العدد 13 السنة 86 الثلاثاء 13 تشرين الأول 2020

 

تصفح بي دي اف

 

 

 

ص1

على طريق الشعب

تكبيل بلدنا بالديون.. طريق التداعيات الخطرة

تعاني بلادنا من ازمة اقتصادية ومالية هي حصيلة النهج والسياسات المتبعة منذ عام ٢٠٠٣، وهي تشتد او تخف وطأة تبعا لتوفر السيولة النقدية، التي تأتي في الاعم الغالب من تصدير النفط الخام وتشكل دخلا غير مستقر.

لقد افتقدت بلادنا الإدارة السليمة للموارد المالية في الفترات التي تحسنت فيها واردات النفط، بفعل ارتفاع أسعاره وازدياد كمياته المنتجة والمصدرة. فلَم يجر توظيف العوائد في مشاريع وخطط تنموية، توفر دخلا للدولة وفرص عمل للباحثين عنها. هؤلاء الذين تزداد اعدادهم فيما لا يجدون ما يسد الرمق،فكان الخيار الوحيد امامهم هو الاحتجاج والتظاهر للضغط على الحكام المتنفذين، الذين حرصوا كثيرا على تنمية مواردهم الشخصية واحزابهم وكتلهم وتياراتهم على حساب فقر وجوع ومرض ملايين العراقيين، خاصة من ذوي الدخل المحدود والكادحين والفقراء والكسبة والعمالة غير المنتظمة.

وفشلت الحكومات المتعاقبة ومعها ذوو الاجندات الخاصة المدججون بالسلاح والمتماهون مع مشاريع خارجية، في توفير بيئة سياسية وامنية وتشريعية مناسبة لانطلاق عملية استثمار حقيقي وجاد، سواء للرأسمال الوطني ام الخارجي، في مشاريع إنتاجية صناعية وزراعية وخدمية، تشكل الركائز للنهوض وبناء الاقتصاد المتنوع والمتعدد المداخيل.

ورغم المناشدات العديدة من سياسيين ومتخصصين عراقيين وأجانب، لم تبادر الحكومات المتعاقبة الى تشكيل الصناديق السيادية، التي تحفظ مصالح ليس الجيل الحالي فقط، بل والاجيال القادمة، وتعمل على تنميتها عبر مشاريع منتجة ومجدية اقتصادية.

وهناك ايضا التحفظات والملاحظات الجدية، الاقتصادية والفنية، على التراخيص وعقود النفط والعقود مع شركات الهاتف النقال، والتي أدى اهمالها ولا يزال الى ضياع مليارات الدولارات، سواء في العراق ككل او في إقليم كردستان.

ان ما نشهده اليوم هو حصيلة هذا كله، مضافا اليه غياب خطط التنمية، والنهب الذي تعرضت له أموال الدولة وعقاراتها،وتفشي الفساد على مستوى المؤسسات والافراد، وفشل وتلكؤ المشاريع التي اهدرت عليها مليارات الدولارات، وكان بعضها وهميا، ومنها مشاريع الكهرباء. كذلك إبقاء أبواب العراق وحدوده مفتوحة بضغط من أحزاب ومليشيات، لادخال البضائع بالشكل غير الشرعي الذي اضر كثيرا بالمنتوج الوطني الصناعي والزراعي.

وساهمت جرائم الإرهابيين وتداعي هيبة الدولة وسلطة القانون والانفلات الأمني وتغوّل المجاميع السياسية المليشياوية، وحديثا تفشي وباء كورونا، وانخفاض أسعار النفط عالميا،في مفاقمة ظواهر الازمة الاقتصادية والمالية وتداعياتها، وحدّة التوترات الاجتماعية، وتردي حياة ومعيشة غالبية أبناء الشعب. ومن ذلك ازمة تامين رواتب الموظفين والمتقاعدين رغم اعتماد الاقتراض الداخلي والخارجي، وفقا لقانون الإقتراض الذي اقره مجلس النواب (حزيران ٢٠٢٠).

ونؤكد هنا من جديد ان طريق المعالجة لا يمر قطعا عبر حرمان ملايين الموظفين والمتقاعدين وعوائلهم من رواتبهم او تأخيرها، ولا عبر الاقتراض الداخلي والخارجي وزيادة مديونية العراق وما يترتب على القروض من فوائد. فهذا بحسب كل المتخصصين يفضي الى الانهيار ورهن البلد واقتصاده الى الدائنين.

ان من غير السليم ابدا الاعتماد على الاقتراض الداخلي او الخارجي لمعالجة العجز المالي. فهناك وسائل اخرى بديلة، منها ترشيد الانفاق العام ووقف الهدر على مختلف الصعد، والتصدي الفاعل للفساد واسترجاع الأموال المنهوبة والمسروقة داخل وخارج الوطن، وتفعيل جباية الضريبة التصاعدية،وجمع موارد عقارات الدولة، ووقف الهدر والتلاعب بواردات المنافذ الحدودية والكمارك، وتطبيق قانون خفض رواتب الرئاسات والوزراء والنواب والدرجات الخاصة، وإيجاد بيئة سياسية وامنية مناسبة للاستثمار والبناء، والتخلص التدريجي من ترهل جهاز الدولة،وإعادة النظر في الصرفيات غير المبررة على الجانب الأمني والعسكري، والاستثمار الأفضل لموارد النفط باتجاه خلق اقتصاد متوزان فاعل،وإعادة النظر بالتراخيص النفطية وعقود شركات الهاتف النقال، وقبل كل هذا وذاك فرض سلطة القانون وحل المليشيات وإيقاف تمردها على الدولة ومؤسساتها.

ولقد قُدم الكثير من المقترحات البناءة الى الحكومات السابقة والحالية، وحان الوقت لاعتماد سياسة اقتصادية ومالية بديلة لمشروع اقتصاد السوق المنفلتة، سياسة في صالح غالبية أبناء الشعب وليس مصلحة الأقلية المتحكمة اليوم بكل شيء، والتي فشلت تماما في ادارة موارد البلد وإطلاق تنمية مستدامة. وهذا يتطلب إرادة وعزما سياسيين، وكتلة بشرية فاعلة داعمة للتغيير السياسي ورافعة للنهوض، بما يضع بلدنا على السكة الصحيحة للبناء والاعمار والاقتصاد القوي المتنوع والتنمية.

**********

هل يحقق نظام الدوائر المتعددة بالفعل تمثيلا افضل للناخبين ويقلل من تأثير الفساد والمال السياسيين ؟

صوت مجلس النواب اول امس على تقسيم العراق الى ٨٣ دائرة انتخابية،. مرجحا بذلك خيار الدوائر المتوسطة، وهناك دعوات  لصالح الدوائر الصغيرة مستندة الى عدد من الحجج والمبررات.

من اهم الحجج التي تساق لصالح نظام الدوائر المتعددة كون الدائرة الاصغر تجعل الجمهور قريبا من النائب، فتتيح له مراقبته ومساءلته بصورة افضل في شأن الخدمة التي يقدمها لسكان منطقته.

لكن هذه الحجة تنطبق اكثر على عضو مجلس المحافظة وليس على النائب الذي يفترض فيه ان يكون ممثلا للشعب العراقي، اي صاحب تمثيل وطني وليس مناطقيا. فنظام تعدد الدوائر من شأنه تكريس الهويات الفرعية على حساب الهوية الوطنية، بعكس ارادة الانتفاضة التي رفعت شعار نريد وطن.

من ناحية اخرى يمكن لنسبة قليلة من الاصوات في ظل هذا النظام ضمان الفوز في حال تعدد المرشحين وتوزع الاصوات، وهي الحالة المرجحة. وهذا سيؤدي عمليا الى اقصاء اطياف سياسية وربما مكوناتية ايضا، بعكس ما هو مطلوب في المرحلة الانتقالية التي نمر بها والتي تحتاج الى مشاركة واسعة. لهذا نجد الحركات الاحتجاجية في دول الجوار (لبنان ، الاردن) تطالب بالتمثيل النسبي وباستبدال نظام الدوائر المتعددة والصغيرة بنظام الدائرة الواحدة، بعد ان تحولت  هذه الدوائر الى اقطاعيات عائلية او صارت ذات صبغة فئوية ضيقة.

كذلك توفر الدوائر المتعددة، الصغيرة ومثلها المتوسطة ، فرصا اكبر لتأثير المال السياسي. وان قوى المحاصصة والفساد تمتلك اموالا طائلة وستوفرها بسخاء لمرشحيها في هذه الدوائر، لا سيما وان المبالغ المطلوبة للرشا وشراء الاصوات فيها ستكون اقل مما في الدوائر الكبيرة. اما القول ان الدوائر المتعددة تجعل الناخبين على بينة من ممارسات نوابهم في حال فسادهم فيتمكنون من محاسبتهم، فالواقع ان المشكلة لا تكمن في اكتشاف فساد النائب، فهذا الامر معروف حاليا لمعظم المواطنين، والمهم هو تحديد ما متاح للناخب من الامكانيات والوسائل لمحاسبة النائب، وما هي الآليات المتوفرة له للقيام بذلك ، في ظل فساد وانحياز مؤسسات الدولة التنفيذية والتشريعية والقضائية؟

يضاف الى ما تقدم ان القوى المتنفذة تعمل بشكل محموم على تقسيم الدوائر ورسم حدودها وفقا لمصالحها الخاصة، وان من الضروري ان تتولى جهات مهنية مستقلة مهمة التقسيمات، مستعينة بخبرات دولية ووفق معايير موضوعية لا تخضع للمصالح الحزبية الضيقة.

 

رائد فهمي

سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي

**********

ص2

اضاءة

حصر السلاح

مطلب لا يتجزأ

محمد عبد الرحمن

المواطنون يعيشون كل يوم، بل كل ساعة، هاجس القلق من السلاح المنفلت والطائش والمتمرد، وليس من دون معنى ومغزى ان ترحب الناس باي اعلان عن توجه جدي للسير الى امام ولو خطوة واحدة، في الطريق الشائك والمعقد لنزع السلاح.

وفيما كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن هيبة الدولة وسلطة القانون وضرورة فرضهما، وهو ما تقول به اطراف وجهات سياسية متنوعة، يعرف المواطن جيدا ان بعضها يبطن عكس من يظهر، فلا بد من الإشارة الى انه لا يمكن ان تستقيم الأمور مع بقاء السلاح منفلتا او متمردا بأي شكل من الاشكال وتحت أي عنوان كان، كما لا يمكن القيام بعمليات عسكرية او التلويح بها خارج ما هو مرسوم في اطار السياسة العامة للدولة والسلطات الدستورية.

ان حصر السلاح او نزعه لا يمكن فهمهما الا بمعنى ان يكون السلاح حكرا على مؤسسات الدولة الشرعية، العسكرية والأمنية، ويعد خروجا على الدولة وتطاولا عليها ان يستخدم خارج الخطط والاستراتيجيات والتوجهات التي ترسمها الجهات والهيئات المخولة دستوريا، مهما كانت مبررات ودواعي ذلك، وهي في جميع الأحوال تخص تتعلق بتقديرات من يقول بها ويسعى الى تنفيذها او التهديد بها، تحت عناوين جذابة تثير عواطف المواطنين، في وقت لا تخلو هي فيه من اجندات سياسية خاصة.

وسيكون موضع تندر كل من يقول برفعة الدولة وهيبتها، فيما هو في كل لحظة يلحق بها اذى عميقا، عبر تهديداته وعبر إعلان “الحرب” او اعادة السيف الى غمده متى شاء ومتى رغب!

ان حصر السلاح بيد الدولة، ليس فقط مهمة الحكومة رغم ما عليها من واجبات يفترض ان تقوم بها في هذا الشأن، بل هو واجب القوى والأحزاب والكتل السياسية، خاصة المسجلة منها وفقا لقانون الأحزاب النافذ، والذي يحرّم على اي حزب او تنظيم سياسي امتلاك ذراع مسلحة، وينص على عدم السماح له بالمشاركة في الانتخابات ان هو امتلك، فكيف الحال اذا كان يستخدم السلاح فعلا او يهدد به لفرض واقع معين ؟

ثم ان حصر السلاح مهمة يتطلب الامر ان تفرضها الجماهير الواسعة، وان لا تكل ولا تتوقف مطالبة الجميع بالانصياع لارادة الناس في تحقيق ذلك عبر خطوات ملموسة، ورفض محاولات الالتفاف تحت أي عنوان وبأية صورة.

وتزداد أهمية ذلك مع قرب الانتخابات المقرر اجراؤها في حزيران القادم، لجهة تهيأة الأجواء المناسبة، التشريعية والقانونية والأمنية، كي يمارس المواطن اختياره بسلاسة وامان، وبعيدا عن قرقعة السلاح وهيمنة وسطوة مالكيه.

ان حصر السلاح وحل الفصائل المسلحة غير القانونية والمليشيات المتمردة على سلطة الدولة وقراراتها، هو مطلب شعبي يتوجب عدم التراجع عنه امام التهديدات، بل التمسك به والإصرار عليه.

*************

اضراب عن العمل ووقفات احتجاجية في المستشفيات

الحراك الجماهيري يتجدد

في أكثر من محافظة

بغداد - علي شغاتي

استأنفت شرائح عدة من المحتجين، خلال اليومين الماضيين، تظاهراتها بعد الانتهاء من إحياء زيارة الأربعين. وشهدت مختلف المحافظات، تظاهرات احتجاجية للمطالبة بالكشف عن مصير الناشط المدني سجاد العراقي، وتوفير فرص عمل والخدمات، فيما شهد عدد من المستشفيات احتجاجات للعاملين فيها.

تظاهرات في الناصرية

في مدينة الناصرية، أغلق العشرات من المحتجين مبنى محافظة ذي قار، احتجاجا على تقاعس الاجهزة الأمنية وعدم تحرك ادارة المحافظة لإطلاق سراح الناشط المدني سجاد العراقي.

وقال الناشط المدني علي خشن، لـ”طريق الشعب”، إن “المتظاهرون اعطوا المحافظ وقائد شرطة المحافظة، مهلة تنتهي اليوم (الثلاثاء) لمعرفة مصير سجاد العراقي، أو تقديم استقالاتهم”، مهدداً بـ”تصعيد احتجاجي سلمي في المحافظة من اجل الافراج عن العراقي”.

اضراب وتظاهرة في البصرة

من جانبهم، نظم عدد من الكوادر الصحية والتمريضية والادارية، في مستشفى الفيحاء وسط محافظة البصرة، اضرابا جزئيا عن العمل، للمطالبة بتحسين الواقع الصحي، وعدد من المطالب الاخرى.

وذكر الموظف في المستشفى حسن الفرطوسي، لـ”طريق الشعب”، إن “الاضراب يأتي للضغط على الحكومة المركزية، ووزارة الصحة لإصلاح الواقع الصحي في البلاد، والاهتمام بالموظفين في المستشفيات من غير الاطباء”، مبيناً ان “مطالبنا هي رفع التسكين عن رواتبنا، وزيادة نسبة الخطورة أسوة بالأطباء، والاهتمام بالجوانب الصحية والوقائية في المحافظة”.

في الاثناء، تظاهر عدد من خريجي كليات الهندسة امام البوابة الرئيسية لشركة نفط البصرة، للمطالبة بتوفير فرص العمل.

وبيّن المتظاهر مرتضى جمعة في حديث لـ”طريق الشعب”، إنه “بعد مضي شهر من تظاهراتنا، امام مقر الشركة في موقع الماكينة، قررنا نقل تظاهراتنا أمام موقع الزقورة لتواجد ادارة الشركة في هذا الموقع، ولنقل مطالبنا لها”، مشيراً الى “وجود ١٣ حقلا نفطيا وحقول للغاز تعج بالعمالة الأجنبية، فيما ابناء المحافظة يعانون البطالة”.

وقفات احتجاجية في الديوانية و واسط

من جهتهم، نظم اطباء الاسنان في محافظة الديوانية وقفة احتجاجية، للمطالبة بمنع غير العراقيين من العمل داخل البلاد، وتوسعة مقاعد الدراسات العليا.

واشار مراسل “طريق الشعب”، ميعاد القصير، الى أن “مطالب المحتجين هي تعيين خريجي كليات طب الاسنان من دفعة العام الماضي، ومنع الكوادر الاجنبية من العمل داخل العراق، وتوسعة مقاعد الدراسات العليا، وتفعيل قانون حماية الاطباء، وحمايتنا من الاعتداءات المتكررة”.

في الأثناء، نظم عدد من الكوادر الصحية والتمريضية والادارية في مستشفى الزهراء التعليمي وسط مدينة الكوت، وقفة احتجاجية للمطالبة بزيادة نسبة مخصصات الخطورة.

وأوضح المتظاهر محمد العامري في حديث لـ”طريق الشعب”، إن “الوقفة الاحتجاجية هي من اجل الالتفات لمعاناة الكوادر الصحية والتمريضية والفنية في المستشفيات، وهم يمثلون حائط الصد الأول في وجهة فايروس كورونا”، مطالباً بـ”رفع مخصصات الخطورة الى ٨٠ في المائة، وتثبيت عقود عمال النظافة في المستشفى الذين يتقاضون رواتب لا تتناسب مع حجم المخاطر التي يتعرضون لها”. يُذكر أن عددا من المستشفيات في العاصمة بغداد، ومحافظة ميسان والمثنى شهدت وقفات احتجاجية، رفعت ذات المطالب.

اعتصام في ديالى

في غضون ذلك، اقام عدد من اهالي ناحية مندلي، التابعة لمحافظة ديالى، اعتصاما مفتوحا للمطالبة بتوفير الخدمات.

وافاد مراسل “طريق الشعب”، إن “العشرات من المواطنين اقاموا اعتصاما مفتوحا امام الادارة المحلية في الناحية، للمطالبة بتوفير الخدمات في الناحية وتحويلها الى قضاء”.

**********

مواساة

الى اسرة الفقيد الاستاذ الدكتور اسامة الدوري المحترمين

تلقينا بأسى وألم خبر رحيل الاستاذ الدكتور اسامة الدوري، الاكاديمي المعروف ورئيس قسم التاريخ سابقا في كلية الآداب بجامعة بغداد.

بوفاته فقدنا استاذا مثابرا وحريصا أسهم في تربية وتأهيل كثيرين من طلبة التاريخ المجدّين، وخسرنا فيه صديقا صادقا لحزبنا، رعى العديد من الباحثين الشباب الذين انصرفوا الى دراسة جوانب مختلفة من تاريخ الحزب ومسيرته وإنجازه.

في هذه المناسبة الحزينة نتوجه بخالص المواساة اليكم جميعا، والى اصدقائه وزملائه ومحبيه، متمنين لكم الصبر والسلوان.

وسيبقى الاستاذ الدكتور اسامة الدوري محفوظا في ذاكرتنا بطيبته ولطفه ومحياه الباسم على الدوام.

 

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

12/10/2020

***********

ص3

النقابات الصحية تعلن اضرابا

والمنتفضون يستعدون لأحياء ذكرى ٢٥ تشرين المجيدة

بغداد - طريق الشعب

بدأت نقابات طبية وصحية عراقية، أمس الأول، إضرابا عن العمل في جميع المحافظات، مهددة باستمرار التصعيد في حالة عدم الاستجابة للمطالب التي رفعتها، فيما أكد المنتفضون استعدادهم لتنظيم تظاهرات كبيرة بمناسبة الاقتراب من مرور عام كامل على ذكرى ٢٥ اكتوبر التي شهدت تظاهرات واحداثا ضخمة جدا أحرجت كل القوى السياسية الفاسدة.

اضراب كبير

شمل الإضراب الذي تم الاعلان عنه، المنتسبين لنقابات ذوي المهن الصحية وأطباء الأسنان ونقابة الإداريين ونقابة الكيميائيين ونقابة الصيادلة، وسيمتد إلى المستشفيات في جميع المحافظات عدا الأقسام الطبية الحساسة مثل الطوارئ وغسل الكلى والعناية المركزة والانعاش، بحسب الأنباء التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي ووكالات الأنباء.

وقال نقيب ذوي المهن الصحية علاء المالكي، في تصريحات صحفية اطلعت عليها “طريق الشعب”، إن “من بين مطالب المحتجين إقالة وزير الصحة”.

وطالب المضربون برفع رواتبهم وبدلات الطعام ومساواتهم مع الأطباء المقيمين في المستشفيات، ورفع بعضهم لافتات تندد بـ ”التهميش والطبقية”.

وشهدت المستشفيات والكوادر الصحية العراقية تزايدا في الضغط عليها بسبب انتشار فيروس كورونا في البلاد التي أصبحت الأعلى عربيا وفي المركز 15 عالميا في عدد الإصابات التي تجاوزت 400 ألف إصابة مؤكدة بالفيروس ونحو 10 آلاف وفاة.

ولا يعلن العراق عدد الأطباء والمسعفين والممرضين الذين يصابون أو يتوفون بالفيروس لكن التقديرات تشير إلى أعدادهم تجاوزت المئات. فيما نظمت كواد صحية وطبية خلال اليومين الماضيين وقفات احتجاجية كثيرة للمطالبة بحقوقهم التي أكدوا انها مهدورة رغم الجهود والتضحيات التي يبذلونها رغم فترة الجائحة وتردي الواقع الصحي.

 

استعدادات جديدة للمنتفضين

في الأثناء، شهدت المحافظات العراقية، خاصة التي عاشت اياما من المظاهر الاحتجاجية المستمرة في بعضها، اجراءات امنية مشددة لمواجهة أي تطور أمني في الايام المقبلة، وذلك بالتزامن مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لموجة التظاهرات التي تصادف يوم 25 تشرين الأول المقبل. واستذكر المحتجون في مختلف الساحات، يوم الخميس الماضي، حلول الذكرى الأولى لاحتجاجات أكتوبر التي تواصلت عدة أشهر ضد الحكومة، ورُفعت فيها شعارات تنادي بإسقاط القوى الحاكمة، احتجاجاً على الأوضاع الاقتصادية وسوء الخدمات، ومن المرتقب ان تشهد الساحات توافدا أكبر مع استذكار الموجة الثانية من التظاهرات التي عادت بقوة يوم 25 تشرين الاول من العام الماضي.

وقال المتظاهر، بلال رضا لـ ”طريق الشعب”، وهو من متظاهري ساحة التحرير، اننا “على استعداد تام لإحياء ذكرى ٢٥ اكتوبر التي شهدت خروج أكبر موجة احتجاجية في تأريخ العراق ضد الفاسدين”.

وأوضح رضا “ما زالت مطالبنا لم تتحقق، والآن هنالك محاولات للالتفاف عليها من خلال تشريع قانون انتخابي جائر لاحتكار السلطة بيد الفاسدين المتورطين بسفك دماء الآلاف من الابرياء من المتظاهرين”، مؤكدا “التحشيد والاستعداد التام للخروج بتظاهرات ضخمة تستذكر الانتفاضة مجددا وتعيد لها زخمها الاحتجاجي”.

قتلة المنتفضين

ومن ذي قار، اوضح المتظاهر سعد جابر لـ ”طريق الشعب”، ان “قتلة المتظاهرين ما زالوا طلقاء رغم مرور عام كامل على الوعود الحكومية والنيابية بالكشف عنهم”.

ولفت جابر الى ان “الجرائم ازدادت بشكل مريع وهي دليل على اهمال هذا الملف واليوم نطالب بإطلاق سراح سجاد العراقي وغيره والحكومة الحالية تتفرج ولا تقدم النتائج بخصوص هذا الملف الأمني الخطير”، مشددا على أن “التظاهرات ستعود يوم ٢٥ بقوة كبيرة وستحرج الفاسدين مجددا رغم كل محاولات تسقيط المنتفضين وترهيبهم بشكل فاضح من قبل المليشيات وحملة السلاح المنفلت”.

***********

مذكرة منظمات المجتمع المدني إلى الرئاسات الثلاث:

نحو انتخابات حرة ونزيهة وعادلة

بغداد – طريق الشعب

وجهت 68 منظمة مجتمع مدني في العراق، أخيراً، مذكرة إلى الرئاسات الثلاث تطالب بها بتأمين مستلزمات الانتخابات بما يضمن أن تكون حرة ونزيهة وعادلة.

وفي ما يلي نص المذكرة:

نحن الموقعين أدناه ممثلي منظمات المجتمع المدني والشخصيات من خبراء الانتخابات والأكاديميين والناشطين في مجال حقوق الانسان والديمقراطية، نرفع إليكم هذه المذكرة بإسناد من المادة 45 من الدستور، هدفنا فيها العمل على حماية مبادئ الدستور والدفاع عن إرادة الناخبين.

انكم، ومن موقع المسؤولية التي أنيطت بكم لحماية مصالح الشعب، مدعوون للإصغاء لصوتنا، الذي يعبر عن مصلحة عامة، ولا ينطلق من مصالح شخصية، ونتطلع الى استجابتكم، بما يسجل في تاريخكم كمسؤولين آثروا مصلحة الشعب على أي مصالح أخرى.

يمر العراق بمرحلة حساسةومصيرية، سيحدد فيها مسار الديمقراطية وآلياتها المختلفة، ومنها العمليةالانتخابية، ان العمل يجري حالياً على استكمال قانون انتخاب مجلس النواب، وقد تعهد رئيس مجلس الوزراء بإجراء الانتخابات النيابية في حزيران القادم، في هذه المرحلة،نجد لزاماً علينا “نحن الموقعين”، ان نرفع صوتنا، وان ندعوكم الى:

أولاً: التأسيس لنظام انتخابي عادل ومناسب ومستقر للعراق.

ثانياً: إجراء انتخابات حرة ونزيهة وآمنة وبدون تدخل وفي موعدها.

إننا نرى؛ أن خطوة الانتقال من طريقة التمثيل النسبي، باعتبار كل محافظة دائرة انتخابية واشتراط الترشح بواسطةالقوائم الانتخابية، إلى الترشيح الفردي بعيداً عن القوائم، وفي دوائر انتخابيةصغيرة، هي خطوة لها إيجابياتها وسلبياتها، وكان يجب دراستها بشكل أعمق بمشاركة شركاء العملية الانتخابية؛ الأحزاب السياسية والمرشحون، موظفو الإدارة الانتخابية؛السلطة التنفيذية؛ السلطة التشريعية (البرلمان)؛ المؤسسات المسؤولة عن حل النزاعاتالانتخابية؛ المؤسسات القضائية؛ مشرفو الانتخابات والمراقبون المحليون والدوليون؛ وسائلالإعلام؛ الناخبون، بمن فيهم ناخبي الحاضر والمستقبل؛ منظمات المجتمع المدني؛ الأمم المتحدة ومنظمات المساعدة الانتخابية.

إن علينا (بعد خمس عشرة سنة من التجربة الديمقراطية) أن نعي أن العملية الانتخابية ليست حقل تجارب، وان البلد يحتاج إلى استقرار تشريعي مع تحديد التقويم الانتخابي للسنوات المقبلة دون انتظار تحديد نظام الانتخابات وموعدها من قبل أصحاب المصلحة. بل ان المرشح والناخب يعلم متى ستجري الانتخابات، وكيف، وبأي آلية، لخمسين سنة قادمة.

اننا، نطالب بالعمل الجدي على ضمان حرية ونزاهة العملية الانتخابية، بكل مراحلها؛ بدءاً من تسجيلالناخبين، وانتهاء بإعلان النتائج وتصديقها، وباتباع الآليات المناسبة التي تمنعالتدخل، والتزوير، والتلاعب، واستخدام المال السياسي، والتهديد والترغيب، وكل ما يؤدي الى حرف إرادة الناخبين.

اننا، ومن منطلق الحرص على المصلحة العامة، نطالب بإشراك منظمات المجتمع المدني المختصة بالانتخابات والشخصيات من خبراء الانتخابات والأكاديميين والناشطين في مجال حقوق الإنسان والديمقراطية كعنصر أساسي في عملية رسم مستقبل العملية الديمقراطية في العراق، ومنها العمليةالانتخابية، وألا يقتصر دعوتها الى مراسيم تشريفية.

نختم مذكرتنا بالتأكيد على استعداد الجهات الموقعة على تقديم خبراتها في مجال الانتخابات الى مجلس النواب ومفوضية الانتخابات وأي جهة أخرى عن طريق الدراسات واللقاءات وأي طريقة تجدونها مناسبة.

*************

ص4

المالية البرلمانية تعقد اجتماعين لتدارك مخاطر الازمة الاقتصادية

الحكومة تكمل مشروع قانون الاقتراضوتحيله الى البرلمان

بغداد - طريق الشعب

أفاد مصدر برلماني من داخل مجلس النواب، أمس الأول، بوصول مشروع قانون الاقتراض إلى مجلس النواب، فيما عقدت اللجنة المالية النيابية اجتماعين منفصلين بشأن تمويل العجز المالي، وسبل الخروج من الأزمة الحالية.

البرلمان يستلم مشروع القانون

قال المصدر في تصريح صحفي لوكالة “بغداد اليوم”، إن “مشروع قانون الاقتراض قد وصل إلى مجلس النواب بعد ما أرسله مجلس الوزراء عقب الموافقة عليه”.

وجاء ذلك بعد ساعات من اعلان رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، عدم وصول أي طلب حكومي بتشريع قانون يعزز من موازنة الحكومة لتأدية التزاماتها امام المواطنين”.

اجتماعان للمالية البرلمانية

في الأثناء، أعلنت اللجنة المالية النيابية، عقد اجتماعين منفصلين بشأن تمويل العجز المالي الذي تعاني منه الدولة، وسبل الخروج من الأزمة الاقتصادية وتأمين رواتب الموظفين..

وقالت اللجنة في بيان تلقته “طريق الشعب”، إنها “عقدت برئاسة النائب مثنى السامرائي نائب رئيس اللجنة وبحضور اعضاء اللجنة، اجتماعاً ناقشت فيه عددا من القضايا المدرجة في جدول أعمالها أبرزها ازمة الرواتب وقانون تمويل العجز المالي”.

واضاف البيان أن “اللجنة أكدت خلال الاجتماع الذي عقد في مقرها ان مسألة تأمين رواتب موظفي الدولة يقع ضمن مسؤولية الحكومة والتزاماتها امام المواطنين ويكون دور مجلس النواب بشكل عام واللجنة المالية بشكل خاص في تشريع القوانين التي تمكن الحكومة من الايفاء بتلك الالتزامات”.

وتابع أن “اللجنة المالية اوضحت انها قدمت العديد من المقترحات والآراء التي من شأنها ان تخرج البلاد من الازمة الاقتصادية التي تعصف به من خلال تعظيم ايرادات الدولة غير النفطية، فضلا عن تجنيب البلاد الآثار السلبية لسياسة الاقتراض التي قد يتحمل اعباءها الاجيال القادمة “، مشيرا إلى أن “اللجنة ناقشت قانون تمويل العجز المالي الذي جاء بسبب تأخر اقرار مشروع قانون الموازنة العامة الاتحادية لسنة 2020 واستمرار اسعار النفط عند مستويات منخفضة “.

مناقشة الأزمة الاقتصادية

وفي بيان لاحق، اعلنت اللجنة المالية، أنها بحثت مع محافظ البنك المركزي سبل الخروج من الازمة الاقتصادية وتأمين رواتب الموظفين.

وقالت اللجنة في بيانها إنها “استضافت برئاسة النائب مثنى السامرائي نائب رئيس اللجنة وبحضور النائب محمد الدراجي، محافظ البنك المركزي مصطفى غالب مخيف والكادر المتقدم في البنك “.

وأضاف البيان، أن “اللقاء الذي جرى في مقر اللجنة المالية بحث تداعيات الازمة الاقتصادية التي يمر بها البلد والسبل الكفيلة للخروج منها دون ان يؤثر ذلك على قوت المواطنين ورواتب الموظفين “، مشيرا إلى أن “اللجنة وجهت عدداً من الاسئلة بشأن السياسة النقدية المتبعة من البنك المركزي، فضلا عن تبعات سياسة الاقتراض على النقد المالي والآثار المترتبة على الاقتصاد العراقي”.

مسودة قانون الاقتراض

واطلعت “طريق الشعب”، في غضون ذلك، على مشروع قانون تمويل العجز المالي الذي أقره مجلس الوزراء، وأحاله إلى مجلس النواب، لغرض عبور الأزمة المالية التي يمر بها البلاد.

وأظهرت وثائق تلقتها “طريق الشعب” نص مشروع قانون التمويل العجز المالي وتضمن بمواده، إيرادات الموازنة العامة الاتحادية للأربعة أشهر الأخيرة من عام 2020، فضلاً عن تقديرات تعويضات الكويت، إضافة إلى تقديرات عقود التراخيص المتبقية، وتقديرات صافي الإيرادات النفطية.

وتضمنت الوثائق أيضاً، عدد المواد في مشروع قانون التمويل المالي، وفقراتها، وتقديرات النفقات الجارية المخططة للفترة من 17 أيلول لغاية 31 كانون الأول من السنة الحالية، إضافة إلى تقديرات المشاريع الاستثمارية للفترة من 1 كانون الثاني 2020 لغاية نهاية العام الحالي.

وجاء في الوثائق أيضاً، ما يتعلق بمشروع قانون رقم 5 لسنة 2020، الخاص بالاقتراض المحلي والخارجي لتمويل العجز المالي لعام 2020، الذي تضمن مواداً بالقانون، وتخويل وزير المالية صلاحية الاقتراض محلياً وخارجياً، على أن تخصص نسبة لا تقل عن 15 في المائة من كافة القروض لتصرف على المشاريع الاستثمارية وتنمية الأقاليم.

**********

إئتلاف الوطنية: الدوائر المتعددة لا تخدم العملية الديمقراطية ولن تحفظ اصوات الناخبين

بغداد - طريق الشعب

رأى ائتلاف الوطنية، أمس الاثنين، ان نظام الدوائر المتعددة لا يخدم العملية الديمقراطية ولن يحافظ على اصوات الناخبين. وقال الائتلاف في بيان ان “ما حصل في جلسة مجلس النواب يوم أمس الاول من التصويت على الدوائر المتعددة، إنما كان بايعاز من بعض القوى السياسية التي تحاول فرض رأيها على أعضاء مجلس النواب الموقر بمساعدة رئاسة المجلس التي لم تصغي للاصوات الرافضة والتي تنادي بتعديل هذا النظام، حيث أن معظم المتظاهرين السلميين لم يطالبوا بدوائر متعددة بقدر مطالبتهم بإجراء انتخابات مبكرة وعادلة ومنصفة”. واضاف ان “هذا تجسد بتأييد المرجعية لمطالب المتظاهرين وتبنيها من خلال الدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة ونزيهة وعادلة ولم تضيف المرجعية الرشيدة اي شئ آخر وإنما توّسع عدد الدوائر جاء بأيحاء القوى السياسية التي تنتهج اسلوب السيطرة على الانتخابات القادمة عن طريق الدوائر المتعددة او القوة المسلحة”. واكد إئتلاف الوطنية بأن “هذا النظام لا يخدم العملية الديمقراطية ولن يحافظ على اصوات الناخبين ولن يحقق النظام العادل والمنصف الذي دعى اليه المتظاهرين السلميين والاتحادات والنقابات”.

********

خطر يداهم حياة المواطنين

آلاف “الألغام” تملأ الحدود العراقية الإيرانية

بغداد – طريق الشعب

منذ بدايات الحرب العراقية الإيرانية، في ثمانينيات القرن الماضي، ملأت حدود البلدين، بمئات الآلاف من الألغام الأرضية، والتي بقيت رغم انتهاء الحرب، تحصد أرواح العشرات من أهالي القرى الحدودية بين فترة أخرى، ما حولها إلى ما يُعرف بـ’’أرض الحرام’’.

مدير ناحية مندلي وكالة (90 كم شرق بعقوبة) مازن الخزاعي قال لـوكالة ( بغداد اليوم)، ان “حجم الالغام الارضية المنتشرة في الحدود الفاصلة بين العراق وايران من جهة مندلي وقزانية وصولا الى خانقين كبير جدا وليس هناك عدد محدد للالغام، لكن يمكن القول بأنها تصل إلى عشرات الآلاف وان انتشارها واسع جدا”.

واضاف، انه “بعد العام 2003 ولغاية الآن سقط اكثر من 20 شخصاً بين قتيل وجريح بسبب انفجار ألغام الاراضي على المزارعين ورعاة الاغنام ما دفعنا الى اطلاق حملة توعية ونشر لوحات تحذيرية بالتعاون مع قوات الحدود على نحو اسهم في لفت انتباه الاهالي ومنع حصول تلك الحوادث خلال السنوات الاخيرة، لكن ما يقلقنا هو السيول القوية التي تخترق حقول الالغام وهي تسير بقوة في العمق تحمل في بعض الاحيان الالغام معها وبالتالي تصبح المشكلة اكثر تعقيدا”.

واشار الخزاعي، الى ان “رفع الالغام هو قرار مرتبط بوزارة الدفاع والتشكيلات التابعة لها”، لافتا الى ان “رفعها سيعطي امكانية استفادة من مساحات واسعة في الزراعة او رعي الاغنام”.

بدوره، أكد مدير بيئة ديالى، عبدالله الشمري، أن الالغام تنتشر على مساحة 140 كم على الحدود العراقية - الايرانية ما يظهر حجمها الحقيقي.

واضاف الشمري ان “وزارة الدفاع أعدت برنامجاً قبل 2014 لرفع الالغام لكن ظهور تنظيم داعش أجل الموضوع الى اشعار اخر”، مؤكدا ان “الالغام مصدر خطر حقيقي على حياة الاهالي خاصة وان السيول تقوم بنقل بعضها الى الاراضي الزراعية في العمق خلال مواسم الامطار ما يشكل خطر على حياة المزارعين”.

من جانبه، قال بشار اللامي من سكنة القرى الحدودية في قاطع مندلي إن “حقول الالغام تسمى بارض الحرام وهي تحمل ذكريات مؤلمة للاهالي خاصة فقدان العديد من الاحبة والاقارب بسبب الغامها”.

وتابع اللامي، أن “اللوحات التحذيرية ووجود قوات الحدود القريبة منها منعت الكثير من الحوادث، لان الاراضي كانت مفتوحة والاطفال من الرعاة يزحفون نحوها”.

***********

ص5

خبراء دوليون يدعون العراق إلى التحقيق

في الاعتداءات على المدافعات عن حقوق الإنسان

بغداد – طريق الشعب

طالب عدد من خبراء الأمم المتحدة المستقلين، العراق بإجراء تحقيق فوري في قتل، والشروع في قتل المدافعتين عن حقوق الإنسان: الطبيبة ريهام يعقوب والناشطة لودي ألبرتي، وتوفير بيئة آمنة لمساندة حقوق الإنسان.

وقال الخبراء في بيان صحفي: “من المشين أن تخاطر المرأة في العراق أو تفقد حياتها للدفاع عن حقوق الإنسان. يجب إنهاء الإفلات من العقاب الذي يسمح باستمرار هذه الجرائم”.

وحث الخبراء الحكومة العراقية على إجراء تحقيقات عاجلة ومستقلة ومحايدة في الاعتداءات على الناشطتين، وتقديم المسؤولين عنها إلى العدالة، بما يتوافق مع المعايير الدولية.

وكانت الطبيبة ريهام يعقوب قد اغتيلت في 19 آب في مدينة البصرة جنوبي العراق، بعد أن أطلق مسلحون مجهولون، يستقلون دراجة نارية، الرصاص عليها. وبحسب الخبراء، فقد عُرفت ريهام بدفاعها عن حق المرأة في ممارسة الرياضة في الأماكن العامة واستخدام المرافق الرياضية.

أما الناشطة لودي ريمون ألبرتي، فقد تعرّضت لمحاولة اغتيال في 17 آب، وأصيبت بساقها. وهي مدافعة عن حقوق المرأة والبيئة، وسبق أن تعرّضت لحملات تشهير أجبرتها على مغادرة مدينتها البصرة.

وقادت الناشطتان مسيرات نسائية ضمن الحركة الاحتجاجية ضد الفساد والبطالة التي بدأت عام 2018 في البصرة.

وأضاف الخبراء في بيان صحفي صدر الجمعة: “من الواضح أن الحكومة العراقية لا تولي اهتماما كبيرا لأرواح المدافعين عن حقوق الإنسان، كان من الممكن منع الهجومين بالكامل، وقد تلقت المدافعتان تهديدات في الماضي ولم تفعل الدولة شيئا للحفاظ على سلامتهما”.

وبحسب الخبراء، فإن جميع المدافعين عن حقوق الإنسان يتعرّضون للخطر، لكن النساء على وجه الخصوص يواجهن تهديدات متعددة الأوجه أكثر من غيرهنّ.

من المشين أن تخاطر المرأة في العراق أو تفقد حياتها للدفاع عن حقوق الإنسان. يجب إنهاء الإفلات من العقاب الذي يسمح باستمرار هذه الجرائم -- الخبراء

وبسبب الحرب وحالة انعدام الأمن الشديدة في العراق، تواجه المدافعات عن حقوق الإنسان تحيّزا واستبعادا من قبل المجتمع والقادة السياسيين، “فضلا عن الاعتداءات الجسدية والعنف الجنسي والاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري والتعذيب والموت” وفق ما ذكره الخبراء.

*************

تحذيرات من خطورة الاقتراض

هل يمكن تدارك أزمة الرواتب بعد مقترحات البرلمان؟

بغداد - طريق الشعب

أكد رئيس اللجنة المالية النيابية النائب هيثم الجبوري، مؤخرا، صعوبة توفير رواتب الموظفين خلال الأشهر المقبلة لو اعتمدت الحكومة على الاقتراض، وفيما طرحت لجنته خطوات عدة للخروج من الأزمة المالية، تحدثت عن الحل الوحيد للسيطرة على المنافذ الحدودية.

مخاطر جسيمة ومقترحات للمعالجة

نقلت وكالة الانباء الرسمية عن الجبوري قوله، إن “العراق لديه مبالغ مدورة من الاقتراض، لذلك فالبقاء بهذا الحال سيجعل من تشرين الأول أكثر صعوبة من شهر أيلول المنصرم”. وأكد الجبوري على “ضرورة اتخاذ خطوات حقيقية، منها التحرك من قبل الحكومة واستثمار علاقاتها مع الخارج لإعادة المليون برميل الذي استقطع من الحصة العراقية”، مبينا “كون المليون برميل على الأسعار الحالية، سيوفر لنا تقريبا تريليونا ونصف الترليون، أي ما يقارب 30 في المائة من الرواتب لموظفي الدولة، وهو مبلغ ليس بالسهل، لذلك بالإمكان معالجة الوضع من خلاله، فيما لو تحركت الحكومة للفترة المقبلة”.

وأشار النائب إلى “أهمية اتخاذ خطة واضحة لزيادة الإيرادات، كتفعيل الگمارك والضرائب والجباية والرسوم، التي هي بأمس الحاجة للتفعيل”.

وبشأن المنافذ الحدودية، قال الجبوري إن “الحل الوحيد للسيطرة على الگمارك هو الحوكمة الإلكترونية، وأتمتة الإجراءات في المنافذ الحدودية، وأبعاد المتجاوزين على القانون والمسيطرين على المنافذ، فضلا عن إبعاد بعض العشائر المسيطرة على المنافذ، وهذه هي الإجراءات الحقيقية”، مؤكداً أن “الأزمة الاقتصادية ستكون أكبر للشهور المقبلة، في حال عدم وجود إصلاحات حقيقية”.

وكان عضو اللجنة المالية في مجلس النواب، ناجي ارديس قد أكد في وقت سابق، أن الحكومة قادرة على تأمين رواتب الموظفين عبر الإيرادات غير النفطية.

وقال ارديس في تصريح صحفي اطلعت عليه “طريق الشعب”، إن “العراق يمتلك العديد من مصادر التمويل التي يمكن أن ترفد خزينة الدولة، أبرزها المعابر الحدودية والضرائب والاتصالات، التي يمكن أن تصل إذا ما طبقت إصلاحات حقيقية في إطار تعظيمها الى 3 ترليون شهرياً”. وأضاف، أن “الايرادات غير النفطية يمكن من خلالها تأمين رواتب الموظفين إلى جانب ايرادات النفط”.

توقعات بانخفاض قيمة الرواتب

من جانبه، رأى الخبير الاقتصادي، عبد الرحمن المشهداني، إن تحويل سعر الصرف من الدينار إلى الدولار الامريكي، خطوة طبيعية تتبعها اغلب البلدان التي تشهد اضطرابات سياسية وأمنية واقتصادية.

وقال المشهداني في تصريح تناقلته وكالات الأنباء، إن “تصريحات الحكومة في الآونة الاخيرة، ركزت بشكل كبير على خطوة تغير سعر الصرف، لأن ذلك سيخفض من قيمة الدينار العراقي ويوفر للحكومة ايرادات اضافية نتيجة استلام عوائد النفط بالدولار الامريكي ومن ثم تبيعها إلى البنك المركزي لتحصل على الدينار العراقي لتدفع رواتب الموظفين والمتقاعدين”.

واضاف أن “هذه الخطوة فيها اثار سلبية من جانب اخر، حيث ستنخفض رواتب الموظفين بنسبة الزيادة، وهذا يعني أن الموظف الذي يستلم 1000 دولار، سيكون راتبه 800 دولار، وهذا سيؤثر على الدخل الحقيقي للأفراد”.

وتابع المشهداني، أن “الأمر السلبي الثاني بخطوة تغيير سعر الصرف، حيث سترتفع اسعار السلع المستوردة، خصوصا وأن العراق يعتمد بشكل كبير على الاستيراد لتغطية احتياجات السوق المحلية، وهذا سيؤثر على القيمة الشرائية للفرد”.

واشار إلى أن “عدم دراسة خطوة تغيير سعر صرف الدولار ستلقي بضلالها على المجتمع بشكل كبير، وستؤدي إلى زيادة الجريمة، والابتزاز، وحتى حالات الخطف، فضلا عن اتساع رقعة خط الفقر في المجتمع وقد تصل إلى أكثر من 70 في المائة من اجمالي اعداد المواطنين”.

وعلّق عضو اللجنة المالية النيابية، النائب جمال كوجر، في وقت سابق على ما تناقلته بعض وسائل الاعلام بخصوص وجود نية لدى وزارة المالية، لتغيير سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار الأمريكي، فيما بين موقف البنك المركزي من الذهاب نحو هذا الخيار.

وقال كوجر لوسائل الاعلام، إنه “لم يطلع على (الورقة الإصلاحية)، المفترض تقديمها من قبل وزير المالية حتى الآن”، وليس لديه أي معلومات إذا ما تضمنت تغيير سعر صرف الدينار العراقي، مقابل الدولار.

واضاف كوجر، ان “اللجنة المالية النيابية عقدت اجتماعاً موسعاً، مع وفد مع البنك المركزي في وقت سابق، وكان معترضاً بشدة إزاء أي محاولة لخفض سعر صرف الدينار أمام الدولار، فيما قدم دراسة علمية لبيان وجه نظره حيال السلبيات المرافقة لأي خطوة بهذا الاتجاه”.

وأوضح، أن “الدراسة أكدت أن خطوة تغيير سعر الصرف ستؤدي لخفض رواتب الموظفين، الأمر الذي يسير بنا نحو التضخم وارتفاع الاسعار”.

وأشار إلى أن “المتضرر الأكبر من أي تغيير بسعر الصرف هم أصحاب الدخل المحدود”.

واضاف كوجر، أن “البنك المركزي كمؤسسة مستقلة، هي صاحبة الشأن في ملف رفع سعر صرف الدينار، ولا نعلم إذا كان بالفعل كان لدى وزير المالية هكذا توجه، وما هو الاساس والدراسة التي اعتمدها في خياره”.

وتابع: “لكننا سننتظر الورقة الإصلاحية، وسنرى ما تضمنته من حلول للملف الاقتصادي والمالي العراقي”.

واشار كوجر الى ان “المشكلة الراهنة هي عدم معرفة الحجم الحقيقي للإيرادات المفترض دخولها خزينة الدولة من الموارد الداخلية بمختلف عناوينها، وماهي نسبة الهدر الفعلية”، لافتا الى ان “ما يدخل لخزينة الدولة لا يوازي 7 في المائة من المبالغ المفترض تحقيقها، اما الأموال الباقية فتذهب الى جيوب الفاسدين”.

*****************

ص6

يرسم الوجوه بكلمات أصحابها

شاب ديواني يستخدم طريقة جديدة في التصميم الالكتروني

الديوانية – وكالات 

استطاع الشاب منتظر صالح شريف، من اهالي محافظة الديوانية، توظيف أفكاره في فن التصميم الالكتروني، ليخرج بتصاميم جديدة مبتكرة.

الشاب البالغ من العمر 21 عاما، والذي يمتلك عزيمة وطموحا كبيرين، اكتشف أن لديه شغفا حسيا في فن التصميم. فصار يطور من موهبته في هذا المجال، حتى استطاع رسم وجوه بعض الشخصيات العراقية المعروفة، بكلماتها.

ويركز منتظر في تصاميمه، على اختيار أشخاص من شهداء التظاهرات، الذين ذهبوا ضحية قمع السلطات والعصابات المسلحة، كصفاء السراي وأحمد المهنا.

يقول منتظر، الذي يدرس في كلية الصيدلة، أن “الأسلوب الفني الذي اشتغل عليه، عبارة عن تصميم الكتروني أشكل به صورة الشخصية باستخدام كلمات كانت قد قالتها أو كتبتها”. ويطلق هذا المصمم الشاب على أعماله تسميات عديدة، منها “انجدني”، “أرجوك ابقَ”. ويشير، في حديث صحفي، إلى أنه يزاول التصميم اليدوي أيضا، وليس الرقمي فقط، مبينا أن لديه لوحة قيد الإنشاء، ترتكز على أسلوبه في التصميم الالكتروني نفسه.

************

للوقوف على احتياجات المزارعين

المختصة الفلاحية الشيوعية تزور اتحاد الجمعيات الفلاحية

بغداد – مهدي العيسى

زار وفد من المختصة الفلاحية التعاونية المركزية في الحزب الشيوعي العراقي، اخيرا، الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية التعاونية، لغرض الوقوف على احتياجات الفلاحين والعمل على دعمهم. وكان في استقبال الوفد رئيس الاتحاد حيدر العبادي. وقد تبادل الطرفان الحديث عن مسألة حماية المنتج الوطني عبر منع استيراد المنتجات الزراعية المتوفرة، وأهمية ذلك في تشجيع الفلاح.

كما جرت مناقشة مقترح زيادة حصة الفلاحين من السماد، ودعم أسعار هذه المادة.

الوفد تطرق من جانبه إلى مشكلة ارتفاع بعض الرسوم الإدارية المفروضة على الفلاحين والجمعيات الفلاحية. إذ يصل رسم منح اجازة الاتحاد للجمعيات الفلاحية إلى نصف مليون دينار، ورسم اشتراك الفلاح في الانتخابات يبلغ 30 آلف دينار، فضلا عن رسم منح هوية الجمعيات البالغ 25 ألف دينار. 

ونوّه الوفد إلى أن هذه الرسوم جعلت الكثير من الجمعيات الفلاحية تعزف عن المشاركة في الانتخابات.

كذلك تجاذب الطرفان الحديث حول بعض المواد القانونية المتعلقة بالجانب الزراعي، والتي تقيد الفلاح وتعيق تطوير مشاريعه الانتاجية.

************

الطرفان ناقشا مشكلات الواقع الخدمي

شيوعيو ديالى يزورون قائم مقام بعقوبة

بعقوبة – محمود العزاوي

زار وفد من لجنة العلاقات الوطنية في اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي بمحافظة ديالى، أخيرا، قائم مقام مدينة بعقوبة عبد الله الحيالي، في مكتبه الرسمي.

وبعد أن تلقى الوفد الزائر ترحيبا وحفاوة من القائم مقام، تبادل معه الحديث حول هموم المواطنين جراء تدهور الخدمات العامة وعدم انتظام توزيع مفردات البطاقة التموينية.

الحيالي، ذكر من جانبه أن القائم مقامية لا تمتلك ميزانية مالية وليس لديها صلاحية بالصرف على الخدمات، موضحا أن بعقوبة أصبحت اليوم “شبه قرية”، طرقها تالفة وخدماتها البلدية ضعيفة، خاصة في أسواقها وأحيائها البعيدة عن مركزها.

وأضاف قائلا أن الدوائر المعنية لا تلتزم بالخطط والبرامج التي تعدها القائم مقامية “فنشاهد أن هناك مناطق وقرى فيها خدمات أفضل مما في المركز، بسبب تواجد بعض الشخصيات الحكومية في تلك المناطق. فهذا الأمر يتسبب في إحالة المشاريع الخدمية من المركز إلى المناطق التي يسكنها المسؤولون، والتي لم تكن مدرجة في الخطة”.

الوفد الزائر أكد غياب العدالة في توزيع الخدمات بين المناطق، ونقل استياء المواطنين من عدم توزيع مفردات البطاقة التموينية منذ أربعة شهور، في الوقت الذي يعيشون فيه واقعا صعبا.

وقبيل توديعه الوفد، أشاد القائم مقام بدور الحزب الشيوعي العراقي في توعية الناس بأهمية الحرص على البنى التحتية العامة والتمسك بالقيم الحضارية.

***********

ورشة صحفية في مقر شيوعيي كربلاء

 

كربلاء – طريق الشعب

نظمت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة كربلاء، اخيرا، ورشة تدريبية حول كتابة الخبر الصحفي.

الورشة التي خصصت لأعضاء المكتب الإعلامي في اللجنة المحلية، تضمنت محورين، الأول نظري حاضر فيه الرفيق سيف حسن، والثاني عملي حاضر فيه الرفيق سلام القريني.

وبحسب اللجنة المحلية، فإنه من المقرر استكمال الورشة، وتقديم محاضرات إضافية حول القصة الخبرية.

************

فتح أبوابه مجددا بعد شهور من الإغلاق

“شارع الفراهيدي” البصري قبلة للمثقفين وعشاق الكتاب

البصرة ـ أحمد ستار العگيلي

رحب البصريون، من مثقفين وأدباء وفنانين وناشطين وهواة مطالعة، بإعادة افتتاح “شارع الفراهيدي” للثقافة والفنون، وذلك بعد شهورمن اغلاقهِ بسبب جائحة كورونا وإجراءات الحظر الصحي.

واستعادت فعاليات “الفراهيدي” الثقافية والفنية المنوعة، ألقها مجددا، وسط فرحة رواده. على اعتبار أن هذا المكان يشكل فضاء ثقافيا بارزا في مدينة البصرة. فيما شدد منظمو الفعاليات والنشاطات، على أهمية الالتزام بشروط الوقاية الصحية، كارتداء الكمامات والقفازات، وإجراء التعقيم قبل دخول الشارع.

عمار كريم، أحد رواد الشارع، قال لـ “طريق الشعب”، أن “التحدي واضح علىالوافدين إلى الشارع، الذين أصروا على المجيء بالرغم من تفشي وباء كورونا”، مبينا أن “هناك إقبال جيد من المثقفين والزائرين الآخرين، وفي الوقت ذاته هناك التزام واضح بإجراءات الوقاية الصحية”.

ولفت كريم إلى أن الفعاليات الثقافية والفنية بدأت تزداد منذ إعادة افتتاح الشارع.

 من جانبها، قالت سكرتيرة رابطة المرأة العراقية في البصرة، منى مسعود، أن الناشطات في الرابطة، قمن بعد افتتاح الشارع بتوزيع الكمامات والقفازات على الوافدين، وذلك في سياق مبادرة “نحن معكم”، مشيرة في حديث لـ “طريق الشعب”، إلى أن الحضور كان واسعا بشكل لافت للنظر، وأن هناك فعاليات متنوعة أقيمت عقب الافتتاح، بينها عرض مسرحي وأوبريت، إلى جانب المكتبات التي عاودت عرض مطبوعاتها على جانبي “الفراهيدي”.

هذا وقدم “محفل نوارس البصرة” الثقافي، في يوم الافتتاح، أوبريتا بعنوان “الجار والصديق”، من تأليف سجاد الموسوي وتمثيل “فرقة هافن” للفنون. وقد لاقى الأوبريت أعجاب الحاضرين، الذين وجدوه معبرا عن واقعهم اليومي. ورغم الاجراءات الوقائية ومخاوف البعض من وباء كورونا، إلاّ أن الكثير من فعاليات الشارع عادت مجددا، كمعارض الكتاب والعروض المسرحية ومرسم الأطفال، فضلا عن معارض الرسم والأعمال اليدوية.

يذكر أن “شارع الفراهيدي” الثقافي، افتتح عام 2015 على غرار شارع المتنبي في بغداد، ومنذ ذلك الحين استطاع أن يستقطب الكثير من الوجوه الثقافية ومحبي الثقافة والفن والمطالعة.

***********

ص7

مع تفشي وباء كورونا

مهن انقطعت أرزاقها وأخرى عادت وانتعشت

بغداد - عامر عبود الشيخ علي

مع بدء جائحة كورونا في العراق وإقرار الحظر الوقائي، تعطلت مهن وأعمال كثيرة. فالعديد من المحال التجارية أغلقت أبوابها، عدا محال المواد الغذائية والصيدليات. وفي المقابل، نشطت مهن أخرىخلال هذه الفترة، ولاقت رواجا وانتعاشا أكثر من الفترات السابقة.

أرزاق صالونات الحلاقة انقطعت

الشاب كرار هادي، وهو صاحب صالون لحلاقة الشعر، يشير إلى أن مهنته هذه هي مصدر رزقه الوحيد منذ عشر سنوات، مبينا انه في بعض الأيام يكون إقبال الزبائن جيدا، وفي أيام يقل عددهم، بحسب الظروف والمناسبات، إلا أن أصعب أيام عاشها هي فترة جائحة كورونا والحظر الوقائي، فهو وأقرانه، يعانون منذ أكثر من ستة شهور قلة في عدد الزبائن، نظرا لخوف الناس من العدوى بفيروس كورونا.

ويؤكد هادي انه يركز على تعقيم يديه وتعفير محله وأدوات الحلاقة بصورة دائمة، ويلتزم في ارتداء الكمامة والقفازات، لافتا إلى ان عدد زبائنه كان يصل قبل الجائحة، إلى أكثر من 15 زبونا في اليوم، أما في الوقت الحالي فعدد زبائنه لا يتعدى الـ 3 أشخاص يوميا، ما يعني أن الأجر الذي يحصل عليه، لا يغطي بدل إيجار المحل وبقية المصاريف، من أجور كهرباء وماء ومولدة وغيرها.

ويدعو هادي، أصحاب العقارات إلى خفض بدل الإيجار خلال هذه الشهور كنوع من التعاون والتكافل الاجتماعي، معربا عن استيائه من الظروف الصعبة الحالية، التي في حال استمرت سيضطر إلى إغلاق محله.

انتشار باعة الكمامات المتجولين

بالقرب من سيطرة جسر الجادرية في بغداد، وكذا الأمر عند بقية نقاط التفتيش ومفترقات الطرق في العاصمة، أخذت أعداد الباعة المتجولين تزداد خلال فترة كورونا، خاصة باعة الكمامات والقفازات الطبية.

أحد هؤلاء الباعة ذكر لـ “طريق الشعب”، انه قبل جائحة كورونا كان يبيع الشاي على المارة وأصحاب العجلات، إلا أن الناس اليوم باتوا يتخوفون من شراء الشاي والاطعمة في الشوارع، احترازا من عدوى الفيروس، وهذا الأمر تسبب في توقف عمله، واضطره إلى التحول لبيع مستلزمات الوقاية الصحية.

ويلفت هذا البائع إلى أنه يربح من بيع مستلزمات الوقاية، مبلغا جيدا، يكفي لتوفير قوت يومه، بالرغم من كونه يعمل ساعات طويلة في ظروف قاسية، تمتد منذ الصباح الباكر حتى وقت متأخر من الليل.

الـ “ديلفري” نشط خلال فترة الجائحة

عبد الهادي حيدر، وهو سائق دراجة يعمل في خدمة التوصيل (ديليفري) لدى أحد المطاعم، يشير في حديث لـ “طريق الشعب”، إلى انه يوصل الأكلات السريعة إلى الزبائن، ويتقاضى مقابل ذلك أجرا من صاحب المطعم الذي يعمل فيه، موضحا أن مبلغ الأجر يعتمد على عدد المرات التي يوصل فيها الأطعمة.

ويضيف قائلا، انه قبل جائحة كورونا كان يحصل على أجر أقل، بسبب قلة طلبات توصيل الأطعمة، أما اليوم فغالبية زبائن المطعم ورواده، صاروا يفضلون الـ “ديليفري” على تناول الطعام داخل المطعم، والذي قد يعرضهم إلى العدوى بفيروس كورونا.

ويشير حيدر إلى ان عمله يبدأ من الصباح الباكر، ويستمر حتى المساء، ما يوفر له مبلغا جيدا يكفي لإعالة أسرته.

*********

شكر وتقدير

نتقدم بخالص الشكر والامتنان لكل من تقدم لنا بالتعزية والمواساة بوفاة  الوالد العزيز  المرحوم السيد قاسم فرج المترفي الحسني، عبر مختلف وسائل الاتصال ، وبينهم الرفاق في قيادة  الحزب الشيوعي العراقي والأصدقاء في سرايا السلام  وعشائرنا الكريمة. والشخصيات الاجتماعية والأكاديمية والسياسية والناشطين والاهل والرفاق والأصدقاء، فقد كانت لمواقفكم ولكلماتكم  ومشاعركم التضامنية معنا، اثرها البالغ في التخفيف من احزاننا والامنا  بفقدان الوالد.

وإذ نعرب عن تقديرنا الكبير لكم، نرجو للجميع الصحة والعافية والسلام. والعمر المديد.

حسين النجار

عن عائلة الفقيد

*************

مواساة

أمين قاسم .. وداعا

بالم وحزن شديدين تنعى محلية بابل للحزب الشيوعي العراقي الرفيق الباحث أمين قاسم خليل الذي انتمى الى حزبنا الشيوعي العراقي منتصف خمسينيات القرن الماضي، وعمل في صفوفه ناشطا في منظماته الحزبية والجماهيرية وعمل في المكتب الصحفي لمنطقة الفرات الاوسط مع الشهيد قاسم محمد حمزة، وكتب مئات المقالات في جريدة الحزب ومجلة الثقافة الجديدة، وظل لصيقا برفاقه يوفر لهم الجديد من الكتب الماركسية التي يستنسخها في مكتبته خلال سنوات الحصار الثقافي.

وكان أول القادمين الى مقر الحزب بعد سقوط النظام حيث عمل في لجنة العلاقات الوطنية وظل حتى أواخر أيامه ورغم مرضه الشديد متواصلا مع الحزب ورفاقه.

لقد خسرت بابل مثقفا كان له دور كبير في اشاعة الفكر التقدمي من خلال المنابر الثقافية في المحافظة. نم قرير العين فراية فهد ستبقى خفاقة.

لجنة محلية محافظة بابل للحزب الشيوعي العراقي

9/ 10 /2020

• ببالغ الحزن والأسى تنعى هيئة تنظيم الحزب الشيوعي العراقي في الحي الرفيق الفنان الرسام والخطاط المعروف كاظم محمد حسن قفطان، ابن عم الرفيق بشار محمد جواد قفطان، الذكر الطيب دوما للفقيد والصبر والسلوان للأسرة الكريمة ولجميع معارفه.

• تعزي منظمة الأنبار للحزب الشيوعي العراقي الرفيق باسم غفوري رشيد بوفاة شقيقه بلاسم، الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان للعائلة الكريمة.

كما وتعزي الرفيق صالح بشير حسن (أبو بشير) بوفاة والدته، للفقيدة الذكر الطيب ولأهلها الصبر والسلوان.

وتنعى الرفيق حميد صلال جبر (ابو حرب) الذي توفي إثر مرض الم به، الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لأهله.

• تعزي محلية المثنى للحزب الشيوعي العراقي عائلة الرفيق جميل جاسم حمادي الوائلي بوفاته، للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.

• تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في سوق الشيوخ    صديق حزبنا فوزي تقي (ابو حيدر) للفقيد الذكر الطيب ولأهله الصبر والسلوان.

• تنعى محلية واسط للحزب الشيوعي العراقي السيد حسن الموسوي الذي توفي إثر اصابته بفيروس (كورونا)، الفقيد أحد اصدقاء الحزب وناشط مستمر في ساحة الاحتجاجات لم يتخلف يوما، ومواكب على حضور النشاطات الثقافية التي تعقدها المحلية، الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لعائلته الكريمة.

**********

أصحاب البسطات في كربلاء بين قسوة المعيشة وتداعيات كورونا

كربلاء – سلام القريني

 

 

انتشار البسطات وعربات ببيع الخضار وغيرها من السلع، ظاهرة تكاد لا تخلو منها مدينة عراقية. فقد جذبت هذه المهن خلال السنوات الأخيرة، الكثيرين من العاطلين عن العمل، فضلا عن الخريجين، الذين يئسوا وهم ينتظرون فرصة عمل.

وتعاني شريحة الكسبة من أصحاب البسطات والعربات في مدينة كربلاء، قسوة الحياة وصعوبة توفير لقمة العيش، فضلا عما يلحقها من أضرار جراء مطاردات الأجهزة الرسمية، التي ترى في انتشار الباعة المتجولين على الأرصفة والشوارع العامة، تجاوزا.

هؤلاء الباعة يعرضون أنفسهم وبضاعتهم البسيطة، إلى مخاطر غير محسوبة. وقد ازدادت أعدادهم هذه الأيام، مع تفشي وباء كورونا وتطبيق حظر التجوال، في الوقت الذي لم يجد فيه المواطن تطمينات لضمان لقمة عيشه، أو مبادرة حكومية لإتاحة شروط الحياة له،الأمر الذي جعل هاجس القلق يحيق بجميع الكسبة، خاصة اليوم بعد أن انقطعت قوافل السائحين عن مدينة كربلاء، والتي كانت تحرك السوق وتنشطه.

لا ندري، هل في الأفق حل لأزمات المعيشة القاسية التي أثقلت وتثقل كواهل الكادحين!؟

**********

أكوام كبيرة من النفايات في المحلة 434 بالكرخ

بغداد – عدنان جاسم

شكا أهالي المحلة 434 في منطقة “دور نواب الضباط” بجانب الكرخ من بغداد، تراكم أكوام كبيرة من النفايات والأزبال في الشوارع العامة “بشكل لافت للنظر”، خاصة مقابل مبنى “مديرية ضريبة الحرية”.

وأوضح الأهالي أن هذه المشكلة باتت تؤثر سلبا على الواقعين البيئي والصحي، خصوصا الفترة الحالية مع تفشي وباء كورونا الخطير، لافتين إلى أن الأزبال أصبحت مصدرا للروائح الكريهة ومأوى للحيوانات السائبة.

وطالب الأهالي، مديرية بلدية الشعلة برفع النفايات بانتظام، وتوفير أعداد كافية من حاويات جمع الأنقاض.

**************

ص8

أطلقوا المصانع الحكومية من أقفاص الأسرابراهيم المشهداني

كلنا يعرف ان الصناعة في أي بلد تلعب دورافاعلا في تطوير القطاعات الاقتصادية الأخرى حيث ترتبط بعلاقات عضوية مع تلك القطاعات، فضلا عن انها تشكل مصدرا مهما لتمويل ليس فقط الشركات الصناعية والمصانع وتحقق اكتفاء ذاتيا وفائض قيمة لتمويل خزينة الدولة، بل والاسهامالمميز في الإنتاج المحلي الاجمالي.

ونعرف ايضا ان المد الصناعي كان يسهم بنسبة 60 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي في فترة السبعينات من القرن الماضي، لكن الصناعة تعرضت في الثمانينات لانتكاسات كبيرة نتيجة الحرب العراقية الإيرانية وفترة الحصار.  ففي عام 1987 لجأ نظام صدام حسين لخصخصة 67 مشروعا انتاجيا بين نسيجية وانشائية وغذائية وخشب مضغوط وعرضها للبيع لما يسمى وقتذاك بأصدقاء الرئيس والسبب في ذلك ليس اتجاها لاقتصاد السوق ولكن بسبب الأزمة المالية وقتذاك.

كما يعرف الجميع ان الامريكان المحتلين قد ختموا الصناعة العراقية بالشمع الاحمر عبر سلسلة من التشريعات أصدرها الحاكم الاداري الامريكي بوضع 169 شركة ومصنع في قائمة الخصخصة وإطلاق حرية حركة رؤوس الأموال وفتح الحدود لاستيراد السلع الأجنبية، وهو يدرك تماما عدم وجود بضائع جاهزة للتصدير باستثناء النفط، وكل ذلك تطبيقا لنهج الليبرالية الجديدة بهدف صناعة لوحة طبقية جديدة من الطفيلين والكامبرادور والبيروقراطية الادارية وهذا ما حصل على ارض الواقع.

  ان الاهمال المتعمد للمشاريع الحكومية لم يقتصر على اجراءات الاحتلال فقط  بل وايضا  بسبب تدخل دول الجوار عبر مواليها  مستغلين بوحشية دمار البنى التحية في القطاع الصناعي بجانبيه  العام والخاص، حيث ان  80 في المائة من مشاريع القطاع الخاص معطلة فضلا عن توقف 140 مشروعا حكوميا من مجموع 227 عن العمل حتى منتصف عام 2019  وفقا لتصريح  الناطق باسم وزارة الصناعة،مما ترتب على ذلك انتشار البطالة بما تزيد عن 19 في المائة من اجمالي اليد العاملة في العراق وخسائر كبيرة في الخبرات والمهارات الصناعية وتحول السوق العراقية الى جاذب للمنتجات الاجنبية ودول الجوار وتحميل نفقات  المشاريع الحكومية المتردية على خزينة الدولة كرواتب ونفقات جارية بعد ان كانت ممولة ذاتيا، وعلى سبيل المثال ان عدد العاملين في القطاع الصناعي العام اكثر من 182 الف منتسب بلغت رواتبهم للفترة من 2003الى 2011 بحدود 13تريليون دينار دون ان يكون لهم دور ملموس في الانتاج المحلي الاجمالي بالإضافة الى توجه الصناعيين المشهود لهم بالخبرة  الى قطاع التجارة.

  اننا نرى ان تنشيط المشاريع الحكومية واعادة مفاعيلها كما كانت في عهد ازدهارها،تتطلب من اصحاب القرار نظرة واقعية لتحقيق التوازن بين القطاعات الاقتصادية بما تمتلك من امكانيات وخبرات لا تضاهيها القطاعات الاخرى وفي هذا المجال نرى ما يلي:

1. اعادة النظر بتدوير الحياة للمصانع العملاقة التي تضاهي المنتج الاجنبي ومنها على سبيل المثال مصنع الحديد والصلب ومعمل البتروكيمياويات والاسمدة والغزل والنسيج والجلود والسمنت ومعامل الزيوت ومعمل الادوية في سامراء ومعامل كبريت المشراق وغيرها ورفع القدرة التنافسية لها وحماية منتوجها من سياسة الاغراق.

2. وفيما يتعلق بالمشاريع الخاسرة من الممكن اتباع صيغ المشاركة والحذر من السقوط في فخ التعاقدات المجحفة كما حصل في العديد من التجارب العالمية خصوصا مع وجود ادارات فاشلة في الاداء من الناحيتين الادارية والقانونية وغارقة بالفساد.

3. اعادة النظر بالتشريعات الناظمة للإنتاج الصناعي والتي تهتم بظروف العمل والحياة الاجتماعية للعاملين ولاسيما القوانين الخاصة بالضمان الاجتماعي والصحي.

***************

الاقتراض يدفعنا الى اين؟

صالح الهماشي*

منذ عام 2014 ولغاية الآن مازالت موازنات الحكومات العراقية تغطي عجزها بالاقتراض سواء كان داخليا او خارجيا، رغم ضخامة العجز الذي تشهده موازنات السنين الماضية والذي وصل الى قرابة 50 في المائة من موازنة البلاد، مع ملاحظة ان كل موازنة من موازنات الأعوام الماضية هي عبارة عن استنساخ للموازنة التي سبقتها، بدون وجود محاولة فعلية من هذه الحكومات لمعالجة هذا العجز العملاق.

ان الحكومات السابقة والحالية لا تتورع عن الهرولة للاقتراض لأنها لاتزال تحلم بارتفاع اسعار النفط الى الأرقام الخيالية التي كانت عليها، متناسية بذلك التغيرات الاقتصادية في العالم، وتباطئ النمو العالمي تحت ضغط جائحة كورونا، فبحسب تقرير صندوق النقد الدولي وتوقعات المؤسسات الاقتصادية فإن الاقتصاد العالمي قد يشهد تراجعا خلال العام القادم والأعوام التي تليها تراجعا  قد يصل الى 1.2 في المائة، وهذا يؤدي بدوره الى تراجع الطلب العالمي على النفط مع ثبات المعروض (ان لم نقل زيادته) وبتالي يدفع نحو تراجع اسعار النفط، الذي هو الركيزة الأساسية لموازنة البلاد، في ظل انعدام الإيرادات غير النفطية بسبب الفساد وسوء الادارة.

لا يحتاج الموضوع الى خبراء أو أكاديميين للتذكير ان على الحكومة التفكير جديا في ايجاد مخرج واقعي للتخلص من القروض، او على الاقل تحديدها خلال فترات محددة، لضمان نهاية عصر الاقتراض الهائل الذي لا يبدو ان له نهاية، والذي ستتحمله وتدفع  ثمنه الأجيال القادمة، لذا وجب  على الحكومة ان تستيقظ من حلمها البترودولاري، والتوقف عن انتظار ارتفاع الأسعار العالمية لأن هذا لن يحدث على الأقل في الفترة المنظورة القادمة، وادراك ان حلمها الوردي  أدخلها في سبات عميق أشبه بالمثل الشعبي القائل (نايم ورجليه بالشمس) أوصلها الى اهمال جميع النشاطات الاقتصادية التي كانت عاملة حتى بعضها حتى عام 2005، فالدول لا تبني مستقبلها بالحلم بل بالتوقعات العلمية المدروسة والواقعية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المبنية على اسس منطقية وموضوعية ووفق نظريات اقتصادية حديثة، وان تبتعد عن نهج ترحيل الأزمات، كما ان على الحكومة اليوم ان تضع خطة علمية واقعية يمكن تطبيقها وأن لا تستند الى الشعارات او الاحلام، حتى وإن استعانت  بمؤسسات دولية وخبرات خارجية لكيفية  سداد القروض وسد العجز، بعيدا عن الايرادات النفطية، والعمل على وضع خطة اقتصادية وليس مالية تستهدف قطاعات اقتصادية محددة وفق خطط محددة خلال فترات زمنية معينة قابلة للقياس، إضافة الى تطوير نظامنا الاداري والمالي المعمول به في العراق،  والذي هجرته أغلب دول العالم، كون هذا النظام هو من يصنع الفاسدين، بسبب تقادمه وقلة رصانته.

قد لا يكون من الممكن على الحكومة العراقية الحالية التخلي عن الاقتراض في المرحلة  الراهنة، ما دامت لا تملك عصا موسى، لكن عليها على الأقل عند الاقدام على الاقتراض أن توضح كيفية سداد هذا القرض، بعيدا عن الايرادات النفطية وارتفاع اسعار النفط التي اضحت مستحيلة  في المرحلة الحالية وحتى في المرحلة القادمة، مع ملاحظة التحديات الصعبة التي تواجه البلاد وفي مقدمتها الفساد ومنظومته المتطورة والساسة الذين يوفرون الحماية لها، اضافة الى تحدي محاربة الحكومة الإلكترونية وعدم وجود جدية في تطبيقها كونها ستكشف الفاسدين، اضافة لعدم دقة قاعدة البيانات وتشتت بيانات مؤسسات الدولة بشكل مقصود ومتعمد.

 واخيراً لابد للحكومة والسياسيين من القناعة بانه قد حان وقت ضرب منظومة الفساد التي اصبحت اليوم بحجم الدولة او لعلها أكبر منها، ولا أقول ان هذه التحديات سهلة التحقيق وانما أقول انه لا بد من خوض هذا الحرب اذا أردنا بقاء العراق، وأقولها بصراحة قد لاتستطيع الحكومة محاربتها لكن على الأقل البدء في وضع الخطط، والإطاحة بكبار الفاسدين  ستكون الخطوة الأولى في الاصلاح الاقتصادي المنشود،  وان نشهد بعض الجرأة والجدية في طرح المشكلة مهما كانت جذورها واسبابها ودوافعها والجهة المستفيدة منها ومن يدعمها، حيت اصبحت مشاكل البلد واضحة للعيان ولا داع للتكتم أو الاشارة الى جهات بإشارات مبهمة او ضمنية خوفاً على المناصب او ما يسمى المكاسب الحكومية.

ــــــــــــــــــــ

*خبير اقتصادي

***************

ص9

بين بيلاروسيا وتركيا

استمرار سياسة الكيل بمكيالين الأوربية

رشيد غويلب

اكدت الاحداث الأخيرة في بيلاروسيا الطبيعة الاستبدادية المعادية للديمقراطية وحقوق الانسان لنظام الرئيس ألكسندر لوكاشينكو. وليس هناك متابع موضوعي يهتم بقيم الديمقراطية وحقوق الانسان لا يطلق التوصيف نفسه على نظام حزب العدالة والتنمية الإسلامي بزعامة رجب طيب اردوغان في تركيا. وبلا تردد يمكن ان نضيف كذلك عنصرية الحكومة التركية ضد الكرد والقوميات الأخرى في البلاد، وكذلك عسكرة السياسة الخارجية والحروب التوسعية التي ينفذها اردوغان في آسيا وافريقيا، لتحقيق حلم استعادة الهيمنة العثمانية بثوب جديد.

والاتحاد الأوربي يهتم بما يجري في البلدين وما حولهما، لكون الأول جزءا من القارة العجوز، وواحدة من البوابات للتضيق على روسيا المنافسة التاريخية لبلدان الإتحاد، والثاني عضو في الناتو، وشريك للاتحاد الأوربي في السياسة العدوانية ضد اللاجئين من ضحايا الحروب والتجويع، فضلا عن تصدير الأسلحة الألمانية له. وفي الأيام الأخيرة عقدت قمة اوربية، وتبعها اجتماع استثنائي للمجلس الأوربي. وقد اكدت القمة والاجتماع طبيعة سياسة المراكز الرأسمالية في الكيل بمكيالين في التعامل مع الأنظمة ذات الطبيعة المتقاربة، إذا تعلق الأمر بمصالح الرأسمال الجيوسياسية.

اهتمت القمة الأوربية التي عقدت في 1 - 2 من الشهر الحالي بملف تسميم المعارض الروسي، وشدد المجتمعون على اتهام روسيا وتهديدها، والى جانب ذلك، أقرت القمة أيضًا عقوبات ضد بيلاروسيا تضمنت فرض حظر على دخول 40 شخصًية وتجميد أصولهم المالية. وردت مينسك على الفور بقائمة بأسماء الأشخاص الذين مُنعوا من دخول اراضيها. وفرضت على الجارتين في الاتحاد الأوروبي بولندا وليتوانيا سحب عشرات الموظفين من سفارتيهما في البلاد. بالإضافة إلى ذلك، تم إلغاء جميع اعتمادات المراسلين الأجانب.

واكتفت القمة بالتهديد بفرض عقوبات على أنقرة بسب نزاع الغاز مع اليونان. وفي الوقت نفسه عرض الاتحاد الأوروبي على تركيا إمكانية توسيع الإتحادالكمركي، وتسهيل التجارة والمزيد من المليارات لرعاية اللاجئين من دول مثل سوريا، ما يعني ضمنا الصمت على احتلال تركيا لأجزاء من سوريا.

اما الاجتماع الاستثنائي للمجلس الأوربي الذي عقد مباشرة بعد انتهاء القمة فقد ناقش السياسة الخارجية والقضايا الجيواستراتيجية، بما في ذلك العلاقة مع تركيا التي اخذت حيزا واسعا في المناقشات.

وفي الفترة التي سبقت انعقاد المجلس قال المسؤول عن العلاقات الخارجية للمجلس جوزيببوريل إن علاقات الاتحاد الأوروبي مع تركيا سيتم إعادة تحديد طبيعتها.

ودعا المجلس إلى “إنهاء العنف والقمع” و “إطلاق سراح جميع المعتقلين والسجناء السياسيين” و “احترام حرية الإعلام ومؤسسات المجتمع المدني” و “إطلاق حوار وطني شامل”. ولم يتردد المجلس من التهديد بفرض مزيد من “القيود”. لكن هذه الدعوة وجهت الى بيلاروسيا، واستثنت الشريك التركي.

وقبل هذه الدعوة تضمن بيان المجلس الأوربي عدة فقرات عن تركيا، ولكنها خلت من الدعوة إلى إنهاء العنف والقمع، أو إطلاق سراح السجناء السياسيين أو الحوار الوطني الشامل، على الرغم أن ما يصح على بيلاروسيا يصح وأكثر على تركيا.

وفي الأيام القليلة التي سبقت عقد اجتماع المجلس، شن اردوغان حملة قمع جديدة، كانت الاوسع في السنوات الأخيرة، ضد قوى اليسار وممثلي حزب الشعوب الديمقراطي. وفي أيام انعقاد المجلس صب أردوغان الزيت على نار الصراع على ناغورنوكاراباخ الذي اندلع للتو. وشجع الرئيس التركي أذربيجان على حل النزاع عسكريا. ويشير متابعون يساريون في أوربا، أن خلاصة قرارات المجلس الأوروبي: عقوبات على بيلاروسيا، وتعزيز الصداقة مع أردوغان.

ومرة أخرى تنكشف الطبيعة المنافقة لسياسات المتنفذين في الاتحاد الأوربي، وما تعنيه حقوق الإنسان وحرية الصحافة والمجتمع المدني في الاتحاد الأوروبي، وكيف يتم تحديد القيم عندما، ترتبط بالمصالح الاقتصادية والجيوسياسية. وهذا يجعل سياسة عقوبات الاتحاد الأوروبي فاقدة للمصداقية.

وقد عبر البيان بشكل صريح: “للاتحاد الأوروبي مصلحة إستراتيجية في بيئة مستقرة وآمنة في شرق البحر الأبيض المتوسط وفي تطوير علاقة تعاون ومنفعة متبادلة مع تركيا”. وجاء البيان منسجما مع الرسالة التي وجهها اردوغان لأصدقائه الأوربيين قبل انعقاد القمة.

************

الحزب الشيوعي السوداني: اتفاق سلام جوبا بصورته الراهنة لن يحقق السلام المنشود

الخطيب: مساعٍ إقليمية ودوليةلفرض واقع جديد يلتف على شعارات الثورة

الخرطوم - “الميدان”

أكد الرفيق محمد مختار الخطيب السكرتير السياسي للحزب الشيوعي السوداني إن اتفاقية سلام جوبا بصيغتها الراهنة لن تحقق السلام المنشود، واعتبرها مهددة لوحدة ومستقبل البلاد.

وأشار الخطيب إلى موقف الحزب المبدئي المعلن في وثائقه، والذي يؤكد أن الخيار العسكري لن ينجح في معالجة قضية القوميات وأنه يفاقم الأزمة العامة ويهدد وحدة الوطن.

وشدد على ضرورة الحوار المسؤول في مناخ ديمقراطي يفضي إلى الخروج من الأزمة، وتتاح فيه الفرص لجميع السودانيين للمشاركة في مناقشة القضايا وأسبابها وجذورها، بغية الوصول إلى حلول تجد القبول عند جماهير الشعب السوداني بعيداً عن وصاية النخب.

وقال الخطيب في حوار مع جريدة الحزب “الميدان” إن الأزمة السياسية هي نتيجة لتركة مثقلة من المظالم والمشاكل العالقة التي لم تجد حلاً منذ الاستقلال، ونوه إلى أن هذا الواقع كان سبباً مباشراً لبروز حركات وتنظيمات عبرت عن مظالم وقعت في مناطق واسعة بالبلاد، وبصورة خاصة في دارفور وجبال النوبة وجنوب النيل الأزرق، حيث تطورت الأوضاع إلى المواجهات المسلحة بين بعض سكان هذه المناطق والحكومة المركزية في الخرطوم، والتي قادت في نهاية المطاف إلى انفصال جنوب السودان.

وقال الخطيب إن الحزب الشيوعي اوضح رؤيته في بيان سابق صادر عن المكتب السياسي، حذر فيه من مسار المفاوضات ومن مخاطر نتائجها على استقرار ووحدة السودان. واضاف إن اتفاقية جوبا تضمنت مطالب بنهج حكم ذاتي للمنطقتين واشتراط الحركة الشعبية شمال (بقيادة الحلو) تقرير المصير لإقليم السودان كحق ديمقراطي يعترف به، على أن يمارس في أجواء ديمقراطية لا عبر المفاوضات الثنائية بعيداً عن الشعب السوداني، الذي ما زال يناضل من أجل التحول الديمقراطي واستعادة الوطن من قبضة الرأسمالية الطفيلية وحلفائها في الداخل والخارج، وصنع سودان يسع الجميع مما يستوجب النضال المشترك لاستكمال الثورة.

وأكد الخطيب أن هنالك قوى خارجية إقليمية ودولية تسعى لفرض واقع جديد يلتف على شعارات الثورة التي اختارت تفكيك ركائز الرأسمالية الطفيلية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتصفية كاملة للنظام البائد، وتأسيس دولة الحرية والعدالة والسلام.

**************

ص10-11

وصايا لسلامة المتظاهرين

(مقتطفات من صحف الأحزاب)

 

موفق محمد

تعال خالة علاوي أنتَ بعدك إزغير

فمن أسرى بكَ إليَّ حيَّاً ..؟!

هكذا انشقت السماء وهي تسمع قلبه يتفطر دماً

وينقّطُ غيومها بأسماء من قتلوا ..

ففي كل غيمة أُمٌ ونواحٌ وتمطرُ

والمدى يتصدّعُ أحمرَ أخضرَ

فمازال دمُ نبعةِ الريحان طرياً

والشهداءُ لم يبلغوا سنَّ الرشدِ ..

فلا وقتَ للأنتظار ،

والعراقُ صريعاً يتلوى بينَ شدّقي أَسدٍ

والبنادق تطحنُ أَجسادهم وأَرواحهم

والسماءُ تمدُّ يدها وتلملمُ ما تبقى منها

في دار السلام ، لتضرب وجوه القتلة ..

عنْ أَيِّ سلام يتحدث هذا المجنون

 الواقف في بركان اللّيل المتلاطم ،

وتضربُ علّهم يبصرون ولا يبصرون ،

وأرواحهم ترفرف في قمرها علّنا نرى ..

ولا نرى ....!!

فلقد فقدنا البصرَ والبصيرةَ يوم خرجنا

من غيابةِ الجبّ عشاةً

نتوسل الآلهة وهي تخرج من صناديق الاقتراع

في زيّ مختشع لله زميّت ..

والملائكةُ توزعهم على الوزارات كلُّ حَسْبَ نوره

فتعترينا رعشةٌ من البرق اللامع في جباههم ..

بعدها صارَ البرقُ رماداً ..

وادلهمَّ وجه العراق ودخلنا اللّيل المسدودَ

واكتظت المدن بالأشباح ..

تخطف

ثمَّ تخطفُ ..

ولمْ يعد لطشارنا والٍ ولا نصير ،

فمن أينَ جاؤوا ..!!

وكيف حصلَ هذا في غمضة عينْ ..؟!

أَضع جنوني في سلة ،

وأُوزعهُ بالتقسيط المريح على العقلاء الطائرين

على بساط السكتة الطائفية ..

(وأُقبض فلوسك من دبشّ)

هكذا قال لي الشيخ الجليل كعيك بن جريك البخصمي

وهو يذوبُ أسى ولوعة في وليمة زُبيد بنَ حَليب القيمري

فتركتَ له السلةَ والصايةَ والصرماية ،

وخبأت جنوني ،

فالخبال الأبيض ينفعُ في اليوم الأسود ..

وجاء الزلزال ،

فنبعةُ الريحان لنْ تتخلى عن نبعة الرّيحان

وهي ترى الأحزاب الحاكمة واضعة مصالحها

في أَول القائمة ..

تاركةً العراق والعراقيين

 يقفزون من جهنم الى أُخرى ،

واللّعنةُ تطاردهم في حلّهم وترحالهم ،

فهم يدورون خارجَ المجرّة ، وما لأحدٍ من نعمةٍ ،

فالكتل الكونكريتية تتنكبُ أَسلحتها

واضعةً إصبعها على الزنادِ قربَ خزائنهِ ومخازنهِ ،

وهازءةً بالصيد المصاليت ..

فيا نبعة الريحان أَنّى لكِ هذا وانتِ تقفينَ كنهرٍ

من الأسود وبقوةِ مليون شهيد أمامَ منْ ؟

يقتلون العراقيين بدمٍ باردٍ

ويسرقونَ أَموالهم بدمٍ بارد

ويلوثون أَنهارهم بدمٍ بارد

داعش لا تأتي الى سوحِ التظاهرات ،

لأنَّكم لم تتركوا شيئاً لها ،

لقد قُمتم بواجبها على خير ما يرام

وزدتم عليه مأجورين ،

فيا وطني لقد دفنوا نصفك المحترق

 في نصفك الحيّ ، وأَنتَ تمسك دجلة والفرات..

ولمْ تكُ تدري أّنَّ نهراً ثالثاً من الدماء سيجري بينهما..

وتقسمُ بهما ليطمئن الفقراء ..هما شارباك

وما زالت سنابك خيلِ الكتل الكونكريتية تَطحَنُ قلبكَ

فاللّيلُ قاتمُ في ذي قار وطام في بابل ودامٍ في البصرة ،

وهكذا دواءٌ لك في المدن كلّها

والآلآف بينَ قتيلٍ وجريح ..

والصجم يخبزُ الشباب في بغداد

والقناص يضربُ بالكصة لو ينطيه بالعين ،

فهل نَفَخَ في الصور ..؟!

ومتى تُطيبُ بالخير أَوقاتُنا يا عادل سلوم ؟

وهل هي أَوقات أَيّها الصادحُ المحكيُّ

أَمّ إنها نواعيرٌ تدورُ بنا في بزول جهنُّم وقيعانها

وتسلمنا تسلوم يد الى خزنتها الذين تعرفنا عليهم

في الدنيا قبل أَنْ نصلَ إليهم في الآخرةِ..

طفلةٌ حافيةٌ ترقصُ تحتَ وابل من الرصاص

في الطريق الى المدرسةِ وهي تجرُّ خلفها

 حقائباً من الأسى ،

وكان أسمها زيتونةً وقلبها ينبضُ كالغصن

 يميل مع الرصاص يميناً وشمالاً

ولا يسمعُ جرسَ الدرس الأول

فيعود منكسراً الى قفصه ..

لقد أحدودبت ظهورُ أطفالنا

وأعشوشبَ الضيمُ في صدورهم

فهم يكاتبونَ الله بدموعهم

وما من بلدةٍ طيبةٍ ومسؤولٍ كريم ..

حسناً أيّها السادة ..

اتركوا القصور التي بناها الطاغية الأغبر

 من قلوبنا ،

وتنازلوا عن امتيازاتكم الألهية ولو لشهرٍ واحدٍ

وأسكنوا ما طابَ لكم المقامُ

أَنتم وعوائلكم في خيم المهجرين ،

وقرروا من يصلح ومن لا يصلحُ

وانتم الصالحون ..

أَنتَ تطالب بمحاسبة من أَطلق الرصاص

على المتظاهرين ، وأَنتَ منْ أَمرَ باطلاقهِ ،

بوركت أَباً كريماً قلبهُ قلبُ سمكة

يقتل في الثمانين ويكذبُ بالثمانين

ويصادق في السرّ كلَّ شيطان رجيم

وما جدوى أنْ تعرف ..

أَعد إليهم أرواحهم التي مازالت ترفرف حيّةً

فوق رؤوس أمهاتهم ..

ولماذا لمْ تكنْ أَنتَ وأولادكَ بينَ القتلى

ما دمتَ ترغبُ في أَنْ ترى العراق معافىً

ياسيدي الثعلب ..؟..

أيّها السادة .. ألا تبصرون دماء الشهداء

تنزُّ من رقابكم ،وعيونهم تجدح

 في مراياكم وانتم تقلعون بالهيم

فسائل الشهداء من أرحام أُمهاتهم ..

(شنو وراكم راح يصير يوم القيامة)

إنَّ دماءهم تخط في وجوه أَطفالكم

وفي أسِرَّةِ نومكم واَنتم المبصرون ،

وأرجو اَنْ يطيل الله أَعماركم

لتسمعوا أَنينَ خصيانكم التي علقتموها

احتجاجاً عمّا أنجزتموه ..

يا نبعة الريحان أنا الولهان الذي لَمْ تحنّي عليه

وأَسأل أنّى لكِ أنْ تكوني ماسةً تكص أيادي الفاسدين

ومسناً يكسرُ الماسةَ التي يقطع بها الطغاة نياط قلوبنا ،

ومازالت يدك بيضاء من غير سوء

وأنتِ تحملين العلم العراقي

الذي يبتسم في يديك طويلاً

وأَنا الولهان الظميءُ الى حنانك

وما عندي كل ذنوب الاّ هوه المحبوب

فكم كان عودك عصياً على القتلة ..

(ممنوع إلقاء الأطفال هنا)..!؟

لافتة تلمّعُ بالذباب ملطوشةٌ على صندوق قمامة

تحفُّ به القطط والكلاب التي يصعب وصفها ،

فيا أَيّها السادة الصابرون الصادقون المجاهدون

إفتونا مأجورين عن الأماكن التي تليق بأطفالنا

الذين ما زالوا في أرحام أُمهاتهم ..

فإلى أَيّ جحيم ستهبطُ بنا الكتل الكونكريتية

الجاثمة على خوانيك البلد ..

(هدني يمعود دخيلك خلّ أموتْ )

لقد جئتم الى العراق حفاةً عراةً

كصةمجوية وثلاثة محابس

وها أَنتم تجرون الدنيا ..

فارحموا من كان السبب في كلِّ ما تملكون الآن ،

إِقرأْ باسم حزبك الذي حكم

دفع العراق الى العدم

صلى وسبّح ، ثمَّ صيَّر كل ثروات العراق الى رمَم..

إِقرأْ المتظاهر وتأكد مِنْ صدقهِ وعراقيتهِ

واستدرجه بما شئت من دُرر الكلام

بعدها قُدهُ الى الذبحِ قوداً جميلا ..

سكينٌ في رأس الثدي الأيسر

وثانيةٌ في العينين

وثالثةٌ في الشفتين

ولا تقل لهُ أُفٍ ولا تنهرهُ

وأطفيه طفياً جــميلا ..

ودَع الضوء يأتلق في الفضائيات

واتركهُ ينضجُ على تكبيرةٍ صاخبةٍ

وبشّرِ الرؤساء الشاربين دمِ الشباب

والذين ولدتهم أُمهاتهم عندَ سدرة المنتهى

قريباً من العرش الألهيّ ،

فلا تأخذوا من وقتهم فهم في رحلات مكوكية

بين الأرضِ والسماء ، لأصلاح الأخطاء

 التي تحصل هنا وهناك ،

 فإلى أَيّ جحيمٍ ستقذفُ بنا الكتل الكونكريتية

التي تهرسُ صدورنا مبسملةًمحوقلةً

ولا ضوء سوى قطيع من الذئاب

التي يجدحُ الشررُ في نيوبها

للشهر العاشر أَو العام العاشر

لَمْ تصلني رسالةٌ من أَخي الغائب

الذي (طكوهجتاف) .. حلوه هايطكوهجتاف ..

فهي تفيض بالرقة والشفافية ،

وإلى آخرهِ من الخرط الذي لم نكن نسمعه قبل 2003 ،

المهم (طكوهجتاف) هيه ياهو الحلوة

(طكوه) لو (جتاف) .. وهو في طريقه الى البيت

ونقلوه بسيارة مظللة حفاظاً على بَشَرَتِهِ

الى مكان لا يعرفه إلاّ الراسخون في القتل

وكانوا ثلةً من الملثمين المؤمنين

الذين تضيءُ السكاكين وجوههم

وعندما سألت عنه أَجابني المسؤول

بشفافية تُذهلُ كلَّ مرضعة عمّا أَرضعت

عفواً سيدي .. وكان يلقبُ بالمدثّر

ماكو هيج كليجة

فأخوك مات غريقاً في بحر إيجه

وسنحصل قريباً على رقم الموجة

التي قتلتهُ..

لَمْ نُقصّر مع المتظاهرين ..

فقد أَعددنا لهم ما يَسرُّ الناظرين

من أَطباق الجبروت الوحشي والعنف البربري

وهيأُنا لهم الوجبات السريعة

التي تلائم الفصول كلّها حفاظاً على سلامتهم

ولكي لا تعود المقابر الجماعية ،

فنحنُ نشعر بالقلق على ما تبقى من العراقيين ..

صجم بالموت الحرّ ..

قَنِص بالتنور ..

مقلوبة بالرصاص الحيّ

قنابل سريعة الأنفجار مع السكاكين المُكَسِرة للضلوع..

تشريب تواثي مع دلّفري ..

ستصلُ حَسَب الطلب الى بيوتهم ،

وقد حرقنا الخيم عليهم

من أجل تعقيمها وتعفيرها ،

فلمان في طلقة واحدة ..

إِقرأْ وحزبكَ الأوحد

الذي خَرَّبَ بالبلد

وأَكثر أهلنا ضبعٌ وذيبُ

وقد قتلوا فتية كمصابيح السماء

وكانوا يغنون في نجومها ..

يا ألهي إِنهم خلاصة قرن كامل من التجاريب

لَمْ يبلغوا سِنَّ الرشد ، لكنهم خلقوا لنا عراقاً

يفيضُ بالنور والأمل ..

شبابٌ والله مكتهلون في شبابهم

منحنية اصلابهم في اللّيل على أجزاء العراق

كلما سمع أَحدهم أَنينَ نخلةٍ

بكى شوقاً إليها ..

واذا مَرَّ أَحدهم بذكر طاغية ، وما أكثرهم !!

شهقَ شهقةً وكأَنَّ زفير جهنَّم بين أًذنيهِ

إنَّ جائحة كرونة أَرحم بكثير من فايروس ولووونه..

وإِن كنتم في شكٍّ من قولنا

فتأكدوا من عدد القتلى والجرحى عند الطرفين ،

وطرق القتل المتنوعة ..

وفي آخر صيحاتها عند ولووونه ..

همْ لَمْ يتظاهروا عليكم من وراء الحدود

كما كنتم في السرّ تفعلون ..ولم يسعّروا تضحياتهم

 كما سَعَّرتُم وأَخذتم أّضعافاً من الغنائم والكراسي ،

وما زلتم في السوء ترفلون ..

وإِنما جاؤوكم بصدور عارية ،

ما زالَ حليبَ أُمهاتهم يتلألأُ فيها ،

وهم يحملون الوطنَ المثخّنَ بالجراح على أَكتافهم

والرصاص يسّاقط عليهم من كلِّ حدبٍ وصوب ..

يريدون وطناً ، وأَنتم تدفعون به الى قاعٍ في جبِّ جهنَّم

رفساً ودفراً وحرقاً ..

يُريدونَ وطناً لا منصباً .. فلماذا يقتلون ..؟..

وفي رقبةِ مَنْ ستتقد دماؤهم جمراً فتياً

يَرنُّ باللّهبِ الذي سينطق في الرقاب كلّها ..

أَمنْ نطفةٍ كلّ هذا الحقد الأسود ،

أَمنْ نطفةٍ انجزتم النهر الثالث 

الذي يجري دماً هادر من منبعه الى مصبهِ

ويسقي العراقيين أصواتَ أناس يقتلون

وجففتم دجلة والفرات ،

والقناص يزرف قلوب الأمهات برصاص

مستوردٍ من جهنم ،

والأسعاف تنقل الجرحى الى السجون ..

يمّه ..

آنه إكبال استئناف الرصافة ،

وذئاب الديمقراطية تعوي بالغازات السامة ،

وأَنا ظميء لوجهك وبَيضّتَهُ كما كنت تريدين

واريد أَنْ ابوس راسج قبل أَنْ أُقتلَ،

فالرصاصة تحرق كتفي الأيسرَ

وقد ثنّى عليَّ القناص بأخرى

إخترقت رأسي من جهة اليمين،

أَتسمعينَ صفيرها ..؟؟

فمن أينَ جئتم بكلّ هؤلاء القتلة ..؟!

إيصير احنه طلعنالكم ورث

أَمْ إِنَّ بريمر وفي وليمة فسنجونية

قال لكم خذها إليك أَبا الخلفاء الى يوم القيامة ..

إبهذا الأمر الألهي تقتلون المتظاهرين ..!!

ولماذا كان الردُّ مدوياً في سوح التظاهرات

ولم يكن كذلك حين علّقَ الأغرابُ العراقيات

والعراقيين في كنارة النخاسة ..

سبايا في مهب الريح ، وباعوهم بثمنٍ بخس ،

ومازال الآلآف منهم يفوحون في بحر الظلمات ،

وما من بوصلة تشير إلى العراق ..؟

ولماذا لم يكن مدوياً يوم ضيعتم ثلاثة أرباع العراق

في ليلةٍ واحدةٍ .. وسلّمتم الجَمَلَ بما حَمَلْ ..!!

أَلَمْ يكن الذي زارَ ثمَّ أَقعى

فأجتمعت حولَهُ الأسودُ ساجدةً

 موجوداً في تلك اللّيلة ..؟

ولماذا لم يكن مدوياً في سبايكر ..؟

وهل أستأجرتم نفس القتلة للمتظاهرين ..؟

أخاف أحجي وعليّه الناس يكلون..

إشيكولون ..

تدرون إشيكولون ..

إشيكولون ..

شباب وصار مجنون ..

فيا مرحباً بالجنون الذي سأحتفظ به لنفسي

ولن أّبيعهُ بالتقسيط المريح على العقلاء .

**********

ـ (ما بين القوسين مقتبس بتصرف من خطبة لأبي حمزة الخارجي).

***************

ص12

في مناسبة الذكرى الأولى لإنتفاضة تشرين الخالدة

الطبابة الميدانية يد تعالج ويد تحمل راية الانتفاضة

د. مزاحم مبارك مال الله

انتفاضة الشعب العراقي التي انبثقت في الأول من تشرين أول 2019 ليشتد أوارها في 25 منه، جاءت تتويجاً لإرهاصات الأحرار منذ 2011 لينضج عنفوانها في أكتوبر الخالد، وأعطت دروساً عن ملاحم البطولة والفداء والثبات على المواقف والإصرار على إنتزاع الحقوق من مخالب اللصوص والفاسدين والمتآمرين.

لقد أضفت انتفاضة تشرين الخالدة طابعاً مميزاً على الحراك الجماهيري الشعبي بمستوى تأريخ كل شعوب العالم وحتى على مديات حاضرها. وستذكر الأجيال المتعاقبة مأثرة الشعب العراقي وهو يخوض النضال في سبيل أهدافه بالتغيير والإصلاح سلمياً، لكن الثمن كان ويبقى باهضاً جداً وهو دماء شهدائه الأحرار، كما ان النار الحارقة لم تصل الى الطبقة الحاكمة الخبيثة بعد.

صور فداء فريدة

لقد عكس العراقيون المنتفضون بمختلف شرائحهم وألوانهم صوراً حيّرت عقول المتابعين والمحللين السياسيين والاجتماعيين في جوانب التحدي والإصرار واسترخاص الأرواح والأجساد، بالرغم من الأساليب اللاأخلاقية واللاإنسانية التي واجهتهم بها الطغمة الحاكمة الفاسدة. وقد خرج العراقيون الى شوارع وأزقة وساحات الصمود والتحرير على وفق إجماع وطني يدل على المعاناة من الجور والظلم الجماعي، الذي طال كل أطياف الشعب على أيدي طلاب المناصب والجاه والنفوذ والمال. ولم تبق شريحة أو فئة أو طبقة من طبقات المجتمع العراقي، ألاّ ونالها الجور والتهميش والإقصاء والتغييب والتخريب بسبب السياسة المحاصصاتية الآثمة.

وسيّرت الجموع مسيراتها كجزء من فعالياتها الميدانية بعد ان نصبت خيمها وسرادقاتها ومنابرها. فتعددت الخيم بأسمائها وعناوينها كرسالة من أرض الواقع العراقي الى الحكام الجائرين، وليقولوا لهم: “كلنا نعاني ..نريد وطن”.

ودخل العراقيون معركة غير متكافئة من ناحية السلاح، فسلاح الشعب حنجرته والأعلام الوطنية ورايات السلام، أما الطغاة فكانوا مدججين بالسلاح وبمختلف أدوات القتل الفردي والجماعي وبوسائل الإعلام الخبيثة.

دخل العراقيون معركة بترجيح كفة الانتصار لهم، فقد ثاروا من أجل استرداد الوطن وما خاب من ناضل من اجل وطنه، وما من شعب ذاق الويلات والظلم وثار الاّ وانتصر.

منتسبو قطاع الطب والصحة

ومثل حال أي شريحة أو فئة فاض بها الشعور بالظلم فخرجت “تريد وطن”، خرج منتسبو القطاع الطبي والصحي وهم يحملون ثلاثة مزايا مهمة :

الأولى – كونهم شريحة تعاني من جَور نظام سياسي فاسد، بني على التحاصص والتخريب والتراجع بكل القيم والبديهيات، شريحة معاناتها متعددة الأوجه والأشكال(سنتناولها لاحقاً) ولكن يبدو ان سببها الجوهري يكمن في الفساد والمحسوبية والمنسوبية ووضع الرجل الجاهل في المكان الذي لم يكن يحلم به.

الثانية – الدوافع الوطنية .. فلا يمكن لأي وطني غيور أن يقف مكتوف الأيدي، خصوصاً وإن الانتفاضة اندلعت من أجل استعادة الوطن.

الثالثة – نصب خيم الطبابة في أرض المعركة .. في الميدان .. في أرض الوغى التي أراد العدو ان يحيلها الى مسرح لذبح الاحرار، أرادوا أن يكون الثوار سبايكر الثانية دون أن يعلم هؤلاء الطغاة أن مصيرهم معلوم. اذن هي معركة وقد استعد العدو (الحكومي ومليشيات المرتزقة) المجرم لها ايما استعداد. والمعركة تعني شهداء وجرحى وإصابات اختناق .. فتصدى الثوار الأحرار من القطاع الطبي والصحي وانبروا من أجل تنفيذ مهماتهم الميدانية الوطنية الكبرى، المتمثلة في إخلاء الشهداء والجرحى الأحرار الذين عانوا من الاختناقات مختلفة الدرجات.

لقد ابلى ثوار القطاع الطبي بلاءً حسناً في الإسعافات الأولية للجرحى والمصابين، وذلك بتوفير أدوات الطوارئ ومنقذات الحياة كالبخاخات والكمامات والحبوب والعلاجات لمختلف الاستعمالات وضمادات ومعقمات ومضادات سيلان الدموع .

وكانت الصورة الاجمل في كل ذلك ان الخيمة الطبية الوحيدة في الأيام القليلة الأولى من عمر الانتفاضة، انشطرت وتعددت لتصبح خيما طبية ومفارز بعد ان التحق بها ثوار واحرار ابرار من مختلف الاختصاصات، فتوافد الطبيب والصيدلي والمعاون الطبي والتمريضي والممرض الجامعي والممرضة والمسعفة وتلك المختصة في مجال الطواري، فضلاً عن طلاب كليات الطب والأطباء الخريجين الذين لم يتم تعيينهم.

صور تجسد وحدة الشعب

لقد بدت الإنتفاضة الجبارة في أروع صور التنظيم وتقسيم المهام النضالية من ناحية العدّة والعدد وتوزيع الواجبات الميدانية وحتى من ناحية الوقت، فهناك الهتافونومرددوا الشعارات والأهزوجات وهناك رافعوا الرايات، هناك التكتك وسائقوها الشجعان الذين عكسوا أروع صور البطولة والإقدام والتضحية، فمرة كانوا ناقلين للمنتفضين ومرة كانوا سيارات إسعاف سريعة زاهية الألوان بسيطة التصميم والمعدات يخلون الجرحى والشهداء. وهناك كراديس الأرزاق الميدانية من ماء وطعام، وهناك الذين يعدون الطعام وهناك الخبازات والخبازين .. وهناك اللاتي تطوعن لغسل ملابس الشبان الثوار الاحرار، وهناك من اتخذ الزوايا يجمع المفقودات ليسلمها لأصحابها. كل هذه الصور والمشاهد انما تعبر عن وحدة الشعب ضد المحاصصة والفساد والنظام الفاشل..ايكومونة عظيمة خلق العراقيون ؟!

وللمفارز الشيوعية دورها

ولم يقتصر عمل الطبابة التشرينية الباسلة على تقديم الإسعافات الميدانية بل تعدى ذلك الى القاء المحاضرات وتقديم التوجيهات المباشرة للأحرار في سوح الإحتجاج في كيفية التعامل مع القنابل المسيلة الخانقة وفي كيفية التعامل مع الجروح النازفة (وكلها نازفة) ومع الكسور.

وإن الإنصاف والحق للتأريخ يدفعان المتابع والمؤرخ والمدوّن الى قول الحقيقة وذكر الخيم والمفارز الطبية الشيوعية، التي هرعت منذ اليوم الأول الى تثبيت اوتادها تحت نصب الحرية في قلب الساحة الثائرة. فكان الأطباء الشيوعيون ومعهم الكادر الشيوعي التمريضي والمسعفات والمسعفين، يتناوبون في تواجدهم بين المفارز ويؤدون واجبهم الوطني والإنساني والحزبي على اتم وجه.

ولم يكن منتسبو الطبابة المنتفضة بمنجى من الإصابات والاستشهاد، نجوماً متلألئة في سماء الوطن الحالكة.

سباقون في استخدام الكمامات

ومن المفارقات الجديرة بالذكر حينما نراجع صور الانتفاضة المجيدة في أكتوبر 2019 وما تلاه، اننا نجد إن العراقيين كانوا سباقين في استخدام الكمامات الواقية ضد الغازات الخانقة، قبل كورونا وتداعيات كورونا التي جاءت منقذاً وقتياً لقوى الظلام والطغيان، في استراحة إجبارية لمقاتل أبى ويأبى أن يلقي سلاحه.

الخلود لشهداء المفارز الطبية الأحرار

وطوبى لجراحكم أيها الثوار.. والمجد كل المجد لعطاء الأحرار من صنف الطبابة وكل الصنوف التي تجدد الانتفاضة وتديمها.

****************

الخيمة الطبية الشيوعية في ساحة التحرير

الخيمة الطبية الشيوعية في ساحة التحرير، وجه أخر من وجوه مشاركة الشيوعيين العراقيين العديدة في انتفاضة تشرين منذ اندلاعها في الأول من تشرين الثاني العام 2019، فبعد ان تمادت أجهزة القمع الحكومية وطرفها الثالث في استباحة دماء المنتفضات والمنتفضين، و تأكد عجز وزارة الصحة في اسعاف مئات الجرحى والمصابين، بل ووصل حد التعمد والتردد في اسعافهم، بادر الشيوعيون العراقيون الى تسخير عدد من كوادرهم الطبية في نصب خيمتهم الشيوعية في الساحة وتجهيزها بالمستلزمات الطبية، وتقديم الإسعافات للضحايا بهمة الشيوعيين المعهودة، بالإضافة الى مساهمتهم مع المفارز الطبية الأخرى التي تجول في ساحات المواجهة مع أجهزة القنص والقصف بالقنابل الدخانية القاتلة. وفي السادس من شهر تشرين الثاني العام 2019 نشرت طريق الشعب التقرير التالي:

“واكبت الخيمة الطبية الشيوعية انتفاضة أبناء الشعب في ساحة التحرير وسط بغداد، منذ انطلاقها في الأول من تشرين الأول.

وشأن العديد من الخيمات الخدمية المجانية المنتشرة في ساحة التحرير، تقدم خيمة الشيوعيين خدمات طبية للمتظاهرين، وتوفر إسعافات أولية لجرحى التظاهرات على مدار الساعة.

وقال الطبيب المشرف على الخيمة د. فاضل عباس في حديث لـ “طريق الشعب”، أن الخيمة عالجت خلال الأيام الماضية العديد من المتظاهرين الجرحى، وأسعفت الكثيرين من المصابين بالغاز المسيل للدموع، فضلا عن تقديمها الخدمات الطبية والاستشارات الصحية للمتظاهرين الآخرين، ورفدهم بالعلاج اللازم.”

************

ص13

«بيش بلشت يا بو بشت»

جواد وادي

لأكثر من أربعة أشهر وأنا مضرب عن الكتابة بشكل عام وعن أوضاع العراق على الخصوص، لكثرة الإشكالات والتشابكات والملابسات العصية على الفهم لما يجري ونشاهد ونسمع وعلى جميع الأصعدة، الأمر الذي بات من المحير ان تتناول أية ظاهرة مهما كانت أهميتها وانعكاساتها ونواياها الواضحة والغامضة، وهذا ما يدعو الى الحيرة والانتظار والترقب لما تؤول اليه مناطحات العديد من  (السياسيين) وجعجعاتهم الفارغة ومواقفهم التي تتحرك بفنتازيا غريبة هنا وهناك، دون أن تتمكن بإمساك خيط الرحمة لتتوضح الأمور وتنجلي الغمامة، لنتفاجأ بقرارات جديدة ومواقف غريبة تتناقض تماما مع سابقاتها، فتضيع علينا التفاصيل لقلتها، ويعود تناول مثل هكذا حالات ضربا من المغامرة والضحك على الذات أولا والذقون ثانيا. وهذا ما يميز الواقع الإعلامي الراهن الذي يسير رفقة الموجة، إن كانت عنيفة أو أقل عنفا.

إن السبب الذي دعاني لتسمية هذه المقالة بالعنوان أعلاه، هو ما يمر به (المسكين) الكاظمي من تعقيدات في إدارة دفة التنفيذ للحكم وكثرة المصائب وصعوبة الإمساك بها أو بتلابيبها.

وأصل المثل العراقي يعني الندم والتأسف، فعندما يضع شخص ما نفسه في ورطة أو موقف محرج يصعب الخروج منه بسهولة بعد قيامه بإنجاز عمل معين لشخص آخر دون أن تروق نتائجه للأخير، بسبب دقة العمل أو العيب فيه، فنقول على ذلك المتورط:

(بيش بلشت يا بو بشت)، أي بماذا ورطّت نفسك يا هذا لتدخلها في طريق مسدود.

والسؤال العريض الذي ينطبق على ورطة السيد الكاظمي، والمطب الذي وقع فيه، أو أوقع نفسه طواعية، هو حين عاد مثل ذلك (أبو “البشت” الذي يرتدي رداء من الصوف يشبه العباءة التي يلبسها الرجال فوق ثيابهم... ولا يعلمون متى يتحررون منها)

ليجد نفسه في حيرة من أمره، فلا هو بالقادر على إبقاء البشت على جسده ولا بالقادر على نزعه.

من هنا نقف مع الكاظمي الذي عدنا مقتنعين بأنه بات غير قادر على  تنفيذ ما وعد به من دفع العملية السياسية الى الأمام وتنقيتها من كافة الشوائب العالقة بها، لأنه لم يكن يعرف، وهذا هو تصورنا بأحابيل وشيطنة وخبث الكتل السياسية التي يتعامل معها ووثق من دعمها له في حدوث الانتقالة الضرورية بالعملية السياسية لبر الأمان وتحقيق مطالب الجماهير المنتفضة في فتح الملفات الكثيرة، من كشف القتلة والخاطفين والمليشيات (الوقحة) وسحب السلاح المنفلت، وكشف الفاسدين من اعلى القمة لآخر المنحدر، وإعلان عدم انحياز العراق لأية قوة اجنبية، وتنقية الجيش وقوى الأمن بكل عناوينها من التبعية لأحزاب الفساد والمحاصصة والكثير من رتب الدمج الخطيرة والفاسدة والطارئةلتحقيق العدالة الاجتماعية، والسعي لتبيان الخيط الأبيض من الأسود. وقبل كل شيء التحضير لإجراء الانتخابات المبكرة والنزيهة وبإشراف أممي، لكنس الفاسدين والمتلاعبين وفاقدي الانتماء للوطن والشعب وقطف الرؤوس الكبيرة التي سببت كل هذا الخراب والفجائع المتلاحقة.

فكانت الخيبة الكبيرة والصدمة المزلزلة، حين اكتشف السيد الكاظمي أنه أمام عقبات لا يمكن تجاوزها أو تذليلها، بوجود حيتان فساد ومليشيات قتل وأحزاب تتاجر بمستقبل العراق وكذابين ومرائين وحرابي لا تتردد ان تبدل جلودها ما أن تشعر بأن ريح التغيير قادمة وأنها من الوداعة والوطنية ما يجعل الكاظمي يعمل على تمييع مشروعه وبالمقابل تزايد احتقان الثوار وذوي الضحايا وكافة مسحوقي العراق، مما دفع بالسيد الكاظمي ان يكون بين سندان الفاسدين ومطرقة الشعب المنتفض، فنغني له “يا بو بشت بيش بلشت”.

ان الوضع في العراق اليوم بلغ من الخطورة والتعقيد والتوجه نحو الخراب الحقيقي، مما يدعو الى اتخاذ وقفة جادة وفاعلة وصارمة لضرب شياطين الخضراء ومن يدور في فلكهم والمتعلق بأذيالهم، بالاعتماد على القوى الضاربة لاجتثاث الرثاثات والتنسيق معها، بل والاعتماد على المجتمع الدولي الذي لا يطيق قوى الخراب وعملاء لاجندات خارجية  وبأسرع ما يمكن وما ينبغي فعله، لأن ترمومتر  الفواجع يسير باتجاه تتمة الخراب ولا وقت للمراوغة أو اللعب في الوقت الضائع، سيما أن السيد الكاظمي يمتلك ثلاثة ركائز اساسية هي فصائل الجيش الوفي الانتماء للوطن، وملايين المتفضين الذين وضعوا انفسهم تحت إمرة إرادة التغيير الصارمة، والأهم من هذا وذاك وقوف المجتمع الدولي برمته الى جانب التغيير، سيما التعاون العسكري والأمني والاقتصادي  مع حكومة السيد الكاظمي.

هنا لم يعد للكاظمي أي مبرر لعدم القيام بالضربة الحاسمة والقاصمة سيما أن قوى الظلام وخونة العراق ما زالوا يصولون ويجولون ويتلاعبون ويهددون بأمن الوطن والمواطنين، وغير ذلك فالتيار العارم قادم لا محالة ليجرف كل شيء ويحرق الأخضر واليابس، وفي المقدمة حكومة الكاظمي ومستقبل أجيال العراق، وهنا ستلاحق اللعنة الأبدية كل المتخاذلين وعديمي الحمية والانتماء للوطن، ولعل الدروس السابقة خير دليل على ذلك.

إن ذكرى انتفاضة تشرين على الأبواب وابطال العراق ومناصريهم يستعدون لإحياء هذه الذكرى المباركة وفاء لدم الشهداء والجرحى والمعوقين والمختطفين، وهم اليوم بحالة من العنف وتصفية الحسابات اشد واقوى من السابق، فلا تستهينوا بالطوفان القادم أيها السياسيون الفاسدون، رغم أني اشك في سلامة عقولكم التي نخرتها الخيانات.

المجد والخلود لشهداء انتفاضة تشرين الميامين وكل شهداء الحرية والكرامة من الشباب العراقي البطل والشفاء العاجل لكافة الجرحى والمصابين والحرية لكافة المختطفين.

المجد لثورة تشرين الباسلة

****************

كيف نوجد نخبة تقود الديمقراطية؟

د.اسعد كاظم شبيب*

اتخذت دراسة النخبة في السنوات الأخيرة مكان مهماً عند عدد من  الدارسين في حقلي الاجتماع والسياسة على حد سواء، من جوانبها المختلفة، وعرض الاستفهامات حول إيجاد النخبة لتقود الدولة ذات النظام الديمقراطي ومن هذه الاستفهامات، كيفية خلق نخبة سياسية واجتماعية تقود الديمقراطية في البلدان التي تعاني من تعثر النظام الديمقراطي، واذا تجاوزنا الاختلاف الفكري بين النخبة والديمقراطية، من حيث ان النخبة تحملمضمونامفاده هو وجود مجموعة من الناس لهم درجة متميزة من صفات تفردهم عن العامةمن الناس، وعندهم المقدرة من كل نوع، اي أولئك الذين يحققون بمواهبهم الطبيعية نجاحاً في عملهم أعلى  من معدل نجاح الآخرين.اما الديمقراطية فهي بما تعنية كآليه من آليات التي يصل بها الأشخاص الى السلطة، فأنها تقوم على ممارسة كافة أفراد المجتمع بغض النظر عن آليات التمايز والتفاضل، والأكثر من هذا أن من خصائص الديمقراطية أنها تقوم على التعددية، بينما من خصائص النخبة انها تقوم على القلة المختارة.

واذا تجاوزنا هذه الإشكالية بين النخبة والديمقراطية، وذهبنا مع الرأي الذي يقول بانه لا يوجد حيز شاسع بينهما حتى مثلاً داخل التعددية هناك نخبة، وبالمحصلة ما دام أننا تجاوزنا الإشكالية بين النخبة والتعددية أحدى مسلمات الديمقراطية، فهنا يعرض التساؤل التالي:كيف نوجد نخبة تقود الديمقراطية؟وهنا يأتي الدور المناط بالنخبة لكي تؤدي بما تمتلكه تلك النخبة من القدرات، وهنا لا يشترط بالدور نوع أو ممارسة واحدة أنما مهما كان هذا الدور سواء بالكلام أو السكوت أوالتأييدأو الممانعة أو القبول أو الرفض، اما عن أي نوع من النوع النخب التي تقود باتجاه الديمقراطية، فيذهب المؤشر باتجاه النخبة المثقفة، كون باقي النخبة تؤدي دورها ضمن مجالها المناط بها وهذا لايعني أنها لا تثقف باتجاه قبول الديمقراطية، فمثلاً النخبة الدينية يدور واجبها اتجاه تهذيب الناس من الناحية الأخلاقية والاجتماعية، والنخبة العسكرية، تدور حول خبرة الاحتراف العسكري والمهني.

اما الصفوة المناط بها رسمياً خلق نخبة تقود الديمقراطية في المجتمع، فهي تقع على عاتق النخب المثقفة، ونحن هنا عندما نتعامل مع هذه النخبة فانه لابد من تبيان أن هناك نوعين هما من يعمل النخب المثقفة،ففي الجانب الأول حينما يكون المثقف جزءا من السلطة والمؤسسة الحاكمة، لذا فان المثقف هنا يمارس الخطاب الثقافي التقليدي الذي درجت عليه المؤسسة الرسمية سواء كان هذا التوجه ديمقراطيا ام غير ديمقراطيليصبح المجتمع تحت تأثير تلك المؤثرات. إما الجانب الثاني فهو حالة المثقف خارج السلطة وهو يعبر عن نفسه بانتمائه إلى المشروع السياسي، سواء اتخذ هذا الانتماء صيغة القبول أو المناوئة التصحيحية السلمية. وعليه ووفقاً لما تقدم فإنهمن الضروري ان يقودالمجتمع هذا النوع من النخبة المثقفة وهي المؤهلة باتجاه المدنية، وبتالي فان هذه النخبة هي من تقودأركان السلطة، المجتمع والمؤسسة الحاكمة باتجاه الممارسة الفعلية نحو الديمقراطية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* كلية العلوم السياسية/جامعة الكوفة

**************

ص14

لماذا فشلت الجهات التربوية

في استخدام التعليم الالكتروني؟

عبد الحميد مصطفى هاشم

تسارع التطور العلمي في العالم يشمل جميع مفاصل الحياة وبسرعة فائقة، فالدول المتطورة الكترونيا وعلمياً تتمكن من اللحاق بهذا التطور أما دول العالم الثالث فغالباً ما تكون متخلفة عن ذلك التطور للأسباب أدناه فإنها لا تستطيع اللحاق وبذلك تكون متأخرة مما ينعكس على شعوبها ودولها.

إن العملية التربوية بكل مفاصلها متكاملة ومكملة الواحدة للأخرى لتشكل عوامل نجاحها دون التوقف في أية محطة تعيق تواصلها مع الطلبة في إيصال المادة إليهم بسلاسة ودون تعقيد، وبذلك تحافظ على وتيرة التعلم بيسر. ولكن ما حصل في بلدنا من عقبات في نهاية 2019 –  2020 وإلى اليوم، كان له الأثر الكبير في تعثر العملية التربوية فالتظاهرات الاحتجاجية للشباب الثائر ضد المحاصصة والفساد، أدى إلى تعطيل الدراسة ثم لحقتها كارثة كورونا التي عطلت جميع مفاصل الحياة الاقتصادية والاجتماعية في العالم عامة وفي بلادنا، مما دعا الحكومة الى فرض منع التجوال الجزئي أو الكلي في أحيان أخرى والحجر الصحي للمواطنين.

أما بالنسبة للتربية والتعليم فقد نال الحصة الكبرى من الضرر الذي لحق بالبلد، بسبب التوجيهات العشوائية البائسة التي تصدرها الجهات التربوية والمعنيون بالتربوية والمسماة ب (هيئة الرأي في وزارة التربية) هذه التوجيهات العشوائية والتي يظهر أن أغلبها متسرعة وغير مدروسة من خلال تواترها وإلغاء الكثير منها، وكانت تعمم الى جميع المدارس ولجميع المراحل المنتهية وغير المنتهية، لتعود فتصدر غيرها لتلغي ما صدر منها، وهنا يظهر التخبط العشوائي في التوجيهات والتعليمات والذي ينم أما عن جهل المشرفين بأمور التربية أو عدم منح تلك اللجان الوقت الكافي للخروج من هذه الأزمات ووضع الحلول الملائمة .. ولحد اللحظة فإن التعليمات تعد توجيهات غير مؤهلة، أما المدارس فما أن تتهيأ إداراتها للعمل عليها حتى تستلم توجيهاً آخر يلغي ما قبله. ومنها إقامة (منصة نيوتن)، فقد صدرت تعليماتها والالتزام بأن يكون عدد طلاب الفصل الواحد هو (15) طالباً، وهذا إجراء جيد ولكن ألا تعلم (هيئة الرأي في التربية) أن هنالك مدارس تضم أعدادا كبيرة في الفصل الواحد يتراوح مابين (60 إلى 75) طالباً، وهذا يعني أن (الشعبة الواحدة) ستقسم إلى خمسة شعب، فلو فرضنا أن الصف الأول المتوسط فيه عشر شعب و(70) طالباً لكل منها، فذلك يعني أنه يجب تخصيص (47) صفاً لمرحلة واحدة، والكلام ينطبق على المراحل الأخرى ... هذا إن صحَّ، فكيف ستكون حالة المدارس ألثنائية الدوام أو ألثلاثية ؟ وكيف يكون توزيع الحصص والأيام على المدرسين؟ أما مسألة تباعد الطلبة في قرارها الملزم، ممكن أن يكون داخل الصف ولكن هل يحصل ذلك التباعد في الساحة وقت الاستراحة والتزاحم على حانوت المدرسة؟ وماذا بشأن المدرس الذي يقترب من طلابه أو يفتش واجباتهم وغيرها، وبذلك يكون المدرس هو الضحية ...

 يبدو من ذلك أن التباعد لا يحل مشكلة، ناهيك عن الطلبة المصابين أو الملامسين والذين لا تظهر عليهم، وهنا ستقع ذات الكارثة والتي لم تحسب التربية لها حساب، والكل يعرف أن نظام التعليم ينص على إن الطالب لو أصيب بـ (مرض معدٍ) فإنه يمنح إجازة مرضية إلزامية ويمنع من الاختلاط بالطلبة.

وهنالك توجيه بتقسيم المراحل الدراسية بالدوام ثلاثة أيام لكل مرحلتين أو تحويلها إلى (صباحي وعصري).. هذا ممكن أن يحصل في المدارس المتوسطة ولكن كيف سيكون في المدارس الثانوية أو الإعدادية؟ أما تقسيم مواد المنهج الى مواد علمية ممكن تدريسها في المدارس وبحضور الطلبة كـ (اللغة العربية، اللغة الإنكليزية، الرياضيات، الفيزياء والكيمياء.. الخ) والمواد الأخرى كـ (الإسلامية والتأريخ والجغرافية والوطنية) فإنها تدرس على المنصة الإلكترونية والطلبة في منازلهم، وهنا أُذكّر بما عانى منه المدرسون. 

معوقات استخدام المنصة التربوية

استخدم المدرس المنصة التربوية طيلة الفترة السابقة من الشهر الثاني من العام 2019 ولحد الشهر الخامس وهو موعد امتحانات الشهر الأول من الكورس الثاني.. والجميع يعلم بما حصل من معوقات في هذا المجال منها أن العديد من الطلبة لا يمتلكون أجهزة موبايل لعدة أسباب، أو عدم وجود الانترنت في منازلهم لعدة أسباب، علاوة على الانقطاع المستمر للكهرباء وعدم استقرارها.. تلك الأسباب مجتمعة وغيرها كانت من المعوقات التي واجهت المدرس في إنجاح المنصة الالكترونية. أما الأسباب الرئيسية لفشلها رغم المحاولات التي بذلها المدرس من أجل إنجاحها فهي خارج إرادة الأجهزة التربوية وخارج إرادة المدرس حين يكون الانترنت ضعيفاً أو مقطوعاً في بغداد والمحافظات أو انعدامه في المناطق الريفية والنائية، ثم محاولات الكثير من الطلبة التهرب من الامتحانات بحجج واهية كانقطاع الكهرباء أو انقطاع الانترنت، وكذلك حدوث حالات الغش بين طلبة الجامعات كأن يستعين ألطالب بأحد أصدقائه أو غيرهم ليحل له الأسئلة وهذا ما حدث فعلاً.. 

ومازالت التربية وهيئة الرأي في بحث دؤوب عن الحلول لمثل هذه المشاكل المستعصية، ولكنها كما يبدو فإنها لن تصل إلى حلول ترضي إدارات المدارس والمدرسين والمشرفين والطلبة على حد سواء. والسبب الرئيس هو الإهمال الواضح من وزارة التربية وانشغال المسؤولين عن التوجه الجاد نحو التربية، ما أدى إلى فشل العملية التربوية، إذ كان من المطلوب أن تواكب التطور الحاصل في الدول المتقدمة بعقد الاتفاقات والبروتوكولات الثقافية وتبادل الخبرات معها والتي سعت وتسعى إلى الاهتمام الجاد بحقل التربية وتطويره وخاصة الالكتروني والذي وصلت إليه قبل وصول الوباء الكوروني، لذلك تجد أن أغلب الدول ومنها اليابان والصين والسويد والنرويج وحتى بعض الدول العربية كانت مستعدة لمواجهة أي من تلك الظروف ومنها كورونا، حيث بدأت باستخدام التعليم الالكتروني عندما حصل الوباء وبدا ألأمر طبيعياً بتحويل التعليم إلى ألكتروني. فالسويد مثلاً قررت وخلال عامين أن التعليم سيكون متاحاً لكل إنسان وأن يتخرج من الجامعات رسمياً ومجاناً ووعدت طلبتها أنها في العام 2030 سوف لن ينتظموا في فصولهم الدراسية بل يتلقون تعليمهم في منازلهم، وكذلك الولايات المتحدة ألأمريكية التي قررت أنها في العام 2030 ستلغي الصفوف وتتحول إلى جامعات رقمية.

مقترحات

أما (هيئة الرأي) فمازالت الحلول تحيرها، منها تأجيل الدراسة شهراً أو شهرين أو تقليص الدراسة إلى يومين أو ثلاثة لكل مرحلة أسبوعياً، أو اعتماد المنصة الالكترونية، أو حذف فصول من المنهج المقرر أو تأجيل الدوام حتى زوال كورونا.

 ... وهنا أقول هذا لا يمكن وضعه ضمن الحلول لأن كورونا تدخل العالم بمراحل متعددة،

وتبقى وزارة التربية تعيش في دوامة من أمرها وسبل تعاملها التعليم مع الوباء وعدم السيطرة عليه بسبب الوضع الصحي المنهار... وهنا أضع أمام وزارة التربية بعض الحلول المتواضعة التي قد تحل أو تخفف وتساهم في ضمان وسلامة المدرس والطالب والتعليم:

أولاً - حضور المدرس الى المدرسة لألقاء محاضراته في الصف لتوفر جميع وسائل الإيضاح ونقل تلك الدروس للطلبة كـ (بث مباشر).

ثانياً - ألكثير من المدارس تتوفر فيها منظومة كاميرات يمكن الاستفادة منها في تسجيل المحاضرات وبثها عن طريق (Wats up-Telegram).

ثالثاً - لكي يتم العمل بالفقرتين أعلاه يقتضي العمل على تقوية البث في شبكة الأنترنت وتوفيرها مجاناً  ... وهنا لابد من (التضحية). بدلاً من ترك الموضوع على هامش (التجربة).

رابعاً - بالنسبة لطلبتنا في الجامعات فبإمكان الأساتذة الاستفادة من الحدائق ضمن حرمها لقلة أعداد الطلبة وحتى إجراء الامتحانات في الهواء الطلق..

**********

ص15

البعد الانساني في عدالة الشيوعيين

نجم خطاوي

يكاد يجزم الكثيرون على اختلاف مشاربهم على أن موضوع العدالة الاجتماعية قديم جداً ارتبط بالبدايات الأولى لنشوء المجموعات البشرية وتزامن مع تطور ممتهني حرفة الرعي وبدايات حرث الأرض وتطور مهنة الزرع واستخدام الآلات البسيطة وظهور صانعي هذه الآلات، ومن ثم ظهور التباين والاختلاف بين مجاميع العاملين بسبب نمو بذرات الاستغلال، وحتى بات من الممكن الحديث عن اختلاف حصص المنتج والتمايز. وقد حظي موضوع العدالة الاجتماعية ونشأتها وتأريخها واختلاف المفسرين والنظريات لها، باهتمام كبير، وأفردت لذلك الكثير من الدراسات والبحوث التي تناولتها من جوانبها المختلفة.. ولأهميتها فقد أفردت الأمم المتحدة يوماً كرسته للتذكير والتبشير بقيم ومبادئ العدالة الاجتماعية.

ان من المهم جدا التفريق والتمييز بين مفهوم العدالة الاجتماعية وبين مفهومي المساواة أو الحرية، فالبرجوازية تعارض العدالة مثلا باعتبارها تحد من التملك وهي من صفات الحرية حسب مزاعمهم.

ولارتباط موضوع العدالة بالإنسان والبشر فأن مواقف البشر منها اختلفت استناداً لمصالح وحاجات الافراد والجماعات منها، ومنذ القدم، واستمر الحال في الأزمنة الحديثة وبعد نشوء الصناعة وتطور التكنيك والعولمة لاحقاً، ونشوء وتطور الاحزاب والمنظمات السياسية، والتمايزات الطبقية في المجتمعات المختلفة قطريا، وعلى صعيد العلاقات الاجتماعية الدولية، ووفقا لحساب طريقة وشكل تقاسم الثروة..

وهذا يوصلنا لفكرة أن موضوع العدالة الاجتماعية لم يكن مطروحاً بقوة في أروقة وبرامج واهتمام الشيوعيين واليساريين فقط، بل كان موضع اهتمام الكثير من القوى والجماعات والأحزاب، وكانت تنظر اليه وتفسره حسب قناعاتها ومصالح المجموعات التي يمثلوها، ولكن نظرة الشيوعيين وفهمهم للعدالة يبقى الأبرز والأكثر واقعية وإنسانية..

مفهوم العدالة تناوله الفكر المصري القديم والكتابات الصينية واليونانية، وقد استخدمه رواد الفكر الاشتراكي (روبرت أوين- سان سيمون- شارل فيوربيه)، وتطور لاحقا بتفاصيل ووضوح على يد ماركس وانجلس، وتجسدت مضامينه في دعوة البيان الشيوعي لمجتمع عادل.

البرجوازيون والملاك وأحزابهم فسروا موضوع العدالة ارتباطا بفكرة التملك والفوارق بين البشر الذين حسب مزاعهم تضم الأذكياء والمراتب الأخرى، وليس من حق العامل أن يتمتع بحقوق رب العمل، كما أن الليبراليين والأحزاب البرجوازية الصغيرة قد فسروا الموضوع ضمن أطار امكانية التوافق والتعاون بين الطبقات وتأجيل التصادم الطبقي. ويظهر أيضا المفهوم الديني للعدالة الذي يقترب من وجهة النظر الاقطاعية التي تقر بأن الناس قد خلقوا على شكل درجات ومراتب وبالتالي فأن ما يحصلوا عليه من دخل وعدالة لابد أن يخضع لذلك، وهذه النظرة تكرس التفاوت الطبقي بين الأفراد والجماعات..

لقد ربط الشيوعيون بين مفهوم العدالة الاجتماعية ومقدار ارتباطه بموضوع الانتاج الاجتماعي للخيرات المادية والثروات الضرورية لإشباع حاجات افراد المجتمع، وبشكل أكثر توضيحا فأن ملكية وسائل الانتاج العامة وثروة البلد الاجتماعية هي الشرط الوحيد الواقعي والمقابل لتحقيق مفهوم العدالة الاجتماعية ببعده الطبقي والإنساني.

والعدالة الاجتماعية يفسرها الماركسيون باعتبارها نظاماً اقتصادياً اجتماعياً يهدف الى ازالة الفوارق الاقتصادية الكبيرة بين طبقات المجتمع، ومحاولة اعادة توزيع الدخل القومي او الوطني بين الناس، وتوفير تكافؤ الفرص للجميع، وأيضاً حقوق الانسان ومبدأ المساواة، والحقوق السياسية وفرص التعليم والرعاية الصحية، وبحيث يتمتع أفراد المجتمع بغض النظر عن جنسهم وعرقهم وديانتهم بالعيش فس حياة كريمة..

وإذا كانت الشيوعية بعيدة التحقيق ارتباطاً بظروف المجتمعات فأن الاشتراكية باختلاف وتباين الطرق والوسائل المكتوبة والمتبناة لتحقيقها من قبل الاحزاب الشيوعية واليسارية، تبقى الكثر انسجاما وواقعية لتحقيق وتجسيد مفهوم العدالة الاجتماعية، وعبر مبدأ من كل حسب طاقته، ولكل حسب عمله...

خاض الشيوعيون العراقيون ومعهم دعاة اليسار والمدنية كفاحاً طويلا للتبشير والتثقيف بقيم العدالة الاجتماعية في العراق ومنذ عشرينات القرن الماضي، مكرسين ذلك بتضمين كل خطاباتهم ومواقفهم السياسية ومفردات برامجهم وخططهم، ما يدعو ويجسد مفردات وتفاصيل العدالة، وقد صدقوا في ربطهم لمفهوم العدالة ببعدها الاجتماعي الذي يمس حياة الناس ومعيشتهم، ولم يترددوا في الدعوة لإقامة أنظمة وطنية ديمقراطية وطنية توفر الحد الدنى من متطلبات العدالة الاجتماعية، مع استمرار التثقيف بالهدف السمى وهو تحقيق الاشتراكية في العراق باعتبارها الحل الأمثل والأفضل لتجسيد قيم العدالة الاجتماعية.

ان ابتعاد الشيوعيين العراقيين عن مفهوم ديكتاتورية البروليتاريا باعتبار أن الطبقة العاملة تحرر المجتمع وتحرر نفسها في اقامة دولة العدل الاجتماعية، وتبنيهم لمبدأ التداول السلمي للسلطة، لا يعني بأي حال من الأحوال الوهم بإمكانية تحقيق عدالة اجتماعية ناجزة في ظل حكم احزاب برجوازية ديمقراطية وطنية، بل أن الظروف تحتم اليوم دوام واستمرار النضال وخوض الكفاح الجماهيري وكل اشكال النضال الجبهوية والبرلمانية من أجل كسب الكثير من المؤيدين والمناصرين لفكرة ومفهوم العدالة الاجتماعية، ومحاولة التأثير والتحريض لتحقيق المكتسبات الشعبية الوطنية من حقوق وحريات وضمانات ومستوى عيش كريم وعبر ارغام من بيدهم القرار لتبني ذلك مع استمرار السعي الكبير لتغيير موازين القوى لصالح انصار الحرية والديمقراطية والمدنية، والذين يمكنهم تجسيد بعض مفاهيم العدالة الاجتماعية وعبر سن القوانين والتشريعات التقدمية التي تخدم مصالح الطبقات الكادحة...

المتتبع المنصف للأحداث التي عصفت بالعديد من اقتصاديات البلدان، بعد تفشي عدوى وباء كوفيد 19، وفي طريقة معالجة الحكومات والأنظمة السياسية لنتائج هذه الجائحة، يستطيع أن يلمس بوضوح مدى اللاعدالة والتمييز والغبن، الذي كانت تعاني منه الشعوب في ظل أنظمة صحية متهرئة ومنحازة وطبقية، وأيضا في المعاناة والكلفة الباهظة التي تحملتها القطاعات الشعبية والفقيرة جراء تفشي المرض والوباء، وأيضا في الحلول التي قدمتها الحكومات وانحازت فيها لصالح أصحاب المعامل والمؤسسات الكبيرة والملاكين، في الوقت الذي تركت فيه قطاعات واسعة طريدة للبطالة والفقر وتقليص الخدمات والمساعدات.

لقد سعى الشيوعيون العراقيون الى أن تتضمن كل برامج الاتفاقات والتفاهمات وأطر التنسيق والتحالفات السياسية، التي اشتركوا بها مع القوى الأخرى، حيزا أساسيا لموضوع العدالة في بعدها الاجتماعي، وكان هذا واضحا في تفاصيل آخر تحالف سياسي انتخابي عقدوه مع عدد من القوى، حيث تضمن برنامج تحالف سائرون الكثير من التوجهات والخطط لإنصاف الناس واعمار البلد، ومحاولة تجسيد البرنامج بعضاً من مفردات العدالة الاجتماعية، وعبر محاولة انتزاعها من القوى المتشبثة بالسلطة والنفوذ والتملك،  ولكن هذه التوجهات والخطط لم تتجسد عمليا في الواقع، بسبب التحرك بأطر وسياسات بعيدة عن التي رسمت في البرنامج، والتي أدت في النهاية عمليا الى تعطيل تحقيق منجز ملموس في ما يخص العدالة الإجتماعية، والى توقف العمل بالبرنامج وانتهاء التحالف عملياً.

أفرزت انتفاضة تشرين الباسلة أحداثاً وتطورات جديدة في الواقع السياسي العراقي، وكانت بحق ثورة مطلبية جبارة في تبنيها لمواقف سياسية وطبقية تخص التركيبة البنيوية للنظام الاجتماعي القائم على المحاصصة، ووضوح الشعارات بضرورة تغييره والإتيان بنظام مواطنة مدني عادل...

الانتفاضة ارتبطت عضوياً بموضوع العدالة الاجتماعية، وخصوصاً في كيفية أن تجذر التناقضات والتمايزات والفروق الطبقية في المجتمع، تؤدي حتميا لانفجارات واحتجاجات وانتفاضات.

 وهي كانت بحق الوريث الشرعي لكل صرخات المظلومين العراقيين واحتجاجاتهم، والتي امتدت ودون توقف لسنوات طويلة اعقبت عام 2003...

ويصبح ملحاً اليوم أمام الشيوعيين العراقيين تحديد أولويات المواقف السياسية العملية والديناميكية وارتباطاً مع الانتفاضة وكل الخيرين والمناصرين لها، والتي من الممكن أن تجسد عمليا بعضاً من تفاصيل موضوع العدالة الاجتماعية، وعبر تبني واقتراح القوانين والتشريعات والحلول السياسية الآنية الكفيلة باستفادة القطاعات الشعبية الواسعة وإعادة الدورة الاقتصادية وإنهاء معاناة العاطلين...

الجدل الذي يدور اليوم حول موضوع الانتخابات البرلمانية المبكرة وما يتوقع وينتظر أن تفرزه من اصطفافات طبقية وسياسية جديدة، يدور أيضاً بالأساس حول القوى والشخصيات والواقع الجديد والتوازنات، التي سيمكنها في النهاية من التأثير في ميل سياسات الدولة وقوانينها وإجراءات الحكومة القادمة، في الانحياز الى العدالة الاجتماعية في ما يخص ما يرتبط بحياة الناس ومصير البلاد، وخصوصا في موضوع التوزيع العادل لثروات الوطن وبالشكل الذي يضمن تقديم خدمات فعلية وإدارة عجلة النمو والاعمار..

*************************

ص16

الكولونيالية الفكرية والأخلاقية

تعزز أنماط الكولونيالية السياسية والاقتصادية

سعيد مضيه

إرهاب الغرب يشهر به اثنان من أبرز المثقفين العالميين في كتاب .. مؤلفاه نعوم تشومسكي، المعروف كمثقف مناضل ضد الامبريالية والصهيونية، وأندريه فولتشيك المناضل الأممي، الذي جال في معظم أقطار المعمورة يصور ويتقصى الحقيقة عما حدث ويحدث في زوايا مجهولة، وهو فيلسوف ومخرج سينمائي وصحفي.  يكتب مقدمة الكتاب البروفيسور ريتشارد فولك، أستاذ القانون الدولي بجامعة برينستون، ومفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الفلسطيني سابقا. وجاء في المقدمة: في الآونة الأخيرة طالعت كتاب “إرهاب الغرب: من هيروشيما الى حروب الطائرات المسيرة”، الصادر عام 2013 عن دار نشر بلوتو في لندن. الكتاب عبارة عن سلسلة حوارات جرت بين تشومسكيوفولتشيك المولود في تشيكيا، واكتسب المواطنة الأميركية. يصف فولتشيك  صداقته الطويلة والوثيقة بتشومسكي، ويشرح ان هذه الحوارات الممتعة جرت خلال يومين وتم تصويرها سينمائيا بهدف تقديم وثيقة.

حساسية أخلاقية

ولّد الكتاب لدي الإحساس كم من أحداث ضخمة جرت في مجالات خلف حدود وعينا أُغفلت ولم نشعر بها حتى نحن الذين نحاول أن نكون تقدميين ومطلعين. يشير الكتاب الى اننا جميعا تقريبا نجهل مظالم كبيرة وقعت لأنها تلقى اهتماما باهتا من الميديا الرئيسة، ولان قدرتنا محدودة للغاية على الوصول الى مصادر بديلة، وربما ايضا محدودية قدرة معظمنا على مقاربة المظالم الفادحة. وعلى كل، يتمثل شطر مما هو مثير في هذا العرض لمسلسل الاهتمامات التي تشد تشومسكيوفولتشيك في مستوى رفيع للشمولية التي تبدو عليها الحساسية الأخلاقية دون ان تبدو شيئا مفتعلا. كيف يجدان الوقت والمثابرة والطاقة؟ بالطبع يساعد هذا في الإشادة بالذكاء الوقاد وطهارة الروح وموهبة التذكر المذهلة، وما يبدو رفض النوم واخذ الراحة أو الاسترخاء (وهذه من جملة السجايا التي وجدتها منذ زمن بعيد في كتابات تشومسكي عن فيتنام، ولدى بدايات اطلاعي على فكره السياسي، والفضل في ذلك لمقاربته اللغوية الثورية).

وإذا بدا فولتشيك على قدم المساواة خلال حواراته مع تشومسكي في النص، فإنه اقر بإعجابه وتقديره لهذا المثقف الأميركي الأيقوني غير العادي الذي استمر في الخطوط الأمامية للنقاش النقدي العالمي خلال نصف القرن الماضي. وبكلمات فالتشيك:” كنا نكافح لأجل نفس القضية، من أجل حق تقرير المصير والحرية الحقيقية لجميع شعوب الكرة الأرضية. وكنا نكافح ضد الكولونيالية والفاشية، على أي مظهر تجلت... بالنسبة لتشومسكي مكافحة الظلم تبدو أمرا طبيعيا مثل التنفس. وبالنسبة لي غدا العمل معه شرفا عظيما ومغامرة عظيمة في آن”.

يؤمن فولتشيك ان خطوط الإلهام تحت صورة العالم الإنجليزي العظيم الناشط ، برتراند راسل، المعلقة على جدار مكتب تشومسكي بالجامعة، تصف أيضا حوافز تشومسكيللسمو:”حياتي محكومة بثلاث عواطف، بسيطة لكنها قوية مسيطرة:التوق للمحبة، البحث عن المعرفة، وشفقة لا تُحتمل على معاناة البشرية”.

يشارك فولتشيكتشومسكي رؤية تفسر العالم على قاعدة عميقة من الإدانات الأخلاقية والسياسية العميقة موجهة لامبريالية الغرب. بوضوح يعبر فولتشيك عن هذا الإدراك المشترك:”بعد الاطلاع على صراعات شرسة عديدة وتحليلها، صرت على قناعة أنها جميعا جرت بتوجيه وإشراف المصالح الجيوسياسية والاقتصادية لدول الغرب أو بتدخلها المباشر”. عبّر فولتشيك عن أبعاد الاتهامات وخطورتها:”إضافة لحوالي 55 مليون إنسان قتلوا كنتيجة مباشرة للحروب التي بادر بها الغرب، والانقلابات وغيرها من النزاعات الموعز بها من الغرب، مات مئات الملايين بصورة غير مباشرة في إملاق مطلق، وانتهوا بصمت”. يوافقهتشومسكي متسائلا ما هي الجريمة الأسوأ التي تعزى للغرب، موردا كأحد البدائل 80-100 مليون إنسان من الشعوب الأصلية التي سكنت نصف الكرة الغربي قبل أن يصلها المستوطنون الأوروبيون. ولدى التأمل يحول الاتجاه حالا بإيراد الملاحظة: “نحن نتحرك باتجاه ما قد يكون في الحقيقة جريمة الإبادة النهائية- تدمير البيئة”...

مجرمون خلف أقنعة واقية

تشومسكي يعود مرارا وبإقناع لأولئك الضحايا باعتبارهم “ليسوا بشرا”، أولئك القاطنون في مناطق غير غربية، والذين يندر تسجيل هلاكهم ومعاناتهم في الضمير الغربي، ما لم تتوفر أسباب جيوسياسية في سياق خاص يتناول بجدية معاناة الشعوب غير الغربية. الكاتبان ينظران لتلك المآسي التراجيدية على انها حصيلة جشع الشركات الكبرى المعولمة، والنضال من أجل إحكام السيطرة على المصادر الطبيعية الهائلة في إفريقيا يقود الهيئات التنفيذية لتلك الشركات الخاصة لتمويل العصابات والميليشيات كي تشعل الحروب وتشرع بالقتل. يختبئ المجرمون الحقيقيون خلف أقنعة واقية كي يبقوا بمنأى عن الجمهور. وتتواطأ الميديا من خلال الاقتصار على إيراد ما يبرز للعيان، متجنبة صحافة التقصي النقدية.

يساعدنا تشومسكيوفولتشيك على التحقق من أن منظومة من القوى العاتية تسخر ثرواتها ونفوذها لمنعنا من أن نرى الوقائع. يُسمح لنا فقط بنظرة بقدر ما يود حراس العقل الجماعي إشهاره. ومع هذا محظور علينا استخدام مهاراتنا للاطلاع. إن قراءة كتابات تشومسكيوفولتشيك تزيل عن عيوننا العصائب، مؤقتا على الأقل، وذلك بنجاحهما في مراوغة الحراس، لكن بمجازفة خطرة وإظهار شجاعة أخلاقية ومسؤولية مدنية وطاقة ذهنية استثنائية...

بدون الخوض في عالم “الاستشراق” حملت الحوارات حساسية تجاه ما دعاه تشومسكي “الكولونيالية الفكرية والأخلاقية”، تلك التي تعزز أنماط “الكولونيالية السياسية والاقتصادية”. في هذا المجال يمضي حتى ملاحظة ان “الإنجاز الرئيس للطغيان حمل من اعتُبروا ‘ليسوا بشرا’ على الموافقة أن ذلك امر طبيعي”. يعني إشاعة إغراء السلبية والاستقالة في أوساط ضحايا الاضطهاد. يتعمدون تحييد الوعي الأخلاقي لمن ينفذون الجرائم . وعندما يتساءل تشومسكي هل لدى الأوروبيين “أدنى وعي بتاريخ الكولونيالية” يرد فولتشيك: “كلا، الوعي ضئيل بما يثير الغثيان”، ويضيف ان هذا الجهل “مخجل وفاضح”: “الأوروبيون يؤكدون انهم يظلون على جهلهم بجرائمهم المريعة، وبجرائم إبادة الجنس التي اقترفوها وما زالوا متورطين فيها. فماذا يعرفون عما كانت تفعله حكوماتهم وشركاتهم وما زالت تفعله في الكونغو الديمقراطية؟”...

اتفق المتحاوران على أن أكثر التحركات السياسية المشجعة في العالم جرت في أميركا اللاتينية. جرت تجارب سياسية، كما في بوليفيا وفنزويلا، عبرت عن طاقات الشعبية الاشتراكية في إطار السمات الإقليمية والوطنية الأصلية، وهناك منظومة مشجعة من التحركات لتسفيه المعالم الرئيسة للاعتماد على الولايات المتحدة، حيث سبب الكساح لتلك البلدان. تشومسكيوفولتشيك ، كلاهما يشيران الى أن الولايات المتحدة في أميركا اللاتينية وآسيا دعمت قوى سياسية استبدادية متوحشة لكي تحافظ على المصالح الجشعة للشركات الأميركية الكبرى المتمثلة في ما أطلق عليه حسب التعبير الأكثر شعبية إدامة ‘جمهوريات الموز’. والفكرة السائدة في الكتاب أن الديكتاتوريات العسكرية في أميركا اللاتينية، التي ساعدت الولايات المتحدة في فرضها والحفاظ عليها خلال عقدي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، أشد قسوة بكثير، من حيث اضطهاد الجمهور ونهب الموارد، من الحكومات الستالينية التي سيطرت على أوروبا الشرقية خلال عقود الحرب الباردة...

ولا يكف تشومسكيوفولتشيك عن إيلاء أهمية عظيمة لمجزرة اندونيسيا المنسية عام 1965، حيث أبيد أكثر من مليون إنسان في حمام دم جماعي صمم لتمهيد الطريق لاستيلاء الليبرالية الجديدة على ثروات البلاد، مصدر قدراتها. حكومتا الولايات المتحدة واستراليا لطختا أيديهما من خلال التشجيع على الأعمال الشرسة، وما تلاها من أحداث إبادة جنس في تيمور الشرقية.

الاحتفاظ بالأمل

هذا العرض يكشف عن تلك الحوارات المتبصرة. ومن التضليل الافتراض أن هذين الشارحين التقدميين للعالم بأجمعه متفقان تماما. تشومسكي يبدو الى حد ما أكثر ترددا من فولتشيك إزاء التطورات في تركيا أو في كتابة نعي الربيع العربي؛ فولتشيك أقل دقة حيال تباين الظلال في بعض تعليقاته. تشومسكي يرحب بالإصلاحات والاتجاهات الإيجابية؛ اما فولتشيك فيؤمن بأن إحداث تبدلات كافية لأن تجلب الأمل للشعوب المضطهدة لا يتحقق الا بتغيرات بنيوية. وبنفس المزاج يبدو تشومسكي أكثر اقتناعا مما كان عليه في الماضي بأن الاحتفاظ بالأمل واجب يعبر عن التضامن مع المقهورين. وتشومسكي اكثر وضوحا من اي وقت مضى في الاعتقاد انه بدون الإيمان بإمكانية التغير الإيجابي لن يتعاظم التحدي للأمر الواقع الذي لا يحتمل...

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

موقع حزب الشعب الفلسطيني – 8 تشرين الأول 2020 (مقتطفات)

****************

ص17

من هن النساء المضطهدات أكثر في العالم؟

سوتيكبيسواس

تقبع نساء الداليت في قاع التسلسل الهرمي الطبقي القاسي الذي لا ينتهي في الهند.

وفي الأسبوع الماضي، تعرضت شابة من الداليت تبلغ من العمر 19 عاماً، للاعتداء والاغتصاب الجماعي من قبل مجموعة من رجال الطبقة العليا في ولاية أوتار براديش مرة أخرى.

سلطت الأخبار الضوء مجدداً على استفحال العنف الجنسي الذي تواجهه نساء فئة الداليت البالغ عددها 80 مليون نسمة في الهند، واللائي يقبعن مثل نظرائهن من الرجال في أسفل التسلسل الهرمي الطبقي القاسي والمتصلب في الهند.

وتواجه هؤلاء النساء، اللواتي يشكلن حوالي 16 في المئة من النساء في الهند، ثلاثة أضعاف ما قد تتعرض له أخريات من التحيز الجنساني والتمييز الطبقي والحرمان الاقتصادي.

وتقول الدكتورة سوراجينجدي، مؤلفة كتاب (المسائل الطبقية): “تعتبر نساء الداليت الأكثر اضطهاداً في العالم، إنهن ضحية ثقافات وبنى ومؤسسات الاضطهاد على الصعيدين الخارجي والداخلي. ويتجلى ذلك في العنف الأبدي المستمر ضد نساء الداليت”.

تواطؤ السلطات

لقد كانت مجريات حادث اغتصاب وقتل امرأة مؤخراً في هاتراس بولاية أوتار براديش، على يد رجال من الطبقة العليا كما جرت العادة عندما تتعرض امرأة من الداليتللإعتداء: الشرطة تتصرف ببطء عند تقديم شكوى إليها، والتحقيقات تكون متأخرة. وشكك المسؤولون بحدوث أي اغتصاب، وثمة تلميحات بأن لا علاقة لهذا الأمر بطبقة المرأة؛ وربما تكون السلطات متواطئة في الانحياز إلى الطبقة العليا من مرتكبي أعمال العنف، وحتى بعض وسائل الإعلام وغرف الأخبار التي يهيمن عليها صحفيو الطبقة العليا، تتساءل عن سبب ربط العنف الجنسي بالطبقة الاجتماعية.

 

بعبارة أخرى، تتآمر الدولة وأجزاء من المجتمع في الهند للتقليل من أهمية أو محو الصلة بين العنف الجنسي وموقع الطائفة في الهرم الطبقي للمجتمع الهندي.

وكانت نساء الداليت في مناطق شاسعة من الريف في الهند ضحايا للعنف الجنسي إذ يمكن لأي شخص أن يتذكر ذلك طيلة حياته.

وفي هذه المناطق تبقى معظم الأراضي والموارد والسلطة الاجتماعية بيد الطبقتين العليا والمتوسطة. وعلى الرغم من قانون 1989 الذي ينص على منع الفظائع ضد هذه الطبقة إلا أن العنف ضد نساء الداليت لم يتوقف، ومازلن يتعرضن للملاحقات والإيذاء والتحرش والاغتصاب والقتل دون عقاب.

وفي دراسة أجريت عام 2006 على 500 امرأة من الداليت في أربع ولايات في الهند، حول أشكال العنف التي واجهنها، تبين أن 54 في المئة منهن تعرضن للاعتداء الجسدي، و46 في المئة تعرضن للتحرش الجنسي و43 في المئة للعنف المنزلي و 23 في المئة للاغتصاب، و62 في المئة للإساءة والاعتداء اللفظي.

ضريبة الإفصاح عما يتعرضن له

وأحد الأسباب التي تجعل الداليتيين وخاصة النساء يتحملون العبء الأكبر من العنف هو أنهم بدأوا في الحديث عما يتعرضن له.

ومع التحول الاجتماعي، بدأت فتيات الداليت في ارتياد المدارس وأصبحت أصوات نسائها تُسمع في جميع أنحاء البلاد.

تقول الدكتورة ينجدي: “تقوم قيادة قوية لنساء من الداليت بالتعبير عن الظلم الذي يتعرضن له كما لم يحدث من قبل، وتقود النضال دون أي تدخل من أحد”.

نساء الداليت يقاومن. ويبدو أن رد الفعل العنيف أصبح أكثر وحشية من أي وقت مضى.

يقول مانجولابراديب، وهو ناشط بارز في مجال حقوق الداليت: “في وقت سابق كان العنف غير مرئي ولا يتم الإبلاغ عنه، أما الآن لدينا شواهد، بتنا أقوى وأكثر حزما، ويحدث الكثير من العنف الآن لتذكيرنا بحدودنا”.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“بي بي سي” – 7 تشرين الأول 2020 (مقتطفات)

*************

نهاية “النهايات” وعودة “البدايات”

رفيق خوري

في العقد الأخير من القرن العشرين، ارتفعت موجة الحديث عن “النهايات”. وفي العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين ترتفع موجة العودة إلى “البدايات”. فهل فشلت الرهانات على الإمساك بالأحداث وتصورها تتحرك على خط ثابت إلى الأمام؟ وهل تعلمنا من كورونا أنه لا شيء أقوى من “قانون” الطبيعة ومن سواها أننا ندور مثل الأرض في الزمان والمكان؟

كان الشاعر الأميركي روبرت فروست يقول: “أنت تبحث عن شيء غير موجود وهو البدايات والنهايات، فليس هناك سوى الوسط”. وبعده قال الروائي وليم فوكنر إن “الحاضر بدأ قبل عشرة آلاف سنة، والماضي بدأ الآن، وهو لا يموت حتى أنه ليس ماضياً”. لا بل لاحظ أن الشعوب تتوقف عند لحظات في الماضي، إذ “الجنوبيون في أميركا واقفون عند أحلام اليقظة، عند لحظة ما قبل معركة غيتسبرغ التي غيّرت الحرب الأهلية لمصلحة الشمال”. لكن نهاية الاتحاد السوفياتي والصعود السريع للعولمة وأحلام الألفية الثالثة أحدثت في صفوف المفكرين سباقاً على تصور “النهايات”. فرانسيس فوكوياما استعجل “نهاية التاريخ”، والانتصار النهائي للديمقراطية الليبرالية قبل أن يراجع نفسه بعد الضجة التي أثارها. الخبراء الاقتصاديون والإستراتيجيون رأوا “نهاية الجغرافيا “على الكرة الأرضية التي صارت “قرية كونية”. السياسيون سجلوا “نهاية الأيديولوجيا”. الليبراليون بشروا بـ”نهاية الأنظمة التوتاليتارية”. المحافظون في أقصى اليمين لعبوا ورقة الشعبوية على الطريق إلى “نهاية الليبرالية”. المهووسون بالعولمة تحدثوا عن “نهاية القومية”، وهم يرون التجربة الواعدة في الاتحاد الأوروبي. وإذا كان كارل ماركس كتب في القرن التاسع عشر عن “بؤس الفلسفة” التي تحاول تفسير العالم بدل تغييره، فإن أهل التكنولوجيا كتبوا “نهاية الفلسفة”. حتى الفلاسفة الذين عقدوا ندوة في نهاية القرن العشرين للإجابة عن سؤال في شأن ما قدمته الفلسفة لأميركا خلال القرن الماضي، فإن الخلاصة التي توصلوا إليها هي أن الفلسفة لم تقدم أي “مفهوم مفيد” للناس.

اليوم، تبدو التوقعات معكوسة، بقوة الأشياء والوقائع. ففي كتاب “ديمقراطية وديكتاتورية في أوروبا: من النظام  القديم إلى اليوم” تكتب أستاذة العلوم السياسية شيري برمان أن “تنامي لا شعبية الاتحاد الأوروبي في العقد الماضي أعطى وقوداً للقومية والشعبوية اللتين تهددان الديمقراطية الليبرالية في أوروبا اليوم”. بريطانيا خرجت من الاتحاد الأوروبي. أسكتلندة تريد الاستقلال عن المملكة المتحدة. إقليم كتالونيا مُصرّ على إقامة جمهورية والانفصال عن إسبانيا. لا بل إن الظاهرة الواضحة حالياً هي النزول إلى ما دون القومية: إلى القبلية والإتنية. فضلاً عن أن تعاظم اللامساواة في الأجور أعاد الاعتبار إلى الصراعات الطبقية، سواء بالعودة إلى قراءة ماركس و”رأس المال” أو قراءة أفكار توماس بيكيتي في “الرأسمال في القرن الحادي والعشرين” ثم “الرأسمال والأيديولوجيا”. وفضلاً أيضاً عن أن القرن الحادي والعشرين، بكل الأحلام والآمال التي رافقت ولادته الصاخبة، استعاد سياسات القرن التاسع عشر والصراعات الجيوبوليتيكية فيه، كما نرى في ألعاب القوى الكبرى والمتوسطة.

واذا كان ألدوسهكسلي اعتبر أن “التكنولوجيا مجرد وسيلة أسرع لصنع أمور جاهلة”، فإن روس دوثان في كتاب “المجتمع المتدهور” يرى “موت التكنولوجيا العالية”. لماذا؟ لأن حقبتنا بكل ما فيها من ديجيتال عجيب فقدت دهشة أو رهبة التقدم التكنولوجي التي كانت في مرحلة ما قبل الأجيال الجديدة من التكنولوجيا”. أما والتر راسل ميد، فإنه رأى في كتاب “نهاية نهاية التاريخ” أن روسيا والصين وإيران وجدت طريقة لمواجهة أميركا المتراجعة: رعاية “محور السوس” حيث إفراغ النفوذ الأميركي من الداخل لا توجيه ضربة قاضية.

والعالم يدور. لا شيء يوحي على الرغم من بعض التقدم والجهود أننا سنرى “نهاية” الفقر في العالم الذي وصل سكانه إلى سبعة مليارات إنسان يعيش ملياران منهم على دولار في اليوم، ولا مجال حتى للحلم بالوصول إلى “نهاية” العنف والإرهاب والحروب والتمييز العنصري والتمييز ضد المرأة. ولا أحد، وسط كل ما في العالم من علماء ومختبرات وخبراء، يستطيع أن يحدد متى نصل إلى “نهاية” جائحة كورونا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“اندبندنت عربية” – 10 تشرين الأول 2020

************

ص18

نوبل 2020 للويز غلوك المتحدثة بالصمت

فازت الشاعرة الامريكية لويز غلوك (77 عاماً) بجائزة نوبل للآداب 2020

غلوك ، ترجمت لها مجموعة واحدة الى العربية بعنوان (عجلة مشتعلة تمر فوقنا) ترجمة: سامر ابو هواش / منشورات الكلمة والجمل / 2019 منها :

“ثمة دائماً ما يمكن صنعه من الالم / امك تحيك/ تنسج شالات تتضمن كل تدرجات الأحمر”

وصفت بانها (تتحدث بالصمت أو المعنى الذي لايقال).

*************

توازيات وتقاطعات

(في انتفاضة تشرين)

محمد خضير*

1

ليلة داجية من تشرين، طاف المتظاهرون خلالها حول إطارات السيارات المحترقة، في مركز البصرة، صاخبين ملثّمين، نصفَ عراة. أوقِف اللقطةَ حتى صباح اليوم التالي، مع عشرات من لقطات الليلة الماضية. أعود في الصباح فأحرّك المشهد: الدخان ينعقد راياتٍ ملولَبة فوق البنايات الواطئة والجسور الداخلية؛ رائحةُ احتراق تملأ الهواء.

مئة خطوةٍ تُحسَب بمئة شظيةٍ تدخل الرأس. مفكرةُ الهاتف النقّال تمتلئ بالملاحظات المتتابعة وتفيض عن حدّها على الحفظ، تقابلها ذاكرة تستعيد الصور وترتب الشظايا الملتقَطة على جانبي الشوارع الداخنة. قائمتان متقابلتان تجهّزان النصَّ الملولَب، رماديّ السحنة، بآلية التوازي والتقاطع. تتحرك الأقدام وتتصل الأفكار بتيار جامح، هو عزم الحركة في مربّع العشار الدافق نفسه.

القائمة على اليسار تتدرج بأحداث الأيام التشرينية العاصفة، توازيها قائمة بمحفوظات الأمس المرتّبة على مدى العقود الماضية. لا يقتضي سردُ العاصفة سوى الوصل بين السواكن والمتحركات كي تعمل ذاكرةُ النصّ آلياً وتقترب شواهدُ اليمين من كوامن اليسار، في القائمتين المتوازيتين. حركة لولبية متصلة على محور التجاور والتبادل.

أبدأ بسحب شظيةٍ من قائمة الملاحظات اليمنى (تمثال العامل ذي المطرقة أمام مئذنة الجامع بجانبه) فتتداعى القائمةُ الموازية بإجراء التقاطع المطلوب وتركّب المشهدَ المتحرّك (النحّات عبد الرضا بتّور يخطف بدراجته القديمة، المركونة بجانب المقبرة، على خلفية المشهد الملبّد بسحب الدخان). تعوزني الرائحةُ والكلام المخزونان لهذه اللقطة، فتنجدني اللقاءاتُ السريعة على ضفة نهرٍ ضحل، كان النحّات يرتاده ويخوض في طحالبه بحثاً عن الديدان لحوض أسماكه البيتي.

  أنتقل الى مفردة أخرى في قائمة اليمين (طحالب) فيتحرّك النهر الأخضر في قائمة الشمال، ويجهّزني بوقتٍ للسباحة في ظهائر الصيف القائظة (صبية عراة يتقاذفون أجسامَهم النحيلة من قمة جذع نخلة شديد الميلان على الضفة المطيَّنة). أما مفردة (شصّ) فستجتذب مزيداً من الأسماك المشكوكة في خُوصة اصطادها صبيانُ النهر قبل سباحتهم فيه (أدخلتُ لقطتها في قصة: إله المستنقعات، قبل أربعين عاماً). التفرّس في صفحة نهرٍ أخضر يبعث لي بسهمٍ يخترق الروح ويشطرها كقبلةٍ سامّة.

ومن وراء حجب القائمتين المتوازيتين، يسقط شِهاب من مدار كبسولة رائد الفضاء السوفييتي يوري غاغارين، فيكشف نورُه عن أوّل نصّ سرديّ كتبتُه على حافة مسفن “الدوك يارد” في العشار، أمام هيكل سفينةٍ جانحة. آنذاك أهديتُ قصّتي القصيرة الى عمّال المسفن، واليوم أعلّق صورة السفينة المجهَّزة للتصليح على جدار غرفة الاستقبال؛ أما الوجوه العمّالية المكدودة فسأستدعيها من قائمة التجهيزات التي جمعتها الليلة البارحة، كي تطوف حول مركز التمثال.

أبتعد عن الأفق الداخن بحرائق الليلة الماضية، وأحصي مدّخراتي من الألفاظ المجهّزة (نعال، قبعة، لثام، لافتة كارتون، مصيدة مطاط، قنينة ماء خالية، سفرطاس ألمنيوم، ملاعق، أقداح ورقية، قطرات دماء، ضماد متسخ، شريحة هاتف، قلم حبر جاف، علبة سجاير..). أتوغّل في المربّع الحيّ، يستردّ أحياءه المأخوذين بتيار الصخب والغضب والتوجّس، يرتّبهم في أماكن أعمالهم المعتادة؛ كلاً في حانوته وكلاً وراء عربته أو بسطته في أركان السوق؛ ثم أنيخُ بقائمتيّ على تخت مقهى في ركن العطارين، أحتسي قدحَ شاي معطَّر.

العطّار المتدرِّب في القائمة اليمنى، إزاء العطّار المتمرّس في روائحه وتأملاته البعيدة في القائمة اليسرى؛ توازياتُ الحاضر إزاء تقاطعات الماضي في وعي العشاريّ المتجول؛ أخوةُ “الكاووس” وأخوة “الناموس” يشقّان الممرَّ الهادئ ويدخلان اللقطةَ الأخيرة يداً بيد، وخطوة بخطوة.

2

 

أنقل اللقطة، بعيداً نحو عاصمة البلاد بغداد المؤرَّقة، وأواصل تدوين مفردات القائمة، استيحاءً من تظاهرات العام 2019، التي اندلعت في الخامس والعشرين من تشرين الثاني، واستمرت حتى شهور العام الذي تلاه، وأتوقف عند “متراس” جسر “الأحرار” الكونكريتي ومناوشات الليل حوله. يتزحزح متراسُ قوة الحماية البوليسية أمتاراً ثم يقام متراس غيره، فتهاجمه أشباح الليل وتزيحه بالمطارق. أضيف إلى أسماء “الكومونة” القديمة اسماً جديداً أستوحيه من كتاب حنّة أرندت “في الثورة”. الكومونة الجديدة تحتاج إلى تأسيس جديد أو بلغة أرندت: “العنف لا يكفي لوصف ظاهرة الثورة، وإنما التغيير هو الوصف الأجدر بها، ولا يمكننا الحديث عن الثورة إلا حين يحدث التغيير ويكون بمعنى بداية جديدة، وحين يُستخدم العنف لتكوين شكل مختلف للحكومة لتأليف كيان سياسي جديد، وحين يهدف التحرر من الاضطهاد إلى تكوين الحرية”.

الحرية مطلب على القائمة مقابل ضرورة التغيير، وأستمدُّ المفهوم الأخير، هذه المرة، من تجارب عالمية قاربت الثورةَ بمعناها الجديد، وأضعُ سقوط جدار برلين 1989 في ألمانيا مقابل محاولات ثوار تشرين إسقاط متراس الجسر. فالحرية وليدة العنف، والتغيير وليد الزحزحة الكبرى للجدران والمتاريس السلطوية. وذاك ما صوّرته عشراتُ اللوحات الجدارية على مداخل الجسر ونفق “ساحة التحرير”. لكنني هنا، وبإيحاء من فكرة “التغيير” وروح التصوير على الجدران، سأعود إلى جدار في البصرة سُمّي ب “الجدار الوردي” وأكمل به توازيات ثورة تشرين، وتقاطعات التجارب العالمية.

بمحاذاة شارع المركبات العام، الواصل بين جنوب البصرة وشمالها، يمتد جدارٌ طويل، ملطّخ بالتجريباتالجرافيتية المضطربة. الضميرُ المكبوت يلطّخ الأبصارَ بملاحظات شتى من ثوراننا السياسي الراهن. هياج فضائحيّ مدوَّر من أزمة عامة إلى ثوران داخليّ محموم. 

تفصيلةٌ من جدار الجرافيتيات الصبيانيّة الساخطة، تركّب تخطيطاً لشعارات سياسية ناضجة على خلفية إحساسٍ جماعيّ، هيجانِ روحٍ بلا مأوى ولا هدف. شعارات الأمس النزقة، تختلط بعبارات خليعة سافرة، ورومانسيات ثوروية غاربة. الجدار الذي عُدِيَ بشعارات الوقت السياسي المجدِب، ينقل عدواه للأبصار العابرة خطفاً او مهلاً، مازجاً المسموحَ بالممنوع، النظامَ بالفوضى، الكهولةَ بالشباب، المتراسَ البوليسي بالجدار الحرّ.

خرجتُ على عادتي كي التصق عن قرب بالجدار الجرافيتي المخبول- وكنتُ ألمحه عن بُعد في ماضي الأيام- أتحسّسُ خبَلَ الصبيان المعبِّر عن هياجٍ مستتِر يوشك أن يطيح بالأمتار القليلة الباقية من العقل الاجتماعي والسياسي لمجتمع الجذامير المعمّرة قروناً. تنتشر الأشكال المتعانقة مع حروف الهوية الملتوية على سرّها الدفين. أسيرُ على منهج محلّلي الرُقيمات الطينية فأستدلّ على هويتي المنقّبة بين مئات المنقبين الباحثين عن حلّ لشفرات الجدار. الجدار يحيط بتاريخ مُخلخلٍ من أساسهِ.

لكن صراعاً دهرياً يتدخل دائماً في عرقلة التنقيب الدورية، فهناك من يصبغ الجدارَ بلون وردي ويهيئه لإعلانات جديدة، وشعارات واعدة، عاقلة حتى حين، مجنونة في كلّ الأحيان. لكن الصبّاغين (صبّاغي المتاريس) أشخاص لا يعرفهم أحد أيضاً ولا تراهم عين. وظيفتهم الوحيدة: مراوغة الوعي الطافح بالسخط والعصيان. ومقابل قمع المتراس تستمر حياةُ الجدار ورسومُه، وتجتذب اللعبةُ أجيالاً من العابثين والمتمردين، يجرّبون ردودَ الفعل المنقّبة في خطوط الجدار الكونكريتي.

أولئك الصبيان الغاضبون يحوّلون الرسومَ الجامدة الى حياة متحرّكة، يشحنونها بالغضب نفسه، والسخط الذي لا يعرف حدوداً. صبيان الأمس (بما يكفي من الرسوم) يتظاهرون إزاء الحائط (بما يكفي من النضج الثوري الذي يعني التغيير). الحائطُ الورديّ يتكلم لغة أخرى، يحمي ظهورَ أولاده الأشقياء (بلغة كوكتو أو محمود درويش).

الحائط لا يتزحزح عن مكانه، التاريخ يعيد رسومه، لكنّ الرسومَ تتحرك الى أمام. أمّا حين يتوقف كلُّ شيء عن الحركة فالجدارُ سيتحرك، يستنهض ذاكرته المضطهدة برسوم جديدة؛ يستعيد شخصاً (بلا اسم) يحمل سطلَ الطلاء كي يرسم ما تتوق إليه نفس رجل كهلٍ ألقته الجموع المتظاهرة إلى حافة الجدار.

أقِفُ أمام هذا الرسم (الكهل بصحبة عائلته من الأرانب) وأهتف متعجباً: “يا للوقت! كم يعدو كالأرانب!”.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* قاص وروائي عراقي معروف

***********

ص19

نريد وطن

التاريخ.. اسمه العراق

ناجح المعموري*

التراكم المحكوم بالانضباط والناظم لسرديات غفيرة، صغيرة وكبيرة، بعض منها يتمركز حاضراً في التداول الذي يغذيه الأفراد والجماعات عن طريق التواصل، وتمنحه ديمومة التكوين والسيرورة، ويحوز على تمثيلات لأهم الأحداث والوقائع التي اختزلتها الذاكرة بوصفها سرديات لعبت دوراً جوهرياً في تكوين الهوية الوطنية المتنوعة في تمثيلاتها للقوميات والطوائف، وأعني بالسرديات ما ابتكره المخيال الشعبي وأثراهما بالجدل والحوار الداخلي والخارجي كما قال “ بواز شوشان” الذي أضفى الشعرية على الحوار المتنوع المتراكم في خزان الأفراد والجماعات بعيداً عن التاريخ الرسمي الممثل للسلطة التي تعني في مفهوم شعريات التاريخ كل القوى الممتلكة لثقافة القوة والهيمنة والإخضاع. لكني أعتقد بأن السرديات التي تمثل اللاشعور الواعي وغير الواعي، ذات طاقة جوهرية محتدمة في خزان الجماعات كرموز لها وشيكات مضادة للمرويات الرسمية التي هيمنت وتنامت ضاغطة منذ سقوط النظام الفاشي الدكتاتوري. وكرست ايدلوجيا دينية، وظفت عقائد وطقوس، لعبت دوراً ضاغطاً ومعطلاً لامكانات تحقق التحول الايجابي في مؤسسات الدولة وأركانها، لكن العكس هو الحاصل، وحصل ما لم يعرفه العراق من تفتت العناصر المجتمعة وتفككت جغرافية الوطن واتسعت فيها منافذ التسرب للخارج وتشجيع كل مظاهر تدمير الطاقات الوطنية وإضاعة الفرص الحقيقية كالتعليم وإفساد الثقافة والإيحاء للشعبويات بأن الدين هو كل الثقافة ومثل هذا الوهم هو الدمار الذي ضغط الضمائر الحية، والعقول الواعية، وهي الشباب الممثلة لسرديات لم تعد راضية بالتراكم ومكتفية به وسط خزان التاريخ، بل تفجرت بغفير خلياتها الجبارة يوم 1 تشرين الذي اختصر تاريخاً طويلاً ووقائع عميقة غلفها سواد الفساد والانحدار نحو الهاوية التي فتحت الأبواب الى الجماعات المتخلفة الزاحفة من الريف الى المدينة، ونشأ صراع متوقع وتبلورت جماعات ذات وظائف، لعبت دوراً خطيراً في تفتيت الجماعات التي أدركت الخطر ورياح الجرائم والمخدرات. لذا كان يوم “1” تشرين إعلاناً كالمرآة، كاشفة حقائق الجماعات الشبابية التي أدركت بأن العقل هو الذي يحدد مسلك الحراك الواجب الذهاب به نحو الآتي على الرغم من أبشع الجرائم التي رسمت لها العمائم السوداء والبيضاء  ولاحقت الشباب الروح الحية والطاقة التي لم تهدأ على الرغم من القتل العلني بأنواع الأسلحة، والسموم وبنادق الصيد، والخطف والاغتصاب وإعادة إنتاج مظاهر قسوة النظام البعثي الفاشي عبر التضييع والتكتم على الاحتفاء... كل هذا والروح الحية لعبت دوراً من خلال تحول الأحداث الى تراكمات مادية، تصاعدت نظيفة، وشريفة واعني بها الثقافة. وسيظل يوم “1” تشرين تاريخاً حافلاً بأعظم السرديات التي ميزته وتوجته بالبطولات الفذة، التي حققت تحولات مادية هي التي أفضت الى الثورة عن طريق أهم الأحداث السياسية، سقوط الحكومة، وصعود بديل متحرك بجذر ومحاط بقوى القتل والإبادة، ولابد من التذكير بأن الشباب نجحوا بتركيع المجرمين والقتل والدعوة لقانون انتخاب - أشك القبول به - لأنه سيهدد العمائم الرخوة المكسوة بالغبار وروائح الدخان.

1 تشرين لا يختصر بكلمة موجزة، لأنه يستحق البقاء مخزوناً في تراكمات السرديات التي سيكون لها ذاكرة بيضاء تحلم بوطن مكتمل يومئ لخارطته ويقول أنا هنا وهو يحتضن شبابه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* باحث وناقد، رئيس اتحاد الادباء والكتاب في العراق

*************

رحيل اسطورة الغناء الايراني: شجريان

تناقلت الاوساط الثقافية والفنية في ايران نبأ وفاة الفنان الايراني الكبير محمد رضا شجريان (80 عاما).

شجيران يعد الموسيقي والمغني الاكثر شعبية في اسران، وكان أول من اكتشف صوته الشجي والده قارى القرآن المعروف.

شارك شجريان في الاحتجاجات التي اندلعت في ايران عام 2009 التي رفضت نتائج الانتخابات الرئاسية، كما عمل على دعم (الحركة الخضراء) المناهضة لحكومة محمود احمدي نجاد السابقة وانتقدها بشدة لوقوفها ضد المحتجين الذين وصفهم نجاد بانهم (حثالة) وقال شجريان (انا صوت هذه الحثالة وسابقى دائما صوتها).

يوصف شجريان بانه (صاحب الصوت الكامل) ويعد الصوت الاجمل من بين (50) صوتاً عالمياً، وكان قد حصل على جوائز من اليونسكو / جائزة بيكاسو ووسام موزارت، ووسام الاستحقاق الفرنسي ثم الامريكي

غنى شجريان قصائد منتقاة للشعراء: فريد الدين العطار، جلال الدين الرومي، بابا طاهر سعدي،عمر الخيام، سهرابسبهري، هوشنك، محمد تقي بهار وغيرهم..

وعلى الرغم من منع بث اغانيه في الاذاعة والتلفزيون الايراني على مدى عقدين من الزمن، الى انهم كانوا يبثون اغنيته الشهيرة (ايران يامنزل الامل) وقد توقف شجريان عن الغناء في الاعوام الاربعة الاخيرة بسبب مرضه وقد عرف عنه انه كان يوقع باسم (تراب الشعب الايراني ). المجد للفنان الراحل محمد رضا شجريان.. القامة الفنية العالمية الكبيرة.

************

علي اللامي.. صوت تشرين الهاتف *

مصطفى محمد غريب

تشرين قامةٌ من النضال

تتبرعم الذرات في صفاتهِ،

تنمو الخصال

وبه كواكبنا تضيء بلا وقوف

لم استطعْ ألا بعهدي ان أقول

يا أيها اللامي نوراً يشع بلا انقطاع

يا أيها الطير الذي غاب عن الساحات قسراً

لكن صوتك عالياً يبقى يدور

في الافئدة

انت الذي رفع اليراع فوق هذي الاعمدة،

انت الذي صار القرار بصوتك المذياع في كل البقاع

انت الذي ذقت المرار

وخضت في طربٍ كل المعارك والخطوب

وختمت دربك بالإنارة والسطوع

وبقي الاراذل جيفهم وهم الضباع

وكأنهم بالجزع مكر نذالةٍ وخداع

عاهون في ذمم التربص لا لهم دين يذاع

وليس للدينْ في عقولهم الا خداع

يا أيها اللامي يا وطناً على الدرب كما كان الرفاق

يا وطن القلوب يا وطناً يشاع

يا أيها الوطن الجليل لن تباع

رفعت راسك للعلا ورؤوسهمْ

من تحت احذية النفاق

يا أيها اللامي يا صوت الجموع في تشرين

انت امرؤ رفع الشراع

وبقي الشراع على كل البقاع

ها انني اشدوك لا ارثيك

اشدوك في مملكتي

يا ليت لي قلبين امنحك البقاء 

ومن النضالْ والشعر في علياء

وكما الأغاني الخالدات،

تشدو البلابل لحنها فن الاصول

سيقوم صوتك ساطعاً مثل الفصول

وماثلاً ينبوعه زخم الجموع 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* الشهيد الشيوعي علي اللامي اغتيل ليلة ١٠/١٢/٢٠١٩  من قبل قوى الظلام في منطقة الشعب وهو عائد من ساحة التحرير

العاهون‏: أصحاب الرِّيبِ والخُبْث.

****************

ص20

النخيل

عن “مشروع كلمة” للترجمة في أبو ظبي، صدر أخيرا كتاب بعنوان “النخيل”، من تأليف فريد غراي وترجمة مروة هاشم. يتناول الكتاب الأهمية الثقافية والتاريخية للنخلة، معززا ذلك بمجموعة كبيرة من الصور الفوتوغرافية لأشجار النخيل. ويرى المؤلف أن النخلة لعبت دورا حاسما في دعم الشعوب القاطنة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، مواطن الغالبية العظمى لأنواع النخيل. كما يستعرض تاريخ اكتشاف الغرب للنخيل، في عملية استغرقت مئات السنوات، وكيف استفادت الرأسمالية من هذه الأشجار واستغلتها وفق طرائق جديدة، حتى أصبحت زيوت النخيل عنصرا أساسيا في المنتجات الاستهلاكية الحديثة.

يقع الكتاب في 275 صفحة.

******************

جائزة سويدية مرموقة لباحث عراقي

رشاد الشلاه

منحت الجامعة السويدية للعلوم الزراعية بالتعاون مع شركات الإنتاج الغذائي في السويد، جائزة التفاحة الذهبية لعام 2020 للباحث العراقي أ. د. ابراهيم إسماعيل طاهر، تقديرا لأبحاثه المتميزة في مجال تطوير سبل إنتاج وتسويق وتحسين نوعية الفاكهة. وقد جرت مراسيم منح الجائزة في إحتفال أقيم على إحدى حدائق الجامعة، حضره حشد من الأساتذة والباحثين وممثلو الشركات المشاركة.

واستُهل الحفل بقراءة قرار لجنة الجائزة الذي تلاه د. جان يونسين وجاء فيه:

“الحاصل على جائزة التفاحة الذهبية لهذا العام، قد أظهر مثابرة رائعة وتواصلاً بعيد الأمد في جهوده العلمية، بشقيها النظري والعملي، لتطوير سبل إنتاج وحفظ الفاكهة وتحسين نوعيتها. وأثمرت جهوده وأبحاثه في تزويد السوق بثمار عالية النوعية على مدار السنة، وهو ما يشكل تقدما مميزا وذا قيمة علمية وعملية للتغذية وللاقتصاد الوطني. ولهذا مُنحت الجائزة للعام الحالي الى البروفسور ابراهيم إسماعيل طاهر، الباحث في الجامعة السويدية للعلوم الزراعية”.

ثم سلمت السيدة كريستينا ليفنسون، رئيسة لجنة الجائزة، الباحث، التفاحة الذهبية والشهادة التقديرية الخاصة بها، وألقت كلمة حيت فيها الجامعة، بإعتبارها الشريك المهم لشركات الإنتاج الزراعي، وأثنت على التقدم الكبير الذي حققته في مسيرتها العلمية وفي ما قدمته من خدمات متميزة للاقتصاد الوطني السويدي. وفي معرض إشادتها بجهود الباحث، قالت السيدة ليفنسون:

“ يأتي احتفاؤنا بالباحث ابراهيم إسماعيل طاهر وفاءً وتقديرا منا للبحوث المهمة التي أنجزها على مدى أكثر من ثلاثين عاماً، والتي مكنتنا من تطوير تكنولوجيا حفظ الثمار، وتحسين نوعيتها، وتقليل الخسائر الناجمة عن الأمراض الفطرية والفسيولوجية التي تصيبها بعد القطاف، وبطرق حديثة صديقة للبيئة وغير مضرة بصحة الإنسان. وإذ نمنحه الجائزة ونعبر له عن شكرنا وعرفاننا، نتمنى له الصحة وتواصل التقدم.”

والقى البروفسور هوكان شرويدر رئيس الجامعة كلمة بالمناسبة، أشاد فيها بالباحث وإنجازاته العلمية قائلاً:

“يتمتع الزميل طاهر بإمكانيات علمية متميزة في علم فسيولوجيا النبات، وكان قد حصل عام 1991 على شهادة دكتوراه فلسفة في علم البستنة من أكاديمية العلوم المجرية، وحصل من جامعتنا على شهادة دكتوراه علوم في فسلجة الثمار عام 2006. والى جانب بحوثه العلمية اهتم بالجانب التطبيقي، أي انه تابع نتائج أبحاثه في الحقل العملي مع المنتجين والشركات، الأمر الذي جعل من عمله جسراً للتواصل بين الجامعة والمجتمع، وهو هدف تسعى جامعتنا لتحقيقه بشكل مستمر. كما ان معارف زميلي البروفسور طاهر في المجال التربوي، جعلت منه مدرساً محترماً بين طلبته بمختلف مستوياتهم”.

وأضاف البروفسور شرويدر:

“لقد قاد زميلنا طاهر فريق البحث الخاص بتقليل الخسائر الفطرية أثناء حفظ الثمار، وذلك بإستخدام مواد طبيعية صديقة للبيئة وللإنسان، كالتسخين والمعاملة بنخالة الشعير وبالزيوت المستخلصة من الزعتر والقرنفل والنعناع، إضافة الى تحسين نوعية التفاح والكمثرى عبر تطوير سبل الإنتاج ومعالجة مشكلة قصر النهار ومحدودية توفر أشعة الشمس في مناطق الإنتاج السويدية. وكانت نتائج تلك الإبحاث مهمة وخدمت الإنتاج الزراعي وشركاته السويدية، كما انها نشرت في المجلات العلمية المرموقة. ونحن نفتخر بالزميل طاهر وبمعاونيه على ما حققوه، ونهنؤه على هذه الجائزة”.

وفي ختام الحفل القى الباحث الفائز بالجائزة كلمة شكر فيها اللجنة والجامعة على هذا التكريم، كما شكر زوجته وبناته وزملاءه على دعمهم المتواصل، وقال:

“لم يكن سهلاً أن يبدأ المرء عملاً وحياة جديدة في مجتمع غريب. ويبدو أن تنفيذ ستة وخمسين مشروعاً بحثياً مع زملائي خلال الفترة 1992 – 2020، كان كافيا لأن نكون عنصرا فاعلاً في تطوير المعرفة والتطبيق العملي في مجال إنتاج وتوزيع الأغذية ولاسيما الثمار. أعتقد بأني كنت محظوظا بمن إستقبلني في هذه الجامعة، وفتح ذراعيه مرحبا بي، من الزملاء الباحثين، الذين تعلمت منهم الكثير. إن هذه الجائزة نتاج دعمهم وتضامنهم.”

من اليمين هوكان شرويدر رئيس الجامعة، إبراهيم إسماعيل الحائز على الجائزة، كريستينا ليفينسون رئيس لجنة الجائزة وجان يونسين مدير شركة سولنس. 1 تشرين الأول 2020 ـ تصوير أولريكا وستراند.

*************

ليس مجرد كلام

رواتبنا .. بين حانة ومانة !

عبد السادة البصري

منذ أن وعيتُ على الدنيا في أوائل ستينات القرن الماضي حتى احالته على التقاعد في أوائل السبعينات، لم أرَ أبي يوماً متذمراً أو مستاءً بسبب تأخر راتبه الشهري كونه عاملاً في الميناء، بل كان يتسلمه في الوقت المحدد دائماً. كما لم أقرأ أو أسمع عن موظفي دولة ما  توقّفت رواتبهم أو تأخرت عن موعدها كل شهر ، أو تم التلاعب بها ، سوى في بلدي !

في الثمانينات وعند اشتعال الحرب الملعونة أخذ النظام الفاشي يتحجج على العمال والموظفين بعدة حجج ، منها إلغاء صفة العمال وتحويلهم إلى موظفين لإضاعة الفرصة عليهم في المطالبة بأدنى حقوقهم . كذلك الموظفين وحججه عليهم بالاستقطاعات ضمن المجهود الحربي وما شابه ذلك. بعدها جاء حصار التسعينات الذي أودى بأحلامهم وجعلهم يتضورون  وعوائلهم على أرصفة الجوع والعوز والمرض ، وليأتي التغيير الذي حلمنا به عند سقوط النظام الفاشي ، لكن بشكل مغاير لكل أحلامنا! حيث أصبحت رواتب الموظفين في زورق تتقاذفه أمواج المتحكمين الفاسدين المتصارعين على الكراسي والمناصب. وبين أهواء وأمزجة هؤلاء ضاعت مصائر ولقمة عيش الملايين من العوائل التي تنتظر الراتب بصبر أيوب !

تغيّر سعر صرف الدولار وحل التضخّم وارتفعت التكاليف، ومعها نسبة الرواتب، وصدر سلّم للرواتب متهرئ الدرجات على وفق مزاج هذا وذاك ، دون أدنى دراسة علمية دقيقة وضمير حيّ. هل سارت الأمور كما نريد ؟! لا أبداً ، صار الموظف يعاني الأمرّين بين قرارات تأخذه كالأعاصير ترمي به يمينا وشمالا، موازنة انفجارية، وسعر خيالي لبيع النفط ، وارتفاع كبير في الأسعار والراتب كما ه ، ثم موازنة مترنحة ومرتبكة وهبوط سعر النفط إلى أدنى المستويات، واستقطاع نسب من راتب الموظف دون أدنى حق، وكأنه المسؤول الأول والأخير عن زعزعة الاقتصاد الوطني ؟! الموظف هو المتضرر دائما، سواء انتعش الاقتصاد أو تراجع!

والطامة الكبرى اليوم ان ينتظر الملايين على جمر اللظى رواتبهم دون أدنى بارقة أمل بتحسن الوضع نهائياً، إذ صاروا بين مطرقة المصارف وسندان بطاقات الكي كارد والماستر كارد، يقفون عاجزين أمام انهيار اقتصادي لا ناقة لهم فيه ولا جمل، فقط عليهم أن يتلقوا الصدمات والخسارات! رواتب خيالية لدرجات وظيفية ما انزل الله بها من سلطان، وأسماء فضائيين لا حصر لها وكلها لم تعانِ أبداً. اما الموظف العادي فراتبه بين حانة ومانة، ضائع لا يعرف أين يقر به القرار في بلد تتناهبه ضمائر ماتت ونفوس علاها صدأ الفساد!