قناعاتي، غير مهتم لعمره أو جنسه أو لونه. لكن المثقف اليوم، وبدعم من التكنولوجيا المتاحة، تجاوز حدود المحلية، وصار بإمكانه التبادل الثقافي والمعرفي مع مختلف الأوساط.