العدد 176 السنة 85 الجمعة 10تموز 2020

 

تصفح بي دي اف

 

 

 

 

ص1

على طريق الشعب

قرار يهدر ثروات البلد

تفاجأت أوساط واسعة من المواطنين والمختصين والمعنيين، بالقرار الصادر عن مجلس الوزراء في جلسته الثلاثاء السابع من تموز الجاري، والمتعلق بتجديد اجازات شركات الهاتف النقال.

ويبدو من خلال ما صدر عن الجلسة ان المجلس اعتمد السيناريو الثالث في قرار مجلس الأمناء لهيئة الاعلام والاتصالات، القاضي بالتجديد لمدة خمس سنوات مع اقتراح مدة إضافية (ثلاث سنوات)، بذريعة ما اورده مجلس الأمناء عن “احداث داعش الإرهابي وجائحة كورونا”، فيما تقتضي الشفافية وواجب الحفاظ على المال العام ان يتم اطلاع المواطن على كل الاقتراحات الواردة في تلك الدراسة، التي جرى الاعتماد عليها في اتخاذ القرار، والتي بموجبها وهب صانعو القرار ما لا يملكون!

فوفقا له لن يكون التمديد لخمس سنوات فقط كما ينص اصل العقد مع تلك الشركات، بل لثماني سنوات! وبكلفة لا تزيد على 233 مليون دولار الا قليلا! وحتى هذا المبلغ الضئيل لن يسدد كاملا مرة واحدة، بل على دفعتين، تسدد ثانيتهما وهي بحدود 100 مليون دولار خلال خمس سنوات! ومن دون فائدة! يا بلاش البلاش! 

وما يثير شعورا أكثر بالمرارة ويستعصي على الفهم، هو الطلب من الشركات لا ان تسدد عند توقيع العقد الجديد ما بذمتها من المستحقات والديون المتراكمة للدولة، بل ان تدفع ٥٠ في المائة فقط منها، ويقسط النصف الآخر على خمس سنوات، وحتى من دون فائدة! علما ان هذه المبالغ مستحصلة مقدما من المواطن! فاين ذهبت الأموال التي تزيد عن ترليون دينار عراقي؟!

وفي شأن خدمة الجيل الرابع G4، يبدو ان مجلس الوزراء حسم الجدل بشأنها ايضا، واحالها الى الشركات ذاتها التي يشكو المواطن مرّ الشكوى من سوء خدماتها وارتفاع أسعارها حتى بالمقارنة مع دول الجوار، التي يعمل بعض هذه الشركات فيها أيضا!

تُرى أما كان بالإمكان بعد كل التجربة المرة مع هذه الشركات، ان تنهض وزارة الاتصالات وشركاتها بالمهمة، بدلا من الإشارة في قرار مجلس الوزراء المحير الى التنسيق في هذا الشأن بين شركات الهاتف النقال المدللة وشركات وزارة الاتصالات، لتهيئة المتطلبات المتعلقة بالبنى التحتية وزيادة حجم السعات؟!

ولا ينتهي الاستغراب عند هذا الحد. فقد استثنى مجلس الوزراء إجراءات التجديد مع الشركات من تعليمات تنفيذ العقود الحكومية، وخوّل هيئة الاعلام والاتصالات توقيع ملحق عقد التجديد مع منحها صلاحيات اجراء التعديلات المناسبة على بنود العقد “بما يتناسب مع مصلحة البلد”! التي لم يُبق فيها هذا القرار حجرا على حجر!

وفِي هذا السياق نشير الى ان هيئة الإعلام والاتصالات اتخذت قرارات ظالمة بغلق عدد من الإذاعات، لمجرد ان في ذمتها بضعة آلاف، فيما هي ومجلس الوزراء يفرطان بقرارهما هذا بملايين الدولارات!

ان القرار بصيغته المعلنة، المجحفة بحقوق المواطنين والبلد، وغير الواضحة في تبرير اتخاذه وفي آلية احتساب المستحقات على الشركات واغداق المكرمات، رغم عدم ايفائها بمتطلبات العقد الأصلي وسوء خدماتها، يشكل تفريطا بالمال العام مهما أيا كانت ذرائع اتخاذه، وانحيازا للشركات ومن يقف وراءها على حساب المصلحة الوطنية واموال الشعب.

وان على مجلس الوزراء مراجعة هذا القرار بمجمله، والعمل على استيفاء الديون المستحقة كاملة من الشركات ومن دون ابطاء، ومطالبتها بتحسين خدماتها قبل التفكير بتجديد عقودها، والعمل على تفعيل شركات وزارة الاتصالات ذات العلاقة . كما ان من واجب مجلس النواب ولجانه المختصة المبادرة حالا الى مساءلة الحكومة بشأن قرارها هذا، والعمل على وقف تنفيذه بما يحفظ المال العام ويزيد موارد البلد في الظروف الراهنة الصعبة على كل المستويات.  

***************

في استنكار الجريمة النكراء بحق هشام الهاشمي

رائد فهمي: كشف المرتكبين وتقديمهم سريعا للعدالة

بغداد – طريق الشعب

اعتبر الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي ان اغتيال الخبير الامني والمحلل الاستراتيجي والباحث هشام الهاشمي “ليس مجرد جريمة بشعة بحق شخصية تميزت بوطنيتها وبمعارفها الواسعة والعميقة في شؤون الجماعات المسلحة المتطرفة والارهابية، ورؤيتها الرصينة والمتوازنة للاوضاع السياسية، وانحيازها الفكري لخيارات الاعتدال وارساء اسس الدولة المدنية القائمة على المواطنة، وجرأتها في التعبير عن افكارها وتشخيص المخاطر التي تتهدد امن البلاد واستقرارها، ومصادر التهديد”. 

واضاف قائلا انه كذلك حدث صادم، يحمل رسائل تحذير سياسية جدية لاكثر من جهة، ويمثل تحديا للحكومة ورئيسها ولمنهجه.

وقال الرفيق فهمي في تغريدة نشرها بُعيد الاعلان وقوع الجريمة الجريمة النكراء، ان الحكومة “مطالبة بالكشف عن مرتكبي هذه الجريمة والامساك بكل خيوطها، وتقديمهم للعدالة في اسرع وقت ، واتخاذ الاجراءات بحق المسؤولين عن الارتخاء الامني الذي يسمح للقتلة بالحركة بحرية وارتكاب جرائمهم بصورة علنية” .

وواسى  رائد فهمي في تغريدته عائلة الشهيد هشام الهاشمي ومحبيه “وكل انصار الكلمة الحرة والعراق الحًر الديمقراطي الآمن المستقر السيد”. وتمنى السلام لروح ، والذكر العطر الدائم له.

***********

يونسيف: 4.5 مليون عراقي مهددون بالفقر والحرمان

بغداد – طريق الشعب

قالت منظمة “يونسيف” التابعة للأمم المتحدة، إن أطفال العراق يشكلون الأغلبية بين حوالي 4.5 مليون من العراقيين المهددين بالفقر والحرمان نتيجة تداعيات فيروس كورونا.

وذكر تقييم صدر مؤخرا عن وزارة التخطيط العراقية، بدعم من “يونيسف”، والبنك الدولي، ومبادرة “أكسفورد” للفقر والتنمية البشرية، أن 4.5 مليون آخرين من العراقيين (أي ما يقارب 11.7في المائة) يواجهون خطر الوقوع تحت خط الفقر نتيجة التأثير الاجتماعي الاقتصادي لجائحة كورونا.

وأضاف التقييم أن “هذه الزيادة الحادة ستؤدي إلى رفع معدل الفقر الوطني من 20في المائة عام 2018 إلى 31.7 في المائة، وزيادة العدد الإجمالي للفقراء إلى 11.4 مليون”.

*********

راصد الطريق

 الجيش الأبيض

نحن معكم

الكوادر الصحية والطبية هم خط الصد الأول في مواجهة كورونا اللعين، الذي استفحل واخذ يحصد المزيد من أبناء شعبنا. ومهمتهم الإنسانية والوطنية لا يوازيها مطلقا ما يتقاضون من رواتب، يفترض ان لا يتأخر صرفها.

وحتى يؤدون مهامهم النبيلة  يتوجب اولا توفير المستلزمات لهم، خصوصا حمايتهم من الإصابة.

ويصعب هنا تصور قيام منتسبي وزارة الصحة عند اصابتهم، بمراجعة العيادات الاهلية بدل تولي الوزارة الامر بنفسها. 

والانكى ان يتوسل المنتسب كي تؤخذ مسحة له لاجل الوقاية، كونه يختلط مع المرضى والمصابين، ثم يختلط به افراد اسرته.

وتصوروا ايضا انه فِي هذه الظروف الاستثنائية يشكو منتسبو الوزارة من قضايا مثل عدم صرف الراتب في وقتها، والتسكين، وعدم صرف مخصصات الخطورة!

ياوزارة ويامسؤولين، ان رعاية هذه الكوادر وحمايتها وعوائلها من الإصابة وتوفير احتياجاتها ، هو من الاساسيات ولا يدخل في باب الترف. فهو تمييز ايجابي لمصلحتهم، له ما يبرره .

كل العناية والرعاية والدعم  لمنتسبي الجيش الأبيض .. وكل الصحة والسلامة.

*************

ص2

كل خميس... آخر مهمة مع الهاشمي

جاسم الحلفي

آخر مهمة جمعتني مع شهيد الموقف الوطني، الصديق هشام الهاشمي، هي نشاط تضامني للتحري عن مصير الصديقين المغيبين مازن لطيف وتوفيق التميمي.  اذ اتفقنا، الدكتور علي الرفيعي والدكتور علي المرهج والدكتور هشام الهاشمي والكتبي بلال ستار والكتبي عبد الحليم السامرائي وانا، على طرق باب أحد المؤسسات الأمنية. وشلكنا من اجل ذلك وفد للقاء السيد مصطفى الكاظمي رئيس جهاز المخابرات العراقي، الذي لم يكن في وقتها من بين  المرشحين الاوفر حضا لرئاسة الوزراء. حدد موعد اللقاء الساعة العاشرة من صباح يوم ١٤ آذار ٢٠٢٠، على أن نتجمع في بيتي، وكان العزيز هشام أول الواصلين وحال وصوله البيت، وهو المرحب به دوما، بدء النقاش حول الأوضاع الأمنية ومآل الانتفاضة ومرشحي رئاسة الوزراء. اللقاءات معه لي ولغيري، مفيدة وممتعه دوما، اذ يمتلك معرفة غزيرة بالأوضاع الأمنية، فهو الباحث الجاد الدؤوب في نشاطه، يحدث معلوماته باستمرار، يجدد تحليلاته، يطور من استنتاجاته.

 تأخر موعد اللقاء الى الساعة الثانية بعد الظهر، بطلب من مكتب الكاظمي، ما وفر لنا وقتا كافيا للتداول بأوضاع البلد وأزمة بناء النظام السياسي في العراق ومعوقاته، ومنها انفلات السلاح وانتشاره، وعمليات الاغتيالات والخطف التي لم تتوقف.

هذه المواضيع تواصلت كمدار بحث في لقاءنا مع السيد مصطفى الكاظمي رئيس الجهاز، وركزنا على إختطاف الصديقين وأهمية دوره في الكشف عن مصيرهما، سيما وله سابق معرفة بهما، كذلك بحكم منصبه كرئيس جهاز المخابرات. من جانبه بين لنا إنها مسالة خطف وليس اعتقال، اذ لم تعتقلهما أي جهة رسمية، واقترح علينا لقاء رئيس الوزراء عادل عبد المهدي كي يساعد في الكشف عن مصيرهما يحكم موقعه كرئيس وزراء وتأثيره على كل قادة الفصائل. رفضنا الاقتراح، وبينا له عدم رغبتنا للقاء عبد المهدي الذي نحمله مسؤولة قتل المتظاهرين ومصير المخطوفين.

أكدنا رسالتنا التي لا تحتاج الى توضيح وهي ( أن الكشف عن مصير مازن لطيف وتوفيق التميمي يسهم في ترميم جزء من هيبة الدولة التي وهنت في اعين المواطنين، وأن عدم وضع حد لعمليات الخطف والاغتيال سيمكن القتلة من الايغال في غيهم ما يحولهم الى قوة بطش ستطال كل ناشط وصاحب رأي،  وستتجاوز هذه العصابات الحدود وستفرض نفسها قوة مقابل الدولة).

سقطت حكومة عبد المهدي تحت ضغط الانتفاضة، والكاظمي اليوم هو رئيس الوزراء، وها هي الفرصة كي نعيد عليه فهمه لدور رئيس الوزراء، وموقعه الذي يفرض التأثير على قادة الفصائل، وقدرته للوصول الى الخاطفين ومعرفة القتلة، كما بين لناء ذلك في مجريات اللقاء سالف الذكر.

نجدد اليوم لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، مطلب الوفد الذي كان بينه هشام الهاشمي، الذي اغتيل وهو يقدم الدعم والمشورة والمساعدة لحكومة الكاظمي، في اكثر فترات حياته جرأة وأقدام في دفاعه عن الدولة ومؤسساتها الامنية، ونذكر الكاظمي باقتراحه لنا حينما كان رئيس جهاز المخابرات، بالإتصال برئيس الوزراء حيث هو المعني، بحكم منصبه في الكشف عن العابثين بأمن المواطنين، نحدث مطلبنا بالكشف سريعا عن قتلة الهاشمي، ومحاكمة المجرمين الذين اوغلوا قتلا بشبان الانتفاضة. اما كشفه عن مصير الصديقين مازن لطيف والتميمي وتحريهما من خاطفيهم، فهو بهذا يكون قد احيا هشام الهاشمي.

*********

في أربع محافظات

تظاهرات غاضبة تندد بجريمة اغتيال الهاشمي وتطالب بملاحقة العصابات والقتلة

بغداد – علي شغاتي

 

شهد عدد من المحافظات مؤخرا، احتجاجات غاضبة على خلفية اغتيال الخبير الامني والاستراتيجي هشام الهاشمي. وندد المتظاهرون بالعملية الإرهابية الجبانة التي استهدفت الهاشمي، وطالبوا الحكومة والاجهزة الامنية باعتقال الجناة وتقديمهم إلى القضاء وحفظ أمن المواطنين.

ساحة التحرير تستنكر الجريمة

وجاء بعد عملية الاغتيال التي نفذها مسلحون مجهولون يستقلون دراجتين ناريتين استنكار محلي ودولي واسع للجريمة الشنيعة التي تمت أمام كاميرات المراقبة ودون حتى أن يخفي القتلة وجوههم، في تحدٍ سافر للحكومة والقوات الأمنية.

وذكر مراسل “طريق الشعب” في بغداد، بلال رضا، إن “المئات من المعتصمين في ساحة التحرير وسط بغداد حملوا نعشا رمزيا للفقيد، ورددوا هتافات تطالب الحكومة بالكشف عن قتلته وتقديمهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم العادل”.

وأشار رضا، إلى أن “المعتصمين اتجهوا سيراً على الاقدام إلى منزل الهاشمي لتقديم العزاء لعائلته وسط حزن شديد خيّم عليهم للمواقف التي اعتبروها مشرفة للفقيد الشهيد أثناء دعمه الانتفاضة الشعبية الباسلة”.

وقال المعتصم في “الخيمة العراقية” تحت نصب الحرية، عبد الله محمد، لـ”طريق الشعب”، إن “جريمة اغتيال الهاشمي هي استمرار لمسلسل استهداف الناشطين والمدونين والمتظاهرين حتى وإن اختلف الزمان والمكان. ويبدو إن قول الحقيقة يرعب الفاسدين والقتلة. ولا اجد مبررا غير ذلك لمثل هذه الجريمة النكراء التي استهدفت رجلا عُرف بمواقفة الوطنية كلما احتاجه الوطن وجميعنا نتذكر مؤازرته وتقديمه الاستشارات المهمة للقوات الأمنية اثناء احتلال داعش الإرهابي أجزاء واسعة من أرض الوطن”.

تابع محمد “لا يمكن أن ننسى مواقف الهاشمي المشرفة تجاه انتفاضة تشرين، فقد كان منذ اليوم الاول صوتا يجاهر بالحقيقة وينقلها بكل شجاعة وهذا ما استفز القتلة ليقوموا بفعلتهم الخسيسة”، مطالبا الاجهزة الأمنية والحكومة بـ”ألقاء القبض على المجرمين وتقديمهم للقضاء مهما كانت هوياتهم وانتماءاتهم فمن غير المعقول ان تتم تصفية الكفاءات العراقية على ايدي مجرمين لا يفقهون شيئا سوى لغة القتل والدمار واشاعة الفوضى وتهديد السلم الاهلي بجرائمهم المتواصلة ضد كل من يحارب الفساد ويقف بالضد من الدمار الذي يضرب البلاد”.

السماوة تندد بغدر المجرمين

من جانب آخر، شارك العشرات في وقفة احتجاجية وسط مدينة السماوة، منددين بحادثة اغتيال الهاشمي، فيما رفعوا لافتات تطالب بوضع حد للاغتيالات التي تستهدف الناشطين.

وأكد الناشط المدني في محافظة المثنى، علي السماوي، لـ”طريق الشعب”، إن “قتلة الهاشمي هم انفسهم قتلة المتظاهرين وهم المسؤولون ايضا عن الاغتيالات والتغييب الذي طال الناشطين في الحركة الاحتجاجية، والدليل على ذلك انها الطريقة ذاتها التي اغتيل فيها الشهداء، فاهم الطائي، وعبد القدوس قاسم، وامجد الدهامات، وامجد عبدالصمد، وعلي اللامي وغيرهم”.

وأعتبر السماوي، أنه “من غير المعقول أن تتفرج القوات الأمنية بعجز عن محاسبة هؤلاء المجرمين السفاحين على الرغم من توفر الأدلة الكافية التي تثبت تورطهم. كما إن غالبية حالات الاغتيال سبقتها تهديدات علنية من جهات معروفة”، مضيفا “المواطنون ذاقوا ذرعا بانتشار السلاح المنفلت وسيطرة العصابات والمتنفذين على مفاصل الدولة وجعل البلد عبارة عن غابة يأكل فيها القوي الضعيف”.

ووجه السماوي، اللوم على “الاجهزة الأمنية بسبب عجزها عن حفظ أمن المواطنين وتوفير الحماية اللازمة، واكتفائها بالتفرج على العصابات وهي تعيث بالبلاد كيفما تشاء”.

استنكار بصري ونجفي واسع

وفي الأثناء، نظم العشرات من المواطنين في محافظة البصرة وقفة استنكارية للجريمة، مطالبين الحكومة بموقف حازم تجاه العصابات والسلاح المنفلت، فيما شددوا على الاجهزة الامنية للقيام بدورها على أتم وجه.

في حين، شارك المئات بتشييع جثمان الهاشمي في محافظة النجف، قبيل أن يوارى جثمانه الثرى بمقبرة وادي السلام في المدينة القديمة. وردد المشيعون هتافات تطالب بفرض القانون وحصر السلاح بيد الدولة والقضاء على الجماعات المسلحة التي اتهموها بتنفيذ العملية.

لجان تحقيقية كالعادة

أما بخصوص الموقف الرسمي للجريمة وكيفية متابعة حيثياتها وملاحقة مرتكبيها، أعلن القضاء تشكيل هيئة تحقيق مختصة بالنظر في جرائم الاغتيالات، بعد ساعات من الحادث.

واوضح مجلس القضاء الأعلى، في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخه منه،  إنه “قرر تشكيل هيئة تحقيقية قضائية من 3 قضاة وعضو ادعاء عام، تختص بالتحقيق في جرائم الاغتيالات في العاصمة بغداد وفي بقية المحافظات وبالتنسيق مع وزارة الداخلية”.

وردا على الجريمة، وعد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، بملاحقة ومحاسبة القتلة، وعدم السماح بعودة الاغتيالات إلى المشهد العراقي، وحصر السلاح بيد الدولة.

ويأتي ذلك بعدما نددت كل من الأمم المتحدة والولايات المتحدة وبريطانيا باغتيال الهاشمي، ودعت السلطات العراقية إلى محاسبة المسؤولين عن اغتياله.

ويُعرف عن الهاشمي وهو من مواليد بغداد عام ١٩٧٣، ظهوره المنتظم على القنوات الفضائية المحلية والأجنبية لتحليل أنشطة الجماعات التكفيرية. وهو خبير مختص بشؤون الجماعات المسلحة، وله مؤلفات عديدة بجانب حوالى أكثر من ٥٠٠ مقال وبحث نشر في الصحف والمجلات، وهو محلل أمني واستراتيجي معتمد في مراكز بحثية رصينة وله سمعة اكاديمية على المستوى المحلي والدولي.

**********

تعزية

الرفيق العزيز الدكتور ماجد الياسري المحترم

آلمنا كثيرا خبر وفاة والدكم الشخصية المرموقة الدكتور محمد حسين الياسري.

نشارككم الاحزان في هذه المناسبة ونبعث اليكم والى العائلة الكريمة التعازي الحارة  متمنين لكم جميعا الصبر وقوة التحمل.

وتبقى ذكرى الوالد الكريم الراحل طيبة دائما.

 

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

6 تموز 2020

*************

ص3

العراق في القائمة السوداء

أسباب وتبعات القرار الأوروبي

بغداد - طريق الشعب

أعرب وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، الأربعاء، عن “خيبة أمل بلاده” من إدراج العراق في قائمة أوروبية سوداء بشأن غسيل الأموال وتمويل الإرهاب

وأدرجت المفوضية الأوروبية، العراق إلى جانب دول أخرى مثل أفغانستان، وباكستان، وسوريا، واليمن، وإيران وكوريا الشمالية، ضمن قائمة الدول التي تشكل مخاطر مالية على الاتحاد الأوروبي، بسبب قصور في مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.

وتقول المفوضية الأوروبية إن تلك الدول “تشكل تهديدا كبيرا على النظام المالي للاتحاد”.

ويؤدي إدراج العراق في القائمة الأوربية إلى احتمال فرض مزيد من القيود على التحويلات المالية من العراق وإليه، مما يصعب على المستثمرين العراقيين والأوروبيين العمل في البلاد التي تعاني أصلا من أزمة مالية خانقة بحسب مختصين تحدثوا لموقع “الحرة”.

وأبدى الوزير العراقي رفضه “لما قدَّمته اللجنة من تبرير لقرارها بشأن العراق”، مشيرا إلى أن السلطات المُختصّة في العراق كانت تعمل عن كثب على مدار العامين الماضيين لتوفير المعلومات الضروريّة وذات الصلة من خلال القنوات الرسميّة بشأن تلبية مُتطلّبات الاتحاد الأوروبيّ لمكافحة غسل الأموال، وتمويل الإرهاب. وقال خبير الاقتصاد العراقي سلام الربيعي إن اللائحة الأوربية “ليست عقوبات بقدر ما هي قيود”، مضيفا إن “موضوع غسيل الأموال وتمويل الإرهاب هو أمر حساس جدا لدى النظام المالي العالمي”.

ويقول الربيعي إن “القيود الجديدة تعني أن التحويلات المالية إلى العراق ومنه ستمر بسلسلة من التدقيق وطلب أدلة على شرعية التحويل ومصدر التمويل والغرض منه، مما يعطل عملية تدفق الأموال الضرورية لتطوير الاستثمارات في العراق”. ورفض المستشار الاقتصادي لرئيس الحكومة العراقية، مظهر صالح التعليق على الموضوع، كما لم يرد المتحدث باسم البنك المركزي على استفسارات موقع “الحرة”.

ويقول الخبير الاقتصادي حسن الأسدي إن “التحويلات المالية إلى العراق ستخضع إلى شروط أكثر قساوة وأكثر بيروقراطية مما سيرفع كلف التحويل وكلف الائتمان”، مضيفا لموقع “الحرة” إن “الشركات التي تريد الاستثمار في  أي بلد تأخذ المعلومات المالية والأمنية من حكوماتها، وهذا يعني أن الاستثمارات في العراق ستكون صعبة وربما غير ممكنة إذا كانت حكومات الاتحاد الأوروبي ستبلغ شركاتها بوضع العراق”.

وأضاف الأسدي إن “موضوع مزاد العملة قد يكون سببا آخر في التصنيف الأوروبي، لأن البنوك مشتركة في مزاد العملة وتحويل أموال كبيرة إلى خارج العراق، وهذا باب كبير محتمل لموضوع غسيل الأموال خاصة وأن البنوك المشتركة في مزاد العملة لا تقدم خدمات مصرفية للعراقيين ويقتصر نشاطها على التربح من مزاد العملة”.

ويجري البنك المركزي العراقي مزادا لبيع الدولار الأميركي بأسعار مخفضة من أجل المحافظة على استقرار سعر الدولار في الأسواق العراقية وتخفيضه، لكن هذه العملية تجابه بانتقادات واسعة ومستمرة لأنها تتسبب “في نزف العملة الصعبة إلى الخارج”، كما وتشجع الاستيراد على حساب الإنتاج المحلي. وبحسب الأسدي فإن “على وزير الخارجية أن لا يبدي استغرابه من وضع العراق على هذه القائمة لأن الأزمة المالية اللبنانية قد كشفت وجود مليارات الدولارات من أموال النفط العراقي موضوعة من قبل حكومة إقليم كردستان في بنوك لبنان بدون علم الحكومة العراقية، وهذه العملية ربما قد ألقت بمزيد من علامات الاستفهام على ملف العراق المالي، ووزير المالية كان مديرا لمكتب رئيس الإقليم”.

وأجرى وزير المالية العراقي علي علاوي اجتماعات مع سفراء دول الاتحاد الأوربي في العراق بداية الشهر الحالي، ووقتها قالت الوزارة إن الاجتماع كان “إيجابيا”.

وأعلن علاوي عن خطة مالية لـ”إصلاح الاقتصاد العراقي بشكل كامل” يفترض أن تقدم إلى البرلمان لإقرارها خلال الأشهر الثلاثة المقبلة”. وبموجب قوانين الاتحاد الأوروبي، فإن البنوك والشركات المالية الأخرى وشركات الضرائب، ملزمة بتدقيق أكثر تأنيا تجاه زبائنها الذين لهم تعاملات مع الدول المدرجة في القائمة.

ووضع العراق في قائمة “الدول التي لديها أنظمة مالية ضعيفة تجاه مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب” في فبراير من عام 2019، وأكد الاتحاد وضعه في نفس القائمة في مايو الماضي. وبحسب بيان إصدار القائمة فإنها “تهدف إلى حماية النظام المالي للاتحاد الأوروبي من خلال تحسين منع غسل الأموال ومخاطر تمويل الإرهاب”.

ونتيجة للإدراج العراق في القائمة، سيتعين على المصارف وغيرها من الكيانات المشمولة بقواعد الاتحاد الأوروبي لمكافحة غسل الأموال أن تطبق عمليات فحص متزايدة على العمليات المالية التي تشمل العملاء والمؤسسات المالية من هذه البلدان “الشديدة الخطورة” من أجل تحديد أي تدفقات “مالية مشبوهة”.

*********

الشيوعي العراقي: قرار التمديد لشركات الهاتف النقال

يجب ألا يمر !

أعلن مجلس الوزراء في جلسته يوم الثلاثاء عن قرار تمديد رخص شركات الهاتف النقال لمدة 8 سنوات.

وفي شأن هذا القرار الغريب أدلى الرفيق الدكتور صبحي الجميلي عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، بتصريح الى المركز الاعلامي للحزب قال فيه ان من المستغرب أن يتم التمديد بهذه الطريقة، التي تعكس تفريطا واضحا بحقوق ومصالح الشعب والوطن، وان يتقرر التمديد حتى قبل استيفاء ديون الدولة المستحقة على هذه الشركات كاملة، والتي تزيد على مليار دولار. وأضاف ان التمديد بالصورة المعلن عنها يأتي بمثابة تكريم لتلك الشركات، حيث يوافق على ان تدفع 50 في المائة فقط من ديونها، وتقسيط البقية بدفعات ميسرة، بل ان ذلك شمل حتى مستحقات التمديد الجديد.

ومضى الجميلي قائلا أن “هذا القرار المجحف بحق الدولة جاء رغم الشكاوى العامة المتواصلة من سوء خدمات شركات الهاتف النقال وارتفاع أسعارها”.

وشدد عضو المكتب السياسي على “وجوب عدم تمرير هذا القرار، والعمل في مجلس النواب على إيقاف تنفيذه، والضغط على الحكومة المؤقتة لمراجعته كاملا، واستحصال حقوق الدولة وحفظ المال العام”.

 

المركز الاعلامي للحزب الشيوعي العراقي

٨ تموز ٢٠٢٠

*********

نواب: جهات سياسية متنفذة تقف خلف هذا الملف

استياء سياسي وشعبي من قرار تمديد رخص

شركات الهاتف النقال وتقسيط ديونها

بغداد – طريق الشعب

شهدت الساحة السياسية والشعبية، اليومين الماضيين، جدلا واسعا بسبب تجديد الحكومة رخص شركات الهاتف النقال لمدة ثمان سنوات مع تسهيل دفع ديونها التي تتجاوز المليار دولار. الخطوة هذه أثارت استياء الكثيرين الذين أكدوا أنها مجاملة واضحة لهذه الشركات الفاشلة ذات الخدمات السيئة، وتخليصها من دفع مستحقاتها للدولة رغم الأزمة المالية الحالية التي يمر بها البلد، ويجب العدول عن القرار سريعا. فيما جرت الإشارة إلى إن مراعاة هذه الشركات يأتي بسبب وقوف جهات سياسية متنفذة خلفها.

هدر مالي واضح!

لجنة الاعلام والاتصالات النيابية، أوضحت إن قرار التجديد مفاجئ وهو هدرا للمال العام في ظل هذه الأزمة الخانقة.

وذكرت اللجنة في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخه منه، إنه “في الظروف الراهنة، وأثناء الأزمة الاقتصادية وجائحة كورونا، كان من الأجدر بمجلس ‏الوزراء أن يذهب إلى قرار يعضد الإيرادات غير النفطية ولكنه إصدار قرارات عدة، منها إطلاق خدمة الجيل الرابع وتجديد عقود تراخيص ‏شركات الهاتف النقال. ويجب إلغاء هذا القرار والتريث به لدراسة كل معطيات العقد”

واعتبرت اللجنة “تجديد عقود تراخيص شركات الهاتف النقال هدر في المال العام وتهاون واضح باستيفاء ‏حقوق الدولة، وان قرار استيفاء نصف الديون الواجبة الدفع وجدولة المتبقي من الدين ‏انما هو مخالفة قانونية واضحة، وعدم محاسبة الشركات على مخالفاتها وتجاوزها على المال العام يعد مخالفة قانونية واضحة”، مبينة إن “هنالك ضبابية بإعطاء الشركات تجديد المدة‎ ‎على ان تقدم خدمات الجيل الرابع،‎ ‎علماً ‏ان شركتين على الاقل هي مخالفة لأصل التعاقد وليس لديها القدرة الفنية لتقديم الجيل الثالث ‏الحالي فكيف تستطيع تقديم خدمة الجيل الرابع، وتأخير اطلاق الرخصة الرابعة لشركة جديدة منافسة من قبل مجلس الوزراء بدون اسباب ‏موضوعية يعتبر قرار ضد مصلحة الدولة”.

النزاهة النيابية: سنلجأ إلى القضاء

وفي السياق، هددت لجنة النزاهة النيابية، باللجوء إلى القضاء لمنع تجديد رخص شركات الهاتف النقال، إذا لم تدفع هذه الديون المترتبة عليها، وفوائدها. وقال رئيس اللجنة ثابت العباسي في بيان له، إنه سيقيم “دعوى قضائية في الادعاء العام لمنع تجديد رخص شركات الهاتف النقال والزامها بدفع الديون المترتبة عليها مع فوائد تلك الديون”. ويأتي تصريح رئيس اللجنة في الوقت الذي يشهد فيه الشارع العراقي استياء شعبي كبير من القرار وحملات على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بإلغائه.

البرلمان يقدم طلبا رسميا للكاظمي

وفي غضون ذلك، قدم نائب رئيس مجلس النواب، حسن الكعبي، أمس، طلباً رسمياً إلى رئيس مجلس الوزراء، لإلغاء قرار تجديد تراخيص شركات الاتصالات.

الطلب النيابي أتى بعد أن أعلن عضو لجنة الخدمات النيابية، عدي حاتم، عن جمع تواقيع لرفض القرار الحكومي هذا.

أحزاب وجهات متنفذة متواطئة

من جانبه، أكد النائب، اسعد المرشدي، تواطؤ احزاب سياسية وجهات حكومية مع شركات الهاتف النقال على حساب المواطن العراقي. ودعا النائب، إلى “فتح هذا الملف من جديد، لأنه يمثل موردا مهما لخزينة الدولة”.

أما عضو اللجنة المالية النيابية، محمد صاحب الدراجي، فأبدى استغرابه من القرار الحكومي. وقال الدراجي في تغريدة على “تويتر”، إن “مجلس الوزراء مدد لشركات الهاتف النقال وهي اساسا مديونة للدولة وكان من المفترض فتح باب المنافسة ويفرض عليها تقليل الاسعار على المواطن واستيفاء رسوم الرخصة أكثر من الذي دفعوه قبل 15 عاماً لان الوضع تغير من خلال عروض جديدة”، مضيفا “من لم يسدد الديون يجب ان يستبعد ولا يكافأ بالتجديد”.

***********

ص4

اعتبروا الفساد أهم أسباب أزمتهم

أهالي الحسينية: نتعذب بسبب انقطاع الماء المتكرر

بغداد – طريق الشعب

يعاني أهالي قضاء الحسينية، الواقع شمالي بغداد، من مشكلة انقطاع المياه في كل صيف. الأهالي شكوا هذه المرة أيضا من عدم حل هذه المشكلة الازلية. وأوضحوا إن الحصص المائية للقضاء يتم التجاوز عليها من قبل محطات المياه ومحلات غسيل السيارات فضلا عن ضعف التجهيز المائي الحكومي دون وجه، مقابل غياب الرقابة عن متابعة هذا الأمر. وبينوا إن مناطق عديدة داخل الحسينية شهدت شحة مائية مخيفة خلال الأيام الماضية، تجرع مرارتها المواطن ولم يقم أي مسؤول حكومي أو جهة خدمية داخل القضاء بحل المشكلة.

منظومة فساد متكاملة

ويقول الناشط المدني في الحسينية، علي البهادلي، إن “سوء الخدمات والفساد تجذر في المدينة نتيجة سيطرة الاحزاب المتنفذة على مراكز صنع القرار واقتسام المناصب الخدمية وفق المحاصصة وتعيين شخصيات غير كفؤة لإدارة القضاء. ويلفت البهادلي خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، إلى أن “للقضاء تاريخ أزلي مع أزمة المياه. ويُقطع الماء عنه بشكل وحشي في فصل الصيف وخاصة في مناطق (مسقط) و (السكلات) ذات الغالبية السكانية الفقيرة، والتي تقع في نهاية القضاء وتصل مدة القطع في بعض الاحيان إلى ٧ ايام في مثل هذا الجو اللاهب”، مضيفا إن “أهالي القضاء سئموا المطالبة بحقوقهم الطبيعية المغبونة. وعجز المسؤولون عن اداء واجبهم، ومقابل فشلهم هذا، أصبح بعض هؤلاء المسؤولين يهدد الناشطين والمواطنين لإسكات اصواتهم، وتخويفهم برفع الدعاوي القضائية أو اللجوء إلى العشائر في حال عدم الكف عن الانتقاد”.

ويبين المواطن البهادلي، إن “المسؤولين في القضاء لا يظهرون الا حين تتفاقم الازمات ويزداد احتقان المواطنين. وهم في هذه اللحظات، يظهرون بمظهر حلاّل العقد، والبطل الخارق الذي يخدم المواطنين رغم انهم يتحملون كل الفشل والتقصير الذي يستمر بفضلهم”.

مشروع تبديل أنابيب المياه

وبشأن مشروع تبديل انابيب نقل المياه في القضاء، يوضح الناشط المدني حسين الفريجي، إن “المشروع لم يكتمل رغم إن بداية العمل فيه كانت قبل حاولي 6 سنوات. وشمل عمل المشروع محلات قليلة من القضاء فقط.

ويضيف الفريجي “تقاسم المتنفذون والمليشيات والعصابات المسلحة وبعض شيوخ العشائر الفاسدين، الحصة الأكبر من الأموال المخصصة لهذا المشروع، عبر إحالته إلى مقاولات ثانوية لهم ليكتفوا بتنفيذ أعمال بسيطة ونهب المتبقي وسط تواطؤ السلطة الرقابية في المدينة واكتفائها بمنشورات ناقدة، على مواقع التواصل الاجتماعي من أجل كسب ود المواطنين ولكنهم في الحقيقة منافقون وشركاء أساسيون في عمليات الفساد الكبرى”.

ويشير الفريجي، إلى “تحكم المتنفذين في الأموال المخصصة لكل المشاريع في القضاء وليس مشروع الماء فقط، وتوزيع الأموال بينهم مقابل انجاز لا يرتقي للجودة المطلوبة في التنفيذ، وغير خاضعة للمواصفات، حيث إن القسم الأعظم من أنابيب المياه، تم بيعه بينما يأكل الصدأ القسم الثاني المتروك”، مؤكدا إن “الفساد هو أبرز اسباب انقطاع المياه وجعل المواطنين يتعذبون في فصل الصيف الحارق”.

انقطاع مستمر للمياه

في السياق يكشف المواطن كاظم الازيرجاوي عن “انقطاع المياه عن منزلة منذ ٣ ايام.  ويقول الازيرجاوي لـ”طريق الشعب”، إنني “اضطر كغيري لشراء مياه الطبخ والغسيل من محطات التصفية الاهلية. وهذا الأمر اضاف عبئا اقتصاديا جديداً علينا نحن المواطنين في القضاء. خاصة إن اغلبنا من الكادحين والفقراء والذين يعيشون على الدخل اليومي الذي تضرر نتيجة اجراء حظر التجوال وتوقف اغلب الاعمال في القضاء وخارجة”.

ويناشد الازيرجاوي الجهات المسؤولة في القضاء او الحكومة المركزية لـ”ايجاد حل لمشكلة المياه التي لا تصل الى نصف المنطقة تقريبا وتنقطع باستمرار”، داعيا الى “محاسبة محطات غسل السيارات التي تنتشر بصورة عشوائية في المدينة وتتجاوز على الحصة المائية للمنازل وكذلك ايجاد حل مناسب الى محطات تصفية المياه المنتشرة والتي تعمد على خزن المياه حال البدء بضخها ما تؤثر بنسبة كبيرة على كمية المياه التي تصل للمنازل”. ومن جانبه، لفت المواطن مقداد حسن إلى إن “قائمقام القضاء لم نسمع له صوتا بخصوص ما يجري من أزمة كبيرة في المياه. وبعد أن دخلت بعض المناطق يومها الـ 15 وهي تعاني، أعلن القائمقام بطريقة استعراضية خالية من حس المسؤولية، أنه ذهب الى الجهات المسؤولة لمتابعة مشكلة المواطنين هذه، ليسوق نفسه كراعٍ لأهالي القضاء، وهو بعيد جدا عن هذا الأمر”.

***********

أكدت أحقيتها بالدفاع عن حقوق الدولة ضد الفساد والتلاعب

نقابة المحامين تطالب بتوزيع الدعاوى الحكومية وفقا لقانون المحاماة العراقي

بغداد- طريق الشعب

وجهت نقابة المحاميين العراقيين، السبت الماضي، مذكرة إلى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، طالبته إلزام الوزارات بتوزيع الدعاوى القضائية على المحامين طبقا لقانون المحاماة فيما يتعلق بالدفاع عن حقوق الدولة أمام الفساد والتلاعب الحاصل في كافة مؤسسات الدولة.

النقابة تطالب بالدفاع عن حقوق الدولة

أوضحت النقابة في المذكرة التي تلقت “طريق الشعب”، نسخه منها، إن “المحامون يجدون لهم دورا في تنفيذ المهام الوطنية العاجلة المطروحة على الحكومة، تلك المتعلقة بالدفاع عن حقوق الدولة والشعب، أمام المحاكم القضائية بقوة الدستور والقانون، بما يفضي إلى استعادة هيبة الدولة و قدراتها وحقوقها، من خلال مشاركة النقابة والمحامين الفعالة في التصدي لحالات الفساد والتلاعب المستشري في مفاصل الدولة، ومعالجة الأضرار البليغة التي لحقت بالعراق وشعبه، واعتمادا على السلطة القضائية وعلى وجه التحديد (المحامين) بوصفهم الجزء الرئيس في العملية القضائية بعد إزالة كل العوائق التي صنعتها القرارات الإدارية اللامسؤولة التي تحول دون قيام المحامين بدورهم”.

وأضافت المذكرة “تم تغييب الدور المهني والقانوني للمحامين للدفاع عن حقوق الدولة منذ أكثر من عقدين، بعد أن تم تعطيل النصوص القانونية الآمرة والصريحة في الدلالة والمعنى بقرارات إدارية صادرة عن وزراء أو مدراء عامّين في الحكومة، تجاوزت وصف التعدي على القانون لتصل إلى درجة الانتقاص والإجهاز الكامل على المحامين ودورهم المعقود عليهم طبقاً لأحكام المادتين 22 و 23 من قانون المحاماة العراقي رقم ١٧٣ لسنة ١٩٦٥ اللتين أوجبتا عدم الجواز لغير المحامين من التوكل عن الغير، و يدخل في عداد (الغير) وبصورة مطلقة جميع الدوائر الرسمية وشبه الرسمية والمحافظات والشركات والمصارف، سواءً بجهة الادعاء بالحقوق أم بالدفاع عنها بالصفة القانونية المقررة أمام جميع المحاكم العراقية داخل العراق وخارجه وفي مختلف اختصاصاتها ودرجاتها، على أن يتم توزيع الدعاوى على المحامين توكيلاً من (لجنة توزيع دعاوى الدوائر)، وذلك من أجل إعادة حق المحامين الشرعي، بالدفاع عن حقوق الدولة في حماية الأموال العامة وصيانتها والحفاظ عليها أمام المحاكم القضائية، وهي تتعرض اليوم للاعتداء والتلاعب و الضياع على يد البعض من رموز السياسة وحفنة قليلة من اللصوص والسراق فاقدي الأمانة و الشرف والضمير”.

مذكرة النقابة أكدت ايضا، إن “اقتدار المحامي بالدفاع عن حقوق الدولة، لا يتحقق إلا بالتعاون مع الحقوقيين العاملين في الأقسام القانونية في الوزارات والمؤسسات والدوائر الحكومية”، لافتة إلى إن “القسم الأعظم من موظفي الدوائر حديثو التعيين، لوحظ تكليفهم بالدفاع عن مصالح الحكومة أمام القضاء والتي تبلغ أحيانا مليارات الدنانير، ما تسبب بضياعها أو هدرها نتيجة نقص الخبرة اللازمة لهم”.

تكليف غير مهني

وفي السياق، قال نقيب المحاميين، ضياء السعدي لـ”طريق الشعب”، إن “الدعاوى التي تقام من قبل الوزارات والدوائر الحكومية، يُكلف بها الممثلون القانونيون العاملون في الدوائر والشعب القانونية، وهم في الغالب لم يمارسوا مهنة المحاماة ومرت على تخرجهم فترات طويلة، وبالتالي يكونوا غير قادرين على اتمام مهامهم بشكل صحيح”.

وأضاف السعدي، إن “خسارة هذه الدعاوى تُكلّف البلد مليارات الدولارات، وهو ضرر كبير بحق المال العام. وفي بعض الاحيان، تقوم الوزارات برفع دعاوى ضد شركات تعاقدت معها ولم تنجز مهامها بحسب بنود العقد، لذا يترتب على هذه الشركات أن تدفع الشرط الجزائي نتيجة تخلفها، ولو نسقت الوزارات مع النقابة لتفادت الخسارات الكبيرة للأموال التي تحصل”، موضحا أنه “في بعض الاحيان يأتي الامر معكوساً حيث تقوم هذه الشركات أو المواطنون برفع دعاوى ضد الدولة، يكون جزء من اسبابها غير مقنع، وبالتالي تخسر الدولة الدعوى نتيجة عدم وجود محامين مختصين يضمنون حقوقها”.

وطالب نقيب المحامين، رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، بـ”توجيه وزاراته لتشكيل لجنة تضم النقابة، ووزارة المالية، بالإضافة إلى الوزارة التي لديها دعاوى قضائية”.

غياب الخبرة مشكلة كبيرة

من جانبها، قالت المحامية، تحرير الموسوي، إن “معظم الدوائر الحكومية لديها شُعب وأقسام قانونية تضم موظفين تخرجوا من كليات القانون لكنهم لا يملكون الخبرة القانونية، فهم انتقلوا فور تخرجهم من الجامعة إلى الدائرة الحكومية التي تم تعيينهم فيها، ومعظمهم يفتقدون الخبرة في قانون اصول المرافعات”.

وأكدت الموسوي لـ”طريق الشعب”، إن “هؤلاء المكلفون من قبل دوائرهم بالتمثيل القضائي وحق الخصومة ودخول المرافعات، لا يملكون الخبرة الكافية ويفتقدون إلى المعلومات بالقانون وأصوله، ويتم توجيههم من قبل دوائرهم الحكومية التي تفتقد أساسا للخبرة القانونية، ويؤدي ذلك إلى وضع الدائرة المعنية دائما في موقف الخاسر”، مبينة أن “الممثل القانوني يرفض في بعض الاحيان الاذعان لتطبيق القانون ويتجه لاستخدام طرق الطعن بالقرارات على الرغم من قناعته بصحتها، مستخدما حقه القانوني بطرق الطعن، ولكن وفي حقيقة الأمر يكون العمل هذا ليس للمحافظة على حقوق الدائرة، وإنما تجنبا للمحاسبة والعقوبة الإدارية التي يمكن أن يتعرض لها الموظف المُكلف”.

***************

ص5

مواطنون في الكرخ: سعر أمبير الكهرباء

بلغ 20 ألف دينار.. والمحافظة تتفرج !

بغداد – عبد الله لطيف

شكا العديد من المواطنين في جانب الكرخ من العاصمة، مؤخرا، من ارتفاع سعر الامبير الكهربائي مع حلول شهر تموز الذي يعيد نفس المشهد في كل موسم ويتضمن غياب الطاقة الكهربائية الحكومية، وقيام أصحاب المولدات الأهلية باستغلال الأزمة والتلاعب بالأسعار المحددة وابتزاز المواطنين. حيث يتجدد هذا التجاوز رغم تحديد محافظة بغداد التسعيرة وتلويحها بفرض العقوبات على المخالفين.

ارتفاع غير معقول للأسعار

ويتزامن ارتفاع تسعيرات الكهرباء الاهلية، مع توقف سوق العمل الذي أضر بشرائح كثيرة بسبب جائحة كورونا.

ويقول المواطن من منطقة الدورة، محمد الجنابي لـ”طريق الشعب”، إن “سعر الامبير كان في الشهر الثالث يبلغ 14 الف دينار. ووصل في بداية الشهر السادس إلى 16 ألف دينار رغم الوعد الذي قطعه صاحب المولد الأهلي بالحفاظ على التسعيرة لهذا العام بسبب الوضع الاقتصادي الراهن والظروف الصحية المعقدة والتي أدت إلى توقف نشاط السوق”.

ويتابع الجنابي “الآن ومع ازدياد ساعات انقطاع التيار الكهربائي الحكومي وكثرة الاعتماد على المولدات الاهلية، وصل سعر الأمبير الواحد إلى 20 الف دينار، ومن المحتمل أن ترتفع قيمته أكثر في شهر آب القادم”.

أعطال.. وترد كبير

التمادي في زيادة أسعار التجهيز الكهربائي الأهلي، جاء بعد أن غضت محافظة بغداد بصرها عن أصحاب المولدات الذين لم يلتزموا بتسعيرتها التي حددتها وفق كتاب رسمي ووجهت على أثره بمحاسبة المخالفين. والتسعيرة الحكومية كانت تنص على أن سعر الأمبير الواحد يبلغ 6 الاف دينار بواقع تشغيل من الساعة ١٢ ظهرًا وحتى الخامسة فجرًا، في حين يبلغ سعر التشغيل الذهبي 9 آلاف دينار فقط وليس 16 أو 20 الف دينار.

من جانبه، يقول المواطن من منطقة حي الجهاد، عمر جاسم لـ”طريق الشعب”: “في كل صيف تشهد المحولات والكيبلات اعطالا كثيرة بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي تؤدي الى انقطاع متواصل للكهرباء الحكومية، ودائماً ما تتأخر فرق الصيانة، ويستثمر اصحاب المولدات هذا الموقف مادياً لصالحهم”.

ويضيف جاسم “عند ذهابنا لدفع اجور هذا الشهر علمنا ان سعر الامبير اصبح 20 الف دينار، بالتالي اني ملزم بدفع 160 الف دينار عن 8 امبيرات لصاحب المولدة. لو وفرت الحكومة 14 ساعة من الكهرباء يومياً لجنبتنا دفع هذه المبالغ الكبيرة”، مبيناً ان “هذا العدد من الامبيرات لا يؤمّن تشغيل اجهزة التبريد، ونحن ندفع 160 الف من اجل اشياء بسيطة”.

تجاهل التعليمات وافلات من المحاسبة

محافظة بغداد دعت في الآونة الأخيرة من لديهم شكوى على اصحاب المولدات الاتصال بالمختارين او رؤساء الوحدات الادارية او حتى الأجهزة الأمنية. وأوضحت إمكانية إرسال الشكاوى عبر صفحات المحافظ والمحافظة على موقع فيسبوك تتضمن (موقع المولدة وعنوانها الكامل واسم صاحبها) ليتسنى لها اتخاذ اللازم.

لذا، يذكر علي محسن وهو من سكنة مدينة الحرية لـ”طريق الشعب”، إن “اصحاب المولدات غير ملتزمين بالتسعيرة الحكومية، وقاموا برفع سعر الامبير الى 18 الف دينار، بالتزامن مع ازمة كورونا التي فرضت قيوداً جديدة على العمل. فمن اين نؤمن اموال هذه الالتزامات”.

وطالب محسن الحكومة بـ”زيادة متابعتها لهذا الموضوع خصوصاً وان عشرات العوائل اصحبت غير قادرة على دفع هذه المبالغ”.

**********

الاستخبارات: ضبطنا صيدليات

تبيع الأوكسجين بأسعار مرتفعة

بغداد – طريق الشعب

اعلنت وكالة الاستخبارات، أمس، عن ضبط صيدليات تبيع الأوكسجين بأسعار مرتفعة وأخرى بدون موافقات رسمية بممارسة المهنة في بغداد ونينوى. 

وذكرت الوكالة في بيان، انه “استنادا لمناشدة بعض المواطنين بوجود بعض الصيدليات في بغداد أصحابها من ضعفاء النفوس مستغلين الوضع الصحي الذي يمر به بلدنا، حيث ضبطت مفارز وكالة الاستخبارات في وزارة الداخلية اثنين من تلك الصيدليات وإلقاء القبض على مالكيها”.  واضاف البيان ان اصحاب الصيدليتين كانا “يقومان ببيع قناني الأوكسجين بمبلغ 400 ألف دينار لقنينة الأوكسجين الواحدة، والأخرى بمبلغ 459 ألف دينار”. 

واشار البيان الى انه “تم ضبط ثلاث صيدليات في محافظة نينوى وإلقاء القبض على مالكيها يقومون ببيع الأدوية للمواطنين بدون موافقات رسمية لممارسة المهنة”، موضحاً انه “تم ضبط المواد الطبية والأدوية بمحضر ضبط أصولي، وتوقيف المتهمين الملقى القبض عليهم وفق أحكام المادة ٥٠ صيدلية حسب قرار السيد قاضي التحقيق”.

**********

ما مصير الأموال التي دفعوها كرسوم لقبولهم في الامتحانات؟

المتقدمون للامتحانات الخارجية

يطلبون شمولهم بقرار الدخول الشامل

بغداد - سيف زهير

طالب عدد كبير من المتقدمين لأداء الامتحان الخارجي، مؤخرا، رئيس الوزراء بإصدار قرار لشمولهم بالدخول الشامل لأداء امتحانات الصف السادس الاعدادي، وعدم تأخيرهم إلى العام المقبل وفق قرار هيئة الرأي في وزارة التربية، فيما تساءلوا عن مصير الأموال التي دفعوها كرسوم لقبولهم في الامتحانات.

قرار مثير للجدل

وقررت وزارة التربية، السبت الماضي، إجراء الامتحان التمهيدي لطلبة السادس الاعدادي (الخارجي) بفروعه كافة، بعد الانتهاء من امتحانات الدور الأول لطلبة السادس الاعدادي (النظامي). ولاقى هذا القرار اعتراضا كبيرا من قبل الطلبة المشمولين بالامتحان الخارجي، حيث تظاهر العشرات منهم أمام وزارة التربية، فيما نظمت وقفة اخرى أمام مديرية تربية المثنى للمطالبة بشمولهم بقرار الدخول الشامل للامتحانات.

ورفض المتظاهرون تأجيل الامتحانات الخارجية إلى العام المقبل، وطالبوا رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، بالتدخل وإلغاء الامتحانات التمهيدية وشمولهم بالمشاركة في امتحانات البكالوريا مع أقرانهم من طلبة السادس الإعدادي. واعتبروا التأجيل هذا هو أول خطوة لإلغاء امتحاناتهم وإحالتها إلى العام المقبل، مع ضياع حقوقهم المالية التي دفعوها كرسوم للمشاركة.

ما المانع من المشاركة؟

وفي السياق، قال الطالب، علي جمعة لـ”طريق الشعب”، إن “مصيرنا مجهول ولغاية الآن لم تصدر وزارة التربية توجيهات واضحة حول الامتحانات الخارجية في حين حددت الثامن من آب المقبل موعدا لانطلاق الامتحانات للصفوف المنتهية لمرحلة الاعدادية بفروعها كافة للعام الدراسي ٢٠١٩ – ٢٠٢٠”. ودعا جمعة وزارة التربية إلى “اتخاذ قرار بأجراء الامتحانات التمهيدية أو شمول طلبة الامتحان الخارجي بالدخول الشامل في الامتحانات اسوة بطلبة الاعداديات في المدارس، كون اداء الامتحان لن يؤثر على الامتحانات أو رصانتها، وبالإمكان اجراؤها اسوة بالبقية ومراعاة للظروف التي مر بها العراق خلال الفترة الماضية”.

ما مصير الرسوم المدفوعة؟

وبشأن الرسوم التي دفعها الطلبة للقبول في الامتحانات الخارجية، تساءلت الطالبة، هدى عبد الكاظم، عن “مصير الأموال المدفوعة لغرض التقديم للدراسة الخارجية، حيث تم استيفاء مبلغ ٢٥ الف دينار من كل طالب يرغب في الامتحان ضمن الدراسة الابتدائية، فيما تم استيفاء مبلغ ٥٠ الف دينار من المتقدمين للدراستين الاعدادية والمتوسطة، في حين يقدر المتقدمين للامتحانات الخارجية بـ ١٠٠ الف طالبة وطالب، ما يعني ان الاموال التي استحصلتها مديريات التربية من المواطنين تقدر بحوالي ٤ مليار دينار”.

 قرارات متخبطة

من جانبه، وصف عضو اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، رضا عادل، قرارات وزارة التربية بـ”المتخبطة”. وقال عادل لـ”طريق الشعب”، إن “وزارة التربية أكدت في مناسبات عدة إجراءها الامتحانات الخارجية. ومع كل التأكيدات قررت تأجيلها بالنسبة للدراسة الإعدادية، وباتت ملغية للدراستين المتوسطة والابتدائية. فماذا يمكن أن نسمي ذلك؟”. وأشار عادل إلى إن “أداء الامتحانات هو حق للطلبة، ونقدر الظروف الصحية الحالية، ولكن من الضروري على مديريات التربية إعادة الاموال للطلبة المتقدمين للدراسة الخارجية او ترحيل معاملاتهم إلى العام المقبل. ومن غير المقبول ن يتم غبن هؤلاء الطلبة وعوائلهم خاصة ان عددا كبيرا منهم صرف اموالا طائلة من اجل الاستعداد للامتحانات”.

**********

ص6

معاملات “المتقاعدين الجدد”.. إلى متى الانتظار !؟

البصرة - حسين منذر

في ظل الظروف الصعبة الراهنة التي يعيشها العراق اليوم، من تفشي وباء كورونا وما رافقه من أزمات اقتصادية واجتماعية وواقع معيشي قاسٍ، لا تزال الحكومة عاجزة عن حل مشكلات المتقاعدين، خاصة “المتقاعدين الجدد”. فبعد ما قررت الحكومة السابقة إحالة اكثر من 250 الف موظف، دفعةً واحدةً إلى التقاعد، اعتباراً من مطلع العام الجاري، بداعي توفير فرص عمل للخريجين والعاطلين عن العمل، ظهرت مشكلات جديدة، أبرزها تأخر إنجاز معاملات معظم هؤلاء المتقاعدين، بسبب أعدادها الكبيرة، الأمر الذي كشف أن الحكومة السابقة لم تكن موفقة في قرارها هذا. إذ من غير المعقول أن يحال هذا العدد الكبير من الموظفين إلى التقاعد، خلال عام واحد، فهذا القرار لم يسبقه مثيل في العراق، ولا حتى في العالم كله!

وكان صدور هذا القرار قد تزامن مع الاحتجاجات الشعبية (انتفاضة تشرين)، وما رافقها من إضرابات عن الدوام الرسمي، الأمر الذي ساهم في تأخر إنجاز معاملات المتقاعدين. ثم جاء فيروس كورونا وعطّل الدوام الرسمي في غالبية المؤسسات الحكومية، لتبقى تلك المعاملات من دون إنجاز.

وتحت وطأة هذا الواقع المرير الذي تعيشه اليوم أكثر العائلات العراقية، يعاني المتقاعدون الجدد معاناة شديدة، كون رواتبهم الشهرية في دوائرهم السابقة، توقفت منذ شهور، بينما لم يجر الشروع بصرف رواتبهم التقاعدية، بسبب عدم إنجاز معاملاتهم.

يقول ابو سيف، وهو أحد المتقاعدين الجدد في محافظة البصرة، أنه سئم من كثرة مراجعاته الدوائر الحكومية لإكمال معاملة التقاعد.

ويلقي أبو سيف، الضوء على معاناته ومعاناة أقرانه الآخرين، مبينا انه، في ظل تفشي وباء كورونا، يتعرض المتقاعدون إلى الخطورة اثناء مراجعتهم الدوائر الحكومية لغرض إنجاز معاملات التقاعد، خاصة أن جلهم من كبار السن ومن حاملي الأمراض المزمنة.

ويضيف قائلا: “اننا منذ أكثر من أربعة شهور، نعيش ظروفا صعبة جداً، بسبب تأخر إنجاز معاملاتنا التقاعدية وعدم صرف رواتبنا الجديدة”، مؤكدا أن المتقاعدين الجدد بحاجة ماسة إلى مستحقاتهم المالية، كي يسدوا ما في ذممهم من ديون ويغطوا نفقات معيشتهم وعائلاتهم.

ويطالب أبو سيف باسم أقرانه، الحكومة وهيئة التقاعد الوطنية بأن “تضعا حلا عاجلا لمشكلتنا”.

ومعلوم أن المتقاعدين يعتمدون في تأمين متطلبات معيشة عائلاتهم، بشكل أساسي على رواتبهم. وفي ظل أزمة كورونا وصعوبة الحياة هذه الأيام، فإن عدم صرف تلك الرواتب، يعد كارثة ومشكلة كبيرة – بحسب أحد المتقاعدين.

********

أهالي المشخاب يطالبون

بتوفير الكهرباء

 

المشخاب – احمد عباس

تظاهر العشرات من اهالي قضاء المشخاب في محافظة النجف، نهار امس الخميس، ضد تدهور الكهرباء الوطنية. وطالب المتظاهرون بتوفير الكهرباء وزيادة ساعات تجهيزها، معربين عن معاناتهم تحت وطأة حرارة تموز اللاهب. كما طالبوا بقطع خطوط “كهرباء الطوارئ” عن المسؤولين الحكوميين “كي يشعروا بمعاناة المواطنين جراء تردي الكهرباء”.

***********

أهالي الزبير:

نرفض تحويل المنشآت الحكومية

الى القطاع الخاص

البصرة - طريق الشعب

نظم العشرات من أبناء قضاء الزبير في محافظة البصرة، أول أمس الأربعاء، وقفة احتجاج أمام موقع “مدرسة الزبير المسائية” في مركز القضاء، مستنكرين هدم المدرسة وإحالتها إلى الاستثمار في القطاع الخاص، لبناء “مول تجاري” بدلا عنها.

وندد المشاركون في الوقفة، بخصخصة القطاع العام والمنشآت الحكومية المهمة، معتبرين ذلك عملية ممنهجة هدفها القضاء على القطاع العام، ليتسنى تحقيق الأرباح الشخصية على حساب المواطنين، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يشهدها العراق اليوم.

وطالب المحتجون بإيقاف عمليات الخصخصة تلك، خاصة في المنشآت التربوية والتعليمية.   نور الدين ضياء، وهو أحد المشاركين في الوقفة، قال لـ “طريق الشعب”: “وقفنا اليوم لنستنكر تحويل المنشآت الحكومية، ومنها المدارس والحدائق العامة، الى القطاع الخاص. فهذه العملية تضطر الطبقة الكادحة إلى اللجوء للعمل في القطاع الخاص”، لافتا إلى أن “مدرسة الزبير المسائية” عمرها أكثر من 100 عام، وليس من الانصاف هدمها وتحويلها إلى مول تجاري. واوضح ضياء أن أهالي الزبير ليسوا ضد استثمار القطاع الخاص، لكنهم ضد أن يطال هذا الاستثمار القطاعات الخدمية والتعليمية والصحية المهمة.

*********

عن محنة صرف رواتب الموظفين

ماجد مصطفى عثمان

يتبع العراق في موعد صرف رواتب موظفيه المعينين على الملاك الدائم والعقود والأجر اليومي، على نظام الـ 30 يوما، أي أن الراتب يوزع نهاية كل شهر، وهذا النظام معمول به في جميع بلدان العالم، وقد نص عليه قانون الخدمة المدنية العراقي، وألزم مؤسسات الدولة بتطبيقه، إلا في الحالات الاستثنائية، التي يتأخر فيها صرف الراتب لأغراض الجرد السنوي، وغيرها.

ما يثير الغرابة، هو أن الحكومة ووزارة المالية، قامتا خلال الشهور الثلاثة الأخيرة بتأخير صرف رواتب الموظفين، حتى باتت توزع عليهم كل 40 يوما، ما أثار مخاوف هذه الشريحة الواسعة، التي تنتظر تسلم الراتب الشهري بفارغ الصبر، لكي تضمن تأمين قوت عائلاتها.

أن الأزمة الاقتصادية التي حلت في العالم بعد تفشي وباء كورونا وانخفاض أسعار النفط، أثرت على اقتصادات جميع الدول. إلا أن تلك الدول تمتلك سيولة نقدية مخصصة لإنقاذ اقتصادها وتأمين رواتب موظفيها وقت الأزمات، عدا العراق، الذي لم يراع هذا الأمر، بسبب الفساد الذي ينخر في مفاصله، واعتماده على الريع النفطي، وغير ذلك من العوامل التي ساهمت في تدهور اقتصاده. 

وبالرغم من توجيهات رئيس الحكومة الحالية مصطفى الكاظمي، بضرورة صرف رواتب الموظفين في مواعيدها المقررة نهاية كل شهر، ورغم التحسن النسبي في مداخيل وواردات البلد المالية من النفط المصدر، مقارنة بواردات شهر آذار الماضي.. رغم ذلك كله لا زالت الحكومة غير قادرة على تأمين رواتب الموظفين، بذريعة أن خزينة الدولة خاوية، واقتصاد البلد لا يزال متأثرا بتداعيات الأزمة الاقتصادية، وغير ذلك من الذرائع.

ان هذه الإجراءات المجحفة التي تتخذها الحكومة ووزارة المالية في صرف رواتب الموظفين، أشبه ما تكون بتنفيذ عملية “الموت البطيء” بحق هذه الشريحة، التي تعتمد في تأمين نفقات معيشتها، بشكل أساسي على الراتب الشهري، والذي إذا ما تأخر سيضعها في موقف محرج جدا وظروف صعبة مريرة.

********

مواساة

• تعزي محلية المثنى للحزب الشيوعي العراقي الرفيق طالب كاظم فرج بمناسبة وفاة والدته، الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان لعائلتها.

*تنعى هيئه الشهيد فاضل البياتي للحزب الشيوعي العراقي الرفيقين الطيارين عضوي الهيئة هم فاخر شريف طاهر وناجي فرج العبادي اللذين سبق وان تعرضا الى الاعتقال والسجن والتعذيب ورحلة قطار الموت، الصبر والسلوان لعائلتي الفقيدين ورفاقهم واصدقائهم والذكر الطيب دوما للراحلين.

• ببالغ الحزن والأسى تعزي المحلية العمالية في الحزب الشيوعي العراقي الرفيق رعد عبد ياسين بوفاة شقيقه سعد عبد ياسين اثر تعرضه لجلطة دماغية، الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لعائلته.

• تنعى محلية بابل للحزب الشيوعي العراقي الرفيق فاضل خضير حمادي الجبوري

الذي توفي اثر وعكة صحية لقد كان الرفيق من المواظبين على حضور الفعاليات والتظاهرات المطلبية منذ انطلاقها عام 2011 وظل لصيقا بحزبه وشعبه حتى ساعاته الأخيرة، للفقيد الذكر الطيب ولرفاقه وعائلته خالص العزاء.

• وتعزي عائلة ال ملا ابراهيم والرفيق الدكتور وهاب الجبوري بوفاة ابن عمه عادل شهيد ملا ابراهيم، للفقيد الذكر الطيبة ولعائلته الصبر والسلوان.

********

ص7

في سياق مبادرة “نحن معكم”

سلات غذائية من العمال الشيوعيين إلى الفقراء

بغداد - عامر عبود الشيخ علي

تواصل اللجنة المحلية العمالية للحزب الشيوعي العراقي، إطلاق حملات التكافل الاجتماعي ودعم الكوادر الطبية.

يأتي ذلك التزاما بالتوجيهات التي أعلنها الحزب منذ بداية أزمة كورونا، للمساهمة في محاربة الوباء، ومساعدة الشرائح الاجتماعية المتعففة والكادحة التي انقطعت أرزاقها جراء قرار الحظر الوقائي.

وضمن نشاطات مبادرة “نحن معكم”، التي أطلقها الحزب أخيرا في سياق حملات التكافل الاجتماعي والتوعية الصحية، نظمت اللجنة المحلية، الخميس الماضي، جولات ميدانية في بعض مناطق بغداد، لتوعية المواطنين بمخاطر فيروس كورونا وسبل الوقاية منه.

وخلال جولاتها التي شملت عددا من الأحياء الشعبية، وزعت اللجنة المحلية أكثر من 50 سلة غذائية على عائلات متعففة.

وقد شملت الجولات بعض أحياء منطقة الكاظمية، والمجمع العشوائي المجاور لـ “كراج السيد محمد”، فضلا عن مناطق العكيلات وعكد السادة والأنباريين وركية وفاضل والكريعات.

وحملت السلات لحوما وبقوليات ومعجون طماطم وغير ذلك من المواد الغذائية.

عضو  اللجنة المحلية، الرفيق رزاق صاحب، ذكر من جانبه لـ “طريق الشعب”، أنهم منذ بداية الأزمة يواصلون توزيع السلات الغذائية على المتعففين وذوي الأجور اليومية التي تضررت أعمالهم، مضيفا أن اللجنة المحلية ساهمت أيضا في تقديم يد العون للكوادر الطبية، من خلال توزيع الكمامات ومواد التعقيم على المواطنين، وتعفير عدد من مناطق العاصمة.

يشار إلى أن العديد من أصدقاء الحزب والمواطنين الآخرين، ساهموا في التبرع بالمال لمبادرة “نحن معكم”.

*********

شيوعيو نينوى يدشنون حملة “نحن معكم”

 

الموصل – طريق الشعب

نظمت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة نينوى، اليومين الماضيين، عددا من النشاطات في سياق حملة “نحن معكم” التي أطلقها الحزب لمساندة الكوادر الصحية والمساهمة معها في محاربة وباء كورونا. وعلقت اللجنة المحلية، في عدد من الأماكن العامة بمدينة الموصل، لافتات أعلنت فيها تضامنها مع الكوادر الصحية التي تتصدى لهذا الوباء المميت. أما في ناحية بعشيقة، فقد زار الشيوعيون مكتب ودار المتقاعدين، و”مركزالسلام المجتمعي”، ووزعوا على المنتسبين هناك كمامات وقفازات وقائية. وفي ناحية ألقوش، زار وفد من الشيوعيين، المركز الصحي، ووزعوا كمامات وقفازات على الكوادر الصحية، مبدين استعدادهم لدعم المؤسسات الصحية في حربها ضد كورونا. وفي سياق الحملة، علق فرع اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في ناحية ألقوش، لافتة كبيرة عند مدخل المركز الصحي، عبر فيها عن تضامنه مع “الجيش الأبيض”.

***********

شيوعيو كربلاء يتضامنون مع “الجيش الأبيض”

كربلاء - طريق الشعب

زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة كربلاء، صباح أمس الأول الأحد، مستشفى الاطفال التعليمي في المحافظة، وذلك في سياق حملة “نحن معكم” التي أطلقها الحزب، كجزء من مساهمته في مكافحة فيروس كورونا. ورحب مدير المستشفى د. أحمد مهدي، بالوفد الزائر، الذي تقدمه سكرتير اللجنة المحلية الرفيق سلام القريني، والذي عبر من جانبه، عن تضامن الشيوعيين مع “الجيش الأبيض”، من الأطباء والملاكات الصحية والإدارية التي تواصل تصديها لفيروس كورونا. كما استنكر، باسم الحزب، التجاوزات التي تطال الأطباء والممرضين وغيرهم من العاملين في المؤسسات الصحية، داعيا الحكومة إلى تقديم الدعم الكافي لهم، ومنحهم الحوافز والمكافآت عرفانا بتضحياتهم في سبيل حماية المواطنين من الوباء الخطير.وقدم الوفد، في ختام زيارته، هدية إلى المستشفى، تضمنت ألف كمامة وألفي قفاز طبي، وذلك ضمن نشاطات حملة “نحن معكم”. هذا وثمّن مدير المستشفى مبادرات الحزب الوطنية.

*********

الشيوعي العراقي في كربلاء يكرم مدير البلدية

كربلاء – طريق الشعب

كرّمت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة كربلاء، مدير بلدية المحافظة، تثمينا للأداء المتميز الذي تضطلع به دائرته في تنفيذ المهام الخدمية.

جاء ذلك خلال زيارة وفد من اللجنة المحلية، يتقدمه سكرتيرها الرفيق سلام القريني، الخميس الماضي، مدير البلدية المهندس عبير سليم ناصر، في مكتبه الرسمي.

واستقبل المدير وبرفقته مدير مكتبه وعدد من رؤساء الأقسام، الوفد بالترحاب. وقد أثنى الرفيق القريني،  على الأداء المتميز لدائرة البلدية، وعلى جهودها التي تبذلها من أجل إضفاء لمسة جمالية على مدينة كربلاء، وتحسين الكثير من الخدمات.

مدير البلدية، أعرب من جانبه عن شكره إلى الوفد الزائر، معبرا عن ثنائه على مواقف الشيوعيين الوطنية، وتاريخهم النضالي. ثم تحدث عن مهام دائرة البلدية ومسؤولياتها، وعن الأهداف التي رسمتها الدائرة من أجل إحداث تغيير نوعي في مدينة كربلاء، موضحا أن البلدية اليوم تساهم بشكل جدي في مساندة الدوائر الخدمية الأخرى، التي تواجه خطر فيروس كورونا وتكافحه، كقيامها بتعفير الأماكن العامة، وإطلاق حملات رفع النفايات بصورة منتظمة، فضلا عن دورها في دفن الموتى من ضحايا الفيروس.

وفي ختام الزيارة، قدم الرفيق القريني، باسم اللجنة المحلية، هدية رمزية تحمل بعض شعارات الحزب، إلى مدير البلدية. فيما سلم الوفد، الإدارة عشرين سلة غذائية، لغرض توزيعها على العمال.

*******

اتحاد شبيبة ديالى يتضامن مع “الجيش الأبيض”

بعقوبة – طريق الشعب

يواصل فرع اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في محافظة ديالى، حملات التضامن وتقديم الشكر والعرفان لـ “الجيش الأبيض” من الكوادر الصحية التي تحارب وباء كورونا. وقام فرع الاتحاد في سياق حملاته هذه، بتعليق لافتات على جدران المستشفيات، أعلن فيها تضامنه مع الكوادر الصحية ودعمه لها. كما وزع ملصقات على المواطنين تتضمن إرشادات للوقاية من الفيروس التاجي.

*********

شيوعيو الكاظمية يوزعون سلات غذائية على المتعففين

بغداد – طريق الشعب

أطلقت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الكاظمية/ اللجنة المحلية في الكرخ الأولى، السبت الماضي، حملة تكافل اجتماعي وزعت من خلالها سلات غذائية على عائلات متعففة. الحملة التي تمت بإشراف سكرتير اللجنة المحلية الرفيق عبد الرزاق إبراهيم ورفيقته نسرين حسين، فضلا عن رفيقهما حسين دبس، شملت العديد من العائلات المتعففة الساكنة في منطقة “النعش خانه” بمدينة الكاظمية.

*************

الشيوعي في النجف يستقبل

وفدي حزب الامة واتحاد نقابات العمال

النجف - طريق الشعب

زار وفد من اتحاد نقابات العمال في محافظة النجف،  صباح أول أمس الأربعاء، مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المحافظة، لمناقشة القضايا الراهنة.

الوفد الذي ضم كلا من رئيس الاتحاد أحمد عباس وزملائه علي الرماحي وسعد البديري وناجي عبد مطرود، كان في استقباله سكرتير اللجنة المحلية الرفيق كريم بلال والرفيق ضياء المشهداني.

وتبادل الطرفان الحديث حول أهم القضايا المفصلية المرتبطة بشريحة العمال، وما يتعلق بدور النقابة في الفترة الراهنة، مشددين على أهمية إلغاء قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال رقم 150، وإصدار تشريعات جديدة تخص شريحة العمال، أو تعديل بعض القوانين مثل العمل والضمان الاجتماعي والرعاية الاجتماعية وتقاعد العمال، بما ينصف هذه الشريحة الواسعة من أبناء الشعب.

من جانب آخر، استقبلت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة النجف، صباح الاثنين الماضي، وفدا من حزب الأمة في المحافظة، ضم كلا من عضوي المكتب السياسي المحامي علاء كامل محسن، وهيثم شنشول الفتلاوي. وكان في استقبال الوفد، سكرتير اللجنة المحلية الرفيق كريم بلال، وعضوا مكتبها الرفيقان أحمد عباس وأحمد الموسوي.

وتبادل الطرفان الحديث حول جائحة كورونا، وإمكانية تقديم الدعم لأبناء الشعب من خلال المساهمة مع المؤسسات الرسمية وشبه الرسمية ومنظمات المجتمع المدني.

******

حملة “نحن معكم” في قضاء الإصلاح بذي قار

الناصرية – طريق الشعب

أطلق فرع اتحاد الطلبة العام في قضاء الإصلاح بمحافظة ذي قار، أخيرا، حملة توعية صحية للوقاية من فيروس كورونا، عنوانها “نحن معكم”.

تضمنت الحملة جولات إعلامية في أسواق القضاء وشوارعه، الهدف منها حث المواطنين على الالتزام بالإرشادات والتوجيهات الوقائية التي أعلنتها خلية الأزمة، في سبيل الحد من الإصابة بالفيروس، بعد تزايد أعداد المصابين خلال الفترة الأخيرة.

ووزع مطلقو الحملة على المواطنين، ملصقات مدونة عليها معلومات عن الوباء وطرق الوقاية منه.

*********

اتحاد شبيبة ميسان

يدعم الكوادر الصحية

العمارة – طريق الشعب

بادر فرع اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في محافظة ميسان، أخيرا، إلى تعليق لافتات على مباني المستشفيات المعنية بمعالجة المصابين بفيروس كورونا في مدينة العمارة، أعلن فيها دعمه “الجيش الأبيض” والكوادر الطبية التي تتصدى للوباء. وتأتي هذه المبادرة في سياق حملة “وطن” التي أطلقها اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في عموم البلد، والتي تشمل مساعدة العائلات الفقيرة ودعم الكوادر الطبية. وسبق لفرع الاتحاد في مدينة العمارة، ان قام بتوزيع سلات غذائية وملابس على عائلات متعففة.

** ****

طلبة ميسان يتضامنون

مع “الجيش الأبيض”

العمارة – طريق الشعب

أعلن فرع اتحاد الطلبة العام في محافظة ميسان، تضامنه مع الكوادر الصحية ودعمه لها في تصديها لفيروس كورونا.  وعلق فرع الاتحاد، لافتات على جدران المؤسسات الصحية في مدينة العمارة، عبر فيها عن تضامنه مع “الجيش الأبيض”، وعن شكره وعرفانه لما يقدمه من تضحيات في حربه ضد وباء كورونا الخطير.

*********

حملة “كمامتك علينا” في الفضل والشيخ عمر

بغداد – طريق الشعب

أطلق فريق “رفقتنا الحلوة” التابع إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الأولى، أول أمس الأحد، حملة بعنوان “كمامتك علينا.. حياتك تهمنا”، وزع فيها على المواطنين نحو 500 كمامة، كان قد جمع تبرعات مالية لغرض شرائها.

وشملت الحملة التي ساهم فيها رفاق من منطقة الفضل، الشارع العام والسوق الرئيس في المنطقة نفسها، إلى جانب منطقة الشيخ عمر.

*********

“شبيبة ميسان” يوزع كمامات

على منتسبي الأمن

العمارة – طريق الشعب

وزع فرع اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي في محافظة ميسان، اليومين الماضيين، كمامات على منتسبي القوات الأمنية المرابطين في شوارع مدينة العمارة، وذلك ضمن حملته الطوعية “وطن”. وثمّن فرع الاتحاد جهود القوات الأمنية في السهر على حماية المحافظة، وتطبيق قرارات خلية أزمة مكافحة كورونا.

********

ص9

إثيوبيا: أكثر من 160 قتيلا بعد الاحتجاجات

متابعة – طريق الشعب

قتل 166 شخصا على الأقل في إثيوبيا منذ بدء الاحتجاجات الأسبوع الفائت. ووفقا للشرطة ، قتل 145 مدنيا و11 من منتسبي قوات الطوارئ في منطقة أوروميا، وعشرة آخرون في العاصمة أديس أبابا. واندلعت الاحتجاجات بعد مقتل المغني هاشالو هونديسا. وقالت الشرطة يوم السبت إن “أعمال الشغب” في أوروميا “توقفت بالكامل”، بعد اعتقال أكثر من ألف من المحتجين.

الكونغو: تصاعد هجمات المليشيات الاسلاموية

متابعة – طريق الشعب

قتلت ميليشيات “القوات الديمقراطية المتحالفة” الاسلاموية قرابة  800 مدني في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ بداية عام 2019 . ونددت بعثة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية اليوم الاثنين بـ “جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية” التي تقوم بها المليشيات. وبحسب المعلومات ، ارتفع عدد هجمات هذه المليشيات بنسبة 67 في المائة  مقارنة بعام 2018. وهي واحدة من عشرات الميليشيات الموجودة في شرق البلاد.

روسيا: اعتقال جاسوس

للناتو

متابعة – طريق الشعب

اعتقلت المخابرات الروسية الداخلية مستشارًا لوكالة الفضاء “روسكوزموس” بتهمة الخيانة. وقالت وكالة انترفاكس الروسية للانباء يوم الثلاثاء ان ايفان سافرونوف البالغ من العمر 30 عاما جمع معلومات لصالح حلف شمال الاطلسي ومررها. وقال جهاز المخابرات إن الأمر يتعلق أيضا بأسرار الدولة في التعاون العسكري والدفاع والأمن القومي الروسي.

 

*********

مليونية 30 يونيو

خلافات وسط قوى الثورة السودانية

الخرطوم - قرشي عوض

خرجت في 30 يونيو المنصرم مسيرات مليونية في العاصمة الخرطوم وكبريات المدن السودانية. وقال المنظمون ان الهدف منها هو التذكير بشعارت ثورة ديسمبر، ممثلة في القصاص لشهداء فض اعتصام القيادة العامة، وإحلال السلام، وايجاد حلول للضائقة المعيشية.

وقد وقفت الى جانب المسيرات احزاب سياسية وهيئات  شعبية، مثل الحزب الشيوعي والتجمع الاتحادي  وتجمع المهنيين ولجان المقاومة، فيما  قاطعها حزب الامة ، والتزم  حزب المؤتمر السوداني الصمت حيالها.

ورغم ان من وقفوا ضد  التظاهر يومها دافعوا عن موقفهم بالاشارة الى تفشي جائحة كرونا، الا ان تخلفهم عن الخروج ارجعه  مراقبون الى  خلافات داخل الحاضنة السياسية للحكومة.

 ومعلوم ان الثورة تفجرت لاسباب موضوعية، تمثلت في عجز النظام عن الاستمرار في الحكم، فيما لم تكن الجماهير قادرة على العيش تحت ظله، وقد عبر هذا التناقض عن نفسه في تشكيلات سياسية وجماهيرية معروفة، الا ان هناك مشاركة دولية واقليمية في الحراك كانت تهدف الى تغيير رأس النظام مع الابقاء على النظام نفسه وتوظيفه لمصلحة جهات بعينها.

والنتيجة هي انه بعد عام من قيام الثورة بقيت الاوضاع كما هي عليه، وكأنما لم يحدث اي تغيير جذري في البلاد.

وجرت تجاوزات في ملف السلام الذي أشرف عليه المجلس الاعلى للسلام التابع لمجلس السيادة، على عكس ما نصت عليه الوثيقة الدستورية، التي حددت له مفوضية تتبع مجلس الوزراء. كما انه تطاول وتجاوز المدة المحددة له، وهي الـ 6 اشهر الاولى من عمر الفترة الانتقالية، وما زالت هناك فصائل مهمة لم يتم الجلوس اليها مثل حركتي عبد العزيز الحلو وعبد الواحد محمد نور.

كذلك تجاوزت لجنة التحقيق في جريمة فض الاعتصام، التي حدد قرار مجلس الوزراء لعملها 3 اشهر، الآجال المفروضة مرات عدة، ولا تزال تطالب بالمزيد من تمديد تفويضها. ويظهر واضحاً انها لا تستطيع استدعاء قيادات كبيرة في الاجهزة الامنية للتحقيق معهم، بحكم مناصبهم  او بالنظر الى ما صدر من تصريحات عن بعضهم، تفيد بتورطهم في الاحداث.

 يحدث كل هذا في وقت تتفاقم فيه  الضائقة المعيشية بدرجات غير مسبوقة. فسعر الدولار اخذ يتصاعد بوتائر سريعة، حتى بلغ اضعاف ما كان عليه زمن النظام السابق، حتى باتت الحياة جحيماً لا يطاق. فيما تصرالحكومة على المضي قدماً في طريق رفع الدعم وتعويم سعر العملة، انفاذاً لسياسات صندوق النقد والبنك الدوليين.  ويبدو انها  تجد الدعم من بعض  مكونات قوى الحرية والتغيير، ومن فصيل شق عصاة الطاعة على تجمع المهنيين، واعلن العصيان  ضد القيادة الشرعية مع 6 مجموعات مهنية من اصل 18 مجموعة.

لذلك  اقتصرت الدعوة للمسيرة على  القوى التي تستهدف استكمال مهام الثورة.  فقد صدر اول اعلان عنها من قبل منظمة الحزب الشيوعي في العاصمة القومية الخرطوم، اعقبته دعوة من تجمع المهنيين، واستجابت لها لجان المقاومة الاساسية من خلال اصدار البيانات والدعوات. فملأت  الجماهير الشوارع والساحات لتؤكد تأييدها لحكومة حمدوك، وتعبر في نفس الوقت عن نفاد صبرها واحتجاجها على التباطو في تكوين المجالس التشريعية، وفي تعيين ولاة الولايات المدنيين، واستكمال تصفية آثار النظام السابق  وتحقيق السلام فوراً.

وفي اول رد فعل لها اعلنت الحكومة ان حق التظاهر مكفول للجميع دون الجنوح الى التخريب. ورغم ان قوات الشرطة كانت قد اغلقت الجسور التي تربط مدن العاصمة الثلاث: الخرطوم، بحري، وام درمان،  الا  انها اعلنت عزمها على تسهيل سير المظاهرات وحمايتها ممن وصفتهم بالمندسين وعناصر النظام القديم.  كما اعلن السيد حمدوك عن ان قرارت وصفها بالحاسمة ستصدر خلال اسبوعين، وسوف تؤلب على الحكومة اعداء الثورة في الداخل والخارج. واضاف ان الحكومة قد تتعثر ولكنها لن تتراجع. ومن جانبها اعلنت الجهة الراعية لمفاوضات السلام، ان التوقيع على الاتفاق النهائي سيكون خلال اسبوع.

هذا وفي اول تعامل للحكومة مع شعارات مليونية 30 يونيو اعلن رئيس الوزراء اعفاء مدير عام الشرطة، الذي انطلقت حملة ضده بسبب ممارسات قامت بها الشرطة ضد محتجين سلميين في عدة مدن، خاصة الخرطوم.

***********

منذ تفكيك يوغسلافيا الاشتراكية

كرواتيا: أهم انتصار انتخابي لتحالف اليسار

رشيد غويلب

شهدت كرواتيا في الخامس من تموز الجاري انتخابات برلمانية عامة، وعلى الرغم من تصدر “التحالف الديمقراطي الكرواتي” المحافظ السباق الانتخابي، الا ان الفائز الحقيقي في هذه الانتخابات هو تحالف اليسار – الخضر Možemo“ (نستطيع). وهو نفس اسم حزب بودوموس اليساري الأسباني. وبعد مرور 24 ساعة، كان هناك اتفاقا في  الراي العام الكرواتي بان تحالف  اليسار يعد الفائز الثاني الى جانب المحافظين. لقد حصل تحالف اليسار، الذي يتكون من عدة مجموعات يسارية على قرابة  7 في المائة، وسيمثل لاول مرة، منذ تفكيك يوغسلافيا الاشتراكية بـ 7 نواب في البرلمان الوطني الجديد. ووصف توميسلاف توماسفيتش، أحد أبرز ممثلي  التحالف، انتصار اليسارعلى النحو التالي:” بدا الأمر غير واقعي بعض الشيء . قررنا قبل ستة أسابيع خوض الانتخابات المبكرة. وحدنا ستة أحزاب من الخضر واليسار، في ائتلاف. لقد جمعنا المئات من المتطوعين الذين قاموا بعمل ضخم. إذا قارنا بيننا وبين القوى التي شاركت في الانتخابات، فنحن لم نمتلك أي موارد تقريبًا. أربعة من الأحزاب الستة في ائتلافنا ليس لديها مقرات. ومع ذلك، فقد حققنا  معجزة. لكن نجاح اليمين المتطرف يبقى مشكلة “.

في بداية الحملة الانتخابية، كان اليسار يأمل في الحصول على مقعد برلماني واحد في العاصمة زغرب، حيث يمتلكون اكبر تواجد تنظيمي، لذلك يرى توميسلاف  أن هذه النتيجة هي حصيلة عمل استغرق 10 سنوات خاض فيها نشطاء  اليسار صراعات مختلفة: في المجتمعات المحلية وفي الشارع، وفي برلمانات المدن  في زغرب ودوبروفنيك، وفي مدن البلاد الأخرى.

لقد تغير المشهد السياسي في كرواتيا. لقد بنا تحالف اليسار الأخضر نجاحه الانتخابي في المقام الأول على قدرته على  تعبئة قاعدة من ناشطين مثيرين  للإعجاب في زغرب. وتقول ساندرا بينجج، احدى النائبات اليساريات: «لقد تجاوزت النتائج توقعاتنا، مما يدل على أن كرواتيا تحتاج حقًا إلى خيار يساري جديد، ومن الآن فصاعدًا، فأن اليسار لديه اسم جديد هو (نستطيع)”.

  “الاتحاد الديمقراطي الكرواتي” المحافظ، الذي احتل الموقع الأول،  حصل على  37.26 في المائة من الأصوات، وشغل 66 مقعدًا برلمانيًا. وهذا اكبر انتصار للمحافظين في التاريخ القصير للحياة البرلمانية الكرواتية. وبهذا يمكن للمحافظين تشكيل الحكومة الجديدة دون الحاجة الى تحالف حكومي. ويعود هذا الانتصار الى التعامل الكفوء مع وباء كورونا، وانعكس هذا في حصول وزير الصحة فيلي بيروس على اعلى الأصوات في دائرته الانتخابية. لقد جاء انتصار المحافظين ايضا نتيجة لخسارة الديمقراطيين الاجتماعيين، وحصولهم على اقل من 25 في المائة من الأصوات، منحتهم 41 نائبا برلمانيا، وهي احدى  اسوء نتائجهم الانتخابية. الامر الذي ادى الى استقالة زعيم الحزب دافور برنارديتش من منصبه، وستكشف الايام المقبلة مزيدا من التفاصيل.

القوة الثالثة في البرلمان  هي “حركة الوطن الأم” اليمينية المتطرفة ، بزعامة  مغني  موسيقى البوب والمرشح الرئاسي السابق ميروسلاف سكورو، الذي حصلت قائمته على 10,89 قي المائة من الأصوات، منحته  16 مقعدًا.  لقد ذهبت اماله  بالمشاركة في الحكومة الجديدة ادراج الرياح ، بعدما حقق المحافظون نتيجة تمكنهم تشكيل الحكومة بمفردهم.

وفازت قائمة “الجسر”، التي تمثل رجال دين بـ 8 في المائة، تقابلها 8 مقاعد، في حين حصد الليبراليون الموزعون على عدة احزاب ما مجموعه 6 مقاعد برلمانية.

**********

ص10

الفقر يتفاقم في العراق والمسؤول معروف

د. كاظم المقدادي*

في تصريح لوسائل اعلامية حكومية، كشفت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية قبل أيام، عن ارتفاع نسبة الفقر في البلاد من 22 الى 34 في المائة. من جهته، أعلن الجهاز المركزي للإحصاء التابع لوزارة التخطيط أن نصيب الفرد من الناتج المحلي للفصل الأول من العام الحالي انخفض بنسبة بلغت أكثر من 12 في المئة..

مؤشر زيادة الفقر هذا، بدلاً من الحد من ظاهرته، في بلد غني كالعراق، هو مؤشر مخجل، باعتباره نتيجة حتمية لـ” نعم “ النظام الفاسد السائد، الذي يستحق “مباركته” عليه، ليضيفه، مفتخرا، للمؤشرات المخجلة الأخرى في حياة العراقيين في ظله !..

علماً بان الأرقام الرسمية المذكورة لا تعكس الواقع بدقة، فقد أعلن عضو لجنة الصحة البرلمانية غائب العميري إن نسبة العائلات العراقية التي أصبحت تحت خط الفقر تقدر ب 48 في المئة: ويؤكد متخصصون مطلعون بان النسب الحقيقية تفوق هذه الأرقام. وأفادت تقارير غير حكومية بان الفقر المدقع طال خلال السنوات الأخيرة نحو ثلثي المواطنين في محافظات المثنى والديوانية وذي قار ونيسان..

وبشأن المعالجات، فقد بين وزير العمل والشؤون الاجتماعية د. عادل الركابي، ان وزارته “ تسعى الى تجاوز الازمة من خلال التعاون مع مختلف الجهات الدولية لإيجاد حلول سريعة لزيادة معدلات الفقر والبطالة، اضافة الى الاجراءات التي تقدمها الدولة للشرائح التي ترعاها الوزارة من خلال توزيع المنح بين المواطنين من اصحاب الدخل المحدود الذين تضرروا من اجراءات فرض حظر التجوال الوقائي”. وافاد بأنه سبق ان رفع طلبا لمجلس الوزراء برفع سقف الإعانة الاجتماعية وتوسيع الشمول لمستحقي الاعانات الاجتماعية وذلك بشمول اعداد اضافية من المستفيدين والاشخاص ذوي الاعاقة، فضلاً عن قيام الوزارة بحملة تفتيشية موسعة للشركات الاستثمارية لتسجيل بيانات العمال العراقيين والأجانب ليتم شمول العمالة المحلية بقانون الضمان الاجتماعي. 

نأمل ان لا تكون تصريحات الوزير وعودا جديدة، فقد شبع الفقراء من الوعود حد التخمة. نقول ذلك وقد اعتبر الوزير الركابي سبب الزيادة في الفقر هو “جائحة كورونا وانخفاض اسعار النفط”، ونسى، أو تناسى، ان الفقر لم يحصل خلال بضعة أشهر، وإنما هو ظاهرة اقتصادية- اجتماعية سيئة، تعكس عدم المساواة بين المواطنين وانعدام العدالة الاجتماعية في المجتمع، ولها تداعيات خطيرة. من هنا، فان الحكومات الوطنية الحريصة على حاضر ومستقبل أجيالها، حتى في الدول الفقيرة، تولي لهذه الظاهرة اهتماما كبيراً، وتضعها في أولويات برامجها، ساعية بجد، وبكل ما تستطيع عليه، للحد منها، وصولا للقضاء على أسبابها..

    واستطرادا، يحق لنا ان نعيب على الوزير تجاهله، شاء أم أبى، للمسؤولية الأساسية لسياسات وممارسات النظام الفاسد ومافيات أحزابه المتنفذة في تفاقم ظاهرة الفقر في العراق، التي هدرت ونهبت أموال الدولة، وافرغت خزينة الدولة، وتركت ملايين العراقيين من الكادحين، الذين يؤمنون لقمة العيش بما يكسبونه من عملهم اليومي، لا غير، يواجهون لوحدهم الأزمات المعيشية المتفاقمة، من دون أية مساعدة مطلوبة. فحتى المبلغ البائس الذي خصصته حكومة عبد المهدي (150 ألف دينار للأسرة الواحدة التي لا يقل عدد أفرادها عن 5، ولمرة واحدة) رحلت، غير مأسوف عليها، ولم تسلمه لمستحقيه.. لكنها سلمت خزينة الدولة لحكومة الكاظمي خاوية تماماً من المليارات..

ومع أننا لا ننكر تفاقم محنة الفقراء في ظل أزمة كورونا، وقد أظهر استطلاع أجرته “لجنة الإنقاذ الدولية” ((International Rescue Committee، المعنية بالأزمات الإنسانية حول العالم، شمل 1491 مواطنا في العراق، حول تداعيات أزمة كورونا عليهم اقتصاديا، أن 87 في المئة منهم فقدوا وظائفهم جراء الإغلاق، و73 في المئة قللوا كميات الطعام التي يأكلونها لتقليل النفقات، و68 في المئة ينفقون مدخراتهم، فيما ذكر 61 في المئة أنهم أصبحوا غارقين في الديون..

لكننا نُذكرُ السيد الوزير ببعض الحقائق عن مزيفي الدين والمتاجرين باسمه  والكروش المنتفخة و”القطط السمان”، الذين تحولوا، خلال أقل من عقد من الزمن، من شحاذين  حفاة الى مليارديرية، على حساب ملايين العراقيين، والذين كانوا يتفرجون، بكل صلافة واستهتار، على محنة ملايين الفقراء، التي فاقمها نظام الفساد والمحاصصة وتقاسم المغانم والسلطة والنفوذ والمال، وزاد من أعدادهم، غير مكترثين ولا اَبهين لمعاناة هذه العوائل وأطفالها تحت وطأة الفقر والجوع والبؤس والحرمان والأمراض، والملايين منها تقطن العشوائيات وخيم النازحين والمهجرين، محرومة من أبسط الخدمات العامة ومن حقوق الأنسان....

وتواصلا لنهج النظام الفاسد، و التشبث به، والدفاع عنه، نشهد هذه الأيام  خطبا وتصريحات وتهديدات مسعورة، مقرونة  بحملة إعلامية هستيرية لوعاظ سلاطين المنظومة  التي  خربت العراق ودمرتم ونهبت ثرواته وأذلت شعبه طيلة 17 عاماً، هدفها الأساس التغطية على فشل نظامهم السياسي، وفسادهم الإداري والمالي، وسرقاتهم، وهدرهم للمال العام ونهبهم للمليارات وتهريبها  للخارج، واستباحتهم للوطن، وإمتهانهم لسيادة العراق، ومسخهم للثوابت الوطنية، وانتهاكاتهم للدستور وخروقاتهم للقوانين النافذة، وغيرها من الجرائم التي أرجعت العراق للوراء قرناً كاملاً.

ويبدو ان الهجمة المسعورة الراهنة هي ردة فعل على الخطوات التي قامت بها مؤخراً حكومة الكاظمي، وأولها إجراء عدد من التغييرات في المناصب العليا التي أزاحت عدداً من المتنفذين، وعزمها على إعادة هيبة الدولة وسيطرة القانون. وإعلان الكاظمي مراراً نيته محاسبة الفاسدين وتقديمهم للعدالة، وقرب فرض سيطرة الدولة على المنافذ الحدودية ومواردها وملاحقة العصابات المسيطرة عليها..

وكل هذا أرعبهم، مع ان بعض الوعود لم تنفذ لحد اليوم. فواجهوه بالتهديد والوعيد، ولجأوا مؤخراً لأساليبهم الخبيثة، تحت يافطة “الدفاع عن مصالح العراقيين” !، محملين حكومة الكاظمي، بكل وقاحة، وهي التي لم يمض على تسلمها لمسؤولياتها سوى بضعة أسابيع، “مسؤولية تدهور الأوضاع المعيشية أكثر”، متهمين إياها بـ “ الفشل في معالجة الأزمة الاقتصادية “ و”في التصدي لأزمة كورونا “.. وبذلك يواصلون استغفال البسطاء والضحك على الذقون.

لقد وعد السيد الكاظمي بمكاشفة الشعب بشفافية، معلناً مراراً بأنها “ جاءت لخدمة الشعب بالأفعال وليس بالأقوال”. ويعرف القاص والداني ان الأفعال المطلوبة هي من ستعيد ثقة العراقيين بالحاكم وتشجعهم على إسناده. والأفعال الحقيقية لابد ان تستند الى الواقع بهدف معالجة المشاكل القائمة. وهذا لن يتحقق من دون الكشف عن الأسباب الحقيقية لكل مشكلة، ومنها مشكلة الفقر وتفاقمها، ومحاسبة المسؤول عنها!

وبانتظار تنفيذ الوعود..

ـــــــــــــــــــــــــــــ

* باحث عراقي مقيم في السويد

************

يونسيف: 4.5 مليون عراقي

مهددون بالفقر والحرمان

بغداد – طريق الشعب

قالت منظمة “يونسيف” التابعة للأمم المتحدة، إن أطفال العراق يشكلون الأغلبية بين حوالي 4.5 مليون من العراقيين المهددين بالفقر والحرمان نتيجة تداعيات فيروس كورونا.

وذكر تقييم صدر مؤخرا عن وزارة التخطيط العراقية، بدعم من “يونيسف”، والبنك الدولي، ومبادرة “أكسفورد” للفقر والتنمية البشرية، أن 4.5 مليون آخرين من العراقيين (أي ما يقارب 11.7%) يواجهون خطر الوقوع تحت خط الفقر نتيجة التأثير الاجتماعي الاقتصادي لجائحة كورونا.

وأضاف التقييم أن “هذه الزيادة الحادة ستؤدي إلى رفع معدل الفقر الوطني من 20% عام 2018 إلى 31.7%، وزيادة العدد الإجمالي للفقراء إلى 11.4 مليون”.

وأشارت “يونسيف” إلى أن “الأطفال واليافعين يواجهون أعلى زيادة في معدلات الفقر”.

وأفادت بأنه وقبل تفشي الجائحة “كان واحدا من بين كل 5 أطفال ويافعين فقيرا، لكن هذا تضاعف إلى أكثر من 2 من بين كل 5، أو ما يمثل 37.9 % من العدد الكلي للأطفال”.

وتابعت أن “42% من السكان هم من الفئات الهشة يواجهون مخاطر أعلى كونهم يعانون من الحرمان من حيث العديد من الأبعاد، التعليم، والصحة، والظروف المعيشية، والأمن المالي.

وبالنسبة إلى الأطفال، “هناك طفل من بين كل اثنين (أي 48.8%) أكثر عرضة للمعاناة من الحرمان في أكثر من بعد واحد من هذه الأبعاد الأربعة”.

ويعد الحرمان من الالتحاق بالمدارس، والحصول على مصادر المياه المحسنة، من العوامل الرئيسية التي تساهم في هشاشة الأسر والأطفال.

**********

ص11

الصراعات العنصرية

وأزمة الرأسمالية الليبرالية الجديدة

د. ماجد الياسري

اثارت الجريمة العنصرية بقتل المواطن الأمريكي من اصول افريقية جورج فلويد  بدم بارد، تداعيات خطيرة في الولايات المتحدة، نتيجة ما حدث بعدها من اضطرابات  واحتجاجات واسعة واشكال من التحدي الشعبي غبر مسبوقة أدت الى إعلان حالة الطوارئ وحظر التجوال في 140 مدينة أمريكية على الأقل، واعتقال الالاف من المتظاهرين الذين نددوا بسياسات الرئيس الامريكي  دونالد ترامب التي تحرض على الفوضى وممارسة العنف واستخدام القوة المفرطة وتشجيع العنصريين لتصفية الاحتجاجات من اجل تعزيز موقعه وزيادة شعبيته بين الأوساط البيضاء والمحافظة واليمينية في الانتخابات الرئاسية القادمة.

ويمكن تلخيص ما تشهده امريكا انه انعكاس لما يواجه الاقتصاد والمجتمع الامريكي من ازمات والتي جاء مقتل فلويد أشبه بالشرارة التي فجرت برميلا من البارود في ظل جو محتقن ورعب متزايد في المجتمع الامريكي - الافريقي والاقليات الاخرى نتيجة اشتداد الجائحة.

ومن الجدير بالذكر ان مشكلة التمييز العنصري في امريكا لها جذور تاريخية منذ ابادة سكان امريكا الأصليين من قبل المهاجرين قبل 300 عام للاستيلاء على أراضيهم وما تحتويه من معادن، عبر القتل الجماعي ونشر مرض الجدري والكوليرا كسلاح لأبادته. وايضا بعد قيام الدولة الامريكية الحديثة حيث طغت العنصرية على مؤسساتها المختلفة وبشكل خاص في مؤسساتها العسكرية والامنية والقضائية، خاصة في المقاطعات الجنوبية حيث سادت تجارة العبيد لغاية الحرب الاهلية. ولكنها استمرت بأشكال مختلفة بعدها.

ولم يكن هذا الاحتجاج هو الاول بل سبقته احداث كانت العنصرية فيها محركا رئيسا. ففي النصف الأول من   القرن الماضي اُستهدفت التيارات العنصرية اليساريين والقادة النقابيين في أمريكا. بينما شهدت العقود الثلاثة الاخيرة موجات متعاقبة من العنف كان السبب في جميعها مقتل مواطن امريكي من اصل افريقي على يد شرطي ابيض.

العنصرية كمفهوم تاريخي

وقد ظهر مصطلح العنصرية كمفهوم في القرن العشرين حيث قامت اليونسكو بتعريفة عام ١٩٦٧على انه كل ما يعطي صفة معينة، كلون الجلد مثلا، خصائص مميزة عقلية او نفسية متوارثة، والتي هي وراء قدرات الانسان العقلية والاجتماعية وما قد يستطيع ان يحققه اجتماعيا واقتصاديا وبالتالي يصنف البشر في هرمية تصف قدراتهم وقابلياتهم. ففي امريكا يكون البيض في قمة الهرم. وفي الفكر النازي العنصر الآري هو المتغلب. وقد امتد التمييز  العنصري ليشمل الموروث الثقافي ايضا. ولم يتوانى بعض  المنظرين العنصريين عن استخدام تفسير تبسيطي للداروينية حول تفوق اجناس على اخرى حسب  ديناميكية البقاء للأصلح او نظريات لامارك من ان الخصائص الثقافية تتوارث أيضا. 

وقد تفنن العنصريون في تقديم نظريات علمية زائفة لشرعنه العنصرية في القرن الثامن عشر في ما سمي بعصر التنوير، مثل كتابات جورج كوفير الذين أعتبر لون البشرة كدلالة على وجود خصائص بيولوجية وعقلية في كل جنس بشري ثابتة ومتوارثة يمكن ترتيبها هرميا. فالأبيض في قمة الهرم السود في قاعدته كعنصر واطئ قليل الذكاء ومتحلل اخلاقيا واجتماعيا وبالتالي يحق استعبادهم وبيعهم في أسواق النخاسة. ومما يلاحظ هو تشددهم في الوقت نفسه بالنص الإنجيلي المقدس من ان الانسان قد جاء من ادم وبدون تناول لاهوتيا كيف اختلفت الاجناس. اما فلسفيا فقد أشار العالم الالماني المشهور ايمانويل كانت الى ان الروح الإنسانية الخالصة تتأثر بالمحيط البيئي والاجتماعي وعند تشكلها تبقى الخصائص العنصرية المختلفة ثابتة. وتطورت هذه لاحقا الى فلسفة سياسية لدى روبرت نوكس واخرين الذين طرحوا فكرة ان النقاء العنصري هو الأهم وهو القوة الدافعة للتطور والصراع التاريخي. أما الابعاد السياسية لهذا السرد العنصري فيكمن في أن سوق الرق يوفر آلية للحصول على عمالة شبه مجانية تحقق للإمبراطوريات الاستعمارية أرباحا فلكية عبر تشغيلها في المزارع والمصانع. لذا فالعنصرية هي نتاج تاريخي وجدت أساسا لتبرير حق البرجوازيات الأوربية في استعباد شعوب أخرى من اجل رفع معدلات فائض القيمة التي هو جوهر ومصدر أرباحها مغلفة بنظريات زائفة عن فوارق بيولوجية عن تفوق جنس بشري على آخر.   

ولم يتناول الفكر الكلاسيكي الماركسي موضوعة النقاء العنصري بشكل تفصيلي عدا اشارات الى ان الانسان حيوان اجتماعي يدخل من خلال انتاجه الخيرات المادية في علاقات انتاجية والتي بعلاقاتها الجدلية مع القوى المنتجة تشكل البنية التحتية للتشكيلات الاجتماعية الاقتصادية بدءا من المشاعة البداية الى الرأسمالية، والتي يعتبر البعض انها توصيف أوروبي وان ماركس تعامل مع بلدان الشرق بشكل مختلف في اشاراته الى النموذج الاسيوي للإنتاج في الهند وبلاد وادي الرافدين. وفي مخطوطات ١٨٤٨ وفي نقد برنامج غوته وصف ماركس الانسان كمخلوق له قدرات وصفات تجد تعبيرها في النشاط الانساني الانتاجي لتطويع الطبيعة. وانتقد ايضا آراء نوكس واخرين بأن نتاجاتهم هي شيطنة العرق الأسود. وكان ماركس وانجلز من مؤيدي حركات الغاء العبودية والقنانة والتي وصفوها بالبربرية.  

عولمة الحركات الاحتجاجية

ما يميز الاحداث الأخيرة هو الامتداد العالمي للاحتجاجات ضد العنصرية حيث تختلف جذريا عن مثيلاتها في القرن الماضي بسبب اتساع حركات التضامن وعولمة أنشطة التضامن ضد العنصرية بكافة اشكالها نتيجة انطلاقها في عشرات من البلدان، وأيضا في الدفاع عن حقوق الانسان ومن اجل العدالة الاجتماعية. والدور الفاعل الذي تلعبه منصات التواصل الاجتماعي كأدوات لنقل الاخبار والمعلومات، واصبحت جهازا فاعلا للدعاية والتحريض وتنظيم المشاركة في الاحتجاجات وتوحيد الشعارات الأساسية عبر المطالبة بالإصلاح والتغيير في البلدان التي للأيديولوجيا العنصرية حضور فيها، ومن اجل نشر قيم  الحرية وحرية التعبير والمساواة وحقوق الإنسان. وانعكست على شكل غضب عالمي متنامٍ بسبب تجذر العنصرية في العالم وأيضا الوحشية التي قُتل بها فلويد. وسلطت الضوء من جديد على تنامي العنصرية والتمييز في الولايات المتحدة التي تدعي انها المدافعة عن حقوق الإنسان. كل هذا اكد من جديد بأن الأنظمة الرأسمالية مهما استطاعت تجاوز ازماتها الاقتصادية فان النخر الاجتماعي والثقافي سيستمر، وان الامبراطوريات مهما تمددت وعظمت فأنها ستنتهي نتيجة ما تشهده من أزمات وصراعات تاريخية لأن تاريخ كل الحضارات في العالم تبدأ وتتمدد ثم تضمحل نتيجة التناقضات الطبقية الحادة. وتتباين تجلياتها حسب الظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والنفسية لكل مجتمع. ومنها ما نشهده اليوم من احتجاجات على النطاق العالمي، والتي هي احد مظاهر العولمة الإيجابية. ولا يأتي هذا الاختلاف الطبقي نتيجة اسباب وراثية او عنصرية او تفوق عرق على الآخر كما يدعي العنصريون، بل نتيجة ظلم تاريخي سببه الصراع الطبقي والتأزم الاجتماعي وطرق اكتناز الثروة.

ومع اشتداد وتصاعد الحركات الاحتجاجية ضد سيطرة البرجوازية ورأس المال في القرن التاسع عشر ونضالات الطبقة العاملة الصاعدة في أوروبا ضد سلطة البرجوازية، شكلت منظماتها النقابية  للدفاع عن مصالحها الاقتصادية ثم دخلت معترك النضال الطبقي السياسي عبر تبنيها الفكر الشيوعي والاشتراكي في معترك النضال السياسي الاوربي. ثم امتد الى جميع انحاء العالم في النصف الثاني من القرن العشرين وبعد اندحار الفاشية النازية، واصبح شبحا يهدد مضاجع البرجوازية التي تصدت له  بالنار والحديد والارهاب عبر استخدام سلطة الدولة، و ايضا بشن حرب فكرية نفسية لشق وحدة الطبقات المتصدية لها على اساس قومي أو عنصري. واحيانا يمتزج الاثنان، كما هو في الفكر النازي في ثلاثينات القرن الماضي او البعثي الكلاسيكي عربيا. ونلاحظ صعود التيارات المعادية للشيوعية والممارسات والسياسات العنصرية ولأهداف سياسية  خاصة في مرحلة الحرب الباردة وبعد انهيار نظام الاشتراكية القائمة، كجزء من ترسانة النظام الرأسمالي لمواجهة الحركات الاجتماعية واليسارية الجديدة المتسعة التي تطالب بحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية، والتي اعتبرتها البرجوازية، وبحس طبقي مرهف، انها حليف موضوعي للأحزاب الشيوعية و اليسارية وجندت اجهزتها واستخدمت العنصرية والدين في محاولة للحد من نفوذها خاصة بين اوساط الشباب. وضمن هذه الترسانة الفكرية نشهد  تصاعد دور الأفكار اليمينية والمتطرفة و العنصرية التي وجدت طريقها الى البلدان العربية، والعراق أحدها، حيث تجسدت في الأفكار الطائفية والعرقية التي أدت الى مجازر ومذابح تصب في مصالح البرجوازيات الطفيلية المهيمنة على الشأن العراقي.

***********

ص12

وثيقة الـ 500 تنذر بـ”خريف الديمقراطية الغربية”

إميل أمين

لم تعد علامة الاستفهام المتعلقة بالديمقراطية ومستقبلها منوطة بالنخبة المفكرة فقط في الغرب، بل أضحى العوام يتساءلون عن مستقبل الأنظمة السياسية في بلادهم، وذلك في ضوء الظواهر والمظاهر التي حفل بها العقدان الأخيران، من تحلل وتفكك للنظام الذي وصفه ونستون تشرشل، حارس الأمبراطورية البريطانية الأخير، بأنه الأقل سوءاً من غيره، وكان يعني بذلك النظام الديمقراطي.

هل يعيش العالم لا سيما بعد وباء كورونا الخانق والحارق أزمة “خريف الديمقراطية”، وهل أزمة كورونا هي السبب أم أنها كانت العامل الذي أظهر على السطح مثالب الديمقراطية الغربية، وجعلها تطفو ليراها الملأ بأعينهم، ويجعل العقول تتساءل عن الأزمة وأسبابها والمستقبل وأحواله؟

هذا ما نحاول مناقشته في هذه السطور.

الديمقراطية في خطر

قبل بضعة أيام حذرت أكثر من خمسائة شخصية ومنظمة حول أرجاء العالم من “التهديد” الذي تمثله بعض الحكومات “خلال الأزمة الصحية المرتبطة بتفشي فيروس كوفيد ـ19 المستجد، والذي يهدف إلى تعريض الديمقراطية للخطر”.

أطلقت الرسالة بمبادرة من قبل “المعهد الدولي للديمقراطية والمساعدة في الانتخابات في ستوكهولم” بالسويد، والهدف من ورائها تحذير العالم من “الأنظمة الاستبدادية”، التي تستغل هذه الأزمة، لإسكات المنتقدين وإحكام قبضتهم السياسية.

هل هي المخاوف من “الأخ الأكبر” و”الآذان المرهفة” و”آليات المراقبة”، الوثيقة واللصيقة بالتكنولوجيات الحديثة التي قلصت من الحريات الشخصية، واختصمت من ملامح ومعالم وآليات النموذج الديمقراطي الغربي، هل هذه كلها كانت الدافع وراء هذه الرسالة؟

 يبدو أن ذلك كذلك، ولهذا يجزم الأمين العام للمعهد “كيفن كاساس ـ زامورا” على أنه مثلما كانت للوباء عواقب اقتصادية واجتماعية كبيرة، فمن المحتمل جداً أن تكون له عواقب سياسية عميقة جداً.

الخطر المحدق بالديمقراطية تحسب له الموقعون على الرسالة ومن بينهم حائزة نوبل للآداب لعام 2015 “سفيتلانا أليكسيفتش”، والممثل الأميركي ريتشارد غير، والرئيس البولندي السابق الحائز على جائزة نوبل “ليش فاليسيا”، وكذا وزيرة الخارجية الأميركية في عهد الرئيس بيل كلينتون مادلين أولبرايت.

يعن لنا أن نتساءل أمام هذه الرسالة: أين هو الخطأ الذي جعل الديمقراطيات مهددة للحريات على هذا النحو؟

ديمقراطيات ظاهرة وديكتاتورية خفية

يمكن القطع بأن أزمة كورونا وأزمات أخرى مثل صعود الحركات اليمينية المتطرفة، قد أفسحت المجال لكي تظهر الديمقراطيات المعاصرة، ما هو خفي في باطنها ومنه “سلطات الطوارئ” ذلك الوحش الكامن في جذور المشروع الديمقراطي، والذي يعتبره البروفيسور “زامورا” “جزءاً من ترسانة” الحكومات الديمقراطية، لمواجهة الظروف الاستثنائية.

على أن “كوفيد ـ19” إن تحرينا البحث الموثق والموضوعي لم يكن أبداً العامل الوحيد في أزمة الديمقراطية المعرضة للخطر في جميع أنحاء العالم، ما يجعل السؤال عن الأزمة البنيوية والهيكلية للديمقراطية أمراً قيد البحث من عقول مفكرة غربية لها أوزانها العلمية ورؤاها الثاقبة.

خذ إليك على سبيل المثال ما يذهب إليه البروفيسور “هارولد جيمس”، أستاذ التاريخ والشؤون الدولية بجامعة بريستون الأميركية العريقة، والذي يضعنا أمام حقيقة واقعة وهي أن كثيراً من الناس باتوا يشككون في ما إذا كانت الديمقراطية تعمل لصالحهم، أو أنها تعمل بشكل صحيح أصلاً.

يمكن القول إن هناك شكوكاً وهواجس عميقة لدى الناخبين في أوروبا وأميركا حول جدوى العملية الانتخابية، وهل تسفر بالفعل عن نتائج حقيقية، أم أن صناديق الاقتراع بدورها زائفة، والمثال الأميركي دليل على ذلك، إذ يجد الأميركيون أنفسهم أمام ديمقراطيات تباع على الأرصفة، ومناصب تشريعية يصل إليها الأكثر قدرة في جمع التبرعات والقاعدة الكلاسيكية هي أن من “يدفع للجوقة يختار اللحن”.

لم تعد الانتخابات في الديمقراطيات الغربية تعبيراً نزيهاً عن اختيار ديمقراطي حر نزيه، بل على العكس من ذلك فإنها باتت تعمق التصدعات السياسية الحاضرة في المجتمعات الأوروبية والأميركية، وتجذّر وتوسّع هوة الشروخ الاجتماعية، وأن أزمة الديمقراطية إلى حد كبير أزمة تمثيل، أو بلغة منضبطة أكثر دقة، غياب التمثيل.

هل يكرر التاريخ نفسه؟

بعيداً من كارل ماركس ورؤيته، فإن الكثيرين من المحللين السياسيين يميلون إلى تشبية فترة “خريف الديمقراطية” هذه، بذات الفترة التي فصلت بين الحربين العالميتين الأولى والثانية، وإن بقي الفارق موصولاً بالأجواء التي أحاطت بالماضي واختلافها عن مشاهد الحاضر، ففي أزمة الديمقراطية السابقة بحسب البروفيسور “هارولد جيمس”، كانت السياقات مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالبؤس الاقتصادي الذي سببه الكساد الكبير في الثلاثينيات من القرن العشرين، في حين أن الأزمة الراهنة حدثت في وقت يشهد مستويات عالية من العمالة، لم يشهدها التاريخ من قبل... ما سبب خريف الديمقراطية المعاصرة إذن؟

الديمقراطية عوائق وعقبات

يمكن للمحلل المدقق والمحقق أن يؤرخ لفترة المد الديمقراطي الحديث في العالم بسنوات ما بعد الحرب العالمية الثانية، لا سيما بعد انهيار النموذجين النازي والفاشي، والتبشير الأميركي بالنموذج الليبرالي الديمقراطي، كطوق إنقاذ لبلدان العالم من أخطار الجنوح نحو الديكتاتوريات والأنظمة الشعبوية التوتاليتارية.

كانت عوائق أو معوقات الديمقراطية في ذلك الوقت تتمثل في حاكم مستبد، لا يقبل شراكات ديمقراطية، أو فقر مدقع يجعل مسألة مثل التمثيل السياسي ضرباً من ضروب الرفاهية، وهو المهموم بل المحموم بالبحث عن رغيف الخبز.

وفي النصف الثاني من القرن العشرين بدأ الإعلام يلعب دوراً في غسيل العقول، لا سيما أن المعركة كانت محتدمة بين معسكري وارسو من جهة برؤاه الأيديولوجية، والناتو من جهة ثانية، عبر أبواقه الإعلامية، ومضى الحال على هذا النحو طوال سنوات الحرب الباردة.

إلى هنا تبقى علامة الاستفهام: ما الذي حدث خلال الثلاثة عقود الأخيرة، وقد انزاح الاتحاد السوفياتي، وأضحت الولايات المتحدة الأميركية “القطب المنفرد” بمقدرات العالم من غير مقدرة على منافسته، ولماذا أخفق النموذج الديمقراطي وفي ظل النيوليبرالية الاقتصادية، في خلق “الجنة الديمقراطية الرأسمالية” الموعودة؟

أكذوبة الديمقراطية الكبرى

أحد أفضل من قدم طرحاً له فلسفته في أسباب إخفاق الديمقراطية الغربية في العقود الأخيرة، المفكر المصري الراحل الدكتور جلال أمين، الذي رأى في القول بأن العالم يعيش أزهى عصور الديمقراطية هو قول مكذوب لا أساس له من الصحة.

باختصار غير مخل يتمثل في عقل الدكتور جلال أمين أمران: الأول هو نموذج الشركات عابرة القارات المعولمة، تلك التي استلبت من الدولة الوطنية مقدراتها، وجعلت من هياكلها الإدارية، آليات لتنفيذ رغباتها في التمدد والتوسع، داخلياً وخارجياً، فأصبحت الحكومات هي التي تنفذ الأجندات التي ترسمها لها تلك الشركات “الميجا”، كما يطلق عليها.

هنا تبدو الأمة تتضاءل، والولاء لها يضعف، في مواجهة “النخبة الكمبرادورية”، المسيطرة على مقدرات الأمور، وعليه فما الذي يتوقع حدوثه للديمقراطية السياسية؟

النتيجة المؤكدة هي خضوع بل خنوع غير مسبوق من قبل البرلمانات والوزارات والسياسة، لممثلي تلك الشركات إذ لم تعد الحكومات أو الأحزاب، هي من يحدد معالم الطريق للبلاد سياسياً واجتماعياً، بل تلك “الطغمة الحاكمة” التي تمد أياديها الأخطبوطية في كافة مناحي الحياة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

“اندبندنت عربية” – 2 تموز (بتصرف)

**********

إلهان عمر تدعو إلى تفكيك

“نظام القمع” الأمريكي

دعت البرلمانية الديمقراطية الأميركية إلهان عمر إلى تفكيك الأنظمة السياسية والاقتصادية التي تعمل بمثابة “نظام للقمع” في الولايات المتحدة، وأكدت أن معظم المحادثات حول وحشية الشرطة والظلم العنصري لا تذهب بعيداً بما فيه الكفاية في الدعوة إلى التغيير.

وقالت عمر، وهي من أصول عربية، خلال مؤتمر صحافي في الهواء الطلق، إنه لا يمكن التوقف عند إصلاح العدالة الجنائية أو إصلاح الشرطة، وقالت:” نحن لا نقاتل فقط من أجل هدم أنظمة القمع في نظام العدالة الجنائية، نحن نقاتل من أجل القضاء على أنظمة القمع الموجودة في السكن والتعليم والرعاية الصحية  والتوظيف، وفي الهواء الذي نتنفسه”.

وأضافت عمر أنه قد حان الوقت “لضمان المنازل للجميع” بسبب الفوارق العرقية في ملكية المنازل.

و سارع ترامب جونيور، نجل الرئيس الأمريكي، للهجوم على البرلمانية التقدمية وقال رداً على دعوتها :” هل تشعرين بأن النظام التعليمي قد اخفق حقا؟  وعلى الفور ردت عمر في تغريدة:” أن مستوى فهمك أمر محرج لبلدنا، ربما يمكن لشخص ما أن يقدم لك دروساً مجانية في اللغة الانكليزية”.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وكالات – 8 تموز 2020

*************

ص13

في مسألة الطبقة الاجتماعية والعرق

كوامي نكروما*

كل وضع تاريخي يطوّر ديناميكيته الخاصة به. وتطوّرت في أفريقيا العلاقات الوثيقة بين الطبقة الاجتماعية والعرق ارتباطا بالاستغلال الرأسمالي. فكانت العبودية وكانت علاقة سيد-خادم واليد العاملة الرخيصة هي أساس ذلك الاستغلال. ويمثّل جنوب إفريقيا النموذج الكلاسيكي، حيث يعيش الأفارقة تجربة استغلال مزدوج، استغلال على صعيدي لون البشرة والطبقة الاجتماعية. وتوجد ظروف مشابهة في الولايات المتحدة الأمريكية، في منطة الكاريبي، في أمريكا اللاتينية وفي باقي أرجاء العالم حيث تولّدت تركيبة طبقية عنصرية من طبيعة تطور القوى المنتجة، إذ للفوارق في لون البشرة أهميتها في هذه المناطق، كون درجة سواد البشرة معياراً تُقاس عليه المكانة الاجتماعية.

لا يمكن فصل تركيبة اجتماعية عنصرية عن التطور الاقتصادي الرأسمالي، في حين أن هذه التركيبة تكون غير متأصّلة في الوضع الكولونيالي، لأنّ مسألة العِرق مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالاستغلال الطبقي؛ ففي تركيبة سلطة عنصرية-رأسمالية يكون الاستغلال الرأسمالي والقمع العِرقي متلازميْن؛ وإلغاء الاستغلال يضمن إلغاء القمع.

أصبح الصراع العرقي في العالم الحديث جزءاً من الصراع الطبقي. وبعبارة أخرى، أينما وجدت مسألة عرقية فهي الآن مرتبطة بالصراع الطبقي.

أدّت آثار التصنيع في إفريقيا وفي مناطق أخرى من العالم إلى تعزيز نمو البورجوازية ونمو طبقة كادحة واعية سياسياً، في نفس الوقت. إن اكتساب الملكية والسلطة السياسية من قبل البرجوازية وتزايد الطموحات الاشتراكية والقومية الإفريقية للطبقة العاملة يضربان جذور التركيبة الطبقية العنصرية، بالرغم من أن كل طرف يرمي إلى بلوغ أهداف مختلفة. فالبرجوازية تؤيد التطور الرأسمالي بينما تسعى الطبقة الكادحة -الطبقة المستغَلّة- إلى تحقيق الاشتراكية.

تمثّل البورجوازية خمس السكان في جنوب إفريقيا التي تُعتبر فيها الطبقة الاجتماعية ولون البشرة أساس العلاقات الإثنية. ومع اتحاد البريطانيين والبور (وهم المستوطنون الهولنديون أثناء احتلال جنوب افريقيا) للحفاظ على امتيازاتهم، قسّموا ما تبقى من أربعة أخماس السكان إلى “سود”، “ملوّنين” و”هنود”. إن الملّونين والهنود هم أقليات تعمل كحواجز لحماية أقلية البيض من الأغلبية المتكونة من السود وهي الأغلبية المناضلة والثورية بشكل متزايد. وفي أرجاء الاستيطان الأخرى في إفريقيا، يتم خوض صراع طبقي-عرقي مشابه.

لا يمكن تحقيق مجتمع لاعنصري إلا بواسطة العمل الاشتراكي الثوري للجماهير. لن يكون مجتمع كهذا عبارة عن هدية تمنحها طبقة الأقلية الحاكمة، لأنه من المستحيل فصل العلاقات العرقية عن العلاقات الطبقية الرأسمالية التي تضرب جذورها فيها.

يمثل جنوب إفرقيا مرة أخرى مثالاً نموذجياً. ففي السنوات الأولى من الاستيطان الهولندي، لم يكن التمييز قائماً بين السود والبيض، وإنما كان بين المسيحيين والوثنيين. ولم تظهر علاقة سيّد-خادم إلا مع التوغل الاقتصادي الرأسمالي وما رافقه من عنصرية، من حكم مسبق على لون البشرة ومن تمييز عنصري. والتمييز العنصري هو المنظومة والسياسة الأكثر لاتسامحاً وظلماً ضمن السياسات و”المنظومات” العرقية-الطبقية التي تولدت من المجتمع البرجوازي الرأسمالي الأبيض. فثمانون في المئة من سكان جنوب أفريقيا ليسوا ببيض وليس لهم الحق في التصويت أو هم محرومون من الحقوق السياسية.

كانت العبودية وعلاقة سيد-خادم إذن هما سبب العنصرية بدلا من نتيجتها. واتخذت هذه المكانة شكلاً محدداً وتعزّزت باكتشاف الذهب والألماس في جنوب إفريقيا واستخدام يد عاملة أفريقية رخيصة في المناجم. ومع مرور الوقت تم تطوير ونشر خرافة الدونية العرقية لأن تبرير الاستغلال والقمع كان أمراً ضرورياً.

في عصر الاستعمار الجديد، لا يتم نسب “التخلف” إلى الاستغلال وإنما يتم نسبه إلى الدونية. وتبقى نغمات خفيفة عنصرية تتداخل مباشرة مع الصراع الطبقي.

إن إنهاء الرأسمالية والاستعمار والامبريالية والاستعمار الجديد وبلوغ الشيوعية العالمية وحدهما كفيلان بتهيئة الظروف التي تمكن من إلغاء المسألة العرقية والقضاء عليها نهائياً.

ـــــــــــــــــــــــ

*تنشر “طريق الشعب” هذه الوثيقة التاريخية التي تتسم بأهمية خاصة في الظرف الراهن.

كوامي نكروما (1909 - 1972): فيلسوف وسياسي وقائد وطني ثوري. أول رئيس لجمهورية غانا عام 1960.

عن: (النداء) - ترجمة: محمد وليد قرين -

13 حزيران 2019

************

كورونا والأزمة الأخلاقية للرأسمالية

رضي السماك

رغم مضي نحو نصف العام على بدايات تفشي وباء كورونا “كوفيد – 19” عالمياً، فإنه مازال يفجر أزمات دولية متعاقبة على المستويين الداخلي والداخلي لمعظم دول العالم، ولا سيما الرأسمالية منها والتابعة لها على السواء. و إذ يبدو محور هذه الأزمات المجال الطبي في مواجهة الوباء، إلا أن هذا المجال وثيق الترابط والتشابك مع مجالات متعددة؛ علمية واقتصادية واجتماعية وثقافية تعكس جميعها الايديولوجية الطبقية السائدة للأنظمة الرأسمالية. ولا شك بأن هذه الأزمات فضحت الطابع الأخلاقي اللاإنساني الذي اتسمت به مسلكيات تلك الأنظمة في مواحهة الوباء؛ وعلى الأخص كما تجسده مواقف وسياسات النظام الرأسمالي الأميركي ممثلة في الإدارة الحالية للرئيس دونالد ترامب.

ولما كان تغييب المساواة الاجتماعية بين طبقات المجتمع، ولو بشروطها الدنيا، هو طابع أصيل من أبرز سمات الرأسمالية، فإن ذلك ترك ويترك أثره حتماً في تفشي الوباء وتفاقم أعداد قتلاه في صفوف الطبقات الفقيرة والوسطى والتي تشكل الغالبية العظمى من المجتمع؛ حيث نجد الأثرياء والميسورين هم وحدهم القادرون على التمتع بالضمان الصحي والطبي الذي يقيهم من الوباء أو العلاج منه.

لم يكن امتحان الكورونا هو الأول من نوعه الذي تُمتحن فيه أخلاق الرأسمالية على المحك ؛ إذ برز الامتحان منذ بروزها طابعها الاستغلالي بجلاء على أرض الواقع غداة الثورة الصناعية أواخر القرن الثامن عشر، وعلى الأخص إثر تحولها بعدئذ إلى مرحلة الامبريالية مطلع القرن العشرين، وصولاً إلى طورها الحالي المتوحش حيث تعرضت لإمتحانات عديدة.

على أن الحديث عن استغلال الطبقة الرأسمالية للطبقة العاملة – منذ صعود الطبقة الأولى – استغلالاً لا إنسانياً دون منحها الحد الأدنى من حقوقها في الأجور المعقولة معيشياً وبيئة العمل الصحية، ناهيك عن مراكمتها الأرباح من خلال عملية “فائض القيمة” الأخطر استغلالاً؛ وغير المعترف بصحتها حتى الآن كنظرية في علم الإقتصاد الرأسمالي وتشريعات العمل الدولية؛ نقول إن هذا الحديث يجرنا بدوره إلى مسألة اخرى، أحسبها في غاية الأهمية، ألا هي توظيف التطور العلمي ليس لصالح سعادة وتنمية شعبها كما يشيع الإعلام الرأسمالي؛ ولا لأي شعب من شعوب العالم برمتها، بل من أجل مصالح أنانية ضيقة لفئة محدودة من المجتمع تنحصر في كبار المليارديرية الأثرياء الذين يشكلون الأقلية بين الغالبية العظمى من أفراد شعبها، وهذا بالضبط ما تمظهر لنا جلياً في مسلكيات هذه الفئة الرأسمالية الأنانية.

ولعل أخطر الحروب تدميراً التي تتحمل الإمبريالية وزرها، الحربان العالميتان الأولى والثانية، والتي كان لنسختها الفاشية في الأخيرة دور محوري في إشعالها؛ وحيث ألقت خلالها الولايات المتحدة أول قنبلة ذرية في التاريخ على مدينتي هيروشيما وتجازاكي اليابانيتين فأزهقت أرواح ما يقرب من مئتي وعشرين ألف شخص؛ ناهيك عن القتلى قتلاً بطيئاً جراء الصدمات والحروق الاشعاعية والتسمم الإشعاعي وسرطان الدم الذي ذهب ضحيتىه أغلب القتلى. وما كانت للدول الرأسمالية – وعلى رأسها الولايات المتحدة – أن تتوصل إلى أسلحة الدمار الشامل لولا توظيفها العلم وشراء العلماء بشتى الأغراءات للوصول إلى أسلحة فتاكة بالغة التطور لاستخدامها في حروبها العدوانية التي تخدم مصالحها الاقتصادية من خلال الهيمنة والتوسع في العالم.

بيد أن السلاح النووي ليس سوى رأس “جبل اللهيب البركاني”، إن جاز لنا التعبير، من سلسلة المساعي المحمومة في توظيف العلم لخدمة الشر والدمار البشري والعمراني؛ فقد سبقه منذ مطالع القرن الماضي عدد من أسلحة الدمار الأخرى، كان أبرزها الأسلحة الكيميائية التي استخدمت على نطاق واسع في الحرب العالمية الأولى، والأسلحة البيولوجية. ومن المفارقات الغريبة الصارخة أنه في الوقت الذي ندم فيه عدد من مخترعي أشهر الأسلحة في العالم على قيامهم باختراعها ، كما فعل مخترع المسدس صمويل كولت الأميركي الذي نُقل عنه قوله: “الآن يتساوى القوي والجبان”، ومخترع الديناميت ألفرد نوبل الذي شاء أن يكفّر عن خطيئته بتخصيص معظم ثروته لأشهر جائزة دولية عرفت بإسمه “جائزة نوبل” تمنح في الأساس سنوياً لواحد من الذين يبذلون جهوداً مضنية خلاقة من أجل السلام واطفاء نيران الحروب المشتعلة والنزاعات المحلية والأقليمية، كما تُمنح لعدد من الرواد العالميين في مجالات العلوم والمعرفة الأخرى. كما أبدى حزنه وألمه الشديدين مخائيل كلاشنكوف مخترع الرشاش المعروف بإسمه إبان الحرب العالمية الثانية حيث عانت بلاده إثر هجوم الجيش النازي المباغت عليها؛ وقال ما معناه في سني حياته الأخيرة: بقدر اعتزازي وبكل فخر لاختراع هذا السلاح دفاعاً عن وطني بقدر ألمي بوقوعه في أيدي المجرمين ومشعلي الحروب غير العادلة في العالم.

وأخيراً فقد أبدى ندمه أيضاً العالم الألماني اينشتاين على الرسالة التي أرسلها إلى روزفلت رئيس الولايات المتحدة عن وشوك توصل بلده إلى اختراع السلاح الذري بعدما طورته وصنعته الأخيرة واستخدمته في نهاية الحرب العالمية الثانية 1945.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

موقع “المنبر التقدمي” في البحرين – 3 تموز 2020 (مقتطفات)

***********

ص14

اليمين المتطرف يعرف بالضبط

كيف يستفيد من أزمة مثل كورونا

كريستينا اريزا *

الانكماش الاقتصادي وتأثير الجائحة في حياتنا يوفران الشروط التي وفقها يزدهر اليمين المتطرف، في توسيع قاعدته وطمس الخطوط التي تفصله عن الحياة السياسية العامة

أولاً، كان هناك ارتفاع سريع في الإصابات، وفي عدد حالات الدخول إلى المستشفيات، وما يؤسف له، من حالات الوفاة، وثانياً، اضطراب اقتصادي ناجم عن قيود الإغلاق المفروضة للسيطرة على تفشي فيروس كورونا. وقد استُشعِر بتأثير كوفيد-19 مباشرة، وكان رد اليمين المتطرف، فورياً أيضاً.

فبعد أسابيع قليلة فقط على وقوع الجائحة، أصبحت جماعات اليمين المتطرف مرئية بشكل ملموس، من دون تفويت أي فرصة للظهور. ففي الولايات المتحدة راح العنصريون البيض يناقشون طرقاً تساعد على نشر المرض بين الكيانات المجتمعية اليهودية، ما حفز مكتب التحقيقات الفيدرالي على التحذير من ذلك، بينما راحت جماعات مماثلة في المملكة المتحدة تنشر معلومات مضلِّلة تزعم قيام المسلمين البريطانيين بانتهاك قواعد الإغلاق.

وإذ بدأنا نتصارع مع العواقب المترتبة على جائحة كوفيد-19 ما بعد الإغلاق، تحول النقاش إلى كيفية تأثيره فينا على المدى البعيد، وهل نحن مستعدون فعلاً لمواجهة موجة جديدة من الفيروس؟ وإلى أي درجة من الأذى الاقتصادي يمكن لمجتمعاتنا أن تتحمل؟ يمكن القول إن تقريرنا يثير أسئلة حول كوفيد-19 هي نفسها التي يثيرها اليمين المتطرف. ما الذي حققه هذا المرض خلال الإغلاق؟ وماذا سيترك وراءه من ضرر حال خروجنا منه؟

بالتأكيد، مكن الفيروس اليمين المتطرف من إظهار ولعه بالتفكير التآمري. فهناك نظريات مؤامرة عدة عن أصل الجائحة وكيفية تفشيها راحت تبرز، وتتضمن قائمة لا نهاية لها من أكباش الفداء: اليهود، المسلمون، إسرائيل، وكالة الاستخبارات المركزية، الصين، جورج سوروس، بل وحتى الأمم المتحدة. وقد استطاع بعض من نظريات المؤامرة هذه القفز من تداولها بين جماعات مهمشة عبر الإنترنت إلى عموم المواطنين. وهذه ليست كلمات فقط؛ إذ أصبح انتشار نظريات المؤامرة الآن يسهم في ارتفاع خطاب الكراهية المعادي للسامية، ووقوع الجرائم القائمة على أساس الكراهية، بل وحتى وقوع حوادث من التخريب، مثل إشعال النار في أعمدة برنامج تسيير الهواتف الجوالة الجديد “جي 5” في المملكة المتحدة بسبب النظرية الغريبة التي تراها السبب الحقيقي وراء تفشي جائحة كوفيد-19.

وإضافة إلى نظريات المؤامرة، فإن المخاوف الاقتصادية من الإغلاق قدمت لليمين المتطرف فجوة يستطيع من خلالها الترويج للمشاعر المعادية للمؤسسة الحاكمة. فتقريباً، أظهر كل أنواع اليمين المتطرف قدراً من عدم الثقة في الإجراءات المتخذة لوقف انتشار الجائحة، فلبعض الحركات النازية الجديدة، لم يكن الإغلاق فعلاً شريراً فقط، بل هو مكيدة تفرض خلسةً دولة بوليسية وتصادر الحريات. لذلك، فليس مفاجئاً أن تكون جماعات اليمين المتطرف وناشطوها في الخطوط الأمامية للاحتجاجات المعادية للإغلاق. مع ذلك، فإنه من المقلق أن تتمكن هذه الجماعة السياسية استثمار الأزمة الحالية- حتى إلى درجة التخطيط للقيام بهجوم إرهابي على مستشفى لجذب انتباه الإعلام إليها.

ومع شروع البلدان في الخروج التدريجي من الإغلاق، وتحول الاهتمام العالمي بسرعة إلى أمور أخرى، فإن اليمين المتطرف قد يبحث عن موضوع آخر يحقق عبره الترويج لنفسه. إذ تشير المستجدات خلال هذه الأشهر إلى درجة عالية من التكيف والانتهازية لهذا الجناح السياسي، وهو أمر يمكننا توقعه لتقوية اليمين المتطرف على المدى البعيد. فحال الإعلان عن لقاح مضاد لكوفيد-19، يمكننا أن نتوقع حدوث تحشيد وتسخير ونشر مشاعر معادية له. وإذا كان هؤلاء المتطرفون قادرين على التمازج مع الحركات ذات التمثيل الجماهيري الأوسع مروجين الرسالة نفسها، فإن هذا سيشكل تهديداً ضخماً للأمن الصحي.

ومثلما أظهر الإغلاق، فإن تأثيرات الجائحة ليست في الجوانب الصحية فقط. فالتقلص الاقتصادي الذي تعاني منه مجتمعاتنا، جنبا إلى جنب مع التأثير الاجتماعي للجائحة على حياتنا، يوفران الشروط التي وفقها يزدهر اليمين المتطرف، في توسيع قاعدته وطمس الخطوط التي تفصله عن الحياة السياسية العامة.

نادراً ما رأينا من قبل مزيجاً كهذا، أطلق عليه الخبراء في التطرف تعبير “العوامل الضاغطة” التي تلعب دوراً، مثل ارتفاع البطالة؛ والخوف من عدم الاستقرار السياسي؛ وقضايا الصحة النفسية؛ والخسارة الشخصية؛ والخطاب السياسي الانقسامي. وما يثير القلق، هو أن بعض المجنّدين المنتمين إلى شرائح سكانية أساسية– بمن فيهم الشباب- سيكونون الطرف المتلقي لهذا الوضع.

وما يعمق من الأزمة هو أن جماعات اليمين المتطرف بدأت تعتبرها مجرد عرض جانبي للعولمة، التي قد تكون جذابة لأولئك الذين يشعرون بأنهم “أُغفِلوا”. وإذا كانت استطلاعات الرأي في أوروبا لا تُظهر اليمين المتطرف باعتباره منتصراً، فإن أحزاب أقصى اليمين ستسعى مع ذلك إلى الاستفادة من الفرص التي وفرتها الجائحة كي تطالب بإغلاق الحدود وفرض إجراءات صارمة ضد الهجرة.

حالياً، سيركز صنّاع السياسات– وهم محقون في ذلك- على التحكم بالفيروس والتخفيف من التأثيرات الاقتصادية الناجمة عن الإغلاق، لكنهم سيكونون مصيبين إن هم اعتبروا كوفيد-19 عنصراً فعالاً في تعزيز اليمين المتطرف، مع كل المخاطر المترتبة عن ذلك على الاستقرار السياسي والاقتصادي

ــــــــــــــــــــــــــــ

*كريستينا أريزا محللة باحثة في وحدة السياسات المتطرفة بمعهد توني بلير للتغيير العالمي

“اندبندنت عربية” – 8 تموز 2020

************

صلاح سليمان:

نظرة أخرى إلى 30 يونيو

 

في كتاب د. رفعت السعيد الشهير التأسلم السياسي جاء ما يلي:

ظلت جماعة الإخوان منذ نشأتها عام 1928 وهي تتخذ من الدين ستاراً لنشاطها السياسي مستهدفة توظيف التحدث باسم الدين وتوظيف الشعارات الدينية لتحقيق مصالح ذاتية للجماعة ورجالها. فمنذ 1928 وحتى 1952 كانت إمكانية تأسيس حزب سياسي متاحة لأي مجموعة من الأفراد ولكن الجماعة لم تفعل لأن التستر بالدين هو بذاته هدف لأنه بذاته مصلحة ذاتية، لأن توظيف الدين في ساحة السياسة يمنح المتحدث السياسي باسمه حصانة مزعومة وما هو إلا بشر يقول رأيه هو ورؤيته هو ويعبر عن مصلحته هو مستخدما الدين المقدس ستاراً أو غطاء لمآرب سياسية.  إلى هنا انتهى كلام د. رفعت السعيد.

لقد بدأ التحالف غير المقدس بين نظام السادات والإخوان تحالفاً طبيعياً بين بقايا رأسمالية مهترئة ورأسمالية طفيلية وفاسدة وبين جماعة وظيفية تملك للأسف آيديولوجية سهلة في الوصول إلى أبسط قواعد الجماهير المطحونة ومع الانقلاب الاجتماعي الحاد الذي أحدثته ما يسمى بسياسة الانفتاح الاقتصادي جعل جماهير شعبنا تئن تحت وطأة استغلالي رأسمالي بشع وغول التضخم الذي يلتهم الأخضر واليابس فكانت آيديولوجية الإخوان عامل صبر وتهدئة لهذه الجماهير المطحونة والتي ردت على هذه السياسة البشعة بانتفاضتها العظيمة في 18، 19 يناير 1977، وبدأ هنا التحالف يضغط ويغيب شعبنا حتى حدث الشرخ الأول لهذا التحالف في أكتوبر 81 باغتيال قائده، ثم جاء نظام مبارك، وبدأ في إعادة الحياة له حتى وصل الأمر عن طريق شركات توظيف الأموال سيئة السمعة، أن يتحكموا في سعر العملة الأجنبية وفي استيراد القمح والذرة، وهذا الحلف الأسود قضت عليه ثورة 30 يونيو الشعبية وبمساعدة جيش مصر البطل، وبدأت مصر تستعيد ولو بقدر وجهها المدني وتعيد بناء دولة الحداثة التي تنشدها منذ ثورتي 19 ويوليو 52 .

“الأهالي” – 8 تموز 2020

**********

على أوتار الأمل..

متابعة “طريق الشعب”

عندما تفرغ غالبية الممرضات التشيليات من دورات عملهن الطويلة في رعاية العديد من مرضى كوفيد-19 في البلاد، لا يبقى في أذهانهن سوى العودة للمنزل لرؤية أسرهن وتناول الطعام والخلود للراحة.

لكن الأمر مختلف مع داماريس سيلفا التي تأخذ آلة الكمان الخاصة بها بعد انتهاء نوبتها في السادسة مساء مرتين أسبوعيا لتعود إلى القسم الذي أنهت لتوها العمل به.

وعلى مدى ساعات، تقطع سيلفا (26 عاما) ممرات مستشفى إل بينو في حي لا بينتانا الجنوبي الفقير بالعاصمة سانتياجو جيئة وذهابا وهي تعزف على الكمان.

وتعزف سيلفا مزيجا من الأغاني اللاتينية الشعبية التي تُدخل الراحة على قلوب  المرضى، الذين قضى بعضهم أسابيع في الرعاية المركزة، وزملائها المنهكين.

وقالت لرويترز ”بمجرد أن أدخل إلى المرضى تُشرق وجوههم، يبدون أكثر سعادة.. يبتسمون ويصفقون“.

وتضيف أن هدفها هو ”منح القليل من مشاعر الحب والإيمان والأمل بينما أعزف على الكمان. وفي كل مرة، أفعل ذلك من كل قلبي“.

ومبادرتها واحدة من مبادرات عدة برفع الروح المعنوية في أقسام الرعاية المركزة في تشيلي، والتي هي في الوقت الحاضر قريبة من أن تمتلئ عن آخرها بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد. ومن تلك المبادرات غرباء يكتبون رسائل للمرضى وفرق طبية تغني احتفالا بعيد ميلاد أحد المرضى وأخرى تصفق لأولئك الذين يخرجون من المستشفى منتصرين على كوفيد-19. ويوجد في تشيلي حاليا ما يقرب من 300 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا وسجلت ما يزيد على 6000 وفاة بكوفيد-19 الناجم عنه. وبدأ المرض في التفشي في العاصمة، حيث يتركز غالبية السكان، قبل أن يمتد إلى أنحاء أخرى في البلاد أبعد وذات موارد أقل.

وتحدث وزير الصحة التشيلي إنريكي باريس يوم الاثنين عن ”مؤشرات إيجابية“ بسبب الانخفاض المستمر في الإصابات بفيروس كورونا في سانتياجو وبعض المراكز السكانية الكبيرة الأخرى.

لكن الوزير أصر على أن الحجر الصحي الصارم سيظل قيد التطبيق في جزء كبير من الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية.

 

رويترز – 7 تموز 2020

**************

ص15

جدل حول تجربة السويد

في التعامل مع جائحة كورونا

(2-2)

محمد الكحط – ستوكهولم 

د. عبد الحسين الأعرجي

استشاري في امراض وجراحة العيون، يعمل في المستشفيات السويدية منذ أكثر من 25سنة، عضو جمعية أطباء العيون الاوربية

وجمعية أطباء العيون السويدية

 ودول شمال أوربا

- هذا الفايروس نوع متحور من مجموعة فايروسSARS 2003-2002الصين وفايروس MERSالسعودية عام 2013-2012.

من أهم ما يميز هذا الفايروس عن فايروس الانفلونزا فيما يخص الأعراض الأولية للمرض بالإضافة الى الشعور بالتعب والارهاق والحمى والسعال، هو فقدان حاستي الشم والتذوق بشكل أشد حدة مما هو عليه عند الاصابة بفايروس الانفلونزا، بالإضافة الي طول فترة الحضانة، وأيضاً بعض الخلافات في الشكل والتركيب الجيني.

- هنالك مشكلة مزمنة بين العاملين في مرافق الجهاز الصحي السويدي مع السياسيين الذين يتولون إدارة شؤون هذا المرفق الحيوي وخدماته والتي هي في تماس وتأثير  مباشر مع صحة وحياة المواطن اليومية، وكل من شغل إدارة هذا الجهاز ومن مختلف الأحزاب وممثليها الذين يتبؤون هذه الوظائف أغلبهم يمارسون سياسات أحادية الجانب، هدفها التقشف وتقنين وتقليل الخدمات المقدمة، وفي كثير من الأحيان تشمل حتى الخدمات الطبية الرئيسية، كتوفير الأجهزة الطبية المناسبة أو حتى الادوية الطبية من دون الأخذ بعين الاعتبار متطلبات ومستلزمات المستشفيات والمراكز الصحية لهذه الأجهزة العلاجية أو المستخدمة في التشخيص، من دون مشاركة أصحاب الشأن الذين هم أدرى بحاجات هذا القطاع، وجاءت جائحة فايروس كورونا لتكشف مواضع التقصير والنقص في هذه المنظومة.

أن مجموع الاجراءات التي اتخذت من قبل السلطات السويدية في البدء كانت حسب رأيي سليمة وناجعة مما حدى بمنظمة الصحة العالمية بالخروج بتصريح رسمي في 29 ابريل/نيسان للإشادة بالتجربة السويدية، لكن يظهر ان المتمسكين بزمام الأمور، أخذهم الغرور ولم يستجيبوا للنداءات، والعديد من التقارير التي رفعت من  العاملين في الاقسام التي تستقبل المصابين وآراءهم  البناءة التي طرحوها لمجابهة انتشار وارتفاع عدد الاصابات والوفيات بتوفير ما يلزم من المواد المطلوبة لإجراء عينات الكشف أو التشخيص المبكر للإصابات، بدءاً من الكادر الطبي والذين هم في احتكاك يومي في ردهات الاسعاف والحالات السريعة أو من العاملين مع كبار السن في بيوت الرعاية الاجتماعية ودور المسنين، وهذا الضعف أدى الى الزيادة في الاصابات بين أعضاء الكادر الطبي الوسطي وبالتالي كان السبب الرئيسي في انتشار الوباء في أكبر عدد من  دور رعاية كبار السن والذين شكلوا أكبر الأرقام بين صفوف المصابين وايضا من المتوفين بسبب هذه الوباء القاتل، ولكن بعد بلوغ أعداد المصابين والمتوفين أرقاما قياسية واستجابة لضغوط الصحافة والرأي العام المحلي وما كتب ونشر في دول الجوار والعالم عن ضرورة الانتقال الى مستويات أعلى من الاجراءات الوقائية بغية الحد من سرعة انتشار الوباء وعواقبه الوخيمة، استجابت أخيرا رئاسة مستشاري الدوله لشؤون الاوبئة متمثلة برئيسها السيد (أندش تيغنيل)، الذي خرج عن صمته وأشار وبوضوح بأنه كان هناك ضعف ملحوظ في مجموع الاجراءات التي اتخذت من قبل، وبالتالي شخص مواقع الضعف والخلل مستندا الى كل ما ذكرته أعلاه، وفي الايام الأخيرة لمسنا تحسنا ملحوظا في مجموع الاجراءات الوقائية والرقابية وكذلك في توفير كل ما يلزم من أمصال للتشخيص المبكر في كل المرافق الطبية والصحية وكذلك امكانية إجراء الفحص لكل من يرغب من المواطنين في مختلف أرجاء البلاد وبشكل خاص في المدن والمناطق الأكثر تضررا.

ورغم ان النتائج الحقيقية لهذه الاجراءات لم تظهر بشكل واضح بعد، لكن هناك تفاؤلا أولا في صفوفنا نحن الكوادر الطبية في كل المرافق الصحية، وثانيا هناك ارتياح من عامة الناس مع بدء تطبيق الاجراءات الاستثنائية للحد من انتشار المرض.

- ان هذا الوباء رغم كل ما ألحقه من ضرر وشل كل مرافق الحياة الاجتماعية والاقتصادية والاصابات الكثيرة في الأرواح، لكنه وحد الجهود على كل المستويات المحلية والعالمية في التعاون الجدي لمجابهة اخطار مثل هكذا كوارث والابتعاد عن المزايدات السياسية على حساب الانسان وصحته وسلامته، وخير دليل على ذلك هو ما نراه من تعاون مشترك بين المراكز البحثية والعلاجية في مختلف أنحاء العالم للخروج بعلاج حقيقي ليكون في متناول اليد لكل من هم بحاجة له، ويختلف عن كل ما توفر حتى الآن من الأدوية المطروحة والتي في الغالب لم تصل نسبة نجاعتها الى مستويات عالية، أو لها أعراض جانبية كثيرة.

- اعتقد إنها مسالة وقت ليس إلا ويأتي قريبا جدا علاج جذري لهذا الفايروس الفتاك ومن بعد ذلك بقليل اللقاح المطلوب والضامن لعدم الاصابة مستقبلا.

الدكتور وميض السماوي:

طبيب جراح متخصص في جراحة العين، يعمل في السويد منذ 20 عاما، خريج الأكاديمية الطبية في موسكو بدرجة امتياز.  مراجع علمي لعدد من الصحف والمجلات الطبية العالمية.  محاضر في السويد والمؤتمرات العلمية.

- لقد قامت الحكومة السويدية بتكليف الهيئة العامة للصحة في انشاء فريق من الاختصاصيين في علم الأوبئة بتشكيل لجنة لإدارة الأزمة برئاسة السيد أندش تيغنيل، الأسلوب السويدي كان مخالفا تقريبا لكل إرشادات الهيئة العالمية للصحة ومنافيا لتوجيهات خبراء الأوبئة والأحصاء من دول العالم. بقيت الحكومة تتأرجح بين مسألتين، الصحة والإقتصاد. وقد قامت فرضية فريق الأزمة على اعتماد فرضية “مناعة القطيع”، اي بمعنى أن الوباء سوف ينتشر عاجلا أم آجلا وسوف تتطور المناعة ضده طبيعيا. لم تكن إجراءات الدولة السويدية الاحترازية بالمستوى المطلوب منذ الانطلاقة وبعد إعلان الهيئة العالمية للصحة حالة الطوارئ القصوى بأن الوباء أصبح عالميا.

لم تتم عملية الاختبارات للمسافرين، ولا فحصهم وكذلك عدم إرشادهم بالحجر الطوعي. كان هناك نوع من التساهل الواضح، والمعتمد اساسا على ارشادات تعقيم اليدين بالدرجة الاولى، على الرغم من أن عشرات البحوث اثبتت انتشار الفيروس عبر رذاذ اللعاب بعد العطس والسعال.

المفاجأة الكبرى كانت عند اكتشاف النقص الكبير من الاحتياطات الطبية اللازمة في المستشفيات ودور كبار السن، مع تخبط واضح في البيانات المنشورة.

الدولة السويدية لم تغلق النشاط الاقتصادي، كان الاعتماد الاساسي على وعي المواطن وشعوره بالمسؤولية الاجتماعية. ولكن واقع الحياة كشف خروقات جسيمة جدا في عدم الالتزام بالإرشادات الطبية. السويد تتنعم بمساحة جغرافية كبيرة ولا يوجد ازدحام كبير في الشوارع، وعموما السكن المرفه دون اكتظاظ يذكر، عدا بعض المناطق التي يتكاثر بها القادمون الجدد.

الأزمة الكبرى في السويد كانت في تفشي المرض في بيوت رعاية المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة بالدرجة الأولى. 

وجهت الدولة السويدية كل العاملين القادرين على أداء واجبهم المهني من البيت عبر الإنترنت، وكذلك أغلقت الثانويات والجامعات لإكمال التدريس عن بُعد. ولكن هذه الإجراءات لم تكن كافية. وارتفاع عدد الوفيات أحرج اداء الحكومة وأدخلها في صراع جدلي مع النقابات المهنية، لان وسائل حماية الطاقم الطبي كانت غير كافية إضافة الى مشكلة كبيرة وهي انعدام الكفاءة المهنية لدى الموظفين العاملين في قطاع رعاية المسنين، ونقص كبير في مواد التعقيم ومعايير الصحة.

هناك الكثير من الاعتراضات على سياسة الخبير تيغنيل داخل السويد من خبراء سويديين في الأوبئة وعدد كبير من الاطباء والباحثين. السويد تعرضت لمجموعة من الانتقادات. لازال هناك نوع من المماطلة في التحقيق وقراءة بيانات الاحصاء. ولكن الأرقام تتحدث عن نسبة وفيات عالية جدا بالمقارنة لعدد النفوس وهذا الأمر لا يمكن تفسيره فقط بنسبة الشيخوخة العالية هنا أو طريقة تسجيل الوفيات والشفافية. لابد أن يتم تحقيق كامل وشامل في المستقبل القريب، ولكن لحد الان لم يتم ذلك بشكل مدقق ومهني.

- فكرة مناعة القطيع اثبتت عدم جدواها بعدما اثبتت الدراسات والبحوث من مختلف دول العالم المتقدم ان هناك نسبة ضئيلة من المصابين طوروا الأجسام المضادة ضد الفيروس وهذه النسبة اقل من ٧قي المائة وهي بعيدة جدا عن التوقعات السويدية.  إذ لا يتم اتمام مصطلح اللقاح القطيعي الا إذا تم تطوير المناعة عند أكثر من ٦٠قي المائة من السكان. دراسات كورية وصينية نبهت لهذا الأمر بحكم اسبقيتهم الزمنية مع الوباء ولكن تم تجاهلها تماما.

- الفيروس خطير مع نسبة وفيات أعلى بعشر مرات من فيروس الأنفلونزا الموسمي.  وتحليل البيانات السويدية اظهر ان ٩٠قي المائة من الوفيات من ضمن فئة المرضى الذين تجاوزوا ٧٠ سنة.

- سوف يتعرض لهذا الفيروس أغلب سكان العالم مع مرور الزمن.  الغالبية العظمى سوف تشعر بأعراض طفيفة أو حتى دون أي علامات وهذه نسبة عالية حوالي ٨٠قي المائة من السكان. الهدف الأساسي الآن هو حماية الأشخاص المعرضين للخطر أكثر من غيرهم بالدرجة الأولى، للتمكن من تقديم الخدمات الطبية بشكل محترف، وانقاذ حياتهم وذلك عبر تحديد نسبة الانتشار لتفادي أزمة الاحتقان في قاعات العناية المركزة.  وضرورة متابعة الأخبار والإرشاد الصحي والحذر والوقاية الذكية عن طريق التوعية الصحية العامة وتجنب كل الخرافات التي تروج عبر بعض رجال الدين. بعض البحوث والدراسات العلمية تنصح بتقوية جهاز المناعة الطبيعية مع التغذية الصحية الجيدة وتناول الفيتامينات من فيتامين سي ودال ومجموعة فيتامينات بي وعنصر الزنك.

تجنب الأخبار السلبية والارهاق وقلة النوم لأنها وبمرور الزمن تسبب ضعفا في المناعة.  مع تأجيل العمليات الجراحية التي تتحمل الانتظار إلى وقت آخر والتجنب الكلي للسفر والسياحة الان.

************

ص16-17

الى كتابنا الأعزاء

في الوقت الذي نعتز فيه بجميع الكتاب الذين يخصون بكتاباتهم صفحتنا الثقافية، مثلما نحترم ونحتفي بجميع الرسائل التي ترد الينا، نتمنى عليهم مراعاة التصميم الجديد لـ “طريق الشعب” وذلك بارسال مواد لا تتجاوز كلماتها (600) كلمة وان لا تكون منشورة لا الكترونياً ولا ورقياً ولا على الصفحات الشخصية.

وترسل الى هذا العنوان: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

* ننشر القصة في هذا العدد استثناء وبتكليف خاص للقاص والروائي العراقي المغترب عائد خصباك.

*******

قصة قصيرة

من الطارق ؟

عائد خصباك/ بون (المانيا) - خاص

 

 

فضلت السيدة هالكــه ريشتر البقاء في غرفتها صباحـا إلى آخر دقيقة متاحة لها، قبل أن تأخذ طريقها إلى الردهة رقم8 في الطابق الرابع بمستشفى اليزابيث في مدينة “ كولن “ لتبدأ عملها في الوقت المحدد، تقع غرفتها في المبنى الملحق بالمستشفى، حيث تقع غرف غيرها من الممرضات، من اللواتي ترى الإدارة ضرورة عدم مغادرتهن مكان العمل إلا في الإجازات الأسبوعية وأثناء عطل المناسبات. قبل نصف ساعة استيقظت السيدة هالكه ريشتر من نومها، سار الوقت معها بشكل حسن، انتهت أخيرا من ارتداء الملابس بعد أن دققت في بياض بنطلونها فوجدته مقبولا وربتت أناملها فوق ردائها الأبيض مستحسنة هيأته، كان عندها نصف ساعة أخرى وهذا ما يجعلها مطمئنة أكثر الى أن كل شيء يسير على ما يرام. كانت ستارة النافذة الوحيدة منسدلة شفافة وناعمة، و من خلف الزجاج السميك تتراءى بنايات المدينة العالية وقسم من برج تلفزيون كولن، كل شئ شجعها على تحضير كوب من القهوة تشربه قبل أن تخرج، ستترك أمر شعرها تمشطه فيما بعد، كذلك جوربيها اللذين وضعتهما على مسند الكرسي، وحذاءها الملقى على جانبه بعد أن دفعته بعيدا. جلست على طرف السرير، كانت تقلب صفحات إحدى المجلات وكوب القهوة على المنضدة عندما فوجئت بباب الغرفة يفتح وبرجل يلقي عليها تحية الصباح وهو يدخل بكثير من الضجة مع الأشياء التي أدخلها بعده، كان واحدا من المنظفين الذين كثيرا ما يتغيرون أو يتناوبون فيما بينهم ممن يأتون غالبا بعد أن يفرغ المبنى من شاغليه، مع ذلك يحتاج الموقف أن توضح له أن ما فعله كان خطأ من وجهة نظرها، عليه أن يدق الباب عليها أولا، فتقول: من الطارق؟ لكنها لم تقل شيئا و لم تهبّ معترضة، لم تكن في يوم ما من اللواتي يسمحن بأن يدخل عليهن أحد وقتما يريد، بالنسبة لها.. أن غرفتها هذه هي المكان الوحيد في المستشفى الذي يتوفر فيه طابعها الشخصي، لم يرها أحد وقد خلعت الدور الذي هي فيه وارتدت ملابس أخرى غير ملابس العمل، لم يرها أحد وهي تتصرف في غرفتها مثل أي واحدة أخرى بحرية تسمح لها بإلغاء دور الممرضة التي في داخلها، هناك موقف واحد فقط عليها الآن فعله بعدما فاجأها الرجل بدخوله للدفاع عن ما تؤمن به وهو أن تلبس جوربيها والحذاء وأن تمشط شعرها على عجل وتخرج، لكنه لم يعطها فرصة لأن تفعل ما تريد عندما ترك ما معه ونظر إليها، فأبقت رأسها أمامه مرفوعا لا يرمش لها جفن، أما شعرها فقد انفكت عراه و سال على جانبي وجهها الذي بدا نحيفا أكثر، كانت قد تجاوزت الأربعين، ومع أنها نحيفة الجسم لم يقل لها أحد ان بها حاجة إلى المزيد من الاهتمام بنفسها، ولكنها سمعت بعدما اقتضت بعض الظروف من يقول أنها جريئة ولا ترضى بالخطأ، وتحسن التصرف ولا تطالب بما يخصها فقط، و عندها ولاء لمن يستحق الرعاية من أولئك المرضى الذين تحت إشرافها.

من النادر أن تنسى أسماء و وجوه من مروا عليها من أولئك، و بالنسبة للبعض منهم، كانوا يتصلون بالردهة رقم 8 ليطمئنوا إلى أنها ما تزال موجودة هنا.. كانت تصحح لمن يخطئ معلومة حدثت في المستشفى، و شجعت من ضعف الأمل عنده.. رأى الآخرون نشاطها في مجال حقوق الأفراد، على الرغم من أنها نادرا ما تتحدث في هذا الموضوع؛  يرون أيضا أن نشاطها كان مقبولا في الدفاع عن حق المرضى بتحديد وقت يسمح فيه لحيواناتهم البيتية بزيارتهم، فذلك يعود بالفائدة لكل من الطرفين.. هم يرون اهتمامها بالأسورة والخواتم وأنواعها وأشكالها و مصادرها دليلا على رقة فائضة في نفسها، علما أنها لا ترى ذلك في نفسها، فلم يحصل أن طوقت رسغها بسوار، على الأقل منذ أن عملت ممرضة، ولم تضع في إصبعها سابقا غير خاتم الزواج.

قال الرجل: سيدة ريشتر،غرفتك بها حاجة لأشياء تجعلها مريحة أكثر.

لا شك أنها عرفت من خلال الكلمات القليلة التي نطقها بشكل غير متقن أنه أحد المهاجرين الذين وجدوا لهم عملا في هذا المستشفى، فضلا عن لون بشرته الذي يشير إلى أنه قدم من احدى بلدان الشرق الأوسط أو غيرها، ربما أرادت أن تقول له أرجوك، أنت بالذات لا تتحدث عن الذي يريحني، لكنها لم تقل شيئا.

-  هذه الإضاءة، كيف تستطيعين القراءة على ضوء المصباح المنضدي، لقد طلع النهار، ألا ترين مثلي أن الضوء الذي يدخل من النافذة أكثر جمالا و فائدة؟.

ـ أعرف، لكني أفضل أن تكون الأشياء في غرفتي كما أريد.

ـ هذا مؤسف سيدة ريشتر، أين مفرش الأرض بلونه الأزرق الفاتح الذي تفضلينه، وورق الحائط هذا، لماذا لا يتغير بعد أن تهالك من شدة القدم، أليس من المناسب للسرير أن يكون في الجهة الثانية بدلاً من موقعه الحالي؟ وإذا دفعت المنضدة  هذه الكراسي إلى مكان قريب من النافذة ألا يعطي ذلك الإحساس لمن يدخل الغرفة مثلي بأن المكان صار أكثر اتساعا ؟

ـ شكرا لاهتمامك، الأزرق الفاتح لون جميل، هو لون مفرش الأرض في منزلي.

ـ يمكنني أن أحضر لك بعض النباتات الخضراء وبعض شتلات الورد لو طلبت مني ذلك، فالغرفة خالية منها.

ـ في الوقت الحالي لا أريد.

ـ امرأة مثلك لها منزلها الخاص في مدينة (ديورن) تستطيع أن تصل بالفولكس فاكن التي عندها بأقل من ساعة، منزل لا تنقصه وسائل الراحة، امرأة تعرف ماذا يريد منزلها لأن يكون أجمل منزل، كيف تقنع بأن لا تطل غرفتها التي في المستشفى على نافورة مثل تلك التي عندها في الحديقة؟ كيف لا تكون الستارة التي هنا نازلة من فوق على النافذة كما هناك ؟

أرادت أن تعقب على ما سمعته لكن الدهشة أوقفتها ذاهلة من دون حراك، أن يعرف هذا الرجل الذي تراه لأول مرة اسمها و قد ذكره أمامها أكثر من مرة فهذا أمر طبيعي، ربما قرأه على اللوحة المعلقة بجانب الباب، لكن هذه المعلومات الخاصة التي لم يكن فيها خطأ من أين له الحصول عليها؟ من أين له هذه المعلومات عن المنزل الذي في “ديورن “ و النافورة التي في الحديقة، وشكل الستائر؟ ولم يبق إلا أن تسمع منه شيئا عن الصفحة التي انطوت من حياتها، والتي عاشتها في ذلك البيت قبل عشرين سنة، في بداية عملها ممرضة في مستشفى اليزابيث بعدما أصبحت الحياة مع زوجها لا تطاق فانفصلا عن بعضهما، ترك لها المنزل و اختفى من حياتها نهائيا، سمعت فيما بعد أنه كون أسرة ثانية في غرب البرتغال، وفيما بعد سافر إلى جنوب البرازيل وكوّن له أسرة ثالثة، وبينما كان هو يتنقل بين هذه الدول استطاعت هي أن ترجع الحياة للمنزل الذي تهاوت أركانه، تعطيه رعايتها كلما أتيحت لها فرصة الذهاب إليه، ربما نهاية كل الأسبوع، أخذت تقلع الحشائش كلما نمت في أحواض الورد، وتقطع الفروع التي لا أمل من وراءها في بعض الأشجار، بعد ذلك بسنة اشترت ستائر جديدة، وبعدها بسنتين أنشأت نافورة في الحديقة، تستطيع من غرفة نومها رؤية تدفق الماء في مفاصلها.كانت مقتنعة أنها استطاعت مع مرور الوقت أن ترى في شفاء المرضى راحة له.

مرت لحظات، انتظرت من الرجل أن يبدأ عمله، أن يشغل المكنسة الكهربائية مثلا، أو يبدأ بالحمام الملحق بالغرفة لكنه قال وهو يلاحظ المجلة التي تركتها على المنضدة :

ـ أنا في حيرة، ماذا يمكن أن تقرئي هنا، ما هذه التي تشغلك عن أشياء أخرى كثيرة ؟

لم تصدق أنها كانت تسمع منه ذلك، فقالت :

ـ أنك بالتأكيد لا تعرف ما تقول و ربما تجهل الحدود التي يجب أن تكون بين كل شخصين لا يعرفان بعضهما.

ـ أرجوك دعيني أوضح لك موقفي من هذه الأشياء.

ـ أنا التي أرجوك، ليس لدي الكثير من الوقت لألتحق بعملي.

تقدم الرجل الى الكرسي يسحبه قليلا ويدعوها للجلوس، أرادت أن تثنيه عن عزمه لكن بات واضحا أنه لا يريد أن يسمع منها اعتراضا، بل كان مصمما على أن تجلس لتسمعه، وعندما لم يعد لديها القدر الكافي من قوة التحمل، طلبت منه و برجاء أن يغادر الغرفة إلى أي غرفة أخرى، ثم يعود إليها فيما بعد بعدما تكون قد هيأت نفسها للخروج، ليست أكثر من عشر دقائق على أكثر تقدير.

مع ذلك، عندما خرجت من الغرفة بعد عشر دقائق، شعرت أنها ليست غاضبة من تصرفه معها، و ستنسى الأمر على الرغم مما فيه من غرابة، و في الوقت المحدد كما في كل يوم وصلت إلى الردهة.

بعد ذلك حدثت هناك تطورات أخرى، عندما عرفت من زميلات لها يسكن مثلها في المبنى الملحق بالمستشفى، شيئا عن ذلك الرجل الذي دخل عليها في الغرفة، سمعت من  احداهن بعد يومين من هذا الذي حدث، أنه أعطى الحق لنفسه في أن يفتح دولابها الشخصي بحضورها وراح يقلب في الملابس المعلقة، مبديا رأيه في ألوان الفساتين وموديلاتها وأنها راحت تجادله وتخالفه الرأي أو تؤيده، لكنها توصلت معه إلى حلول وسطى بهذا الشأن، وقد قالت لها زميلة أخرى أنه فتح أحد أدراج دولابها وقلّب في حمّالات صدرها وجواربها وما فوق الجوارب، كان منها ما هو ملفوف بعضه ببعض على طريقة من تنتزعها وترميها في الدرج كيفما اتفق، فأبدى لها انزعاجه من أن تترك مثل هذه الأمور بهذا الإهمال، وقد شكرته لأنه بذل مجهودا لإعادة النظام إلى الدرج وأصبح كل شئ من ذلك في مكانه الصحيح.

تسمع عن ذلك الرجل مثل هذه الأخبار وغيرها كل يوم، تنقلها إحداهن بشيء من العرفان بالجميل لذلك الذي أدخل في حياتها هنا في المستشفى بعض الأمل، و قد تسألها تلك: ألم يأت عندك ليقلب في أدراجك؟ فتسكت.

أخذت تنتظره كل صباح كانت على استعداد لأن تجلس على الكرسي كما طلب منها، لكنه لا يأت، ترجع ظهرا إلى غرفتها فتجدها نظيفة مرتبة، لم يكن يهمها أن تراها كذلك بقدر ما كانت تريد التأكد من أنه مر بها، وليس أحد غيره، حاولت أن تفاجئه في غرفتها عندما انتهزت أكثر من فرصة لتذهب إلى هناك أحيانا في العاشرة صباحا أو بعدها، لكن محاولاتها باءت بالفشل، أحيانا ترى أنه لم يصل بعد أو أنها وصلت إلى غرفتها متأخرة. انتهت السيدة هالكة ريشتر إلى أن مزاجها أصبح متغيرا،  من مظاهر ذلك أنها لم تعد تثق في قدرتها على اختيار الملابس وأنواعها وموديلاتها، من تلك التي تشتريها من المحلات عندما تغتنم فرصة استراحة تكفي للتسوق أثناء العصر، علما أنها لا تحتاج إليها إلا في حالات مغادرتها المستشفى، اشترت في هذه الفترة القصيرة ثلاثة أو أربعة فساتين ولم تكن تفعل مثل ذلك من قبل، و أكثر من هذا العدد بنطلونات وقمصانا، وقد ضمت إلى مجموعتها هذه أنواع من الشالات بألوان و أحجام مختلفة منها ما هو مصنوع من الحرير ومنها من الساتان أو غير ذلك، ودائما أصبح قلقها من أن هذه الأعداد ربما لا تكفيها لأن تملأ بها خزانة غرفتها و الأدراج، وقد كانت تتقصد أن تضع فيها قطع ملابسها الداخلية كيفما اتفق.

كل تلك البهجة التي تأتيها من وراء هذه الأفعال لا تعرف طريقا إلى صدرها.

قبل أن تأوي إلى فراشها، كانت تنظر لكل ما اشترته وقد فتحت أبواب خزانتها والأدراج ولا تدري هل سيحالفها الحظ غدا، هل يأتي ويفتح ويعبث ويبدي رأيه في هذا الشيء أو ذاك، اضطرت أيضا إلى شراء ما لا يعجب أحد ولا يرضي ذوقا، و قد دفعت مقابلها النقود راضية، فهل ستسمع منه تعنيفا لهذا الذي فعلته بإيقافها عند حدها. و في الصباح تجلس على طرف سريرها يائسة تقلب صفحات إحدى المجلات وكوب القهوة برد على المنضدة، وأذنها على الممر، تريد التقاط أية حركة اقتراب من باب غرفتها. وفي الردهة عندما تذهب لا تكاد تتحرك هناك إلا في حدود ما هو مطلوب منها، لم تكن متفائلة ولا متشائمة، وقد بدا لها أن ليس من اللائق ولا حتى من السليم أن يظهر عليها ما يثير شك أحد، أو أن الأفكار قد تذهب بها بعيدا، لم تنزل من عينيها دمعة واحدة ولم يهتز صدرها لقوة النشيج الذي اجتاحها أحيانا، مع أن صبرها كاد ينفد، لماذا يفعل بها ذلك، وما الذنب الذي اقترفته هل اقترفت جريمة بحقه عندما لم تلب طلبه في الجلوس؟ عليه أن يعرف الآن أنها مستعدة أن تجلس. هل الأخريات بأفضل حال منها وقد حظين بكل ما سمعته منهن عنه؟ كانت على يقين أنها سوف لا تفتح له الخزانة فقط إذا طلب منها ذلك، وإنما مستعدة لعمل التغييرات التي اقترحها في الغرفة، متى إذن سينظر في ملابسها المعلقة ومتى سيقلب بأطراف أصابعه ما هو ملفوف بعضه ببعض في أدراج الخزانة قبل أن يضمه بحنان إلى بقية ما في المجموعة.

أوت هالكة ريشتر إلى فراشها لكن النوم بعيد مناله، وكانت قبل ذلك قد قلبت في كل ما اشترته، أحيانا وهي بهذه الصورة تسمع صوت خطوات من كن عائدات من نوبتهن الليلية الى غرفهن، بعض من تلك الممرضات عندما يلوح لهن نور غرفتها مضيئا أسفل الباب يهمسن لبعضهن: يبدو أن السيدة العجوز لم تأو إلى فراشها بعد!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

*في عدد الثلاثاء القادم من “طريق الشعب الثقافي”؛ ننشر نقداً لقصة “من الطارق؟” بقلم الناقد ياسين النصير.

************

صباح المرايا

طلال الغوار

 

في مرايا صباحاتكِ

أجدني وحيداً

وأنا أبدأ خطواتي في طرقٍ لا أعرفها

هل كنتُ اكتشفُ وجهي

كلمّا أوغلُ فيك بعيدا

كان للشجرِ نوافذَ

تفتحُ أرواقي للغيبِ

وللأقاصيّ إيماءة

 وهي تلحّنُ أحزاني

آهٍ ...

كنتُ  أقيمُ احتفائي بصباحٍ شاغر

وهو يواكبني

مثلما يشبهُ الصلاة

فأسائلُ نفسي

من أيّ جهةٍ

تنشّقُ إليكِ خطواتي

في مرايا صباحاتك

ما عدتُ أراكِ

لكنّي رأيتُ وجوهاً تعبرني

مثل قبورٍ تمشي

ورأيتُ حقولاً  نازفةً ببكاءٍ أخضرَ

في جْدبِ الكلمات

ونهراً

ينصبُ عند الضفاف فخاخاً

كي يصطادَ الموجاتِ

رأيتُ جثثاً

في أعاليكِ محلقةً

وقلاعاً تهوي

من أيّ جهةٍ

كلّ هذا الأسى ينشقُّ إليَّ

فأراني وحيداً

محتفٍ بصباحي  الشاغرِ

فيما الزمنُ

 يتجعّدُ في كلماتي

فأشيرُ نحو نهاياتكِ

فإذا  بالسماءُ 

على وجهي تسكبُ زرقتها

وكأنّي

أستندُ على زمنٍ مثخنٍ بالأسى

فأرتدُّ إلى نفسي

وأنا أقبضُ بين أصابعَ روحي

جمراتِ المعنى

و أسائلها

هل لي أن أقلبَ مراياكِ

لأرى الأطفالَ

يفتتحون صباحي

يضعون الوردَ على كتفي

ويمضون حثيثا نحو الشمس ِ

علهّم يستردّوا

صباحك الذي سرقته الأفاعي

*************

شهادة

الفنان بلاسم محمد والذوق العام

د. زهراء صبحي

مقالات كتب بحوث ندوات وعدة لقاءات حول الذوق العام اثارت فضولي في معرفة لماذا هذا الالحاح حول هذا الموضوع عند هذا الفنان المتنوع ؟

في اول لقاء معه وجدت فيه الانسان قبل الفنان لما يحمله من خلق وانسانية وهذا ما يتناقله طلبته في الدرس وخارجه عن شخصيته وتكوينها، واسرارها.. فقد تابعت طروحاته في جوانبها المختلفة في الفكر والفن وفروعه التي يتميز بها،وجدت في محمولاته افكارا عن الكيفية التي يمكن معها تغيير الذائقة العراقية، التي سادها الكثير من التشويه على المستوى الجمالي.. في وجود الفن داخل مفاصل الحياة العامة.

 انا شخصياً شاهدت الاكاديمية و في انتاج الاعمال الفنية القائمة على فكرة التجديد التي تأخذ جل تفكيره ؛ وكان معرض الجرافيك الذي اقيم في كلية الفنون لنتاج طلبته يحمل من هذا فلسفته وتصوراته الكثير في طريقة العرض والمحتوى.

اما في الجانب النظري، فقد تفرد في اسلوب القراءة والطرح، يقترح دائما في تفكيره ثنائية الفكرة وتطبيقاتها، لذلك كانت طروحاته في تفعيل اطاره النظري داخل الفضاءات الحضرية العراقية الجانب الاكثر اضاءة على مستوى الحياة العامة واهتمامه بنظرية بناء الذوق العام.الذي دونه بكتاب اسماه (الفن والقمامة وتبدل الذوق الجمالي) الذي يحمل في متنه هذا التوجه.

هذا الكتاب وهو محاولة في تحويل الذائقة العراقية وتقبل الاعمال الفنية و مادتها الاساس من المهمل واليومي والعادي التي اصبحت فيما بعد شواخص جمالية داخل المدينة،وفسر ذلك في ندوة حول التقابل بين الفكر المعماري الجمالي والذوق العام في مدينة بغداد جسدت مفاهيمه وطروحاته الواقعية في اعادة انتاج الابنية العمرانية والنصب التذكارية التي عدها اساساً لهوية المدينة.

الحقل الجمالي للرسم :

لقد مر هذا الفنان بعدة تحولات، سواء في الرسم او التصميم اما موضوعات اعماله فقد رحلت ذاكرته عن مدينته الكوفة التي حمل منها ترسبات الطفولة وعكس الكثير من ملاحظاته عن البنى العميقة للظواهر التي احاطت به بيئيا ونفسيا وربما كانت هذه واحدة من اسباب تعلمه للخط العربي الذي عمل فيه سنوات طوال.. رسوماته الاولية تبرهن على موهبته..لقد رسم بيئة المدينة في بداياته الاولى، وهي انطباعات عن مشاهد خيالية على الرغم من تعييناتها، خياله الواسع وهو من يحدد موضوعاته.. لكن دراساته وتجربته اعطته مساحة الانتقال الى التعبير بأساليب متعددة وكان ما يميز فنه هو اسلوبه الذي يمكن هو التعرف عليه ببساطة..والقائم على تجريب وحفر لزمن طويل في اسرار الخامات واستدعاء الرموز والعلامات. ويمكن القول ان دراسته في حقل السيمياء كانت تؤثر في استعاراته للظواهر الانسانية والتعبير عنها.

*********

ص18

بمناسبة فـوزه في مسـابقـة (شعراء ضد التطبيع) الدولية

اتحاد أدباء العراق يهنئ الشاعر مهند التكريتي

 

يهنّئ الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق الشاعر مهند يحيى حسن التكريتي، بمناسبة فوزه بمسابقة (شعراء ضد التطبيع) الدولية، التي تنضمها وزارة الثقافة الفلسطينية.

وكان موقع الوزارة الفلسطينية قد أعلن اليوم عن فوز الشاعر العراقي مهند التكريتي بالمركز الأول في المسابقة عن قصيدته (رصيف القلق)، بينما حلّت الشاعرة الفلسطينية سمية وادي بالمركز الثاني عن قصيدتها (أيكة في خاصرة الوادي)، ليفوز الشاعر السوري أحمد كركوتلي بالمركز الثالث عن قصيدته (يا بني صهيون).

فألف ألف مبارك للشاعر مهند يحيى، وللأديبين العربيين الفائزين معه، وإلى مقبل زاهر بالإبداع.

********

الشيوعي الفرنسي:

نقف مع العراقيين

ونطالب باعتقال المجرمين

بغداد – طريق الشعب

عبر الحزب الشيوعي الفرنسي، عن أساه وغضبه لاغتيال الباحث هشام الهاشمي.

وقال الحزب في بيان له تلقت “طريق الشعب” نسخة منه، أن الهاشمي “باحث مشهور عالمياً ومتخصص في الحركات الجهادية والتاريخ العراقي المعاصر، وشخصية علمية رائدة. وهو مواطن يعمل باستمرار على استنكار الطائفية وفساد الطبقة السياسية”.

واضاف الحزب أنه علمنا أن الهاشمي قد تعرض إلى تهديدات منذ شهور عدة، مشيراً إلى أن استشهاده تسبب في موجة من الغضب في العراق وحول العالم.

وتمنى الحزب الشيوعي الفرنسي، ذكر طيب للشهيد، وحمل تعازيه إلى أسرته، مؤكداً وقوفه مع الشعب العراقي الذي يطالب باعتقال المجرمين وتقديمهم للعدالة.

**********

ساحات النضال، تاريخ مشرف

مجسر الثورة في الحلة – بابل

كمال يلدو

لقد كُتب لمنطقة (مجسّر الثورة في الحلة) أن  تدخل تأريخ المدينة من اوسع ابوابه، وتغدو على مدى اشهر الانتفاضة مركز تحدي ابناء وبنات الحلة ومدن محافظة بابل الاخرى، لنظام الفساد والمحاصصة والقمع . جغرافياً، تقع في مركز الحلة وتحيط بها مناطق الثورة، حي الامام والطيارة.

عرفت مدينة الحلة التظاهرات تزامنا مع انطلاقتها الاولى في بغداد والعديد من المحافظات منذ شباط ٢٠١١، وكان المتظاهرون يتجمعون في (ساحة الحرية)، لكن مع الانطلاقة الجديدة والكبيرة لتظاهرات ساحة التحرير وسوح الحرية الاخرى في ١ تشرين / اكتوبر ٢٠١٩، جرى التجمع اولاً قرب مبنى المحافظة، وسار المتظاهرون سيرا على الاقدام ـ حوالي ٦ كم ـ بإتجاه مبنى المجلس، وحدث اشتباك مع قوات الشغب، وسقط شهيد هناك. وبعد ان توقفت الاحتجاجات بين ٦ تشرين اول و ٢٥ منه، وإثر تسريب  تسجيلات صوتية لرئيس مجلس المحافظة  وتورطه بتوجيه القوات الامنية لقمع المتظاهرين، تحول التوجه الى أن يكون تجمع كل المظاهرات امام المجلس، وبالفعل هذا ما جرى ومن كل مناطق بابل، وهنا قامت القوات الامنية بجريمة جديدة بالاعتداء على المتظاهرين السلميين وسقط يومها الشهيد (حيدر القبطان) الذي تحول الى ايقونة لانتفاضة ١ تشرين وتظاهرات بابل .-

لم تنطلق مظاهرات بابل من الفراغ، فهي انتفضت ضد مجلس المحافظة الذي اوغل في الفساد والخراب ولم يقدم اي شئ يذكر لابناء المحافظة فيما ازدادت  وكبرت جيوب المسؤولين واوغلت القوات الامنية في قمعها لأية تظاهرة تندد بهؤلاء المسؤولين الذين وصلوا  بالتزوير وشراء الذمم، ولتأكيد جديتهم في مواجهة الفاسدين والمطالبة بالاصلاح والتغيير الجذري، فقد نصبت الخيم وعلت المنصات ايذانا باستمرار التظاهرات والاعتصام كل يوم من ايام الاسبوع حتى وصل عددها الى (١٢٩) خيمة، وأمسى بعد ذلك الموقع المركزي للاعتصام في بابل.

لقد أضحت منطقة (مجسّر الثورة) في الحلة ايقونة بعد ان تطرزت بدماء الشهداء وصرخات المحتجين والمنتفضين، وأصبح تقليدا أن يشيّع الشهداء من هذا المكان الى مثواهم الاخير فيما زيّنت صورهم كل جوانب ساحة الاعتصام، وليس هذا فقط، بل ان الخيم والسرادق والمنصات التي انتشرت هناك كانت منوعة كتنوع الحياة في بابل، حيث الرسم والاعمال الفنية والتي شارك فيها فنانون موهوبون لتخليد الانتفاضة وأبطالها، ويحق لكل المنتفضين ان يفتخروا بحجم الالتفاف الجماهيري حولهم، إن كان من الاهالي او المارة  الذين لم يبخلوا بتقديم الماء والطعام  بشكل سخي يبعث على الزهو طوال فترة التظاهرات، اما المواكب الحسينية في بابل فقد كان لمعظمها نصيب في التضامن وتقديم الدعم اللوجستي.

مجدا لشهداء الحلة وبابل، وتحية للجرحى والمعاقين  ومطالبة بإطلاق سراح كل المعتقلين وكشف مصير المغيبين، وتقديم الجناة والقتلة والفاسدين الى العدالة .

*********

نقطة ضوء

خرافة مسرح الـ “اونلاين“

طه رشيد

يتفق الجميع، نقادا ومختصين، ومنذ العرض المسرحي الاول في التاريخ، سواء كان في اليونان الاغريقية القديمة ام في مصر الفراعنة او في حضارة وادي الرافدين، على ان المسرح يقف بشكل اساس على قدمين: الممثل والمتفرج، وبدونهما لا يمكن ان نتحدث عن عرض مسرحي.

الممثل او المنشد هو اداة التوصيل للاخر حاملا له “الرسالة” او “الرسائل” لكي تتم عملية “التطهير” التي تعد الهدف المرجو من العرض المسرحي في قالبه التاريخي القديم، عندما كانت الطقوس وهاجسها الديني تشكل الشغل الشاغل للناس.. ومع نزول التراجيديا على الارض على يد الكاتب الاغريقي يوريبيدس، بعد ان كانت محلقة في سماء الغيب والوهم، وما اعقب ذلك من تطور عبر الزمن، حيث جعل الكاتب الاغريقي الثاني سوفكليس التراجيديا تسير على قدميها، وتراقب وتناقش هموم الناس. ومن هنا تحول مفهوم “التطهير” من معناه الديني الى مبتغاه الدنيوي! وبالتالي تحميل الفنان مسؤولية جديدة تنحصر في فتح افاق التفكير للمتلقي، واعادة تكوين الوعي لديه بما ينسجم مع الرسالة الانسانية التي يحملها ذلك الفنان.

بقيت هذه الاساسيات كما هي حتى نهاية العام المنصرم ومطلع هذا العام 2020، عندما جاء وباء كورونا ليقوض انظمة وحكومات وقوانين واساليب حياة سار عليها البشر منذ زمن بعيد جدا. وبموازاة ذلك سبق إن ساد تطور خطير في اساليب التكنولوجيا والتقنيات الحديثة التي دخلت المسرح من اوسع ابوابه، باعتباره جامع الفنون.. وهذا ما اثر لاحقا وبشكل ايجابي على مكملات العرض المسرحي، وبالاخص السينوغرافيا، التي يمكن ان تبهر المتفرج بالوانها ودقة تنفيذها ومدى عكسها اجواء العرض، مع البيئة التي تجري فيها الاحداث. او الرسالة المراد ايصالها من قبل المصمم او المخرج.

ولم يستطع المرئي (التلفزيون) او السينما ان يسرقا من المسرح جمهوره، بالرغم من ان التلفزيون ومنذ عقود راح “ينقل” العروض المسرحية الى العوائل داخل بيوتهم، ولكن بطريقة اخراج تلفزيونية لا تمت بصلة الى زاوية نظر المشاهد داخل قاعة المسرح! فالفضل الوحيد للتلفزيون يتمثل في كونه ربما يساعد في الترويج للمسرح، اما غير هذا فهو “باطل” فنيا!

الوباء اجتاح الكرة الارضية وعطل الحياة مؤقتا، وهذا يمنحنا فرصة مراجعة ما قدمناه طيلة عقود، وتدارس امورنا المسرحية واقامة ندوات ودورات فكرية وربما ورشات فنية بما ينسجم وحاجاتنا المسرحية، على شبكات التواصل، مع المحافظة جهد الامكان على التباعد الاجتماعي الضروري واللازم، لتفادي التلامس ونقل العدوى.

ولكن ان نقدم عرضا مسرحيا عبر الانترنيت، بدون حضور الطرف الرئيس وهو الجمهور، فهذا ضحك على الذقون، وعرض خارج التغطية!

سموه ما شئتم، لكن لا تسموه مسرحا، لانه آوت لاين!