العدد 5 السنة 86 الثلاثاء 15 أيلول 2020

 

تصفح بي دي اف

 

 

 

 

ص1
كتب المحرر السياسي
ضرورة البيئة السياسية الأمنية المناسبة
لاجراء الانتخابات المبكرة

تنطلق الدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة والى تهيئة مستلزمات إجرائها، من ضرورة الاستجابة إلى الصوت الشعبي المتطلع إلى التغيير، بجانب كونها التزاما ثبته رئيس مجلس الوزراء في منهاج حكومته. فالانتخابات تمثل أداة سلمية ودستورية رئيسة لإحداث التغيير.
وحين تتوفر المتطلبات والشروط التي رفعها المنتفضون وغالبية أبناء شعبنا، والعديد من القوى الوطنية والديمقراطية ومنها حزبنا الشيوعي العراقي، فان المنتظر أن تكون الانتخابات رافعة لتغيير جدي في قوام مجلس النواب، بما يجعله اقرب إلى هموم الناس وتطلعاتهم وأقدر على حماية حقوقهم وتوفير مستلزمات العيش الآمن والكريم لهم.
والى جانب تشريع قانون عادل ومنصف، وبناء مفوضية انتخابات مهنية مستقلة وقادرة على النهوض بمهامها، واستكمال تشكيل المحكمة الاتحادية، وإقرار ضوابط ملزمة لتنظيم الحملات الانتخابية، ووضع سقوف مالية لها، وضمان الاشراف الدولي الفاعل على العملية، وتهيئة المستلزمات الفنية والمالية لها، فان الحاجة ماسة الى توفير البيئة السياسية – الأمنية المناسبة لاجرائها، بما يمكن المواطن العراقي من الادلاء بصوته بأمان وحرية، واختيار من يراه مناسبا لعضوية مجلس النواب استناد الى ما يقدمه من برامج ومشاريع، فضلا عن صفاته العملية الأخرى واولها النزاهة والحرص على المال العام والاستعداد الفعلي لخدمة المواطنين والانطلاق من مصلحة الشعب والوطن أولا وقبل كل شي.
من ناحية اخرى تتقاطع العملية الانتخابية كممارسة ديمقراطية، على طول الخط، مع وجود فصائل مسلحة ذات واجهات سياسية وتغول مليشياوي. لهذا يتوجب فرض التقيد الصارم بقانون الأحزاب، وحرمان مثل هذه الكتل من المشاركة في الانتخابات، والتطبيق الفعلي والعملي لشعار حصر السلاح بيد الدولة، ووضع حد لنشاط الميليشيات والجماعات المسلحة المتمردة على الدولة ونزع سلاحهم، وتقديم من يرفض منهم الى القضاء.
كذلك يتوجب على الحكومة والسلطتين التشريعية والتنفيذية فتح ملفات الفساد، واعتبار ذلك من ضمن متطلبات اجراء انتخابات عادلة. فالفاسدون بما استحوذوا عليه من مال، وما يتوفرون عليه اصلا من أموال، يمكنهم شراء الذمم وتقديم الرشى وتجميع الأصوات بطرق غير نظامية او قانونية بما يضمن اعادة انتخابهم. ومن ذلك حتى شراء البطاقة الانتخابية، الذي ذكرت تقارير إعلامية انه يحدث منذ الان .
ان المطلوب هو اسقاط هؤلاء الفاسدين والمفسدين قضائيا وسياسيا، ومنعهم من الترشح في الانتخابات القادمة، واحالتهم الى القضاء لينالوا جزاءهم العادل، فمكانهم خلف القضبان وليس على مقاعد مجلس النواب .
ولتأمين البيئة الضرورية لتنظيم انتخابات حرة ونزيهة تعبر فعلا عن خيارات الناخبين، صلة أيضا بالاقدام على إجراءات وخطوات فعالة للكشف عن قتلة المنتفضين والمتظاهرين، والجهات التي أصدرت الأوامر اليهم، وليس الاكتفاء بتحديد مرتكبي الجرائم.
وقد حان الوقت لوقف الجدل بشأن موضوعة الانتخابات المبكرة، فمجلس النواب عند اقراره المنهاج الحكومي صادق ضمنا على اجرائها. وعدا ذلك فان الامر لا يعدو كونه مضيعة للوقت وتعمدا في عدم اجرائها في الموعد المعلن (حزيران ٢٠٢٠).
ان مسؤوليتنا الوطنية والسياسية توجب علينا التحذير من جديد. فعدم تهيئة المستلزمات أعلاه بما يؤمّن اجراء انتخابات تعكس حقا إرادة الناخبين، وتضمن احداث تغيير جدي في قوام مجلس النواب، من شأنه أن يفاقم السخط والتذمر الشعبيين، ويزيد اعداد المواطنين العازفين عن المشاركة في الانتخابات والمعلنين عدم ثقتهم بها، وهذا ينزع الشرعية السياسية والتمثيلية والأخلاقية من المؤسسات المنبثقة عنها. كما ان من شأنه تعريض البلاد الى مخاطر جسيمة، تتحمل مسؤوليتها القوى المتنفذة إن هي أصرت على عدم الاستجابة لمطالب المنتفضين وغالبية أبناء الشعب، وتطلعهم الى اجراء انتخابات حرة نزيهة وعادلة.
*************
قالت ان الحكومة “تماطل” في حسم “ملف قتل المتظاهرين”
نقابة المحامين تطالب بإطلاق سراح المغيبين قسرا وتعويض جرحى التظاهرات
بغداد- نورس حسن


شهر وايام قليلة تفصلنا عن الذكرى السنوية الاولى لانطلاق انتفاضة تشرين، التي سالت فيها دماء مئات الشهداء وآلاف الجرحى، ومقابل ذلك كله، لا يزال ملف قتل المتظاهرين يلاقي مماطلات من قبل الجهات المسؤولة عن حسمه.
نقابة المحامين حمّلت الجهات التنفيذية والقضائية مسؤولية عدم حسم الملف. وطالبت في الوقت ذاته، بتعويض جرحى التظاهرات وذوي الشهداء، فضلا عن الاسراع في إطلاق سراح الناشطين المغيبين.
وقال نقيب المحامين ضياء السعدي، أن “النقابة سجلت تقصيرا كبيرا في الاداء الحكومي في ما يتعلق بحسم ملف قتل المتظاهرين وتعويض ذويهم، إضافة الى تعويض الجرحى والتكفل بعلاج الكثيرين منهم”، مشيرا في حديث لـ “طريق الشعب”، أن “غالبية الجرحى يعانون ظروفا اقتصادية صعبة، ومنهم من كان معيلا لأسرته، وهو اليوم لا يتمكن من العمل بسبب إصابته”.
وتطرق السعدي الى الناشطين المغيبين، وقال أن “هناك اعدادا ليست قليلة من الناشطين في التظاهرات والمتظاهرين، تم اختطافها من ساحات التظاهر، وغيبت قسرا ولم يطلق سراحها إلى الآن رغم المناشدات”، مشددا على أهمية أن تقوم الجهات الأمنية “تحديدا”، ببذل جهود نوعية من أجل الكشف عن أماكن تواجد هؤلاء المغيبين وإطلاق سراحهم ومحاسبة الجهات التي غيبتهم “كونهم مارسوا دورهم الدستوري بكل سلمية، في المطالبة بحياة كريمة”.
وطالب نقيب المحامين، الجهات القانونية والدولية بـ “الضغط على الحكومة العراقية من أجل الإسراع في حسم ملف قتل المتظاهرين وتعويض الجرحى، إضافة إلى اطلاق سراح جميع المعتقلين والمغيبين”، مؤكدا أن “النقابة لا تزال عند موقفها بالتكفل باستلام القضايا التي تتعلق بالمتظاهرين القتلى والجرحى، بعد تقديم الوثائق المطلوبة لتعويضهم”.
وفيما لفت الى أن “الحكومة تماطل في حسم ملف قتل المتظاهرين”، أوضح أن “هذا الملف يقع على عاتق القوات الأمنية، كونها هي من يمتلك عناصر الرصد والجهود الاستخباراتية، ولديها معرفة بالتفاصيل الدقيقة عن كل ما جرى خلال التظاهرات، وبالتالي فإن اي تأخير في إعلان النتائج، غير مبرر”.
وأضاف السعدي قائلا، انه “على القضاء ان يكون منصفا، وان يضمن حقوق المتظاهرين الذين تعرضوا الى جميع انواع الانتهاكات، بالإضافة إلى الكشف عن الجهات التي تسببت في هذه الانتهاكات وتشخيصها، او على اقل تقدير عرض ما توصل اليه القضاء في هذا الجانب”.
من جهته، قال الناشط في مجال مكافحة الفساد، سعيد ياسين موسى،أنه “نحو 100 يوم مرت على حكومة الكاظمي، والى الآن لم تلبشيئا من مطالب المتظاهرين، الذين ضحى الكثيرون منهم شهداء وجرحى”، متابعا قوله في حديث لـ “طريق الشعب”، أنه “بعد ان كانت المطالب تكمن في توفير فرص عمل وخدماتصحية وتعليمية وغيرها، أضيفت إليها مطالب أخرى، أبرزها الكشف عن قتلة المتظاهرين وتقديمهم إلى العدالة، وتعويض جرحى التظاهرات”.
واشار الى ان “الطبقة السياسية تعمل اليوم على إضاعة الوقت والمماطلة في تلبية مطالب المواطنين. ففي واقع الحال، أن الحكومة هي من تغير فقط استجابة إلى مطالب التظاهرات. فيما لا تزال بقية المطالب غير منفذة. إذ لم يجر تغيير مفوضية الانتخابات وقانون الأحزاب، بل أن هناك تراجعا كبيرا في الأوضاع المعيشية”.
ولفت موسى إلى أنه “ينبغي على الحكومة أن تعي أن الهروب عبر تضييع الوقت لا يعني الخلاص، وعلى مجلس النواب ان يأخذ دوره الرقابي والتشريعي”، مضيفا أن “الشعب العراقي، همه اليوم الكشف عن كل من تسبب في قتل المتظاهرين، خاصة ان هناك لغطا والقاء تهم بين الكيانات السياسية، مع وجود سلاح منفلت”.
وشدد الناشط على “أهمية أن يكشف القضاء عما توصل إليه من نتائج التحقيق حول ملف قتل المتظاهرين، ويعلن عن ذلك بشكل دوري أمام الشعب، الذي سئم الانتظار”.
************
راصد الطريق
طرق .. للموت!


كشف لنا مصدر مسؤول عن وجود ثمانية معامل اسفلت معطلة في بغداد وحدها، مضيفا انها قادرة على توفير اسفلت يكفي لتعبيد طرق بغداد وشوارعها وازقتها بالكامل خلال 4 سنوات وباسعار زهيدة. وقال ان هذه المعامل وقعت ضحية عمليات فساد، حالت دون تشغيلها بكامل طاقتها .
ولحال الطرق وتعبيدها، خاصة منها الخارجية، علاقة مباشرة بحوادث المرور. والحديث موجع عن الطرق المؤدية الى المحافظات الجنوبية والشمالية، التي لم تصلها يد الاعمار منذ 17 سنة، فتشهد سنويا حصاد آلاف الارواح.
ولنا جميعا ان نتخيل معاناة سائقي المركبات الذاهبين والآيبين على الطرق من بغداد الى اربيل والبصرة والموصل والانبار وميسان وكربلاء والنجف وغيرها، والحوادث المفجعة التي وقعت وتقع على تلك الطرق، والضحايا الكثر الذين سقطوا ويسقطون جراءها. فهل هؤلاء هم ضحايا للفساد ام للاهمال ام لسوء التخطيط .. ام ماذا؟
مديرية المرور العامة تقول ان مجموع الحوادث بين سنتي 2011 و2017 بلغ 201765,753 حادثا، وان 19,207 مواطنا لقوا مصرعهم فيها.
فمن المسؤول عن استمرار هذا الوضع المروّع؟!
**************
ص2
اضاءة
الكذب على طريقة غوبلز

محمد عبد الرحمن

“كلما سمعت كلمة مثقف تحسست مسدسى” وهناك من يقول “كلمة ثقافة”.
لعل هذه اشهر عبارة لوزير الدعاية النازي جوزيف غوبلز، الخادم المطيع والمبرر”الذكي” لجرائم ادولف هتلر. ولغوبلز يد طولى في حملة الإبادة ضد المثقفين وإقامة محاكم التفتيش لهم، وهو يعد من مؤسسي مدرسة إعلامية قذرة في الدعاية السياسية وصاحب الشعار الشهير “اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس”. وكان هو فعلا صاحب الكذب الممنهج والمبرمج، الذى يعتمد الترويج للنازية وتبرير مجازرها ليس بحق الشعب الألماني وحده، بل وشعوب العالم كافة .
وربما لا جديد فيما اوردناه أعلاه ، فغوبلز معروف وخاصة للمتابعين. لكننا اردنا لفت الانتباه الى المدرسة الإعلامية الدعائية بلونها الرمادي التي أسسها غوبلز، واعتمادها على الكذب والمزيد منه. خاصة وان الكثير من الساسة في بلدنا، وفِي الخارج، لجاوا الى هذه المدرسة الدموية ومكرها وكذبها لخدمة سلطانهم ومصالحهم. فهم يكذبون على شعوبهم ليل نهار، ولا يكلون او يملون من التغطية على قتل الناس وازهاق ارواحهم ومصادرة حق معارضيهم في الحياة، ومن التمويه على سرقاتهم ونهبهم للمال العام، وتسترهم بالدين وهو منهم براء في الوقت الذي ينغمسون فيه في كل الرذائل، ولَا يتركون رذيلة منها الا وتنافسوا عليها مع عتاة المجرمين ورؤوس الجريمة المنظمة والفاسدين وسيئي الاخلاق والسمعة، وكل سقط المتاع .
هؤلاء ساروا بالكمال والتمام وفق مقولة ميكافيلي ان “الغاية تبرر الوسيلة”. المقولة التي صارت مبدأ تطبقه عمليا الكثرة من الحكام والمتنفذين، وإن لم يقروا بذلك ويعلنوه، ورغم تقاطعه التام مع المنطق والأخلاق والاعتبارات الإنسانية. فلا تأنيب ضمير عند بعضهم حتى وهو ينفذ جريمة قتل عمد واغتيال سياسي، فلا ذنب للضحية سوى تقاطعه مع منهج القاتل وأهدافه واسلوبه وطريقة ونمط حياته وربما مزاجه واهوائه .
وللأسف ما انفك هذا يحصل في بلدنا تحت عناوين وأسماء متنوعة، وتبريرات هذا البعض لم ينزل بها من سلطان ، وهو يمارس الكذب على نطاق واسع . ومن ذلك مثلا ما يكثر البعض هذه الأيام من الحديث عنه حول أهمية وضرورة استعادة هيبة الدولة. ولا خلاف على ذلك بالطبع، ولكن السؤال هو: من الذي يتمرد على الدولة ويبهدلها، ومن يمتشق السلاح خارج مؤسساتها الرسمية، ومن يصادر القانون ويدوس عليه في كل ساعة، بل ومن جعل خزانة الدولة خاوية فارغة بعد ان “نظفها” مما فيها من أموال الشعب، وغير ذلك الكثير من الأسئلة الحارقة؟
وفِي واقعنا العراقي المزري، حيث يستمر الكذب والسرقة والاعلام المضلل والقتل العمد،
هل يمكننا القول: عندما نسمع متنفذا يمتشق السلاح ويتحدث عن هيبة الدولة، فعلينا ان نضع أيدينا على قلوبنا بانتظار الإعلان عن اسم الضحية القادم ، فردا او جماعة !؟
لكن القناعة كبيرة بان وعي المواطنين كفيل بان يجعل “حبل الكذب قصيرا” ويعري حقيقة هؤلاء ويسقط ورقة التوت عن عوراتهم، تمهيدا للخلاص منهم ومن منظومتهم المحاصصاتية الفاسدة.
************
متظاهرون يشجبون قرارات إزالة منازلهم
احتجاجات في ٨ محافظات للمطالبة بتوفير فرص العمل وتثبيت العقود
بغداد - علي شغاتي


تواصلت الاحتجاجات الشعبية خلال الأيام الماضية، في بغداد وعدد من المحافظات، للمطالبة بتوفير فرص العمل، وايجاد حل لمشكلة البطالة وتثبيت العقود في دوائر الدولة، فيما احتج عدد اخر من المواطنين على قرار إزالة منازلهم.

احتجاجات واسعة في بغداد
وشهدت العاصمة بغداد، تظاهرات احتجاجية واسعة، للمطالبة بتوفير فرص العمل وتثبيت العقود على الملاك الدائم.
وقال مراسل “طريق الشعب”، بلال رضا، إن “عدد من العاملين بنظام العقود والاجور في المفوضية العليا للانتخابات، تظاهروا امام وزارة المالية للمطالبة بتثبيتهم على الملاك الدائم، أسوة بباقي موظفي الدولة”، مشيراً الى أن “العشرات من خريجي المعاهد الصحية والتمريضية، نظموا تظاهرة امام مقر رئاسة الوزراء في منطقة العلاوي، للمطالبة بالتعيين المركزي أسوة بباقي خريجي المجموعة الطبية”. واضاف رضا، أن “العشرات من المهندسين نظموا مسيرة انطلقت من تقاطع دمشق صوب نقابة المهندسين للمطالبة بتوفير فرص العمل، فيما واصل خريجو الجيولوجيا والهندسة الكيمياوية، والدراسات العليا، اعتصامهم للمطالبة بتوفير فرص عمل”، مناشدين “الحكومة والجهات المعنية بالالتفات لمطالبهم”.

قطع للطرق في البصرة
وفي البصرة، قطع محتجون في قضاء الفاو الطرق المؤدية الى الرصيف والموانئ النفطية، احتجاجاً على عدم تعيينهم داخل المستودع النفطي.
وأشار المتظاهر رعد حسين في حديث لـ”طريق الشعب”، إلى أن “المحتجين في القضاء يواصلون تظاهراتهم منذ أسبوع للمطالبة بـ٢٠٠ درجة وظيفية خصصتها حكومة البصرة ضمن ٣٠ ألف درجة وظيفية التي أطلقها محافظ البصرة في العام الماضي”، مبيناً ان “قطع الطرق المؤدية للمستودعات النفطية جاء بسبب رفض وزارة النفط تنفيذ القرار، رغم حاجة المستودع لليد العاملة”.
في الاثناء، جدد العشرات من أهالي منطقة التنومة في قضاء شط العرب، تظاهرتهم احتجاجاً على قرار هدم منازلهم.
وذكر المواطن فرقد البزوني في حديث لـ”طريق الشعب”، أن “الشركة المنفذة للطريق الرابط بين جسر محمد باقر الصدر المعلق ومنفذ الشلامجة الحدودي، قررت هدم منازلهم مقابل تقديم تعويض مادي يبلغ ١٥ مليون دينار”، مبيناً إن “المبلغ لا يسد تكلفة بناء منازل جديدة”، مطالباً، “ الحكومة المحلية بتمليكهم اراض جديدة وزيادة التعويض المالية”.

تظاهرة لذوي العقود في الناصرية
من جهتهم، تظاهر العشرات من اصحاب العقود في دائرة صحة محافظة ذي قار، امام مبنى ديوان المحافظة للمطالبة بصرف رواتبهم المتأخرة منذ عدة أشهر.
وبيّن المتظاهر محمد العكيلي في حديث لـ”طريق الشعب”، أن “المحتجين احرقوا عددا من الإطارات امام دائرة الصحة احتجاجا على الوعود المتكررة من قبل الدائرة بصرف رواتبهم، ولكن دون نتيجة تذكر”، مهددا بـغلق “دائرة الصحة في حال استمرار تجاهل مطالبهم”.
يُشار الى إن العشرات من مقاتلي الحشد الشعبي المفسوخة عقودهم، تظاهروا أمام مبنى ديوان محافظة ذي قار للمطالبة بإعادتهم للخدمة، أسوة بأقرانهم في وزارتي الدفاع والداخلية.

ذوو الشهداء يتظاهرون في ميسان
من جانبهم، تظاهر العشرات من ذوي الشهداء في محافظة ميسان للمطالبة باسترجاع الأموال التي دفعوها لمؤسسة الشهداء، لأداء فريضة الحج.
وطالب المتظاهر سعد خاطر في حديث لـ”طريق الشعب”، بـ”استرجاع الاموال التي دفعوها الى مؤسسة الشهداء، بسبب الغاء مناسك الحج للعام الحالي نتيجة للازمة الصحية واجراءات الوقاية من وباء كورونا”، مستغربا من “امتناع المؤسسة عن اعادة المبالغ المستوفاة منهم كبدل للحج، بحجة عدم وجود تخصيصات مالية”.

احتجاجات أمام الشركات النفطية
في غضون ذلك، نظم العشرات من خريجي كليات الهندسة مسيرة احتجاجية باتجاه مبنى ديوان محافظة الديوانية للمطالبة بتوفير فرص عمل في مصفى الشنافية.
ووفقاً لمراسل “طريق الشعب”، ميعاد القصير، فأن “المتظاهرين طالبوا الحكومة المركزية ووزارة النفط وشركة مصافي الوسط بتوفير فرص عمل جديدة وتعيينهم ضمن ملاك وزارة النفط، والكف عن تهميشهم وشمولهم بالتعينات بدل ذهابها للمتنفذين والفاسدين”.
الى ذلك، واصل عدد من خريجي الهندسة في محافظة واسط، اعتصامهم امام بوابة شركة نفط الوسط للمطالبة بالتعيين وتوفير فرص العمل.
وبحسب المعتصم محمد المشايخي فأن “الاعتصام مستمر منذ عدة اسابيع للمطالبة بتوفير فرص العمل، دون اية استجابة من قبل الشركة”، لافتا الى “استمرار الاعتصام السلمي امام بوابة الشركة لحين تلبية مطالبهم”.
يُذكر أن عددا من خريجي كليات الإدارة والاقتصاد والمحاسبة، تظاهروا أمام البوابة الرئيسية لمصفى السماوة في محافظة المثنى للمطالبة بتوفير فرص عمل.

تظاهرة في ديالى
من جانب آخر، قطع عدد من الاهالي في قضاء بلدروز التابع لمحافظة ديالى، طريق بعقوبة - بلدروز، احتجاجا على قرار قضائي بإزالة قريتهم.
وأشار المواطن فرقد شبير في حديث لـ”طريق الشعب”، الى أن “قطع الطريق بين بعقوبة وبلدروز هو احتجاج على القرار القضائي بإزالة قرية عتبة، وفرض غرامة مالية تبلغ ٨٠ مليون دينار على كل منزل في القرية، بحجة أن القرية مشيدة على موقع أثري، في حين ان عمر القرية يبلغ أكثر من ١٠٠ عام”.
***********
الرفيق فائق الدباس (أبويسار).. وداعا
رحل عنا عصر اليوم (الجمعة ١١ أيلول٢٠٢٠)الرفيق والمناضل والشخصية الوطنيةوالشيوعية فائق الدباس (أبويسار) على عجل بعد اصابته بكورونا اللعين.
رحيلك أبا يسار محزن وصادم وخسارة كبيرة، فانت في ذروة عطائك المتعدد الأوجه، في العمل الحزبي وساحات الاحتجاج التي لم تبرحها،ومساهماتك المتميزة في الحملات المختلفة، وفِي علاقاتك الواسعة.
كنت لا تعرف الكلل ولا الملل، مناضلا جسورا مقداما واجهت الصعاب بصبر ورباطة جأش، دمث الخلق، طيب المعشر،أحببت رفاقك واحبوك.
رحلت عنا أبو يسار وتركت فينا حزنا عميقا، سنبقى نذكرك مثالا للإخلاص والوفاء والطيبة والمثابرة والحرص على قضية الحزب والشعب وكادحيه.
في هذا المصاب المؤلم نتقدم بالتعازي الحارة الى اسرة فقيدنا الغالي الكريمة ولرفاقه وأصدقائه، متمنين للجميع الصبر والسلوان.
أبا يسار سنبقى نتذكرك دائما.
المكتب السياسي
للحزب الشيوعي العراقي
١١-٩-٢٠٢٠
***********
ص3
اعتقالات واجراءات تعسفية في بابل
تظاهرات في ثلاث محافظات تأكيدا للمطالب الرئيسية للانتفاضة وإقالة الفاسدين
بغداد - طريق الشعب
شهدت محافظات بابل والديوانية وواسط، خلال الأيام الماضية، تظاهرات احتجاجية، مطالبةً بمكافحة الفساد وإقالة الحكومات المحلية في المحافظات، والتأكيد على مطالب الانتفاضة الرئيسية بإقرار قانون منصف وعادل للانتخابات، وتشكيل مفوضية مستقلة للانتخابات، وأجراء انتخابات مبكرة، ومحاسبة قتلة المتظاهرين.

اعتقالات في بابل
وانطلقت تظاهرة احتجاجية في محافظة بابل، يومي الخميس والجمعة الماضيين، للتأكيد على المطالب الرئيسية للانتفاضة، وإقالة المحافظ ومدير الصحة على خلفية تردي الواقع الخدمي والصحي.
وقال الناشط المدني ظافر مردان لـ”طريق الشعب”، إن “العشرات من المتظاهرين انطلقوا في مسيرة راجلة صوب مبنى مجلس محافظة بابل للتأكيد على مطالب الانتفاضة الرئيسية وهي اجراء انتخابات مبكرة وفق قانون منصف وعادل، ومفوضية مستقلة ونزيهة، ومحاسبة قتلة المتظاهرين وتقديمهم للعدالة، وإقالة محافظ بابل حسن منديل ومدير الصحة في المحافظة بسبب تدهور الواقع الخدمي الصحي في المحافظة”، مشيراً الى أن “القوات الأمنية انتشرت بشكل كثيف، في محاولة منها لمنع وصول المتظاهرين الى مبنى المحافظة، ما تسبب بحدوث صدامات بين المتظاهرين والقوات الأمنية خلفت عددا من الجرحى في صفوف الجانبين، واعتقال عدد من المتظاهرين، قبل ان يتم الافراج عنهم في وقت لاحق”.
وأضاف ان “القوات الأمنية طلبت من المعتقلين الحضور مجدداً بسبب وجود دعوى أخرى في مديرية الاستخبارات، وأجبرت المتظاهرين على التوقيع على تعهدات بعدم التظاهر مجدداً، والتوقيع على أوراق بيضاء، قبل ان تطلق سراحهم مقابل كفالات مالية مبالغ بها”، معتبراً ذلك “انتهاك لحقوق الانسان ومخالفة صريحة للدستور الذي كفل حرية التعبير والتظاهر للمواطنين”.

اغلاق مبنى محافظة الديوانية
من جانبهم، أغلق متظاهرون غاضبون، يوم الاحد الماضي، مبنى محافظة الديوانية، بعد ساعة من اعادة افتتاحه.
وذكر مراسل “طريق الشعب”، ميعاد القصير أن “المتظاهرين في المحافظة اغلقوا مبنى ديوان المحافظة، بعد ساعة من افتتاحه مجدداً من قبل المحافظ زهير الشعلان”، موجهين “رسالة الى رئيس الحكومة يطالبون فيها بإقالة المحافظ، بسبب سوء الإدارة والفساد واثارة الفتن على حد تعبيرهم”.
وعزا الناشط المدني حسن المياحي، سبب رفض اعادة افتتاح المبنى، الى “عدم تنفيذ مطالب الانتفاضة والتي على رأسها محاسبة قتلة المتظاهرين، واقرار قانون للانتخابات، وتشكيل مفوضية مستقلة للانتخابات، فضلا عن المطالب المحلية المتعلقة بإقالة المحافظ، بسبب ملفات الفساد الكثيرة المؤشرة عليه، وأثارته للفتن في المحافظة، من خلال ملاحقة الناشطين وتلفيق تهم كيدية ضدهم”.
وطالب المياحي “الحكومة المركزية باتخاذ خطوات جريئة بمكافحة الفساد وفتح ملف المحافظين، ومراجعة ملفات الفساد والمشاريع في المحافظات”، منتقدا “دور مجلس النواب في متابعة ملف المحافظين بعد قرار حل مجالس المحافظات”.

مطالبات بإقالة المحافظ في واسط
في غضون ذلك، تظاهر العشرات من المواطنين في محافظة واسط، يوم الجمعة الماضي، للمطالبة بإقالة الحكومة المحلية في المحافظة، ورفض اعادة فتح مبنى ديوان المحافظة.
وقال مراسل “طريق الشعب”، علي جبار إن “العشرات من المواطنين في مدينة الكوت نظموا تظاهرات، انطلقت من ساحة الاعتصام الرئيسية، متجهة صوب مبنى ديوان المحافظة، للمطالبة بإقالة المحافظ ونائبيه، ورفض اعادة افتتاح مبنى ديوان المحافظة”.
وأضاف جبار إن “المتظاهرين رهنوا موضوع اعادة افتتاح مبنى ديوان المحافظة بإقالة المحافظ ونائبيه، واختيار شخصية نزيهة وكفؤة ومستقلة، لإدارة شؤون المحافظة”، مشيراً الى إن “المتظاهرين طالبوا بالإسراع في اقرار قانون الانتخابات، واختيار مفوضية مستقلة عن نفوذ الفاسدين”.
************
الشيوعي العراقي في النجف يستقبل وفد حزب الامة

بغداد – طريق الشعب
استقبلت محلية الحزب الشيوعي العراقي في النجف، اخيراً، وفدا من حزب الامة العراقية ضم السيدين هيثم الفتلاوي عضو المكتب السياسي ومسؤول الحزب في النجف والسيد علاء كامل محسن عضو المكتب السياسي.
وتم خلال اللقاء مناقشة الوضع السياسي واهم مستجداته والتركيز على وحدة عمل القوى المدنية. وفي هذا السياق تم الاتفاق على عقد اجتماع مشترك للقوى والاحزاب المدنية والوطنية في النجف الاسبوع المقبل. كما جرت مناقشة قضايا النقابات والمنظمات المهنية والاتحادات وضرورة التواصل معها كان في استقبال الوفد الرفيقين كريم بلال سكرتير المحلية احمد عباس نائب سكرتير المحلية.
***************
الوزارة تشكو من نقص التخصيص المالي
انتقادات لفشل وزارة التجارة المستمر
في ملف البطاقة التموينية
بغداد - طريق الشعب
أعلنت لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية، مؤخراً، عزمها استضافة وزير التجارة علاء الجبوري والكادر المتقدم في الوزارة بشأن تلكؤ وصول مفردات البطاقة التموينية إلى المواطنين، فيما عزت الوزارة سبب التلكؤ في توزيع مفردات البطاقة التموينية الى الازمة الاقتصادية وقلة التخصيصات المالية المخصصة للبطاقة التموينية.

استضافة الوزير في مجلس النواب
وقال عضو اللجنة علي سعدون اللامي، في تصريح للوكالة الرسمية، تابعته “طريق الشعب”، إن “رئاسة مجلس النواب وجهت باستضافة وزير التجارة والكادر المتقدم للوزارة للوقوف على أسباب تلكؤ وعدم وصول مفردات البطاقة التموينية إلى المواطن”، مبيناً أن “الاستضافة ستتم خلال الأسبوع الحالي أو بداية الأسبوع المقبل لمناقشة الأسباب التي أدت إلى عدم وصول البطاقة التموينية”.

معرفة اسباب التلكؤ
من جهتها، أوضحت عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية، ندى شاكر جودت، في تصريح صحفي تابعته “طريق الشعب”، أن “المطلب الأهم للجنة هو استجواب وزير التجارة لإعطاء رؤية واضحة عن اسباب التلكؤ في توزيع الحصة التموينية، مع تجديد التأكيد على مطلب اللجنة بإعطاء بدل نقدي تعويضاً عن الأشهر الفائتة، ومراعاة السيطرة على الاسعار في الاسواق لكي لا يكون المواطن فريسة للاستغلال”.
وشددت جودت، على ضرورة التعاقد مع شركات رصينة بعد أن أثبتت الشركات المتعاقد معها فشلا كبيرا في توفير مفردات تليق بالمواطن، ومن بينها الرز الفيتنامي الذي وزع ضمن المفردات التموينية.

الوزارة تشكو من قلة التخصيص المالي
من جانبها، شكت وزارة التجارة، من تعرضها لحملة اتهامات كبيرة بسبب قلة تجهيز مفردات البطاقة التموينية للمواطنين في الفترة الأخيرة.
وذكرت وزارة التجارة في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، إنه “رغم أن الجميع يعلم أن هناك تحديات كبيرة بسبب أزمة كورونا التي ضربت القطاع الاقتصادي بجميع الدول بينها العراق، الأمر الذي تسبب بنقص في التخصيصات المالية المرصودة لوزارة التجارة، وأنها لا تتعمد تقليل تجهيز المواطنين بالمفردات كما يدعي البعض”، مؤكدةً أن “هناك من يتقصد إلصاق التهم بها لعدم تجهيز مفردات البطاقة التموينية، وهو على دراية تامة ويدرك أن قلة حجم التخصيصات المرصودة للوزارة لهذا العام بسبب الأزمة المالية الناتجة عن أزمة كورونا هي السبب الحقيقي وراء عدم استقرار عمليات تجهيز مفردات البطاقة التموينية”.
وتأسف البيان على “ورُود معلومات من قبل البعض تهدف الإساءة للوزارة وجهودها في متابعة نظام البطاقة التموينية، وهم يدركون أن المخصص لهذه البطاقة لحد هذا التاريخ لا يكفي لسد حاجة شهر أو شهرين من جميع المفردات، باستثناء مادة الطحين التي توزع بانتظام”.

خطة استراتيجية
وكشفت الوزارة، عن “أعدادها خطة لتنظيم استراتيجية البطاقة التموينية، تتضمن ثلاث أولويات، الأولى: تجهيز المفردات عبر التعاقد بالشراء بالآجل وعلى أن تدفع وزارة المالية مبالغ هذه التعاقدات، والثانية: توجيه البطاقة التموينية إلى مستحقيها من العوائل الفقيرة والمشمولة بالرعاية الاجتماعية، والثالثة: إمكانية منح أموال إلى المواطنين وهذا الأمر صعب جدًا كون الأموال تسبب الإرهاق لميزانية الدولة ويتجاوز المبلغ الذي سيخصص لهذا الموضوع في ظل تداعيات كورونا والأزمة المالية والبالغ 4 مليارات ونصف”، مبينةً، أن “كل تعاقداتها مع المنتج الوطني ووفق تسعيرة تحددها لجنة صادرة بأمر ديواني من رئاسة الوزراء تمثل وزارات التخطيط والمالية والتجارة، والأسعار تحدد على وفق أسعار البورصة العالمية في لندن يضاف لها أسعار النقل من لجنة التسعيرة التي ليس لها علاقة بوزارة التجارة وعلى الأخيرة تنفيذ التوصيات والقرارات التي تصدرها اللجنة في موضوع التعاقد”.

توزيع الأموال غير ممكن
وأوضح البيان إن “منح الأموال إلى المواطنين صعب جدًا ويتجاوز المبلغ الذي سيخصص لهذا الموضوع 4 مليارات ونصف”، داعيةً “ “الجميع للتأكد من الحقيقة بأن التخصيصات المالية ليست من واجبات وزارة التجارة وهي تنتظر دائمًا التخصيص من قبل وزارة المالية وأيضًا ما تنص عليه الموازنة العامة للدولة والتي لم تقر لغاية الآن، والذي تسبب عدم إقرارها بمشاكل كبيرة منها عدم استقرار تجهيز مفردات البطاقة التموينية”.
وكانت لجنة متابعة البرنامج الحكومي، أعلنت رفعها طلب إلى رئاسة مجلس النواب لدفع تعويضات مالية للمواطنين عن تأخير عملية توزيع مفردات البطاقة التموينية.
************
ص4
المفوضية: خمسة شروط
لإجراء الانتخابات في العام المقبل
بغداد – طريق الشعب
رحبت مفوضية الانتخابات، أمس الاثنين، بتصريحات المرجع الديني السيد علي السيستاني بخصوص الانتخابات، مؤكدةً استعدادها لإجراء الانتخابات في العام المقبل بعد تحقيق خمسة شروط من بينها إنجاز قانون الانتخابات بأسرع وقت، وإكمال تشريع قانون المحكمة الاتحادية.
وقالت المفوضية في بيان تلقت “طريق الشعب” نسخة منه، إنها “استقبلت باهتمام وامتنان كبيرين البيان التاريخي والمهم للمرجعية الرشيدة والمتمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني دام ظله في أثناء اجتماع سماحته مع جينين هينيس بلاسخارت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يوم الأحد الموافق 13/ 9/2020”.
وأضافت، أن “التصريحات القيمة لسماحته فيما يتعلق بالانتخابات النيابية المقرر إجراؤها في العام المقبل هي دليل واضح على أن المرجعية الرشيدة تولي اهتماماً بالغاً لإجراء انتخابات حرة ونزيهة وتشجع المواطنين على المشاركة فيها”.
وأشارت المفوضية إلى “التزامها الكامل بالعمل على تأدية مهمتها الدستورية بكل إخلاص وتفان”، مضيفةً: “نعاهد أبناء الشعب على وضع أصواتهم بمرتبة الأمانة القانونية والأخلاقية، لتنفيذ عملية انتخابية بمعايير الشفافية المعروفة في الأنظمة الديمقراطية”.
وجددت المفوضية “تأكيدها أنها ستكون مستعدة للانتخابات بعد أن تتحقق الشروط الموضوعية التي أعلنتها مراراُ والتي تتلخص بما يأتي:
أولاً: أن يقوم البرلمان بإنجاز قانون الانتخابات بأسرع وقت ممكن ونشره في الجريدة الرسمية كونه يمثل الإطار القانوني لعملية الانتخابات.
ثانيا: أن يقوم البرلمان بإكمال تشريع قانون المحكمة الإتحادية التي هي الجهة الوحيدة المخولة قانونيا بالمصادقة على نتائج الانتخابات.
ثالثا: أن تقوم الحكومة بتهيئة الموازنة الانتخابية وتوفير المستلزمات التي طالبت المفوضية بها سابقا من الوزارات المعنية، والتي يساعد وجودها على قيام المفوضية بإجراء الانتخابات في وقتها المحدد.
رابعا: أن يقوم مجلس الوزراء بالمصادقة على تعيين المدراء العامين المنتخبين من قبل مجلس المفوضين.
خامسا: تدعو المفوضية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى المختصة إلى تقديم المساعدة الانتخابية وتوفير الرقابة اللازمة لإنجاز انتخابات حرة وشفافة ونزيهة تمثل إرادة الشعب العراقي الحقيقية عن طريق ملاكها التقني والمختص والمتنوع، بالإضافة إلى زيادة عدد خبرائها وتوزيعهم ميدانياً بين المحافظات كافة وعدم اختصارهم بعدد قليل لا يتلاءم مع طبيعة التحدي الكبير ودور المفوضية المهم في إنجاز الانتخابات”.
وختمت المفوضية بيانها بالقول: “نكرر امتناننا الكبير لمواقف المرجعية الرشيدة الداعمة لكرامة وأمن وحرية العراقيين كافة ونتطلع بشغف إلى يوم الانتخابات بدعم المرجعية الرشيدة وتوفير الشروط الملائمة المذكورة أعلاه”.
وكان المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني أكد خلال لقائه الممثلة الأممية في العراق جينين بلاسخارت، أمس الأحد، أن الانتخابات النيابية المقرر إجراؤها في العام المقبل “تحظى بأهمية بالغة”، مشدداً على ضرورة توفير الشروط الضرورية التي تضفي على نتائجها درجة عالية من المصداقية، وإجرائها وفق قانون عادل ومنصف بعيداً عن المصالح الخاصة لبعض الكتل والأطراف السياسية.
***********
محاسبة الفاسدين وقتلة المتظاهرين وحفظ سيادة البلد
المرجعية ورئاسة الجمهورية
تدعوان الى اجراء الانتخابات المبكرة في موعدها
بغداد - طريق الشعب
أجرت ممثلة الامين العام للأمم المتحدة لقاءات منفصلة، يوم الاحد الماضي، مع المرجع الديني السيد علي السيستاني في محافظة النجف، ورئيس الجمهورية برهم صالح، في محافظة السليمانية، ناقشت خلالها موضوع الانتخابات المبكرة، ومحاسبة الفاسدين وقتلة المتظاهرين، وعددا من القضايا الأخرى.

تفاصيل اللقاء
وقالت بلاسخارت في مؤتمر صحفي عقب لقائها السيستاني في مدينة النجف إنها “بحثت مع السيستاني إجراء الانتخابات البرلمانية في الموعد المقرر بناء على قانون عادل لجميع الأطراف”، مضيفةً أن “اللقاء تناول أيضاً بسط هيبة الدولة والسيطرة على السلاح المنفلت، وفتح ملفات الفساد الكبيرة في البلد لمحاسبة الفاسدين، واجراء الانتخابات في موعدها المحدد”.

المرجعية تشدد على أجراء الانتخابات
وأعلن مكتب السيد علي السيستاني، استقباله الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة جينين هينيس- بلاسخارت في مكتبة.
وأشار بيان للمكتب تلقت “طريق الشعب”، نسخه منه، الى أن “السيد السيستاني اكد على إن الانتخابات النيابية المقرر اجراؤها في العام القادم تحظى بأهمية بالغة، ويجب أن توفر لها الشروط الضرورية التي تضفي على نتائجها درجة عالية من المصداقية، ليتشجع المواطنون على المشاركة فيها بصورة واسعة”، مؤكداً على “ أجرائها وفق قانون عادل ومنصف بعيداً عن المصالح الخاصة لبعض الكتل والأطراف السياسية، على أن تراعى النزاهة والشفافية في مختلف مراحل اجرائها، ويتم الإشراف والرقابة عليها بصورة جادة بالتنسيق مع الدائرة المختصة بذلك في بعثة الأمم المتحدة”.
وشدد البيان على إن “الانتخابات المبكرة ليست هدفاً بحد ذاتها، وإنما هي المسار السلمي الصحيح للخروج من المأزق الراهن الذي يعاني منه البلد نتيجة لتراكم أزماته سياسياً واقتصادياً وأمنياً وصحياً وخدمياً وغير ذلك. فلا بد من أن تتاح الفرصة للمواطنين بأن يجددوا النظر في خياراتهم السياسية وينتخبوا بكل حرية وبعيداً عن أي ضغط من هنا أو هناك ممثليهم في مجلس النواب القادم، ليكون مؤهلاً للعمل باتجاه حلّ المشاكل والأزمات”، محذراً من “التأخير في اجراء الانتخابات أو اجرائها من دون توفير الشروط اللازمة لإنجاحها بحيث لا تكون نتائجها مقنعة لمعظم المواطنين سيؤدي الى تعميق مشاكل البلد والوصول، الى وضع يهدد وحدته ومستقبل أبنائه، وستندم عليه جميع الأطراف المعنية الممسكة بزمام السلطة في الوقت الحاضر”.
دعوة الحكومة الى الحزم
ودعا البيان “الحكومة الى الاستمرار والمضي بحزم وقوة في الخطوات التي اتخذتها في سبيل تطبيق العدالة الاجتماعية، والسيطرة على المنافذ الحدودية، وتحسين أداء القوات الأمنية بحيث تتسم بدرجة عالية من الانضباط والمهنية، وفرض هيبة الدولة وسحب السلاح غير المرخص فيه، وعدم السماح بتقسيم مناطق من البلد الى مقاطعات تتحكم بها مجاميع معينة بقوة السلاح تحت عناوين مختلفة بعيداً عن تطبيق القوانين النافذة”، مشددا على “اتخاذ خطوات جادة واستثنائية لمكافحة الفساد وفتح الملفات الكبرى بهذا الشأن حسب الإجراءات القانونية، بعيداً عن أي انتقائية، لينال كل فاسد جزاءه العادل وتسترجع منه حقوق الشعب مهما كان موقعه وأياً كان داعموه”.

كشف قتلة المتظاهرين
وطالب البيان “الحكومة بالعمل بكل جدية للكشف عن كل من مارسوا اعمالاً إجرامية من قتل أو جرح أو غير ذلك بحق المتظاهرين أو القوات الأمنية أو المواطنين الأبرياء، أو قاموا بالاعتداء على الممتلكات العامة أو الخاصة، منذ بدء الحراك الشعبي المطالب بالإصلاح في العام الماضي، ولا سيما الجهات التي قامت بأعمال الخطف أو تقف وراء عمليات الاغتيال الأخيرة”، مبيناً إن “اجراء العدالة بحق كل الذين اقترفوا الجرائم المذكورة سيبقى مطلباً ملحاً لا بد من أن يتحقق في يوم من الأيام، وهو الأسلوب الناجع في المنع من تكرارها والردع عن العود الى أمثالها”.

الحفاظ على السيادة
وتابع البيان إن “الحفاظ على السيادة الوطنية ومنع خرقها وانتهاكها والوقوف بوجه التدخلات الخارجية في شؤون البلد وإبعاد مخاطر التجزئة والتقسيم عنه مسؤولية الجميع، وهو يتطلب موقفاً وطنياً موحداً تجاه عدة قضايا شائكة تمسّ المصالح العليا للعراقيين حاضراً ومستقبلاً، ولا يمكن التوصل اليه في ظل تضارب الأهواء والانسياق وراء المصالح الشخصية أو الحزبية أو المناطقية، فالمطلوب من مختلف الأطراف الارتقاء الى مستوى المسؤولية الوطنية وعدم التفريط لأي ذريعة بسيادة البلد واستقراره واستقلال قراره السياسي”.

رئاسة الجمهورية تدعو للنزاهة والشفافية
من جهته، أكد رئيس الجمهورية برهم صالح، أن الانتخابات المقبلة مصيرية، ولا بد من وضرورة توفير النزاهة والشفافية في عملية الاقتراع لضمان التمثيل العادل للعراقيين.
وذكر المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية في بيان، تلقت “طريق الشعب”، نسخه منه، أن “رئيس الجمهورية برهم صالح، استقبل، في مقر إقامته في مدينة السليمانية، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت”.

دعم لبيان المرجعية
وأضاف البيان أنه “جرى خلال اللقاء، التأكيد على دعم بيان المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى سماحة السيد علي السيستاني في أن الانتخابات النيابية المقرر إجراؤها العام القادم مصيرية، ويجب توفير الشروط الضرورية التي تُضفي على نتائجها المصداقية والثقة، وإنجاز البرنامج الحكومي في تطبيق العدالة الاجتماعية، وملاحقة المجرمين ومكافحة الفساد، وتعزيز أداء القوات الأمنية، وفرض هيبة الدولة وحصر السلاح بيدها”.

خارطة طريق للانتخابات المبكرة
ونوه صالح الى “ضرورة اتباع خارطة طريق لإجراء الانتخابات؛ تبدأ أولاً من استكمال تشريع قانون انتخابي عادل، يضمن التمثيل الحقيقي لجميع العراقيين، ويعكس إرادتهم الحرة في اختيار ممثليهم من دون تأثيرات وضغوط، لتكون نتائجها متوافقة مع الإرادة الشعبية نحو التغيير، والإيمان الكامل في تمثيلهم في الحكومة ومجلس النواب”.
ولفت صالح إلى أن “المرحلة الثانية، والأهم، تكمن في توفير أقصى درجات النزاهة والشفافية في عملية الاقتراع، وضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لمنع حصول التزوير والتلاعب في العملية الانتخابية”، موضحا أن “الانتخابات المقبلة مفصلية ومهمة، وتأتي بعد تظاهرات شعبية مطالبة بالإصلاح والتغيير”، مضيفاً أن “الاقتراع القادم يجب أن يكون استجابة حقيقية للرأي العام الوطني ومتطلبات الحياة السياسية والخدمية التي يستحقها العراقيون، ولتكون المسار السلمي في تحقيق الإصلاحات المنشودة”.
وأكمل صالح إن “أهمية ضمان فرصة المشاركة في الانتخابات لجميع أبناء الشعب العراقي بكل أطيافهم، وحسم المسائل العالقة التي تحول دون ذلك، وتوفير المستلزمات القانونية والإدارية لمشاركة النازحين والمهجرين وغيرهم”، مؤكدا على” أهمية تنسيق بعثة الأمم المتحدة مع مفوضية الانتخابات في مراقبة مراحل العملية الانتخابية بالشكل الذي يحقق متطلبات النزاهة والشفافية والإرادة، ويعزز الثقة والطمأنينة لدى الناخبين”.

دعم اجراءات الحكومة في مكافحة الفساد
وأوضح البيان أنه “جرى خلال اللقاء أيضا، التأكيد على ضرورة دعم خطوات مكافحة الفساد الإداري والمالي، وتعزيز دور القوات الأمنية، وحصر السلاح بيد الدولة، وتبنّي إصلاح مؤسسات الدولة كاستحقاق شعبي ووطني، ودعم استقرار العراق وحماية سيادته، ومساندته في مواجهة التحديات ومنع تحوله إلى ساحة لتصفية الصراعات كأولوية وطنية وضرورة إقليمية ودولية”.
***********
ص5
المحلة 446 في الغزالية تعاني انعدام الخدمات

بغداد – طريق الشعب
شكا سكان المحلة 446/ الهياكل في منطقة الغزالية ببغداد، انعدام الخدمات البلدية في محلتهم، وعدم إيلائها الاهتمام الكافي من أمانة العاصمة.
وأوضح لفيف من السكان لـ «طريق الشعب»، أن النفايات تنتشر وتتراكم في أزقة المحلة، بسبب عدم رفعها بانتظام من قبل آليات أمانة بغداد، لافتين إلى أن بعض المركبات المعنية برفع النفايات، تمتنع عن القيام بمهامها، حتى يدفع لها المواطنون مبلغا من المال.
وانتقد السكان ظاهرة سلبية أخرى، تتمثل في قيام البعض برمي أنقاض البناء على جانبي الشارع العام الذي يربط الغزالية بالطريق السريع، الأمر الذي تسبب في الكثير من حوادث السير. فيما شكوا تحطم الكثير من أغطية فتحات «منوهلات» الصرف الصحي في الشوارع والأزقة.
ووفقا للسكان، فإنهم يعانون أيضا جشع أصحاب المولدات الأهلية، الذين لا يلتزمون بالتسعيرة المحددة من قبل المحافظة، مبينين أن البعض من هؤلاء، استوفى هذا الشهر من المشتركين مبلغ 15 ألف دينار عن الأمبير الواحد، في حين أن التسعيرة المحددة هي 12 ألف دينار للأمبير.
سكان المحلة يطالبون الجهات ذات العلاقة، بالوقوف على مشكلاتهم هذه، ومعالجتها في أسرع وقت.
***********
طالبوا بتوفير “حاويات” كبيرة
أهالي المحلة ٨٢٩ البغدادية يشكون تراكم النفايات


بغداد – سامي حاتم

شكا أهالي المحلة 829/ العمداء في جانب الكرخ من بغداد، انتشار النفايات في الأزقة، الأمر الذي يهدد صحتهم.
وكان الأهالي قد ناشدوا في وقت سابق، عبر “طريق الشعب”، إكساء شوارعهم. وبالفعل، استجابت دائرة المشاريع لمناشدتهم.
وذكر الأهالي في حديث لـ “طريق الشعب”، انه بعد الانتهاء من إكساء الشوارع، لم تقم مديرية بلدية الرشيد المعنية بالجانب الخدمي في المحلة، بتوفير حاويات كبيرة لجمع الانقاض، كما ينبغي، سوى بعض الحاويات الصغيرة التي لا تفي بالغرض، ما أدى إلى تراكم النفايات في الطرقات.
وأضافوا أن هناك مشكلة أخرى تعانيها المحلة، تتمثل في خلو بعض فتحات “منهولات” تصريف مياه الأمطار، من الأغطية، ما جعلها مكبا للنفايات ومجمعا للمياه الآسنة، مناشدين بلدية الرشيد، توفير أغطية لـ “المنهولات”، بالإضافة إلى حاويات كبيرة لجمع الأنقاض، فضلا عن إرسال آليات رفع النفايات بصورة منتظمة.
***********
أكوام من النفايات في منطقة “دار الشؤون”
بغداد – ماجد مصطفى عثمان


شكا أهالي المحلة 418 في منطقة دار الشؤون بمدينة الحرية الأولى، انتشار أكوام من النفايات في معظم شوارعهم الرئيسة بشكل “لافت للنظر”، خاصة في الزقاق 24، مشيرين في حديث لـ “طريق الشعب”، إلى أن هذه المشكلة باتت تقلقهم كثيرا نظرا لخطورتها على الواقعين الصحي والبيئي، خاصة هذه الأيام مع تفشي وباء كورونا.
وأوضحالأهالي أن النفايات أصبحت مصدرا للروائح الكريهة، ومأوى للحيوانات السائبة والقوارض، مناشدين بلدية الكاظمية رفعها بصورة منتظمة، وتوفير أعداد كافية من حاويات جمع الأنقاض.
**********
مواساة
• الدكتور فليح الحداد .. وداعا
تلقينا ببالغ الحزن والألم نبأ وفاة صديقنا العزيز الدكتور فليح الحداد في مدينة عمان /الأردن يوم الخميس المصادف ١٠-٩-٢٠٢٠ .
لقد كان المرحوم الدكتور فليح من أبرع الأطباء العراقيين ، ومن أكثرهم تضحية في تقديم خدماته الطبية الى أبناء شعبه ولاسيما الفقراء منهم منذ تخرجه من كلية الطب عام ١٩٥٥ ، والى حين وفاته .
وكان من السياسيين النشطين والمخلصين طوال فترة انتمائه الى الحزب الشيوعي العراقي ، والى الوقت الحاضر .
والفقيد من الأطباء والشعراء المبدعين ، فكم كان يتحفنا ويفرحنا خلال لقاءاتنا المتعددة به بالقاء أروع قصائد الشعر العربي بعد ان كان يلحنها ويلقيها علينا بصوته العذب الرقيق.
نحن اذ نعزي انفسنا بوفاته ، نود أن نعبر عن تعازينا لعائلته جميعا ،ونتمنى لهم الصبر والسلوان .
الدكتور عبد الأمير رحيمة العبود
عن لفيف من أصدقاء ومعارف الفقيد
*تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل عائلة الرفيق عبد الحسين شجر بوفاته والرفيق من الناشطين والمتواصلين في العمل التنظيمي رغم كبر سنه ويشارك في كافة المناسبات الوطنية للرفيق الراحل الذكر الطيب ولعائلته جميل الصبر والسلوان.
• تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة بالم وحزن عميقين وفاة الكادر الشيوعي والشخصية الوطنية المعروفة الرفيق فريد عبد الكريم حنتوش.(ابو سلام) الرفيق. كرس حياته منذ صغر سنه لخدمة الحزب والشعب وتعرض للسجن وواصل بناء التنظيم بعد سقوط النظام المقبور للفقيد الرحمة والذكر الطيب على الدوام والصبر والسلوان لعائلته ورفاقه.
• تنعى لجنة قضاء قلعة سكر للحزب الشيوعي العراقي الرفيق عقيل عبد الصاحب الذي توفي بعد صراع مع المرض لم يمهله طويلا، دوام الذكر الطيب للفقيد وجميل الصبر والسلوان لعائلته ورفاقه.
• ببالغ الحزن والأسى تنعى محلية ميسان للحزب الشيوعي العراقي الرفيق والمربي الفاضل كاظم فرحان (ابو فراس ) الذي توفي بعد صراع مع المرض دام طويلا، لروحه السلام والسكينة ولرفاقه وعائلته الكريمة الصبر والسلوان.
• تنعى محلية الكرخ الأولى / منظمة الكاظمية فقيدها الرفيق المناضل جودة عبد جاسم (ابو نضال) الذي وافاه الأجل اثر إصابته بالوباء اللعين كورونا، كان الفقيد من الرفاق الملتزمين بالأخلاق والمبادئ الشيوعية وكان مثالاَ للإنسان الطيب محبا لحزبه وشعبه،لفقيد الذكر الطيب ولرفاقه وأهله الصبر والسلوان.
• وداعا المناضلة أم حازم
تلقينا بألم وحزن بالغين، نبأ رحيل والدة الرفيق حازم كويي ، هذه المرأة المناضلة التي تحملت أقسى صنوف الاضطهاد وظلم السلطات الدكتاتورية الجائرة، بسبب انتماء زوجها وأولادها لحزبنا الشيوعي العراقي، لقد كان بيت هذه العائلة الشيوعية المناضلة بيتا للحزب ومطبعته، وأحتضن في ستينيات القرن الماضي العديد من قادة وكوادر الحزب أثناء العمل السري، بهذه المناسبة ننعى هذه الأم العراقية الباسلة التي قدمت للحزب والوطن الغالي والنفيس، باسم رفيقات ورفاق منظمة الحزب، نتقدم لرفيقنا العزيز حازم ولكافة أفراد عائلته الكريمة في داخل الوطن وخارجه بأحر التعازي ومشاعر التضامن والحزن على رحيلها ، متمنين لهم جميعا الصبر الطيب على هذا الفقدان المفجع، وللفقيدة الذكر المعلى .
منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المانيا الاتحادية
• تعزي محلية واسط للحزب الشيوعي العراقي الرفيق الدكتور سفاح بدر بوفاة والدته، الذكر الطيب للراحلة والصبر والسلوان للرفيق سفاح والعائلة الكريمة.
************
ص6
ملاحظات خاطفة حول الدين العام العراقي ٢٠٢٠
د. مظهر محمد صالح *


في ضوء الازمتين المالية والاقتصادية التي يعيشها العراق حاليا فقد آن الاون لاعادة عرض بعض التفاصيل المتعلقة بتركيب الدين العام العراقي والذي يصنف على النحو الاتي:

اولا:
٢٥ مليار دولار ديون خارجية اغلبها سيادية واجبة الدفع خلال الاعوام ٢٠٢٠-٢٠٢٨ وهي من بقايا تسوية ديون نادي باريس مضافا اليها ديون حصلت عام ٢٠١٦ ولم تتعدى ١٢ مليار دولار من اصل ٢٥ مليار دولار في اعلاه بسبب ازمة النفط وقت ذاك والحرب على داعش مقدمة من مجموعة السبعة الكبار والصين واقتراض من سوق رأس المال.

ثانيا :
هنالك ديون سيادية لمجموعة دول من خارج اتفاقية نادي باريس /٢٠٠٤ وتخضع لشروط الاتفاق مع النادي وتظهر برقم اجمالي قبل الشطب وتعود لاعوام قبل ١٩٩٠ ما يقتضي شطبها بنسبة ٨٠في المائة فاكثر اذا كان الدين صحيح وحساباته وفق معتقدات نادي باريس وتعاد جدولة بقايا الدين ومنها:اربعة دول خليجية (السعودية والكويت وقطر والامارات ) وثمانية دول مثل بولندا والبرازيل وتركيا وغيرها.
وان احمالي ذلك الدين من دون شطب مازال بنحو ٤٣ مليار دولار (ولكن لابد ان تشطب بموجب اتفاق نادي باريس والا فان الدين معلق).
ثالثا:
بالرغم مما تقدم فان الجانب الاكبر من الديون في اعتقادي والذي يبلغ اليوم قرابة ٦٠ مليار دولار هو (الدين الداخلي سواء نقدا او لقاء كفالة بدفع الدين من قبل وزارة المالية).
وهذا الدين (الداخلي) هو بين وزارة المالية والجهاز المصرفي الحكومي حصرا (رافدين رشيد المصرف العراقي للتجارة والبنك المركزي العراقي).
ختاماً عند جمع الدين أعلاه(٦٠+٤٣+٢٥)=١٢٨ مليار دولار .
وربما جرى سحب قروض دولية كانت تنتظر دورها في عام ٢٠٢٠ كالتزامات او تعهدات سابقة وهي مازالت تحت السحب سواء من اليابان اوالمانيا وغيرها ولمصلحة بعض المشاريع الاستثمارية المتعهد بتمويلها وقدرها ربما ٦ مليارات دولار ٢٠٢٠، لذا سيبلغ المجموع الكلي للديون (الداخلية والخارجية) برقم هو قريب من الرقم الذي اعلنه السيد وزير المالية البالغ ١٣٤،٤ مليار دولار

الاستنتاجات:
١-لكون الناتج المحلي الإجمالي للعام ٢٠٢٠ ربما فقد او سيفقد قرابة ٣٠في المائة من قيمته في اعتقادي بسبب الازمة النفطية والركود الاقتصادي الذي تمر به البلاد ،فان نسبة ديون العراق والتي (ارتفعت )حقا مقسومة على الناتج المحلي الإجمالي (المنخفض )سترتفع بالنسبة والتناسب قطعا.لذلك فقد ارتفعت عن النسبة المعيارية الدولية المقبولة البالغة ٦٠في المائة (دين عام الى الناتج المحلي الاجمالي) .
2-ان دق ناقوس مخاطر الديون جاء باتجهين ، الاول ،حصول زيادة في الاقتراض الداخلي بنسبة عالية ، والاخر ،( احتمال تحصيل بعض القروض الخارجية ) اضافة الى المتحصل منها حاليا باتفاقات حكومية سابقة) الممكنة مع المؤسسات المالية الدولية مثل الصندوق والبنك الدوليين وبما يسوغه قانون الاقتراض للعام ٢٠٢٠ .منوهين ان ارتفاع الاقتراض الداخلي جاء هذا العام بزيادة بلغت نسبتها ابتداءً ٢٠ في المائة من اجمالي رصيد الدين الداخلي ذلك بسبب عجز الموازنة التشغيلية وقيد الرواتب والالتزامات الواجبة الدفع جراء الضائقة المالية والاقتصادية
التي تعيشها البلاد حاليا منذ الازمة المالية السابقة ٢٠١٤-٢٠١٧.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* باحث وكاتب اقتصادي، نائب محافظ البنك المركزي العراقي سابقاً.
شبكة الاقتصاديين العراقيين - 11 أيلول 2020
***********
متى يرفع القيد عن الصناعة العراقية؟
ابراهيم المشهداني


تعتبر الصناعة المركز الذي تدور حوله مختلف القطاعات الاقتصادية ذات الابعاد الاستراتيجية لما لها من دور حاسم في عملية الانتاج والتنمية الاقتصاديةوتعد العمود الذي تقوم عليه الاقتصادات في البلدان الصناعية المتطورة والبلدان النامية التي تشق طريقها نحو التطور الناجز، لكنها في العراق اخذت في التراجع المريع بعد ان انتعشت بشكل لافت في العقود الماضية.
وزارة الصناعة اعلنتأنها قد اعادت أو في طريقها سبعة مشاريع ومصانع وخطوط انتاجية وإن ذلك كان جزءا من خطط وضعتها الوزارة لإعادة المشاريع والمعامل وخطوط الانتاج التابعة لشركات الوزارة على المديات القصيرة والمتوسطة وبعيدة المدى، بما فيها المعامل الكبيرة في أربع محافظات هي بغداد وديالى وبابل ونينوى. وهذا الخبر سيكون مفرحا للجميع وان لم يتضح كيف ستتم هذه العملية في وقت تمر البلاد في ازمات معقدة سواء كانت بيئية او مالية او سياسية.
لقد حققت الصناعة انتعاشا كبيرا بعد ثورة الرابع عشر من تموز بسبب الدعم الكبير من الدول الاشتراكية السابقة عبر حزمة من الاتفاقيات فيشتى انواع الصناعات فزادت مساهمة الصناعةبنسبة 57 في المائة من الانتاج المحلي الاجمالي و30 في المائة للقطاع الخاص و13 في المائة للقطاع المختلط، واتجهت البلاد للصناعة التصديرية للأعوام 1970- 1980 بالاعتماد على مبدأ التركيز والتكامل في المشروعات الصناعية.
غير أن الواقع الراهن كشف لنا الكثير من المعوقات التي حالت دون قيام صناعة وطنية متعافية بعد عام 2003،وتقف في مقدمتها السياسات التي رسمها الحاكم الاداري الامريكي عكس فيها رؤية الاحتلال بشأن تحويل 169 شركة ومصنع الى نظام الخصخصة بهدف شل قدرات البلاد والاعتماد على الخارج ،اما المعوق الاخر فيتمظهر في السياسات الحكومية اللاحقة المبنية على الاستيراد الخارجي ذي الطبيعة الاستهلاكية وآثاره على تهريب العملة الى الخرج وحرمان البلد من الاستثمار الداخلي فضلا عن التدهور الأمني نتيجة دخول قوى الإرهاب،والمعوق الاخر الاعتماد على ادارات فاشلة تفتقر الى ابسط مقومات الادارة النزيهة والكفؤة، وفوق كل هذه المعوقات الفساد الذي ضرب اطنابه في معظم مفاصل الدولة .
ان اية محاولة اصلاحية جادة لتنمية الصناعة الوطنية لابد لها ان تتخلص قبل كل شيء من هذه المعوقات واتخاذ سلسلة من الخطوات والحلول، مقترحين الاتي كجزء من منظومة الحلول الممكنة:
• وضع الخطط اللازمة لإعادةتأهيل المنشئات الصناعية المتوقفة او التي تعمل بأقل من طاقتها التصميمية والتركيز على الصناعات كثيفة العمل كصناعة المواد الغذائية والنسيجية والكهربائية.
• تنمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص من بين المشاريع الخاسرة،مع تأكيد الدور القيادي للدولة لتفوقها في توفير عوامل النمو وتوفير الحوافز للعاملين بما فيها الضمانات الاجتماعية.
• تنمية الاستثمارات الكبرى الداخلية والاجنبية وخاصة في القطاع الزراعي والسياحي والاستثمار في الطرق البرية الدولية والمواصلات ذات الابعاد الاستراتيجية كالمترو والقطار المعلق، مع وضع الضوابط التعاقدية الكفيلة بالحفاظ على الحقوق الوطنية في الحاضروالمستقبل.
**********
ص7
تفكيك منظومة الفساد.. من المسؤول ؟
زهير ضياءالدين


تشكل منظومة الفساد والمحاصصة الطائفية وجهين لعملة واحدة، حيث تشكل كل منهما الغطاء للأخرى مما تنتج للقابضين على السلطة الاستمرار في ممارساتهم الفاسدة.
ونود أن نتطرق في موضوعنا هذا إلى أهم التشريعات النافذة التي تشكل منظومة متكاملة، وفي حالة تفعيلها يصبح بالإمكان التصدي بقوة لجميع ممارسات الفساد، ويتطلب ذلك توفر الإرادة الحقيقية لدى أجهزة الدولة بكافة تشكيلاتها، وتوفير الدعم الكامل لهذه المهمة من قبل سلطات الدولة التشريعية والتنفيذيةوالقضائية، ونستعرض أدناه أبرز التشريعات الصادرة والنافذة بهذا الخصوص: -
• دستور جمهورية العراق حيث نصت المادة (27) ضمن الفقرة (أولاً) على (للأموال العامة حرمة وحمايتها واجب على كل مواطن) مما يعني أن لكل مواطن ممارسة دوره في التصدي لكل أنواع ومستوياتالفساد.
• كما يعتبر قانون العقوبات رقم (111) لسنة 1969 (المعدل) من أكثر القوانين النافذة شمولاً للتصدي للفساد حيث ورد في هذا القانون ضمن الباب السادس وتحت عنوان (الجرائم المخلة بواجبات الوظيفة) وبثلاثة فصول ، الفصل الأول منها عالج موضوع الرشوة ضمن المواد (307 - 314) من القانون وتصل العقوبة لمن تنطبق عليه هذه المواد إلى السجن لمدة (7) سنوات ، بينما عالج الفصل الثاني جريمة الاختلاس ضمن المواد (315 – 321) من القانون وتصل العقوبة لمن تنطبق عليه هذه المواد إلى السجن المؤبد، وأخيراً الفصل الثالث الذي جاء تحت عنوان تجاوز الموظفين حدود وظائفهم وضمن المواد (322 – 341) والذي تصل العقوبة لمن تنطبق عليه هذه المواد لغاية السجن لمدة (10) سنوات، وبذلك فإن النصوص القانونية الواردة ضمن هذا القانون تغطي القدر الأكبر من جرائم الفساد المتفشي في أجهزة الدولة، ويمارس من قبل مسؤولين في مختلف المستويات، إلا أن غياب الارادة والجدية في التصدي لهذا الوباء تجعل من نصوص القانون حبراً على ورق.
• ومن المؤسسات المعنية بشكل مباشر ورئيسي في التصدي للفساد هيئة النزاهة المؤسسة بموجب قانون هيئة النزاهة رقم (30) لسنة 2011 المعدل بالقانون رقم (30) لسنة 2019 ، وقد أستعيض بهذا التعديل عن قانون الكسب غير المشروع الذي سبق وعرض على مجلس النواب وتمت القراءة الأولى له بتاريخ 24/آذار/2019 وتم صرف النظر عنه بعد تضمين أهم مواده في قانون التعديل الأول لقانون هيئة النزاهة المشار إليه آنفاً ، وتضمن هذا التعديل بشكل أساسي وضمن المادة (16/أولاً) منه إلزام كل من يشغل أحد الوظائف أو المناصب في الدولة وكالةً أوأصالةً تقديم إقرار عن ذمته المالية وتشمل جميع المناصب بدءًا برئيس الجمهورية وانتهاء برئيس وأعضاء مجالس إدارات ومسؤولي هيئة الاستثمار، و لهيئة النزاهة تكليف أي موظف مكلف بخدمة عامة بوجوب تقديم كشف بذمته المالية وكذلك أي تنظيم سياسي أو منظمة غير حكومية أو اتحاد أو نقابة أو جمعية لإثبات مشروعية مصادر التمويل والتبرع وأوجه الأنفاق، وتضمنت المادة (18) من القانون إيقاف صرف رواتب المكلف ومخصصاته إذا لم يقدم الاستمارة خلال المدة المطلوبة المحددة بـ (90) يوما من تاريخ توليه الوظيفة أو انهاء علاقته بها وخلال شهر كانون الثاني من كل سنةو الاجابة على الملاحظات خلال (60) يوما، ونظمت المادة (19) العقوبات التي تفرض بحق المخالفين لأحكام القانون والتي تتراوح بين الحبس لمدة سنة لغاية السجن لمدة (7) سنوات في حالة ثبوت الكسب غير المشروع مع إعادة كافة الأموال التي حصل عليها بشكل غير مشروع.
• وأخيراً وليس آخراً إتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد لعام 2004 التي انظم إليها العراق بموجب القانون رقم (35) في 8 /12 /2007، ونشرت في جريدة الوقائع العراقية ذي العدد (4047) في 3 /8 /2007، وبذلك أصبحت الاتفاقية جزءا لا يتجزأ من المنظومة القانونية العراقية وملزمة بجميع أحكامها للجميع، ومن بين أهم المواد الواردة في هذه الاتفاقية ضمن المادة (44) الخاصة بتسليم المجرم الموجود في أي دولة إلى الطرف الذي يطلب تسليمه، على أن يكون المجرم خاضعاً للعقاب بموجب قانون تلك الدولتين، كما أجازت للدولة تسليم المجرم حتى في حالة عدم اعتبار فعله جريمة وفقاً لقانونها، كما نصت المادة (51) من الاتفاقية آلية استرداد الموجودات وحيث ان الفاسدين أو معظمهم قاموا بنقل الأموال المسروقة خارج العراق فإن هذه الاتفاقية تمكن السلطات المختصة استرداد جميع الأموال المسروقة.
وفي الختام يبقى السؤال الأهم عن كيفية تصفية منظومة الفساد المتغلغلة في جميع مفاصل الدولة، بحيث أصبحت تشكل أمراواقعا، وهنالك مصالح مشتركة ومتبادلة بحيث تتوفر لهم الامكانيات لإجهاض كل محاولات التصدي لهذه المنظومة، ولتحقيق الهدف المطلوب يتطلب تضامن الجهود وتوفر الإرادة من قبل جميع السلطات وخاصة السلطة القضائية، إضافة إلى السلطتين التنفيذية والتشريعية مع توفير الدعم من قبل كل القوى الخيرة بضمنها منظمات المجتمع المدني ووسائل الاعلام مستفيدين من الزخم الجماهيري الذي وفرته انتفاضة تشرين المجيدة، التي ما زال أمامها الكثير من الأهداف التي تعمل على تحقيقها، ولا يفوتنا أن نقيم إجراءات السيد رئيس الوزراء بالسيطرة على سير العمل في المنافذ الحدودية الذي مازال بحاجة إلى المزيد من الرقابة والتنظيم وتشكيل لجنة ترتبط به للتحقيق في قضايا الفساد الكبيرة، والتي نأمل أن لا تكون مثل المجلس الأعلى لمكافحة الفساد الذي تم تشكيله في حكومة السيد عادل عبد المهدي، ونأمل أن نطلع على إجراءات ملموسة في وقت قريب.
**********
الحل في هزيمة منظومة المحاصصة
ثامر الشيخ


اجبرت الانتفاضة الشعبية في تشرين 2019القوى المتنفذة على الخضوع لمطلبها باستقالة الحكومة.وتحول ضغط الجماهير المنتفضة يوما بعد آخر الى ضغط افقي شمل شرائح وفئات وطبقات اجتماعيةمتعددة،نتيجة تفشي الفساد والفقر والتردي الاقتصادي والاجتماعي،والأزمة الشاملة في كل مناحي الحياة، وفاقمتها جائحة كورونا، وما أتت به من كشف للواقع الصحي المتخلف في العراق جراء النهب للثروة،وعدمالاهتمام بالخدمات والتعليم والصحة،وازمة الرواتب وانخفاض تصدير النفط وانخفاض أسعاره،والجشع للحكومات المتعاقبة والقوى المتنفذة قد فاقم الازمة، بهذا انكشفت أكثرفأكثر مجاميع النهب والسراق امام الشعب.
عول الكثير من العراقيين على التغيير الحكومي ومجيء الكاظمي نتيجة الخطابات المتكررة وما طرحه في منهاج حكومته. ومن جانبنا نرى ان صلب الموضوع اقتصادي - اجتماعي أمني، معأهمية وضرورة توفر الارادة السياسية والقرار الجريء بشأن عرض الفاسدين على القضاء وحسب أولوية الملفات لكبار الفاسدين.
واليقين انه لن يتم حل الاشكالات كلها الا بالخلاص من النظام المحاصصي الطائفي وإزاحة المتنفذين الفاسدين عن سدةالحكم، وهذا يتطلب تفعيل الدور المهم للانتفاضة وان يكون هناكمنهج واضح وقيادةموحدة للتنسيقيات، وفعل متوازن وبنضال دؤوب سلمي، واتباع كل الوسائل السلمية من اجل تغيير النظام من محاصصي مقيت الى نظام مدني ديمقراطي يحقق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص.
إن تحديد موعد اجراء الانتخابات المبكرة لوحده لا يكفي ، ويفترض ان يتزامن معه تشريع منظومة انتخابية متوازنة، وقانون انتخابات عادل ومنصف ،ومفوضية مستقلة مهنية، وتفعيل قانون الأحزاب ومراقبة الدعاية الانتخابية، والإشراف الاممي على اجرائها ’فالانتخابات ليست غاية بذاتها ،بل هي وسيلة لتحقيق العدالة ، والاتيان بمجلس نواب يمثل الشعب حقيقة، ليختار حكومة تلبي مصالح اوسع الجماهير، وان كانت ستجري وفق النمط السابق ،فإنها لا تحدث تغييرا ملموسا في مسارالعملية السياسية واتجاهات الحكم وسيبقى المتنفذون وسيبقى معهم النظام المحاصصي قائما .
ان معاناة الجماهير والبؤس والحرمان، هو ما دفعها الى التمرد العفوي، والذي تحول الى انتفاضة عارمة، ولكنجرت وتجري محاولاتلامتصاص هذا الغضب المشروع وغير المنظم في جوانب منه.
أُجبرت (الحكومة) على القيام ببعض الاصلاحات، لامتصاص هذه العفوية الجماهيرية الغاضبة، ولكن سرعان ما تتراجع عنها حين تخفت حدة الاحتجاجات.فحين هبت الجماهير في تشرين 2019جاءت استقالة رئيس الوزراء، ولتحقيق إنجازات أخرى لابد لها من الاستمراروالضغط عبرتوجيه كل الجهود والطاقات وبتنظيم مسارها لتحقيق ما تصبوا اليه جماهير الانتفاضة مدعومة بالتأييد الشعبي الواسع.
ويترتب على القوى الوطنية والمدنية والديمقراطية والنقابات والاتحادات والجمعيات توحيد خططها وتنسيق أعمالها من اجل قيادة الجماهير لتحقيق هدف التغيير المنشود.
لقدغيبت الطائفية الوعي،وعمدت الى تجهيل للناس عبر ما فرضته من نظام تربوي رديء، وما سخرته من وسائل اعلام خاضعة لنفوذها لنشر ثقافتها وافكارها وعاداتها الطائفية المتهرئة، واتاح لها امتلاكها المال والجاه والسلطة والنفوذ والسلاح التأثير طيلة هذه السنين العجاف.
الحاجة تمس الى فعل وممارسة النضال الوطني والديمقراطي المطلبي الشعبي السلميالضاغط،ومن منظور وطني وطبقي أيضا، كشرط مهم للتغيير في عراقنا الحبيب وما عداه لن يحصدالشعب وانتفاضته سوى التشتت والتراجع، مما يفسح المجال للقوى المتنفذة الى تأبيد وجودها،ولا يحصد الشعب سوى الويلات والمآسي.
***********
ص8
السودان: كيف تحقق اتفاق السلام
مع حركات التمرد وما آفاقه المستقبلية؟
الخرطوم – طريق الشعب
يعد اتفاق السلام في السودان الذي وقع الأسبوع الماضي، بإنهاء الحرب المدمرة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق التي أودت بحياة مئات الألاف من الناس، بيد أن الباحثين أليكس دي وال وأدوارد توماس يوضحان في هذا المقال أن ثمنا كبيرا قد دفع للوصول إلى هذا الاتفاق في النهاية.
وجاء الاتفاق بعد مفاوضات بين الحكومة الانتقالية في السودان وائتلاف من قادة حركات التمرد في عاصمة جنوب السودان، جوبا.
وتمثل النوايا الحسنة من الطرفين للتوصل إلى حل، نقطة القوة في هذا الاتفاق، لكن ضعفه يكمن في أن السودان يحاول تطبيق تجربة ديمقراطية طموحة وسط أزمات متداخلة ومن دون أي مساعدة دولية بطريقة عملية.
ففي آب 2019، اتفق الجيش السوداني وقادة مدنيين على العمل معا ضمن حكومة انتقالية تنفيذا للمطلب الرئيسي للمحتجين الذين أطاحوا بالحكم الاستبدادي للرئيس عمر البشير الذي استمر نحو 30 عاما.
وكان في مقدمة أولويات هذه الحكومة إنهاء الحروب التي ظلت تُنهك وتدمر عددا من الولايات الطرفية والحدودية في السودان. وكان المتمردون واثقين من أن الحكومة المدنية التي يقودها رئيس الوزراء عبد الله حمدوك مخلصة في الوصول إلى ذلك، ولكنهم لا يثقون بالقادة العسكريين وبشكل خاص “الفريق الأول” محمد حمدان دقلو، الملقب بحميدتي، قائد قوات الدعم السريع، الذي قامت قواته شبه العسكرية بشن حملات مروعة لقمع حركات التمرد.
وتم التوصل إلى الاتفاق الأخير بعد مفاوضات سلام استغرقت نحو عام تقريبا.

فرصة العمر
يحتاج رئيس المجلس العسكري الانتقالي الفريق أول عبد الفتاح البرهان ونائبه حميدتي إلى الشرعية الدولية التي ستنجم عن الاتفاق، بيد أن مقتربهم المفضل في التعامل مع حركات التمرد هو: “فرق تسد”، مقدمين المال والأعمال لشخصيات من قادة التمرد من أجل التعاون معهم أفرادا واحدا تلو الأخر.
وقد أدت عقود من استخدام هذه الاستراتيجية إلى تقسيم القوات المتمردة وفق توزيعات أثنية.
وتعد الجبهة الثورية السودانية، أوسع هذه الجماعات، لكنها تمثل تحالفا هشا. وعلى الرغم من أنها تشترك في العديد من الأهداف من المتظاهرين السلميين في الخرطوم إلا أن عناصرها يأتون من خلفيات مختلفة.
لقد تحمل المحتجون في المدن عقودا من المراقبة وقمع الشرطة. ويتحدر قادتهم من نخبة مهنية محترفة، ومن المتوقع أن يرثوا تشكيل الحكومة كما حدث سابقا في انتفاضتي “ربيع الخرطوم” في عام 1964 وعام 1985.

تقاسم السلطة
سيجلب اتفاق السلام المتمردين للمشاركة في الحكومة الانتقالية.
وقد خُصصت لهم مئات المناصب التشريعية والتنفيذية، التي سيديرونها حتى إجراء الانتخابات خلال ثلاث سنوات.
وسيدمج آلاف المقاتلين من حركات التمرد في الجيش. وسيعود ملايين النازحين من جراء الحرب إلى بيوتهم. وسيمنح النظام الفيدرالي، الذي عدلت صياغته، المزيد من السلطات والصلاحيات للإدارات المحلية.
وينص الاتفاق على أن يكون هناك إصلاح زراعي، وعلى تقديم المشتبة بارتكابهم جرائم إلى العدالة.
ولا تعد هذه البنود جديدة، إذ سبق أن إنهارت صيغ اتفاقات مماثلة خلال الـ 15 عاما الأخيرة.
ولكن هذه المرة مختلفة، فالاتفاق سوداني محض وجاء بعد مفاوضات بين سودانيين من دون أي مواعيد نهائية مفروضة من أطراف خارجية أو ضغوط ولي ذراع البعض للموافقة على الاتفاق.
ويدرك كلا الطرفين أن هذا الاتفاق يجب أن يعمل وإلا فإن عموم التجربة الديمقراطية ستفشل.
**********
سياسات الإتحاد الأوربي سببت الكارثة
مأساة الحرائق في الجزر اليونانية تتواصل
رشيد غويلب


قبل اندلاع الحرائق المتوالية في موريا كانت لدى وسائل الاعلام، وخصوصا تلك التي تنقل آراء منظمات حقوق الانسان والمنظمات المدافعة عن حق اللاجئين في العيش بكرامة، معطيات وصور عن الظروف اللاإنسانية التي بعيشها الآلاف منهم في الجزر اليونانية، وتشير التقديرات إلى أن 40 ألف لاجئ، منهم 14 ألف طفل، يعيشون في مخيمات هذه الجزر، علما ان هذه المخيمات مخصصة وفق المعايير الأوربية لعيش 6 آلاف فقط. ووفق معطيات مجلس اللاجئين اليوناني ومنظمة أوكسفام، يعيش في مخيم موريا، والمناطق المحيطة به 19 ألف لاجئ، رغم أن المخيم مصمم لإيواء 2757 شخصا. ويكفي ان نشير الى الأوصاف التي أطلقها وزراء وبرلمانيون اوربيون على المخيم، لنكون صورة واضحة عن الظروف الكارثية التي يعيشها اللاجئون: أحدهم قال انه “عار” على أوربا، وآخر قال ان ظروف المخيم “لا تصلح” لمعيشة الحيوانات.
ان سعة الكارثة دفعت السلطات اليونانية للقيام بإجراءات ترقعيه لإيواء المشردين مثل ارسال عبارة تستوعب المئات ونقل المئات من الأطفال القصر غير المصحوبين بذويهم الى اليابسة، بانتظار توزيعهم على بلدان الإتحاد الأوربي.
لقد أدت الحرائق الى تسوية المخيم بالأرض، وارسلت رسالة واضحة بضرورة وضع حد سريع للسياسات اللاإنسانية في ممارسة الحرمان والعزل. وجاءت الكارثة لتعلن فشل جميع المحاولات التي قامت بها حكومات الاتحاد الأوروبي لاحتواء موجات الهجرة، ومنع ما يسمى بالهجرة “غير المرغوب فيها”، بما في ذلك غلق حدود أوربا بقوات عسكرية هائلة.
ومخيم اللاجئين، الذي يفترض انه مؤقت يفتقر إلى الحد الأدنى من البنية التحتية، حيث حُشر الناس بين أكوام من القمامة والحاويات والأكواخ الرثة التي شيدوها بأنفسهم، وكان عليهم الانتظار ساعات للحصول على طعام وقليل من الماء، والنضال من أجل الحصول على المساعدة القانونية والرعاية الطبية. في حين أن ممثلي الإتحاد الأوروبي، مثل رئيسة المفوضية الأوربية أورسولا فون دير لاين، قاموا بزيارة قصيرة للتظاهر بالاهتمام وإطلاق التصريحات. ومن جانبه لم يخف اليمين الحاكم في اليونان رغبته في تحويل الظروف المأسوية في موريا الى رادع للقادمين المحتملين.
ومع تفشي كورونا أصبحت موريا قنبلة موقوتة. وعلى الرغم من جميع التحذيرات والمطالبات بالإخلاء الفوري وتدابير حماية الجميع، والتذكير بخطر إصابة آلاف الأشخاص في الجزيرة، مُنعت منظمات مساعدة اللاجئين من الوصول إلى المخيم وقيّدت حرية حركة سكانه لعدة أشهر، ثم جاء الإغلاق الكامل “الحجر الصحي” للمخيم بعد أول حالة إصابة.

حزب اليسار اليوناني
يطالب باستقالة وزير الهجرة
عد حزب اليسار اليوناني “سيريزا” ما حدث “جريمة سياسية مخططة” نفذها اليمين الحاكم، الذي سمح بارتفاع عدد سكان المخيم من 6 آلاف قبل وصوله للسلطة الى 21 ألف في شباط الفائت، وان الحكومة بدأت متأخرة جدا في نقل عدد محدود من اللاجئين الى البر اليوناني، وطالب الحزب باستقالة وزير الهجرة المحافظ فورا لمسؤوليته المباشرة عن الكارثة.
استراتيجية اليمين
اما لماذا ترفض مراكز القرار في الإتحاد الأوربي التراجع عن سياساتها؟ تعتقد الباحثة الالمانية في شؤون الهجرة كلارا آنه بونغر أن المخيمات المكتظة جزء لا يتجزأ مما يتصوره وزير الداخلية الألماني هورست سيهوفر استراتيجية للسيطرة على الهجرة. وفي 30 أيلول الجاري تريد مفوضية الإتحاد الأوروبي تقديم مفهوم جديد للهجرة. وهناك ثلاثة ركائز معروفة: المزيد من الصفقات مع دول المهاجرين وبلدان العبور، على غرار اتفاق الإتحاد الأوروبي وتركيا؛ المزيد من اغلاق حدود أوربا؛ ونظام توزيع مشروط على مستوى الاتحاد الأوروبي. وتضيف ان “ الاحتواء” أي تكديس طالبي اللجوء خارج حدود أوربا هو „جزء أساسي من هذه الاستراتيجية” ويؤدي أيضًا الى إغلاق الطريق امام القادمين الجدد. وفي هذا السياق تحولت المخيمات من اجراء مؤقت الى حل دائم. ولحد الآن لا تنص التشريعات الأوربية على إقامة مثل هذه المعسكرات، ولكن اقامتها جاءت تنفيذا لرؤية وزير الداخلية الألماني. فهل ستؤدي حرائق موريا الى إيقاف العمل بمعسكرات العزل العنصرية؟ السؤال الأهم هو هل ستؤدي الكارثة الى نقطة تحول في سياسة الهجرة واللجوء في الاتحاد الأوروبي؟ وفي أي اتجاه؟ ان ذلك سيعتمد إلى حد كبير على ضغط الحركات الاجتماعية على مراكز القرار، وعلى تعبئة الشارع. في المانيا مثلا، أعلنت أكثر من 170 مدينة وبلدية استعدادها لاستقبال ضحايا حرائق موريا. ونظم أكثر من 50 تجمعا وتظاهرة للتضامن مع الضحايا.
************
ص9
معركة القمم..!
عبد الرضا المادح

في العشرين من آب 2020 مرت الذكرى الاربعون لمعركة فـُرضت علينا وكانت دفاعاً عن النفس، حدثت بين أنصار الحزب الشيوعي واصدقائهم مع القوات التركية المهاجمة، في منطقة جبلية مرتفعة قرب الحدود العراقية التركية شمال شرق قرية (بيجي).
قبل هذا التاريخ (20 آب 1980) بحوالي ثلاثة ايام، كُلفنا من مسؤولي مفرزة الطريق بالتوجه من موقع اختبائنا في الجبل، الى نهر الهيزل لأستلام شحنة اسلحة مع مجموعة من الرفاق الملتحقين الجدد لنقلهم الى مقرنا في وادي(كوماته)، بعد الظهر بدأنا بنبش الرمل بالأيدي على حافة النهر حيث تم دفنها، ثم حمّلناها على 14 بغل، وبعد العمل المرهق لعدة ساعات بدأنا المسير مباشرة، كنـّا ستة رفاق من مفرزة الطريق (ابو جهاد (قاسم محمد مشل) الذي استشهد لاحقاً في العمل السري داخل الوطن، سامي دريجه، هادي، أبو مناف، أبو نرجس، أبو أنتصار) والرفاق الجدد (أبو ستار، أبو منتصر، مهدي، أبو نضال الأصلع)، ومن الأصدقاء عبدالله واخوه الشهيد صوفي (استشهد لاحقاً) وسبعة من شباب المنطقة من الفلاحين.
بعد مسير لساعات في الجبال والوديان بدأ يهطل الظلام الذي حوّل الطبيعة الى اشباح، ونحن لا نعرف شيئا عن المنطقة ومسالكها سوى الأدلاء، اصاب التعب الجميع ولكن الرفيق (مهدي) بدأ يعاني من صعوبة في المشي، طلبت منه أن يضع ذراعه حول رقبتي لأسند جسده واساعده في المشي، سألت الرفاق: ماهي وجهتنا؟ فقالوا: الى قرية في هذا الوادي. قلت: استمروا وسألحقكم على الاُثر. فوصلنا بعدهم بنصف ساعة تقريباً مرهقين!
اهالي القرية قدموا لنا الطعام، والعلف للبغال، وبعد ساعات قليلة بدأنا المسير فلا يجوز البقاء طويلاً فالمخبرين متواجدون حتماً! في الظلام كانت تتطاير ومضات شرر كالشهاب من حوافر البغال عند اصطدامها بالحجر البازلتي الصلد!صعدنا الى أحد الجبال وحل علينا الفجر ببرودة منعشة.
آمر المفرزة أبو جهاد والمستشار سامي سألاعن رأيي بما قررا، بأنهما سيرسلان الرفاق الجدد مع دليل يسلكون طريقاأسهل، فقد تعبوا ولا يستطيعون المواصلة معنا لأننا سنسلك طريقا صعباوأطول، رأيهما صائب من جانب ومن جانب آخر رفضت حيث قلت: كيف نثق ثقة تامة بدليل لا نعرفه، بالأضافة لذلك رفاقنا غير مسلحين ولا يعرفون المنطقة، ماذا سيفعلون عند حدوث طاريء ويتركهم الدليل وينهزم؟! أنا أفضّل بقاءهم معنا حفاظاً على حياتهم،
قالا: أن الاصدقاء يعرفون الدليل جيداً ولا بد من ارسالهم، حسم الأمر بأرسال الرفاق (أبو ستار، أبو منتصر، مهدي) وأبو نضال يبقى فهو يستطيع المواصلة معنا، طلبت من الرفاق الجدد تسليمي وثائقهم (جوازات وشهادات جامعية)، غادرونا وتوجهوا عبر الوديان الى قرية (بيجي) ونحن استمرينا نحو القمم الشاهقة مبتعدين عن القرى ووجود قوات الحدود.
على منبسط اخضر واسع فوق أحد الجبال، قرر آمر المفرزة أن نستريح وإنزال حمولة البغال فقد اصابها التعب، ولعدم خبرته لم يحسب حساب أن المكان مكشوف وممكن مجيء طائرة استطلاع! أنا كلفت بالحراسة فصعدت قمة صغيرة قريبة، وبعد وقت أقل من ساعة، شاهدت من بعيد طائرة هليكوبتر تحوم في المنطقة، صرخت لأحذرهم، فأمر أبو جهاد بتحميل البغال والتحرك!!! وهذا كان خطأ كبير فالحركة تسهل كشفنا! كان المفروض توزيع الرفاق على القمم لغرض الاختباء واتخاذ وضع الدفاع، وتمويه الحمولة قدر الإمكان بالحشائش وابعاد البغال باتجاهالوادي!
بعد بضع مئات من الأمتار كانت الهليكوبتر تطير منخفضة فوق رؤسنا مباشرة وافتضح امرنا، فأصبح مواصلة السير لا معنى له، وأيضاً لم يعطي الأمر بالانتشار على القمم! اختفت الطائرة حيث هبطت الى قاعدة لقوات الحدود (القرقول) في قرية بيجي وبعد وقت قصير، عادت وبدأت بأنزال الجنود على سفح احدى القمم الخمس المنتشرة والتي يتراوح ارتفاعها 50 – 70 متر، كانت مبادرة الرفيق هادي ذكية ولعبت دورا مهما في انقاذ ارواحنا، حيث سبقنا بمسافة جيدة وأصبح بين قمتين وأشرف على جهة الأنزال ثم لحقه الرفيق أبو جهاد، اصبحت الحالة حرجة جداً وبلا توجيهات عليك أن تتصرف لاتخاذ وضع دفاعي!ركضت وتبعني أبو نضال وهو بلا سلاح، متسلقاً بأتجاه القمة التي يجري خلفها الانزال محاولا السيطرة عليها قبل الجنود! وصلنا قرب القمة وبدأ الرمي بغزارة حيث فاجأهم واشتبك معهم الرفيق هادي، قررت العودة بسرعة وربما لن نعود فظهرينا مكشوفين وأصبح الموت قاب قوسين! في تلك اللحظة سحبت كيس النايلون ودسست وثائق الرفاق تحت أحد الأحجار المنتشرة لكي لا تقع بيد الجنود، قطعنا ساحة المنخفض وتسلقنا القمة المقابلة وأصبح وضعنا أفضل، حيث انتشر الرفاق والمرافقون من الاصدقاء على اربع قمم وانحشر الجنود في قمة واحدة!كان الرفيق أبومناف قد سبقنا الى القمة والتي تحوي قطوعا حجرية توفر بعض الحماية، مرت الهلكوبتر منخفضة أمامنا والطيار ومرافقه واضحان للعيان يستطلعان وجودنا، رشقهم أبو مناف بصلية، ابتعدت الطائرة ولم تعد، قررتُأن اصعد فوق قمة الصخور لأتخاذ وضع أفضل للرماية، ارتكبت خطأ بأن تسلقت من الجهة المكشوفة للجنود، فرشقوني بصلية من رشاش متوسط، فتوزع الرصاص حول رأسي وبين فخذي ليصطدم بالحجر محدثاً شظايا، شعرت أن بندقيتي الكلاشنكوف غير مصفّـرة فكان عليّه حساب ذلك عند التسديد! جاء الينا أبو جهاد وقال: أهنيك على سلامتك توقعت أنك استشهدت!
لاحظت أن أحد المقاتلين من الأصدقاء قرب الحمولة المطروحة على الارض المكشوفة، ناديته بأن يأتي ألينا بعلبة عتاد، فتحتها فكانت لسلاح متوسط لا تنفع للكلاشنكوف، سألت أبو جهاد إن كان هناك قناصات مع الحمولة فالعتاد لها، فأجاب بالنفي، في المقر لاحقاً علمت بوجودها ومن النوع القديم ولكنها ممتازة، يبدو أن أبو جهاد ايضاً لايعلم بها!!
بدأ الجنود بالرمي بأتجاه البغال لقتلها، فردينا عليهم واسكتناهم، استمرت المعركة ما بين السابعة صباحاً حتى السابعة مساءً حيث حل الظلام، تجمعنا قرب البغال وتم تحميلها، لم تحدث بيننا خسائر سوى جرح بسيط بساعد عبدالله، أما القوة المهاجمة فلم نعلم عن خسائرها.
قال أبو جهاد: سأذهب ومعي الرفيق هادي للمقر لتبليغهم بما جرى ليرسلوا قوة دعم! كان المفروض أن يرسل رفيقا آخر ويبقى هو لأنه آمر المفرزة؟! كما أن هادي الوحيد من رفاقنا يعرف الكردية أي تركنا مشلولين لغوياً!!
لاحظت عدم وجود الرفيق أبو نرجس فسألت عنه، قال أحدهم أنه من بسبب شدة التعب وهو يعاني من مشاكل في المعدة لم يستطع مواصلة المشي فبقي مطروحاً على الحشائش، وعلمت لاحقاً أنه انسحب بأتجاه الوادي لأحدى القرى فساعدوه للوصول الى المقر!!تفاصيل الحدث لدى الرفيق العزيز أبو نرجس.
بقينا أربعة (سامي، أبو مناف، أبو انتصار، أبو نضال) مع مجموعة عبدالله 6-7 افراد، تحركنا بأتجاه الشرق صعوداً الى قمة جبل اعلى، وبعد مسير أكثر من ساعة تم إنزال الحمولة وتغطيتها بالأحجار، افهمنا عبدالله بأنه ومجموعته مع البغال متعبون وسينسحبون الى إحدى القرى وغداً مساءً تصلكم مجموعة اخرى مع بغال جديدة، وبقي معنا منهم اخوه صوفي.
قضينا الوقت جلوساً بين الاحجار وبرودتها تلسع اجسادنا المنخورة من الأجهاد! بزغ الفجر فأنتشر أمامنا مشهد جميل، قمم لاتنتهي على مد البصر، وواحدة هي الاعلى والاقرب لنا تزينها الثلوج الناصعة البياض، لاحظت على حافتها الحادة نقاطا سوداء مصطفة بانتظام، تفحصتها من خلال الناظور، وأذا بها مجموعة من النسور الكبيرة آكلة اللحوم، ياترى هل اشتمت رائحة اجسادنا وأنتظرت وليمة دسمة؟!
مرة اخرى حومت الهليكوبتر في المنطقة تبحث عنا، ولكنهم لم يكتشفوا مكان وجودنا، عند المساء وصل القرويون مع البغال ليتم تحميلها والتوجه نحو الوادي الذي تقع فيه قرية (هدريش)، عند المسير انتبهت الى أن أحدهم والذي كان يمتطي بغلاً قوياً يسير به بسرعة ليسبق المجموعة بمسافة، شككت بأنه يسرق من البنادق ويخفيها بين الاحراش مستغلاً الظلام، حاولت اللحاق به بدون فائدة! لاحقاً في المقر عرفنا أن هناك نقص حوالي 12بندقية؟!
بعد مسير طويل هبوطاً التقينا بمفرزة دعم من رفاقنا وصلت من المقر واتذكر منهم الرفيق أبو فارس، اخذنا فترة استراحة حتى بعد الظهر، ثم واصلنا المسير لندخل قرية (هدريش) عند الغروب، أهالي القرية ضيّفونا ولم نمكث طويلا لنواصل المسير الى مقرنا في وادي كوماته.
في المقر أحزننا خبر أن الرفاق الثلاثة الملتحقين، خبأهم الدليل خارج قرية (بيجي) في كهف صغير مكشوف للوادي الضيق الصاعد الى القمة التي دارت بها المعركة، وهناك بالصدفة التقوا أيضا بالرفيق (أبو حازم) القادم من المقر بمهمة، اثناء المعركة وكقوة دعم توجهت مجموعة من الجنود، بأتجاه القمة من خلال الوادي واكتشفوا وجود رفاقنا الأربعة فاعتقلوهم، ولم يطلق سراحهم إلا بعد سنوات.
طلبت من الرفيق توما توماس (أبو جميل) أن يبعثني مع أي مفرزة تذهب الى قرية (بيجي)، وفعلا بعد شهر تحقق ذلك حيث ذهبنا رفيقان بمهمة، الى نفس الكهف الذي اعتقل به الرفاق لنلتقي بشخص!! ومن هناك صعدت برفقة شاب من القرية الى قمة الجبل الشاهق، في ساحة المعركة ذهلت لكثرة الأحجار، بدأنا بتقليبها حجراً حجراً، بعد زمن دبّ الشك في نفسي وقلت إننا لن نجدها! ثم جاء صوت الشاب هاتفاً بفرح “وجدتها... وجدتها”.
تأكدت من أن الوثائق سالمة، هبطنا للكهف ثم توجهنا أنا والرفيق لمقرنا في (كوماته)، وهناك سلمتها للرفيق أبي جميل وشعرت بسعادة كبيرة لأني حققت ما وعدت به الرفاقان احافظ على الأمانة.
********
ص10
الحزب الشيوعي العراقي والممارسة الثورية للأخلاق
د. فاخر جاسم


يقول فيلسوف العرب الكندي” من أوجب الحق أن لا نذم من كان أحد أسباب منافعنا.. فإنهم وان قصروا عن بعض حق، فقد كانوا لنا أنسابا وشركاء فيما أفادونا من ثمار فكرهم، التي صارت إلينا سبلاً وآلات مؤدية إلى علم كثير مما قصروا عن نيل حقيقته”.
النقد حاجة إنسانية تولد المتعة من خلال البحث عن الأفضل. وهو نوعان: نقد علمي مبني على الحقائق الموضوعية، غايته نقد الأخطاء والنواقص بهدف تعديلها وتصحيحها وإزالة مسبباتها من خلال الاستناد الى مبادئ النقد الرئيسية، ومنها، نقد كلية الشيء ـ فكرة، شخص ـ حركة سياسية، نشاط سياسي أو اجتماعي ـ ومنها، التركيز على نقد موضوع الشيء وليس على تفاصيله، وخاصة عندما يتعلق بتجربة الأشخاص الأدبية والسياسية. ونوع آخر تشهيري يهدف إلى التسقيط والثأر والإزالة الكلية للآخر ـ فكرة، إنسان، جماعة ـ وينبع من التعصب، له أدواته المختلفة، تبدأ من القذف بالكلمة الجارحة وتنتهي بالتصفية الجسدية. لذا فإن رفض النقد الموضوعي، باعتباره نقيصة خسارة للعقلاء. فالإنسان يربح إذا أصغى إلى تقويم الآخرين لأفعاله وأقواله، ويخسر إذا سعى لترديد تقويمه الخاص.
إن احترام حرية النقد وحرية اختيار الآخرين وتنوع الآراء وحرية التعبير عنها هو أحد الشروط المهمة لآداب النقد. وهذا الاحترام يعني قبول الاختلاف بالتقويم والرأي الذي هو حاجة إنسانية لها أسبابها الموضوعية والذاتية، عللها أبو حيان التوحيدي فقال: مادام الناس على فطر كثيرة، وعادات حسنة وقبيحة، ومناشيء محمودة ومذمومة وملاحظات بعيدة وقريبة، فلا بد من الاختلاف على كل ما يختار ويجتذب”.
إن الادعاء باحتكار الحقيقة من قبل الناقد لا تتعلق فقط بوحدانية صحة فكرة معينة، بل باحتكار تقويم الفكرة ونشاط الأفراد لتنفيذها وتشويه تاريخهم، وهذا ما يتعارض مع آداب النقد وقيمه، التي تزداد الحاجة إلى الالتزام بها، خاصة لدى اختلاف وجهات النظر حول نقد التاريخ والحركات السياسية والأشخاص المساهمين بصنع تاريخها. ومن هذا المنطلق فإن اعتقاد الناقد بأنه يمتلك الحق بنقد التاريخ وسير الأشخاص حسب هواه يعتبر مصدر كل قمع.
النقد البناء، من أهم مبادئه الابتعاد عن التبرير، التجرد والموضوعية، والنزاهة الحوارية، الابتعاد عن الخلط بين شخصنة النقد لأنه في هذه الحالة يهدم الهيكل من خلال الثقوب التي ظهرت، فيصبح الهيكل هو الثقوب، كمن يخلط بتعمد بين الضحية والجلاد. والنقد الموضوعي لا يقوم على القدرة على “التعرية” بل القدرة على التصحيح، كما يقول لينين. النقد البناء يفترض تحمل المسؤولية الشخصية عن الأخطاء والابتعاد عن تصيد أخطاء الآخرين بهدف التخلص من المسؤولية الشخصية.
كما هو معروف أن المعايير الأخلاقية لها قيمة أصلية ترتبط بأصالة الإنسان، كقيم الحرية والعدالة والمساواة وحب الخير وغيرها من القيم، والالتزام بهذه المعايير في السلوك الفردي والاجتماعي، يرتبط بالبيئة التي يعيش فيها الإنسان، لذلك يتغير هذا الالتزام تبعا لتغير البيئة وهدف الإنسان في الحياة، فإذا كان الهدف سامياً تبقى المعايير الأخلاقية هي التي تحرك النشاط من أجل تحقيق الهدف السامي، بغض النظر عن طبيعة البيئة والظروف التي نتحرك فيها. فعلى سبيل المثال، نرى من يسعى إلى الكسب أو الشهرة، بأية وسيلة، لا يهمه الالتزام بالمعايير الأخلاقية، مهما زادت ثروته أو شهرته.
هذا من جهة ومن جهة أخرى، نلاحظ ارتباطا بين المعايير الأخلاقية والتفكير، فاذا كان الهدف من نشر مقال أو نقد تجربة نبيلاً فأن المعايير الأخلاقية تكون حاضرة في ذهن الكاتب والمفكر، فلا يشذ عنها مهما كانت “الحقائق” التي يملكها وغنى تجربته الشخصية، فنراه لا يلجأ إلى تشويه الحقائق او استخدامها في غير سياقها بهدف الثأر والانتقام سواء من تجربته الشخصية أو تجارب الآخرين، لذلك نرى الكاتب الذي يلتزم بالحد الادنى من المعايير الأخلاقية لا يبني رأيه او موقفه بناء على الشكوك القائمة على التخوين والتشهير، بل يستند موقفه النقدي على التسامح والموقف الإيجابي وإيجاد الأعذار لأخطاء الآخرين الناتجة عن العمل أو التفكير الخاطئ الذي أدى إلى اتخاذ موقف سياسي او اجتماعي مغاير لما يراه الكاتب او الباحث في تاريخ تجارب الحركات السياسية وكوادرها الذين قدموا تضحيات كبيرة أو صغيرة، ولكنهم اختاروا طريقاً آخر أو مختلفا بناء على تغيير قناعاتهم الفكرية والسياسية، لأن شرعية الأفكار التي نطرحها لا تبنى على مواقفنا وتجاربنا الشخصية بل تبنى على الحقائق الجمعية التي تضبط استخدامها المعايير الأخلاقية وليس المواقف الشخصية، لأن الحقائق لها قيم قائمة بذاتها، بينما المواقف الشخصية ترتبط بالذات والدفاع عنها بطريقة لا تخلو من الذاتية. هذا من جهة ومن جهة أخرى، فإن مشروعية النقد لا تقوم على ذبح الماضي وشخصياته بدم بارد، تحت ذريعة الرد على نقد الناقد.
إن الابتعاد عن المعايير الأخلاقية، تجعل الناقد يتخيل نفسه بأنه يمتلك الحقيقة الكلية التي من شأنها إذا باح بها أصبحت قادرة على التحكم بمسار التغيير الذي يتصوره، وفي هذه الحالة يصبح معيار العقل لديه تصوراته الشخصية، وليس حقائق الواقع بكل تلاوينه، وهنا يبتعد عن أهداف النقد فيصبح عنده وسيلة للدفاع عن ذاته وتجربته الشخصية بتعصب، وليس تغيير الواقع من خلال نقد سلبيات الماضي، فيتحول من شاهد على التاريخ إلى مزور له، وينطبق عليه قول المتنبي:

الظلم من شيم النفوس، فإن تجد
ذا عفةٍ، فلعله لا يظلم

إن من يمتلك الموضوعية، ينبغي ان يكون منصفا في نقد سيرة رفاق الدرب في مسيرة النضال الطويلة التي تستمر بالحياة، رغم الظروف القاحلة التي أكل حيتان الفساد فيها، ليس دولارات النفط فقط بل طعام الفقراء والمستضعفين، وأفسدوا الحرث والنسل، فلماذا يتم التواضع في نقد هؤلاء والغلو في جلد الذات بقسوة؟ ألا يستحق ذلك التساؤل عن الغيايات والأهداف حيث لا تكفي المشاعر النرجسية في أن يكونوا تحت الأضواء دائماً، حتى لو كانت ألوانها فاسدة، في تفسير دوافع هذا النقد؟
إن الالتزام بالمعايير الأخلاقية في النقد يؤدي إلى تقويم التجربة والاستفادة من الأخطاء التي وقعت فيها، والمساهمة الفعالة في اعادة بناء الذات الشخصية وكذلك اعادة بناء الحركات السياسية لتكون أكثر قرباً من الالتزام بالمعايير الأخلاقية، من خلال احترام التجارب الشخصية والجمعية وقبول الاختلاف بالآراء في الماضي والحاضر، وبذلك تتقلص الاختلافات الحادة في النظر للتاريخ والمصلحة المشتركة، أما الابتعاد عنها في النقد، أي المعايير الأخلاقية، فانه يؤدي إلى تشويه التجربة وعدم الاستفادة من أخطائها ونكران التضحيات التي قدمها من ساهم في صنع تاريخها ، مهما كانت صغيرة أو كبيرة.
ينبغي أن لا يضفي الناقد أحلامه النرجسية، وينطلق من امراضه وعقده النفسية في تفسيره للتاريخ ونقده بحجة الدفاع عن الحقيقة أو كشفها، فالحقيقة هنا غائبة عن ذهنه أو غطتها أحلامه النرجسية حين يدعي أمجادا ليست له ويمسح بجرة قلم ما بذله الآخرون من جهد لأنهم اختلفوا معه في الرأي والموقف يوم ما، فيعلق كل أخطائه على تاريخهم ناسياً أنه كان جزءًا من هذا التاريخ الذي كان محركاً له في وقت وقوع الأخطاء التي ينتقدها، ولن يعفى من المسؤولية إذا أدار ظهره لتاريخه، فأحداث التاريخ تبقى شاهدا على ما ارتكبه من أخطاء تم السكوت عنها في حينها بسبب موقعه القيادي والظروف المحيطة بالعمل الحزبي في حينها، فأخطاء هؤلاء ما زال رفاقهم يحفظونها عن ظهر قلب فلا يزيلها تغيير السفن التي يركبونها، فربانها يعرفهم جيدا ولولا تلك المعرفة لتركهم على قارعة الطريق.
وفيما يخص نقد تجارب الشخصيات التي رحلت عنا، ينبغي ان نتذكر القول المأثور: اذكروا حسنات موتاكم” وبناء على ذلك، ألا ينبغي ان نحترم تاريخ هؤلاء المناضلين، وان اختلفوا معنا في يوم ما، في موقف ما أو رأي ما، ونبتعد عن انتهاك خصوصيتهم، فكرامتهم والحفاظ على حرمتهم تبقى من مسؤولية الناقد باعتبارها أحد أهم المعايير الأخلاقية التي ينبغي ان يأخذها الناقد بنظر الاعتبار. ففي الوقت الذي يفتخر به الوطنيون بالتضحيات، من أجل الحرية والتقدم الاجتماعي، التي قدمها الراحلون عنا، يقوم البعض بنحرهم بالسكين وهم أموات، سواء تحت ذريعة النقد أو الرد على النقد.
إن ما نلاحظه اليوم من نقد لتجربة بعض الشخصيات والنقد المضاد، أرى أنه يدخل في باب الترويج للنقد الحاقد والتشهير الشخصي الذي لا يضر إلا صاحبه، وكما يقال ان الإناء ينضح بما فيه، فإن امتلأ بالمحبة والتسامح فانه ينفع الآخرين، أما إذا امتلأ بالحقد فإنه يفيض على صاحبه، فهذا الشكل من النقد يسّوق أفكاراً واهية لأنه ينطلق من تجربة شخصية وقناعات ذاتية، أزاء تجارب الآخرين.
وأخيرا، فالمشكلة ليست في النقد بل بتلوث النقد، الذي تسببه الملاسنة الجارحة وردود الفعل العنيفة التي كثيرا ما تميل إلى التشهير، كما قال ذات مرة الصديق عبد المنعم الأعسم. فالنقد قاطرة التطور على المستوى الشخصي والجمعي، وبدونه تسبح الأسماك في البراري القاحلة، ويبهت حب الجمال وتصبح الحياة، مثل الأشجار الموحشة بلا ثمار، كما يقال.
اشارة أولى: شاءت الصدف ان التقي بالعديد من الشخصيات الحزبية، بتوجهات وخبرات مختلفة وربما متعارضة، وأن أحاورها في أمور السياسة وتاريخ الحزب الشيوعي وسياساته. وعلى الرغم من إحساس بعض هذه الشخصيات بالمرارة من التعامل مع الرأي الأخر، فإنها غالباً ما حرصت على عدم شخصنة الأمور وعدم الانجرار وراء أي شيء يسيء للحزب وتاريخه وبطولاته.
اشارة ثانية: يقول الشاعر الراحل محمد سعيد الصكار: قبل ان يشهر عليّ “ الأبطال” سلاحهم، سأرتضي أن أعلن جبني حماية لما لدي من أشياء عزيزة هي رصيدي القديم والحديث، وهي ما انوي الحفاظ عليه بقية حياتي، ما استطعت. (ث. ج 261 1995 ص 162).
اشارة ثالثة: ان تاريخ الحزب الشيوعي العراقي، فيه كثير مما يفتخر ويعتز به، ليس من قبل الشيوعيين وأصدقائهم فحسب بل من قبل كل الوطنيين الشرفاء الذين تربوا على حب الوطن، لذلك فتاريخه لا يستحق ان ينقد بشكل بائس، يعبر عن تخشب روح الناقد، فتقويم تاريخه بموضوعية لا يتم بمقياس الشتم والثناء، فكلاهما ضار، لأن الأول، يهدم الهيكل على رؤوس بناته بلا رحمة، والثاني، يجمله ببريق الألوان الزاهية دون ان يرمم جدرانه التي أتعبتها السنون.
أخيراً الحزب أبقى وأن ذبلت بعض أوراقه، فالأشجار الحية تزهر من جديد من خلال النقد الذي يقترب من شعاع الحقيقة، وهو فقط، وليس النقد المتشنج القائم على النزعة الثأرية والضغائن والاحقاد الشخصية، الذي يضيء أنوار الذين ضحوا من أجل ان ينعم الآخرون بالكرامة والخبز والحرية ويعيد ابتسامتهم لتنور دجى الظلام الذي يحيط بالوطن والشعب بسبب تربع النخب الفاسدة على الثروة والسلطة بعد الاحتلال الأمريكي.
***********
ص11
السجون بدل المساعدات!
نجم خطاوي


ضمن التزاماتها الدولية وتعهداتها عبر المنظمات والأطر التي تنظم العلاقات الاقليمية والعالمية بين الدول والشعوب، اعتادت العديد من البلدان تقديم المعونات والمساعدات والدعم للدول التي في حاجة ماسة وتعاني من مشاكل مستديمة في قطاعاتها المختلفة.
السويد واحدة من هذه الدول التي تمتد سياستها في الدعم والمساعدات الدولية والإنسانية الى عهد بعيد، ويندرج أيضا في هذه المساعدات ما تقدمه من دعم وتبن لحالات كثيرة تخص المهاجرين والوافدين الجدد الذين تتقطع بهم سبل العيش ليتركوا بلدانهم مضطرين لاجئين صوب السويد وغيرها من بلدان أوروبا وأمريكا وكندا، وغيرها من البلدان.. ورغم أن هذه المواقف هي حكومية ومقرة ضمن موازنات الدول وتعهداتها، إلا أنها وللأسف تتأثر أحيانا وبصورة أبعد من التصريحات، بمواقف سياسية، وقرارات تتبناها برلمانات هذه الدول ومؤسساتها التشريعيةمستندة الى مواقف سياسية متذبذبة، وأحيانا متماشية مع الشعبوية والعواطف التي تفرزها الدعاية المتزايدة و إعلام مجموعات مناهضة الأجانب والتوجهات العنصرية، والذين يحملون في كل مرة المسؤولية عن تردي الأوضاع في بلدانهم، الى سياسة الهجرة والمهاجرين..
الحزب المسيحي الديمقراطي في السويد، عرف منذ زمن بمواقفه المتضامنة مع اللاجئين والمهاجرين، وكانت الكنائس في السويد، وهي الأقرب لهذا الحزب، داعمة ومساندة للكثير من الحالات الإنسانية، بما فيها فتح أبواب الكنائس لسكن وإيواء اللاجئين، وخصوصا مع موجات اللجوء الكبير التي مرت قبل سنوات، لكن الذي يدعو للغرابة هو التذبذب في مواقف هذا الحزب في السنوات الأخيرة، وخصوصا رئيسته الحالية أيبا بوش، وازدياد التصريحات التي لا يخلو بعضها من نفس عنصري واضح.

في أغرب مقترح سياسي
قدمته السيدة أيبا بوش Ebba Bush رئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي في السويد، ترى فيه أن على السويد، استخدام الأموال التي تقدمها كمساعدات للبلدان الأجنبية، في بناء سجون في هذه البلدان، ومن أجل استخدامها لاحقا، في إيواء السجناء من أصول أجنبية، بعد نقلهم إلى بلدانهم الأصلية، وتعني السجناء الذين يحاكمون في السويد، ويقضون فترات حكمهم في السجون السويدية، وبعد إن اكتظت السجون السويدية بهم، كما صرحت، وتبلغ نسبتهم اليوم (حسب ما ترى) ٣٠ في المائة من نسبة المحكومين في عموم السويد.
المقترح لا يخلو من أساس عنصري وتمييزي ولا يراعي كون الكثير من الذين تعنيهم في المقترح قد أصبحوا مواطنين سويديين، وبعضهم منذ سنوات عديدة، وأيضا في أن تجسيد مثل هكذا مقترح واقعيا، لا يعين على حل المشاكل والأزمات التي أدت إلى ازدياد حالات الجريمة والعنف والقتل والمخدرات في المجتمع السويدي، والتي لها أسبابها في طبيعة البرامج والحلول الحكومية، وأيضا في عموم الأزمات التي تعاني منها الكثير من البلدان في أوروبا وأمريكا وغيرها، ومنها السويد، التي تؤثر وتتأثر باقتصاديات البلدان الأخرى..
الحجة التي تسوقها السيدة إيبا بوش لمقترحها، هي تزايد الضغوط التي تعاني منها السجون السويدية المكتظة بالسجناء، وخصوصا الأقسام المتخصصة بأقسام رعاية المجرمين والمدمنين، والتكاليف الباهظة التي تحملها من خزينة الدولة وما يدفعه المواطنون كضرائب ..
المتتبع لمواقف رئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي الأخيرة، والتي سبقتها، ومنذ توليها المسؤولية في الحزب عام ٢٠١٥، سيجد الكثير من المواقف التي تتناغم وتقارب مع توجهات وتنظيرات حزب ديمقراطيي السويد العنصرية،وهو الحزب المتزايد الشعبية، والذي يحمل المهاجرين وكل الذين من أصول أجنبية مسؤولية الأزمات في المجتمع السويدي، وخصوصا ما يرتبط بازدياد حالات العنف والجريمة المنظمة وحيازة السلاح... كما لا يخفى على متابعي الشأن السويدي ملاحظة الاصطفاف والتنسيق في المواقف بين حزبي الديمقراطي المسيحي و ديمقراطيي السويد، خصوصا في الفترة الماضية التي شهدت تشكيل الحكومة السويدية الحالية، وامتدت في مواقف مختلفة من ضمنها الرأي حول ميزانية الحكومة وأشكال الانفاق وحلول أزمة كورونا والمواقف الخارجية..
لا جدال اليوم، في أن أعدادا متزايدة من المواطنين السويديين والقادمين الجدد لهذا البلد من ذوي الأصول الأجنبية والذين يتشاركون العيش في هذه البلاد الشاسعة في الجغرافيا والمحدودة في عدد السكان( عشرة ملايين)، وخصوصا الشباب، يشكلون نسبة كبيرة وسط مرتكبي جرائم العنف، وهذا الأمر يفترض أن لا يغفله عموم السياسيين والمتابعين لشؤون سياسات الهجرة وتطور مستوى العنف، ولكن السؤال الأهم يكمن في دراسة الأسباب الجوهرية التي أدت وتؤدي لهذه الظاهرة، ومحاولة تقييم السياسة الحكومية المتعلقة بقوانين الهجرة والمهاجرين، وخطط الدولة في القدرة على إيجاد فرص عمل لمواطنيها، وخصوصا الشباب منهم، وللوافدين الجدد، خصوصا في ظل أزمة اقتصادية عالمية، الانكماش في التبادلات التجارية الاقتصادية العالمية...
منظمات المجتمع المدني وكل القوى والشخصيات والرموز الاجتماعية والثقافية والسياسية، من ذوي الأصول الأجنبية، والذين ينشطون في الحياة الاجتماعية السويدية بشكل عام، مطالبون في التوقف والتفكير وصياغة الحلول، جراء استفحال حالات التطرف والعنف في السويد، ويمكنهم القيام بعمل جبار ومؤثر في هذا الجانب، وعدم الاقتصار في فعالياتهم ونشاطاتهم على احياء وتمجيد شؤون أوطانهم التي قدموا منها، ورغم أهمية ذلك، بل بالملائمة بين التوجهين..
الغريب في بعض الحلول السياسية، هنا في السويد، وفي غيرها من البلدان الأوروبية وبلدان أخري والتي تعني بالمساعدات والعلاقات الدولية، في كونها تستند للعواطف وردود الأفعال، وذات طبيعة شعبوية، ولا تخلو من قراءة موضوعية للمشاكل البنيوية المتفاقمة في البلدان ذات الدخول المحدودة أو ريعية الاقتصاد، والتي يراد منها في كل مرة أن تكون بلدانا للاستهلاك وتصريف إنتاج بضائع الآخرين...أي أن تسهم هذه المساعدات في تخفيف وطأة ومعاناة العيش في هذه البلدان، وبما فيها الضغط المعنوي ضد الأنظمة الديكتاتورية والقمعية والمستبدة لتغيير مواقفها وسياساتها تجاه شعوبها..
هل انتفت الحاجة للمساعدة في بناء المستشفيات والمدارس والبنى التحتية في هذه البلدان المحتاجة، حتى يتم اللجوء لاقتراح استخدام أموال المساعدات المقدمة من قبل السويد إليها، في تشييد سجون للسويد فيها ؟؟
ربما يبدو مقترح رئيسة الحزب المسيحي الديمقراطي اليوم، أشبه بالمزحة السياسية، ولكن ليس من المستغرب أن تتكاثر مثل هذه المقترحات في الزمن القادم، وفي ظل ما نشهده من انسداد في أفق الحلول للمعضلات الاجتماعية وتزايد البطالة والعنف وأزمة كورونا وإسقاطاتها على مستوى توقف العديد من المؤسسات الإنتاجية وازدياد إعداد من فقدوا أعمالهم، وأيضا مع تعالي أصوات عدد من المنظمات ذات التوجهات اليمينية والعنصرية لأبعاد وتسفير كل من يرتكب جريمة في السويد اذا كان من أصول اجنبية وبغض النظر من كونه قد حصل على جنسية البلد وصار مواطنا سويديا..
إن من شأن سياسة أخرى من قبل الدول الأوروبية، وكل البلدان التي بإمكانها المساعدة والعون وتمتاز بقوة اقتصادياتها، في التعامل مع الظروف القاهرة في العديد من البلدان، يفترض أن تتمثل بتشجيع حكومات هذه الدول على تنويع وتطوير القطاعات المنتجة فيها، ومساعدتها عمليا في ذلك، وتمكينها من احتواء المشاكل الاجتماعية المتزايدة جراء البطالة وتزايد فاقدي العمل.
يقول المثل السويدي،، لنعش ونرى، Vi ska leva och se
وستحكم الأيام على ما تراه أيبا بوش، وهل ستشهد السويد سجونا لها في مراكش ومقديشو واربيل والبوسنة وكابل وبغداد، أم أن البلاد السويدية والنخب السياسية ستجد حلولا للمشاكل الاجتماعية السياسية الناشئة..
*********
ص12
حول كتاب فريدريك إنجلز “مباديء الشيوعية”
1-2
د. خليل أندراوس

قبل اكثر من مئة وسبعين عام بدأ الزحف المظفر لـ “بيان الحزب الشيوعي” واليوم لا يستطيع أحد ان يقدر بدقة كم مرة حظر هذا البيان خلال هذا الزمن الطويل، وفي كم من البلدان جهدت قوى البوليس في اقتفاء أثر مالكيه، وفي كم من مناسبة جرت محاولات مأجورة لدحضه واعلانه بيانا محمّلا بالمغالطات او تجاوزه الزمن، غير انه اصبح معروفا عموما ان هذا الكتيب الصغير الذي يوازي حسب تعبير ف.إ. لينين مجلدات بكاملها، قد اصبح اليوم مترجما الى جميع اللغات تقريبا ويعد من اكثر المخطوطات انتشارا وشهرة على ارضنا.
ان قدرة البيان المدهشة على الاستمرار تجد نفسها في محتواه وفي جمال اسلوبه، ولكن ايضا في الظروف التي صدر في ظلها: فقد انبثق البيان مباشرة عن عملية نشوء اول حزب ثوري للطبقة العاملة، عملية اول انصهار بين الحركة العمالية والشيوعية العلمية. فالبيان بحد ذاته هو البرهان الدائم لهذا الحدث التاريخي العالمي لانه ظهر نتيجة لمناقشة البرنامج الاول للحزب العمالي الثوري على الصعيد العالمي، تلك المناقشة التي دارت على امتداد سنة 1847. ان جميع الوثائق المنشورة في هذا الكراس نتجت عن تلك المناقشة، و”مبادئ الشيوعية” لفريدريك إنجلز، الذي يعتبر مرحلة تمهيدية هامة “للبيان الشيوعي” يشغل بالضرورة الحيز الاساسي فيه وهو بالتالي وثيقة بالغة الاهمية للشيوعية العلمية.
ان كل انسان ولو لم يكن ملما بالماركسية اللينينية يستطيع ان يفهم “مبادئ الشيوعية”، ففي هذا الكتاب حلل إنجلز موقع البروليتاريا الاجتماعي في الرأسمالية ونشوءها ووضعها ورسالتها التاريخية، وإنجلز في هذا الكتاب لم يثبت فقط بان النظام الاجتماعي الاشتراكي الجديد سوف يأخذ مكان النظام الرأسمالي، بل رسم ايضا – وهنا تكمن اهميته الخاصة بالنسبة الينا اليوم – بعض ملامح هذا النظام الاجتماعي الجديد. فقد وضع في المرتبة الاولى مسألة القضاء التدريجي على الملكية الخاصة لوسائل الانتاج، وبشكل مخالف لسابقيه من الاشتراكيين الطوباويين اشار إنجلز الى الطريق الواقعي لاقامة السلطة الكاملة للطبقة العاملة في عملية تحويل دمقراطية وليس دفعة واحدة. وبالنسبة له كانت الظروف التاريخية الملموسة تشكل مقياسا لسلوك الثورة الاشتراكية الطريق السلمي او طريق العنف، وفي هذا الكتاب اجاب إنجلز على سؤال ما اذا كان الشيوعيون سيقضون على العائلة او على الدين ام على القومية؟؟
ان إنجلز يستوقفنا بشكل خاص وبرد مميز على سؤال “ما هي نتائج الغاء الملكية الخاصة الغاء نهائيا؟”. هنا يطرح في رده اول طرح علمي متكامل لملامح النظام الاجتماعي الاشتراكي: تخطيط اقتصادي، تطور صناعي سريع وخال من الازمات، تطبيق العلم في الزراعة، تلاشي التناقضات الطبقية، تكون الانسان الجديد ذي التطور الشامل والاتصاف العالي، التربية اللائقة للشبيبة، زوال التناقض بين المدينة والريف.
وقد يتهيأ لنا ان إنجلز كتب الجملة التالية يوم امس، حيث يقول: “ان الصناعة التي يخططها المجتمع بأسره ويديرها جماعيا، تشترط وجود اناس ذوي قدرات شاملة التطور، وفي وضع يمكنهم من معاينة مجمل جهاز الانتاج”. لقد انطلق إنجلز في صياغته لـ “مبادئ الشيوعية” من ارضية مشابهة في اساسها لارضية المبادئ المعروفة باسم “مشروع تبني العقيدة الشيوعية”.
وكان المؤتمر الاول لعصبة الشيوعيين في لندن قد وضع مشروع البرنامج هذا في حزيران سنة 1847 وارسله الى الاعضاء. وكانت المفاجأة ان يوجد هذا المشروع “مبادئ الشيوعية” مكتوبا بخط فريدريك إنجلز، لقد لعب إنجلز اذن اثناء المؤتمر الاول لعصبة الشيوعيين دورا قياديا في مناقشة البرنامج واستطاع ان يطرح سلسلة من المسائل الاساسية للشيوعية العلمية، في هذه المرحلة المبكرة لوضع البرنامج في وثيقة حزبية رسمية هامة، لذلك نستطيع القول بأحقية اكبر من ذي قبل ان “مبادئ الشيوعية” لم تكن ابدا نتاجا معزولا لعلاّمة موهوب، بل كانت جزءا من نقاش حزبي حاسم. وهذا النقاش كان بالغ الاهمية في تلك المرحلة من تاريخ الحركة الثورية العمالية، التي حملت الى الوجود، مع تأسيس عصبة الشيوعيين، اول حزب ثوري بروليتاري في المانيا وعلى الصعيد العالمي في آن واحد. وهناك اقوال لماركس وإنجلز اعطت لمحة عن تاريخ عصبة الشيوعيين صدرت مختصرة عن “المكتبة المصغرة للماركسية” تحت عنوان كارل ماركس/ فريدريك إنجلز: “حول تاريخ عصبة الشيوعيين” بالاضافة الى ذلك صدر في السنوات الاخيرة “تاريخ الحركة العمالية الالمانية”، برلين 1966 المؤلف من ثمانية اجزاء ولاقى انتشارا واسعا، ويعالج فصلاه الاول والثاني تاريخ عصبة الشيوعيين على اساس بحوث جديدة. ومن يهمه الامر يمكنه مراجعة المنشورات الوثائقية “عصبة الشيوعيين – وثائق ومواد” الجزء الاول برلين 1970.
كتب هذا الكتاب لإنجلز أي “مبادئ الشيوعية” ما بين تشرين الاول وتشرين الثاني 1847، في هذا الكتاب يقول إنجلز بان “الشيوعية هي علم شروط تحرر البروليتاريا”، وعلى سؤال ما هي البروليتاريا، هي تلك الطبقة من طبقات المجتمع التي تكسب قوتها من بيع عملها حصرا وليس من الربح الناجم عن رأسمال ما، فسعادتها (أي البروليتاريا) وشقاؤها وحياتها وموتها ووجودها كله امور مرهونة بطلب العمل وبالتالي بتتابع ازمة السوق وانتعاشها وبتأرجحات مزاحمة لا يردعها رادع. فالبروليتاريا او طبقة البروليتاريين هي بكلمة واحدة الطبقة الكادحة في القرن التاسع عشر (وطبعا الآن في العصر الامبريالي د.خ).
وحول سؤال، ألم يكن هناك اذا بروليتاريون بصورة دائمة؟
على هذا السؤال يجيب إنجلز: “كلا. لقد وجد دائما فقراء وطبقات كادحة وكانت الطبقات الكادحة فقيرة غالبا، لكن لم يكن يوجد دائما فقراء وشغيلة كالذين بيّنا ظروف معيشتهم اعلاه، اذن لم يكن يوجد دائما بروليتاريون، كما لم تكن توجد دائما تلك المزاحمة الحرة التي لا يردعها رادع”.
وعن سؤال كيف ظهرت البروليتاريا؟ يجيب إنجلز: (وهنا اختصر الاجابة ببعض الفقرات التي قالها إنجلز): ظهرت البروليتاريا على اثر الثورة الصناعية التي حدثت في انجلترا في النصف الاخير من القرن الماضي، والتي اخذت تتكرر منذ ذلك الحين في جميع البلدان المتقدمة في العالم”. والتطورات التي حدثت نتيجة الثورة الصناعية ادت الى “التحول التام لأوضاع العمال وتكون طبقتين جديدتين ضمتا بالتدريج جميع الطبقات الاخرى وهما:
طبقة كبار الرأسماليين التي تحتكر، في البلدان المتمدنة جميعا، ملكية وسائل العيش وجميع المواد الاولية والادوات (الآلات والمصانع) الضرورية لانتاج وسائل العيش – تلك هي طبقة البرجوازية.
طبقة المعدمين الذين لا يملكون شيئا والذين ليس امامهم سوى عملهم (في ما بعد سيكتشف ماركس ان الذي يباع هو قوة العمل وليس العمل بشكل عام) للبرجوازيين لقاء الحصول على وسائل العيش الضرورية لبقائهم، وتلك هي طبقة البروليتاريين او البروليتاريا.
وفي اجابة إنجلز حول اية ظروف يتم بيع عمل البروليتاريين هذا للبرجوازيين؟ يقول إنجلز:
“ان العمل هو وسيلة كأية سلعة اخرى، فسعرها يتحدد اذن بموجب القوانين نفسها التي تحدد سعر اية سلعة اخرى. وفي ظل هيمنة الصناعة الكبرى او المزاحمة الكبرى (مما يعني الشيء نفسه في النهاية كما سنرى) يساوي سعر السلعة دائما متوسط كلفة انتاج العمل، لكن كلفة انتاج العمل تتقوم بالضبط في كمية الوسائل المعيشية الضرورية لتمكين العامل من الاستمرار في العمل وللحيلولة دون انقراض الطبقة العاملة، فلا يتقاضى العامل لقاء عمله سوى الحد الادنى الضروري لانجاز هذا العمل، وسعر العمل، او الاجر سيشكل اذن الحد الادنى الضروري للبقاء. وحيث ان ظروف السوق تتحسن تارة وتسوء اخرى فان اجر العامل يزيد او ينقص تماما كما يزيد او ينقص ما يحصل عليه الصناعي لقاء سلعه. وكما ان الصناعي لا يحصل في الاحوال الحسنة والاحوال السيئة لقاء سلعه لا اكثر ولا اقل من متوسط كلفة انتاجها، كذلك العامل فانه لا يستطيع ان يتقاضى كمعدل وسطي لا اكثر ولا اقل من الحد الادنى. وبقدر ما تتحكم الصناعة الكبرى بجميع فروع العمل بقوة اكبر بقدر ما يطبق قانون الاجور الاقتصادي هذا بصرامة أشد...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“الاتحاد” الحيفاوية – 11 أيلول 2020
***********
ص13
على خصوم ترمب أن يسحبوا منه شعار الوطنية ويصوروه عدوا للأمة
باتريك كوبيرن

كان عمدة في تكساس ذات مرة متخلفاً بشكل كبير في حملة إعادة انتخابه عن منافسه؛ فاجتمع بأصدقائه لمناقشة كيفية استعادة موقع الصدارة. وبعد دراسة الخيارات المتاحة كافة، خرج هو نفسه باقتراح حول كيفية إلحاق الضرر بخصمه، متسائلاً “لماذا لا نقول إنه يرتكب أفعالاً وحشية مع الخنازير؟”. وهنا هز أصدقاؤه رؤوسهم معترضين، وأوضحوا أن الجميع سيعرف أن هذا الاتهام لا أساس له من الصحة. فما كان من العمدة إلا أن رد قائلاً “أدرك ذلك، لكن دعونا نسمعه وهو ينكر صحتها”.
روى لي هذه الحكاية الأميركية القديمة الخرافية والدي، كلود كوبيرن، الذي عمل صحافياً في الولايات المتحدة أواخر عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، غير أن الرسالة الساخرة التي انطوت عليها لا تزال صحيحة حتى يومنا هذا، وهي في صميم التكتيك الذي أتاح لدونالد ترمب الفوز بالبيت الأبيض قبل نحو أربعة أعوام، والذي يذكي أيضاً انتعاشه وبدء أسهمه بالصعود حسب استطلاعات الرأي، ما يجعل إعادة انتخابه رئيساً في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) ممكنة للغاية.
وكما تظهر حكاية عمدة تكساس، فإن الخدع الموجودة في جعبة ترمب ليست جديدة، بيد أنه حدث هذا المخزون، وهو على علم بكيفية استخدامه. هكذا يقول الرئيس شيئاً فظيعاً غالباً ما يكون غير صحيح، مثل الادعاء أن رجل المؤسسة الكئيب جو بايدن هو في الحقيقة اشتراكي راديكالي له صلات وثيقة مع مثيري الشغب واللصوص، وهذه تهمة تشد الانتباه وتستطيع بالتأكيد الهيمنة على أجندة الأخبار، وإجبار بايدن على التراجع سياسياً، وهو يبعدها (التهمة) عن نفسه. هكذا استدرج بايدن إلى ميدان سياسي مفضل لدى ترمب، حيث التركيز منصب على المخاوف والكراهية العرقية بدلاً من تعامله المنسي على نحو كارثي مع جائحة فيروس كورونا.
يستعمل السياسيون، مثل ترمب، وأيضاً زعماء الجيل الحالي من القوميين الشعبويين مثل فيكتور أوربان في هنغاريا، ورجب طيب أردوغان في تركيا، ونارندرا مودي في الهند، تكتيكات مشابهة. وبشكل مماثل، اتهم بوريس جونسون هذا الأسبوع في مجلس العموم كير ستارمر زعيم حزب العمال، بأنه مؤيد لمنظمة “الجيش الجمهوري الإيرلندي”، ما حمل الأخير على التشديد بصورة غاضبة على نفيه القاطع بأنه تعاطف يوماً على الإطلاق مع تلك المنظمة. وكما هي الحال دائماً، الكذب أسهل من التصدي له، وخصوصاً أن تفنيد التهمة الكاذبة يشتمل بالضرورة على إعادة سرد تفاصيلها.
ومن الميزات التي تصب في مصلحة ترمب أن خصومه يستخفون بمهاراته السياسية لأنهم يحتقرون فظاظته، وجهله وكذبه. غير أن قدرته على التلاعب بالمعلومات يجب أن تكون أكبر من تلك التي يتمتع بها زعماء مثل أوربان وأردوغان ومودي، وهي فعلاً كذلك، ذلك أنه يواجه وسائل إعلام أميركية تعاديه في معظمها، بينما عمد أولئك الزعماء إلى إطاحة أي وسيلة إخبارية محلية تنتقده. ويسيء منتقدوه معاملته على اعتبار أنه مقدم سابق لبرامج تلفزيون الواقع، وذلك من دون أن يدركوا أن تجربته الطويلة كمقدم تمكنه بنجاح من رفع نسبة مشاهدة برامجه إلى مستويات أعلى، قد شحذت خبرته الإعلامية إلى درجة لا يمكنهم أن يبلغوها. وهو يعرف كيف يقول شيئاً ما بطريقة صادمة إلى حد يصعب معه على محرري الأخبار أن يتجاهلوا ما ذكره، بغض النظر عما إذا كان صادقاً أو كاذباً. ولقد تعلم منذ زمن طويل كيفية الظهور بمظهر العفوي والأصيل، وبشكل أكثر نجاحاً مما لو تم وفق ملاحظات مكتوبة سلفاً.
لقد أدرك ترمب تلقائياً المشكلة الكبرى المتعلقة بالمعلومات في عصر الإنترنت، لكن هذه ليست، كما يتخيلون في غالب الأحيان “حقائق زائفة” أساساً، بل هي بالأحرى الكم الضخم من الوقائع، وخليط المعلومات الهائل، المتوفر حالياً للجميع. يجب على السياسي الناجح أن يصرخ بصوت أعلى من أي وقت مضى لجذب الانتباه، وينبغي ألا يكون مملاً أبداً ويتذكر دائماً أن عدم الإثارة لا تصنع الأخبار أبداً. قد تبدو تغريدات ترمب جنونية، لكنها مؤثرة للغاية كعناوين أخبار تكاد تقفز في وجه القارئ من على صفحة الجريدة أو الموقع الإلكتروني أو شاشة التلفزيون. ولو قارنت أقوال ترمب مع ما سمعناه من بايدن، أو من هيلاري كلينتون قبل أربعة أعوام، لأدركت لماذا لا يستطيعان منافسته.
يميل الديمقراطيون إلى الاستخفاف بترمب كفاعل سياسي، كما يعمدون في الوقت نفسه إلى شيطنته وكأنه الشر نفسه بقضه وقضيه إلى درجة أن كراهيتهم للرجل تمنعهم من رؤية مواطن قوته وضعفه. وبالنظر إلى سجل إدارته المختلة وظيفياً والفاسدة وعديمة الكفاءة، من العجيب للغاية أن خصومه غالباً ما فشلوا في توجيه ضربة موجعة تدميه سياسياً بصورة فعلية. هل تذكرون فضيحة “روسيا غيت”، وعملية المساءلة، اللتين كان من المفترض أن تؤديا إلى إطاحته او إبقائه تحت خط الماء بحيث ينقلب به المركب، ويغرق يوم الانتخابات. مع ذلك، فشلت تلك الهجمة الجبارة فشلاً ذريعاً، ما يفسر لماذا لم تكد “روسيا” أو “المساءلة” تُذكر في المؤتمر الديمقراطي الذي شهد اختيار بايدن مرشحاً رسمياً للحزب في الانتخابات الرئاسية.
إن الإنشغال بالانقسامات بين جناحي اليسار واليمين في الحزب الديمقراطي، هو السبب لعدم فعالية هذا الحزب في معارضة ترمب. وهكذا، بدت المؤسسة الحزبية الديمقراطية مصممة على إلحاق هزيمة ببيرني ساندرز كمرشح رئاسي محتمل، أكثر منها حرصاً على إلحاق الهزيمة الانتخابية بترمب. وقد نجحوا في بلوغ هدفهم حين صار بايدن المرشح الحزبي الرسمي. غير أن انتصار النخبة التقليدية في الحزب الديمقراطي خلق نوعاً من نقاط الضعف التي لا تؤخذ غالباً بعين الاعتبار( داخل الحزب الديمقراطي). وينتمي بايدن ومؤيدوه في الحزب إلى ما يسمى “النخب المتبقية”، وهم قادة الهيئات السياسية، والعسكرية، والإعلامية القديمة التي حكمت أميركا معتدة بنفسها في النصف الثاني من القرن العشرين.
ومن خلال استيائهم التام من ترمب وكل ما يفعله، يحلم هؤلاء بالعودة إلى أيام شبابهم، حين خاضت المؤسسات التي كانوا يقودونها الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفياتي السابق. انظر إلى البهجة التي غلبت على بقايا تلك القوى التي كانت يوماً تمسك بزمام الأمور بلا منافس في أميركا (وحلفائها في الخارج)، وهي تهب إلى السلاح لشن حرب باردة جديدة في مواجهة التهديدات المفترضة من روسيا والصين وإيران.
اختفى معظم قادة الحزب الديمقراطي ونخبه في واشنطن في غمار الذكريات في سياق معارضة ترمب. كان من المفروض فضح ترمب وتجريده من سلطاته كوكيل لروسيا، انتخب بشكل غير مشروع بفضل جهود الكرملين السرية. هكذا جرى تضخيم قدرات روسيا بصورة مبالغ فيها على نحو سخيف، ما كان مفرحاً ومسلياً بالنسبة لفلاديمير بوتين من دون شك. ولم تكن هيلاري كلينتون بحاجة إلى وكالة أجنبية كي تخسر الانتخابات أمام ترمب، كما يوضح كل ما قيل عن حملتها الانتخابية الكارثية.
إن خصوم ترمب في أميركا لا ينفردون بمشاعر الإحباط، ولا سيما أن الحكومات القومية الشعبوية في البرازيل وإسرائيل وهنغاريا والهند وتركيا والفليبين لا يبدو أنها ستخسر السلطة بعد أن أمسكت بمقاليد الأمور في البلاد.
ثمة سمة مشتركة لهذا الفشل تتمثل في أن الأنظمة “الترمبية” (على الرغم من أن العديد منها ظهرت قبل ترامب) تمكنت من احتكار الوطنية في وقت تبقى فيه الدولة القومية المحور الرئيس للولاء المجتمعي داخل البلدان. لقد تمكنوا من النجاح بالظهور بمظهر المنقذين الوطنيين للأمة، على الرغم من أنهم يلحقون ببلدانهم ضرراً لا يوصف، وذلك لأن خصومهم سمحوا لهم بذلك.
يرى اليساريون في القوى الإمبريالية السابقة، مثل بريطانيا، وفرنسا، والولايات المتحدة، أن القومية الأصيلة التي نشأت محلياً ملطخة بوصمتي الاستعمار والعنصرية. وهم يتعاطفون على نحو أقوى مع حق تقرير المصير للمستعمرات السابقة والأعراق الخاضعة. وكما اكتشف جيريمي كوربين بشكل متوقع، فإن هذا النهج هو عبارة عن وصفة مؤكدة للهزيمة في الانتخابات. أما الليبراليون أبناء المراكز الحضرية المتعلمون، فينظرون إلى القومية على أنها نوع من التحيز البالي في عالم يتسم بالعولمة والترابط.
إن القومية، التي يمكن أن تكون جيدة أو سيئة، أشبه بالغراء الذي يشد التحالفات المصلحية المبعثرة التي تدعم أنظمة على غرار نظام ترامب، بعضها إلى بعض. وعلى المعارضة الفعالة، أن تعمل هي أيضاً على إقامة تحالف فضفاض من القوى المؤثرة والمتباينة، من خلال انتزاع البطاقة الوطنية من القوميين الشعبويين أشباه ترمب وتصويرهم على أنهم أعداء حقيقيون للأمة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اندبندنت عربية - 13 أيلول 2020
**************
ص14
معرفة متأخرة

فيصل جاسم

لا اعرف نفسي
اعرف هوميروس وانكيدو والكعبة والحلاج وسنحاريب
اعرف محي الدين وروبسبير وجون شتاينبك
اعرف بيكاسو والسياب وطرفة واللوفر
لكني لا اعرف نفسي
اعرف نوحا والاسباط وميشو والخيام
اعرف افلاطون وافلوطين وطه حسين
اعرف لينين وفختة والعقاد وشوبان ومونيه
اعرف ماركيز وجلجامش والمعتزلين وواقعة الطف
اعرف امريكا وبلاد الهند ومصر وتونس والاكوادور
اعرف كوبا والقوقاز ولندن والصومال ونهر العشار
اعرف عصر النهضة، عصر العتمة، والعنقاء وبغداد
لكني لا اعرف نفسي
اعرف ما لا يعرفه غيري
او يعرفه، لا ضير،
لان الغاية ان اعرف نفسي واعرفها للاخر
لكن الاخر اجهل مني في معرفة النفس البشرية والشخصية
و قانون الموت المحتوم علينا
فمئات الكتاب، مئات الشعراء، مئات الرسامين
مئات المدن المدفونة فوق وتحت خرائطنا
اعرفهم، بل اعرف نفسي
اعرف انا نأكل ما تنتجه الارض وفيما بعد ستأكلنا
و ستأكل ما ننتجه. !
***************
رأي
في مواجهة المتداوَل
الآيديولوجيا والإبداع..

ريسان الخزعلي


يتردد بين حين وآخر في الوسط الثقافي قولٌ يشير الى أنَّ “الآيديولوجيا تضرُّ بالابداع والمبدع”..، ومثل هذا القول يبقى عليل الصدق والمصداقية كونه لا يستند الى مراجعة دقيقة لكشوفات علوم الجمال وتحليلات النظريات النقدية وما آلت اليه تحولات المدارس الادبية والفنية؛ كما أنهُ لا يخلو من تشويه وتشويش بقصديّات معروفة تحاول أن تجعل من المبدع فرداً في مجتمع وليس فرداً من مجتمع، مع أنَّ الفرق واضح بين التوصيفين، فحينما يكون فرداً في مجتمع، فإنَّ هذا يعني حالة من (الطواف)..، في حين عندما يكون فرداً من مجتمع، فهذا يعني حالة من (التواشج والإلتصاق).
الآيديولوجيا صورة للحب المادي والفكري والروحي، وطريقة في التفسير والتعامل مع الوجود الانساني، وبدون هذا الحب لا يستطيع كائن مَن كان أو يكون أن يكشف اساريره لمن يحب، ولماذا يحب؟..، كما أنَّ الآيديولوجيا لا تعني التحنيط في مساحة واحدة ضيّقة على الاطلاق. فحينما يكون الانسان منحازاً لآيديولوجية ٍ ما، لا بدَّ له أن يتفاعل تطابقاً أو تعارضاً مع الآيديولوجيات الاخرى كي يصفو ويتجوهر في قناعاته، وينشغل بالتوازيات المعرفية من أجل تمرين وتطويع الوعي على مراودة أُفق القبول والرفض؛ من هنا يكون الانحياز الآيديولوجي كشفاً وليس انغلاقاً، وحينما يتعلق الأمر بالمبدع فإنَّ الانحياز هذا يكون اضافة نوعية لمدركاته الإبداعية.
إنَّ الضرر الذي سيلحق بالمبدع المنحاز آيديولوجياً لا يتحقق الّا اذا كان غير موهوب ابداعياً وليس بذي تجربة عميقة وثقافة شاملة. وعند المراجعة للسجل الابداعي، يمكن القول : هل أضرّت الآيديولوجيا بإبداع بابلو نيرودا، أراغون، ايلوار، ناظم حكمت، كَامو، السياب، النوّاب، وغيرهم الكثير ؟..، وماأذكره هنا للمثال والإشارة الدّالة وليس للحصر. وفي استفهامٍ آخر، ألم يكن معظم البنيويين – وهم الذين أحدثوا هزّة في الفكر النقدي والاجتماعي – قد كانوا من تكوين وانحياز ماركسييَن ؟. من هنا يبدو القول : بأنَّ الآيديولوجيا تضرّ بالابداع والمبدع، منكشِفاً للفضاضة والتسطيح، حيث يُراد منه أن يكون المبدع كالكرة المرمية على قارعة الطريق يعالجها مَن يشاء وفي أي اتجاه يرغب من دون رؤية الهدف وتحديده. وأرى أنَّ المنشغلين بهذا القول، وفي العراق تحديداً، يتناسون فكرة الطبقية وبعدها الاقتصادي وكذلك الانحياز الطبقي وبعده الانساني النضالي؛ انهم يتململون من ابداعات الأدباء ذوي الميول والإتجاهات اليسارية والشيوعية تحديداً، في الوقت الذي نراهم يشعلون كلامهم يساريّة ً في التداول الشفاهي اليومي، وحين يكون الحديث عن المنجز الابداعي / الآيديولوجي فإنهم يلصقون به صفات التراجع الفني متناسين اشتراطات النقد والتحليل، ومتناسين كذلك الوعي الآيديولوجي كونه الجذر الأعمق - مع جذور أخرى - لشجرة الابداع..، ومَن يُحاول أن يقلع هذا الجذر، سوف يجمع نثار الورق اليابس لاغير.
إنَّ عودةً للمنجز التنظيري العالمي ومدارس علم الجمال سترينا تنظيرات متنوعة في/ عن: الفكر والآداب، الشعر والآيديولوجيا، الفن والانحياز الطبقي..الخ، وجميعها ترى في الوعي الأيديولوجي الذي يُعارض المضامين البرجوازية منطلَقاً عميقاً يراود الإبداع ويقطفه من أعمق الجذور العصيّة على الملامسة، من إجل انسان أنقى وحياة أرقى ووجود أبقى...
***********
ماكرون.. المفتون بدوستويفسكي
الانسان الروسي كلما كان روسيا أكثر، أصبح اوربيا اكثر
د. جودت هوشيار/ موسكو - خاص


استهل الرئيس الفرنسي إيمانوئيل ماكرون زيارته الأخيرة الى لبنان بزيارة الفنانة الكبيرة فيروز، وتقليدها وسام جوقة الشرف، وهي أعلى وسام في فرنسا، على خلاف الرؤساء الآخرين،الذين لا يخطر ببالهم زيارة أي فنان أو كاتب أو عالم شهير لدي زيارتهم للبلدان الأجنبية.
وقد اثبت ماكرون انه جدير بالمجد الفني والأدبي الفرنسي، فهو يولي اهتماما كبيرا بالأدب والمسرح والموسيقى، وكان يحلم في شبابه أن يكون كاتبا، حتى انه كتب رواية طويلة من (300) صفحة عندما كان في السادسة عشر من عمره. ضاعت مخطوطة الرواية ولكن ماكرون لم يتغيّر، حتى بعد وصوله الى سدة الرئاسة في فرنسا. فقد ظل قارئا نهما للروائع الأدبية، ويبدو أنه مفتون بروايات فيودور دوستويفسكي، ولا يتوانى - حتى في مؤتمراته الصحفية المشتركة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين – عن تضمين تصريحاته مقتطفات من روايات الكاتب الروسي العظيم.
يقول ماكرون في كتابه “ثورة” الذي صدر في نوفمبر 2016 عشية الحملة الإنتخابية في فرنسا: “اننا نشارك روسيا في القارة الاوروبية، وفي التأريخ والأدب، فقد عاش تورغينيف في فرنسا، وأحبّ بوشكين بلدنا، وكان لتولستوي وتشيخوف تأثير كبير في فرنسا”.
حقا لقد عاش الكاتب الروسي الكبير إيفان تورغينيف (1818 – 1883) الجزء الأكبر من حياته الأبداعية في فرنسا، وكانت تربطه علاقات صداقة وثيقة بأهم الكتّاب الفرنسيين وفي مقدمتهم غوستاف فلوبير.وكان تورغينيف يحيط الكاتب – المبتدئ في ذلك الحين - جي دي موباسان برعايته ولا يبخل عليه بنصائحه الأدبية الثمينة. وقد اهدى موباسان روايته الأولى “ الحياة “ الى تورغينيف.
أما أمير الشعراء الروس الكساندر بوشكين ( 1799-1837) فانه كان يكتب رسائله في العادة باللغة الفرنسية. وثمة في الأصل الروسي لرواية ليف تولستوي “ الحرب والسلام “ صفحات كثيرة مكتوبة باللغة الفرنسية لأنها هي التي كانت سائدة في صالونات المجتمع المخملي الروسي في العهد القيصري. كما ان اللغة الفرنسية كانت اللغة الأجنبية الرئيسية في المراحل الدراسية كافة، حتى ان الكاتب الروسي الشهير اسحاق بابل (1894 - 1939) كتب اولى اعماله الأدبية باللغة الفرنسية.
الوشائج الثقافية بين فرنسا وروسيا قديمة وتمتد جذورها الى عدة قرون حيث بدأت في عهد القيصر اسكندر الاكبر وظلت قوية ووثيقة حتى يومنا هذا.
الاعمال الادبية الفرنسية كانت وما زالت تترجم اولا باول الى اللغة الروسية. وبالمقابل فان رحلة عمالقة الأدب الروسي (بوشكين، غوغول، تولستوي، دوستويفسكي، تشيخوف، بونين) الى القاريء الأوروبي، كانت تبدأ من فرنسا في العادة، حيث تترجم على نطاق واسع الى الفرنسية قبل اللغات الأوروبية الأخرى.
وخلال زيارة ماكرون الى روسيا عام 2018، قال في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، :” أعتقد أنه يجب علينا أن نحدد، كما قال دوستويفسكي، الأرضية الحقيقية للمصالحة لجميع التناقضات الأوروبية”.
واضاف ماكرون :” عام 2018 هو عام اللغة والأدب، الذي حل محل السياحة الثقافية في عام 2017. وانتم تعلمون ان العام الماضي كان ناجحا للغاية بفضل مجموعة لوحات (شوكين) المعروضة في باريس، ومجموعة اللوحات الفنية من متحف اللوفر،التي عرضت في موسكو. غدا سنتحدث عن (بيتيبا)، الذي يصفه البعض بأنه فرنسي، ويصفه البعض الآخر بأنه روسي. إنه في الواقع فرنسي ومن مرسيليا، وقد منحته روسيا ثقة كبيرة، حيث اسهم على نحو ملموس في تطوير الباليه الروسي“.
تجدر الإشارة هنا الى أن سيرجي ايفانوفيتش شوكين (1854 – 1936) ثري روسي من العهد القيصري كان في غاية الذكاء، ويتحرى - خلال زياراته المتكررة الى باريس - عن الفنانين الشباب الواعدين، ويقتني لوحاتهم الحداثية الرائعة من شتى الاتجاهات الفنية. بعد ثورة 1917 وتأميم قصره الباذخ، والأستيلاء على مجموعة لوحاته النادرة، لجأ شوكين الى فرنسا وعاش فيها حتى وفاته، حيث دفن في احد مقابر باريس. وقد اصبحت مجموعته الأساس لمجموعات اللوحات الفرنسية الحداثية في متحف ايرميتاج في سانت بطرسبورغ ومتحف بوشكين الفني في موسكو.
اما فيكتور ماريوس ألفونس بتيبا (1818 – 1910)، فهو راقص باليه، ومعلم ومصمم رقصات باليه، فرنسي الجنسية، ويعد معلم الباليه الأكثر تأثيرا في تطور هذا الفن الرفيع.
وفي مستهل زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى فرنسا عام 2019 عقد الرئيسان مؤتمرا صحفيا مشتركا، وقد ذكّر ماكرون ضيفه الروسي والصحفيين بفقرة من رواية “المراهق“ دوستويفسكي التي يشير فيها الكاتب العظيم الى ما يميز الانسان الروسي عن الفرنسي او الالماني وهذا التمايز – حسب دوستويفسكي – يكمن في ان الانسان الروسي كلما كان روسيا اكثر اصبح اوروبيا اكثر. وان سمات الانسان الروسي تتجلى على نحو كامل عندما يعتاد على الثقافات الاوروبية الاخرى، على النقيض من ممثلي شعوب أوروبا الغربية، الذين يتم الكشف عن إمكاناتهم من خلال الهوية.
وقد اشار ماكرون في مناسبات عديدة اخرى الى أقوال كتّاب روس آخرين منهم فلاديمير نابوكوف، والكساندر سولجنيتسين. وكتب ماكرون ذات مرة في صفحته الشخصية على موقع “ فيسبوك “ كلمة باللغة الروسية موجهة الى الشعب الروسي.
في العام الماضي منح ماكرون وسام جوقة الشرف الى الكاتب الفرنسي الشهير ميشال اولبيك خلال حفل اقيم لهذا الغرض. وكان من بين الحضور، الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، والكاتب الفرنسي المعروف فردريك بيجبدير. واشار ماكرون في كلمته التي القاها خلال الحفل الى ان روايات اولبيك تدل على انه كاتب رومانسي في عالم أصبح مادياً. واضاف ماكرون، ان اعمال اولبيك ليست تشاؤمية، بل مليئة بالأمل بمستقبل أفضل.
ماكرون يتابع عن كثب المشهد الثقافي الفرنسي،حتى في ظروف العزل الاجتماعي بسبب جائحة كورونا وقد عقد قبل حوالي شهرين اجتماعا ضم كبار الشخصيات الثقافية وقال ماكرون عقب اللقاء: “سنقدم الدعم اللازم الى الفنانين والكتّاب والمخرجين والعاملين في المسرح. واصاف قائلا : “نحتاج الى احياء المراكز الابداعية وعودة الجمهور”.
*********
ص15
قصص قصيرة جدا


علي الحديثي

اختباء
أحضرَ ورقة كبيرة جدا.. رسم عليها سماء ملبدة بغيوم تمطر.. لصق الورقة في سقف غرفته.. ركض ليختبئ تحت السرير من شدة المطر.

الكلمة الأخيرة
امتلأت الكأس بالكلمات، تراكضت السطور لتصنع سوراً حوله، الأوامر صدرت لكفي الأيمن بغلق بوابات الدفتر، دسوا فمي في كفي الأيسر كي لا يثمل من الكأس، نصبوا عيني كامرات تراقب الطرقات المؤدية إلى الدفتر، بعدما سمعوا أن الدموع تعتزم القيام بمظاهرة احتجاجية ضد غلقه، سكائري في غرفتها تنتظر الكلمات لتوقدها، جسم غريب يقترب خلسة من الأبواب، الفوضى تعم المدينة، تراكضوا نحو الأبواب، فلما تبين لهم أنه القلم، أخبرهم أنه نسي الكلمة الأخيرة، سمحوا له بالدخول وهم يهددونه بحبال المشانق إنْ هو خالف التعليمات، ابتسم وهو يهزّ رأسه بالقبول، تمكن من تجاوز أسوار السطور، انحنى في الكأس فانثالت روحي مع مدادها وأوقدتُ سيكارتي..

اختزال
من كتابته للقصة القصيرة جدا تعلم أن اختزال النص يمنحه جمالاً.. اختزل حياته، أعطاها خاتمة أدهشت الموت.

وهم
التقاها بعد انقطاع سنوات في الطريق العام، ابتسم أحدهما للآخر، مد يده للمصافحة، التقت يده بيد رجل قدّم نفسه بأنه زوجها.

خربشة
ما زلت أشتم قطّاً خربش كلبا هاجمني، وأقبّل مخالب الصقر الذي أطعم الكلب وهو يستدرج الكلب لحفرة.

عجلة
تعجل القاضي في إصدار حكمه ضد السهم الذي قتل العصفور، الصياد الذي أطلق السهم ينتظره في المقهى ليكلموا لعب الدومينو..
**********
صاحب الشجرة


عبدالحسين بريسم

- 1 -
هذه الشجرة
أتعبتني الهرولة خلفها
وأنا مقيد بسلاسل جبال
الى شجرة أخرى..
أي الشجرتين
أوقدها للشتاء
القادم.
- 2 -
أعلق جسدي
بمسمار عتيق
علامة للجائعين
على شجرة عابرة
في الطريق الى المقبرة.
- 1 -
حمامة بلا ألوان
أرسمها
على قميصي
الذي مزق الريح
وطار
صوب الشجرة
حاملا..
آخر القصائد
وعفريتا
من الأنس.
- 2 -
صاحبي
الذي أورثني حبه
والشجرة
إنتظرني..
فأنا قادم
تحملني..
شجرة ميتة.
************
بيت الحمام.. سفر الزمان في رؤى المكان
سلام القريني


((يا لذلك التوق الى أماكن لم تنل استحقاقها في الساعة الغابرة)). ريلكه.. عبارة اولى وضعها جاسم عاصي لكتابه ( بيت الحمام ).
والمكان من الناحية اللغوية على اختلاف المعاجم بمعنى الموضع إذ أورده ابن منظور في معجم لسان العرب بصفته (المكانة المنزلة.. والمكانة الموضع) المكان مبحث من اهم مباحث الطبيعة التي اشتغل عليها الفكر الفلسفي الاغريقي وكان لزينون الالي قد نفى وجود المكان!
يقول أرسطو : (ان شك زينون يتطلب حجة ما فاذا كان كل موجود يوجد في مكان فمن الواضح ان يكون للمكان مكان وهكذا يمر بلا نهاية.
فهرس الكتاب ضم قسمين:
الأول/ التخريج الثقافي والمعرفي
الثاني / قراءة نصوص المكان
يتناول الأستاذ جاسم عاصي قبل الدخول في التفاصيل الى عنوانين:
• إشارة
وفيها يطرح سؤالا يتعلق بالعنوان لماذا بيت الحمام؟
يجيب عليه بالتفصيل وانا أرى انه قريب جدا من العش والتقوقع وأشياء أخرى تناولها غاستون باشلار وهو يضيف لنا في كتابة الثري صفائح الزيت التي حولها الى عش الطائر
• مقدمة
ذكر ابن عربي ان المكان تستمد رؤاه الصوفية منها في تحالفها وتحولاتها تلك الأمكنة المتباعدة جغرافيا عبر هذا السفر الطويل ثم يبدأ بمحاورة ياسين النصير يلتقي هنا ويبتعد هناك او يلتقي معهما في عتبة ما أبرزتلك..
من الانسان إذا افتقد المكانية ويقصد الحس المكاني فانه كالأدبينتبذ له مجالا لا معنى له في الحياة.
المكان ينتج وعيا يتدرج ضمن طبيعة المواقف في الأزمنة وتحولها الى بنية سياسية واجتماعية متخفيه.
في هذا الحقل تناول الناقد عناوين بارزة :
1.انسان المدينة وساكن المدينة
2.الفن واستحالة النص
3.المكان والمفهوم
4. التحولات والرؤى
5. العمارة.. البيت الشعري
6. البحث عن سيرة المكان
7. انتاج المكان
تبدأ الرحلة عبر تقصي عملية ( نقد النقد) وتأخذ حيزا كبيرا لما أنتجته دراسات ياسين النصير المسيرة الممتدة من سبعينات القرن الماضي ليومنا هذا في موضوعة (رؤية المكان) حيث تتداخل في وحدات وحاضنات كما هي أجناس لها محمولات أساسية في التاريخ في جملة مفاهيم وهي تجسيد لطريقة الحياة تلك نجدها في اعمال غائب طعمة فرمان (النخلة والجيران) و(الرجع البعيد) للتكرلي و(منزل السرور) لناطق خلوصي وبالتالي فان النصير يؤسس لمنهج قراءة المكان مرتكزا على خلاصة مفادها ان المكان ارتبط بوشيجة الفكر.
في الجانب المقابل نجد دراسة للدكتور لؤي حمزة عباس يبحث في رؤى مشيدة على نصوص ذاتية أسسها مجموع القراءات الباحثة عن سر المكان ألاكثر قربا من التنظير. فالإنسان الأول أسس لهويته عبر تأثيث مكانه (الكهف).
نجد في منحى اخر مقاربة مهمة للدكتور اسعد غالب الأسدي يداخل بين مراقبة المكان تارة وأخرى يغمر في أجزائه وكلياته في حين يعمل د. محمد الأسدي صاحب كتاب أنتاج المكان من خلق صيرورة جديدة ترقى به وتسجله ضمن الرموز التي يتداولها الشعر
كجيكور وبويب في اشعار السياب الذي أرخ المكان (المعبد، بابل، العالم السفلي، رموز الآلهة القديمة) تنوع المكان.
• القسم الثاني
اختص بقراءة نصوص يرتبط المكان بأحداث سياسية وثقافية كبيرة وذات بصمه في ذاكرة الانسان العراقي درسها المؤلف بعناية أمثال شارع الرشيد (المكان والحوار المفتوح )ووقفة لياسين النصير امام ( خان مرجان، الشورجة، سوق الصفارين..) والقيام بجولة مع عدد من الطروحات في نصوص المكان (الطارد والجاذب) لجواد الحطاب وذاكرة الكتابة للدكتور مالك المطلبي (حفريات في اللاوعي المهمل) وتجليات المؤثر والاثر في أطروحة الشاعر عبد الزهرة زكي وصراع الأضداد عند الكاتب حيدر سعيد.
في الجنوب يفتتحيحيى الشيخ( في مدينة العمارة ) الباب على مسطحات المياه الأزلية وارتباطها بالحضارات القديمة.
هذا الفنان ملازم لعناصر الطبيعة بفطرتها البكر، يؤكد على معنى ان تتعامل مع كتل الطين تماما بموازاة الخلق الأول للكون.
عنوان المكان والرؤية يأخذ حيزا كبيرا يشغل فكر القاص محمد خضير في (بصرياثا) والبحث عن علامة !
كما هي في ترويض المكان لزهير الجزائري المتجسد في رواية( المغارةوالسهل).
الباحث لم يغفل مكاتبه كتاب مدينة النجف عن مدينتهم التي حملته عنوان (ذاكرة المدينة) والتي توقف عندها الأستاذ جاسم عاصي ودرس المكان في عدد من النصوص السردية والتي راى فيها بيئة سحرية تستمد صيرورتها من الغامض خصوصا دراسة زيدالشهيد في كتابه (الرؤى والأمكنة) التي تعد مدخلا في زمن كانت الأسطورة قد حققت وجودها الملموس.
او تغير النمط لفليح خضير الزيدي وكتابه (أمكنة تدعي نحن) الذي يحاول فيه تسجيل متغيرات الحيوات عبر العديد من مستويات الوجود.
غير ان عبد الهادي الفرطوسي يعمل على تأكيد هوية المكان (المدينة بانيقا/ النجف) من خلال الوقوف اما حقائق التاريخ.
الجزء الأخير خصص للمكان غير الموطوءمرائي الصحراءالمسفوحة /حامد فاضل/ ثقافة الأمكنة، او غابات وطيور ومياه للشاعر المغترب باسم فرات.
مجلة هلا انفردت بنشر عدد من المقالات واحدة لعامر حمزة عن حي الاثوريين وأخرى لفؤاد مطلب ( الرمادي ذاكرة الطين الصاوي والجوع المكابرة)، وثالثة لعلي شبيب ورد حملته عنوان( بغداد ذاكرة الخطى).
اختتم الكتاب ( بالمنزل وخارجه) المعادل الموضوعي الذي حققته كتابة الشاعر هاشم شفيق وعلاقته بالمكان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* اصدار دار الشؤون الثقافية – بغداد
**********
ص16
العدد 134 من “الشرارة”

عن اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة النجف، صدر أخيرا العدد (134) أيلول 2020، من مجلة “الشرارة”
تصدر العدد حوار مع سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، الرفيق رائد فهمي.
كما ضم العدد، الذي جاء في 106 صفحات، مواد سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية، بالإضافة إلى قسم “مرحبا يا أصدقاء” المخصص للأطفال.
***********
البنك المركزي العراقي يكرم أول امرأة
عملت فيه

بغداد – طريق الشعب
كرّم البنك المركزي العراقي، السيدة مبجل أديب عارف بابان، أول امرأة تم تعيينها فيه عام 1951.
وكانت السيدة بابان، المولودة عام 1933، قد زاولت العديد من النشاطات الاجتماعية والثقافية النسوية، وشاركت في النضال الوطني للشعب العراقي ضد المعاهدات الجائرة التي أبرمتها الحكومات الملكية.
وقد شغلت هذه السيدة، وظائف عدة في البنك المركزي، منها منصب معاون مدير عام دائرة الاصدار، إلا انها تركت الوظيفة عام 1976 نتيجة الضغوط السياسية التي واجهها الموظفون المستقلون أو ذوو الميول المعارضة لحكم البعث.
بعد ثورة 1958، شاركت بابان في الحراك النسوي الذي دعم الثورة من خلال رابطة المرأة العراقية. وبعد انقلاب شباط 1963، تم فصلها من وظيفتها، ثم أعيدت إليها مجددا عام 1968.
وكان التكريم، الذي سلمه محافظ البنك المركزي علي محسن اسماعيل إلى السيدة بابان، عبارة عن ورقة ذهبية تمثل الورقة النقدية فئة 50 ألف دينار، وهي إحدى منتجات دائرة الإصدار والخزائن. بالإضافة إلى ذلك تلقت تكريما معنويا آخر.
السيدة مبجل بابان، أثنت من جانبها على التفاتة التكريم هذه، متمنية لمؤسستها دوام التقدم والازدهار، والمساهمة في بناء العراق.
***********
معتصمو النجف
ينظفون ساحتهم

النجف – طريق الشعب
نظمت مجموعة من الشباب المعتصمين في مدينة النجف، السبت الماضي، حملة تنظيف في ساحة الاعتصام الرئيسة بالمدينة، وذلك بالتنسيق مع مديرية الدفاع المدني. وشملت الحملة محيط الساحة وخيمات الاعتصام.
************
من التحنيط إلى الرسم والزخرفة
شاب من ذي قار
يخلد أجساد الحيوانات
الناصرية – وكالات
في غرفة متواضعة لا تتجاوز مساحتها الـ3 أمتار، يقضي الشاب حسن نعيم وقته في العمل على إنجاز مشاريعه في تحنيط الحيوانات، بالإضافة إلى تنفيذ أفكاره الفنية في فضاءات التشكيل.
حسن ذو الـ 28 عاما، المولود في قضاء الشطرة بمحافظة ذي قار، بالرغم من كونه خريج كلية الزراعة، إلا ان لديه هوسا في تحنيط الحيوانات، وموهبة تضاف إلى مواهبه في الرسم والزخرفة وتصميم الديكورات.
عن بدايته في مزاولة التحنيط، يقول حسن في حديث صحفي، أن ذلك كان على يد أستاذ التحنيط سامان رستم، مشيرا إلى أن جامعة بغداد كانت قد نظمت في كليته (كلية الزراعة - جامعة سومر في ذي قار)، ندوات وورش تدريب عدة حول تحنيط الحيوانات وتصبير الحشرات.
ويضيف قائلا انه “في المرحلة الثانية من دراستي الجامعية، تعلمت أساسيات فن التحنيط والتصبير، وفي المرحلة الرابعة، قام الأستاذ مصطفى الفياض، وهو تدريسي في الجامعة، بأخذي مع مجموعة من الطلبة لمتحف التاريخ الحضاري في البصرة، من أجل المساهمة في تطوير فني التحنيط والتصبير”.
ويتابع حسن قوله، انه “بعد تخرجي من الجامعة طوّرت نفسي، وتمكنت من اكتشاف مواد كانت تستخدم قديما في التحنيط، ولها فاعلية أقوى لحفظ الحيوان المحنط. وهكذا استمر عملي في التحنيط، ليصبح مهنتي التي اعتاش منها”.
ويبين الشاب، أن أول عمل له، كان عبارة عن تحنيط حمامة عام 2016، مشيرا إلى انه اليوم يتعامل في الغالب مع هواة تربية الطيور والصيادين.
وبخصوص المواد التي يستخدمها في التحنيط، يذكر حسن أن أبرزها “ملح البوراكس” و”الفورمالين”، موضحا انه يستخدم الطريقة القديمة في التحنيط، وانه بعد تجارب عديدة، استطاع التوصل إلى مادة التحنيط التي كانت تستخدم في القدم.
ويلفت إلى انه واجه صعوبات كثيرة في عمله، تتمثل في نقص المال “فمادة البوراكس غالية جدا، ولهذا السبب دفعتني الحاجة للبحث عن مواد أرخص، سيما انني لا أملك أي عمل أو وظيفة”.
ويتحدث حسن عن مواهبه الأخرى. فهو يزاول الرسم والحرق على الخشب والجلد، وينجز أعمالا بحسب طلبات زبائنه. كما انه يعمل في تصميم الديكورات المنزلية، فضلا عن إنشاء أقفاص الطيور وأحواض أسماك الزينة.
يطمح حسن في تأسيس متحف طبيعي، مؤكدا انه لن يتخلى عن هواياته هذه، التي يعتبرها جزءا من تراث أجداده.
********
المحلية العمالية تواصل مساعدة الفقراء

بغداد - عامر عبود الشيخ علي
منذ تفشي جائحة كورونا في العراق، واللجنة المحلية العمالية للحزب الشيوعي العراقي، تواصل شأن بقية منظمات الحزب، تنظيم حملات التكافل الاجتماعي، وذلك لمساعدة العائلات الفقيرة التي انقطعت بها سبل الرزق وتأثرت بالأزمات المختلفة التي رافقت الجائحة. ووزعت اللجنة المحلية، الخميس الماضي، سلات غذاء وملابس ومواد تنظيف وتعقيم، على العديد من العائلات المتعففة في مناطق بغداد الجديدة وحي أور والكاظمية وسبع البور والكريعات والدولعي. العائلات التي شملتها الحملة، أعربت من جانبها عن شكرها إلى الشيوعيين على مواقفهم الإنسانية هذه، التي تساهم في التخفيف من معاناة الفقراء والكادحين خلال هذه الظروف الصعبة.
**********
في مهرجان جريدته
الشيوعي البرتغالي: نجدد مناصرتنا
للحقوق والحريات الديمقراطية
متابعة- طريق الشعب
ارتباطا بتداعيات وباء كورونا، لا يريد الحزب الشيوعي البرتغالي ترك ساحة النشاط الجماهيري للديماغوجيين. هذا ما جسده الحزب عمليا من خلال تنظيم النسخة 44 من مهرجان جريدته المركزية “افانتا” في الفترة 4 – 6 أيلول 2020، في احدى المناطق القريبة من العاصمة لشبونة. لقد توصل الحزب الى تفاهم مع السلطات الصحية. وتم السماح لعدد محدود فقط من الزوار لمنطقة المهرجان الضخمة. وشهدت الأشهر التي سبقت افتتاح المهرجان حملة يمينية شرسة، ودعوات إلى حظر أكبر فعالية جماهيرية سنوية في البرتغال. وعلى الرغم من ذلك لم يكن الفا مقعد المخصصة لفعالية المهرجان الختامية كافية. واكد السكرتير العام للشيوعي البرتغالي، جيرونيمو دي سوزا، في خطابه أنه لم يكن ممكنا إسكات صوت الحزب: “نحن هنا للتأكيد من جديد على مناصرتنا للحقوق والحريات الديمقراطية، في المصانع وفي الشوارع”. وان الحزب يدافع عن نظام الصحة العامة ضد سياسات الليبرالية الجديدة، ومن اجل ظروف معيشة إنسانية لجميع المواطنين. وفي المفاوضات مع حكومة الأقلية للحزب الاشتراكي، التي يدعمها الشيوعيون، دون الدخول في التحالف الحاكم، يضغط الحزب من اجل رفع الحد الأدنى للأجور الى 850 يورو.