العدد 181 السنة 85 الثلاثاء 28 تموز 2020

 

تصفح بي دي اف

 

 

 

 

ص1
تصريح المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي
ليتوقف القمع والقتل على الفور !
في الوقت الذي ينتظر فيه المنتفضون والمحتجون بصبر فارغ ان تفي الحكومة المؤقتة بوعودها، وتعلن أسماء شهداء انتفاضة تشرين وتكرمهم مع عوائلهم ، وتفتح ملف القتلة ومن يقف وراءهم وتحيلهم جميعا الى القضاء لينالوا جزاءهم العادل، لقاء ما ارتكبوا من مجازر ضد المنتفضين السلميين، وتوفر الحماية لساحات ومناطق الاحتجاج الجماهيري، تفاجأت أوساط واسعة من أبناء شعبنا وتفاجأنا معها الليلة الماضية، باكتساح منظم وواسع من جانب “قوات مكافحة الشغب” لساحة التحرير في بغداد، واستخدامها الرصاص الحي وأدوات القتل ضد المعتصمين السلميين. وتقول المعلومات المتوفرة ان ذلك ادى حتى الان الى استشهاد اثنين من المعتصمين، وجرح واصابة العشرات غيرهم واحراق خيمهم.
ان ما حصل ليلة أمس، وقبله القمع الذي ووجه به المحتجون والمتظاهرون المطالبون بحقوقهم، وبتوفير خدمات الكهرباء والماء الصالح للشرب وغيرهما، لا يمكن تبريره باي حال من الأحوال، وهي أفعال تستحق الإدانة والاستنكار، وتشكل عودة غير محمودة الى ممارسات الحكومة السابقة، التي أطاحت بها دماء الشهداء وحناجر المنتفضين وهي ما انفكت تنادي “نريد وطن”، وطنا يعيش فيه أبناؤه جميعا بأمان وسلام وطمأنينة، بعيدا عن القمع والقتل وتكميم الافواه ومصادرة حق التعبير والتظاهر السلمي المكفول دستوريا.
اننا على يقين تام ان مثل هذه الممارسات القمعية الدموية لن تزيد الأوضاع الا احتقانا، وأنها ترفع مستويات الاستياء والغضب والسخط. وهذا طريقٌ محفوف بالمخاطر الجمة، ولا يفضي الا الى مفاقمة الأمور والاستعصاء، ولا يوفر حلولا للمشاكل المزمنة والمستحدثة، التي تئن تحت وطأتها غالبية أبناء الشعب، المكتوية بلهيب حرارة الصيف وأزمة الكهرباء والازمة المالية وتدهور الأوضاع الصحية والمعيشية والاقتصادية، وسوء الخدمات وجشع وفساد الأقلية المتنفذة.
ان على الحكومة، وهي تتحمل المسؤولية السياسية عما حصل، ان تفتح تحقيقا واسعا وعلنيا شفافا بذلك، وان تشرك جهات حقوقية ومدنية فيه، وتنزل اشد العقوبات بمن أصدر الأوامر وقام بهذا الفعل الشنيع وارتكب هذه الجريمة المستنكرة. وعلى الحكومة ان تستجيب من دون ابطاء وتسويف، الى مطالب المنتفضين السلميين وغالبية أبناء الشعب، وتلك التي تضمنها منهاجها الحكومي. فلقد شبعت الناس من الوعود، فيما يسفك المزيد من الدماء البريئة، ويفتك ثلاثي الفقر والجوع والمرض بالعراقيين.
كذلك يتوجب على مجلس النواب ان يتحمل مسؤوليته ويسائل الحكومة عما شهدته ساحة التحرير يوم أمس من وقائع دامية، وعن غيرها من عمليات القمع والقتل والاغتيال والاختطاف.
وليتوقف هذا القتل والقمع على الفور!

بغداد - ٢٧ تموز ٢٠٢٠
*********
راصد الطريق
المعسكرات داخل المدن .. قدر محتوم؟


الانفجارات المدوية التي وقعت عصر امس الاول في معسكر الصقر بمنطقة الدورة البغدادية، وهزت المنطقة بأسرها، وأشاعت الرعب في صفوف سكنتها الآمنين، اعادت الى الاذهان مثيلتها التي روّعت المنطقة نفسها قبل حوالي السنة، وأسفرت عن سقوط قتيل و29 جريحا من قوات الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي، ومن المدنيين الذين يقطنون جوار المعسكر.
فكما في السنة الماضية نجمت احداث هذه السنة، حسب المصادر الرسمية، عن انفجارمستودع اعتدة وذخائر في المعسكر الذي يضم قوات تابعة للشرطة الاتحادية وللحشد الشعبي.
ونتذكر جميعا ان انفجارات آب 2019 وما رافقها من اجواء رعب سبّبها مطر الصواريخ والمقذوفات المنهالة على منازل المدنيين، الذين فروا الى الشوارع طلبا للامان، اعقبتها تصريحات رسمية كلها وعود وتطمينات بمنع تكرار ما حدث.
ثم ها هي انفجارات هذا الاسبوع في المعسكر ذاته، تكشف حقيقة عدم الوفاء بالوعود، وواقع الاستهانة التامة بالمخاطر التي تهدد الناس وارواحهم: فالمعسكرات ومستودعات الاسلحة والاعتدة ظلت داخل المدن ووسط محلاتها السكنية.. والوعود باخراجها ظلت مجرد وعود!
ترى .. هل بقي من يصدق اية وعود جديدة؟ وهل باتت انفجارات المعسكرات قدرا مكتوبا كل صيف على اهالي بغداد؟
**********
قمع وحشي في ساحة التحرير
شهيدان وعشرات الجرحى
بغداد – طريق الشعب
استشهد متظاهران وأصيب 11 غيرهم في ساحة التحرير وسط بغداد، ليل امس الاول الاحد، حسبما أعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان. وسقط الضحايا جراء محاولة القوات الامنية التي طوقت الساحة اقتحام موقع اعتصام المحتجين من جهة ساحة الخلاني، بعد إطلاق الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي على المتظاهرين. وبحسب متظاهرين فان اعداد المصابين نتيجة محاولة الاقتحام تفوق ما هو معلن، وأن العديد منهم تعرضوا للاختناق، وحتى للإصابات المباشرة. وبجانب هذا جرى حرق الخيم المنصوبة في حديقة الامة، المحاذية لنصب الحرية. ووثقت مفوضية حقوق الإنسان، في بيان اصدرته يوم أمس، قيام القوات الامنية باستخدام الرصاص الحي والمطاطي والصجم والغازات المسيلة للدموع “مما يعد انتهاكا صارخا لحقوق الانسان ومعايير الامم المتحدة لإنفاذ القانون، وتجاوزا لحقوق التظاهر السلمي”. وإضافة إلى القمع الوحشي منعت القوات الامنية ليل الأحد سيارات الاسعاف من دخول ساحة الاحتجاجات لنقل الجرحى والمصابين. من جانب آخر وجه القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي، بفتح تحقيق عاجل في أحداث ليل الأحد. وقال الناطق باسم القائد العام اللواء يحيى رسول، إن “الكاظمي وجه بفتح تحقيق فوري ودقيق بالأحداث التي جرت في ساحة التحرير وسط بغداد”. واضاف في بيان أصدره وقت وقوع القمع، إن “القوات الامنية العراقية المكلفة بحماية المتظاهرين السلميين لديها توجيهات واضحة وصارمة بعدم التعرض لأي متظاهر، وإن حاول استفزازها، وأنها تمتنع عن اللجوء للوسائل العنيفة الا في حال الضرورة القصوى وتعرض المنتسبين لخطر القتل”. واضاف إن “هناك بعض الأحداث المؤسفة التي جرت اليوم في ساحات التظاهر، وقد تم التوجيه بالتحقق من ملابساتها، للتوصل الى معرفة ما جرى على ارض الواقع، ومحاسبة اي مقصر او معتدي”.
**********
ص2
اضاءة
ندافع عن الحياة الحزبية
والسياسية السليمة

محمد عبد الرحمن

من جديد وبسبب عوامل متعددة، انطلقت إضافة الى خيم المعتصمين في ساحات الاحتجاج، مجموعة من التجمعات والاعتصامات المطلبية، ومن الفعاليات الجماهيرية المحتجة على سوء الرعاية الصحية والخدمات العامة وتردي الأوضاع المعيشية، وعدم صرف الرواتب في وقتها ومثلها أجور فئات عدة من المتعاقدين، وللمطالبة بإيجاد فرص عمل، في وقت قفزت فيه معدلات الفقر الى مستويات مقلقة حقا، وصارت الدولة تتخلى تدريجيا عن التزاماتها بشأن البطاقة التموينية .
والابرز كما هو متوقع في مثل هذه الصيف اللاهب، هو الحراك الشعبي الغاضب الساخط على تردي تجهيز الكهرباء، في وقت تتجاوز فيه درجات الحرارة ٥٠ مئوية. وفي اجواء الاستياء العام والحنق والتذمر، تعود الأسئلة الحارقة عن المتسببين في ادامة هذه الكارثة ، وعن الفساد المستشري في ملف الكهرباء ومصير مليارات الدولارات التي ذهبت هباء.
ومع ارهاصات هذه الحركات الاحتجاجية والمطلبية وتصاعدها، عاد الجدل من جديد أيضا بشأن دور الأحزاب في انتفاضة تشرين وفي عموم الحركة الاحتجاجية في بلادنا. ومع الإقرار بوجود سخط مبرر على الأحزاب والكتل السياسية التي هيمنت على القرار والحكم منذ ٢٠٠٥ حتى الان، كونها تتحمل المسؤولية كاملة عما حل ببلادنا وما آلت اليه الأوضاع فيها، الا ان الملاحظ هو اننا هنا إزاء عملية مقصودة لخلط الأوراق وتضييع الحقائق عن جهل مطبق او لموقف مسبق متعمد .
وكان التقصد في الإساءة الى كل الأحزاب دون استثناء واضحا في برنامج قدمته فضائية الشرقية مؤخرا، وضم محافظ ذي قار وأحد الناشطين كما قدمه البرنامج .
فالمحافظ يفتخر ويكاد يطير فرحا ان لا مقر حزبيا الان في ذي قار، مع اقراره بان مدينة الناصرية كانت مهد التشكيل المبكر لعدد من الأحزاب ! فيما راح ضيف البرنامج الآخر، الناشط المدني ، يقسم ان لا وجود للأحزاب بعد اليوم !
السيد المحافظ، وهو الحقوقي، يفترض ان يعرف جيدا ان لا حياة ديمقراطية حقة من دون أحزاب تنطبق عليها مواصفات الحزب السياسي، ومن العيب ان يفتخر بان لا وجود لمقرات الأحزاب في محافظته، ولعله عدّ ذلك إنجازا في وقت تفتقر فيه المحافظة الى ابسط مقومات الحياة الاعتيادية، ومن المؤسف انه انساق وراء ادعاءات شعبوية خادعة.
وعجبٌ ان يتحدث ناشط مدني بهذه الطريقة، فيرجع الأحزاب الى مكونات طائفية وقومية، فيما أطياف الشعب العراقي عامة براء مما فعلته أحزاب السلطة المتنفذة والفاسدة.
وهنا يبرز سؤال ملحاح عن معنى المدنية عند مثل هؤلاء النشطاء؟
والغريب ان الاخ الناشط المدني يعرف جيدا ان هناك الى جانبه ومن هو متواصل معه من قدم التضحيات والشهداء، وهويته السياسية معروفة على رؤوس الاشهاد .
والاغرب ان يأتي هذا الحديث من متظاهر يعرف، كما نعرف ويعرف غيرنا، ان هناك محاولات ما انفكت تتواصل لتشكيل اطر سياسية من المتظاهرين في ساحات الاعتصام ، بل ان بعضها تشكل فعلا ! فعلام هذا الردح !
ان مثل هذا التضليل العمد يفترض ان تعرى دوافعه ومن يقف خلفه.فالعيب ليس في الحياة الحزبية السلمية ، بل العيب كل العيب في تلك الأحزاب والكتل والجهات التي شوهت بسلوكها وادائها وجشعها وفسادها، معالم الحياة الديمقراطية والسياسية والبرلمانية ، بل شوهت حتى السلوك البشري الإنساني القويم . وان استمرار مثل هذه المواقف من شأنه ، شاء البعض ام ابى ، ان يفقد الحركة الاحتجاجية دعم ومشاركة قوى منحازة الى مطالب الشعب والمنتفضين .
********
تنديد واسع بتردي تجهيز الطاقة الكهربائية
ثماني محافظات تتظاهر
ضد الفساد وتردي الخدمات
بغداد - سيف زهير


واصلت بغداد وعدد من المحافظات، زخمها الاحتجاجي المتواصل للأسبوع الثاني على التوالي، للمطالبة بتوفير الخدمات. وركزت أغلب المطالب على تحسين واقع الكهرباء المتردي، والذي رافق من جديد، الارتفاع الكبير في درجات الحرارة خلال الصيف، فيما شملت التظاهرات ايضا مطالب قطاعية اخرى.

تظاهرات في بغداد
وفي بغداد، تظاهر مئات المواطنين في مدينة الكاظمية، احتجاجاً على غلق بعض مداخل المدينة، وتعقيد عملية التفتيش.
وقال مراسل “طريق الشعب”، بلال رضا، إن “المئات من المواطنين الغاضبين تظاهروا في مدينة الكاظمية قرب جسر الأئمة، وطالبوا بفتح مداخل المدينة، وتبسيط الاجراءات الأمنية التي تتسبب معاناة كبيرة لهم”.

تظاهرات في البصرة
أما في البصرة، فقد نظم عدد من العاملين بنظام العقود في دوائر كهرباء المحافظة تظاهرة أمام مديرية نقل الطاقة في المنطقة الجنوبية للمطالبة بإلغاء سلّم الرواتب الجديد.
وطالب المتظاهر، سيف محمد، خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، الحكومة بـ”تحويلهم إلى عقود تشغيلية بدل العقود الاستثمارية، والتعاقد مع الأجراء وفق قرار مجلس الوزراء رقم ٣١٥ لسنة ٢٠١٩”.
وفي البصرة أيضا، تظاهر مواطنون في منطقة الشلهة التابعة إلى قضاء القرنة شمالي المحافظة، للمطالبة بتحسين توفير التيار الكهربائي. وقام عدد من المواطنين على إثر ذلك، بحرق الإطارات وقطع الطريق الرئيسي في المحافظة.

تظاهرات في الديوانية
من جانبها، شهدت محافظة الديوانية فعاليات احتجاجية مختلفة في عدد من المناطق والقطاعات.
وبحسب مراسل “طريق الشعب”، ميعاد القصير، فأن “العشرات من المواطنين في منطقة آل حمد، تظاهروا امام محطة الكهرباء الواقعة بين مدينتي الديوانية وعفك، للمطالبة بإصلاح الأعطال والعوارض التي تحدث في الشبكة الكهربائية”.
ولفت القصير، إلى أن “عدد من مرضى الثلاسيميا وذويهم نظموا وقفة احتجاجية أمام المركز التخصصي للمطالبة بتوفير أكياس الدم، واصفين ما يتعرضون له بالقتل الجماعي نتيجة عدم توفر اكياس الدم”. فيما أشار إلى “اقتحام العشرات من العاملين في المجان من الحرفيين والحراس والكتّاب في التربية، مبنى المكتبة المركزية والتي تعتبر موقع دوام موظفي ديوان المحافظة للمطالبة بتحويلهم إلى عقود وزارية وفق قرار مجلس الوزراء رقم ٣١٥ لسنة ٢٠١٩”.

تظاهرات في ذي قار
وتجددت الاحتجاجات في محافظة ذي قار، للمطالبة بتوفير الطاقة الكهربائية. وأوضح المتظاهر سجاد علي، لـ”طريق الشعب”، أن “العشرات من المحتجين في مدينة الناصرية اقتحموا مبنى محطة الطاقة الكهربائية الحرارية احتجاجا على تردي واقع التيار الكهربائي”، مبينا ان “المسؤولين اتفقوا مع المتظاهرين على زيادة ساعات تجهيز الكهرباء إلى ٤ ساعات مقابل ساعتين قطع”. وفي غضون ذلك، قام عدد من المتظاهرين الغاضبين في قضائي سوق الشيوخ وسيد دخيل، بقطع الطريق الرابط مع مدينة الناصرية والطرق الداخلية في اقضيتهم احتجاجا على سوء الخدمات وانقطاع الكهرباء بصورة مستمرة.
وقال المتظاهر حيدر الحسبان لـ”طريق الشعب”، إن “قضاء سيد دخيل وبقية اقضية المحافظة تشهد ترديا واضحا في الخدمات ومستوى تجهيز التيار الكهربائي، ما دفع المتظاهرين للاحتجاج على ذلك”، مطالباً بـ”إقاله جميع المسؤولين الحكوميين في المحافظة بسبب فشلهم في أداء مهامهم”.

تظاهرات في المثنى
إلى ذلك، تظاهر المئات من أهالي قضاء الوركاء شمالي محافظة المثنى للمطالبة بتحسين الخدمات وتجهيز الطاقة الكهربائية وتوزيعها بشكل منتظم على مناطق القضاء.
وبيّن مراسل “طريق الشعب”، علي السماوي، أن “أهالي المنطقة تظاهروا للمرة الثانية خلال هذا الشهر للمطالبة بتحسين الخدمات وإقالة مدير توزيع الكهرباء في القضاء بسبب الفشل في أداء مهامه”. وفي الاثناء، جدد عدد من مشغلي محطات الضخ التابعة لمديرية الموارد المائية في المحافظة، اضرابهم عن العمل في المحطات احتجاجا على عدم صرف رواتبهم.
وقال العامل يوسف جمعة لـ”طريق الشعب”، ان “رواتبنا لم تصرف منذ أكثر من ٣ أعوام رغم مناشداتنا العديدة للجهات المعنية في المحافظة. ووزارة الموارد المائية لم تصرف رواتبنا منذ تم تحويلنا الى عقود”، كاشفا عن “قرار المشغلين بعدم تشغيل المحطات في مناطق الوركاء والتعزيز وام الدشيش ومحطات كنكون والمحمدية لحين صرف رواتبهم”.

تظاهرات في واسط
وفي محافظة واسط ايضا، تظاهر العشرات وسط مدينة الكوت أمام مبنى فرع المشتقات النفطية للمطالبة بتوفير الخدمات.
وقال المتظاهر عزيز حسين لـ”طريق الشعب”، إن “التظاهرة تهدف للضغط على الحكومة للمطالبة بتوفير الخدمات وعلى رأسها التيار الكهربائي”، منوها الى ان “سوء الخدمات في المدينة جاء نتيجة اهمال وفساد مدراء الدوائر الخدمية والحكومة المحلية في المحافظة”.

تظاهرات في النجف
وفي سياق الاحتجاجات، اغلق متظاهرون في محافظة النجف، عددا من الشوارع والطرقات احتجاجا على تردي واقع الكهرباء في المحافظة. وافاد مراسل “طريق الشعب” حسين علي، بأن “عدد من المتظاهرين اغلقوا شارع المطار والجنسية المؤدي الى المجمع الحكومي في المحافظة، احتجاجاً على تردي واقع الكهرباء في عموم المحافظة حيث تصل ساعات تجهيز الكهرباء الى ٨ ساعات في اليوم الواحد رغم امتلاك المحافظة ٥ محطات لتوليد الكهرباء”.

تظاهرات في بابل
وفي غضون ذلك، احتشد متظاهرون عند مبنى المحكمة الاتحادية في محافظة بابل، لغرض اقامة دعاوى قضائية ضد عدد من المسؤولين في المحافظة من بينهم المحافظ. ووفقاً لمراسل “طريق الشعب”، في المحافظة، فأن “العشرات من المتظاهرين توجهوا الى مقر المحكمة الاتحادية وسط الحلة لإقامة دعوى قضائية ضد الحكومة المحلية وعدد من مدراء الدوائر بتهمة الفساد وهدر المال العام وتعمد اهمال مطالب المواطنين في المحافظة”. يُشار الى ان متظاهرين أقدموا على قطع الطريق الرابط بين الحلة - كيش، شمالي بابل احتجاجا على انقطاع الكهرباء ايضا لساعات طويلة.
********
ص3
أكد محاسبة اي جهة تحاول التجاوز
رئيس الوزراء يكلف الجيش بحماية ١٤ منفذا حدوديا ويخوله كافة الصلاحيات
بغداد - طريق الشعب
وجه رئيس مجلس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، أمس الأول، الجيش العراقي بحماية 14 منفذاً برياً وبحرياً، فيما أصدر توجيهاً بتخويل القوات الماسكة للمنافذ بجميع الصلاحيات، ومحاسبة أية جهة تتجاوز.

توجيهات صارمة
ذكرت قيادة العمليات المشتركة في بيان تلقته “طريق الشعب”، أنه “بناءً على توجيهات رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة، لمسك المنافذ الحدودية كافة وتنفيذ القانون فيها، ومكافحة التجاوزات وظواهر الفساد واهدار المال العام، شرعت قيادة العمليات المشتركة بتخصيص قوات أمنية لجميع المنافذ”.
وأشارت إلى أن “حجم القوة الأمنية المخصصة يكون حسب طبيعة كل منفذ، حيث تم تحديد مسؤولية الحماية للمنافذ كافة على قطعات الجيش العراقي”، موضحة أن “المنافذ البحرية هي، ام قصر الشمالي، ام قصر الجنوبي، ام قصر الاوسط، خور الزبير، بينما المنافذ البرية هي، الشلامجة، بدرة، المنذرية، سفوان، القائم، طريبيل، الشيب، زرباطية، ابو فلوس، عرعر”. ولفتت القيادة إلى أنه “بهذا الأمر فقد أصبحت عشرة منافذ برية واربعة بحرية، بحماية كاملة للمنفذ والحرم الكمركي”، علما أن “هذه القوات مخولة بجميع الصلاحيات القانونية لمحاسبة اي حالة تجاوز ومن اي جهة كانت”.
إعادة فرض النظام
وفي وقت سابق، أكد المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، يحيى رسول، ان قرار رئيس الحكومة بنشر قوات عسكرية في المنافذ الحدودية، يهدف بالدرجة الأساس إلى فرض هيبة الدولة والقانون ومحاربة الفاسدين، مبينا ان تلك الخطوة قد تشمل جميع المنافذ مستقبلا.
وقال رسول في تصريح صحفي، إن “نشر القوات في تلك المنافذ رسالة قوية أراد رئيس الوزراء إيصالها؛ بأن المنافذ يجب أن تخضع لسلطة الدولة، ومنع الأشخاص والمجموعات من إحكام سيطرتهم عليها، من خلال عمليات التهريب والرشاوى، وإعادة إيرادات المنافذ الى الحكومة”، مبينا أن “قرار الحكومة بنشر قوات عسكرية قد يشمل جميع المنافذ مستقبلا بشكل تدريجي، لفرض سيطرة الدولة بشكل كامل على المنافذ الحدودية”، مشيرا الى ان “لدى الحكومة معلومات كافية عمّا أسماها المافيات والأشباح التي تسيطر على تلك المنافذ”.
********
الجالية العراقية في استراليا والسويد وامريكا
اكشفوا قتلة النشطاء والمتظاهرين وحاكموهم
بغداد – طريق الشعب
أصدر أبناء الجالية العراقية في ثلاث بلدان هي “استراليا، السويد، أمريكا) بيانات تطالب بمحاكمة قتلة المتظاهرين، والكشف عن مصير النشطاء المغيبين، وتنفيذ الوعود بأجراء انتخابات مبكرة. وانتقدت الجاليات العراقية، غياب الشفافية في ما يتعلق بعمل لجان التحقيق، مع استمرار استهداف الناشطات والناشطين من المنتفضين والقيام بعمليات الاغتيال السياسي والخطف والإخفاء القسري دون رادع وتحت أنظار الحكومة.
كما انتقد الأجهزة الأمنية التي عادت إلى أساليبها القمعية السابقة في مواجهة التظاهرات بالقوة خاصة مع الخريجين والمتعاقدين في مختلف الوزارات والمحاضرين وحاملى شهادات الماجستير والدكتوراه.
وطالبت الجاليات الرئاسات الثلاث، وخاصة رئاسة الحكومة، بتنفيذ منهاجها وإجراء الانتخابات المبكرة بوجود قانون انتخابات عادل وحماية المواطنين. والإسراع بفتح ملفات الفساد والكشف عن الفاسدين وشبكاتهم وتقديمهم إلى القضاء العادل.
كما طالبوا بإعادة المهجرين والنازحين والذين تتجاوز أعدادهم أكثر من مليون ونصف نازح ومهجّر إلى بيوتهم ومن كل المكونات لكي تتهيأ بيئة مناسبة للبقاء في مناطقهم وتعويض المتضررين منهم.
وقد وقع على البيانات الثلاث الصادرة، اكثر من 80 منظمة حزبية وجمعيات مدنية.
***********
خبير اقتصادي يطرح رؤية بديلة للاقتراض
نائب يحذر من غضب شعبي
اذا لم توزع الرواتب كاملة قبل العيد
بغداد - طريق الشعب
حذر عضو اللجنة المالية النيابية جمال كوجر، مؤخرا، الحكومة والبنك المركزي من عدم إتمام عملية توزيع رواتب الموظفين قبل العيد واقتصارها على فئات دون أخرى، فيما قدم خبير اقتصادي خيارا أعتبره سيكون بديلا عن الاقتراض الخارجي والداخلي ويحقق خمس فوائد للعراقيين أبرزها تامين الرواتب بشكل مستمر.

صرف الرواتب
وقال كوجر في مقابلة متلفزة تابعتها “طريق الشعب”، نحن “في بداية الاسبوع وهناك متسع من الوقت لانتظار إرسال اشعار من وزارة المالية إلى المصارف لصرف الرواتب لجميع الموظفين”.
واضاف كوجر، إن “البنك المركزي أعلن الشهر الماضي انه أمَّن رواتب حزيران وتموز وآب وينبغي أن تكون السيولة متوفرة ولدى الحكومة قانون الاقتراض، وهي لجأت إليه واقترضت من الداخل وبالتالي ليس هناك أي مبرر لتأخير صرف الرواتب لأن السيولة متوفرة”، لافتا إلى أن “البنك المركزي هو المسؤول عن تنفيذ تعهداته امام الشعب ويجب أن يكون اطمئنان الناس على اساس رصين ونعتقد أن عدم الالتزام سيحدث غليانا شعبيا ويضع الحكومة في مواجهة الشعب”.
وعقب تصريح النائب، أعلن مصرف الرافدين، مباشرته بتوزيع رواتب وزارات ومؤسسات الدولة الموطنة رواتبهم لدى المصرف لشهر تموز عن طريق أدوات الدفع الإلكتروني.
وذكر المكتب الإعلامي للمصرف في بيان صحفي، أنه “تمت المباشرة بتوزيع رواتب موظفي وزارات ومؤسسات الدولة، من الذين وصلت صكوك وتمويل رواتبهم والتخصيص المالي لدى المصرف”، مشيرا إلى أن “الموظفين بإمكانهم استلام رواتبهم من أي مكان يتواجدون فيه”.

مقترح يضمن الفائدة
من جانبه، طرح الخبير الاقتصادي راسم العكيدي، خيارا يعتقد أنه سيكون بديلا عن الاقتراض الخارجي والداخلي ويحقق خمس فوائد للعراقيين أبرزها تأمين الرواتب بشكل مستمر.
وقال العكيدي في تصريح صحفي، إن “ ٤٥ في المائة من الأموال العراقية مكتنزة في المنازل لسبب رئيسي هو عدم وجود ثقة لدى المواطنين بالمصارف الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى أن المصارف الحكومية لاتزال تعتمد أطرا تقليدية جدا في ايداع الودائع وسحبها تجعل المواطن يبتعد عن إيداع امواله”.
وأضاف الخبير، أن “السيولة المالية المكتنزة في منازل العراقيين يمكن دفعها إلى الإيداع في المصارف من خلال تحرير سعر الفائدة لتعبئة المدخرات ولتصل إلى ١٠ في المائة، ما سيدفع الكثيرين إلى الإيداع في المصارف”، لافتا إلى أن “هذه الكتلة النقدية ستعطي مرونة للدولة في تامين دفع مستحقات الرواتب دون أي اشكالات بالإضافة إلى أنه ستعطي هامش ارباح للمدنيين وتقلل من تداعيات السرقات وتعطي مرونة لحركة الاسواق لان المصارف سيكون لديها سيولة كبيرة للإقراض وتمويل المشاريع”.
واشار العكيدي، إلى أن “اغلب دول العالم تعتمد طريقة الدفع الآلي ودفعت إلى توطين رواتب موظفيها من خلال حسابات جارية في المصارف، أي أن عملية حمل النقد محدودة جدا ويجري الدفع من خلال بطاقات الدفع الآلي كونها ستؤدي الى تقنين انتقال الاموال وتمنع تمويل الارهاب وتهريب الاموال والحد من نوافذ الفساد”.
**********
ص4
أوامر قضائية واعتقالات وعمليات ضبط
بحق فاسدين في أكثر من محافظة
بغداد - طريق الشعب
كشفت هيئة النزاهة ووزارة الداخلية، مؤخرا، عن تنفيذ مجموعة من عمليات الضبط والاعتقال واصدار مذكرات القبض بحق فاسدين ومتورطين بهدر وسرقة المال العام، فيما أكد نائب في لجنة النزاهة النيابية، إن نصف الطبقة السياسية الحالية ستختفي لو طبق قانون العقوبات العراقي وتمت ملاحقة الفاسدين بشكل جاد.

حنطة النجف و “تبرئة الطيور”
وأعلنت النزاهة، عن إصدار القضاء أوامر توقيف بحق أمناء مخازن سايلو النجف الأفقيِّ، في القضيَّة الجزائيَّة الخاصَّة بفقدان ٧٥٢ طناً من الحنطة.
وذكر إعلام الهيئة في بيان تلقته “طريق الشعب”، إن “دائرة التحقيقات في الهيئة، وفي معرض حديثها عن القضيَّة التي حققت فيها وأحالتها إلى القضاء، أشارت إلى إصدار قاضي التحقيق المُختصِّ بقضايا النزاهة في المُحافظة، أوامر توقيفٍ بحقِّ أمناء مخازن سايلو النجف الأفقيِّ؛ استناداً إلى أحكام المادَّة ٣٤١ من قانون العقوبات”.
وأشار البيان إلى أن “أوامر التوقيف الصادرة جاءت على خلفيَّـة فقدان ٧٥٢ طناً من مادَّة الحنطة”.
ويأتي هذا الأمر بعد أن أعلنت الهيئة في شهر أيار الماضي، نتائج تحرِّياتها حول نقص كميات الحنطة في سايلو النجف الأفقيّ والتي بلغت أقيامها أكثر من ٤٢٠ مليون دينار. وبينت آنذاك تمكُّنها من ضبط سندات الإدخال والإخراج المخزنيِّ بالتعاون مع دائرة الرقابة التجاريَّة والماليَّة في وزارة التجارة.

عملية في “جباية طوزخورماتو”
في الأثناء، أكد مصدر أمني، قيام قوة خاصة من هيئة النزاهة ورئاسة الوزراء باعتقال عاملين في سيطرة جباية قرب طوزخورماتو، بمحافظة صلاح الدين.
وقال المصدر لوكالة “بغداد اليوم”، ان “قوة خاصة من مكتب رئاسة الوزراء، وهيئة النزاهة اقدمت على اعتقال جميع العاملين في سيطرة الجباية في منطقة مفتول قرب طوز خورماتو بمحافظة صلاح الدين”.

احباط تهريب للنفط في بابل
إلى ذلك، أعلنت وكالة الاستخبارات التابعة لوزارة الداخلية، عن ضبطها موقعا لبيع وتهريب النفط ومشتقاته بصورة غير قانونية في محافظة بابل. وقالت الوكالة في بيان تلقت “طريق الشعب”، أنه “استنادا لمعلومات استخبارية وتنفيذا لقرار قاضي التحقيق تم تشكيل فريق للعمل المختص من مفارز وكالة الاستخبارات في وزارة الداخلية تمكن من ضبط موقع يستخدم للمتاجرة وتهريب النفط ومشتقاته بصورة غير قانونية في منطقة بني سالة بمحافظة بابل”. واضاف البيان أن “مفارز وكالة الاستخبارات وجدت بداخله 3 خزانات سعة 5000 لتر، و 40 (برميلا) سعة 220 لتر مملوءة بمنتوج نفطي”، لافتا إلى أنه “تم تنظيم محضر ضبط أصولي ولازالت الإجراءات مستمرة للتوصل الى صاحب الموقع”.

“فساد الطبقة السياسية”
وفي المقابل، أعتبر عضو في لجنة النزاهة النيابية، ان اكثر من نصف الطبقة السياسية في العراق ستختفي في حال تطبيق قانون العقوبات العراقي، وتفعيل مشاريع قوانين معطلة بمجلس النواب. وقال عضو اللجنة، جواد حمدان لـ”وكالة المعلومة”، “هناك مشاريع قوانين عطلتها الكتل السياسية في مجلس النواب تخص تعديلات في قوانين العقوبات لا تخدم مصالحها”، مضيفا أن “المرحلة المقبلة تتطلب تطبيق قانون العقوبات واقرار التعديلات المتوقفة في مجلس النواب وعمل القضاء بعيدا عن التدخلات السياسية”. واوضح حمدان، انه “بضمان تطبيق قانون العقوبات العراقي ستختفي اكثر من نصف الطبقة السياسية الحالية ممن عليهم مؤشرات فساد ومتهمين بسرقة المال العام وحماية الفاسدين”.
********
الشيوعي العراقي في النجف: مع مطالب ابناء شعبنا دوما
بغداد – طريق الشعب
جددت محلية النجف للحزب الشيوعي العراقي، يوم أمس، وقوفها مع ابناء الشعب في انتفاضة تشرين المجيدة.
وجاء في بيان المحلية

أيها المنتفضون الأبطال
يتوهم من في السلطة بأن جائحة كورونا وارتفاع درجات الحرارة إلى أكثر من 50 درجة مئوية ، سيوقفان غضب الجماهير التي تتفاقم معاناتها يوما بعد اخر جراء تمادي الفاسدين بفسادهم ، وصمت السلطة إزاء قتلة المتظاهرين السلميين ،وتردي الوضع المعيشي ، وانعدام الخدمات ، الكهرباء والماء الصالح للشرب بصورة خاصة في هذا الصيف القائظ !
إنها انتفاضة الشعب التي لا ولن تهدأ قبل تحقيق المطالب .
ايتها الجماهير، ها هم أبطال النجف والمشخاب والحيرة والكوفة والبراكية وغيرها يتحدون كل المصاعب ويخرجون معبرين عن آرائهم ومواقفهم ، وكاشفين فشل وفساد المتنفذين، ومطالبين بالحقوق الدستورية ، نعم الدستورية لا غير !
أننا في محلية النجف للحزب الشيوعي العراقي نعلن من جديد وقوفنا إلى جانب أبناء شعبنا في انتفاضتهم هذه وندعو رفاق الحزب وجماهيريه وأصدقاءه الى المشاركة فيها .
إن انتفاضة شعبنا تواصل زخمها وجبروتها حتى النصر..
*********
نائب: رفض الوزارة للمقترح اعتراف بفشل التعليم
شد وجذب حول مقترح اعتماد المعدل التراكمي لـ”السادس الاعدادي”
بغداد - علي شغاتي


شهد مقترح احتساب المعدل التراكمي لطلبة السادس الإعدادي، مؤخرا، آراء كثيرة بعدما رفضته وزارة التربية.
فهنالك من أعتبر هذا الرفض هو اعتراف واضح وصريح بفشل النظام التعليمي والمدارس، بينما اعتبره آخرون قرارا صائبا جاء في محله لتجنيب الطلبة كوارث محتملة.

المعدل التراكمي
ذكرت النائبة، منتهى الطليباوي، في رسالة وجهتها إلى رئيس الوزراء، وتلقت “طريق الشعب”، نسخه منها، أن “بعض الامور تطرح لمعالجة معينة ربما نكتشف من خلالها قضايا لم تكن في الحسبان، وهذا ما حصل في وزارة التربية عندما طالبنا باعتماد المعدل التراكمي حيث اردنا به حلا مثاليا لوضع استثنائي يمر به البلد، فقد تزامن تعطيل الدوام في بداية العام الدراسي بسبب التظاهرات، ومن ثم جاءت جائحة كورونا لترغمنا على ايجاد الحلول التي من شأنها أن تخفف معاناة الطلبة وتحفظ حياتهم وسلامتهم”.
وأضافت الرسالة “ما حصل هو خلل كبير في وزارة التربية من خلال الحجج التي طرحها الوزير والتي رفض بموجبها المعدل التراكمي ومنها خوفه من التزوير الذي يحدث في مرحلتي الرابع والخامس الاعدادي، وهذا مؤشر خطير جدا يعطي انطباعا بان الوزارة لا تثق بالمدارس في الصفوف غير المنتهية. واذا كان الامر كذلك فلماذا ننفق المبالغ الكبيرة على طباعة الكتب ولماذا ننشغل بالتدريس في هذه المراحل اذا كانت بهذه الكيفية التي لا نثق بها”، مبينةً ان “الحجة الاخرى الاكثر ايلاما هي ان المدارس الاهلية تعطي درجات عالية في الصفوف غير المنتهية والسؤال هنا لماذا وزارة التربية تعطي اجازات فتح المدارس الاهلية اذا كانت تعلم بهذا الخرق الكبير ولماذا لا تحقق في الموضوع لتضع الحلول المناسبة”.

رفض وزارة التربية
من جانبه، أشاد المهتم في الشأن التربوي علي ابراهيم، برفض وزارة التربية اعتماد المعدل التراكمي لطلبة السادس الاعدادي.
وقال ابراهيم لـ”طريق الشعب”، إن “الوزارة اتخذت القرار الصائب بعدم احتساب المعدل التراكمي، لأن اعتماده هو كارثة بحق التعليم في العراق ولا يحقق العدالة للطلبة، فمن غير المعقول تغيير النظام الدراسي بدون اعطاء اشعار للطلبة وخاصة ان العديد من الطلبة يعتبرون الصف الرابع والخامس الاعدادي هي مرحلة تحضيرية للصف السادس الاعدادي ولهذا الكثير منهم لا يسعى لتحقيق درجات تنافسية، بالإضافة الى ان المدارس الرصينة تقوم بالتشديد على الطلبة في هذه المرحلة بغية تحقيقهم معدلات عالية في امتحان البكلوريا، في الوقت الذي هناك مدارس عديدة تعطي الدرجات بطريقة يشوبها الفساد والمحسوبية وتحت الضغط والترهيب احيانا”. واضاف ابراهيم، إن “العديد من المدارس تشهد فوضى ادارية وغياب للرقابة وتفتقر للرصانة العلمية، فاكتظاظ اعداد الطلبة في الصف الواحد وانتشار المدارس مزدوجة الدوام والثلاثية، وكثرة العطل اضر كثيرا بالتعليم واصبح المعلم او المدرس في وضع لا يحسد عليه بسبب ضيق الوقت المخصص للمحاضرات”، منوها الى ان “العديد من مدراء المدارس يتعرضون للتهديد والوعيد من قبل المتنفذين او الأهالي في حال رسوب بعض الطلبة، بالإضافة الى وجود ضعاف النفوس الذين يتقاضون مبالغ مالية من الطلبة من اجل تسهيل نجاح بعض الفاشلين في الدراسة”.

مقترح جديد
من جانب آخر، دعا عضو مكتب سكرتارية اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، رضا عادل، إلى تقييم الامتحان التمهيدي الخارجي قبل اتخاذ اي قرار بخصوص امتحانات السادس الاعدادي.
وأوضح عادل لـ”طريق الشعب”، ان “الامتحان التمهيدي لطلبة الدراسة الخارجية هو اختبار حقيقي لقدرة الوزارة على الحفاظ على حياة الطلبة والمدرسين وعدم تعريضهم للخطر ويجب عليها تقييم العملية بصورة شفافة واستخلاص التجارب منها. فعملية اجراء امتحان البكلوريا لحوالي ٤٥٠ ألف طالب هو مخاطرة كبيرة”.
وأوضح عادل ان “الوزارة غير قادرة على توفير وسائل الوقاية للطلبة والمدرسين، وفي نفس الوقت أجد أن اعتماد المعدل التراكمي سيتسبب بغبن كبير للطلبة، وعليه، لا خيار امام الوزارة الا بتقييم الامتحان الخارجي وعلى اساسه يتم اختيار الموعد المناسب للامتحان”.
*************
ص5
مسؤولون يحملون الكهرباء المسؤولية
بغداديون يشكتون من شح المياه وسط جحيم تموز!
بغداد ـ نورس حسن


لم تقتصر معاناة البغداديين مع الخدمات، على التردي المزمن للكهرباء الوطنية، الذي تزداد وتيرته تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، إنما لحق ذلك أيضا، انقطاع ماء الإسالة بشكل مزمن، عن غالبية المناطق.
ففي منطقتي الزعفرانية وجسر ديالى، كشف مواطنون لـ “طريق الشعب”، عن معاناتهم اليومية جراء انقطاع الماء، ما اضطر الكثيرين منهم إلى شراء الماء من اصحاب “التناكر”، بالرغم من التحذيرات الصحية من كون هذه المياه قد تكون ملوثة.
ويأتي في مقدمة تبريرات المسؤولين حول اسباب شح الماء، انقطاع التيار الكهرباء عن محطات الضخ، فضلا عن الفساد الذي حال دون استكمال مشاريع توسيع المحطات الموجودة او اضافة محطات ضخ اخرى.
المواطن علي رعد، من اهالي منطقة جسر ديالى، ذكر ان “المنطقة تعاني شح ماء الإسالة منذ سنوات، على الرغم من المناشدات الكثيرة التي يوجهها الاهالي الى المسؤولين”، مبينا ان “الماء كان يوفر في المنطقة ساعات محدودة خلال النهار، ما يتيح ملء خزانات المنزل، يضاف إلى ذلك الماء الذي يشتريه المواطنون من أصحاب (التناكر) الجوالة”.
ولفت رعد إلى ان ماء الإسالة انقطع عن منطقتهم منذ نحو أسبوعين، ما زاد من معاناة المواطنين، الذين هم في الغالب من العائلات البسيطة ذات الدخل اليومي المحدود.
المواطنة امل اسامة، التي تسكن في منطقة الزعفرانية - المحلة 958، شكت من جانبها “انقطاع الماء عن محلتهم منذ شهر”، مضيفة أن “واقع الحال فرض على بعض اهالي المحلة، اللجوء الى المواطنين الذين تقع دورهم عند مستوى منخفض من الشارع، كي يحصلوا على الماء، الذي يتوفر بصورة محدودة في ساعات متأخرة من الليل”.
وتابعت قولها أن “المنطقة تعاني على مدى الأيام، شحا في ماء الإسالة، الذي لا يمكن الحصول عليه إلا بالاستعانة بالمضخات الكهربائية المنزلية”، مشيرة إلى أن أهالي المنطقة اليوم، وبالرغم من استخدامهم المضخات اليدوية والكهربائية، لا يحصلون على الماء كونه غير متوفر في الأساس، ما اضطرهم إلى شرائه من أصحاب “التناكر”.
وقالت المواطنة ايناس حازم، وهي من منطقة الزعفرانية أيضا، أن “مشكلة شح المياه تتكرر سنويا مع ارتفاع درجات الحرارة، فيخرج المواطنون على إثر ذلك في تظاهرات غاضبة، إلا انهم لا يلمسون غير وعود المسؤولين، الذين انساهم الفساد معاناة الناس”.
عضو مجلس محافظة بغداد، ثائر عبد الجليل، وهو من أهالي منطقة الزعفرانية، ذكر بهذا الصدد لـ “طريق الشعب”، أن المشكلات الخدمية التي تعانيها المنطقة، من ناحية التيار الكهربائي او ماء الإسالة أو البنى التحتية “تعود بشكل أساسي إلى عدم تناسب الامكانيات الخدمية مع نسبة التوسع السكاني الذي شهدته المنطقة خلال السنوات الاخيرة”، موضحا أن “المنطقة كانت في السابق تتألف من 22 محلة، واليوم باتت تضم 28 محلة، وهناك 27 مجمعا عشوائيا، فضلا عن مناطق سكنية شيدت على اراض زراعية. وفي مقابل هذا التوسع السكاني، لم تعمل الحكومات المتعاقبة على تطوير الامكانات الخدمية. اذ بقيت على وضعها الذي كانت عليه قبل سقوط النظام المباد، وهذه المعاناة ذاتها في منطقة جسر ديالى”.
وتابع عبد الجليل قوله: “كما ان الفساد لعب دورا كبيرا في عدم اتمام مشروع توسيع محطة ماء إسالة الزعفرانية، الذي سلمته الحكومة الى احد المقاولين عام 2008، فتسلم الأموال ولم ينجز شيئا على ارض الواقع”.
إلى ذلك قال المتحدث باسم امانة بغداد، حكيم عبد الزهرة، في حديث لـ “طريق الشعب”، انه بسبب ارتفاع درجات الحرارة “وصلت الحاجة إلى الماء لمستوى الذروة”، مشيرا إلى أن “المشكلة لا تكمن في كميات المياه المتوفرة، إنما في تذبذب التيار الكهربائي، الذي حال دون تشغيل المضخات وإيصال الماء للمواطنين، فضلا عن وجود تلاعب في اقفال شبكات الماء، بطرق غير قانونية، من قبل مواطنين”.
وبخصوص الاستعانة بمولدات الكهرباء كبديل عن الكهرباء الوطنية في تشغيل محطات الماء، بيّن عبد الزهرة، أن “المولدات توفر نصف الطاقة التي توفرها الكهرباء الوطنية، وبالتالي لا يمكن للمحطات ضخ كميات الماء اللازمة في جميع المناطق، خاصة تلك التي تشهد كثافة سكانية عالية”.
*******
وقعوا على إقالة المدير العام
عمال النسيج والجلود يطالبون بمستحقاتهم المتأخرة

بغداد - عامر عبود الشيخ علي

نظم عدد من العاملين بالأجر اليومي في الشركة العامة لصناعة النسيج والجلود، صباح أول أمس الاحد، وقفة احتجاج طالبوا فيها بمستحقاتهم المالية المتأخرة منذ أكثر من شهرين.
وشدد المحتجون الذين تجمعوا في مقر الشركة، على أهمية محاربة الفساد ومقاضاة المفسدين، وقدموا طلبا موقعا، بإقالة مدير عام الشركة. وشارك في الوقفة عدد من أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات عمال العراق، إلى جانب عدد من أعضاء اللجنة المحلية العمالية في الحزب الشيوعي العراقي، مساندة للعمال المحتجين.
*************
حي السلام البغدادي
يعاني من تراكم النفايات

بغداد – طريق الشعب
شكا سكان الزقاق 10 – المحلة 408 في حي السلام ببغداد، تراكم النفايات في المنطقة “بشكل لافت للنظر”، موضحين أن أكثر تلك النفايات يأتي من مخلفات أصحاب المحال التجارية في السوق الشعبي. وحذر السكان من الأضرار الصحية الناتجة عن تلك النفايات المتراكمة، خاصة هذه الأيام في ظل تفشي وباء كورونا، مؤكدين أن هذه الأزبال أصبحت مصدرا للروائح الكريهة وملاذا للحيوانات السائبة والقوارض وطالب أهالي الحي، مديرية بلدية الكاظمية برفع النفايات عاجلا، وتخصيص سيارات “كابسة” لهذا الغرض. كما طالبوا بتوفير أعداد أكبر من حاويات جمع الأنقاض.
***********
خرجوا في تظاهرة حاشدة
فلاحو “مشروع الشحيمية”
يعانون شح المياه
الكوت - شاكر القريشي


تظاهر المئات من فلاحي “مشروع الشحيمية” المستصلح في محافظة واسط، بالاشتراك مع الجمعيات التعاونية الزراعية، الخميس الماضي، مطالبين بتوفير المياه لأراضيهم.
وأعرب الفلاحون الذين تجمعوا أمام شعبة الموارد المائية في ناحية الشحيمية، عن قلقهم من الانقطاع المستمر للمياه، ما يضر بأراضيهم ومزروعاتهم.
بعدها توجه المتظاهرون إلى موقع محطة الضخ عند نهر دجلة، والتي تزود الناحية والقرى العصرية التابعة لها بالماء.
وتبعد المحطة عن مركز الناحية مسافة 40 كيلومترا، ما يؤثر على إيصال كميات كافية من الماء إلى المزارع والمنازل، بسبب بعد المسافة، يضاف إلى ذلك وجود 16 مجمعا لمياه الشرب، موزعة على القرى، وهذه أيضا تعتمد على محطة الضخ نفسها.
وبعد أن وصل المتظاهرون إلى المحطة، أجبروا عمال المضخات على تشغيل المضخات المتوقفة، من أجل استمرار تدفق المياه، متحدين قرارات “المراشنة” التي وضعتها مديرية الموارد المائية في واسط.
وكان في استقبال المتظاهرين، مدير شرطة قضاء الصويرة العقيد جاسم الزبيدي.
من جانبه تحدث الشيخ والناشط المدني أحمد سلمان الجراح، لـ “طريق الشعب”، عن مطالب المتظاهرين، المتمثلة في السماح بتشغيل “مضخات صدر المشروع” من أجل استمرارية تدفق المياه، والتعامل مع الخطة الزراعية الموضوعة من قبل مديرية زراعة واسط، بمهنية.
ولفت الجراح إلى ان الفلاحين يطالبون أيضا، بإقالة مدير الموارد المائية في واسط، وتعيين آخر بدلا عنه.
وسلم وفد مفاوض من المتظاهرين، المطالب إلى العقيد الزبيدي.
**********
مواساة
• ببالغ الحزن والأسى، تنعى منظمة الزبير للحزب الشيوعي العراقي رفيقها الراحل عبدالله عبدالخالق من سكنة ام قصر، الذي وافاه الاجل اثر حادث اثناء عملة، للرفيق الراحل الذكر الطيب، ولأهله ورفاقه الصبر والسلوان.
• تنعى منظمة الحزب الشيوعي في الديوانية الرفيق نجاح محمد عبد الحسين گندله الذي توفي اثر مرض عضال الم به، للفقيد الذكر الطيب دوما ولعائلته الصبر والسلوان.
• بمزيد من الأسى والحزن تنعى محلية بابل الرفيقة (ام قيود) عقيلة شهيد الحزب القائد الفلاحي البارز كاظم الجاسم والشهيد قيود كاظم الجاسم ووالدة الرفيقة هدية والرفيق توفيق كاظم الجاسم، والفقيدة من المناضلات الباسلات اللواتي اسهمن بالعمل الحزب بكل اندفاع وحيوية وظلت حتى ساعاتها الاخيرة لصيقة بالحزب مؤمنة بافكاره، للفقيدة الذكر الطيب وللعائلة الكريمة خالص العزاء.
• وتنعى بمزيد من الأسى والحزن الرفيقة بشرى الحمراني (ام باسم) وزوجها السيد محمد المؤمن الذين وافاهم الاجل بسبب وباء كورونا، والرفيقة من الناشطات في ساحات التظاهر والمشاركات في مختلف النشاطات النسوية، للرفيقة وزوجها الذكر الطيب ولعائلتها ولرفيقاتها ورفاقها العزاء.
• تعزي منظمة المحمودية ومحلية الكرخ الثانية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق قاسم حمزة بوفاة ابن اخيه احمد، للفقيد الذكر الطيب والى رفيقنا أبو نورس والعائلة الكريمة الصبر الجميل والسلوان.
• بألم وحزن ينعى الأنصار الشيوعيون في بغداد رفيقهم أبو حسن بوريات الذي وافاه الأجل، للفقيد أبو حسن الذكر العاطر دوما، ولعائلته ورفاقه الصبر الجميل والسلوان.
***********
ص6
نحو اجراءات جادة لاعادة الاموال المهربة

ابراهيم المشهداني


تتزاحم الابحاث والآراء التي يطرحها الباحثون والمهتمون بالشأن الاقتصادي فضلا عن اراء الاستشاريين في جهاز الدولة على كثرتهم وكلها تدور حول تعظيم الموارد المالية ومن بينها استعادة الاموال المستوطنة خارج العراق سواء عن طريق التهريب او غسيل الاموال عبر نافذة البنك المركزي او غيرها من المنافذ غير الرسمية دون ان يصار الى تبنيها كمشروع واضح ومحدد من قبل الحكومة وبقي بلا نهايات ملموسة.
ومن الواضح ان ثمة مصدات غير قليلة تواجه الحكومة تعرقل اتخاذ اجراءات حازمة لملاحقة الاموال المهربة التي تقدر من 250 الى 350 مليار دولار واعادتها الى خزينة الدولة ضمن محاولاتها للخروج من الازمة الاقتصادية الخانقة ولعل من بينها تباطؤ حكومي مقصود في تفعيل ملفات الاموال المهربة بالإضافة الى تعليق قانون استرداد اموال العراق المعدل لا سباب غير مبررة فضلا عن وجود قوى داخلية وخارجية تعمل على تعطيل اية جهود تبذل لاسترداد هذه الاموال لإبقاء العراق في حالة اذعان لاستراتيجيات جيو سياسية.
ان مناقشة اعادة الاصول الوطنية لا يمكن الغوص في ابعادها المالية والتشريعية ما لم تجرى مناقشة جادة نابعة من ارادة حكومية حازمة لظاهرة الفساد ومنظومته التي تكاملت اركانها منذ ان تم الشروع في نظام مؤسسي قائم على اساس المحاصصة المكوناتية والتي لعب ممثلوها السياسيون المنتشرون في كافة مفاصل الجهاز الحكومي دورا كبيرا في تقاسم الثروة بقسمة ضيزى فأنشأوا نظامهم الخاص من خلال لجان اقتصادية في الوزارات كافة ومنها على سبيل المثال لا الحصر استغلال نافذة البنك المركزي لممارسة عمليات غسيل الاموال والتلاعب بالموارد الضرائبية المفروضة على قيم الاستيراد الخاص .
وعلى الرغم من قيام هيئة النزاهة بالتنسيق مع وزارة العدل العراقية والبنك المركزي وهيئة المساءلة والعدالة ومكتب المفتش العام في وزارة الخارجية ودوليا مع العربية والدولية (الانتربول /منظومة النشرات الدولية )ومكتب الامم المتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات والبرنامج الانمائي للأمم المتحدة والبنك الدولي الا ان هذه الجهود لم تسفر عن نتائج ملموسة تتناسب مع حجم الاموال المهربة وذلك بسبب حجم الفساد المتنامي في الداخل وقلة البيانات المتعلقة باماكن الاموال المهربة وضعف متابعة هذا الموضوع من قبل السلطات العراقية المختصة مع الجهات الدولية ذات الاختصاص .
ان مما يساهم في تعقيد هذه المشكلات خلو التشريع العراقي من قانون خاص او نصوص قانونية ضمن القوانين النافذة تنظم اجراءات استرداد الاموال بالاستناد الى الالتزامات التي تفرضها اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد التي يشكل العراق طرفا فيها واسهاما منا نقترح الاتي:
• الاستفادة من اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد التي اوجدت طرقا استثنائية لاسترداد الاموال في حال استنفاذ الطريق الجنائي ويتمثل بالمصادرة دون الاستناد الى حكم الادانة في حال وفاة الجاني او الهروب او الحصانة.
• من الضروري تعديل قانون مكافحة غسيل الاموال بما ينص على تحديد السلطات التي تختص بتنفيذ طلب المساعدة القانونية.
• الاستعانة بالشركات الاجنبية المتخصصة في متابعة استرداد الاموال المهربة شريطة صدور قرارات قضائية باتة.
************
ازمة المياه في العراق.. هل هي أزمة موارد ام سوء إدارة؟
خليل ابراهيم العبيدي


ثمة مقولة عالمية مفادها أن مقياس تقدم الدول يقوم على معدل استهلاك ألفرد فيها للماء، وقد اعلن البنك الدولي ان العراق يتقدم الدول العربية بحصة الفرد من الماء بفضل نهري دجلة والفرات، وأن حصته الآن تصل الى 967 مترا مكعبا سنويا بعدما كانت حصة الفرد 4115 مترا مكعبا قبل 50 عاما، وأن معدل استهلاك الفرد العراقي حسب وزارة التخطيط يصل إلى 350 لترا يوميا، ويرى البنك الدولي ان شحة المياه تعود إلى عدم وجود إدارة فاعلة للموارد المائية، ونود الاشارة إلى أن استهلاك الفرد المعتمد دوليا يكون ما بين 150 لترا الى 200 لتر يوميا اي بمعدل دولي يصل الى 175 لترا في اليوم، وأن معدلات استهلاك الفرد العراقي حسب وزارة التخطيط هي كشعر برناتشو غزارة في الموجود وسوء في التوزيع، والكل يتذكر ان أكبر شحة قريبة في المياه كانت في عام 2019 حيث ألحقت الضرر بالزراعة والحيوان والبشر، وفي نهاية العام وبداية عام 2020 هطلت أمطار غزيرة جدا .
ان البون الشاسع بين حصة الفرد العراقي قبل خمسين عاما وحصته اليوم إنما يعود لعوامل متعددة، منها زيادة السكان، وزيادة الاستهلاك نتيجة لزيادة الوعي، وزيادة معدلات التنمية الزراعية وغيرها من العوامل التي يقف في مقدمتها عاملان مهمان الأول؛ ارتفاع درجات الحرارة، والعامل الثاني سلوك الدول المتشاطئة مع العراق، وخاصة بعد عام 2003، أما العامل الأهم هو فشل النخبة في الموارد المائية في الحفاظ على هذه الثروة الثمينة من خلال إقامة السدود والخزانات المائية.
ان العراق عند كل تفاوض مع الجانب التركي يواجه، بأنكم تتركون المياه تذهب عبثا الى الخليج وأنكم متخلفين في إدارتكم للموارد المائية المتاحة، اما الجانب الايراني فانه يتعالى على العراق ولا يعبأ بشكواه. الحق ان العراق يترك المياه تذهب سدى الى الخليج ولا يقيم السدود او الخزانات، وكان الاجدر بحكومات ما بعد التغيير اكمال سد بادوش. او اقامة سدود جديدة لا الذهاب الى ما أطلقوا عليه مشروع نهر شط العرب الموازي، ذلكم المشروع الفاشل القائم على فكرة مد نهر بطول 129 كم يكون نهرا موازيا لشط العرب وبكلفة 700 مليار دينار ولم يحقق هذا المشروع أهدافه، وكان الاجدر بوزارة الموارد المائية اقامة سد يخزن فيه الماء قبل دخول المجرى، اي مجرى شط العرب او بجوار الشط المذكور. ونود الاشارة الى منخفض شويجة وامكانية اقامة مشروع لخزن الماء الصالح للزراعة وخاصة من الموارد المائية التي ترد العراق من المرتفعات الايرانية.
وبالعودة الى الاتفاقية الدولية للاستخدامات غير الملاحية للمجاري المائية الدولية لعام 1997 والمتعلقة باستخدامات الماء والحفاظ على كل المياه العابرة للحدود الدولية بما فيها المياه السطحية والجوفية، فقد تحدد مفهوم المجرى المائي الدولي والمعرف بموجب المادة الثانية من الاتفاقية اعلاه، بانه نظام المياه السطحية والجوفية الموجودة في عدة دول والتي تشكل بموجب روابطها الفيزيائية مجموعة موحدة تصل بشكل طبيعي إلى نقطة التقاء مشتركة. ونصت المادة الخامسة من الاتفاقية على ضرورة استبعاد اي اولوية بين الاستخدامات المختلفة للمياه، أي بما يضمن أولوية مصلحة الجميع، فالقانون الدولي يدعو الدول المتشاطئة الى الاتفاق والتعاون بما يضمن حق الجميع ، واليوم على سبيل المثال تقف اثيوبيا بمواجهة مصر بالدرجة الأولى والسودان بالدرجة الثانية في مسألة ملئ سد النهضة ، حيث ترى إثيوبيا ان من حقها ملئ السد وقتما تشاء ، بينما مصر تصر على ان يتم ذلك في موسم الأمطار، لأن عملية ملئ السد في كل الأحوال ستضر بمصلحة مصر ويحسر عنها 55 في المائة من الموارد الكفيلة بالحاجة للزراعة والاستعمالات الاخرى وان القانون الدولي لا يجيز لدول المصدر إلحاق الضرر بالدول المتشاطئة او دول المصب كمصر مثلا، واليوم تقف تركيا موقف إثيوبيا وتحاول أن تملأ سد اليسو وقت الصيف، وهو ما يثير الرعب لدى سكان العراق وخاصة في المناطق الجنوبية لأن مدخل النهر عند الحدود يكون في مرحلة الشباب . والموارد المالية في العراق تذهب الى المياه الصالحة للشرب والاستعمال الآدمي والمياه الصالحة للزراعة والاغراض الأخرى.
وتشير تقديرات الحكومة العراقية ان 24 في المائة من العراقيين لا يحصلون على الماء الآمن، ويقول مدير بيئة بغداد الأستاذ حسن سلوم ان مشاريع المياه قديمة لا تتناسب مع الكثافة السكانية، وقد أكدت الناطقة باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر/بعثة العراق ليال حورانية، ان نهري دجلة والفرات، اللذين يوفران الحصة الأكبر من الماء في العراق يعانيان من انخفاض تدريجي في مستوى الماء، ولم يعد بالإمكان استخدامهما كمصدر موثوق لمياه الشرب في بعض المناطق. وقد كشفت الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة في 1/11/2010، “اليونسكو” عدم توفر المياه الصالحة للشرب لعدد يتجاوز ال 7,6 مليون عراقي، وأن 83 في المائة من مياه الصرف الصحي وحسب تقديرات الأمم المتحدة يجري تسريبها إلى الانهار، وأن 50 في المائة من سكان المناطق الريفية في العراق يفتقرون إلى ماء الشرب الآمن. ، لذا فان ما يخلص إليه المراقب ، ان العراق يتسبب بهدر ثروته ويجعلها تنساب الي البحر بسهولة وهو يمتلك الوديان والهضاب والمنخفضات الطبيعية ، وهو ايضا لا زال يسير خلف الأمم الاخرى في مسألة توفير الماه المتاح للاستعمال الآدمي ، فلا وزارة الموارد المائية ولا أمانة بغداد التي يشكو سكانها العطش الآن، ولا البلديات كانت عند مستوى حاجة الناس الى الماء الصالح للشرب .
وهنا أود ان اذكر أمانة بغداد بشأن صرف أكثر من ملياري دولار لأغراض مشروع الرصافة الكبير، ولا زالت الرصافة تشكو العطش، فأين ذهبت كل هذه الأموال. وعلى سبيل النكتة، فإن مشروع تحسين قناة الجيش أصبح مصدرا للروائح والامراض في حين كانت مصدرا للتفاؤل بمستقبل العراق ابان ثورة تمور الخالدة. لذا فان أزمة المياه لم تكن ابدا مسألة موارد، وإنما مسألة نزاهة وحسن إدارة.
*************
ص7-8
عودة الى ذكرى ثورة الرابع عشر من تموز ١٩٥٨
فاضل ثامر


استدرجتني ملاحظات وردود القراء والمتابعين على (البوست) الذي نشرته تحيةً لذكرى ثوره الرابع عشر من تموز، في صفحة الفيسبوك الخاصة بي، الى استئناف الحديث عن الثورة وطبيعتها بشكل موسع نسبياً، والوقوف أمام تساؤلات مشروعة منها فيا اذا كانت الثورة مجرد انقلاب عسكري أم ثورة شعبية، والانعطاف على ما رافقها من اعمال عنف وعلاقة ذلك بما تلاها من انقلابات وحروب وانظمة استبدادية.
ومقدماً أعلن عن احترامي لكل وجهات النظر المغايرة، ذلك ان الاختلاف لا يفسد للود قضية..
من المعروف ان الشعوب تحتفي سنوياً بأعيادها الوطنية، لأنها تعد من الرموز السيادية الوطنية التي يفخر بها كل شعب. فالشعب الفرنسي مثلاً ما زال يحتفل كل عام بذكرى ثورة الرابع عشر من تموز عام 1789 التي حطمت التي حطمت سجن الباستيل ،مع ان الثورة كانت قد شهدت مظاهر فظيعة للعنف والقتل والانتقام العشوائي. كما ان الشعب الامريكي هو الاخر يحتفى بعيده في الرابع من تموز الذي كان ثمرة نضال ضد الاستعمار البريطاني راح ضحيته الالاف من الامريكيين. ومازال الروس يحتفون بذكرى ثورة اكتوبر عام ١٩١٧مع ما رافقها من حروب وصراعات استمرت سنوات عديدة. اذ ان جميع الثورات معرضة لان تقدم خسائر في البنيه التحتية للمجتمع وفي افراد او اسر او شرائح اجتماعية أو طبقية تنتمي في الغالب الى النظام القديم.
الثورة ليست لعبة وليست خياراً سهلا لتحقيق التغيير، ولو كانت القوى الاجتماعية السياسية الاقتصادية للنظام القديم على استعداد للتنازل عن السلطة كما يحدث مثلا في الانتخابات الديمقراطية لكان بالامكان تحقيق انتقال سلمي وسلس للسلطة، لكن ذلك لا يتحقق الا في الاحلام الرومانسية. فسدنة السلطة وممثلوها والمستفيدون من وجودها عبر التاريخ، غير مستعدين للتنازل عن امتيازاتهم، ولذا تحدث الثورات، التي قد تكون شعبيه، وقد تكون مسلحة، كما قد تدخل فيها القوات المسلحة لأسباب مختلفة منها استعصاء التغيير بالطرق السلمية والجماهيرية. وتبقى الكثير من القضايا التي لا يمكن التكهن بها: هل ان الثورة اي ثوره ستحقق النتائج المطلوبة منها وفي مقدمتها تلبيه مطالب الشعب واهدافه، وما هي التداعيات المحتملة اللاحقة ومنها امكانيه حصول تدخلات خارجيه او اثارة الصراعات الاثنية والقومية والدينية والطائفية او ظهور هويات فرعيه قد تؤدي الى تمزقات جديده داخل المجتمع. هذه كلها وغيرها تداعيات محتملة، ويعتمد حلها على درجه وعي القائمين بالثورة، وبادارة الازمات، وادراكهم لإشكالياتها المتوقعة. ولكن هل يحق لنا ان نقول حبذا لو لم تحدث الثورة، لأنها خلقت صراعات غير متوقعة وهل يجوز التخلي عن حلم الثورة ورفع الراية البيضاء أمام جلادي الانظمة الاستبدادية، تجنباً لاراقة الدماء؟ هذا منطق غير ثوري ويؤدي الى تغول الانظمة الدكتاتورية والاستغلالية وتحكمها برقاب الناس. فعندما تنضج الظروف الموضوعية للثورة لا بد للقائد الثوري، وليس الاصلاحي، استثمارها لتحقيق حلم الجماهير بالتغيير الاجتماعي. اذْ لا يمكن إبقاء المجتمعات على فطريتها الاولى ولابد ان يتخذ التغيير طريقه للتلاؤم مع البنيات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تنشأ في أي مجتمع. فعندما نشأت الصناعة الحديثة في أوربا، ونمت الرأسمالية وظهرت طبقات اجتماعية جديدة مثل البورجوازية والطبقة العاملة، لم يعد النظام الاقطاعي الذي كان سائداً آنذاك أن يلبي حاجات التشكيلات الاجتماعية الجديدة، ولذا أصبح التغيير ضرورة. حيث شهدت اوربا سلسلة من الثورات والانتفاضات التي تهدف الى تحقيق الانسجام المطلوب. وعندما تبلغ التناقضات ذروتها لابد للثورة ان تحدث بطريقة أو بأخرى.
وهذا بالذات هو ما حدث في العراق -جاءت ثورة الرابع عشر من تموز ١٩٥٨ لتفتح الطريق امام حركة المجتمع وتقدمه، وبعد ان استعصى اي فعل تغييري سلمي او عسكري. هناك من يعتقد ان الثورة كانت ضد الملكية، وان مقتل عدد من أفراد الاسرة المالكة العراقية ، وهو امر يؤسف له ، هو دليل على ذلك .
هذا تصور خاطئ .فالثورة كانت ضد الهيمنة البريطانية على العراق، وضد تكبيل العراق بسلسلة من المعاهدات الاسترقاقية والاحلاف الاستعمارية ومنها حلف بغداد. ما أن انسداد أفق التغيير والإصلاح داخل المجتمع العراقي هو الذي مهد الطريق للثورة لتأخذ طريقها الطبيعي. أما الامر الذي قلما يتنبه له المؤرخون والكتاب وهو ان العراق لم تكن تحكمه الاسرة الحاكمة التي لم يكن وجودها الا رمزيا “فالملك مصون وغير مسؤول” على وفق الدستور العراقي .ومن كان يحكم فعلياً نظام بوليسي استبدادي ، يدعمه نظام إقطاعي وشبه إقطاعي، وتتحكم به السفارة البريطانية في بغداد والتي جسدت النفوذ البريطاني في العراق منذ احتلال العراق، ودخول الجنرال (مود) محتلاً وليس محرراً.
ومن المعروف أن بريطانيا وسفارتها في بغداد هي التي كانت تتحكم بالعراق من خلال مجموعة من السياسيين والرموز الذين ينفذون سياستها وفِي مقدمتهم نوري السعيد وبهجة العطية وأمثالهما .وقد كان الحكم بوليسياً وقمعياً .لكن ذاكرة الأجيال الجديدة ضعيفة ولا تعرف حقائق الماضي القريب، وأحيانا تقدم لها حقائق مغلوطة او منتقاة مثل :انظروا لقد تسببت ثورة تموز بمقتل العائلة المالكة وفِي المقدمة الملك الشاب فيصل الثاني الذي لم يتزوج بعد “بمثل هذا الأسلوب المتواتر والبراق يراد خداع الأجيال الجديدة .
ترى هل كانت ثورة الرابع عشر من تموز ثورة أم مجرد انقلاب عسكري قاده عدد من الضباط. لا أجد احداً ينكر ان الثورة اعتمدت كأداة للتنفيذ على القوات المسلحة، لكنها تمت بالتنسيق مع القوى والأحزاب الوطنية المتمثّلة ب “جبهة الاتحاد الوطني “وبالإجماع الجماهيري الفوري والواسع لها، مما جعلها تتحول الى ثورة جماهيرية واسعة. وهذا هو شان ثورة يوليو ١٩٥٢في مصر مثلا ،وفِي الكثير من بلدان العالم الثالث الذي وجدت فيه القوات المسلحة الوطنية نفسها مضطرة للتدخل للتصيح معادلة التغيير المستعصية .وبالنسبة للعراق لا يمكن ان نقول ان ثورة تموز تمثل انقلاباً على الشرعية ، فلم تكن هناك شرعية دستورية ، بالمعني الحديث ،وقد يبدو تدخل القوات المسلحة الوطنية مقبولا لإسقاط نظام حصل على الشرعية لكنه انحرف عن إرادة الشعب وراح يطبق اجندات معادية للثورة وللشريعة في آن واحد ،كما هو الحال عندما قامت القوات المسلحة المصرية ، مدعومة بثلاثين مليون متظاهر ، باسقاط نظام (مرسي ) والاخوان المسلمين في مصر ،مع انه كان يمتلك -شكليا -ورقة الشرعية .
طبعا يتمنى كل مؤمن بالديمقراطية ان تتوافر الظروف الموضوعية والذاتية للمجتمع التي لا تتطلب تدخل القوات المسلحة، او تحولها الى قوة متحكمة بالقرار السياسي، اذ ان الوظيفة المثلى لهذه القوات ان تكون مهمتها حماية حدود البلاد من اي عدوان خارجي، وان تظل القطعات العسكرية في ثكناتها ومعسكراتها، لكن ثمة حالات استثنائية تضطر فيها القوات المسلحة للتدخل لحسم عملية التصحيح الاجتماعي والسياسي.
ويبقى السؤال الأهم هل نجحت ثورة الرابع عشر من تموز في التعبير عن مصالح الشعب العراقي في تحقيق هذا التحول الثوري ، وهل عملت بعد انتصارها في وضع خطة لإعادة بناء المجتمع العراقي وتحقيق إنجازات ملموسة .
في تقديري ، ان اي منصف يدرس الظروف الموضوعية والذاتية التي كان يعيشها العراق قبيل الثورة ، سيدرك ان كل شرائح الشعب العراقي كانت تتطلع لتحقيق تغيير ثوري ، وربما تمثل سلسلة الانقلابات والانتفاضات التي شهدها العراق ومنها انقلاب بكر صدقي عام ١٩٣٦ وحركة رشيد عالي الكيلاني عام ١٩٤١ ومظاهرات الشعب العراقي في الوثبة عام ١٩٤٨ و”الانتفاضة “عام ١٩٥٦ وسلسلة المظاهرات المؤيدة للثورة الجزائرية التي شهدها العراق ، والمظاهرات الاحتجاجية على حرب السويس ضد مصر عام ١٩٥٦ ، فضلا عن الإضرابات الطلابية والعمالية والانتفاضات الفلاحية ومنها انتفاضة فلاحي(آل إزيرج)عام ١٩٥٢ في الخمسينات، وانتفاضة عمال كاورباغي في كركوك عام ١٩٤٦في الأربعينات كلها مخاضات ترهص بالتغيير الثوري .

لكن قوى النظام البوليسي المدعوم من الحكومة البريطانية اولاً، ولاحقا من حلف بغداد الذي تشكل 1955 ، كانت تقمع اي نهوض جماهيري لتحقيق التغيير المنشود بطرق سلمية .بل من يدرس الدور الذي لعبه نوري السعيد وولي العهد عبد الاله ، رمز النظام الملكي آنذاك في قمع حركة رشيد عالي الكيلاني من خلال الاستنجاد بالقوات البريطانية ، لأدرك جيد ان النظام الملكي ورموزه ورجال السفارة البريطانية لم يكونوا ذلك الحمل الوديع الذي يتخيلونه ، وأنما جميعاً مسلحون وقساة في أحكامهم. فقد أصدروا أمراً بإعدام العقداء الأربعة الذين شاركوا في حركة رشيد عالي الكيلاني، كما نفذوا لاحقاً سلسلة من الاعدامات والتصفيات بحق رموز الحركة الوطنية، وكانت السجون وأقبية التحقيقات الجنائية التي كان يمثلها بهجت العطية شاهداً على ذلك.
وللحقيقة والتاريخ فان قيادة ثورة تموز قدمت إنجازات كبيرة خلال فترة زمنية محدودة لا تتجاوز الخمس سنوات ، وكانت تحظى بدعم جماهيري ،ومن منجزات ثورة تموز تحقيق الاستقلال السياسي الكامل للعراق ، وقطع هيمنة بريطانيا وسفارتها على امور العراق والخروج من الأحلاف العسكرية ومنها حلف بغداد والخروج من منطقة الاسترليني وتشريع قانون الأحوال الشخصية رقم ٨٠، وتحقيق قانون الإصلاح الزراعي الذي وجه ضربة للنظام الاقطاعي وشبه الاقطاعي، وإصدار القانون رقم (٨٠) الذي استعاد ٩٩٪ الاراضي العراقية من شركات النفط الاستعمارية ، والاتجاه لدعم الصناعة الوطنية ، وتحقيق مشروعات مهمة في مجال الزراعة والخدمات والإعمار وتخطيط المدن ، منها إيجاد حل للحالة المزرية التي كان يعيش فيها سكان الصرائف عن طريق منحهم قطع أراضي في مدينة الثورة ،وشق قناة الجيش وتوفير مجمعات سكنية للفقراء في بغداد وفِي الكثير من المدن العراقية ، فضلا عن تخصيص قطع أراضي للضباط في احياء زيونة ، واليرموك وغيرهما في بغداد ، والاعتراف بحق الشعب الكردي في ادارة الدولة والمساواة ، كما أشرك معظم القوى والأحزاب السياسية في تشكيل اول كابينة ضمت اسماء مهمة تمثل الطيف الوطني آنذاك .
كما قامت الثورة بإطلاق حرية الصحافة، وتشكيل النقابات والمنظمات المهنية والشبابية والتسوية، وتأسيس جامعة بغداد، وإطلاق طاقات الشعب، وكسر حاجز الخوف والاسهام في بناء التجربة السياسية الجديدة.
من الطبيعي ان نختلف في وجهات نظرنا حول اية قضية مطروحة، ومنها تقييم طبيعة ثورة الرابع عِشر من تموز، فالاختلاف في الرأي مظهر صحي من مظاهر الحوار الديمقراطي السليم، لكننا قبل هذا وذاك، علينا ان نقرأ التاريخ القريب، ونفهم اسرار ه ودوافعه، ثم نحكم حكماً موضوعياً، دونما انحياز للعاطفة او لشعار مخادع او تضليل.
يخيل لي ان الجيل الجديد، بشكل خاص يجب ان يقرا التاريخ جيداً، لكي لا يقع ضحية بعض اصحاب المشاريع والأجندات السرية الذين يحاولون تشويه صورة الثورة، وتصويرها على انها مجرد انقلاب عسكري، معتمدين على صورة عاطفية مرسومة بإتقان، للتمويه على الحقائق. ثمة معيار اخر يمكن ان نحتكم اليه في تقدير شرعية ثورة تموز ١٩٥٨يتمثل في معرفة ردود افعال القوى الاستعمارية ، وفِي مقدمتها بريطانيا وأمريكا تجاه الثورة .الجواب واضح ان هذه القوى كانت مرتعبة من الثورة ، لأنها هددت امتيازاتها ولذا وقفت ضدها ، وراحت تتآمر عليها بدعم بعض القوى اليمينية والاقطاعية والفاشية المتطرفة في مقدمتها حزب البعث ، وكانت فرحتها كبيرة باسقاط الثورة من خلال انقلاب ٨شباط ١٩٦٣ الاسود.علينا قبل هذا وذاك ان نزن بميزان الصدق مزايا الثورة وأخطائها ثم نحكم ،ولذا يتعين علينا أسوةً بكل شعوب العالم ، ان نفتخر بثورة الرابع عشر من تموز بوصفها عيدنا الوطني المشرف ، واحد رموزنا السيادية التي نعتز بها ،اما الحديث عما حصل بعد الثورة من صراعات ، فهو أمر اخر ، تتحمل مسؤوليته الأنظمة الانقلابية الي أسقطت ثورة تموز وقادت البلاد الى متاهات الانقلابات والتصفيات الدموية وأسست لنظام دكتاتوري فردي متعطش للدماء والحروب هو نظام صدام حسين الاستبدادي. الذي يتحمل المسؤولة الفعلية لإضعاف العراق وتدميره من خلال سياسات طائشة وحروب تدخل مجانية مهدت لاحتلال العراق من قبل قوات الامبريالية الامريكية، وهو بالتأكيد يتطلب قراءة موضوعية اخرى لمعرفة ما يحويه “الصندوق الأسود” من صفحات مجهولة قد نعود إليها لاحقاً في فرصة سانحة قادمة.
************
كورونا
ويداء سامي احمد


تلك المتوّجة المتسلطة
سيدة الظلام الغريبة
جاءت تقود جيوشا خبيثة غادرة
غدرت بأحبتنا بكل وحشية ودنس
حملت الكورونا معها قدرة غريبة على التغيير، استباحت كوكبنا، غيرت الوانه وملامحه، لم تكن قبلها من قوة قادرة على إلزام البشرية مساكنها.
أيتها البشرية الحمقاء كفاك إجحافا
تمهلي.. تبصري.. انظري
رغم بشاعة تاجها تلك النكرة التي لا تستطيع الحياة دون اجسادنا، كانت حازمة أن ترينا دروسا كبيرة. أعادت إلينا قيما كبيرة كانت قد هلكت مع عجلة الزمن الدائرة على عجلة من أمرها.
أمرتنا بالتوقف.. لحظة إنتباهة غريبة.. أمرتنا بالتمهل..
أيتها البشرية توقفي، كفاك لحاقا لأطماعك، انظري أن الحياة لها طعم آخر حين التوقف. نسينا الهدوء، نسينا متعة التفاصيل الصغيرة، نكاد لا نسمع صوت الطيور الرقيقة ولا نشم عبير الزهور، لم يكن لدينا الوقت لنشعر، لنصغي، لنتأمل. أتمنى لكل من أستفاق من غفلته أن يكون قد رأى عظمة هذا الكوكب المخنوق تحت نزعاتنا واطماعنا ورغباتنا. كدنا نقتله تحت شعارات التطور والتكنولوجيا والعالم الحديث.
شهران او ثلاثة من توقف عجلتنا الساحقة أدخلت كوكبنا مرحلة النقاهة وبداية التعافي، ثقب الأوزون قارب على الإنغلاق، نسبة التلوث في الجو انخفضت بشكل كبير، الإحتباس الحراري بدأ بالإنخفاض، المحيطات والبحار قاربت على لفظ آخر قذاراتنا. أخذت الحيوانات حريتها المسلوبة، الدببة شاركت الإنسان في مدن الألعاب، البط والماعز استخدم أرصفتنا الظالمة، الدلافين أبدعت بأجمل رقصاتها على سواحل كانت تخاف دخولها. هل نحن نحب الحياة أم نحن قاتلوها! مَن قال أن هذا الكوكب لنا وحدنا! مَن أعطانا الحق في جلب الأمراض له وإهلاكه وإهلاك أنفسنا معه.
إنتفضت البشرية جمعاء على أن مجموعة من العلماء قاموا بصناعة فيروس خطير قاتل، ما ترونه صناعة يراه العلماء إختراعا ويفخرون به. أسميتُم الكورونا وباءا وجائحةً، ألم يكن دخان المصانع جائحة لوثت سماءنا وخنقتنا وقتلت طيورنا. الوقود المحترق في سياراتٍ نركبها، ونتباهى بأحدثها وأفخمها، وطائرات تقلُّنا للمتعة والإستجمام وقطارات وباصات.... إلخ، أما كانت نيران وقودها جائحة! الإنترنت والفيس بوك وغيرهما من وسائل التواصل الإجتماعي التي إنكببنا عليها طيلة هذه الشهور، ملأتنا الهم والغم وأنستنا التبصر والتأمل بما يحدث حولنا أما كان جائحة! يصل معدل القمامة والمخلفات التي نرميها نحن البشر في العالم الى أكثر من 2 مليار طن للعام الواحد، يُرمى الكثير منها في البحار والمحيطات، ناهيك عن المخلفات الغازية والسائلة، والمخلفات الطبية والنووية التي تعدّ كارثة بحد ذاتها، أليست مخلفاتنا بجائحة! لنأخذ نصيبنا جملة واحدة من الإختراعات حيث أنها لا تعدّ ولا تحصى.
يجتاحنا الرعب والخوف والهلع من خطر فيروس لم يكن مميتا أكثر من الإنفلونزا العادية التي تصيبنا في أغلب المواسم، وذكرت تقارير كثيرة أن كمية الهلع التي أصيب بها الناس كانت عاملا اساسيا لإرتفاع نسبة الوفيات بوباء كورونا حيث أن الخوف يفقدنا المناعة. كان علينا أن نرى الحياة وحدة واحدة كمجموعة كائنات تتقاسم نفس الكوكب، لكن رؤيتنا كانت بالمجمل لأنفسنا نحن البشر، أنا الإنسان، أرى نفسي مركز هذا الكون وكل كائن وكوكب ونجم وُجِد لراحتي، فلأعمل ما شئتُ، ولأصنع ما شئتُ. إن منظر نملة تحمل على ظهرها حبة رزٍ تكاد أن تقسمه، تسير بها مسافات طويلة جامعة غذاءها لشتاءٍ قارس، لهو أجمل بكثير من مناظر حروبنا وقتلانا وأيتامنا وجوعنا، وأروع بكثير من جملة إختراعاتنا الحربية القاتلة التي صنعناها لإستباحة دماء الآخرين، الآخرين الذين يشاركوننا الكوكب.
إن كان حقاً عليك الخوف يا إبن آدم فخُف من نفسك أولا، عاتبها وراضِها وأعِد حساباتاك القادمة. الحياة ستعود لسابق عهدها، لا حظر ولا حجر، وكل ما أتمناه أن تكون كورونا درسا لا ينسى تتعِظ منه البشرية جمعاء، حيث أنني طالما تخيلت نهاية كوكبنا هذا بصور مختلفة، تارةً ضربات من التسونامي غير المنتهية، أو هزات زلازل لا تتوقف، أو براكين حارقة، فهذه الأرض لن تغفر لنا ما نفعله على سطحها وستثور يوما على شر أنانيتنا وأطماعنا وتأخذنا جميعا إلى لبِّها أو تحولنا لمجرد ذرات غبارٍ متناثرة في الكون الجميل.
********
ص9
تونس.. هل الجهاز السري للنهضة وقياداتها متورطون في اغتيال البراهمي وبلعيد؟
متابعة – طريق الشعب
أعادت هيئة الدفاع عن الشهيدين المعارضين اليساريين شكري بلعيد ومحمد براهمي، قضية الاغتيالات السياسية، إلى واجهة الأحداث في المشهد التونسي الذي يعاني أزمة حكومية، ذلك إثر اتهامها مُجددًا للجهاز السري لحركة النهضة، بالتورّط في الاغتيالات السياسية التي شهدتها تونس قبل سنوات.
واتهمت هيئة الدفاع أمس، حركة النهضة بالتورّط في الاغتيالات من خلال جهازها السري، وفي إخفاء أدلة هذه الاغتيالات.
وقالت هيئة الدفاع إنّ التحقيقات القضائيّة أثبتت وقوف الجهاز السري لـ«حركة النهضة» وراء الاغتيالات السياسية، التي شهدتها البلاد عام 2013.
كما أكَّدت هيئة الدفاع سعي حركة النهضة لتعطيل التحقيق وممارسة الضغوط لإخفاء حقيقة تورطها.
وحمَّلت الهيئة، خلال مؤتمرٍ صحافي، عقدته في تونس العاصمة بمُناسبة الذكرى السابعة لاغتيال البرلماني براهمي، ما سمته «التنظيم السري للنهضة» مسؤولية عدد من أعمال العنف والإرهاب التي سجلت في تونس، بعد إسقاط حكومة زين العابدين بن علي في يناير (كانون الثاني) 2011.
وظهرت قضية الجهاز السري لحركة النهضة، في العام ٢٠١٨، عندما كشف فريق الدفاع عن وثائق وأدلة تفيد بامتلاك النهضة جهازا أمنيا سريا متورطا في عدد من أعمال العنف والاغتيالات، وملاحقة خصوم النهضة ومعارضيها.
وأعلن المحامي أنور الباسطي، عضو هيئة الدفاع عن بلعيد و براهمي، عن «بداية تخطي بعض الحواجز والعوائق في ملف الاغتيالات السياسيّة، وذلك من خلال الحصول على قرارات قضائية، سواء من دوائر جنائيّة، ومن دائرة الاتهام قال إنها «تثبت التعاطي المباشر، أو وضع اليد المباشر للجهاز السري لـ(حركة النهضة) على هذا الملف»، مؤكدا أنّ «الحقائق والإثباتات تضع رابطًا بين هذا الجهاز والاغتيالات السياسية» التي عرفتها تونس.
من جانبها، قالت المحامية وفاء العليبي، عضو هيئة الدفاع، إنّ قرار دائرة الاتهام التابعة للمحكمة «تضمن 3 معطيات مهمة جدًا، تتعلّق أساسًا بإبطال التهمة عن كل من وحيد التوجاني، ومصطفى بن عمر، ومحرز الزواري (منتسبي أمن)، مع إحالة تقرير هيئة الدفاع ضدهم، مع علي العريض رئيس الحكومة، ووزير الداخلية الأسبق، على النيابة العمومية»، مُؤكدةً أنّ «الهيئة عادت مرة أخرى إلى وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس البشير العكرمي».
وذكرت العليبي أنّ من المعطيات المهمة التي تضمنها قرار دائرة الاتهام ليوم 28 مايو (أيار) الماضي هو «توجيه الاتهام إلى مسؤولين سابقين في (حركة النهضة)، وهم عامر البلعزي، ومصطفى خذر، ومحمد العكاري، وإحالتهم على الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس، بتهمة المشاركة في جريمة القتل العمد، مُشيرةً في هذا السياق إلى أنّ عامر البلعزي «هو الذي تولى إخفاء المسدسات».
بدورها؛ أكدت إيمان قزارة، عضو هيئة الدفاع، أنّ الجهاز السري لـ«حركة النهضة» «كانت له يد أيضًا في إخفاء وثائق وأدلة بهدف التستر على الحقيقة. ومن بينها وثائق تتعلّق بالإرهابي أبو بكر الحكيم، مُشيرةً في هذا السياق إلى «الهواتف الجوالة التي استعملها هذا الأخير، والتي بلغ عددها نحو 15 هاتفًا، مع شرائح هاتفية عدة. بالإضافة إلى اختفاء وثائق أخرى عدة في غاية الأهمية».
وتحدّثت قزازة عن وجود علاقة وثيقة تربط بين زعيم «حركة النهضة» ورئيس البرلمان الحالي راشد الغنوشي، بالجهاز السري لـحركة النهضة، حيث أكَّدت أنّ ملف الاتصالات الهاتفية لمصطفى خذر، كشف عن علاقات تربطه بقيادات سياسيّة وأمنيّة؛ من بينها الغنوشي الذي اتصل به هاتفيًا 11 مرة قبل يوم من اغتيال براهمي، وتواصل معه أيضًا عن طريق شخص يدعى كمال البدوي، الذي تبيّن أنّه يشرف على الطاقم الأمني الخاص بالغنوشي.
ويُشار إلى أن جريمتي اغتيال كل من شكري بلعيد ومحمد براهمي قد وقعت في شهري شباط وتموز عام 2013، وقد عُرف كليهما بمواقفٍ مناهضة لحركة النهضة ورافضة لسياساتها.
***********
وسائل الفاسدين في بلدان المنطقة متماثلة
المعارضة التركية تتهم اردوغان
بتحويل أمواله إلى الولايات المتحدة
رشيد غويلب


توقع زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض (الكماليون) تحويل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان قسم من ثروته الى الولايات المتحدة، كأجراء احترازي لمواجهة احتمال فقدانه السلطة. جاء ذلك في اجتماع لكتلة الحزب البرلمانية في الأسبوع الفائت. ووفق ما نقلته وسائل إعلام المعارضة، أن اردوغان سيضع خططا لمغادرة البلاد، إذا تغيرت الأغلبية في تركيا. وحسب استطلاعات الرأي الأخيرة، فان خطر فقدان حزب أردوغان لأكثريته أصبح قريبا، ويعود ذلك الى الأزمة الاقتصادية التي تفاقمت بسبب كورونا. ويحصل اردوغان حاليًا، حسب استطلاعات الرأي، على 30 في المائة فقط من الأصوات.


عائلة أردوغان وفضيحة التبرعات
وقال كلجدار اوغلو “لقد اشتروا مزرعة محمد علي كلاي في ميشيغان لأنهم يعرفون، أنهم سيذهبون إلى الولايات المتحدة إذا تغيرت الأوقات”. وأستند زعيم المعارضة إلى تقارير نشرت في بداية 2019 في “شيكاغو تريبيون”، تفيد أن “مؤسسة تركن” الإسلامية، التي تسيطر عليها عائلة أردوغان، اشترت عقارًا بمساحة 35 هكتارًا في ولاية ميشيغان الأمريكية، كان يملكها الملاكم الراحل كلاي. ويبلغ سعر العقار2.9 مليون دولار. وقد تناقلت وسائل إعلام المعارضة التركية أخبار الصفقة. ومعروف ان ابنة الرئيس، اسراء البيرق اردوغان عضو في مجلس إدارة مؤسسة تركن الإسلامية ومن ناحية أخرى، أدى الإعلان عن شراء المزرعة إلى تسليط الضوء على فضيحة التبرعات المرتبطة بمؤسسة تركن المسجلة في شباط الفائت، في نيويورك، على أنها مؤسسة “غير ربحية”. والقضية متعلقة بمبنى شاهق من 21 طابقاً، من قبل المؤسسة في أحد أغلى الأحياء بالقرب من تايمز سكوير بقيمة 89.6 مليون دولار. وقال أوغلو “لقد توقفوا عن مراكمة الثروات في تركيا وهم يشاركون الآن في بناء ناطحة سحاب في مانهاتن”. وكانت المؤسسة قد اعلنت في العام الفائت، أن البناء سيتم تمويله بشكل مشترك من خلال تبرع بقيمة 8 مليون دولار من شركة باسكنتغاز ثاني أكبر مورد تركي للغاز. والتبرع ليس مسجلاً في تركيا أو الولايات المتحدة.
وفي شباط الفائت، كشف موقع “غازيته 9” الإخباري التركي، أن باسكنتغاز قدمت في أواخر 2017 تبرعًا بقيمة 8 مليون دولار الى الهلال الأحمر التركي. ومن أجل تحويل المبلغ، استخدم الهلال الأحمر مؤسسة أنصار الإسلامية، التي تهتم بالاعتداء الجنسي على عشرات الأطفال وهي قريبة أيضًا من عائلة أردوغان. ثم قامت مؤسسة أنصار بتحويل الأموال إلى مؤسسة تركن دون إبلاغ السلطات الضريبية.

هل يمكن ابتزاز الرئيس؟
عندما تصاعدت الفضيحة، طالب حزب الشعب الجمهوري بإجراء تحقيق برلماني في ملف التبرعات، لكن فرصته في النجاح كانت ضئيلة. ولا تنحصر اتهامات الحزب المعارض في التهرب الضريبي فقط، بل تشمل المحسوبية. واصفا تحويل مبالغ كبيرة من المال إلى مؤسسات مرتبطة بعائلة أردوغان بأنها فساد للحصول على تعويض حكومي. وتعود ملكية شركة باسكنتغاز الى عزيز تورون، صديق أردوغان.
وكان عمدة إسطنبول أكرم امام اوغلو من حزب الشعب الجمهوري، قد كشف بعد فوزه في الانتخابات مباشرة عن أن المبالغ الكبيرة التي تم الإعلان عنها كتبرعات قد خرجت من ميزانية المدينة إلى المؤسسات القريبة من رجب طيب أردوغان. وقدر كلجدار اوغلو إجمالي التبرعات من الهلال الأحمر ومدينة إسطنبول لمؤسسة تركن في نيسان الفائت بـ 22,5 مليون دولار وطالب باسترجاع الأموال. وفي السنوات الأخيرة تحدثت عدة تقارير عن تحويلات مالية ضخمة تقوم بها عائلة اردوغان الى الخارج. وهذه التعاملات المالية محظورة في تركيا. وعندما اتهم كلجدار اوغلو الرئيس في التلفزيون بالتهرب الضريبي، أقام الأخير ضده دعوة بسبب التشهير.
وقد شدد زعيم المعارضة على أن اردوغان، وبسبب استثماراته في الولايات المتحدة سيصبح قابلا للابتزاز، وليس باستطاعته نقد السياسة الأمريكية، لان ممتلكاته ستكون تحت المجهر. وبالفعل طالب الكونغرس الأمريكي مرارًا إجراء تحقيق في ثروة أردوغان، ويرجع ذلك جزئيًا إلى شراء أنقرة لأنظمة صواريخ الدفاع الروسية أس 400.
*************
ص10
كيف يمكن للعراق ان يستفيد من الانظمة الانتخابية العالمية؟
2-3
اعداد شاكر رحيم حنيش*


سويسرا وايرلندا والمانيا:
التمثيل النسبي الشخصي

سويسرا
بالنسبة لانتخاب مجلس النواب في البرلمان، فإن سويسرا تعدل التمثيل النسبي في قائمة الأحزاب بطريقتين مهمتين. فبدلا من أن تكون دائرة انتخابية وطنية واحدة، يوجد 26 دائرة انتخابية تقابل الكانتونات السويسرية البالغ عددها 26 مقاطعة. وتقسم المقاعد بين الكانتونات حسب عدد السكان. وينتخب أكبر كانتون،الذي هو زيوريخ 34 ممثلاً وأصغر كانتون ينتخب ممثلا واحدا فقط. فوجود 26 دائرة انتخابية بدلاً من دائرة وطنية واحدة يعمل ضد الأحزاب الصغيرة.
أما التعديل السويسري الثاني فهو أن الناخبين، وليس الأحزاب، يصنفون ترتيب المرشحين. وتقدم الاحزاب قائمة بأسماء بدون ترتيب تسلسلي اوتفضيل. الناخبون يقررون فقط لكل مرشح ما إذا كان يُترك المرشح دون تغيير أو إسقاط المرشح من القائمة. وينبغي ألا يكون العدد الإجمالي للأسماء في قائمة كل ناخب أكبر من عدد المقاعد التي سيتم انتخابها من الكانتون. وقد يقرر الناخب أيضًا عدم إجراء أي تغييرات على القائمة على الإطلاق. في هذه الحالة لا يتم إعطاء أي تفضيل لأي من المرشحين، ولكن يتم عد الأصوات لعدد المقاعد المنسوبة إلى الحزب. وقد يزيد الناخبون من تعقيد قائمتهم من خلال كتابة مرشحين من أحزاب أخرى.

ايرلندا
ويمكن أيضاً تحقيق التمثيل النسبي الشخصي من خلال نظام التصويت الواحد القابل للتحويل، حيث يبلغ مجموع المقاعد 166 مقعداً، وينتخب من 43 دائرة. ويتراوح عدد المقاعد لكل دائرة بين ثلاثة وخمسة مقاعد. وفي كل دائرة، يصنف الناخبون المرشحين حسب الأفضلية بالنسبة لهم.
فمثلا اذا هناك أربعة مقاعد في دائرة ال 100،000 من الأصوات الصحيحة، فالحصة المطلوبة هي 100،000 مقسومة على 5 + 1 = 20001 صوت . إذا بلغ الحصة لمرشح ما اكثر فيعلن بالفعل انه منتخب او فائز. وفي استمرار العد من الواضح أنه لم يعد بحاجة إلى اصوات اخرى وبالتالي يتم نقلها إلى المرشحين الاخرين في قائمته. وإذا كان للمقاطعة أربعة مقاعد لتخصيصها، فلا يمكن تخصيص المقعد الرابع بهذه الطريقة. ويُلغى المرشح الذي حصل على أقل عدد من الأصوات وتنقل اصواته إلى المرشح الأعلى في الاقتراع ذي الصلة بطرية متفق عليها في نظامهم الانتخابي.

المانيا
ألمانيا تستخدم نظام آخر للتمثيل النسبي الشخصي. وتتمثل ميزته الرئيسية في أن كل ناخب ألماني يحصل على صوتين في اقتراعه وهو ما يسمى بالتصويت الأول والثاني. التصويت الأول هو وفقا ل (الفائز ياخذ كل شيء) في دائرة واحدة. والثاني هو تناسبيا وفق التمثيل النسبي لقائمة الأحزاب. في عام 1949 حثت القوى الغربية وخاصة بريطانيا والولايات المتحدة المانيا على اعتماد نظام (الفائز يأخذ كل شيء). ومع ذلك جادل العديد من القادة الألمان بأن نظام (الفائز ياخذ كل شيء) لا يمكن أن يمثل على نحو كاف التنوع السياسي في البلاد. لذلك هُزم نظام الفائز (يأخذ كل شيء) (4).
وكان الحل الذي تم سنه هو انتخاب نصف البوندستاغ (البرلمان الالماني) بنظام (الفائز يأخذ كل شيء) والنصف الآخر بالتمثيل النسبي. ويُدلي الناخب كلا الصوتين في نفس اليوم وفي نفس ورقة الاقتراع. وبالنسبة للتصويت الأول تقسم البلاد إلى دوائر انتخابية صغيرة تتوافق في عددها مع نصف المقاعد البرلمانية. في كل دائرة يتم انتخاب المرشح الذي حصل على أكبر عدد من الأصوات. بالنسبة للجزء النسبي من الانتخابات، يستخدم الألمان التمثيل النسبي لقائمة الحزب، مع ترتيب المرشحين الذي قامت به الأحزاب.
ويسمح للناخبين بتقسيم صوتهم. ففي انتخابات (الفائز ياخذ كل شيء) يجوز لهم التصويت لصالح شخص يمثل حزبا واحدا، وفي انتخابات التمثيل النسبي يمكنهم اختيار حزب مختلف. فمثلا قد يدلي أنصار الحزب الديمقراطي الحر الصغير بأصواتهم الأولى لمرشح احد الحزبين الكبيرين، مع العلم أن مرشحهم الخاص ليس لديه أي فرصة تقريباً للفوز في انتخابات (الفائز ياخذ كل شيء)، ولكن لا يزال بإمكانهم الإدلاء بأصواتهم الثانية لصالح قائمة أحزابهم. ويحصل كل حزب على نفس نسبة المقاعد التي يحصل عليها على مستوى البلاد من الأصوات الثانية، مما يجعل النظام الألماني نسبيًا للغاية.
كما يتضمن النظام الألماني حكماً ينص على عتبة انتخابية ضد الأحزاب الصغيرة جدا. وتحرم هذه العتبة من التمثيل البرلماني للأحزاب التي تفوز بأقل من 5 في المائة من الأصوات الثانية في جميع أنحاء البلاد اذا كانت غير قادرة على الفوز بثلاث دوائر انتخابية من الأصوات الأولى. ففي انتخابات عام 2013، حصل حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي على 4.7 في المائة من الأصوات الثانية ولم يتمكن من الفوز بأي دائرة انتخابية واحدة. ولذلك لم يتلق أي تمثيل برلماني. وفي انتخابات عام 2005، لم يحصل حزب الاشتراكية الديمقراطية الذي حصل على دعمه في شرق ألمانيا على 5 في المائة على مستوى البلاد، لكنه تأهل للتمثيل البرلماني لأنه فاز بثلاثة مقاعد مباشرة.

ترسيم حدود الدائرة في منطقة أحادية العضو وانظمة التمثيل النسبي
في أنظمة الدائرة الانتخابية التي تختار عضوا واحدا ، يعتمد نجاح أو فشل السياسي إلى حد كبير على كيفية رسم حدود الدائرة الانتخابية. في الولايات المتحدة الأمريكية، في السنة الأولى بعد إجراء التعداد السكاني العام الذي يجرى مرة كل عشر سنوات، يتم إعادة رسم الدوائر الانتخابية لمراعاة التغيرات في عدد الأشخاص الذين يعيشون في الدوائر. وهنا يتم تعيين الدوائر الانتخابية من قبل ممثلين المجالس التشريعية للولايات. وهذا أمر مفتوح للتلاعب الكبير. ومن الممكن أن يكون هناك أفضلية لحزب سياسي على آخر. وفي بعض الأحيان تتخذ أشكال الدوائر الانتخابية أشكالاً غريبة، ثم أدت هذه العملية إلى نكتة مفادها أنه في الولايات المتحدة الأمريكية ان الناخبين لا يختارون السياسيين، ولكن السياسيين يختارون الناخبين.
وفي بلدان مثل المملكة المتحدة أو كندا أو أستراليا، تتم رسم الدوائر النتخابية من قبل هيئات غير حزبية ووكالات مستقلة تتكون من قضاة أو مؤرخين أو جغرافيين تستند قراراتهم إلى عوامل مثل ضمان أن تكون كل منطقة متشابهة جداً في عدد السكان ويجب ألا تتفكك المجتمعات المحلية فيها، من بين اعتبارات أخرى.
تغيير النظم الانتخابية في فرنسا وإيطاليا
لقد غيرت بعض البلدان الاوربية نظمها الانتخابية. وفي أوائل التسعينات أدخلت بولندا عتبة 5 في المائة في نظامها الانتخابي للتناسب؛ ونتيجة لهذا التغيير في قواعد الانتخابات، تم تخفيض عدد الأحزاب في برلمانها من 29 إلى ستة أحزاب.

فرنسا
مارست فرنسا التمثيل النسبي في ظل جمهوريتها الرابعة (1946-1958). في عام 1958 أدخل الجنرال شارل ديغول وأنصاره نظاماً أبرز ما يميزه أن هناك انتخابين منفصلين للجمعية الوطنية. الانتخاب الثاني ياتي بعد الاول باسبوع. ولهذا يطلق عليه نظام الاقتراعين. وبالنسبة للانتخابات البرلمانية، تنقسم فرنسا إلى نفس عدد الدوائر الانتخابية التي توجد بها مقاعد في الجمعية الوطنية. ولكي يتم انتخاب المرشح في الاقتراع الأول، يجب أن يحصل على الأغلبية المطلقة (50 في المائة + 1) من الأصوات المدلى بها في دائرته. واذا لا يحصل اي مرشح على الاغلبية المطلقة تجري جولة ثانية للانتخاب. وفيها لا يجوز إدراج أسماء سوى المرشحين الذين شاركوا في الاقتراع الأول ، ويتم استبعاد جميع المرشحين الذين يحصلون على أقل من 12.5 في المائة من الاقتراع الأول. لكن تم تغيير هذا النظام مباشرة بعد انتخابات عام 1986، حيث قام البرلمان المنتخب حديثاً بتغيير القواعد الانتخابية إلى نظام الاقتراع المزدوج السابق.

إيطاليا
غيرت ايطاليا نظامها الانتخابى فى عام 1993 من النظام النسبي لقائمة الاحزاب الى نظام مختلط حيث تم انتخاب 75 فى المائة من اعضاء البرلمان في نظام (الفائز يأخذ كل شيء) فى الدوائر الانتخابية و 25 فى المائة حسب النظام النسبي حسب الدوائر الانتخابية في الاقاليم. وفي عام 2005 تم تغيير النظام الانتخابي إلى النظام النسبي مرة اخرى. ومنذ ذلك الحين، بقيت إيطاليا مع التمثيل النسبي.
تبرّز القضية الإيطالية قضية مهمة هي أعداد الأحزاب، رغم أن النظام الانتخابي غالباً ما يحركها، ولكن ليس دائما. هذا يعتمد على عدد الانقسامات في المجتمع. فقد يكون للمجتمع الذي لديه العديد من الانقسامات العديد من الأحزاب في البرلمان، على الرغم من أن النظام الانتخابي هو (الفائز يأخذ كل شيء). وعلى العكس من ذلك من الممكن أن يقسم بلد ذو تمثيل نسبي على بعد واحد فقط. ونتيجة لذلك قد لا يكون هناك سوى حزبين أو ثلاثة ممثلين في البرلمان. ومن الأمثلة الرئيسية على هذا المجتمع النمساوي بعد الحرب العالمية الثانية وطوال منتصف الثمانينات. لكن في خريف عام 2005، تم تخصيص 100 في المائة من المقاعد على أساس التمثيل النسبي.
*************
ص11
“سيدة أميركا” دراما تاريخية
تقدم رموز حركة تحرير المرأة
1-2
هارييت هول
من بين المعارك التي قادتها الموجة النسوية الثانية على الوضع السائد آنذاك، بدءاً من حقوق الإنجاب ووصولاً إلى المساواة في الأجر وتعليم الفتيات، شكّل الكفاح من أجل المصادقة على “قانون المساواة في الحقوق” بالولايات المتحدة أحد أكثر المعارك المثقلة بالصراع. وإلى ذلك الحد وصل مستوى التوتر والانفعال لدى طرفي الجدل. وقد جرى تحويل المعركة من أجل ذلك القانون إلى مسلسل درامي تبثه قناة “بي بي سي” يثبت أنه يماثل تقريباً ذلك التوتر والإثارة للانقسام نفسهما التي مثلتها تلك اللحظة التي يُنظَر إليها بوصفها لحظة أصلية في التاريخ.
تقدّم الدراما التاريخية “سيدة أميركا” Mrs America التي كتبها دافي فولر مؤلف ومنتج مسلسل “رجال مجانين”، تقدّم رائدات حركة تحرير المرأة، وهنَّ بيتي فريدان (تؤدي شخصيتها الممثلة تريسي أولمان)، وغلوريا شتاينم (الممثلة روز بايرن)، وشيرلي تشيزولم (الممثلة أوزو أدوبا)، وبيلا آبزوغ (الممثلة مارغو مارتنديل)، إضافة إلى عدوتهن فيليس شيلافلاي (الممثلة كيت بلانشيت)، التي أسهمت في إعاقة تمرير قانون المساواة في الحقوق، في نهاية المطاف.
شكّل ذلك القانون مقترحاً بإدخال تعديل في دستور الولايات المتحدة، يتضمن إنهاء التمييز على أساس الجنس. قُدّم إلى الكونغرس للمرة الأولى في وقت مبكر من 1923 في أعقاب حصول المرأة على حق التصويت، لكن مجلس الشيوخ لم يوافق عليه حتى عام 1972. ونتيجة للمعارضة الشرسة من قبل الناشطة المحافظة شيلافلاي، جرى تعطيل التعديل في نهاية المطاف.
لا بدّ من الإشارة إلى أن شتاينم وصفت “السيدة أميركا” بأنه “مسلسل ليس جيداً جداً”. وفي حديثها إلى الصحافية لورا بيتس في مهرجان “هاي” الافتراضي هذه السنة، ذكرت شتاينم أن “المسلسل يجعل الأمر يبدو كأن النساء كن أسوأ أعدائنا، وذلك ما يمنعنا من معرفة ألد أعدائنا”، وزعمت أن العمل أعطى بشكل خاطئ، مساحة كبيرة لتأثير منازعتها اليمينية.
وأضافت شتاينم، “تلك هي مشكلة ذلك العمل التلفزيوني. أنا واثقة بأن الممثلات في العمل على مستوى رفيع، لكن المشكلة تقتصر حصراً على محتوى القصة”.
في المقابل، ثمة ما لا يمكن إنكاره، ويتمثل في أن كل النساء اللواتي صورهن مسلسل “سيدة أميركا” تركن تأثيراً هائلاً في سياسات الولايات المتحدة وحقوق المرأة، بغض النظر عن الجانب الذي اتخذنه في ذلك الجدل.

بيتي فريدان (4 شباط 1921 -4 شباط 2006)
يرجع الفضل في إشعال الموجة الثانية من الحركة النسائية على نطاق واسع إلى البيان الهائل الذي كتبته بيتي فريدان في 1963 تحت عنوان “الغموض الأنثوي”. وقد ولد الكتاب من مقال مقترح رفضته مجلات عدّة.
ويشرع البيان في التحقيق في ما سمّته فريدان “المشكلة التي ليس لها اسم”، وهي لعنة تدجين الحياة المنزلية. وخطرت الفكرة لـفريدان بعد فترة وجيزة من طردها من وظيفتها بسبب حملها، ولم يعد لديها خيار آخر سوى أن تصبح ربة منزل. وانطلاقاً من اقتناعها بأنها لم تكن الوحيدة المستاءة من المتاعب المنزلية والقيود المفروضة عليها والإناث المعاصرات لها، أجرت فريدان دراسة استقصائية على زميلاتها المتخرجات في الكليات، وتأكدت شكوكها.
أدى ذلك المسح الأولي وكذلك عدد من استطلاعات الرأي اللاحقة التي أجرتها فريدان بين الشابات، إلى تأسيس بيان “الغموض الأنثوي” الذي أوضح التمييز المنتشر الذي تواجهه النساء كل يوم. وبفضل التعبير عن تلك الإحباطات التي لم يجرِ التطرق إليها سابقاً، أطلقت فريدان شرارة حركة، وأشعلت النار في صدور النساء في أنحاء أميركا كافة. وليصبح كتابها من بين المؤلفات الأكثر مبيعاً.
حملت فريدان اسم بيتي نعومي غولدشتاين عند ولادتها يوم الرابع من فبراير (شباط) 1921 في “إيلينوي” من أم صحافية وأب يعمل صائغاً للذهب. واختارت دراسة علم النفس في “كلية سميث”، وأصبحت رئيسة تحرير الصحيفة الطلابية فيها، قبل مواصلة دراستها في “بيركلي”. وفي أثناء الحرب العالمية الثانية، انخرطت فريدان في الأوساط الماركسية، وانسحبت من “بيركلي”، كي تتابع عملها صحافية في الصحيفة الاتحادية “فديريتد برس” ، ومن ثم في الصحيفة اليسارية “يو إي نيوز”.
في 1947، تزوّجت من المنتج المسرحي كارك فريدمان الذي أنجبت منه طفلاً واحداً قبل طردها من “يو إي نيوز” إبّان حملها بمولودها الثاني. ولاحقاً، عملت على تغيير كنيتها وحذفت حرف الـ”إم” منها، بالتالي حذفت كلمة “رجل” (تبدأ بالإنجليزية بذلك الحرف في كلمة “مان” M) من اسمها.
بعد النجاح الكبير لـ”الغموض الأنثوي”، أضحت فريدان ناشطة نسوية. وفي 1966، أسهمت في تأسيس “المنظمة الوطنية للنساء”. وخاضت تلك المجموعة المدافعة عن الحقوق المدنية معارك من أجل حقوق الإنجاب، وزيادة تمثيل النساء في السياسة، والمساواة في الأجور، وإجازات الأمومة وتحسين رعاية الأطفال، من بين قضايا أخرى.
في 1968، كانت فريدان من العضوات المؤسسات لـ”المؤتمر الوطني لإلغاء قوانين الإجهاض”. وفي 1971، أسهمت في تأسيس “التجمع الوطني السياسي للمرأة”.
تعرّضت فيريدان، على غرار الموجة النسوية الثانية، للانتقاد بسبب تركيزها على العرق الأبيض والطبقة المتوسطة، إضافة إلى الجدل المثار حول علاقتها المتوترة بـغلوريا شتاينم.
ليس من دون مواجهة مشكلات، شكّل نهج فريدان أمراً محورياً في التقدم الذي أحرزته حركة تحرير المرأة خلال ستينيات وسبعينيات القرن العشرين. وتابعت عملها فألفت خمسة كتب نسوية أخرى. وظلت نشطة سياسياً حتى وفاتها في 2006 تماماً يوم عيد ميلادها الخامس والثمانين.

شيرلي تشيزولم (30 تشرين الثاني 1924 -1 كانون الثانير 2005)
حازت شيرلي تشيزولم قصب السبق في أمور عدة. وسجلت أنها أول امرأة سوداء تنتخب إلى الكونغرس، وأول شخص أسود يخوض سباق الرئاسة في الولايات المتحدة، وأول امرأة تتقدم لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة الأميركية.
تشيزولم المولودة في بروكلين، نيويورك في الـ 30 من تشرين الثاني 1924 باسم شيرلي أنتيا سانت هيل، ما وضعها في الجيل الثاني من المهاجرين كونها ابنة عامل مصنع من جزر “غويانا” وأم خياطة من جزيرة “باربادوس”. وكانت الكبرى بين البنات الأربع لتلك العائلة. وقد قضت جزءاً من طفولتها في “باربادوس” قبل أن تعود إلى “بروكلين” في سن التاسعة.
بعد تخرجها بتفوق في “كلية بروكلين” 1946، أصبحت تشيزولم مدرّسة لصفوف الحضانة، قبل أن تتابع تعلمها للحصول على شهادة ماجستير في تعليم الأطفال من المراحل الأولى، وقد نالتها من “جامعة كولومبيا” في 1951. مع حلول ستينيات القرن الماضي، باتت مديرة في حضانات عدة، وأصبحت مستشارة قسم الحضانات في نيويورك.
أدركت تشيزولم بشكل مثير للدهشة تقاطع التمييز الذي واجهته، كونها امرأة وسوداء، الأمر الذي وصفته بـ”التعويق المزدوج” ، وحاربته بشغف. في الستينيات، أصبحت عضوة في “الجمعية الوطنية لتقدم الأشخاص الملونين” و”رابطة الناخبات”. وفي 1964، نقلت تطلعاتها كناشطة إلى مستوى جديد، إذ نجحت في الترشح لمجلس ولاية نيويورك.
وفي سياق عملها السياسي، أدارت تشيزولم حملات من أجل المساواة في العرق والهوية الجنسية والعدالة الاجتماعية، إضافة إلى إصلاح التعليم وحقوق المهاجرين.
في 1968، أصبحت تشيزولم أول عضوة سوداء في الكونغرس. وقد عُرفت بخطاباتها المؤثرة وبراعتها الحادة في النقاش. رفعت في حملتها شعار “غير مشتراة وغير مرؤوسة” ، واستمرت لتقضي سبع فترات في مجلس النواب، وقدمت أكثر من 50 مادة تشريعية. وأصبحت عضوة مؤسسة في “التجمع الوطني السياسي للمرأة” إلى جانب بيتي فريدان وغلوريا شتاينم في 1971.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“اندبندنت عربية” 25 تموز 2020
************
ص12
السودان.. من الظلمة إلى النور
فريدة النقاش


صادق رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان على مجموعة من التعديلات القانونية على رأسها إلغاء حد الردة، ومنع تحديد زي للمرأة، وتجريم ختان الإناث، مع السماح للنساء بإصطحاب اطفالهن في السفر بدون إذن من الزوج، ومنع تنفيذ حكم الإعدام على من تقل أعمارهم عن ثمانية عشر عاما، أو تزيد على سبعين عاماً .
ويخطو السودان بموجب هذه التعديلات خطوة كبرى للخروج من الظلمة إلى النور، بعد أن جثم حكم البشير على صدور المواطنين لثلاثين عاماً رافعاً شعارات دينية زائفة، ومتاجراً بالدين، ومنخرطاً في مستنقع من الفساد الشامل الذي انتهك حياة السودانيين مع كل القيم العليا التي طالما أنتجها وتبناها الشعب السوداني، ودفع ثمناً باهظاً من أجل حمايتها والدفاع عنها .
ويجد الشعب السوداني نفسه الآن أمام مهام جديدة، وجدول أعمال جديد يتضمن، تقريباً، إعادة كسب كل المعارك الكبرى التي كان هذا الشعب العبقري قد كسبها من قبل عبر انتفاضاته وثوراته التي طبعت تاريخه الحديث كله .
وكان حكم البشير، ممثلا لجماعة الإخوان المسلمين، قد دفع بالسودان، المتعدد المتنوع دينيا وإثنيا، إلى انفصال جنوبه عن شماله، مما فتح الباب لمطالبات أخرى تأسست جميعاً على مشاعر من الغربة والحصار كنتاج للتمييز الديني والعرقي والثقافي الذي مارسه النظام القادم من العصور الوسطى .
ويتأهب الشعب السوداني بعد إطاحة البشير ونظامه لاستئناف نضاله الممتد عبر ما يمكن أن نسميه حرب المواقع لإقرار نظام للحريات العامة يفصل الدين عن السياسة فصلا تاما، مؤكدا أن علاقة الإنسان بربه شأنها شأن علاقته بذاته هي مسألة شخصية، وتحديد هذه العلاقة على هذا النحو يبقى شرطاً أساسياً لبناء دولة حديثة ديموقراطية علمانية وعادلة بعد إلغاء حد الردة الذي كان قد أودى بحياة مفكر إسلامي حداثي وديموقراطي هو محمود محمد طه، كما أدى إلى خروج عدد كبير من مثقفي السودان الديموقراطيين من البلاد، في عملية تجريف جهنمية للعقول أفقرت السودان فكريا وثقافيا، إضافة إلى الإفقار الاقتصادي الذي انتجته سياسات النهب المنظم لثروات البلاد وهو النهب الذي احتمى بالفساد الشامل .
فصل الدين عن السياسة يأتي على رأس الأولويات الجديدة، وفي مقدمة جدول الأعمال شأنه شأن انعتاق النساء من قبضة الذكورية البغيضة التي فرضت عليهن الوصاية بإسم الدين، ودفعت بهن إلى موقع متدن في البناء المجتمعي ككائنات من الدرجة الثانية أو أدنى حتى أن النظام “الساقط” تحكم في شكل ملابسهن وأدمن مراقبتهن مع ارتكاب جريمة الختان وتشويه أجسادهن إرضاء لغرور ذكوري واجه قمع السلطة للمجتمع كله بقمع النساء ومراقبتهن.
ولا يجوز لنا أن نرى في هذه الإجراءات الجديدة التي تفتح الباب لانعتاق النساء مجرد حدث أو قانون عابر وعادي، لأن مثل هذا الانعتاق هو المعيار الأولى والحقيقي لخروج المجتمع من الظلمة إلى النور، بعد أن تعطلت على مدى السنين، لا طاقات نصف المجتمع فحسب، كما اعتادت الأدبيات التقليدية أن تصف أدوار النساء، فحقيقة الأمر هي أن طاقات المجتمع كلها، قد تعطلت بعزل النساء وقمعهن وضمرت وتراجعت المواهب، وجرت عملية إنسداد مستعص لأفق التغيير والتقدم والتنوير والعدالة، فالتاريخ الإنساني كله يؤكد لنا هذه الحقيقة الساطعة التي تقول إن موقع المرأة في المجتمع هو الذي ينبئنا إلى أين يسير هذا المجتمع، وما هي القوى الأساسية التي تحرك وتقود هذه المسيرة .
انفلتت البلدان العربية الواحدة بعد الأخرى من قبضة السياسة الرجعية التي تاجرت بالدين، وتحالفت مع الدوائر الظلامية التي رعت الاستغلال على الصعيد العالمي، ودفعت هذه البلدان الواحدة بعد الأخرى أثمانا باهظة لهذا الإنفلات العظيم بدءا بالجزائر في ما سمى بالعشرية السوداء التي هيمنت فيها على مصيرها قوى الظلام، التي استهدفت، في المقام الأول، نساء الجزائر ومثقفيها، وبعد الجزائر بسنوات طويلة نفضت مصر عن كاهلها حكم “الإخوان المسلمين” في الموجة الثانية من ثورتها الوطنية في مطلع الألفية الثالثة أي في الثلاثين من يونيه 2013 والثالث من يوليو من العام نفسه .
ومن يتابع بدقة ما يجرى الآن في كل من العراق وسوريا، وفي تونس وليبيا لن يفوته أن يلحظ هذا التكالب المحموم للمتاجرين بالدين، والذين توسعوا عالميا بمساندة الدوائر الرجعية والشركات متعددة الجنسية التي تباشر نهب ثروات المنطقة، وترعى كل ما يعطل شعوبها عن التقدم والإزدهار، إنه ” الغل ” الذي يعطل حياتنا، على حد تعبير الشاعر الراحل سيد حجاب
وما حدث ويحدث الآن في مواجهة المتاجرين بالدين، المسنودين من الرجعية العالمية، هو درس بليغ لفاقدي الصبر الذين يفقدون الثقة في الشعوب عند أول منعطف تراجع .
وتعرف القوى الديموقراطية جيدا أن المعركة مع المتاجرين بالدين لم تنته عند هذا الحد ، ولذا فإن هذه القوى مطالبة ببناء وتمتين قاعدتها الإجتماعية وتحالفاتها السياسية ورؤيتها الثقافية، فالتغيير المنشود إلى الأفضل ليس فقط سياسيا واقتصاديا ولكنه أيضا إجتماعي - ثقافي بامتياز، وربما حتى أولا، وهنا سوف يبرز دور المثقف العضوي الملتزم الحريص على الإسهام في النضال من أجل الحرية والتغيير والعدالة، ومداواة الجروح العميقة في الجسد العربي الذي أنهكه الصراع ضد المتاجرين بالدين، وضد الاستغلال .
ومرحبا بالسودان، وهنيئاً لنا به .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
“الأهالي” 22 تموز 2020
***********
بالأرقام.. أغنياء العالم جمعوا ثروات طائلة
في زمن كورونا
متابعة “طريق الشعب”
كشف تقرير لصحيفة “ميرور” البريطانية، أن أربعة من أغنى الأثرياء في العالم، كسبوا 144 مليار جنيه إسترليني (184 مليار دولار)، منذ بداية الإغلاق الذي شهده العالم عقب تفشي جائحة كورونا.
وأشارت الصحيفة البريطانية، إلى أن مؤسس “أمازون”، جيف بيزوس، أصبح الشخص الأكثر ثراء في العالم الاثنين الفائت، بعدما كسب 10 مليارات جنيه إسترليني في يوم واحد.
وباتت ثروة بيزوس تبلغ 149 مليار جنيه، أي ما يوازي 190 مليار دولار، بينما لم تتجاوز في مارس 89 مليار جنيه.
وأرجعت “ميرور” تنامي ثروة بيزوس إلى ارتفاع أسهم “أمازون” بنسبة 8 في المئة، الاثنين الفائت، فضلا عن تزايد الإقبال على التسوق عبر الإنترنت خلال الإغلاق الذي شهده العالم بعد تفشي فيروس كورونا المستجد.
أما ثروة الرئيس التنفيذي لشركة “تسلا”، إيلون ماسك، فقد وصلت إلى 59 مليار جنيه استرليني، بعد أن كانت لا تتجاوز 19.7 مليارات في مارس.
ويعود الارتفاع في ثروة ماسك الذي يحتل المرتبة الخامسة عالميا بقائمة أغنى أثرياء العالم، إلى الارتفاع بأسهم الشركة والذي وصل لـ270 في المئة منذ مارس، حيث باتت قيمة “تسلا” حاليا تقدّر بـ230 مليار إسترليني، أي أكبر من قيمة فورد وفيراري وجنرال موتورز وبي إم دبليو مجتمعة.
وبالنسبة إلى الرئيس التنفيذي لفيسبوك، مارك زوكربيرغ، فقد وصلت ثروته إلى 72 مليار إسترليني، مسجلة ارتفاعا بقيمة 29 مليار، بعد أن كانت في مارس لا تتخطى 43 مليار.
ويرجع تعاظم ثروة زوكربيرغ إلى ارتفاع أسهم “فيسبوك” بشكل كبير في فترة الإغلاق، وخصوصا في ظل الإقبال الكبير على الموقع والمنصات الأخرى التابعة مثل “إنستغرام” و”واتساب” و”مسنجر”.
كذلك ارتفعت ثروة الملياردير الأميركي ومؤسس شركة “مايكروسوفت”، بيل غيتس، إلى 93 مليار إسترليني، في حين كانت بمارس 77 مليار.
ونمت ثروة غيتس بفضل ازدهار أعمال “مايكروسوفت” مؤخرا، إذ باتت قيمتها السوقية تقدّر بحوالي 1.3 تريليون إسترليني.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“سكاي نيوز” 25 تموز 2020
**********
ص13
لا حياد .. لمن ينادي
حسن خليل*


هي حكاية ذلك الكيان الفريد، لقد تفرد بكل شيء، من الأبجدية إلى الحرف والأرجوان، هو مركز العالم وصلة الوصل بين العالم وملتقى الحضارات وحدّ الغرب من الشرق.. هي معزوفة اتحفنا بها أصحاب التاريخ، الموقوف من العمل حالياً لعدم الاتفاق عليه؛ لكل طائفة أو مذهب تاريخ يصوغه كما يشاء وكما تكون وجهته. لقد يمم وجهه ناحية الغرب منذ الخلق ولمّا يزل؛ فخر الدين أتى بالأوربيين وبقوا، الأمير بشير أتي بمحمد علي باشا فجاءت جيوش الدول، وبدعوة من عاميات لبنان، كي تطرده وبقوا.
قرن من الزمن مضى على تلك الوقفة الطاووسية للجنرال غورو الفرنسي، المنتدب وبقرار من سايكس بيكو، وهو يعلن قيام لبنان “الكبير”، محاطاً بأصحاب النيافة والغبطة والسماحة وجموع من وجوه، تعلوها ضحكات بلاستيكية خالية من نضارة الحياة. واستمرت الوقفات. حكمتنا فرنسا واستبدت وزجّت بعض اللبنانيين الذين طالبوها بالاستقلال في سجونها، انحاز قسم من لبنان الرسمي، ومن موقع الرئاسة الأولى، إلى حلف بغداد “الأميركي”، وقاتلوا نصف شعبهم الآخر المنحاز إلى التحرر الوطني وواجه إنزال المارينز عام 1958، المدعو رسمياً، وهزمه على شواطئ بيروت... واستمرت المواجهة الواضحة وانتقلت من قضية إلى أخرى، وما الاجتياح الصهيوني عامي 1978 و1982 إلّا العلامة الفارقة في تاريخ لبنان، بحيث كانت تدار معاركه، وبمباركة من قوى لبنانية، من مناطق خاضعة لسلطة انقسام لبناني باسم الطوائف والمذاهب... وانهزم العدو بفعل المقاومة لا غيرها. لن نكثر بتعداد مجالات الإنقسام ومواضعها، بل سنسأل وبكل وضوح: عن أي حياد تتحدثون؟ عن الصراع مع المشروع الأميركي؟ هي جريمة، موصوفة وبكل المعايير، لمن يغطي السياسات الأميركية في لبنان والمنطقة، سياسات الحصار والعقوبات والتبعية والارتهان، أو حتى من يستقبل سفيرتها، سفيرة الفتنة المتجولة والتي تفتح لها أبواب القصور الرئاسية والصروح والدور والمنتجعات.. وبهذه النقطة نقول: لا حياد.
عن الصراع مع العدو الصهيوني؟ هو فعل خيانة من يقف في ذلك الصف وما للخائن إلّا تنفيذ حكم الشعب فيه، فهي ليست وجهة نظرة أو صفقة مشبوهة، وعليه نقول: لا حياد.
عن ما يجري في المنطقة؟ هي مواجهة مستمرة من سايكس بيكو وحتى اليوم، والمشروع الغربي لا يزال مستمراً، أفقروا الشعوب ونهبوها، قضوا على أية إمكانية لقيام دول قادرة، وبنى اقتصادية منتجة. دعموا نظم التخلف والرجعية والديكتاتوريات العسكرية، قسّموا ونكّلوا وتركوا السيادة والقيادة للعدو الصهيوني، وعلى هذه القضية أيضاً: لا حياد.
في قضية فلسطين وشعب فلسطين وتاريخها وعروبتها ومكانتها؛ لا تصلبوا السيد المسيح مرتين: لا حياد وبالثلاثة.
حماية نظام المحاصة والنهب والسلب، حماية المنظومة السياسية والاقتصادية والمالية، التي أفقرت الشعب اللبناني، حماية الفاسدين بأسم الطوائف والمذاهب ومنع المحاكمة عنهم وإقامة الحدّ على من يتجرأ عليهم... وغيرها من الممارسات اليومية التي تُرتكب بحق فقراء لبنان وشعبه وعماله وموظفيه من دون أي تفرقة عنصرية أو مذهبية... أليس ذلك انحيازاً لفئة طغت واستبدت وحكمت فأفسدت وسرقت المال العام وافقرت؟ إذا لم تستطعوا المواجهة فقفوا، أقله، على الحياد، ودعوا الشعب اللبناني ومن تبقى من قضاء نزيه ليُحاسب.
فقراء الطوائف والمذاهب والتي تحكم باسمهم سلطتا السياسة والدين مدعومة بسلطة رأس المال، الموزعة إمكاناتها على الجميع بقصد الحماية، ألّا يستحقون قول كلمة حق منكم مقرونة بفعل يسد بعض جوعهم، من أملاك الأوقاف وممتلاكتها المعفية من الضرائب على اختلافها؟ لن يكون حياداً ومحايدين في تلك القضايا المطروحة؛ هي مواجهة مفتوحة ومستحقة، الحياد فيها انحياز والدعوة له مشتبه بها. فلتكن دعوتنا إلى تلك المواجهة مقرونة بخطاب سياسي واضح وخطة ميدانية شاملة لكل القضايا والمناطق. وهو ما يجب أن نقوم به إلى جانب كل القوى والشخصيات والقطاعات والمجموعات المؤمنة بالتغيير الحقيقي والواضح والمنحاز إلى أكثرية الشعب اللبناني الذي يستحق ذلك وأكثر، وله الحق بأن يعيش بكرامة. لقد ابتلي بنظام هجين ملتبس بوظيفته، وللمفارقة أن أكثرية القوى والشخصيات التي أيدت الحياد هي منخرطة في مشاريع إقليمة ودولية حتى النخاع الشوكي، وهي متهمة بالفساد والإفساد؛ لقد احتلت السلطة منذ أكثر من ثلاثين سنة ولمّا تزل. لقد بدّلت الولاءات ونقلت البندقية إلى خنادق مختلفة، وسطت على المال العام وها هي تنتقد وتدعو إلى الإصلاح! هي مفارقات لا تجدها إلّا في ظل الفرادة اللبنانية التي لا ينفك أصحاب التاريخ المزور بفعل فاعل يتحدثون بها ليل نهار..
لا حياد في ما يجري بل البوصلة واضحة وضوح الشمس، وإن غشيت الرؤية فالمشكلة في العين التي ترى وليس في القضايا المطروحة. ادعوا ما تشاؤون ومن تريدون، تحاوروا وتحاصصوا وأفسدوا وأحموا فاسدين؛ ستبقى الشمس تشرق من المشرق إلى المغرب، وسيبقى الشعب اللبناني، الذي لبّى نداء السلاح إلى المقاومة، جاهزاً لأن يكسر سلطتكم المنتهية الصلاحية، ويهدم صروح أصحاب رأس المال المدعومين من أصحاب النفوذ والولاءات، والغد لناظره قريب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*عضو المكتب السياسي ومسؤول العلاقات السياسية
في الحزب الشيوعي اللبناني
عن موقع الحزب الشيوعي اللبناني 24 تموز 2020
************
الأمم المتحدة تحذر من التأثير الاقتصادي لوباء كورونا
على العالم العربي
متابعة “طريق الشعب”
حذرت الأمم المتحدة من التأثير الاقتصادي لوباء كورونا على العالم العربي، قائلة إنه سيلقي أكثر من 14 مليون شخص في براثن الفقر.
ويقدر تقرير للأمم المتحدة عدد الوظائف التي فقدت في الأشهر القليلة الماضية بنحو 17 مليون وظيفة.
ووفقا للتقرير، فإن اقتصاد بعض الدول سينكمش بما يصل إلى 13 في المئة، بينما ستتجاوز الخسائر في المنطقة 150 مليار دولار.
وقال التقرير أيضا إن جهود التعامل من الوباء ستخلق فرصا لمواجهة مشاكل قائمة منذ أمد طويل، مثل عدم المساواة بين الجنسين.
وجاء في تقرير الأمم المتحدة أن “المنطقة العربية، التي يقدر عدد سكانها بنحو 436 مليون شخص، أبقت معدلات العدوى والوفاة في بادئ الأمر أقل من المتوسط العالمي، لكن التطورات الأخيرة تنذر بالقلق”.
وقال التقرير إن من المرجح أن يكون تأثير الوباء عميقا وأن ينتشر بمرور الوقت.
وتوقع التقرير انكماش اقتصاد المنطقة بنسبة 5.7 في المئة على الأقل.
وقالت رولا دشتي، الأمينة التنفيذية للمفوضية الاقتصادية والاجتماعية للأمم المتحدة لغربي آسيا، لصحفيين إن “التضامن عنصر رئيسي في حل التأثير الناجم عن كوفيد-19 والحد منه”.
وأشارت إلى أن هذا التضامن يجب التعبير عنه داخل كل دولة وكذلك في ما بين الدول العربية.
وقال التقرير إن “تقديم الدعم الاقتصادي والاجتماعي للأشخاص والأسر أمر ضروري، و(كذلك) تأسيس صناديق إقليمية للتكافل”.
وأضاف التقرير أن على الدول “الحد من عدم تكافؤ الفرص بالاستثمار العام في الصحة والتعليم والضمان الاجتماعي والتكنولوجيا”.
وفي بيان مصاحب للتقرير، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن “المنطقة بها أكبر فجوة بين الجنسين في (مجال) التنمية البشرية”.
وأضاف أن “التعافي من كوفيد-19 فرصة للاستثمار في النساء والبنات، وضمان تكافؤ الفرص، الذي سيكون له منفعة دائمة للجميع”.
وقالت دشتي إن من المرجح أن يزداد الفقر في العالم العربي، بحيث “قد يعيش واحد من بين كل أربعة في فقر”.
وأضافت أن وباء كورونا يهدد 55 مليون شخص بحاجة إلى معونات، بينهم 26 مليونا من اللاجئين والنازحين. ومن هؤلاء نحو 16 مليون شخص يفتقرون إلى الأمن الغذائي.
وقالت إن من بين الخطوات الإيجابية التي اتخذتها دول المنطقة في مواجهة الوباء دعم التجارة غير الرسمية في مصر وتقديم تسهيلات في السداد من قبل القطاع المصرفي لبعض الدول.
ــــــــــــــــــــــــــ
“بي بي سي” 24 تموز 2020
************
ص14
اتحاد الادباء والكتاب في العراق: عطاء فريد ومتميز

اصدر الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق عدداً من منشوراته الجديدة التي تشكل حضوراً متميزاً وفاعلاً في الحياة الثقافية التي تشهد ركوداً في ميادينها كافة، وجاء اصدار هذه الكتب بمثابة تحريك وبعث الحياة في هذا السكون اللافت.
والكتب الصادرة هي:
“حكايات حميمية” قصص صلاح زنكنه/ “قاتل مجهول” شعر علي فرحان،”رقم الغياب” رواية علي عبد العال، “سكاكين حرير” حميد الزاملي، “موت المؤلف وتصدعات النص” دراسات د. سمير الخليل، “خرابة ميشو” رواية اسعد الهلالي، “زارني الشعر” شعر محمد كاظم جواد، “مثل الدمع ومثلي” شعر خالد البهرزي، “سبب النايات” شعر نامق عبد ذيب، “رعاف القوافي” خالد الداحي، “اجنحة لشواهد الحب” شعر محمد جابر الأحمد، “ لم اكن تمثالها” قصائد نثر لـ حميد حسن جعفر، “اميرة الثلج ومسرحيات أخرى” طلال حسن، “تفاح وخطايا” شعر إبراهيم مصطفى الحمد، “انامل الأمكنة” شعر عادل الياسري، “مصابيح” قصص ازهار علي.
**********
المنهج الانطباعي في النقد
(مقالة حوارية)
باقر جاسم محمد


قالت: كيف ترى المنهج الانطباعي في النقد؟
قلت: هناك كتابة يطلق عليها النقد الانطباعي، وليس هناك من منهج انطباعي في النقد.
قالت: عجباً! وكيف ذلك؟
قلت: تكمن المشكلة في وصف الكتابة الأدبية الانطباعية بالمنهجية. فمن المهم هنا أن نؤكد أن الوظيفة الأولى للمنهج تتمثل في تعظيم مقدار الموضوعية وتقليل مقدار الذاتية في الكتابة النقدية. فالمنهج مجموعة من الإجراءات المنظمة التي تهدف إلى تحقيق هذه الوظيفة على نحو موضوعي. وكما تعلمين فإن ما يكتب تحت اسم “المنهج الانطباعي في النقد” ينطلق من رؤية ذاتية للنص، ويعبر عن قناعته المطلقة بأن هذه الرؤية الذاتية للنص الأدبي لا تتعارض مع المنهج في شيء، وأنها يمكن أن تتخذ لنفسها مكاناً بين مناهج النقد الأدبي. ولكن الحقيقة هي خلاف ذلك. فعنصر الذاتية المهيمن على ما يسمى بـ(النقد الانطباعي) هي مما لا يفسح المجال، مطلقاً، لحضور المنهج العلمي. وقد يقول قائل إن المنهج، في حالة الكتابة الانطباعية في النقد، يقوم على عَدِّ الانطلاق من الذات المنشئة للنص النقدي على أنها حقيقة صلبة ماثلة في الممارسة النقدية؛ وهذا هو المقصود بالمنهج في النقد الانطباعي. وأرى أن هذا الرأي يقوم على عملية تفريغ لمصطلح المنهج من وظيفته الإجرائية ومن محتواه العلمي الموضوعي من جهة، ونسبة وظيفة مغايرة لطبيعته العلمية من خلال افتراض إمكان نسبة محتوى ذاتي محض إليه. وهي مغالطة منطقية واضحة لأن هذا الادعاء ينبني على مزاعم هي على النقيض من وظيفة المنهج. ولما كانت الذوات الكاتبة للنقد مختلفة الرؤى بخصوص النص الأدبي، شعراً أو قصة أو نصاً مسرحياً، لأن هذه الذوات إنما تعبر عن تجربة ذاتية في الجوهر مع عملية تلقي النصوص فإن هذا التصور للمنهج الذي يتبناه من ينتمون للانطباعية في النقد ينسف الوظيفة الأساسية للمنهج بالكامل. وهكذا يكون من الجائز لنا القول إن النزعة الانطباعية في النقد ليست من المنهج في شيء من دون أن تتهم بالتعسف في الرأي.
قالت: فكيف تتصور خصائص النقد الانطباعي أو ما تسميه (الكتابة الانطباعية)؟
قلت: يمكن أن نجمل أهم خصائص الكتابة الانطباعية في الآتي:
• أنها لا تقدم تصوراً واضحاً لما تقصده بالمنهج في الكتابة الانطباعية، ولا تخوض في طبيعته أو إجراءاته:
• انها لا تناقش وظيفة المنهج أو علاقته بكل من: (أ) النص موضوع النقد الانطباعي، (ب) النص الانطباعي الناقد، (ت) القارئ بوصفه قارئاً لما ورد في (أ) و(ب).
• وفي ممارسة الكتابة النقدية الانطباعية، فأنها لا تحفل كثيراً بتدعيم الآراء التي توردها بالحجج النصية الكافية. وفي كثير من الأحيان، تكتفي بإيراد الآراء على نحو مرسل، وكأن (الناقد) الانطباعي قد امتلك حق الإفتاء وتزكية النصوص أو إدانتها.
• إن جلَّ ما تفعله الكتابة الانطباعية هو تفسير النص الأدبي من خلال حياة المؤلف، وتفسير مختلف جوانب حياة المؤلف من خلال نصه الأدبي. وهذا الأمر قد يبدو علمياً، ولكن تاريخ النقد الأدبي يخبرنا أن النصوص الأدبية تختلف، كثيراً أو قليلاً، عن حياة المؤلف. وفي بعض الأحيان قد تكون النصوص الأدبية مناقضة تماماً لسيرة المؤلف أو مسارة العقلي.
• أنها تقوم على مبدأ الاستهواء البلاغي لغواية القارئ وجعله يتماهى مع موقف الناقد الانطباعي. وهذا سوف ينعكس في الأداء الكلامي (اللغة)، التي يتم تدوين الكتابة الانطباعية من خلالها، فتشيع فيه النزعة البلاغية من دون حاجة أو ضرورة.
قالت: لكن هناك أسماء معروفة اشتهرت بالنقد الانطباعي وهي تتحدث عن المنهج الانطباعي في النقد، منها الدكتور علي جواد الطاهر وعبد الجبار عباس وسواهما كثير، فضلاً عن وجود عدد كبير من البحوث الأكاديمية وغيرها التي تتبنى هذا المصطلح في الإشارة إلى ما يكتبون؛ أفلا ترى أنك قد أسرفت في القول فتطرفت؟
قلت: لعلي لا أجافي الحقيقة حين أقول إن الكثير مما يتم إنجازه من بحوث ودراسات في حقول العلوم الإنسانية في المؤسسات الأكاديمية يفتقر إلى الدقة في استخدام المصطلحات. وهذه مشكلة مزمنة ومشخصة ولا ينكرها إلَّا معاند. ولعل هذا الأمر ينطبق على نحو أعظم على ما يجري من دراسات تحت مصطلح المنهج الانطباعي؛ فهي دراسات تنحرف عن الدلالة الدقيقة لمفهوم المنهج، ولا تبدي اهتماماً حقيقياً بمسألة البحث النقدي الدقيق في الحدود المعرفية للمصطلحات وعلاقة ذلك بفلسفة العلم. وهي إذ تفعل ذلك، فإنها تتذرع بحجة واهية متمثلة بمقولة “لا مشاحة في المصطلح” حتى أن البعض تصور أن هذه الحجة تتيح له إمكانية استخدام المصطلح نفسه بمعانٍ مختلفة في البحث نفسه؛ فتصوري!
قالت: هل يعني هذا أن كل ما يكتب على وفق المنهج الأكاديمي في حقل الدراسات الأدبية والنقدية لا يخلو من التأثير الانطباعي؟
قلت: بل إن الكثير منه ليس سوى كتابة انطباعية لا علاقة لها بأي منهج.
قالتْ: والآن، وإذا لم يكن ما يطلق عليه البعض اسم (النقد الانطباعي) دقيقاً، فأين تضعه؟
قلتُ: المكان الحقيقي لما يُسمى بالنقد الانطباعي هو حقل المقالة الأدبية حين يتخذ كاتبها نصاً أدبياً معيناً ليجعله موضوعاً لمقالته. ولعل ما يدعم هذا الرأي هو أننا نلاحظ أن أغلب من يكتبون المقالة الأدبية يحررون أيضاً مقالات يسمونها النقد الانطباعي؛ ولو درسنا كتاباتهم في الحقلين، لرأينا أن هناك مشتركات بنيوية، وأسلوبية ورؤيوية كثيرة تربط بين ما يكتبونه من مقالة أدبية وما يحلو لهم أن يطلقوا عليه (النقد الانطباعي). ثم أنهم يستكملون ذلك بالقول إن ما يحررون من كتابة انطباعية إنما هي منهج مستقل تماماً؛ وقد بيننا أن الكتابة الانطباعية تقوم، أساساً، على التهرب من الاستحقاقات الموضوعية والمعرفية لمفهوم المنهج والاحتماء بمفهوم الذات المنشأة للكتابة الانطباعية بوصفها الحقيقة الأهم التي لا ينهض النقد الأدبي إلا حين تكون هذه الذات هي قطب الرحى.
قالتْ: وأخيراً، أود القول إنني ما زلت أختلف معك!
قلتُ: وهذا هو المهم والمطلوب.
*************
لا زلت أرثيك ..

إليك علي اللامي رفيقا وصديقاً

نجم خطاوي/ ستوكهولم- خاص


من البعيد،
لاحت سيوفهم،
منقوعة بالضغائن والسم.
فوق صدور المدينة
أقاموا المتاريس والحرب
ساحاتها الصاخبة
صارت مرتعا
لنزهات بساطيلهم
مارشات كريهة
وطبول من زقوم
أفزعت النسوة
....
قلت سلاماً يا صاحبي
بغداد شاسعة وغامضة
وربما ستضيق
بعاشقها الواسطي
ذاك الحالم
بصباح الغزالات
وطقوس الورود .
....
ابق يا صاحبي ....
الكوت أليفة وبسيطة
كن قرب السدة
وسط الجموع
فلكة تموز
ستزدهي بك
وستكون بهياً
وسط الربع والرايات .
....
مع غول الفظائع
صرت أدرك
المعنى تماما
هناك في كل مرة
في احتدام الحراب
تضيع الوصايا البعيدة .
....
بكل الوضوح
استنشقه عذبا
هتافك البعيد
وكريح من عافية
تأتيني شامخة
صرخاتك الأبية
.....
آه لبعد المسافات
وقلة الحيلة ..
أنت مضيت
مضرجا بذلك اللون
الذي يشبه تماما
لون ربطة عنقك
لكني أعرف تماما
أن عصافير برية
في سماء الدجيلي
ستشدو بأغنية
تذكر بالنقاء .
************
ص15
قراءة
«زيزفون البحر» رواية مهجرية
ترصد ثنائية الشرق والغرب من جديد
عدنان حسين أحمد / لندن - خاص

بالتعاون مع دار نشر “أمل الجديدة” في دمشق صدرت عن مؤسسة “المثقف العربي” في سيدني رواية “زيزفون البحر” للروائي العراقي قصي الشيخ عسكر الذي دمغَ روايته بالدمغة المَهجرية لأن أحداثها تدور في المَهاجر الأوروبية وهو توصيف مقارب لرواية المنفى التي تقع في العادة بعيدًا عن حدود الوطن الأم الطارد لأبنائه. تتميّز هذه الرواية بغياب الفصول أو الترقيم أو التقطيع العادي للأحداث الذي يمنح القارئ فرصة لالتقاط الأنفاس فقد انتظم شكل المتن السردي في قطعة واحدة تخلو من الفواصل من جملتها الاستهلالية حتى الجملة الختامية. كما تميزت الرواية بخلوها من الأسماء الصريحة التي غيّرها المؤلف إلى ألقاب وصفية مثل “حُبّار البحر”و “لاحق السراب”و “كوسج البحر” وما إلى ذلك.
يعتمد المتن السردي للرواية على “ثنائية الشرق والغرب” التي سبق للمؤلف أن اشتغل عليها في روايات أخرى مثل “وأقبل الخريف مبكرًا هذا العام”، و “نوتنغهام في عُلبة اللشمانيا” وهي ثيمة ليست جديدة لكن معالجتها مختلفة بسبب اختلاف زاوية النظر إليها، فالراوي العليم والمشارك في صنع الحدث منبهر بالثقافة السويدية والأوروبية بشكل عام، ولاغرابة في أن يندمج بها تدريجيًا مثلما تماهى معها من قبل عمّهُ المُفترَض ، وصديقه المترجم، والطبيب السويدي من أصول عراقية.
تتوزع الشخصيات المهاجرة في النص السردي إلى ثلاث مراحل زمنية للشخصيات الرئيسة، فالعمّ المُفترَض غادر مع زوجته العراقَ عام 1968، وفي عام 1974 قَدِم المترجم إلى ستوكهولم، وفي ثمانينات القرن الماضي خرج الراوي من الحرب العراقية- الإيرانية مُثقلاً بالجروح البدنية والنفسية وهرب إلى السويد التي لم يصلها مباشرة وإنما مرّ بمراحل متعددة تبدأ بحسب السياق السردي من معسكرات اللجوء في روسيا البيضاء، مرورًا بالعاصمة الإستونية تالين، وانتهاءً بستوكهولم.
على الرغم من واقعية الأحداث إلاّ أنها لا تخلو من الوهم وعلى القارئ ألا يثق بكل شيء يسرده الراوي العليم فثمة أفكار هي أقرب إلى التهيؤات أو التصوّرات التي تقع في منتصف المسافة الغائمة بين الحقيقة والوهم.
تستدعي هذه الرواية أن نتتبّع الثيمة الرئيسة والثيمات الفرعية المؤازرة كي نفهم الفحوى العام للرواية. ونظرًا لأهمية التغيّير في هذا النص السردي فإن الثيمة الرئيسة التي نراها مهيمنة هي الجملة الآتية التي تقول:” إنّ الإنسان مثل الماء إذا لم تغيّره ينْتن ويقتلك” ثم يتوسّع في التشبيه ليقول:إنه “مثل سرّ الليل في المعسكر يتغيّر كلّ ليلة” ولا يمكن أن يظل ثابتًا على حاله وإلاّ فإنه قد ينكشف للعدو إذا ما استمر لأكثر من ليلة واحدة لذلك علينا أن نشفِّرهُ ونحيطه بهالة من الرموز الغامضة التي لا يفكّها إلاّ منْ توفر على “كلمة السرّ” التي تؤهله للولوج إلى هذا الحيّز المحظور. ومن الثيمات الفرعية هي الحروب والكوارث التي تغيّر المجتمعات، والمعارضة العراقية التي كانت تسعى لتغيير النظام المُستبِد، واللاجئين الذين يتقمّصون دور المجانين من أجل الحصول على المكاسب والامتيازات ليغيّروا من أوضاعهم المادية والمعيشيّة، وتهافت اللاجئين الشرقيين على النساء الأوروبيات، وطبيعة الرجل الشرقي واستعماله للقوة العضلية بدلاً من القوة العقلية وسواها من الثيمات الأُخر. تلعب الشخصيات دورًا مهمًا في هذه الرواية المهجرية التي تدور معظم أحداثها في المنافي الأوروبية وسنأتي عليها بحسب أهميتها في الأحداث الروائية وأولى هذه الشخصيات هي شخصية الراوي العليم الذي لم نعرف له اسمًا طوال النص السردي. وبما أنّ الحروب تغيّر المجتمعات فإن هذا الشخص الذي اشترك في الحرب العراقية-الإيرانية على مدى ثماني سنوات وصادفته الكثير من المواقف التي قلبت حياته رأسًا على عقب، وحين يصل إلى السويد ويتعرّف على عمّه المُفترَض الذي أسماه “حوت البحر” بَغية الزواج من ابنته التي أطلق عليها اسم “زيزفون البحر” لكنها خانته أيضًا مع صديقها الذي ادّعت أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة فاضطر إلى ضربها وتعنيفها في مكان عام فوجد نفسه محشورًا في السجن ولولا تنازل خطيبته وتدخّل والدها لدفع الثمن غاليًا.
تُعدّ “زيزفون البحر” شخصية إشكالية فهي فتاة متحررة، تتكلم السويدية والإسبانية والإنكَليزية، وتعمل متطوعة في دائرة الرعاية لذوي الاحتياجات الخاصة، وهي ابنة مليونير أولاً وأخيرًا عرف كيف ينحت شخصيتها على هواه، ويروِّض سلوكها الاجتماعي على وفق طباعه الإشكالية أيضًا، فهو يريد لها أن تتزوج من لاجئ عراقي مسلم، وأن يضمن لها مستقبلاً رصينًا لا يتزعزع عند أول عاصفة تضرب حياتها الزوجية وتقوّضها بالكامل.
تبدو شخصية العمّ المُفترض أو والد “زيزفون البحر” الذي أطلق عليه الراوي 15 اسمًا أو يزيد تبدأ بـ “حوت البحر” وتنتهي بـ “ذئب البحر”. يغادر العمّ المُفترَض مع زوجته “قطر الندى” بحسب تسمية الراوي أيضًا العراقَ عام 1968إلى موسكو ويحصل على الدكتوراة في الزراعة، وكان يوصف بالرجل اليساري المتفتح الذي لا يؤمن بالخرافات، ثم يرحل إلى بولندا ويعمل في ليبيا والجزائر مُدرسًا قبل أن يستثمر أمواله في السويد ويصبح تاجرًا مرموقًا يقتني من محلاته، رخيصة الأسعار، الأعداء والأصدقاء على حد سواء.
يسعى قصي الشيخ عسكر لاستثمار المكوِّن الفيلي في هذه الرواية وربما تكون شخصية المترجم الذي أطلق عليه الراوي اسم “لاحق السراب” هو خير من يمثل هذه الشريحة الاجتماعية لكنه لم يسلم من بعض التُهم التي وُجهت إليه من بينها العمالة المزدوجة للسويد والعراق مع أنّ موقف المترجم ضد الحكومة العراقية المُستبدة التي اضطهدت، بحسب رأيه، الكرد الفيلية والشيعة العرب أكثر من بقية المكوّنات العراقية. وذهب البعض منهم إلى إتهامه بالعمالة الثلاثية والرباعية لكل من إيران ومصر. وقدر تعلّق الأمر بالراوي فقد نصحه المترجم بالزواج من “زيزفون البحر”، وأن يشكِّل من عجينتها الخام شخصية المرأة التي يريدها شرط أن يتنازل عن بعض المواقف التافهة التي تتعلّق بماضيها العاطفي وعلاقاتها السابقة إن كانت لها علاقات تُذكر.
أمّا الشخصية الخامسة والأخيرة من حيث أهمية المحمولات السردية التي تنطوي عليها فهي شخصية الدكتور محمد الطيب الذي أكمل دراسته الثانوية في السويد، ثم درس الطب، وحقل الاختصاص في الجامعة السويدية، وخلّف الماضي وراءه، وبدأ حياته من جديد. وربما تكون الخطوة المهمة التي أقدمَ عليها، وحقق فيها قصب السبق على الراوي هي أنه غيّر اسمه من “مهمد التيّب” إلى ياكوب بيترسون وتماهى تمامًا مع الطاقم الطبي السويدي في المستشفى الأمر الذي يختصر لنا جانبًا مهمًا من ثنائية “الشرق والغرب” التي أشرنا إليها سلفًا.
ولوعُدنا إلى نموّ الأحداث وتطورها فيما يتعلّق بالراوي الذي قطع بحر البلطيق مع سبعين آخرين في سفينة صغيرة بثلاثة أيام انقلبوا فيها ذات مرة على رؤوسهم “وتوهّم” أنه الشخص الوحيد الذي تضرّر بينهم الأمر الذي دفع طبيبه الخاص لأن يُحيله للفحص بجهاز “القُبّة البيضوية الشفّافة” الذي يكلّف الدولة 25000 كرونة للتأكد من سلامة دماغه المُرتجّ كما يدّعي، ولو كان حزب المحافظين على رأس الوزارة لما حصل على هذا المبلغ لمجرد الإدعاء القائم على الظن والتباكي.
تنتكس علاقة الراوي بخطيبته “زيزفون البحر” لأنه صفعها أمام الملأ ودخل السجن ولولا تدخّل عمه وتنازل خطيبته لما أخلت الشرطة سبيله، فيعتذر لها بنصيحة من عمّه الذي يقترح عليها أن تسافر إلى طهران ومنها إلى القاهرة ثم تقفل راجعة إلى ستوكهولم. أما الراوي فقد أخذ يفكّر باختراع اسم جديد له لا يشاركه فيه أحد بعد أن سمّى معظم الشخصيات والأماكن بأسمائها الجديدة وفقًا لأهواء البحر وحالاته المتقلبّة.
**************
البريد الثقافي

* الرغبة/ مادة انشائية متواضعة.
* المثال بين مفاعيل البوح وخشونة الواقع/ مقال نقدي لا تتسع الصفحة له بسبب طوله.
* الانطباع القصصي.. لون جديد من ألوان السرد/ مقدمة عامة وصولا الى تحليل لقصص الكاتب نفسه!!
* الى السادة كتاب القصص الآتية: (جنون، حضور دائم، افق، السيدة نون، حطام) قصصكم طويلة لا يتسع حجم الصفحة الثقافية لنشرها لطفاً.
* نص/ بلا عنوان ويتحدث عن جانب عاطفي عابر.. يعتذر.
* الترجمة قبلة من وراء الزجاج/ مقال مرتبك في صياغة جمله وفي تجربة كاتبه الذاتية.
* نعتذر من كتابنا الافاضل بسبب تأخر نشر موادهم القيمة والتي نعتز بها ونوليها جل اهتمامنا، الا ان زخمة المواد التي تردنا امام الحيز المحدود المتاح للنشر في تصميم “طريق الشعب” الجديد، يجعلنا في حرج امام كتابنا وخاصة الكتابات الطويلة منها.. لكننا نعدهم انها ستظل في محور اهتمامنا البالغ.
************
ص16
مجلة “سلم وتضامن” تكرس عددها الجديد لانتفاضة تشرين

بغداد – طريق الشعب
عن المجلس العراقي للسلم والتضامن، صدر العدد (17) من مجلة “سلم وتضامن” التي يرأس تحريرها: د. حسان عاكف. وهو عدد خصصت معظم مواده لانتفاضة تشرين المجيدة. جاءت افتتاحية العدد بعنوان “حصر السلاح بيد الدولة وبسط سيادة القانون” ومن المواد البارزة: “لماذا الحرب – رسالتان متبادلتان بين اينشتاين وفرويد” ترجمة رعد الحيدري، من مؤسسي حركة السلم في العراق/ عبد الكريم الماشطة .. عمامة تنويرية/ احمد علي إبراهيم. قصة الحاكم الصالح/ د. عامر حسن فياض، خلافات بين القوى العظمى/ رشيد غويلب. في تشكيل الهيئات القضائية د. علي مهدي. وليمة في زمن الطاعون/ د. مناضل عاكف. يوميات انتفاضة تشرين/ سعدون محسن ضمد. المرأة العراقية في حركات الاحتجاج والتغيير/ شميران مروكل. تحت سماء الوطن/ احمد خلف. تكتك أكتوبر/ زهير بردى. الشهيد علي اللامي/ عمر السراي. خبز حار في قلعة الثوار/ نعيمة مجيد. الوصايا الأخيرة/ د. ريكان إبراهيم. امنيات في التحرير، عماد جاسم. “سلم وتضامن” مجلة تحمل خطاباً سلمياً تقدمياً وعطاء ثقافياً رصيناً.
*************
جولة إعلامية
في ساحة الأندلس

بغداد – طريق الشعب
نظمت هيئة المقرات في الحزب الشيوعي العراقي، صباح أول أمس الأحد، جولة إعلامية راجلة في ساحة الأندلس وسط بغداد. ووزع المشاركون في الجولة، على المواطنين وأصحاب المحال التجارية وسائقي السيارات، مئات النسخ من كراس التقرير السياسي، الصادر عن الاجتماع الاعتيادي للجنة المركزية للحزب، المنعقد بتاريخ 7 تموز الجاري.
•••••

“محلية المثقفين” تساند الكوادر الصحية وتساعد المحتاجين

بغداد - عايدة فرج
زار وفد من لجنة أبو هديل الأساسية التابعة إلى لجنة المثقفين المحلية في الحزب الشيوعي العراقي، أخيرا، مستشفى الشيخ زايد ومستشفى الجملة العصبية في بغداد، وذلك ضمن نشاطات مبادرة “نحن معكم”. وقدم الوفد الذي ضم الرفيقين علي أحمد وزكريا يحيى، باقات ورد إلى الكوادر الصحية، معربا، باسم الحزب، عن شكره إلى كل العاملين في مؤسسات الصحة، على جهودهم الكبيرة التي يبذلونها في التصدي لوباء كورونا. وواصلت اللجنة المحلية، شأن بقية منظمات الحزب، حملات التكافل الاجتماعي لمساعدة الفقراء والمحتاجين الذين انقطعت بهم سبل العيش جراء وباء كورونا وتداعياته. وساهم الرفيق فائق الدباس، والخبير الاقتصادي باسم جميل انطوان، في التبرع إلى مجموعة من العائلات المحتاجة. فيما خصصت اللجنة المحلية، صندوقا لجمع التبرعات إلى الرفاق المحتاجين، ممن أثرت أزمة كورونا على واقعهم المعيشي. وقد بادر الرفيق علي شيبان، إلى السؤال عن أحوال الرفاق وعائلاتهم، لمعرفة من هم بحاجة إلى المساعدة.
***********
قال أن فرحة الأهالي أنسته تعبه
أبو رامي يزين “قرية الجعار” بالأشجار والورود
بعقوبة – طريق الشعب
في بادرة مميزة، قام مواطن من أبناء قرية الجعار في قضاء المقدادية بمحافظة ديالى، بتزيين قريته بالأشجار والورود.
المواطن أبو رامي، وعمره 45 عاما، والذي يعمل في مجال هندسة الحدائق كمهنة وهواية أيضا، يقول في حديث صحفي أن حبه للزراعة والتشجير، دفعه إلى تزيين قريته بالنباتات، مبينا أنه أخذ موافقة الأهالي على شتل الأشجار ونباتات الزينة أمام بيوتهم.
ويوضح أبو رامي، أن الأهالي رحبوا بفكرته، وساهموا في توفير تكاليف شراء الشتلات ومستلزمات الزراعة من منظومة ري وغيرها، فيما تكفل هو بتنفيذ العمل، موضحا أن منظومة السقي التي قاموا بشرائها، تعمل بالتنقيط.
وبمساعدة شباب القرية، قام أبو رامي بشتل الأشجار والورود، ونصب منظومة الري، بدءا من منزله حتى نهاية القرية، مشيرا إلى أنه والشباب، قاموا بعد ذلك بإنارة الشارع، من خلال توفير لوازم الإنارة من أعمدة ومصابيح وأسلاك وغيرها، لينتهوا إلى إظهار قريتهم بصورة نموذجية.
ويؤكد أبو رامي، أنه لم يشعر بالتعب جراء عمله هذا “ففرحة أهالي قريتي بما تم إنجازه، أنستني تعبي”.
*********
شيوعيو المثنى يقدمون باقة ورد إلى قائد الشرطة
السماوة – عبد الحسين ناصر السماوي
زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة المثنى، صباح أول أمس الأحد، مديرية الشرطة في المحافظة، وذلك لتهنئة مديرها الجديد بمنصبه. واستقبل مدير الشرطة، العميد عبد الرضا كاطع فهد، في مكتبه الرسمي، الوفد بترحاب وتقدير، وأعرب له، بعد أن تلقى التهاني منه، عن شكره على الزيارة. وقدم الوفد باقة ورد إلى العميد فهد، متمنيا له التوفيق والنجاح في مهمته الأمنية، وتحقيق أمن واستقرار المحافظة، وتعزيز السلم المجتمعي. سكرتير اللجنة المحلية، الرفيق نعيم مجهول الذي ترأس الوفد، أكد من جانبه أهمية التعاون المشترك بين المواطن والأجهزة الأمنية، من أجل الحفاظ على وحدة الصف وتحقيق الأمن والأمان والاستقرار.
*********
ليس مجرد كلام
السالفة الما تخلص..


عبد السادة البصري
هناك حكاياتٌ لن تنتهي أبداً كالمسلسلات الهندية والتركية، ومثلما يقول المثل الشعبي (سالفة تجر سالفة)، جميعها تنطبق على وضعنا الحالي، وكأننا في دوامة، واحدة تكمل الأخرى، دون إيجاد خاتمة منطقية ومعقولة لها، أو منفذ يفضي إلى النهاية واسدار الستار على أزمة منها!
أكثر هذه الحكايات (الأزمات) التي لا بارقة أمل في إيجاد حلٍ لها، هي الكهرباء، إنها الأفعى التي تبدّل ثوبها كل عام وتظل حيّة ترعب العراقيين!
ومن شدّة ما نعانيه منها صرنا لا نريد أن يقبل علينا الصيف أبدا، لأن الأزمة تتفاقم وتصل إلى ذروتها فيه، رغم معاناتنا الدائمية، لكن للصيف وقعا آخراً نتيجة ارتفاع درجات الحرارة التي تقارب الستين في بعض الأماكن!
منذ عام 2003 وبعد سقوط النظام الفاشي ولحد هذه اللحظة صُرفت، بل هدرت مليارات الدولارات، التي كنا نستطيع بها بناء دول مزدهرة بكل ما تعنيه التكنولوجيا والعمران، لكنها لم تغيّر من وضع الكهرباء شيئاً، بل ازداد السوء سوءا ، وصرنا نستوردها من الجيران بمبالغ خيالية ، كما فتحنا منافذ أخرى لاستيرادها ، دون أن نفكّر بتحسينها عن طريق إنشاء محطات حديثة أو التعاقد مع شركات عالمية متخصصة لبناء محطّات جديدة بالمبالغ ذاتها، التي بذلناها وسنبذلها على الاستيراد !
كم سمعنا وقرأنا من تصريحات نارية لكل مسؤول جلس على كرسي قدرنا البائس، هذا يقول سنصدّرها، وذاك يقول لن ترمش بعد اليوم، وآخر يقول كذا.. تصريحات ترفعنا إلى القمر، وأخرى تنزلنا على سطح المرّيخ، دون أن نلمس على ارض الواقع بصيص أمل، أو خيط شعاع لمصباح ؟!
كم من تظاهرة خرجت هنا، وكم من قربان قدّمناه عند مطالبتنا بتحسينها، ولا أريد أن اذكر أسماء الكواكب والأقمار الذين ارتقوا شهداء نتيجة المطالبة بها منذ سنوات، ولم تتحسن قيد أنملة؟!
والغريب في الأمر أن المسؤولين الفطاحل يتذكرونها عندما يقترب موعد الانتخابات، وفي الصيف حين تشتد الأزمة، لنكتوي بتصريحاتهم البالونية، لكنهم يتناسونها عند حلول الخريف والشتاء، لتذهب كل وعودهم وعهودهم أدراج الرياح، بعد أن تتفرقع بالوناتهم المزيفة، و(راحت فلوسك يا صابر)، بل ذهبت المليارات إلى الأماكن التي لا يعلم بها إلاّ الراسخون في الفساد وظلم العباد، وتعود الحكاية من جديد!
الحق أقول: باطل كل تصريحاتكم ووعودكم إذا لم تنفذوها على ارض الواقع، وسيلعنكم التاريخ والناس إلى ما لا نهاية، ولابد لسالفة الكهرباء من نهاية وان طال أمدها، وأنتم كذلك!