العدد 182 السنة 85 الجمعة 31تموز 2020

 

تصفح بي دي اف

 

 

 

ص1

على طريق الشعب

صحافة ثورية

اعلام تنويري

عندما رأت “كفاح الشعب” النور يوم الحادي والثلاثين من تموز عام 1935، وراحت صحافة حزبنا الشيوعي تتحول، منذئذ، وعبر تجسيد السمة الطبقية والوطنية، الى مصدر لهذا النور، كان ذلك ايذانا بولادة صحافة جديدة تختلف، في جوهرها وفي أساليبها، عن السائد في المجتمع.

وكان صدور “كفاح الشعب” مأثرة فريدة من نوعها. ومن بليغ الدلالة أن وزير الداخلية رشيد عالي الكيلاني، عندما عاد الى بغداد بعد اشرافه على قمع انتفاضة سوق الشيوخ عام 1935، وجد على مكتبه نسخة من العدد الأول من صحيفة الحزب الشيوعي، فأطلق مقولته ذات المغزى العميق: “إن هذه الورقة أشد خطرا من ثورة سوق الشيوخ، فاذا ما ثبتت أفكارها يستحيل علينا قلعها”. وقد كان الكيلاني على حق!

لقد ظلت صحافة حزبنا تعكس، على الدوام، آلام الشعب، ومعاناة كادحيه، وتطلعات بناته وأبنائه، وأضحت، وهي تتحدى صعابا قلّ نظيرها، صوتا يصدح عاليا للدفاع عن حاجات المحرومين، والمطالبة بالديقراطية والعدالة الاجتماعية، والانتصار لقضية المرأة وحقوقها، والى أداة لتعميق الوعي، وتأجيج الروح الثورية، واشاعة الثقافة التنويرية.

وتحولت صحافة حزبنا، على امتداد عقود من تاريخها المفعم بالخِبَر والعطاءات، الى مدرسة تخرج منها أجيال من الصحفيين الشيوعيين والديمقراطيين، ممن صار كثير منهم أسماء لامعة في الصحافة والثقافة الوطنية العراقية.

وظل الشيوعيون أوفياء في صحافتهم لتلك الوصية اللينينية المضيئة من أن الجريدة، أداة التحريض السياسي والتنوير الفكري، هي “ليست فقط داعية جماعيا، ومحرضا جماعيا، وانما هي، في الوقت نفسه، منظم جماعي”. فقد طبقوا، على الدوام، وعلى نحو مبدع وملموس، هذه المقولة المرشدة.

وتجلى هذا النهج الماركسي المتسم بحيوية الصلة مع الجماهير والسير في طليعتها، في سائر صحف الحزب ومطبوعاته، وبينها: الشرارة، القاعدة، ئازادي (الحرية)، العصبة، الأساس، اتحاد الشعب، الفكر الجديد، مجلة “الثقافة الجديدة”، مناضل الحزب (الداخلية)، صحافة السجون، صحافة الأنصار، رسالة العراق، وصحف ومجلات منطقية ومحلية. فقد كانت كل هذه، وسواها، الناطق باسم قضية الشعب العادلة.

وكان من الطبيعي أن يناصب الخصوم الطبقيون حزبنا وصحافته، التي يخشون صوتها المدوي، العداء. ولم يكن غريبا على حزب الشيوعيين العراقيين أن يقدم، في قوافل شهدائه، كوكبة من ألمع الصحفيين الذين تظل أمثولتهم ملهمة وذكراهم عاطرة.

واليوم، ونحن نحتفي بعيد صحافة حزبنا الخامس والثمانين، نستذكر شهداء الصحافة الشيوعية: حسين محمد الشبيبي، عبد الرحيم شريف، عدنان البراك، شمران الياسري، سامي العتابي، اسماعيل خليل، قاسم محمد حمزة، خليل المعاضيدي، حميد ناصر الجيلاوي، ثائرة بطرس، هادي صالح، كامل شياع ... والعشرات سواهم. ونعبر، في الوقت ذاته، عن اعتزازنا بالرواد الأوائل الذين مهدوا السبيل للأجيال اللاحقة من ورثة “كفاح الشعب”، الأمناء على نهجها وقيمها.

اليوم، يواصل الصحفيون والاعلاميون الشيوعيون، المتمسكون بالقيم السامية، والقابضون على جمر المعاناة، والخائضون غمار التحدي، والفاضحون مرامي من يشنون حملات ظالمة بائسة ضد أصحاب الأيادي البيضاء، يواصلون، وسط تعمق الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية الطاحنة، وتعاظم معاناة الملايين وسخطهم، تلك المسيرة الملهمة، ويتمثلون دروسها الغنية، ويمضون، وهو يحملون مشاعل الحقيقة، بعزم لا يلين، في طريق الكفاح من أجل الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

*************

كل عام وشعبنا وبلادنا بخير وسلام

الاعياد مناسبات احتفالية للتعبير عن الفرح والبهجة، ومناسبات للتواصل الاجتماعي، خصوصا مع ذوي القربى والاحبة. كما ان لها طقوسها ذات الابعاد الايمانية.

لكن عيد الاضحى يهل اليوم علينا ممتزجا بالاحزان. فعراقنا عليل يصارع الازمات، وشعبنا بفئاته الشعبية الواسعة يعاني مزيدا من القهر والفقر، ومن غياب ابسط مقومات العيش الكريم، ولا يزال الموت يحصد الاحبة سواء بطلقات قتلة وارهابيين، بعضهم محصنون غير خاضعين للمساءلة والمحاسبة، او ضحايا لوباء كورونا اللعين.

ولعل الكثيرين يستقبلون العيد مستعيدين قول الشاعر:

اقبلت يا عيدُ والرَّمضاء تلفحني

وقد شكت من غبار الدًّرب أجفانُ

ولكن ازاء هذا الواقع المثقل بالمعاناة، نلحظ خيوط أمل في تغييره نحو الافضل كامنة في حراك اقسام متزايدة من شعبنا ، خصوصا شبابه المنتفض، المتطلع الى وطن يضمن كرامة مواطنيه وحقوقهم وحرياتهم .

يظل العيد رغم الاجواء الملبدة مناسبة للفرح والأمل، تتسلل فيه البهجة والبسمة الى النفوس، ويحتفل فيه الكبار والصغار، ويستمدون من اجواء التواصل والمحبة التي يشيعها، القوة والقدرة على مواجهة المحن، والسعي الى تجاوزها.

مع اطلالة عيد الاضحى اتقدم الى جميع بنات وأبناء شعبنا، بأعطر التهاني واجمل التمنيات بالصحة والسلامة، راجيا ان يعود على الجميع بالخير. ومثلكم جميعا أتوجه بافكاري ومشاعري مساندا ومتضامنا مع اسر الضحايا والشهداء، والمعتصمين في ساحات الاحتجاج، والمتظاهرين من اجل المطالب المشروعة، ونحو ملاكاتنا الصحية والمتطوعين معها وهم يقفون شجعانا في الصف الامامي للمواجهة مع الوباء، وفي تقديم العون للمصابين وفي توعية المواطنين. كذلك نحو جميع المقاتلين في قواتنا المسلحة والتشكيلات الاخرى على اختلاف مسمياتها، التي تتصدى للدواعش ولقوى الارهاب كافة.

كل عام وشعبنا وبلادنا بخير وسلام

رائد فهمي

30 تموز 2020

**********

الاحتجاجات المطلبية الغاضبة تجتاح الشوارع

وتندد بالفساد وتردي الكهرباء والبطالة

بغداد - علي شغاتي

تواصلت الاحتجاجات الشعبية الغاضبة، مؤخراً، في عدد من المحافظات والمواقع المختلفة، بسبب تردي خدمة الكهرباء وتفشي الفساد، وللمطالبة بتوفير فرص العمل واقالة المسؤولين الفاسدين في دوائر الدولة. ص2

************

راصد الطريق

رغم ان الوعود تترى ! 

كشف وزير الاتصالات في تصريحات عن  حزمة مشاريع، لعل أهمها ما سماه “إمكانية تنفيذ مشروع أمني جديد للمراقبة في بغداد، من خلال تثبيت كاميرات على مليون عمود، مزودة بالطاقة وبالكابل الضوئي”. واضاف أن بوسع هذا المشروع رصد أي عمل إرهابي أو إجرامي أو حالات تحرش أو سرقة وحتى المشكلات العشائرية وغيرها” .

و كشف الوزير أيضا عن قريب صدور أوامر قبض بحق 22 متهماً بعرقلة عمليات مكافحة تهريب الانترنت.

 ونظرا لاهمية موضوعة الامن والاستقرار نسأل الوزير اولا:  هل سيادتكم  متأكد من ان توفير مليون كاميرا مراقبة  سيضمن أمن العاصمة؟!  وهل ان للأمن بحق بعدا فنيا فقط ، ام ان مدخله مركب: سياسي واقتصادي واجتماعي وعسكري – أمني وثقافي ؟  وكيف نفسر بقاء من يغتال ويخطف ويقتل طليقا، وهو المعلوم والمعروف سواء كان طرفا أولا ام ثالثا ام رابعا ؟! والانكى ان من يشتبه به ويقبض عليه، يطلق سراحه تحت ضغوط  أصبحت معروفة للداني والقاصي . 

مع ذلك نقول للوزير: حسنا تحدثنا عن خطوات ملموسة ومنجز متحقق، وليس عن وعود شبعنا منها حد التخمة !

***********

ص2

كل خميس

حكومة امتداد أم انقطاع ؟

جاسم الحلفي

عندما توضع أية حكومة جديدة تشكلت على أنقاض حكومة سابقة فاشلة أمام إستحقاقات سؤال الشعب عن مطالبه وإحتياجاته، يكون جوابها عادةً إستنساخا للتبرير ذاته، الذي طالما رددته حكومة المالكي وبعده حيدر العبادي ثم عادل عبد المهدي، وها هو يتكرر على لسان الكاظمي. التبرير الذي لا يعكس إستعدادا لتحمل المسؤولية، ومفاده (أننا لا نتحمل مسؤوليات فساد الحكومات وأخطاء الإدارات السابقة).

ما أن يسمع الناس هذا التبرير الذي أصبح لازمة مقيتة، رددتها ألسن رؤساء الوزارات المتعاقبة، وظل أتباعهم يلوكونها كالببغاوات دون تمكنهم من إقناع أحد بها، حتى يتبين لهم انه لا يحقق إلا اليأس عند الناس من قدرة المسؤول على قضاء حاجاتهم وتنفيذ مطالبهم.

 التبرير الذي لم يعد يقنع أحداً ممن يعيشون أوضاعا غاية في الصعوبة، في ظل تدهور الخدمات وتراجعها طردياً مع طول فترة مكوث طغمة الحكم في السلطة. هذا التبرير الذي يراد به تبديد غضب الشعب، يزيد في الواقع السخط على نظام المحاصصة والفساد، المتسبب في التراجع وخلق الأزمات، والذي مكّن طغمة الحكم من مسك السلطة التي استغلتها ايما استغلال للكسب غير المشروع وإدارة صفقات الفساد، وعجزت تبعا لذلك عن تقديم منجز يذكر، وبات الفشل عنوان أدائها.

لا إستثناءات لصناع الفشل من غضب الشعب، جميعهم أتت بهم المحاصصة، وحركتهم على مقاساتها، وسيّرتهم وفق منهجها. لم يتبوأ أي منهم منصبا دون رضى طغمة الحكم وقبولها. ولم يمسك السلطة أي منهم وهو جاهل بجرائم الفساد التي إرتكبتها طغمة الفساد. ليس فيهم الغافل عما انتهت اليه الدولة من هوان، وليس بينهم من غابت عنه الأزمات بكل تفاصيلها. 

لم يتوقع أحداً أن يكون في يد الحكومة مصباح علاء الدين السحري، بحيث تقول للشيء كن فيكون،  وليس هناك من يتخيل أنها حكومة سوبرمان قادرة على تحقيق كل المطالب في لحظة واحدة. لكن الشعب ينتظر تحقيق خطوة مهما كانت صغيرة ومحدودة وبسيطة، لكنها حازمة في محاسبة الفاسدين الذين تسببوا في إفراغ خزينة الدولة، وألقوا الشعب بالتالي في لجة الحاجة والعوز.

هذه الحكومة ستكون أقرب الى إمتداد لحكومات الفشل السابقة، إذا لم تقدم بشجاعة على تنفيذ إجراء فرض الامن وحصر السلاح بيد الدولة ومحاكمة القتلة، وإذا لم تسعَ الى تنويع إقتصاد العراق، وتفتح طريقا واسعا من فرص العمل، وتعطي املا حقيقيا في توفر الخدمات، وتأمين العيش الكريم. وبهذا سيساندها الشعب ويلتف حولها داعما. وبعكس ذلك ستكون شريكة في فشل الحكومات السابقة.

وقطعا ستقف في مواجهة الشعب، إذا لم تعلن القطيعة التامة مع طغمة الفساد وتتخذ في ضوء ذلك سياسات تؤكد سيرها في طريق آخر، يفترق مع المحاصصة ويبتعد عن الفساد، ويواجه الفاسدين في معركة لا تؤجل، في مجابهة فاصلة لا مجاملة فيها ولا مهادنة ولا مساومة. وإلا فستجعل الحكومة من نفسها إمتدادا لما سبقها من حكومات الفشل، ومن إرث خرابها، ومتحفا له ولها.

***********

في بغداد والبصرة وذي قار وواسط

والديوانية والمثنى وكربلاء

الاحتجاجات المطلبية الغاضبة تجتاح الشوارع وتندد بالفساد وتردي الكهرباء والبطالة

بغداد - علي شغاتي

تواصلت الاحتجاجات الشعبية الغاضبة، مؤخراً، في عدد من المحافظات والمواقع المختلفة، بسبب تردي خدمة الكهرباء وتفشي الفساد، وللمطالبة بتوفير فرص العمل واقالة المسؤولين الفاسدين في دوائر الدولة.

بغداد مجددا

وشهدت العاصمة بغداد، مجددا، تظاهرات غاضبة احتجاجا على تردي خدمات الكهرباء في عدة احياء منها.

وقال مراسل “طريق الشعب”، بلال رضا، إن “أهالي مدينتي الصدر والحسينية، نظموا تظاهرات احتجاجية بسبب الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي. كما إن المتظاهرين في مدينة الصدر توجهوا إلى منازل أعضاء مجلس النواب في المدينة لمطالبتهم بإيجاد حل لهذه المشكلة الازلية”.

تظاهرات البصرة

وفي محافظة البصرة، تظاهر المئات من أهالي الزبير احتجاجا على تردي واقع الكهرباء في مناطقهم أيضا.

وذكر المواطن لطيف الحسيني لـ”طريق الشعب”، إن “مناطق الشهداء والأسرى ودور الضباط تعاني من تردي واقع الكهرباء والانقطاع المتواصل”، مطالبا الحكومة المحلية ومديرية الكهرباء بـ”معالجة واقع الكهرباء المتردي في هذه المناطق وإيجاد الحلول الفورية لإعادة خطوط التغذية من محطة كهرباء الكرفانية وزيادة ساعات التجهيز”.

ذي قار ايضا

من جانب آخر، واصل المحتجون في محافظة ذي قار، الاحتجاج على نفس مشكلة الكهرباء وللمطالبة بإقالة المسؤولين الفاسدين في المحافظة.

وأشار الناشط المدني علي نواس في حديث لـ”طريق الشعب”، إلى أن “محتجون في الناصرية وقضائي الرفاعي والنصر قطعوا الطرق الرئيسية في مناطقهم احتجاجاً على تردي واقع الكهرباء، وعدم ايفاء الحكومة المحلية بتحسين تجهيز الكهرباء في هذه الأجواء اللاهبة”،  منوها إلى “اغلاق عدد من الدوائر الحكومية في قضاء سيد دخيل للمطالبة بإقالة جميع المسؤولين المتنفذين في القضاء واستبدالهم بآخرين مستقلين”.

يُذكر ان المتظاهرين في قضاء سوق الشيوخ أعادوا افتتاح الدوائر الحكومية التي تم إغلاقها الأسبوع الماضي بعد الموافقة على طلب إعفاء القائمقام منصبه.

أهالي واسط وإقالة الحكومة المحلية

في غضون ذلك، طالب المتظاهرون في محافظة واسط بإقالة الحكومة المحلية في المحافظة.

وقال الناشط المدني عزيز محمد لـ”طريق الشعب”، إن “المئات من المواطنين تظاهروا في ساحة التظاهرات الرئيسية للمطالبة بإقالة المحافظ ونائبيه ومدراء الدوائر الحكومية الذين تم تعيينهم عن طريق المحاصصة على خلفية الفشل في معالجة مشكلة الكهرباء”، لافتا الى ان “اهالي قضاء الصويرة نظموا تظاهرات للمطالبة بتوفير الكهرباء حيث قام عدد منهم بقطع طريق كوت - بغداد بالإطارات المشتعلة، فيما اغلق اهالي الموفقية مبنى القائمقامية في القضاء للمطالبة بتوفير الخدمات وإقالة القائمقام”.

فعاليات الديوانية الاحتجاجية

وفي سياق الاحتجاجات الشعبية، واصل أهالي محافظة الديوانية فعالياتهم الاحتجاجية المتنوعة.

واوضح مراسل “طريق الشعب”، ميعاد القصير، إن “مواطنون غاضبون اغلقوا تقاطع شارع المواكب الحسينية وسط المحافظة من خلال حرق الإطارات احتجاجاً على تردي واقع التيار الكهربائي وانقطاعه وعدم إصلاح الأعطال بالشبكة الناقلة”، مشيراً إلى “تنظيم وقفة احتجاجية امام منزل المحافظ زهير الشعلان، لرفض افتتاح مبنى ديوان المحافظة المغلق منذ أشهر بعد عودة انطلاق التظاهرات”.

واضاف القصير، ان “العشرات من خريجي كليات طب الأسنان والتقنية الطبية والصحية وكلية الصيدلة والمعاهد الطبية تظاهروا أمام مبنى دائرة صحة الديوانية للمطالبة بالتعيين المركزي”.

المثنى تجدد احتجاجاتها

الى ذلك، جدد اهالي محافظة المثنى احتجاجاتهم المطالبة بتحسين الخدمات وتوفير فرص العمل.

وقال مراسل “طريق الشعب”، علي السماوي ان “المئات من اهالي مناطق ام العصافير والوركاء وآل معالي وآل بوحجر، نظموا تظاهرات منفصلة في مناطقهم احتجاجا على تذبذب التيار الكهربائي في مناطقهم والضعف الواضح في التجهيز، ما تسبب في عطل الاجهزة المنزلية”.

وتابع السماوي، ان “عدد من خريجي الادارة والاقتصاد والمعهد المحاسبي، تظاهروا أمام مبنى ديوان المحافظة للمطالبة بتوفير فرص العمل لهم”.

كربلاء لا تختلف

وفي المقابل، أقدم اهالي قضاء الهندية في كربلاء، على قطع جميع الطرق الرئيسية، احتجاجا على تردي خدمة الطاقة الكهربائية.

وافاد المواطن علي جواد لـ”طريق الشعب”، بأن “المئات من المواطنين في القضاء قاموا بقطع الشوارع الرئيسية للقضاء احتجاجاً على تردي الواقع الخدمي، والانقطاع المستمر للكهرباء”.

********

تهنئة

الاستاذ سعد عاصم الجنابي المحترم

رئيس التجمع الجمهوري العراقي

يطيب لنا في مناسبة ذكرى تأسيس حزبكم وإحيائكم المناسبة هذه الايام، ان نهنئكم ونبعث اليكم اطيب التحيات والتمنيات.

ونود اغتنام هذه الفرصة للتعبير كذلك عن تقديرنا لما بذلتم في السنين الماضية من مساع في سبيل خيرالعراق وشعبه، ولجمع كلمة قواه الوطنية والمدنية المخلصة، والعمل الجاد على تحقيق الاهداف والمصالح المشروعة للشعب العراقي، في الخلاص من المحاصصة والفساد واقامة دولة المواطنة والعدالة والانصاف.

نكرر التهنئة ونرجو لكم النجاح في جهودكم المثابرة.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

26 /7 /2020

*************

ص3

في مدن عراقية عديدة

وقفات جماهيرية تطالب بالكشف

عن قتلة المتظاهرين والناشطين

طريق الشعب – خاص

شهد العديد من المدن العراقية، الاثنين الماضي، وقفات جماهيرية طالبت بالكشف عن قتلة المتظاهرين والناشطين المدنيين، وتقديمهم إلى القضاء كي ينالوا جزاءهم العادل، مشددة على أهمية وضع حد لحملات الاغتيال التي تنفذها عصابات مسلحة، بحق المنتفضين وأصحاب الكلمة الحرة.

أبناء المثنى ينددون بالممارسات القمعية

اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة المثنى، دعت إلى وقفة احتجاج، تنديداً بالممارسات القمعية من اختطاف واغتيال، التي تنفذها عصابات مسلحة بحق المتظاهرين السلميين والناشطين.

الوقفة التي نظمت على كورنيش مدينة السماوة، شاركت فيها شخصيات وطنية ديمقراطية وناشطون شباب وفنانون ومثقفون.

ورفع المحتجون شعارات عديدة، من بينها “الأحرار يقتلون والمجرمون يفلتون من العقاب”، و”هيبة الدولة في تقديم المجرمين للعدالة”.

وكان مراسل “طريق الشعب” في المثنى، عبد الحسين ناصر السماوي، حاضرا في الوقفة، فالتقى بالناشط حيدر بشبوش، ليحدثه قائلا أن “جرائم اغتيال المتظاهرين الذين يطالبون بمحاسبة الفاسدين وتحسين الخدمات، ما هي إلا اعمال إرهابية تمارسها عصابات وقحة، تريد من الفاسدين أن يستمروا في النهب والسلب”.

وأضاف قائلا أن “التصفيات الجسدية وظهور مافيات الفساد واغتيال المثقفين أصحاب الكلمة الحرة، وآخرهم الخبير الأمني هشام الهاشمي وعدد من الناشطين في ساحة التحرير، كل ذلك يتطلب من المجتمع الدولي إجراء تحقيق عادل، لكشف القتلة وتقديمهم إلى القضاء”.

الفنان الشاب أسامة فاضل، وهو من بين المشاركين في الوقفة، ذكر لمراسل “طريق الشعب”، انه منذ أربع سنوات تخرج في أكاديمية الفنون الجميلة – فرع المسرح، ولا يزال بدون تعيين، لذلك يخرج مع الكثيرين من الخريجين العاطلين عن العمل، في التظاهرات ليطالبوا بحقهم في التعيين.

وأوضح انه وأقرانه شاركوا في انتفاضة تشرين منذ انطلاقها، مؤكدا أن المتظاهرين خرجوا مطالبين بحقوقهم بصورة سلمية، رافعين الأعلام العراقية “إلا ان القوات الأمنية أطلقت علينا الغاز المسيل للدموع، والرصاص الحي، من أجل إسكات أصواتنا”.

واستدرك فاضل في قوله: “لكن هيهات أن يسكتوا أصوات الوطنيين والأحرار، وهيهات أن تذهب دماء الشهداء والجرحى سدى”.

هذا وشارك في الوقفة مواطنون طالبوا بتحسين خدمتي الكهرباء والماء، وتوفير الأوكسجين لمرضى كورونا، فضلا عن محاسبة الفاسدين.

جماهير الكوت تستنكر جرائم التغييب والقتل

في مدينة الكوت، تجمع ناشطون ومثقفون ومواطنون آخرون، تحت “مجسرات المتنبي”، في وقفة جماهيرية استنكارا لاستمرار جرائم التغييب والقتل التي تطال المنتفضين والناشطين والوطنيين.

ونقلا عن مراسل “طريق الشعب” في الكوت، علي جبار الذي غطى وقائع الوقفة، فإن الوقفة استهلت بعزف النشيد الوطني. بعدها ألقى الناشط المدني يحيى ناصر حسين، كلمة قال فيها أن “استمرار الاغتيالات لم يثن الشرفاء والوطنيين عن مواصلة الدفاع عن حقوقهم وحقوق شعبهم”، داعيا الى وضع حد لهذه الجرائم، وإلى أن تكون للقضاء كلمته لمحاسبة المجرمين ومحاكمتهم.

الناشط المتظاهر فالح الموسوي، أشار من جانبه، في كلمة له، إلى أن “الثوار داخل ساحات الاحتجاج لا تخيفهم الأعمال الإجرامية. فكل ذلك يزيدهم عزيمة على مواصلة السير في طريق الحق”.

وكانت للحقوقي سجاد سالم، كلمة تطرق فيها إلى أساليب التسويف والمماطلة التي تتبعها الحكومات المتعاقبة في الكشف عن قتلة المتظاهرين والوطنيين، مبينا أن “تقديم الجناة إلى المحاكم أمر سهل جدا وليس معقدا، إلا انه لا توجد نية حقيقية لدى الحكومة في حسم هذا الأمر”.

 ولفت سالم إلى أن “المساومات لا زالت مستمرة، وهناك تغطية على القتلة المجرمين”، مؤكدا ان “شهداء الوطن لا يمكن نسيانهم. فبفضلهم لا تزال الثورة مستمرة”.

وفي الختام هتف المهوال علي اللامي للوطن والشهداء، مؤكدا في هتافاته أنه “لا رجوع إلا بتحقيق المطالب، وأهمها الكشف عن قتلة المتظاهرين”.

بعدها نظم المشاركون في الوقفة، تشييعا رمزيا لشهداء ساحة التحرير، وتوجهوا إلى ساحة احتجاح الكوت.

بابل.. وقفات جماهيرية وتشييع رمزي للشهداء

خرج أبناء محافظة بابل، في مدينة الحلة وأقضية المحاويل والسدة والمسيب والأسكندرية، في وقفات جماهيرية، مطالبين بالكشف عن قتلة المتظاهرين والناشطين المدنيين، وتقديمهم إلى القضاء لكي ينالوا جزاءهم العادل.

وفي مدينة الحلة، نظم ناشطون ومواطنون، تشييعا رمزيا لشهداء انتفاضة تشرين.

وأشعل المشاركون في التشييع، الشموع في ذكرى الشهداء، وحملوا نعوشا رمزية جابوا بها الشوارع الرئيسة في المدينة، مشددين على أهمية الاقتصاص من القتلة الجناة.

جماهير كربلاء: أوقفوا الاغتيالات!

احتضنت مدينة كربلاء، الاثنين الماضي، وقفة جماهيرية دعت إليها اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي، للمطالبة بإيقاف جرائم اختطاف واغتيال المتظاهرين والناشطين.

الوقفة التي نظمت تحت “مجسر الضريبة”، ساهم فيها جمع من الشيوعيين وأصدقائهم، الذين رفعوا شعارات تندد بـ “سياسة تكميم الأفواه”.

وطالب المشاركون في الوقفة، رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وحكومته، بتفيذ وعود الكشف عن قتلة المتظاهرين والخبير الأمني هشام الهاشمي.

ميسان تطالب بالقصاص من القتلة

نظمت مجموعة من الناشطين المدنيين والشخصيات الوطنية، من أبناء محافظة ميسان، وقفة احتجاج ضد الأغتيالات التي تطال الناشطين والمتظاهرين.

وبحسب مراسل “طريق الشعب” في ميسان، مهند حسين، فإن المشاركين في الوقفة، الذين تجمهروا في مركز مدينة العمارة، طالبوا بإنهاء “مسلسل الاغتيالات” الذي يتواصل من دون رادع.

وتحدث الأستاذ سعد جاسم السوداني، أحد المشاركين في الوقفة، لمراسل “طريق الشعب”، قائلا أنه “نظمنا اليوم هذه الوقفة للمطالبة بالكشف عن قتلة المتظاهرين والناشطين المدنيين. فقد طال انتظارنا محاسبة هؤلاء المجرمين الذين يعيثون في العراق خرابا وفسادا”.

أبناء البصرة: حاسبوا أيادي الغدر

وشهد كورنيش شط العرب في مدينة البصرة، وقفة جماهيرية شارك فيها جمع من الناشطين المدنيين ومن متظاهري “ساحة البحرية”، إلى جانب شخصيات وطنية ووجوه سياسية ديمقراطية.

وطالب المشاركون في الوقفة بمحاسبة “أيادي الغدر وجماعات السلاح المنفلتة التي تغتال المتظاهرين والناشطين وأصحاب الكلمة الحرة”، منددين بإجراءات الحكومة في هذا الشأن “من حيث تشكيل لجان تحقيق لم تكشف حتى الآن عن واحد من الجناة”. 

ووفقا لمراسل “طريق الشعب” في البصرة، أحمد ستار العكيلي، فإن المشاركين في الوقفة استنكروا الممارسات القمعية الأخيرة ضد المعتصمين، والتي أسفرت عن حرق عدد من خيمات الاعتصام واستشهاد معتصمين وجرح عدد آخر.

وعن الوقفة ومطالبها، قال الناشط السياسي كاظم محسن لمراسل “طريق الشعب”، أن عموم محافظات العراق شهدت هذا اليوم وقفات احتجاج، طالبت بمحاسبة قتلة المتظاهرين السلميين، مشيرا إلى أن وعود الحكومة بالكشف عن الجناة، لا تكفي ما لم تعلن نتائج التحقيق في قضية اغتيال الخبير الأمني هشام الهاشمي، وشهداء انتفاضة تشرين، إلى جانب الكشف عن المخطوفين والمغيبين من المتظاهرين الشباب.

الناشط الطلابي محمود سعدون، قال من جانبه، أن الحكومة المؤقتة لم تفِ بالتزامها تجاه المتظاهرين وشهداء انتفاضة تشرين، بل انها زادت من حملات القمع والقتل، وكان يتوجب عليها فتح ملف القتلة والكشف عنهم وعمن يقف وراءهم، وإحالتهم جميعا للقضاء كي ينالوا جزاءهم العادل”.

وشدد سعدون على أهمية حصر السلاح بيد الدولة، وملاحقة عصابات الجريمة المنظمة التي تنفذ عمليات الاغتيال، مهما كانت الجهة التي تمثلها.

النجفيون يحتجون والحكومة ترد عليهم بالرصاص

أبناء مدينة النجف يواصلون منذ الأحد الماضي، تظاهراتهم الجماهيرية، احتجاجا على قمع التظاهرات واغتيال الناشطين والمتظاهرين، وعلى تردي الخدمات الأساسية، خاصة الكهرباء التي تدهورت كثيرا هذه الأيام.

وتجمع المتظاهرون، بالمئات أمام مبنى المحافظة القديمة في شارع الجنسية، وتم إطلاق العيارات النارية عليهم من قبل قوات مكافحة الشغب، وفوج طوارئ حفظ النظام، الذي استدعاه محافظ النجف من بغداد، ما أسفر عن سقوط أكثر من مائة جريح.

وقطع المتظاهرون العديد من الطرق في المشخاب والمناذرة والحرية، إلى جانب شارع “أبو صخير”،  وطريقي النجف – كربلاء، والنجف – الكوفة، وطريق المطار.

***********

ص4

مراسلة “طريق الشعب” كانت الضحية

معاناة الاعلام مع مسؤولي العلاقات في وزارة الاتصالات!

نورس حسن

كثيرة هي الأحيان التي يلقى فيها اللوم على المرأة التي تعمل في مجال الاعلام، عند تعرضها الى مضايقات الرجال، بدعوى انها تفسح المجال لمضايقات وتحرشات الرجال بها، وهذا أمر قد يكون وارد احيانا.

لكن السؤال الذي أطرحه على القراء، هو: هل تلام المرأة الصحفية المكلفة من قبل مؤسستها بالاتصال بالمسؤولين وطلب المعلومات والتصريحات منهم، عندما تتعرض للمضايقات من قبل اولئك المسؤولين، وهم يتغزلون بصوتها مثلا، أو يوجهون أسئلة شخصية لها عن العمر أو الحالة الاجتماعية .. وحتى الانتماء السياسي!؟

وفي حال احتجت المرأة الإعلامية على سلوك أحدهم، فأنها ستواجه المساومة: تقبلين المضايقة والتحرش دون احتجاج والا فلن تحصلي على أية معلومات تريدينها!

اما من من لا يحصل على ما يريد من المسؤولين المتحرشين، فيتذرع بكل الاعذار التي “تمنعه” من الادلاء بالمعلومات، مثل القول أنه غير مخول بالإجابة عن أسئلة الصحافة، وان على المراسل كتابة الأسئلة “لعرضها على المسؤول” الأعلى، والدخول بذلك في روتين لا ينتهي.

فماذا للمراسلة الصحفية ان تفعل ياترى؟ هل توقف المسؤول المتحرش عند حده، فتخسره كمصدر المعلومات وربما إلى الأبد؟ أم أن عليها تحمل “المغازلات” السخيفة والبذيئة احيانا كي تحصل على تصريح صحفي!؟

حصل هذا امس الاول الاربعاء، عندما توجهت مراسلة “طريق الشعب” بأسئلة صحفية إلى مسؤولي مديرية العلاقات والاعلام في وزارة الاتصالات، لكي تنجز تقريرا كلفتها به هيئة التحرير، بشأن اسباب عدم إيفاء وزارة الاتصالات وهيئة الإعلام والاتصالات وشركات الهاتف النقال (آسيا سيل، كورك، وزين)، بوعودها توفير خدمة الانترنيت مجانا لطلبة الجامعات، الذين يؤدون امتحاناتهم عبر المنصات الالكترونية – وذلك حسب ما أعلنته وزارة التعليم العالي، وأكدته بيانات صدرت أخيرا عن شركات الهاتف النقال ذاتها. فجميع المسؤولين الذين تم الاتصال بهم في تلك الجهات، سواء وزارة الاتصالات او هيئة الإعلام والاتصالات او شركات الهاتف النقال، لم يبدوا أي تعاون في الإجابة على أسئلة مراسلة الجريدة، بل ظلوا يماطلون ويتهربون من اداء واجبهم المكلفين به، ويقبضون رواتب دسمة ربما مقابله،  رافضين الرد على أسئلة المؤسسات الصحفية.

وهكذا لم تحصل مراسلة “طريق الشعب” في نهاية المطاف إلا على المضايقات والتحرش من جانب المسؤولين في تلك المؤسسات، ولم تحصل لتقريرها الا على شكاوى طلبة الجامعات، الذين بينوا أن وعود توفير خدمة الانترنيت مجانا، التي وعدتهم بها الجهات المذكورة، لم تكن سوى أقوال ذهبت ادراج الرياح، ولم ينفذ شيء منها على أرض الواقع. وان تحقق فليس بالمستوى المطلوب، نظرا لضعف خدمة الانترنت. وبالتالي لم يستطع الكثير من الطلبة الولوج إلى الموقع الالكتروني الخاص بأداء الامتحانات، فاضطروا للجوء إلى الاشتراك مدفوع الأجر!

********

التغيير والشيوعي الكردستاني

يؤكدان اهمية تحقيق الاصلاحات في الاقليم

اربيل – طريق الشعب

اكد الحزب الشيوعي الكردستاني وحركة التغيير الكردستانية:» ان اجراء الاصلاحات الادارية والمالية بات ملفا مهما ومؤثرا للمرحلة الراهنة التي يمر بها اقليم كردستان «.

وزار وفد رفيع المستوى من الحزب الشيوعي الكردستاني المقر الرئيس لحركة التغيير في السليمانية ، حيث ناقش الطرفان مستجدات الاوضاع السياسية والضائقة المالية في اقليم كردستان.

وقال عدنان عثمان سكرتير المجلس الوطني لحركة التغيير، في تصريحات للصحفيين :» ان اجراء الاصلاحات العاجلة كان احد المحاور البارزة على طاولة اللقاء بين الطرفين ، مع التأكيد على ضرورة وجود مساحة واسعة وقوية لاجراء هذه الخطوة والدفاع عنها سواء من الاطراف المشاركة في الحكومة او خارجها «.

من جانبه قال عضو اللجنة المركزية للشيوعي الكردستاني عثمان زينداني :» ان للحزب الشيوعي والتغيير قناعة تامة بان اجراء الاصلاحات اصبح ملفا مهما ومؤثرا في المرحلة الراهنة»، مضيفا: « ان حركة التغيير من خلال وجودها في الحكومة ، ونحن من داخل البرلمان، نسعى لاجراء ذلك ويجب ان يتجه الاقليم نحو التقدم والشفافية على المستوى المؤسساتي والناحية الاجتماعية.

*********

خريجو الكليات الصحية الساندة يستغربون قرار تعيين الأطباء فقط ويعتبرونه مخالفا للقانون

بغداد - سيف زهير

أثار قرر مجلس الوزراء، يوم الثلاثاء الماضي، بتعيين خريجي الكليات الطبية فقط، غضب خريجي الكليات الساندة في اختصاصات طب الاسنان والصيدلة والتمريض والعلوم، حيث وصف حملة هذه الشهادات، القرار بالمخالف للقوانين والضوابط.

توضيح وزاري

وأصدرت وزارة الصحة، أمس الأول، توضيحا بشأن قرار مجلس الوزراء بتعيين خريجي الكليات الطبية.

وذكرت الوزارة في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخه منه، “الى كافة ابنائنا خريجي الكليات الطبية والتقنية والتمريضية والساندة والمعاهد الصحية، ان قرار مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة بتأريخ 28/7/2020 قد بين انه تم تشكيل لجنة من وزارات التخطيط والمالية والصحة لغرض وضع الآليات اللازمة لتعيين هذه التخصصات وفق قانون التدرج الطبي رقم 6 لسنة 2000 والتعديلات”، موكداً “السعي الجاد لتعيين الخريجين”. وكان مجلس الوزراء قد وجه في جلسته التي عقدها يوم الثلاثاء الماضي، بتعيين خريجي الكليات الطبية.

رفض وغضب

من جانبهم، رفض خريجو كليات الصيدلة وطب الاسنان والمعاهد والكليات الساندة والعلوم القرار، فيما تظاهر العشرات من الكوادر الطبية غير المعينين في محافظة بابل، امام دائرة الصحة للمطالبة بشمولهم في قرار مجلس الوزراء. ووصفت خريجة كلية الصيدلة للعام الماضي، مي وليد، لـ”طريق الشعب”، قرار مجلس الوزراء بـ”المتعسف وغير المنصف، حيث شمل خريجي الكليات الطبية في وزارة الصحة بالتعيين واستثنى بقية الاختصاصات. كما أهمل القرار باقي الاختصاصات الطبية والصحية والكليات الساندة” وطالبت وليد مجلس الوزراء بـ”إعادة النظر بالقرار المذكور وتعديله وشمول ذوي المهن الطبية والصحية والساندة كون هذه الملاكات هي العمود الفقري لعمل وزارة الصحة”، مشددة على إن “مجلس الوزراء يجب عليه توفير التخصيصات المالية وشمول الفئات الطبية والصحية والساندة أسوة  بالأطباء”، فيما هددت بـ”اللجوء الى الاعتصامات والتظاهر امام مديريات الصحة في كل المحافظات”.

قرار مستغرب

وفي السياق، استغرب خريج كلية التمريض، خالد رحمن، القرار ووصفة بغير المنطقي والمستعجل والمخالف للقانون. وقال رحمن لـ”طريق الشعب”، ان “القرار غير واقعي ومستعجل وهل من المعقول ان المستشفيات يمكنها العمل بالأطباء فقط، وان كانت المستشفيات لا تحتاج الى الاختصاصات الاخرى فلماذا تخرج الجامعات سنويا آلاف الخريجين في المجموعة الطبية والصحية ولماذا تفتح الدراسة المسائية في هذه الكليات وتقرر وزارة الصحة تعيين خريجي الكليات الاهلية. علما أن أي زائر للمستشفيات يمكنه ان يلاحظ النقص الحاد في عدد الاختصاصات الساندة وخاصة الممرضين الذين يعتبرون خط الصد الاول في مواجهة وباء كورونا”. واضاف رحمن، ان “القرار خالف قانون التدرج الطبي الذي ينص على التعيين المركزي لذوي المهن الطبية والصحية، وعليه لا يحق لمجلس الوزراء مخالفة القانون وفقا للأهواء والمزاجيات الشخصية”، مبينا ان “التعكز بالأمور المالية هي كذبة كبيرة حيث ان المسؤولين ينعمون بخيرات العراق ويتقاضون رواتب بملايين الدنانير، إذا ما اغفلنا الحديث عن الكومشنات وصفقات الفساد، ولكن يبدو ان اي ازمة مالية يراد للمواطن البسيط ان يتضرر منها”.

*********

مذكرتا احتجاج

من الجالية العراقية في النروج والدنمارك

بغداد – طريق الشعب

وجهة منظمات حزبية ومؤسسات مجتمع مدني، في النروج والدنمارك، مذكرتي احتجاج سلمت إلى السفارتين العراقيتين في البلدين المذكورين. وأعلنت المذكرتين، وقوف ابناء الجالية العراقية في البلدين، مع مطالب الشعب وللشباب المحتجين، والمطالبة بمحاسبة قتلتهم. ونددت المذكرتين بالاعتداء الصارخ على ساحة الاعتصام في بغداد، من قبل قوات مكافحة الشغب، وسقوط ثلاث شهداء وعشرات الجرحى، داعين إلى حماية المحتجين وساحات الاعتصام في بغداد والمحافظات. كما طالبت الجالية العراقية في البلدين، حكومة السيد الكاظمي بالشروع فورا في التهيئة إلى الانتخابات المبكرة، من خلال تعديل قانون الانتخابات ليكون عادلا ومنصفا وضمان استقلالية مفوضية الانتخابات.

*******

مواساة

• تتقدم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء بأصدق التعازي والمواساة للشاعر الرفيق عادل الياسري بوفاة ابن عمه وصديق حزبنا الراحل طارق هادي الياسري الذي وافاه الاجل، داعين لعائلته بالصبر والسلوان وللفقيد الذكر الطيب دوما.

• تتقدم منظمة الديوانية للحزب الشيوعي العراقي بخالص التعازي والمواساة للرفيق محمد علي برهان (ابو رافد) بوفاة شقيقته، للفقيدة الذكر الطيب ولعائلتها الصبر والسلوان.

• بمزيد من الأسى والحزن تعزي محلية النجف للحزب الشيوعي العراقي الرفيقتين ملاذ الخطيب وسهاد الخطيب بوفاة ابن عمهن موسى جعفر الخطيب (ابو عامر) شقيق الشهيد الشيوعي يوسف الخطيب ومكي الخطيب والطيب الذكر الدكتور نافع الخطيب وشقيق الدكتور محمد الخطيب العمر المديد له، كان الفقيد انسان رائع ذو اخلاق جميلة محب للآخرين طيب القلب، للفقيد الذكر الطيب والصبر والسلوان لآل الخطيب.

*******

ص5

ديمقراطية النظام الملكي المزعومة

جهاد مجيد

مبادرة محمودة أن تُصدر جريدة “طريق الشعب” الغراء عدداً خاصاً بمناسة الذكرى الثانية والستين لثورة الرابع عشر من تموز الخالدة. وقد جاء العدد حافلاً بالموضوعات القيمة التي تليق بهذه الثورة وبجريدة “طريق الشعب” باعتبارها لسان حال الشعب الذي قامت ثورة تموز من أجل تحقيق آماله في التحرر من الاستعمار وأعوانه الرجعيين والإقطاعيين والجلادين. إنّ الاحتفاء بذكرى هذه الثورة وإبراز قيمتها التاريخية وجسامة مهماتها وإنجازاتها أمر ضروري جداً؛ بل هو واجب وطني وتاريخي نظرا لما تتعرض له ثورة تموز من محاولات تشويه وطمس للحقائق من لدن الأعداء انفسهم الذين تآمروا لإسقاطها مرحلياً , سعياً لاسقاطها تاريخياً. وإذا كانوا قد نجحوا في غايتهم الأولى فإنهم لن ينجحوا في غايتهم الثانية. فبالتصدي لمحاولات التزييف والتشويه وبث الأباطيل عند استذكار ظروف الثورة والكلام عن المرحلة التي تفجرت فيها، ستبوء كل هذه المحاولات بالفشل.

وكان من موضوعات العدد القيّمة موضوع (أربعة أخطاء متعمدة لتشويه ثورة 14تموز) كتبه الاستاذ علي بداي، الذي أورد فيه ردوداً شافية ووافية على تخرصات ومزاعم باطلة يطلقها مغرضون للنيل من مشروعية الثورة وضرورتها التاريخية، وبخاصة الفقرة الثالثة من الموضوع آنف الذكر التي ناقشت قضية مهمة طالما طرحها أعداء الثورة وتمشدقوا برفعها يافطة مهلهلة خرقاء؛ تهمة واهية لا تتوفر على أبسط شروط المصداقية، على الرغم من كل مابذلوه من تدليس ودجل وفبركات لحياكة خيوطها المهترئة، يافطة تتمشدق بديمقراطية النظام الملكي المزعومة ليصطف خلفها كارهو مبادئ ثورة تموز والحاقدون على القوى التي عضّدتها، ومن فقدوا امتيازاتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية جراء منجزات الثورة، والمتبلبلون فكرياً والمتنطعون بأية فكرة ترد على أذهانهم من دون تمحيص أو بحث تاريخي رصين واستخلاص للحقائق الراسخة منه.

تمنينا لو أنّ المقالة مرت على أمر مهم وجوهري ينسف من الأساس المزاعم المفتعلة بديمقراطية العهد الملكي، التي يعقد المتخرصون عليها الآمال في تحقيق المكاسب للعراق. وأعني بذلك السلوك الاجرامي ضد المناضلين بأفتك وسائل القمع المختلفة، والتي بلغت حدَّ التصفيات الجسدية سراً وعلانيةً. فبأي ذريعة سيفسرون الإعدامات التي طالت مناضلي العراق..؟

النظام الملكي (الديمقراطي للكشر) افتتح مسلسل الاعدامات في الوطن العربي بإعدام كوكبة من الضباط المشاركين في حركة مايس الباسلة وعلَّق جثثهم في ساحات بغداد، ومعهم مدني واحد هو الشهيد يونس السبعاوي.

لعلهم سيتذرعون بأن هؤلاء الضحايا كانوا يريدون قلب نظام الحكم فنالوا عقوبة الاعدام جراء ذلك. ولكن بماذا سيتذرع مدّعوّ ديمقرطية ذلك العهد إزاء جريمته باعدام كوكبة أخرى من المناضلين قادة الحركة الوطنية عام 1949، وقد كُيّف الجرم هنا قانونياً بـ(أفكارهم) الهدّامة، وهو اعتراف صريح ووقح من النظام بأنه يعدم معارضيه بسبب أفكارهم.. إذن أية ديمقراطية تزعمون ؟!

وبعد تلك الجريمة النكراء وتحديدا في عام 1956 أقدم المجرمون وبإرادة ملكية طبعا، على إعدام كوكبة أخرى من المناضلين الاحرار أبطال انتفاضة مدينة (الحي) الباسلة عطا الدباس ورفاقه الشهداء، ليدشن الملك عهد تتويجه بدماء العراقيين الطاهرة استمراراً على نهج خاله ابّان وصايته على العرش. وهو نهج لا شك مملّى على النظام من أسياده المستعمرين. هذا عدا الشهداء الأبطال الذين سقطوا برصاص السلطة العميلة في سوح التظاهر والانتفاضات.

ولن تمحو محاولات التزييف وتشويه حقائق التاريخ دماء فتاة الجسر الشهيدة صبيحة، ولا شهيدة انتفاضة الحي ركية شويلية ورفاقها الشهداء كاظم الخويلدي وحميد فرحان الهنون. وهم يصدون بصدورهم عدوان فوج المجرم سعيد قزاز الذي أطلق قولته الفاشستية الشهيرة بلكنته (المكسرة) (قزا حي مولازم). كما لن ينسى احد الشهيد جعفر الجواهري شقيق شاعر العرب الأكبر، ولا أولئك الشهداء المجهولين الذين تمت تصفيتهم في سجون ومعتقلات أعتى الجلادين بهجة العطية وسعيد قزاز ومعاونيهما الجلادين الصغار، أو أولئك الفلاحين الذين تمت تصفيتهم بدم بارد بسبب أو من دون سبب من قبل الاقطاعيين الذين كانوا قاعدة ذلك العهد، فملّكهم الحجر والبشر ومنحهم حق استعبادهم وازهاق أرواحهم دون أية مساءلة قانونية، بل بالعكس سنّ قوانين لشرعنة الاستبداد والاستعباد.

ومن مظاهر (ديمقراطية) ذلك النظام استخدامه القوات المسلحة بضراوة في قمع المظاهرات والانتفاضات الشعبية، كما في وثبة كانون عام  1948 وانتفاضة تشرين عام 1952 وانتفاضة 1956 في الحي التي اُقتحمت بفوج من القوة السيّارة من ثلاثة محاور، لتحتل المدينة وتداهم بيوتها ويُلقي القبض على شبابها الثائرين، بعد أن سقط في العملية الاجرامية عدد من الشهداء والجرحى وألقي القبض على قادة الانتفاضة وجرت محاكمة صورية لهم في إحدى المدارس، فحُكم ثلاثة منهم بالاعدام شنقا وما يقارب الثلاثين بمدد سجن مختلفة. وقد نفذ حكم الاعدام بالشهيدين الخالدين علي الشيخ حمود وعطا مهدي الدباس. أما رفيقهما الثالث عبد الرضا حاج هويش فحكم بالاعدام غيابيا.

أما الحياة النيابية الصورية في ظل النظام الملكي فلو حسبناها لاكتشفنا مدى ضآلة مددها بالقياس إلى عمر ذلك النظام الذي قارب الأربعين عاما، فكل وزارة تتشكل تحل المجلس النيابي وتجري انتخابات جديدة لتستخرج مجلساً نيابياً على وفق مشتهياتها بشتى وسائل التزوير. مرة واحدة في عمر النظام الملكي انتخب أحد عشر عضوا من الحركة الوطنية، فسارعوا إلى حل المجلس.. فعلى أية ديمقراطية يتباكون وهم يدعون وجودها في العهد الملكي السائر في ركاب الدول الاستعمارية والخاضع لارادتها والمنفذ لسياساتها في الداخل والخارج. بدءاً من قمع وتصفية الاحرار من العراقيين، مرورا بتسليم ثروات البلاد بيد الشركات الاحتكارية والسماح بتدنيس أرض العراق بالقواعد العسكرية، وصولا الى عقد المعاهدات الجائرة والدخول في الاحلاف مشبوهة النوايا والاهداف.

أما اللطم المغرض على قتل العائلة المالكة ومحاولة إلصاق دمهم برقبة الثورة؛ فإن الأدلة وشهادات الشهود التاريخيين للواقعة تفند هذه المزاعم وتبرئ الثورة من مسؤوليته.. فالذي أطلق النار عليهم ضابط غير متوازن نفسيا وليس من القوة التي كلفتها قيادة الثورة بواجب اعتقال العائلة المالكة ولا حتى من تنظيم الضباط الاحرار. هو الضابط ستار سبع العبوسي الذي صادف أن كان خافرا في نقطة عسكرية قريبة من قصر الرحاب وانضم الى المجموعة المكلفة بالواجب من تلقاء نفسه بعد سماع بيانات الثورة من الاذاعة، علما بأن الثابت تاريخياً أنه كان يسعى الى الثأر لاخيه الذي يتهم الوصي عبد الاله بعملية تصفيته في الولايات المتحدة، وكانت له محاولة سابقة لاغتيال الوصي عبد الاله مذ كان طالبا في الاعدادية المركزية، حيث اعترض موكب الاخير عند مروره في شارع الرشيد، لكنه أخفق في تنفيذ نيته. وحتى شهادة اكثر الضباط ولاء للنظام الملكي واشدهم كرها للثورة ومفجريها، الضابط فالح حنظل من ضباط الحرس الملكي سابقا والدكتور لاحقا، وهو ممن شهدوا الواقعة، ثبّت هذه الحقيقة في شهادته التاريخية سواء في كتابه أو عند إدلائه بها من قناة العربية في برنامج الاعلامي المعروف طاهر بركي (الذاكرة السياسية ) أو في فقراتها التي عرضها الاعلامي الباحث الدكتور حميد عبدالله في برنامجه القيم (تلك الايام). ثم أن هناك  وثيقة أشار إليها الكاتب عباس الخفاجي في صحيفة (رأي اليوم) بتاريخ 24\7\2020 ، وفيها نص إفادة الضابط العبوسي التي طلب منه عبد السلام عارف تدوينها يوم الثورة، وفيها تفصيلات كاملة عن عملية تصفية العائلة المالكة وقد اقر فيها بقيامه بالمهمة من دون أوامر.

أما كون الثورة فتحت سجل الانقلابات العسكرية فهذا السجل مفتوح على دفتيه في المنطقة ليس فقط منذ زمن انقلاب بكر صدقي عام 1936 بل منذ عام 1879 عند قيام ثورة احمد عرابي في مصر.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن أحمد عرابي عراقي الأصل يعود نسبه الى الامام موسى الرضا (ع).

وأخيرا أقول ابحثوا عن  ذرائع أخرى, وقد تجدون لو اطنبتم بالتشويه والافتراء، لكن اعلموا - بل أنتم تعلمون - أنها لن تصمد ، شأن كل الأكاذيب، أمام أبسط حوار جاد بوعي متفتح.

***********

ص6

تحالف سياسي جديد في السودان

الخرطوم - قرشي عوض

شهدت الساحة السياسية السودانية هذا الاسبوع ضمن احداث متلاحقة اخرى، انسحاب تجمع المهنيين من كل هياكل قوى الحرية والتغيير، وتوقيعه اتفاقا سياسيا مع الحركة الشعبية - شمال جناح عبد العزيز الحلو. وهذا يرتب اثاراً بالغة على مستقبل الحكومة، بفقدانها اهم مؤسس شعبي لها. وهي خطوة ربما تدفعها لتقديم تنازلات عديدة امام الشريك الاخر في السلطة.  كما انها قد تؤثر على مفاوضات السلام التي تجري في جوبا. وقد عكست ذلك تصريحات “الحلو” الذي وصف بيان الكيان المهني بالوثيقة السياسية الاكثر اهمية في تاريخ السودان، نظرا لما حمله من مطالبة صريحة بعلمانية الدولة، التي سبق ان اشترطها الحلو نفسه في مفاوضاته مع  الحكومة في وقت سابق، وكانت سببا في تأجيل تلك المفاوضات، كما اثارت جدلاً في الساحة  السياسية من حيث توقيت الطرح. واشارت قوى سياسية عديدة الى ان مكانه هو المؤتمر القومي الدستوري وليس مائدة التفاوض المعنية بوقف القتال وتحقيق السلام.

اصل الحكاية

جرت قبل فترة انتخابات سكرتارية تجمع المهنيين وفازت فيها قائمة مختلفة عن القيادة السابقة، وصفت من قبل قيادات نقابية وحزبية بانها يغلب فيها نفوذ الحزب الشيوعي. 

وقد اكدت  السكرتارية الجديدة للتجمع ان العملية الانتخابية سليمة ولم يطعن احد في صحتها. لكن المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير رفض قبول عضوية  السكرتارية الجديدة، بحجة انها تخل بالتوزان السياسي داخله،  الشيء الذي اعتبرته السكرتارية استمرارا في خرق الوثيقة الدستورية، كسلوك درجت عليه القيادة لصالح تيار التسوية مع العسكريين، وتلبية لمطالب احد محاور الصراع الاقليمي التي يتارجح بينها السودان منذ ان تفجرت الثورة.

واتجه الفريقان الى الشارع استعداداً للمواجهة.  فخاطب د. محمد ناجي الاصم احد  اعضاء القيادة القديمة في صفحته على الفيسبوك،  جماهير المهنيين واصفاً ما حدث داخل التجمع بالاختطاف الحزبي. وردت السكرتارية الجديدة بان المجموعة  المهزومة لم تقبل بنتائج الديمقراطية التي اتت بغيرهم.

 واعلنت قيادة الحرية انها تقوم بعملية رأب للصدع داخل جسم التجمع. وسعت مع جهات اخرى لخلق قيادة توافقية من الكتلتين، الأمر الذي رفضته السكرتارية الجديدة واعتبرته تدخلا سافرا في شؤونها.

 وفي اطار تصعيد المواقف اعلنت السكرتارية الجديدة تأييدها للمسيرة التي دعت لها لجان المقاومة  احياءً لذكرى 30يونيو، والتي وجدت استجابة جماهيرية واسعة. كما انها ادرجت

 مطالب سياسية في مذكرتها التي اكدت  فيها مشاركتها في المسيرة، مثل علمانية الدولة وتأسيس دولة المواطنة. لكن البعض اخذ عليها تخليها عن مهمتها الاساسية، المتمثلة في تاسيس النقابات. وردت السكرتارية قائلة ان التجمع جسم مطلبي ذو ابعاد سياسية، وقد وافقت جموع الشعب على  مشاركته في اكبر عملية سياسية متمثلة في اسقاط النظام، وان الحديث عن عدم مشروعية رفعه مطالب سياسية  يظل بلا معنى.

ولم  تتوقع قوى الحرية والتغيير الخطوة من جانب التجمع، الذي فاجأها باعلان انسحابه من كل  هياكلها، وتوقيعه اتفاقا سياسيا مع تيار آخر يتوقع ان تنضم اليه كيانات اخرى ناقمة على عملية السلام التي تجري في جوبا، والتي اعلن التجمع عدم اعترافه بها ووصفها بانها لن تحقق السلام.

 وجاء في الاتفاق السياسي الذي وقعته حركة الحلو مع التجمع، ان من الضروري عودة ملف السلام الى مجلس الوزراء، حسب نص الوثيقة الدستورية. وهذا يعني سحبه من المجلس الاعلى للسلام، الذي شكله مجلس السيادة برئاسة القائد العسكري حميدتي.

وعلى صعيد اخر اعلنت حركة تحرير السودان جناح اركو مناوي ترحيبها بالاتفاق، بعد ان انتقدت العملية السلمية التي تجري الان. فيما وصفت قوى الحرية والتغيير على لسان ناطقها الرسمي كمال بولاد الخطوة بانها مستعجلة.

 وبذلك يكون قد ظهر اصطفاف سياسي  جديد، يملك طرفه الجديد من اسباب القوة المدنية والعسكرية ما يجعله منافسا شرسا، ربما يدفع الحكومة لاعادة النظر في ارتباطها القديم، بعد ان  تتبين ان التحالف الداعم  لها اصبحت تسانده قوى اجتماعية ضعيفة. في وقتٍ تزداد فيه الاصوات المؤيدة للتحالف الجديد.

ومن المتوقع ايضاً ان تلقي العملية بظلالها على استكمال هياكل الحكم في المرحلة المقبلة، والتي تبقّى منها تكوين المجلس التشريعي، بعد ان خضع تشكيل الولاة لمحاصصات حزبية صارخة. لكن رئيس الوزراء حمدوك اعتمد القائمة الحزبية رغم احتجاج جماهير بعض الولايات، مما يشكل ظرفاً مواتياً قد يستفيد منها التحالف الجديد، اذا تجاهلت الحكومة وجوده.

*********

نجاح يساري آخر في منطقة البلقان

مقدونيا الشمالية: «اليسار البديل»

يدخل البرلمان للمرة الأولى

رشيد غويلب

في ظل ظروف تعد عموما غير مواتية لقوى اليسار ألأوربي، شهدنا مؤخرا نجاحين هامين لليسار في منطقة البلقان. كان الأول دخول قوى اليسار لأول مرة البرلمان في كرواتيا، والثاني هو دخول اليسار البديل البرلمان في جمهورية مقدونيا الشمالية للمرة الأولى ايضا.

جرت في 15 تموز الفائت الانتخابات البرلمانية في جمهورية مقدونيا الشمالية، بعد ان تم تأجيل موعدها مرتين بسبب كورونا، وهي أول انتخابات تجري منذ تغيير اسم البلاد الى مقدونيا الشمالية ودخولها حلف شمالي الأطلسي (الناتو).

في انتخابات عام 2016، استطاع الديمقراطيون الاجتماعيون اخراج المحافظين القوميين من الحكومة، بعد عقد من الزمن. وشكل الديمقراطي الاجتماعي زوران زاييف ائتلافًا مع حزب البيزا القومي الألباني. وجاءت خسارة المحافظين على خلفية ممارسة المحسوبية والفساد والعديد من الفضائح. وبواسطة اللجوء الى هنغاريا تخلص رئيس حكومة المحافظين نيكولا جروفكسي من عقوبة بالسجن بتهمة سوء استخدام السلطة.

في عام 2017، توصلت حكومة الديمقراطيين الاجتماعين الى اتفاق تاريخي مع اليونان، وجرى تغيير اسم البلاد من مقدونيا إلى شمال مقدونيا. وكان المحافظون القوميون ضد الاتفاق تماما. واستقالت حكومة زاييف في كانون الثاني 2020، بسبب عدم تحديد الاتحاد الأوروبي موعدًا لمحادثات انضمام البلاد اليه، عندها شكل ممثلو الحزبين الرئيسين حكومة انتقالية.

في هذه الانتخابات، فازت قائمة “نستطيع”، التي تم تجميعها حول الحزب الديمقراطي الاجتماعي، بالمركز الأول، بنسبة 35,89 في المائة من الأصوات؛ تليها مباشرة قائمة المحافظين القوميين تحالف “تجديد مقدونيا” بـ 34,57 في المائة من الأصوات. وبالتالي لن تستطيع أي من القائمتين تشكيل حكومة بمفردها، وسيتعين على الديمقراطيين الاجتماعين البحث عن حليف آخر.

وجاء في المركز الثالث „الاتحاد الديمقراطي للتكامل”، أكبر حزب محافظ يمثل الأقلية الألبانية، بنسبة 11,48في المائة، يتبعه „تحالف الألبان” في المركز الرابع بنسبة8,95 في المائة.

وللمرة الأولى، دخل اليسار البديل، بطابعه الاشتراكي البيئي البرلمان الوطني، بحصوله على 4.1 في المائة منحته مقعدين، مقابل 1 في المائة حصل عليها في انتخابات 2016.  ويعتبر الحزب نفسه جزءا من كتلة اليسار في البرلمان الأوربي.

وتأسس اليسار البديل في عام 2015 من مجموعة “تضامن” والحزب الشيوعي المقدوني، ومجموعة من الشخصيات اليسارية. والحزب تشكيل مبتكر فرضه التعدد القومي في البلاد. ولا يكتفي  الحزب بطرح العدالة الاجتماعية فقط في برنامجه، بل يرفض بشدة “القومية العرقية”، التي ما تزال تلعب دورًا كبيرًا في المجتمع المقدوني. وبالتالي فحزب اليسار يناضل ضد الحواجز والتوترات بين المجموعات القومية، ويعمل على توحيد السكان خارج التفرقة العرقية، بغض النظر عن الانقسامات العرقية. ويعارض الحزب حصر المواطنين في حدود التعصب القومي، أي تقسيم السياسة والمجتمع المقدوني بين المقدونيين والسلافيين والألبان - والأتراك والغجر والبوسنيين، وبالتالي يقدم الحزب نفسه كحزب “متعدد الأعراق”.

وعلى شاكلة جميع قوى اليسار والتقدم ، يناهض الحزب الناتو ويدعم سياسة الحياد العسكري والتعاون القائم على العلاقات الودية واحترام مبدأ تقرير المصير. ولهذا دعا الحزب إلى تعليق المفاوضات حول انضمام البلاد إلى الناتو. والى محاربة مشاركة البلاد واندماجها في الكتل العسكرية. وهو “حزب معاد للإمبريالية الاقتصادية المتمثلة في سياسات النهب والتطفل والاستثمار المباشر، التي تستغل موارد وعمل المقدونيين. والحزب يناضل في سبيل عالم موحد. يسوده السلام والتضامن وتقدم جميع الشعوب”.

لقد وضع الحزب العدالة الاجتماعية في مركز برنامجه لمعارضة الحكومة المقبلة: “إن تعزيز الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والحق في العمل هو الأساس لمكافحة الفقر وعدم المساواة الطبقية ولإقامة مجتمع لا طبقي”.

************

ص7

كلمة الملف

وجدت جماهير الشعب في صحافة الحزب الشيوعي العراقي آمالها وطموحاتها وهمومها

يوسف أبو الفوز

لم يكن صدور، «كفاح الشعب»، أول صحيفة شيوعية عراقية، في31 تموز 1935، وبشكل سري، رغبة شخصية لقائد سياسي، وإنما جاء تنفيذا لسياسة حزب بدأ بمد جذوره عميقا في تربة الوطن وحاجته إلى صحيفة مركزية ناطقة باسمه لتنشر أفكاره وسياسته وبرامجه، وليكسر احتكار الأفكار ونشر المعلومات الذي كانت تقوم به الصحافة الرسمية الحكومية المرتهنة سياساتها بعجلة الاستعمار والاحتكار، والتي كانت تظلل جماهير الشعب بأفكارها الرجعية والعميلة. هكذا أصبحت “كفاح الشعب” أول صحيفة عراقية تصدر سرا، لتفتح السجل النضالي الحافل للصحافة الشيوعية في العراق، التي لعبت دورا نضاليا بارزا في نضال القوى الوطنية المكافحة من اجل سعادة الشعب وحرية الوطن، ووفقا للمبدأ اللينيني، في العمل السياسي والفكري، الذي آمن بأن «الصحيفة ليست فقط داعية جماعيا ومحرضا جماعيا، بل هي في الوقت نفسه منظم جماعي». ان المؤرخ والمتابع لتاريخ الصحافة الشيوعية في العراق، لا يمكنه تجاوز دورها المجيد في ارساء تقاليد عمل جديدة في تاريخ الصحافة العراقية، ولا يمكنه الا ان يذكر دورها الريادي في كشف وفضح سياسات الحكومات العميلة المرتبطة بسياسة الاستعمار وقوى الاحتكار، وتبنيها لتطلعات الكادحين. ومع توالي اصدار الحزب الشيوعي، العديد من الصحف السرية والعلنية، التي تعددت مسمياتها، ارتباطا بالظروف النضالية والسياسية التي عاشها، فإن الصحافة الشيوعية ظلت وفية ومخلصة للمبادئ التي ارساها الرواد الأوائل، فلم تكن مجرد صوت لإيصال سياسة الحزب وبرامجه فقط، بل كانت ميدانا لنشر الفكر التقدمي في مختلف جوانب الحياة. أصبحت جماهير الشعب تقرأ في صحافة الحزب الشيوعي العراقي آمالها وطموحاتها وهمومها، ولهذا كان انتظام صدور صحافة الحزب يشكل معنى كبيرا لدى جماهير الكادحين وأعضاء وأصدقاء الحزب، ولهذا السبب كانت صحافة الحزب السرية في فترات نضالية عديدة توزع أعدادا أكثر من الصحف العلنية الرسمية، واصبحت مدرسة لأجيال من الصحفيين والمثقفين العراقيين، الذين على صفحاتها تعلموا وشقوا طريقهم في ميدان العمل في الصحافة والأدب. وخلال مسيرتها النضالية الحافلة بالأمجاد من اجل مستقبل أفضل لأبناء شعبنا، قدمت صحافة الحزب الشيوعي العراقي كوكبة خالدة من الشهداء المناضلين والصحفيين، نستذكر منهم الشهداء محمد الشبيبي، عبد الرحيم شريف، محمد حسين أبو العيس، جمال الحيدري، نافع يونس، عبد الجبار وهبي (أبو سعيد)، عدنان البراك، ولا ننسى زكي خيري وشمران الياسري وعامر عبد الله وغيرهم كثيرون ممن يطول تعداد أسمائهم.

هذا الملف، تقدمه طريق الشعب، تحية للذكرى الخامسة والثمانين لصدور اول صحيفة شيوعية، وإجلالا لذكرى الرواد الأوائل، وشهداء الصحافة الشيوعية الذين بدمهم قبل الحبر سطروا مجد الكلمة المناضلة الصادقة.

تحية التقدير لآلاف المراسلين المجهولين الذين كانوا يغذون صحافة الحزب بالمعلومات والوقائع ويجعلونها صحافة الناس التي تعبر عن امالهم وتطلعاتهم وقريبة الى نبض الكادحين.

تحية للجهود المثابرة التي تواصل العمل، رغم كل العوائق، لتبقى صحافة الحزب ميدانا للأفكار الشجاعة والتقدمية، التي تعمل لأجل بناء عراق ديمقراطي، فيدرالي، تعددي، ينعم فيه المواطن بحياة حرة كريمة تحت ظل القانون، بعيدا عن أي فكر تعسفي ظلامي، يصادر حق الإنسان في الحياة الحرة الكريمة الآمنة.

************

ص8

جذوة العشق

د. إبراهيم إسماعيل

لم يعد هناك لمنصف، بعد 85 عاماً من مسيرة معّمدة بالتضحيات الجسام، سوى أن يغبط الصحافة الشيوعية في العراق، على زهوها بصمودها، وعلى ما خاضته من تحديات صعبة وما إجترحته من مآثر متميزة، أبقتها فاعلة في تبني مطامح الناس وهمومهم، وفي ترسيخ الوعي الوطني والطبقي وفي الدفاع عن الهوية العراقية الجامعة، وفي نشر مبادئ الحرية والعدالة، وفي الدفاع عن حقوق الشغيلة والكادحين وتوجيه كفاحهم لبناء وطن خال من الظلم والعبودية والإستغلال، وفي الكفاح لتحقيق المطامح القومية العادلة لشعبنا الكردي ولكل القوميات العراقية المتآخية، وفي فضح الأفكار المتخلفة المعادية لحرية المرأة، وفي تبني كل حقوقها في المساواة والسعادة. 

وتقف صحافتنا الباسلة، في عيدها الخامس والثمانين على ذات الطريق العذب والمضني، دفاعاً عن إستقلال العراق وعن حرية وسعادة شعبه، وعن كل القيم التي قدم الآلاف من الشيوعيين والديمقراطيين التقدميين حياتهم في سبيل تحقيقها، متطلعة الى جهود شغيلتها ودعم أنصارها وقرائها، لتحقيق نقلات نوعية متواصلة في شكلها ومضمونها وسبل وصولها الى قرائها، فهي أحوج اليوم الى أن توسع من طبيعتها التقليدية كمنظم للكادحين ومعبئ للجماهير وتصبح أداة لبناء حركة شعبية شاملة، تشكل سياجاً مهما للحزب ومدافعا صلداً عن الحياة الديمقراطية في البلاد. كما تتوق لأن تكون ساحة فاعلة لمجموع الناشطين والملتزمين بالديمقراطية الاجتماعية والسياسية، وأن تلعب دوراً متميزا في جذب الشباب اليها، لاسيما في عصر تدنى فيه الوعي وضعف فيه إهتمام الشبيبة بالحراك السياسي.

ورغم أمجاد الماضي، الذي يحق لها أن تفخر وتعتز به، فهي تدرك بأن إختلاف الزمان يعني تغييرا في الطاقة الكامنة لأي حركة، وبالتالي الحاجة الى مزيد من العمل والوحدة، وتبني أي شكل من أشكال التنظيم التقدمي، الذي ينظم الناس ويحاول أن يغير أحوالهم، وأن تدعم توجهاته بلغة محايدة بعيدة عن الأستذة وعن إدعاء إمتلاك الحقيقة. كما لا تتبنى طرح برامج حديثة، لم يسبق لأحد طرحها فحسب، بل وترفق تلك البرامج بأساليب واقعية لتطبيقها، مما يجعلها أداة كفاحية بيد الناس.

وتعيش صحافتنا الباسلة في عيدها، تجديداً ديمقراطياً، يجب تعزيزه وصيانته، يتمحور في الديمقراطية الداخلية وإتقان سماع الاخرين، والتخلي عن المركزية المفرطة، فهناك خط فاصل وحيوي بين المركزية في التنظيم والمركزية في الإعلام.

وفي سياق دفاعها عن الحقيقة والعدل والحداثة، تدرك صحافتنا حجم مسؤوليتها في التصدي لما يمارسه الإعلام اليميني من تزييف ممنهج للحقيقة، وتضليل متعمد للجمهور، ومن طرح حجج لا تقنع حتى أصحابها، في ظل قدرته المتطورة على إستخدام تقنيات حديثة وبث الرعب والتخوين والتكفير وتوظيف حتى مثقفين، من اليساريين المتقاعدين، الذين صاروا يرسون على ضفاف دسمة، حتى ولو لم تكن الصلاة عليها أسلم. ويحدوني أمل كبير بقدرة صحافتنا على الكشف عن كل المزيفين الذين يلبسون أقنعة المثقفين والباحثين، وعن المراكز والمؤسسات التي يعملون فيها، ومصادر تمويلها، وأن تمزق أقنعة الأخلاق والعلمية والحيادية التي دأب هؤلاء على إرتدائها، صيانة لوعي الناس.

في العيد، يطل علينا من عوالم المجد شهداء الكلمة، فننحني لذكراهم الخالدة ونجدد الطاقة لنواصل المسار وكل عام وأنتم والحزب بخير.

*************

الإعلام الشيوعي الفعال .. فهد انموذجا

عبد جعفر

لم يكن الرفيق فهد متفرغا للعمل الصحفي، ولكنه كان يعي أهمية الاعلام والتحريض الجماهيري ضد الحكومات الرجعية المتعاقبة إبان الحكم الملكي، فوجد ضالته في الكتابة لنشر مبادئ الحزب ومطالب الناس المختلفة. ولا غرو أن يرى الجنرال رشيد عالي الكيلاني بعد أن رجع من قمع انتفاضة سوق الشيوخ عام 1935 بأن المنشور الشيوعي الذي وجده على مكتبه اخطر بكثير من الانتفاضة.

أهتم فهد بالتواصل الاجتماعي واثارة النقاشات في المقاهي، وكانت إحدى الوسائل المتاحة آنذاك، وبهذا يخلق من خلال اختلاف الآراء تأثيرا على السامعين الآخرين. ولأهمية المطبوع لم يكتف فهد بما ينشره الحزب في صحافته السرية، بل لجأ الى الصحافة العلنية والاستفادة من امكانياتها في ايصال سياسة الحزب ومواقفه المختلفة.

 ويشير الجواهري في مذاكرته في الجزء الأول الى لقائه الأول مع فهد عام 1942 في جريدة ( الرأي العام)  التي كأن يرأسها،  ان (ذو النون أيوب)  قدم لي  (الرجل المجهول لدي، والشخصية المدوية في العراق).وبعد تجاذب اطراف الحديث، على فنجان القهوة، استل الرجل  من جيبه حزمة أوراق قائلا: هذه مقالة، أن رضيت عنها، فبوسعك نشرها.. ولك الفضل. ناديت وكما يقول الجواهري (على أحد العاملين في الجريدة، وطلبت منه أن يعتني بها وأن تكون افتتاحية لعدد الغد). حدق الرجل في وجهي بذهول وتعجب، قائلا (يا أستاذ، الا تريد ان تقرأ ما فيها أولا) قلت :( لا ، لن اقرأ ما تكبه أنت) وفعلا ، لم  أعرف ما ورد في المقالة إلا بعد أن قمت بنفسي بتصحيح مسودة الطباعة، قبل أن يصدر العدد وتصبح بين ايدي الناس، لتثير صدى مدويا. كان الرجل: فهد! (سكرتير الحزب الشيوعي العراقي).

وظف فهد ثقافته العارفة بأسلوب بسيط لا يخلو من الدعابة في توصيل أفكار الحزب، و كان همه الأساسي هو إنارة واشعال الطريق أمام الكادحين لمعرفة واسترداد حقوقهم المسلوبة، والثورة على كل المظالم التي تعني كما يقول لينين ( تحطيم أصنام الجهل بداخلنا عوضا عن إسقاط تماثيل شاهدة على تاريخنا). وبهذا خلق عندهم القوة الفكرية الصلدة التي ساعدت الحزب على مقاومة النكسات والضربات الكثيرة التي تعرض لها، بما فيها، اعدام فهد نفسه، ولم يلتجئوا الى تبريرات ورفع راية الاستسلام. وكان فهد عارفا بسياسة المستعمرين الذين اغرقوا كما يقول الأسواق بنشراتهم واستأجروا الصحف والكتاب واحتكروا مواد الطباعة وضيقوا الخناق على أصحاب الفكر الحر بالإضافة الى ما يمتلكونه من ماكنة إعلامية ضخمة. داعيا  الى عدم التهاون الفكري في التصدي لمحاربة ( المفاهيم الاستعمارية ومشتاقاتها أنى مصدرها وحيثما وجدت).

فما أحوجنا اليوم ونحن نشهد الثورة العلمية في وسائل الإتصال الجماهيري ودور الاعلام في خلق صحافة شيوعية مؤثرة تستنهض قوى الحزب والكادحين وقوى اليسار عموما في مواجهة اخطبوط الفساد وأعلامه. ونعيد كلمات فهد الذي يقول:  إن على المواطنين الواعين الاتصال بالجماهير الشعبية وافهامها حقوقها، أو بالأحرى، افهامها أسباب ضياع حقوقها وتشخيص طريق تلك الحقوق، سارقي خبزها وحرياتها، ثم ارشادها الى طرق المطالبة والنضال من أجل احراز تلك الحقوق. أجل أن على المواطنين الواعين دفع الجماهير وتعليمها طرق التنظيم ومساعدتها في نضالها اليومي.

***********

ص9

تجربة البيع المباشر لجريدة طريق الشعب

اواسط سبعينات القرن الماضي

احسان جواد كاظم

لكي تصل أية صحيفة الى أيدي القراء كخبز صباح طازج، لابد من مؤسسة تتولى توزيعها، بعد انجاز عمليات جمع المقالات وتنقيح الأخبار واعدادها ومن ثم تبويبها واخراجها وطبعها وإلباس الصحيفة حلتها الأخيرة. بيد ان التجربة أثبتت ان ترويج صحيفة شيوعية، حتى لو كانت مرخصة رسمياً، والحزب الناطقة بلسانه مشترك في تحالف مع حزب قومي حاكم مثل البعث، لا تقل خطورة كثيراً عن توزيع منشور سياسي لحزب محظور.  ففي أواسط سبعينيات القرن الماضي شهدت الصحافة الشيوعية العلنية اثناء فترة «الجبهة الوطنية» مع البعث ازدهاراً كبيراً، فقد استقطبت، هذه المدرسة الصحفية، خيرة الكتاب والمفكرين والمثقفين ومبدعي الفنون في مختلف مجالات الأبداع، كما شكل الحزب المكاتب الإعلامية في كل محافظات البلاد لكي ترفد صحافته وجريدته المركزية بالخصوص بالمقالات الاستقصائية المطلبية والريبورتاجات والنتاجات الفكرية والشعرية وتغطية الفعاليات الثقافية، وحظيت باستحسان شعبي واسع، مما أوغر صدور البعثيين، التي لم تستطع صحافتهم رغم توظيفها لإمكانات الدولة لدعمها، وما تمتلكه من تقنيات طباعة متقدمة من مجاراة الصحافة الشيوعية  شكلاً ومضموناً.

فبدأت بوضع العراقيل امام انتشارها، بالتضييق والمماطلة في توزيع الصحافة الحزبية الشيوعية بواسطة مؤسسات التوزيع الرسمية، بذرائع واهية.

ازاء هذه الممارسات غير الديمقراطية لقيادة البعث، المستندة الى فكره الاستبدادي وعدم اكتراثها كسلطة لاستحقاقات حرية الرأي والعمل الصحفي الديمقراطي، قرر الشيوعيون قبول التحدي بتحمل الحزب وجماهيره مسؤولية توصيل صحافته الحزبية طريق الشعب والفكر الجديد والثقافة الجديدة، الى اوسع الجماهير وتغطيتها لأبعد مناطق البلاد.

 وكانت أنجع الطرق بأشراك القاعدة الشعبية للحزب في توسيع دائرة قراء الصحافة الشيوعية باعتماد البيع المباشر للجيران والأصدقاء بتوصيلها الى عتبات بيوتهم او من خلال تشكيل لجان لبيع الجريدة في ايام نهاية الأسبوع، من منطلق لينيني معروف بأن « الجريدة الحزبية ليست فقط داعية جماعية او محرضاً جماعياً، بل هي في الوقت نفسه منظم جماعي”. فشكلت لذلك لجان توزيع الجريدة في المنظمات الحزبية وبدأ العمل. وقد انتظمت أسوة برفاق الحزب واصدقائه وجماهيره في العملية.

كنا طلاباً وكادحين نبّكر صباحاً ايام الجمع للتوجه الى مركز توزيع الجريدة لنأخذ حصتنا منها ثم ننتشر لبيع الجريدة في غير مناطق سكنانا لأسباب تتعلق بالصيانة والأمان.

شخصياً المكان الذي اخترته مع صديق كان في الجهة المقابلة لسينما السندباد في أحد أهم شوارع العاصمة بغداد، شارع السعدون. فكان هناك من يشتري الجريدة بأضعاف سعرها ومنهم من كان يصرح بأن الباقي تبرع، مع ابتسامة تشي بالتضامن.

لم تمر فترة طويلة حتى تنبهت أجهزة السلطة الأمنية وتنظيمات البعث، لهذا النشاط، في الوقت الذي كانت صحافتها الحزبية والحكومية تعاني من كساد، فقررت وأد المبادرة الشيوعية باعتقال بائعي الصحف الشيوعيين من الشوارع والساحات وحجزهم في أقبية الأمن العامة. أحد الرفاق المعتقلين سألوه: « هل انت شيوعي؟» اجابهم بالنفي. فسألوه: « اذاً لماذا تبيع طريق الشعب الشيوعية دون غيرها من صحف ؟!».

أجابهم بمكر: « كيف ذاك؟ أبيعها كلها، لكن الشعب يتلقف بلهفة صحيفتي « الثورة « (صحيفة البعث المركزية) و» الجمهورية « ( الناطقة باسم الحكومة ) فتنفذ، ولا تبقى سوى « طريق الشعب « هذه!

وبين التكذيب والتصديق كان لزاماً عليهم تقبل جوابه، ربما لملامحه البروليتارية الرثة، رغم عدم قناعتهم المؤكدة بما قاله. ونفذ من بين براثنهم!. انا وزميلي نجونا من مصير الاعتقال، بطريقة اخرى... بفضل شخص لا نعرفه ولكنه بالتأكيد شيوعي، أسرّنا: « إگلبوا... الأمن جاي يلّم بيّاعة طريق الشعب! «.حقيقة كنا مترددين، فقد تكون هذه مكيدة بعثية، ولكن قر قرارنا أخيراً على ضب القليل المتبقي من بضاعتنا ومغادرة المكان. عرفنا بعدها بأنه جرى فعلاً احتجاز بعض الرفاق والأصدقاء في مديرية الأمن العامة والتحقيق معهم، ثم جرى إطلاق سراحهم بعد تدخل قيادة الحزب.

كانت هذه الممارسات البعثية احدى أولى عمليات قضم أسس التحالف الجبهوي والتي أودت به.

كشفت هذه التجربة من بين ما كشفت، سمات البرجوازية الصغيرة لدى بعض الرفاق، برفضهم الاشتراك في بيع الجريدة على نواصي الطرق، يمنعهم في ذلك الخجل البرجوازي والاعتداد بالذات، لكنها أيضاً أبرزت الجانب المشرق المقابل، وحتى المتمادي، بقيام رفاق كادحين بالتأنق ولبس أفضل ما عندهم من بدلات ووقوفهم على نواصي الطرق ليبيعوا جريدتهم المفضلة تحدياً لسلطات البعث، ولإرسال رسالة للمواطنين بأن فعلهم هذا ينبع من سعيهم لنشر الثقافة التقدمية والفكر النير وليس لكسب المال.

قد تكون هذه الممارسة سابقة عملية رائدة في النضال السياسي من اجل توصيل الكلمة الحرة والفكر التقدمي الى أوسع الجماهير، لم تعهدها أحزاب شيوعية وثورية في العديد من البلدان، لذا فأنها تسجل بفخر في سجل الإيثار الشيوعي والصحافة الشيوعية العراقية المناضلة.

*******

في يوم الصحافة الشيوعية العراقية

تجربة الحزب البلشفي الروسي في اصدار جريدته

صالح العميدي

لم تغب عن ذهن لينين ولا للحظة واحدة، قضية “ جريدة الحزب”   التي يمكن أن تكون وسيلة مهمة أخرى من وسائل الصلة بالجماهير، تعمل على تربيتها سياسيا في ظروف الحكم الرجعي الشاقة، وتبصيرها بحقوقها ودورها في التحضير للثورة، وفي تدعيم صلات قيادة الحزب مع المنظمات الحزبية، وفي نشر الافكار الثورية، وفضح سياسات السلطة القيصرية المستبدة في قمعها الجماهير المطالبة بحقوقها المشروعة.

كانت التجربة الأولى مع إصدار جريدة (ايسكرا “الشرارة”) في كانون الأول من عام 1900 ومن مكتب تحريرها في مدينة ميونيخ الألمانية، حيث كان لينين في بداية هجرته إلى الخارج. وبعد توقف الآيسكرا وتعثر إعادة اصدارها بادر عمال بطرسبورغ بتأييد من لينين، إلى اصدار جريدة (البرافدا “الحقيقة”) في ربيع عام 1912. فصدر العدد الأول منها في 22 نيسان من نفس العام.

وجدير بالذكر أيضا، إصدار الحزب البلشفي جريدته المركزية (سوسيال-ديموقراط “الاشتراكي الديموقراطي”) عام 1913 التي لم يدم اصدارها طويلا، فعاودت البرافدا

 الصدور بعدها.

رسمت الصحافة البلشفية الخط الثوري، واوجدت التقاليد الثورية الرائعة: الإخلاص للحزب والثورة، الروح المبدئية العالية، عدم التهاون مع التقلبات الفكرية، القرب من الجماهير، حتى أصبحت تلك الصحافة نموذجا لكل الصحافة الطليعية الشيوعية الثورية في العالم.

لم يكن إصدار تلك الصحف والعمل فيها، ونشرها بالأمر الهين، فهناك مراقبة ومطاردة النظام القيصري للينين والعاملين معه، فضلا عن تعاون البورجوازية والرجعية في دول أوربية أخرى مع القياصرة لمنع انتشار الجريدة.

بعد الأحداث الثورية في روسيا، وبالذات بعد ثورة شباط 1917 عادت جريدة البرافدا للصدور مرة أخرى، فظهر العدد الأول في 5 آذار 1917 وكان لينين قد ترأس آنذاك لجنة الحزب المركزية وهيئة تحرير البرافدا ومسؤول منظمة البلاشفة في بتروغراد.

كثيرا ما كانت تظهر مقالات لينين في جريدة البرافدا وهو يفضح سياسة الحكومة المؤقتة المعادية للثورة، وانتهازية المنشفيك.  وكان يؤكد للعمال والجنود، بأن انتقال كل السلطة إلى السوفيتات هو وحده الذي يستطيع أن يخرج روسيا من الطريق الذي أوصلتها اليه سيطرة البرجوازية. هذا ما أغاظ السلطة البرجوازية التي اوعزت إلى طلاب المدرسة الحربية (اليونكر) إلى تحطيم مقر هيئة تحرير البرافدا في ليلة 5تموز 1917.

حقيقة، أن الجهود التي بذلها لينين وحزب البلاشفة ككل في إصدار صحافته لم تذهب سدى، فكانت ثورة اكتوبر 1917 هي واحدة من ثمار تلك الجهود العظيمة.

*************

ص10

مجدا لرواد الصحافة الشيوعية العراقية

محمد الكحط 

يؤشر صدور العدد الأول لـِ “كفاح الشعب” بتاريخ 1935/07/31 بداية نهج جديد في الصحافة العراقية، وهي بداية لنشر الأفكار اليسارية والتقدمية في العراق، ان ذلك الحدث لم يكن سهلاً آنذاك في بلد مثل العراق وفي ظروف صعبة، بل حذرة جداً لكن رغم ذلك توالى صدور أعدادها، كما صدرت بعدها العديد من الصحف والدوريات اليسارية الأخرى والتي كان لها دور كبير في نشر الوعي والفكر التقدمي والإنساني بالإضافة الى إيلائها أهمية لدعم النضالات المطلبية اليومية للشعب العراقي.

في نهاية تموز 2020 يكون قد مضى 85 عاماً على بداية صدور أول صحيفة شيوعية، وهذه المسيرة الطويلة قد عبدت بالتضحيات وعمدت بالدماء الغالية الزكية لرفاق عملوا بلا كلل من أجل رفع راية الشغيلة والكادحين عالياً، ويمر شريط الذكريات سريعاً، فكم هي الهجمات على رفاقنا وعلى كل من يحمل نسخة من صحيفة شيوعية، رغم ذلك كانت تستنسخ باليد وتوزع سراً بين الرفاق والأصدقاء والجماهير الشعبية في ظروف قاسية من المطاردات البوليسية في العهد الملكي، الذي سعت أجهزته الأمنية الى منع انتشارها ووقف تأثيرها الوطني ونشر الوعي الطبقي وكذلك الثقافة العامة في صفوف الجماهير.

بعدها صدرت جريدة الشرارة نهاية عام 1940 ثم جريدة القاعدة الصادرة في سنة 1943، وصدرت نشريات أخرى منها العمل في العام 1944 ووحدة النضال والنجمة والاتحاد وشورش وجريدة الأساس وجريدة العصبة بالإضافة الى النشرة الداخلية (مناضل الحزب)، وحتى داخل السجون والمعتقلات كان رفاقنا الشيوعيون يقومون بنشاطات ثقافية واعلامية ويصدرون النشرات منها مثل كفاح السجين الثوري، وصدرت في سنة 1954و جريدة راية الشغيلة.

وبعد ثورة 14 تموز المجيدة سنة 1958، صدرت جريدة “اتحاد الشعب” في 22 تموز1956، وكانت هذه المرحلة غنية بما قدمته بشكل علني للجماهير، وتطورت صفحاتها الغنية بالفكر التقدمي والتوعوي وأهتمت بالثقافة العامة والوطنية والأممية، ولا زالت المكتبة الوطنية العراقية تحتفظ بنسخ أعدادها، يمكن للباحثين الاطلاع عليها.

بعد انقلاب الفاشيين في 8 شباط 1963، تم تدمير كل شيء جميل، وتحطمت الأحلام وزج بالمناضلين وعشرات الصحفيين اليساريين في السجون وتم إعدام وتصفية العديد منهم، وتمت مصادرة أجهزة الطباعة وغيرها من التجهيزات، ومر العراق بفترة سوداء من جميع النواحي، حتى سقوط نظامهم، لكنهم عادوا من جديد سنة 1968 بوجه ثعلبي قبيح ليخدعوا الناس والمناضلين، وفسحوا مجالاً للحريات الصحفية وصدرت جريدة طريق الشعب و بيري نوي ومجلة الثقافة الجديدة بشكل علني،  لكن كانت توجهاتهم مبطنة بالخداع والحيل الخبيثة التي سرعان ما انكشفت وبدأوا حملاتهم الشعواء للنيل من الحزب الشيوعي ورفاقه ومناضليه وبالذات من صحافته، فلم يكتفوا بالتضييق والاعتقالات بل قاموا بتصفية العديد من الكوادر الاعلامية.

وفي مرحلة جديدة في سفوح كردستان حيث قوات أنصار الحزب الشيوعي العراقي وهي تواجه جبروت سلطة البعث الفاشي، كان للصحافة نهج جديد من إذاعة وإصدار طريق الشعب بالنسخ السرية الصغيرة ومجلات دفترية يصدرها الأنصار في العديد من المواقع الأنصارية، وكذلك إصدارات باللغة الكردية.

أما في الخارج حيث أضطر العشرات من الاعلاميين الشيوعيين والتقدميين من الهجرة، فقاموا بإصدار مجلة رسالة العراق في لندن، وأيضا عدة نشرات ثقافية مختلفة في بعض الدول حيث يتواجدون.

وبعد سقوط النظام البعثي الصدامي العفلقي الفاشي، كان لنا شرف كون أول صحيفة عراقية يتم توزيعها في شوارع بغداد هي جريدة طريق الشعب، ونشرت عدة فضائيات صور وأفلام لمواطنين وهم يتصفحون الجريدة، وكانت تلك بشارة خير لولا التدخلات الدولية لاحقاً مما أعاق عصر التحول الى نظام ديمقراطي حقيقي.

ونحن نحتفل بهذه المناسبة نحيي المسيرة الطويلة والسجل النضالي للصحافة الشيوعية في العراق، ونستذكر شهداءها من العاملين في الصحافة ونستذكر كوكبة رواد هذه المسيرة، الذين عملوا تحت شعار وطن حر وشعب سعيد، ونقف إجلالاً وإكباراً لهم ونحن على العهد لسائرون.

*******

الصحافة الشيوعية

بين الالتزام الفكري وتحديات الواقع

مديح الصادق

لا يخفى على أي باحث متجرِّد من الميول العاطفية أنَّ الصحافة، كواجهة إعلامية في العصر الراهن، قد باتت تشكل إحدى الوسائل الأساسية للتعبيرعمَّا تسعى إليه الجهة التي تنطق باسمها في العلن كان ذلك، أم تحت أية واجهة أخرى، صوتاً للسلطة كانت أم للغالبية المغلوب على أمرها، وقد أثبتت الصحافة الشيوعية أنها الناطق الرسمي المُؤتمَن، المُعبِّر عن فكر الحزب الشيوعي العراقي، وسياسته، ورؤى قياداته وقواعده الحزبية والجماهيرية منذ تأسيسه حتى اليوم، حتى أنَّ المواطن العادي يفهم هذا الفكر، وتلك السياسة من خلال متابعته، بوعي، لصحافة الحزب، في الفترات السرية والعلنية، وما لذلك من انعكاس في تعميق الإيمان بمبادئ الحزب، أو إزالة الغموض لدى المتلقي، أو كشف ما يدبره الأعداء للنيل من الفكر الشيوعي عموما، أو سياسة الحزب الشيوعي العراقي خصوصاً.

إن المتتبع لما أصدره الحزب الشيوعي العراقي من صحف ومجلات، ابتداء من جريدة (كفاح الشعب) في 31 - 7 - 1935، و(الشرارة) في كانون الأول 1940، والقاعدة في كانون الثاني 1943، و(العصبة) في 7 - 4 - 1946، و(الأساس) في كانون الثاني 1948، و(اتحاد الشعب) من منتصف 1956 حتى آب 1961، انتهاء ب(طريق الشعب) من أواخر 1961 حتى اليوم، بفتراتها العلنية والسرية، ناهيك عن مجلة (الثقافة الجديدة) وصحف باللغة الكردية، وأخرى محلية، وما جرى عليها في فترات مختلفة من مضايقات، وإغلاق، واعتقال كوادرها، أو اغتيال بعضهم؛ يمكن أن يستخلص أهم ما ميّز الصحافة الشيوعية عن غيرها:

1- الالتزام الفكري: فهي، تحت كل المسميات والعناوين، المُعبِّر عن الفكر الماركسي اللينيني الذي يلتزم به الحزب الشيوعي العراقي، وهناك ضوابط ومؤشرات تحمي هذا الفكر من الانحراف أو التشويه، من خلال رقابة قيادة الحزب المباشرة، وتشخيص ما هو سلبي، أو إيجابي فيما يطرح من خلالها، إضافة للحصانة الفكرية لقاعدة الحزب التي تمارس دورها الرقابي على صحافة الحزب، وخطها الأيديولوجي.

2- المركزية: الصحافة الشيوعية ليست وسيلة إعلام لمؤسسات تجارية، أو مجاميع طارئة؛ بل هي صحافة حزب مناضل عريق له تأريخه المجيد، وتضحيات جسيمة، وكل ما ينشر عليها يقع تحت أنظار وتوجيهات قيادتها، وإدارتها جزء من بناء الحزب التنظيمي، والمركزية هنا لا تعني الهيمنة الفكرية، وتقييد حرية التعبير؛ بل تعني البوصلة التي يسترشد بها كوادر الصحافة الشيوعية لحمايتها من أدنى انحراف.

3- الموضوعية: الصحافة الشيوعية انعكاس لسياسة الحزب المبنية على التعبيرعن معاناة الجماهير من خلال نقل الواقع بما فيه من إيجابيات وسلبيات، بعيداً عن العواطف، أو الانحياز لطرف على حساب الآخر على حساب الحقيقة، وهذه الصفة التي افتقرت لها الصحافة العراقية، الأخرى خصوصاً، والإعلام العراقي الآخر عموماً.

4- الواقعية: بما أن الصحافة الشيوعية تعبِّر عن فكر حزب ملتزم بأيديولوجية تتبنى الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة بكل الوسائل، والصحافة جزء أساسي من تلك الوسائل؛ فإن ذلك يفرض أن يكون هذا التعبير مبنيّاً على الحقائق كما هي، بلا مجاملة، أو تزويق، أو تحريف؛ كما تفعل الصحافة الناطقة باسم الحكومات أو الأحزاب ذات المصالح المشتركة مع السلطة، أو التي تخدم الأيديولوجيات الدينية والطائفية والقومية الشوفينية.

5- الجرأة في الطرح: لقد دفع الحزب الشيوعي العراقي ضريبة دم باهظة الثمن جراء شجاعة كوادره الصحفية، وتحديهم لكل ما يعرقل أهدافهم، وأجهزة رقابة الحكومات المتعاقبة، وقد راح ضحية ذلك الكثير من شهداء الكلمة الحرة الجريئة، ومنهم من كان من قيادة الحزب، أو كوادره المتقدمة، لذا فإن النقد لكل ما هو سلبي في الحكومة والمجتمع مبدأ أساسي للصحافة الشيوعية.

6- الشمولية والتنوع: بما أن الأممية هي السمة الأساسية لجوهر الفكر الشيوعي؛ فإنها دليل كل ما تتمخض عنه سياسته من ممارسات وبرامج ونشاطات، ومنها الصحافة، فقد دأبت على تغطية كل ما يجري في العالم من أحداث، وفضح سياسات الإمبريالية العالمية، والصهيونية، والأنظمة الدكتاتورية، مع مناصرة حركات التحرر العالمية، ناهيك عن مهامها الداخلية، ومواضيعها التي تشمل السياسة والاقتصاد والثقافة والمجتمع والأدب والفن والعلوم، وغير ذلك من مواد ترتقي بعقلية القارئ إلى مستوى الوعي لما يدور حوله، ورسم أساليب التغيير الاجتماعي والاقتصادي.

**********

ص11

85 عاما من النضال في سبيل العدالة الاجتماعية والتقدم الاجتماعي والاشتراكية

ماجد لفتة العبيدي

كانت (كفاح الشعب) الصحيفة الشيوعية العراقية الأولى التي صدرت في 1935/07/31 وتصدرها شعار يا عمال العالم اتحدوا. ومنذ الأعداد الأولى لصحيفة الحزب الشيوعي العراقي المركزية، نشرت على صفحاتها مشاكل الناس وظروف البؤس والفاقة التي يعيشها الشغيلة والكادحون في المدن والحواضر، وما يعانيه الفلاح من ظلم الإقطاعيين والأغوات.

بعد توقف كفاح الشعب نتيجة الحملات الأمنية، أصدر الحزب جريدة (الشرارة) نهاية عام 1940، وبعد استيلاء الانشقاقيين على الشرارة، اصدر الحزب جريدة (القاعدة ) في عام  1943. وكانت جريدة القاعدة بالإضافة إلى ما تكتبه عن أحوال الناس وهموم ومطالبهم وحقوقهم، كانت منبرا فكريا لتوضيح سياسة الحزب وكفاحه ضد الانتهازية، والدعوة للنضال والكفاح ضد الصهيونية والفاشية والتبشير بالأفكار الماركسية ونشر إخبار الجيش الأحمر والقوى المقاومة للفاشية والنازية.  وكانت تصدر إلى جانب صحافة الحزب في أواسط الأربعينات العديد من الصحف السرية والعلنية للمجاميع والكتل الشيوعية واليسارية الأخرى التي تعمل خارج الحزب مثل العمل في العام 1944 ووحدة النضال والنجمة والاتحاد وشورش.

وكان للحزب تجربة في إصدار الصحف العلنية مثل جريدة (الأساس التي أصدرها المحامي شريف الشيخ، وجريدة العصبة الناطقة باسم عصبة مكافحة الصهيونية التي صدرت 7 نيسان عام 1946، وترأس تحريرها الشهيد محمد حسين أبو العيس.

وتعتبر تجربة الحزب الصحفية  من التجارب الرائدة في صحافة  السجون، حيث  تخرج منها العديد من الأسماء اللامعة في عالم الصحافة الشيوعية والوطنية العراقية، وقد جعل الرفيق  فهد من السجون مدرسة للشيوعيين، فعمل على إصدار أول صحيفة سرية  في سجن الكوت عام 1948باسم  (السجين)، وصدرت أيضا في سجن نقرة السلمان صحيفة (السجين الثوري) في سنة 1953. واستلهاما لتجارب السجناء الشيوعيين السابقة، صدرت في سجن بعقوبة عام 1953 صحيفة (كفاح السجين الثوري).

 وبعد الجهود الكبيرة التي بذلها الرفيق سلام عادل لتوحيد الحزب وإنهاء التكتلات والانشقاقات والتي  توجت في عقد الكونفرس الثاني 1956، اصدر الحزب جريدته السرية (اتحاد الشعب) في 22 تموز عام 1956 لتستمر حتى بعد ثورة تموز، وقد حاولت القوى الرجعية القومية وعدد من الضباط الأحرار المرتبطين بها من التضييق على الحزب ومنعه من إصدار صحيفة علنية وأعطي لداود الصايغ المنشق عن الحزب، امتياز لإصدار جريدة باسم أتحاد الشيوعيين العراقيين، مما دعا الحزب إلى جمع تواقيع ربع مليون مواطن عراقي ووضعها على طاولة عبد الكريم قاسم الذي اجبر على إجازة صحيفة علنية للحزب الشيوعي العراقي باسم (اتحاد الشعب) في 25 كانون الثاني عام 1959.

ويملك الحزب تجربة غنية في إصدار المجلات الثقافية التي أصبحت منبرا للثقافة الديمقراطية العراقية وساهمت في التأثير على الأوساط الثقافية والاكاديمية العراقية، حيث كلف الحزب الروائي ذو النون ايوب باصدارمجلة (المجلة) في منتصف الأربعينيات وترأس تحريرها، كما أصدر الحزب مجلة الثقافة الجديدة في 1953 والتي ترأس تحريرها الشهيد الرفيق صفاء الحافظ، ومجلة المثقف بعد ثورة 14 تموز 1958 . 

وكان للحزب تجربة ايضا في اصدار الصحف المحلية مثل صحيفة (واسط) في الكوت، وكان رئيس تحريرها الرفيق محمد علي الزرقا، وهو سوري الأصل، ومجلة (المثل العليا) التي صدرت في 15 تشرين الأول 1941 في النجف، وكان كاظم الكشوان رئيس تحريرها وصاحب الامتياز.

أُغلِقت جريدة الحزب المركزية (اتحاد الشعب) في آب عام 1961 بعد تدهور علاقة الحزب مع عبد الكريم قاسم، عقب المظاهرات المليونية المطالبة في السلم في كوردستان والمطالبة بمشاركة الشيوعيين في السلطة وتحقيق الحياة الديمقراطية الدستورية وإجراء انتخابات حرة عامة، وقد زجت حكومة قاسم بالمئات من الشيوعيين في السجون وقسم منهم جرى تصفيته أثناء انقلاب 8 شباط الفاشي عام 1963. وقد حاول الحزب الاستفادة من امتياز سابق لجريدة باسم (صوت الشعب) التي سبق وأن أجيزت باسم الشهيد محمد حسين أبو العيس، غير أن الحكومة لم تسمح بصدورها. فاضطر الحزب إلى معاودة نشاطه الصحفي السري ليصدر صحيفته السرية (طريق الشعب) في أواخر عام 1961. وبعد مجازر 8 شباط عام 1963، صدر عدد واحد من طريق الشعب في تموز عام 1963 ولم تصدر بعد ذلك بسبب الظروف التي أدت الى استشهاد العديد من كوادرالحزب القيادية والصحفية والاستيلاء على مطبعة الحزب، لكن طريق الشعب عاودت الصدور بشكل سري في أواسط الستينات من جبال كردستان بعد أن استعاد الحزب قوته وضمد جراحه. واستمر صدورها بشكل سري حتى عام 1973، لتصدر جريدة طريق الشعب بشكل علني بعد التوقيع على ميثاق الجبهة الوطنية في 16 تموز 1973 وقد سبق صدورها، صدور جريدة أسبوعية للحزب باسم (الفكر الجديد) في اللغتين العربية والكردية (بيرى نوى) .

لقد لعبت طريق الشعب خلال صدورها العلني دورا هاما في تحشيد جماهير الحزب الشيوعي والمنظمات الجماهيرية والديمقراطية، عبر نشر مطالبهم والتعريف بأوضاعهم ونشر نتاجاتهم الأدبية والفكرية و المفاهيم والأفكار الديمقراطية والاشتراكية والشيوعية، وعلى الرغم من المضايقات واعتقال محرري وكتاب الجريدة المتواصل، والمضايقات من الأجهزة الأمنية عبر توجيه الإنذارات المتكررة من وزارة الإعلام حول بعض المواد المنشورة. إلا أن جريدة طريق الشعب كانت الجريدة الأولى في التوزيع والجريدة الأكثر جماهيرية عبر انتشار مكاتبها ومراسيلها في عموم العراق، والجريدة المتفردة التي  يعمل العاملون فيها بشكل تطوعي، كما كانت مدرسة صحفية خرجت الكثير من الأقلام الصحفية المعروفة في الصحافة الوطنية العراقية والذين لازال البعض منهم يترأس تحرير الصحف الرسمية والشعبية والحزبية في العراق، وتوقفت جريدة طريق الشعب عن الصدور العلني  في الثاني من أيار عام 1979، على اثر انهيار التحالف مع البعث والذي صاحبته حملة بوليسية واسعة ضد منظمات الحزب ورفاقه وجرى اعتقال أكثر من 150 إلف مواطن عراقي من أعضاء وأصدقاء وأنصار الحزب الشيوعي العراقي في مختلف المدن والحواضر والارياف والبوادي والسهول والجبال العراقية.

وعلى الرغم من الظروف القاسية والصعوبات التي ولدتها الحملة الفاشية البوليسية على الحزب ورفاقه، إلا إن الشيوعيين العراقيين المعروفين بعنادهم الثوري وصمودهم، أعادوا إصدار الجريدة في بيروت وفي دمشق ومن كوردستان في مقرات القيادة، وجرى إصدارها من أربيل بعد انتفاضة آذار المجيدة في عام 1991. واستمر صدورها بشكل علني في كوردستان وسري في مناطق العراق الأخرى وجرت محاولات عديدة لاصدارها من بغداد في عهد الدكتاتورية الفاشية ولكن لم يوفق الحزب في ذلك، وبعد سقوط الديكتاتورية في التاسع من نيسان عام 2003، صدر العدد الأول لطريق الشعب في بغداد يوم الأحد 20 نيسان عام 2003، ولا زالت طريق الشعب والثقافة الجديدة تصدر في بغداد إلى جانب مجلة الشرارة في النجف ومجلة بيرموس في الموصل.

ولم تقتصر الصحافة الشيوعية العراقية على الصدور باللغة العربية فحسب، فقد انفرد الحزب الشيوعي العراقي في المنطقة بإصدار صحف باللغات القومية، وتحديداً الكردية. فصدرت جريدة «آزادي» و»پيري نوى» و»ريڱاي كوردستان» وملحق الكلد أشور، والتي لعبت دوراً كبيراً في نشر الثقافة القومية والحفاظ على التراث واللغة القومية، إلى جانب تبنيها الحقوق القومية العادلة.

وكان للشيوعيين مساهمة كبيرة في صحافة المنظمات المهنية والديمقراطية مثل (نضال المرأة) و(كفاح الطلبة) (صوت الشبيبة) و(راية العمال)، و(صوت الفلاح)، كما صدرت للحزب مجلة في الخارج باسم (رسالة العراق) عالجت الكثير من الموضوعات السياسية والاجتماعية وشؤون الجالية العراقية في الغربة، وساهمت في نشر الوعي التقدمي بين أوساط المهاجرين والمغتربين.

إن تجربة 85 عاما من العمل الصحفي والإعلامي للحزب الشيوعي العراقي، أسهمت في نشر الوعي التقدمي والديمقراطي والإنساني بين أبناء الشعب العراقي، وساهمت في خلق وصقل طاقات صحفية وأدبية وفنية رفدت الصحافة والإعلام العراقي بمختلف جوانبه، وقدمت على مذبح الحرية المئات من الصحفيات والصحفيين الشيوعيين من شهداء القلم، شهداء الحرية والعدالة الاجتماعية والتقدم الاجتماعي، شهداء الوطن الحر والشعب السعيد.

***********

ص12

الصحافة الشيوعية الانصارية والكفاح ضد الدكتاتورية

كريم كرمياني

أرتبطت الصحافة الشيوعية الانصارية، بالحركة المسلحة للأنصار الشيوعيين، والتي تشكلت من اعضاء الحزب وكوادره الذين نجوا من الحملة الارهابية الفاشية في ايار 1978، وكانت البداية على شكل مفارز متحركة قامت في اعادة الصلات مع المنظمات الحزبية وقيادة الحزب في بغداد والخارج، وقامت الحركة في بناء قواعدها ومقراتها في منتصف 1979 في ناوزنك القريبة من منطقة رانية، وفي منطقة سورين منطقة هورمان و في هيرتا وزي على الحدود العراقية الايرانية، وفي مناطق بهدينان في كوماته وكوستا ويك ماله. ومع تطور العمل العسكري تم تشكيل القواطع الانصارية في السليمانية وكركوك واربيل وبهدينان، وتفرعت منها الافواج والسرايا والمفارز الخاصة، بالإضافة الى مقرات المكتب السياسي والعسكري والإذاعة والإعلام ألمركزي ومقر قيادة منظمة إقليم كوردستان.

لقد ساهمت  الصحافة الانصارية في تطوير  العمل الصحفي والإعلامي للحزب الشيوعي العراقي ومدته في الدماء الجديدة، ولكن  للصحافة الشيوعية الأنصارية كغيرها من تجارب الحزب الصحفية والإعلامية لا تملك ارشيفا متكاملا يؤرشف لها اصدارتها بسبب الظروف القاهرة التي مرت بها أثناء حملة الانفال السيئة الصيت في عام 1987-1988، والتي أدت الى أتلاف وحرق ارشيف الصحافة  الانصارية. وان ما يتم تناوله اليوم يعتمد على الذاكرة والتوثيق الشخصي لبعض العاملين والمهتمين بالعمل الصحفي في حركة الانصار الشيوعيين، وتجربتهم الممتدة من 1978 الى 1990.

وكانت اول نشرة للأنصار الشيوعيين في قاعدة بهدينان ( النصير الثقافي) ، والتي  صدرت في 4 تشرين الاول 1980 في قاعدة  كوماته الحدودية بخمسة اعداد وبثلاثين صفحة مكتوبة بخط اليد ومستنسخة عن طريق الكاربون وفي بعض الاوقات كانت تطبع على الآلة الطابعة. تشكلت هيئة تحريرها من المثقفين الأنصار، انور طه، لطفي حاتم، ابراهيم اسماعيل، علي الصراف وقاسم الساعدي (1)

وصدر العديد من المجلات والصحف الدفترية الخطية والمكتوبة على الآلة الكاتبة والمسحوبة على الرونيو في الفترة الممتدة من عام 1981 الى عام 1986 ، ومنها (الانطلاقة ) اذار 1981، بيرموس آذار 1982، والانتفاضة 1984،وهنكاو - الخطوة في قاطع اربيل كانون الثاني 1985 في اللغتين العربية والكردية، والشعاع- تيشك التي صدرت عن سرية كوي 1984في قاطع أربيل .

وصدرت ايضا في قاطع سليمانية وكركوك، نشرة دورية باسم صوت الأنصار تصدر عن الفوج 15 قرداغ و كرميان، اذار 1984 والتي تحولت الى جريدة مطبوعة باسم قاطع سليمانية وكركوك .

وهناك العديد من المجلات الدفترية التي صدرت عن مواقع انصارية مثل فجر النصير في قاعدة هيركي، كانون الثاني 1981، ومجلة المسيرة التي يصدرها فصيل لولان 1984، ومجلة الراية - ئالاي التي تصدرها قاعدة ريزان في قاطع اربيل، والرماة نشرة دورية تصدر عن فصيل المكتب السياسي .

صدرت صحيفة نهج الانصار، التي أصدرها المكتب العسكري للقوات الانصار والبيشمركة التابعة للحزب الشيوعي العراقي في كردستان العراق، في 8 شباط 1980 ثم توقفت في سنة 1984-1986،  وأعيد اصدارها 1986 الى  1988، وكانت نهج الانصار الصحيفة المركزية الناطقة باسم قوات الانصار الشيوعيين. وتقول النصيرة الرفيقة بشرى برتو عن تجربتها في نهج الانصار (وبالرغم من هذا الشكل المتواضع نجحت نهج الانصار في كسب اهتمام الانصار وانتظارهم بحرارة موعد صدورها، كما زخر بريدها بكلماتهم المرسلة للنشر في باب “بقلم الأنصار” وكما أعتقد وقد قالها لي الكثيرون ان نهج الانصار كانت أقرب من المجلة لا الصحيفة وان وصولها الى مواقع الانصار كان يضيف شعاع أمل وضياء بين الانصار البواسل.) (2)

وقد شارك في تحرير نهج الانصار الرفاق بشرى برتو، ابو تارا، الرفيق ابو فلاح، الرفيق ابو نهران، وصدرت ايضا في منتصف الثمانينات ايضا مجلة النصير الثقافي وهي تعنى في النشاط الادبي والفني والثقافي للأنصار، وكانت تصدر عن الاعلام المركزي لقوات الانصار.

لقد كان يحرر ويكتب بهذه المجلات والصحف العديد من الكتاب والصحفيين والشعراء والأدباء الانصار، واحتوت بالإضافة الى اخبار الانصار وبيانات الحزب والعمليات العسكرية الانصارية وصور الشهداء، والعديد من الاعمال الادبية والشعرية والمقالات السياسية والتاريخية، وكانت هناك زاوية طبية كتب فيها الدكتور ابوعادل من قاطع سليمانية كركوك ودكتور عادل من بهدينان، زاوية عسكرية كتبها الرفاق ملازم سامي، ملازم عادل، وملازم قصي، وكانت التحقيقات الصحفية واللقاءات للرفيق ابونهران تتناول حياة الانصار ونشاطاتهم.

 ستظل تجربة الصحافة الانصارية الشيوعية جزءا هاما من تاريخ الصحافة الشيوعية العراقية، وقد رفدت صحافة الحزب وإعلامه بالعديد من الكوادر الصحفية والإعلامية والطاقات الادبية والفنية التي لازالت تواكب العمل الصحفي والإعلامي للحزب الشيوعي العراقي.

____________

1 - من الصحافة الشيوعية السرية في كوردستان العراق- داود امين - موقع الحزب الشيوعي العراق

2 -  من الصحافة الشيوعية - نهج الأنصار- بشرى برتو- موقع الحزب الشيوعي العراقي

3 - الصحافة الدفترية للأنصار الشيوعيين - لطيف حسن

********

صحافة حزبنا في ظروف حياة الأنصار الصعبة

مزهر بن مدلول

كما هو معلوم، فأنّ الحياة في المناطق الجبلية المعزولة عن العالم محفوفة بمخاطر جمة، فبالإضافة الى العمليات الحربية، هناك ثلوج وسيول وعواصف وتضاريس معقدة تقطع السبل وتمنع التواصل، وهناك ايضا جوع حقيقي، وحرمان من ابسط وسائل العيش الطبيعي، وشحة كبيرة بالادوات التي يحتاجها الشيوعيون لأداء مهماتهم المختلفة. لكنّ هذه الصعوبات لم تمنعهم يوما من البحث عن كل ما يخفف من وطأة الحياة البدائية التي يعيشونها، وخاصة في ما يتعلق بمجالات الثقافة والمعرفة والجمال، فلم يشكل العمل العسكري اهتماما وحيدا للشيوعيين، بل كانت هناك ميادين عديدة جعلوها ضمن سلّم اولوياتهم وبذلوا مساعي كبيرة من اجل انجازها، فبالاضافة الى الفعاليات الرياضية والموسيقية والندوات الثقافية والعروض المسرحية، اهتم الانصار الشيوعيون بالكتابة الورقية وابتكروا الوسائل من اجل تحقيق كل ما من شأنه المساهمة في تنمية العقل والروح وديمومة الحياة، فصدرت مجلة النصير الثقافي في عام 1980 وهي أول مجلة دفترية تصدر في منطقة بهدينان، وتضمن عددها الأول بالاضافة الى الشعر والقصة والمواد الاخرى تعريفا بالمجلة، كتبته هيئة تحريرها وجاء فيه:  (انطلاقا من مباديء وسياسة حزبنا في ضرورة تطوير الوعي الثقافي لأعضائه وجماهيره يأتي عدد مجلتنا النصير الثقافي الخاص بالانصار الشيوعيين في القاعدة الأولى ليساهم بتواضع في هذا المجال، ان صدور هذا العدد من المجلة ليس الاّ فاتحة عهد لمساهمة كافة الرفاق في تطويرها ودفعها باتجاه ممارسة دورها كوسيلة هامة وفعالة من وسائل اعلام وثقافة حزبنا الثورية الجديدة....ألخ)). كما صدرت في شباط من نفس السنة جريدة نهج الانصار (ريبازي بيشمه مركة) والتي تحولت في عام 1982 لتكون جريدة يصدرها المكتب العسكري المركزي وباللغتين العربية والكردية، وصدرت كذلك عن منظمة اقليم كردستان جريدة ريكَاي كردستان في عام 1980 وباللغتين العربية والكردية ايضا، وبعد ذلك توالى ظهور النشرات والمجلات والجداريات في مختلف الاماكن من كَرميان وسوران وبهدينان بما في ذلك السرايا والفصائل التي تتجول بين القرى والقصبات. وبسبب حاجة الحزب الملحة الى فضح سياسة النظام القمعي امام جماهير شعبنا والرأي العام العالمي وخاصة الاصدقاء الذين مازالت الصورة مشوشة وغير واضحة بالنسبة لهم، وصلت الى كردستان في عام 1980 أول آلة طابعة مع رونيو، كما دخلت في نفس العام ايضا اذاعة صوت الشعب العراقي، ثم تكاثفت الجهود حتى بات لا يوجد مكان في كردستان الاّ وفيه نشرة او صحيفة او جدارية، واستطاعت هذه النشرات البسيطة ان تعبر عن آراء وافكار الأنصار في جميع المجالات السياسية والحزبية والعسكرية والاقتصادية والثقافية، بالاضافة الى انها فجّرت الطاقات الابداعية الكامنة لديهم، فكتبوا في النقد الادبي والمسرحي وألفوا القصائد والقصص والنصوص الأدبية المتنوعة، وكذلك ابدع البعض منهم في مجال الرسم والكاريكاتير، وقام الأنصار بتوزيع صحافتهم في القرى والمناطق التي يصلون اليها، كما ارسل الحزب الكثير منها الى عمق الوطن وخاصة تلك التي تتناول مواقف الحزب السياسية وتحتوي على عمليات الأنصار البطولية. لقد عبّرت هذه النشرات الصحفية عما يجول في اذهان وخواطر الشيوعيين في ذلك الوقت، بالاضافة الى انها جاءت كتعويض عما افتقدوه من ممارسات ثقافية في الاجواء الاعتيادية السابقة، اما الأسباب الأخرى لصدور هذه الجرائد فتجيب عنها افتتاحيات بعضها، فقد جاء في افتتاحية العدد الأول من مجلة الجبل الأبيض: ((مرة اخرى نفر من الانصار في (كَلي رمانة) يناقشون اصدار مجلة تحوي ما تجود به اقلامهم، فخرجت بخط اليد وعلى ورق الدفاتر المدرسية، وبنسختين فقط وكانت تحمل بين صفحاتها بشائر طاقات..... الخ).

وكتبت مجلة هرور التي اخذت اسمها من (قرية هرور) التي حوّل القصف الوحشي بيوتها الى حطام: (إذا كان لابد ان نحمل السلاح، ونجوب ذرى وطننا الحبيب كي نضع شعار حزبنا موضع التطبيق، فلابد ايضا ان يكون على الأقل من بديل لتلك المكتبات التي كنّا نمتلكها، وتلك الصحف التي كنّا نطلع عليها، وبديلنا هذا هو محاولة لكي نكتب ونتبادل الافكار وننقل ما هو ضروري ومفيد ....)، وكتبت ايضا: (كنا نريد لهرور ان تكون نشرة جدارية، لكننا لم نجد الجدار الذي نضعها عليه، فكتبناها في دفتر مدرسي!).

اما مجلة قنديل فقد كتبت: ((انها تتوخى خلق اجواء ثقافية وادبية ودفع رفاق السرية للمساهمة في الكتابة تطويرا لامكانياتهم وبالتالي صب كل الجهود في خدمة صحافتنا الحزبية وتطويرها...).

وجاء في افتتاحية الخطوة (كافه ك) : ((نريدها ان تكون محطة نافعة لنصيرنا الذي ارهقه المسير في الليل ونشاطات النهار المختلفة، الى جانب البحث المضني عن الكلمة الصادقة خدمة لشعبنا ومصلحة الطبقة العاملة....).

وتقول الشظايا في افتتاحيتها: (انها تحرص على الكتابة الهادفة في الأدب والفن والتراث والفكر العلمي، وكذلك المذكرات الشخصية للانصار التي تعكس نضالهم اليومي وهم يقارعون سياسة البطش والاستبداد...).

وهكذا كانت بقية المجلات والجرائد والجداريات وعددها بالعشرات تستجيب لحاجات النصير المتعطش للقراءة ومتابعة المستجدات السياسية والثقافية، كما كانت ميدانا واسعا للتعبير عن طموحات الشيوعيين الأنصار واحلامهم في وطن تسوده العدالة والحرية والعيش الكريم، اضافة الى انها كانت صفحات مهمة لتسجيل الذكريات واليوميات التي نحن اليوم بحاجة لها كوثائق تؤرشف تاريخ هذه التجربة الفريدة التي خاضها حزبنا الشيوعي العراقي في مواجهة اعتى سلطة قمعية عرفها تاريخ العراق، لكننا وبسبب ظروف الحرب القاسية فقدنا تلك الصحف والمجلات والتي بفقدانها نكون قد فقدنا كنزا من وثائق تسجيل تاريخ الحركة التي كُتبت من وجهة نظر الشيوعي الصانع الحقيقي لملاحم تلك السنوات.

**********

ص13

“سيدة أميركا” دراما تاريخية

تقدم رموز حركة تحرير المرأة  

2-2

هارييت هول

في خطوة أكثر تقدماً، دخلت تشيزولم في 1972 غمار المنافسة على الرئاسة الأميركية، وتقدمت للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي. وفي أثناء إعلانها ترشحها للرئاسة، أوردت تشيزولم، “أنا لست مرشحة أميركا السوداء، مع أنني سوداء وفخورة بذلك. أنا لست مرشحة الحركة النسائية في البلاد، على الرغم من أنني امرأة وأنا فخورة بذلك بالمقدار نفسه. أنا مرشحة الشعب، ووقوفي أمامكم الآن يجسد حقبة جديدة في التاريخ السياسي الأميركي”.

وفي أثناء حملتها الرئاسية، نجت من محاولات اغتيال عدة، ومُنعت من المشاركة في معظم النقاشات الرئيسية المتلفزة بسبب عرقها، ما دفعها إلى اللجوء إلى القانون كي تضمن حقها في المشاركة.

إلى جانب عملها السياسي، ألّفت تشيزولم كذلك كتابين أولهما “غير مشتراة وغير مرؤوسة” (1970) ، و”إجادة القتال” (1973). بعد تقاعدها من الكونغرس في 1983، عادت تشيزولم مرة أخرى إلى مهنة التعليم. وانتقلت في 1991 إلى فلوريدا، حيث عاشت حتى وفاتها في 2005 عن عمر 80 سنة.

مُنحت تشيزولم بعد وفاتها “الوسام الرئاسي للحرية” من قبل (الرئيس الأميركي) باراك أوباما في 2015. ومن المقرر أن تلعب الممثلة فيولا ديفيس دور البطولة في فيلم السيرة الذاتية “شيرلي تشيزولم المخيفة” الذي يتناول حياة تلك المناضلة.

غلوريا شتاينم (ولدت في 25 آذار 1934)

تمكنت غلوريا شتاينم من إثبات نفسها صحافية، عندما ذهبت متخفية إلى نادي “هيو هيفنر” لــ”البلاي بوي” في نيويورك من أجل كتابة تحقيق إلى مجلة “شو” في 1963. وآنذاك، ارتدت صدرية من الساتان، وزينت رأسها بأذني أرنب مصنوعتين من القماش، وهو اللباس الذي ترتديه نادلات تقديم المشروبات في تلك النوادي، من أجل الكشف عن الاستغلال وكراهية النساء في الكواليس. قوبلت المقالة التي حملت عنوان “حكاية أرنب” بالنقد، لكنها أسهمت في إحاطة شتاينم بسمعة الناشطة النسوية التي لا تعرف الخوف.  في الستينيات من القرن العشرين، أصبحت شتاينم محررة مؤسِّسة في مجلة “نيويورك”، وأُفرد لها عمود في تلك المطبوعة. وفي 1969، نال مقالها “بعد القوة السوداء، تحرير المرأة” الذي نشر في 1969 ترحيباً واسع النطاق. وفي ذلك المقال، تبنت وجهة نظر تفيد بأن المساواة بين الجنسين ستكون مفيدة للرجال والنساء على حد سواء.

سلكت شتاينم المولودة في الـ25 من آذار 1934 بولاية “أوهايو”، طريق الحركة النسائية قبل ولادتها. إذ ترأست جدتها لأبيها “جمعية حق المرأة في التصويت” في أوهايو. وقد عانت والدتها، روث شتاينم، مشكلات في الصحة العقلية قبل ولادتها (شتاينم) بوقت طويل. ولاحقاً، عملت الابنة على رعاية أمها بعد رحيل والدها، ورأت الطرق المتنوعة التي يقصي المجتمع بواسطتها النساء.

التحقت شتاينم بـ”كلية سميث”، إذ درست الإدارة، وتخرجت فيها بمرتبة الشرف 1956، قبل أن تنطلق في مسيرتها المهنية كاتبة مستقلة. ومع تزايد اهتمامها بالنسوية، قدّمت شتاينم خطاباً في تجمع مؤيد للإجهاض، وشاركت قصتها في إجراء عملية إجهاض في عيادة غير مرخصة حينما بلغت الثانية والعشرين من العمر. بعدها، تحدثت في عدد كبير من الفعاليات، وألقت محاضرات على نطاق واسع، وما زالت تفعل ذلك إلى يومنا هذا.

في 1971، أصبحت عضوة مؤسسة في “التجمع الوطني السياسي للمرأة” إلى جانب زميلاتها الناشطات شيرلي تشيزولم وبيتي فريدان وعضوة الكونغرس بيلا آبزوغ. كذلك أسهمت شتاينم في تأسيس منظمات عدّة أخرى خلال حياتها، وتعزيز فرص التعليم المتساوية للفتيات، والتمثيل الإيجابي للمرأة في الإعلام، ومجموعات الضغط المؤيدة للحق في الاختيار (بمعنى الحق في الإجهاض).

وعلى إثر سأمها من غياب مساحة مخصصة للصحافة النسوية، أطلقت شتاينم مجلة “مِس” Miss (تعني “الآنسة” أو الأنثى غير المتزوجة) في 1971. وقد ترأست تحريرها خمسة عشر عاماً، وتناولت فيها موضوعات تشمل حقوق المرأة والعنف الأسري. وجسّدت تلك المجلة المطبوعة الراديكالية، المسار للموجة النسوية الثانية، وجعلت شتاينم شخصية عالمية للحركة.

نشرت شتاينم خلال حياتها كتباً عدّة، وقدمت مجموعة من الوثائقيات، وأدارت حملات على نطاق واسع. في مذكراتها “حياتي على الطريق” الصادرة 2015، تحدثت عن صراعها ضد التحيز على أساس الجنس، ومعاناتها سرطان الثدي، وتفاصيل عملية الإجهاض التي أجرتها في بدايات عقدها الثاني. أهدت شتاينم الكتاب إلى الطبيب الذي أجرى تلك العملية، مشيرة إلى أنه طلب منها أن تقطع على نفسها عهدين، “أولاً، لن تخبري أحداً باسمي. وثانياً، ستفعلين ما تختارينه أنتِ في الحياة”. وكتبت شتاينم تحت ذلك الاقتباس، “عزيزي الدكتور شارب. فعلت أفضل ما يمكنني في حياتي. إنّ هذا الكتاب مُهدى لك”.

في 2013 قلّد الرئيس باراك أوباما شتاينم “وسام الرئاسة للحرية”. وما زالت مستمرة في نشاطها إلى يومنا هذا.

فيليس شيلافلاي

(15 آب 1924 - 5 أيلول 2016)

قادت فيليس شيلافلاي الحملة المعارضة للتصديق على قانون بشأن المساواة في الحقوق، الذي كان من شأنه إدخال تعديل على دستور الولايات المتحدة يفرض المساواة بين الجنسين. ولطالما عرّفت شيلافلاي عن نفسها كربة منزل، على الرغم من دورها النشط في التنظيم السياسي وعدد كبير من الكتابات. وقد اعتقدت أن ذلك القانون سيضر بالنساء، وقد اعتبرته تهديداً مباشراً للقيم الأميركية، وطريقاً يحتمل أن يفضي إلى التجنيد العسكري للإناث.

بالنسبة إلى شيلافلاي، لم تكن هناك مشكلة في الطريقة التي تُعامل بها المرأة بموجب القانون. وذكرت ذات مرّة أن “الاعتراض الرئيس على قانون المساواة في الحقوق يتمثل في أنه سيزيل الامتيازات التي تتمتع بها المرأة حاضراً (أي) حق البقاء في المنزل”.

في الـ15 من آب 1924، ولدت شيلافلاي في “ميزوري” لأبوين من طائفة الروم الكاثوليك. خسر والدها وظيفته إبان “الكساد الكبير”، بينما عملت والدتها مدَرّسة وأمينة مكتبة وصاحبة متجر، من أجل استمرار الأسرة. درست شيلافلاي السياسة في “جامعة واشنطن”، وحصلت على درجة الماجستير في هذا المجال من “كلية رادكليف”، حيث موّلت دراستها من عملها بدوام جزئي في اختبار البنادق في مصنع للذخيرة. تزوّجت شيلافلاي في 1949، وأنجبت ستة أبناء. ساعدت شيرلي التي كانت معادية بشدة للاشتراكية في إرساء “مؤسسة الكاردينال ميندزينتي” الهادفة إلى تثقيف الكاثوليك حول مخاطر تبني الفكر السياسي اليساري. وإذ ثبتت أنظارها بشدة على الحكومة، فشلت شيلافلاي في ترشحها لعضوية الكونغرس عن الحزب الجمهوري في عامي 1952 و1960. وفي المرتين، باء بالفشل تركيزها على مناهضة الشيوعية. مع ذلك، أثرت آراء شيلافلاي في سياسة الجناح اليميني (للحزب الجمهوري)، وقد أدت دور مندوبة في المؤتمرات الوطنية لذلك الحزب.

تميّز عمل شيلافلاي بالغزارة. إذ عملت على نشر عمود صحافي أسبوعي، وقدمت برنامجاً إذاعيّاً. وفي 1965، بدأت بنشر المطبوعة السياسية الشهرية “ذا فيليس شيلافلاي ريبورت” التي استمرّت في نشرها عقوداً من الزمن. كما ألفت عدداً من الكتب، بما في ذلك “خياراً وليس صدى” الذي نشرته بنفسها في 1964، وبيعت منه ملايين النسخ.

تمثّل عملها الأكثر حماسة في مقارعة النسوية ودفاعها المستميت عن الحياة الأسرية التقليدية، الذي بدا متعارضاً في شكل مباشر مع حياتها ونشأتها. اشتهرت بشكل كبير بفضل حملتها الموجهة التي شنتها ضد قانون المساواة في الحقوق. وعندما بدأت ممارسة الضغط ضده في 1972، أسّست منظمة “أوقفوا قانون التعديل بشأن المساواة في الحقوق”. وقد جرت المصادقة على ذلك القانون في 30 ولاية، قبل أن تطلق شيلافلاي حملتها ضده. وعملت قوتها الضاغطة على تغذية المعارضة المحافظة والدينية. ومع حلول 1982، لم يكن ذلك القانون بحاجة إلى سوى ثلاثة أصوات كي تجري المصادقة عليه بشكل كامل. وعلى نطاق واسع، اعتُبر أن شيلافلاي أدّت دوراً في انهيار ذلك القانون في النهاية.

توفيت شيلافلاي في 2016 عن 92 عاماً، لكن ليس قبل مصادقتها على سباق دونالد ترمب إلى البيت الأبيض. وفي حفل تأبينها، أشار الرئيس ترمب إلى أن ثمة “حركة خسرت بطلتها”.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"اندبندنت عربية" – 25 تموز 2020

************

ص14

كيف يمكن للعراق ان يستفيد

من الانظمة الانتخابية العالمية؟

اعداد شاكر رحيم حنيش*

3-3

أصول النظم الانتخابية

وكما رأينا، فإن نوع النظام الانتخابي أمر حاسم في فهم اختلاف النتائج السياسية. فهل يزيد التمثيل النسبي من إقبال الناخبين على الاقتراع؟ هل هو “أكثر عدلاً” بمعنى أنه يسمح للجماعات والأقليات الصغيرة بالوصول إلى التمثيل السياسي؟ هل سيجعل النظام السياسي أكثر ديمقراطية بسبب عدم “إضاعة” الاصوات كما هو الحال في أنظمة الدوائر التي تختار عضواً واحداً فقط؟

ان النظم الانتخابية ترتبط ارتباطا مباشرا بعملية التحول الديمقراطي في بلدان العالم. ويؤدي التمثيل النسبي إلى إنشاء سياسات إعادة توزيع أكثر للدخل. ففي المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، التين لم ترغبا في رؤية المزيد من إعادة التوزيع، دعما الدائرة ذات العضو الواحد باختيارهما نظاما انتخابياً ينمّي مصالحهما في المقام الأول. في حين أن اغلبية الدول الأوروبية التي فضلت إنشاء دولة الرفاه الاجتماعي اختارت التمثيل النسبي لتحقيق أهدافها (5). لذلك ينظر معظم علماء السياسة إلى التمثيل النسبي باعتباره النظام الانتخابي الافضل والانسب.

إقبال الناخبين للاقتراع

إقبال الناخبين للانتخاب في أوروبا عموما أعلى بكثير مما هو في الولايات المتحدة الأمريكية. وهو في اوربا عادة في نطاق 70 أو 80 أو حتى 90 في المائة، في حين في الولايات المتحدة الامريكية هو بين 40 الى 60 بالمائة. فالنسبة المئوية الاولى هي حين تكون الانتخابات للكونغرس لوحدها والثانية حين تكون الانتخابات الرئاسية وانتخابات الكونغرس في نفس اليوم (6). وبشكل عام فإن القواعد الانتخابية كما هي مستخدمة في أوروبا تعطي الناخب نفوذاً أكبر على نتائج الانتخابات البرلمانية مقارنة بالولايات المتحدة الأمريكية. وفي العديد من دوائر الكونغرس الأميركي، أصبح عضو الكونغرس الحالي ثابتاً إلى الحد الذي جعل المنافس لا يملك سوى فرصة ضئيلة للفوز سواء كان المنافس ديمقراطيا أو جمهوريا. فإذا كان الناخب يفضل الخضر، على سبيل المثال، فان المواطن لا يشعر بأنه ممثل من أي من المرشحين وقد يعزف عن الاقتراع ليبقى في المنزل.

فلماذا يتمتع البريطانيون بإقبال أعلى بكثير من الأمريكيين على على التصويت على الرغم من أن كلا منهما يمارس نظام (الفائز يأخذ كل شيء) في دوائر فردية؟ على النقيض من الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا لديها نظام برلماني، وليس نظام رئاسي لاختيار السلطة التنفيذية. إن الانضباط الحزبي في البرلمان البريطاني أكثر أهمية بكثير، ويساعد بدوره على تعبئة الناخبين في يوم الانتخابات. وهناك أدلة علمية على أن نظم التمثيل النسبي تشير الى زيادة في إقبال الناخبين على التصويت الانتخابي.  ووجد الباحثون “أدلة دامغة” على أن التناسب (التمثيل النسبي) يساعد على إقبال الناخبين على الانتخاب. ويؤدي التناسب إلى زيادة عدد الأحزاب، مما يساعد بدوره على إقبال الناخبين لاختيار من يمثلهم فعلا. وعلى النقيض من ذلك فإن المقاعد الآمنة في أنظمة (الفائز يأخذ كل شيء) تعطي حوافز قليلة للناخبين للإقبال على التصويت (7).

   ان المؤسسات هي من صنع الإنسان. وبمجرد أن يتم وضعها فإنها تؤدي إلى نتائج يمكن التنبؤ بها نسبيا. ولكن دائماً ما تكون عرضة لتعديلات كبيرة إذا تغير توزيع السلطة السياسية او موازيين القوى. الأسئلة المطروحة هي: من يجب أن يكون لديه سلطة تغيير القواعد الانتخابية: البرلمان اوالناخبين او المحاكم أو مزيج من الثلاثة؟ ومتى من الممكن ان تدخل حيز التنفيذ؟ هل عندما يترك السياسيون الذين يصنعون القواعد الجديدة مناصبهم؟ أو هل ينبغي أن تكون هناك فترة انتظار لسنوات حتى تصبح القواعد الجديدة سارية المفعول؟

تقييم النظام الانتخابي العراقي المقترح ذو الدوائر المتعددة

لكل نظام انتخابي محاسن ومساوئ، وايجابيات وسلبيات. ومن خلال دراستي لهذه الانظمة الانتخابية المطبقة في العالم ومن خلاف معرفتي بتاريخ وثقافة وتنوع العراق، فان النظام النسبي له ايجابيات أكثر بكثير من سلبياته سواء باتخاذ العراق كدائرة انتخابية وطنية واحدة وهو المفضل الاكثر او جعل كل محافظة عراقية دائرة انتخابية واحدة. ان استخدام نظام الدوائر الانتخابية المقترح في مجلس النواب له الكثير من السلبيات اذا طبق مقارنة بايجابياته. فاذا طبق النظام المناقش في مجلس النواب العراقي والمطروح للتعديلات لكي يصادق عليه رئيس الجمهورية بهذه الصيغة فهذه باختصار اهم سلبيات النظام المطروح في مجلس النواب:

1. صعوبة تحديد الدوائر الانتخابية حيث هناك اقضية ونواحي كبيرة او صغيرة العدد نسبيا ويكون من الصعب تحديد حدودها الجغرافية بصورة حيادية او معرفة عدد سكانها الحقيقيين لان ليس هناك احصاء سكاني منذ عقود في العراق. فعدم وجود احصاء سكاني يجعل من الصعوبة معرفة عدد سكان كل قضاء او دائرة او محافظة، واعتبار العراق دائرة انتخابية واحدة يحل هذا الاشكال.

2. ان الدوائر الصغيره هي اكثر عرضه لتاثير رؤساء العشائر والافخاذ ورجال الدين واصحاب المال واصحاب السلاح والنفوذ والجاه وخصوصا في المناطق الريفية او المناطق اقل تمدنا.

3. العراق بطبيعته مجتمع متعدد القوميات والاديان والطوائف والمشارب حيث الصغيرة منها موزعة على مناطق جغرافية مختلفة مما يضيع صوتهماالانتخابي. او بعض الكبيرة لها وجود في مناطق مجموعات اخرى مختلفة. ان تحديد الدوائر الانتخابية سيخلق مشاكل كثيره بين السكان والمجموعات والقوى في هذه المناطق نحن في غنى عنها الان خصوصا في المناطق المتنازع اوالمختلف عليها بين القوميات العراقية المتنوعة.

4. كذلك ليس من المنصف استخدام دوره انتخابية واحدة فقط اذا لم يحصل احد المرشحين على اغلبية 50+1 في المائة من الاصوات.  فذا كان هناك 20 مرشحا في دائرة ما فممكن احدهم يحصل فقط على 20 في المائة من الاصوات ويعتبر فائزا عندما 80 في المائة   لم يصوتوا له. فكيف يمكن ان يقال عنه انه ممثل شرعي للدائرة الانتخابية و80 في المائة من السكان لم يصوتوا له. يجب ان يكون هناك جولة ثانيه للتنافس بين اعلى الحاصلين على الاصوات في الجولة الاولى لكي فعلا يكون الرابح هو ممثلا للدائرة الانتخابية. وبدلا من صرف الكثير من المال للجولة الثانية لتكون معبرة عن راي السكان يمكن تلافي ذلك باعتماد النظام النسبي.

5. ستكون فرص المستقلين والكفآت العلمية ضعيفة في المناطق العشائرية والريفية اذا جرى اعتماد الدوائر المتعددة لكن فرص نجاحهم ستكون اكبر في المدن والاماكن كثيفة السكان والمتحضرة.

6. صعوبة تحديد الدوائر الانتخابية لأبناء الشعب من النازحين والمهجرين.

7. كذلك من الممكن ان يخالف اقرار قانون الدوائر المتعددة جدا الدستور العراقي نفسه الذي يقر بان اعضاء مجلس النواب يمثلون الشعب العراقي كله وليس قضاء او ناحية معينة.

8. ان اقرار نظام كهذا يمكن ان يفتح المجال للاعتراضات في المحاكم والتي يمكن هذا ان يؤدي الى تاخير اجراء الانتخابات المزمع اجرائها قبل موعدها بسبب الانتفاضة الجماهيرية في موعدها المحدد.

وباختصار ومن خلال دراسة التجارب العالمية وبالاخص الاوربية رأينا كيف ان العديد من الدول الاوربية التي غيرت نظامها الانتخابي من التمثيل النسبي الى (الفائز ياخذ كل شيء) تراجعت عن موقفها بعد ان ادركت ايها افضل لها بعد ان جربت النظامين الرئيسيين.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

*أستاذ العلوم السياسية، الجامعة الوطنية، الولايات المتحدة

هوامش ومصادر اجنبية

1. Sartori, Giovanni. Parties and Party Systems (Cambridge, MA: Cambridge University Press, 1976).

2. Duverger, Maurice. Political Parties. Their Organization and Activities in the Modern State (London: Wiley, 1965).

3. Dow, Jay K. Party-System Extremism in Majoritarian and Proportional Election Systems. British Journal of Political Science 41 (2011): 3441–3461.

 4. Bawn, Kathleen. The Logic of Institutional Preferences: German Electoral Law as a Social Choice Outcome. American Journal of Political Science 37 (November 1993): Ibid., 987–988.

5. Alesina, Alberto and Glaeser, Edward L.  Fighting Poverty in the US and Europe (New York: Oxford University Press, 2004).

6. McCarthy, Niall (2006, November). U.S. Trails Most Other Developed Nations In Voter Turnout. Forbes.

7. Crepaz, M.M.L. (2017). European Democracies (9th Ed.). Routledge.

**********

ص15

موضوعات دستورية في الشأن العراقي

شميران مروكل 

صدر كتاب بعنوان (موضوعات دستورية في الشأن العراقي) للدكتور علي محسن مهدي عن دار الرواد المزدهرة في نهايات العام الماضي في 229 صفحة من القطع المتوسط يلقي الضوء على مفردات قانونية ويتناول بالشرح مواضيع مثل الفراغ الدستوري وشرعية تمديد مدة مجلس النواب وماهية حكومة تصريف الاعمال واشكالية انتقال النواب من حزب الى اخر ومؤكدا على ان العدالة الانتقالية هي الطريق الامثل للتحول الديمقراطي وقضايا اخرى كادراج الحماية الاجتماعية في خطة التنمية الوطنية للاعوام 2018ـ 2022 والتعددية في المجتمع.

القاضي سالم روضان الموسوي يقول في مقدمة الكتاب، ان هذا المطبوع سيغني المكتبة القانونية والدستورية ويسد بعض من فراغاتها والكاتب نجح في عرض وتحليل واقع المشكلة الدستورية في العراق وبحث عن الحل فعرض بعض استنتاجاته التي انطوت على مفاتيح الوصول الى الحلول وعلى وفق الاحكام الدستورية، معالجا اشكالية تمديد عمل مجلس النواب كما عالج موضوع اشكالية انتقال النواب من حزب الى اخر وهذا الموضوع جديد لان الحياة النيابية الحقيقية لم يشهدها العراق منذ اكثر من ستين عام تقريبا.

المادة الأولى في الكتاب كانت قراءة قانونية حول شرعية تمديد مدة مجلس النواب ويقدم الكاتب شرحا لمعنى الديمقراطية التي تعني حكم الشعب وان الممارسة في ذلك اتخذت ثلاث صور: الديمقراطية المباشرة، الديمقراطية غير المباشرة والديمقراطية النيابية , والتي تقوم على اساس انتخاب الشعب لعدد من النواب يتولون ممارسة السلطة باسم الشعب ونيابة عنه لمدة محدودة .  الفقه الدستوري يؤكد على تحديد مدة زمنية للمجالس النيابية في الدستور وهذا ما تنص عليه اغلبية الدساتير وفي الدستور العراقي لسنة 2005 ينص على ان تكون مدة الدورة الانتخابية لمجلس النواب اربع سنوات تقويمية تبدأ بأول جلسة له وتنتهي في نهاية السنة الرابعة، ولا يجوز التمديد. وعن الغياب الدستوري يقول: يحدث ذلك عند غياب اي سلطة من السلطات الثلاث عن ممارسة اختصاصها دون التعرض لذلك من قبل الدستور ويحدث هذا في النظم البرلمانية عند حل السلطة التشريعية او انتهاء مدة بقائها دون التقييد بالأحكام الزمنية لاعادتها وخلال تلك الفترة تتحول الوزارة الى حكومة تصريف الاعمال او تصريف الامور اليومية.

ان وزارة تصريف الاعمال هي وزارة مؤقتة ناقصة الصلاحية لأغراض تصريف الامور لمدة محددة من الوقت ولفترة ما بعد سحب الثقة من الوزارة او بعد انتهاء الوجود القانوني للبرلمان والقيام بالانتخابات او ظرف طارئ حال دون عدم تشكيل الوزارة الجديدة او تأخرها ولا يحق لهذه الوزارة البت في الامور ذات الطبيعة المستقبلية والمصيرية ويقتصر عملها في العاجل من شؤون الوزارة وتسيير مصالح المواطنين. وفي القانون الدستوري ان الاصل في النظام البرلماني تقديم الوزارة استقالتها عند سحب الثقة عنها من البرلمان وكذلك عند انتهاء مدة الدورة الانتخابية. وبالنسبة لمسألة اختيار رئيس الوزراء فتاريخيا مرت بمراحل وباشكال متعددة وتعود جميعها الى الخلفية التاريخية التي نشأ عليها النظام البرلماني في بريطانيا والذي منه انتشر الى مختلف الدول وكل واحدة منها قد ادخلت عليها بما يتلائم مع مستوى تطورها الحضاري.

تنظيم اختيار رئيس مجلس الوزراء يعتمد في النظام البرلماني التقليدي على اساسين، التنظيم الدستوري والاخر هو التعددية في الحياة الحزبية، وقد يكون نظام يتكون من حزبين (بريطانيا مثلا) ونظام الاكثر من حزبين وهو الشكل المعتمد في اكثرية دول النظم البرلمانية.  وتنظم الدساتير اختيار الحكومة من خلال بعض النصوص الخاصة بفصل السلطة التنفيذية والتي تتضمن الاجراءات والضوابط والآجال الزمنية الواجب التقيد بها. ولكن في الدول التي يسودها تمايز اجتماعي وانقسام سياسي لجملة من الاسباب قلما نجد حزب يحظى بتواجد وحضور مؤثر في كل مناطق الدولة مما يصعب امكانية تشكيل حكومة تقوم على اساس الاكثرية النيابية التقليدية.  ومن اجل دمج المكونات الاخرى في الحياة السياسية لا بد من تشكيل حكومة تقوم على اساس التوافق لتجاوز ذلك التمايز والانقسام وعادة يكون ذلك بشكل مؤقت حتى ازالة اسباب التمايز الاجتماعي (العراق انموذجا).

ان اختيار طبيعة النظام السياسي وشكله غير خاضع الى قوالب جامدة فكل واحد منها جاء حصيلة تطورات متدرجة وفي ظل ظروف تاريخية محددة وقد تأثرت بالمسارات الخاصة التي اختطتها الدول الديمقراطية العريقة، فالنظام السياسي الذي يصلح لشعب قد لا يصلح لشعب اخر وان تجربة كل شعب مع اي نظام قد تضيف الى هذا النظام بما يتلائم وطبيعة تطوره ونضجه السياسي. ان عملية التحول الديمقراطي الجارية في العراق في ظل التحديات التي تجابهها في الوقت الحاضر وفي ظل عدم وجود حياة حزبية ديمقراطية متجذرة يتطلب التعديل في قانون الاحزاب السياسية والنظام الداخلي لمجلس النواب والمفوضية المستقلة للانتخابات والقانون الانتخابي بما يضع بعض الاجراءات والضوابط للحد من اشكالية الانتقال من حزب الى اخر في ظل حالة التشظي المتزايدة داخل الاحزاب والتي تنعكس على الاختلال في التوازن بين القوى الفائزة في الانتخابات مما يعرقل تشكيل الحكومة لفترات غير قليلة والاثر السلبي على حالة ضعف الاستقرار السياسي والسير المنتظم للمرافق العامة

ومن معايير تشكيل الوزارة عند صدور مرسوم تكليف المرشح لمنصب رئيس مجلس الوزراء من قبل رئيس الجمهورية يبدأ المكلف بالبحث عن طاقم الوزارة ويستند في ذلك الى مجموعة من الاعتبارات منها الشخصي والحزبي والفني والمناطقي والطائفي والقومي والديني. ويراعي العراق منذ تشكيل الدولة تمثيل القوميات والاديان والطوائف. وحظر الدستور العراقي الجمع بين عضوية مجلس النواب واي عمل او منصب رسمي آخر وهذا تقليد خارج عن سياقات النظم البرلمانية التقليدية ففي بريطانيا الوزراء هم اعضاء في مجلس العموم البريطاني وكذلك المانيا اما اليابان فطبقا للدستور يجب ان يكون نصفهم على الاقل اعضاء في البرلمان.

يشير الكاتب الى عدد من عناصر النظام البرلماني العراقي والتي نضمنها الدستور العراقي النافذ، فرئيس الدولة غير مسؤول لان الوزارة هي التي تقوم بمهام السلطة الفعلية، والوزارة مسؤولة امام البرلمان وهو العنصر الثاني من عناصر النظام البرلماني والوزارة هي العضو الفعال في السلطة التنفيذية. والدساتير البرلمانية تنص في العادة على ان مجلس الوزراء هو المهيمن على شؤون الدولة وليس رئيس الدولة ، هو الذي يضع السياسة العامة للدولة ويقوم بتنفيذها وان رئيس الوزراء هو المسؤول الفعلي امام البرلمان مع الوزراء ودائما يكون رئيس الوزراء من حزب الاغلبية او الائتلاف الأكبر وبشان التعاون والرقابة المتبادلة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية ، فالنظام البرلماني هو صورة من صور مبدأ الفصل بين السلطات وهو فصل مرن مشوب بروح التعاون والرقابة المتبادلة بينهما والعنصر الرابع هو ضمان التوازن بين السلطتين ،  والمقصود بالتوازن بين السلطتين  هو المساواة بينهما بحيث لا ترجح كفة سلطة لحساب سلطة اخرى او تطغي عليها وان اهم سلاحين لتحقيق التوازن هما حق البرلمان في الاقتراع بسحب الثقة من الوزارة وحق الاخيرة في حل البرلمان ويتمثل التوازن مابين السلطتين  في قدرة كل سلطة على  انهاء الوجود القانوني للسلطة الاخرى.  ان النظام البرلماني هو ذلك النوع من انواع الحكومات النيابية الذي تكون فيه الوزارة مسؤولة سياسيا امام البرلمان ويكون لها في مقابل ذلك حق حل البرلمان.

كما يؤكد الكاتب ان العدالة الانتقالية هي الطريق الامثل للتحول الديمقراطي فهو عبارة عن مجموعة متكاملة من الاليات والطرق التي يتم اعتمادها لمعرفة ومعالجة وقائع انتهاكات حقوق الانسان حيث تساهم في كشف حقيقتها ومساءلة ومحاسبة المسؤولين عنها ورد الاعتبار للضحايا بما يحقق المصالحة الوطنية الشاملة ويحفظ الذاكرة الجمعية ويوثقها ويرسي ضمانات عدم تكرارها وتساهم في الانتقال من حالة الاستبداد الى نظام ديمقراطي يساهم في تكريس منظومة حقوق الانسان.

اشار الكاتب الى الرعاية الاجتماعية التي تحظى بمكانة بارزة في خطة التنمية الوطنية للاعوام 2018ـ 2022 وتتضمن الاجراءات العامة التي تتخذ استجابة لمستويات الضعف والمخاطر والتي تعد غير مقبولة اجتماعيا في اطار نظام سياسي او مجتمع معين وتتكون من السياسات والبرامج الرامية للحد من الفقر والاجراءات التي تقوم بها الدولة بتعزيز كفاءة اسواق العمل مما يقلل تعرض الناس للمخاطر والتي تتضمن التأمينات الاجتماعية والضمان الاجتماعي والرعاية الاجتماعية. وقد ركزت الخطة الوطنية على اربعة اعمدة رئيسية وهي بمثابة مسارات موجهة وفي نفس الوقت تمثل اهم التحديات للتنمية وهي: ارساء اسس الحوكمة وما يرتبط بها من ركائز ومقومات، وتطوير القطاع الخاص كمرتكز واعمار تنمية المحافظات ما بعد الازمة والتخفيف من حدة الفقر متعدد الابعاد في وضع جميع المحافظات.

وفي موضوعة التعددية في المجتمع العراقي يشير الكاتب  الى ان عملية التحول الديمقراطي التي انطلقت بعد الاحتلال وسقوط الديكتاتورية قد افضت الى تبني احد انماط الديمقراطية وبما يتلائم مع طبيعة المجتمع العراقي المتسم بالتعددية وغير المنسجم وبما يحقق مصالح وتطلعات كل مكون للوصول الى حالة من التوازن الموضوعي فدائما ما تطلق حالة التأسيس للمسار الديمقراطي بعد عهود من حكم التسلط والديكتاتورية التحديات الكبيرة والسلوك السياسي الذي يرتبط بحقوق وتطلعات كل مكون والتي عادة ما تكون متعارضة فيما بينها ومع عدم وجود ارث ديمقراطي في التعامل مع المظاهر الجديدة فيحاول كل مكون فرض اجندته على الاخرين وبشتى الطرق والممارسات ومنعا لحدوث الاحتراب يبقى مسار الديمقراطية التوافقية هو الاجدى نفعا من اي مسار اخر في ظل الامد المنظور  .

********

ص16

مطشر المجراوي

والشعرية الفطرية

علوان السلمان

الثقافة الشعبية ارث معرفي فاعل ومتفاعل مجتمعيا بكل فنونه واجناسه..والشعر الشعبي صورة من صور الوعي الاجتماعي الذي هو انعكاس للواقع الاجتماعي..وسيلته اللهجة العامية المتداولة وغايته المنفعة الفكرية والمتعة النفسية..والشاعر مطشر عبدالنبي المجراوي 1898ـ 1969.. يعد علامة مضيئة في مسيرة الشعر الشعبي والاغنية الريفية التي اجاد اداؤها الكثير من المطربين منهم سلمان المنكوب وسيد محمد وعبادي العماري وداخل حسن وتركت اثرها في نفوس متلقيها وخصوصا الزهيري الذي تميز به شاعرنا حتى انه لقب باميره آنذاك..وذات مرة جرت مساجلة شعرية بين الاب المرحوم عبدالنبي المجراوي وابنه الحاج مطشر المجراوي..اذ يقول الشاعر عبدالنبي:

يا صاح جرح الكلب حاير انه بلحمته

او ثوب التهاني ركد مبتوت من لحمته

غم الرجل لو رجه انوالات من لحمته

يا صاحبي الروح بعنان الصبر عنها

او لديار الاجواد روحك لو بغت عنها

لكن بدت مسألة ورد اسألك عنها

كلي الجلب لو سمن هم تنوكل لحمته

فيجيبه الابن مطشر المجراوي:

ارداي ثوب الصبر وعله النوايب جلد

واللي نخاني اطيحن دوم جلد او جلد

اطعن كلوب العد او بالراس اجلد جلد

واعتني الزينات لو سابع سمه لو سمن

او لركاب الانذال انه اشتري لو سمن

يلكلت لحم الجلب من ياكله لو سمن

اليوم اكو انذال تاكل لحمته والجلد

فالنص ينبثق من موقف انفعالي يكشف عن عمق المعنى بجنوح المنتج(الشاعر) الى التركيز والايجاز في التعبير عن لحظته المتسائلة باعتماد تقنية الانزياح الناتجة من توظيف الاساليب البلاغية(الجناس والمجاز والاستعارة..)

ومن اشهر نصوصه الشعرية التي لاقت رواجا وغناها المطرب داخل حسن هي: (اهنا يمن جنه وجنت/ جينه او وكفنه ابابك..)وقد كان مصدرها مفردات الشاعر الفطري الذي لايجيد القراءة ولا الكتابة بل يحفظ الحكايات وينظمها شعرا كما في حكاية الفتاة التي عقدت علاقة حب بينها وشاب من قريتها وتعاهدا على الزواج..وبعد مرور فترة من الزمن يتقدم الشاب العاشق لخطبة حبيبته ويفي بعهده لكن والد الفتاة يرفض هذا الزواج وتتكرر الخطبة والاب ما زال مصرا على الرفض حتى يزوجها من احد اقاربه..وتنقطع العلاقة بينهما لسنين.. وفي  احد الايام تمر الحبيبة بالسوق لشراء بعض ما تحتاج اليه.. واذا بها تلمح حبيبها في دكان لبيع الاقمشة  يعود له وتعامله عن بعض من بضاعته وهو لا يتذكر من هذه التي اطالت الحديث معه.. لتكشف عن ردة فعله بمشاهدتها..لكنه لم يعر اهتماما لها..فنادته قائلة:

اهنا يمن جنه وجنت

جينه او وكفنه ابابك

ولف الزغر ما ينسي

شمالك نسيت احبابك

بعدها تلف عباءتها وتدس جسدها وسط حشود الناس..حينها ينتبه العاشق وتجره الذاكرة صوبها يتلفت ولم يجد لها اثرا فيعض اصبع الندم ولات ساعة مندم..وعلى اثر ذلك يكتب المنتج(الشاعر) ست مقاطع اخرى مضافة الى المستهل:

ولف الجهل ما ينسي

جنك صدك ناسيني

وسنين مرن بالهجر

وانه الهجر ياذيني

فالنص يستفيق على خطاب يدغدغ المشاعر ويثير العواطف كي يشعر الآخر بعمق الالفاظ التي يوظفها المنتج في حقله الدلالي الخالق لنص محتشد بالصور ذات الايحاءات النفسية العميقة وهو يعبر عن تجربة عاطفية بتلقائية وعفوية..

*********

فضاء شعبي

الأبوذية شعر شعبي يؤرخ عادات العراقيين

علاء كولي

يعد شعر الأبوذية المنتشر في جنوب العراق واحدا من أهم ألوان الشعر الشعبي، ويحظى بشعبية واسعة في هذه المناطق، حيث يتداول الناس أبياتا من هذا اللون في المناسبات وحياتهم اليومية، بسبب تأثيرها على المتلقي. وعرف عن الكثير من الشعراء منذ أزمان مختلفة كتابتهم هذا الشعر بشكل واسع، وسجلت الثقافة الشفاهية الكثير من الأشعار في هذا المجال. وتتكون الأبوذية من أربعة أشطر، تنتهي الثلاثة الأولى منها بجناس متشابه في اللفظ ومختلف في المعنى، والبيت الرابع يسمى القفل، وينتهي عادة بالياء، والأبوذية من بحر الوافر (أحد بحور الشعر العربي المعروفة)، ويكون بتفعيلة "مفاعلتن مفاعلتن فعولن"، وللأبوذية عدة أنواع، لكن السائد منها هو الذي اعتاد الناس على سماعه، والمؤلف من أربعة أشطر والمعتمد على نفسه بالفكرة، أي غير مُوَلّد من الشعر الفصيح.

واستطاع شعر الابوذيةأن يؤرخ لنا أغلب أطوار الغناء الريفي الذي برع فيه مطربون كبار مثل حضيري أبو عزيز وداخل حسن، لأنها تعتمد بشكل أساسي عليه، وله الفضل الكبير في معرفة تلك الأطوار على مر الأزمان التي ظهرت بها. ويعتبر الشعراء الأبوذية فناً قائما بحد ذاته، وهو يختزل فكرة كبيرة، لأنه يعادل بيتين من الشعر العربي بتركيبته، أي صدر وعجز وصدر وعجز، ويفسر كثير من العارفين بالشعر الشعبي أن شعر الأبوذية من حيث المعنى جاء من الأذية، وهي مفردة شعبية دارجة تعني الشيء المؤلم، وفي الغالب يكون الشعر في نغمة من الحزن والوجع والألم.

ولشعر الأبوذية وظيفة مهمة سجلتها الأحداث والمواقف، فكما يبث الشكوى والتوجع، فقد عالج الكثير من القضايا، منها إسقاط دين عن كاهل مديون أو حل مشكلة أو قضية اجتماعية كبيرة، كما إن الأدب الشعبي بكل أشكاله ومفرداته هو المعين الرئيسي الذي نستقي منه بحكم ارتباطه بالمجتمع وتعبيره عن قيمه وأحداثه وثقافاته في مراحله المختلفة.

ورغم الأصوات العالية التي تنتقد اللهجة العامية، وتعتبرها انحدارا في اللغة، وتحارب كل ما يكتب أو ينظم بها، فإنَّها فرضت نفسها كواقع معيش -شئنا ذلك أم أبينا- وخلدت نفسها بما كُتب ونُظم فيها من أشعار وأمثال وحكايات خلّدت عادات العراقيين وتقاليدهم وأسلوب حياتهم، وأرَّخَت للكثير من حوادثهم التاريخية وبطولاتهم الوطنية الرائعة.

**********

تجليبه

علاء الماجد

اجلبنك يليلي اثنعش تجليبه

ومن كثر القهر طلعت الف شيبه

اجلبنك يليلي والشعب مقهور

والتموا عليه الردي والطرطور

التظاهر بالسلم مكفول بالدستور

يادستور من ترجع لـ أبو حديبه

اجلبنك يليلي اثنعش تجليبه

اجلبنك يليلي والشعب مغلوب

حقه بالحياة مفرهد ومسلوب

ومن جذب الحكومة ترسينه جيوب

ومن نحجي نشكل خطر لو ريبه

اجلبنك يليلي اثنعش تجليبه

اجلبنك يليلي وكلبي ينزف دم

على الراحوا غدر بالجسر والمطعم

بس عدنه امل هذا الوطن يسلم

وتعدي الغمامه وهاي المصيبه

اجلبنك يليلي اثنعش تجليبه

اجلبنك يليلي وتشهد التحرير

وشبان التظاهر تنشد التغيير

هبوا للوطن يردونه جنه يصير

بس اهل الفساد تريد تسليبه

اجلبنك يليلي اثنعش تجليبه

***********

ابوذيه

عبد حلو حيدر الفريجي

جم طاغي حكمنه بظلم سفاح

نركض والركض للموت سفاح

اظن جروان دمعي دفك سفاح

او جرحلي جفون العين اليه

***

دوم اسم الطغاة بحقد ينساب

عسن عكرب لعين اعليك ينساب

الك هالظلم والتعذيب ينساب

افرح من يمر نعشك عليه

***

بعد ميفيد جرح الكلب رفات

مسجبات بدمع لعيون رفات

اعذرني لو صرت فد يوم رفات

جنازة والنعش محمول بيه

***

بدفو خدك يناهي بفرح بسناه

كوكب يضوي عالمخلوك بسناه

بغرامك يا ترف من كال بسناه

يظل مكتوب حبنه للمنيه

***

اظلن بالوصل وياك لازم

رمانك يشك الثوب لازم

اليقره الحرف عنده عيون لازم

اكحل رموشك الحلوه بديه

**********

أســاور

جواد الدراجي

وشما أسولفلك وأعد

وغصون صوتي برعمت بعده حچينه ولا روه

والما يعرفون العشگ

شيّب زمنهم وأنّسو وكتابهم سكته أنطوه

شو باقي قيس ولا عتگ

بعده بفكر كل الخلگ يركض صبي وتوه هوه

وليلى بعطرها الأولي نفحات شيطان وغوه

***

وسولف شغفنه بلا خجل والما درى أصبح داري

يا شوگنه أمطرنه صبح وأعزف ضوه أعله أوتاري

و ..وصي البلابل من تحن تلگه وطن بأشعاري

يا شوگ بيع النه فرح  گبلك فرح ما شاري

***

وأحلم حلم غيمه وتجي بفيها النوارس تهتدي

لخصر المراكب تنثني وتگعد على الشاطي الندي

بظلها المواني مكحله وريح المغازل يبتدي

وتذوب أساور عالعضد ترفه وتحط .. غنوه بحدي

**********

ص17

“الثقافة الجديدة”

من الازمة الاقتصادية وانتفاضة تشرين الى الادب والفن

ليست هناك فواصل بين الفكري والاقتصادي والابداعي.. الكل يشكل محوراً  تنويرياً تعمل عليه مجلة “الثقافة الجديدة”.. ففي عددها الأخير (تموز 2020) احتفاء بثورة 14 تموز ودراسات تتعلق بالازمة الاقتصادية الراهنة في العراق، وملف انتفاضة تشرين، وحوار مع الاستاذ ناجح المعموري..  وقد ساهم في العدد الأساتذة: ثامر الصفار، حاكم محسن الربيعي، معتز محيي الدين، لطفي حاتم، موفق الطائي، هاشم نعمة، صبري السعدي، باسم أنطوان، ماجد الصوري، مظهر محمد صالح، نبيل المرسومي، حيدر سعيد، سرمد الطائي، طالب عبد الأمير، علاء حميد ادريس، الى جانب نصوص قديمة لطفي علي، وترجمة رشيد غويلب. وفي “ادب وفن” كتب مؤيد جواد الطلال، خالد الحلي، جبار صبري، معتز عناد غزوان، نادية هناوي، ثامر الحاج امين، محمد السعيدي، مؤيد عبد الستار، جودت جالي، سعد الحسني، حسب الله يحيى.

*******

مسرح

الممثل اللاعب

د. جبار خماط

اتعبه الصوت وضياع المعنى بسبب التفسير والتأويل، فكر ان يجد بديلا عن الكلمة، الجسد وايماءاته وحركاته، فكر في نفسه ومغامرته، هل انجح ؟ نعم لان الجسد له لغته، وله جمالياته في التعبير، لكن ان نقفز مباشرة اليه وننسى الكلمة كليا، قد يربك هذا لتواصل، فالجمهور تعود الالقاء الخطابي والأصوات الجميلة.. حسنا ستكون معي جوقة لا تتكلم الا عند الضرورة، فهي صامته تدخل حين يلتبس المعنى على الجمهور، بسبب عدم قدرة الجسد في بعض الأحيان على إيصال الرسالة، ليكن عددهم 3، وماذا عن النغم والموسيقى؟ وجدت لها  بديلا في الجرس / الخلخال،أعلقه في ساقي، لاضبط إيقاع جسدي مع صوت الجرس. اما مكان العرض فليكن بعيداً عن المسارح التقليدية الكبيرة الحجرية. لتكن في الشارع، في السوق او الأماكن العامة. حسنا لننطلق في عرضنا الأول.. كلام من هذا؟ قد يتساءلون من هذا صاحب الجرس او الخلخال الذي انكر الالقاء والصوت ومال كل الميل نحو لغة الجسد والإيماءة؟ إنه لون جديد من الأداء المسرحي الفرجوي، ظهر لدى الرومان القدماء، هو التمثيل الايمائي (البانتومايم) إذ يقوم ممثل يمفرده، يعتمد اداؤه، على وحدة مسرحية تعمل على وفق جو نفسي خاص، يمسك بانفاس الجمهور، وكان ذلك الممثل - كما يقول- شلدوت تشيني- يلجأ إلى استعمال جرس في قدمه، ليؤكد وحدة النظم على إيقاع الموسيقى. ويخلق التمثيل الايمائي الروماني، الأثر الكلي على الجمهور، بوساطة ثلاثة عناصر، الممثل والجوقة والموسيقى، التي تجتمع مع بعضها على هيأة وحدة نفسية إيقاعية تؤلف في المحصلة ما يعرف بقاعدة الاتصال الايمائي الداخلي الناتجة المضخمة للممثلين الإغريق او الرقص المصنف للجوقة. ما فعله الممثل الايمائي من تراكم الخبرة المسرحية الاغريقية، هو اخذ عناصر الفرجة منها، من رقص وإيقاع وإشارات وترك الباقي الخاص بتراث المعنى والكلمة. ويعد هذا تجريبا خالصا، لأنه لم يتجاوز الأصل بكليته، بل فهمه على نحو جديد، مستخرجا منه فنا جديدا - التمثيل الايمائي- مكتملة أركانه. ولهذا يمكن عد العرض الايمائي المسرحي، بداية فصل الفرجة عن المسرح الدرامي / مسرح الكلمة والمعنى.، ويلاحظ أن العناصر الثلاثة للعرض الايمائي (الممثل والجوقة والموسيقى) تمتاز بالوحدة التركيبية، التي كان لها مفهوم الفعل التام من بداية ووسط ونهاية، فالتمثيل الايمائي لدى الرومان، يصاحبه أداء صوتي من الجوقة، وظيفته تفسير الإشارات والإيماءات، التي يقوم بها جسم الممثل. ويمتاز الأداء الايمائي بالتحكم والضبط الاتصالي، بين الممثل وبقية العناصر على الخشبة، دون الاتصال المباشر مع الجمهور، لان الجوقة تكون مسؤولة على هذا الاتصال بوساطة الإرسال الصوتي / الكلام، المعبر عن المحتوى الفكري والعاطفي للايماءة، التي ترسل إلى الجمهور، ويرى (styan) ان الممثل الايمائي ينبغي، ان يكون لديه احساس بالكلية في اي قصد، وعمله ذو تناسق واحد، يعتمد اتمامه على التوازن والتوافق الذاتي للأداء.

إن التمثيل الايمائي لدى الرومان، المدعوم بالصوت، قد يصل واضح القصد وبيان الدلالة لدى المتلقي، الأمر الذي لا نجده- في بعض الأحيان- في عروض التمثيل الايمائي المعاصر، التي هي تجسيد للفكرة المسرحية، بشكلها الظاهر، على الرغم من كونها تتراوح ما بين فنية الرقص، ومبدأ التصرف الواقعي، فإنه لا يصل إلى ضمانية فهم مكتملة. ولهذا يمكن عد التمثيل الايمائي الروماني، بأنه اتصال حركي، بين الممثل والموسيقى والكورس، يعتمد الإحساس بالكلية الادائية الذي كان يتقنه مبتكر الفن الايمائي الأول الذي ولد وعاش ومازال جرسه في متحف ذاكرة الناس، تتفاعل مع مغامرته الناجحة الأولى.

*********

أوان الرحيل

شاكر السامر- اسطنبول / خاص

 * أمسحُ المشيبَ بالمشيبِ

 وأمشّطهُ بلذيذِ العُمرِ المسجّى

على عتبةِ الدارِ والصبَواتْ ،،

ونزيفِ الجدارِ ،

وهو يرثي المعلّقاتِ

وعبيرَ القرنفلةْ ..

“كورونا” اقفلتْ أبوابَها بوجهِ السعادةِ

وحطتْ شهوتَها الجارفةَ لحدودِ البغي

على مصارعِ العشاقْ ..

كُنْ كما انتَ ذكراً أو أنثى أو كما تُريد

لا فرقَ بينَ الجنونِ والمستحيلْ ،

إلا إشارةَ العبورِ الى رصيفِ التمنّي ..

مازلتَ طريّاً أيُّها الفايروسُ المخبولُ

كعسلِِ الأفعى ..

لكنَّكَ لا تجيدُ الأختيارَ لشهوتِكَ الحارقةً ..

هناكَ تركتَهم يعبثونَ طغاةً

 بنهودِ أحلامِ الياسمينْ ..،

وفي القصورِ يتجرأونَ 

على سماحةِ القدرِ المصلوبِ

حولَ أعناقِهم .،

والمفتونِ بصدورِ الأحبةِِ والبؤساءْ ..

تريّثْ وديعاً أيُّها الفايروس العاري

عن الخديعةِ والسمسرةْ..،

 والمنضّبُ بالرعبِ والعفترةْ ..

فأنتَ الحقيقةُ التي لا حياةَ فيها ..،

ولا صرخةً لولادةٍ جديدةْ ..

رُبّما كنتَ طفلاً في سالفِ المكرِ

تلازمُ الكهوفَ الرديئةَ بالعناكبِ ..،

 تسيرُ في غابةٍِ مقفرةِ النورِ  ،

تلبسُ قماطَ الانتظارْ

لتعبثَ بالنهارْ  ..

تُلازمُكَ الأسئلةُ في كُلَّ الأسفارْ ..

وتبتهجُ بسرَّكَ الدفينْ ..

 لترضعَ حليبَ الياسمينْ

تعاليتَ من جَنينْ  .. !

 في رحمِ الذنوبِِ والمكابرةِ الآثمةْ ..

و رُبّما كنتَ فتيّاً

 تحذَرُ من المعصراتِ والخانقاتِ ،

ونفخةِ الجلجلةْ..

ولستَ وحيداً

تنامُ عارياً بين جسدِ الأنثى السوداء

أو الشقراء أو الماجنةِ الطليقةْ ،

نَزِقاً تنوءُ

بشهوةِ الشبقِ المُرِّ المخزونِ

في عروقِ بطنِكَ الخاويةِ

من القناعةِ ،

والباذخةِ بالعنفوانْ ..

تلفُّ عشيقتَكَ “الكورونا”

بلهفةِ الحبيبِ الغريب

المريب،

وتمرحُ في رضابِ البرودةِ الناعسةِ

في شفتيها ..

وتمضغُ لذّتَكَ الماجنةْ ..،

في سويداء روحِكَ

غيرَ آبهٍ برقصِ الأجنّةِ ،  

وهي ترتطمُ في رحمِها المباركِ

بماءِ الأقوياءْ  ..

وها أنتَ نزعتَ من أكمامِكَ

نياباً  تجوعُ وتضحكُ

دونَ ابتسامةٍ مفرطةٍ أو رأفةٍ بريئةْ ..

غارقٌ حدَّ الثمالةِ

بحلمِكَ المقدّسِ تأبى الرحيلْ ..

كأنَّنا على موعدٍ مفتونٍ  معكْ..

أيُّها المخذولُ ما أصلفكْ ..!

خُذْ لعينيكَ البارزتينِ

كأنيابِ الضباعِ

بعضاً مما أصطفيتَ من حلوى

للحفلةِ الماكرةْ ..

خُذِ الوردَ والأبنوسَ

وأقفاصَ السرورِ وثغاءَ الأطفالِ

وغناءَ أوراقِنا

في صالةِ الحياةْ ،..

والسكائرَ  ونبيذَ فرحتِنا الصدئةْ ،

ووعودَ العرّافاتْ ، ..

وَدَعْ أذاكَ يتبخترُ

في الأزقةِ المرصّعةِ بالأوحالِ والطعناتْ ،

 أو في البيوتِ الموبوءةِ بفقرِ الأُمّهاتْ ، 

أو في الشوارعِ المستباحةِ

بالدخانِ والمتفجراتْ ،

فقد ألِفنا الرحيلَ والمغيبَ

في دمعةٍ واحدةْ ،

وشهقةٍ واحدةْ

والمكوثَ على شفا مقبرةٍ عاهرةْ ..

كأُسرةٍ واحدةْ ،..

قبلَ طلعةِ الشفقْ  ..

.. سأشدُّ عضدَكَ بأخيكَ الفسادِ الجميل ،

 في مذاقِ الوطاويط والخفافيش

وشُذاذِ الصلواتِ على براميل الدولاراتْ ،

 في عُصبةِ السفلةْ ..

ولتكنْ ما تكنْ ..! وأحذر ِ الأصدقاءْ ..!،

فالجياعُ على تخومِ الساحاتِ

هم الماردونَ عصفكَ

خلفَ أسوارِ النخيلْ

حينَ تسابقُ الخيولُ أشباحَها

وتصهلُ الحناجرُ :

أنْ آنَ الأوانُ لكنسِ المزبلةْ ..

ودورة َ الرحيلْ ..

***************

ص18

الفوضى المستدامة في العر اق

عن دار الرواد المزدهرة ومؤسسة المثقف العربي صدر كتاب “الفوضى المستدامة في العراق - حوار مفتوح” لمؤلفه د. موسى فرج، رئيس هيئة النزاهة سابقا. يقع الكتاب في 600 صفحة من القطع الكبير، ويتضمن اربعة فصول وعديدا من المقالات المنشورة عن المؤلف، الى جانب الحوارات التي اجريت معه.

*********

رحلت “فراشة بغداد” !

بعد مسيرة فنية حافلة بالأغاني البغدادية الجميلة، رحلت “فراشة بغداد” الفنانة أحلام وهبي يوم الثلاثاء الماضي.

وأحلام وهبي (سهام) هي ابنة الشاعر حافظ جميل والمطربة منيرة الهوزوز. ولدت في البصرة عام 1938 وعاشت في بغداد، واشتهرت بأغانيها ذات الطابع المديني.

لحن لها كثيرون أبرزهم الملحن العراقي ناظم نعيم، وملحنون عرب معروفون بينهم: بليغ حمدي، منير مراد، وسيد مكاوي.

ومن بين طريف ما يروى أن أحلام وهبي، التي تسلمت مبلغ أربعة دنانير مقابل تسجيل أول أغنية لها، وهي أغنيتها الشهيرة (عشاك العيون)، وزعت هذا المبلغ على الفقراء. ويذكر أنها من بين من اتخذوا موقفا عصاميا فلم يغنوا للنظام الدكتاتوري.

عاشت “فراشة بغداد” سنواتها الأخيرة في عوز وعزلة، حتى رحلت في عمر الثانية والثمانين، لتظل ذكراها عاطرة في قلوب أجيال من العراقيين الذين أبهجتهم بأغانيها البغدادية الأصيلة.

**********

استحدث برامج للتواصل الثقافي في ظل كورونا

بابا علي العبودي

ايقونة جمال نجفية

النجف – ملاذ الخطيب

بابا علي العبودي، هكذا يسمونه في مدينته التي يعشق، النجف. انه قادم من رحم الكلمة المبدعة، من اتحاد الأدباء والكتاب في محافظة النجف، وقد وجد نفسه محاطا بمجموعة افكار، فحاول أن ينفذها على أرض الواقع في ظل جائحة كورونا.

بعد توقف نشاطات اتحاد الادباء في النجف، جراء أزمة كورونا وتعليمات التباعد الاجتماعي، استحدث العبودي فكرة الجلسات التفاعلية على شبكات التواصل الاجتماعي، التي تتم ببث مباشر ويشارك فيها أدباء ومثقفون من جميع المحافظات.

ولم يكتف بالجلسات التفاعلية، فاستحدث برنامجا عنوانه “في زمن كورونا”، يلتقي فيه بمصابين بالفيروس، وبأفراد من “الجيش الأبيض”، فضلا عن فنانين وطلبة وشباب محتجين، ليسلط الضوء على نشاطاتهم في ظل الجائحة.

“طريق الشعب” التقت بالأديب علي العبودي، وسألته عن برنامجه. فأجاب قائلا أن “الواجب الحقيقي ينبع من وجدان الفرد كي لا يتوقف نبض عمله يوما، وانا لا اجد مساحة للراحة ما لم أقدم لمجتمعي واهلي ما عندي من عطاء”، مضيفا انه “يجب أن لا أكون ساكنا أو صامتا يوما. فيتحتم علي ان ابذل ما عندي، كي تكون الحياة جميلة امام عيني”.

وتابع قوله، انه “لا يمكن للمرء الذي لديه ما يقدمه، ان يقف مكتوف الأيدي، خاصة إذا وجد فريقا يسنده، من الشباب أو الكبار”.

وتحدث العبودي عن نشاطاته خلال شهر تموز الجاري، مشيرا إلى انه “بعد نجاح برنامجي التفاعلي، الذي قدم العديد من الحلقات خلال شهر حزيران الماضي، بالتعاون مع فريق I MAX)) ومنتدى النجف الاجتماعي واتحاد ادباء النجف. واصلنا خلال الشهر الجاري تسليط الضوء على نشاطات منظمات المجتمع المدني وحملاتها، وذلك في حلقة خاصة عنوانها (هاشتاكات). كما تطرقنا إلى هموم الطلبة في حلقة حملت عنوان (ارتفاع الاجور الدراسية في الجامعات والكليات الاهلية)، وحلقة أخرى تناولنا فيها (تجربة التعليم الإلكتروني.. آثارها و طرق تطويرها)، وستكون لنا حلقة خاصة أيضا عن (طلبة الاعداديات.. من الاحتجاج الى كورونا)، وهذه تتم بالتعاون مع اتحاد الطلبة العام”.

وذكر العبودي انه تم تنظيم جلسة تفاعلية لاستذكار الأديب الراحل رزاق إبراهيم حسن، وندوة حول “أثر المعالم الفنية في تشكيل الفضاء الثقافي للمدن”، قدمها د. علي ناجي، إلى جانب جلستين لاتحاد الأدباء والكتاب في النجف، لافتا إلى أن آخر جلسات هذا الشهر، خصصت لاستضافة فتيات مبدعات، ضمن حلقة عنوانها “مبدعات في زمن كورونا”.

ونوّه إلى أن من أهم الجلسات التي قام بتنظيمها، كانت عن “شباب الاحتجاج في زمن كورونا”، ضيّف فيها عددا من شباب انتفاضة تشرين، ليتحدثوا عن الانتفاضة قبل أزمة كورونا وبعدها، مضيفا أن هناك جلسة أخرى عقدت في ذكرى ثورة 14 تموز.

***********

شيوعيو النجف يغيثون مرضى الثلاسيميا

النجف – طريق الشعب

في سياق مبادرة “نحن معكم”، أطلقت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة النجف، الثلاثاء الماضي، حملة تبرع بالدم لمرضى الثلاسيميا في المحافظة.

الحملة التي احتضنها مقر اللجنة المحلية، تبرع إليها بالدم عدد من المواطنين، من كلا الجنسين.

وقد أشرف على عملية سحب الدم من المتبرعين، كادر طبي متخصص من مصرف الدم في المحافظة.

***********

في البصرة

الشيوعيون يوزعون كسوة العيد على الفقراء

البصرة – طريق الشعب

في مناسبة عيد الأضحى، وزعت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة البصرة، كسوة العيد على العديد من العائلات الفقيرة. وشمل التوزيع، الذي ساهمت فيه المنظمات الحزبية التابعة إلى اللجنة المحلية، عائلات فقيرة في مختلف مناطق البصرة.

*******

شيوعيو الكاظمية يوزعون ملابس العيد على الأيتام

بغداد – طريق الشعب

زار وفد من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الكاظمية/ اللجنة المحلية في الكرخ الأولى، ملجأ الايتام في المدينة. ووزع الوفد على جميع الأيتام المقيمين في المجأ، ملابس في مناسبة عيد الأضحى.

إدارة الملجأ ثمنت من جانبها، مبادرة الشيوعيين هذه، مشيدة بمواقف الحزب الوطنية ومساندته أبناء الشعب ودفاعه عن مصالحهم.

***********

نقطة ضوء

كورونا.. ما الذي تفعلينه؟

طه رشيد

كورونا تتبختر في الشوارع .. تفعل ما تشاء، تصطاد هذا وتصفع ذاك، وليس من راد لها!

كورونا جعلت جبابرة العالم ينحنون ويجثون تحت قدميها! كانوا بالامس القريب لا يتحدثون الا من خلف ارنبات انوفهم! واليوم تحولوا الى ارانب لاذت بالفرار لتختفي في اوكارها ومغاراتها! تبا لهم من جبابرة من ورق سرعان ما خرّوا ساجدين لها، عسى ان تعطيهم فرصة لوقف انهيار انظمتهم المدججة بالسلاح والكراهية والتقسيم الطبقي والظلم والضغينة والفساد!

ما الذي تفعلينه يا كورونا؟!

لقد  خلطت الحابل بالنابل وجعلت الصحافة والصحفيين لا شغل لهم غير متابعة اخبارك وتحليل تأثيراتك الاجتماعية، وكيف استطعت التعامل بعدالة طبقية في اصطياد ضحاياك! لكننا نعاتبك بمرارة ونخبرك ان الفقراء والمعدمين ازدادوا بؤسا وجوعا! وازداد عدد العاطلين عن العمل في كل بقاع العالم .. وكالعادة ظهرت شريحة من الاغنياء تزداد غنى من خلال المتاجرة باسمك وبادوات دحرك، وهو ما تتابعه الصحافة مشكورة اولا باول!

ولا بد هنا ان نستثني صحافة الحكومة من الشكر، لانها ما زالت تزوّق هذا وتلمع ذاك، وما زالت تقاريرها محال تندر! فهي تكتب، مثلا، عن اخماد الحرائق في مناطق تبعد آلاف الكليومترات، مثل حرائق لاس فيجاس الامريكية او غابات الامازون، بينما لا توضح لنا الاسباب الحقيقية لنشوب الحريق في “ساحة التحرير”  وكيف ولماذا تم حرق خيام حديقة الامة، وسط بغداد؟! ولماذا سقط شهداء اثناء هذه الحرائق؟ بينما الحرائق الامريكية المرعبة لم تخلف اي قتيل؟! مفارقات عجيبة بين نار ونار!

يتحتم علينا، نحن الصحفيين المغمورين والعاملين في الصحافة المنسية، ان نقدم لك عزيزتنا كورونا آيات الشكر والتقدير، لانك وبضربة معلم حاذق أخرست من يتبجح بان صحيفته اكثر اهمية لانها اكثر مبيعا! فيما الارصفة تئن و”الاكشاك” فارغة فلا توجد صحافة ورقية ولا بيع ولا شراء!

هذا اليوم هو الذي لا ينفع فيه مال! لان القارئ يجلس مسترخيا في بيته او في مكتبه ويقلب “الانترنيت” ، ليطل على مئات والاف الصحف ويختار منها ما يشاء! لا خبر حصريا ولا بيان خاصا بهذه الجريدة او تلك .. اختلفت التصاميم وتحسنت الالوان وتعددت المواضيع، وبقي السؤال الاهم: من يستطيع ان يستحوذ على ذائقة المتلقي الالكترونية ليكون في صف الصحف الاكثر انتشارا في زمن كورونا؟!