العدد 185 السنة 85 الجمعة 14 آب 2020

 

تصفح بي دي اف

 

 

 

 

ص1

العراق يتحرك عربيا تمهيدا لـ”موقف” من تركيا

بغداد - طريق الشعب

بعدما لم تعد بيانات الادانة والاستنكار واستدعاء السفير التركي لأكثر من مرة، نفعا مع تركيا التي تواصل عدوانها العسكري على العراق، أجرى وزير الخارجية فؤاد حسين، يوم، اتصالات هاتفية مع عدد من نظرائه العرب للتباحث بشأن “الاعتداء التركي” الأراضي العراقية والخروج بموقف موحد ازاء هذه التطورات. 

وقالت وزارة الخارجية في بيان إن “الوزير فؤاد حسين أجرى اتصالات عِدّة مع نظرائه العرب على خلفيّة الاعتداء التركيّ السافر الذي تسبّب باستشهاد ضابطين وجنديّ من الجيش العراقيّ كانوا يقومون بمهمة لبسط الأمن على الشريط الحُدُوديّ مع الجانب التركيّ؛ وذلك بطائرة مُسيّرة في منطقة سيدكان في أربيل بكردستان؛ لإحاطة الأشقاء العرب بتفاصيل هذا الاعتداء”.  

ودعا حسين، وفق البيان، إلى “أهمّية تضافر الجُهُود العربيّة إزاء هذه التطوّرات الخطيرة في الموقف الأمنيّ مع الجارة تركيا، والخُرُوج بموقف مُوحّد يُلزم الأتراك بعدم تكرار هذه الانتهاكات، وسحب قواتهم المُتوغّلة في الأراضي العراقيّة”.   وبحسب البيان، “أكد الأشقاء دعم بلدانهم الكامل لأمن وسيادة العراق، وإدانة الاعتداءات التركيّة، داعين إلى ضرورة الوقف الفوريّ لأي عمليات عسكرية تركيّة على الأراضي العراقيّة”.  

وأدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أمس الاول، “الانتهاكات” التركية المتكررة في العراق. 

وقال الأمين العام للجماعة العربية أحمد أبو الغيط في بيان أن الجامعة العربية “تدعم أي تحرك تقوم به الحكومة العراقية على الساحة الدولية”.

وكان مجلس الأمن الوطني، قد عد يوم أمس، القصف التركي الأخير، “تهديداً للأمن الوطني العراقي واستقرار المنطقة”، مشيراً إلى أن العراق سيمارس كافة الوسائل للدفاع عن أمنه وحماية مواطنيه.

 المجلس أدان بشدة، “الاعتداء التركي” على الأراضي العراقية واستهداف قادة من الضباط العراقيين، مؤكداً أن هذا العمل يعد تجاوزاً كبيراً لكل معايير التعامل بين الدول، وخرقاً لعلاقات حسن الجوار، وتهديداً كبيراً للأمن الوطني العراقي واستقرار المنطقة.

 وأكد أن العراق سيمارس كافة الوسائل للدفاع عن أمنه وحماية مواطنيه، بما فيها الرسائل الدبلوماسية، مبيناً أن الحكومة قد قررت إلغاء زيارة وزير الدفاع التركي ووفد تركي آخر الى بغداد، مشدداً على ضرورة قيام وزارة الخارجية العراقية بالتنسيق مع المجتمع الدولي والعربي في الإطار الدبلوماسي لإدانة هذا العدوان واتخاذ مايلزم.

**********

كتب المحرر السياسي

ليتوقف العبث في التعيينات

واسناد الوظيفة العامة!

التصريحات والتقارير وما يتسرب من الغرف المغلقة .. جميعه يعكس حالة صراع مرير وتكالب وتنافس على شغل مواقع معينة في الدولة، ومواقع اخرى من التي تشغر، فيما يتشبث من جاءوا بطرق ملتوية محاصصاتية،  بالكراسي التي استحوذوا عليها.

  ولا شك ان خللا كبيرا يصاحب اسناد  الوظيفة العامة في بلادنا،  حيث تغيب المعايير الواضحة والصريحة والثابتة التي تنطبق على الجميع، وهي رغم الحديث عن الإصلاح واهمية ان يشمل الجهاز الإداري والوظيفي بمجمله، تخضع  للمحاصصة وللمحسوبية والمنسوبية، ولارضاء المريدين، وللوساطات والرشى والاغداق على ذوي القربى. بل ان هناك حديثا واسعا عن بيع المناصب والوظائف، المدنية والعسكرية، بما فيها العالية في مختلف مؤسسات الدولة.

من جانب اخر يندر ان يوجد في دولة كم هائل من المناصب القيادية الرئيسة التي تدار بالوكالة، كما هو الحال في بلادنا اليوم. حيث تقدر نسبتها بأكثر من 80 في المائة، رغم الوعود المتكررة بانهاء هذه الحالة، التي  تتحكم فيها أساسا الأقلية الحاكمة المتنفذة، وتتقاسمها.    

ورغم  المطالبات المتكررة  بتفعيل مجلس الخدمة العامة، بعد ان اقرّ قانونه واقرت تشكيلته ، فانه لم يباشر عمله الفعلي في  تنظيم عملية اعداد الضوابط والمعايير للوظيفة العامة، ومراقبة تنفيذها بحيادية وشفافية، بما يتيح للمواطنين التقديم الى الوظيفة على وفق الكفاءة والتأهيل، وبما يوفر الفرص المتكافئة امام العراقيين جميعا، ليتنافسوا بحرية وشفافية، ومن دون تمييز لأي سبب او ذريعة.

ان تحقيق هذا يمكن ان يفسح في المجال لتحقيق  جانب من العدالة الاجتماعية المفقودة، ولتفعيل مبدأ المواطنة، ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب، بدل هذه الفوضى التي تعم ميدان التعيينات حاليا، وعلى مختلف المستويات، والتعامل معها وفقا لحسابات المكرمة والربح والخسارة  !

ان استمرار الفوضى العارمة الراهنة في اسناد الوظيفة العامة، والتنكر للمعايير والضوابط السليمة في التعيين والادارة، لا بد ان يفضي الى المزيد من الترهل في مؤسسات الدولة، والى تضخم الموازنات التشغيلية، والى شل عمل المؤسسات وعدم تمكنها من اداء واجبها، وتفاقم البيروقراطية والفساد .

ان الوظائف العامة ملك للمواطنين وليست لهذه الجهة او تلك، مهما امتلكت من نفوذ وسطوة سياسية او عسكرية او مالية  او مليشاوية، ولقد حان الوقت لوقف التخريب العمد الجاري فيها .

ولا بد من الحذر كل الحذر  من ان تتحول  بلادنا الى دولة فاشلة، على ايدي من لا هم لهم سوى مصالحهم الضيقة والانانية، مهما جرت التعمية والتورية على ذلك.

***********

راصد الطريق

40 يوما وقتلة الهاشمي يمرحون ! 

اربعون يوما تنقضي الاحد على استشهاد الدكتور هشام الهاشمي، والقتلة ما زالوا طليقين شأن قتلة قاسم عجام وكامل شياع وهادي  المهدي وعلاء المشذوب، وغيرهم من شهداء الموقف والكلمة والرأي الحر .

الحكومة ورئيسها قطعا عهدا بالقبض عليهم ، وشكلا لجنة للتحقيق .. لكن لَم يصدر شيء حتى الآن: من القاتل او القتلة، ومن الجهة او الجهات  التي تقف وراءهم ! فيما تحدثت  مصادر عن ملابسات عديدة تلف الموضوع؟!

فهل حقا هناك جدية في كشف الجناة وتقديمهم الى القضاء العادل، أم ان حال لجنة التحقيق الحالية شبيبه بحال  سابقاتها ، لينطبق على حكومتنا القول المأثور: “ لن يستطيع الكلام من في فمه ماء” ؟! 

ابدا لن تذهب دماء الشهداء هدرا، وقضيتهم لن يطمسها التقادم. وتبقى الحكومة اليوم وفِي كل يوم وفِي جميع الأحوال، مطالبة بالكشف عمن ازهقوا روح الفقيد هشام الهاشمي، بل وارواح شهداء انتفاضة تشرين الباسلة وانزال القصاص العادل بهم.

ويبقى الشعب في انتظار وفاء الحكومة بوعودها..

**************

في مناسبة يومهم العالمي

الشيوعي العراقي: الشباب في الطليعة بين قوى التغيير

حيا الحزب الشيوعي العراقي شبيبة العراق والعالم في مناسبة يومهم الدولي، الذي يحل في 12 آب من كل عام بقرار من الامم المتحدة، تذكيرا بأهمية اشراك الشباب في الحياة العامة والانصات الى صوتهم.

وقال عضو اللجنة المركزية للحزب حجاز بْهيّة في تصريح خص به المركز الإعلامي للحزب هذا اليوم الاربعاء، ان شباب العراق قدموا الكثير من التضحيات خلال مسيرة النضال الوطني الديمقراطي لشعبنا، وان مطالبهم المشروعة لا بد من تحقيقها. وبيّن ان الظروف الصعبة التي يمر بها بلدنا اثرت بشكل كبير على شريحة الشباب وزادت في الآونة الاخيرة من جيوش العاطلين عن العمل بينهم، وبين عموم الخريجين.

وتابع بهيّة ان المؤسسات المعنية بالشأن الشبابي لم تول الاهتمام الكافي لهذه الشريحة من المجتمع، كما غاب تشريع القوانين التي تنصفهم. واوضح ان الازمة العامة متعددة الأوجه القت بأعبائها على كاهل الشعب، وقادت الى ارتفاع نسب الجوع والفقر والمرض والبطالة، خاصة بين الشباب. ففقدوا الثقة، شأن الغالبية المطلقة من أبناء الشعب، بقدرة القوى المتنفذة على تقديم حلول للمشاكل والتحديات التي تواجه الشبيبة نفسها والمجتمع ككل. وهذا ما يحفز المزيد من العمل والعطاء، للخلاص من الازمة المركبة وعواملها ولتفكيك منظومة المحاصصة والفساد. فلا حياة طبيعية مستقرة وآمنة ولا عمل وخدمات وعيشا لائقا مع بقاء هذه المنظومة، التي اصبحت ازاحتها مهمة كل القوى الساعية الى بناء حياة تليق بالإنسان. 

واكد عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ضرورة الاستماع الى مطالب الشباب ومطالب انتفاضتهم المجيدة، والاقدام على محاكمة قتلة شباب الانتفاضة ومحاسبة الفاسدين، وتشريع قانون انتخابات عادل يتيح للمواطنين عامة انتخاب ممثليهم بصورة عادلة وشفافة.

واشار حجاز بهية في ختام تصريحه الى اهمية دور الشباب في الحياة السياسية والاجتماعية، كونهم الرافعة الاساسية والثروة الحقيقية لبلدنا العراق ولبنائه وتقدمه. وقال ان تحقيق مطالبهم يرتبط وثيقا باستمرار انتفاضة تشرين الباسلة والحركة الاحتجاجية متعددة الاشكال، وبالسير قدما على طريق التغيير الشامل.

***************

ص2

كل خميس

الوضع المعيشي عنوان الانتفاضة المقبلة

جاسم الحلفي

 

القرار الذي أصدره رئيس مجلس الوزراء استثناء من الضوابط والتعليمات، بتعيين  ٤٤٠ شابا من الخريجين على ملاك وزارة الدفاع بصفة مدنيين، والذي حمل العدد (م.ر.و/د٧/٨/٢٦٨٧) والتاريخ ٥/٨/٢٠٢٠، وصدرغداة لقائه بهم أمام المنطقة الخضراء إثر اعتصامهم طيلة ٥٢ يومأ .. هذا القرار هو ما نبدأ به اليوم. 

فهو يشجع الشباب على المطالبة بفرص عمل في قطاع الدولة، ويبدو انه سيسهم في زيادة فاعليتهم الاحتجاجية الرامية الى تأمين متطلباتهم المعيشية. ذلك ان الاحتجاج  امام المنطقة الخضراء، الذي دفع رئيس الوزراء الى الاستجابة لأقرانهم، عزز قناعاتهم بأن قطاع الدولة ما زال قادرا على منح فرص عمل، واستيعاب المزيد من العاطلين. وبهذا فان ما ظلت الحكومات تردده، ومعها المختصون في شؤون المال والاقتصاد، من ان قطاع الدولة متخم بالموظفين وان مؤسساتها لا تستطيع استيعاب المزيد منهم، قد تم دحضه بقرار التعيين المشار اليه، ومعه  جرى تفنيد التبريرات التي لم تعد تقنع شابا تخرج ليجد نفسه عاطلا على قارعة الطريق!.  ومما يزيد قناعة الشباب بان الدولة مستودع هائل لفرص العمل، هذا الذي يسمعونه عن منح الأحزاب المتنفذة قوائم تعيين بالجملة، كرشوه مقابل مواصلة دعمها للحكومة. وقد اشيع أن نواب احدى القوى النافذة حصلوا على  ٥٠٠ درجة وظيفية!

 ان هذا القرار سيحفز دون شك المزيد من الشباب على الاحتجاج مطالبين بفرص عمل، حيث سيعدونه الوسيلة المتاحة للخلاص من ذل البطالة واوجاعها.  فالدرس الذي تعلموه هو ان الجلوس في البيت بانتظار التعيين لن يجدي نفعا، وان الاعتصام أمام مجلس الوزراء هو السبيل للحصول على الوظيفة. وهناك من عد قرار التعيين المشار اليه وسيلة لقياس مدى المساواة والعدالة، اللذين يجب ان يكونا المعيار في النظر الى العاطلين.

ان ما يدفع الشاب للتوجه الى القطاع العام هو كونه القطاع الوحيد حتى الآن، الذي يوفر فرص عمل بضمانات قانونية. فالقطاع الخاص لا يزال ضعيف البينة، وغير مدعوم ولا محمي، ولا تتوفر فيه الضمانات التي يوفرها قطاع الدولة. لذا فالمتوقع هو زيادة الضغط على الحكومة لمعالجة مشكلة البطالة ضمن الوزارات والمؤسسات، وستتسع هذه الاحتجاجات في الأيام المقبلة، ولا أمل في تراجعها الا اذا تحققت مطالبها، وهو ما ستعجز عنه هذه الحكومة، مثلما عجزت سابقاتها التي جعلت العراق سوقا مفتوحة بتسهيلات متاحة للدول الاقليمية المتحكمة بفي لقرار السياسي العراقي، و تابعا اقتصاديا غير منتج.

لا، لن تحل مشكلة البطالة بقرارات ارتجالية غير مدروسة، ولا بسياسة الفزعة، ولم تعد مقنعة التبريرات ولا حتى المناشدات بشأن صعوبة الأوضاع المالية. فلا اثر لذلك في عقول الشباب، الذين لم يعد بوسعهم التحمل اكثر والصبر على حكومات لا تضمن للشعب حقه في العيش الامن والكريم، فيما توفر فرص العمل باستمرار لاتباع المتنفذين. وليس من المقبول استمرار نهج توزيع الدرجات الوظيفية وكأنها هبات من المسؤول. انما الاجدر تفعيل مجلس الخدمة، وجعل الوظيفة خاضعة لمعايير المواطنة والمساواة والعدالة والكفاءة والنزاهة.

 ان حل ازمة البطالة ممكن عبر إصلاح الاقتصاد وتنويعه، ودعم قطاعي الصناعة والزراعة، الامر الذي يبدو بعيد المنال ما دامت الدول الإقليمية تضغط على العراق، وتمنعه من التحرك الحر المستقل، عادة اياه سوقا مفتوحة ومتاحة لها.

********

بعد استهداف جبان طال قواتنا في الحدود

إدانات واسعة للعدوان التركي على العراق والخارجية تلوح باستخدام عناصر مؤثرة لوقف التجاوزات

بغداد - طريق الشعب

أعلنت خلية الإعلام الأمني، الثلاثاء الماضي، قيام طائرات مسيرة تركية، بالاعتداء بشكل سافر، على عجلة عسكرية لحرس الحدود في منطقة سيدكان. حيث تسبب الاعتداء في استشهاد عدد من المقاتلين العراقيين، فيما قوبلت هذه العملية الاجرامية برفض شعبي وسياسي ودولي واسع، ومواقف رسمية عراقية.

أول تعليق حكومي

وبعد الاعتداء التركي، علق هشام داود، مستشار رئيس الوزراء، على عملية استهداف قوة من حرس الحدود بطائرة تركية مسيرة، فيما أكد أن العراق أمام خرق واضح لسيادته.

وقال هشام داود، في تصريح صحفي، إن “ما حصل من استهداف لقوات حرس الحدود، خرق تركي واضح للسيادة العراقية. وأن الساعات القادمة ستشهد اعلان موقفاً رسمياً من الحكومة”، مبينا أن “العراق قد يتوجه الى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، ولن يقايض على سيادته، وفي نفس الوقت لا ندعم الرد عسكرياً”.

وأوضح داود، أن “هناك خيارات امام الحكومة العراقية لفهم ما حصل ومعرفة جميع الملابسات”، مؤكدا أنه “سيتم استدعاء السفير التركي وايضاً تعليق الزيارات الثنائية القريبة”.

مطالبة بتوضيح تركي

من جانبه، طالب الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، القوات التركية بتوضيح ملابسات جريمة استهداف المقاتلين العراقيين، ومحاسبة المتورطين.

وقال الناطق، يحيى رسول، في بيان تلقته “طريق الشعب”، “ندين بشدة اقدام الجانب التركي على استهداف مجموعة من مقاتلينا الأبطال بواسطة طائرة مسيرة “.

واضاف، “كان المقاتلون في عملية استطلاع في منطقة سيدكان وتقع داخل الأراضي العراقية وتبعد ٤ كيلو متر عن الشريط الحدودي مع تركيا”، مبينا ان “هذا الاعتداء المدان يتطلب أن تعمل القوات التركية على توضيح ملابسات الجريمة ومحاسبة المتورطين بها، حفاظاً على حسن الجوار  والعلاقات بين البلدين”.

العمليات المشتركة: عمل عدواني

وفي السياق، اعتبرت قيادة العمليات المشتركة، الاعتداء التركي، عملا عدوانيا ضد العراق.

وقال المتحدث باسم العمليات المشتركة، اللواء تحسين الخفاجي، في تصريح صحفي، إن العمليات المشتركة قادرة على التعامل مع أي خطر يواجه العراق، وهي الآن تعقد اجتماعات مهمة مع إدارة إقليم كردستان لمعرفة أسباب الاعتداء”، مضيفا “هناك مشكلة بين تركيا وحزب العمال الكردستاني ولا يجوز استخدام الأراضي العراقية لتصفية الحسابات التركية”.

وتابع الخفاجي، أن “العمليات المشتركة تلتزم بما يصدر عن القائد العام للقوات المسلحة”، مبينا أن “وزير الدفاع التركي كان سيناقش موضوع حزب العمال الكردستاني خلال زيارته الملغاة إلى بغداد”.

وجاء هذا التصريح، بعد أن اصدرت وزارة الخارجية، بيانا بشأن الاعتداء التركي، معلنة خلاله الغاء زيارة وزير الدفاع التركيّ إلى العراق. بينما أكد المتحدث باسمها، أحمد الصحاف، وجود “عناصر قوة بيد العراق في تعامله مع تركيا، ومنها معدل الميزان التجاري الذي يزيد عن 16 مليار دولار سنوياً، وعشرات الشركات التركية في العراق، إضافة الى العلاقات الدولية والعمق العربي الذي يتمتع به العراق”.

إدانات رسمية

وفي المقابل، أدانت رئاسة الجمهورية، الاعتداء ايضا.

وذكرت، في بيان لها، أن “الخروقات العسكرية التركية المتكررة للأراضي العراقية تعد انتهاكاً خطيراً لسيادة العراق ومخالفة صريحة للقوانين والمواثيق الدولية وعلاقات حسن الجوار، ونحن نشجب هذه الأعمال العدوانية التي أسفرت عن استشهاد عدد من المواطنين الأبرياء إضافة إلى ضباط من حرس الحدود الأبطال”، داعية إلى “الإيقاف الفوري لهذه الاعتداءات، والجلوس إلى طاولة الحوار والتفاهم لحلّ المشاكل الحدودية بين البلدين الجارين وبالطرق والوسائل السلمية”.

في حين، دعا النائب الأول لرئيس البرلمان، حسن الكعبي، مجلس الأمن الدولي للتدخل العاجل من أجل وقف العدوان التركي المتكرر.

وشهد الاعتداء ايضا، ردود فعل دولية وادانات واسعة، منها إدانات رسمية اصدرتها الجامعة العربية والبرلمان العربي.

*****

محلية بابل للحزب الشيوعي العراقي: اعتداء جبان من نفر مأزوم

ما انفكت قوى الفساد والفشل تحاول التغطية على فسادها، بشتى الطرق والوسائل، ومن بين ذلك مناصبتها العداء لحزبنا  الشيوعي، لانحيازه التام للشعب وحقوقه ومطالبه، ولمواقفه الواضحة في محاربة الفساد والمحاصصة المقيتة  والمطالبة ببناء الدولة المدنية الديمقراطية  التي تتسع للعراقيين جميعا من دون تمييز، وحصر السلاح بيد الدولة، وإجراء انتخابات مبكرة  نزيهة وفق قانون انتخابي عادل ومفوضية مهنية ومراقبة دولية على الانتخابات، وكذلك لمشاركة الحزب الفاعلة  في الاحتجاجات وتشجيع  وتحفيز الجماهير على المطالبة  بحقوقها المشروعة  في الحياة الحرة الكريمة وتوفير الخدمات وفرص عمل، واختيار العناصر النزيهة لإدارة مرافق الدولة بعيدا عن الطائفية والمحاصصة بكافة اشكالها ، وقبل كل هذا وذاك ، حقها  في الحياة والتعبير عن الراي والموقف والاحتجاج والتظاهر السلمي.

فقد قام ليلة 10/11 -8 -2020  نفر ضال موتور بالهجوم على مقر حزبنا في بابل بقنابل مولوتوف محلية الصنع، ما أدى إلى حدوث حريق تم التعامل معه دون خسائر مادية أو بشرية.

من قام بهذا الاعتداء هم عناصر يائسة وبائسة ومأزومة، أثار حفيظتها السمعة الوطنية والنزاهة والمبدئية التي عليها الحزب الشيوعي والذي لم يتورط أعضاؤه ورفاقه بالفساد المالي والإداري، وكان عنوانا للوطنية والنزاهة بشهادة الجميع.

اننا اذ ندين هذا الاعتداء الآثم والجبان، نطالب الحكومتين الاتحادية والمحلية في بابل إجراء التحقيق العاجل لمعرفة الجناة ومن يقف ورائهم وتقديمهم الى العدالة. 

من جديد نعاهد أبناء شعبنا أن نظل أوفياء للمبادي والقيم التي سرنا عليها خلال عمر الحزب المديد، ولن تثنينا مثل هذه الاعمال الدنيئة عن مواصلة دفاعنا عن حقوق شعبنا وكادحيه وفقرائه والذود عن مصالح وطننا.

الخزي والعار للموتورين والمتماهين مع الاجندات غير الوطنية.  

النصر لشعبنا في نضاله المؤزر لبناء الدولة المدنية الديمقراطية، في ظل عراق حر مزدهر بعيدا عن التدخل الخارجي أيا كان شكل تجليه.

12 آب 2020

*************

ص3

انتقدوا تقصير النقابة والحكومة والمؤسسات الإعلامية بشأن حقوقهم

تظاهرات حاشدة لخريجي كليات الإعلام

والصحافة العاطلين عن العمل

بغداد - سيف زهير

تظاهر المئات من خريجي كليات الإعلام والصحافة، مؤخرا، أمام مقر مجلس الوزراء في منطقة العلاوي وسط بغداد، للمطالبة بتوفير فرص العمل لهم، وحصر الدرجات الوظيفية الخاصة بالمكاتب الاعلامية في الوزارات بهم. فيما انتقدوا، الإهمال والتقصير الذي يتعرضون له من قبل نقابة الصحفيين، والحكومة، والمؤسسات الإعلامية التي أكدوا إنها توظف الطارئين على المهنة، بينما تتجاهل أصحاب الاختصاص.

خريجون منسيون

ذكر مراسل “طريق الشعب”، بلال رضا، أن “العشرات من خريجي كليات الإعلام والصحافة في بغداد والمحافظات، تظاهروا أمام مبنى مجلس الوزراء في العاصمة بغداد، للمطالبة بدعم الخريجين والاهتمام بمطالبهم”، معلنين عن “اعتصام مفتوح لحين تنفيذ مطالبهم”.

وطالب المتظاهرون في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخه منه، بـ”تعيين خريجي كليات الإعلام وحصر الدرجات الخاصة بشعب واقسام الإعلام في الوزارات ودوائر الدولة بهم، ومنحهم هوية نقابة الصحفيين بعد اجراء اختبار الكفاءة اسوة بباقي النقابات في العراق”.

وشدد بيان المتظاهرين، على أهمية “إصدار مرسوم أو قانون، يلزم المؤسسات الاعلامية أن تخصص نسبة للعاملين فيها من خريجي كليات وأقسام الإعلام، واستحداث قسم لتدريب خريجي الإعلام وفرض غرامات مالية في حال تخلفت هذه المؤسسات”، مقترحا “استحداث مادة التربية الإعلامية كمنهاج دراسي لمرحلة المتوسطة والاعدادية”.

مظلومية وفقدان للحقوق

وقال خريج كلية الإعلام من الجامعة العراقية، حسين ياقوت، لـ”طريق الشعب”، ان “خريجي كليات الاعلام في العراق يعانون من مظلومية كبيرة فالدرجات الوظيفية المخصصة للإعلاميين في دوائر الدولة توزع على المنتمين للأحزاب المتنفذة ومن خارج اختصاص الاعلام، بينما نحن، نعاني من البطالة وعدم القبول في دوائر الدولة أو المؤسسات الاعلامية”.

وأضاف ياقوت، إن “المؤهلات الاعلامية والكفاءة لا يؤخذ بها في المؤسسات والقنوات الفضائية التي باتت تركز على المظهر الخارجي فقط، ولهذا نلاحظ الكثير ممن يظهرون على شاشات القنوات الفضائية وهم لا يمتون للإعلام بصلة، ولا يمتلكون أي مؤهلات لذلك، سوى العلاقات الشخصية، فيما نلاحظ أيضا افتقاد هؤلاء، لأساسيات الحوار والمبادئ العامة للمهنة”.

مطالب كثيرة

من جانبها، قالت خريجة الاعلام من جامعة الامام الصادق، زهراء بدر لـ”طريق الشعب”، إن “أحد مطالبنا الاساسية، هو إقالة نقيب الصحفيين مؤيد اللامي، لصمته الطويل عن الإجحاف الذي تعرضنا له بسبب عدم اعطائنا هوية النقابة أسوة بباقي النقابات، فيما منحت إدارته هذه الهوية، للطارئين على الإعلام، وفقا للوساطة والمحسوبية ومقابل الرشاوي، وعليه أصبح مطلب إقالة النقيب ضرورة ملحة لمكافحة الفساد في النقابة”.

ودعت بدر، إلى “تصويب عمل النقابة من خلال الاهتمام بالخريجين وإقامة دورات التطوير لهم وأخذ دورها الحقيقي ومطالبتها الحكومة بالالتفات لمعاناتهم، فمن غير المعقول ان يستحوذ المتنفذون والذين لا يمتلكون الشهادات الاكاديمية، على شُعب الإعلام في الوزارات، في الوقت الذي يفترش فيه خريجو الإعلام الارصفة للمطالبة بتوفير فرص عمل”، لافتة إلى أن “بيان النقابة بقبول انتساب خريجي كليات الاعلام جاء متأخراً، وهو نتيجة خوفها من التظاهرات التي القت مسؤولية كبيرة على فشلها”، وتساءلت عن “دور النقابة طيلة فترة تولي نقيبها المسؤولية، حيث وزعت هويات النقابة على غير مستحقيها، في الوقت الذي استبعد فيه الخريجون وعدد كبير من العاملين في مجال الاعلام”.

اعلان نقابة الصحفيين

وكانت نقابة الصحفيين استبقت التظاهرة بإعلانها، يوم الإثنين الماضي، قبول انتماء خريجي كليات الإعلام ومنحهم عضوية وهوية النقابة من دون شروط الانتماء التي تنطبق على الآخرين. وأشارت النقابة في بيان اطلعت عليه “طريق الشعب”،  إلى “قبول انتماء خريجي كليات الإعلام حصراً إلى النقابة بعد تقديم وثيقة معنونه للنقابة تؤيد كون طالب الانتماء هو من خريجي كليات الإعلام. واستثناء الخريجين من شروط قبول الانتماء الأخرى بما فيها الاختبار. وستقوم النقابة بمنح المتقدمين هويات النقابة بعد تقديم الوثائق والمستمسكات الثبوتية وسيتم منحهم كامل الامتيازات التي يحصل عليها زملائهم”، مبينةً ان “هناك دورات تدريبية وتطويرية في مجال الصحافة والإعلام ستقام في معهد التدريب والتطوير التابع للنقابة الذي هو في طور الاكتمال”.

********

هكذا  “يسهلون”

ممارسة الحقوق الدستورية!

نورس حسن

لا تكاد اية تظاهرة مطلبية تخلو، قبل انطلاقها، من مواجهة مضايقات السلطات وإجراءاتها التعسفية.

ولعل اكثر التضييقات شيوعا غلق الطرق من مسافات بعيدة عن نقاط تجمع المتظاهرين، بما يعرقل وحتى يمنع وصول الكثيرين منهم اليها حتى مشيا على الاقدام. ومنها ايضا اطلاق حملات تفتيش مشددة للمواطنين المتوجهين الى مواقع التظاهر، بدعوى حمايتهم من العمليات الارهابية.. وكم من المتظاهرين سابقا ولاحقا تساءلوا: أبهذه التدابير التعجيزية وامثالها، وما تسبب من معاناة وارهاق، تتيح السلطات الحكومية للمواطنين ممارسة حقهم الدستوري في التظاهر تعبيرا عن الرأي؟

مثل هذه الإجراءات طبقت امس الاول الاربعاء، عندما قرر خريجو كليات الاعلام الخروج لاول مرة في تظاهرة أمام المنطقة الخضراء في منطقة العلاوي، للمطالبة بتوفير فرص عمل ضمن تخصصهم في المؤسسات والدوائر الاعلامية، التي انتهت بسبب الفوضى والمحسوبية  الى أيدي أناس بعيدين كل البعد عن التخصصات الاعلامية.

كما طالبوا بنقابة صحفيين مهنية تنصفهم وتضمن حقوقهم، أسوة ببقية التخصصات!

ومنذ ساعات الصباح الباكر توجهت مراسلة “طريق الشعب” إلى التظاهرة، لغرض متابعتها  وتغطيتها صحفيا، لكنها تفاجأت بزحام كثيف في الشوارع والطرقات أغلق حتى سريع “محمد القاسم”. وقد برر منتسبو القوات الأمنية ذلك بالقول أن “التظاهرات هي من تسبب في إغلاق الطرق”!

ونتيجة للزحام لم يستطع كثيرون من المواطنين الوصول إلى أماكن عملهم ووجهاتهم الأخرى، وبضمنهم الكثير من الخريجين العاطلين عن العمل، ما اجبر الكثيرين من اصحاب المركبات على العودة من حيث أتوا، أملا في إيجاد منفذ آخر الى موقع التظاهرة يجنبهم الزحام.

مراسلة “طريق الشعب”، حاولت سلوك طريق ثانٍ للوصول إلى منطقة العلاوي، فعادت الى  منطقة الباب الشرقي على أمل التوجه منها نحو جسر السنك لعبوره، لكنها تفاجأت بإغلاق الجسر أيضا.

رجل المرور اكتفى في البداية برسم إشارة الغلق في الهواء، وعند سؤاله عما إذا كان هناك طريق بديل، أفاد بأن “التظاهرات تسببت في إغلاق اغلب الطرق المؤدية الى جانب الكرخ، وان على كل من يرغب في الذهاب إلى هناك أن يسير على قدميه”، ونفى وجود أي طريق بديل!

هكذا حرمت الاجراءات التضييقية التعسفية مراسلة الجريدة من بلوغ موقع التظاهرة وتغطية وقائعها اعلاميا، كما حرمت اعدادا كبيرة من مواطني الرصافة من الوصول والمساهمة في التظاهر. الا انها لم تستطع في النهاية الحيلولة دون خروج التظاهرة، وهي تتحدى الاجراءات المضادة وترفع صوت خريجي كليات الاعلام عاليا، وهم يمارسون حقهم الدستوري في التظاهر ويطالبون بحقوقهم المشروعة التي يكفلها لهم القانون.

**************

الداخلية تعلن إجراءات عاجلة بعد فيديو «الاعتداء»

على ضابط في بغداد

بغداد – طريق الشعب

أعلنت وزارة الداخلية، أمس، اتخاذ إجراءات عاجلة بعد ’اعتداء’ تعرض له ضابط دورية في العاصمة بغداد. 

وقال مدير الإعلام والعلاقات في وزارة الداخلية اللواء سعد معن في بيان صوتي إن “وزارة الداخلية تقف مع حق التظاهر السلمي، لكن رجل الأمن له حق أيضاً، والحفاظ على كرامة وحقوق رجل الأمن هو من متطلبات وجود الدولة”. 

وأضاف، أن “الوزارة اتخذت الإجراءات اللازمة القانونية الأصولية وفق كل ما جرى وتم تشكيل مجلس تحقيق في ما يخص من قام بالاعتداء على ضابط الدورية في بغداد”.   وأظهر مقطع مصور، في وقت سابق، مجموعة من الأشخاص المتظاهرين من المفسوخة عقودهم من هيئة الحشد الشعبي، وهم يحيطون بضابط دورية بعد اتهامه بالاعتداء على بعضهم، في تقاطع الصالحية وسط بغداد.   وأظهر الفيديو الضابط وهو يحاول منع بعض الأشخاص من انتزاع سلاحه وإبعادهم عن الدورية، كما أظهر أحد المتظاهرين وعلى وجهه بقعة من الدم. 

وقالت الوزارة في بيان لاحق، إنها “وفي الوقت الذي تحرص فيه على أن تمارس مكونات مجتمعنا الكريم حقها في التظاهر السلمي باعتباره حق كفله الدستور إلا أنها في ذات الوقت ترفض بشكل قاطع الاعتداءات التي ترتكب ضد القوات الأمنية”. 

وأضاف البيان، أن “القطعات الأمنية مكلفة أساساً بحماية المتظاهرين وهم يتواجدون في أماكن التظاهر لمنع الاعتداءات على المتظاهرين وكشف الذين يحاولون حرف التظاهرات عن مسارها السلمي وهؤلاء غالباً هم الذين يثيرون المشاكل بالتصادم مع القوات الأمنية”. 

وتابع، أن “هيبة المؤسسة الأمنية تأتي من احترام المواطن لها وبالتالي تمكين هذه المؤسسة من حماية أمن وسلامة واستقرار المواطنين، أما إضعاف المؤسسة وعدم إبداء أي احترام لها من قبل البعض سوف ينعكس بالتالي على الأداء العام لها المبني أساساً على حفظ القانون”. 

وختم البيان بالقول، “ستتخذ وزارة الداخلية إجراءاتها القانونية كاملة بحق المعتدين والمتجاوزين على القانون”.   في السياق ذاته، اعتقلت قوة من وزارة الداخلية أحد المتظاهرين المتهمين بالاعتداء على الضابط، وسلمته إلى مركز شرطة الصالحية، فيما أرسل الضابط إلى مستشفى اليرموك بعد إصابته نتيجة المشاجرة.

*************

ص4

الأرامل والمطلقات على رأس القائمة

تفاقم معاناة نساء العراق في ظل أزمة كورونا

بغداد - ماجد مصطفى عثمان

إذا كان المجتمع العراقي، بشكل عام، يعاني مشكلات جمة على مختلف الأصعدة، فإن معاناة المرأة، على وجه الخصوص، أكبر بكثير مما يعانيه الرجل، وذلك نظرا لما تتعرض له من تهميش جراء القوانين النافذة التي لم تمنحها حقوقها كاملة، واضطهاد من قبل الرجل في البيت والعمل ومختلف نواحي الحياة.

ومنذ سنوات حروب النظام الدكتاتوري المباد، والسياسات الكارثية التي شهدها العراق طيلة الفترة الأخيرة الماضية، برزت على الساحة مشكلة الأرامل اللاتي فقدن أزواجهن في الحروب وأعمال العنف والإرهاب. وبموازاة ذلك، برزت أيضا مشكلة زيادة أعداد المطلقات لأسباب في مقدمتها الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يمر بها البلد.

وتتفاقم معاناة المطلقات والأرامل يوما بعد آخر، خاصة هذه الفترة مع تفشي وباء كورونا وتوقف أعمال الكثير من النساء العاملات أو المسؤولين عن إعالتهن، ما جعلهن يواجهن الفقر والعوز والحرمان، في ظل غياب رعاية الدولة.

أرامل ومطلقات عديدات، التقت بهن “طريق الشعب” فحدثنها عن معاناتهن في ظل الظروف الصعبة الراهنة.

ليلى سلمان (مطلقة)، تتحدث عن راتب الرعاية الاجتماعية الذي تتقاضاه، والذي يبلغ 100 ألف دينار شهريا، مشيرة إلى أن الراتب لا يغطي نفقاتها ونفقات طفلتها، التي تسكن معها في غرفة مستأجرة بمبلغ 75 ألف دينار شهريا.

وتذكر ليلى أنها، ولكون راتبها غير كاف، تضطر إلى اللجوء للناس الخيرين من أقاربها، كي يقدموا لها بعض المساعدات، لافتة إلى أن صاحب المولدة الأهلية قطع عنها خط الكهرباء، بسبب عدم قدرتها على دفع الاشتراك الشهري.

فيما تعرب أم رشاد (أرملة)، عن استيائها من قطع راتب الرعاية الاجتماعية عنها، كون ابنتها بلغت 18 عاما، موضحة أن ابنتها طالبة، وانها غير قادرة اليوم على تسديد نفقاتها.

وتضيف، أن الراتب الذي كانت تتقاضاه، يبلغ  95 ألف دينار شهريا، وهذا بحد ذاته لا يغطي سوى جزء بسيط من حاجاتها المعيشية.

المواطنة أم رضا (أرملة)، تتحدث عن زوجها الذي قتل في حادث إرهابي خلال أحداث العنف الطائفي عام 2008، مبينة انها بقيت مع أطفالها الاثنين من دون معيل، وهم يسكنون اليوم في هيكل بإحدى العمارات في مدينة الشعلة، ويعتاشون على راتب الرعاية الاجتماعية البالغ 150 ألف دينار.

وتضيف أم رضا، ان الراتب لا يسد نفقات المعيشة، لذلك اضطرت إلى العمل في السوق كبائعة خضار، مؤكدة انها تبقى مع أطفالها، في بعض الأحيان، جياعا من دون طعام، بسبب عدم امتلاكها المال لشراء ما يسد الرمق.

من جانبها تشير المواطنة شذى (مطلقة)، إلى ان لديها طفلين، وانها تتقاضى نفقة شهرية مقدارها 175 ألف دينار، وليس لديها أي راتب من الدولة، مبينة انها راجعت، قبل سنتين، دائرة الرعاية الاجتماعية لغرض الحصول على راتب، لكن دون جدوى.

وتضيف شذى أن مبلغ النفقة غير كاف، خاصة في هذه الظروف مع تفشي وباء كورونا وتوقف العمل، مشيرة إلى انها اليوم لم تحصل على المساعدات التي كانت تقدم لها قبل أزمة كورونا، من بعض الخيرين.

وتتساءل: أليس من الواجب على الحكومة أن تساعدنا – نحن الشريحة المظلومة – في هذه المحنة؟

إلى ذلك تقول المواطنة سهير (مطلقة)، أن الراتب الذي تقدمه دائرة الرعاية الاجتماعية قليل جدا بالمقارنة مع الحاجات المعيشية، مبينة أن المشمولين بهذا الراتب، يواجهون مشكلات تضاف إلى قلته، أبرزها عدم توزيعه شهريا بصورة منتظمة، بذريعة تحديث البيانات وما إلى ذلك من الإجراءات التي تتطلب ممن يتقاضى الراتب، صرف مبالغ لإنجاز المعاملات.

كل النسوة اللائي التقت بهن “طريق الشعب”، أجمعن على عدم كفاية راتب الرعاية الاجتماعية، مناشدات الحكومة الالتفات إليهن، وتخصيص رواتب إعانة لهن، تكفيهن لسد متطلبات الحياة، خاصة اليوم في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

***************

اتحاد الشبيبة الديمقراطي بمناسبة يوم الشباب العالمي:

انتفاضة تشرين قدمت دليلاً

على تنامي الوعي الشبابي وتطوره

بغداد – طريق الشعب

أكد اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي، أن انتفاضة تشرين وثمراتها، قاربت الرؤية الشبابية بخصوص مستقبل البلد، وقدمت دليلاً على تنامي الوعي الشبابي وتطوره.

جاء ذلك في بيان نشره الاتحاد بمناسبة يوم الشباب العالمي، وتلقت “طريق الش” نسخة منه، أنه “تَحلُ علينا اليوم، الذكرى السنوية الدولية لـ”يوم الشباب العالمي”، وهو اليوم الذي خُصص للحثّ على فسح المجال أمام شريحة الشباب، لصِناعة السلام، والقرار السياسي المؤدي اليه، ولتحقيق التقدم والرخاء”.

واضاف البيان إنَّ “تطلعات شبابنا ترنو إلى بناء بلدٍ مستقر، آمن، يوفر المعيشة الكريمة لأبنائه، بينما يفرض الواقع مأساةٍ يتعامل المتنفذين معها كتجارةٍ لا تبور”.

وأكد البيان إنَّ “شبابنا لم يلمسوا طيلة حياتهم، وعلى الأقل منذ ١٧ عام، حقوقهم التي ضمنها دستور (التغيير). فتم اقصاءهم من التوزيع العادل للثروات، التي تقاسمها لصوص العملية السياسية، وكذلك لم يلمسوا عناية بوضعهم من كل الجهات والمؤسسات والهيئات واللجان الرسمية المعنية بهم”.

واشار البيان إلى الخريجين من الشباب الذين يفترشون الارصفة، وهم يتظاهرون للمطالبة بفرص العمل الغائبة بفعل الإرادات السياسية البغيضة، وآخرون باعمارهم لم ينالوا التعليم، بقوا حائرين عندما دخلت الينا الجائحة، وبقيت عوائلهم دون قوت يسد الرمق، وغيرهم من جرحى القوات الأمنية والحشد الشعبي، الذين أهملوا بعد أن انتهت المتاجرة بهم في لعبة الموت، وقبلهم شهداء يسقطون منذ ١٧ عام، لم ينصفوا وبقي الدم يغلي في عروق امهاتهم وذويهم.

وذكر البيان، أنه في يوم الشباب العالمي، ما زالت انتفاضة العراقيين مستمرة، وما زال الشباب في سوح الاحتجاج، وأمام الدوائر الحكومية الفاشلة، وأمام بيوت المسؤولين الفاسدين، يتجمهرون، ويهتفون، ويؤكدون عدم حيادهم عن طريق بناء الوطن المحترم، وعدم تراجعهم عن مطالب حقة مشروعة قدموا مئات الشهداء وآلاف الجرحى والمخطوفين لتحقيقها.

وأكد “إننا في هذا اليوم، لم نطالب بمطالب شبابية خاصة لأبناء هذه الشريحة، إيمانا منا بأن جوهر المشكلة يكمن في إصلاح النظام السياسي قبل كل شيء، ومحاسبة الفاسدين. وارتباطاً بما شخصه شباب الوطن المنتفضين والذي جاء كتأكيد وتأييد شرعي لما نقوله، فبفعل الانتفاضة وثمراتها، أصبحت الرؤية الشبابية شبه موحدة بهذا الخصوص، كدليل على تنامي الوعي الشبابي وتطوره”.

واستذكر الاتحاد شهداءه طيلة مسيرته النضالية، وآخرهم الذين سقطوا في سوح الاحتجاج، لتسيل دمائهم الزكية مع اخوانهم المنتفضين.

*************

ص5

اصابات بين صفوف متظاهري ذي قار برصاص المسلحين

احتجاجات غاضبة في ٦ محافظات تطالب بمحاسبة الفاسدين وتوفير فرص العمل

بغداد - علي شغاتي

تواصلت الاحتجاجات الجماهيرية الغاضبة في بغداد وعدد من المحافظات والمواقع المختلفة، مؤخراً، للمطالبة بتوفير فرص العمل وتحسين الخدمات وإقالة المسؤولين الفاسدين في، فيما تعرض المتظاهرين في محافظة ذي قار لاعتداء من قبل مسلحين أسفر عن اصابة ٤ متظاهرين في قضاء الفهود.

بغداد

وفي العاصمة، واصل عدد من المحتجين اعتصاماتهم أمام الدوائر الحكومية للمطالبة بتوفير فرص العمل وتحسين الواقع الوظيفي.

وذكرت المفوضية العليا لحقوق الانسان، في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخه منه، ان “فريق من قسم الرصد في المفوضية تابع استمرار الاعتصام السلمي الذي يقوم به عدد من حملة الشهادات العليا أمام مقر وزاره التعليم العالي والبحث العلمي، للمطالبة بتخصيص درجات وظيفية”، موثقة بحسب المعتصمين “عدم وجود استجابة حقيقية لمطالبهم المشروعة رغم اللقاءات التي جمعتهم بمسؤولي الوزارة”.

واضافت المفوضية بحسب بيانها، ان “فريق من المفوضية التقى بعدد من المهندسين اصحاب العقود والاجور اليومية الذين يعتصمون من مختلف محافظاتهم أمام مقر وزارة الكهرباء، حيث طالبوا بتثبيتهم على الملاك الدائم والعمل على إطلاق رواتب العقود والاجور اليومية المتأخرة لأكثر من ثمانية أشهر”.

تظاهرات في البصرة

من جانبها، شهدت محافظة البصرة تظاهرات احتجاجية للمطالبة بتوفير فرص العمل.

ونظم عدد من خريجي المجموعة الطبية، ضمن اختصاصات طب الاسنان والصيدلة والتمريض والمهن الصحية، وقفة احتجاجية امام مبنى دائرة الصحة للمطالبة بشمولهم في التعيين المركزي.

وأشار المحتج فرقد جاسم لـ”طريق الشعب”، إلى “مضي عام على تخرجهم ورغم ان استمارات التعيين الخاصة بهم صدرت منذ مدة طويلة ولكن اوامر المباشرة لم تصدر لغاية الان”، مؤكداً على “ضرورة الاسراع بإطلاق التعيينات الخاصة بهم واستثنائهم من شرط اقرار الموازنة وزجهم في العمل بالمؤسسات الصحية”.

فيما قطع عدد من المحتجين الطريق المؤدي الى محطة الغاز في الرميلة الشمالية، للمطالبة بكشف مصير ٧٠ درجة وظيفية من أصل ١٠٠ أطلقتها شركة غاز البصرة.

وقال المتظاهر عبد الحسن جاسم لـ”طريق الشعب”،” إن المتظاهرين يريدون معرفة مصير الاسماء التي قدمت للشركة لغرض التعيين بعد ورود انباء عن بيع الدرجات الوظيفية الى جهات متنفذة في المحافظة”.

اعتداء في ذي قار

في غصون ذلك، تعرض المحتجون في قضاء الفهود التابع لمحافظة ذي قار الى اعتداء من قبل مسلحين أسفر عن أصابه ٤ متظاهرين.

وكشف المتظاهر حمزة حسين لـ”طريق الشعب”، عن “قيام عشيرة قائمقام ناحية الفهود، بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين المطالبين بإقالة قائمقام الناحية، ما أسفر عن أصابه ٤ متظاهرين بجروح”، مبينا ان “المتظاهرون ردوا على ذلك الاعتداء باقتحام مبنى القائمقامية، وقطع الطرق الرئيسية في القضاء”.

يُشار ايضا الى ان العشرات من منتسبي فرع توزيع كهرباء محافظة ذي قار نظموا وقفة، امام مقر الدائرة احتجاجا على تأخر صرف رواتبهم للشهر الماضي، مطالبين بعدم تكرار الامر مجدداً.

تظاهرات في واسط

وفي سياق الاحتجاجات الشعبية، تظاهر العشرات من المواطنين في مدينة الكوت مركز محافظة واسط، امام مديرية تربية المحافظة، للمطالبة بتعيين مدير لها من خارج إطار منظومة المحاصصة الطائفية.

وبين المتظاهر عزيز حسين لـ”طريق الشعب”، ان “التظاهرة جاءت بعد تقديم مدير التربية الحالي منعم صادق طلباً لوزارة التربية لأحالته على التقاعد”، مؤكداً “رفض المتظاهرين تكليف أحد المعاونين الحاليين بالمنصب في حال الموافقة على طلب المدير الحالي”.

من جهتهم، تظاهر العشرات من المواطنين في ناحية شيخ سعد، للمطالبة بإقالة مدير الناحية وتوفير الخدمات.

وافاد المتظاهر احمد عبد المنعم، في حديث لـ”طريق الشعب”، بأن “التظاهرة جاءت بسبب استمرار تردي الواقع الخدمي في الناحية، وتفشي البطالة”، مطالباً بـ”اعادة النظر في التعينات الاخيرة في مديرية كهرباء الناحية والتي استفردت بها جهات حزبية متنفذة”.

الديوانية والسماوة

الى ذلك، رفض محتجون في محافظة الديوانية، اعادة افتتاح مبنى ديوان المحافظة.

وقال مراسل “طريق الشعب”، ميعاد القصير، ان “عدد من المحتجين أشعلوا الاطارات امام مقر الديوان رفضا لإعادة افتتاح المبنى المغلق منذ انطلاق الانتفاضة في العام الماضي”.

واضاف القصير ان “اهالي قضائي الحمزة الشرقي وال بدير نظموا تظاهرات احتجاجية للمطالبة بتحسين الخدمات والقضاء على الفساد، واكمال المشاريع المتلكئة في مناطقهم وخاصة المدارس”.

وفي أثناء ذلك، تظاهر عدد من موظفي معمل اسمنت السماوة احتجاجا على عدم صرف مستحقاتهم.

ودعا الموظف في المعمل، حسين جبير، الحكومة المركزية ووزارة الصناعة الى “فسخ عقد استثمار المعمل، الذي شهد انهيار بعد احالته للاستثمار منذ ٤ اعوام، ولم يشهد اي تطور في معدلات وخطوت الانتاج، فضلا عن التلكؤ في صرف مستحقات الموظفين من الرواتب والضمان الصحي”، مبيناً ان “احاله المعمل للاستثمار ترك مئات الفنيين بدون عمل، ونقل القسم الاخر لوزارات اخرى للعمل في اختصاصات اخرى”.

*************

بلاغ عن الملتقى الفكري الثاني عشر

لمنظمات الحزب الشيوعي العراقي  خارج الوطن

نظمت لجنة العمل الفكري لمنظمات الحزب الشيوعي العراقي خارج الوطن في 2 آب 2020، وعبر الدائرة الالكترونية الحلقة النقاشية الأولى من الملتقى الفكري الثاني عشر، بمشاركة ما يقرب من 155 من الرفاق والأصدقاء من داخل الوطن وخارجه. وتدارس الملتقى موضوعة “الماركسية ما بين إمكانيات التطوير وتحديات القبول “ والتي تضمنت المحاور التالية:

1- لماذا ماركس؟

2- راهنية ماركس

3- كيف يُدرّس الغرب أفكار ماركس

4- هل تطرح الماركسية وجود تناقض رئيسي واحد فقط بين علاقات الانتاج والقوى المنتجة أم ثمة إمكانية أخرى لتناقض آخر؟

5- ماركس عربياً

قدم المحاضرة الرفيق ثامر الصفار، وأدار النقاش الرفيق عبد الحسين صالح.

    اُفتتح الملتقى بالوقوف دقيقة صمت تمجيداً لشهداء انتفاضة تشرين وشهداء الحزب، وتقديم كلمة لجنة العمل الفكري لمنظمات الخارج، ورسالة لجنة العمل الفكري المركزية التي تمنت للملتقى النجاح والمساهمة الجادة في إثراء المساهمات والمناقشات والجدل في هذه الموضوعة الهامة. وأشارت إلى إنه لأمر طيب أن تنعقد هذه الفعالية للمرة الثانية عشرة على التوالي، الأمر الذي يؤكد على حيوية القضايا المطروحة وإصرار الرفاق والرفيقات العاملين في المجال الفكري على عقد هذه الفعاليات، رغم كل الصعوبات، لتكون ليس مجرد فعاليات استعراضية تقليدية، بل محطات مهمة للقاء و تبادل الرؤى والأفكار وتقديم مقاربات واجتهادات تعكس التنوع الثري لفكرنا ضمن إطار الوحدة.

   حظيت الأسئلة والمداخلات التي قدّمت والتي عالجت العديد من المحاور الفرعية المتعلقة بالموضوعة المطروحة ومن زوايا وتحليلات متنوعة، بنقاشات جادة، أضفت على أجواء الملتقى الاغناء والحيوية.

  لجنة العمل الفكري

 لمنظمات الحزب الشيوعي العراقي خارج الوطن

3 آب 2020

***********

ص6

نائب يتحدث عن سبب بيع عقارات الدولة بأسعار بخسة

السجن ٧ سنوات لمسؤول سابق ومطالبة المسؤولين بإيقاف رواتب الممتنعين عن كشف ذممهم المالية

بغداد - طريق الشعب

كشفت هيئة النزاهة الاتحادية، أمس الأول، عن صدور قرار حكم بالسجن بحق معاون محافظ ديالى الأسبق؛ لإلحاقه الضرر عمداً بالمال العام، فيما طالبت مُؤسَّسات الدولة كافة بإيقاف صرف رواتب المكلفين بالإفصاح عن ذممهم الماليَّة، في حال عدم تقديمهم الاستمارة الخاصَّة بذلك خلال المُدَّة المنصوص عليها قانوناً. في حين، تحدث عضو في لجنة النزاهة البرلمانية، عن سبب جعل عقارات الدولة تباع بأسعار بخسة، وقيام دائرة عقارات الدولة، بتغييب دورها للتعتيم على هذا الملف.

السجن لمسؤول سابق

ووفقا لبيان دائرة التحقيقات في هيئة النزاهة، والذي تلقت “طريق الشعب”، نسخه منه، فأن “المدان، وهو معاون محافظ ديالى الأسبق، أقدم على استبعاد العطاء الأقل المقدم من إحدى الشركات في مشروع تنفيذ شبكة مجاري الأمطار مع مضخات (عليبات – الكوبات – حي الحسين – الشرقية – الغربية) في محافظة ديالى، خلافاً لتعليمات تنفيذ العقود الحكومية، عندما كان رئيس لجنة تحليل وتدقيق العطاءات بالوكالة؛ مما أدَّى لإحداث الضرر بالمال العام”.

وأضافت الدائرة، أن “محكمة الجنايات المختصة بقضايا النزاهة في بغداد وصلت إلى القناعة التامة بمقصريـة المدان، بعد اطلاعها على الأدلة المتحصلة في القضية المتمثلة بأقوال الممثل القانوني لديوان محافظة ديالى الذي طلب الشكوى ضدَّ المتهم، فضلاً عن أقوال الشهود المتضمِّنة تعديل مبلغ الإحالة بزيادة المبلغ، بناءً على طلب المقاول وموافقة المدان، ومحضر اللجنة التحقيقية المتضمِّن إحالته للمحاكم المختصة، إضافة إلى قرينة هروبه عن وجه العدالة”.

وأوضحت الدائرة بحسب بيانها، أن “المحكمة أصدرت حكماً غيابياً بالسجن سبع سنوات بحق المدان وفقاً لأحكام المادة (340) من قانون العقوبات رقم (111 لسنة 1969)، إضافة إلى إصدار أمر قبضٍ وتحرٍّ بحقه، وتأييد حجز أمواله المنقولة وغير المنقولة، مع إعطاء الحق للجهة المتضرِّرة (ديوان محافظة ديالى) بحق المطالبة بالتعويض أمام المحاكم المدنية بعد اكتساب الحكم للدرجة القطعية”.

“الرواتب مقابل الذمم المالية”

 في الأثناء، طالبت الهيئة مؤسَّسات الدولة بإيقاف رواتب الممتنعين عن كشف ذممهم المالية.

وأفادت دائرة الوقاية في النزاهة، وفق بيان تلقته “طريق الشعب”، بـ”ضرورة إيقاف صرف رواتب ومُخصَّصات المُكلَّفين (أصالةً أو وكالةً) في حال عدم كشفهم عن ذممهم الماليَّة لعام 2020 خلال المُدَّة القانونيَّة التي حدَّدتها المادَّة (17)/ أولاً من قانون هيئة النزاهة والكسب غير المشروع  رقم (30) لسنة 2011 المُعدَّل”، لافتةً إلى “أهميَّة إشعار الهيئة بقرار الإيقاف حال صدوره من قبل المُؤسَّسات المعنيَّة”.

ونبَّهت الدائرة إلى أنَّ “المادَّة (17)/ أولاً من القانون ألزمت المُكلف بتقديم الاستمارة خلال مُدَّة (90) يوماً من تاريخ توليه الوظيفة أو المنصب وتاريخ انتهاء علاقته بهما، فضلاً عن تقديم الاستمارة السنويَّة خلال شهر كانون الثاني من كلِّ سنةٍ”.

ولفتت إلى أنَّ “المادَّة (18)/ ثانياً من القانون نصَّت (لا يُصرَّفُ الراتب التقاعدي ما لم يُقدِّم ما يؤيد تقديمه الاستمارة)، فيما ألزمت المادَّة ثالثاً الجهة التي يتبع لها المُكلَّف بتزويد الهيئة بأسماء المُكلفين والمُتغيرات التي تطرأ على مناصبهم ووظائفهم خلال ثلاثين يوماً من تاريخ نشوء هذه المُتغيِّرات”.

ملف عقارات الدولة

من جانب آخر، تحدث عضو لجنة النزاهة البرلمانية، عبد الأمير المياحي، عن سبب جعل عقارات الدولة تباع بـ ’’أسعار بخسة’’.

وقال المياحي في تصريح صحفي، اطلعت عليه “طريق الشعب”، إن “عقارات الدولة العراقية فيها فساد كبير جداً واستحواذ على قطع أراضٍ ومبانٍ عائدة للحكومة العراقية، بغض النظر عن المسؤولين المتسلطين أو المنتمين منهم لجهات متنفذة”.

وأوضح النائب، أن “دائرة عقارات الدولة، غيبت دورها بشكل واضح، ولم تحاسب وتراقب ممتلكاتها ومن أشغلها ومن زور سنداتها الاصلية وهي صاحبة الشأن في ذلك”، لافتا إلى أن “الطرق التي ملكت بها هذه الاراضي مشروعة وقانونية ولكن تحت تأثيرات ورشاوى جعلت عقارات الدولة تباع بأسعار بخسة”.

يُذكر أن عضو اللجنة المالية البرلمانية، جمال كوجر، قد تحدث في وقت سابق، عن عدد العقارات التي تمتلكها الدولة، فيما أشار إلى أن من بينها ما يشغله سياسيون وأحزاب دون مقابل، والبعض الآخر تم بيعه بأثمانٍ بخسة.

وذكر في تصريح صحفي، إن “الدولة العراقية تمتلك من 100 الى 200 ألف عقار بعضها بيع في عهد الحكومات السابقة بأثمان بخسة والبعض الاخر مشغولة حاليا من قبل احزاب وسياسيين وهم لا يدفعون شيئاً للحكومة”، معتبرا “الفرصة الان ذهبية لمعالجة الملف من خلال تشكيل لجنة تحقيقية لمتابعته من خلال خارطة طريق تتألف من 4 نقاط رئيسية. وهي التحقيق في ملف بيع تلك العقارات، وهل تم بشكل اصولي من خلال مزاد علني، وهل الاسعار تنسجم مع العقارات المماثلة، بالإضافة الى البحث في مصير العقارات التي جرى تغيير خرائطها ومتابعة حديث بعض النواب عن تزوير اوراق بعضها وطلب معلومات موثقة كما يجب التدقيق في ملف ايرادات تلك العقارات المشغولة الآن من قبل الاحزاب والسياسيين وهل هي تمثل موارد حقيقية ام لا”.

*********

نداءات من مسؤولي قرية يحاصرها داعش في ديالى..

قتلوا مزارعاً!

بغداد – طريق الشعب

افاد مصدر أمني في محافظة ديالى، امس، بمقتل مزارع إثر هجوم شنه عناصر ينتمون إلى تنظيم داعش شمال شرقي المحافظة. 

وقال المصدر لوكالة “ناس”، إن “تنظيم داعش شن هجوما جديدا على مزارعي قرية الاصلاح بناحية جلولاء شمال شرقي ديالى، ما ادى مقتل مزارع في الحال”. 

وأضاف أنه “تم نقل الجثة الى دائرة الطب العدلي وتشديد الاجراءات”، مؤكدا أنه” منذ أكثر من عام لم يمر اسبوع وإلا وشهدت القرية المذكورة هجوما او حادثا ارهابيا من قبل خلايا داعش التي تختبئ في المناطق القريبة منها”. 

وفي سياق متصل أكد مسؤول الحشد العشائري في قرية الاصلاح مهدي صالح في تصريح لـ”ناس” ، أن “الضحية شاب في مقتبل العمر، والآن هناك مواجهات مع عناصر داعش في البساتين”. 

وأشار إلى أن “القرية قدمت حتى الآن أكثر من 35 ضحية بهجمات داعش وأصبحت على حافة الهاوية، وسط رغبات للأهالي بالنزوح في حال بقاء الأمر على ماهو عليه”. 

وطالب صالح الحكومة بـ”ضرورة التدخل العاجل وانقاذ القرية من معاناتها وحصار داعش عليها”. 

**********

وزارة المالية ترد

على حكومة اقليم كردستان

بغداد – طريق الشعب

ردت وزارة المالية، أمس الاول، على حكومة اقليم كردستان بشأن الرواتب، فيما دعتها الى الاسراع في الايفاء بالتزاماتها وواجباتها الدستورية والعودة الى طاولة المباحثات خدمة للمصلحة العامة.

وقالت الوزارة في بيان تلقت "طريق الشعب"، نسخة منه "نستغرب من البيان الصادر عن مجلس وزراء اقليم كردستان اليوم الاربعاء (12/8/2020) حول نتائج المباحثات المتعلقة بالدفوعات المالية وتنظيم الواردات الاتحادية والمنافذ الحدودية بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم"، مبينة ان "الحوار قطع اشواطاً متقدمة، وان الحكومة الاتحادية انطلقت منذ بداية الحوار من الحرص على حقوق مواطني اقليم كوردستان العراق ، وضمان تأمين مرتباتهم، خصوصاً بعد ما تبين لها عدم وصول الدفعات المالية المرسلة الى وزارة مالية الاقليم الى كل المستحقين، بالإضافة الى تلقيها طلبات موقعة من عشرات الالاف من موظفي الاقليم لتحقيق ربط مرتباتهم عبر الاليات المصرفية".

واضافت ان "بيان حكومة الاقليم افتقر الى الدقة المطلوبة في تحديد اساس المشكلة خصوصاً مع المرونة الكبيرة التي قدمتها الحكومة الاتحادية لتسهيل التوصل الى اتفاق يخدم شعب كوردستان العراق، فانها تشير في الوقت نفسه الى ان الحكومة الاتحادية وضمن حقوقها الدستورية لتأمين المنافذ الحدودية ومراقبة الواردات والاستقطاعات الجمركية ، طرحت مبدأ الشراكة الوارد في المادة 114 (اولاً) من الدستور لتأمين الرقابة على المنافذ الحدودية في الاقليم".

 واكدت ان "عدم ابداء حكومة الاقليم المرونة الكافية لحل هذا الموضوع ، ومن ثم محاولة القاء اللوم على الحكومة الاتحادية حول الدفعات المالية قبل حسم الجوانب المتعلقة بالواردات، يمثل تنصلاً غير مقبول من المسؤولية، في مقابل حرص الحكومة الاتحادية على تأمين مطالب الموظفين والمتقاعدين والمستحقين من مواطنيها ضمن الاطر والسياقات القانونية وبالشكل الذي لا يسمح بتعرضها الى استقطاع او تبديد"، مشسرة الى ان "الاساس الذي انطلقت منه المباحثات قد جاء في اطار الكتاب المرسل من وزارة المالية الى السيد رئيس حكومة اقليم كردستان المرقم 802 وبتاريخ 19/5/2020 والمتضمن دفع وزارة المالية مبلغ 400 مليار دينار عراقي لشهر نيسان ، والدخول باجتماعات مكثفة للتوصل الى تسوية نهائية بين الجانبين خلال مدة شهر واحد باعتماد قانون الادارة المالية الاتحادي اساساً لها، ومن ضمن ذلك احتساب الواردات غير النفطية للإقليم وتدقيقها قبل ارسال اية دفعات مالية اضافية".

 وبينت ان "حكومة الاقليم وافقت على المضمون المذكور آنفاً في كتاب وزير المالية والاقتصاد في حكومة اقليم كردستان برقم 201 في 19/5/2020"، مؤكدة "حرص الحكومة الاتحادية على التوصل لتسوية نهائية في هذا الموضوع في اطار ودي ودستوري، كما تشير الى توجيهات رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي بضرورة ايجاد الحلول اللازمة وابداء المرونة الكافية لتأمين حقوق الشعب الكوردي الذي عانى كثيراً في ظل ظروف صحية واقتصادية صعبة وخصوصاً فئة الموظفين والمتقاعدين والمستحقين".

 ودعت الوزارة "حكومة اقليم كردستان الى الاسراع في الايفاء بالتزاماتها وواجباتها الدستورية والعودة الى طاولة المباحثات خدمة للمصلحة العامة".

***********

ص7

بعضهم يقترح استبدالها بالنقود

بغداديون: مواد «التموينية» رديئة وغير كافية

بغداد – عدنان جاسم

لا يزال المواطن العراقي يعاني تذبذب توزيع مفردات البطاقة التموينية، بالرغم من الوعود الحكومية بتوفيرها كاملة، وزيادة أصنافها. وفيما أكد بغداديون من أهالي منطقة الشعلة وضواحيها، لـ “طريق الشعب”، رداءة المواد الغذائية التي توزع عليهم، اقترحوا أن يتم استبدالها بالنقود.

المواطن أبو عباس، يشير إلى أنه وبقية المواطنين، غير راضين على المواد التموينية التي توزعها عليهم الدولة، مشيرا إلى أنها تأتي بنواقص كثيرة، ولا تغطي حاجة العائلة العراقية.

ويقترح أبو عباس، استبدال المفردات التموينية بمبالغ مالية، مع قيام الحكومة بالسيطرة على أسعار المواد الغذائية في السوق، وعدم السماح للتجار الجشعين، برفعها. فيما ترى المواطنة أم زهراء، أن أبرز المواد الغذائية التي تحتاجها العائلة، هي الطحين والرز والزيت، والحليب للصغار والكبار، فضلا عن البقوليات ومساحيق التنظيف، مشيرة إلى أن هذه المواد لا توفرها الدولة كاملة للمواطن، وما يصل منها غير جيد.

المواطنة زينب، تلفت من جانبها، إلى أن “بعض وكلاء التموين يستوفون من المواطن مبلغ الحصة التموينية مقدما، قبل أن يجهزوهم بالمواد، وعند تأخر وصول المواد، يطلب الوكلاء من المواطن دفع المبلغ مجددا، بذريعة أن الوزارة هي من طالب بهذه المبالغ”.

فيما يذكر المواطن حسين، أن المركز الذي يتسلم منه حصته التموينية، استقطع منه مبلغ 3 آلاف دينار عن مادة حليب الأطفال، إلا انه لم يسلمه ولا حتى علبة واحدة!

إلى ذلك يتحدث وكيل الحصة التموينية، أبو صفاء، عن أبرز المشكلات التي يعانيها هو وأقرانه، وهي تأخر وصول المواد التموينية ونقصها، فضلا عن عدم مراعاة الناس للمعاناة التي يعانيها الوكيل مع الدولة، في شأن صرف الحصة التموينية، مؤكدا أنه منذ ثلاثة شهور لم تصرف له مخازن التموين حصص المواطنين.

وفي جانب الرصافة من بغداد، التقى مراسل “طريق الشعب” بعدد من المواطنين، وسجل شكاواهم حول مشكلة تذبذب توزيع مفردات البطاقة التموينية.

وذكر المواطنون، أن المواد التي تسلم لهم، أربعة في الغالب، وهي السكر والزيت والرز والطحين، مشيرين إلى ان التوزيع يتم أحيانا كل ثلاثة أشهر أو أكثر.

ويلفت المواطنون، إلى أن رز الحصة التموينية، من النوعيات الرديئة التي لا تصلح للاستهلاك البشري، ما يضطر المواطن إلى بيعه مقابل مبلغ زهيد. فيما يبينون أن الطحين من النوع “السيال”، الذي لا يمكن خبزه إلا بإضافة طحين من النوع “الصفر” إليه، أو انهم يقومون ببيعه كعلف حيواني.

ويعتقد مواطنون، أن البعض من وكلاء الحصة التموينية يقومون باستبدال المواد التي تصل إليهم من الدولة، بأخرى رديئة!

*********

اهالي المحلة ٨٧٣

 في الكرخ يطالبون بإزالة «الحاجز الترابي»

يناشد أهالي المحلة 873 في جانب الكرخ من العاصمة، عمليات بغداد رفع الحاجز الترابي الذي كان قد وضع سابقا من أجل عزل المحلة عن «منطقة المخابرات» المجاورة لها، لدواع أمنية.

ويوضح الأهالي أن «منطقة المخابرات» تضم محال تجارية وعيادات أطباء وغير ذلك من الخدمات غير المتوفرة لديهم، وبسبب وجود الحاجز الترابي، صار من الصعب عليهم الدخول إلى هذه المنطقة.

ويأمل الأهالي من عمليات بغداد، الاستجابة لمناشدتهم، ووضع حد لمعاناتهم، خاصة النساء والأطفال وكبار السن منهم، الذين لا يستطيعون اجتياز الحاجز.

عنهم

علي عادل وحيدر كاظم وثائر طه

***********

مطالبات بتخفيف الزخم المروري

في “ساحة اللقاء”

بغداد – بهاء أحمد طه

شكا مواطنون بغداديون، الزخم المروري الذي يشهده تقاطع “ساحة اللقاء” في منطقة المنصور، طيلة ساعات النهار، خاصة أسفل المجسر الذي يربط المنطقة بحي السلام، مشيرين إلى أن هذا الزخم بات يرهقهم كثيرا ويؤخر وصولهم إلى أماكن سكنهم وأعمالهم.  وطالب المواطنون، عبر “طريق الشعب”، الجهات ذات العلاقة بوضع حل لهذه المشكلة، كأن تجري توسعة الشارع، مبينين أن الساحة ليس لها فائدة تذكر، سوى انها تعيق انسيابية السير.

**************

حي التراث البغدادي يغص بالنفايات

بغداد – عدنان جاسم

شكا سكان حي التراث، الكائن في جانب الكرخ من بغداد، انتشار النفايات والأزبال في أرجاء الحي بشكل لافت للنظر، خاصة في الشوارع الرئيسة، مشيرين في حديث لـ “طريق الشعب”، إلى أن هذه المشكلة أثرت سلبا على الواقعين البيئي والصحي، في الوقت الذي تتفاقم فيه أزمة كورونا.

ويوضح سكان الحي أن النفايات أصبحت مصدرا للروائح الكريهة والجراثيم، ومأوى للحيوانات السائبة، مناشدين مديرية بلدية الرشيد، رفع النفايات بانتظام، وتوفير أعداد كافية من حاويات جمع القمامة.

***************

مواساة

*تتقدم محلية بابل للحزب الشيوعي العراقي بخالص العزاء الى اسرة ال مشهد بوفاة الأستاذ اصلان سعود مشهد، شقيق الشهداء مردان وانور واركان وشقيق الرفيق كامل سعود مشهد ووالد الاستاذ وسام نائب محافظ بابل وعم الرفاق ظافر وواثق وبلال وشقيق الرفيقة ماجدة سعود مشهد، والفقيد من الشيوعيين الذين واكبوا عمل الحزب لأعوام طويلة وظل لصيقا به حتى وفاته، للفقيد الذكر الطيب ولعائلته واصدقاءه ورفاقه العزاء.

*الرفيقة العزيزة ماجدة الجبوري

مرة أخرى يمتحن القدر صبرك وجلدك، فرحيل شقيقك الشخصية الوطنية أصلان الجبوري فاجعة أليمة و فقدان مبرح لمرب مرموق.. لك وللعائلة الكريمة المناضلة السلوان والصبر الجميل وللفقيد أبو وسام طيب الثرى وعاطر الذكرى في أفئدة ذويه ومحبيه.

مكتب اعلام الخارج

*ببالغ الحزن والأسى تعزي المحلية العمالية في الحزب الشيوعي العراقي الرفيقة تضامن عبد المحسن بوفاة والدتها اثر جلطة دماغية، والفقيدة من عائلة شيوعية مناضلة هي بنت الشيوعي الراحل الشيخ حسين الساعدي ووالدة الشهيدة سناء السوداني، الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان لعائلتها.

*تعزي محلية الرصافة الثانية للحزب الشيوعي العراقي عضو لجنتها الرفيق عادل عبد الحسين المهداوي (ابو سلام)  بوفاة زوجته (ام سلام ) اثر جلطة قلبية، الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان لعائلتهم الكريمة.

* ببالغ الحزن والأسى تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي  في ميسان فقيدها الراحل  الرفيق هاشم حمادي الجابري  (أبو شذى ) الذي توفى  لإصابته بفيروس كورونا، للرفيق الذكر الطيب ولرفاقه وعائلته الصبر والسلوان.

************

ص8

نصف مستشفيات العاصمة متوقفة عن الخدمة!

البرلمان اللبناني يقر إعلان حالة الطوارئ في البلاد

بيروت – وكالات

اقر مجلس النواب اللبناني، يوم أمس، إعلان حالة الطوارئ في العاصمة بيروت، على خلفية الانفجار المروع بالمرفأ الذي وقع الأسبوع الماضي.

كما قبل مجلس النواب استقالة 7 من أعضائه على خلفية الانفجار نفسه.

وكانت الحكومة قد اتخذت قرارا بإعلان حالة الطوارئ لمدة أسبوعين وإعلان العاصمة بيروت مدينة منكوبة.

كما وافق مجلس الوزراء على تولي الجيش تسيير مهام العاصمة، خلال فترة فرض حالة الطوارئ المستمرة لمدة أسبوعين، والحفاظ على مسرح الجريمة لمنع طمس الأدلة.

نصف مستشفيات العاصمة متوقفة

ومازالت تداعيات انفجار مرفأ بيروت المدمر، الذي وقع الأسبوع الماضي، تؤثر على لبنان بالكامل وخاصة القطاع الطبي الذي يعاني بشدة مع توقف عشرات المنشآت الطبية عن العمل في العاصمة بيروت.

وبحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية فإن بيروت بها 55 منشآة طبية وأن نصفها تقريبا “خرج من العمل حاليا”.

واضطرت أكبر 3 مستشفيات إلى إغلاق أبوابها تماما وعدم استقبال مرضى، كما قلصت 3 مستشفيات أخرى من طاقتها الاستيعابية بعد الانفجار.

وحذرت منظمة الصحة العالمية أيضا من عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية الواجب تطبيقها في المستشفيات لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

وتسبب انفجار مرفأ بيروت في مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة ستة آلاف أخرين، بحسب البيانات الرسمية التي أعلنها محافظ بيروت مروان عبود.

ونجم الانفجار “عن 2700 طن من نترات الأمونيوم، كانت مخزنة بشكل غير آمن في مرفأ بيروت بدون اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع الكارثة”.

وشارك سكان العاصمة بيروت، يوم الثلاثاء، في إحياء ذكرى مرور أسبوع على الانفجار المدمر، في ظل غضب شعبي متزايد من تخزين كمية كبيرة من هذه المواد شديدة الخطورة في المرفأ.

واضطرت حكومة رئيس الوزراء حسان دياب، لتقديم استقالتها للرئيس اللبناني ميشيل عون، استجابة للاحتجاجات التي خرجت في البلاد.

ما هو حجم الدمار؟

دمر الانفجار مئات المباني في بيروت، حتى أن بعض أجزاء من المدينة أصبحت محطمة بالكامل مثل ساحة الحرب، وطال الدمار أيضا مبان ومواقع تاريخية.

وقررت السلطات يوم الأربعاء، حظر بيع هذه المباني القديمة، لحمايتها من شركات التطوير العقاري التي قد تهدمها لإنشاء عمارات سكنية بحثا فقط عن الربح المادي.

وهناك مخاوف أيضا من عدم قدرة لبنان على توفير الخبز بسبب الدمار الذي طال صوامع تخزين القمح في المرفأ، حيث كان يوجد احتياطي البلاد من القمح.

لكن وزير الاقتصاد اللبناني راؤول نعمة، قال إن مخزون القمح الحالي في البلاد يكفيها لمدة أربعة أشهر.

استجواب مسؤولين

من جهة أخرى، يستمع القضاء اللبناني بدءاً من اليوم الجمعة إلى عدد من الوزراء السابقين والحاليين الذين وقع مرفأ بيروت في نطاق مسؤولياتهم، لاستجوابهم حول تخزين كميات هائلة من نترات الأمونيوم في العنبر رقم 12، وفق ما قال مصدر قضائي لوكالة الصحافة الفرنسية. وقال المصدر إنّ المحامي العام لدى محكمة التمييز القاضي غسان خوري «سيبدأ الجمعة التحقيق مع وزير الأشغال السابق غازي العريضي، على أن يستدعي الأسبوع المقبل وزراء الأشغال السابقين غازي زعيتر ويوسف فنيانوس وميشال نجار (حكومة تصريف الأعمال)، بالإضافة إلى عدد من وزراء المال والعدل السابقين».

وأوضح المصدر أنّ «استجواب الوزراء يأتي في سياق تحديد المسؤوليات، وحصرها بالأشخاص الذين أهملوا أو تجاهلوا خطر إبقاء المواد المتفجرة في المرفأ، من إداريين وأمنيين وعسكريين وقضاة وسياسيين».

واستجوب خوري الأربعاء عشرة ضبّاط من الجيش وأمن الدولة والجمارك العاملين في المرفأ، بالإضافة إلى عدد من الإداريين في جهاز الجمارك، وقرر تركهم رهن التحقيق.

ولا يزال قرابة عشرين شخصاً، بينهم المدير العام الحالي للجمارك بدري ضاهر والسابق شفيق مرعي، بالإضافة إلى مدير مرفأ بيروت حسن قريطم، موقوفين.

*********

في ضوء زيارة ماكرون لمرفأ بيروت

الشيوعي الفرنسي: الإصلاح شأن لبناني بعيدا عن التدخل الخارجي

رشيد غويلب

زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبنان فور وقوع الانفجار الكارثي في ميناء بيروت. ووعد بتقديم مساعدات، ودعا في المقابل ذلك إلى تخفيض المعاشات والإنفاق العام، وتقليص عدد موظفي الدولة وإغلاق محكم للحدود مع سوريا. وفي بيان له أكد الحزب الشيوعي الفرنسي أن لبنان لم يعد محمية فرنسية. وإذا كان ماكرون يريد حقًا مساعدة هذا البلد، فعليه أن يستمع إلى مطالب الشعب اللبناني والقوى التقدمية في ساحات الاحتجاج.

أثار الانفجار الكارثي الهائل الذي دمر الميناء وأجزاء من العاصمة اللبنانية بيروت في 4 آب موجة من التضامن وتقديم المساعدات في جميع أنحاء العالم. لقد ضربت الكارثة بلدا يعيش أزمة اقتصادية وسياسية حادة.

وبرهنت الحركة الاحتجاجية المتصاعدة، منذ 17 تشرين الأول، والتي ازدادت حدة بعد الانفجار، أن قطاعات واسعة من الشعب اللبناني لم تعد تقبل ولا تنسجم مع الظروف البائسة. وان الناس يريدون تغييرا جذريا للنظام السياسي والاقتصادي القائم، منذ عقود طويلة، على الفساد المستشري والمحسوبية، وسلطة عوائل وامراء الطوائف والمجموعات القومية التي ترسخ نفوذها في ظل الانتداب الفرنسي، وقادت السلطة السياسية بعد تأسيس الدولة اللبنانية المستقلة، هذه العوائل التي تتستر بثياب دينية وطائفية (مسيحيون، وسنة، وشيعة، إلخ) لتضليل الناس.

بالإضافة الى ذلك عاشت البلاد سنوات الحرب الأهلية القاسية وكانت دوما عرضة لاحتلال واعتداءات إسرائيلية متكررة، التي وجدت في قوى اليمين الفاشي اللبناني خير عون لها، وبأشكال متنوعة.

وبعد الانفجار مباشرة أعلنت فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوربي ودول غربية أخرى عن استعدادها لتقديم المساعدة.

وانتهز الرئيس الفرنسي ماكرون الفرصة لتقديم نفسه كرجل دولة كبير وسافر على عجل إلى بيروت. لكنه ربط بين تقديم المساعدات وسلوك المستعمر “لنبيل”، فطالب عمليا بتطبيق وصفات صندوق النقد الدولي التي تمت الإشارة اليها، باعتباره متحدثا باسم حلفائه الغربيين، لترسيخ توجهات الليبرالية الجديدة في لبنان ما بعد الكارثة.

من الواضح أن المراكز الرأسمالية الكبرى توظف الكارثة، باعتبارها فرصة لحث المتنفذين في لبنان على مزيد من الامتثالً والخضوعً للتوجيهات الغربية، والطريقة المثلى هي تقديم المساعدات لبلد يعيش ظروفا أكثر من استثنائية. وبالتالي استعادة المزيد من التأثير المباشر في لبنان، الذي كان ولا يزال قاعدة مهمة للتأثير الغربي في عموم منطقة الشرق الأوسط.

بيان الشيوعي الفرنسي

 أصدر الحزب الشيوعي الفرنسي بيانا حول الأحداث التي عاشها لبنان في الأيام الأخيرة. ويتمتع البيان بأهمية خاصة، للعلاقات الوثيقة التي ربطت الحزب بقوى اليسار اللبناني، وخصوصا الحزب الشيوعي اللبناني، حتى خلال سنوات الاستعمار الفرنسي المباشر .

يبدأ البيان بوصف الحالة العامة في لبنان والنتائج والعواقب الكارثية المعروفة للانفجار ويعلن عن التضامن مع الشعب اللبناني ومد يد العون له.

ويؤكد في حالة الطوارئ الاستثنائية، فإن الأولوية لتقديم المساعدة الأممية والتأكد من عدم وقوعها في ايدي الفاسدين. وان لا يشترط هذا التضامن تنفيذ سياسة التقشف القاسية لصندوق النقد الدولي. وإن الأمر متروك للشعب اللبناني وقواه التقدمية لاتخاذ القرارات المتعلقة بالإصلاحات التي ستجعل من الممكن تلبية احتياجاتهم. وعلى فرنسا ان لا تتصرف كقوة استعمارية سابقة، بهدف المزيد من الهيمنة على لبنان، ففي حالة الطوارئ لا مكان للتدخل الخارجي.

لقد دعمت البلدان الغربية، وخاصة فرنسا، بكل ما تستطيع المتنفذين في لبنان، والذين وظفوا مساعدات المؤسسات المالية العالمية بالضد من مصالح الشعب ولترسيخ الخراب، وتدمير الخدمات العامة والحاجات الأساسية مثل المياه والكهرباء وقطاع الصحة. ولذلك من غير اللائق ان يأتي ماكرون ليعلم اللبنانيين كيف يتصرفون ويلقي عليهم الخطب الأخلاقية، التي تتعارض باستمرار مع المواقف الفرنسية المعروفة. ووراء شهامة ماكرون المعلنة، تختفي الرغبة في الحفاظ على النظام الحالي في لبنان في ظل ظروف جديدة من أجل إدامة الهيمنة والتدخل الغربيين. والأسوأ من ذلك، أن ماكرون يمرر الشروط التي فرضها البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، فضلا عن الشروط التي يعلنها ترامب.

ان لبنان يستحق أكثر وأفضل من المناورات والخداع التي ستكون ذات نتائج كارثية

***********

ص9

شيء عن الري في العراق

1-4

ناصر حسين

ولدت عام 1939 لعائلة ريفية ونشأت في الريف ولم انتقل الى المدن الا بعد ان اكملت دراستي الابتدائية السنة الدراسية عام 1949 – 1950. والمعروف ان الريف آنذاك كان في عزلة تامة عن المدينة وعن الحضارة ولا يعرف ابن الريف شيئا عن منجزات العلم والتقدم الحضاري بحيث وصل الأمر ببعض الاشخاص الذين استمعوا الى نشرة الانباء من راديو يعمل على بطارية السيارة كان عمي الشيخ قد اشتراه توا،  أن طلبوا من عمي ان يفتح لهم باب الراديو كي يروا بأعينهم الاشخاص الذين قرأوا نشرة الاخبار تلك. في الجغرافية، وانا طالب في الابتدائية قرأت و أصبح واضحا لدي ان الفيضانات التي كانت تبدأ في شهر آذار من كل عام يتسبب بها ذوبان الثلوج التي تكدست فوق قمم الجبال تحت تأثير الامطار الربيعية وارتفاع حرارة الشمس بعد شتاء قارص. لذا لم استغرب عندما سمعت في سنة معينة كانت الامطار فيها شحيحة وكذلك الثلوج ان مياه الفيضان تلك السنة ستكون متدنية المستوى وعليه لن نتمكن من زراعة محصول الشلب لذلك العام.

نقلت ما سمعت لوالدي فأجابني (تضعون انفسكم مكان الله) (أمر المياه بيده وليس بيدكم) فحاججته وقتها من انني علمت ذلك من مطلعين وهم يعرفون ان بحيرة الحبانية في ذلك الوقت فارغة من المياه فمن أين سيأتون بالإطلاقات التي كانوا يضخونها من الحبانية الى نهر الفرات. وكانت النتيجة كما سمعت وقلت للوالد فقد كانت المياه شحيحة وقبل ان نصل شهر تموز هلك بسبب العطش ما تم زراعته من اشلاب في منطقتنا وبيع كحشائش الى اصحاب المواشي.

من تلك التجربة بالذات تحول الكثير من الملاكين الى الزراعة بالواسطة، حيث قاموا بشراء ونصب المضخات على الانهر الرئيسية، كشط الكوفة وشط الشامية. وكان ما طرحه المهوال الشعبي في هوسته الشعبية التي القاها في مضيف الحاج عبد الواحد آل سكر لدى زيارة الملك والوصي له عام 1953 عندما قال (مامش وشلة ابهلصندوك انسوي الناظم بيهة؟) هي اول محاولة  في التفكير بتشييد النواظم القاطعة على نهري الفرات ودجلة من اجل تنظيم الري وموازنة المياه بين الاراضي المنخفضة والاراضي المرتفعة.

وهذا يتناول جانبا واحدا من جوانب الري والزراعة فهو يتحدث عن شحة المياه، فهنالك جانب اخر هو الفيضانات الطاغية.

ملحمة كلكامش تتحدث عن قصة الطوفان المعروفة.

في حياتي اتذكر عدة فيضانات طاغية منها فيضان في نهر الفرات عام 1948 تصاعدت مناسيب المياه في النهر الى مستوى أصبح يهدد مدينة الكوفة بالاكتساح فاضطرت دائرة الري الى فتح ثغرة في ضفة النهر في منطقة البازول المقابلة للمدينة فتدفقت المياه باتجاه البساتين ومناطقنا باتجاه غماس والشنافية.

اما في العام 1954 وحينها كنت طالبا في الثالث المتوسط في متوسطة الجعفرية المسائية في بغداد فقد عشت وما زلت اتذكر فيضان نهر دجلة الطاغي والذي هدد مدينة بغداد بالدمار.

ولإنقاذ بغداد من الغرق تم فتح ثغرتين في ضفتي نهر دجلة احداهما شمال المدينة، شمال السدة والثانية جنوب المدينة في منطقة هور رجب.

ثغرة شمال السدة حولت المنطقة التي تقع شرق السدة وباتجاه بغداد الجديدة الى بحر من المياه بحيث اضطرت القوات المسلحة الى استنفار قواها والامساك بالسدة من شمالها الى جنوبها اذ أن أي ثغرة في السدة سيجعل تلك المياه تتدفق الى المدينة وتحول جانب الرصافة الى انقاض.

كنا وقتها نغادر المدارس ونتوجه الى السدة لمساعدة الجيش، ومن مهازل السياسة الحكومية آنذاك ان الاجهزة الحكومية سربت الى الشارع اشاعة مفادها ان الحزب الشيوعي العراقي يريد ان يعمل ثغرة في السدة من اجل اغراق بغداد وقد ردّ الحزب على تلك الاشاعة بان أصدر بيانا يعلن فيه ان بغداد هي بغدادنا وليست بغدادكم أنتم.

اما الثغرة التي فتحت في الضفة الثانية في منطقة هور رجب فقد حولت المياه التي تدفقت منها المنطقة من هور رجب الى المحاويل الى بحيرة وتحول طريق السفر الى بغداد من الطريق المعروف الى المسيب فجرف الصخر والفلوجة والعودة الى بغداد عبر خان ضاري وابي غريب. ومن نتائج ذلك هلكت اشجار المشمش والخوخ وغيرها في مناطق اليوسفية والمحمودية..... الخ.

فيضان اخر في نهر الفرات كان عام 1971 بحيث اصبحت مدينة الكوفة مهددة بالغرق فاضطر المسؤولون فيها الى فتح ثغرة شمال المدينة في الجهة المقابلة في منطقة الحواتم المقابلة للكفل بحيث غطت المياه كافة الاراضي الزراعية المحصورة بين شطي الكوفة والشامية من منطقة الكفل حتى غماس والشنافية. انا كنت حينها اقود منظمة الحزب في قضائي الشامية وابي صخير وهذا ما سهل علي تنقلاتي في الريف بواسطة الزورق بحيث انتقل من دار الرفيق حاتم لفتة العطية قبالة ناحية الصلاحية حتى دار والد الشاعر شلال عنوز في منطقة التوثي في غماس والتي تقابل ناحية القادسية التابعة لقضاء ابي صخير جنوب مدينة المشخاب دون ان يعترضني أي حاجز ترابي او ارض غير مغمورة بالمياه، وعلى ذكر الشاعر شلال عنوز، اتذكر انه في ديوانه الشعري خص هذا البيت بقصيدة ورد فيها كما اتذكر:

(جان عدنه بيت من طين او كصب)

(اوجانت امي اتكول هذا البيت اغله امن الذهب)

(والحديقة، امنين ما مريت يلكاك الرطب)

على ضوء فيضان دجلة عام 1954 ولحماية بغداد من فيضانات مشابهة في دجلة قررت الحكومة تشييد سد في سامراء يحول المياه من دجلة الى وادي الثرثار وتحول وادي الثرثار تدريجيا الى خزان كبير للمياه وبحيرة كبيرة وعميقة لتربية الاسماك هذا الخزان افادنا كثيرا في  سبعينيات القرن الماضي.

سوريا اكملت تشييد سد الطبقة وبدأت بملء بحيرة السد وتركيا اكملت تشييد سد كيبان وبذلك انخفضت مناسيب المياه في الفرات داخل الاراضي العراقي الى مستوى متدن سبب هلاك الكثير من البساتين التي تروى من الفرات وتحول الكثير من الاراضي التي تزرع شلبا الى اراض جرداء اذ انخفض مستوى تدفق المياه في الفرات مما يزيد على الـ 900 متر مكعب الى ما يقل من ثلاثمائة متر مكعب.

الحكومة العراقية اوفدت عام 1973 الرفيق عامر عبد الله وكان حينها وزير دولة الى دمشق لمقابلة الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد في مسعى من اجل زيادة حصتنا المائية التي تطلق من سد الطبقة ولم يفلح ذلك المسعى، انا حينها علمت من الرفيق عامر عبد الله تفاصيل ما دار في ذلك اللقاء ولست بحاجة الى ذكرها هنا. المهم في الموضوع ان الانقاذ جاءنا من الاتحاد السوفياتي فقد شقت آلياتهم وبسرعة قناتين احداهما تربط وادي الثرثار بنهر الفرات جنوب الفلوجة والاخرى و أطلق عليها تسمية ذراع دجلة فهي تسحب المياه من وادي الثرثار وتصبه في دجلة. اتذكر ان المناسيب في نهر الفرات ارتفعت من ما يقرب ثلاثمائة متر مكعب الى ما يزيد على السبعمائة متر مكعب، وبما ان المياه المتدفقة من الثرثار فيها نسبة ملوحة غير قليلة فقد كانت تنخفض الى طعم (المجوجة) لدى تذوقها عندما تختلط بمياه الفرات العذبة.

**********

ص10

ذاك الطاس وذاك الحمام

جواد وادي

من اغرب المهازل وأشدها واقساها هي ما تتميز به حالة العراق السياسية وما يتعلق بها من أوضاع أمنية ومجتمعية وحزبية لسبعة عشر عاما، وزد انت على هذه السلسة من الخراب طيلة هذا الزمن اللعين العصي على الفهم، عزيزي القارئ.

منذ ما يزيد عن السبعة عشر عاما والعراقيون يعيشون في ذات الدوامة التي كانت لها بداية من العذاب ويبدو ان لا نهاية تبشر بتجاوز ذات المحن او حتى ايقافها، ومنذ التاسع من نيسان عام 2003 وحتى يومنا هذا والدائرة تدور في ذات المضمار المتآكل والذي يتواصل سيره المتعثر دون توقف مما يجعل المرء في حيرة من أمره، بعد أن ظهرت قوى أقل ما يقال عنها بالشرسة وغير الآدمية تتغول في العراق وتحمل من العنجهية والحقد والتعالي الأرعن ليس على المواطن العراقي فحسب، بل وعلى العراق، ما يعجز المرء عن وصفها وفهم تفاصيلها وحيثياتها، هذه الظاهرة العجيبة وليست الغريبة متمثلة بفصائل خارجة عن القانون والقيم وتحكيم العقل والمنطق،  خلت لها الساحة العراقية  من أقصاها الى أقصاها بفرض هيمنتها وسلطتها وبلطجيتها وسلوكها الاجرامي المتزايد يوما بعد آخر، فصائل مكونة من كل من هب ودب، مدججة بشتى أنواع الأسلحة والمعدات العسكرية والتي تم الاستحواذ عليها من الجيش العراقي والأجهزة الأمنية لتنتشر كالجراد في كل مناحي الحياة العراقية وتتداخل مع تفاصيل اليومي لحياة المواطنين وهي تتوعد وتهدد وتخيف وتقتل وتختطف وتسرق وتستولي على عقارات وأراضٍ، متى وأين وكيفما تشاء دون خوف او محاسبة او ردع من لدن السلطات المتعاقبة ولا أقول الدولة، لغياب مواصفات الدولة في العراق، وهكذا عاد الوضع الأمني برمته بيدها، هي من تقرر متى تتدخل ومتى تنسحب، دون أن تتحرك السلطة متمثلة بالحكومة وتشكيلاتها الأمنية والعسكرية والتي تفوق المليون من المنتسبين الذين هم بدورهم باتوا تابعين للكتل والأحزاب السياسية، تأتمر بأمر رؤسائها وتتسلم الأوامر والتعليمات منهم وحتى ممن يدور في فلكهم، أما دور الحكومة فلا نسمع له غير الجعجعة الفارغة والاكاذيب ولا من طحين.

لنأتي الى الاقتراب من العنوان وما يعنيه، ان العراق منذ توالي الحكومات وتتابعها منذ العام 2003 والى الآن وهي في ذات الرداء وذات التوجه البعيد عن البناء الحقيقي للدولة حيث تكون كل افعالهم وسلوكاتهم مرتهنة بيد الكتل والأحزاب التي هي من تمسك بالسلطة من خلال نظام المحاصصة المقيت الذي تم توزيع المناصب الوزارية والوظائف السامية فيما بينهم لتكون هي الحاكم الفعلي للبلاد، أما رؤساء الوزراء والوزراء وبقية الوظائف الأخرى فمقسمة فيما بينهم، ومن خلال تعاقب الحكومات على السلطة، لا يبدلون سوى الأسماء والتوجهات تظل كما هي، ليظل نظام المحاصصة هو المهيمن والفساد سيد الوضع المتردي والبلاد تسير باتجاه الخراب ومن سيء الى اسوء.

تعاقبت على العراق منذ الاحتلال حتى يومنا ست وزارات آخرها وزارة السيد الكاظمي، وخلال هذه الفترة الممتدة من 2003 حتى 2020، لم تقم هذه الحكومات بالبناء ولا بإعادة الاعمار ولا بإيجاد الحلول لازمات الماء والكهرباء ولا بإجراءات لتقليل البطالة ولا بتخفيف حالات الفقر الآخذة بالتزايد ولا... ولا.... وهذا ما دعانا ان نطلق على طبيعة تتالي الحكومات، بذات الطاس وذات الحمّام...

مما حدا بالعراقيين في بداية شهر تشرين عام 2019 أن ينتفضوا بحراك جماهيري مبارك ويعلنوا عن ثورتهم التي أعطت مئات الشهداء وآلاف الجرحى والمعطوبين والمغيبين والمختطفين، ولم نجد اية مبادرة لمحاسبة القتلة والمجرمين من مليشيات شرسة وقوى أمن هي بحقيقتها تابعة للأحزاب وتأتمر بأوامرها، رغم الوعود الكاذبة والتسويفية لكشف القتلة والمجرمين، وهم معروفون بالأسماء وبالانتماءات، ولكن لم نلمس أي جدية في النوايا التي اتسمت بالخداع.  أن أسماء القتلة كلها معروفة ومشخصةـ وعلى رأس الشلة المدانة، الحكومة السابقة  التي تتحمل  كامل المسؤولية بإزهاق أرواح الفتية الثائرين الذين توجه الى صدورهم رصاص الغدر والخسة. وحتى المسؤولين الأمنيين اعترفوا بحجم الجرائم وبأسماء مرتكبيها، ولكن لم يشف غليل ذوي الضحايا ما صرح به القادم الجديد على هرم السلطة السيد الكاظمي بأنه سيعلن عن أسماء مرتكبي الجرائم، وأسماء الضحايا، فاستبشر الناس بتلك التصريحات، ولكنها ظلت  تصريحات .

فكانت الصدمة والطامة الكبرى، وبات واضحا أن لا سبيل للخروج من هذه الفواجع إلا بالتغيير الجذري لنظام الحكم برمته، وبات شعار الثوار الحاسم (عليّ وعلى أعدائي).

لم يبق امام الشباب الثائر إلا التحرك نحو التغيير الجذري بعد أن لم يعر الفاسدون لحجم الاحتجاجات وعدد الضحايا والجرحى، ولا نعرف على ماذا هم يراهنون بعد ان بلغ السيل الزبى؟

حذار من ثورة الجياع والمتضررين أيها السادة، ولا تصموا آذانكم لصرخات الاحتجاجات التي يقينا ستهز عروشكم.

وانت يا سيد الكاظمي، لا تدر ظهرك للمحتجين الذين راهنوا على مجيئك، بيّن عن تعاطفك معهم وقم بما يمليه عليك ضميرك ووطنيتك، إن كنت تختلف عن الآخرين؟!

لن ينفعك الفاسدون وخونة الوطن ستكون بطلا قوميا إذا ما اقتحمت حصون الفاسدين واخرجتهم من جحورهم ولا تخشى في الحق والوطنية لومة لائم.

وانتم يا احرار العراق وشبابه المنتفضين، فان كل آمال العراقيين معلقة عليكم، ولا سبيل للخروج من هذا النفق المظلم إلا بالانقضاض على الفاسدين والفاشلين  و كنسهم جميعا، وإن لكل تضحية لا بد من ضريبة وقد تكون باهظة، فإذا ما اردتم الحياة الكريمة لكم ولأبنائكم فلا بد من نزف الدماء الطاهرة ليتعمد تاريخ العراق بشرف بطولاتكم النادرة، كما اثبتّم للعالم أجمع تحديكم لرصاص فلول المرتزقة والمجرمين القتلة، الذين سيكون مآلهم كأسيادهم إلى مزبلة التاريخ وسيكون النصر حليفكم.

***********

نحو تأسيس شركة حكومية

للهاتف النقال وخدمة الشبكة الدولية

خليل ابراهيم العبيدي

العراقيون بالطبيعة يحبون القطاع العام، والعراقي لا يثق الا بالقطاع الحكومي رغم عدم حبه للحكومات على مر التأريخ، فقد كانت شركات القطاع العام شركات حكومية ناجحة بامتياز ورابحة وتمد ميزانية الدولة بالموارد المالية، اضافة الى انها كانت تسدد رواتب الموظفين وأجور العمال بعيدا عن الموازنة العامة، والكل يعلم بدورها في سد حاجة المواطن من السلع والخدمات ابان الحصار على العراق بعد غزوه للكويت، وبعد فشل تجربة القطاع الخاص في تأمين ابسط خدمات الهاتف النقال ، وبعد الفشل الذريع في قوة بث الشبكة الدولية، ورغم ثبوت تمرد الشركات الخاصة على الحكومة وامتناعها من تسديد مستحقات الدولة، وبعد التأخر الواضح في مسألة تسديد ما ترتب بذمة الشركات من ديون ناتجة عن فرض ضريبة المبيعات على كارتات التعبئة لسنين معروفة، بعد كل تلك المخالفات، ظهرت مؤخرا معارضة شعبية لسوء خدمة تلك الشركات، ومعارضة نيابية تجلت بمطالبة العديد من النواب بتأميم قطاع اتصالات الهاتف النقال، هذا ما نقلته صحيفة طريق الشعب بعددها الصادر يوم الثلاثاء الموافق 21 تموز 2020، حيث دعت النائبة سناء الموسوي عضو لجنة الاتصالات والاعلام الى تأميم قطاع اتصالات الهاتف النقال، وكشف النائب عضو اللجنة أعلاه لصحيفة الصباح بعددها الصادر يوم 21 تموز الجاري، ان اللجنة عازمة على تفعيل ملف الشركة الوطنية الرابعة للهاتف النقال التي يجب ان تعمل الى جانب الشركات الثلاث ، ويبدو ان سلوك الشركات كان وراء اثارة الحفيظة النيابية والشعبية لإيجاد مخارج مناسبة للوصول الى الخدمة الجيدة والأسعار المناسبة، مع الاخذ بنظر الاعتبار حقوق الدولة في استحصال الرسوم والضرائب التي يفترض ان تسدد أولا بأول وفقا للقوانين،  كما ونود الاشارة الى تراجع الأداء الحكومي ازاء تراجع تنفيذ الشركات لالتزاماتها بموجب عقود التراخيص، وان لا تدع هذا التراكم المالي العائد الى الموازنة العامة بذمة الشركات، ، كما وان عملية اعادة تجديد التراخيص بعد كل المقدمات التي وضعها الاعلام بكل وسائله امام هيئة الاتصالات والإعلام بشأن تجديد التراخيص كانت مثارا للرأي العام ، الذي كان على المسؤولين الحكوميين على عدم تجاوزه لصالح شركات لا تلتزم بالقوانين.

***********

ص11

فاطمة اليوسف أو حكاية سيدة عربية استثنائية من القرن العشرين

ابراهيم العريس

“سيداتي، سادتي، أقدم لكم السيدة فاطمة اليوسف التي عرفتموها دائماً باسم روز اليوسف، أقدمها لكم وقد ملأت أسماعكم على مدى ثلاثين عاماً، أقدمها لكم وقد أعجبتم بها كفنانة اعتلت خشبة المسرح، وصعدت سلمه في خطى ثابتة، حتى أصبحت كبيرة فنانات الشرق في العصر الذهبي للمسرح. أقدمها لكم وقد أعجبتم بها كصحافية أخرجت للعالم العربي جريدة باسمها كانت نواة النهضة الصحافية العربية وما زالت حتى اليوم، مدرسة يتخرج منها كل كاتب وصحافي ناجح، وأقدمها لكم كسياسية، درست السياسة العربية وجاهدت وقاست مع كل وطني حرّ يعمل على رفعة شأن بلاده”.

بهذه العبارات قدم الكاتب إحسان عبد القدوس في برنامج إذاعي له عام 1957 تلك السيدة التي كان وجودها حدثاً استثنائياً في الحياة الاجتماعية المصرية حينها. والحقيقة أن كثراً من الناس فوجئوا يومها بذلك التقديم، حتى وإن كان كثر منهم يعرفون أن الاسم نفسه يعني شيئاً ما في الحياة الثقافية، كما السياسة المصرية. لكن الحقيقة أنه لو أن صاحب “لا أنام” و”أنا حرة” وغيرهما من الروايات العاطفية، قدّم السيدة باسم آخر هو روز اليوسف، لكان الغموض أقل بكثير. فاسم روز اليوسف كان في ذلك الحين على كل شفة ولسان. “روز اليوسف” لم يكن سوى اسم واحدة من أشهر المجلات السياسية الأسبوعية القاهرية. بل المجلة الأشهر منذ كان إحسان عبد القدوس نفسه قد نشر فيها قبل فترة من اندلاع الثورة المصرية سلسلة مقالات تفضح صفقات الأسلحة الفاسدة التي تسببت في هزيمة الجيش المصري في فلسطين.

تفكيك الكلمات المتقاطعة

ماذا؟ هل نحن أمام تشابه أو خلط في الأسماء. وما لنا نجد إحسان عبد القدوس هنا وهناك؟ هل في الأمر مصادفة؟ على الإطلاق فروز اليوسف هو بالفعل الاسم الفني الذي اختارته لنفسها فاطمة اليوسف أم إحسان عبد القدوس نفسه، ثم أطلقته على مجلتها حين أسستها أول الأمر تحت رعاية حزب الوفد ثم في انفصال عنه بل في صراع معه، في مغامرة انتقال من الفن المسرحي إلى الصحافة والسياسة ندر أن خاضتها امرأة في الحياة العامة العربية. بالتأكيد كانت فاطمة روز اليوسف واحدة من أهم السيدات اللواتي عرفتهنّ الحياة الفنية والصحافية والسياسية في مصر خلال النصف الأول من القرن العشرين، بل لعلها الوحيدة في تاريخ العرب الحديث التي عرفت كيف تجمع الفن والسياسة والثقافة في بوتقة واحدة، مضيفة إلى ذلك كله إنجابها لواحد من أكبر وأشهر كتّاب الرواية العرب: إحسان عبدالقدوس.

من هنا إذاً كان ذلك التقديم الذي خصّها إحسان به في ذلك البرنامج الإذاعي الذي تحدثنا عنه أعلاه. والآن إذا أضفنا إلى ذلك التراكم المعلوماتي كله أن السيدة المصرية التي قدمها الكاتب على تلك الشاكلة كانت... لبنانية في الأصل لا مصرية، ستصبح المسألة جديرة بأن ننصح القراء بمحاولة العثور على كتاب مذكراتها الذي أصدرته السيدة نفسها يوماً راوية فيه سيرة حياتها المدهشة حقاً، حيث أنها تصور فيه من خلال سيرتها جزءاً أساسياً من الحياة الفنية ثم الصحافية والسياسية في مصر خلال النصف الأول من القرن العشرين. ومن خلال ذلك يكتشف القارئ حكاية حياة وصراعات وتطورات لا يمكن تصورها. ولئن كنا نعرف أن العثور على مثل هذا الكتاب ليس بالأمر السهل في أيامنا هذه، سيكون من المفيد هنا، وفي انتظار وصول الكتاب إلى القراء أن نشير إلى أنه لم يكن ثمة شيء في طفولة فاطمة اليوسف يقول إنها ستكون ذات يوم، كل هذا.

فالطفلة ذات الأصل اللبناني السوري الطرابلسي، كانت مجرد طفلة يتيمة حطت رحالها مصادفة في القاهرة عند أوائل القرن العشرين وهناك، ولسبب لن يبدو لنا واضحاً لا هو ولا ظروفه ولم يحدث أن فصّلته هي لا في كتابها ولا في تصريحاتها الصحافية، كما أن ابنها إحسان لم يفِ أبداً بوعود منه كانت تتعلق برواية حكاية بدايات أمه، لسبب غامض إذاً، أولعت المراهقة الحسناء بعالم المسرح وأضوائه الباهرة، ولا سيما حين كانت تتسلل للتفرج على مسرح يقع وسط العاصمة المصرية. وهناك، كما تقول الحكاية، اكتشفها الفنان عزيز عيد ذات يوم فدهش بمثابرتها على التسلل لمشاهدة العروض، ولم يلبث أن جعل منها ممثلة.

مراهقة في دور الجدّة

والطريف أن أول دور مثلته فاطمة، وهي في سن المراهقة، كان دور جدة في مسرحية عنوانها “عواطف الأبناء”. وكانت تلك خطوة أولى قادتها إلى احتراف التمثيل المسرحي، اولاً تحت رعاية عزيز عيد ثم تحت رعاية جورج أبيض وأمين الريحاني. أما العمل الأكبر الذي أطلق شهرتها في ذلك الحين فكان توليها بطولة أوبريت “العشرة الطيبة” التي لحنها سيد درويش ليخرجها عزيز عيد. بعد ذلك، وفي عالم يوسف وهبي، عادت فاطمة اليوسف لتعرف مزيداً من الشهرة حيث سرعان ما أصبحت بطلة فرقته “رمسيس”، وراحت ترافق الفرقة من نجاح إلى نجاح، حتى بدأ التدهور يصيب ذلك المشروع فقررت فاطمة اليوسف - وقد باتت تحمل اسمها الفني الذي ستعرف به قبل أن يخلّد كعنوان لمجلتها روز اليوسف - أن تعتزل المسرح قائلة: “إن الفنان يجب أن يترك المسرح قبل أن يتركه المسرح” واعتزلت وسافرت إلى باريس. ولقد ظلت على اعتزالها تسع سنوات، ولم تعد إلى المسرح إلا لمناسبة وطنية حين احترقت قرية “محلة زيادة” فقررت مع رفاقها القدامى أن تقدم مسرحية “غادة الكاميليا” لليلتين تبرعاً من أجل إعادة بناء القرية. والحال أن إقامتها فترة في باريس ثم أداءها في القاهرة لدور غادة الكاميليا قد جعلا الجمهور والصحافة في ذلك الحين يطلقان عليها لقب “سارة برنار الشرق” بالنظر إلى أن الفنانة الفرنسية الشهيرة كانت قد عُرفت بالدور نفسه.

وعي وطني من المسرح إلى الصحافة

ولقد أيقظها حريق تلك القرية ومساهمتها الفنية في إعادة إعمارها على الواقع الاجتماعي والسياسي في مصر، فإذا بها في تلك الفترة بالذات تقرر إصدار تلك المجلة التي فاجأت الجميع بأن أعطتها اسم شهرتها “روز اليوسف”، عنواناً لها وأعلنت لرفاقها، وفي مقدمهم محمد التابعي أنها مستعدة لبيع كل ما عندها من أجل تدبير مبلغ الإثني عشر جنيهاً التي يتكلفها إصدار مجلة في 3000 نسخة. وهكذا كان وصدرت “روز اليوسف” التي اتجهت منذ البداية لتأييد حزب الوفد، غير أن تأييدها للوفد كان محدوداً وناقداً، وهكذا سرعان ما وجدت السيدة نفسها تخوض أعنف المعارك ضد ورثة سعد زغلول في ذلك الحزب، لا سيما منهم مصطفى النحاس ومكرم عبيد. وهنا انفتحت معركة الوفد ضد روز اليوسف، لكن السيدة لم تكن وحدها، إذ وقف إلى جانبها عباس محمود العقاد ومحمود عزمي اللذان راحا يكتبان المقالات العنيفة ضد الوفد وحكومته، فما كان من الوفد إلا أن جمع أنصاره وهاجم مبنى المجلة حيث راح المتظاهرون يقذفون المبنى بالحجارة، فما كان من فاطمة اليوسف إلا أن جابهت الجمهور شارحة وجهة نظرها في أسلوب ممارسة مصطفى النحاس للحكم.

صراع ضدّ الجميع

ولكن لئن كانت السيدة قد انتصرت في تلك اللحظة، فسرعان ما خسرت على المدى الأبعد، حيث أدت مقاطعة الوفد والحكومة لها إلى خسائر مالية ضخمة أوردتها مورد الإفلاس فأودعت السجن، لكنها خرجت منه أكثر تصميماً وراحت تخوض معركتها الصحافية والسياسية، ضد الوفد والإنجليز والقصر وصارت “روز اليوسف” مدرسة في الوطنية وكتب فيها معظم الصحافيين الكبار، وراحت تكشف الفضائح (مثل فضيحة الأسلحة الفاسدة التي أشرنا إليها والتي يقال إن مقالات عبد القدوس فيها هي التي أطلقت شرارة ثورة 1952) وبقيت السيدة تشاكس، وظلت المجلة قائمة تحمل اسم مؤسستها بعد رحيل فاطمة اليوسف في أبريل (نيسان) 1957 وبعد رحيل الوفد نفسه وزعاماته.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“اندبندنت عربية” 11 آب 2020

**********

ص12

رأسمالية لبنان الفاسدة وراء انفجار بيروت

عمر حسن

دمر انفجار مرفأ بيروت المدينة، متسببا في مقتل أكثر من 130 شخص وإصابة آلاف آخرين. إنها مأساة كبرى؛ ضربة قاصمة لسكان يعانون بالفعل من أزمات اقتصادية وسياسية وصحية. يلقى اللوم على الفساد وعدم الكفاءة، لكن الحقيقة أفظع من ذلك. إن الأحداث اللبنانية لهي اتهام آخر يسدَّد للنظام الرأسمالي الهمجي، الذي لا يستطيع تلبية حتى أبسط الاحتياجات الأساسية للشعب الواقع في براثن هذا النظام.

تتمثل القضية الأوضح في الإهمال الإجرامي لسلطات الموانئ، التي سمحت بتخزين هذه الأطنان من المتفجرات في مستودع في قلب العاصمة اللبنانية لأكثر من ستة أعوام. لا يمكن اعتبار ذلك خطأً بسيطًا أو تفصيلًا غفلت عنه أذهان مديري المرفأ الذي يدرّ عائدا وفيرا. توصل تحقيق أجرته شبكة الجزيرة إلى أن هناك على الأقل ست رسائل بُعثت من قبل مسؤولي الجمارك إلى السلطات القضائية لطلب الحسم السريع في الأمر، ولم تتلق أي منها ردا. إنها ليست مجرد مسألة تتعلق بالقضاة الفاسدين، بل أن اللائمة على الطبقة السياسية بأكملها لتأسيسها ثقافة أصبح التربح والرشوة والترقي الشخصي فيها هو العرف السائد.

وسط المأساة سوف ترتفع معدلات البطالة، المرتفعة في الأصل بسبب الاضطرابات الاقتصادية الأخيرة، مرة أخرى، لأن العديد من الشركات الصغيرة ليس لديها ما يكفي من الأموال أو قاعدة العملاء التي تمكنها من إعادة الفتح مجددا. قدَّر البنك الدولي في نيسان الماضي أن 45% من السكان يعيشون في فقر. وما يزيد الطينة بلة أن هذه الأزمة ستتسبب في إفقار مئات الآلاف غيرهم. الأقل إلحاحا، لكنه ذو أهمية بالنسبة لليسار، هو أن بعض المناطق المدمرة كانت موطنًا لثقافة شبابية حية؛ يسارية في مضمونها. من يدري إذا كانت ضواحٍ مثل الجميزة ومار مخايل يمكن أن تُبعث من جديد كساحات منتعشة للنشطاء.

غضب اجتماعي

شهد لبنان عددا من الحركات الاحتجاجية الكبرى في السنوات الأخيرة، تنامت كل منها على نحو واسع واكتسبت قدرا كبيرا من الشعبية. منذ حملة “طلعت ريحتكم” في 2015 و2016 ضد سوء إدارة الشركات في التخلص من النفايات في بيروت، إلى “ثورة تشرين الأول”، التي أشعلها إعلان الحكومة ضريبة بقيمة 6 دولارات شهريا على المكالمات الصوتية على تطبيقات مثل واتساب، أظهر النشطاء استعدادا لتحدي كامل النخبة السياسية والاقتصادية.

بسبب هذا التاريخ الحديث، فإن البلاد مستعدة للرد على هذه الفظائع. ولم يكن النشطاء بحاجة إلى الكثير من التحفيز، وعلى الشبكات الاجتماعية أعادوا إحياء الهاشتاغات المتعلقة بالثورة، إضافة إلى آخر جديد وهو #علقوا_المشانق. واحتوت تغريدة على منصة تويتر صورة لكل القادة السياسيين البارزين مصحوبة بتعليق يقول: “أوقفوا الصلوات، أنتم تعرفون ما يتعين فعله”، وتغريدة أخرى تضمنت صورة لشرفة في بيروت وفيها لافتة مرسومة بخط اليد لمشنقة. وإحدى التغريدات الأوسع انتشارا كانت عبارة عن قائمةٍ بالمليارديرات اللبنانيين مصحوبة بتعليق: “قبل أن نطلب من كايلي أن تفتح محفظتها، اطلبوا منهم أن يفرغوا محافظهم” (والإشارة هنا إلى كايلي جينر، سيدة الأعمال الأمريكية الشهيرة التي دعت متابعيها على الشبكات الاجتماعية للتبرع). مع انحسار الصدمة الأولية، من المرجح أن يعبر هذا الغضب عن نفسه في الشوارع. وفي مواجهة الاحتجاجات المتوقعة، أعلنت الحكومة غير الشعبية حالة الطوارئ لمدة أسبوعين، ومنحت سلطة استثنائية للجيش. من غير المرجح أن تنجح هذه الخطوة الاستبدادية في سحق الغضب الشعبي.   النخبة السياسية والاقتصادية مسؤولة عن الوضع الذليل للمجتمع والاقتصاد اللبنانيين. لقد جعلت عقود من الخصخصة وتقليص الخدمات والرعاية الاجتماعية الفقراء عرضة لأدنى صدمة اقتصادية. ولا تزال معظم المنازل تحصل على كهرباء باهظة الثمن وعليهم شراء المياه المعلبة. ولمساعدة المضاربين الماليين في القلب من الرأسمالية اللبنانية، قامت السلطات بتضخيم الليرة اللبنانية بشكل مصطنع من خلال ربطها بالدولار الأمريكي. لكن هذا النظام انهار في الشهور الأخيرة، ما أدى إلى معدل تضخم بلغ أكثر من 400%. والتدهور الشديد في القوة الشرائية للعملة قصم ظهر معظم السكان.

ترفض البنوك اللبنانية الآن السماح لعملائها بسحب الدولارات الأمريكية من حساباتهم، في إصرار على أن يسحبوا الليرة المنهارة بالفعل. إلا أن البنوك مستمرة في التداول باستخدام معدل سعر الصرف الرسمي، ما يعني أنها تستطيع تحميل عملائها كافة تكاليف التضخم، وهم بهذه الطريقة يحاصرون الملايين من العمال والفقراء، بينما يسمح للأغنياء بنقل ثرواتهم إلى الخارج.

نخب رأسمالية فاسدة

كانت بيروت توصف عادة بـ”باريس الشرق الأوسط”. واليوم هي مدينة رمادية كئيبة تعاني من الكثير من الفقر، والكثير من السيارات، والضجيج المزعج، والانحسار الشديد للمساحات الخضراء. تفتقر الشوارع إلى قواعد المرور وممرات المشاة، ما يدفع المشاة إلى الالتفاف حول حطام البنايات وتلال القمامة والسيارات المتخبطة في الشوارع الضيقة. وفي القلب السياسي والاقتصادي للبنان، يعيش حوالي 2.5 مليون شخص، أي أكثر من ثلث السكان، على هذا النحو. اعتادت المدينة على العنف والتفجيرات، وقد نجت من إحدى أسوأ حروب الشرق الأوسط في السبعينيات والثمانينيات، حين سحقت العصابات الطائفية وحلفاؤها حركة جذرية حية من أسفل دشنها الطلاب والعمال. ورغم استمرار المعارك والمذابح لأعوام، فقد جردت من أي مضمون اجتماعي، وغدت طقوسا غير سياسية وعدمية لأمراء الحرب المليونيرات بهدف وحيد هو الدفاع عن سلطتهم وتوسيع نطاقها.

كثيرا ما يلقى اللوم في مشكلات لبنان على “الفساد” و”انعدام الكفاءة”. وبينما هناك بالفعل جزء من الحقيقة في هذه الاتهامات، تنشأ هذه المشكلات بالأساس من آليات عمل مجتمع قائم على الربح من أجل الأقلية على حساب أغلبية السكان. صارت صحف يمينية، مثل فاينانشال تايمز البريطانية، تذرف دموع التماسيح على أهل بيروت، ومن ثم توصي بالمزيد من الرأسمالية التكنوقراطية كحل لهذه المشكلات. الحقيقة هي أن الرأسمالية لا يمكن أن توجد دون فساد وعدم كفاءة وقتل. النظام بأكمله هو من ينبغي توجيه الاتهام له، من الرأسماليين اللبنانيين الذين يديرونه، إلى الرأسماليين العالميين الذين يقدمون له النصيحة والتوجيه.

الاستجابة العادلة الوحيدة على هذه الجريمة الجديدة بحق مدينة بيروت وشعبها الذي طالت معاناته هو تحطيم هذا النظام الذي يفرز كل هذا البؤس. لقد أثبت عمال وطلاب وفقراء لبنان في الفترات الأخيرة أنهم قادرون على هزّ ركائز النظام. والآن حان الوقت لإتمام هذه المهمة.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

وقع “الاشتراكي” 8 آب 2020

**********

اقتنصوا الفرصة.. 75% من أغنياء العالم زادت ثرواتهم بسبب كورونا

متابعة «طريق الشعب»

أفرزت جائحة كورونا - رغم تداعياتها السلبية على الأوضاع المعيشية للكثيرين- فرصاً اقتصادية للأثرياء، حيث سجل 75% من أغنياء العالم زيادة في ثرواتهم.

وحقق أكثر من 600 ملياردير أميركي أرباحا تقدر بـ 580 مليار دولار، خلال ثلاثة أشهر فقط من الجائحة.

والملاحظ أن الأشخاص الأربعة الأكثر ثراء في العالم زادت أرباحهم بمقدار 184 مليار دولار، منذ بداية الإغلاق.

• «جيف بيزوس» مؤسس «أمازون» أغنى أثرياء العالم

ارتفعت ثروته بمقدار 77 مليار دولار لتصل إلى 190 مليارا نهاية تموز، وكسب 13 مليارا في يوم واحد إثر ارتفاع أسهم شركته بفضل انتعاش التسوق الإلكتروني.

• «إيلون ماسك» الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا»

زادت ثروته بـ 50 مليار دولار خلال الجائحة، وقد ارتفعت إلى 75 مليارا

• «مارك زوكربيرغ» مؤسس «فيسبوك»

حقق مكاسب قدرها 45 مليار دولار، حيث لامست ثروته مستوى 100 مليار بداية آب.

• «بيل غيتس» مؤسس «مايكروسوفت»

بلغت مكاسبه 20 مليار دولار منذ آذار، وارتفعت ثروته إلى 119 مليارا.

على النقيض، هناك أثرياء آخرون تكبدوا خسائر منهم من ترتبط استثماراتهم بقطاعات السياحة والطيران والتجزئة، فأكبر عشر شركات طيران مرتبطة بالأثرياء فقدت نحو 14 مليار دولار بسبب الأزمة.

كيف نجح معظم الأغنياء في تعظيم ثرواتهم؟

يبدو أن لهؤلاء الخبرة في اقتناص فرص الأزمات، فبحسب «مورغان ستانلي» ارتفع عدد المليارديرات في العالم بنسبة 80% بين عامي 2009 و2014، ليرتفع عددهم من نحو ألف إلى 1800 ملياردير، رغم ظروف الأزمة المالية وقتها، بالإضافة إلى استثمارهم في قطاعات التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي، وهي مجالات تعززت في ظل الإغلاق والتباعد.

 ـــــــــــــــــــــــــ

«الجزيرة» 10 آب 2020

***********

ص13

نحن في بيروت .. لسنا بخير طمنونا عنكم!

ما زالت عقارب الساعة تقف عند السادسة وتسع دقائق.. ما زالت الصدمة والغصة والاختناق.. ومازال الغضب يعصف مع صرخات ودموع أمهات الشهداء وأهاليهم .. مازال هناك من تنتظر عودة ابنها أو ابنتها أو زوجها أو شقيقها من تحت الركام.. لا شيء يقدم العزاء، لا شيء يعوض.. فليكن الحساب.

الانهيار والانفجار-الجريمة، والقمع والارتهان، وصراعات المنظومة الحاكمة نفسها فوق جثث اللبنانيين لن تهزم بيروت ولبنان وشعبه.

اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، لا حلّ إلا بمشروع بديل وسلطة سياسية بديلة تبدأ بحكومة انتقالية ذات صلاحيات استثنائية من خارج المنظومة، وإلا فان كلّ المسارات المطروحة لن تؤدي إلّا إلى الخراب المستطير.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

موقع “الحزب الشيوعي اللبناني” 11 آب 2020

**********

الغارديان: مطالبات بتغيير دائم في لبنان بعد انفجار بيروت

متابعة «طريق الشعب»

غضب اللبنانيين وحزنهم إزاء الانفجار الضخم الذي أدى لخسائر جسيمة في بيروت ما زال محل اهتمام مختلف وسائل الاعلام، حيث ركزت، من بين أمور أخرى، على تناول التبعات السياسية للانفجار.

في صحيفة الغارديان (11 آب) نقرأ تقريرا لبيثان مكيرنان من بيروت بعنوان «فساد مزمن وحيل قذرة.. أهل بيروت يطالبون بتغيير دائم». تقول الكاتبة إنه في أعقاب إعلان رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب أن حكومته ستستقيل، بقيت البلاد تتساءل عما إذا كان الانفجار الذي أحدث دمارا كبيرا في بيروت قويا بما يكفي لاقتلاع النظام السياسي اللبناني. وقال دياب في خطاب متلفز مساء الاثنين بعد أن استقال أكثر من ثلث الوزراء من مناصبهم، مما أجبره على فعل الشيء نفسه، إن فساد الطبقة الحاكمة الراسخة في البلاد «خلق هذه المأساة» لكنه تجنب تحمل المسؤولية الشخصية.

وتقول الكاتبة إن كلماته لم تفعل سوى القليل لتهدئة غضب المتظاهرين، فبعد ساعات، اندلعت ليلة جديدة من الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن بالقرب من مبنى البرلمان، حيث استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع ورشق المتظاهرون الحجارة والمفرقعات.

وترى الكاتبة أنه بعد أسبوع من الانفجار الناجم عن أطنان من نترات الأمونيوم غير الآمنة والمخزنة بشكل غير قانوني، والتي أودت بحياة أكثر من 200 شخص، وخلفت 6000 جريحا وما يصل إلى 300000 بلا مأوى، يتحول الانتباه إلى ما قد يحمله المستقبل سياسيا.

وتقول الكاتبة إن لبنان يعاني بالفعل من أزمة اقتصادية منذ سنوات، وبدأت قيمة الليرة اللبنانية في الانهيار العام الماضي، مما أثار احتجاجات على مستوى البلاد. كما أدت إجراءات فيروس كورونا إلى تفاقم المشكلات القائمة، حيث أغرقت نصف سكان البلاد تحت خط الفقر. وتقدر الأضرار الناجمة عن الانفجار الآن بنحو 15 مليار دولار.

وترى أن المستقبل السياسي في لبنان يحمل الكثير من الغموض، ولكن السيناريو الذي يأمل الكثيرون فيه هو تشكيل ما يسمى بحكومة وحدة وطنية تضم ممثلين عن جميع الأحزاب السياسية الرئيسية في البلاد.

وترى الكاتبة أنه من أجل تغيير حقيقي، تحتاج البلاد إلى حكومة مستقلة تماما ذات سلطات تشريعية. وتستشهد برأي مهند حاج، الباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط، الذي قال: «في ظل النظام البرلماني الحالي، هذا غير ممكن، لكن قانون الانتخابات اللبناني يمكن أن يخضع لمراجعة شاملة من قبل حكومة الوحدة الوطنية».

وأضاف الباحث قائلا «لا يزال لدى المرشحين الحاليين لـ (حكومة وحدة وطنية) مشكلة شرعية، لكن الانفجار، كما آمل، هز أكثر من العاصمة فقط، لقد أرسل موجات صدمة عبر الطيف السياسي أيضا.

**********

بين «عنبر» بيروت المتفجر و «عنبر»

تشيخوف للمرضى النفسيين

عبده وازن     

بعدما انفجر العنبر الرقم 12 في مرفأ بيروت وأحدث خراباً  كارثياً هائلاً  في المدينة وأوقع عدداً كبيراً من القتلى والجرحى، تذكرت القصة الطويلة “العنبر الرقم 6” التي كتبها الأديب الروسي الكبير أنطون تشيخوف في نهاية القرن التاسع عشر وعرفت رواجاً روسياً وعالمياً وترجمت إلى لغات شتى وتسابق المخرجون المسرحيون والسينمائيون، إلى تقديمها في عروض وأفلام لقيت نجاحاً شعبياً واسعاً. وإذا كان “عنبر” تشيخوف أشبه بقاعة تضم 25 مريضاً نفسياً أو “مجنوناً” كما يقال، داخل مستشفى كبير يشهد حالاً من الفوضى والقذارة والفساد، فـ”العنبر” اللبناني كان يحوي حجماً هائلاً من مادة نيترات الأمنيوم المتفجرة، بحسب ما أعلنت المراجع الأمنية، أو كمية كبيرة من الصورايخ والمتفجرات، بحسب رواية أخرى غير رسمية، أما المستشفى فيمكن تأويله رمزياً ليكون لبنان نفسه، البلد الغارق في الفساد والفلتان والفوضى والمهدد بالسقوط عن حافة الهاوية التي يقوم على شفيرها. ولعل تشيخوف قصد بالمستشفى في قصته البديعة بلاده روسيا التي كانت حينذاك في عهده، تعاني حالاً من الفوضى وسوء الحكم والسرقة وفيها ينعم “الأوغاد” بحياتهم الفاسدة بينما “الشرفاء” يُهمشون ويُسجنون ويُعذبون. في هذا المستشفى – الوطن (في صيغتيه الروسية واللبنانية) يسرق المسؤولون الأموال ويصادرون خبز المرضى وأدويتهم ويرمونهم في عنبر مهمل وقذر، يقوم على حراسته عسكري متقاعد يدعى “نيكيتا”، قاس وشرسٍ، لا يتوانى عن ضرب المرضى وتعذيبهم لا سيما عندما تنتابهم نوبات اضطراب أو حين يثورون ضد الظلم. كان تشيخوف حين كتابته هذه القصة يعيش في واقع نفسي مرير، خائباً ويائساً من تحقيق أحلامه الداعية إلى الإصلاح والتغيير، بعدما عمّ الفساد وشمل الدولة والحكام الجاهلين (يسميهم الطغمة الجاهلة) دافعاً البلاد إلى الانهيار.

العنبر الغامض

غير أن العنبر اللبناني الرقم 12 كان أشد عنفاً ورهبة وهولاً من عنبر تشيخوف. “عنبر” بيروت انفجر أو فُجّر ودمر ما دمر جاعلاً من بيروت أرض خراب. ولعل طابعه الغامض “الإشكالي” جعله عنبراً قدرياً وكأنه سقط من الفضاء مثل حمم سادوم وعامورة في التوراة، وغايته تدمير بيروت وقتل أهلها وتشريدهم. لا أحد يعلم كيف وصل عنبر الموت هذا إلى المرفأ، إلى مدخل بيروت أو بوابتها التاريخية. لا الدولة بأجهزتها الساهرة على أمن المواطنين تعلم، ولا المراجع الأمنية والإدارية في المرفأ، ولا الرؤساء الثلاثة بحسب الميثاق اللبناني (رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس المجلس النيابي)، ولا رؤساء الأحزاب والكتل، ولا حتى حزب الله صاحب “الدويلة” الأقوى من الدولة... لا أحد منهم يعلم. كلهم  أصبحوا براء من هذا الصندوق الفضائي .

إننا نعيش فعلاً في مستشفى يشبه مستشفى تشيخوف. لكن المرضى ليسوا في “عنبر” أو جناح، بل هم في كل مكان، يحتلون المراتب والمراكز، يعتلون المنابر، يخطبون ويهددون ويوجهون التهم ويرفعون شارات النصر. يطلون علانية أو يقبعون في الكواليس، مصابين بـ”عقدة” العظمة وداء البارانويا والانفصام. في النهار يضعون أقنعة ليخلعوها في الليل ويضعوا سواها.

رمز المستشفى

إننا نعيش في مستشفى  كان ينقصها هذا العنبر الرقم 12 لتبلغ حالها أوج الجنون والهذيان والدم والخراب. خلال الحرب الأهلية أنجز زياد الرحباني مسرحية “فيلم أميركي طويل” وشاء المكان عبارة عن مستشفى للأمراض النفسية، وجعل المرضى يعانون معظم أمراض الشعب اللبناني لا سيما الطائفية والمذهبية والانتماءالمنفصم... كان مستشفى زياد حينذاك وقفاً على “مرضى” الحرب الأهلية، ولو كان له أن يعيدها اليوم لوسّع صالتها لتتسع للمرضى الجدد الذي ظهروا بعد اتفاق الطائف...

تذكّرت “عنبر” تشيخوف الرقم 6، عندما انفجر عنبر بيروت الرقم 12. بين هذين الرقمين 6 أرقام ضائعة، توازي أرقام ورقة اللوتو التي يقبل اللبنانيون على شرائها، عسى الحظ يبتسم لهم.

كنا قبل أعوام وما زلنا، نتحدث عن”العنبر” اللبناني العظيم والعريق الذي يخرج من جذوع الشجر في غاباتنا وفي قلبه حشرات طالما استخدمها علماء لبنانيون وعالميون  بغية دراسة الحشرات القديمة وتكوينها. الآن نسينا تماماً عنبر أشجارنا وبتنا نتحدث بحزن وأسى شديدين عن العنبر الرقم 12 الذي دمر بيروت ونشر السموم في هوائها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

موقع “مؤسسة العويس” 9 آب 2020 (مقتطفات)

**********

ص14

فضاء شعبي

سعيد عقل

توقيع في الشعر الشعبي اللبناني

ريسان الخزعلي

عندما صدرت مجلة (شعر) اللبنانية بإدارة الشاعرين يوسف الخال وأدونيس في الخمسينيات، وهي مجلة تهتم بالشعر الحديث وتحولاته، عربيا ً وعالميا ً . ونظرا ً لما عُرف َ عن أدونيس من اهتمام بالشعر الشعبي اللبناني، وفيروز والرحابنة – حيث يعتبرهما أهم انجاز شعري / صوتي في العصر الحديث، فقد نشر َ في العدد الأول من المجلة قصيدة للشاعر المعروف سعيد عقل بعنوان (كزبي) ..، وكزبي في اللهجة اللبنانية تعني (كذّابه). ويبدو أن أدونيس أراد تأكيد أهمية (عقل) في الشعر الشعبي اللبناني وهو الشاعرالبارز في الشعر الفصيح.

ولد الشاعر عام 1912 وتوفي عام 2014 ، أيّ أنه عاش أكثر من قرن ، وربما كان أطول الشعراء المعاصرين عمرا ً . و(عقل) من المدافعين بقوّة عن اللهجة الشعبية اللبنانية وكذلك القومية اللبنانية، وقد صاغ أبجدية لبنانية خاصة تتكون من 36 حرفاً. كان الشاعر يسعى لأن يكون رئيسا ً للجمهورية اللبنانية، إلّا أن َّ هذا المسعى لم يُكتب له النجاح، وكان يتمتع بصلات طيبة مع الحزب الشيوعي، ومن ابرز أصدقائه: خالد بكداش، فرج الله الحلو، نقولا الشاوي . ومع ذلك أُخذ عليه موقفه من القضية الفلسطينية وغزو بيروت.

من أعماله الشعرية، الفصحى والشعبية، والمسرحية: بنت يفتاح، المجدلية، رندلي، كتاب الورد، خماسيات، يارا، قدموس. كتب الأغاني الشعبية، وغنّى له العديد من المطربين اللبنانيين ، كما غنّت فيروز الكثير من أشعاره الفصحى والشعبية : مشوار ، سائليني ياشام ، القدس ، غنّيت مكةوغيرها .

يمتاز شعره الشعبي بالوضوح والتركيز وتنوّع الأشكال الفنية والإرتباط بالحياة الاجتماعية اللبنانية . ومن قصائده التي تؤكد هذا الانطباع ، قصيدة ( يارا ) ....:

يارا ، يارا الجدايلها شُقر ، الفيهن بيتمرجح عُمر ، وكل نجمه تبوح بسرارا

يارا ، الحلوي ، الغفي عازندها خيّا الزغير. وضلّت تغنّي والدني حدّا تطير ، والرياح تدوزن اوتارا .

يارا ، الحلوي الحلواييي تعبو زنودها ، ونتفي واصفرو خدودها ، وبإيدها نعست الاسوارا.

ولمّن اجت يارا تحط خيّا بالسرير، تصلّي: ياالله صيّرو خيي كبير. وللسما ديها، هاك الدين الحرير. انلمّت الشمس وعبّت زوارا ...يارا.

***********

متوردا بالأمل واليقين من صواب مسيرته

علي الشباني ، شاعرًا مخلصاً لأفكاره رغم الانكسارات

ثامر الحاج امين

عندما تستعرض تاريخ تجربة ابداعية ، وتكتشف قدرتها على التواصل بالعطاء المميز في ظروف مختلفة وثباتها على ذات الخطى والمواقف التي انطلقت منها ونسجت خيمتها الإبداعية ، فهذا مؤشر على أصالة هذه التجربة ، وصلابة الأسس التي تقف عليها وتديم حضورها في المشهد الإبداعي ، فمنذ مطلع السبعينيات وأنا قريب من تجربة الشاعر “ علي الشباني” ومتابع لعطاءها ودورها الريادي في حركة الشعر الشعبي العراقي ، فقد وجدت فيها مشروعاً مخلصاً للنهوض بالقصيدة الشعبية الى المستوى الذي يليق بها كرافد من نهر الثقافة العراقية . وهذا ما يؤكده ديوانه “ هذا التراب المر .. حبيبي “ الصادر عن دار الرواد والذي قدم له القاص “سلام إبراهيم “ حيث تلمس عبر أكثر من عشرين قصيدة ضمها الديوان أصالة هذا الصوت الشعري الذي شكلّ مع أسماء قليلة مدرسة شعرية كانت اٍمتداد لتجربة النواب الكبير. فهي قصائد مشغولة بهموم الإنسان ومنحازة إليه في صراعه ضد مستغليه، مؤكدة ذلك من خلال التحريض على مواجهة القوى التي تحاول النيل من حريته وكرامته:

ياماي الجبل يمته تفيض الهور

ياهور الشعب، يمته الگصب يزعل

وعن لجوء “ الشباني “ في الكثير من اشعاره الى توظيف رموز المثيلوجيا الشعبية والى رموز شيعية اخرى مثل” الحسين” و”صاحب الزمان” الذي اتخذ منهما رمزان للثورة والخلاص فان استخدام هذه الرموز جاء للتورية ، ووسيلة للتخلص من رقابة السلطة ،فهي لم ترتبط بواقعة او بحكاية محددة انما هي تعبير عن هم فردي ، ولاأتفق مع ماجاء في المقدمة من انه لجأ اليها بسبب ( اليأس من اليسار الضعيف الفعالية ) ، ذلك ان جل قصائده التي وظف فيها هذه الرموز قد كتبها في مرحلة مبكرة من نضوجه السياسي والفكري والشعري ، وهو ما تؤكده قصائده المبكرة .

لقد ظل “الشباني “ رغم الانكسارات، شاعرًا مخلصاً لأفكاره، متوردا بالأمل واليقين من صواب مسيرته وقناعاته، يجسد ذلك بوضوح في منلوج تحكيه قصيدة (هموم عراقية):

يلتعب بيك البحر .. مامش جرف لليل

يلمشت كل المنايا لصوبك المهيوب

وكيف له ان يشطب على تاريخه وتجربته النضالية المريرة، المطرزة بالصمود والاٍباء والعذابات ويتركها لنهش الشامتين، وهو كثير ما تغنى بها (يلممشاك كل خطوة مسارات ... وصبر ليل انترس بيبان)، فها هو في قصيدة (قهر) يؤكد اعتزازه وهديه بنور ذلك السِفرْ الطويل:

ظل ضاوي

ظل ضاوي يعمري بكثر ما يضويك ذاك الراي

***********

اربع قصايد

كامل الركابي

ورد صبّار

طير ايلوذ من الخوف

وسط الشوك

بالصبّار

روحه الخضره

تتشهى

غابه من الثلج

يجري

بمدامعها نبع حار

يسگي بكطره

تتخيل نفسها

السيل

ورد

مايشبه الوردات

المنعسات

ولايشبه ورد هيل

يلسهران

وانت الرمل بعيونك

هم شايف

ورد صبّار بالليل ؟

مشوار

مرّن الفصلين

والقادم خريف

واحنه

نمشي

نمشي

كل واحد رصيف !

السفر

بالحلم

هم ماوصلنا

والحلم من طبعه

يختصر المسافه

واحنه صار سنين

نمشي

نمشي

بدروب الخرافه !

مفارقة

عثر حظك

ع الزمرّد

والعقيق

ولفح وجهي

تراب ريح

ومنجنيق

واحنه بالخطوه

 ابتدينه

اثنين

نمشي

نمشي

من نفس الطريق !

***************

مطر

سامي عبد المنعم

مر بيه بستانك ..

مثل طيف الحلم

واختلط عطرك ويه القداح

وابهيده مشه ابدمي قصيده

مثل زخات المطر ..

سالت ابروحي.. ابهيده  هيده

وچلچلت تینه علیه ..

وداخ بیه النهد..

من گطرت بشفافك عشگ

انه ودي انطير بجناحين.. بس

خاف الدفو ياخذنه غفله ونحترگ

وخاف اتیه ابلون خدک

وخاف تسحرني الرموش.. واعتلگ

ردت اجيسك...

جست حبات النده..

الذايب  ويه النعناع..

وبهيده ذبت

مثل فراشه..

طرت من بين اديه..  وفرفرت

وچن گمر بلور..فز بیه وشبگته

وبالضوه النعسان بستانك سبح

ودارت ابروحي الحديقة الوان ..

وافتريت وي قوس القزح

وتالي ...

تالي شفت النوم بعيونك حزين

والتهينه ..

وردت اصيحك ...

خفت شجرة لوز تتصنط حچینه ..

ويجفل ابروحي الحنين

ابگلبي قيثارة عشگ ..

تعزف مطر طول السنين

وسچه.. لا ريل اليمرها .. ولا سفر

بللتني ابلا رعيده.. ولا مطر

ونمت بعيوني محطات وسهر

راح اصليلك.. وارد اردود

بلكي اتخضر ابعمري نهر

**********

ص15

تحت

قوى الطرد

فوزي السعد

أبنَك يا أرضُ

لقد مسّ الضرُّ 

ثوابته

ومضى يعمه

في التيه

فكفّي عن دورانك

يا كرةً من وجعٍ

وانبسطي تحت خطاه

كيف يسير وانتِ

تدورين به ؟

وهو يدور على

نفسهِ في غير هدى

كأعمى في الليل

يسير

وقد فقد الأعمى

في الدرب عصاه

زمجرت الدنيا

في أُذنيه

بأشداق زوابعَ

من سيعيد إليه توازنه ؟

قبل وقوعه تحت

قوى الطرد

ويُصبح جرماً منفلتاً

ليس يحدّ خطاياه

مدى

لا مقياسٌ يُحصي

درجات

أساه

*********

تشكيل

صادق جعفر مقاصد التعبير عبر ايقونة الواقع

د. جواد الزيدي

في معرضه المقام على قاعة هيل وزعفران في المنصور كمحاولة لكسر افق التلقي ، حين يذهب الفنان الى الجمهور ويستدرجه الى خطابه الفني ، قدم الفنان صادق جعفر تجربته الجديدة ، بوصفها تكريسا للمحاولات السابقة على مستوى التناول للواقعة الشعبيه وتقديمها كخطاب جمالي لا تنفصل فيه الوقائع الحية عن رؤيتها الفنية أو تمثيلها جماليا ، ولكنه في الوقت نفسه حاول تقديم الاثارة التقنية باستثماره الأبيض والأسود والملون ، الكولاج والرسم ، الحاضر والمستقبل كثنائيات بنائية يستند اليها العمل الفني في الوصول الى المقاصد المضمونية المطلوبة ، كما أنه ينسجم من الرؤية الحالمة من خلال الاستئثار بمفردات أو تكوينات دالة على هذا المعنى ، ممعنا في الأداء الأكاديمي لاعتقاده بأهمية هذا الاسلوب في هذه اللحظة الزمنية ضمن مشروعه التواصلي ، لكي يخلق من ايقونات الواقع وعلاقاته نظرية للاتصال تتعمد استخدام الجسد الانساني أو اجزاء منه هي الأكثر تعبيرا في لغة الايماءة والنظم العلاماتية للعبور الى ضفة التلقي ، أو المقاربة الواقعية بين الجسد والموجودات المحببة اليه والتي تشكل وحدة موضوعية  مع الأهداف الرئيسية للتعبير عن الفكرة ، تلك المفردات والموجودات التي تقصد تشريحها بشكل يقارب الفوتوغرافية لكي يقترب من الصدق التصويري ومن ثم صدق المعنى الكامن بداخله ، فضلا عن أهمية الرسم الواقعي وانصهار كل الأهداف التعبيرية فيه ومن خلاله يمكن رصد الجمال الكامن في اللامرئي منه.

وعندما يعمد في هذه التجربته الجديدة الذهاب الى قصدية التصوير الواقعي للأشياء والموجودات ، فأنه ينطلق من مقدمات ترفدها محاولات سابقة تقيم وزنا للمنحى التشخيصي وتغور بعيدا في اظهار عمق الواقع . لكن ما تقصده الآن هو السعي الى التضايف الاسلوبي الذي يركن فيه الى الجمع بين تقنيات المذاهب والاتجاهات ، بما يغني الدلالة ويعدد معناها فيما بعد . ومن خلال هذا ينتخب تقانة الظل والضوء في آلية التعبير عن موضوعاته التي تجتمع في لوحة واحدة في ضوء ثنائية (الحضور والغياب) ، حيث يؤدي غياب التجربة الماضية الى حضور المستقبل بتداعياته وفعله من خلال الايماءة والنظرة التأملية التي يختزلها بأسى العين والنظر الى الأشياء أو المستقبل المجهول واجتلاب ذلك الماضي الى حاضره الراهن ، متخذا من وجه المرأة وعيونها وهي تنظر من ثقب الباب العتيق الى الأشياء عنوانا للتعبيرية في مجموعة أعماله ، مقرونا بالحمامات الغافية على أسيجة السور المهجور التي تعيد الى الذاكرة فكرة الأمان المفقودة في ظل تداخل الظروف الموضوعية القائمة على ذلك الفقدان ، ولذا فأن استدعاء تلك الصورة الآمنة استدعاء للرغبات الداخلية والأماني الضائعة التي يرجوها الفنان لنفسه ولمتلقي خطابه الجمالي .

أما المرأة العجوز(الجدة) التي رسمها بالأسود وبتشخيصية عالية الدقة وهي تحتضن الحفيدة ذات الظفائر والملابس الملونة بغياب الأم التي تشير الى الحاضر الراهن ، انما أراد بها أن يجسد صورة لعناق الأجيال في اللوحة الواحدة وتضايف الأزمنة في فضاء لوحته ( الماضي / الحاضر / المستقبل) متجاوزا الحاضر كونه معتما لا يمكن التعويل عليه ، وتم التركيز علىى صورة الفتاة التي تمثل المستقبل الذي يؤسس جدلا لتعالق الأزمنة المتعاقبة ورهانها التأريخي المتحول، أو محاولاته لرسم صورة الفتاة بتطلعاتها الى المستقبل وهي تحلم باكتمال ثنائية الوجود (الرجل) أو فتى الأحلام التي تتصير في الجزء الآخر من اللوحة الى أزاهير وأوراد وفراشات ملونة تعبر حدود الحلم وفضاءات الانتظار المرة وتأملاتها وهي تتجه صوب حبل الغسيل وقد تركت بعض الأردية أثرها عليه وبعض الماسكات التي تقبض ببعضه الآخر كجزء من مبدأ اشهاري لكل شيء وفضح المسكوت عنه أو المجهول ضمن توظيف العلامة . وبهذا فأن مجموعة العلامات المكونة للسطح التصويري لديه تتداخل فيها المدارس والاتجاهات والأساليب لتنتج الدلالة المتعددة المفضية الى القراة التأويلية المتعالية ، على الرغم من تمثيلها المباشر بطرائق الرسم الواقعية والاسلوب التشخيصي .

*************

قراءة

عن “حليب اسود” لـ  إيليف شفاق

رنا صباح خليل

تقدم الروائية التركية اليف شفاق روايتها (حليب اسود) مذيلة عنوانها على جانب الكتاب بالمذكرات وهي تتحدث عن فترة معينة من حياتها تتمثل بما قبل خوض تجربة الارتباط وتداعياتها ثم الارتباط وقرار الانجاب ومن ثم تداعيات الاكتئاب المصاحب للأم ما بعد أن تنجب مولودها، ومن هنا نلاحظ انها رواية نسوية بامتياز بل ربما قارئا ما يتساءل لماذا يقرأوها الرجال؟  لو إنه من غير المهتمين بأمور المرأة، الا إن الكاتبة تحايلت على هذه الفكرة وجعلت من روايتها مقروءة من كلا الجنسين ومن جميع الفئات، ذلك انها جعلتها مذكرات شخصية يتداخل في نسيجها الروائي تجارب لأدباء وأديبات من حقب زمنية متفاوتة، تتطرق الى حيواتهم وقصص انجابهم،  ودور الارتباط في نتاجهم الأدبي والثقافي ومدى تأثرهم بوجودهم العائلي، ربما ارادت شفاق أن لا تحصر مخيلتها على الرغبة في التعبير عن الذات بمعزل عن ذوات الذين يشاركونها التجربة نفسها رغبة في فتح نوافذ تبتعد عن المركزية والتمحور حول الأنا والتخلص من فخاخ السقوط غير المتعمد في دائرة اللاوعي الذي يؤدي الى جفاف الفكر الابداعي في الرواية،  وهذا البناء الفني والأسلوبي الذي اتبعته شفاق في روايتها جعلها ترسخ الحدود الفاصلة ما بين المتخيل والحقيقي خاصة انها ادعت أن لها ذواتا عدة تشاطرها شخصيتها وتتحكم بقيادة افعالها واطلقت عليها تسميات منها (الآنسة العملية القصيرة، الآنسة المثقفة الساخرة، الآنسة التيشخوفية الطموحة، الآنسة الدرويشة، ماما الرز بالحليب، الآنسة بلو بيلي بوفاري) وكل تسمية من هذه التسميات لها صفتها واشتغالاتها وتأثيرها على الساردة بل إن هناك صراعا تخوضه معهن أشبه بالحكم الفاشي تارة والدكتاتوري تارة والديمقراطي تارة اخرى وجميع هذه الأحكام مكرسة لمناقشة موضوع طموح المرأة ورغبتها في اثبات وجودها الثقافي والأدبي،  ورغبتها بتحقيق ذاتها بالأنصياع لفكرة الحب والأرتباط بالرجل والإنجاب وما يتخلل هذا الصراع المصيري من مخاوف وتناقضات ومغريات .

أرشفة حيوات تتخلل رواية شفاق 

إن منطق المعرفة يفيدنا بأن تجربة الكتابة الأبداعية هي جزء أساسي وحميمي من الحياة بأبعادها الفردية والاجتماعية والانسانية وقد تداول الأدب العربي والعالمي سيير ومذكرات كتّاب كانت عنايتهم منصبة نحو التدوين الشخصي مع ذكر للأحداث والظروف المؤثرة في الحقبة التي يتحدثون عنها ومنهم ( طه حسين في كتابه الايام واحمد امين في كتابه حياتي والمازني في كتابه قصة حياة والطيب صالح وغيرهم) على الرغم من إن تلك الكتب كانت كتب سيرة ذاتية وليست مذكرات؛ الا اننا ذكرناها بهدف اثبات فكرة الفردانية في الكتابة الشخصية إذ ان الحدث في هذه الروايات اعتمد على شخصية الراوي وما يتمحور حولها مع امكانية لأن يتطور الحدث ويتقدم للأمام، أو يرجع للخلف في حالة استخدام تقنية فلاش باك، وهذا ما لم تتبعه شفاق في روايتها بل انها جعلت من عوالم وحيوات آخرين مادة اساسية في اشتغالها الروائي، الامر الذي جعلها  تدون معرفتها وقراءاتها المتعددة لادباء من كلا الجنسين منهم من النساء الكاتبات ( بيريل باك، سيلفيا بلاث، اداليت اغا اوغلو، جاين اوستن،  فيرجينيا وولف، زيلدا، مورييل سبارك، والاخوات الكاتبات كوريل بيل، اكتون بيل، ايليس بيل، سيفجي سويسال، توشيكو تامورا (يابانية)، لولا كارسون سميث، اناييس نن، ميري آن ايفانس، سيمون دي بوفوار، لويسا ماي آلكوت، آيان راند، الكساندرا كولونتاي، ساندرا سيسنيروس، توني موريسون، آيريس مردوك، بيرل بوك، ليليان هلمن، جيرترود ستاين، ج . ك رولينيق) وتلك كانت اسماء اديبات ربما لم نسمع بأسماء اغلبهم،  الا إن الروائية تطرقت الى حيواتهم وبينت آرائهم وما مروا به من ظروف الكتابة والابداع هذا غير إن بعضهن انتهت حيواتهن بالانتحار رغبة بعدم مواصلة الكتابة وهن محملات بأعباء الأمومة مع المعاناة من قضية الاختلاط بالمجتمع  ومنهن الروائية والشاعرة  التركية سيلفيا بلاث، ارادت شفق من ذكر كل هذه الاسماء من الاناث عكس القاعدة التي تقول : “الكُتاب الرجال يجيؤون الى الاذهان ككتاب اولا، ثم كرجال اما الكاتبات، فإنهن إناث اولا، ومن ثم كاتبات “  وقد ذكرت هذا القول وهي تدون مذكراتها ممعنة النظر الى اللواتي آثرن انهاء حيواتهن على ان يقتلن ابداعهن بتأثير الاعباء المجتمعية والاسرية، الى جانب هذا اعتنت بإظهار دور زوجات الكتاب الكبار في حياة ازواجهم ومنهم تولستوي وزوجته صوفيا التي انجبت له الكثير من الاولاد والتي كانت تعيد طباعة مسودة كتابه ثلاث مرات، وذكرت ارنست همنغواي والفيلسوف الفرنسي ايمانويل ليفيناس، والروائي هيرمان ملفيل، والروائي سكوت فتزجيرالد وزوجته زيلدا وغيرهم،  فالمذكرات معبأة بكل من كان له هما ادبيا تقف عنده ايليف شفاق ناظرة متفحصة تهويماته وانطباعاته ونظرته نحو نصفه الآخر في إنسانيته وفي أدبيته، وقد برعت الروائية في توظيف تقنيات متعددة بخروجها من النمط التقليدي الى آليات سردية ارحب استطاعت من خلالها ان تقول لنا الكثير نيابة عن الآخرين وكأنها ترد اليهم الحياة كي يحكوا  لنا عن تجربتهم .

*********

ص16

العدد 36 من “الحقيقة”

عن اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة ذي قار، صدر أخيرا، العدد 36 من مجلة “الحقيقة”.

ضم العدد أخبارا وتقارير ومقالات، سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ومنوعة، غطت نحو 43 صفحة.

***********

“في أضواء غريبة” لـ قتيبة الجنابي

صدر أخيرا للمصور الفوتوغرافي والسينمائي المغترب قتيبة الجنابي، كتاب فوتوغرافي يحمل عنوان “في أضواء غريبة”. يتضمن الكتاب لوحات فوتوغرافية ملونة تعكس عمق متاهات خروج الجنابي القسري من بغداد، وأخرى تصور محطات قطارات وشوارع فارغة في المنفى، ما يعبر عن الحنين والاغتراب والترحال ووحشة المنفى. الكتاب الذي جاء في 56 صفحة، وضم 66 صورة فوتوغرافية ملونة ذات جودة عالية، وبحجم 25 في 20 سنتيمترا، تمت طباعته في “مطابع بلوب” الهولندية. كما تتوفر منه نسخة الكترونية من إنجاز شركة “ Real Art Pictures “ البريطانية. ومن المقرر أن يتوفر الكتاب خلال الأيام القادمة لدى منصة “شركة أمازون” العالمية، وغيرها من المنصات الالكترونية.

********

اتحاد ادباء بابل يقيم جلسة تفاعلية للشاعر كرار سالم

بابل – طريق الشعب

ضمن النشاط الابداعي لاتحاد ادباء وكاب بابل اقام  المنتدى الادبي الابداعي جلسته التفاعلية الالكترونية لإدامة التواصل بين الادباء وجمهورهم وكان ضيف الجلسة الشاعر الشاب كرار سالم، حيث قرأ نماذج من شعره وتحدث عن تجربته الشعرية، وكان هناك تفاعل بين الجمهور والشاعر، وجرى عرض الجلسة على صفحة المنتدى الابداعي ببث مباشر. هذا وسبق للمنتدى أن قدم عدد من الجلسات التي لاقت صدى لدى المتابعين. منها جلسة الاسبوع الماضي التي كانت مع الشاعرة المصرية آمنة عبد الله. الجلسات تقديم الشاعر انمار مردان البياتي.

************

“تحفة معمارية أثرية” تتوسط صحراء كربلاء وتصارع للبقاء

متابعة “طريق الشعب”

منارة ”موجدة“، في محافظة كربلاء، تحفة معمارية وصرح اثري يقف شامخاً بارتفاعه البالغ ١٢ متر في صحراء كربلاء الغربية، في منطقة تطل على وادي الطار التي تبعد حوالي ٢٥ كم عن مركز المحافظة.

ويعود أصل التسمية الى إيقاد النار ليلاً على سطحها فربما صحفت من (موقدة) الى (موجدة) بسبب لهجة ساكني المناطق القريبة.

تم بناؤها في هذا المنطقة لأهميتها بسبب وقوعها على الطرق التجارية الهامة بين العراق والشام والحجاز . ومن الملاحظ أنها تتوسط المسافة تقريباً عن كل من خان عطشان ( 15كم ) وعن حصن الأخيضر (20كم ) .

و استخدمت لغرض الدلالة لإرشاد القوافل أولاً وللرصد في حالات الطوارئ ثانياً او حتى للتواصل بين الوحدات الادارية عن طريق إشارات الدخان أو الحمام الزاجل وخصوصاً في العصر العباسي .

بينت بشكل أسطواني فريد من مواد مثل الطابوق الفرشي (الاحمر اللون) و الجص الاجر .

و لا يعرف تاريخ بناء المنارة بشكل دقيق لغاية الان لكن الروايات تقول ان طريقة البناء هذه ظهرت بشكل واضح في أواخر الفترة العباسية و وصلت مرحلة الاتقان على يد الصفويون، لانها كانت ذات اهمية كبيرة في تطوير حركة التبادل التجاري بين البلدان والعراق، او عبر الاراضي العراقية كوسيط بين الدول الاخرى .

حيث من الواضح أنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بخان عطشان وحصن الأخيضر وربما طريق الحج المعروف (طريق الست زبيدة) وربما بناها الصفويون لغرض إرشاد قوافل الحجيج .

************

شهادة تقدير من شيوعي المحاويل إلى الكوادر الطبية

المحاويل – طريق الشعب

في سياق مبادرة “نحن معكم”، زار وفد من اللجنة الفرعية للحزب الشيوعي العراقي في قضاء المحاويل، الاثنين الماضي، المستشفى العام في القضاء. والتقى الوفد بمدير المستشفى د. محمد جاسم الطائي وعدد من رؤساء الأقسام، وأعرب لهم عن الشكر والتقدير على جهودهم التي يبذلونها في مكافحة فيروس كورونا وتقديم الخدمات الصحية للمواطنين. وفي الختام، قدم الوفد شهادة تقدير باسم منظمة الحزب، إلى إدارة المستشفى.

*********

نقطة ضوء

الانفجار العظيم!

طه رشيد

لا يمكن ان نطبق على تفجير بيروت القول العربي الشائع “ رٌبَّ ضارة نافعة”، لان الضرر الذي حصل كان كبيرا جدا وازهق ارواحا بريئة وخرب ممتلكات خاصة وعامة تقدر بمليارات الدولارات في بلد عانى من الحروب والفساد لسنوات طويلة.

ويمتلك لبنان قواسم مشتركة غريبة مع العراق، فكلاهما يمتلك عناصر زاخرة بالابداع والجمال والتنوع، ولكن كليهما يمتلك ايضاً فصائل مسلحة كدست “ذخيرتها” وسط المدن المزدحمة بالسكان حتى اضحت تلك الاكداس قنبلة موقوتة ممكن لها ان تنفجر في اية لحظة عمدا او سهوا!

واصبح لهذه القوى تأثير واضح على القرار السياسي وادت الى تراجع هيبة الدولة بشكل ملحوظ. وفي ظل هذه العناصر المشتركة ظهرت افة المحاصصة التي ركنت “ المواطنة “ جانبا ليحل محلها التخندق الديني والطائفي والعرقي، والطامة الكبرى ان القوى السياسية المتنفذة هي المسؤولة بالدرجة الاولى عن هذا التخندق وهي التي “ تغذيه “ بين فترة واخرى لتخلق سلسلة من الازمات لا تنتهي الا بنهاية هذه القوى السياسية الفاسدة!

وفي البلدين انعدمت “العدالة الاجتماعية” التي يمكن لها ان تحقق مستوىً معاشياً مرموقاً للمواطن وتضمن له كرامته وامنه الغذائي.

لقد ساهم انفجار بيروت المأساوي بدفع المواطن اللبناني، وفي مختلف المواقع، الى اعادة قراءة واقعه السياسي والاقتصادي والحياتي المرير، مما حدا به الى الخروج مجددا، بالرغم من مخاطر تفشي وباء كورونا، في تظاهرات لم تنطفئ جذوتها حتى اليوم من اجل احداث التغيير المطلوب، رافضا بشكل قطعي اعتبار الوطن” كعكة” يجب تقسيمها بين مكوناته!

ومن جهة اخرى، وفي عودة سريعة للعراق نلاحظ ان انفجار بيروت دفع المواطن العراقي لتفحص واقعه مجددا بحثا عن السمات المشتركة من جهة. وايجاد الحلول لواقعه الكارثي من جهة اخرى.

ولكي لا يأخذنا الخيال بعيدا لنتحدث عن “انفجار بغداد” مستقبلا، ولتفادي وقوع مثل هكذا كوارث، على الحكومة ان تقدم على خطوات عملية عاجلة من اجل حصر السلاح بيدها وافراغ المدن من “ اكداس” السلاح. وان تفكك حلقات الفساد وتكشف ملفاته وتحيلها إلى قضاء عادل بشكل سريع، فهذه الحلقات هي المسؤولة بشكل رئيسي عن تردي الوضع العراقي برمته.

اضرب بقوة على رأس الفساد تنهار بقية اعضاء الجسد الفاسد يا ريس!