العدد 180 السنة 85 الجمعة 24 تموز 2020

 

تصفح بي دي اف

 

 

 

 

ص1

في بغداد وست محافظات أخرى

غليان شعبي وتظاهرات حاشدة واعتداءات متكررة

بغداد - طريق الشعب

شهدت محافظات ومدن مختلفة خلال اليومين الماضيين، تظاهرات واحتجاجات ركزت مطالبها على اقالة المسؤولين المحليين وتوفير الخدمات وفرص العمل، فيما جددت القوات الأمنية اعتداءها على الخريجين في بغداد.

وجددت القوات الامنية المسؤولة عن حماية المنطقة الخضراء اعتداءها على الخريجين المتظاهرين في منطقة العلاوي وسط بغداد. واستخدمت تلك القوات العنف المفرط تجاههم عبر الضرب بالهراوات، ما تسبب بإصابة العشرات من المدرسين المحاضرين، في مشهد يتكرر للمرة الثانية خلال هذا الاسبوع.

وفي بابل، شهدت المحافظة لليوم الثالث على التوالي تظاهرات حاشدة. وطالب المتظاهرون باستقالة محافظ بابل وتغيير مدراء الدوائر، وقد اعتصموا امام مبنى المحافظ، وقاموا يوم أمس الأول الاربعاء باقتحام مبنى المحافظة وأغلاقه.

واكد المعتصمون على استمرارهم بالاعتصام حتى تحقيق مطالبهم وتعيين محافظ غير منتم للجهات السياسية الفاسدة ومن المشهود لهم بالكفاءة والاخلاص.

التفاصيلص3

******************

كتب المحرر السياسي

اوقفوا جرائم القمع والاغتيال والاختطاف!

على عكس تصريحات رئيس الوزراء والمستشارين والناطقين الرسميين، وتأكيداتهم احترام حق التظاهر والاحتجاج، والسعي الى تلبية مطالب المحتجين والمنتفضين، تقدم الوقائع على الأرض، حتى الآن، ما لا يسند ذلك.

فبعد الوعود القاطعة الجازمة بنفض الغبار عن ملف قتلة المنتفضين وتقديمهم الى القضاء، نشهد استمرار ممارسات القمع ضد فئات ومجاميع وشرائح متعددة ومختلفة ترفع مطالب خاصة، ومنهم  خريجو العلوم السياسية، وخريجو كليات العلوم، والمتعاقدون والمحاضرون وأجراء التربية، وحملة شهادات الماجستير والدكتوراه، والمتعاقدون مع وزارة الكهرباء، والموظفون المطالبون بصرف رواتبهم، وخريجو الكليات الطبية، والمحتجون على سوء الخدمات، وغيرهم .

كذلك قمع الجماهير الواسعة المحتجة على  استمرار كارثة الكهرباء، التي تتفاقم مع  تصاعد حرارة الصيف وتجاوزها نصف درجة الغليان، هذه الجماهير التي خرجت في

تظاهرات شملت محافظات ومدن واحياء ومناطق عدة في بلادنا، وأثارت وتثير تساؤلات مشروعة بشأن أزمة الكهرباء المتواصلة رغم انفاق مليارات الدولارات لمعالجتها.

وتضيف هذه الازمة أعباء ثقيلة على عاتق المواطنين، وسط تردي الأوضاع الاقتصادية والمالية  والمعيشية وارتفاع معدلات البطالة والفقر، وتفشي جائحة كورونا وازدياد  معدلات الإصابة والوفيات.

من جانب آخر لم تتوقف عمليات الاغتيال والغدر والاختطاف، مثلما  حصل للشهيد هشام الهاشمي، الذي لم تعلن الحكومة شيئا عن جريمة اغتاله والقائمين بها رغم مرور أسابيع عدة على اقترافها.  وقد اضيف الآن الى المسلسل المقلق هذا اختطاف الناشطة الألمانية هيلا ميفيس، على مرأى ومسمع القوات الأمنية  وفِي شارع مكتظ ومؤمّن من شوارع بغداد .

 وفي اثناء ذلك يبقى الناشر مازن لطيف والكاتب والإعلامي توفيق التميمي، والمحامي علي جاسب حطاب، والناشط  واعي المنصوري، وغيرهم ممن تعرضوا الى الاختطاف والتغييب القسري، مجهولي المصير!

ان استمرار الاعتداءات على المحتجين والمتظاهرين وحالات الاختطاف والتغييب القسري والاغتيال السياسي، لا يمكن وصفه الا بكونه محاولة بائسة لتكميم الافواه، ومصادرة الحق الدستوري في التظاهر والاحتجاج والتعبير عن الرأي، وهو على الضد مما  تعلنه الحكومة الحالية ومما تضمنه منهاجها.

وتتوجب الإشارة الى ان بقاء الامور على هذا الحال يزيد من حالة الاحتقان والقلق، ويثير عند المواطنين تساؤلات جدية بشأن قدرة الدولة والحكومة على توفير أجواء الامن والاستقرار، وحماية أرواح المواطنين وضمان تمتعهم بحقوقهم الدستورية.

ان هذا الملف الشائك لا بد ان يتصدر أولويات الحكومة، التي يفترض ان يكون لها موقف حازم واضح، يوقف فورا انتهاكات حقوق المواطنين، ويضبط تصرفات وسلوك  الأجهزة العسكرية والأمنية ومختلف التشكيلات المسلحة، التي ينتظر منها المباشرة قولا وفعلا  بانهاء  ملف التمرد على الدولة ومؤسساتها، وكشف الجهات التي تقف وراء جرائم اغتيال وخطف المواطنين والمحتجين والناشطين،  وتقديم الجناة الى القضاء.

ان حقوق المنتفضين خاصة الشهداء منهم لا تسقط بالتقادم، وعلى الحكومة ان تفي بوعودها في كشف القتلة والجهات الداعمة والمساندة لهم، وان تعلن أسماء الشهداء كما وعدت، واعتبارهم شهداء وفقا للقانون، ومنح ذويهم مستحقاتهم اسوة بغيرهم،  وفقا للسياقات القانونية.

كذلك لا تسقط ولا تتوقف المطالبات بالكشف عن قتلة شهداء الفكر والكلمة الحرة والموقف: قاسم عبد الأمير عجام، كامل شياع، هادي المهدي، احمد عبد الصمد، علاء المشذوب،  وغيرهم من الشهداء البررة.

ان حياة المواطن العراقي هي الأغلى والأعز، ولا يمكن المساومة عليها في أي حال،  الامر الذي يشكل تحديا للحكومة.  ونحن ننتظر مع المواطنين الإجراءات الفعلية، وإقران القول بالفعل. فإن تحقق ذلك فانه يبعث رسالة تطمين،  ويؤشر أملا في  ان يرى الانسان العراقي أخيرا شعاع ضوء في نهاية النفق.

**************

محافظ النجف: شكرا للحزب الشيوعي العراقي

النجف – طريق الشعب

توجه محافظ النجف، لؤي الياسري، بالشكر إلى الحزب الشيوعي العراقي، على توفيره أسطوانات الأوكسجين للعشرات من مرضى “كوفيد 19” في المحافظة، ومساهماته في توزيع المستلزمات الطبية الوقائية على الكوادر الصحية والمواطنين، ضمن حملات ميدانية يواصل الحزب تنظيمها.  وتقدم الياسري في مؤتمر صحفي له، عقد أخيرا، بالشكر إلى “الأخوة في الحزب الشيوعي العراقي، الذين بدأوا منذ فترة بعلاج 175 شخصا بالأوكسجين، من المعزولين منزليا”. وكانت اللجنة المحلية للحزب في محافظة النجف، قد وزعت أجهزة واسطوانات أوكسجين على العشرات من المصابين بفيروس كورونا، وذلك في سياق مبادرة “نحن معكم” التي أطلقها الحزب لمساندة الكوادر الصحية في حربها ضد الفيروس المميت. وبالتنسيق مع عدد من المنظمات المدنية والجهات الصحية، وفرت اللجنة المحلية 60 جهازا لإعطاء الأوكسجين، و12 اسطوانة أوكسجين، ووزعتها على العشرات من عائلات مرضى الوباء. وقد تم نصب الأجهزة للمرضى، تحت إشراف طبي متخصص.

**********

راصد الطريق

البرلمان .. اين هو؟

هل نحن حقا دولة برلمانية؟

الدستور ينص على ذلك. وفي “المنطقة الخضراء” ببغداد مبنى كتب عليه “مجلس النواب العراقي”. وهناك نحو 330 مواطنا عراقيا يتسلمون رواتب مليونية من وزارة المالية، لقاء تمثيلهم الشعب في هذا المجلس.

هناك اذن ما يؤشر كون نظامنا برلمانيا.

ولكن هل هو كذلك؟ فاذا كان بالفعل، فلماذا لا نكاد نرى أثرا للبرلمان في حياتنا المتزايدة صعوبة وقسوة منذ شهور، ارتباطا بكورونا والاصابات والوفيات والغلق والشحة والمعاناة والمحنة الجماهيرية المتفاقمة، وارتباطا بأزمة اسعار النفط وتاليا ازمة المال والاقتصاد والمعيشة والرواتب والاجور والخدمات والبطالة والهبوط المليوني المتعاظم تحت مستوى خط الفقر، وارتباطا باستمرار القمع والعسف والبطش بالمتظاهرين والمحتجين المطالبين بالحقوق المصادرة، واغتيال وخطف وتغييب الناشطين والمناضلين؟

في غمرة مصائب العراقيين واستحالة حياتهم جحيما، كيف غاب البرلمان؟

يقال انه موجود وقد اجتمع قبل شهر. لكنه كان غائبا طوال شهور، ثم اختفى وليس ما يؤشر قرب ظهوره مجددا.

تشكل البرلمانات لتشق امام شعوبها طريق تجاوز الصعوبات والمعضلات والمآزق، والعبور السلس نحو المستقبل، فهل برلماننا الغائب في خضم محننا اليوم من تلك البرلمانات؟

وهل هو عائد من غيبته؟

********

ص2

كل خميس

ما كان مؤملا

أن يتغير .. لم يتغير!

جاسم الحلفي

القمع الذي تعرض له التربويون المعتصمون يوم الأربعاء ٢2 تموز ٢٠٢٠، أعاد الى الاذهان قسوة تعامل السلطة مع حملة الشهادات العليا في ٢٥ أيلول ٢٠١٩، حين نفذت اجراءات القمع بالأسلوب المستنكر ذاته وفي المكان عينه.

نعم، لم يتغير الأسلوب هذه المرة أيضا، وتلك علامة شؤم ومفارقة محزنة، تعيد للذاكرة ايضا القمع المنظم لإنتفاضة تشرين وسقوط الشهداء والجرحى واختفاء غيرهم ممن غدوا في عداد المغيبين. انها الاحتجاجات السلمية المشروعة التي أسقطت رئيس الوزراءالسابق، وأتت بالرئيس الحالي الذي وعد بمحاسبة قتلة المنتفضين، تتعرض الى القمع ذاته من قبل أجهزة السلطة وحمايات طغمة الحكم.

لم يحدث تغيير في إسلوب التعامل مع الاحتجاجات كما كان مؤملا. فلا تجاوب مع المحتجين، ولا استماع لمطالبهم. لم يتغير ما كان مؤملا ان يتغير. وكان قمع حملة الشهادات العيا اواخر ايلول قد خلف جرحاً مؤلماً في نفوس الناس، وها أن هذا الجرح الذي لم يندمل حتى الآن يُنكأ من جديد. فالتربويون أصحاب حق، وهم يطالبون برواتبهم بعد ان تم تعيينهم بعقود في اعقاب تطوعهم سنوات لتعليم أبنائنا دون أية مكافئة أو إجر. فالتكريم هو يليق بهم وليس الرصاص او الهراوات.

 لم يتغير شيء من صورة المشهد، باستثناء غياب التضامن والإستنكار اللذين عبر عنهما بعض المدونين على صفحاتهم آنذاك، غداة قمع إعتصام اصحاب الشهادات العليا، الذي تحول الى واحدة من شرارات نار الإنتفاضة التي لم تنطفىء وإن خف لهيبها.

والواضح من أداء الحكومة اليوم هو عدم الأستجابة الملموسة لمطالب الانتفاضة، وإهمال كل ما يخص القضايا المتعلقة بالخدمات والاوضاع المعيشية وتوفير فرص العمل. هذه الامور التي بات المظلومون يكررونها اليوم، الى جانب مطالبهم باقالة بعض المحافظين والمسؤولين المحليين. يضاف الى ذلك غياب الحلول، وضعف اكتراث صاحب القرار، وكأن الاحتجاجات بعيدة عنه ولا تمسه، تماما كما تصور سلفه حين كانت تضرب بقوة ركائز المحاصصة في أطراف النظام، فتوهم ان المركز سيبقى بمنأى عنها .. قبل ان تأتي  إنتفاضة تشرين.

إن مجمل هذه التظاهرات وسعة ساحاتها ومشاركة طيف متنوع من أبناء الشعب فيها، تحمل مطالب قطاعية ومهنية ومعيشية ولا مطالب سياسية. لكن هذا لا يعني ان الحال باق في هذه الحدود، وتكفي مراجعة سريعة لما سبق إندلاع إنتفاضة تشرين، لنتذكر أن تلك المقدمات هي التي مهدت للإنتفاضة، وحولت المطالب المهنية والخدمية والمعيشية الى مطالب سياسية جذرية، بلغت الذروة  بمطلب إسقاط الحكومة ومطلب محاسبة الفاسدين ومطلب إجراء انتخابات مبكرة.

يتوهم صاحب القرار عندما يعتقد في هذه اللحظة، أن الاحتجاجات المتنوعة المتعددة الأهداف والمطالب بعيدة عنه، أو أن نار غضبها سوف لا تطاله. فالعكس هو ما يتوقع ان يحصل، حين تتحول هذه الاحتجاجات في لحظةً قادمة الى إنتفاضة شعبية، هدفها الأول تغيير بنية النظام السياسي وآلياته. وساعتها سيقول الشعب كلمته الفصل. ولعلنا هنا مدعوون لاستعادة مقولة كارل ماركس الشهيرة: التاريخ يعيد نفسه، في المرة الأولى كمأساة وفي الثانية كمهزلة.

**********

نائب: رئاسة البرلمان وافقت على التحقيق في العقود

نواب يرفضون تراخيص شركات الهاتف النقال ويدعون إلى تأسيس “شركة اتصالات وطنية”

بغداد - طريق الشعب

طالب عضو لجنة الإعلام والاتصالات النيابية، عدي الشعلان، مؤخرا، الحكومة بتأسيس شركة وطنية لتقديم خدمة الهاتف النقال وانهاء احتكار الشركات الحالية، وفيما طرح النائب محمود الزجراوي، آلية لكشف فساد ومخالفات وصفقات هذه الشركات، أكد النائب، محمد شياع السوداني، موافقة رئاسة مجلس النواب على إصدار أمر نيابي بتدقيق عقود تراخيص شركات الهاتف النقال منذ عام 2007 ولغاية اليوم.

“شركة اتصالات وطنية”

وقال الشعلان، في تصريح صحفي اطلعت عليه “طريق الشعب”، إن “تواقيع نيابية جمعت لإصدار قرار برفض تجديد عقود شركات الهاتف النقال. وأدعو إلى تأسيس شركة وطنية للهاتف النقال تكسر احتكار الشركات الحالية واستقطاب شركات عالمية”.

وأضاف النائب الشعلان، أن “الشركات الحالية غير مسيطر عليها وغير مراقبة وخدماتها سيئة وايضا كارتات الموبايل تباع بسعر الدولار رغم ان قيمتها بالعراقي، أي ان كارت فئة 10 الاف يباع بـ 10 دولارات”، مشيرا إلى إن “الطلب من ديوان الرقابة المالية التحقيق بعقود شركات النقال عبر شركة عالمية متخصصة سيكشف العديد من المخالفات والمراقبة ستمكن الدولة من السيطرة على الموقف ودفع الشركات لتسديد ديونها المتأخرة”.

ودعا النائب إلى “فسح المجال امام الشركات العالمية للدخول الى قطاع الهاتف النقال”، مبينا ان “خلق منافسة حقيقية سيجبر الجميع على تقديم خدمات جيدة”.

آلية لكشف الفساد

من جانبه، طرح النائب محمود الزجراوي، آلية لكشف فساد ومخالفات وصفقات شركات الهاتف النقال في البلاد.

وقال الزجراوي، في تصريح صحفي “هناك فضائح ومخالفات وصفقات فساد في عقود شركات النقال، وجميعها لا تكشف من خلال التحقيقات فقط، وخصوصاً أن تلك الشركات تعمل في البلاد منذ سنوات وتعرف كيف تخفي الشبهات”، مضيفا أن “كشف فضائح الشركات يكون بجلب شركات منافسة عالمية، والغاء تمديد العقود من الشركات الحالية، عندها ستكشف الفضائح والخروقات في عمل الشركات الحالية، وخصوصاً الشركات العالمية الاخرى، لأنها ستقدم عروضا اقل بخدمات أفضل”.

تدقيق العقود السابقة

وفي السياق، أكد النائب محمد شياع السوداني، حصول موافقة رئاسة مجلس النواب على إصدار أمر نيابي بتدقيق عقود تراخيص شركات الهاتف النقال منذ عام 2007 ولغاية الان.ووفقا لبيان اصدره المكتب الاعلامي للسوداني، فإن  الأخير “أكد حصول موافقة رئاسة مجلس النواب على إصدار أمرٍ نيابيّ بتكليف ديوان الرقابة المالية- بالاستعانة- لغرض الاستشارة بشركة عالمية متخصصة بقطاع الاتصالات، لتدقيق الالتزامات المالية، والإدارية، والفنية، والقانونية المتعلقة بعقود تراخيص الهاتف النقال منذ العام (2007) ولغاية (2020)”. وأشار السوداني وفق بيانه، إلى أن “هذا الأمر جاء بعدما قدم طلباً رسمياً حظي بتأييد (84) نائباً لفتح هذا التحقيق الذي نال موافقة رئيس مجلس النواب ونائبه الاول”، مؤكداً أنه “سيتابع مستجدات هذا الأمر كونه عضواً في لجنة متابعة تنفيذ البرنامج الحكومي والتخطيط الإستراتيجي”. ولفت إلى أن “هذه الخطوة تعزز العمل الرقابي المهني الذي يستند الى الدستور والقانون، وتسهم في محاسبة كلِّ من تسبب في هدر المال العام أيًّا كان موقعهُ”.

*********

الجالية العراقية في كندا:

 من اجل حصر السلاح بيد الدولة

وإقامة الدولة المدنية

بغداد – طريق الشعب

أكدت قوى ومنظمات عراقية في كندا، دعمها للجهود التي ترمي لتعزيز سلطة القانون، والسيطرة على السلاح المنفلت، وحصره بيد الدولة، داعية إلى تحديد جدول زمني لإجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة.

جاء ذلك في بيان تلقته “طريق الشعب” وجاء فيه:

تمر بلادنا بظروف استثنائية صعبة، تستدعي الوقوف عندها ومراجعتها خصوصاً ان البلد يتعرض إلى أسوا أزمة صحية في تاريخه الحديث، تلك الأزمة التي تهدّد حياة الآلاف من أبناء وطننا الأم، إضافة إلى الوضع الاقتصادي المتردّي، والسياسي المجهول وغير المستقرّ، الذي يعرّض البلد للخطر ويهدّد مستقبل ابنائه.  

لقد مضى على تشكيل الحكومة المؤقتة اشهر قليلة وما زالت عمليات الاغتيال السياسي- التي كان ضحيتها أكثر من 700 شهيد من الناشطين - مستمرة آخرها جريمة اغتيال الباحث العراقي المعروف هشام الهاشمي بدمٍ بارد، والتي لم يكشف عن مدبريها لحد الان.

ولا تزال عمليات اختطاف الناشطين والصحفيين مستمرة على قدم وساق، احدثها اختطاف الناشطة الألمانية هيلا ميفيس مديرة القسم الثقافي في معهد غوته الألماني ببغداد من أحد شوارع العاصمة العراقية.   إنَّنا إذ ندعم الجهود التي ترمي لتعزيز سلطة القانون، والسيطرة على سلاح المليشيات المنفلتة، وحصر السلاح بيد الدولة فقط لمنع انزلاق البلد إلى الهاوية، والمجهول، والاقتتال الداخلي، نتطلع إلى خطوات أكثر جديةّ، وأكثر حسماً، واقتراباً من مصال ح الجماهير الواسعة من خلال تحديد جدو ل زمني للانتخابات العامة، بعد إقرار قانون انتخابي عادل تحت إشراف مفوضية انتخابات مستقلة ونزيهة، وتحت إشراف دولي مباشر.   وكذلك العمل الجاد لخلق بيئة سلمية من خلال تفتيت أسس الدولة العميقة، ونزع السلاح من المليشيات والحركات السياسية، وربط كلّ (الفصائل والكتائب والأفواج المسلحة) بالقوات المسلحة العراقية في الجيش والشرطة الاتحادية، والكشف عن قتلة المتظاهرين، وتحرير المختطفين، وتقديم الجناة إلى المحاكم العادلة.

************

ص3

في بغداد وست محافظات أخرى

غليان شعبي وتظاهرات مطلبية حاشدة واعتداءات متكررة على الخريجين

بغداد - علي شغاتي

شهدت محافظات ومواقع مختلفة، مؤخرا، تظاهرات احتجاجية ركزت مطالبها على اقالة المسؤولين المحليين وتوفير الخدمات وفرص العمل، فيما جددت القوات الأمنية اعتداءها على الخريجين في بغداد.

اعتداء على الخريجين في بغداد

وجددت القوات الامنية المسؤولة عن حماية المنطقة الخضراء اعتداءها على الخريجين المتظاهرين في منطقة العلاوي وسط بغداد.

وقال مراسل “طريق الشعب”، بلال رضا، إن “القوات الامنية المسؤولة عن حماية المنطقة الخضراء من جهة العلاوي، قامت بتفريق تظاهرة للمحاضرين المجانيين الذين يطالبون منذ فترة طويلة بالتعاقد معهم. واستخدمت هذه القوات العنف المفرط تجاههم عبر الضرب بالهراوات، ما تسبب بإصابة العشرات من المدرسين المحاضرين، في مشهد يتكرر للمرة الثانية خلال هذا الاسبوع”.

تظاهرة “عفك” في الديوانية

من جانب آخر، تظاهر العشرات من اهالي قضاء عفك شرقي محافظة الديوانية للمطالبة بتوفير الخدمات.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، ميعاد القصير، إن “العشرات تظاهروا في مركز القضاء لمعرفة مصير الاموال المخصصة للقضاء في موازنة العام الماضي، وللمطالبة بإكساء وتبليط القضاء الذي يشهد ترديا حادا في الخدمات”.

وفي أثناء ذلك، أغلق موظفون غاضبون في القضاء دائرة كهرباء عفك، احتجاجاً على عدم صرف أجورهم.

وأشار القصير، إلى إن “قرّاء المقاييس قاموا بأغلاق دائرة الكهرباء للمطالبة بصرف أجورهم وتحويلهم إلى عقود وزارية أسوة بأقرانهم، فيما رفعوا شعار (مغلق حتى تحقيق المطالب)”.

المثنى أيضا

إلى ذلك، نظّم المئات من أهالي قضاء المجد في محافظة المثنى، تظاهرة امام مبنى قائم مقامية القضاء للمطالبة بتوفير الخدمات الأساسية في قطاعات الكهرباء والصحة والبلدية.

ودعا المتظاهر عودة قاسم في حديث لـ”طريق الشعب”، المسؤولين إلى “الالتفات لمعاناة أهالي القضاء وممارسة دورهم في توفير الخدمات وتنفيذها بأسرع وقت، حيث يشهد القضاء منذ سنوات ترديا في الخدمات الاساسية ويفتقر لأبسط متطلبات الحياة”.

وفي غضون ذلك، جدد عدد من المزارعين وقفتهم الاحتجاجية قرب سايلو السماوة للمطالبة بصرف مستحقاتهم المالية عن تسويق محصول الحنطة.

ووفقاً للمتظاهر علي رحيم، فأن “المتظاهرين سيستمرون في تنظيم وقفاتهم الاحتجاجية لحين صرف مستحقاتهم من اجل ان يتمكنوا من الاستعداد والتحضير للموسم الزراعي المقبل”، مشيراً الى ان “الاموال المخصصة للمحافظة لا تغطي جميع مستحقات الفلاحين، حيث يبلغ عدد الصكوك المستحقة للصرف حوالى ٥ آلاف صك، فيما ارسلت وزارة التجارة ٣٠٠ صك فقط”.

تظاهرات في واسط

وفي واسط، خرج العشرات من قرّاء المقاييس في تظاهرة امام شركة توزيع الكهرباء للمطالبة بتفعيل قرار مجلس الوزراء رقم ٣١٥ لعام ٢٠١٩، وصرف مستحقاتهم المالية المتأخرة.

وطالب المتظاهرون في لافتات رفعوها بتحويلهم الى عقود وزارية، مهددين بالأضراب عن العمل في حال عدم الاستجابة الى مطالبهم.

غضب ميساني كبير

وفي المقابل، نظّم محتجون غاضبون في ميسان، اعتصاما حاشدا أمام دار الضيافة التابع للمحافظة، للمطالبة بإقالة الحكومة المحلية وتغيير مدراء الدوائر كافة.

وبيّن المتظاهر علي كريم، لـ”طريق الشعب”، إن “الاعتصام جاء بسبب تردي الواقع الخدمي والصحي في المحافظة، وفشل الحكومة المحلية في تقديم ابسط الخدمات الأساسية للمواطنين في المحافظة”.

ذي قار تعاود الاحتجاج

وشهدت محافظة ذي قار احتجاجات متنوعة شملت أغلب الأقضية. وأغلق محتجون من خريجي كليات العلوم والهندسة والمعاهد الفنية، بوابة فرع توزيع المنتجات النفطية في المحافظة.

وأوضح المتظاهر جعفر علي لـ”طريق الشعب”، أن “اغلاق الدائرة جاء للمطالبة بإصدار أوامر المباشرة بعد حصولنا على موافقة وزارة النفط بالتعيين حال توفر التخصيصات المالية واقرار الموازنة”، مبيناً ان “المسؤولين في الشركة يماطلون في الاستجابة لمطالبنا ونحن لا نتحمل مسؤولية عدم اقرار الموارنة العامة”. وفي الأثناء، قطع عدد من العاملين بنظام العقود في دوائر الكهرباء، الطريق المؤدي الى دائرة شبكات الجنوب الغربي غربي مدينة الناصرية، احتجاجا على تأخير صرف رواتبهم لمدة ٥ أشهر وعدم تثبيتهم على الملاك الدائم. كذلك تواصلت الاحتجاجات الشعبية في أقضية الإصلاح وسوق الشيوخ للمطالبة بإقالة المسؤولين المحليين فيها. وقال المتظاهر ميثم حسن لـ”طريق الشعب”، ان “مطالب المتظاهرين تتمثل بإقالة المسؤولين الفاسدين في الاقضية، واختيار شخصيات وطنية وكفؤة لشغل المناصب بعيداً عن المحاصصة التي لم تجلب سوى الفساد والخراب”، مشيرا الى ان “المتظاهرين في هذه المناطق قطعوا شوارع رئيسية ولوحوا بتصعيد قادم في حال عدم الاستجابة لمطالبهم”.يذكر ان اهالي قضاء الرفاعي شمالي المحافظة قاموا بقطع الطريق الرئيسي الرابط بين محافظتي الناصرية والكوت، احتجاجا على تردي الكهرباء.

البصرة كذلك

وفي محافظة البصرة، لم يختلف الوضع كثيراً حيث شهد عددا من الفعاليات الاحتجاجية.

وتظاهر العشرات من العاملين بنظام العقود والاجور في وزارة الكهرباء داخل مبنى شركة انتاج الطاقة الجنوبية، للمطالبة بصرف رواتبهم المتأخرة.

وناشد المتظاهر وسام سعد، عبر “طريق الشعب”، “وزارة الكهرباء بالإسراع بصرف الرواتب المتأخرة، وتثبيت العقود على الملاك الدائم وصرف المكافأة المالية وإطلاق العلاوات والترفيعات”.

*************

جريمة انتهاك حرية التظاهر السلمي

هدى طلب علي*

حرية التظاهر السلمي وكما عرفه التشريع الدولي ضمن حقوق الانسان وحرياته وعدها ضمن حرية التعبير عن الرأي ومن هذه التشريعات ما نص عليه الإعلان العالمي لحقوق الانسان لسنة ١٩٤٨ وكذلك العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لسنة ١٩٦٦بأنه: ((مرتبة متقدمة في ميدان الحريات والحقوق السياسية يلجأ اليها جمع من المواطنين للتعبير عن رأيهم في الطريق العام)) في حين أورد التشريع الوطني في القانون رقم (١١٥) لسنة١٩٥٩ تعريفا للتظاهر وفق المادة الأولى (فقرة ب) بقولها : ((يقصد بالمظاهرة حدث منظم يسير في الميادين او الشوارع العامة لغرض عام)) وعرفه الدستور العراقي لسنة ٢٠٠٥ في المادة (٣٨) منه بقولها : ((تكفل الدولة بما لا يخل بالنظام العام والآداب العامة......ثالثا/... والتظاهر السلمي وتنظم بقانون)) الا ان مشروع قانون التظاهرات مازال مشروع يدور في أروقة مجلس النواب منذ ذللك الحين ولغاية يومنا هذا .. وبناءً على ما تقدم فإن قانون رقم (١١٥)لسنة١٩٥٩ لايزال مطبقا ،ويترتب على فكرة حرية التظاهر السلمي عدة مبادئ قانونية وهي((عدم جواز الحظر المطلق لحرية التظاهر السلمي- تمايز تدابير الضبط مع تنوع الحريات في التظاهر أي(التناسب العكسي بين التدبير الضبطي والقيمة القانونية لحرية التظاهر السلمي التي يواجهها) – عدم فرض وسيلة معينة لمواجهة الاخلال بالأمن والنظام – كفالة حق الدفاع)) ولا شك ان مبدأ لا جريمة ولا عقوبة الا بنص يعد من المبادئ الأساسية لضمان احترام حقوق الانسان وحرياته وهذا ما أكده الإعلان العالمي لحقوق الانسان في المادة (١١/١٢) التي تنص على انه: ((لا يمكن ان يعتبر أي شخص مذنبا بأية جريمة جنائية بسبب أي فعل او امتناع لا يشكل جريمة جنائية وفقآ للقانون الوطني او القانون الدولي وقت ارتكابها كذلك لا يمكن توقيع عقوبة اشد من تلك التي كانت مطبقة وقت ارتكاب الجريمة)) وعليه فإن حرية التظاهر السلمي تعتبر حق مكفول بالدستور لكل مواطن عراقي ،وما يحصل الآن من ممارسات من قِبل الحكومة العراقية ممثلة بقواتها العسكرية تعتبر انتهاك لحق مكفول دستوريا ويشكل جرائم بحق الإنسانية وطبقا للقانون الجنائي فإنه يشترط توافر اركان ثلاث للجريمة لتحققها وجريمة انتهاك حرية التظاهر تتمثل في اركان ثلاث :أولهما /الركن المادي والمتمثل بالأفعال والممارسات المخالفة للقانون من استخدام العنف وغاز الاعصاب لتفريق المتظاهرين والنتيجة الضارة التي تمخضت عن هذه الأفعال وهي وفاة اشخاص واصابات خطيرة لأخرين، والركن الثاني وهو الركن المعنوي والمتمثل بعلم الجهات المسؤولة باستخدامها وسائل قمعية ومخالفة للقانون ضد المتظاهرين واتجاه ارادتهم الى تحقيق الغرض المقصود منها الا وهو قمع المتظاهرين وتفريقهم والركن الثالث وهو الركن الشرعي والمتمثل بالنص القانوني الذي يجرم ويُخرج هذه الأفعال القمعية من نطاق الأفعال المباحة ونجده في اغلب الاتفاقيات الدولية التي تجرم مثل هذه الأفعال ومن هذه الاتفاقيات العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والتي دخل العراق طرفا فيها  (ICCPR) فقد صادق العراق على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية في 18 فبراير 1969 و يحمي العهد الدولي الخاص الحق في حرية الشخص وأمنه، بما في ذلك الحق في عدم التعرض للاعتقال أو الاحتجاز التعسفي ودخل حيز النفاذ في العراق في 25 يناير 1971 واصبح العرق ملزما بذلك على احترام وحماية والأعمال بالحقوق المنصوص عليها فيه بما فيها أيضا بالحقوق المدنية والسياسية حقوق الأفراد في الحياة ، عدم التعرض للتعذيب او المعاملة اللاإنسانية العقوبة القاسية المهينة وكذلك الحقوق المدنية والسياسية المتعلقة بعدد من الحريات الأساسية ، بما في ذلك حرية التجمع السلمي والتعبير وتكوين الجمعيات والمشاركة السياسية تنص المادة 21 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية على ما يلي: “ يجب ان ُيعترف بحق التجمع السلمي”. وبذلك يحمى هذا الحق التجمع اللاعنفي لعدد من الأشخاص في مكان عام يسهل الوصول إليه لغرض التعبير عن غاية مشتركة. يفرض ًالاعتراف بالحق في التجمع السلمي التزاما مماثلا على الدول بمعالجة ممارسة الحق وتداعياته من خلال توفير بيئة مناسبة. وعليه فإن أي ممارسة تنتهك هذا الحق تعتبر جريمة يعتقب عليها القانون وعلى الحكومة العراقية ان تقوم بتشكيل لجان تحقيقية لمعرفة المسؤولين عن الانتهاكات التي مورست ضد المتظاهرين السلميين ومحاسبتهم وايقاع العقوبات المناسبة لهم.

ـــــــــــــــــــــــــ

* مدرس القانون الجنائي المساعد/ قسم القانون في كلية الرشيد الجامعة

***********

ص4

بيـــــــان

التقى ممثلو عدد من الأحزاب المدنية يوم ١٤ تموز ٢٠٢٠ في مقر حزب الامة ببغداد، واصدروا البيان الاتي:

لقد مرت سنوات طويلة من المعاناة والبؤس والإحباط بسبب منظومة المحاصصة والفساد التي عانى منها الشعب العراقي ولا يزال، ولم يجن منها غير القتل والخراب والجوع والمرض وتدهور الأوضاع على كل المستويات. ووسط هذا الركام تحرك الشباب العراقي ، تدعمه اوساط شعبية واسعة ، ونهض شامخا في وثبة وطنية كبيرة وانتفاضة باسلة، متحديا الكتل السياسية المستأثرة بالسلطة والمسؤولة عن الواقع المزري للمواطن، بفعل منهج الحكم الذي اعتمدته وسوء ادارتها وسطوة الفاسدين والفاشلين فيها. نهض مطالبا بوضع حد للمحاصصة والفساد واسترجاع موارد الدولة ومقدراتها، ومباشرة عملية اصلاح شامل، وإعادة الأمل في إمكانية بناء البلد والمجتمع من جديد وفق مبدأ المواطنة وعلى أسس وطنية صحيحة تخدم جميع أبنائه. وقدم المنتفضون والمحتجون الكثير من التضحيات، التي اجبرت الحكومة السابقة على الاستقالة ومهدت لتشكيل حكومة مؤقتة برئاسة السيد مصطفى الكاظمي .

ان مهام هذه الحكومة تتلخص في تسيير أمور الدولة وتجاوز الازمة الاقتصادية والصحية وفرض سلطة القانون واستعادة هيبة الدولة وتهيئة مناخات مناسبة لاجراء انتخابات مبكرة وفق قانون عادل ومنصف، وإعادة بناء مفوضية الانتخابات بعيدا عن هيمنة الكتل السياسية الكبيرة المتنفذة وصولا الى إجراء إنتخابات حرة ونزيهة وذات صدقية .

ومن منطلق الشعور بالمسؤولية الوطنية التقت مجموعة من الاحزاب والحركات المدنية الوطنية للوقوف على آخر التطورات والأحداث والمتغيرات التي يمر بها عراقنا العزيز ، وجرى الاتفاق بينها على المحاور الاتية :

- مطالبة الحكومة بالعمل على إتخاذ إجراءات جدية تجاه الدول التي تتجاوز على السيادة الوطنية والدم العراقي وتجاه خرق الحدود المستمر وخصوصا ما يتعلق بالاعتداءات التركية الأخيرة على طول الحدود العراقية التركية من زاخو حتى سيدكان، وقصفها لسنجار ومخمور وغيرهما .

- على الحكومة الاقدام على خطوات ملموسة لحصر السلاح بيد الدولة، وعدم السماح للجماعات الخارجة عن القانون بتهديد السلم المجتمعي والتجاوز على موارد ومؤسسات الدولة.

- فتح ملفات قتل المتظاهرين السلميين المطالبين بالحقوق المشروعة التي كفلها الدستور، ومحاسبة القتلة وإنصاف وتعويض عوائل الشهداء والجرحى والمعاقين.

- وعن قانون الانتخابات الجديد الذي اقر من قبل مجلس النواب، نؤكد عدم الوضوح حول تفسير الدوائر المتعددة، والتي من الممكن من خلالها سرقة أصوات الناخبين. لذلك نطالب مجلس النواب كقوى مدنية، بتعديله واشراك أهل الاختصاص والكفاءات وفسح المجال لهم للمساهمة الفاعلة في التعديل، لتسريع تحديد موعد للانتخابات المبكرة من قبل الحكومة. ونرى ان الأفضل في ظروف بلدنا الملموسة ان تكون المحافظة دائرة انتخابية واحدة.

و بعد التدهور الاقتصادي والمالي الذي حدث في العراق نتيجة السياسات الفاشلة وعدم محاسبة الفاسدين سراق المال العام ، والاعتماد الكلي على عائدات النفط ، بات لزاما على هذه الحكومة فتح ملفات الفساد ومحاسبة الفاسدين واستعادة الأموال المسروقة، واتخاذ الخطوات لانعاش الاقتصاد الوطني العراقي وتنويع مصادره وتطوير القطاعات المنتجة الصناعية والزراعية والخدمية، وتحسين المستوى المعيشي للعائلة العراقية وتعظيم موارد الدولة عبر إجراءات مدروسة وفِي سياق خطة متكاملة، مثلما حصل في مسعى فرض سيطرة الدولة على المنافذ الحدودية والتي نعدها خطوة بالاتجاه الصحيح ، مشددين على عدم تحميل الفقراء وذوي الدخل المحدود تبعات الازمة الاقتصادية الراهنة.

هذا ونحن كقوى مدنية وطنية سنواصل مراقبة الأداء الحكومي، وتقييم السياسات والقرارات التي تتخذها الحكومة، وتفعيل أدوات الضغط السياسي والشعبي للدفع في اتجاه تنفيذ ما تعهد به رئيس مجلس الوزراء في برنامجه الحكومي.

الأحزاب المشاركة :

• الحركة الديمقراطية الآشورية • الحزب الشيوعي العراقي • الجبهة الفيلية • حزب الأمة العراقية • حركة انتفاضيون • حزب الوفاء الوطني العراقي • حزب الحوار والتغيير • حزب حركة الشباب للتغيير

١٤تموز ٢٠٢٠

*********

الأموال المهربة.. ارقام فلكية وضغوط لعدم فتح ملفها

بغداد – طريق الشعب

أكد عضو في لجنة النزاهة النيابية، مؤخرا، إن تهريب اموال العراق جرى عبر مرحلتين، وهنالك جهات سياسية تقف بالضد من استردادها وتحاول عرقلة هذا الملف، فيما أوضح أحد الخبراء في الاقتصاد، إن قيمة المبالغ هذه تصل إلى ٢٥٠ مليار دولار وعملية استعادتها تتطلب جهدا دوليا كبيرا.

ملف شائك

وقال عضو اللجنة، النائب جمال محمد، في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب”، أنه “ليس هناك رقم محدد يكشف بشكل دقيق حجم الأموال العراقية التي تم تهريبها للخارج، لكن الواضح لدينا بان تهريبها تم عبر مرحلتين، الاولى في زمن النظام السابق من خلال برنامج النفط مقابل الغذاء، والمرحلة الثانية بدأت بعد 2003 من خلال الفاسدين”.

ولفت محمد الى ان “هناك الكثير من الملفات التي تضم ارقاماً ووثائق تخص الاموال الكبيرة المهربة، لكن حتى الان ليس هناك اي تحرك حكومي جدي حيالها رغم مرور سنوات طويلة عليها”.

واضاف النائب، ان “البرلمان اقر قانون استرداد اموال العراق، وأجرى تعديلا عليه لكن حتى الان لم يجر استرداد اي من الاموال المهربة”، مشيرا الى ان “ملف الاموال المهربة يحمل الكثير من الخفايا، وهناك بالفعل اشخاص متنفذون بالإضافة الى دول جوار حالوا دون فتح هذا الملف المهم بشكل جدي منذ سنوات طويلة”.

ارقام هائلة

وفي السياق، كشف الخبير الاقتصادي، عبد الرحمن المشهداني، عن حجم الأموال المهربة للخارج والتي تقسم ما بين غسيل وعمليات غير مشروعة وتقدر بحدود الـ ٢٥٠ مليار دولار على الاقل، فيما أكد أن عملية استعادتها محفوفة بالمخاطر وتحتاج إلى جهد دولي.

وقال عبد الرحمن المشهداني في تصريح صحفي، إن “الأموال المهربة للخارج هي ما بين غسيل أموال وعمليات غير مشروعة وتقدر بحدود الـ ٢٥٠ مليار دولار على الاقل وقد تصل إلى ٣٥٠ مليار وهي موجودة في دول الجوار العربي وايضا في العديد من دول العالم”.

وعن إمكانية استعادة الاموال المهربة، أكد أن “استعادة تلك الأموال محفوفة بالمخاطر وتحتاج لجهد دولي وتعاون مع منظمات دولية وايضا التعاون مع مكاتب عالمية للبحث والتحري لإيجاد تلك الأموال ومن ثم إعادتها، والأمر يحتاج لخمس سنوات على الأقل”.

**********

مواساة

*تنعي محلية واسط للحزب الشيوعي العراقي رفيقها نزار خضير (ابو حسن) لوفاته اثر مرض لم يمهله طويلا. كان الفقيد من الرفاق الناشطين في مجال عملة الحزبي والوظيفي وهو شيوعي منذ السبعينيات، للفقيد الذكر الطيب والصبر والسلوان لرفاقه والعائلة الكريمة.  

*تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الشطرة الوجه العمالي البارز وعضو المختصة العمالية في المحلية الرفيق حكيم كاظم (ابو عادل) الذي توفى اثر ازمه قلبية المت به للفقيد الذكر الطيب ولرفاقه وعائلته الصبر والسلوان.

*تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء الرفيق هادي الكفري بوفاة ابن اخيه كفاح عبد الحميد الكفري الذي وافاه الاجل بعد اصابته بمرض كورونا اللعين، الصبر والسلوان لرفيقنا وللعائلة الكريمة، والذكر الطيب دوما للفقيد.

*تنعى محلية الرصافة الثالثة للحزب الشيوعي العراقي الرفيق محمد ناصر (ابو رافد) الذي توفي أثر مرض عضال، كان الفقيد أحد اعضاء اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي أبان فترة الستينات ثم انضم الى صفوف الحزب ليواصل نضاله فيه وبقى أميناً على مبادئه حتى رحيله له السلام والخلود الابدي، للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.

*وتعزي محلية الرصافة الثالثة ومنظمة حي اور للحزب الشيوعي العراقي رفاقنا الاعزاء الـ (تبل) ابو فاتن وجبار وابو يقضان بفقدان شقيقتهم اثر مرض عضال، للفقيدة الذكر العاطر دوما ولرفاقنا وعوائلهم الكريمة مزيدا من الصبر والسلوان .

* ببالغ الأسى والحزن تنعى هيئة المقرات للحزب الشيوعي العراقي وفاة الرفيق علي زامل العلياوي (أبو يسار)  اثر ازمة صحية، الصبر والسلوان لرفاقه وعائلته، ولروحه السلام الابدي.

*تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الديوانية الرفيق أحمد خضير المياحي، الذي توفي اثر مرض عضال ألم به، وكان الفقيد قد كرس حياته لقضايا شعبه ووطنه، للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.

*تنعي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المنصور/محلية الكرخ الأولى صديق حزبنا القديم وصاحب التأريخ النضالي الطويل شاكر العطار (ابو علي) أثر مرض عضال لم يمهله طويلا،

الذكر الطيب للفقيد ولعائلته الصبر والسلوان.

***********

ص5

حقوق الإنسان تنتقد التأخير وتحذيرات كثيرة من تكرار الحالة

ضرر معيشي كبير تكبده الموظفون بعد تأخر رواتبهم

بغداد – طريق الشعب

انتقدت مفوضية حقوق الانسان، مؤخرا، التلكؤ في صرف رواتب الموظفين، والذي اعتبرته تأثيرا سلبيا كبيرا على واقعهم المعيشي، وفيما طالبت بوضع خطط تضمن تقليل الاضرار الاقتصادية على المواطنين، أشار عدد كبير من الموظفين إلى إن صرف الرواتب تأخر إلى غاية منتصف الشهر الحالي، ودعوا الحكومة إلى الإيفاء بالتزاماتها تجاههم وعدم تأخير صرف الرواتب مرة اخرى.

رواتب تصرف كل 45 يوماً؟

ذكر عضو مفوضية حقوق الإنسان، علي البياتي، إن “رواتب الموظفين في العراق تصرف كل ٤٥ يوماً، الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر على معيشتهم، في الوقت الذي وضعت أغلب الدول ضمن استراتيجيتها وخططها قرارات تضمن تقليل ضرر جائحة كورونا على مواطنيها من الناحية الاقتصادية في حال فقدان أو تأثر عملهم”.

وأضاف البياتي في تصريح صحفي تابعته “طريق الشعب”، إن “العراق ركّز على الجانب الصحي فقط، وأهمل المواطن المتضرر، ما رفع نسبة المواطنين تحت خط الفقر إلى ٣١ في المائة. وفي الواقع هناك ٤٢ في المائة من العراقيون يعانون من هشاشة في وضعهم المعيشي غير المستقر، أي إن معيشتهم مهددة لأنهم فوق خط الفقر قليل”.

تأخير مؤذي

ورغم إعلان وزارة المالية في الثالث من تموز المباشرة بإطلاق تمويل رواتب شهر حزيران الماضي، إلا إن الرواتب تأخرت ولم تصرف حتى ١٣ تموز الجاري.

وفي هذا الشأن قال الموظف في قطاع الصحة، محمد العكيلي، لـ”طريق الشعب”، إن “صرف الرواتب تأخر لأكثر من ١٥ يوم، بينما كانت تصرف في يوم ٢٨ من نهاية كل شهر، لكنها تأخرت هذا الشهر وأثّر تأخيرها بشكل مباشر على التزاماتنا المالية ومن غير المقبول أن يتم التلاعب هكذا بقوت عوائلنا في هذا الظرف الحرج”.

واوضح العكيلي، إن “الرواتب لم تصرف إلا بعد أن تظاهر موظفي مستشفى الحسين التعليمي في محافظة الناصرية احتجاجا على عدم صرف رواتبهم. علما إن موظفو المستشفى سينضمون وقفة احتجاجية في الاسبوع المقبل ترفض أي تأخير بصرف رواتبهم للأشهر المقبلة”.

وحول الموضوع ذاته، يكشف المدرس، محمد موسى، لـ”طريق الشعب”، عن “تأخر صرف رواتبهم لغاية ١٢ من الشهر الحالي رغم أنهم كانوا يتقاضونها في ٢٤ من كل شهر”، معتبراً ذلك “استخفاف واستهانة بالمعلم العراقي وعدم مسؤولية من قبل الحكومة في الالتزام بتوفير الرواتب خلال وضع حساس يتطلب من الدولة الايفاء بالتزاماتها بشكل تام تجاه مواطنيها”.

ويعتقد موسى، إن “الغرض من التأخير هو من أجل صرف الرواتب كل ٤٥ يوم وتوفير أموال إضافية للفاسدين. وفي كل ازمة اقتصادية تلجأ الحكومة إلى التقشف برواتب الموظفين البسطاء في الوقت الذي تستمر في البذخ على المسؤولين بالامتيازات والأموال، وتوجه سهام إجراءاتها نحو الفقراء ومحدودي الدخل”، داعيا الحكومة إلى “توفير الرواتب في وقتها المحدد وعدم تكرار التأخير الذي حصل في الشهرين الماضيين، فالأمر سيؤدي في النهاية إلى ما لا يحمد عقباه”، على حد تعبيره.

تظاهرات اخرى

وفي ديالى، تظاهر العشرات من حمايات المساجد احتجاجا على تأخر صرف رواتبهم لأكثر من شهرين.

وافاد شهود عيان إن “حوالي ٢٠٠ عنصر من حماية المساجد في ديالى تظاهروا يوم الاربعاء الماضي، امام بناية الوقف السني في المحافظة احتجاجا على عدم استلام رواتبهم لأكثر من شهرين”.

ويقدر العدد الكلي للحمايات بحوالي ٨٠٠ شخص، يتولون المهام الأمنية لجميع المساجد التي تتبع الوقف في المحافظة.

ويزداد الخوف بين الموظفين من تكرار هذه الحالة، بينما يدعو غالبيتهم إلى ترشيد الإنفاق الحكومي بدقة أكبر، وضبط موارد الدولة المنهوبة وفتح ملفات الفساد الكبيرة التي بقيت في أدراج القضاء والجهات المعنية لسنوات طويلة، بينما يتمتع المتورطين فيها بالمناصب والامتيازات والعقود، رغم التضحيات التي قدمها المتظاهرون لمحاسبتهم وإعادة فرض النظام ومحاسبة الفاسدين دون أي رحمة أو رضوخ لهذه الجهة المتنفذة أو تلك.

**********

مستشفيات رديئة غير قادرة على استيعاب الاعداد المتزايدة

ما الغاية من استمرار غلق العيادات الطبية

ورفع الحظر عن مجالات أخرى؟

بغداد – طريق الشعب

أثار قرار خلية الأزمة بإغلاق عيادات الأطباء الخاصة تساؤلات عديدة حول الجدوى من اتخاذه وترك آلاف من المواطنين المرضى الذين يراجعونها يوميا، دون توفير البديل لهم للرعاية بأوضاعهم الصحية. خصوصا وأن القرار هذا يأتي في ظل عجز المستشفيات الحكومية أثناء فترة جائحة كورونا العصيبة التي ما زالت تخيم على البلاد.

لماذا التمديد؟

ذكرت نقابة الاطباء في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخه منه، إن “تخفيف الإجراءات الوقائية لا يعد بنظر لجنة الصحة والسلامة الوطنية خطراً يهدد المواطنين، ولكنها في نفس الوقت مددت إغلاق عيادات الاطباء الخاصة ومجمعاتهم عشرة أيام اضافية!”.

وأضاف البيان، إن “استمرار غلق العيادات في الوقت الذي تفتح فيه المولات والأسواق يعد مفارقة لا يستبعد أن يكون وراءها استهداف للطبيب العراقي”، مبينا ان “قرار اللجنة لم يستند إلى أية إحصائيات رسمية أو استشارة الجهات المختصة، فما هو جدواه”.

واتهمت النقابة “الحكومة ووزارة الصحة بالتقاعس عن توفير الحماية للأطباء في أماكن عملهم في المستشفيات وتكرار مسلسل الاعتداءات دون رادع، وعدم الايفاء بالوعود من ناحية توزيع المنح والأراضي، وتأخير صرف رواتبهم ومستحقاتهم لأسابيع، وكذلك تأخير تعيين الأطباء الجدد لأكثر من سنة رغم الحاجة الماسة لهم بسبب إصابة أعداد كبيرة من الاطباء تجاوزت الألف طبيب واستشهاد أكثر من عشرين طبيباً تركت عوائلهم بدون أي اهتمام أو رعاية من الحكومة”.

ودعا البيان إلى “توفير مستلزمات الوقاية ومستلزمات عمل الأطباء فيها والوقوف على أسباب إصابة معظم الكوادر الطبية والموظفين وإيجاد الحلول بدلاً من السعي لزيادة الازدحام فيها وتعقيد الموقف”، مهددةً بـ”مواقف وخطوات تصعيده قد تصل إلى الاضراب في حال حصول أي تعرض للأطباء في عياداتهم من أي جهة”.

قرار خاطئ

من جانبه، قال الطبيب الاخصائي علاء الحمداني لـ”طريق الشعب”، أنّ “قرار إغلاق العيادات الخاصة بالأطباء خاطئ، وغير مدروس بعناية، وإذا كان المبرر إن بعض الاطباء يعملون على علاج فايروس كورونا خارج بروتوكولات وزارة الصحة، فما علاقة اطباء الاسنان أو الاطفال بذلك، ولماذا لا يتم اتخاذ اجراء مماثل بحق المستشفيات الأهلية. اما إذا كان القرار بسبب انتشار العدوى في العيادات فاعتقد ان تكديس المرضى في المستشفيات بسبب القرار اسوأ بكثير”.

وأشار الحمداني إلى إن “القرار أثقل من كاهل المواطن والطبيب في نفس الوقت حيث هناك الآلاف المرضى يراجعون بطريقة دورية ويحتاجون الى الفحوصات المستمرة وبأشراف الاطباء، ما اضطر عدد من الاطباء الى اعطاء استشاراتهم عن طريق الهاتف حيثما أمكن”، موضحا ان “القرار لم يأخذ بالحسبان المبالغ المرتفعة لإيجار العيادات الخاصة وتم اتخاذه دون الالتفات لآثاره الجانبية الصحية والانسانية”.

واضاف الطبيب الحمداني، إن “بعض قرارات خلية الازمة غير مفهومة وغريبة جدا، فقرار تقليص حظر التجوال لابأس به، ولكن الكارثة في قرار فتح المولات التي ستصبح بؤرة وبائية بسبب طبيعة انشائها المغلقة، اما قرار فتح المنافذ الحدودية والمطارات سيسبب ضغط هائلاً على المختبرات بسبب زيادة العينات التي يجب فحصها”، منوها الى ان “خلية الازمة غيرت من أولوياتها من احتواء الازمة الى اصدار قرارات ترضية وهذه استراتيجية سيئة في احتواء الازمات فالتعايش مع الوباء يحتاج الى شروط اهمها وجود الكوادر الصحية والمؤسسات الصحية والمستلزمات الكافية في اي وقت تحتاجه وهذا ما يفتقده العراق”.

 

فوضوية ودراسة غائبة

من جهته، وصف المواطن كاظم الازيرجاوي، القرار بـ”الفوضوي وغير المدروس، فمن غير المعقول اغلاق العيادات الخاصة في الوقت الذي يراجعها آلاف المواطنين يوميا، حيث إن بعضهم ملتزم بمواعيد مراجعة دورية مع اطبائهم لمراقبة حالتهم الصحية”.

وأعتبر الازيرجاوي، إنّ “القرار اتخذ بدون ايجاد البدائل المناسبة وترك المواطنين يواجهون هذا الامر وحدهم”، مبينا إن “تمديد دوام العيادات الاستشارية في المستشفيات الحكومية لن يكون بديلاً عن العيادات الخاصة وجميعنا يعلم بالخدمات المتردية ونقص العلاج الذي تقدمه هذه العيادات بالإضافة الى تكدس المواطنين بصورة كبيرة فيها”.

*******

ملف «صقر كركوك» يعود إلى الواجهة

أوامر قبض وتحر بحق عدد من المسؤولين

بغداد – طريق الشعب

أعلنت هيئة النزاهة، أمس، عن صدور أوامر قبضٍ وتحرٍّ  بحقِّ عددٍ من المسؤولين؛ على خلفيَّة مخالفتهم لتوجيهات مراجعهم في قضيَّة ما يعرف بصقر كركوك، موضحة أن الأوامر صدرت استناداً إلى أحكام المادَّة 340 من قانون العقوبات.   دائرة التحقيقات في الهيئة، وفي معرض حديثها عن تفاصيل القضيَّة التي حققت فيها وأحالتها إلى القضاء، أفادت وفق بيان، تلقى “ناس” نسخة منه، (23 تموز 2020)، بـ “إصدار محكمة كركوك المختصة بالنظر في قضايا النزاهة أوامر قبض وتحرٍّ بحقِّ عدد من المسؤولين في المحافظة؛ لاشتراكهم في عقد منظومة الباجات الإلكترونيَّة المعروفة بـ(صقر كركوك) خلافاً لتوجيهات مراجعهم الإداريين، وعدم مشروعيَّة العقد المبرم من قبل محافظ كركوك السابق”.  واوضحت الدائرة أن “أوامر القبض والتحري شملت مسؤولين في مرور المحافظة ومديريَّة الأحوال المدنيَّة والجوازات والإقامة ودائرتي الاتصالات والاستخبارات فيها”، مشددةً على أن “أوامر القبض والتحري الصادرة عن المحكمة راعت ضرورة تنفيذ الأوامر من قبل مراجع المتهمين”.

************

ص6

اقتصاديون: اقرار موازنة هذا العام ضرورة ملحة

بغداد ـ نورس حسن

طالب خبراء اقتصاديون بوجوب إقرار الموازنة المالية السنوية لعام 2020، وعدم تكرار الخرق الدستوري الذي حصل عام 2014، عندما تأخر إقرار الموازنة.

وبيّن الاقتصاديون، ان غياب الارادة السياسية وعدم الجدية في احتواء الازمات التي يعاني تبعاتها عموم الشعب العراقي، كل ذلك أدى تأخر اقرار موازنة هذا العام.

الخبير الاقتصادي باسم جميل انطوان، قال لـ”طريق الشعب” ان “الموازنة قانون، اوجب الدستور صدورها سنويا مع الحسابات الختامية، وان التأخير في تنفيذ ذلك يعد خرقا دستوريا واضحا”، مضيفا أن “على الحكومة المضي بإقرار الموازنة خلال الأشهر المتبقية من هذا العام، كوننا نريد حسابات ختامية، وخلاف ذلك تبقى الامور جميعها مبهمة وغير واضحة في هذا الجانب، كالذي حدث عام 2014، الذي لم نستطع حل ملابسات حساباته حتى الآن”.

وتابع انطوان قائلا، انه “خلال الاشهر الماضية من العام تم حسم الموازنة عبر اجراء الحسابات اعتمادا على تطبيق نسبة 1/12، والآن بامكان الحكومة اصدار موازنة نصف سنوية، والمضي بإقرارها من اجل تمشية المعاملات والتخصصات للدوائر المعنية، التي تعاني ازمات مالية كبيرة نتيجة عدم اقرار الموازنة، فضلا عن تسهيل مهمة إنجاز الحسابات الختامية لهذا العام”.

من جهتها، قالت الخبيرة الاقتصادية سلام سميسم، لـ”طريق الشعب”: “نحن اليوم نعاني غياب الشفافية وعدم جدية الحكومة في اقرار الموازنة السنوية، وخير دليل على ذلك الغياب غير المبرر لعدد من النواب، عن جلسات مجلس النواب المعنية بالموازنة”.

وتابعت، انه “من المهم جدا حسم موضوع الموازنة لهذا العام، وخلاف ذلك سيدخل العراق في مآزق مالية يصعب حلها”، مستدركة في حديثها: “لكن هذه الخطوة بحاجة الى ارادة سياسية وجهود حقيقة”.

ورأت سميسم ان “الحديث عن وجود مساع لإقرار موازنة هذا العام 2020، عبارة عن كذبة! وذلك لتناقل أخبار عن اتجاه الجهود الآن إلى إعداد موازنة عام 2021، التي من المفترض تقديمها في تشرين الأول من هذا العام، وبذلك نكون قد وصلنا إلى مرحلة يكون الوقت فيها غير متاح لإقرار موازنة 2020”.

 ونوهت الى ان “الحكومات المتعاقبة لم تستطع حسم الحسابات الختامية لسنوات طويلة، وذلك لغياب الشفافية في انفاق الاموال. فكيف بالحكومة اليوم حسم موازنة سنوية لعام على وشك الانتهاء!؟”.

فيما رأى الخبير الاقتصادي محمد الخرسان،  ان “تنصل حكومة عادل عبد المهدي عن مسؤوليتها، وتشكيل حكومة جديدة ورثت حملا من الانتكاسات الصحية والاقتصادية، كل ذلك يعد من أسباب تأخر اقرار موازنة هذا العام”.

وقال في حديث لـ “طريق الشعب”، أن “اعداد موازنة عام 2020 افضل من عدمه، خاصة ان الاستمرار في اللجوء الى تطبق نسبة 1/ 12 تترتب عليه ملاحظات كثيرة، وقضايا يصعب حسمها”، مؤكدا ان “الموازنة تمثل اداة تخطيط ورقابة، وان تقديم موازنة تشغيلية لما تبقى من اشهر هذا العام، اجراء من الضروري اتخاذه”.

***************

انتقدوا غياب الرؤية الحكومية الواضحة بشأنها

خبراء: معالجة أزمة السكن تحرك عجلة الاقتصاد وتخفض نسب الفقر

بغداد – عبد الله لطيف

يعتبر خبراء ومختصون في الاقتصاد، إن أمام الحكومة فرصة لتقليل أضرار الأزمة المالية الراهنة وتقديم الخدمات المهمة إلى المواطنين بنفس الوقت، من خلال العمل على حل أزمة السكن ورفد الموازنة عبرها بالأموال. فالكثير من الاراضي الفارغة موجودة وهنالك إمكانية لفرزها وبيعها على المواطنين لتجاوز مشكلة التجاوزات والاراضي الزراعية والعشوائيات، ولتحريك عجلة الاقتصاد وضخ الأموال المدّخرة لدى المواطنين في السوق.

عدد الوحدات السكنية المطلوبة

الفساد الذي كان أبرز سمات النظام بعد 2003 لعب دورا بارزا في تعزيز أزمة السكن التي ورثها من ثمانينيات القرن الماضي. وأصبح المواطن ضحية التخبط والفشل وغياب التخطيط الاستراتيجي لهذا الملف المهم، وبات يؤجر العقارات بأسعار خيالية لا تتناسب مع الوضع الأمني والخدمي والاقتصادي. وبعد أن تخلت الحكومات عن المواطنين، أصبحت العشوائيات السكنية تنمو لتتجاوز 3000 عشوائية في عموم المحافظات، وغيّرت ملامح المدن وتخطيطها وجرّدت عشرات آلاف الأراضي الزراعية وسط فوضى سكنية عارمة.

ويقول الخبير الاقتصادي، باسم جميل انطوان، لـ”طريق الشعب”، إن “أزمة السكن متراكمة، فهي بدأت من الثمانينات، عندما خُصصت مبالغ للسكن ذهبت لاحقا إلى التسليح إثناء الحرب ضد إيران”.

ويضيف انطوان، إن “العراق يعتبر من الشعوب الخصبة، إذ يمنو بمعدل 3 في المائة سنوياً، وهذا يعني زيادة سنوية بمليون نسمة، وبالتالي يتطلب من الحكومة أن تبني 200 ألف وحدة سكنية سنويا على الأقل”، لافتا إلى إن “إهمال هذا الملف أدّى إلى تفاقم الأزمة، وأصحبنا الان بحاجة إلى بناء 3 مليون ونصف وحدة سكنية. ولو كانت هناك إرادة حقيقية بعد عام 2003 لكانت الأزمة منتهية الان. لذا فأن أزمة السكن حاليا لا يمكن حلها سريعا، وتتطلب 25 عاما لإنهائها تماما وفق وتيرة إنجاز 250 ألف وحدة سكنية سنويا”.

فوائد اقتصادية كثيرة

ويشير الخبير الاقتصادي انطوان، إلى إن “بناء الوحدات السكنية تعود بفوائد اقتصادية كبيرة للبلد اهمها: خلق فرص عمل جديدة للشباب، تخفيض نسب الفقر، توفير فرص العمل لحوالي 86 مهنة مختلفة”.

ويؤكد إن “50 في المائة من الصناعات العراقية هي إنشائية، وبالتالي فأن العمل على بناء وحدات سكنية سيعيد الحيوية للقطاعات الصناعية، وستدفع هذه المشاريع المواطنين لإخراج أموالهم المدّخرة”، مشددا على أن “الحكومات المتعاقبة تجهل في القضايا الاقتصادية ورؤساء الوزراء كلهم دخلاء على السوق والقطاع الخاص، والحكومات لم تمنح الفرصة أمام الشخصيات المهنية للعمل، كانت دائما تفضّل السراق على المختصين والمهنيين”.

وكانت حكومة المستقيل، عادل عبد المهدي، قد وعدت بتوزيع اراض سكنية، بعد اندلاع انتفاضة تشرين كإحدى محاولات تهدئة الشارع، لكن الوعد سرعان ما تبخر ولم نشهد أي شيء يُذكر.

“جمعية الإسكان”

من جانبه، يرى الخبير الاقتصادي، صالح الهماش، أنه “في عهد النظام السابق كانت هناك (جمعية الإسكان)، وهي جهة تشريعية مرتبطة بديوان الرئاسة مسؤولة عن توزيع الاراضي وتخطيط المدن الجديدة. وبعد تغيير النظام الغيت هذه الجمعية، ولم تأت مؤسسة بديلة لها تهتم بهذا الشأن وأُسند الأمر كله إلى وزارة الاعمار والإسكان”.

ويبين الهماش خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، إن “الخلل الأكبر هو أن المؤسسات الموروثة من النظام السابق ما زالت تعمل بنفس سياقها، ووفقاً لهذا فإن وزارة الاعمار والإسكان ما زالت مسؤولة عن البناء فقط، لأن جمعية الإسكان هي من كانت تخطط وتنشئ المدن وفق رؤيا وقوانين خاصة، وعندما غابت الجمعية اصبحت الوزارة هي المسؤولة عن الموضوع كله، في حين إن الأخيرة لا تملك دائرة مسؤولة عن انشاء المدن الجديدة، وهي تملك صلاحية التخطيط والبناء وليس لها صلاحيات تشريعية كي توزع الاراضي بحسب الحاجة”.

ويلفت الخبير الهماش، إلى إن “طريقة انشاء المدن هي مسالة احصائية تُقرر حسب نسبة زيادة السكان. وإن جمعية الإسكان كان لها قانون خاص يعطيها الحق لأن تصادر اي قطعة ارض ذات ملكية خاصة، من اجل الصالح العام، مع مراعاة مسألة التعويض المجزي للملاك”.

**********

ص7

أبد لا تگول سمسم إلا تلهم

سامي سلطان

أستبشر بحذر شديد عدد غير قليل من العراقيين بوصول السيد مصطفى الكاظمي إلى رئاسة الوزراء، بعد مخاض عسير كان من أبرز معالمه انتفاضة تشرين الباسلة التي ارعبت القوى الطائفية الماسكة بالسلطة، والتي قدمت كوكبة من الشهداء البواسل من بنات وأبناء العراق الغيارى، إلى جانب اعداد كبيرة من الجرحى والمعاقين. هؤلاء الفتية الذين تطلعوا إلى بناء بلد خال من المحاصصة والطائفية البغيضة والفساد، بلد لا وجود فيه لعصابات الجريمة المنظمة والميليشيات المنفلتة، ارادوا دولة المواطنة الحقة دولة المؤسسات دولة العدالة الاجتماعية.

وساد جو من التفاؤل الحذر اوساطا واسعة من أبناء شعبنا، حين تم الإفصاح عن البرنامج الحكومي الذي أعلنه رئيس الحكومة عشية توليه منصبه الجديد، مع علم الجميع ان السيد الكاظمي وأن صدقت نوياه إلا أنه وللأسف جاء وحكومته من رحم ذات المؤسسات التشريعية المتنفذة في البلد منذ سقوط الصنم عام 2003، وهي ذاتها المسؤولة عن حجم الدمار الذي حل بالبلاد والعباد نتيجة الفساد المستشري والمدعوم من جميع الكتل والأحزاب الماسكة بالسلطة.

أن الأوضاع المأساوية التي  يعاني منها ابناء شعبنا،  لا يمكن معالجتها بالنوايا الحسنة ولا بالكلمات المعسولة ولا بالوعود ولا بالاستعراضات الإعلامية، انما تتطلب مواقف جريئة وشجاعة للقضاء على الفساد وإنزال القصاص العادل بالمجرمين الذين اجرموا بحق ابناء انتفاضة تشرين المجيدة، واعتبارهم شهداء الحرية والعدالة الاجتماعية، وأنصاف كل من تعرض للأذى منهم  على ايادي حكومة القناصين، ومحاكمة رؤوس الفساد بغض النظر عن المواقع التي يشغلونها، وهنا هو الاختبار الحقيقي، ويحق لنا كمواطنين ان لا نولي الثقة لكائن من كان ما دام لم يثبت انهُ قادر على تحقيق ما وعد به، وهذا هو اضعف الأيمان.  إذاً نبقى نردد مثلنا العراقي القائل « أبد لا تگول سمسم إلا تلهم «، ولو قُدر لرئيس الحكومة وفريقه تحقيق المطالب المشروعة التي نادى بها ابطال انتفاضة تشرين، حينها سيجد من يقف الى جانبه ويدعمه في مواجه حيتان الفساد من الطائفيين الذين تسببوا في خراب البلد طيلة السنوات الماضية.

وبعكس ذلك  فأن صبر ابناء شعبنا العراقي الأبي  قد لا يطول كثيراً خصوصاً ونحنُ نرى أن مسلسل الخطف والاغتيالات وملاحقة المنتفضين والناشطين المدنيين  لازال مستمراً، وكأننا على ابواب سيناريو جديد للقمع وتكميم الأفواه، والذي سيفضي  بالضرورة بأصحابه الى اسوأ من مصير من سبقوهم.

ملاعق الذهب وطبق الحنضل

عذراء فائق

 

لا يهم ان كانت الملاعق من ذهب او ستيل او حتى من خشب ان كان الطبق مليئ بحساء من الحنضل هكذا يعيش العراقيون منذ سقوط النظام السابق عام 2003 وفي ظل الديمقراطية المزعومة الخيبة وهم بين دورة وأخرى لتشكيل الحكومة يصومون ليفطروا على موائد تتوارث ( الشوك والعاقول) وحفنة حصى تطبخ على لهيب الامنيات في ظل حكومات المحاصصة المقيتة وكتل الأحزاب التي استأثرت بالسلطة واستشرى الفساد من خلالها لجميع مفاصل الحياة.

ومنذ اندلاع ثورة غرة تشرين الأول العام الماضي يتأمل الشارع العراقي استجابة للمطالب المشروعة التي كفلها الدستور في حياة حرة كريمة تحفظ للمواطن كرامته وللدولة هيبتها وان تتوافق مع سقف المطالب وترضي ذلك الذي ينتظر أواني الحصى متى ينضج طبخها وهي تطبخ على نار هادئة وقودها الفقراء والأيتام والمتشردين على أرصفة الحرمان والعوز كي تتناولها افواه يقول سبيل حالها متى نسد رمق الجوع.

ويعد صعود مصطفى الكاظمي المستقل كرئيسا للحكومة وإعلان الحرب على الفساد المتفاقم للحكومات المتعاقبة والأقدام على اتخاذ الإجراءات والقرارات لمختلف المستويات المدنية والعسكرية ونقلها من على الورق إلى أرض الواقع يعد ولادة نهج جديد و جاد في حملة الإصلاح التي طال مخاضها وتعثرت خطواتها لأكثر من 17 عاما مضت في سلسلة من الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية و تحديات إقليمية رمت بثقلها على كاهل المواطن الذي بات يعيش القلق و الحذر والخوف ولم يجد ملاذه الآمن الا من خلال حزمة الإصلاحات التي باشرتها الحكومة الجديدة فما بين مطرقة الكاظمي وسندان التحديات يسود المشهد السياسي كثير من الغموض وتعتلي الحيرة منصة الواقع مع تطلعات عميقة لعد افضل و لاسيما يمر العراق بانهيار الوضع الصحي نتيجة جائحة كورونا وانتشارها المرعب والنقص الحاد في المستلزمات الطبية والعلاجية يبقى السؤال قائما هل ستمضي حكومة الكاظمي في مسيرتها الإصلاحية التي لاقت دعما جماهيريا شاملا و تكتلات برلمانية عابرة الأحزاب في مبادرة الأولى من نوعها لدعم ومساندة مصطفى الكاظمي والرغبة الحثيثة لأحداث تغيير جذري للواقع المتأزم في العراق .

*************

ماذا بعد عاصفة العراق السياسية

ضياء محسن الاسدي

أن المشهد العراقي الآن مربك وخطر وليس من السهل الاطمئنان له والتنبؤ لما سيحصل في ظل هذه الأحداث المتسارعة والمرعبة على الساحة السياسية والاجتماعية التي ترعب المواطن العراقي البسيط المراقب لما يجري من حوله على الواقع ومما يخافه هو ما يجري وراء الكواليس الذي لا يسر ولا يُفرح وخصوصا المواطن الخائف على قوت يومه والبعيد عن السياسة وتحليل الأوضاع وما يعده اللاعبون الكبار في أروقة السياسة ودهاليزها وما هو مزاجهم السياسي وبرامجهم المعدة للشارع العراقي الذي يؤثر على الواقع المتردي للعراق برمته ويُلقي بظلاله على حياة العراقي في ظل كورونا وتفشيها في المجتمع بهذه الصورة المخيفة وانهيار الاقتصاد والمؤسسات الصحية المنهارة في بناها التحتية وواقعها الذي بانت عورته وسوأته للمشاهد العراقي في هذه المعركة الوبائية المصيرية للشعب العراقي وما مدى ضعف مؤسسات الحكومة الصحية وانعكاسها على حياة العراقي والأكثر خوفا هو ماذا بعد هذه الزوبعة السياسية وتسارع الأحداث الخطيرة من قبل الحكومة الفتية في تشكيلها أمام التحديات المقبلة والتي آثرت التصدي لها أمام ما قامت به من مواقف جريئة لا يمكن التنبؤ بنهاياتها وردود الأفعال وتأثيرها على الشارع وخارطة المشاركين في العملية السياسية فأن الخوف والخيفة والتوجس من المطابخ القابعة في أروقة بيوت القرار المؤثر لللاعبين الكبار خارج الحدود العراقية والداخلية وما هي السيناريوهات المُعدة للمستقبل المنظور والقريب وما هي نوعية الأطباق الجاهزة المصدرة إلينا في الوقت الحاضر من هذه المطابخ السياسية وكيفية اللعب المكشوف والمستتر لها حاليا الذي يُنذر بالخطر للمراقبين العراقيين .

أن المواطن العراقي الذي همه الوحيد هو كيفية العيش بسعادة بأقل الخسائر والتنفس بهواء نقي خالي من التعقيدات طالما أنتظره على مدى سنين من عمره حيث نسيها الجيل القديم ويتطلع لها الجيل الجديد . أن الأيام المقبلة تحمل تحت طياتها وفي جعبتها الكثير من المفاجئات المرعبة قد لا يتحملها المواطن العراقي بعدما أثقلت كاهله الظروف الصعبة المثقلة بالهموم والمعانات والصراعات والأزمات والكثير منها ليس له فيها ناقة ولا جمل سوى أنه عراقي يعيش في العراق وصُنع في العراق يحب وطنه فقد لسعت نيرانها ظهره الضعيف المكشوف للأحداث وأعمت عينيه دخانها ورمادها وهو ينتظر الفرج في كل يوم حيث طال أمده يرقب النور الطبيعي والهواء النقي لكن الحقيقة والمشهد لا يُبشر بخير حاليا والعودة على ذي بدأ نقول أن ثقتنا الكبيرة بعقلاء القوم في العراق وسياسييه ورجال الدولة الذين همهم العراق وشعبه حيث نتوسم فيهم  الخير والرجاء والثقة والعقلانية في تداول الأمور والحرص على مستقبل العراق من الضياع وتجاوز هذه المرحلة بعيدا عن التوترات التي تُدخلنا في أتون المجهول والمعقد من حياة العراق كشعب ووطن مهدد السيادة من الذئاب الجائعة المتربصة بنا العابرة للحدود .والتي لا تريد الخير والاستقرار له لهذا نضع كل ثقتنا بهذه الأيادي الأمينة الشريفة العراقية الأصيلة في نهجها وضميرها التي ما زال نبض الوطنية وحب العراق يسري في عروقها للخروج بنا من هذي الأزمة أن شاء الله تعالى.

*********

ص8

المفوضية الأوروبية وتهمة غسيل الأموال في العراق!

ماجد الياسري

تعتبر جرائم غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، من اخطر ما يواجه العالم والمؤسسات المالية الدولية في القرن  الحادي والعشرين، نتيجة دخولها في عصر الاقتصاد الرقمي المعولم، وامتدت لتنتشر في جميع بلدان العالم. وأصبحت تشكل اختبارا حقيقيا لجدية تفعيل التشريعات الخاصة بغسيل الاموال وتمويل الارهاب في العالم. وينطبق ذلك بشكل خاص على العراق لتصدره المشهد الدولي ضد داعش، فيما يتعلق  بقانون ٣٩ لسنة ٢٠١٥ والتعديلات اللاحقة حول متابعة و مصادرة الاموال القذرة الآتية من نشاطات إجرامية، مثل سرقة المال العام عبر شركات ومشاريع وهميه يقدر عددها بالآلاف، او من سيطرة المافيات على المنافذ الحدودية ومن تجارة المخدرات والمؤثرات العقلية والسلاح وكازينوهات القمار وغيرها.

اما على الصعيد الدولي فقد اصدرت مجموعة العمل المالي الدولية “فاتف” FATFالتابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي في الأمم المتحدة، والتي تشكلت في فيينا عام 1988، برنامجا ذا أربعين نقطة تم اعتمادها دوليا كمعايير لمكافحة جريمة غسيل الأموال. وهي تضمن متابعة ومراقبة  القطاع المصرفي والمؤسسات المالية   بأنواعها ودور البنوك المركزية الوطنية في ذلك، والتي تعتبر الأكثر عرضة الى الاختراق من قبل الجريمة المنظمة، كونها مسؤولة عن كافة الخدمات المالية. وهذا يعني ان البنك المركزي العراقي هو رأس الحربة في مكافحة مخاطر غسيل الأموال وتمويل الإرهاب في العراق، اذا توفرت سياسات مطابقة للسياقات الدولية المعتمدة، وتشريعات مناسبة تطبق على كافة المؤسسات المالية والشركات والافراد، وتدعمها الإرادة السياسية والإدارية والقانونية، وحكومة رصينة لمراقبة حركة الأموال في  داخل العراق وخارجه.

وقد عكست القرارات الدولية، وبشكل خاص الصادرة عن الامم المتحدة وفي الاتفاقات الدولية، حقيقة ان غسيل الاموال والارهاب وجهان لعملة واحدة، وكليهما جريمة جنائية خطيرة. وتتطلب هذه الاتفاقيات من الدول التعاون فيما بينها لرصد ومتابعة والقاء القبض على المجرمين ومحاكمتهم في محاكم خاصة. بل وشكلت العديد من الدول فرقاً لجمع وتحليل المعلومات حول المعاملات المالية المشبوهة. وفي اعقاب احداث أيلول 2001 ربطت باتفاقيات مكافحة الإرهاب، وبهدف وقف التمويل الذي يعتبر أحد اركان النشاط الإرهابي الذي تجند له داعش مثلا كوادر خاصة مدربة لإخفاء وارداتها المالية، كتلك التي تأتي من الاختطاف والتهديد او اختراق قطاع المقاولات وتجارة العملة والاستيراد والآثار وتهريب النفط وعقارات الدولة. وهي تهيئ غطاء من شركات وهمية او منظمات مجتمعية زائفة وبالتالي تستخدم آليات لا يسهل تشخيصها لغسل العائدات المالية الكبيرة، خصوصا وان جميعها تمر بثلاث مراحل: الأولى هي الإيداع. والثانية هي الترقيد، عبر نقلها الى مخابئ غير مصرفية كشركات توظيف الأموال. والأخيرة يُطلق عليها الدمج، وهو إعطاؤها  شرعية على شكل تملك عقارات وأسهم وسندات ومزارع وأراض.

ويتوجب على كل دولة ايضاً، ومنها العراق، ضمان وجود نظام مالي ومصرفي يؤمّن اشراف ورقابة شاملة على جميع المصارف والمؤسسات المالية. ويشمل ذلك  ما يسمى بالمصارف الاهلية او الاجنبية ودكاكين  تصريف العملة والتحويل غير الرسمي، ومعظمها خارج نطاق رقابة البنك المركزي العراقي، مع إقامة نظام فعال للاستخبارات المالية يتولى تدقيق وتحليل المعلومات حول التدفقات المالية وحركة النقد وأوضاع المؤسسات التجارية ونشاطاتها المالية، مثلا في نافذة بيع العملة التي يديرها البنك المركزي. وايصال هذه المعلومات الى الجهات المعنية لإجراء عمليات استباقية عند الضرورة ووفق السياقات القانونية ضد جرائم غسيل الأموال وتمويل الإرهاب لأنها مشمولة أيضا بالفقرة 4 من قانون مكافحة الإرهاب العراقي.

عراقيا أيضا هناك أهمية كبيرة للتعاون مع الدول المجاورة والاقليمية لمكافحة غسيل الأموال، والتي يمثل بعضها المحطة الثانية او الثالثة في غسيل الأموال قبل نقلها ودمجها في اشكال بعيدة عن الرقابة العراقية والدولية. وهو ليس صعباً بسبب التطور الكبير في منظومة الحسابات الجنائية الاستقصائية التي بإمكانها ملاحقة ومعرفة أماكن وجود هذه الأموال.   

ولم يكن العراق الوحيد فقد سبقته الامارات التي حذرتها منظمة “فاتف” من انها لم تفعل ما يكفي في رصد غسيل الأموال وملاحقة مرتكبيه بسبب الغياب الملحوظ للتحقيق ومحاكمة الجناة واسترداد الأموال، وأيضا في سد الثغرات في قطاعي العقارات والمعادن النفيسة التي تستهدفها مافيات غسيل الأموال والإرهابيين،   ووضعتها تحت الرقابة لمدة عام.

وكان العراق قد وضع سابقا في قائمة “الدول التي لديها أنظمة مالية ضعيفة تجاه مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب” في 2016 بسبب سيطرة داعش على ثلاث محافظات كبيرة. الاّ ان الجهود نجحت بعد ان دخل العراق مفاوضات وعمل البنك المركزي على اصدار تشريعات ولوائح قانونية واجراء تغييرات إدارية وهيكلية في القطاع المالي والمصرفي لمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب تنسجم والسياقات الدولية.

ولكن المفوضية الأوروبية رفضت مؤخراً إخراج العراق من قائمة الدول التي تشكل خطرا ماليا على الاتحاد الأوروبي، الى جانب دول أخرى مثل أفغانستان، وباكستان، وسوريا، واليمن، وإيران وكوريا الشمالية، على الرغم مما قدمه وزارة الخارجية العراقية من إيضاحات. علماً ان هذا الاجراء ليس عقوبة بل ضوابط إضافية هدفها حماية النظام المالي العالمي والأوروبي، وكانت الذريعة أن الوضع الأمني في العراق لا يسمح لمفوضية الاتحاد الأوروبي من الوقوف على الحقائق ميدانياً.

 ومن تبعات هذا القرار القاسي إضعاف هيبة ومكانة العراق الدولية والمالية، وأيضا وضع عوائق إضافية امام فرص الاستثمار لأن جميع التحويلات المالية ستمر بسلسلة بيروقراطية من التدقيق وطلب أدلة على شرعية التحويل ومصدر وهدف التمويل. وهذا سيعطل تدفق الأموال الضرورية لتطوير الاستثمارات ويزيد كلف التحويل والائتمان. كما وأنها تعرقل إمكانية الحصول على قروض خارجية ميسرة.

وهناك أسباب محتملة لهذا القرار تداولها عدد من الخبراء والمختصين، منها:

1. موضوع نافذة مزاد العملة في البنك المركزي العراقي لشراء الدولار الأميركي بأسعار مخفضة مقابل الدينار العراقي لسد تكاليف استيراد بضائع من الخارج، وبهدف المحافظة على استقرار سعر الدولار في الأسواق العراقية. ولكن  تشارك عدد من البنوك والمؤسسات المالية في المزاد، ودورها هو شراء العملة والتربح منه، الأمر الذي هو موضع  انتقاد واسع بسبب نزف العملة الصعبة إلى الخارج. كما انها تشجع الاستيراد على حساب الإنتاج المحلي. وهناك تسريبات  عن وجود شبكة تربط عددا من المصارف الاهلية بالميلشيات والمافيات تحصل على أرباح تقدر بالملايين يوميا. ومما يثير الشكوك أيضا هو عدم تطابق كميات العملة الصعبة التي يتم الاستحواذ عليها من نافذة العملة للبنك المركزي مع المستورد الفعلي عبر اعطاء وصولات وحوالات مزورة. 

2.  الخشية من وجود ثغرات في النظام المالي والمصرفي العراقي التي تتيح للميليشيات والمافيات القيام بعمليات واسعة لغسيل الأموال والتي تجد طريقها لتمويل نشاطات إرهابية داخل العراق او خارجه. فمثلا كشفت الأزمة المالية اللبنانية الأخيرة عن وجود مليارات الدولارات في البنوك اللبنانية بدون علم الحكومة العراقية.

3. هناك مخاوف من وجود تنظيمات إرهابية او ميليشيات او مافيات تنشط في عمليات تجارية واسعة في مجالات اقتصادية عراقية متعددة، مستخدمة واجهات وهمية تجارية او مصرفية. وقد امتدت الى مرافق عديدة شملت حتى التعليم العالي الأهلي. وهناك من يرى ان ملف الميليشيات المنفلتة سبب أساسي في إدراج العراق على القائمة، وسرّع في ذلك اغتيال الخبير الاستراتيجي هشام الهاشمي. 

4. القصور في تفعيل ملفات الفساد الكبيرة ومتابعة مئات المليارات المهربة خارج العراق وضعف هيئة النزاهة وتراخي الادعاء العام والقضاء في متابعتها وعدم اتخاذ الإجراءات القانونية العادلة بحقها والاكتفاء بتشكيل اللجان التحقيقية لذر الرماد في العيون، وآخرها اللجنة العليا لمكافحة الفساد في الحكومة السابقة. وهو أحد اهم الأسباب وراء تردي الوضع الاقتصادي والمالي في العراق. 

***********

ص9

كيف يمكن  للعراق ان يستفيد

من الانظمة الانتخابية العالمية؟

اعداد شاكر رحيم حنيش*

مقدمة

سوف نشرح في هذا المقال كيفية تنظيم الانتخابات البرلمانية في البلدان الاوربية والولايات المتحدة والنظم الانتخابية المستخدمة  وقد يفاجأ الكثيرون بأن هناك دولة واحدة فقط هي المملكة المتحدة التي تستخدم  نظام (الفائز ياخذ كل شيء) في اقتراع واحد فقط كما هو الحال في انتخابات الكونغرس في الولايات المتحدة.  وتستخدم البلدان الأخرى لنظام (الفائز ياخذ كل شيء ) مع اثنين من بطاقات الاقتراع وليس واحدة. اما النظام الثاني الاكثر شيوعا فهو نظام التمثيل النسبي (او التناسب او النسبية). اما النظام الثالث فهو مزيج من (الفائز يأخذ كل شيء) والتمثيل النسبي.

1-3

ويعني نظام التمثيل النسبي ببساطة أن النسبة المئوية للمقاعد البرلمانية التي يحصل عليها الحزب او الكتلة او المجموعة تقابل النسبة المئوية للدعم الذي يحصل عليه الحزب من الناخبين. وهنا سأسلط الضوء على الاختلافات الكبيرة التي يتم فيها تقسيم الدوائر الإنتخابية في الولايات المتحدة مقارنة بالدول الأوروبية.

معظم الناس يعتقدون أن الديمقراطية تعني انتخابات حرة ونزيهة. ولكن هناك نظم مختلفة جداً في هذا الصدد تحدد بشكل كبير كيفية تحويل إرادة الشعب إلى نتائج سياسية فعلية. هذه الأنظمة الانتخابية وصفت بأنها “الأداة الأكثر تلاعباً في السياسة”(1). ان نظم الانتخابات البرلمانية هي القواعد الرسمية التي يتم وفقا لها تنظيم انتخابات مجلس النواب او البرلمان. وتختلف هذه القواعد من بلد إلى آخر وتؤثر على نجاح الأحزاب السياسية، إيجابياً اوسلبياً. ان قواعد وانظمة الانتخابات هي مثل أي قواعد اخرى ليست محايدة أبداً بل منحازة للطرف او الاطراف التي تضعها خدمة لمصالحها.

لقد اعتاد الأميركيون على القواعد البسيطة للانتخابات البرلمانية. فبالنسبة لمجلس الشيوخ الأميركي، يتم انتخاب كل من يحصل على أكبر عدد من الأصوات في ولايته. وتنطبق نفس القاعدة على مجلس النواب الأميركي: فمن يفوز بأكثر عدد من الأصوات في دائرته الانتخابية يتم انتخابه. وبالنسبة لمجلسي الشيوخ والنواب هناك اقتراع واحد فقط. لكن في أوروبا لا يستخدم نظام (الفائز يأخذ كل شيء) في اقتراع واحد إلا في بريطانيا العظمى، حيث يطلق عليه اسم “الفائز الأول”. ويمكن أيضاً أن يطلق على هذا النظام اكثرية الدائرة ذات العضو الواحد. مما يعني أن عضواً واحداً فقط ينتخب لكل دائرة الى البرلمان وأنه يكفي للوصول له باكثرية الأصوات (وليس الأغلبية بمعنى 50 في المائة + 1) من أجل الفوز بالمقعد.

وتستخدم البلدان الأوروبية الأخرى مجموعة واسعة من القواعد لانتخاب برلماناتها، ولكن معظمها يستخدم شكلاً من أشكال التمثيل النسبي الذي يخصص المقاعد البرلمانية بما يتناسب مع اصوات الشعب. ان نتيجة الانتخابات تؤثر بالطريقة التي تمارس بها اللعبة السياسية(2). وقد لا ينجح السياسي أو الحزب السياسي الذي ينجح في ظل مجموعة من القواعد في إطار مجموعة أخرى مختلفة. وبشكل عام يعتمد الساسة الأوروبيون في نجاحهم الانتخابي في البرلمان على أحزابهم السياسية أكثر بكثير من زملائهم الأميركيين. وبالنسبة لانتخابات الكونغرس الأميركي، يتعين على كل مرشح أن يقاتل من أجل نفسه أو نفسها لكي يُنتخب. وهذا يعني تنظيم حملة انتخابية شخصية للغاية وجمع الأموال اللازمة. لذلك المال هو أكثر أهمية بكثير لنجاح الانتخابات في الولايات المتحدة من أوروبا. كما أن الانتخابات البرلمانية في أوروبا أقل تكلفة، حيث توجد قيود أكبر على نفقات الحملات الانتخابية.

في بريطانيا: الفائز يأخذ كل شيء في اقتراع واحد

بالنسبة لانتخاب أعضاء مجلس العموم البريطاني، تنقسم بريطانيا العظمى إلى عدد من الدوائر الانتخابية مساو لعدد المقاعد البرلمانية التي هي حاليا 650 مقعدا. وفي كل دائرة يفوز المرشح الذي حصل على أكبر عدد من الأصوات بالمقعد. الفائز يحصل على كل شيء والخاسر لا شيء. وكما هو الحال في الولايات المتحدة الأمريكية، لا يوجد شرط أن يصل الفائز إلى الأغلبية المطلقة, اي ال 50 في المائة + 1 بل مجرد اكثرية الأصوات تكفي للفوز. وهكذا، فمثلا مع وجود ثلاثة مرشحين في دائرة ما، قد يحصل الفائز على 40 في المائة فقط من الأصوات على المقعد، وربما يحصل كل من المرشحين الآخرين على 30 في المائة لكن دون اي مقعد برلماني. وومكن افتراض وجود خمسة مرشحين يحصلون باالتوالي على الاصوات المئوية التالية: %30، %25، %20، %15، و%10. فيكون الفائز هنا الذي حصل على %30 رغم ان اغلبية النلس لم يصوت له في ظل عدم وجود جولة ثانية بين اعلى الاصوات. 

إن نظام (الفائز يأخذ كل شيء) منحاز بقوة لصالح أكبر حزبين في بلد ما. ففي الكونغرس الأميركي لم يتم تمثيل أي طرف ثالث إلى أي حد كبير في القرون الأخيرة. ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى النظام الانتخابي. وفي ظل نظام انتخابي مختلف عن الحالي، ستحظى الأطراف الثالثة في الولايات المتحدة بفرصة أفضل للتمثيل في الكونغرس. ويتجلى التمييز ضد الأحزاب الثالثة في العديد من الانتخابات العامة التي حصلت فيها الأحزاب الثالثة على تأييد كبير من الناخبين بشكل خاص ولكن تمثيلها البرلماني ضئيل، في حين فاز حزب رئيسي باكثرية الأصوات فقط لكن بأغلبية ساحقة في المائة من المقاعد البرلمانية.

ولفهم نظام (الفائز يأخذ كل شيء) فهماً كاملاً، يجب علينا أيضاً أن ننظر في الآثار الاستباقية.  حيث لا يحب العديد من الناخبين “إهدار” تصويتهم على حزب من المتوقع ألا تكون لديه فرصة للفوز بسسب هذا النظام الانتخابي غير العادل.

في هولندا: قائمة الاحزاب في التمثيل  النسبي

المبدأ الأساسي لقائمة الأحزاب في التمثيل النسبي بسيط. يحصل الحزب على مقاعد برلمانية بما يتناسب مع حصته من مجموع الأصوات. وإذا كان البرلمان يتكون من 100 مقعد وحصل حزب او مجموعة على 10 في المائة من مجموع الأصوات، فإن ذلك الحزب سيحصل على عشرة مقاعد برلمانية. وإذا فاز الحزب بنسبة 1 في المائة من الأصوات، فإنه يحصل على مقعد واحد. وإذا فاز حزب ما بنسبة 1.5 في المائة من الأصوات، فإن مقاعده ستعتمد على كسور المقاعد التي تحصل عليها الأحزاب الأخرى(3).

وتستخدم هولندا القائمة الحزبية للتمثيل النسبي في أبسط صورها. يضم البرلمان الهولندي 150 عضواً ينتخبون من دائرة انتخابية واحدة على الصعيد الوطني. وتقدم الأحزاب السياسية قوائم بأسماء مرشحيها، ويختار الناخبون ببساطة واحدة من هذه القوائم.

والخطوة الثانية هي النظر في كيفية تحديد الأحزاب لمرشحيها الذين سيتم انتخابهم. ويدرج كل حزب مرشحيه بالترتيب الذي سيمنحون به المقاعد التي سيفوز بها الحزب. على سبيل المثال، فاذا فاز حزب ب 30 مرشحاً فانهم سيكونون ال 30 اسما في مقدمة اسماء قائمة الحزب. وعادة ما تقوم مجموعة صغيرة، مثل اللجنة التنفيذية للحزب، بإعداد قائمة الحزب. ثم يوافق مؤتمر الحزب على القائمة وعادة دون إجراء تغييرات كبيرة. ومن خلال العمل الجاد من أجل الحزب، يتوقع المرشح أن يكون له ترتيب جيد في القائمة.للحصول على مقعد برلماني. ويعزز هذا النظام الأحزاب من خلال منحهم الفرصة لمكافأة أعضاء الحزب المخلصين والنشطين. وقد بدأت بعض الأحزاب الآن في إجراء انتخابات داخلية بين أعضاء الحزب لتحديد الترتيب التسلسلي في قائمة الحزب.

وفي هولندا، تتمتع الأحزاب الصغيرة بفرصة الفوز بتمثيل برلماني. ومع تطبيق نظام انتخابي للتمثيل النسبي الخالص على الولايات المتحدة، فإن أي مجموعة تحصل على نسبة ضئيلة من الأصوات مثل 0.25 في المائة من الأصوات المدلى بها ستفوز بمقعد في مجلس النواب الأميركي (مقعد واحد من أصل 435 مقعداً لمجلس النواب الامريكي). إن إدخال قائمة التمثيل النسبي لكونغرس الولايات المتحدة الأمريكية، سوف تعكس بشكل أوثق تنوع السكان الأميركيين وافكارهم، وسوف يجد العديد من الناخبين حزباً أقرب إلى ما يفضلوه مما موجود اليوم في النظام الحالي القائم على سيطرة الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

في جمهورية سلوفاكيا: التمثيل النسبي

سلوفاكيا، مثل هولندا، البلد كله هو منطقة انتخابية واحدة. معظم الناخبين يصوتون للأحزاب السياسية وليس للمرشحين. فيصوت الناخبون على الاختلافات الفلسفية بين الأحزاب بدلاً مما يحدث في منطقتهم. إذاً يمثل سياسي الحزب المصالح الفلسفية لجميع مؤيديه في جميع أنحاء البلاد، بدلاً من المصالح المحددة جغرافياً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هوامش

1. Sartori, Giovanni. Parties and Party Systems (Cambridge, MA: Cambridge University Press, 1976).

2. Duverger, Maurice. Political Parties. Their Organization and Activities in the Modern State (London: Wiley, 1965).

3. Dow, Jay K. Party-System Extremism in Majoritarian and Proportional Election Systems. British Journal of Political Science 41 (2011): 3441–3461.

*********

ص10

بعد الكشف عن وثائق سرية

المانيا الغربية دعمت ومولت ابادة الشيوعيين في اندونيسيا

رشيد غويلب

 

 

بعد الانقلاب العسكري في إندونيسيا عام 1965 قامت المليشيات المسلحة بقتل وتعذيب أكثر من مليون انسان. واثبتت ملفات سرية كشف عنها اخيرا تورط حكومة المانيا الغربية بدعم وتمويل الإنقلاب المعادي للشيوعية. وتصدر حملة الدعم عضو الحزب النازي وقوات العاصفة النازية السابق ووزير الدولة للشؤون الخارجية، ولاحقا رئيس البرلمان  الالماني (1979 -1976 )  والجمهوية (1979 – 1984 )، والقيادي في الحزب الديمقراطي المسيحي كارل كارستنس.

لعبت المانيا الغربية دورا رياديا في تنفيذ سياسات الغرب المعادية للشيوعية في عقود الحرب الباردة، بما في ذلك، الانقلابات العسكرية الدموية في جميع انحاء العالم، تشيلي 1973 وتركيا 1980. وتثبت الوثائق المعلنة الآن دعم المانيا الغربية   للانقلاب العسكري في عام 1965 في إندونيسيا. لقد  ظل مرتكبو جريمة الابادة  الجماعية، حتى يومنا هذا، دون عقاب. وقتل خلال احداث الانقلاب وما تبعه  ما بين 500 ألف – 3 مليون من اعضاء وانصار الحزب الشيوعي الإندونوسي، وكذلك من ابناء الأقلية الصينية المتهمين دوما في البلاد.

وتشير التقارير المنشورة في موقع تي اونلاين الألماني، الذي لا يمكن اتهامه بالتعاطف مع الشيوعيين، والمستندة الى وثائق جهاز المخابرات الالماني ، الى تنسيق مع الانقلابيين تورط في بعض مفاصله الرئيس الالماني الأسبق كارل كارستنس.

اموال لـ”ذبح الشيوعيين”

تشير الملفات إلى علم  الحكومة الالمانية المسبق بالإنقلاب، وأن الجنرالات  سيحصلون على دعم مالي لا يقل عن 1,2 مليون مارك ألماني غربي.  وكانت الحكومة الالمانية على علم بالمذابح. ويصف تقرير للمخابرات الالمانية  يحمل عنوان “غابات الصنوبر”، الذي تضمن خطط لـ “ذبح حقيقي للشيوعيين”: انه بعد بضعة ايام فقط من مناقشة “الطلب العاجل” للجنرالات الاندونيسيين  “ للأموال التي - لأسباب واضحة - لا يمكن تخصيصها من  الخزينة الإندونيسية”.  تم تخصيص  مبلغ 1,2 مليون مارك ألماني لمواصلة  عمليات”التطهير المعادي للشيوعية”، و “التي ستخصص بشكل أساسي للحملات الخاصة ضد مسؤولي الحزب الشيوعي ولتنظيم تظاهرات تحتى السيطرة “. وكذلك استخدام الأموال لإنتاج مواد دعائية معادية للشيوعية.

الدفع السري

تم استخدام المواد للتحريض على التظاهرات والمذابح التي نفذتها الميليشيات المسلحة  المرتبطة بالدولة. وتشعر الحكومة الالمانية الآن بالقلق من أن تصبح هذه المدفوعات معروفة: “ان أي مساعدة بالطريقة المتوخاة - إذا أصبحت معروفة – ستترتب عليها عواقب على المانح والمتلقي – من الصعب التغاضي عنها. ولذلك لا يمكن تقديم هذا الدعم إلا  بتحصين شديد لقنوات الإرسال “. ولم يمنع وصول الأموال الرفض المكتوب بخط اليد على المراسلات، ولهذا هناك  بعض الوثائق التي ما تزال طي الكتمان.

الرئيس اللاحق للمخابرات الالمانية فيسل:

لقد تم الدفع

ويشير الصحفي يونس مولر الذي كتب تقارير  عن الوثائق المعلنة، ان لديه مسودة محاضرة القاها الرئيس اللاحق للمخابرات الالمانية كيهارد فيسل امام لجان الثقة في البرلمان الالماني تضمنت: “في تشرين الأول 1965 ، مكّنت العلاقات الفعلية  الوثيقة القائمة مع المخابرات الإستراتيجية الإندونيسية  تقديم الدعم بالمستشارين والمعدات والأموال  للمخابرات والأجهزة العسكرية  الإندونيسية  الخاصة، لتمزيق الحزب الشيوعي واسقاط سوكارنو “.

ومعروف ان ألمانيا الغربية قد دربت  بشكل منهجي جهاز المخابرات والجيش في نظام سوهارتو، وبدأ  التعاون حتى قبل الانقلاب على حكومة سوكارنو  ذات التوجهات التقدمية.

الرئيس الأسبق

 كان رئيس البرلمان والجمهورية الألماني الأسبق كارل كارستنس يشغل منصب وزير الدولة للشؤون الخارجية، ومسؤول عن صفقات الأسلحة مع مختلف الديكتاتوريات المعادية للشيوعية . وفي هذا السياق ، استقبل كارستنس في عام 1965  اللواء  في الجيش الإندونيسي أحمد سوكندرو  ، الذي أثنى عليه السفير الألماني في جاكرتا باعتباره “أحد أكثر المعادين للشيوعيين قدرة وحيوية”. وكتب كارستنس قبل هذا الاجتماع “قبل شهور” ، أخبره سوكندرو أن “الجيش ينتظر حاليا ذريعة لتدمير الشيوعيين”. ويعتبر سوكندرو مهندس القتل الجماعي ، ويبدو  ان وزير  الخارجية آنذاك غيرهارد شرودر والقيادي في الحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي قد استقبله ايضا، وهوغير  مستشار المانيا الأسبق كيهرد شرودر(1998 2005) وزعيم الحزب الديمقراطي الاجتماعي.

مليشيات إسلاموية أسهمت في إبادة  الشيوعببن

وبالتعاون مع الولايات المتحدة ، دعمت الحكومة الالمانية اللواء سوكندرو ، الذي سلح الميليشيات الإسلاموية  وارتكب المذابح. وجاء ايضا في تقرير المخابرات الالمانية  المشار اليه : “بدأ  ذبح الشيوعيين المنظم من قبل متعصبيين مسلمين، وقد بارك الجيش هذه الأعمال الفوضوية، وقام بالإعداد للاعمال المعادية للشيوعية، ووفر لها غطاء جماهيري”.

وقال المؤرخ جيفري روبنسون لموقع  “تي أونلاين: “يبدو أن الوثائق تبين أن ألمانيا مسؤولة جزئياً عن القتل المتعمد وغير القانوني لحوالي نصف مليون مدني وعن الاعتقال الجماعي لحوالي مليون آخرين”. وهذا يسمى بلغة اليوم “جرائم ضد الانسانية”

**********

«اليسار» الألماني: يدعو الى أربعة ايام عمل في الاسبوع

متابعة – طريق الشعب

دعت الرئيسة المشاركة لحزب اليسار الألماني كاتيا كيبنغ الى استثمار ازمة الوباء كمدخل لاقرار نموذج اسبوع عمل لاربعة ايام. وقالت الزعيمة اليسارية، يمكن للدولة ان تقدم في البداية دعما للشركات لتغطية الأجور لمدة عام واحد. وبعدها يصار الى اقرار نموذج العمل الجديد اربعة ايام عمل، او 30 ساعة عمل في الاسبوع، بين ارباب العمل والنقابات وممثلي العاملين في المصانع. وان اسبوع عمل باربعة ايام سيجعل العاملين اكثر ارتياحا وصحة وانتاجية. وهذا ما عكسته التجربة مع وباء كورونا.

***********

الولايات المتحدة: عشرات آلاف العمال

يشاركون في إضراب مناهض للعنصرية

متابعة – طريق الشعب

شارك الاثنين الفائت   الآلاف من العمال في إضراب ضد العنصرية في الولايات المتحدة. وخلال “الإضراب من أجل حياة السود”، توقف العاملون في العديد من القطاعات مؤقتًا عن العمل لإرسال إشارة ضد التمييز ضد الأقليات. ووفقا لتقارير وسائل الإعلام الأمريكية، كانت هناك  إضرابات في أكثر من 200 مدينة في جميع أنحاء البلاد . ولم يتمكن منظمو الاضراب والتظاهرات من تحديد عدد المشاركين الكلي. ووفقا لمعطياتهم، تظاهر حوالي 1500 من طالبي الرعاية الاجتماعية  في سان فرانسيسكو. ووفقا لصحيفة واشنطن بوست، أضرب ما يقرب من 6 آلاف ممرضة من 85 دار رعاية في نيويورك ونيوجيرسي وكونيتيكت. وأمام “فندق ترامب العلمي” في نيويورك، طالب متظاهرون بتمرير مشروع قانون لمنح مساعدة مالية للأسر المتضررة من أزمة كورونا وفي ايار الفائت وافق مجلس النواب ذات الأغلبية الديمقراطية على المشروع. ومنذ ذلك الحين، علق المشروع في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون.

**********

ص11

سيناريوهات أربعة للهيمنة السياسية

على”عالم ما بعد كورونا”

د. ماهر الشريف

السيناريو الثالث:

تجدد اشتراكي- ديمقراطي مشكوك به

هذا السيناريو يتمثل في قيام المجتمع بالدفاع عن نفسه، ولكن على قاعدة نمط تضامني وتعاوني، وذلك عبر الاستناد إلى رافعات الدولة، بحيث نكون عندئذ، كما يرى الكاتبان، أمام مساومة طبقية أكثر توازناً، تفضي إلى إعادة توزيع الثروات والسلطة بين عالم رأس المال وعالم العمل، مع إخضاع رأس المال لقواعد المصلحة العامة، الإيكولوجية على الخصوص. ويقف على رأس الدولة، والشركات “قادة أكفاء” عقلانيون، من دون أن يضعوا الرأسمالية في حد ذاتها موضع الشك. وكانت الاشتراكية-الديمقراطية، قبل أن تقضي على نفسها عبر تشاركها في إدارة ظاهرة العولمة والاندماج الأوروبي، اعتباراً من الثمانينيات، الضامن الأمثل لهذا التوازن.

فهزيمة النموذج الاشتراكي- الديمقراطي الكينيزي في السبعينيات أفضت إلى قيام عالم تغلّب فيه التبادل الحر على الاعتبارات الاجتماعية والبيئية، وباتت الحكومات في هذا العالم عرضة بصورة دائمة لتحكم أسواق رؤوس الأموال. ويفترض مثل هذا السيناريو الاشتراكي-الديمقراطي المتجدد تنظيم أشكال تعبئة شعبية واسعة، قد توفر لها تداعيات الجائحة ميداناً مثمراً. ويمكن أن تتشكّل  تحالفات بين  قوى اجتماعية منظمة أو في طور التنظيم في إطار”جبهة شعبية إيكولوجية”.

بيد أن الاقتصادي والفيلسوف فريدريك لوردون يقلل من احتمال سيادة مثل هذا السيناريو، إذ هو يفترض أن وصول حكومة يسارية إلى السلطة، مصممة على تغيير قواعد اللعبة لصالح الأكثرية الاجتماعية، سيتسبب في اللجوء إلى تدابير انتقامية متوقعة، بحيث يتوقف الاستثمار والتشغيل من جانب أصحاب الأعمال، وترتفع إلى حدود كبيرة معدلات الفائدة على الدين العام، ويتم القيام بعمليات تخريب علني لكسر حكومة ينظر إليها بوصفها عدواً طبقيا.ً وعليه، ومع أنه يتزايد في وسط اليسار المعاصر الوعي بأن خروجاً واقعياً من سيطرة النزعة الإنتاجوية هو أمر لا بد منه، فإن قابلية هذا السيناريو على الحياة وفرص حلوله تبدو هشة.

السيناريو الرابع:

الطريق نحو الاشتراكية الإيكولوجية

في مواجهة رأسمالية مصممة على إعادة إنتاج ومراكمة رأس المال واستغلال العمل و/أو الطبيعة، فإن السيناريو الأخير، في نظر الكاتبين، هو السيناريو الديمقراطي، الذي يقطع الصلة بصورة واضحة مع سيطرة الاقتصاد السلعي على المجتمعات وعلى العالم.

ويدور نقاش غني حول تعريف هذه الاشتراكية الإيكولوجية التي يمكنها تجاوز الرأسمالية، والتي من أولى سماتها سمتها الديمقراطية. فهي ثورة ضد النيوليبرالية التسلطية أكثر فأكثر، وضد خطر انحراف هذه النيوليبرالية. وهي اشتراكية استوعبت دروس فشل”الاشتراكية الواقعية”، بحيث تقوم على تخطيط متوافق مع الزمن الحاضر. وهي ديمقراطية على مستوى المؤسسات الإنتاجية تنقل سلطة رأس المال إلى المجتمع، الممثل في العمال المأجورين والمستهلكين، أو كما يقترح اقتصاديون آخرون تحقق مساواة بين حملة الأسهم والعاملين بأجر في المؤسسات الإنتاجية، على أن يبقى الهدف هو هو  نفسه، أي القضاء على سيطرة رأس المال عبر الديمقراطية الاقتصادية. كما ينبغي لهذه الاشتراكية، أن تتجاوب مع التحدي الكبير الذي لا يستطيع رأس المال التجاوب معه، وهو الانتقال الإيكولوجي، وذلك عبر القطع مع التقليد الإنتاجوي الذي ميّز اشتراكية الماضي على قاعدة مقولة “تطوير القوى المنتجة”. وهنا، تبرز مسألة تحديد الحاجات بوصفها مسألة مركزية  لضمان حياة متحررة من النزعتين الإنتاجوية والاستهلاكية، بما يضمن تلبية الحاجات الإنسانية خارج نطاق استلاب علاقة الإنتاج الرأسمالي. ويمكن للأزمة البنيوية العميقة التي نشهدها أن  تساعد على تملك الوعي بضرورة مثل هذا الخيار.

بيد أنه في هذه المرحلة، ليس هناك ناقل سياسي قوي لهيمنة اشتراكية إيكولوجية محتملة، خصوصاً وأن المجتمعات هي في موقع الدفاع في مواجهة النيوليبرالية. فهل يمكن، في غياب أحزاب سياسية، كما يتساءل الكاتبان، أن تقوم حركات اجتماعية بحمل مشروع هذه الاشتراكية الإيكولوجية، ووضعه في مركز النقاش العام؟ ثم هل يمكن تحقيق هذه الاشتراكية الإيكولوجية في بلد واحد؟ وهل يمكن تصوّر قيام حركة على المستوى الأوروبي تتبنى هذا الهدف، وما هي الإستراتيجية التي تخدمها بصورة أفضل؟ وأخيراً، كيف يمكن إدراج هذا السيناريو ضمن إطار العلاقات الدولية المطبوعة بالتنافس الصيني-الأميركي وبعدم استقرار دولي متعاظم؟ إن هذه الأسئلة غائبة إلى حد كبير، في نظرهما، عن المتأملين في هذه الاشتراكية الإيكولوجية، وهو ما يشكل ضعفاً لعرض خيار بديل متين ويتمتع بالمصداقية.   

ومع ذلك، فإن إيجاد طريق لتجاوز الرأسمالية، من دون الانشداد إلى حلم أو التبعية للمنطق الرأسمالي، يظل، في رأيهما،  تحدياً مركزياً لبناء حل سياسي، قابل للحياة، للانسدادات الديمقراطية، والاجتماعية والإيكولوجية الراهنة. وهذا يفترض القيام بنشر واسع لأفكار الاشتراكية الإيكولوجية على الصعيد العالمي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

موقع “حزب الشعب الفلسطيني”  10 تموز 2020

************

ناشطة سوداء

تنهض مكان تاجر الرقيق

متابعة “طريق الشعب”

توقعت مصادر بريطانية أن تتم إزالة تمثال رفعه نشطاء من حركة “حياة السود مهمة” لزميلتهم الناشطة جين ريد، محل تمثال تاجر الرقيق إدوارد كولستون في مدينة بريستول.

وكان تم إسقاط تمثال تاجر الرقيق كولستون الذي ظل صامدا في مدينة بريستول منذ 1895، يوم 7 حزيران 2020، في إطار الاحتجاجات التي شهدتها بريطانيا ضد العنصرية على خلفية مقتل المواطن الأميركي جورج فلويد على يد الشرطة في مدينة مينيابوليس في أيار الماضي قبل أسبوعين.

وقامت مجموعة تابعة للفنان مارك كوين، المقيم في العاصمة لندن، بنصب تمثال جين ريد، وهي امرأة اشتهرت بصورتها التي تظهر فيها وهي تقف على صخرة رافعة قبضة يدها.

وقالت صحيفة (الغارديان) إن شاحنتين وصلتا عند الساعة الخامسة من فجر يوم الثلاثاء، وقامت مجموعة مؤلفة من 10 أشخاص بتثبيت تمثال شخصية ريد، من دون علم مجلس مدينة بريستول، ثم وضعوا لافتة مكتوب عليها “حياة السود لا تزال مهمّة” في أسفل النصب.

ويصور التمثال اللحظة التي وقفت فيها المتظاهرة جين ريد على القاعدة الفارغة خلال مسيرة حياة سوداء بعد سقوط تمثال كولستون، وسحبه إلى ميناء المدينة وإلقائه في الماء.

وقالت السيدة ريد إن التمثال الجديد “مذهل” و”شيء يملؤها بالفخر”. لكن عمدة مدينة بريستول مارفن ريس اقترح أن يتم إسقاط التمثال بانتظار مشاورات ديمقراطية ستجري في هذا الشأن. وقال ريس: “النحت الذي تم تركيبه اليوم هو عمل وقرار فنان مقيم في لندن، لم يتم طلبه ولم يتم منح الإذن لتركيبه”. أضاف: إن “مستقبل التمثال يجب أن يقرره شعب بريستول” وأن أي تمثال جديد يجب أن “يخبرنا بتاريخنا الكامل”.

من جهته قال الفنان مارك كوين على (إنستغرام) مع صورة لعمله الفني الجديد: “جين ريد وأنا كشفنا النقاب عن عمل معاصر للعرض العام بعنوان (صعود القوة: جين ريد 2020) على منصة تمثال إدوارد كولستون الخالية في بريستول في إنكلترا”.

وأضاف كوين أنه تم إجراء عمليات المسح وفحوصات الصحة والسلامة وأن التركيب أصبح “صعبا للغاية لنقله”. وقالت الناشطة ريد التي تم تصويرها واقفة أمام التمثال مع قبضتها في الهواء بعد نصبه، إنها تأمل في أن يغير المجلس البلدي رأيه.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

“ايلاف” 15 تموز 2020

**********

الأمم المتحدة:

26 شخصا يملكون نصف ثروات العالم

متابعة «طريق الشعب»

أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن نصف ثروات العالم يملكها 26 شخصا، فيما تعيش الغالبية العظمى من البشر في ظل ظروف تفتقر للمساواة.

وأضاف خلال فعالية للاحتفال بعيد ميلاد نيلسون مانديلا: “عدم المساواة ميزة عصرنا. 70 في المائة من سكان العالم يعيشون تحت وطأة غياب المساواة في الدخل والثروة”، مضيفا أن “أغنى 26 شخصا في العالم يحوزون على ثروات تساوي ثروة نصف سكان العالم”.

وشدد على أنه “لسد هذه الثغرات وإبرام عقد اجتماعي جديد، يجب وضع ميثاق عالمي جديد يضمن توزيعا أوسع وأكثر إنصافا للسلطة والثروة والفرص، على المستوى الدولي”.

وتابع: “يجب أن يستند النموذج الجديد للإدارة العالمية، إلى المشاركة الكاملة والشاملة والمتساوية في عمل المؤسسات العالمية. وإلا فإننا سنواجه قدرا أكبر من عدم المساواة وانعدام التضامن، على غرار ما نراه اليوم من خلال التشتت، في التصدي العالمي لوباء فيروس كورونا”.

وأعرب غوتيريش أيضا عن ثقته في أنه ينبغي تمثيل البلدان النامية بقدر أكبر في عملية صنع القرار على الصعيد العالمي.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

وكالات – 19 تموز 2020

***********

ص12

الغارديان: «حدث ذات مرة في العراق»

(وثائقي جديد يكشف فظائع غزو 2003)

نشرت صحيفة «الغارديان» البريطانية مقالا للكاتب سيمون جينكينز، المؤلف والمذيع في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، تحدث فيه عن فيلم «حدث ذات مرة في العراق» الذي يعده بحسب مشاهداته أكثر سلسلة وثائقية مناهضة للحرب في العراق، وهي تقع في خمسة أجزاء، وعرضتها قناة «بي بي سي» الثانية أيام الاثنين من كل أسبوع.

وليس الفيلم عبارة عن سلسلة من مشاهد الانفجارات، والصراخ، والدموع. ولم يكن الألم الحارق الذي يعرضه الفيلم يعزف على على وتر العواطف بالمرة، بل كان طرحا فكريا. من بين لقطات حرب عام 2003، نسمع ببساطة رواية هادئة يقصها أُناس أصيبوا بصدمات نفسية بسبب النزاع، من جراء ما شهدوه من فحش مثير للغثيان لديمقراطيتين عظيمتين استخدمتا الموت والدمار لتنفيذ أجندة قيادتهما السياسية.

الآن على الأقل أتيح لنا أن نسمع من الضحايا. فمخرج الفيلم، جيمس بلوميل، لم ينظر إلى الحرب بعيون أولئك الذين أمروا بها أو حتى عارضوها، ولكنه تناولها من خلال ذكريات المدنيين العاديين، والجنود، والصحافيين الذين عايشوها. وأطلّ عليها من نافذة هؤلاء الذين لم يكونوا فاعلين في الحرب، بل كانوا توابع لها. ثم هم يتركون لنا الفرصة لنستخلص استنتاجاتنا الخاصة بأنفسنا.

حرب العراق بعيون شهودها

يقول سيمون جينكينز، مؤلف كتابَي «أنجزت المهمة» و«أزمة التدخل الدولي»: من خلال السرد الذي يعرضه الفيلم، نتعرف إلى وليد نصيف، وهو مراهق كان يعشق كل ما هو أمريكي، إلى درجة أنه كان من المهللين للغزو الأمريكي للعراق. كان هذا هو حاله حتى زار عائلة كانت تعيش في الصحراء، لكنها تعرضت للإبادة تماما بقصف من ثلاث طائرات هليكوبتر مقاتلة مساندة للغزو.

نرى في الفيلم جنودا أمريكيين يقفون في حالة تأهب بينما ينهب اللصوص وسط المدينة بغداد ويمزقونها إربا. ونسمع جنديا أمريكيا يقول إنه مكلف بحماية وزارة النفط فقط.

وتطرق آذاننا كلمات أم قصي، وهي امرأة مسنة وقورة، رحبت برحيل صدام، ولكن كان عليها بعد ذلك مواجهة عواقب رحيله المروعة، المترتبة على صعود تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) وإمساكها بزمام الأمور. أما عصام الراوي فكان من المعجبين بصدام، وتوقع ألا يأتي من وراء وفاته إلا الشر، وكان على حق، بحسب الكاتب.

يضيف كاتب المقال: مررنا صوب رقيب بحري، يدعى رودي رييس، أخبرنا عن تدمير سيارة مليئة بالنساء والأطفال، وكان ذنبهم الوحيد أنهم عجزوا عن قراءة لوحة موضوعة عند حاجز على الطريق، فلم يتوقفوا. يحكي عن هذا الحادث وهو يحتسي شراب التكيلا قائلا: «يجب أن يكون الأمر يستحق هذا العناء، وإلا ما البديل؟»

الحرب بين الشعوب

هذا ما أطلق عليه الجنرال المتقاعد السير روبرت سميث «الحرب بين الشعوب»، وهو صراع سياسي مفتوح في المقام الأول، يجري في المدن، وليس في ساحات القتال.

حين زار الكاتب بغداد بعد فترة وجيزة من الغزو لإجراء مقابلة مع حاكمها بول بريمر، ذهل من تفشي انعدام القانون في البلاد. وخارج المنطقة الخضراء المحصنة، لم تكن هناك شرطة. ولا غرو أن نهبت المحلات التجارية، ودمر متحف بغداد، وأفرغ من محتوياته. حتى الدبابات تحطمت في شوارع المدينة.

أصيب الكاتب على الفور بخيبة أمل. ويتذكر الشاب أحمد البشير تلك الفترة قائلا: «كان الأمل يملؤني في أن تكون هذه دولة جديدة». ولكن مع تصاعد شراسة الدمار، شعر البشير بـ«أن ذلك لن يحدث أبدا، ولن يكون العراق آمنا مرة أخرى مطلقا».

تصرفات العصور الوسطى تعود مجددا

يضيف الكاتب: لم يسقط الغزاة ديكتاتورا فقط، بل قصفوا المباني العامة ودمروها، وفق استراتيجية «الصدمة والرعب». وروعوا العائلات بعمليات التفتيش الليلية، حين يداهم الجنود غرف نوم النساء. وكان لا بد من عزل كل البعثيين، بدءا من الشرطة إلى الجامعة، وهو ما يعني انهيار هيكل القيادة في المجتمع المدني. وهكذا عوقب جميع العراقيين بسبب خطايا صدام. ومرة أخرى، كان الأمر أشبه بما جرى في العصور الوسطى.

يكمل الكاتب مقاله قائلا: عندما سألت بريمر كيف يمكن أن يستعيد القانون والنظام بهذه الطريقة؟ لن أنسى حركة كتفيه، كناية عن أنه لا يعرف أو لا يكترث. كان يطيع أوامر تصدر له من واشنطن الخاضعة لهيمنة منظّري الجناح اليميني.

ويضيف: لقد تجاهلوا ما يعرفه أي طالب يدرس علوم الحرب: بالنسبة للضحايا، السلامة دائما ما تكون لها الأسبقية على الحرية، والحياة تتقدم على الحرية. إن غزو العراق لم يكن أسوأ ما فعلته أمريكا، لأن الفوضى كانت أسوأ بكثير. ففي غضون أشهر، أصبحت الفوضى هي الشرارة التي أشعلت جذوة التمرد.

بعد أفغانستان..

بوش يتوق لمزيد من الحروب

يرى الكاتب أن حرب 2003 كانت نسخة طبق الأصل للحملة الصليبية الرابعة، وهي مغامرة عسكرية متوحشة، سارت في الاتجاه الخاطئ وكانت نتيجتها مروعة. مستشهدا بروايات متواترة تؤكد أن جورج دبليو بوش، بعد حربه في أفغانستان عام 2001، كان يتوق بشدة لخوض قتال آخر.

ولم يكن العثور على أسلحة الدمار الشامل و«جلب الحرية» للمواطنين سوى أعذار يسوقها لتبرير أفعاله. وكانت الهدية هي إعلان بوش عن «إنجاز المهمة» في غضون أسابيع من الغزو. تلك كانت مهمته، أما العاقبة فكانت تكمن في المستقبل.

في مرحلة ما من الفيلم الوثائقي، يتذكر رجل وكالة المخابرات المركزية الذي استجوب صدام، جون نيكسون، تفاخر السجين بأنه حافظ على السلام بين الشيعة والسنة. وكان السلام، بالطبع، سلاما وحشيا، حافظ عليه من خلال الخوف والوحشية، حسبما يستدرك الكاتب، لكنه قال أيضا: «أما وقد جئتم الآن، سيصبح العراق ساحة صراع بين القوى التي تتطلع إلى غرس بذور الكراهية وإطلاق العنان للإرهاب».

يعلق الكاتب: وهذا بالفعل ما حدث. فعندما سحب باراك أوباما أخيرا القوات الأمريكية في عام 2011، انهار النظام الفاسد وغير الآمن. ثم صعد تنظيم الدولة (داعش)، لينفلت بذلك التمرد الأكثر شراسة في العصر الحديث من عقاله.

والنظر بعين الحاضر إلى ما حدث بالأمس، دفع الكاتب إلى التنبيه الى لعبة تبادل اللوم مع التاريخ، وهي ممارسة شائعة لا تعدو كونها ادعاء للحكمة بأثر رجعي للتعويض عن غياب البصيرة التي تنير الطريق قبل فوات الأوان، وتنطوي على النظر إلى أحداث الماضي بالعدسة المشوهة لقيم الحاضر.

يقتصر المخرج بلوميل على مقابلة الأشخاص الذين لا يمكن «تحميلهم اللوم» على نحو معقول. صحيح أن كثيرين كانوا على دراية تامة بأنهم كانوا طرفا في خطأ فادح، لكن اللوم كان أعلى من درجتهم الوظيفية. فالحرب تعطي رخصة للطاعة العمياء، أما الوطنية والولاء فينقلان المسؤولية إلى أعلى، فيتحمل الرئيس اللوم.

بريطانيا تشارك في الغزو لأسباب زائفة

يرى الكاتب أن بريطانيا لم يكن لديها سبب للمشاركة في هذه المهزلة، التي كان التشكيك العميق في جدواها منتشرا حينئذ. وعلى الرغم من أن الحياد البريطاني لم يكن سيوقف بوش عن المضي قدما في هذا المسار، كان من شأنه أن يحرمه من الشرعية التي يمنحها العمل تحت مظلة «ائتلاف».

أما عن الطرح الشائع الذي يتمثل في إلقاء اللوم على توني بلير، فيراه الكاتب ليس مقبولا. صحيح أن بلير كان قطعا هو المحرك الأساسي، لكنه لم يصر على استخدام سلطته التقديرية، بل وافقت حكومته بأغلبية ساحقة على قراره، ومن استقال من الوزراء (اعتراضا) كانوا ثلاثة فقط.

ثم في شهر آذار 2003، اجتمع البرلمان ووافق 412 نائبا، من حزبي العمال والمحافظين، على الغزو. كانوا يعرفون أن الأسباب زائفة، وأن صدام لم يكن يمثل «تهديدا وشيكا» على بريطانيا، لكن غلبت عليهم مشاعر الحرب.

وثبت أن السيطرة المفترضة للديمقراطية على السلطة التنفيذية لا قيمة لها. وكان العزاء الوحيد هو أن النواب تعلموا درسا واحدا؛ فعندما طلب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الإذن بحرب غير واضحة مع سوريا عام 2013، رفض مجلس العموم رفضا باتا.

إن هذا الفيلم الوثائقي (والكتاب المرتبط به) يعيدان للأذهان مدى فداحة حرب العراق. فتحقيق حرية زائفة كلف ما يقدر بنحو ربع مليون عراقي حياتهم، كما زعزعت الحرب استقرار المنطقة.

ولم تفعل الحرب شيئا لوقف الإرهاب في بريطانيا أو أي مكان آخر، بل كان العكس هو الصحيح. أما بالنسبة للتكلفة المالية، فاستهلكت هذه المهزلة حوالي ثلاثة تريليونات دولار.

يتابع الكاتب: خلاصة القول، إن حرب العراق تستحق أن تصنف ضمن جرائم الحرب الكبرى والأكثر حماقة في عصرنا الحالي. ورغم أنني لست من أصحاب الطبع العقابي، لكني لا أستسيغ أن تمر الأخطاء والأهوال الموضحة في هذا الفيلم الوثائقي بلا عقاب.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“ساسة بوست” 21 تموز 2020

********

ص13

لبنانيون يعرضون أعضاءهم للبيع

والصحة تحذر: لا يمكن قبول ذلك

بشير مصطفى

وصل اللبناني إلى مرحلة خطيرة في ضوء تدهور الأوضاع الاقتصادية، والمالية، والنقدية، والمعيشية، حيث وصل إلى مرحلة “عرض أعضاء جسده للبيع”.

هذه الواقعة باتت ظاهرة للعيان، من خلال تجربة أصدقاء ثلاثة، فادي، وخلدون، وحسين، يجلسون في وسط ساحة عبد الحميد كرامي في طرابلس (شمال لبنان)، ليقوموا بطقوس الرثاء لأطلال دولة الرعاية الاجتماعية في لبنان.

تختصر قصة كل واحد من هؤلاء، أصوات كثيرين من أبناء الأحياء الشعبية الفقيرة، حيث ضاقت فسحة الأمل إلى حد بعيد، واختُصر مبتغاهم وطموحهم بـ”بيع كلياتهم لقاء تأشيرة هجرة إلى بلاد الأحلام”، تأشيرة تنتشلهم من واقع الفقر المدقع، لترميهم في مدينة غربية نسجتها مخيلاتهم، وواقع يحترم الحقوق الدنيا للإنسان.

ثورة فادي مستمرة

في 20 شباط 2019، بدأت ثورة فادي ابراهيم، عندما نزل إلى الشارع وبدأ الإضراب عن الطعام، طوال 45 يوماً، صمد فادي، وجذب الأنظار إلى معاناة شريحة كبيرة من الشعب اللبناني، كانت ضحية الطائفية والفساد وشكلت انتفاضة 17 تشرين الأول أملاً لفادي وأمثاله من المضطهدين في بلادهم، إلا أنه وصل اليوم إلى مرحلة اليأس، ولم يعد الصراخ كافياً للتعبير عن المشاعر، وإنما انتقل ليفترش الأرض في وسط ساحة النور في طرابلس، ويلف جسده بـ”كفن” منسوج من العلم اللبناني، ليجسد تراجيديا الانهيار اللبناني، وتدهورت قدرات فادي المادية، وهو لم يعد يمتلك شيئاً، حتى “الفيتامينات التي كان يشتريها لتعويض جسده عن الغذاء عند الإضراب عن الطعام، لم يعد باستطاعته الحصول عليها”.

ويعرض فادي كليته للبيع، وقد وثّق عرضه، ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي، وتلقى بعض الردود، وإحدى السيدات دخلت معه بالتفاوض والتحقق من فئة الدم.

ينظر الكثير من المارة باستغراب إلى سلوك فادي، فهو أمر غير معهود، يقابله البعض بالتهكم، بينما ينضم آخرون إليه ليعبروا عن معاناتهم، ولا يستغرب فادي اتهامات البعض بعدم الاستقرار النفسي، ففي السابق أرسل أحد نواب طرابلس فريقاً طبياً للتحقق من ذلك، وقد تأكدوا أنه رجل حاذق ورفيع الثقافة.

حسين.. الخارج من السجون السورية

لا تختلف معاناة ابن باب التبانة (ضواحي طرابلس) حسين غمراوي كثيراً عن قصة فادي، إلا أنه يتحدث عن تجربة ذاتية مضنية، فهو وقف إلى جانب طرابلس في أحلك المراحل، عندما شارك في المعارك ضد الجيش السوري في ثمانينيات القرن الماضي، وبعد أن قضى سبع سنوات في سجون النظام السوري، خرج ليجد الحياة قد تغيرت.

ويتحسر حسين على ماض مجيد، فقد كان أيضاً بطلاً رياضياً، أما الآن فهو أب لعائلة تفتقد الحاجيات الأساسية، ويصحح حسين عبارة بيع الكلية، ويقول “أنا مستعد للتبرع بالكلية، ولكن لقاء فيزا للسفر إلى دولة أوروبية”، ويتمنى حسين من السفارة الألمانية أن تستجيب لمطالباتهم، فقد سبق لهم أن تظاهروا أمامها للمطالبة بفتح باب الهجرة.

ويجزم حسين أنه يتحدث بلسان كثير من الناس لأن الأبواب كلها موصدة في وجه المواطن اللبناني، وبلغ يأسه مراحل متطورة، ولم يعد هناك إلا الهروب من الواقع، وأدت أزمة الدولار إلى تعميق جروحهم لأنه لم يعد بإمكانهم شراء أي شيء، أو حتى إصلاح أي جهاز في المنزل “فعائلته محرومة من الماء، منذ 21 يوماً لأن الموتور معطل، وليس هناك من قدرة لإصلاحه”.

خلدون أسير الفقر

بدمعة وحرقة يتحدث خلدون عن مصابه، فهو رب أسرة ولديه أربعة أطفال، كما يعيل والدته التي تعاني من مرض مزمن، ويقطن خلدون في منطقة القبة (طرابلس)، في غرفة لا تتسع لقاطنيها، ويروي أن أهل البيت ينامون تباعاً لضيق المكان، واصطحب خلدون أبناءه معه إلى ساحة النور (طرابلس)، ليحملوا لوحة كتب عليها “كلية للبيع”، ويشير خلدون إلى أنه يبحث عن حبل خلاص له ولأبنائه في خارج لبنان، لافتاً إلى أنه “لو كان يملك المال للهروب إلى تركيا، ومن ثم اليونان، فأوروبا، لكان قد فعل”، إلا أن المهربين يطلبون المال، وهو أمر غير مؤمن لهم، ولا يحدد خلدون ثمناً لكليته، إلا أنه يسترجع خطاب المقايضة “الكلية مقابل الفيزا”.

موقف القانون اللبناني

في المبدأ، يحظر القانون اللبناني التعاقد على جسد الإنسان، وأعضائه لأنه لا يجوز التعاقد على شيء غير قابل للاتجار والتداول بين الناس، إلا أن أحكام القوانين سمحت بوهب الأنسجة، والأعضاء البشرية من جسم أحد الأحياء لمعالجة مرض، أو جروح شخص آخر، ووضع المشرّع جملة شروط لتحقيق ذلك. في المحصلة، لا يمكن النظر إلى قضية عرض “الكلية للبيع” على أنه موضوع منفصل عن أرض الواقع، ففي لبنان، بلغ الوضع الاقتصادي مرحلة العناية الفائقة، مع ما يرتبه ذلك من عدم استقرار نفسي، وعليه، وبعد انتهاء مرحلة “الادخار”، والانتقال إلى المقايضة، بلغ اللبناني مرحلة بيع أعضائه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“اندبندنت عربية”  19 تموز 2020 (بتصرف)

***********

“أصحاب الشعر الرمادي”

يطالبون بإنقاذ تركيا من “ظلام أردوغان”

شكّل مفكرون ونشطاء أتراك من مختلف فئات المجتمع، مجموعة باسم “أصحاب الشعر الرمادي الكبار”، تدعو إلى توحيد قوى المعارضة في البلاد، في محاولة لإنقاذ تركيا من وضعها الاقتصادي والاجتماعي المتدهور، وعزلتها العالمية التي تزداد شيئا فشيئا بسبب سياسات رئيسها رجب طيب أردوغان. وأصدرت مجموعة “أصحاب الشعر الرمادي الكبار” التي تضم 101 شخصا، بيانا دعت فيه إلى توحيد أطياف المعارضة في تركيا، وطالبت فئة الشباب على وجه التحديد، لإحداث التغيير.

وجاء في البيان: “نحن، كبار السن ذوي الشعر الرمادي، الذين يأتون من مختلف شرائح المجتمع والخلفيات والسياسات.. نناشد كل شخص في بلدنا يستحق العيش بسلام وهدوء في مجتمع عادل وسلمي، وخاصة للشباب الذين هم أملنا”.

وأضافوا في البيان أنه “في ضوء تجربتهم”، فإنه يمكنهم تأكيد مجموعة من النقاط، هي:

- لم تشهد بلادنا أبدا الظلام والظلم وغياب القانون وتفكك النسيج الاجتماعي والعزلة العالمية والعار، مثل الدولة التي نحن فيها الآن.

- تم تعليق العمل بالدستور، والسلطة القضائية التي يفترض أن تكون مستقلة ونزيهة، أصبحت تحت قيادة القصر.. كل المؤسسات التي تضمن الأسس الديمقراطية للجمهورية أصبحت معطلة واحدة تلو الأخرى.

- في الوضع الحالي من التعسف والقمع الذي لا هوادة فيه، يتم التخلص حتى من أي “قصاصات” متبقية للديمقراطية، ومن سيادة القانون.

- القوانين والممارسات - التي تهدد أمن حياة المواطنين وممتلكاتهم وتتجاهل حقوق الإنسان وحرياته تماما، وتبيد حقوق المواطنة لدينا، وتجعل منظماتنا المهنية خاضعة للحكومة، وتقيد حقنا في الاطلاع، وتقتطع حريتنا في التعبير - تضربنا على رأسنا واحدة تلو الأخرى، كالمطرقة.

- بعد بعض الأحلام بالتوسع والغزو، تم استبدال مبدأ “السلام في الداخل يعني السلام في العالم”، بالحرب والصراع والعداء مع العالم كله، حسب ما ذكرت وكالة “بيانيت” التركية.

- الأخطر من ذلك هو أننا أصبحنا مقسمين إلى معسكرات. تتم حياكة الصراعات بحيث لا يستطيع المتدينون والعلمانيون، السنة والعلويون، اليمينيون واليساريون، الترك والأكراد، الصغار والكبار، أن يجتمعوا معا للمطالبة بشكل جماعي بـ”إنهاء” هذا التوجه المستمر.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“سكاي نيوز” 21 تموز 2020

*********

ص14

هديب الحاج محمود

 المعنى المضمور في الوطنية المنتمية للحياة

جمال العتابي

بدأ هديب الحاج حمود رحلته السياسية بوقت مبكر في هذا العالم، ممثلاً بالقرية والأرض التي أراد أن يطبق فيها أحدث وسائل زراعة الرز، وتوفير الماء لها، منذ أربعينات القرن الماضي، ودوره المساند للانتفاضتين عام ٥٢، و١٩٤٥ في مدينته الشامية.

هديب الحاج حمود واحد من أهم الشخصيات السياسية والوطنية التي ألتقيتها بعد أسابيع من إنهيار النظام عام ٢٠٠٣، كنت أتخيل أنه  سيودع أسراره في حوار أعددت محاوره، وضبطت مداخله لمشروع كتابة عن بعض الشخصيات المهمة، لجريدة القاسم المشترك، حينما كنت مديراً لتحريرها، أستحضر الآن تفاصيل ذلك اللقاء، كنت ألحّ على هديب في الإجابة عن أسئلتي، مدفوعاً بحماس الصحفي الذي يبحث عن الجديد، أو ربما الإثارة، والسبق الصحفي، وكانت أسئلتي تدور حول توقعاته، واستشرافاه لمستقبل العراق ما بعد الاحتلال، لم أدرك لغز صمته، وامتناعه عن الإجابة، ربما كان في سره يهزأ من اندفاعي (وهو غير ذلك بالطبع)، لأنني كنت غير مقتنع بعذره ومبررات امتناعه، غير أن الاحداث اللاحقة أثبتت لي صواب موقف هديب الحاج حمود، وأدركت ان صمت حمود معادلاً لوعي كامل بحجم الكارثة.

ليس من الميسور على الباحث عموماً الكتابة عن شخصية وطنية مثل هديب الحاج حمود، تستوفى فيها شروط الموضوعية والصدق، إلا ان (الشقيق) محمد الحاج محمود، كتب دون اجتهاد، أو نقل عن مصادر، لأنه إبن البيت الواحد، والأسرة، والعيش المشترك، فتوقف عند أهم مفاصل حياة هديب السياسية والاجتماعية، في كتابه الصادر عن دار المدى عام ٢٠١٩،  بعنوان (هديب الحاج حمود شيخ السياسة البيضاء)... بتقديري ان محمد الحاج محمود واجه صعوبة بالغة في أن يتجرد عن عواطفه كأخ، وهي اشكالية تواجه الكاتب حين يجد أمامه حقائق عاشها عن قرب،  شريكاً فيها، متأثراً ومتفاعلا بأحداثها، مطالباً أن ينقلها بأمانة للقارئ والتاريخ، دون إنحياز للعواطف ومشاعر الأخوة، من المؤكد ان المؤلف أخذ ذلك بالحسبان، وكتب من خارج(المنزل)، بصفته مراقباً وباحثاً وأكاديمياً ضليعاً في القانون.

وتأكدت لي منهجيته الصارمة في الوقوف مع الحقائق الموثقة لحياة هديب التي لا تشير إلى أدنى تنازل عن الوطنية في سيرة هديب، كان واضحاً يتمتع بإرادة فعالة، وموقفاً ثابتاً من قضايا الفلاحين، مؤمناً بمبادئه، ومنهجه الفكري، هنا تكمن القيمة النبيلة لمواقف الإنسان، والمعنى المضمور في المواقف الأخلاقية، والمضامين الصافية لدى (السياسي)، وهو يخوض سلسلة مواجهات صعبة وملتبسة، في زمن الجمهورية الأولى عام ١٩٥٨، متأرجحاً بين مأمول ومتخيل، وبين أهداف كرّس حياته من أجلها، لم تكن طوباوية.

ظل هديب على قناعة ان أفكاره ومنهجه الوطني، سيجدان لهما نوعاً من القبول، وباعتقاد راسخ فيه، ان هذا الطريق هو الضمانة لحل مشكلات بلد متعدد القوميات والأقليات والأثنيات والطوائف، كان يكتفي بالموقف المعتدل، لا تقوده كراهية أوغيض وإنفعال حاد، فترك اثراً  لا يمحى، يحمل كثيراً من معانيه الشخصية، وتباريحه الأخلاقية.

توزع الكتاب إلى ثلاثة فصول بمباحث عديدة، تناولت النشأة والنشاط السياسي المبكر، والانتماء للحزب الوطني الديمقراطي المبكر، ودوره السياسي قبل وبعد تموز ٥٨، وإستعرض المؤلف كتابات هديب عن الإصلاح الزراعي، ودوره المتميز في تشريع قانونه عام ٥٨ ، واختص الفصل الأخير  بكتابات للعديد من الأسماء المهمة في الوسط الثقافي والسياسي، عن شخصية هديب كأحد رواد الحركة الديمقراطية في العراق ، فضلا عن الملاحق الخاصة بمنهاج الحزب الوطني الديمقراطي، ووثائق أخرى عن استقالته من الوزارة والحزب، ولقطات مصورة عن فعاليات هديب السياسية والمهنية.

المتابع لتاريخ وسيرة هديب الحاج حمود لا يجد عناءً في الاستنتاج ان العمل السياسي في نظره لا يتعلق بالفكر السياسي ونظرياته فحسب، إنما يتجاوزه نحو كيفية التعامل مع الحدث، وتجربته السياسية الغنية تختلف في بعديها النفسي والاجتماعي و(الطبقي)، عن تجارب سياسيين آخرين عاصروه، من داخل حزبه أو من أحزاب سياسية أخرى، فهو اتخذ مواقفه على قناعات مؤمن بصحتها، تكاد تقترب من اليقين، والباحث في هذا النموذج عليه تجنب الوقوع في فخ المنظور الأحادي الجانب، فهناك إتفاق على مكانة نهجه الوطني المتميز، وعلى نزاهته وإخلاصه، وأهمية عطائه، إن أية استعادة في قراءة سيرته الشخصية، ينبغي أن تعتمد إنجازاته الباهرة في مواقعه الوظيفية، وحضوره المتميز فيها، تتلخص بثراء تجربته الإنسانية والسياسية.

إن محاولة محمد الحاج حمود، تركت الباب مفتوحاً للباحثين، في إكمال دراسة تاريخ هذه الشخصية ودورها الوطني، وتسليط الضوء على العديد من المحطات والمفاصل التاريخية في هذه السيرة، ومنها تحديداً الفترة التي تمتد من عام ١٩٦٩ لغاية ٢٠٠٣(فترة نظام البعث الثانية بعد انقلاب تموز ٦٨) التي أغفلها المؤلف، أو تجاهلها دون سبب يذكر في تدوين السيرة، وهي طفرة فوق الأحداث بكل تفاصيلها ونتائجها الدراماتيكية، واكتفى المؤلف في سرده التاريخي على أحداث ما بعد الاحتلال في فصول الكتاب الأخيرة. باعتقادي ان من يتولى هذه المهمة تقع على عاتق المؤرخ والباحث، وإن مسؤولية ثقافية وسياسية تدعونا لمخاطبة الجانب الأعمق والأدلّ في شخصية هديب الحاج حمود، وحسبي ان المؤلف سيأخذ في الحسبان الملاحظات التي أشرنا إليها، في محاولة ثانية لطبع الكتاب.

أستطيع القول إن اختيار عنوان (شيخ السياسة البيضاء) كان موفقاً إلى حد كبير في الوصول إلى جوهر هديب الإنساني، ومكنوناته الأخلاقية، كشخصية واعية منتمية إلى الحياة في مداها المتفائل، ويكفي المؤلف أنه أمدّنا بمعرفة عن سيرة هديب، وقرّبنا إلى عالمه المكتنز  بالمواقف الإنسانية النبيلة، لكن المؤسف ان هذا التاريخ الطويل المشرّف، لم يدون بمذكرات خاصة لهديب (حسب علمي)، وهو تاريخ لا يمثله شخصياً، إنما هو في جانب كبير منه، تاريخ العراق السياسي الحديث، ويشكّل بمجمله المعطى السياسي لمرحلة مهمة من تاريخ العراق، كنا بحاجة الى دراسته وتأمله. ومراجعته، في حياته تجتمع كل مآثر الرجال الكبار، أقول دون مبالغة: انه حمل تلك المآثر معه إلى العالم الآخر، ولم يفصح عنها، ومثله من معاصريه، الشخصية الوطنية والقومية ناجي طالب، الذي ترك أسراره طي الكتمان، بدون تدوين، وللأسف أيضاً، ظلّ ممتنعاً من التصريح، والكتابة.

***********

الجدوى الاقتصادية لتصنيع مواد البناء في العراق

لفته عبد النبي الخزرجي

العنوان  لكتاب صدر حديثا عن دار الفرات في الحلة، للمهندس الاستشاري { صادق الفيحان المعموري}، وهو يشكل إضافة نوعية في مجال صناعة مواد البناء وفقا لأساليب علمية تكنولوجية ، كما ان الاستاذ الفيحان قدم دراسة منهجية ذات جدوى اقتصادية ، حيث أن ( الهدف من هذا البحث هو التشجيع على الاستثمار الداخلي والخارجي في العراق لإنعاش الاقتصاد وزيادة الرفاهية وتوظيف الأموال للحصول على العائد )،والعائد الذي يقصده الباحث ،وكما ثبته هو{ عائد مالي ،عائد اجتماعي ، عائد اقتصادي ...الخ } ،إضافة الى ما يرافق ذلك من عائدات تصحب هذا الهدف وتجعله هدفا وطنيا اقتصاديا اجتماعيا عمرانيا حداثويا.

ونعتقد أن هذه الدراسة جاءت في وقت نحن بأمس الحاجة لمثل هذه الدراسات التي تنير سبل النشاط الاقتصادي ،وتحرك عجلة القطاع العام والخاص بما يساهم في دفع معدلات الإنتاج الوطني من مواد البناء الاساسية ، وتعيد الى الأذهان أن عملية إغراق اسواقنا بالمواد الانشائية من دول الجوار، كان بدوافع بعضها سياسي والبعض ألآخر محاولة تعويق البلاد وجعلها ساحة للاستهلاك ، وتدمير او تأخير اي محاولة لبناء صناعة وطنية تساهم في إعادة البناء والإعمار، خاصة ما يتعلق بالدمار والخراب الذي لحق المحافظات التي دخلتها عصابات داعش الارهابية وما خلفته من دمار كبير في تلك المدن وهو ما يحتاج الى كميات هائلة من مواد البناء الاساسية ، مثل السمنت والطابوق بمختلف انواعه ،سواء كان طابوق البناء العادي او الثرمستون او البلوك المصنع.

  ويقدم الباحث كشفا بالمواد ألأولية التي لابد من توفرها لنجاح صناعة المواد الإنشائية، وهو يؤكد أن المواد المصنعة والمطلوبة التي تدخل في البناء والتشييد.

وجميع هذا المواد الأساسية في نجاح عملية البناء والتشييد، توجد لها خامات في العراق، ويذكر الكاتب ايضا أن (خامات المعادن الداخلة في الصناعات ألإنشائية موزعة على بعض أراضي العراق، حسب هيئة المسح الجيولوجي العراقية) نفس ال مصدر88

ويرسم الفيحان، خارطة جغرافية للخامات ألأساسية والمعادن، في عموم الأرض العراقية، وقد حدد الكاتب مواقع تواجد تلك الخامات وكمياتها واستعمالاتها .

    ولا يغفل الباحث تأكيده على ضرورة وأهمية الجدوى الاقتصادية في المشروع الذي ينوي المستثمر إقامته في مجال الصناعات الإنشائية، وذلك لأن {دراسة الجدوى الاقتصادية لازمة لكل أنواع المشروعات مهما كانت أهدافها سواء كانت مشروعات خاصة ام مشروعات عامة}. /138

وقد  اختار الباحث ،مشروع استثماري (معمل طابوق  كهربائي ) ، ويختار مكان  المشروع ( في ناحية الطليعة  التابعة لقضاء القاسم -بابل (المشروع عبارة عن معمل طابوق كهربائي  ينتج  ثلاثة  انواع  من الطابوق المثقب  والصلد والمنجور)  ،ثم  يعرج  الكاتب  على  مشتملات  المشروع   ان  هذه  الدراسة المنهجية  والتي تعتمد  التخطيط العلمي  والجدوى الاقتصادية  خاصة حاجة البلد لمعامل طابوق حديثة  تعتمد التكنولوجيا  الحديثة ،اضافة  الى توفير فرص عمل  للعاطلين ، وتوسيع  مهارات  الكثير من الشباب بتقنيات العمل  على معدات  حديثة توفر كوادر فنية  تخدم  البلاد  في ظروف  الاستثمار التي نرى  ان بلادنا مقبلة  عليها .                    

************

ص15

من ضحايا الاغتيال السياسي

ناصر حسين

هم كثر هؤلاء الضحايا ونتحدث فيما يلي عن بعضهم:

1 - الشهيد حسيب الربيعي، كان ضابطا في الجيش العراقي برتبة عقيد ركن وهو شقيق الفريق الركن نجيب الربيعي الذي كان لحد عام 1956 رئيسا لاركان الجيش العراقي.

المعروف ان النظام الملكي وبإلحاح نوري السعيد المهندس الاول لسياسة النظام.  كان المؤسس لحلف بغداد بالتعاون مع عدنان مندريس رئيس وزراء تركيا عام 1954. وبالطبع كان الحلف يدرس بين فترة واخرى الاوضاع الداخلية في البلدان اعضاء الحلف الذي ضم كلا من العراق، تركيا، ايران، باكستان، بريطانيا، واميركا.

وعلى ضوء الخلفية الوطنية للجيش العراقي منذ تأسيسه اوائل عام 1921 وموقف قادته من الوثبة عام 1948 وانتفاضتي تشرين عام 1952 وعام 1956. كان الحكام يخشون الجيش ويتابعون شؤونه اولا بأول. في تلك الفترة وخشية من ان يستفيد رئيس الاركان، الفريق الركن نجيب الربيعي. من وجود شقيقه ضمن الوحدات الفعالة فيقوم بإسقاط النظام كلفوا احدى عصاباتهم لاغتيال العقيد حسيب وتم ذلك فعلا. بعدها قاموا بإعفاء رئيس الاركان من منصبه وارساله الى جدة سفيرا للعراق لدى المملكة العربية السعودية وبقي هناك حتى قيام ثورة الرابع عشر من تموز 1958 اذ اصدر القائد العام للقوات المسلحة وقائد الثورة قراراً بتشكيل مجلس سيادة يقوم بمهام رئيس الجمهورية واختيار الفريق نجيب الربيعي لرئاسته وبعدها اصدروا قرارهم اواخر عام 1957 بإعفاء اللواء الركن مزهر الشاوي قائد الفرقة الاولى من منصبه وتعيينه مديرا للموانئ العراقية وتعيين اللواء الركن عمر علي قائداً للفرقة بديلا عنه.

وفي النهاية وعلى ضوء معطيات كثيرة عن الوضع السياسي في العراق توصلت زعامة النظام الى قناعة ان النظام سيسقط خلال سبعة اشهر وابلغوا  وزيري خارجية بريطانيا والولايات المتحدة اللذين قاما بزيارة بغداد اوائل عام 1958 وهما في طريقهما الى جنوب شرق اسيا لحضور اجتماعات حلف جنوب شرق اسيا (سياتو) وطلبوا منهما الاتصال بحكومتيهما وابلاغهما بتلك القناعة طالبين المساعدة من الدولتين ومعروف ما جرى بعد ذلك.  واذا بقتلة الشهيد حسيب الربيعي يذهبون جميعا الى مزبلة التاريخ.

2 - عام 1958 كما معروف اعلنت الوحدة الاندماجية بين سوريا ومصر دون اية مراعاة للظروف الموضوعية وخصائص كل من الدولتين والتي تسببت بمشاكل كثيرة للشعبين الشقيقين وخصوصا الشعب السوري.

عام 1959 ادلى قائد الحزب الشيوعي السوري الرفيق الراحل خالد بكداش بتصريح تضمن خارطة طريق لمعالجة الوضع الناشئ عن التسرع في اقامة الوحدة بين الدولتين واختيار شكل الاندماج للوحدة.

طروحات الرفيق بكداش لم ترض الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر الذي اصبح بعد الاندماج رئيسا للجمهورية العربية المتحدة مثلما لم يرضيه موقف الحزب الشيوعي العراقي بعد ثورة الرابع عشر من تموز 1958 عندما رفع شعار الاتحاد الفدرالي مع الجمهورية العربية المتحدة عكس القوى القومية في العراق التي التفت حول عبد السلام محمد عارف الذي اصبح بعد الثورة نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للداخلية ونائباً للقائد العام للقوات المسلحة العراقية ورفعت شعار الوحدة الفورية، مع الجمهورية العربية المتحدة التي كانت تردد في الاحتفالات التي كانت تقيمها  بأهزوجتها المعروفة مخاطبة عبد السلام محمد عارف (الوحدة الوحدة ياسلام) . فأخذ عبد الناصر  يهاجم في خطبه وتصريحاته الحزب الشيوعي السوري وقائده والحزب الشيوعي العراقي كذلك ووصل به الامر حد التهجم على الحركة الشيوعية العالمية وقام باعتقال الكثير من قادة الحزب الشيوعي المصري وكوادره وتسليط التعذيب الوحشي عليهم في سجونه ومعتقلاته ولا يمكن ان انسى ابدا استشهاد عضو الحزب الشيوعي المصري الرفيق شهدي عطية الشافعي الذي كان آنذاك استاذا للفلسفة في جامعة القاهرة تحت التعذيب الوحشي طارحا على قادة الشيوعي المصري: حريتهم مقابل قرار يصدرونه بحل الحزب الشيوعي المصري. الكاتب المصري د. فتحي عبد الفتاح تناول هذا الامر في مؤلفه المعروف (شيوعيون وناصريون).

اثناء تلك الهجمة الشرسة علي الشيوعيين في سوريا ومصر دخل الى الاراضي السورية قائد الحزب الشيوعي اللبناني الشهيد فرج الله الحلو فقامت اجهزة الامن السوري التي كان يقف على رأسها العقيد عبد الحميد السراج باعتقاله واذاقوه مختلف انواع التعذيب.

قامت حملة عالية للتضامن مع فرج الله ومطالبة حكومة الجمهورية العربية المتحدة والرئيس عبد الناصر بالإفصاح عن مصيره واطلاق سراحه باعتباره شخص لبناني لا يحق لهم اعتقاله وفق القوانين الدولية المتعارف عليها.

في مواجهة تلك الحملة العالمية كانت السلطات في سوريا وحتى الرئيس عبد الناصر نفسه ينكرون اعتقاله وان الرئيس عبد الناصر اجاب في احدى المرات “ لم يدخل سوريا من لبنان اي شخص غير شخص يدعى (عساف منصور) ويبدو ان الشهيد فرج الله دخل سوريا بجواز لبناني يحمل هذا الاسم وعندما طولب الرئيس بتسليم (عساف منصور) الى السلطات اللبنانية سكت واعطى الامر الاذن الطرشاء، الشهيد فرج الله الحلو استشهد تحت التعذيب الوحشي الذي سلطوه عليه وللتخلص من اي دليل بخصوصه قاموا بإذابة جثته بحوض مليء بمادة التيزاب.

وبعد اقل من سنتين وقع الانفصال في سوريا في ضربة عسكرية من الجيش السوري وجهها للنظام بقيادة الفريق اركان حرب عبد الكريم زهر الدين ومنذ ذلك التاريخ ولحد اليوم اي بعد مرور تسع وخمسين عاما كاملة، لم اسمع شيئا عن مصير الجلاد العقيد عبد الحميد السراج. اما  الشهيد فرج الله الحلو فلم ينل غير التمجيد لتضحيته واستشهاده.

3 - الشهيد باتريس لومومبا قائد نضال الشعب الكونغولي ضد الاحتلال العسكري البلجيكي لبلاده.

عام 1960ا استقلت الكونغو اصبح فيها الشهيد لومومبا رئيسا للوزراء و منصب رئيس الجمهورية اسن

 ال.  كازافوبو واحتل مواقع مسؤولية في الدولة كل من موبوتو وتشومبي.

وما هي الا فترة اشهر معدودات حتى اتفق كل من كازافوبو وموبوتو وتشومبي على ازاحة لومومبا من موقع المسؤولية وقد انتهت جهودهم تلك الفترة بقتل الرجل بطريقة وحشية. اتذكر انني شاهدت لهم صورة تلفزيونية وهم يحيطون به وهو مكتف ومطروح ارضا وهم يركلونه بكعوب احذيتهم.

نعم استشهد لومومبا وبقي موضع اعتزاز البشرية جمعاء وبالتأكيد يوجد الان في مختلف بلدان العالم الثالث الالوف من الكوادر العلمية وقد تخرجوا من جامعة سوفياتية تحمل اسم باتريس لومومبا للصداقة بين الشعوب شيدت في موسكو تخليداً لاستشهاده. اما كازافوبو وتشومي وموبوتو سيسي سيكو وغيرهم من قتلة لومومبا فقد رحلوا جميعا الى مزبلة التأريخ.

4 - الشهيد ستار خضير الحيدر الذي تمر هذه الأيام  الذكرى السنوية الحادية والخمسين لاستشهاده فهو كما معروف من الطائفة المندائية ولد وترعرع في لواء العمارة (محافظة ميسان حاليا) وانتسب وهو في بداية شبابه الى الحزب الشيوعي العراقي وعندما استشهد في حزيران  1969 في بغداد كان عضوا في اللجنة المركزية للحزب.

الشهيد ستار خضير  كان في طريقه الى داره عندما احاطت به مفرزة من الامن القومي الذي شكله وقاده بنفسه المقبور صدام حسين  منذ انقلاب السابع عشر من تموز 1968 لاستخدامه في الاغتيالات السياسية وفي ارهاب الناس.

اطلقوا عليه النار من مسدساتهم، وغرسوا سكاكين القتل في جسمه وتركوه ممداً على الارض فاقدا للوعي وغادروا مطمئنين فمن سيعتقلهم ويحاسبهم وهم اعضاء في امن صدام حسين؟

وهكذا غادرنا الرفيق ستار خضير شهيداً مخلدا الى سجل الخالدين اما الاخرون فاين هم الان؟

اين صدام حسين؟ اين ناظم كزار، اين زمرة القتل والاغتيال السياسي التي استخدمها صدام حسين ضد مناضلي الشعب العراقي؟ اين احمد ابو الجبن؟ اين سالم الشكرة؟ واين حسن المطيري؟ واين؟ لقد ذهبوا جميعا الى المصير الذي اختاروه لأنفسهم فبئس المصير.

5 - الشهيد محمد احمد الخضري:

كتبنا  عن اغتيال الشهيد محمد احمد الخضري في الثاني والعشرين من اذار عام 1970 . فقط اشير الى البيان الذي اصدره الحزب الشيوعي العراقي بهذا الخصوص والذي تضمن النص على ان اغتيال الشهيد الخضري كان اغتيالا سياسيا. وذكّر البيان قاتلي الشهيد بما هو متعارف عليه منذ زمان طويل ان (الاغتيال السياسي نار محرقة واول من يحترق فيها هم من اشعلوها).

المجد لكل شهداء العقيدة والرأي والنضال من اجل حقوق الشعوب.

************

الشهيد حيدر عبد الكاظم

(حيدر القبطان)

حيدر من مواليد 1989/1/14 محافظة بابل - الحلة، موظف في وزارة الصحة ومصمم ديكور  استشهد وعمره 30 سنة بسبب الاختناق بالغاز المسيل للدموع بتاريخ 2019/10/25  - قصته: حيدر أب لثلاثة اطفال ، الناشط المدني والمتظاهر المطالب بحقوق العراقيين منذ سنوات،  والمسعف المتطوع في اللجان الطبية . بادر بالعديد من الأنشطة والحملات ، منها على سبيل المثال (مهرجان عشتار تقرأ ) في محافظة بابل . عضو فعال في اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في بابل  اكراماً للراحل اطلق على المؤتمر الرابع عشر لاتحاد مؤتمر الشهيد حيدر القبطان   شارك في الانتفاضة منذ بدايتها ، وفي الخامس والعشرين من تشرين الأول ودع عائلته وأخبر زوجته بأنه سيعود منتصراً فكان ذلك هو يومه الاخير في الثورة والحياة . فبالقرب من أحد مقرات الأحزاب حاول إنقاذ احد المتظاهرين من الاختناق فاختنق هو فداءً له .   كتب الشهيد صباح يوم استشهاده : صباح الثورات ، صباح الاستقلال ، ثم مشى في طريق الشهادة إلى اخره ، ليكون أول شهيد يرتقي من بابل .   #حيدر_القبطان  #اكرام_الشهيد_اكمال_مسيرته

#الرحمة_والخلود_لشهداء_انتفاضة_تشرين_المجيدة

*************

ص16

إستعادة البدايات

 في كتابين عن فنون الأدب الشعبي

ريسان الخزعلي

(1)

في ثقافتنا الشعبية العراقية، يتجدد الاهتمام بإستمرار ببعض فنون الأدب الشعبي لما لها من حفريات وامتدادات في الذاكرة الجمعية وبخاصة مايرتبط منها بألوان من الشعر الشعبي، والغناء الذي يجعل مادته الشعرية الأساسيّة مرتبطة هي الأخرى بهذه الألوان كالابوذيّة والموّال والدارمي والنايل.

الشاعران المبدعان: عبد السادة العلي وعبد الكريم القصاب، يستعيدان بداياتهما الشعرية في كتابين صدرا متزامنيين في توقيت متقارب. العلي في كتابه: من فنون الأدب الشعبي – الابوذية والموال، المولّد منها والمطلق.. والقصاب في: الوان من الشعر الشعبي – ابوذيات، دارميات، مواويل.

ومثل هذه الاستعادة تجيء بعد ان أصدرا عدة مجاميع شعرية تضم قصائد تعتمد الشكل الشعري الحديث إضافة الى الشكل الأول الذي يعتمده القصاب بسعة وغزارة واضحتين – مقارنةً بالعلي الذي يتمسك كثيراً بالشكل الحديث– مانحاً هذا الشكل طاقة تعبيرية وصوريّة جديدتين مع ثراءٍ ايقاعي متعدد الترددات الموسيقية.

إنَّ الشاعِريَن يصطفان مع شعراء الموجة التجديدية في الشعر الشعبي العراقي منذ الستينيات بعد ان تفاعلا مع التحولات الشعرية، الفنية والجمالية – التي جاءت بها التجربة النوابيّة وما تبعها زمنيّاً، ومثل هذه الاستعادة تُشير- في أهم ما تُشير اليه - الى قوّة البدايات واصولها المعرفية، تشكّلاً وزمناً وانتماءً، وكأنهما في مكاشفة تأصيليّة بارعة لإثبات أنَّ التحول في الشعرية لابدَّ ان يأخذ مسار النمو الطبيعي (الشجري) الذي يأتي بالثمار: الجذر- الساق – الأوراق..، من هنا يكون تأصيل الاصول دالّاً ومدلولاً.

كتب كلٌّ من الشاعرين مقدمة لكتابه، يوضّح فيها الجدوى الاستعادية لبداياته إضافة الى التحليل التاريخي لجذور تسمية الابوذية كما في مقدمة العلي، وخاصيّة الجناس والمطواعيّة الجاهزة للغناء في شعر الابوذية والموال والدارمي كما في مقدمة القصاب.

إنَّ الشاعر العلي أشار - كما اشارت بعض الكتب خطأً - الى انَّ الابوذية من بحر الوافر، والصحيح انه من بحر الهزج كما اشار القصاب، وذلك انَّ الوافر يعتمد تفعيلة (مفاعَلَتُن) ذات المتحركات الثلاث المتتالية، ومثل هذه المتحركات لا توجد في أية مفردة شعبية على الاطلاق.

 (2)

ضم الكتابان الكثير من كتابات الشاعرين من الابوذيات المولدة والمطلقة والموالات بجناسات غير مألوفة، وكذلك الدارميات والنايل والنعي، وهي عيّنات جمالية / غنائية تمنح الاغنية العراقية بُعداً جديداً لو تم الانتباه والالتفات اليها.

يقول العلي من شعر الأبوذيّة:

شجر حُبّك ابد ما عاد وركَه

ولا دمعك همل عالوجن وركَه

ونيني اعليك ما ظن تِون وركَه

شبيهه إولا بجت ثكلَه ابوطيّه..

أما القصاب فيقول من اللون ذاته:

نهاري إو طول ليلي راسياني

امسيّس لا تصدّك راسياني

بعد ما جان فايخ راسياني

صرت مغزل إو كلهه اتلف عليّه...

لا تتسع هذه الوقفة للمزيد من الاستشهادات الشعرية من الالوان الاخرى، وقد اردنا منها ان تكون اشارة الى بُعد التكوين الأول للشاعرين وبُعد الاستمرار في التأصيل، وتأصيل الأصول في كتابين يضافان الى مكتبة التراث الشعبي العراقي الاصيل ومنه الشعر الشعبي العراقي...

***********

عطر العافية

الى المجر الكبير...ديرة هلي

وملاعب صبا عشيرتي وصحبتي

يوسف المحمداوي

فاركتك عمر جني مشيت اليوم....

المجر ياواهلية فرج عالمظلوم...

أشمن ريحتك بأوطان مال اجناب....

يعطر العافية يمطيّب المكلوم

ياضحكة محنة ويابخت ديوان.....

ياكهوة انصاف وياكنز مضموم

يازخة مطر ياضحك فلاحات....

يافزعة صرايف لو قطاعي يحوم

ياصرة سوالف تعدل العوجان....

ياملكه النصر للجايك مهزوم

أخوط بكيف وكتي بستكان الجاي...

تضحكلي شكر والهيل جفلة نوم...

اعزوبية بخت للضايفك تسيار...

ويا صيصان خطاره السمج معزوم

لحن سيد محمد عالصواني يدور..

المثل مسعود عده يسمع ام كلثوم ..

وندافك مطشر حكم ويه اشعار...

وببن ماهود حتى الطاغية مصدوم

المجر بلبل حضارة وعشك صوته الهور ...

حكه المايعرفه يلوم ...

تحزّم بالعدل لو مر عليه الضيج ...

وتهد جندالته لو صار وكت السوم...

يالمفتّح السوك بتفشة الصياد...

طيور ملونه وياعنبرك مختوم ..

يطابك مشتهاي ويازبد سيّاح....

يفوح الورشنه لساعي ما مفطوم...

شني السردين كدامك يبني الهور...

لو كطان خوره...بشبجة الضيغوم

طراريدك عرايس ساكنات شطوط

وكصب هورك مرادي بجف فقيرك دوم

مثل عصفور اصيرن والعشوش بيوت

الغده بيتج يسعده والعشه الفطوم

طور محمداوي بصوت ابن منصور

ويسبط المنشداوي بشعره كل مهضوم

ذهب صبتك بألف قيراط ماينسام

ماعدهم دغش ترباة شط الحوم

يامنبع فراضه وسروطك معروف

وابو اسماعيل راح وخلفاله اعلوم

يامجري الكبير بكبرمن سكنوك

سالفة المدن يهلال بين انجوم

احبك موش حب مسيّر وماشين...

أحبنك فرض مثل الصلا والصوم

*********

انتحار شاعرة

طارق حسين

عندي صديقه إمرتبه

تكتب شعر شعبي نثر

يتماهى وي روح العصر

مهووسة با لماغوط

وأدونيس

وإنسي  الحاج

والخال

وحسين  إبن مردان

ياألله  إشكثر 

يوميه تندهني بقصيدة إمن الفجر

هاي الصديقة الواعدة

ابسبب غامض قررت

ان تنتحر

 إتوهدنت بأضيگ قفص

وطلگت كل الحياة

مو فقط   حب الشعر

**********

مهمه تبعد 

أحلام الزيدي

مهمه تبعد

إبعد شگد ما تريد

انت كلك من سماري ولوني

آنه بين عيونك وبين الوريد

وانت كلي وأعز من عيوني

شما يدور الزمن بس حبك يزيد

انت روحي وغايتي وظنوني

ياحبيب العمر يا حلمي الوحيد

والله ... طيفك ملتحم بجفوني

يامه جنت بحبك وگربك سعيد

يا دمعتي وفرحتي وجنوني

آه .....

من صبر الفراك الما يفيد

ومن حمل فرگاك

صدگ عاجزات متوني 

البارحة

فزن دموعي الغافيات

بكل محنة وعنك يسألوني

******

عقارب بالدرب 

محمد جواد الكعبي

لاتمشي بغنج

والدرب مامسحوگ

ياكلمة غزل

وجدامك أتبعه  ..

أنته بنص دغل

والحرش مامعلوم

عقارب بالدرب

لجدامك أتلسعه  ..

أنياب الحنش متروسه

سم أشكال

مثل صوت الهوا

بالغدر من يسعه  ..

لاتمشي بظلام وأنته

تايه راي

شيفيد الضوه

لو كان من شمعه  ..

مفتن بالحچي والغدر

نيته أيريد

كلامه من عسل

لو أذنك أتسمعه  ..

أذا لا سامح الله

وصار ذاك الصار

ماينفع ندم

متفيدك الدمعه  ..

جرحك من نذل

ميفيده كل خياط

أذا جرحك غميج

تفيده بس رگعه  ..

***************

ص16

صيف يوقظ وطن

سالم سالم

الى وردة نسيتها بلا ماء

هى تشبه الآمل

اعطيتها وعدا بأنني سأعودُ يوما

لكنها تبسّمت:

- لا تكن متأكدا ،

فشمس الصيف قاسية في الحرب،

 كالرصاصة التي نجوت منها صدفة

لاتقلق ،

طريقك طويل

كل شي باردٌ هنا،

الذكرى، الجرح ، طعم الشاي،

صراخ الجنس في الفراغ ،

اسمك بالرسأئل،

كل شي بارد هنا ،

حتي دمع العين ماء

والخمرُ ماء ،

لاتستعجل الطريق،

قد يقتلونك للمرة الثانية،

بذات الدراجة النارية

ها قد فتحت الملائكةُ البابَ

حيث تركت حقيبتي

حاذر العبثَ بها،

 فتوقظ الوطن!)

*********

قصص قصيرة جدا

علي لفتة سعيد

- 1 -

رعب

كانت الأفكار أسرع من دقات القلب في اللحظة التي مسك فيها إبهامي ورشّ عليه سائلًا مطهّرًا ثم وخزه بإبرةٍ صغيرةٍ وعصره، ووضع قطرات الدم في مكانٍ يشبه حفرةً في نهاية آلة بيضاء الشكل، وراح يراقب تحرّك الدم في مستطيلٍ لا يزيد طوله على ثلاثة سنتيمترات، مؤشّر بثلاث إشارات .. كانت أفكاري تسير بي الى هاويةٍ لا أعرف بماذا أصفها.. لحظات لا يمكن عدّها على إنها رعبٌ حقيقي قادت الأفكار الى الذهاب نحو الموت.. عشر دقائق كأنها اختصرت الحياة كلّها.. رأيت الولادة وانتظر الموت.. رأيت الهلاك الذي يتابعني ويمسك بيدي ليأخذني الى الهاوية.

عشر دقائق وأنا أراقب الدم وهو يتحوّل الى خطٍّ أحمر، منتظرًا على أي مؤشّرٍ سيقف، من مؤشرات (A/B/C).. كانت كلّ دقيقة تمضي الى لا شيء، غير أن التفكير بأصعب الأشياء أقلها قسوة هي اني سأحجر ريثما أموت.

كانت الدقائق تنتظر المؤشر وأنا اتلو الادعية كأني أرى الله.. أمسكه من يديه وأكلمه بحب لم أشعر به من قبل.

كدت أموت من الرعب.. حتى أغمي علي لحظة سماعي.. تاركًا المؤشر على مقياس (C)

- 2 -

حجر

جلس في ركنه الهادئ كما في صباح كل يوم.. وضع القهوة على منضدته، ووضع ساقًا على ساق ثم أخرج سيكارة واشعلها من قدّاحة نابتة في أصابعه.. وبهدوء وضع العلبة والقداحة على المنضدة.. ثم اتّكأ على الكرسي، ورفع رأسه فاتحًا يديه كمن يقرأ.

لحظات كان الطفل يتأمّل ما يفعله الجد.. ففعل مثله تماما بذات الحركات.. وحين سمع جدّه يقهقه بصوت عال لم يستطع تقليد نبرة صوته..

سأله : لماذا تضحك يا جدي؟

انفلتت ساق الجد من ساقه الأخرى وسقطت يداه من تعب القراءة وابتعد ظهره على الكرسي البلاستيك

لم يجد القهوة ولا السيكارة ولا الكتاب

وانتبه أن لا حفيد بالقرب منه.. سوى تيه وفراغ وخوف وعمر مبدد بالحجر

- 3 -

تلويحة

كنت أمد يدي الى الهواء لعلّي اصطاد شيئًا من هدوء..

أغرف ما احتاج من خضرة روح.. تلك اللحظة رسمت وجها لأمي وهي تتألم من خوف يسبقه صوت أبي.. فتتأرجح الأدعية مع الموجات.

قالت له: ليس لهذا الطفل ذنب فلا تخيفه بخوفي.. لم يكن أبي طاغيًا .. كان حنونًا جدا، لكني لا أعرف لماذا النوارس تخاف لغة الصيف.لكن الذي علمته من أخي، أن أمي كلما ارتجفت، كانت تخفيني خلف عباءتها المعلّقة برأس مسمارٍ خلف باب خشبي قديم..ومن تلك السنوات..كنت ألوذ في الحرب في ملاجئ لها أبواب خشبية، مستبدلًا عباءة أمي ببطانيةٍ عسكرية من النوع الأخضر بخطوطها البيض.

لكني لم أعرف كيف أهرب من الطغاة، فلم أزل أنا وأخي نلوّح كثيرًا بالهتافات.. والناس يتخيّلون إننا نبيع الكلام.. والحقيقة أننا نبحث عن مسمارٍ وبابٍ خشبي وعباءة أمي.

*************

المتفرهدون

هل قرأتم نواح الاغنية

صمون عشرة بألف.. صمون؟

الى المطرب الشعبي سعدون الساعدي

رياض الغريب

يغني للفقراء

لابناء جلدته

الضيم الذي في قلوبهم

ضيم بلاد بكامل تفاصيلها

لهذا هم يرقصون

حين يغني

دعوه يغني

ماضركم لو بح صوته

الفقراء

دائما تبح احلامهم من الصراخ

هل سمعتم صوت احلامهم

هل قرأتم نواح الاغنية

صمون عشره بالف صمون

الفقراء حلمهم رغيف

فهم

المتفرهدون

ينامون حلآ وشدا

عيونهم رصاصاتٌ في سقفِ محنتهِم

يتقلبون

حتى في أحلامهم

يشدهم للحياة أمل بعيد

كلما تكاثروا

تضيق بهم المساحة

لكنهم مشرقون في أرواحهم

كلما

نشبت حرب جديدة

يذهبون بلا مودع

سوى

عيون تتبعهم بلا أسئلة

حقائبهم نحيب

حياتهم مقابر

حيطانهم علامات سود

رغم هذا

يركضون لموتهم

من اجل احدهم

ينامون

حلا وشدا

لهذا يتكاثرون مثل السواد

لهذا هم يغنون

اغنيات لاتعجبكم

لكنها

ابسط احلامهم

لكم البلاد

بطولها

وعرضها

ولهم مساحة ضيقة

من الاغنية

*********

ثيودور درايزر

والأدب الواقعي الأمريكي

عادل حبه

ولد الروائي والصحفي الأمريكي ثيودور درابزر 1871- 1945 وكاد أن يفارق الحياة في غائلة باخرة “تيتانيك” التي غرقت في المحيط الأطلسي، ولكن أنقذته الصدفة عندما حصل صديق إنجليزي له على تذكرة أرخص على باخرة أخرى. وهكذا نجا من الموت والكارثة التي لحقت بتايتانيك. يعد درايزر من أعمدة الأدب الواقعي في الولايات المتحدة الأمريكية.

أول عمل روائي له عنوانه “الأخت كاري” نشرت في عام 1900. ويصور فيها مجتمعاً متغيراً ومصير فتاة شابة تهرب من الريف وتتوجه إلى مدينة شيكاغو وتفشل في العثور على عمل. ولكنها تقع فريسة لعدة رجال، وتحقق في النهاية حلمها في أن تجد عملاً كممثلة. ولكن إنهالت الإعتراضات عليها بذرائع أخلاقية، ووجه الإتهام لها بأنها تسعى إلى الشهرة والثروة من خلال علاقاتها مع الرجال. وإكتسب الكتاب شهرة وسمعة كبيرة، ووصفت الرواية بأنها من “أعظم الروايات الحضرية الأمريكية”. وكتب بعد ذلك حكاية قصيرة تحت عنوان”الزنجي جيف” التي نشرها في “مجلة أينسلي” في عام 1901. وألف درايز روايته الثانية “جيني گيرهارد” في عام 1911، حيث تناول الكاتب فتيات شابات كبطلات غادرن الريف ليجدن أنفسهن في وسط التحولات والمتغيرات التي طرأت على المدينة.

ومن أبرز روايات درايزر التي لاقت نجاحاً وبيعت بأعداد كبيرة هي “تراجيديا أمريكية” والتي نشرها في عام 1925. لقد دأب درايزر منذ عام 1892 عندما عمل صحفياً، على جمع مشاهد معينة من نماذح الجريمة التي شاعت في أمريكا.

وعدّ هذه النزعة الإجرامية نابعة من “الطموح المتصاعد عند الشباب في الحصول على المال والجاه بأية طريقة ووسيلة”. وأصبح إنتهاز الفرص بمثابة وباء شاع في المجتمع والذي من شأنه أن يؤدي إلى إرتكاب الجرائم كشكل من أشكال “القتل من أجل الحصول على المال”. وظل درايزر يجمع مثل هذه النماذح حتى عام 1935. لقد إستند درايزر في كتابة روايته على حادث إغتيال گريس براون في نيويورك وهي فتاة شابة قام صديقها بإغراقها في بحيرة بعد أن أخبرته بأنها حامل، وهي حادثة أثارت الرأي العام الأمريكي.

وقام درايزر بتأليف العديد من الروايات الإجتماعية ومنها”أخي بول”، وهي قصة حياة أخيه المغني الذي إشتهر في عقد التسعينيات من القرن التاسع عشر وفارق الحياة، ورواية “ثلاثية الرغبة” و”الممول” و”الرواقي” و”العبقري”، وهي القصة الأقرب إليه والتي كتبها خلال أربعة سنوات وطبعت لأول مرة عام 1915.

أثناء نشاطه في التأليف، كان على الدوام يصطدم بأجهزة الرقابة بسبب حساسية المواضيع التي يختارها والشخصيات التي يتناولها والتي لا تنسجم مع آراء أصحاب القرار في المؤسسة الحاكمة في الولايات المتحدة، بلد الحريات اديمقراطية كما يعلن عنها. وخاض درايزر حملة ضد ملاحقة الرموز التقدمية والإصلاحية والعمالية الذين عدّهم من جملة ضحايا الظلم الإجتماعي في امريكا. وشمل ذلك الدفاع عن “فرانك ليتل” احد قادة منظمة “العمال الصناعيين في العالم”، ووقف ضد طرد “أيما گولدمان” الناشطة اليسارية التي سجنت عام 1917 وأبعدت لاحقاً مع 248 آخرين من زملائها إلى روسيا. وأدان الحكم على القيادي النقابي الأمريكي “توماس موني”. أسس درايزر “اللجنة الوطنية للدفاع عن السجناء السياسيين في امريكا”، وشن حملة ضد الملاحقات الموجهة ضد عمال مناجم الفحم ونقاباتهم.

عدّ درايز نفسه ناشط إشتراكي، وكتب عدداً من المقالات والكتب السياسية، ومن ضمنها كتاب “نظرة على روسيا” في عام 1928 وهو تغطية لسفرة له إلى الإتحاد السوفييتي عام 1927، وكتاب “ أمريكا التراجيدية”(1931) و”أمريكا تستحق الحماية”(1941). إلتحق بصفوف الحزب الشيوعي الامريكي عام 1945. وصفه الكاتب والناقد الأدبي الأمريكي “ألفرد كازين” بأن:”أقوى من كل الآخرين في عصره، وفي الوقت نفسه كان أكثرهم حدة وأكبر من العالم الذي وصفه، إلاّ أنه تصرف على غرار الشخصيات في رواياته”. ويرى البرفسور الإنجليزي “لارزر زيف” أن درايزر :”نجح أكثر من أسلافه أو خلفائه في إنتاج أعمال روائية أمريكية عظيمة”.

***********

ص18

أنامل الأمكنة

عن “دار الرواد المزدهرة للطباعة والنشر” في بغداد، صدر أخيرا ديوان شعر بعنوان “أنامل الأمكنة”، وهو الخامس للشاعر عادل الياسري. يضم الديوان 17 نصا شعريا، يتناول فيها الشاعر أسفاره وارتحالاته بين البلدان والمدن، وما اصطادته مخيلته الشعرية خلال رصده مجريات يومياته في تلك الأسفار. يشار إلى أن جائزة الشاعر حسب الشيخ جعفر، التي أطلقها الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، هذه السنة، غطت طيفا واسعا من الآداب والفنون. وقد توج بلقب الفوز فيها أكثر من 40 شاعرا وكاتبا وناقدا.

*************

شيوعيو الكاظمية يواصلون دعم “الجيش الأبيض”

الكاظمية – طريق الشعب

تواصل منظمة الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الكاظمية، اسوة ببقية منظمات الحزب، تنظيم النشاطات الميدانية في سياق حملة “نحن معكم”.

وعلق الشيوعيون الكاظميون في اليومين الماضيين لافتات تحمل شعارات الحملة على جدران المؤسسات الصحية في المدينة.

كما وزعوا كمامات على المواطنين.

*********

ورود من شيوعيي الزبير إلى كادر الصحة

البصرة – طريق الشعب

زار وفد من منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الزبير بمحافظة البصرةقطاع الرعاية الصحية الأولية في القضاء، وجاء ذلك في سياق مبادرة “نحن معكم”.

وقدم الوفد الذي كان في استقباله مدير القطاع  د. مسار جليل ثامر، باقة ورد إلى الكوادر الصحية، تثمينا لجهودها عند خطوط الدفاع الأولى في مواجهة وباء كورونا.

كما وزع مستلزمات طبية وقائية على جميع العاملين في القطاع.

*******

شيوعيو البصرة

يثمنون جهود الكوادر الصحية

البصرة – طريق الشعب

في سياق مبادرة “نحن معكم”، زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة البصرة، عددا من المستشفيات والدوائر الصحية في المحافظة وقدم باقات ورد إلى إداراتها ومواد طبية وقائية إلى العاملين فيها.

وافتتح الوفد جولته يوم الاحد بزيارة دائرة الصحة، ثم توجه الى مستشفى الطفل للأمراض السرطانية حيث استقبله مدير المستشفى د. علي العيداني، كما زار مستشفى الصدر التعليمي.

وفي صباح الاثنين زار الوفد مستوصف الشهيد قيس ومركز الحساسية والربو.

 والى جانب الورود والمستلزمات الطبية وزع الوفد على المراجعين ملصقات تحمل تعليمات للوقاية من كورونا.

*******

الشيوعيون العراقيون في السويد

احتفلوا بذكرى 14 تموز

ستوكهولم – طريق الشعب

احتفلت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد، الأحد الماضي، بالذكرى الـ 62 لثورة 14 تموز المجيدة.

ونُظم الاحتفال عبر نظام المحادثة الالكترونية عن بعد، مراعاة لتعليمات التباعد الاجتماعي في ظل تفشي وباء كورونا، وشارك فيه نحو 30 رفيقة ورفيقا.

وبعد دقيقة صمت في ذكرى شهداء الثورة والحزب وكل شهداء الوطن، عزف النشيد الأممي، ثم القى سكرتير المنظمة الرفيق طالب شناوة كلمة عن الثورة ومنجزاتها ودروسها، مشددا على إعلاء راية المواطنة، ونبذ المحاصصة والطائفية السياسية “التي هي أس البلاء، والتي تفضي الى الفساد المالي والاداري”. ومؤكدا ضرورة الاصرار على عملية الاصلاح والتغيير، التي رفع أبطال انتفاضة تشرين رايتها.

بعدها قدمت الرفيقة المناضلة نجية حسين (أم بشرى)، بعض ذكرياتها عن الثورة، وفعل مثلها الرفيق د. طالب النداف، فيما قدم الرفاق صادق الجواهري وفارس كريم ونجم خطاوي ومحمد الكحط وعبد العزيز ججو وسامي سلطان، مداخلات حية عن الثورة ومنجزاتها.

************

نقطة ضوء

هل الشعب بحاجة

الى مسرح؟!

طه رشيد

عاش افلاطون قبل الميلاد بثلاثة قرون، ومنذ ذلك التاريخ وهو يحلم بتأسيس مدينة فاضلة يحكمها الفلاسفة، باعتبارهم اصحاب الحكمة والفضيلة والرأي السديد، ولانهم يتصفون بالزهد والنزاهة وحب الخير للجميع.

 وتحدث افلاطون كثيرا عن سمات مدينته الفاضلة، التي لا تبتعد عن تلك التي يحلم بها نشطاء المجتمعات المدنية في هذه الايام، والمتمثلة بالتالي: تقديم الخدمات لكل من يوجد على اراضيها،  وبأسلوب حضاري بعيداً عن التهميش والروتين!

والمدينة الفاضلة - الحلم تخلو من كل سلبيات مدننا القائمة، الغارق بعضها في الفقر والفاقة والجهل! وهي تختلف ليس في المظهر العمراني فقط،  بل في كل شيء على المستوى الحضاري والسكاني والأداء الخدمي.

والمدينة الفاضلة مقترح لمدينة أساسها الإنسان نفسه، سواء كان مسؤولاً أو موظفاً أو عاملاً أو فلاحا او كاسبا، كبيراً كان او صغيراً، رجلاً أو امرأة،  وهي تتسم بالوعي والرقي وبحرية الرأي والتفكير.

بعد رحيل افلاطون تبنّى الفكرة تلميذه  ارسطو طاليس (ولد ٣٨٤ ق.م. ويعد من اهم مؤسسي الثقافة الغربية)، الذي بذل جهودا مميزة للتنظير في الثقافة والشعر والفن وبالاخص المسرح، حين كانت العروض المسرحية تشكل جزءا مهما من حياة العامة باعتبارها “طقوسا” تؤدي الى تطهير النفس البشرية من ادرانها، وتمنح الفاعل فيها والمتلقي معا، متعة روحية لا تضاهيها متعة! حتى اصبح الفن بشكل عام والمسرح بشكل خاص “ دالة” حضارية، بحيث يقاس تطور الامم بمدى تطور المسرح لديها، معمارا ونشاطا.

وراحت الامم التي استطاعت ان تبني حضارات مهمة، تعير اهتماما كبيرا لهذا الجانب منذ الاغريق، ووصولا الى الدول الحديثة التي راحت تبني وتنمّي في نفوس ابنائها حب الفن واحترام الفنانين.

وفي الدول المتطورة، ومنذ عقود، لا تكاد تجد مواطنا اوربيا سويا لم يحضر عرضا مسرحيا او فيلما سينمائيا او حفلا موسيقيا! ناهيك عن اهتمام هذه الدول بالدروس الفنية في المدارس، على مختلف المراحل، من رسم ومسرح وموسيقى وغيرها.

اما نحن في بلادنا العربية والاسلامية فما زلنا نختصم بشأن هذه الانشطة، هل هي جائزة شرعا ام لا؟!

وعلى سبيل المثال لا الحصر، توزع بلديات المدن الفرنسية في مناسبة اعياد الميلاد، معونات اجتماعية للعوائل ذات الدخل المحدود، تحتوي على معلبات غذائية وخبز واجبان ومشروبات روحية وتذاكر لصالة سينما او مسرح على عدد افراد العائلة.

فلماذا يضع المسؤولون في هذه البلديات تذاكر سينما ومسرح مع المواد الغذائية؟!

الجواب ببساطة: لا نهم يعتقدون ان شأن الفن والثقافة شأن الشراب والطعام، فليس بالخبز وحده يحيا الانسان!