العدد 7 السنة 86 الثلاثاء 22 أيلول 2020

 

تصفح بي دي اف

 

 

 

 

ص1
كتب المحرر السياسي
يبقى الرهان
على المواطن وخياراته

لا يخبو الامل في ان تكون الانتخابات المبكرة القادمة مختلفة عن سابقاتها، وان تتوفر ظروف سياسية وقانونية وأمنية يتمكن فيها المواطن- الناخب من الاختيار وفقا لارادته الحرة، وان تكون الحصيلة في نهاية المطاف متوافقة مع ارادة المنتفضين وعموم أبناء شعبنا ومع رغبتهم الجامحة في حياة جديدة يستحقونها، بعد ما قدموا مئات الشهداء وآلاف الجرحى والمصابين والمعاقين.
والقوى المتطلعة الى التغيير والعاملة بجد لتحقيقه لا ترى في الانتخابات هدفا بحد ذاته. بل تريدها وسيلة ورافعة تمكنها من تفكيك منظومة المحاصصة والفساد، وازاحة الفاسدين والفاشلين عن مواقع القرار والسلطة بعد ان اوصلوا البلد الى حافة الهاوية، والاتيان بمجلس نواب جديد يستجيب أعضاؤه لارادة الناس ولتحقيق رغباتهم وتطلعاتهم.
ومن الواضح ان لمختلف قوى التغيير وللمواطنين دورا في تحقيق ذلك، وفي دفع العملية الانتخابية نحو تحقيق غاياتها المطلوبة. ويأتي في المقدمة هنا تفعيل نشاط وعمل القوى المدنية والديمقراطية وتنسيق جهودها، والتواصل مع الحركة الاحتجاجية الجماهيرية ونشطائها، والعمل على التقارب بين المواقف والوصول الى تفاهمات واضحة، وتأشير الأدوار السياسية والجماهيرية لكل الأطراف.
فنشاط هذه القوى جميعا مطلوب الآن لتحقيق شروط ومستلزمات اجراء انتخابات عادلة ونزيهة وشفافة، وإصلاح كامل المنظومة الانتخابية، ومواصلة الضغط لتعرية الفاسدين والفاشلين، ولاسقاطهم سياسيا وقانونيا والحؤول دون ترشحهم واشتراكهم في الانتخابات، ولتعرية نهجهم ومواقفهم وما اسفرت عنه من حصيلة مأساوية لشعبنا.
ان هذه المهمة لا تقبل التأخير او التأجيل، وهي مطلوبة الآن في سياق التحضير والاستعداد للعملية الانتخابية. فبقدر ما تكون مدخلات العملية سليمة ورصينة وعادلة، تكون مخرجاتها اقرب الى تلبية احتياجات الناس وطموحاتهم.
ولا شك ان ادراك ذلك، والسعي الى معالجة الثغرات والنواقص في إداء القوى المدنية والديمقراطية، والارتقاء به الى مستوى التحديات والآمال المعقودة عليه، اصبح اليوم أمرا ملحا، مثلما هو الحال بالنسبة الى الحركة الاحتجاجية وضرورة تنسيق مواقفها وأطرها، والعمل على تفعيل دورها والانتباه الى محاولات اضعافها وتشتيت قواها بمختلف الوسائل والطرق.
ويبقى التعويل في نهاية المطاف على المواطن وحسن حسمه خياراته، خصوصا وهو يعيش تحت وطأة المآسي والكوارث يوميا، ويعاني من تداعيات وتأثيرات نهج الأقلية الحاكمة المتنفذة. فصوته لا يفترض ان يأتي من جديد بمن كان سببا في المعاناة طيلة الـ ١٧ عاما الماضية ، ولا ان يذهب اصلا الى جيوب الفاسدين والفاشلين والسائرين على نهج المحاصصة، التي هي أس البلاء في بلادنا والازمة الشاملة متعددة الأوجه التي تخنقها. ولا حاجة للقول ان اعادة انتخاب الوجوه الكالحة المسؤولة عن كل هذا الخراب والدمار والتخلف وضياع الأموال وهدر ثروات الشعب وافقاره وتجويعه، أيا كان المبرر او المسوّغ، لا ينسجم اطلاقا مع الدعوات الى التغيير، ولا مع إرادة الملايين التي اطلقت صرخات الاحتجاج في سوح الاعتصام والتظاهر، مطالبة بحياة تليق بالإنسان العراقي وببناء وطنه حرا مستقلا ذا سيادة، ويتمتع أبناؤه فيه بخيراته.
نعم، على المواطن وخياراته، وعلى وعيه وتصرفه بمسؤولية تجاه حاضر ومستقبل البلاد، يتوقف الكثير في السير على طريق التغيير المنشود.
***********
الكاظمي يستقبل
وفد الحزب الشيوعي العراقي
زار وفد الحزب الشيوعي العراقي برئاسة الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب، السيد مصطفى الكاظمي رئيس مجلس الوزراء في مكتبه الرسمي، وذلك عصر الجمعة ١٨ أيلول الجاري.
وفي اللقاء الذي تم بدعوة من السيد الكاظمي، عرض الوفد لمواقف الحزب التي كان قد ضمّنها رسالته الموجهة في وقت سابق الى رئيس مجلس الوزراء، مشددا على ان المواطنين يتطلعون الى التغيير والى ان تكون الانتخابات المبكرة القادمة رافعة له، وعلى ان تتسم هذه الانتخابات بالنزاهة والصدقية وتعكس إرادة الناخب الحرة. وبيّن ان هذا يوجب تهيئة بيئة سياسية تشريعية – امنية سليمة لإجرائها، ومن ذلك تشريع قانون انتخابي منصف وعادل، وتشكيل مفوضية انتخابات كفؤة وبعيدة عن المحاصصة، وضمان تطبيق سليم غير انتقائي لقانون الأحزاب، وتأمين اشراف دولي فاعل. كما يستلزم اتخاذ خطوات عملية لحصر السلاح بيد الدولة، ولتفكيك المليشيات والمجاميع المسلحة المتمردة على الدولة، وفتح ملفات الفساد صغيرها وكبيرها. واشار الوفد الى أن حجم التحديات امام تحقيق هذه الأهداف وتوفير تلك المتطلبات، قد يفوق قدرات الحكومة اذا لم تضمن الدعم الشعبي الواسع، القادر على مواجهة المقاومة من جانب القوى النافذة ومنظمات المحاصصة والفساد.
وأولى الوفد فِي حديثه اهتماما كبيرا لقضايا المواطنين المعيشية والصحية في الظروف الحالية خاصة، وضرورة الاستجابة الى تطلعات الناس وتأمين عيش وحياة لائقتين لهم، والكشف السريع عن قتلة المنتفضين ومنفذي عمليات الاغتيال والخطف والتغييب القسري، وتفعيل كافة المؤسسات ذات العلاقة بما فيها القضاء لإنجاز المهمة بأسرع وقت. كما اكد الضرورة القصوى لتوفير الحماية الكافية للمنتفضين والمحتجين وساحات الاعتصام والاستجابة لمطالبهم.
وعرض الوفد مفهوم الحزب وتصوراته لهيبة الدولة واهمية استعادتها، وردم الهوة بين الدولة ومؤسساتها وبين المواطنين، مشددا على النأي ببلدنا عن محاور الصراع في المنطقة، وتعزيز السيادة والقرار الوطني المستقل.
وطرح الحزب البديل الذي يراه لمنظومة المحاصصة والفساد، وذلك بالتوجه الجاد نحو إقامة الدولة المدنية، دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية.
من جانبه بيّن السيد رئيس مجلس الوزراء الأوضاع الصعبة التي يمر بها بلدنا، والتركة الثقيلة التي ورثتها الحكومة، من ضعف في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وحتى القضائية، واقتصاد يعتمد كليا على النفط، ومن تردٍّ وتهالك في البنى التحتية، الامر الذي جعل البلاد تواجه أزمة اقتصادية ومالية عميقة مع تهاوي أسعار النفط وأزمة الكورونا. وأشار الى أنه يدرك أولويات البلاد والمطالب الشعبية، وانه جاد في المضي بالإصلاحات ويسعى الى تحقيق المطالب الشعبية في ظل محددات كبيرة سياسية واقتصادية وأمنية، بعضها يتطلب وقتا طويلا لوضع عربة الإصلاحات على السكة السليمة. واشار ايضا الى أن أدوات الإصلاح غير متوفرة بالصورة المطلوبة، ويجري العمل على تأمينها، كما أشّر بعض ما قامت به الحكومة من خطوات على الصعد المختلفة ؛ الأمنية والصحية والاقتصادية، وأكد الاهتمام الشديد بالكشف عن قتلة المتظاهرين والمسؤولين عن عمليات الخطف وعن ملف المغيبين، وأن هناك لجانا تعمل على هذه الملفات. وقال انه تحققت خطوات عملية بشأن تحديد الشهداء ومنحهم حقوقهم، فيما يتواصل العمل لإنجاز التحقيقات. كما أكد سعي الحكومة لنزع سلاح الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون وغيرها، مبينا التعقيدات والصعوبات التي تحيط بتنفيذ هذه المهمة.
وتحدث السيد الكاظمي عن الانتخابات وما وفرته الحكومة من مستلزمات لإجرائها في وقتها المعلن (حزيران ٢٠٢١). وأوضح ان تنفيذ المهمات الكبيرة التي تواجه الحكومة تتطلب اسنادا من كل القوى الوطنية والقوى الخيرة التي تطالب وتعمل من أجل الإصلاح والتغيير.
واوضح وفد الحزب ما خلص اليه الاجتماع الاعتيادي الاخير للجنة المركزية للحزب بشأن اسناد ودعم اية خطوة إيجابية تقدم عليها الحكومة وتستجيب لمطالب المنتفضين والحركة الاحتجاجية وغالبية أبناء الشعب، وانه سيتخذ موقفا ناقدا ومعارضا لما يعاكس ذلك.
وقد سادت اللقاء أجواء بنّاءة، واعرب رئيس الوزراء عن التقدير لمواقف الحزب ولحرصه على وضع البلاد على طريق التقدم والنماء والازدهار واستعادة هيبة الدولة وقوة القانون.
هذا واتفق الطرفان على مواصلة التشاور لما فيه خير ومصلحة الشعب والوطن.
يذكر ان وفد الحزب ضم الى جانب الرفيق رائد فهمي، الرفيقين بسام محيي ووسام الخزعلي، عضوي قيادة الحزب.

الاعلام المركزي
للحزب الشيوعي العراقي
١٨-٩-٢٠٢٠
***********
راصد الطريق
ضرورة البعد المجتمعي
في المعركة مع الفساد!

لم يتوقع احد يوما ان يكون تفكيك منظومة الفساد سهلا. فهي اخطبوط امتد الى مؤسسات الدولة جميعا، وتعشّق مع “الدولة العميقة” والمليشيات وارباب الجريمة المنظمة ومالكي وسائل اعلام. والأخطر انها وجدت موطيء قدم مجتمعيا.
الإجراءات الحكومية الأخيرة واعتقالها عددا من المسؤولين قوبلت بالترحاب، وبانتظار المزيد منها دون انتقائية وحسابات وتوازنات او غيرها. فالمطلوب ان تطال جميع الفاسدين والمفسدين، صغارا وكبارا.
ويبقى الانفتاح على المستويات السياسية الوطنية والشعبية لتعبئة القوى والإمكانات أساسيا ، بما يحقق نجاحات متتالية في هذه المعركة التي لا تقل أهمية عن التصدي للارهاب.
وللبعد الجماهيري حضوره الفاعل هنا، لذا يتوجب إعلامه اولا باول لتأمين الانتصار على المقاومة الشرسة المتوقعة من الجهات المتنفذة، الداخلية والخارجية.
وتتطلب عملية التصدي للفاسدين تعزيز المساءلة والرقابة الشعبيتين، ومنح العملية من خلال ذلك بعدا مجتمعيا. فدور الرقابة الشعبية أساسي وفعال، وينبغي توفير الفرص لتشارك فيه وسائل الاعلام والجمعيات والاتحادات النقابية والمهنية ومنظمات المجتمع المدني، الى جانب الاحزاب السياسية.
***********
ص2
اضاءة
التطبيع .. خطيئة أخرى بحق الشعب الفلسطيني

محمد عبد الرحمن

يسوق المهرولون الجدد نحو التطبيع مع حكام إسرائيل، لفكرة ان التطبيع وتوقيع معاهدات سلام معهم سيقودان الى إقامة سلام شامل في المنطقة. ولو رجعنا الى ايام عقد اتفاقية كامب ديفيد (١٩٧٨) واتفاقية السلام لاحقا بين مصر وإسرائيل (١٩٧٩) فسنجد ان هذا الكلام والتبرير هما عينهما اللذان اوردا آنذاك. ويضيف البعض الى ذلك التأكيد ان القضية الفلسطينية مركزية ولا يمكن التنازل عنها. وهذا في العلن طبعا ، اما في السر فتسير عملية التطبيع مع الحكام الصهاينة على قدم وساق، وتنجر دول عربية أخرى يوما بعد يوم الى هذا الفخ، على حساب حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية .
لقد ارتكب بحق شعب فلسطين كثير من الخطايا، واساسا من جانب الحكام العرب الذين لا هم لهم غير الحفاظ على عروشهم وسلطانهم، فيما شعب فلسطين وبقية الشعوب العربية يدفعون ثمن مواقفهم المتخاذلة، والمتماهية في الغالب مع اجندات خارجية، أمريكية وبريطانية، داعمة للدولة التي ولدت من رحم وعد بلفور .
ان الهرولة اليوم لا تختلف عن سابقاتها، رغم الضجيج الاعلامي وعرض مزايا التطبيع على طبق ذهبي من النمو والازدهار الاقتصادي وتحقيق السلام الشامل العادل وبناء شرق أوسط جديد.
ترى هل يمكن للمواطن في بلداننا ان ينسى كيف صدع الحكام رؤوسنا بالحديث اللانهائي عن فلسطين، فيما كانوا يقيمون المجازر ويعلنون الاحكام العرفية وينصبون المشانق للشيوعيين وغيرهم من الوطنيين بحجة حماية حقوق فلسطين؟ فاين هم وادعاءاتهم الكاذبة اليوم من مواقف الشيوعيين والتقدميين والوطنيين، الصادقين في توجهاتهم وفي ما يعلنون، والثابتين على مبادئهم ومناصرتهم الحقة للشعوب ومطالبها العادلة وفِي مقدمتها الشعب الفلسطيني، ووقوفهم الى جانبه في تصحيح الأخطاء التاريخية التي ارتكبت بحقه، وحرمته حتى اليوم من إقامة دولته الوطنية المستقلة على ارض وطنه.
من المؤكد انها أيام صعبة جدا يعيشها الشعب الفلسطيني حاليا وهو يطعن من جديد في الظهر، لكنها أيام الفرز الحقيقي في المواقف، من دون ضجيج وشعارات رنانة. ولا خيار لشعوبنا العربية وقواها الوطنية الحقة الا المقاومة والتصدي لمخططات تصفية قضية الشعب الفلسطيني العادلة . ومن المؤكد أيضا ان الكثير سيعتمد على الشعب الفلسطيني نفسه وعلى خيارات فصائله وقواه الوطنية، ومدى نجاحها في تحقيق الموقف الموحد وتفعيل العمل المقاوم والصمود حتى انتزاع الحقوق.
**********
المسؤولون يتهربون من الإجابة حول ملف قتل المتظاهرين
ناشطون: القتل تم بدوافع سياسية والانتخابات تعيق إعلان نتائج التحقيق
بغداد – نورس حسن


وصل الحال بالجهات المعنية بالتحقيق في ملف قتل المتظاهرين والناشطين، الى التهرب من الإجابة عن أسئلة وسائل الإعلام، او تضليل المعطيات والنتائج بمبررات عدة. وإلى جانب ذلك كله، لا تزال الجهات الحكومية المعنية تواصل المماطلة في شأن الملف، وتعرقل إعلان نتائج التحقيق التي توصلت إليها، بذريعة أن التحقيق لا يزال جاريا وغير مكتمل.
الشاعر والناشط فارس حرّام، يرى من جانبه ان “الاعلان عن نتائج التحقيقفي قتل المتظاهرين ليس من مصلحة الحكومة، خاصة في الوقت الحالي، كوننا مقبلين على انتخابات مبكرة”، مضيفا في حديث لـ “طريق الشعب”، أن “إعلان النتائج يؤدي إلى زعزعة الاستقرار السياسي لدى الجهات الحكومية المتهمة بقتل المتظاهرين، والتي تريد الاستمرار في السلطة عبر الكسب الانتخابي”.
وتعقيبا على تهرب المسؤولين من الاجابة عن اي استفسار يتعلق بملف قتل المتظاهرين والناشطين، ذكر حرام انه “بعد عام 2003 تحولت الدولة الى (دولة خوف)، وذلك بسبب انتشار السلاح المنفلت والاغتيالات والخطف والتهديد. فجميع هذه الممارسات لم تخضع الى اي رادع قانوني الى الآن”.
وتابع قوله، أنه “حتى المكلفون بالتحقيق في هذا الجانب، يهابون الوضع المنفلت الذي نحن عليه اليوم، خاصة ان الحكومة لم تقدم الى الآن اي اشارات تؤكد فيها انها تحمي كل من يعمل في هذا المجال”.
وبخصوص المماطلة في حسم ملف قتل المتظاهرين والناشطين، قال حرامان “الحكومة الحالية جاءت نتيجة توافقات ذات الطبقة السياسية الحاكمة السابقة، التي مارست عمليات التستر والتبرير والتسويف عبر الوسائل الإعلامية،وبصمتها عن جريمة قتل المتظاهرين”،لافتا إلى انه “من الطبيعي ان تكون هناك ضغوطات تمارس على الحكومة الحالية، كي لا تكشف عن قتلة المتظاهرين والناشطين”.
هذا وعاودت “طريق الشعب” محاولة الاتصال بالناطق الرسمي لمجلس القضاء الأعلى، عبد الستار البيرقدار، إلا انه لا يزال يفضل عدمالإجابة عن الهاتف، حتى بعد تلقيه رسالة تعرّف بهوية المتصل، مراسل الجريدة.
فيمااكتفى القاضي ورئيس هيئة النزاهة السابق، رحيم العكيلي، بقراءة السؤال الذي طرحه عليه مراسل الجريدة عبر رسالة، من دون أن يجيب عنه، مفضلا عدم الرد على الاتصالات الهاتفية أيضا!
الى ذلك، قال الخبير الامني د.احمد الشريفي، ان “جرائم قتل المتظاهرين والناشطين ذات خلفيات سياسية، ومارستها احزاب فاسدة تمتلك السلاح. لذلك، فإن الحكومة تعلم جيدا ان اعلان النتائج يؤدي الى تصدع العلاقة بينها وبينتلك الاحزاب”.
ولفت في حديث لـ “طريق الشعب”، الى ان “عملية الاختطاف الاخيرة للناشط حسام العراقي في ذي قار، لم تتم عبثا، إنما كانت من اجل إظهارعدم قدرة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي على ادارة الملف الامني، والكشف عن قتلة المتظاهرين والناشطين”، مضيفا أنه “توجد عناصر في السلطة ليس من مصلحتها أن يكون هناك تداول سلمي للسلطة، كونها تسعى الى التوسع في استحواذها على مناصب اضافية عبر الانتخابات”.
وشدد الشريفي على “أهمية أن تتخذ الحكومة قرارات حاسمة تجاه العناصر الفاسدة، من أجل تضييق الحلقة عليها، وإجراء انتخابات نزيهةبعيدة عن مشروع المحاصصة”.
وقال ان “استمرار مماطلة الحكومة بعدم حسمها ملف قتل المتظاهرين والناشطين، يعكس لدى دول العالم صورة سلبية عن العراق، تفيد بأنه لم يبلغ مستوى النضوج في تحقيق الديمقراطية. وهذا ينعكس سلبا على الدعم الدولي وعمليات الاعمار والاستثمار التي يتطلبتنفيذهاارضاآمنة”.
************
استنكار نقابي لمشروع الربط السككي
بين العراق والكويت
بغداد- طريق الشعب
استنكرت نقابة ذوي المهن الهندسية الفنية والنقابة العامة لعمال وفنيي السكك ما يحاك من تآمر على مصلحة العراق من خلالاعادة الشروع بتنفيذ مشروع الربط السككي مع ميناء مبارك الكويتي.
وقالت النقابتين في بيان مترك انه: الحكومة مطالبة بتخصيص الأموال اللازمة لإكمال ميناء الفاو وبأسرع ما يمكن، حيثخضع هذا المشروع الكبير لأكثر من عشر سنوات للمساومة وتعطيل العمل به وذلك لفساد الحكومات المتعاقبة وعدم شعورهمالوطني بأهمية هذا المشروع وبذلك استغلت دول الجوار ذلك وأكملت انجاز ميناء مبارك.
واضافت: ان مشاريع الربط السككي وحسب الدراسات التي قام بها مختصون في هذا المجال ستؤثر سلباً على نشاط الموانئ العراقيةوالتي تعتبر محدودة الاعماق حالياً وان مثل هذه المشاريع ستؤدي الى تعطيل عمل الموانئ العراقية واقصائها من المنافسة.
وتابعت: اننا في الوقت الذي ندين مثل هذه المشاريع وهذا التآمر على بلدنا واستغلال دول الجوار لضعف الحكومات المتعاقبة وفسادهانطالب وندعو رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ومجلس النواب القيام بواجبهم الوطني والتصدي لمثل هذه المشاريع وكلالمنظمات والاحزاب والنقابات المهنية والعمالية واتحاداتها الى الوقوف ضد هذه المشاريع المدمرة لاقتصاد بلدنا والتجاوز علىسيادتنا الوطنية.
***********
ص3
القضاء يوقف تجديد تراخيص الهاتف النقال وتحرك نيابي بشأن خدمات الإنترنت السيئة
بغداد - طريق الشعب
رحبت أطراف نيابية، أمس الأول، برد القضاء العراقي، تظلم هيئة الإعلام والاتصالات بخصوص تجديد رخص الهاتف النقال. في حين أعلنت لجنة الخدمات والإعمار النيابية، عزمها توجيه سؤال نيابي إلى وزير الاتصالات حول رداءة خدمة الإنترنت في العراق خلال هذه الأيام.

إيقاف تراخيص الهاتف النقال
ذكر النائب، محمد شياع السوداني، في تغريدة له على ’’ تويتر’’، اطلعت عليها “طريق الشعب”، ان “القضاء العراقي، الفيصل العدل، يرد التظلمات، ويؤكد الامر الولائي بإيقاف إجراءات تجديد عقود تراخيص الهاتف النقال”.
وفي السياق، اشادت لجنة الخدمات والاعمار النيابية، بقرار مجلس القضاء الاعلى في ايقاف تجديد عقود شبكات الهاتف النقال في العراق.
وعبرت اللجنة في بيان تلقته “طريق الشعب” عن “اشادتها بالجهود البناءة للقضاء العراقي في إيقاف هدر المال العام من خلال منع تجديد عقود شركات الهاتف النقال”. وبينت اللجنة ان “الظروف الاقتصادية الخانقة التي يعيشها البلد، تحتم البحث عن حلول لتعضيد ايرادات الدولة المالية، وان قرار إيقاف التجديد يمثل فرصة كبيرة لإنعاش وضع البلد الاقتصادي وتحسين موارده المالية وذلك من خلال استيفاء حقوق الدولة من الديون المترتبة على هذه الشركات، وانصاف المواطن برفع كاهل الرسوم الضريبية عنه، وخفض تعرفة الاتصال داخل العراق وخارجه”.
تحرك نحو وزارة الاتصالات
وبشأن رداءة خدمة الانترنت، كشفت لجنة الخدمات عن عزمها توجيه سؤال نيابي إلى وزير الاتصالات حول رداءة خدمة الإنترنت في العراق خلال هذه الأيام.
وقال عضو اللجنة مضر الازيرجاوي، في تصريح صحفي، إن “لجنة الخدمات النيابية، خلال زيارتها لوزير الاتصالات في بداية تسنمه المنصب في أيار الماضي، تأملت خيرا لإنهاء رداءة خدمة الإنترنت في العراق، والوزير وعد بالحرف الواحد بتحسين الخدمة وأبلغنا بإمهاله 6 أشهر حتى تنتهي مأساة الخدمة السيئة”.
وأضاف، “لكن تفاجأنا بان وزارة الاتصالات لم تتقدم خطوة واحدة في موضوع تحسين خدمة الإنترنت للمواطنين، وضعف الخدمة الآن هو مؤشر على إهمال الوزارة وعدم الاهتمام في كثير من المفاصل التي من شأنها تحسين الخدمة”.
وتابع عضو لجنة الخدمات النيابية، أن “البرلمان يجب أن يقف وقفة جادة بما يخص خدمة الإنتريت ورداءتها وعليه سنوجه سؤالا برلمانيا لوزير الاتصالات أركان الشيباني لمعرفة أسباب رداءة الخدمة خلال هذه الأيام”.
وشكا مواطنون من رداءة وضعف عام في خدمة الإنترنت بجميع الشركات المزودة للخدمة في البلد، على الرغم من وعود الوزارة السابقة في تحسين خدمة الإنترنت.

الوزارة تقر بتحسين الخدمة
في المقابل، أعلنت وزارة الاتصالات، مؤخرا، إقرار التسعيرة الجديدة للانترنت بخصوص العروض التشجيعية والتنظيمية لتحسين مستوى جودة الانترنت.
وقالت الوزارة في بيان لها، إنها “أقرت التسعيرة الجديدة بخصوص العروض التشجيعية والتنظيمية لتحسين مستوى جودة الانترنت المقدمة الى المواطنين ولغرض تطبيق الإجراءات الكفيلة بتحسين جودة الخدمة المقدمة من خلال تقديم عروض تشجيعية لشركات الـ (ISPs) وشركات الهاتف النقال”. وأضافت، ان “القرار تضمن زيادة في السعات الدولية والمحلية المجهزة بنسب معينة وفق ضوابط تنظيمية خاصة بعملية توزيع وبث خدمة الانترنيت مع توفير سعات عالية لتغطية احتياجات شركات الهاتف النقال مع الحفاظ على إيرادات الوزارة من أجور البنى التحتية لسعات الاتصالات”.
وتابع بيان الوزارة، أن “عملية زيادة سعات الاتصالات التي وفرتها الوزارة، مشروطة بتوزيعها وايصالها الى المواطنين بنفس الأسعار السابقة من دون زيادة أو نقصان وبتحسن ايجابي ملحوظ قياساً بالخدمات المقدمة بالاشتراك الحالي دون زيادة أي تكاليف مالية إضافية تفرض على كاهل المواطن”.
ونقل بيان الوزارة عن شركة إيرثلنك للاتصالات وخدمات الإنترنت، تأكيدها بـ”التزام بالتوجيهات الصادرة من وزارة الاتصالات بشأن التسعيرة الجديدة”، مؤكدة أنها “ومنذ مطلع الشهر الجاري قد بادرت بزيادة سعات الاشتراك الثاني الى ضعف سرعة الاشتراك الأول مع عمل خصومات على اسعار الثاني وتحميلها على الأول وكل هذا لرفع أكبر عدد ممكن من المستخدمين للاشتراك الأسرع”. الا ان الشكاوى التي ما زالت تقدم من قبل المواطنين، تؤكد رداءة الخدمة وغلاء كلفتها، والاستمرار حتى اللحظة بهذا التردي دون اي تطور ملموس.
**************
ستوكهولم:
ندوة بعنوان «مهام الشيوعيين في الخارج»
محمد الكحط - ستوكهولم


بمبادرة من مختصة العمل العلاقاتي التضامني في منظمة حزبنا الشيوعي العراقي في السويد اقيمت في ستوكهولم ندوة بعنوان (مهام الشيوعيين في الخارج) يوم 20 أيلول 2020، وذلك عبر وسائل التواصل الالكترونية، ساهم فيها ممثلون عن الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي السوداني والحزب الشيوعي السوري الموحد، تم الترحيب بالحضور من قبل الرفيق الدكتور كريم عبد الواحد الذي أدار الندوة وتم دعوتهم للوقوف دقيقة صمت اجلالا لأرواح شهداء حزبنا، وشهداء الحركة الشيوعية العالمية وحركة التحرر الوطني، ثم رحب بالرفاق سلم علي والدكتور صالح ياسر عضوي اللجنة المركزية لحزبنا الشيوعي العراقي، ورشاد الشلاه سكرتير مكتب اعلام الخارج وشاكر جابر نائب سكرتير منظمة السويد وعدد من رفيقات ورفاق منظمة الحزب في السويد، وباسمهم تم الترحيب برفاقنا من الحزبين الشيوعيين الشقيقين السوداني، والسوري الموحد وبجميع الحضور، وهذه هي الندوة الأولى التي تجمع بين أحزابنا الشيوعية الشقيقة في السويد، وعبر عن التضامن الرفاقي مع الشعب السوداني الشقيق أثر كارثة الفيضان التي حلت به، ومع الشعب السوري الشقيق ضد الإرهاب الذي يتعرض له، ومطالبا بإعلاء صوت التضامن، وتطبيق قرارات الأمم المتحدة بخصوص فلسطين، وانهاء الاحتلال الصهيوني وتمكين الفلسطينيين كشعب من ممارسة حقهم في تقرير مصيرهم بالعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. والرفض لمسلسل التطبيع المهين مع الاحتلال الصهيوني، ثم عرف ببرنامج الندوة، و فسح المجال للرفيق محمد احمد ممثل الحزب الشيوعي السوداني بالحديث، والذي شكر الجهود لعقد هذه الندوة واعتبرها مبادرة تستحق التثمين، وتمنى التواصل مستقبلا، وتناول في حديثة آفاق ثورة ديسمبر 2018 التي تمر ذكراها هذه الأيام، وعن ما قدمه الشعب السوداني من تضحيات جسام وظلت شعلة الوعي متقدة رغم كل الظروف التي مرت خلال الـ 30 عاما من الحكم الدكتاتوري، كما أشار الى التدخلات الاجنبية خلال الفترة الانتقالية الحالية التي تعيشها السودان، وتحدث عن النظام الرأسمالي العالمي والاستعمار الحديث والنيوليبرالية وما يقع على عاتق الشيوعيين من مهام كبيرة.
بعدها تحدث الرفيق طلال الإمام من الحزب الشيوعي السوري الموحد، الذي وجه تحية وشكر لمنظمة الحزب الشيوعي العراقي لهذه المبادرة، ثم تحدث عن أوضاع السوريين في الداخل والخارج والأزمة التي تمر بها المنطقة وسوريا منذ ما سمي بالربيع العربي حيث ضربت البنية التحتية السورية وسببت الهجرة الكبيرة وصعبت الحياة المعاشية بسبب الحصار والفساد، بعدها تناول بعض مهام الشيوعيين في الخارج وكيفية العمل ضمن منظمات المجتمع المدني والجمعيات المتواجدة للجالية ونقل تجربة وخبرة العمل الجماهيري والمدني للوطن. وأشار الى ان الاحداث الكبيرة وراءها تطورات كبيرة، كما حدث في الربيع العربي وتحطيم سوريا وعدة بلدان في المنطقة، واليوم تفجير بيروت وبعده بسرعة اعلان التطبيع مع بعض الدول العربية، علينا ان نقدم مساعدة في كيفية فهم هذه الاحداث، وقراءة التطورات للتوضيح للجماهير ما يحدث وما وراءه.
وكان لمنظمة الحزب الشيوعي العراقي مداخلة قدمها الرفيق جاسم علي هداد أشار الى المهام التي تقع على الشيوعيين في الخارج، كالتضامن مع قضايا شعوبنا، من خلال إقامة أفضل العلاقات مع الأحزاب وخاصة البرلمانية منها والحركات الاجتماعية العاملة في بلد المهجر، وتقديم الدعم المالي، وخلق تواصل اجتماعي ثقافي بين الأجيال التي تولد في المهجر والشعب في الوطن الأم، والاستفادة من ذلك لدعم الحزب والحراك الشعبي في الوطن، ونشر الوعي والتثقيف بتاريخ بلداننا الأم لدى مواطني بلد المهجر، وكذلك تعزيز العلاقات الاجتماعية والثقافية بين جمهور المهاجرين وخاصة أعضاء وجمهور النوادي والجمعيات العاملة في المهجر وغيرها من المهام الأخرى.
وساهم العديد من الرفاق بطرح تصوراتهم ومقترحاتهم منها الاهتمام بالإعلام من أجل ايصال صوتنا وتوطيد العلاقات مع الجهات الرسمية والبرلمانية السويدية من أجل أيجاد تواصل لتوضيح مهام نضالنا ووضع شعوبنا من أجل تقديم التضامن والمساعدات الممكنة لبلداننا.
بعدها تحدث الرفيق الدكتور صالح ياسر، ومما جاء في كلمته (..... حسنا فعل الرفاق في إطلاق هذه المبادرة وهي مبادرة تستحق التقدير لأنها تدشن نقاشا وحوارا مهما وجديا بين الشيوعيين من بلدان عدة بهدف تبادل الخبرات والتجارب وهي متنوعة ومفيدة. ومن المؤكد ان هذا التبادل للتجارب والخبرات، على تنوعها الثري، يهدف من بين ما يهدف الى تقوية اواصر علاقات الرفقة الكفاحية بين احزابنا ومنظماتنا العاملة في الخارج والتي تمتد لعقود طويلة وتعمدت في معمان المعارك الوطنية والطبقية والأممية من اجل تحقيق الاهداف السامية لأحزابنا على طريق السلام والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والاشتراكية، وتفعيل التضامن مع شعوبنا وأحزابنا وخصوصا في العديد من البلدان حيث يخوض الشيوعيون والقوى الديمقراطية والمدنية نضالا صعبا ويواجهون بعناد موجات مختلفة من القمع والعسف والإرهاب المادي والفكري ومحاولات تقزيم ادوار الشيوعيين والديمقراطيين او محاولات اجتثاثهم من تربة بلدانهم، كما حاول ديكتاتوريون عديدون لكنهم خابوا وذهبوا الى مصيرهم المحتوم.. مزبلة التاريخ حيث هي المكان الذي “يليق “ بهم.....)).
أما الرفيق سلم علي فتحدث عن سبل تعزيز العلاقات بين الأحزاب الشيوعية في الخارج، ايجاد صيغة متقدمة لتنسيق العلاقة بينها، واقترح تشكيل لجنة تنسيق ليس فقط لأحزاب عربية بل يمكن التوجه لأحزاب أخرى كحزب توده وأكيل وغيرها. وأكد ان ما مطلوب هو التضامن ثم التضامن مع انتفاضة شعبنا معنويا واعلامياً، وضرورة استنهاض أمكانيات أبناء الجاليات ووصول صوتهم الى المستوى الأوربي.
في الختام أشاد الرفيقان طلال الأمام محمد احمد بالندوة والمبادرة وفي انتظار لقاءات أوسع.
شكر مدير الندوة الجميع، متداخلين وحاضرين، ورغم جائحة كورونا، نأمل التواصل معا والمشاركة في ندوات قادمة، مع الأمل بتفعيل الجهود من اجل اللقاء مع اشقائنا في الحزبين الشيوعيين اللبناني والفلسطيني.
**********
ص4
قطع للشوارع الرئيسة تنديدا بتجاهل المطالب
تظاهرات للخريجين واصحاب العقود والاجور والمحاضرين في 6 محافظات
بغداد - علي شغاتي


تواصلت احتجاجات الخريجين واصحاب العقود والاجور اليومية والمحاضرين في خمس محافظات، يوم الاحد الماضي، للمطالبة بتوفير فرص العمل وتحويل اصحاب العقود والاجور اليومية والمحاضرين الى عقود وزارية، فيما صعّد المحتجون من حراكهم بقطع عدد من الشوارع الرئيسية.

مسيرة واعتداء جديد في العاصمة
في بغداد، نظم العشرات من خريجي كليات الهندسة مسيرة راجلة، للمطالبة بتوفير فرص العمل.
وقال مراسل “طريق الشعب”، بلال رضا، إن “العشرات من خريجي كليات الهندسة نظموا مسيرة راجلة انطلقت من منطقة العلاوي، متجهة صوب مقر نقابة المهندسين في منطقة المنصور. وقطع المتظاهرون الطريق الرئيسي الرابط بين المنطقتين، للمطالبة بتوفير فرص عمل، وتقييد العمالة الاجنبية في البلاد، وسن قانون حماية المهندس”. وأضاف رضا إن “المهندسون الزراعيون والأطباء البيطريون المعتصمون امام وزارة الزراعة في ساحة الاندلس، تعرضوا لاعتداء من قبل القوات الأمنية بالهراوات اسفرت عن جرح متظاهر، واعتقال ثلاثة اخرين”.

تظاهرات لذوي العقود في البصرة
من جانبهم، تظاهر المئات من المواطنين امام بوابة المجمع الحكومي في محافظة البصرة للمطالبة بصرف رواتبهم المتأخرة.
وأشار المتظاهر علي قيس في حديث لـ”طريق الشعب”، الى إن “المئات من المشمولين ضمن ثلاثين فرصة عمل، والتي أطلقتها حكومة المحافظة، في العام الماضي، تظاهروا امام مبنى المحافظة، للمطالبة بصرف رواتبهم المتأخرة منذ ثلاثة أشهر، دون معرفة سبب ذلك”.

اغلاق للدوائر في الناصرية وميسان
من جهتهم، أغلق محتجون من خريجي كليات الإدارة والاقتصاد في محافظة ذي قار، مبنى دائرة الصحة، للمطالبة بتوفير فرص عمل والتعيين وتخصيص حصة لهم من درجات الحذف والاستحداث.
وبيّن المتظاهر محمد العكيلي في حديث لـ”طريق الشعب”، إن “اغلاق الدائرة هو تصعيد احتجاجي بسبب عدم استجابة الحكومة المحلية ومديرية الصحة في المحافظة لمطالب المتظاهرين”، مطالبا بـ”الكشف عن مصير درجات الحذف والاستحداث في المديرية وانصاف خريجي كليات الادارة والاقتصاد”.
يُشار الى أن محتجين من خريجي المعاهد التقنية اغلقوا مبنى شركة نفط ذي قار للمطالبة بتوفير فرص التعيين وعدم تجاهل مطالبهم.
في غضون ذلك، أقدم العشرات من المحاضرين المجانيين على غلق مبنى تربية ميسان، للمطالبة بتحويلهم الى عقود وزارية.
وذكر المتظاهر حسن كريم لـ”طريق الشعب”، إن “أغلاق الدائرة هو محاولة للتصعيد والضغط على الحكومة المحلية ومديرية التربية، بغية تطبيق قرار مجلس الوزراء، الخاص بتحويل المحاضرين الى عقود وزارية”، منوها الى أن “اعتصامهم يدخل أسبوعه الثاني دون حلول تذكر من قبل المسؤولين سوى المماطلة والتسويف”.

احتجاجات في الديوانية والسماوة
وفي سياق الاحتجاجات الشعبية، اغلق العشرات من الإداريين والحرفيين والكتاب مبنى مديرية تربية الديوانية للمطالبة بتطبيق قرار مجلس الوزراء رقم ٣١٥ لسنة ٢٠١٩.
وأفاد مراسل “طريق الشعب”، ميعاد القصير بـ”أغلاق مبنى الدائرة من قبل محتجين غاضبين طالبوا بتطبيق قرار مجلس الوزراء، الخاص بتحويل العقود والاجور الى عقود وزارية وزيادة رواتبهم”.
واضاف القصير إن “العشرات من أهالي قضاء الشافعية، نظموا تظاهرة وسط القضاء، احتجاجا على تدهور واقع التيار الكهربائي”، مبيناً أن “المتظاهرون قاموا بقطع الطريق بين محافظتي الديوانية والنجف ومنعوا عبور المركبات بهدف الضغط على الجهات الحكومية لإيجاد حلول لمشكلة الكهرباء، وزيادة حصة القضاء من ساعات التجهيز، وصيانة الاعطال في الشبكة”.
في الأثناء، واصل موظفو العقود في دائرة صحة المثنى اعتصامهم للشهر الثاني على التوالي، للمطالبة بصرف رواتبهم المتأخرة منذ ثلاثة أشهر.
ووفقاً للمعتصم مرتضى الحجيمي، فأن “الاعتصام مستمر حتى تلبية المطالب المشروعة واسترداد الحقوق المسلوبة منذ ثلاثة أشهر”، مؤكدا ان “وزارة الصحة والحكومة المحلية لم تحرك ساكنا من أجل حل المشكلة واعادة صرف رواتبنا”.
******************

نائب: الأحزاب الفاسدة تخشى الحملة والحكومة أصبحت أكثر جرأة
تنسيق عال لتنفيذ حملة مكافحة الفساد
والقضاء يدعو لمكاشفة الرأي العام بنتائج التحقيقات
بغداد - طريق الشعب
تحدثت أطراف نيابية وحكومية، مؤخرا، عن التنسيق الذي يجري بين اللجنة الدائمة لمكافحة الفساد، وهيئة النزاهة الاتحادية، والقضاء العراقي، لمحاسبة الفاسدين. وفيما دعا رئيس مجلس القضاء الأعلى الى عرض نتائج التحقيق على الرأي العام، كشف نائب في البرلمان عن صدور أوامر قبض جديدة بحق مسؤولين كبار متهمين بالفساد، بينما شدد نائب آخر، على أن الاحزاب التي حكمت العراق تخشى من هذه الحملة لتورطها الكبير بهذا الملف.

“مكافحة الفساد والقضايا الكبرى”
أكد رئيسا هيئة النزاهة، ولجنة مكافحة الفساد، أن ملفات الفساد تتعدَّى إلى قضايا كبرى ويجري العمل عليها تحت إشراف مجلس القضاء الأعلى.
وذكرت هيئة النزاهة في بيان تلقته “طريق الشعب”، أن “رئيس هيئة النزاهة الاتحاديَّة القاضي علاء جواد حميد، استقبل بمقرِّ الهيئة، رئيس اللجنة الدائمة لمكافحة الفساد والجرائم الهامة الفريق الحقوقي أحمد أبو رغيف، لبحث سبل التعاون المُشترك بينهما”.
وبحسب البيان، أشار حميد إلى “استعداد الهيئة للتعاون التامِّ مع اللجنة؛ بغية الوصول إلى تحقيق الهدف المنشود في السعي لمكافحة الفساد واسترداد الأموال العامَّة والمحافظة عليها”، مُبيِّناً أنَّ “عمل الهيئة واللجنة تكامليٌّ ولا يتقاطع؛ كون الأخيرة تضمُّ في عضويَّتها مُمثلين عن الأجهزة الرقابيَّة وجهات إنفاذ القانون، وممثلين عن مُؤسَّسات الدولة الأخرى، وتعمل بإشراف القضاء”.
ولفت إلى أنَّ “مخرجات عمل اللجنة تُعرَضُ على قاضٍ مُختصٍّ، وأن إجراءاتها ستكون تحت مظلة القضاء وبالتعاون مع الأجهزة الرقابيَّة”.
من جهته، بيَّن أبو رغيف، “أهميَّة توطيد أواصر التعاون بين اللجنة والجهات الرقابيَّة ولا سيما هيئة النزاهة الاتحاديَّة؛ كون اللجنة تستقي عملها من مُخرجات عمل الأجهزة الرقابيَّة وتتألف من مُمثلي هذه الأجهزة، فضلاً عن عددٍ من مُمثلين لمُؤسَّساتٍ أخرى وجهات إنفاذ القانون وإن مهامها تتعدَّى قضايا مكافحة الفساد إلى قضايا أخرى كبرى”.
ولفت أبو رغيف إلى أنَّ “اللجنة تُوفِّرُ الضمانات كافة التي منحها القانون للأشخاص الذين يخضعون لإجراءاتها التحقيقيَّة”.”
القضاء يدعو لمكاشفة الرأي العام
في غضون ذلك، دعا رئيس مجلس القضاء الأعلى، القاضي فائق زيدان، إلى عرض نتائج عمل اللجنة التحقيقية الخاصة بقضايا الفساد على الراي العام، لتجنب ما يثيره البعض من معلومات غير صحيحة.
وذكر بيان صادر من المكتب الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى، تلقت “طريق الشعب”، نسخه منه، ان “رئيس المجلس، استقبل رئيس اللجنة التحقيقية في القضايا المهمة الفريق احمد ابو رغيف، وناقش معه سبل العمل المشترك بين اللجنة والهيئة القضائية المختصة بنظر قضايا تلك اللجنة”.
وأشار البيان إلى ان “رئيس المجلس شدد على أهمية، ان تتقيد اللجنة بالقضايا التي يحيلها رئيس الوزراء على اللجنة، استنادا الى الأمر الديواني المتضمن تشكيل اللجنة”، لافتا الى ضرورة ان “تعرض نتائج التحقيقات الابتدائية التي تتوصل اليها اللجنة على الهيئة التحقيقية القضائية المختصة بنظر اعمالها لإصدار مذكرات قبض او توقيف حسب الادلة القانونية المعروضة من قبل اللجنة التحقيقية”. واكد رئيس المجلس على “ضرورة التركيز على اعادة اموال الدولة ووضع ذلك ضمن اولويات عمل اللجنة والتعاون مع هيئة النزاهة في قضايا الفساد الاداري والمالي، وعرض نتائج عمل اللجنة التحقيقية على الراي العام، لتجنب ما يثيره البعض من معلومات غير صحيحة، بخصوص صدور مذكرات قبض او توقيف بحق الاشخاص لم تتخذ بحقهم مثل هذه الإجراءات”.

أوامر قبض جديدة
من جانبه، كشف النائب، حسين عرب، عن اصدار أوامر قبض بحق وزيرين ورؤساء هيئات مستقلة ورئيس ديوان على خلفية تورطهم بقضايا فساد.
وقال عرب في تصريح صحفي تناقلته وكالات الأنباء، إن “لجنة التحقيق في قضايا الفساد التي شكلت بأمر ديواني من قبل مكتب رئيس مجلس الوزراء، اصدرت أوامر قبض بحق عدد من المتورطين والمتهمين بعمليات الفساد”، مبينا أن “جهاز مكافحة الإرهاب الجهة الوحيدة المخولة بإلقاء القبض على المتهمين والفاسدين وملاحقتهم”.
واضاف أن “هذه اللجنة لديها عدد كبير من ملفات الفساد تخص وزارات الصحة، والصناعة، والدفاع، والتجارة”، لافتا إلى أن “هناك ست شخصيات جديدة سيتم التحقيق معهم بوجود فساد أو شبهات فساد”.
واوضح النائب، أن “من بين الأسماء التي سيتم القبض عليهم وزيران سابقان ورؤساء هيئات مستقلة ورئيس ديوان”، مشيرا إلى أن “اللجنة الحكومية لديها عدد من الملفات تقوم بفتح ملف بعد ملف وعلى إثر ذلك تصدر أوامر القبض بحق المتهمين والفاسدين”.

تحرك باتجاهين
في المقابل، تحدث عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، عبد الخالق العزاوي، عن ظروف عمل لجنة مكافحة الفساد التي شكلها رئيس مجلس الوزراء، فيما أكد أنها تعمل بسرية تامة.
وقال العزاوي، في تصريح صحفي اطلعت عليه “طريق الشعب”، إن “آلية عمل لجنة مكافحة الفساد المشكلة من الكاظمي لا علم لأحد بها، ونعتقد أنها تتحرك باتجاهين، الأول اعتقال المتهمين الصغار الذين يمثلون واجهات الفاسدين الكبار، ومن ثم الانتقال إلى توقيف المتهمين الكبار”.
وأضاف النائب “هناك جدية من الحكومة في محاربة الفساد المالي والإداري، ولاحظنا وجود من يحاول أن يعرقل عملها من قبل القوى المتنفذة خوفا من أن تطولها تلك الإجراءات”.
وأكد أن “الكاظمي تلقى دعما كبيرا من الكثير من الشخصيات البرلمانية وبعض القوى السياسية بهدف اكمال هذه المهمة التي تعد من الملفات الشائكة والمعقدة جدا”.

أحزاب تخشى الحملة
وفي السياق، أكد النائب عقيل الرديني، في وقت سابق، إن جميع الاحزاب التي تناوبت على تولي المسؤولية تخشى من حملات ملاحقة الفاسدين في البلاد.
وقال الرديني في تصريح صحفي لوكالات الأنباء، إن “جميع الاحزاب تخشى حملات ملاحقة الفاسدين على اعتبار انها من حكمت البلاد طيلة الفترة الماضية”، مبينا أن “الفاسدون تابعون لها وكانوا سببا في الإثراء على حساب المال العام من ناحية بناء مقرات وانشاء اقتصاديات لذا ستدافع عن بعض الشخصيات المتهمة بالفساد”.
واضاف الرديني، ان “الحكومة كانت أكثر جرأة من ناحية ملاحقة الفاسدين واسترداد الأموال رغم ان البداية خجولة حتى الان نسبة الى حجم الفساد الكبير في البلاد”، لافتا الى أن “البداية ضعيفة ولكن باعتقادي أن الامر سوف يستمر لأن الحاكم هم المتظاهرون والشعب ووسائل التواصل الاجتماعي التي تقييم الاوضاع الراهنة من ناحية الصح والخطأ”.
*************
ص5
مهنة الطب.. من الإنسانية إلى الجشع!
بصريون يشكون من ارتفاع أجور الكشفية وأسعار الأدوية
البصرة - حافظ الجاسم


شكا مواطنون من محافظة البصرة، قيام بعض الأطباء من أصحاب العيادات الخاصة، برفع أجور الكشفية.
يأتي ذلك تزامنا مع الاوضاع الصحية والاقتصادية الصعبة التي يعيشها البلد اليوم، في ظل تفشي وباء كورونا.
وفي الوقت الذي ارتفع فيه أجر كشفية الطبيب، ارتفعت أيضا أسعار الأدوية في الصيدليات، والفحوصات الطبية في المختبرات.
المواطنون ناشدوا عبر “طريق الشعب”، الجهات الرقابية المعنية، إلزام العيادات والصيدليات والمستشفيات الأهلية، باستيفاء أجور محددة غير مبالغ فيها، خاصة أن تلك الوجهات الصحية، أصبحت اليوم خيارا بديلا للمواطن في ظل تراجع القطاع الصحي الحكومي في البلد.
ولم يقتصر الأمر على كشفية الطبيب وأسعار الأدوية وحسب، إنما تعدى ذلك إلى المستلزمات الطبية، التي باتت أسعارها في الصيدليات الأهلية ضعف ما موجود في المذاخر، ما يصعب على الفقراء وذوي الدخل المحدود شرائها.
المواطن عمار سعيد، يقول ان “هناك ارتفاعا مهولا في أجور الكشفية لدى العديد من الأطباء، يصعب على المواطنين، الذين غالبيتهم من الفقراء وذوي الدخل المحدود والمتوسط، تحمل تلك التكاليف”، لافتا إلى أنه “بالرغم من كون مهنة الطب إنسانية، إلا انها تحولت اليوم إلى مهنة ربحية هدفها تكديس الأموال”.
وفي ما يخص المؤسسات الصحية الحكومية، فهي أصبحت اليوم غير قادرة على علاج المرضى، بسبب سوء خدماتها وضعف أجهزتها الطبية، إلى جانب عدم توفر الكثير من الأدوية والعلاجات فيها، والتي يضطر المواطن إلى شرائها من الصيدليات الأهلية بأسعار باهظة.
ونتيجة لضعف أجهزة الفحص الطبي في المستشفيات العامة، أو عدم توفر بعض أنواعها من الأساس، أصبح تشخيص المرض غير دقيق في تلك المؤسسات. وهذا يعد من أبرز العوامل التي تدفع المواطن إلى مراجعة العيادات الخاصة، وتحمل تكاليفها المهولة.
من جانبه، يرى المواطن أحمد التميمي، أن “الحكومات التي تعاقبت على العراق، أهملت القطاع الصحي، حتى تفاقم الأمر وأدى إلى انهيار النظام الصحي بأكمله. وقد لاحظنا ذلك بوضوح خلال أزمة كورونا المتفشية. حيث انعدمت إمكانيات احتواء الوباء والسيطرة عليه، وبات من المتعذر توفير الرعاية الصحية للمصابين بالفايروس”.
ويدعو التميمي، الحكومة إلى إيجاد حلول للمشكلات الصحية، على اعتبار أن للقطاع الصحي أولوية في حياة الموطنين، مشددا على أهمية وضع حد للجشع المستشري بين الكثير من الأطباء الذين تحولت عياداتهم الخاصة إلى “مراكز لجني الأرباح”.
********
«شارع الموت» في ألقوش يفتك بالمواطنين!
ألقوش – طريق الشعب
«شارع الموت» – كما يصفه أهالي ناحية ألقوش في محافظة نينوى – يمتد من «قرية بدرية» جنوبي الناحية، إلى مفرق ناحية باعذرا. يقول لفيف من أهالي الناحية لـ «طريق الشعب»، أن تسمية الشارع هذه جاءت بناء على كثرة حوادث السير التي تقع فيه بشكل شبه يومي، ويذهب ضحيتها مواطنون أبرياء، بالإضافة إلى السيارات التي تحترق وتدمر.
ويشير الأهالي إلى أن سبب الحوادث هو كون الشارع بسايد واحد، ذهابا وإيابا، مبينين أنه كثيرا ما يشهد اختناقات مرورية. إذ تمر عبره يوميا آلاف الشاحنات القادمة من «منفذ إبراهيم الخليل» مرورا بمحافظتي دهوك وأربيل، والمتوجهة نحو محافظات الوسط والجنوب.
الأهالي يناشدون محافظ نينوى ومديرية الطرق والجسور في المحافظة، إكساء السايد الثاني من الشارع، للحد من الاختناقات المرورية والحوادث.
*********
في وقفة احتجاج
“الوشاش” تطالب بخفض سعر الأمبير
بغداد – طريق الشعب
شهدت منطقة الوشاش في بغداد، الأربعاء الماضي، وقفة احتجاج، ضد رفع سعر أمبير الكهرباء في المولدات الأهلية، والذي وصل إلى 20 و25 ألف دينار للشهر الواحد. الوقفة التي نظمتها منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المنصور، بالتنسيق مع مختصة الحراك الجماهيري في اللجنة المحلية للحزب في الكرخ الأولى، بمشاركة عدد من المواطنين، طالبت بخفض سعر أمبير الكهرباء إلى 12 ألف دينار شهريا، وذلك حسب التسعيرة المقررة من قبل مجلس محافظة بغداد.
**********
تلال من النفايات في حي السلام البغدادي

بغداد – ماجد مصطفى عثمان
يعاني أهالي حي السلام في منطقة دور الضباط بجانب الكرخ من بغداد، تراكم النفايات بشكل لافت للنظر، حتى أصبحت عبارة عن تلال موزعة على الشوارع الرئيسة.
وقال لفيف من الأهالي، لـ “طريق الشعب”، أن هذه الظاهرة باتت تشكل خطورة على الواقعين الصحي والبيئي، خصوصا هذه الأيام مع تفشي وباء كورونا، معربين عن استيائهم من الروائح الكريهة المنبعثة من تلك النفايات، فضلا عن الحيوانات السائبة التي تعبث في الأزبال.
وناشد الأهالي، دائرة بلدية الشعلة رفع النفايات بصورة منتظمة، وتوفير أعداد كافية من حاويات جمع الأنقاض، كي لا يضطر المواطن إلى رمي النفايات في الشارع.
*********
طريق “عين التمر”
طريق الموت!

كربلاء – طريق الشعب
يعد طريق قضاء عين التمر في محافظة كربلاء، واحدا من الطرق الدولية المهمة. إذ تمر عبره يوميا، المئات من مركبات نقل الركاب الصغيرة، بالإضافة إلى الشاحنات المحملة بعشرات الأطنان من الرمل المستخرج من المقالع الكثيرة المنتشرة في المنطقة. كما أن هذا الطريق يعد حلقة وصل برية مع السعودية وسورية. وبالرغم من كون الطريق هذا يدر إيرادات مالية تصل إلى أكثر من مليار دينار عراقي سنويا، كجباية، إلا أن حاله يرثى له! فهو، وبسبب عدم إدامته وإعماره، يحتوي على تشققات وسواقٍ تسببت في الكثير من حوادث السير، وقتلت الكثيرين من ركاب السيارات الصغيرة. وكانت وسائل إعلام قد تحدثت عن أرقام مخيفة للخسائر البشرية والمادية الناتجة عن تلك الحوادث. إن هذا الطريق، الذي بات يقدم صورة سيئة عن المنطقة أمام الوافدين من دول الجوار، حدث إن تمت إدامته وردمت المطبات المنتشرة عليه، لكن كل ذلك كان يتم بطريقة ترقيعية، بسبب سوء العمل والفساد!
***********
مواساة
• الرفيق العزيز الدكتور باسم صگر الحيدر
بحزن عميق تلقينا خبر رحيل عقيلتكم الدكتورة راجحة حيدر الصگر، في مدينة لوند السويدية، نتقدم لكم رفيقنا العزيز في مصابكم هذا بالتعازي الصادقة ولجميع عوائلكم، متمنين لكم الصبر وللفقيدة الذكر العاطر ولروحها السلام.
منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد
• بحزن واسى تنعى محلية الرصافة الاولى للحزب الشيوعي العراقي الرفيق المهندس عصام عبد يوسف (ابو احلام) الذي وافاه الأجل في بغداد على إثر نوبة قلبية حادة.
كان الرفيق مثالاَ للأخلاق الشيوعية والالتزام الحزبي والمواقف المبدئية الصلبة التي لا تقبل اي مساومة تجاه مبادئه الشيوعية.
أكمل دراسته في الهندسة الميكانيكية في روسيا وبعد سقوط النظام البائد عاد لوطنه العراق وعمل موظفاَ في وزارة العلوم والتكنولوجيا.
منذ بواكير شبابه انضم الى صفوف الحزب الشيوعي العراقي وواصل نضاله الوطني في منظمات الحزب الديمقراطية والحزبية. فقد كان عضواَ نشطاَ في محلية الكرخ الاولى وبعدها في اللجنة المحلية للرصافة الاولى وبعد ذلك واصل عمله الحزبي عضواَ في مكتب اساسية فؤاد سالم وسكرتيرا للعمل الفكري في الاساسية، تعازينا الحارة ومواساتنا القلبية لعائلته ولرفاقه، المجد الأبدي والذكرى العطرة للرفيق عصام عبد يوسف (ابو احلام).
• بمزيد من الحزن وشديد الاسى تنعى محلية بابل للحزب الشيوعي العراقي الرفيقة كوثر حمزة الشطب ( ام نصير) زوجة شهيد الحزب عضو منطقة الفرات الاوسط وسكرتير محلية بابل جبار جاسم (ابو عبيس) خلال السبعينات والثمانينات، التي وافاها الاجل وهي في اوج نشاطها الجماهيري والحزبي ٠ لقد كانت في مقدمة الناشطات النسويات والعاملات في التنظيم وبطلة ساحات التظاهر لم تتخلف يوما عن تظاهرة او فعالية، تتصدر الصفوف تطالب بحقوق الشعب ومحاربة الفاسدين للفقيدة الذكر الطيب ولرفيقاتها ورفاقها واسرتها خالص العزاء ولهم الصبر والسلوان.
• تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المنصور/ محلية الكرخ الأولى الرفيق يوسف الهاشمي (ابو عمار) بوفاة شقيقته المربية الفاضلة عفيفة الهاشمي إثر مرض عضال لم يمهلها طويلا، الذكر الطيب للفقيدة ولعائلتها الصبر والسلوان.
• تنعى منظمة بولندا للحزب الشيوعي العراقي رفيقنا المناضل علي غفور (ابو آلان) والذي وافاه الأجل في احدى مشافي بولندا.
ولد الرفيق علي غفور في مدينة السليمانية عام 1939 وألتحق بحزبنا منذ ريعان شبابه وكانت له مساهمات نضالية وجماهيرية في بغداد والسليمانية منذ خمسينيات القرن الماضي ثم تدرج عضوا فعالا بالحركة الطلابية وترأس اول فرع لأتحاد الطلبة العام في مدينة السليمانية. وبسبب نشاطه السياسي الذي أزعج القوى الظلامية جرى فصله عن دراسته وملاحقته ما اضطره للهرب وترك البلاد. وصل الى بولندا بداية ستينات القرن الماضي وساهم مع رفاقه بتأسيس جمعية الطلبة العراقيين في بولندا وجمعية الطلبة الكورد في أوروبا وترأسهما لسنوات عدة. حل ضيف شرف في مؤتمرات جميعة الطلبة العراقيين في بولندا مرات عديدة وقدم مداخلاته المميزة في صياغة نظامها الداخلي وسياسة عملها. تولى سكرتارية منظمة بولندا للحزب الشيوعي العراقي لسنوات عدة وواصل مشاركته الفعالة في صياغة نشاط حزبنا وسياسته وخاصة في تشكيل وتفعيل منظمات الحزب الجماهيرية في بولندا وأوروبا. وناضل من اجل دعم تضحيات رفاقنا في الحركة الانصارية من خلال تنظيم المؤتمرات الحزبية والجماهرية والمسيرات الاحتجاجية ضد النظام الديكتاتوري. كما شارك بالمؤتمر الوطني الثالث للحزب. قدم الرفيق غفور مساعدات كبيرة للجالية العراقية في بولندا وخصوصا الطلبة والرفاق حيث لم يبخل بتقديم الدعم المعنوي قبل المادي اضافة لاستشاراته القيمة وكان محط احترام وتقدير الجميع.
كان لرفيقنا المغفور علاقات طيبة مع الجانب البولندي حيث كرم وقلد بعشرات الاوسمة وكتب الشكر والتقدير من جهات بولندية عدة وكان أبرزها وسام الاستحقاق الفضي من قبل رئيس جمهورية بولندا ألكسندر كفاشنيفسكي ومحافظ مدينة اولشتين على جهوده ونشاطه المهني في خدمة وإدارة المرصد الفضائي والقبة الفلكية في مدينة اولشتين البولندية.
رحل عنا الرفيق ابو الان شامخا ومناضلا نذر عمره لقضايا الحزب والناس. فسلاما لروحه النقية والصبر والسلوان لعائلته ورفاقه.
**************
ص6
من اجل اصلاح اقتصادي شامل
ابراهيم المشهداني


إذا سلمنا بان الاصلاح الاقتصادي هو عملية اقتصادية اجتماعية سياسية ثقافية شاملة ومستمرة تستدعي فك الارتباط بين المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية واعادة صياغتها بما يؤدي الى تبني قيم وافكار جديدة تتماشى مع الواقع الملموس في اية دولة وصولا الى زيادة معدلات النمو الاقتصادي وتحقيق الرفاهية الاجتماعية للمواطنين، بأن هذا التعريف هو الأكثر شمولا بين التعاريف الاخرى فما محتوى ورقة الاصلاح الاقتصادي الذي ستعده وزارة المالية؟
استنادا الى ما نشر عن اعتزام وزارة المالية اعداد ورقة الاصلاح الاقتصادي تمهيدا لإرسالها الى البرلمان بعد اقرارها في مجلس الوزراءوتشتمل على السياسة المالية والسياسة النقدية وسلم الرواتب، وهذه الورقة ان اقتصرت على هذه المحاور كما نشر وربما كانت ردة فعل للأزمة المالية الراهنة والتي تدخل عادة في صلب مهام وزارة المالية،فإنها ستكون بكل تأكيد قاصرة لأن الاختلال في الاقتصاد يشمل معظم القطاعات الانتاجية والخدمية والتي تدخل ضمن اختصاصات الحكومة بمختلف أجهزتها،وبالتالي فان الانطلاق من الخاص الى العام سيؤدي الى الاصطدام بمتاريس وعوائق لا تحقق الاهداف المرسومة لها .
ومن الواضح للمتابع للشأن الاقتصادي بعد الاحتلال سيدرك ان السياسة الاقتصادية التي وضعت وفق نصائح صندوق النقد الدولي والبنك الدولية بالتوافق مع رؤية الحاكم الاداري الأمريكي. ان الاصلاح المقصود عند هذه الاطراف يدخل ضمن ما اصطلح عليه بالتكيف الهيكلي والتي يفترض ان تعالج هياكل الاقتصاد التي تعاني من الاختلال، غير ان هذه الرؤيا ذهبت الى ابعد من ذلك فاشتملت على سياسة خصخصة واقتصاد السوق وحرية حركة رؤوس الاموال وفتح الحدود امام حركة السلع المستوردة.
ونتيجة لاستنساخ التجارب العالمية التي ثبت فشل الكثير منها فان الاقتصاد العراقي تعرض الى العديد من الاهتزازات والازمات التي ادت الى ازمات اجتماعية عميقة،فان البطالة زادت عن 40 في المائة وتدهور في البنية التحتية ولم يزد
النمو الاقتصادي عن 2 في المائة ولم تزد الايرادات المالية من القطاعات غير النفطعلى 10 في المائة وظل القطاع النفطي هو المهيمن.
ومن الضروري في ورقة الاصلاح الاقتصادي أن يؤخذ في الاعتبار اسباب الازمة الاقتصادية المستعصية التي يمكن تلخيصها في،أولا غياب الترابط بين التحولات والسياسية الاقتصادية والاجتماعية واعطاء الاولوية للتحولات الاجتماعية. وثانيا ضبابية السياسة الاقتصادية والضياع في الاختيار بين التخطيط وسياسة اقتصاد السوق، وثالثا شيوع الفساد واقترانه بالإرهاب والاختلال الأمني مما ادى الى الهيمنة على موارد الدولة وبالتالي تأخير عملية التنمية الاقتصادية الشاملة، ورابعا ضعف الادارة الاقتصادية وهيمنة قوى الفساد على الملف الاقتصادي مما ادى الى فرهدة الثروة بين اطرافها وتحول الأنشطة الاستثمارية الى جعجعة في وسائل الاعلام.
إن اية ورقة اصلاحية لا تأخذ في الاعتبار هذه العوائق وشمولية القطاعات الاقتصادية وتقتصر على السياسة المالية والنقدية والتوقف عند ازمة الرواتب والانفاق العام،فإنها ستنتهي الى ذات المآلات التي وصل اليها مشروع قانون الاصلاح الاقتصادي الذي اعد في عام 2013 او ما يسمى بمجلس الاصلاح الاقتصادي، وكلاهما لم يريا النور لما فيهما من مكاسب فئوية وغياب الجدية والرؤيا العلمية الواقعية.
************
بحث جديد: التأثير الاقتصادي المدمر
لجائحة كورونا على النازحين
بغداد - طريق الشعب
فقد أكثر من ثلاثة أرباع النازحين والمتضررين من النزاع دخلهم منذ بداية جائحة كورونا، وذلك حسب الإستطلاع الذي أجراه المجلس النرويجي للاجئين. ويقول المجلس في تقريره الصادر أخيراً، أن الأثر الاقتصادي المدمر لفيروس كورونا يدفع الكثيرين إلى الجوع والتشرد وإلى أزمة في العملية التعليمية.
يستند التقرير إلى دراسات استقصائية مفصلة وإستطلاعات لتقييم الاحتياجات في 14 دولة، بما في ذلك دراسة استقصائية شملت 1400 شخص متضرر من النزاع والنزوح في ثمانية بلدان ، وكانت النتيجة كالآتي:
-فقد 77 في المائة من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع وظائفهم أو مصادر دخلهم منذ آذار/مارس2020.
-اضطر 70 في المائة من الناس إلى خفض عدد وجبات الطعام لأسرهم منذ انتشار الوباء.
-ذكر 73 في المائة أن قرارهم متذبذب في إرسال أطفالهم إلى المدرسة بسبب الصعوبات الاقتصادية.
يقول الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين السيد يان إيغلاند: “المجتمعات الأكثر ضعفا في العالم تغرق في دوامة تدهور خطيرة. فهؤلاء الذين أجبرهم العنف على ترك منازلهم ، وليس لديهم حقوق كافية للعمل أو الوصول إلى الخدمات الحكومية ، يدفعهم الأثر الإقتصادي للوباء اليوم إلى مستوى كارثي”.
وتفاقمت العديد من الأزمات والتحديات القائمة في الأساس، وتسببت قيود السفر المرتبطة بفيروس كورونا وإغلاق الأسواق والشركات والانكماش الاقتصادي العام في خسارة السكان المتضررين من النزاع والنزوح لأعمالهم ومصادر دخلهم. وقد أدت الخسارة الأخيرة في الدخل ومحدودية الوصول إلى شبكات التأمين الاجتماعي وانخفاض التحويلات وزيادة الديون إلى آثار سلبية شديدة على الفئات المتضررة. تقول شايستا غُل (60 عام) والتي تعيش منزل مؤقت في مخيم للنازحين مكون من غرفتين مع 15 شخص آخر خارج مدينة كابول في أفغانستان :”لقد تضاعف سعر المواد الغذائية و علينا الآن أن نجمع بقايا الأكل لإطعام أطفالنا” وتضيف: “إن لم يقتلنا فيروس كورونا فإن الجوع سيفعل ذلك حتماً”.
وأدت الصعوبات الاقتصادية المتزايدة إلى إجبار العديد من الأشخاص على ترك منازلهم، حيث أفاد العديد من المشاركين في الاستطلاع أنهم تعرضوا للطرد أو أنهم يحاولوا الانتقال إلى مكان آخر للعثور على فرص عمل.
وعلى الرغم من استجابة الجهات المانحة والمؤسسات المالية الدولية للأزمة إلا أن مستوى رفع الدعم لم يكن كافياً. وحتى شهر أيلول/سبتمبر الجاري تم تمويل 23 في المائة فقط من النداءات الإنسانية للأمم المتحدة لعام 2020. بالإضافة إلى ذلك، لاتزال حركة التمويل بطيئة في الوصول إلى المحتاجين، كما أن التزامات المانحين الأولية تعطي الأولوية للاستجابة في المجال الصحي وليس لبرامج معالجة الأثر الاقتصادي للوباء. وفي هذا الصدد يحذر المجلس النرويجي للاجئين من أنه حتى وإن تم تمويل الاستجابة الإنسانية بشكل كامل فقد لا يكون ذلك قادراً على تلبية الاحتياجات التي تتكشف الآن.
ويضيف السيد إيغلاند: “هناك حاجة إلى زيادة المساعدات بشكل عاجل، لكن المساعدات الإنسانية وحدها لا يمكنها إصلاح ذلك. يجب على البلدان الغنية في مجموعة العشرين والمؤسسات المالية الدولية أن تضع المجتمعات النازحة والمتأثرة بالصراع على رأس قائمة الاستجابات الاقتصادية الوطنية والدولية لفيروس كورونا. ومن دون إتخاذ إجراءات عاجلة فإن هذه الأزمة ستخرج عن نطاق السيطرة”.
**********
ص7
تفكيك منظومة الفساد والمحاصصة
وإعادة الحياة اللائقة الى الشعب العراقي
فارس يوسف ججو*

يمكن ان يعّرف الفساد بشكل عام (بعدم الاستقامة والنزاهة في ممارسات وتعاملات من هو في موقع وظيفي في الدولة او المجتمع).

في بداية التسعينات من القرن الماضي بعد هزيمة النظام الدكتاتوري العراقي في حرب الكويت المهينة بدأ موظفو الضرائب التغاضي عن المبالغ الحقيقية المستوجبة للضريبة مقابل استلامهم مبلغ كرشوة من دافع الضرائب ليتجنب دفعها كاملاً ليسدوا نفقات عيشهم، والمعلمون والمدرسون بدأوا باستلام مبالغ مقابل درجات نجاح التلاميذ دون استحقاقهم، والعاملون في القطاع الخاص والورش الصغيرة والبيع المفرق بدأوا باحتكار السلع والمواد لرفع الاسعار تحركهم بذلك الاجهزة الامنية للدكتاتورية حيث أذرعها ممتدة في كل مكان، لتستمر الأزمات وتنشغل بها الناس وتوضع الأسباب على الحصار الجائر من دون ذكر ممارسات الدكتاتورية بذلك ... وبدأت الاجهزة الامنية في فترة الدكتاتورية المبادة ممارسة الفساد باستغلال نفوذها بابتزاز عوائل المناضلين والمعارضين لها، وحصل ذلك مع أهالي المناضلين ومع غيرهم، ولكن لم ترضخ العوائل لهذا الابتزاز القميء وامتنعوا من دفع الرشى مقابل غلق الملف للشيوعي الهارب! (بمفهوم الطغاة) المطلوب للأجهزة الامنية... أما المؤسسة العسكرية والأمنية آنذاك فامتلأت بقصص خيالية حول ابتزاز واستغلال الجنود ليتحول راتبهم (دخلهم) البسيط وجلهم من الفقراء مقابل تنفيذ واجبهم الى ضباط المراتب الوسطى والكبيرة،لأجل منحهم الاجازات المتكررة بلا محاسبة من عدم الالتحاق بوحداتهم، فاغتنوا جميعهم واصبح لهم عمارات ومزارع ومقاولات واموال، وكانت ظاهرة جديدة وشاذة بدخول رجال الأمن والعسكر في الاقتصاد والمقاولات لتحقيق أرباح تعود لهم وليستخدموها لملذاتهم وموبقاتهم ... وتبقى هناك استثناءات من جميع الشرائح من المعلمين والمدرسين والعسكريين والموظفين ممن لم تتلوث اياديهم او قيمهم بتلك الممارسات.
ازداد مع هذا الفساد، الورع والتقوى والصلاة والمظاهر الدينية وبناء الجوامع والحسينيات وممارسة الطقوس والعبادة ونشر وطبع المنشورات الدينية المختلفة، وكأنه تزامن خادع للتكفير عن الذنوب المرتكبة اعلاه ليصدق الفاسد والمرتشي والراشي والسارق لقوت الغير بان ما يقوم به هو “شرعا” مقبول ...ليعطي مبررا لنفسه كوهم بانه لم يرتكب ذنباً (يبرر سلوكه المشين بمظاهر الورع والتقوى والصلاة والصوم)، وهنا ايضاً استثناءات لمن هو مؤمن بسلوكه الحسن عن المخادع.
كانت تلك هي البدايات الحقيقية لزرع الفساد والتحايل والسرقات والصفقات ايام بعد حرب الكويت والحصار الجائر الدولي (١٩٩١-٢٠٠٣) فتداخلت الأسباب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقيمية والدينية للمجتمع وقسوة وارهاب الدكتاتورية واجهزتها الامنية لإنتاج نوع خاص من الفساد في العراق يمكن لاحقاً ان يكون معياراً لتوصيف الفساد في العراق عالمياً بمعايير جديدة تميزه عن غيره.
ثم جاءت فترة (٢٠٠٣-٢٠٢٠) فترة الاحتلال والتأسيس لمنظومة سياسية جديدة تعلن أنها تتبع آليات لها قطيعة مع دكتاتورية الماضي بشكل بات، ولكن في هذه الفترة ازداد سلوك وممارسات الفساد والخداع والتزوير والغش والتحايل ليصبح أكثر خصوبة، ولينتشر بسهولة ويزدهر في المجتمع والدولة بأشكال عجيبة، اذ ضخت الولايات المتحدة وفي فترة الحاكم المدني بول بريمر (٢٠٠٣-٢٠٠٤) اموالا طائلة كانت بقيمة مليارين دولار نقدا من صندوق التنمية العراقي الذي يديره البنك الفدرالي الأمريكي، وبموافقات دولية والامم المتحدة والجانب العراقي ليتمكن الاحتلال من تسيير أمور الحكومة، وكانت تلك الأموال قد صرفت في قنوات وطرق غير منتجة،أو في تنفيذ مشاريع بنى تحتية محكمة كالطرق والجسور والري والصناعات الثقيلة والخفيفة والزارعة والتكنولوجيا، ولتخلق فرص عمل واعدة، وتدشين الماكنة الاقتصادية للعراق دورانها بعد توقف ذلك إثر انهيار النظام الدكتاتوري. لكنها ذهبت الى الذين التفوا حول الحاكم المدني بول بريمر للعراق، وكانتقيمة مبلغ المليارين كبيرة في تلك الظروف الشديدة القسوة والمفتوحة على احتمالات شتى،وأبرز مظاهرها ازدياد الفساد تبعاً لازدياد المال في تناسب طردي.

يمكن تلخيص مسارات الفساد في الفترة التي تلت إسقاط الدكتاتورية البغيضة بالنقاط التالية:
١- الفساد في الجانب السياسي، حيث تم تقاسم النفوذ الأكبر في الدولة على اساس طائفي واثني بمقاييس (شيعي، سني، كردي). وأصبح العراق وكأنه ثلاثةأجزاء. وواضحة اليوم المعاناة الكبيرة للشعب حيث نقص الخدمات والسرقات والاهمال الذي سبّب تظاهرات جارفة غير مسبوقة في مناطق ابناء شعبنا العراقي (اتباع المذهب الشيعي دينيا) بسبب هذه السياسة الطائفية، ويمكن ملاحظة ذات المعاناة وبشكل اشد في مناطق ابناء شعبنا العراقي (اتباع المذهب السني دينياً) وماذا حصل لمحافظات الموصل والرمادي وديالى وتكريت، وكيف لعب الاٍرهاب دوره في تدمير هذه المناطق بالإضافة الى الفساد والمحاصصة، اما ابناء شعبنا العراقي في اقليم كردستان فمعروفة معاناتهم من أزمة الرواتب منذ عام ٢٠١٤ والى اليوم..وتخبط حكومة الاقليم وحكومة بغداد بعدم نجاحهمابإيجاد الحلول ومحاسبة المسببين لهذه المعاناة رغم التظاهرات الكبيرة التي عمت اقليم كردستان/ العراق مطالبين بمستحقاتهم الشهرية التي كفلها لهم القانون، ولكن السياسيين في الجانبين لم يحترموا ذلك ولا زالت المشكلة قائمةبلا حللحد وقت كتابة هذا الموضوع ؟
٢- الفساد في الجانب المالي والعقود والمقاولات:
وهذا هو جوهر الفساد الذي يغذي الفساد السياسي حيث المال أحد أهم أدواته، ويدفع الى نشر وانتشار الفساد في بقية جوانب وقطاعات الدولة والمجتمع، فمن يمسك بقرار صرف الاموال يمسك بقرار نشر الفساد وترسيخه بطرق وسخة منها الرشاوى وشراء الضمائر والنفوس الضعيفة، حتى أصبح ظاهرة، والشذوذ من كان نظيف اليد والضمير والسيرة.
حصل الفساد مع جهات دولية بدفع رشاوى ليوقعوا على صفقات تحمل سرقات كبيرة، وحامت حولها شبهات مؤكدة، مثل صفقة السلاح مع روسيا واوكرانيا وصربيا، وفي وقتها أزاح الرئيس الروسي وزير الدفاع من منصبه، ومعروفة صفقات الشركات النفطية مع مسؤولين في الدولة العراقية، ولا زالت قضية شركة اونا اويل مستمرة بمحاكمة وتغريم مسؤولين بريطانيين لدفعهم رشى الى الجانب العراقي لتمرير صفقات برشاوى.
٣- الفساد في التعيينات مقابل دفع رشى والتوظيفات غير الحقيقية لأشخاص لا وجود لهم، لكن رواتبهم موجودة ونسميها كعراقيين كمصطلح دارج ب (الفضائيين)، وأشهرها ما أعلنه رئيس مجلس الوزراء السابق د. حيدر العبادي عام ٢٠١٥ عن وجود ٥٠٠٠٠ خمسين ألف فضائي في القوات المسلحة والأمنية.
وهو ما يميز أهم طبيعة للفساد الذي أنتجته منظومة المحاصصة الطائفية في العراق، فتذهب نسبة كبيرة من موارد الموازنة الى اتجاهات تصب في صالح الجهات التي لديها هذه الأسماء مثل القوات المسلحة ووزارة الداخلية والحشد الشعبي والبيشمه رگه، وقد أكد ذلك نواب وشخصيات كثيرة حيث وصل العدد الى مئات آلاف من الموظفين والمنتسبين الوهميين تتحمل رواتبهم الخزينة لتنتهي بجيوب الفاسدين والسراق وأغلبهم هم الذين يحددون قرارات الدولة.
٤- الفساد في بنوك ومصارف ومكاتب تحويل العملة وتصريفها ... وخاصة الدولار والذي يفترض بان يأخذ التجار العملة بسعر تشجيعي لإدخال مواد ومعدات وسلع الى السوق العراقية توازي المبالغ المحولة الى الدولار.. وعند الكمارك تكون الارقام اقل بكثير مما حولته الدولة (البنك المركزي) لهم من عملة صعبة لإنجاز هذه العملية، مما يعني هناك استخدامات اخرى لهذه الاموال في غير مجالاتها ومعروفة الجهات التي استلمت العملة الصعبة وكميتها وادخلت بضاعة أقل من كمية وقيمة عملة المبالغ المحولة.
هناك فساد بمستويات أدنى لدى الموظفين والمنتسبين في الاقسام والشُعب والدوائر في الوزارات والمؤسسات والهيئات،وأصبح التعامل به شيئاً مألوفا واعتيادياً ومن دون احساس بالخجل او الندم او بشيء من تأنيب الضمير او محاسبة الذات وبدوافع متعددة.
هذه هي الصورة المقربة لما يجري من مظاهر الفساد الفتاك بالمجتمع والدولة، ومحق من ربطه مع الاٍرهاب واعتبره وجهين لعملة واحدة....

ما الحلول المتاحة لتفكيك هذه المنظومة والسلوكيات والعلاقات المشحونة والمملوءة بالآثام والأخطاء والتجاوزات على الحق العام والمال العام؟
نحتاج شرطين مهمين لمكافحة ذلك،
١- قرار شجاع
٢- قاض شجاع
القرار الشجاع يتعلق بتحمل ر. مجلس الوزراء والطاقم الحكومي (المؤسسة الحكومية) اتخاذه بدون تخاذل، بوضع “العتاوي السمان” المعروفة بمسؤوليتها عن السرقات والهدر المالي الكبير للمال العام بطرق غير قانونية ولا شرعية،بوضعها على الأقل قيد التحقيق خلف القضبان كطلب حكومي رسمي. وصولاً الى استرجاعها الى الخزينة.والمبالغ المسروقة بطرق مختلفة تصل الى ما بين ٢٥٠-٣٢٠ مليار دولار.
والقاضي الشجاع (اوالمؤسسة القضائية) من يصدر امرا قضائيا بناء على طلب واتهامات وادعاءات وأدلة ملموسة للحكومة بحجز هذه “العتاوي السمان” على ذمة التحقيق في المحاكم لمعرفة طرق ضياع وهدر هذه المبالغ الضخمة.
وبتقديم الأدلة والإفادات والاعترافات والمستندات المختلفة التي تكون كافية للمحاكم، اما للإدانة وإصدار الحكم الجنائي والعقوبة،أو البراءة وإطلاق السراح وتلك هي العدالة بعينها. وهنا نحتاج محكمة وقضاة وادعاء عاما ومحاميي دفاع يمتلكون شرف المهنة ولا يدنسونها، ويمتلك العراق مثل هؤلاء القضاة ومحاميي الدفاع والادعاء ليعالجوا هذا المرض الكريه والفتاك لاستئصاله من جسد المجتمع العراقي، مرض الفساد الملعون.
نعم لعراق خالِ من الفاسدين والمفسدين
ـــــــــــــــــــــــــــــ
*برلماني ووزير سابق
************
ص8
في حوار مع قناة فلسطين الفضائية
الصالحي: إنهاء الاحتلال هو القضية المركزية وهو أم القضايا ونراهن على الطاقات الكفاحية لشعبنا في أماكن تواجده كافة
القدس – طريق الشعب
قال بسام الصالحي الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني أن هناك أهمية كبرى للتواصل بين كافة القوى وشعبنا، وضرورة أن يتميز هذا التواصل بمنتهى الصراحة والوضوح لإزالة كل الفجوات والمخاوف التي تعتري العلاقة مع أبناء شعبنا ولتعزيز وحدتنا جميعاَ لحماية حقوقنا الوطنية
وأضاف الصالحي خلال حديثه أمس الأحد لبرنامج ملف اليوم الذي تبثه قناة “فلسطين الفضائية”، يقول: إن التوجه الحالي يعكس وحدة الموقف لدى الجميع وهناك اهداف عامة أقرت في اجتماع الأمناء العامين، وبالتالي من الناحية السياسية أعطينا مظلة تسمح باستثمار كل الطاقات الدولية دون خلق تناقضات مع موقفنا السياسي، وأيضا وضعنا قضية إنهاء الاحتلال كقضية مركزية أمام أنفسنا وأمام المجتمع الدولي.
وأوضح الصالحي أن المجتمع الدولي تعايش معنا على واقع عملية سياسية ممكن ان تستمر سنوات وسنوات ولا يتمخض عنها إنهاء الاحتلال، ولكن الآن الشعب الفلسطيني أمام المخاطر وأمام التجربة وضع قضية انهاء الاحتلال كقضية مركزية عاجلة وهي أم القضايا. وبالتالي نحن لا نريد الخوض في التفاصيل، فحتى موضوع الضم هو تفاصيل.. الموضوع الأساسي، وهو كيف يتم إنهاء الاحتلال، والطريق لذلك هو في تصعيد النضال الوطني ضد الاحتلال والآلية الأنجع هي المقاومة الشعبية واستلهام التجارب الكفاحية العظيمة للشعب الفلسطيني.
وأردف الصالحي، قائلاً: يمكن القول ان بيان القيادة الموحدة أعطى إشارة الطريق وحسم الخيار أمام الجميع بأننا مقدمون على حماية حقوقنا بأوسع كفاح شعبي وطني فلسطيني وبأوسع تضامن دولي في إطار الشرعية الدولية، لكن في نفس الوقت نراهن على الطاقات الكفاحية لشعبنا والابداعات، نحن نطمح لان تتشكل لجان شعبية ولجان حراسة ولجان مقاومة للاحتلال وكل الاشكال الجماهيرية التي خبرها شعبنا.
وتابع الصالحي حديثه، قائلاً: اليوم كل الرواية الفلسطينية على المحك، فإسرائيل والإدارة الامريكية وبتواطؤ الرجعية العربية يريدون ان يقضوا على الحق التاريخي للشعب الفلسطيني، كشعب له الحق في تقرير مصيره والاستقلال والعودة، وبالتالي التمادي القائم من الحركة الصهيونية يفرض على الجيل الفلسطيني بكل تنوعاته ان يحمي ليس فقط الحاضر والمستقبل، ولكن أن يحمي الإرث التاريخي السابق لكفاحات الشعب الفلسطيني. فنحن أمام خطر وجودي وأمام تبديد للمكتسبات والمنجزات التي تحققت على مدار سنوات الكفاح الوطني الفلسطيني وهذا الإحساس في هذا الخطر الموجود لدى شعبنا بدرجة كبيرة وأيضا لدى القوى السياسية، يجب ان يتأصل.
وعن كيفية توسيع واستثمار التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، قال الصالحي: فلسطين لها حلفاء في العالم، فكل محتج على ظلم في أي مكان في العالم يجد نفسه نصيراً لفلسطين، فاذا كان البعض يتوهم ان القضية الفلسطينية تحصر علاقتها في عدد من الأنظمة والمنابر الرسمية فهو مخطئ تماماَ، فلقد التقينا الآلاف المرات بأحزاب متناقضة في بلدانها ولكنها كانت تقول لنا بصوت واحد ان الذي يجمعنا جميعاً هو الموقف من القضية الفلسطينية، وبالتالي عندما نعود الى طاقات شعبنا في أماكن تواجده كافة والى احرار العالم نستطيع استنهاض هذه القوى.
***********
المنبر التقدمي في البحرين
يجدد رفضه التطبيع مع الكيان الصهيوني

البحرين – طريق الشعب
جدد المنبر التقدمي موقفه الرافض لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، جاء ذلك فى اجتماع استثنائي للمكتب السياسي عُقد مساء هذا اليوم السبت الموافق 12 سبتمبر 2020 ناقش فيه المستجدات الأخيرة بشأن إعلان التطبيع مع الكيان الصهيوني برعاية الإمبريالية الأمريكية.
ورأى المنبر التقدمي بأن هذه الخطوة تشكل تراجعاً عن مواقف البحرين السابقة الداعمة للقضية الفلسطينية، وهو الأمر الذي لا يتوافق مع الموقف الشعبي الداعم والمناصر للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وحقه بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وأكد المكتب السياسي أن التجارب السابقة للتطبيع لم تثمر عن أي نتائج تخدم القضية الفلسطينية ولم تدفع بها خطوة إلى الأمام، وأعرب التقدمي عن اعتزازه بالموقف الشعبي الرافض للتطبيع، مؤكداً وقوفه مع نضال الشعب الفلسطيني.
************
بعد 45 عاما من نهاية الدكتاتورية
في اسبانيا
فتح المقابر الجماعية وإحياء ذكرى ضحايا فرانكو
رشيد غويلب


اسبانيا من البلدان التي تحتوي على عدد كبير من المقابر الجماعية. وتعمل حكومة الأقلية لتحالف يسار الوسط التي تشكلت في عام 2018 على إلقاء الضوء على التاريخ المظلم لديكتاتورية فرانكو الفاشية. وقدم الحزب الاشتراكي الحاكم وأحزاب كتلة اليسار المؤتلفة معه اخيرا مشروع قانون ينص على فتح المقابر الجماعية وإحياء ذكرى الضحايا بعد 45 عامًا على وفاة الديكتاتور فرانكو، في محاولة لدفع ملف مراجعة التجربة المرة للفاشية الى امام. وينص مشروع “قانون الذاكرة الديمقراطية” على معالجة مسألة الضحايا بشكل نهائي. ويقدر المؤرخون وأنصار الجمهورية والشيوعيون والفوضويون وكذلك القوميون في إقليمي الباسك وكتالونيا أن المقابر الجماعية لا زالت تحوي 100- 150 ألف من ضحايا الديكتاتورية.
والهدف هو إعلان الدولة مسؤوليتها عن فتح المقابر والكشف عن هوية الضحايا، الذين اقتيد معظمهم من المنازل، وجرت تصفيتهم بعيدًا عن ساحات الحرب الأهلية الإسبانية (1936-1939). وفي الغالب كان الجناة أعضاء الكتائب الفاشية، الذين ما زال بإمكان ورثتهم السياسيين، حتى اليوم، المشاركة في الانتخابات. ومعروف ان تصفية المعارضين استمرت خلال عقود ديكتاتورية فرانكو الفاشية (1939-1975).
وسيجري إحصاء الضحايا وتنظيم قاعدة بيانات وطنية، على أساس فحض الحامض النووي حتى يمكن التعرف عليهم. ويقول الطبيب وعالم الأنثروبولوجيا الشرعي باكو إتكسبيريا، سيتم دمج قواعد البيانات المحلية. وتم تعيين إتكسبيريا، الذي يمتلك خبرة 20 عاما في تنفيذ عمليات استخراج الجثث وتحديد الهوية الضحايا في إقليمي الباسك وكتالونيا ولاحقًا في بعض مناطق الحكم الذاتي الأخرى، مستشارًا للحكومة الإسبانية. وكانت بعض الحكومات المحلية قد دعمت عمليات كشف محدودة عن المقابر الجماعية في مناطق سلطتها، والتي كانت تنفذها مبادرات خاصة، وتم حتى الآن فتح حوالي 700 مقبرة جماعية ضمت أكثر من 8 آلاف ضحية.
وفي المؤتمر الصحفي تحدثت نائبة رئيس الوزراء الاسباني كارمن كالفو عن “الاعتراف والتعويض والكرامة والعدالة للضحايا”. وينبغي ان يكون ممكنا إلغاء الأحكام الجائرة التي أصدرها في حينها الجناة. قد يفقد المسؤولون المتورطون في القمع والتعذيب النياشين والميداليات والامتيازات والألقاب التي منحها فرانكو في حال إقرار البرلمان لمشروع القانون. وتأمل كالفو أن يكونوا قادرين على “اعلان السلام مع الماضي” والعمل على “بناء المستقبل”.
وعلى الرغم من الإعلان أيضًا عن إنشاء مكتب مدعي عام متخصص، فان جهودا تبذل لعدم تناول إفلات المجرمين من العقاب. إن العفو الذي صدر بعد وفاة الدكتاتور مباشرة ما زال نافذ المفعول. على الرغم من أنه وفقًا للقانون الدولي، لا يمكن تقادم الجرائم ضد الإنسانية أو العفو عنها. ومن المعروف ان المحكمة العليا في اسبانيا قد قضت بالفعل، في بداية تدشين المرحلة الديمقراطية، بأن هذه الجرائم لم تكن تعتبر جرائم ضد الإنسانية وقت ارتكابها، ولهذا السبب سقطت بفعل التقادم.
ومن غير الواضح ما إذا كان ينبغي حظر المنظمات أو الأحزاب التي تمجد الديكتاتورية مثل حزب الكتائب. وعلى الرغم من أن مشروع القانون ينص على غرامات تصل إلى 150 ألف يورو لمن يمجد الديكتاتورية، إلا أنه لم يرد ذكر حظر الأحزاب التي تتبنى هذا النهج. وقالت كالفو في إشارة الى „مؤسسة فرانكو” أنه لا ينبغي دعم “مؤسسة عامة” بواردات الضرائب، في حين يركز نشاطها على تمجيد الشمولية والديكتاتوريات. ومعروف ان التبرعات لمؤسسة فرانكو معفاة من الضرائب. وتم دعمها بشكل مباشر من قبل حكومات حزب الشعب اليميني المحافظ، الذي أسسته شخصيات من حكومة فرانكو. وافتخرت حكومة حزب الشعب برئاسة رئيس الوزراء السابق ماريانو راخوي، بأن موازناتها العامة خلت من تخصيصات للتدابير التي تضمنها “قانون الذكرى التاريخية”، الذي تم تمريره في ظل حكومة الحزب الاشتراكي في عام 2007.
ولا تزال شكوك جمعيات الدفاع عن الضحايا كبيرة، ارتباطا بالمبادرات السابقة مثل مبادرة عام 2007. وقال رئيس جمعية استعادة الذاكرة التاريخية إميليو سيلفا: “إذا لم تكن هناك إرادة سياسية، فلن يكون هناك قانون مفيد”. ويعتقد بإمكانية تنفيذ العديد من الإجراءات “على الفور”. ولا يفهم لماذا يُضيع المزيد من الوقت بالمراهنة على المسار البرلماني. وتطالب منظمات الدفاع عن الضحايا “بالأفعال”، لأن المتبقين من الضحايا فقط من كانوا أطفالا عند ارتكاب الجريمة.
ومن المتوقع ان يحظى مشروع القرار بأكثرية برلمانية، لان رفضه سينحصر بحزب اليمين المتطرف فوكس وحزب الشعب اليميني المحافظ.
***************
ص9
14 تموز يوم العراق الخالد
د. بتول قاسم


أخذت حكومة الكاظمي تهيء لتغيير اليوم الوطني للعراق وذلك باقتراح من وزير الثقافة. وهم يفضلون يوم استقلال العراق (المزعوم) ودخوله عصبة الأمم في العام 1932 ليكون يوما وطنيا بدلا من 14 تموز. لقد أسفرت هذه الحكومة عن وجهها الذي كان مستورا ولم يطلع عليه حسنو النوايا من أبناء الشعب.
كانت الفترة السابقة على دخول العراق عصبة الأمم في العام 1932 تسمى باسم الانتداب والفترة اللاحقة باسم الاستقلال ولكن هل تحقق الاستقلال حقا؟ ماالذي تغير عن المرحلة السابقة، هل تغير شيء في النظام الملكي وفي طبيعة علاقته ببريطانيا وهل توثقت مظاهر السيادة، هل تغير الملك الذي اختاره تشرشل واستورده من خارج العراق وهو الذي يقول عن نفسه انه موظف لدى الحكومة البريطانية بدرجة ملك؟ أم تغير نوري السعيد وسائر من ترأس الوزارات وسائر الوزراء؟ هل تغيرت طبقة البرجوازية الحاكمة وهل تغير النظام الإقطاعي؟ هل تغير الدستور العراقي الذي وضع في وزارة المستعمرات البريطانية، وهل تغيرت القوانين المعمول بها ومنها قانون دعاوى العشائر الظالم. هل ألغيت الاتفاقيات الجائرة بحق البلد المعقودة مع بريطانيا وهل ألغي حلف بغداد سيء الصيت وخرجت القوات البريطانية من العراق؟ هل توقفت سيطرة بريطانيا على مقدرات البلد ونهب ثرواته خصوصا النفط. ألم يسخر الاقتصاد العراقي برمته لمصلحة المستعمر. ألم يكن العراق منطقة استغلال اقتصادي ومركزا لنفوذه الاستعماري وتنفيذ مؤامراته تجاه دول المنطقة؟ ألم تكن الحكومة بوليسا يحفظ الأمن ويجمع الضرائب وستارا يصرف عن المستعمر كل معارضة أو تذمر من أهل البلاد وقوة لكبت وقمع القوى الوطنية والذي بلغ بها الأمر ان استقدمت الخبراء الأجانب لقمع هذه القوى وتفننت بالتعذيب وإصدار الأحكام والعقوبات؟ وهل توقف الشعب عن مناهضة هذا العهد فكف عن ثوراته وانتفاضاته الشعبية والعسكرية والتي دفع فيها أغلى الضحايا والشهداء.. وإذا أردنا ان نستمر بالتساؤل فأننا لن نتوقف.. أن ثورة الرابع عشر من تموز هي التي وضعت حدا لهذا الواقع المرير ونهضت بحال الفقراء والمستضعفين وقامت بإنجازات تاريخية لصالح العراق والشعب وحققت استقلال العراق بعيدا عن النفوذ الأجنبي والمصالح الاستعمارية والأحلاف العسكرية العدوانية وأعادت الحرية لأبناء الشعب واتبعت سياسة متحررة في علاقاتها مع دول العالم..
فإلى أين تأخذون العراق أيها الحكام الجدد، وماذا أبقيتم له من دواعي عزه ومجده.. ان التاريخ يكتب، والشعب حي لا يموت وهو يفتخر بثورته ويهيم بزعيمه ولابد من ان يعيد أمجاد ثورة تموز على يد كريم أخر..
***********
ما هو السلاح المنفلت؟
عمار الربيعي


يبدوا ان البعض عندما يتحدث عن السلاح المنفلت، هو اما لا يعرف معنى هذا المصطلح او انه يخشى البعض من اصحاب السلاح المنفلت . ولذلك لا يجري الحديث عن هذا السلاح كما ينبغي, فان جرى الحديث عن وجود عصابات او افراد فهؤلاء موجودون في كل الازمنة ولكن قوتهم تعتمد على قوة الدولة وضعفها فاذا كانت الدولة قوية يكونوا ضعفاء وبالعكس اذا كانت الدولة ضعيفة يكونوا اقوياء، وبالتالي فالدولة القوية وهو الامر الذييجب ان يكون، يصبح لا دور لهؤلاء لان هناك قانون وقوة تفرضه وتحاسب الخارجين على القانون، اما الحديث عن جماعات هنا وجماعات هناك تم القاء القبض عليهم فلا يعني ضبط لهذا السلاح المنفلت لان هؤلاء قد لا يكونوا هم السبب فيما يجري من احداث قتل وخطف للناشطين لان هذا النوع من السلاح المنفلت لا يعمل بأجندات داخلية او اقليمية وانما بدافع المالأيضا. وأيا كانت الاسباب يجب فرض القانون ومحاسبة هذا النوع من السلاح المنفلت، ولو توفرت فرص العمل لما لجئوا الى هذا النوع من الكسب المادي، وهذا يذكرنا بحوار اجراه احدهم مع بعض رجال من الغجر وكانالسؤال الذي طرحه الزميل، لو توفرت لكم فرص عمل فهل ترغبون في البقاء على هذا العمل ويقصد عمل الغجر حيث الغناء والرقص والطرب وغير ذلك، يقول اجاب بان لاحد يرغبفي ذلك ولكن لا احد يوفر لنا فرصة عمل نعتا ش منها .
ان وفرةفرص العمل والقضاء على البطالة موضوع في غاية الاهمية لانه يقضي على الكثير من المشاكل المجتمعية والجنائية الناتجة عن محاولات الكسب اللا مشروع.
وعودة الى السلاح المنفلت والكلام الى الحكومة الموقرة والقضاء الموقر كقضاء والجيش الموقر والاجهزة الامنية المحترمة، ان السلاح المنفلت هو اي سلاح مخزون او محمول ويستخدم ضد الاخر دون ان تكون حيازته وفق سند قانوني،وأيا كان هذا الاخر حكومة كما حصل او ضد الناشطين او الاعلاميين او المحامين او الاطباء بل كافة فئات المجتمع، وبالتالي فان السلاح الذي في حيازة الاحزاب والكتل والتشكيلات الاخرى بمسمياتها المختلفة و غير المرخص ولا يستند الى قانون هو بحكم السلاح المنفلت، دون اي حجج اخرى، فالجيش هو المسؤول في الدفاع عن الوطن ولكن ليس كما هو حاليا بل وفق ما يجب ان يكون جيش حرفي ومهني خال من الطارئين وولائه خالص للوطن، لا لاحزاب او اشخاص او اي نوع من الولاءات. وعليه يجب ان نحسن فهمنا للسلاح المنفلت وان يطبق قرار الدولة السليم حول السلاح المنفلت كما يجب على كل انواع الانفلات أيا كانت الجهات الحائزة عليه وان لا يكون هناك مانع من محاسبة الجميع من حائزي هذا السلاح حتى وان كانت لهم اذرع رسمية . القانون قانون والانفلات انفلات وبين هذا وذاك بون شاسع . وتكفي مرارة سبعة عشر عاما من القتل والخطف والتشريد والرعب فالشعب بحاجة الى دولة مدنية توفر له الحرية والامان والعيش الرغيد من خيرات بلده العراق الذي وصف بانه اغنى بلد في العالم قياسا بما فيه من خيرات وعدد سكانه ومساحة ارضه.
**************
المستشارون وإشكالية الكفاءة لدى المسؤولين
خليل ابراهيم العبيدي


لم تعد وظيفة المستشار عنوانا طارئا كما كانت على ملاك الوظيفة الحكومية قبل عام 2003 ، بل أصبحت جزءا مكملا لعمل المسؤول بل يتفوق عليه في مسألة اتخاذ القرار، والسبب بالدرجة الأولى يعود الى امتهان الوظيفة العامة وتعيين من لا يتمتع بالكفاءة والخبرة لهذا المنصب او ذاك ، وقد توسعت هذه الوظيفة دون سماح قانوني بفعل إرادات الأشخاص المتنفذين لا بفعل قواعد قانونية ، وقد توسعت في اغلب دوائر الدولة ابتداءً من دواوين الرئاسات الثلاث وصولا الى دوائر لا تحتاج لوظيفة مستشار، وقد تم تعبئة الدوائر بالمستشارين لأسباب عديدة اهمها فقدان الكفاءة والخبرة لدى المسؤول، كما ان هذه الدرجة اصبحت بغض النظر عن خبرة وكفاءة المستشار محلا لتعيين الحزبيين، والفاشلين في الانتخابات من السياسيين، والأقارب والمحسوبين على المسؤولين، وغيرهم ممن يبحث عن الوظيفة والراتب المجزي والتقاعد على حساب الدولة، او من يراد له إكمال خدمته للوصول إلى سن التقاعد او الحد الزمني لهذا التقاعد، وقد تفنن المسؤولون في خلق الدرجات وطرق تعبئتها ووسائل دفع رواتبهم.
الأصل وفق تعريف الوظيفة العامة أن الموظف اي موظف لابد له أن يكون ملما بدقائق وظيفته، والمنطق الإداري يسلم بمبدأ تراكم الخبرة زائدا الشهادة زائدا التألق الوظيفي للموظف الذي تبوأ الأعلى من المناصب، وكان المدير العام مثلا محاط بمعاونيه كل يقدم له الاستشارة حسب الاختصاص والخبرة، وله ان يتخذ القرار، والموظف المتميز الذي قطع خدمة طويلة في الدائرة يمنح درجة خبير، وهو عادة ما يلم بجميع تفاصيل عمل دائرته من الفها إلى يائها، وهو الأقرب إلى المدير العام او كيل الوزارة او حتى الوزير وهو بذلك يكون بحق مستشارا عند حسن الظن، اما دواوين الرئاسة ومجلس الوزراء فكانت وظيفة المستشار قليلة فيها او في بعض الاحيان كادت لاتذكر..
اليوم يجد المراقب ان المستشارين منتشرين في كافة الدوائر ابتداءً من مجالس المحافظات وصولا الى ديوان الرئاسة، وفي اغلبهم لا تنطبق عليهم مواصفات المستشارية، ولا نعلم اذا كان ذلك قد نظم بقانون، فقد عثرنا على قانون تنظيم عمل المستشارين بلا رقم لعام 2017 الصادر عن مجلس النواب وقد جاء بالفقرة الاؤلى من المادة .1. منه، لكل من مجلس النواب ورئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء عدد من المستشارين بمكاتب مختصة لكل مستشار وبدرجة خاصة عليا، ولا يزيد عددهم على(6 ) يرتبطون ارتباطا مباشرا برئاسة الجهة المعنية، نعم ان يكونوا بدرجة خاصة ، لهم مكاتب ومدراء عامين وسكرتارية وموظفون، وهم من المختارين ممن أنعم عليهم القيادي الحزبي او رئيس الدائرة بالنعم لتقديم المشورة للجاهل والغير العارف بوظيفته، او ان يكون المستشار يحمل ذات الشروط ولكنها شروط معدة ومزورة كالشهادة المزورة والخبرة المزورة . وجاء في القانون اضافات ان تكون الاولوية في التعيين بدرجة مستشار لمن شغل منصب وزير او درجة وزير، وهذا الشرط غير المقيد يعيد الوزراء الفاشلين والفاسدين للوظيفة (وهم كثر) اضافة الى تقدمهم لأشغال هذه الوظيفة على حساب الكفاءة والخبرة الحقيقية.
ان الوظيفة العامة في الدولة منذ التأسيس كانت وظيفة يحدد أبعادها القانون وتمارس وفقا للقانون والذي يعين فيها يجب ان تنطبق عليه شروط ممارستها وأولها الكفاءة والشهادة العلمية والدرجة وفق التوصيف الوظيفي والملاك، والموظف يعين فيها من قبل مجلس الخدمة بعد اجتيازه لامتحان الكفاءة ، وبمرور الزمن وبسبب تقلد الموظف الدرجات الأعلى وفق استمارة التقييم السنوية، يكون الموظف قد استحق تدريجيا الوظيفة الاعلى ليصبح خبيرا بعمله ومستشارا لمرؤوسيه، وصولا الى معاون المدير العام ومنها الى تقلد الدرجة الاولى في الدائرة ، (المدير العام )، عليه فان درجة المستشار اليوم انما هي درجة البطر وهي زائدة على الملاك، وأعدت للبطران، وهي في الكثير من الاحيان تعد عامل عرقلة وتأخير لاعمال الدائرة ، والباحث كثيرا ما يشاهد المستشار يصول ويجول متبخرا بين الموظفين، او ربما ملزما اياهم لمساعدته في الافتاء بقضية فنية معروضة عليه لا يعرفها وانها خارجة عن كفاءته وهو المستفتى الفاشل فيها ، فالدائرة القانونية هي مستشارك في الشؤون القانونية، والدائرة الإدارية هي الجهة التي تستشر في أمور الإدارة، والدائرة المالية هي الجهة التي تفتي في الأمور المالية وهكذا الدائرة الفنية والتجارية في القطاع العام .فلتكن الوظيفة العامة أمانة قبل ان تكون موضوعا تتحول فيه الى مكر وخيانة....
***************
ص10
أفكار أولية حول الخروج من لعنة الاقتصاد الريعي
قصي الصافي


تكاد تكون معظم البلدان المنتجة للنفط عرضة لما يسمى بالمتلازمة الهولندية، حيث إهمال القطاعات الانتاجية في الزراعة والصناعة والخدمات والسياحة، والتركيز على انتاج النفط كمصدر رئيسي للثروة، مما يقود الى عدم استقرار الاقتصاد وتعرضه الى أزمات دورية بسبب تأرجح الاسعار العالمية للنفط، كما أن زيادة الايرادات المالية تسهم في رفع قيمة العملة المحلية وارتفاع كلفة انتاج السلع الوطنية، وبالتالي اضعاف قدرتها التنافسية في السوق مقارنة بالسلع المستوردة.
الأنظمة السياسية في ظل الاقتصاد الريعي أنظمة سلطوية، على شكل دكتاتورية فردية، أو رأسمالية قرابية قائمة على المحسوبية، أو ديمقراطية زائفة تحتكر فيها السلطة والدولة أحزاب فاسدة تمثل طبقة اوليغاركية نهّابة، وفي كل الحالات تنتشر ظاهرة الفساد (وإنْ بنسب مختلفة)، إذْ يجري تسابق محموم بين ذوي النفوذ والسلطة للاستحواذ غير المشروع على ثروات شعوبهم، خاصة إذا ما ترافق ذلك مع سياسة نيوليبرالية منفلتة تحت يافطة الاقتصاد الحر، حيث الصفقات المشبوهةوالعمولات.
توظف النخب الحاكمة الثروة لتعزيز سلطتها وبناء اجهزتها القمعية، وتوزيع الهبات لمريديها بما يضمن بقاءها على قمة السلطة، ومن نافل القول أن تلك الهبات وسياسة الاغراء والترهيب تعمل على تشوّه العلاقة بين المواطن والدولة بما يخلق معوقات جدية في عملية بناء الديمقراطية، فهي علاقة تابع ومتبوع قائمة على القسر والعطايا لا على محدّدات والزامات عقد اجتماعي، كما ان طبيعة تلك العلاقة تسهم في تنمية الروح الانتهازية والاتكالية، وينتج الاقتصاد الريعي مجتمعات استهلاكية يندر فيها الإنتاج والابتكار، وقد يؤجّج الريع النفطي صراعات عنيفة بين مكونات المجتمع على أساس قومي أو مناطقي، يستثمرها عادة الإنتهازيون من الساسة في تعبئة مناصريهم للتسلق الى مواقع النفوذ والسلطة، كأن يطالب مثلاً سكان المناطق المنتجة للنفط بحصة أكبر من الثروة، مما يثير غيض سكان المناطق غير المنتجة له، وقد يصل الأمر الى تسويق مشاريع تقسيم وتفكك ( مشروع اقليم البصرة ، والتوتر الدائم بين المركز وإقليم كردستان أمثله على ذلك ). تفضي تلك الصراعات حتماً الى تمزق النسيج الاجتماعي وإضعاف الشعور بالمواطنة وانحسار روح التضامن بين ابناء الشعب الواحد.
في البلدان الديمقراطية ذات المؤسسات الرصينة يتم توظيف عائدات النفط لتدعيم قطاعات الانتاج وتقديمِ الخدمات ورفع مستوى الرفاهية لمواطنيها كما هو الحال في النرويج.
في ولاية ألاسكا بأميركا يتم استثمار نسبة من عائدات النفط في مجالات مختلفة ثم يتم توزيع الأرباح على شكل منح مالية بالتساوي للبالغين من مواطني الولاية. وقد توصلت مجموعة من الدراسات الاقتصادية الى أن توزيع إيرادات النفط على المواطنين مباشرة بعد استقطاع بعض الضرائب منها، ربما يسهم في تخفيف أو معالجة الإشكالات الاقتصادية والسياسية التي ذكرت سابقاً، وقد اقترحت نانسي بيردول وارفند سبمارانيان في مجلة فورن أفيرز عام 2004 أن تحتفظ الحكومة العراقية بنصف العائدات السنوية للنفط، ثم توزع النصف الباقي بالتساوي على البالغين من المواطنين في حسابات تفتح لهم مجاناً في البنك المركزي، على أن تفرض عليها نسبة من الضرائب. وكان لهذا المقترح مؤيدون ومعارضون.
يرى المؤيدون أن المساواةبتوزيعالثروة النفطية تعزز التماسك بين مكونات المجتمع، وتعمل على تنمية الشعور بالانتماء الى الوطن، وترفع من منسوب التعاضد الاجتماعي، كما تسهم في تخفيض نسبة الفقر والتقليل من الفوارق الطبقية، وتعيق ظهور طبقة أوليغاركية تحتكر الثروة، والسيولة النقدية لدى الناس تعمل على تحريك السوق الداخلي وتدوير رأس المال، وتمكّن البعض من انشاء مشاريع استثمارية صغيرة أو شراء الأسهم في مشاريع انتاجية أو خدمية، ومن الجدير بالذكر أن فرض الضرائب على المواطنين قد يسهم في تغيير طبيعة العلاقة بين المواطن والدولة، فمن جهة ترغم الدولة على تحمل مسؤولياتها ازاء المواطنين لأنها بحاجة الى تعزيز الميزانية من الضرائب، ومن جهة أخرى يتشكل لدى المواطن تدريجيا وعي جديد ورقابي لحكومته، ومدى استجابتها لتلبية حقوقه وما تقدمه من خدمات على اعتباره دافع ضرائب، اي ترتقي العلاقة من علاقه رعية تتوسل عطاءات الحكومة إلى علاقة مسؤوليه متبادلة ومشروطة.
أما محاذير ومخاوف المعترضين على فكرة رفع يد الدولة عن جزء من الثروة وتوزيعها مباشرة على أبناء الشعب، فهي جديرة بالتأمل والدراسة ايضاً.
- يرى المعترضون استحالة تخلي النخب الفاسدة عن مصدر ثرائهم ونفوذهم طوعاً. ولكن التغيير الجذري مهما كانت صيغته لن يتحقق برضا وطيب خاطر النخب الفاسدة، بل بتنظيم حركة شعبيه واسعة موحدة ومتماسكة بحيث تشكل خطراً حقيقياً على شرعية النخب الحاكمة، وفي حالة العراق يبدو لي ان تعبئة الطبقات الفقيرة والمتوسطة للمطالبة بنقل ثروتهم المنهوبة لأيديهم ممكن مع حملات توعيه مكثفة، وتمثل انتفاضة تشرين منعطفاً تاريخياً يمكن استثماره بهذا الاتجاه.
- يحذر المعترضون بان المبالغ التي يستلمها المواطنون ستعمل على تنمية روح التكاسل والاتكالية، فلايعود للمواطن أي حافز للعمل. لتجنب ذلك يمكن حساب حصة الفرد بحيث تكون داعمة فقط ولا تغني عن العمل، ويمكن أن تشجع الحكومة العاملين في القطاع العام بإعفاء أو تخفيض الضريبة على حصصهم عند استثمارها بشراء أسهم في الشركات التي يعملون فيها، وبهذا يكون للعامل حافز العمل الجاد ليس من أجل أجره فقط، بل لأنه يمتلك أسهماً في الشركة، وبالتالي فهو يجدّ لزيادة الارباح وتحسين الانتاج، كما ان تعزيز العاملين لرأسمال الشركة المتواصل من حصصهم النفطية على شكل أسهم إضافية، سيعمل على اتساعها وتطويرها، ويمكن ايضاً للدولة ان تساعد مواطنيها على انشاء مشاريع استثمار يتم تمويلها من قبل العاملين فيها على شكل أسهم على شاكلة شركات موندراغون الأسبانية، التي مازالت تزدهر ولعقود مضت، ليس في نجاحاتها الاقتصادية فحسب، بل في التوزيع العادل للأرباح، والمناخ الديمقراطي في العمل واتخاذ القرارات * (اقرأ الهامش)
من الجدير بالذكر أن المقصود هنا ليس بيع وشراء الأسهم أو المضاربات المالية على الطريقة النيوالبرالية، والتي تمثل نوعاً من سرقة فائض القيمة وتعرض الاستقرار الاقتصادي للخطر، بل المقصود إنشاء نماذج تشرك العمال في ملكية وسائل الانتاج.
- هناك من يعبر عن قلقه من تقليص حصة الدولة من عائدات النفط، مما يعيق أداءها في تقديم الخدمات وقدرتها على تمويل مشاريع البناء. إلا أن حاجة الدولة الى تعزيز مواردها المالية سيكون حافزاً لترشيق وزيادة كفاءة أجهزتها بما يضمن تخفيض نسبة الميزانية التشغيلية، وتطوير آليات تحصيل الضرائب وأجهزه الرقابة لإيقاف ماكنة النهب والفساد، ويحفّز الدولة على تنويع مواردها عبر التنسيق مع القطاع الخاص مع التركيز على القطاع الوطني، لمكننة الزراعة ودعم الصناعات الخفيفة والاستثمار في المشاريع الخدمية والعقارية والسياحة، لتحقيق الاكتفاء الذاتي وخفض نسبة البطالة والتقليل من نزيف الثروة الى الخارج وعدم الارتهان للديون الخارجية. وقد يفضي ذلك الى تغيير المعادلة السياسية ايضاً، إذ تتوقف الدولة عن لعب دور المتحكم الواهب للمكرمات والعطايا لشراء الولاءات، بل سيكون الولاء مرهوناً بكفاءة برامجها ومستوى أدائها في تقديم الخدمات للمواطن.
- يشك البعض بجدوى التوزيع المباشر للثروة لانعدام الشفافية وضعف المؤسسات، وبالتالي فان آلية التوزيع سيتخللها الكثير من الفساد والتحايل. ولكن الشفافية والمؤسسات الرصينة في كل الاحوال هما شرطان ملزمان للتطور الاقتصادي وبناء الديمقراطية، بل باحتكار الدولة للثروة النفطية بلغ الفساد والفقر في الدول المنتجة للنفط أعلى مدياته. حسب دراسات الصندوق الدولي 34 دولة نفطية لا يتجاوز فيها دخل الفرد دولاراً واحداً باليوم، بل ان نسبة الفقر في نيجريا قد تزايدت الى أكثر من الضعف بعد اكتشاف النفط فيها بدلا من أن تنخفض، أما في العراق فان المؤسسات الهشة وثقافة الفساد التي خلفتها الدكتاتورية، ثم تفتيت الدولة ومؤسساتها عام 2003 بالتزامن مع فرض النهج النيولبرالي وشرعنة المحاصصة قد جعلت من البلاد مستنقعاً آسناً للمحسوبية والفساد والعمولات والرشى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* هامش:
موندراغون سابع أكبر مجموعة صناعية في أسبانيا، أسسها عام 1956 قس كاثوليكي على أساس مبدأ الشراكة، اي يملكها العاملون فيها على شكل أسهم، وتوضع برامجها الاقتصاديةوالقرارات الخاصة بالإنتاج، وآلية توزيع الارباح وما الى ذلك بطريقة ديمقراطية عبر تداول الآراء وانتخاب اللجان والتصويت، عدد العاملين في فروعها على مستوى العالم يبلغ 84 الفا في عدد من بلدان العالم. اكتسبت كنموذج اقتصادي ناجح ومستقر سمعة جيدة، مما دعا عشرات الشركات الى نسخ تجربتها في الولايات المتحدة وبريطانيا وعدد من الدول الاوربية.
************************
ص11
أكثر الانقلابات دموية
حدث في إندونيسيا عام 1965
بقلم الكاتبة الإيرانية ألناز گرجي
ترجمة عادل حبه


يعد انقلاب عام 1965 في إندونيسيا بلا شك أحد أكثر الأحداث دموية في تاريخ الحرب الباردة. وقد نفذ الانقلاب الجنرال سوهارتو ضد الرئيس الدكتور أحمد سوكارنو، زعيم النضال من أجل الاستقلال في إندونيسيا، وأول رئيس للبلاد (1945-1965)، والمعروف باسم “أبو الأمة”. هذا الانقلاب حدث مشابه لما حدث في غواتيمالا عندما أطيح بحكومة جاكوبو آربنز عام 1954 ولما جرى لنيلسون مانديلا، ولباتريس لومومبا، وما حدث لأليندي في تشيلي، وللدكتورمصدق في إيران، وحكم عبد الكريم قاسم في انقلاب شباط عام 1963. وتكرر الحدث للعديد من القادة الوطنيين والشعبيين في البلدان الأخرى في سنوات الحرب الباردة التيرافقها سفك دماء ساخنة لعقود بعد الحرب العالمية الثانية. وُلد سوكارنو، واسمه الحقيقي كوسنو سوسوردارديو، في السادس من تموز عام 1901، في بلدة تقع في مقاطعة جاوة الغربية، ومن عائلة كان والدها وولي أمرها معلما معروفا. التحق بالمدرسة الهولندية عندما كان طفلاً، وفي عام 1921 دخل الجامعة لدراسة الهندسة المدنية حتى حصوله على شهادة الدكتوراه. تعرّف سوكارنو على الطلاب الوطنيين في الجامعة، وانتخب رئيساً لجمعية الطلاب الخريجين من جامعة باوندونغ. شارك في النشاط السياسي للطلاب، وسعى إلى تحالف بين الشيوعيين والإسلاميين والوطنيين. وكانت رئاسته للحزب الوطني الإندونيسي عام 1927 خطوته التالية في توسيع نشاطه السياسية. وأخيراً، وفي عام 1930، حكم عليه الحكام الهولنديون بالسجن لمدة أربع سنوات لقيامه بأنشطة مناهضة للاحتلال، وتم العفو عنه لمدة عامين. تم القبض على سوكارنو مرة أخرى في شباط عام 1934 بسبب نشاطه السياسية كزعيم للحركة الوطنية الإندونيسية أثناء الحكم الاستعماري الهولندي. أمضى أكثر من عشر سنوات في السجون الهولندية حتى غزت القوات اليابانية إندونيسيا في الحرب العالمية الثانية. وخلال الاحتلالالياباني، تمكن سوكارنو ورفيقه في السلاح محمد حتا من نشر مُثُلهم الثورية والوطنية. وأخيراً، وبعد استسلام اليابان للحرب، أعلنا رسمياً استقلال إندونيسيا في 17 من آب عام 1945.
وهكذا أصبح سوكارنو أول رئيس مستقل لإندونيسيا. ولكن استغرقت هولندا أربع سنوات للاعتراف بالاستقلال والتخلي عن جهودها العسكرية والدبلوماسية لإعادة استعمار إندونيسيا. في عام 1952، عزز سوكارنو علاقاته مع جمهورية الصين الشعبية والكتلة الشيوعية ككل. كما زادت المساعدات العسكرية السوفييتية لدرجة أن إندونيسيا كانت في أوائل الستينيات الدولة الوحيدة غير الشيوعية التي تتلقى مساعدات عسكرية من الاتحاد السوفيتي. دافع سوكارنو، بمساعدة الحزب الشيوعي الإندونيسي (PKI) والإسلاميين وبمساعدة الجيش، عن استقلال البلاد. كما اتبع سوكارنو سياسة مناهضة للإمبريالية على نطاق واسع بدعم من الاتحاد السوفيتي والصين. ورفعت هذه السياسة من مكانة إندونيسياالدولية، ومن ناحية أخرى عملت الرأسمالية العالمية على معارضتها.
من المؤكد أن الاستقرار في دولة إندونيسيا المستقلة حديثاً لم يتحقق بسرعة. ولكن بعد فترة، تمكن سوكارنو من تأسيس نظام سمي بـ “الديمقراطية الموجهة” في عام 1957، وبذلك أنهى حالة عدم الاستقرار وأعمال الشغب التي هددت بقاء البلاد. ولكن هذه السياسة أثارت القلق لدى حكام أمريكا من مثل هذه الحركات الوطنية وتحول دول شرق آسيا إلى انتهاج سياسة الاشتراكية أثناء الحرب الباردة. ولذا عملت الولايات المتحدة وبمساعدة بعض جنرالات الجيش الإندونيسي في تدبير انقلاب أطاح بحكم سوكارنو في آذار عام 1967. وتم عزل سوكارنو ووضعه في الإقامة الجبرية بحيث لم يستطع أقرب أقربائه من زيارته. ورحبت الصحافة الأمريكية بالإطاحة بسوكارنو وأعلنت أن هذا الانقلاب هو “أفضل أخبار العام في آسيا”.
مع بداية عهد الجنرال سوهارتو، أصبحت أرض ألف جزيرة إندونيسية مكسية بالدماء. ودشنت إندونيسيا مرحلة مظلمة من القمع السياسي وإشاعة حالة من الإرهاب. وقتلت وحدات الجيش والشرطة السرية في قرى وبلدات وسط جاوة أشخاصا يشتبه في أنهم أعضاء أو من أنصار الحزب الشيوعي. وامتدت أعمال القتل إلى شرق جاوة وبالي وشمال سومطرة وأماكن أخرى، مما أسفر عن مقتل أكثر من مليون شخص في ستة أشهر، مع اقتحام المنازل والمكاتب الشيوعية ونهبها في جاكرتا ومدن أخرى. ألقيت جثث الضحايا الذين لم يتم الكشف عن هويتهم في قنوات المياه في مدن مختلفة، وتمكن مدبرو الانقلاب من إحضار بعض الطلاب إلى الشوارع لدعمهم. كان شعار الانقلابيين موجهاً بالدرجة الأولى ضد الحزب الشيوعي وضد الرئيس المحاصر (سوكارنو) وحكومته. واعتقلت وحدات الجيش كبار قادة الحزب الشيوعي وقتلوا بالرصاص بعد ساعات. وتم إنشاء السجون والإصلاحيات في أجزاء مختلفة من البلاد، وتم إرسال الآلاف من الرجال والنساء الأسرى هناك، ودفنوا أحياء لسنوات عديدة في زنازين ضيقة وظروف قاسية. ومع استمرار عمليات القتل في إندونيسيا، لم يحتج أي ناشط في مجال حقوق الإنسان لدعم الشعب الإندونيسي.
ويوضح كتاب “تقرير عن انقلاب إندونيسيا عام 1965” للباحث البريطاني كارمل بوديارجو الذي كان له زوجة إندونيسية وعاش في البلاد لسنوات عديدة، يوضح مأساة ما حدث في ذلك الوقت. ويذكر الكاتب أن أكثر من مليون شخص قد سُجنوا في الانقلاب، وتم تحطيم الحزب الشيوعي الإندونيسي الذي كان يضم أكثر من خمسة عشر مليون عضو، واشيعت أجواء القهر جراء طغيان الحاكم، ونهب الحكام الممتلكات الوطنية. وأخيراً، تم سحق المثل الأعلى الوطني لشعب هذه الأرض، أي استقلال البلاد.
ويذكر مؤلف الكتاب إن أكثر من 100 ألف سجين سياسي، بعد خمس سنوات من أحداث عام 1965، استمروا في التعفن في السجون دون محاكمة، ولم يكن هناك قانون دستوري ولا محام ولا من يساعد على إنقاذهم. ويكتب المؤلف عن مظاهرات شارك فيها آلاف الطلاب الذين نظمهم الجيش للاحتجاج على السياسيين الإندونيسيين السابقين الذين سعى سوهارتو إلى تشويه سمعتهم؛ هذه المظاهرات التي شاركت في تنظيمها الولايات المتحدة. ولعب هؤلاء الطلاب المتعصبون، الذين لا يتبنون المثل العليا الاحتجاجية للحركات الطلابية لعام 1968 في أوروبا، لعبوا دوراً مهماً في الإطاحة بحكومة سوكارنو الشرعية وإقامة نظام عسكري. ويكتب كارمل بوديارجو أيضًا عن وصوله عام 1970، ففي ذلك الوقت، على الرغم من تضاؤل موجة الاعتقالات، فقد كانت المشكلة الرئيسية للحكومة هي التعامل مع عشرات الآلاف من السجناء الذين لا يمكنها إطلاق سراحهم أو محاكمتهم. ويكتب من العاصمة أنه على الرغم من أنها كانت تتحول بسرعة إلى مدينة غربية بفضل قانون تشجيع الاستثمار الأجنبي لعام 1967، إلا أن الحكومة لم تكن على دراية بالعدد الكبير من النساء اللواتي يرتدين عباءات يلفن أطفالهن حول ظهورهن ويختبئن في ضواحي العاصمة في علب ضيقة من الصفيح، وكانوا يطبخون الأرز في مواقد مؤقتة لأنفسهم ولأطفالهم، في حين يشاهد الأطفال الشوارع الزاهية والفاخرة على بعد أمتار قليلة حيث كان يعيش فيها الوزراء والجنرالات وسفراء العظماء.
ويمكن ذكر تأكيد المؤلف حول دور الولايات المتحدة في هذا الانقلاب في كتاب آخر بعنوان “الحكومة غير المرئية”، وهو كتاب عن دور وكالة المخابرات المركزية في إندونيسيا. في هذا الكتاب، يشرح منسق العلاقات مع واشنطن توماس روس وديفيد وايز كيف قدمت الولايات المتحدة أسلحة إلى التمرد اليميني في إندونيسيا وقدمت لهم قوة جوية صغيرة من قاذفات B-26 لهزيمة سوكارنو. ويشير الكاتب أيضًا إلى أن أيزنهاور لم ينكر فقط الإجراءات الأمريكية ضد سوكارنو في إندونيسيا، ولكنه قال أيضًا في مؤتمر صحفي إن سياسة الولايات المتحدة هي الحياد المطلق بين طرفي النزاع الداخلي.
كما تم تأكيد تصريحات وايز وروس حول تدخل وكالة المخابرات المركزية في الشؤون الداخلية لإندونيسيا بسلسلة من المقالات كتبها مجموعة من صحفيي التايمز الذين يحققون في أنشطة وكالة المخابرات المركزية،
بالإضافة إلى ذلك، أشارت العديد من البرقيات المرسلة من السفارة الأمريكية في جاكرتا إلى واشنطن والعكس بالعكس إلى أن الولايات المتحدة متورطة عن قرب في حملة القمع، بل وأرسلت أسلحة نارية إلى مدبري الانقلاب. وفي أواخر تشرين الأول أيضاً، أرسل وزير الخارجية دين راسك برقية إلى السفير الأمريكي في جاكرتا، “يجب أن تستمر الحرب ضد الحزب الشيوعي، والجيش هو المنظمة الوحيدة القادرة على استعادة النظام في إندونيسيا”.
بعد الانقلاب، ترشح اللواء سوهارتو للرئاسة مرة واحدة في انتخابات واحدة، وأخيراً بعد 33 عاماً من توليه منصبه، وبضغط من المعارضة التي اتهمته بالديكتاتورية والفساد المستشري، فضلاً عن الاحتجاجات المستمرة، أزيح من كرسي الحكم بالضبط في اليوم الذي قام فيه بالانقلاب، وأجبر على الاستقالة وتمت محاكمته. كان الفساد الاقتصادي العميق والأزمة المالية في آسيا والانكماش الاقتصادي في إندونيسيا من العوامل الأخرى التي أشعلت شرارات الاحتجاج ضد سوهارتو في أواخر التسعينيات، مما أجبره على إلقاء خطاب مدته ثلاث دقائق في يوم استقالته واعتذر للناس عبر الراديو. وفي خلال 33 عاماً من حكم سوهارتو، شهدت إندونيسيا زيادة في العنف العرقي والديني والسياسي، وكان أسوأ ما حدث في تيمور الشرقية.
توفي سوهارتو بمرض الكلى في السابع والعشرين من كانون الثاني عام 2008. عندما تم الإعلان عن نبأ وفاته على الراديو، لم يتمكن الناس الاحتجاج خوفاً من الملاحقة، إلاّ أنهم عبروا عن مشاعرالحزن عندما أعلن أن الرئيس الراحل سيدفن باحترام كامل وأعلن أسبوع حداد عام بمناسبة وفاته. ثم اصطف مئات الآلاف من الأشخاص من المطار لحضور جنازة سوهارتو، ومر عشرات الآلاف أمام جسده تقديساً له.
ولكن في تاريخ حركة الاستقلال، لا يزال سوكارنو يُذكر لدوره في قيادة حركة الاستقلال الإندونيسية. وفي العديد من البلدان، بما في ذلك أثناء رئاسة عبد الناصر في مصر، سمي أحد أشهر شوارع القاهرة، عاصمة مصر، بـ “شارع سوكارنو”. ونقش اسمه على أحد الشوارع في الرباط، عاصمة المغرب، وحتى هناك شارع سمي باسمه في مدينة بيشاور في الباكستان.
**************
ص12
هكذا رسخ صندوق النقد والبنك الدوليان عروش الاستبداد في العالم
من رحم مؤتمر بريتون وودز، الذي أسس لجعل الدولار “عملة الاحتياط الدولية” في عام 1944، ولدت مجموعة البنك الدولي (WBG) لتعمل مع البلدان النامية على “الحد من الفقر، وتعزيز الرخاء المشترك، وتشجيع التنمية المستدامة”، إلى جانب صندوق النقد الدولي (IMF) المعني بـ”ضمان استقرار النظام النقدي الدولي، ورصد حركة العملات في العالم”.
لكن بعد 27 عاما نسف الرئيس نيكسون – في خطابه الشهير عام 1971 – إطار العمل النقدي الذي بني عليه هذا النظام: التزام الولايات المتحدة بتحويل الدولار إلى ذهب عند سعر ثابت، وضمان حرية التحويل بين عملات الدول المختلفة، ووضع نظام لأسعار الصرف يمنع التقلبات العنيفة فيما بينها، وتحقيق التوازن في موازين المدفوعات، وتوفير السيولة الدولية.
وحين ينظر المؤرخ وأستاذ العلوم السياسية البلجيكي إريك توسان إلى مجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي اليوم، بعد مرور 76 عاما على تأسيسهما، يجد أنهما “خاضعان لهيمنة الولايات المتحدة وعدد قليل من القوى الكبرى المتحالفة التي تعمل على تعميم سياسات تتعارض مع مصالح سكان العالم”.
وتوسان ليس مؤرخا وأستاذا جامعيا فقط، بل أيضا متحدث باسم “الشبكة الدولية للجنة من أجل إلغاء الديون غير الشرعية”، وهو على دراية بمخاطر القروض التي قدمها البنك الدولي وصندوق النقد بهدف “التأثير المنهجي” على الدول المدينة، وكيف أن “المديونية الأجنبية كانت ولم تزل تستخدم كأداة لإخضاع المقترضين”.

سياسة لا اقتصاد
“تحايل منهجي” على المواثيق التأسيسية
تنص القواعد المكتوبة على أنه “لا يجوز للبنك ولا لمسؤوليه التدخل في الشؤون السياسية لأي عضو، وألا تتأثر قراراتهم بالطابع السياسي للعضو أو الأعضاء المعنيين، وأن تسترشد قراراتهم بالاعتبارات الاقتصادية وحدها، وأن يقدروا هذه الاعتبارات بنزاهة”.
لكن كتاب( البنك الدولي: انقلاب لا ينتهي) يخلص إلى أن “البنك الدولي وصندوق النقد، منذ إنشائهما، ينتهكان المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، ولا يتورعان عن دعم الديكتاتوريات”. أما مشاريعهما فلها غرض سياسي أساسي هو: “كبح جماح أي حركات شعبية تتحدى سيطرة القوى الرأسمالية الكبرى”.
في 337 صفحة يرصد الكتاب الصادر عام 2007 “تحايلا منهجيا” من هاتين المؤسستين الدوليتين حتى على مواثقيهما التأسيسية، وهو ما يظهر من خلال دعمهما المالي للدكتاتوريات الحاكمة، بدءا من تشيلي، والبرازيل، ونيكاراجوا، مرورا بالكونغو، ورومانيا، وصولا إلى دول العالم العربي.
وليس هذا النهج جديدا، بل رفض البنك الدولي – بعَيد تأسيسه – منح قروض لفرنسا في فترة ما بعد التحرير طالما أن الشيوعيين يشاركون في الحكومة المؤقتة (1944-1947)، وبمجرد مغادرتهم الحكومة في أيار 1947 وافق البنك في اليوم التالي مباشرة على القرض الذي طلبته فرنسا، وكان هذا أول قرض يصدره البنك في تاريخه.
ومنذ الخمسينات فصاعدا، ركزت سياسة البنك الدولي على تأسيس وكالات شبه حكومية مستقلة نسبيا، ولا تخضع حتى للبرلمانات الوطنية، وبالتالي كان لها “تأثير عميق على الهيكل السياسي والتنمية الاجتماعية في المنطقة بأكملها”.

3 انتقادات رئيسة للبنك الدولي وصندوق النقد
“الحكم الديمقراطي، وحقوق الإنسان، وحماية البيئة” ثلاثة عناوين عريضة تلخص أبرز الانتقادات الموجهة للبنك الدولي وصندوق النقد، حسبما يرصدها مشروع بريتون وودز، وهي منظمة غير حكومية تتخذ من المملكة المتحدة مقرا لها، وتناهض سياسات البنك الدولي وصندوق النقد، وتدافع عن تبني نهج عالمي بديل أكثر عدالة.
بالتعمق أكثر، نجد تمثيلا ناقصا للدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط في المجالس التنفيذية لتلك المؤسسات المالية الدولية، وشروطا للقروض أو المشاريع أو المساعدات الفنية تقوض سيادة الدول المقترضة، وتداعيات بيئية واجتماعية مترتبة على المشاريع الممولة دوليا.
بالإضافة إلى محتوى السياسات والبرامج والمشاريع التي تقوض مجموعة واسعة من حقوق الإنسان الاقتصادية، مثل: تخفيض الأجور، وفرض الضرائب، ورفع الدعم، وكذلك المشروعات التي تنتهك المعايير الدولية لحقوق الإنسان، عبر عمليات الإخلاء الجماعي، والتشريد القسري، وانتهاك حقوق الشعوب الأصلية، وتدمير الغابات، وعمل الأطفال والسخرة، بل الاستثمار في شركات تتهرب من دفع مستحقاتها الضريبية، وفي مشاريع تخلق بيئة تعزز العنف ضد النساء، بما في ذلك الاعتداء الجنسي وانتشار الإيدز.
لهذه الأسباب واجه البنك الدولي وصندوق النقد مقاومة لا تهدأ من المجتمع المدني والحركات الاجتماعية، بدءًا من حملة “ 50سنة كافية” العالمية التي انطلقت في عام 1994، وليس انتهاء بـ”المؤتمر العالمي للشعوب ضد صندوق النقد والبنك الدولي لعام 2018.”

من السوفيت إلى الصينيين.. اختلف الأعداء والسياسة واحدة
وبينما رفعت مؤسسات بريتون وودز شعار “إعادة بناء الاقتصاد العالمي في أعقاب الحرب العالمية الثانية”، لم تكن في نظر آخرين سوى “محاولة للدفاع عن الرأسمالية الغربية أو توسيعها في مواجهة تحدٍ محتمل من الاتحاد السوفياتي، وتعزيز مصالح الولايات المتحدة على وجه الخصوص”، كما يشرح المنظر الماركسي ليو بانيتش في كتابه” صناعة الرأسمالية العالمية: الاقتصاد السياسي للإمبراطورية الأمريكية”.
عادت هذه الانتقادات إلى الواجهة بعد الأزمة المالية التي ضربت العالم في عام 2008، لكن بالتركيز هذه المرة على صعود الصين، والتحدي الذي يمثله الفاعلون الجدد – من الدول والمؤسسات – في عالم متعدد الأقطاب من تحدٍ للهيمنة المتصورة لمؤسسات بريتون وودز على العالم.
لكن بالتدقيق أكثر، يخلص مشروع بريتون وودز إلى أن هذا “الإطار التحليلي معيب”؛ ببساطة لأن هناك درجة عالية من التعاون بين البنك الدولي وصندوق النقد من جهة والمؤسسات متعددة الأطراف الأخرى من جهة أخرى، بما في ذلك المؤسسات التي دشنتها الصين والدول النامية الأخرى.
بوصلة مؤسسات بريتون وودز: مصالح القوى الرأسمالية الكبرى
“يبدو أن الغرب راض في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بدعم طائفة من المستبدين العرب، طالما هم يدعمون المصالح الغربية ويرعونها”، كما يقول كينيث روث، المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش.
ولطالما كانت المصالح السياسية والإستراتيجية للقوى الرأسمالية الكبرى هي البوصلة التي يتحرك البنك الدولي وصندوق النقد وفقا لمؤشرها، والنتيجة: أن الأنظمة التي تدعم القوى الرأسمالية الكبرى تلقت مساعدات مالية، على الرغم من أن سياساتها الاقتصادية لم تستوفِ المعايير الرسمية، أو انتكهت حقوق الإنسان.
وفي المقابل حُرِمت الأنظمة التي توصف بأنها معادية للقوى الكبرى من قروض المؤسسات المالية الدولية بحجة أنها لم تستوفِ المعايير الاقتصادية. وأحد أبرز الأمثلة على ذلك: مصر. ففي ظل ربع قرن من الطوارئ حكم مبارك خلالها البلاد، كان صندوق النقد الدولي داعما لسياسات خصخصة القطاع العام، الذي كان يضم آنذاك 176 شركة كبرى توظف أكثر من 400 ألف شخص، وخفض الدعم الحكومي للفئات الفقيرة، ولا سيما دعم الوقود بأنواعه، وهي السياسة التي أكمل السيسي تطبيقها بقسوة، في مقابل الحصول على قروض سخية من الصندوق.

بعد دعم الطغاة لعقود.. هل تعتذر مؤسسات بريتون وودز للشعوب؟
مسترشدة بهذه البوصلة “مصالح الرأسمالية العالمية”، ما فتئت مؤسسات بريتون وودز طيلة الـ76 عاما الماضية تدعم حكام نظم غير ديمقراطية، ولا مراعية لحقوق الإنسان، مثل بن علي في تونس، ومبارك في مصر، حتى الإطاحة بهما في عام 2011. وقبلهما دعمت مؤسسات بريتون وودز محمد سوهارتو في إندونيسيا، وهو من الرؤساء العسكريين الذين أضاعوا كثيرا من ميراث أحمد سوكارنو القومي. ولم يزل الدعم مستمرا حتى اليوم لإدريس ديبي، رئيس الجمهورية الأوحد لتشاد منذ وصوله إلى السلطة عام 1990، والذي كفلت له التعديلات الدستورية الأخيرة البقاء في الحكم حتى عام 2033، ومثله عبد الفتاح السيسي، الذي كان يدير المشهد إبان” مذبحة رابعة” التي تصفها منظمة العفو الدولية بأنها “نقطة تحول مروعة لحقوق الإنسان في مصر”.
والبنك الدولي نفسه اعترف – لكن متأخرا – بأن عائلة بن علي كانت تحتكر في نهاية 2010 “أكثر من 21%” من مجمل أرباح القطاع الخاص، دون أن يثني ذلك المدير العام لصندوق النقد الدولي رودريجو راتو عن تهنئة بن علي في عام 2005 على “إعطاء الإصلاحات الاقتصادية أولوية في برنامجه الانتخابي”، أو يمنع الصندوق في عام 2009 من الترحيب برفع الحكومة إنفاقها في الميزانية نصف السنوية لذلك العام. ومسؤولية البنك الدولي وصندوق النقد عن انتهاك الحقوق الاقتصادية والاجتماعية ضد الشعب التونسي طيلة عقود، ناهيك عن الآثار السلبية على البيئة خاصة في منطقتي الحوض المنجمي وخليج قابس، مثبتة في مذكرة رسمية وجهتها وزارة الشؤون الخارجية التونسية للمؤسستين، مطالبة إياهما بـ”الاعتذار للتونسيين وإلغاء الديون غير الشرعية”.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ساسة بوست – 11 أيلول 2020 (مقتطفات ضافية)
***************
ص13
بيل غيتس ينتقد تسييس مساعي مواجهة كورونا
جاستين فاليبو


أكد بيل غيتس أنه لم يعد ممكناً الوثوق بأهم سلطتين أميركيتين في ميدان الصحة العامة وطريقة استجابتهما لفيروس كورونا المستجد بعدما استسلمتا لضغوط سياسية من إدارة ترمب.
وتساءل الملياردير الرائد في مجال صناعة البرمجيات عما إذا كان بالإمكان وضع الثقة في لقاح مضاد لفيروس كورونا توافق عليه “إدارة الغذاء والدواء” واعتباره آمناً وفعالاً، لافتاً إلى “إقصاء” البيت الأبيض “مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها”.
وفي لقاء له على قناة “بلومبيرغ” التلفزيونية اعتبر غيتس أن “إدارة الغذاء والدواء” فقدت صدقيتها بعدما بالغ مفوضها، السيد ستيفن هان، بذكر فوائد مصل الدم (البلاسما)، ثم عاد وتراجع عنها في اليوم التالي.
“على مر التاريخ، كانت “إدارة الغذاء والدواء” هيئة تنظيمية متميزة أسوة بـ”مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها” الذي كان يعد الأفضل في العالم. لكن ماذا عن الثغرات الملحوظة في أحاديث المفوضين أخيراً وبياناتهم”؟
“فقد أثبتت لنا التصريحات العشوائية عن مصل الدم أن الضغط على الناس لقول أشياء إيجابية يؤثر في صدقيتهم ويدفع بهم للتفوه بكلام عار عن الصحة. وعليه، يمكن القول إن “إدارة الغذاء والدواء” فقدت الكثير من “صدقيتها” على حد قول غيتس.
وكان ترمب قد ادعى بأن لقاحاً ضد كوفيد-19 سيتوفر قبل الانتخابات المرتقبة في تشرين الثاني المقبل، في حين أكد كل من جو بايدن وكامالا هاريس عدم ثقتهما بأي لقاح مرشح تسرع إدارة الرئيس عملية تطويره.
وفي مقابلة أخرى على “سي أن بي سي” استبعد غيتس أن يكون اللقاح المنتظر جاهزاً قبل كانون الأول أو كانون الثاني على أقل تقدير، متوقعاً أن تكون “فايزر” (Pfizer) التي طلبت من “إدارة الغذاء والدواء” تمديد أمد مدتها التجريبية الأخيرة، الشركة الوحيدة التي ستسعى للحصول على ترخيص طارئ بحلول تشرين الأول.
أضاف غيتس أن التدخلات السياسية في “مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها” قلصت قدرته على الاستجابة بفعالية لجائحة كورونا، مردداً رأي نواب الحزب الديمقراطي الذين فتحوا تحقيقاً في الإدعاءات المتعلقة بتدخل إدارة ترمب في شؤون الوكالة.
“الحقيقة أن “مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها” مستبعد عن سباق لقاحات كورونا والسبب، خروج المسألة عن سلطة الخبراء وتركزها في يد الموجودين في البيت الأبيض وهم ليسوا علماء أوبئة”، وفق ما ذكره غيتس لـ”بلومبيرغ”.
وشن مؤسس “مايكروسوفت” حملة إعلامية صاعقة على مدار الأسبوع الماضي لانتقاد أوجه تعامل كل من إدارة ترمب والوكالات الحكومية الفيدرالية والقيادة الأميركية عموماً مع جائحة كورونا، عند هذا الحد. ففي حديث مع “ستات نيوز”، أشار غيتس إلى أن كل خطوة من خطوات الاستجابة الأميركية كانت سيئة وفي غير محلها: “أنا في صدمة، لا أستطيع تصديق واقعة أننا سنكون من بين الأسوأ في العالم”.
وفي أثناء ذلك، أطلت زوجة غيتس، ميليندا، في برنامج “أكسيوس أون أتش بي أو” وأوضحت أن معدل الوفيات بفيروس كورونا في الولايات المتحدة أعلى من أي دولة أخرى، عازية سبب ذلك إلى “نقص في القيادة” (غياب القدرة على توجيه دفة الأمور).
“بصراحة، أرى أن قيادتنا تعاملت بشكل فظيع مع هذه المسألة وأرى أيضاً أنه لا ينبغي أبداً تسييس العلم، لأن العلم هو الوصول إلى فهم أعمق للحقائق”، بحسب قولها.وبالعودة إلى غيتس، فقد أفاد لـ “نيويورك ماغازين” بأنه كان من الممكن للولايات المتحدة أن تقدم أفضل استجابة لفيروس كورونا لولا “الحماقة التي انفردت بها”.
“أعني، هذا جنون. فقد انتهى بنا الحال أسوأ من الأنظمة الصحية التي أنفقت نصف المبالغ التي أنفقناها والدول التي ليس لديها “مركز للسيطرة على الأمراض والوقاية منها”.
وإلى صحيفة “نيويورك تايمز”، كشف غيتس عن ممارسته ضغوطاً على البيت الأبيض والكونغرس من أجل تخصيص 4 مليارات دولار إضافية كحوافز إغاثة حتى يتسنى للدول الفقيرة الحصول على لقاحات مضادة للفيروس.
“علي أن أتصل بهؤلاء الأشخاص وأُقنعهم بأن هذه الخطوة منطقية للغاية – فأنا أظن بأنها كذلك حقاً”، علق غيتس خاتماً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“اندبندنت عربية” – 17 أيلول 2020
****************
الغارديان: هل تتعامل أوروبا بوحشية مع المهاجرين؟

في صفحة الرأي في صحيفة الغارديان مقال لأبوستوليس فوتياديس، الباحث في قضايا الهجرة، بعنوان «أصبحت الوحشية ضد المهاجرين طبيعية على حدود الاتحاد الأوروبي».
يقول الكاتب إن اتفاق عام 2016 بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، وإغلاق طريق غرب البلقان، أدى إلى الحد من التدفق الهائل للاجئين السوريين نحو أوروبا. لكن القصة لم تنته عند هذا الحد. ففي السنوات التي تلت ذلك، أدى «عناد» أوروبا بشأن قضية الهجرة الجماعية إلى قيام دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي باستعادة السيطرة على حدودها من خلال «استخدام القوة العنيفة وانتهاك القانون».ويرى الكاتب أن جهاز مراقبة الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي هو الآن خليط من الأساليب غير النظامية المصممة لتجنب قواعد الاتحاد الأوروبي. ويقول إن المفوضية الأوروبية تكاد لا تشرف على ما يجري بالفعل.
ويقول إن العنف يسود على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن أفعالا مثل المطاردة والضرب والتعذيب، والطرد والتحيز العنصري تكاد تكون سياسات ممنهجة في تعامل الشرطة مع المهاجرين واللاجئين.
ويضيف أنه بحلول عام 2016 كانت المجر قد وضعت بالفعل نظاما لمناطق العبور يعمل خارج نطاق قانون الاتحاد الأوروبي. تم تعقب المهاجرين وطالبي اللجوء، وإعادتهم إلى المناطق المحددة، وحرمتهم من الطعام ، وفي كثير من الحالات طردوا دون إجراءات قانونية.
ويقول الكاتب إنه وردت مزاعم عن ارتكاب أعمال عنف منظم وعمليات صد من جانب شرطة الحدود الكرواتية. وبعد شكوى من داخل شرطة الحدود حول أوامر من الرؤساء بتنفيذ أعمال غير قانونية، في آذار 2019، جرى فتح تحقيق في الأمر.
ويضيف أنه في البحر الأبيض المتوسط شددت السلطات الإيطالية والمالطية استخدام قواعد القانون البحري الدولي لدرجة أنها تجند أساطيل السفن الخاصة للمشاركة في جهود الحد من الهجرة عبر وسط البحر المتوسط.
ويقول إن اليونان تعرضت هذا العام لانتقادات شديدة بسبب قيامها بعمليات طرد غير نظامية لآلاف المهاجرين من حدودها الإقليمية والبحرية إلى تركيا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بي بي سي – 17 أيلول 2020
*************
30 مليونا في العالم مهددون بالموت جوعا
متابعة «طريق الشعب»
دعا المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي، مليارديرات العالم إلى مد يد العون لنحو 30 مليون إنسان عبر العالم مهددين بالموت جوعا في حال لم تصلهم مساعدات. وقال بيزلي: «نحتاج إلى 4.9 مليار دولار لعام واحد لإطعام 30 مليونا نسمة، سيموتون ما لم يحصلوا على مساعدة من برنامج الأغذية العالمي»، وذلك بسبب الحروب والنزاعات والتحولات المناخية، بالإضافة إلى تداعيات وباء كورونا.
وأضاف بيزلي في كلمة ألقاها في مجلس الأمن الدولي، يوجد حوالي 270 مليون إنسان عبر العالم يعانون بشكل حاد من سوء التغذية، واصفا وضعهم بأنهم «على شفا المجاعة» معبرا عن أمله في التمكن من مساعدة 138 مليونا منهم خلال العام الحالي.
في اليمن، الذي يعاني من كوارث 5 سنوات من الحرب المفروضة على شعبه، لم يعد ثلث السكان قادرين على الحصول على غذاء كاف.
وأشار مدير برنامج الأغذية العالمي بوجود نحو ألفي ملياردير في العالم، تبلغ قيمة ثرواتهم الصافية 8 تريليونات دولار، فضلا عن كون عدد منهم جمع مليارات الدولارات خلال انتشار وباء كورونا.
ومنذ تفشي وباء كورونا، ارتفعت ثروة، جيف بيزوس، مؤسس شركة أمازون بنحو 36,2 مليار دولار، فيما حقق، مارك زوكربيرغ، صاحب شركة فيسبوك، في الفترة ذاتها 30,1 مليار دولار، ونمت ثروة، إيلون ماسك، رئيس شركة تسلا بـ 14,1 مليار دولار.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكالات – 18 أيلول 2020
***************
ص14
الاغتيالات / محور أدبي خاص

طالت الاغتيالات وجرائم الخطف عدداً من شبيبتنا المزهرة التي لاتحمل انتفاضتها سوى المطالبة باحقاق حقوقها وعيشها الآمن .. مع الاحتفاظ بحمامة سلميتها .
هنا تجسيد أدبي لهذا الواقع المرير
المحرر الثقافي
************
على الأرض مصباح لا يكاد يضيء
نوره الأصفر ينشر الرعب،
صفّ البنادق الموجهة في وحشية ورتابة،
لا تكاد العين تراه.
نواح، لعنات. قبل صدور الأمر بإطلاق النار،
الضحايا المقدمون للموت، تثور نفوسهم غضباً،
رموش عيونهم مفتوحة على اتساعها
لحمهم الأبدي يناول الأرض التحية.

الشاعر الإسباني مانويل ماتشادو
مستوحاة من لوحة غويا
***************
قصة قصيرة
مسار واضرحة
عبد الستار ربيع

(١)
ظلَّ الناجون أياماً يرزحون تحت وطأة السر. يتفكرون بأدمغةٍ تلبستها الحيرة.. تلك الحيرة التي خلَّفها ذاك الضحى. يتخيلون المكمَن؛ أو قُل “المسار” الذي إختطته تلك “المركبة” : مِن أيِّ زاويةٍ مظلمة أتت.. وكيف تيَّسَرَ لها الطريق، لتنفجر فيهم ؟!
قال “وحيد”، الكتبي، الذي إستلوا جسده ، بمشقةٍ بالغة.ٍمن تحت ركام ثقيل من الجدران المحطمة؛ ولتكتب له حياة ثانية: قطعاً!. أنها تسللت من خارج الحدود.. ثم راحت عيناه تتطلعان الى نقطة ما في السماء. وبيقين هش وشى به صوته، إسترسلَ قائلاً:الحدود السائبة تكون ممراً سهلاً لذوي الحيلة! . غير أنَ “كريم” الذي كان واقفاً؛ يتأملُ بضاعتهُ التي إلتهمتها النيرانُ؛ محيلة مخزن الكتب، خاصته، الى محض ركام أسود؛ مازالت تنبعثُ منهُ خيوطٌ واهنةٌ من دخان...طرح رأياً آخراً، يناقض فيه الأول؛فهو يرى :أن المركبةَ تلك.. قد عبرتِ الجسرَ، متخذة سبيل متحف أهل بغداد؛ وأنعطفت بيسرٍ نحو” شارع المتنبي”.. وهذا يعني، حتماً، أن موضع تلقيم العربة؛ يقبع في مكانٍ ما من” كرخ “ العاصمة..!!
وساعةَ أحسَّ الناجون بعقم تأويلاتهم لفكِّ طلاسم” المسار” والذي بدأَ يتشكل عندهم كأنه اُحجيةٌ؛ وأن حديثهم المرّ هذا لن يفضي الى شيءٍ- ولو يسير من يقين- وكما قال أحدهم بحسرةٍ، وهو يصفق راحتيه الفارغتين:إنَّ هذه الكلمات لن تسعف أحد... وأنها، قطعاً، لن تعيد الموتى. أَهملوا السؤال؛ وراحوا يحصون بعبثٍ خسائرهم.
كانت الخرائبُ التي خلَّفها “الحادث” مشبعةً بروائحٍ ثقيلةٍ، لم تبرح المكان لأشهرٍ تلت. إنها خليطٌ من أبخرةِ وقودٍ نفاذّة، حديد صديء، فسفور ،أو بقايا بشريةٍ لم يتسنَّ لأحد العثور عليها بين خليط الحطام.. إذ أهمِلت في زوايا منسيّة. لكِّنَ أشدّ ما يطغى على حاسة الشّمِ كانت رائحة الدخان المنبعث من الورق.. من الكتبِ المتفحمةِ التي لم يعُد لها مالك؛سوى أفواهٍ عابثةٍ من لهيب.

(٢)
من الصعبِ على المرءِ أن يرى بوضوح ورأسه فريسة صور شتى، مابرحت تتقافز فيه، كأنها ماينبعث من ألواحِ مرايا. هكذا وجدتُ نفسي، مشلولاً، كأنَّ رأسي لم يعُد لي.. لا يمتُّ لي بصلةٍ.. إنه يعملُ وحده، يستعرضُ شريطاً من صورٍ خلَّفها الحادثُ المروِّع:حطام مركبات، أسلاك شائكة، حجارة، عجلات حمالين خربة، قامة رجل تتراقص، بجنون، مشتعلة وسط أتون، ورق يتطاير كأنه أجنحة بيض تحلقُ مع أحزمةِ دخان، صوب سماء صافية، باهتة الزرقةِ... وأخيراً طنينا مدوياً ما أنفكَّ يسكنُ جمجمتي ويقيمُ فيها.
رغمَّ كلّ ماينبعث من المرايا، ظلَّ السؤال يشتعلُ في روحي كلّها..ذلكَّ السِرّ القارض للقلب، كأنه دودةٌ لعينةٌ ما إنفكت تلتهم ُ المتبقي من الذاكرةِ: من أينَّ نبعت تلك”المركبةُ” الغامضة... وماهي خريطة “المسار”؟!
كنتُ موقناً أنَّ “السرَ” سيتعبُ يوماً.،ولن يبقى حبيس سجنهِ هو الآخر.. سيتشوقُ، حتماً، للحظةِ بوحٍ، وإن تهامسَ الناجون “إن تفرَّغَ من معناه...”
أضحَتْ دروبُ المدينةِ مسكونةً بالفخاخ. وكثُرَت معها جثث مغدورين، باتت تزدحمُ بها الأرصفةَ والزوايا والسواقي الضالّة البعيدة. وإستحالت المدينةُ الى مايشبه النسيج، تنسج خيوطه أصابعٌ لا مرئية، إذ صار كل شيءٍ فيها قابلاً للإشتعال :عربات، أكياس نفايات... حتى جثث البشرِ، والقطط والكلاب النافقة.. لم تسلم هي الأخرى، فقد عُبِئَت بالشحناتِ القاتلةِ... خطةٌ مريبةٌ تستهدفُ أرواحَ العابرين...!!
لكنّي كنتُ حروناً.!. كنتُ أصرفُ الوقتَ؛ لأشهرٍ عديدةٍ، متطلعاً الى شارعِ الكتبِ وحطامه، حتى إذا ماعَّزت الإشارة التي أبغي... أظلُّ أدورُ في أزِقتهِ الضيقة، مطيلاً التحديق في البيوت الخرِبة، نوافذها، شناشيلها التي طالتها يدُّ النسيانِ... حيث لا وجود لوجه إمرأةٍ؛ أو ظلٍّ.. أمستْ مبقورةُ الأحشاء: قضبانها، أعمدة سقوفها، كأنها أضلاع عظايا، أو حيوان نافق جففتهُ الريح.. محض حجارة تحكي حكايا إندرست، ولم تعُد تعني أحدا!. وما إن يكّل جسدي ولا تسعفني قدماي: أقعي على دكَّةٍ عند بوابة الجامع الخشبيّة.. جامع “الحيدرخانه”. أتنصتُ لخطى العابرين؛ وأرقبُ مكامنَ الظلِّ في شارعِ”الرشيد”. الذي يبدو، عند الغروبِ، فارِغاً.. لايُسمعُ فيه صوت.. خلا ما تحمله الريحُ من دويِّ إنفجارات بعيدة.
لم أكُن حذراً، أو محتاطاً، كما ينبغي لكائن محاصر بالأفخاخِ. إذ كنتُ أرددُ بينَ الفينة والأخرى؛ كأني” درويشٌ” أدّمنَ الذِكرَ :”حين يكون السقوط قدراً... فما معنى اللجام أو السرج...!”

(٣)
الأيامُ التي أعقبتِ “الحادث” أمستْ كأنها يومٌ واحدٌ، مثقوب. لقد تبلدَّ عندي الإحساسُ بالزمن. لكنَّ هاتفاً عابثاً، هتفَ بي ذات صباح” أن أضبطَ وقتَ الساعةِ”.. كانَ المؤشرَ فيها قد توقف عن عمله منذ زمنٍ، لم أعُد أتذكره.. ربما بفعلِ النسيانُ الذي الَّمَ بي منذُ ذاكَ الضحى.. ضحى
“ الحادث”ً،غير إني وبعد أن أدرتُ “الزمبلك”: تبين أنها عاطلةٌ!
بدت ساحةُ “الميدان” شبه فارغة؛ وكأنَّ الحياةَ إنسحبت منها؛ لحظة سماعي صوتَ إطلاقةٍ تمرقُ قريباً من رأسيَّ. تسمرتُ في مكاني جامداً، في محاولةٍ يائسة لأفهمَ ما حصل! إلا أنَّ مسامعي سرعان مإلتقَطت نداء يحثني على الركض السريع... كان النداءُ يصدرُ من رجلٍ كهلٍ نحيف، يتكومُ أسفَلَ طاولة تقبع في فوهةِ سوق “الهرج”.. وما إن إقتربتُ منهُ لاهثاٍ؛ حتى بادرَ من فورهِ الى الخروج من موضعهِ، ساحباً إيايَّ معه، وهو يلهثُ هو الآخر قائِلاً :
- هذا القنّاصُ المشعول الصفحةِ...لم يبق على زاحفٍ أو ماشٍ إلا و حصد روحه.. لا يفرقُ بين حشرٍ أو بشرٍ . منذُ الصباح الباكر وهو منكبٌ على عملهِ؛ ولكن بحرفيةٍ وإتقانٍ.. أحسدهُ عليها... نغل.. حرِّيف!!
إنتفضت بضعةُ طيور، كانت تقطنُ فوق سقيفة “صانع المفاتيح”، بطيرانٍ مضطربٍ، تحت وقعِ رشقةُ إطلاقاتٍ، مزقت السكون، المريب، في فضاء “الميدان”، مماحدا بالرجل النحيف أن يقفزَ مسرعاً الى موضعهِ الأمين، أسفل الطاولة؛ التي كانت تزدحمُ بهياكلِ مذياعاتٍ قديمة،، مكبرات صوت مغبرة، وصفائح ألكترونية خضر صغيرة بحجمِ الكفِ بدا بعضها مهشماً. وجدتُ نفسي، هلعاً، أحتمي بظلِ جدارٍ رطبٍ خلف صاحب الطاولةِ، والذي سمعتهُ يعاودُ حديثه ثانية.. ولكن بنبرةِصوتٍ؛ بدت وكأنهُ يودعني حكمةً تورثها منذُ سنين :
القنّاص ُ الماهرُ.. لابُدَّ أن يكون صبوراً... وهذا الملعون، إبن الزانيَّةِ.. هههههعع... .يُعجبُني... صبره، صبر محاربٍ عتيقٍ.. خاض حروباً طويلةً.. أكسبتهُ خبرةُ التأني في إصطيادِ الطرائٔد..أنا أعرِفُ هذا النوع بالغريزة. غريزة الحروب التي أكلتِ العمرَ كلَّهُ.. شمالاً وجنوباً... وأنتهت بي كهلاً يبيعُ العتيقَ.
تداركتُ وضعي القلق؛ ثم لم ألبثُ أن شكرتُ الرجلَ على معروفهِ معي.. وإنطلقتُ من فوري؛ موغلاً بخطى مُربكةٍ في سوق “الهرج”؛ كأني أغوصُ فيه.
كانتِ الحوانيتُ مغلقةً، والزقاقُ خالياً.. إلا حانوت، ظهرِ فارغاً حتى من صاحبه. على جدرانه تسمَّرت صور تستفز الحواس: زعماء سياسيين، نساء ورجال من أهل الفن، حرفيين إندرست حروفهم، مآذن، أمكنة وبشر لم يعُد لهم وجود.لقد إندرسوا هم أيضاً؛ وأستحالوا أطراً تعَلَقُ فوقَ حيطان المتاجر والمقاهي والبيوت. أدركتُ وأنا، منشغلٌ، بتهدئةِ مخاوفي التي هيَّجَ القناصُ ثائرتها بي :”صاحبُ هذا الحانوت الغائب، لم تعُد ذائقتهُ تستطيب أيامنا هذه لذا عَمِدَ؛ ربما بلاوعيٍ منهُ،الى جرِّ رأسهُ منها، ليستكين مع الماضي.. وليقض المتبقي من زمنه مع وقع الذكريات...ذكرياته فحسب!
يمين السوق. يتفرعُ زقاقُ الملابسِ المستعملةِ. كان فارغاً هو الآخر؛ عدا رجل يمسك مسبحةً تتدلى حباتها الناعمة من إحدى يديهِ؛ وهو يحدِّقُ، بصمتٍ الى بوابة جامع “الأحمدي” الضيقة. جوار ماكنة خياطة (سنگر) مهملة؛ لمحتُ إمرأةً، بملابس رثَّةٍ، تقعي مهطَّلة الصدرِ، تغمسُ أصابعَ متسخة بنقيعِ ثريدٍ، في جوف طاسةٍ معدنيةٍ صدئةٍ.. ثم سرعان ماإزدردتْ لقيماتها بصمت. بدتْ في الظلِّ الرطبِ كأنها قطةٌ؛ لفرطِ نحولها.
كنتُ يائساً من العثورِ على “ساعاتي”، بعينهِ، أعرفه منذ سنين خلت... ففي هذا المكان الذي هجرتهُ حركة زبائنه الدائبةِ، وزعيقُ باعتهِ المستديم يعزُّ عليَّ أن أعثر عليهِ؛ غير أني لمحتُ صندوقهُ الزجاجي من بعيد. ليعقبها، هوذاته، خارجاً من بوابةِ “عثمانُ بن سعيد”، منشغلاً بمسحِ وجهه وذراعيه العاريتين المبللتين؛ كان يتهيأ لصلاة الظهر، لحظة حييتهُ... إلا أني وجدته يحدقُ بي بإستفهامٍ وشت بهِ تقطيبةٌ إرتسمت فوق وجهه الممتليء:
- كيفَ تمكنتَ من القدومِ.. يارجل؟!. عمّي.. الخلق كلَّها عزَّتْ عليها الروح... وهربت من هذا المكان الموبؤ بالموتِ منذ الصباح!.
تبسمتُ بوجههِ. وأنا أُغالبُ خزين الخوف بي؛ وإيقاع الكلماتِ التي أحسستُ بغربتها عني :هكذا هو القدر ياصاحبي..لقد خرجتُ من فمِ موتٍ مؤكدٍ الى الدنيا ثانية؛ وأنتَ خيرُ العارفين؛ خبِرتَ حادث “المتنبيّ” الأليم.. فأنتَ من زبائنه المعروفين.. تساومُ على سعرِ الكتاب من دون كلل!
حدَّقَ بي طويلاً؛ وهو يتناولُ الساعةَ التي مددتها أمام ناظريه؛ مواسياً إياي “السلامةُ أيها الصديق”. ثم لم يلبث أن قال مازحاً: إنكَّ ستُبطِل وضوئي..ههه.. ولكن لا ضير.....هل عرِفتَ بالأخبارِ الجديدةِ أيها الغافل؟
***********
ص15
إبراهيم الخياط مقاليا
د. علي إبراهيم


مرت الذكرى الأولى لرحيل الشاعر والكاتب والأمين العام لإتحاد الأدباء والكتاب العراقي ووجدت أفضل استذكار له هو دراسة منجزه وارتأيت أن أبدأ بإجراء جرد كامل لتلك المقالات فوجدت ما وقع في يدي أزيد من أربعين مقالا، قرأتها جميعا ووجدتها تستحق الدراسة لابتعادها عن التعريف السائد أو القديم للمقالة، الذي يقتضي بأن تكون عفوية وسريعة وخيالية فقد كانت مقالاته رصينة مرصعة بالواقع والموقف والمعرفة والفكرة والربط العضوي بين المعلومات المحلية والتاريخية بشكل مفتوح فوجدتها تضم في مضامينها، تجارب تاريخية، إسلامية، عربية وعالمية، مما جعلها أكثرة رصانة وقوة وتأثيرا.
ووظف في مقالاته الشعر الشعبي والفصيح، الحكمة، والنكتة، المسلسل التلفزيوني مثل (حريم السلطان)في مقاله (عيد “الحريم” العالمي).
بعض مقالاته تقترب من القصة القصيرة من حيث الموضوع والبنية السردية فنجد فيها مقدمة وعقدة وخاتمة مفتوحة أو مغلقة، حوار وشخصيات مثال على مقاله (الأرض كروية).
اخترع شخصية أسماها (بهلول) ووظفها في أربع مقالات يتحاور معها ويستمع إلى آرائها وخلال هذه التقنية كان يقنع المتلقي بآرائه وقد رأيت ذلك جليا في مقالته (وزراء... حكماء) عندما قدم الوزراء استقالاتهم قال بهلول: إن هؤلاء الوزراء لا يعملون شيئا إلا بموافقة كتلهم ولكي يوضح الفكرة يأتي بقصة على لسان مزارع يرويها بهلول: أراد المزارع أن يربط حماره فطلب حبلا من جاره، فاعتذر الجار لعدم امتلاكه لمثل هذا الحبل ولكن قال له: أعطيك نصيحة : هي أن تقوم بنفس الحركات وكأنك تربطه بحبل وسوف لن يبرح مكانه وفعلا وجده في اليوم الثاني بمكانه، لكنه رفض أن يتحرج رغم أن المزارع استنفد كل قوته في سحبه إلا أنه لم يتحرك. ذهب إلى جاره سائلا: فقال له الجار هل تظاهرت بأنك تفك الحبل من رقبته؟ فقال: كلا، فقال اذهب وافعلها، وفعلا تحرك الحمار بسهولة. بهذه الضربة وينهي مقالته والمغزى واضح.
وانمازت مقالات إبراهيم الخياط بلغة فصيحة وسليمة عندما يستخدم الفصيح ولكنني وجدته يستخدم العامية في كثير منها بل حتى عناوينها مثال على ذلك: (الدنيا خوش دنيا)، (كرت عينك سيدي). وأعتقد أن استخدامه للعامية كانت مبادرة جيدة أفادت نصوص مقالاته كثيرا وقربتها من الواقع.
وتميز الكاتب إبراهيم بنهايات مقالاته وتكاد أن تكون علامات فارقة في المقالة العراقية، وعلى سبيل المثال سوف أركز على بعض من هذه النهايات:
في مقالة (وعد بلفور) يتناول هذه الشخصية التي سببت كارثة في منطقة الشرق الأوسط بوعده المشؤوم وعن زيارته إلى فلسطين عام 1925وكيف استقبل بمظاهرات رافضة عارمة في مصر والإسكندرية والقاهرة وفلسطين ولم تحتفي به سوى تل أبيب وسمي شارع باسمه ويربط بين هذه القصة وما يجري بالشارع العراقي وكأن بلفور يحضر شاخصا في الساحة العراقية مع الإعلان بتخصيص ثلاثة مليارات ونصف المليار دينار لنواب رئيس الجمهورية العائدين إلى مناصبهم، ويختم مقالته بمثل شائع: (من لا يملك يعطي لمن لا يستحق).
ومقالة (وامعتصماه) ويروي قصة المرأة التي استنجدت بالمعتصم بالله ويقارن بين ما فعله الأجداد في جنائن المعلقة قبل آلاف السنين من توصيل المياه إلى أعلى الجنائن، وبين أحفاد بابل الذين لا يستطيعون تنظيم عمل المجاري والبنى التحتية الأخرى ويختمها بقوله ولكن ولا واحدة استنجدت بأي مسؤول وهي تغرق بمياه الأمطار في بغداد، وصاحت واحكومتاه ولكن بكل تأكيد صاحت ونادت بصوت عال: ( آه من حكومتاه).
وفي مقالة (ثورة معروف الرصافي ) الذي يصرخ في المجلس النيابي الذي كان عضوا فيه عن لواء الدليم: سادتي أنا شيوعي، لقد جاء في القرآن الحكيم (وفي أموالهم حقل للسائل والمحروم، الذاريات :19) فالضمير هنا يعود على الأغنياء. سألتكم بالله هل الشيوعية غير هذا؟
وفي مقالة (خروقات انتخابية خضراء) معلقا على تقرير المفوضية الفاسدة والتي قللت من الخروقات ووصفتها بالخضراء وتعني بها القليلة جدا وغير مؤثرة على النتائج ويقول إبراهيم هل تعد خضراء تصويت قوات الأمنية مرتين إذ من يضبط أن القوات لم تصوت بيوم التصويت إلى جانب العديد من الخروقات التي أضرت بالعملية الانتخابية، ولكنه لم يدعو إلا لمزيد من الحذر والمراقبة والمساهمة من قبل قوى التيار الديمقراطي وينهي مقالته بالإشارة إلى قصيدة مظفر النواب ( وشمس العراق ستشرق بالأصابع الملونة من ليل البنفسج ... يا طعم)
وفي مقالة (ولف الجهل) والعنوان أخذ من حكاية شعبية معروفة يذكرها كما هي ولكنه يعود مرة أخرى إلى شخصية بهلول الذي خرج من خيمة الاحتجاج منزعجا ووقف في الساحة تحت المطر قبالة الكونكريت العظيم ليخاطب الكابينة الخضراء معاتبا:
اهنا يمن جنه وجنت جينه وكفنا بابك
غلطة عمر ما تنسي اشمالك نسيت الجابك
وهناك توظيف من تجارب الشعوب في مقالاته مثل تجربة شيلي في (الوحدة الوطنية) وخيانة بينوشيت الذي عينه سلفادور الليندي. ليؤكد على أن الخلل ليس بالتحالفات وإنما الخلل في الخيانة.
من هذا العرض السريع يكتشف القارئ عمق هذه المقالات وتأثيرها على ما يجري في وطنينا من موبقات ترتكب في وضح النهار وبودي أن أنهي مقالتي هذه بالإشارة إلى نهايات كلماته الرسمية التي كان يلقيها باسم اتحاد الأدباء والكتاب العراقي هي الأخرى غير تقليدية مثال على ذلك: نهاية كلمة ألقاها في المربد:
“ الطائفيون يقتلون بعضهم البعض، النفعيون يقتلون بعضهم البعض، اللصوص يقتلون بعضهم البعض، الساسة التجار يقتلون بعضهم البعض، الشعراء يقتلون الظلام، الشعراء عليهم السلام، وعليكم السلام”.
**************
محطات ثقافية
مؤسسة جمعة اللامي الأدبية

الشارقة ـ خاص
يطلق القاص والروائي جمعة اللاّمي “ مؤسسة جمعة اللاّمي للآداب والثقافة والفنون مطلع الشهر القادم ، من أجل “ نشر الثقافة العراقية من منابعها الإنسانية التي تمتد عميقاً في تاريخ البشرية “ ، على وفق ما جاء في “ بيان التأسيس “ الذي نشره اللاّمي على وسائل التواصل الإجتماعي أخيراً.
وقال اللاّمي أن هذه المؤسسة الوليدة ، ستطلق “ جائزة حكمة الشامي للقصة القصيرة ، وسيتمّ منحها إلى “ أفضل عمل سردي لكاتب عراقي شاب، يصدر خلال العام “، موضحاً “ ان معايير منح هذه الجائزة ، ستؤكد على تفرّد الموهبة، وجدّة الموضوع ، وشجاعة الفِكر والشَكل “، وكذلك تتماثل مع الاشتراطات الأخلاقية والجمالية التي اعتمدتها المبادرات والتجارب العالمية بهذا الصدد ، والتي لم تتشوه بالثقافة الاستهلاكية ، وهيمنة المال الثقافي على المشاهد الثقافية العربية ً.
وأعلن اللاّمي، أن “ جائزة حكمة الشامي للقصة القصيرة”، ستجعل الأشهر ما بين تشرين الاول / أُكتوبر سنة 2020 ، وتشرين الاول / أُكتوبر سنة 2021 ، فضاءً لتكريم القاص الراحل أنور شاؤول، والقاص والروائي الراحل عبدالمجيد لطفي ، والناقد فاضل ثامر، بكونهم أصحاب ريادات ومنجزات مُؤسِّسة في السرديّة العراقية الحديثة.
وقال اللاّمي “ أدعو زميلاتي وزملائي الادباء العراقيين ، للمشاركة في تقديم بحوث وشهادات حول الاختيارات الثقافية والأخلاقية لهذة الأيقونات العراقية الرائدة في مجالاتها المتعددة ، ومن جانبي سوف استقبل بالترحاب والاحترام أيّ رأي يهدف الى تطوير وتعميق سنة تكريم أنور شاؤول ، وعبدالمجيد لطفي ، وفاضل ثامر”.
وكان اللاّمي ــ المُقيم بإمارة الشارقة منذ سنة 1980، قد ذَكَرَ في وسائل التواصل الاجتماعي ،أنه ينتوي الإعلان عن قيام “مؤسسة جمعة اللاّمي للآداب والثقافة والفنون” ، وإطلاق”جائزة حكمة الشامي للقصة القصيرة “ في أحد مقاهي مدينة بغداد ، إلاّ أن وضعه الصحّي الحرج ، وانتشار جائحة “ كورونا “ حالا بينه وبين تحقيق رغبته تلك.
**************
الأدب والكتابة : الإزاحة والإبدال

كتاب يبحث في تفكّك الأدب وزواله وإنهيار السرديات الشمولية
عن دار الحوار والنشر والتوزيع – سوريا ، صدر كتاب نقدي جديد للناقد والروائي عباس عبد جاسم بعنوان “ الأدب والكتابة – الإزاحة والابدال“، جاء في “ مقدمة “ الكتاب: “ يمكن أن نعد القرن الحادي والعشرين بوصفه عصر البنى المعرفية المتحوِّلة، ومنها : تحوّلات الكتابة الجديدة، وخاصة بعد إنهيار السرديات الشمولية، وإختلال نسق القيم “وتمركز اللوغوس “وميتافيزيقيا اليوتوبيات المطلقة أمام تقدم مقولات اللايقين والنسبية واللاتعيّن والكمومية وتعددية المعنى“ .
ومن هذا المنطلق يوجّه الناقد إنتباه القارئ الى “ أن الأدب صائر الى زوال “، وخاصة بعد أن تفكّك الأدب بظهور الكتابة – كمفهوم مواز له بصيغة الإزاحة والإبدال– حتى أخذ يتجه نحو اللا – نوع أو اللا- مسمى”.
************
أجنحة الفراشات

للروائي العراقي فخري أمين صدرت رواية جديدة بعنوان (أجنحة الفراشات) وتقع في (558) صفحة، تتحدث عن الحرية والسلم في ظروف قاتمة.. عبر نضال دؤوب. الرواية صدرت عن دار سطور / بغداد.
****************
ص16
“فتى القرى والبساتين” جديد جاسم عاصي

عن “دار تموز للطباعة والنشر”، صدر أخيرا كتاب بعنوان “فتى القرى والبساتين/ تداعيات نقدية حول شعرية قصائد صاحب الشاهر”، من تأليف جاسم عاصي.
يفتتح الكتاب بكلمة إهداء موجهة إلى الشاعر مرشد الزبيدي، الذي ارتبط اسمه بالراحل الشاهر عبر المنظورين الإنساني والشعري.
ويضم الكتاب مقدمة وأربعة أقسام، الأول يتناول القصائد التي نشرها الشاهر في ديوانه “أيها الوطن الشاعري”، فيما يختص القسم الثاني بالكيان الشعري والأسطورة في شعر الشاهر. أما القسم الثالث فيتضمن دراسة حول قصيدته “حجر العراق الكريم”، والرابع يتحدث عن البيئة التي عاش فيها.
يقع الكتاب في 129 صفحة من القطع الصغير.
*************
ثوار النجف يعرفون بمنجزات انتفاضة تشرين

النجف - طريق الشعب
وزع ثوار مدينة النجف، أخيرا على المواطنين في مختلف مناطق المدينة وقضاء الكوفة، نسخا من كتيب يعرّف بمنجزات انتفاضة تشرين، ويجيب عن أبرز التساؤلات حول الانتفاضة، وذلك تزامنا مع الذكرى السنوية الأولى لانطلاقها.
وتوزع الثوار على عشر مجموعات، كل واحدة تضم 20 ثائرا، وجابوا الشوارع والساحات العامة، ووزعوا على الناس قرابة 10 آلاف نسخة من الكتيب.
ووفقا لما صرح به عدد من الثوار إلى “طريق الشعب”، فإن نفقات طباعة الكتيب، تبرع بها الثوار أنفسهم، بواقع ألف دينار من كل شخص.
**************
كتب رائد فهمي على صفحته في فيسبوك:
القوى المدنية الديمقراطية في مواجهة تحدي الانتخابات القادمة
مشهد القوى والتنظيمات والكيانات والشخصيات المدنية والتيار الديمقراطي في المجتمع يتسم بالتشتت، مما اضعف تأثيرها ونفوذها السياسيين رغم القبول الواسع للأفكار والقيم المدنية في المجتمع، وللرصيد الإيجابي لشخوصه.
ونظرا لحالة التعدد والتنوع في أشكال تنظيم وعمل وتركيب القوى المدنية، تعددت المبادرات والاطر والائتلافات التي انتظمت فيها الأحزاب والتنظيمات المدنية، ولم تنجح في التجمع والتكتل في اطار انتخابي موحد لها في الدورات الانتخابية الماضية.
لذا ينبغي السعي لتجاوز هذا الواقع وتوحيد عملها ، وليس اطرها التنظيمية بالضرورة، من خلال العمل المثابر الرؤى وتشجيع مختلف اشكال التعاون والتنسيق، وصولا إلى العمل المشترك. فمختلف التشكيلات المدنية تعتبر روافد ينبغي ان يصب عملها في تعزيز مشروع الدولة المدنية الديمقراطية، وأن يجد الترجمة الانتخابية المناسبة له.
ان الانتخابات القادمة ستكون مفصلية ومحطة سياسية فارقة في حال توفرت مستلزمات المنظومة الانتخابية العادلة والبيئة الانتخابية الامنة الضامنة لحرية الناخب، وقد بينت انتفاضة تشرين الباسلة والحراك الاحتجاجي المتواصل منذ عشرة شهور الإرادة الشعبية العارمة، في الخلاص من منظومة المحاصصة والفساد، وفي الرفض الواسع للقوى السياسية الماسكة بزمام الحكم. كما بينت شعارات ومطالب المنتفضين، خصوصا شعار “نريد وطنا” انسجامها مع مسعى القوى المدنية من أجل إقامة دولة المواطنة المدنية الديمقراطية، ونبذ الطائفية السياسية ووليدها نهج المحاصصة، حاضنة الفساد والفشل والخراب. لذا اصبحت القوى المدنية تواجه تحدي الارتقاء إلى مستوى ما تتطلبه الظروف المستجدة، من تجاوز لحالة الفرقة والتشتت والتشظي، والعمل الجاد على إيجاد الصيغ المناسبة لتحقيق وحدة عملها، وبناء جسور اللقاء والتعاون مع قوى الانتفاضة والحراك الاحتجاجي الشبابية، تمهيدا لخوض الانتخابات القادمة.
لكن العمل ما زال يسير ببطء ولم يتحقق الكثير بعد، الامر الذي يحثّ على تكثيف وتسريع الجهود نحو تجميع القوى والشخصيات المدنية، وتفعيل الأطر السليمة او استحداث اشكال جديدة تنسيقية، تستوعب التنوع الى جانب السعي المثابر لتطوير مستوى مشاركة القوى المدنية في الحراك الاجتماعي الاحتجاجي والمطلبي، في مختلف محافظات ومدن العراق. كما تبرز أهمية خوض حوارات فكرية وسياسية مع الشباب المنتفضين وفي ساحات الاحتجاج، لتوضيح وتدقيق بعض التصورات الخاطئة التي تحول دون التمييز بين حلفاء ومساندي الانتفاضة من جانب وخصومها من جانب آخر. وكذلك بشان قانون الانتخابات العادل والأنسب لمشروع التغيير، وغير ذلك من القضايا التي يمكن عبر الحوارات الجادة ومن مواقع النضال المشترك، توحيد الرؤى والمواقف بشأنها.
**************
“مسرحيون ديوانيون” عبر نافذة إلكترونية

الديوانية - وكالات
استحدث قصر الثقافة والفنون في محافظة الديوانية، أخيرا، نافذة إلكترونية بعنوان “مسرحيون ديوانيون”، يبثها عبر منصته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي.
تستعرض النافذة، اعتمادا على قاعدة بيانات خاصة بوحدة التوثيق في القصر، ابرز الأسماء في فضاء مسرح الديوانية، وما قدمته من منجز خلال مسيرتها الفنية. وتبدأ تلك الأسماء بالرواد وتنتهي بالمسرحيين الشباب. إذ يتم تحديث قاعدة البيانات كل ستة شهور، لتكون في متناول الباحثين والمهتمين في الشأن المسرحي – بحسب القائمين على القصر الثقافي.
ورحب العديد من الفنانين بهذه الخطوة، معتبرين أنها تمثل جزءا من العرفان والوفاء، لفناني المسرح المبدعين، وما قدموه من مشاريع معرفية وجمالية.
واحتفت النافذة في حلقتها الأولى، بالفنان د. مهند ابراهيم العميدي، الذي ألقى الضوء على رحلته الإبداعية وآثاره الفنية.
*****************
ليس مجرد كلام
هذه الكراهية
من صنعها ؟!

عبد السادة البصري
***********
في روايته (قرن الريح) يقول الكاتب الاوروغياني ادوار دو غاليانو: (توقفت الريحُ عن الهبوب، والأشجار عن التمايل، لم ترتعش ورقة واحدة، وصمتت الطيور، تجمّدت الأشياء كلها، منتظرة تلك اللحظة حين جاءوا وقتلوا مجموعة منّا)، بمعنى أن الكون كله يتوقّف عندما يُقتل إنسان !
هذا ما جعلني أقف مليّاً عند الجرائم التي تُرتكب هنا وهناك، في بلادنا، حيث باتت الجريمة سمةً، بل خبراً يومياً نتداوله في أحاديثنا كل لحظة !
مَنْ سمح للجريمة أن تتغلغل في وسطنا ؟!، بل مَنْ سقى بذور الشرِّ، وأيقظ الشيطان القابع في نفوس البعض ؟! تساؤلات تأخذني يميناً وشمالاً وأنا أقرأ وأشاهد الجرائم التي ترتكب بحقِّ الإنسانية، سواء بالقتل أو التجويع أو الفساد المستشري في كل مكان، لأجدني واقفا عند سؤال حيّرني كثيراً : هذه الكراهية التي انبثقت في نفوسنا مَنْ حفّزها، ومَنْ صنعها ؟! وأعود بذاكرتي حيث الطفولة التي عشتها بين الخضرة والماء في قريتي الغافية عند تخوم البحر بأقصى الجنوب، حيث بكت ذات يوم بحرقةٍ على غريبٍ لم يُعرف من أين جاء، حين وجدوه مضمخا بدمه تحت أحد الجسور، ولم يهنأ لها بال حتى خرجت عن بكرة أبيها لتشييعه ودفنه وإقامة العزاء عليه !
في تلك الأيام لم نعرف معنى الحقد أو الطائفية وما شابهها، وعشنا الحلوة والمرّة معا لم نفترق إلاّ عند اشتعال الحرب المجنونة في ثمانينات القرن المنصرم، وبقينا نحمل المحبة والشوق لبعضنا لحد هذه اللحظة!
ابتدأت بذور الكراهية بالنمو حين بدأ الرقيب الأمني والحزبي يمشي بيننا، وأخذت الحكومات بسقيّها شيئا فشيئا لحاجة في نفس مّنْ يؤثر الكرسي وما يصبّ في جيوبه من أنبوب النفط، من التقارير والوشايات إلى التصفيات الجسدية وكلّها جرائم بشعة يندى لها الجبين في عالم يبحث المرء فيه عن الأمان والمحبة والسعادة!
أعود إلى غاليانو وهو يقول في مكان آخر من الرواية: (كان الرجال الذين يحرقون الصدور بوابور لحام المعادن يرتدون الكتّافيات ويحضرون العشاء الرباني أيام الأحد)، لأجد أننا انغمسنا في الجريمة حدّ الغرق وأخذت الكراهية تمشي في الشرايين، يا للأسف !
**************