العدد 175 السنة 85 الثلاثاء 7 تموز 2020

 

تصفح بي دي اف

 

 

 

 

ص1
كتب المحرر السياسي
هكذا نفهم هيبة الدولة

عديدة هي القضايا التي تعتبر من مقومات هيبة الدولة، فهي منظومة متكاملة، سياسية واقتصادية واجتماعية وحقوقية ودبلوماسية وذات صلة بالعلاقات الدولية. ويبقى المؤشر البارز على الدوام يتمثل في مدى توفر سلطة القانون وسريانها على الجميع، واستقلال القضاء، والفصل بين السلطات.
ومن نافل القول ان لا هيبة لأية دولة يعاني مواطنوها الفقر والجوع والمرض وحالة اللاأمان واللاإستقرار ومصادرة الحقوق والحريات تحت أي عنوان كان.
كما ان لاحترام الدولة ومواقفها وتنفيذ إجراءاتها والتقيد بالقانون، علاقة وثيقة بمدى شعور المواطن بانها جادة في التعبير عن مطامحه وتطلعاته، وضمان مستقبله. وهذا يتوقف على قدرة الدولة ذاتها ومؤسساتها، على القيام بواجباتها وتأمين احتياجات المواطن والعيش الرغيد له وتوفير الخدمات العامة الأساسية والضمان الصحي والاجتماعي، وعلى مدى توفيرها الفرص المتكافئة للمواطنين جميعا، من دون تمييز واقصاء وغبن واجحاف، ومدى تحقيقها قدرا من العدالة الاجتماعية .
وتتوجب الإشارة ايضا الى الحاجة الماسة للتقيد بحقوق الانسان وبالقوانين والتشريعات ذات العلاقة وما جاءت به المواثيق والمعاهدات الدولية، ومن ذلك الحق في الحياة والعمل وفي التعبير عن الرأي وحرية الضمير والمعتقد، والامكانية الفعلية لممارسة ذلك في أجواء الحريات العامة والخاصة والديمقراطية الحقة .
ومما له مكانة خاصة في تأمين هيبة الدولة وفي تحقيقها، نذكر مدى القدرة على صيانة حقوق البلد وممتلكاته وثرواته وحماية اراضيه واجوائه ومياهه ، كذلك صيانة سيادته واستقلاله وقراره الوطني المنطلق قبل كل شيء من مصالح شعبه، وبما يضمن احترام الدول الأخرى وتعاملها معه وفق القوانين والأعراف الدولية، وعلى اسس التكافؤ والمصالح المشتركةّ وعدم التدخل في شؤونه الداخلية.
وهناك بالمثل سلوك وتصرف ومواقف الكتل والأحزاب والشخصيات السياسية ، وانطلاقهم أولا من مصالح الشعب والوطن العليا، والابتعاد عن جعل انفسهم أدوات لتمرير اجندات خارجية والتماهي معها.
والى أهمية ان تكون الدولة المالك الوحيد للسلاح، وضرورة حصره بمؤسساتها المخولة وفقا للدستور والقانون، فهو يظل مؤشرا من مؤشرات هيبة الدولة، كما ان الامر لا يقتصرعليه كما يتصور البعض. فمن الواجب فهم حصر السلاح بالمعنى الشامل والمتكامل، بما يعني أيضا تقيد مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية بالسياسية العامة المرسومة من قبل الجهات المخولة بذلك، وعدم السماح بوجود سياسات متقاطعة في هذا الميدان الحساس ، او قيام تمردات وخروج على النظام العام تحت أي مسمى. فاذا حصل هذا فهي الفوضى العارمة بذاتها، وهي التقزيم لهيبة الدولة والقضم لسلطتها التي يتوجب ان تسود بقوة القانون في جميع ارجاء البلد .
ان مدى كفاءة أصحاب القرار في الدولة، واهليتهم وسلوكهم العملي ونزاهتهم وحرصهم على المال العام وتجنب الهدر والفساد فيه، وعلى حسن توظيفه واستثماره ، الى جانب أداء السلطات التنفيذية والتشريعية واجراءاتها .. ان لهذا كله دورا حاسما في تعزيز هيبة الدولة وسلطتها وتطمين المواطنين على حقوقهم وممتلكاتهم وتأمين حياتهم وتحقيق التلاحم الوطني والسلم الأهلي .
وعبر تحقيق ذلك يمكن المباشرة ببناء ثقة المواطنين بالحكومة وعموم مؤسسات الدولة وباجراءاتهما، والتي يتوجب ان تقترن بالافعال الملموسة وليس بمجرد إعلان البرامج والوعود، وهو ما يُعد عنصرا اساسيا في استعادة هيبة الدولة.
هكذا نفهم منظومة هيبة الدولة بشموليتها، وهذا ما نريده ونعمل من اجله، وان في السيرعلى هذا الطريق انقاذا للبلاد والناس، وهو يفتح الباب رحبا نحو غد افضل لشعبنا.
لقد عجزت منظومة المحاصصة والفساد طيلة سبعة عشر عاما عن توفير مستلزمات ومقومات بناء الدولة وهيبتها ، وهذا ما يوجب دخول طريق التغيير الشامل، والخلاص من تلك المنظومة وإلسير على طريق بناء دولة المواطنة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ، دولة المؤسسات والقانون والسيادة والقرار الوطني المستقل. وهذا ما يريده ويتطلع اليه المنتفضون وعموم أبناء الشعب.
*************
الشيوعي العراقي يطالب بالإسراع
في اطلاق رواتب الموظفين والمتقاعدين
طالب الحزب الشيوعي العراقي بالإسراع في صرف رواتب الموظفين والمتقاعدين، وبصرفها دائما في مواعيدها وعدم تحميل هؤلاء المواطنين اعباء الازمة المالية.
وقال نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الرفيق مفيد الجزائري، ان “الموظفين والمتقاعدين، صاروا يعانون، بالتزامن مع تفشي وباء كورونا، من تأخر تسديد رواتبهم. فالسلطات تعد بإطلاقها عبر المصارف، ولكن لا يجري تنفيذ تلك الوعود، ما يضطرهم الى مراجعة المصارف تكرارا دون جدوى”.
وبين الرفيق الجزائري في تصريح صحفي خص به المركز الإعلامي للحزب، هذا اليوم الاحد ٥ تموز ٢٠٢٠ ان “التعامل مع مستحقات المواطنين في وقت طغيان الجائحة، يتطلب جدية ومسؤولية، تجسدان الحرص على سلامة الناس وتأمين احتياجاتهم”. وأضاف ان “الحكومة مدعوة للتخفيف عن كاهل المواطنين وتوفير مستلزمات العيش الكريم لهم، وعدم استغلال الاوضاع الحالية والتذرع بها لتأخير صرف الرواتب، التي تبقى الحكومة مطالبة بإطلاقها في مواعيدها “.
وختم منبها الى ان ما يحصل من تأخير، في هذا الوقت الصعب وبائيا ومناخيا على الناس، يؤجج السخط والتذمر ويثير الاستياء العام من الأداء الحكومي.

المركز الإعلامي
للحزب الشيوعي العراقي
٥ تموز ٢٠٢٠
****************
الزراعة: منتجاتنا يهددها الانفلات في المنافذ الحدودية
بغداد – طريق الشعب
أعلنت وزار الزراعة، دخول المنتوجات المحلية مرحلة الخطر، بسبب الانفلات الذي يحصل في المنافذ الحدودية.

منتجات عراقية مهددة
وقال المتحدث باسم وزارة الزراعة، حميد النايف، في تصريح صحفي، إن “المنتج الزراعي العراقي بات في خطر كبير بعد مزاحمة المنتوجات المهربة من الخارج (تركيا - إيران) وعرضها في الاسواق بأسعار اقل من المنتج العراقي”. وأضاف النايف، أن “الوزارة تمكنت من تحقيق الانتاج المحلي لعشرات المحاصيل الزراعية الممتازة نوعياً وكذلك المنتوجات الحيوانية خلال حظر التجوال وبأسعار تنافسية جدا وقد لمسها المواطن العراقي. ولكن حماية المنتوج الزراعي المحلي لن تكون فعالة إن لم نتلق دعم مؤسسات الدولة المعنية ومنها المنافذ الحدودية التي تحتاج الى قرار سياسي لمنع المستورد”.
واوضح المتحدث، إن “وزارة الزراعة دعت رئيس الوزراء لمنع استيراد المواد التي حققنا فيها الاكتفاء الذاتي عبر المنافذ الحدودية”، مضيفا “استبشرنا خيرا بالحديث عن إرسال قوة عسكرية تشرف على عمل المنافذ، فهو الحل الأمثل للسيطرة عليها واعادة هيكلتها بطريقة جديدة”.

نموذج انهيار في ديالى
وفي السياق، أكد رئيس الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية في ديالى، رعد مغامس التميمي، استمرار انهيار اسعار المحاصيل الزراعية بسبب تدفق المستورد.
وقال التميمي في تصريح صحفي إن “اسعار المحاصيل الزراعية (الخضروات) انهارت مجددا وانخفضت بنسبة 50 في المائة بشكل تسبب في خسائر فادحة للمزارعين الذين كانوا على أمل ان يكون الموسم الصيفي ذا هامش من الربحية لكن امالهم ذهبت ادراج الرياح”، معتبرا “وعود منع تدفق المحاصيل المستوردة حبر على ورق لأن حيتان الفساد تقف وراء ازمة فلاحي ديالى وازدياد خسائرهم بسبب تدفق المحاصيل المستوردة مع بدء نزول المحاصيل المحلية في محاولة واضحة لإنهاء الزراعة في ديالى ودفع الفلاحين إلى البطالة”.
*************
راصد الطريق
وفدنا الوزاري
في بيروت !

التعليقات والتساؤلات التي اثارتها زيارة الوفد الوزاري العراقي المفاجئة الى بيروت أخيرا مبررة ومشروعة. وقد تناولت تركيبته، وما اذا كان حكوميا ام مختلطا، وهل الزيارة للتضامن والدعم، ام لتسويق سلع، ام لدوافع اخرى غير معروفة ؟
وما الحصيلة؟ هل سنصدر النفط الخام فقط الى البلد الشقيق، أم مع منتجات نفطية نستورد نحن بعضها اصلا وتكلفنا ملايين الدولارات؟
واذا كان نفطا خام ، فهل سيكون خارج حصة العراق المقررة من أوبك ؟
واذا صح ان لبنان سيعوّض بالطماطة والمنتجات الزراعية الاخرى، فماذا سيبقى من توجهنا المعلن لحماية المنتج الوطني، وفِي ظل تدهور أسعار الطماطة المحلية ؟
ثم .. ألم يكن واجبا ان تراعى هيبة الدولة العراقية، ويُحال دون “ بهدلة “ الوفد مثلما حصل في المطعم البيروتي ؟
أخيرا، لا اعتراض مطلقا على الوقوف مع الاشقاء في أيام الشدة والضيق بالممكن والميسر، انما .. ماذا يمكن ان يقدم بلد مأزوم الى آخر مأزوم مثله؟!
***********
ص2
كل ثلاثاء
بارقة الامل
لن تخبو جذوتها

مرتضى عبد الحميد

هنالك مثل شعبي يتسم بالروعة والديمومة، ويعكس سرمدية الأمل، وإستعصاءه على التلاشي، هو المثل المعروف (الأمل يضعف وما يموت)، فمهما بذل الحكام من جهود غاية في العداء للإنسان، ومهما شيدوا من سدود لصد الغضب الشعبي، وتزييف الوعي، والمتاجرة بالعواطف، كغطاء لنزعة اللصوصية المتجذرة في دواخلهم، وتدمير كل شيء جميل لدى شعوبهم وفي أوطانهم، فهم لا يستطيعون إجتثاث الامل من التربة العراقية، ولا أطفاء مصابيحه المضيئة في نفوس العراقيين، رغم أنهم ربما ينجحون مؤقتاً في إضعاف الفولتية المغذية له، وخفض مستوى الايمان به.
لقد عانى شعبنا العراقي، على مدى تأريخه الطويل، الأمرّين على أيدي حكامه، الذين ساموه سوء العذاب، ونكلوا به، كما لم ينكل بشعب اخر، لضمان الهيمنة عليه، وقمع أية بادرة للمطالبة بحقوقه المسلوبة، سواء كان هؤلاء الحكام محليين، أو من الغزاة. لكن الخزين الثوري للشعب، كان كافياً على الدوام، لتفجير الاحتجاجات والتمردات والانتفاضات على جلاديه، وناهبي خيراته، وما مرّ عام إلا وإندلعت فيه إنتفاضة أو ثورة عارمة، رغم قوة وبطش المغتصبين للسلطة وجلاوزتهم، وأجهزتهم القمعية.
وكما قرأ “صدام حسين” تاريخ العراقيين بالمقلوب، وتصور أنه قادر على تحويل أفكاره المريضة الى واقع يمشي على قدمين، عن طريق العنف اللا محدود، والقسوة المفرطة، وما يسمى بنظرية تأطير المجتمع، التي لا تعني في حقيقتها سوى تحويل حتى الأطفال الى وشاة ومخبرين على ابائهم وعوائلهم، بالإضافة الى إكثاره من الأجهزة الأمنية المعروفة بدمويتها، وممارستها لأبشع أساليب التعذيب، والرشى التي أستخدمها على نطاق واسع داخلياً وخارجياً.
كذلك فعل المشعوذون الذين جاءوا بعده، بفضل المحتل الأمريكي، في قراءة التاريخ، فتربعوا على مفاصل السلطة صغيرها وكبيرها، محتكرين كل شيء فيها، بعد أن أنجزوا حلفهم غير المقدس، ورفعوا رايته المتسخة بالمحاصصة والطائفية السياسية، وأقاموا حكم الطوائف بديلاً عن دولة المواطنة، التي ضحى من أجلها الشعب العراقي، وقدم خيرة بناته وأبنائه قرابين لدولة ديمقراطية عصرية يستطيع العيش فيها بكرامة، وبحياة ملؤها الرفاه والعيش الرغيد.
إلا أن التاريخ له قوانينه وأحكامه، التي قد تتأخر لفترة تطول أو تقصر، لكنها في المطاف الأخير، ستجد الفرصة الملائمة لتقول كلمتها الفصل التي لا مرد لها، ولا يمكن تجنبها، فيأخذ كل ذي حق حقه. ولذلك تجد من يعتلي سلم المجد وهم القلة، كما ترى من يجد طريقه سريعاً الى مزبلة التاريخ مشيعاً بلعنات شعبه والشعوب الاخرى.
في العراق لم ينجح أحد وسوف لن ينجح مستقبلاً في وأد جذوة الأمل في صدور العراقيين على الرغم من السائد الان، او لاحقاً، من مشاكل وويلات ومآسي تنوء بها الجبال، ومتنفذين مازالوا مصرين على جر العراق عنوة الى الهاوية، غير مستعدين للتنازل عن أي جزء مهما كان صغيراً، من مكاسبهم وغنائمهم التي هي الدولة برمتها. ومن يجرأ على الحد من نفوذهم ولو مثقال ذرة، سيجد نفسه غارقاً في حملة تشهير وتسقيط ظالمة، مشفوعة بتهديد الميليشيات وكل الخارجين على القانون.
إن هذه الحقائق المرُة تفرض على السيد الكاظمي إذا أراد النجاح في مهمته أو في جزء منها على الاقل، إتباع نهجين لا ثالث لهما، في التعامل مع هذا الواقع المعقد والملغوم، أولهما الحذر والحيطة، والتحضير الجيد لأية خطوة تجاه الدولة العميقة وفرسانها، وثانيهما الأنحياز الى جماهير الشعب والمنتفضين وتنفيذ مطالبهم، لكي يحظى بدعمهم وتأييدهم الكاملين، وهو الشرط الذي بدونه لا يمكن تحقيق أي انتصار.
********
مركز مراقبة الانترنت: العراق يخسر 3.5 مليون دولار شهريا
مطالبة بالكشف عن هويات مهربي سعات الانترنيت
بغداد ـ طريق الشعب
طالب مركز مراقبة الانترنيت في العراق، وزارة الاتصالات بكشف هويات الشركات والاشخاص الذين ثبت تورطهم بعمليات تهريب سعات الانترنيت في البلد. فيما كشفت شركة “ايرثلنك” لخدمات الانترنيت، عن تعرضها إلى أعمال تخريب “هدفها الانتقام من عمليات الصدمة التي قامت بها وزارة الاتصالات، وضبطت بواسطتها تهريب السعات” – بحسب قولها.
مركز مراقبة الانترنيت، أوضح في بيان صحفي صدر عنه أخيرا، ان “وزارة الاتصالات أعلنت أن العراق يخسر شهريا 3 ملايين ونصف المليون دولار، جراء تهريب الانترنيت”، مستدركا: “لكننا، وبحسب فريق تابع لنا، نفيد بأن مبلغ الخسارة يتراوح بين 8 الى 13 مليون دولار شهريا”.
واشار الى ان “العراق يستورد 90 لمداً (وحدة قياس سعات الانترنيت وتساوي 10 جيجا بايت)، يستفيد من 10 لمدات منها فقط، والمتبقي يذهب إلى التهريب”.
واعتبر المركز في بيانه، الاجراءات الاخيرة (الصدمة) التي صدرت عن وزارة الاتصالات، ومكنتها من ضبط تهريب سعات كبيرة من الانترنيت “عملية نوعية تحسب لها”، مطالبا الوزارة بـ “الكشف عن هوية مهربي السعات وعدم التساهل معهم أو التستر عليهم، مثلما حدث عام 2018 عندما ضبطت هيئة النزاهة أكبر عملية سرقة لسعات الانترنيت، بقيمة 47 مليون دولار في محافظة كركوك، والتي تمت خلال عمليات ضبط موقعي في شركتي ايرثلنك وآي كيو التابعتين للقطاع الخاص، ومع ذلك لم يتم اتخاذ الاجراءات الرادعة بحقهما”.
وشدد المركز في بيانه على “ضرورة انهاء مسلسل التهريب، وضبط دخول سعات الانترنيت الى العراق عبر بوابات الدولة الرسمية”.
من جانبه، اوضح حسام الخطاط، عن مركز مراقبة الانترنيت، لـ”طريق الشعب”، ان “المركز اجرى عمليات بحث عن قيمة الخسائر المالية التي يتعرض لها العراق جراء عمليات التهريب، وتبين انها تصل إلى أضعاف ما اعلنت عنه الوزارة، وهي مبالغ من المفترض أن تكون داعمة للموازنات السنوية”، مشددا على “أهمية أن لا تكتفي وزارة الاتصالات باكتشاف اماكن التهريب، انما الكشف عن هوية من يقوم بهذه الاعمال الخارجة عن القانون، من شركات الانترنيت”.
واضاف قائلا، انه “من الضروري ايضا الكشف عن اسماء الاشخاص - خاصة ان هناك شبهات حول مسؤولين في الحكومة يملكون بعض شركات الانترنيت هذه - وتقديمهم الى القضاء”. هذا واعلنت “شركة إيرثلنك” في بيان صدر عنها أول امس الاحد، عن تعرض اغلب كابلاتها الضوئية في بعض مناطق الرصافة، الى عمليات تخريب، ما تسبب في انقطاع الخدمة وفقدان سعات اخرى.
وبيّنت الشركة في بيانها أن “هذه الأعمال التخريبية يراد منها الانتقام من عمليات الصدمة التي قامت بها وزارة الاتصالات، والتي أوقفت أغلب عمليات تهريب الانترنيت”، مضيفة أن “هذه المحاولات يراد منها أيضا احراج الوزارة بأن الانترنيت أصبح أسوأ بعد إيقاف عمليات التهريب، في محاولة لتضليل الرأي العام”.
وقالت الشركة انها “تعمل على اتباع الإجراءات القانونية بالتعاون مع السلطات المختصة، ضد من قام بهذا العمل التخريبي”.
يذكر ان مركز مراقبة الانترنيت، عبارة عن مجموعة تقنية تضم عددا من خبراء الانترنيت والاتصالات، تراقب عمل شركات الاتصالات والانترنيت في العراق. ولا تزال إجراءات تأسيس المركز بشكل رسمي، في طور العمل.
*********
تعزية

الرفيق العزيز عصام علي حيدر (ابو ياسر) المحترم
بألم وحزن تلقينا نبأ وفاة شقيقكم المعلم والمربي الفاضل والشخصية الاجتماعية المعروفة الاستاذ حسام علي حيدر.
نقاسمكم الاسى بهذه المناسبة، ونتوجه اليكم والى العائلة الكريمة كافة بخالص التعازي راجين لكم الصبر والسلوان.
وللفقيد الراحل عاطر الذكر في كل حين.
المكتب السياسي
للحزب الشيوعي العراقي
5 تموز 2020
***********
من النزاهة البرلمانية الى الادعاء العام
ملفات فساد 6 وزارات وهيأتين
بغداد – طريق الشعب
أعلنت لجنة النزاهة النيابية، أمس، رفع ملفات فساد مهمة الى الادعاء العام تخص 6 وزارات وهيئتين، مؤكدة ضرورة تفعيل قانوني مكافحة الفساد ودعم هيئة النزاهة.
وقال عضو اللجنة عبد الأمير المياحي في تصريح صحفي إنَّ «هناك من يتحدّث عن اتهام وزراء ومسؤولين بعمليات فساد، وترفع ملفاتهم الى الادعاء العام أو هيئة النزاهة»، مشيراً الى «وجود تباطؤ وتلكؤ في تلك المؤسسات».
وأضاف أنَّ «اللجنة رفعت ملفات فساد مهمة تخص وزارات (النفط والكهرباء والصحة والصناعة والتجارة والزراعة وهيئتي الجمارك والمنافذ الحدودية) الى الادعاء العام، إلا أننا لم نرَ أي اجراء اتخذ بهذه الملفات حتى الآن».
وأكد المياحي «أننا بانتظار الحكومة وإجراءاتها بمكافحة الفساد حسب ما قدم في البرنامج الحكومي»، محذراً من «غرق البلد أكثر فأكثر في حال تجاهل وإهمال هذا الملف».
*************
ص3
المنافذ الحدودية: 40 محاولة لتهريب المخدرات خلال النصف الأول من 2020
بغداد – طريق الشعب
أعلنت هيأة المنافذ الحدودية، أمس، إحصائيتها الخاصة بمجمل المخالفات التي تم ضبطها وبواقع (988) مخالفة خلال النصف الأول من 2020، فيما أشارت إلى ضبط 40 محاولة لتهريب المخدرات.
وقالت الهيأة في بيان إن “هذه المخالفات اندرجت بمسميات متعددة والمتمثلة برصد (285)مخالفة تخص الدعاوى الكمركية المحالة إلى القضاء والمراكز الكمركية”، مضيفة أن “(534) مخالفة تم ضبطها من قبل مقر الهيأة من قسم متخصص بمراقبة المنافذ الحدودية بالكاميرات ودورهم في مراجعة الإجراءات الخاصة بالمعاملات الكمركية وضبط العديد من المخالفات من قبلهم فيما يتعلق التلاعب باستيفاء فروقات الترسيم ومحاسبة مرتكبيها باحالتهم إلى الجهات القضائية”.
وتابع البيان أنه “تم ضبط (129) مخالفة تحت مسمى تهريب الأدوية والعجلات دون الموديل غير المسموح باستيرادها ودخولها البلاد لمخالفتها الضوابط والتعليمات النافذة”.
وأوضحت الهيأة أن “الجهود كانت مكثفة ومن أولويات اهتمام هيأة المنافذ الحدودية في متابعة ورصد تهريب المخدرات حيث تم ضبط (40) مخالفة من قبل ملاكات الهيأة وبالتعاون والتنسيق المشترك مع الدوائر العاملة في المنافذ الحدودية لمكافحة هذه الآفة الخطيرة التي تهدد النسيج الاجتماعي”.
وأكدت أن “ما تحقق من إنجاز ضبط المخالفات على عموم المنافذ الحدودية الاتحادية جاءت نتيجة إجراءات الهيأة وتطبيق استراتيجيتها الجديدة في تدقيق كافة الإجراءات الكمركية للمعاملات والارساليات المنجزة والتي تحقق من خلالها ضبط هذه المخالفات ، وكذلك نتيجة تشديد الإجراءات الرقابية والتدقيقية الصارمة على عمل الدوائر العاملة في المنافذ الحدودية مع التأكيد على عدم التدخل في الجوانب الفنية لعملها”.
********
التربية تعلن آلية القرارات الأخيرة بشأن الامتحانات ودرجة القرار
بغداد – طريق الشعب
أعلنت وزارة التربية، أمس الاثنين، عن آلية القرارات الأخيرة لهيئة الرأي بشأن الامتحانات ودرجة القرار.
وقالت الوزارة في بيان تلقت “طريق الشعب” نسخة منه، إن “المديرية العامة للتقويم والامتحانات اوعزت الى محافظة ميسان وذي قار والمثنى والقادسية وواسط والنجف وبابل وكربلاء بمعالجة المواد التي لم يمتحن بها التلميذ او الطلبة في محافظات الفرات الاوسط والجنوب ومن الصف الخامس الابتدائي الى الصف الخامس الاعدادي بفروعه كافة”.
وأوضحت الوزارة، أن “القرارات جاءت بإضافة درجة القرار (10) درجات حسب القرار السابق لهيئة الرأي في جلستها الاخيرة، فيما تجمع درجات المواد الدراسية التي امتحن بها التلميذ او الطالب في امتحانات نصف السنة مقسوماً على عدد المواد الممتحن فيها يساوي معدل الوسط الحسابي”.
وأضافت، “على ان تكون درجة المعدل الحاصل عليها التلميذ او الطالب عوضاً عن المواد الدراسية التي تم تأجيلها بسبب فيروس كورونا ، فيما اذا حصل التلميذ او الطالب على درجة المعدل الحسابي ( 40 )درجة فما فوق تصبح (50) درجة (باضافة درجة القرار 10)، واذا حصل التلميذ او الطالب على درجة 39 فما دون يؤدي الامتحان في الدور الثاني”.
ونوهت الى أن “الامتحانات التمهيدية للطلبة الخارجيين / السادس الاعدادي بفروعه كافة للعام الدراسي (2020/2019) تبدأ بعد امتحانات الدور الاول للطلبة النظاميين بموعد يحدد لاحقاً وتكون الامتحانات الوزارية الدور الاول لطلبة الصف السادس الاعدادي بفروعه كافة في موعدها المحدد سابقاً”.
********
محولات معطوبة منذ شهر
اهالي الزعفرانية يشكون من تدهور الكهرباء الوطنية
بغداد ـ نورس حسن

يعاني اهالي منطقة الزعفرانية، جنوب شرقي بغداد، تدهورا مزمنا في الكهرباء الوطنية، خاصة مع حلول موجات الحر اللاهب، ما دفع بالبعض منهم إلى الخروج، الجمعة الماضية، في وقفة احتجاج أمام دائرة صيانة الكهرباء.
وطالب المحتجون بحل مشكلة ضعف تجهيز الكهرباء، وبتصليح محاولات كهربائية تعرضت للعطب قبل أكثر من شهر، ولم تجر صيانتها أو استبدالها.
المواطن حسين فلاح، وهو يسكن في المحلة 955، ذكر لـ”طريق الشعب” انه “منذ يوم 25 حزيران الماضي، تعرضت محولة زقاقنا (27) للعطب، ولم تجر صيانتها حتى الآن”، لافتا إلى أنهم بلا كهرباء منذ ذلك الحين، ولا تزال مشكلتهم قائمة بالرغم من الشكاوى التي قدموها مرارا إلى دائرة الصيانة. وتساءل: “إلى متى تبقى مشكلة المحولة قائمة ومعها معاناة السكان، الذين يعانون في الأساس إجراءات العزل المنزلي؟”. وتتزاحم على صفحات “فيسبوك” الخاصة بمنطقة الزعفرانية، شكاوى المواطنين بخصوص مشكلة الكهرباء، خاصة بعد أن عجزوا عن تلقي استجابة لشكاواهم التي وجهوها مباشرة إلى دائرة الصيانة.
الناشط والاعلامي اسامة قحطان، وهو من اهالي المنطقة، بيّن لـ”طريق الشعب” ان المواطنين الذين احتجوا الجمعة الماضية، هددوا بالخروج في تظاهرات أخرى، وإغلاق الطرق، حال استمرار تدهور الطاقة الكهربائية، موضحا أن المنطقة تضم اكثر من 100 زقاق، جميعها يعاني تهالك منظومة الكهرباء. واضاف قائلا أن “هناك عددا كبيرا من المحولات، تعرض إلى العطب بسبب زيادة الحمل على المنظومة، ما تسبب في زخم كبير على دائرة الصيانة، التي تعاني هي الأخرى محدودية الامكانات، وتعلق ضعف اجراءاتها على شماعات الجهات المستثمرة لقطاعي صيانة الكهرباء وجباية أجورها”. وتابع قحطان قوله: “كما ان مدير الشركة المستثمرة المعنية بالصيانة والجباية، لم يفِ بوعوده التي قطعها للمواطنين، في شأن تصليح الأسلاك والمحولات المعطوبة، وهو في حقيقة الأمر لم يعمل على ذلك، انما يقتصر دور شركته على جباية الاموال من المواطنين لا اكثر، مقابل خدمات رديئة، سواء على مستوى توفير التيار الكهربائي أم السيطرة على التجاوزات أم تطوير المنظومة الكهربائية”. فيما تحدث مدير دائرة صيانة الكهرباء في الزعفرانية، محمد حسين الساعدي، عن أزمة الكهرباء الوطنية، واسباب تأخر إنجاز أعمال الصيانة. وقال لـ “طريق الشعب”، أن “الزعفرانية كانت تضم في السابق 20 الف وحدة سكنية، وبعد سقوط النظام المباد، ارتفع العدد الى 65 الف وحدة، بسبب البناء العشوائي والسكن في المناطق الزراعية”، متابعا القول، ان “كل ذلك أثر على منظومة الكهرباء، التي لم تعمل الوزارات المتعاقبة على تطويرها بما يلائم واقع الحال”. ولفت إلى انه “خلال فصل الصيف يزداد الحمل على المنظومة، ما يتسبب في عطبها وانهيارها”. واضاف: “أن دائرتنا تعاني نقصا في الكوادر العاملة، وعطل اغلب آلياتها، فضلا عن قلة الامكانيات، وان دوري كمدير للصيانة ينحصر في تصليح الأعطال الممكن تصليحها، وليس استحداث مغذيات او نصب محولات”، مبينا ان “مسؤولية ذلك تقع على عاتق وزارة الكهرباء، التي أحالتها بدورها الى شركات مستثمرة”.
وبخصوص التأخير في صيانة المحولات، أوضح مدير الدائرة، انه “في السابق كانت الوزارة تُخصص لكل مديرية صيانة رصيدا يتم بموجبه استبدال المحولات التالفة، لكن بعد إلغاء المديريات وإيكال مهمة الصيانة والجباية الى شركة مستثمرة، بدأت دائرة كهرباء بغداد بتجهيز المستثمر بالمحولات بدلا عن المديريات، حسب بنود العقد المبرم بين المستثمر ووزارة الكهرباء”.
وتابع قائلا، أنه “بعد فترة سحبت وزارة الكهرباء قسم الجباية من المستثمر، لأسباب غير معلومة، واقتصرت مهمته على صيانة المنظومة لا اكثر، ما أتاح له التذرع بأنه ليس في امكانه تصليح المحولات المعطوبة، على اعتبار انه غير مسموح له بجباية الأموال، التي بموجبها تتم عمليات الصيانة”.

المطالبات تثمر..
علمت “طريق الشعب”، أن احتجاجات اهالي الزعفرانية أثمرت جملة وعود قطعها المسؤولون وهي:
- تعويض جميع المحولات المعطوبة خلال يومين
- مغادرة الشركة المستثمرة وارجاع الزعفرانية على وزارة الكهرباء
- تغيير في الشبكة الكهربائية فنياً لحل مشكلة نهاية الـ 4 شوراع زراعي قرب جامع الرحمن لحين استحداث مغذيات جديدة
- تغيير مدير الصيانة ومباشرة الاستاذ جبار الذي كان يعمل مديراً لقسم الصيانة قبل ثلاث سنوات
- نصب محطة متنقلة في دور الصحة لحل مشكلة المحلة 966 والمحلة 964 ولتخفيف الضغط على محطة الربيع
**********
ص4
تناقض في التبليغات وشكاوى كثيرة
طلبة طب الأسنان في الجامعة العراقية:
قرارات مصيرية مفاجئة وأساليب تدريسية مركبة
بغداد – علي شغاتي


شكا عدد من طالبات وطلبة طب الأسنان في الجامعة العراقية، مؤخرا، من أساليب وقرارات وتبليغات مجحفة تتخذها عمادة كلية طب الأسنان بحقهم، أضرت بهم وعرقلت عليهم عامهم الدراسي رغم الظروف العسيرة التي تمر بالبلد. وأوضحت الشكاوى إن هذه الأساليب لم تراع الطلبة ولم تنظر حتى أوضاع المصابين منهم بفايروس كورونا والمحجورين في منازلهم.

إلغاء التقارير وفرض الامتحانات
الطالبات والطلبة الذين شكوا وضعهم، تحدثوا لـ”طريق الشعب”، تحت أسماء مستعارة ولفتوا النظر إلى جملة من المشاكل الحالية.
وقالت الطالبة، حنين باسم: “أبلغونا بعمل تقارير وسمنارات لغرض إكمال سعيات الفصل الاول. وبعد الجهد والتعب من الطلبة لغرض اكمالها وفق وقت قصير جدا، تفاجأنا بتغيير التبليغ وإعادة التقارير إلى الطلبة وعدم احتساب أي درجة عليها، والتنويه إلى إنه سيتم اجراء امتحان الكتروني عبر برنامج (زووم)”.
وأضافت باسم “مع ذلك التخبط وافقنا على الأمر وأجرينا الامتحانات رغم صعوبة الظرف، فيما تعذر عدد من الطلبة عن أداء الامتحانات بسبب سوء حالتهم الصحية نتيجة الاصابة بفايروس كورونا”، لافتة إلى “حدوث ظلم كبير في تقييم الدرجات خلال هذه الامتحانات بسبب المحسوبية التي يعتمدها البعض من التدريسيين وتقييم الطلبة حسب اشكالهم وليس حسب اجاباتهم”.

قرارات تعرض الطلبة للخطر
من جانبه، أكد الطالب، أحمد صبحي “تبليغ الطلبة بتسليم الكيس شيتات (طبلات المرضى) إلى التدريسيين كصور الكترونية عبر مواقع التواصل. ولكن بعد ذلك فوجئنا بإصدار العمادة تبليغ جديد ينص على ضرورة المجيء للكلية مرة اخرة وإعادة تسليم الاوراق بيد التدريسيين في الكلية في ظل هذه الظروف وانتشار فايروس كورونا”.
وتساءل صبحي عن “جدوى هذا التبليغ، وهل تريد الكلية إيذاء الطلبة، خصوصا وأن الكثير منهم لا يسكن في بغداد، إضافة إلى مخاطر التجمع الذي تحذر الحكومة ووزارة الصحة منه”.

مشكلة السعيات
من جهتها، أوضحت الطالبة فيروز فؤاد، إن “عميدة الكلية، الدكتورة دنيا وديع الفياض، أجابت بتسجيل صوتي أرسل إلينا، على بعض استفسارات الطلبة بخصوص الدرجات والسعيات. وأكدت العميدة في التسجيل إننا مطالبون بسعي الفصل الأول النظري والعملي وغيرها من المتطلبات، وبخصوص الفصل الثاني، فوزارة التعليم اعطتنا هدية 20 درجة لتكون سعياتنا النهائية عالية ومريحة”.
وتابعت فؤاد “تفاءلنا جدا بالكلام المبشر للعميدة، وأخذنا به وقسمنا وقتنا لغرض إكمال متطلبات التقارير النهائية، لنتفرغ بعدها لأداء الامتحانات، ولكن تفاجأنا بتبليغ آخر من العمادة يفيد بأن هنالك امتحانات فصل ثان قبل ٣ ايام من موعدها، ويكون من ٢٠ درجة”، مبينة أن “التبليغ نفى وجود 20 درجة من الوزارة كهدية، لم نعلم بذلك إلا في وقت متأخر ومحرج جدا. وكذلك الحال بالنسبة إلى الفصل الثاني، إضافة إلى الإرباك في الجدول الامتحاني. فكل ذلك تجمع ضدنا بشكل لا يصدق”.

أسلوب المفاجأة إلى متى؟
وفي السياق، أكد الطالب، عمر زيدون، إن “عمادة كلية طب الأسنان تعتمد على أسلوب المفاجأة في إبلاغنا بالأمور المصيرية”.
وناشد زيدون رئيس الجامعة، ومساعده، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي، بـ”وضع حل لهذه الأمور التي لا تصب في مصلحة الطلبة ولا تسهل أمرهم، والتي لا تتضمن أي مراعاة للظروف التي يمرون بها”.
************
ص5
جماهير واسط يتظاهرون أمام الطاقة الحرارية
واسط - شاكر القريشي
تظاهر المئات من جماهير محافظة واسط صباح يوم أمس الأول، أمام بوابة “محطة واسط الحرارية” في قضاء الزبيدية معربين عن قلقهم لانقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر.
وتوافد مئات المتظاهرين من الأقضية والنواحي القريبة من المحطة “ ناحية الدبون، ناحية الشحمية، قضاء العزيزية” بالإضافة إلى اهالي قضاء الزبيدية “ أمام محطة الطاقة معربين عن قلقهم من مصادرة حصة المحافظة والقضاء من الطاقة الكهربائية المخصصة.
واشار المعتصمون أنهم يتحملون المعاناة الكبيرة بسبب الانبعاثات والتلوث البيئي للمدينة، ناهيك عن مئات الاصابات للمواطنين من الأمراض الجلدية والسرطانية،، وتضرر مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية، المحيطة بالمحطة.
وقدم المتظاهرون حزمة مطالب ابرزها إعادة حصة المحافظة وحسب الاتفاق المبرم بين المحافظة ووزارة الكهرباء، ومحاسبة المتلاعبين بتوزيع الحصص الكهربائية وإحالة عمال الصيانة و الأجر اليومي إلى عقود حسب قرار مجلس الوزراء الرقم ٣١٥ والمعدل للمادة ٣٧ / رابعا.
***************
مستشفيات البصرة
بين ازدياد الإصابات ونقص المستلزمات الطبية
البصرة - طالب نعيم

ازدادت شدة أزمة فيروس كورونا التي يشهدها العراق اليوم، مثلما في بقية دول العالم. إذ ارتفع عدد الإصابات كثيرا، حتى باتت مختبرات وزارة الصحة تسجل خلال اليوم الواحد، في عموم البلد، نحو 2000 إصابة، ما انعكس سلبا على الوضع العام، وكشف عن ترد كبير في القطاع الصحي. فالمستشفيات غير كافية ومبانيها متهالكة وتفتقر للأجهزة الطبية الحديثة.
وتداولت هذه الأيام على وسائل إعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، مناشدات من أطباء ومرضى لغرض توفير أعداد كافية من قناني الأوكسجين، التي أدى نقصها إلى زيادة عدد وفيات مرضى “كوفيد – 19” في البلد.
ولم يكن حال مستشفيات محافظة البصرة مختلفا عما في بغداد والمحافظات الأخرى. فهي تعاني نقصا في المستلزمات الطبية، إلى جانب سوء الإدارة.
وبهذا الصدد يذكر مساعد طبيب في مستشفى البصرة العام، أن العديد من الراقدين في المستشفى، من المصابين بفيروس كورونا، فارقوا الحياة بسبب نقص الاوكسجين، وعدم إعادة تعبئة القناني الفارغة.
ويضيف أن سيارات الإسعاف التي تقل المصابين، تضطر إلى تركهم في باب المستشفى، بسبب عدم توفر ممرضين مرافقين، ما يؤدي إلى تدهور الحالة الصحية للمريض، وإلى وفاته في بعض الأحيان.
وأوضح مساعد الطبيب أن البصرة تضم مستشفيين لرعاية المصابين بفيروس كورونا، هما المستشفى العام ومستشفى الموانئ التعليمي، موضحا أن المرضى الذين لا يعانون أعراضا حادة، يتم حجرهم في مدينة البصرة الرياضية.
فيما أشار إلى ان المستشفيات الأهلية لا تستقبل مرضى “كوفيد – 19”، وأن الطاقة الاستيعابية للمستشفيين المشار إليهما، لا زالت تتحمل المزيد من المرضى.
منتسب في دائرة صحة البصرة، ذكر من جانبه ان “هناك تحركا لفتح معامل جديدة لإنتاج الأوكسجين الطبي، قد تنتج يوميا أكثر من 150 قنينة، ما يضاف إلى ما ينتجه معمل مستشفى البصرة التعليمي و(معمل البرجسية)، وبهذا يمكن لمحافظة البصرة أن توفر الأوكسجين حتى لمحافظة ذي قار التي تعاني نقصا حادا منه”.
مواطنون عديدون من أهالي البصرة، طالبوا عبر “طريق الشعب”، الحكومة المحلية في البصرة بالتحرك الجاد من أجل توفير المستلزمات الطبية في المستشفيات كافة، خاصة التي تستقبل المصابين بفيروس كورونا، مشددين على أهمية تطبيق الحظر الوقائي لغرض التخفيف من أعداد الإصابات، التي باتت تتزايد يوما بعد آخر.
************
معاناة المتقاعدين متى تنتهي؟
ماجد مصطفى عثمان


مع بداية كل شهر تدخل شريحة المتقاعدين، سواء المدنيين أم العسكريين، في دوامة وحيرة أمام تصريحات الجهات المسؤولة (وزير المالية أو مدير هيئة التقاعد الوطنية)، حول موعد صرف الرواتب الذي بات يتأخر مرارا.
إذ تبقى هذه الشريحة التي طالما ذاقت مرارة الحياة، على مدى عشرة أيام أو أكثر، تنتظر رواتبها بفارغ الصبر، لتغطي فيها نفقات المعيشة، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يشهدها البلد مع تفشي جائحة كورونا.
ولا تتوقف دوامة الحجج الواهية غير المبررة التي يطلقها المسؤولون، في شأن تأخر صرف الرواتب، وأبرزها عدم وجود سيولة نقدية. علما أن الوضع الاقتصادي في البلد، تحسن نوعا ما، وبات أفضل مما كان عليه في آذار الماضي. فقد وصل سعر برميل النفط إلى 43 دولارا، وحسب توقعات خبراء اقتصاديين، فإن سعر البرميل قد يتجاوز مع نهاية تموز الحالي، الـ 50 دولارا.
وكانت رواتب المتقاعدين تصرف في يوم محدد من الشهر، أما 3 أو 4، لكن في الشهرين الماضيين، تأخرت الرواتب نحو عشرة أيام، وتفاقمت جراء ذلك معاناة المتقاعدين، خصوصا بعد تعرض رواتبهم إلى قرارات مجحفة، كقرار "ضريبة الدخل"، في الوقت الذي تصرف فيه الرواتب المزدوجة ورواتب "الفضائيين" في مواعيدها!
أليس من المفترض ان تكون هيئة التقاعد الوطنية صادقة مع المتقاعدين، وهي المؤسسة التي تتحمل مسؤولية الملايين من ابناء الشعب؟ لماذا لا تعلن رسميا عن موعد ثابت لصرف الرواتب، لا يتغير مهما كانت الأسباب، لكي يكون المتقاعد على بينة من أمره، ويرتب حسابات نفقات معيشته على ضوء ذلك؟
*********
مواساة
*بمزيد من الحزن والاسى تنعى محلية الكرخ الأولى للحزب الشيوعي العراقي فقيدها الرفيق جعفر عبود (ابو قيس) الذي توفي أثر مرض عضال عانى منه طويلا، لروحه السلام ولأهله ورفاقه الصبر والسلوان.
*تنعى هيئة الشهيد فاضل البياتي في الحزب الشيوعي العراقي الرفيق الطيار علاء موسى الذي وافاه الأجل اثر مرض عضال، للفقيد الذكر الطيب ولرفاقه وعائلته الكريمة جميل الصبر والسلوان.
*ببالغ الاسى والحزن تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء الرفيق الدكتور محسن عبد الامير الخفاجي ( ابو فراس ) الذي وافاه الاجل بعد اصابته بالمرض اللعين كورونا بفقده خسرنا رفيقا محبا داعما لم يتوانى لحظة رغم سنوات عمره المتقدمة عن تلبية اي واجب، لعائلته ورفاقه الصبر والسلوان وله الذكر الطيب دوما .
*بمزيد من الحزن والألم تنعى منظمة المحمودية ومحلية الكرخ الثانية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق احمد محمود المردان، الذي وافاه الأجل اثر نوبة قلبية، للفقيد الذكر العاطر، ولعائلته ورفاقه الصبر الجميل والسلوان.
*ببالغ الحزن والاسى تعزي المحلية العمالية في الحزب الشيوعي العراقي الرفيق عباس شلش والرفيق قمندار عباس بوفاة شقيقته اثر مرض لم يمهلها كثيرا، الذكر الطيب للفقيدة والصبر والسلوان للرفاق وعوائلهم.
* تعزي محلية بابل للحزب الشيوعي العراقي آل عوض بوفاة الشيوعي السابق علي شاكر أمين عوض، للفقيد الذكر الطيب ولعائلته خالص العزاء.

****************
ص6
البطالة .. المفهوم، الاثار، المعالجة
جبار محمد مهدي السعدي*
تعد البطالة من ابرز المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تهدد استقرار الدول؛ وتمثل احد التحديات الأساسية للنظام العالمي الجديد في ظل العولمة؛ وعرَّفتها منظمة العمل الدولية بأنها (كل قادر على العمل وراغب فيه وباحث عنه ويقبله عند مستوى الأجر السائد) وللبطالة عدة أنواع منها الاحتكاكية والهيكلية والمقنَّعة؛ وتمتاز بارتفاع نسبتها في المناطق الحظرية وزيادة معدلاتها وسط الشباب شاملةً بذلك حملة الشهادات العليا، لذلك أصبحت تشكل منطقة كوارث لابد من إعلان حالات الطوارئ لمنع انتشار آثارها على الصعيدين الوطني والعالمي، لأنَّ العمل ليس فقط لكسب الرزق وانَّما لأثبات الوجود في المجتمع وهذا يولد آثار اقتصادية واجتماعية ونفسية وعدم الشعور بالأمان، تهيئ للشباب فرصة التفكير في مزاولة الإجرام على اختلاف صوره؛ وقد احتلَّ البحث في أسبابها وسبل مواجهتها مكانة مهمة في تاريخ الفكر الاقتصادي على اختلاف مدارسه؛ الا إنَّ رسم أي سياسة لمكافحة البطالة لا بد أن تقوم على نظرية محددة وبقدر ما يكون فهمها النظري سليماً تكون سياسة التصدي لها فعَّالة؛ فمن حيث الواقع التنظيمي في متابعة التشغيل توجد جهات مختصة سواء كان على الصعيد الدولي ممثلاً بمنظمة العمل الدولية أو على الصعيد الوطني، ولكن من حيث الواقع العملي اصبحت البطالة تشكل ارقام مخيفة ضربت كل شرائح المجتمع رغم التوجهات الاقتصادية التي تدعوا الى التشغيل الكامل، وهذا يعني ان الوضع لم يعد مستوعب من قبل التنظيم الحالي لمكافحة البطالة؛ اذن لابد من استراتيجية وطنية شاملة تشترك فيها كل الجهات الفاعلة في المجتمع المحلي والوطني والعالمي بما فيها المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية والدول الصديقة لغرض استيعاب هذه الطاقات من اجل التنمية الاقتصادية الشاملة وبالتالي القضاء على هذه المشكلة أو على أقل تقدير التخفيف منها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* جامعة ديالى- كلية القانون والعلوم السياسية
***********
مديونية شركات الهاتف النقال
خليل ابراهيم العبيدي


منذ ان باشرت شركات الهاتف النقال أعمالها في بيع خدماتها للمواطنين والشكوك والريبة تدور حول نشاطاتها من حيث نوعية الخدمة او أسعارها او مدى تسديدها للضرائب والرسوم المترتبة بذمتها لصالح الحكومة، يقابل ذلك صمت حكومي هو الاخر مثير للريبة والشك، فلا الخدمة كانت عند حسن الظن، ولا الشفافية قد وفرت في مسألة استعادة الديون المترتبة لصالح الخزينة وظل التعتيم سيد الموقف، وظلت ارقام الديون متباينة في تصريحات المسؤولين الحكوميين، رغم حاجة الحكومة الى الاموال لتسديد الرواتب.
فجاء في تصريح للجنة الاتصالات والاعلام النيابية الذي نقلته صحيفة الصباح بعددها الصادر يوم الاربعاء الموافق الاول من تموز 2020؛ ان شركات الهاتف النقال لم تسدد مبالغ ضريبة المبيعات التي فرضت عام 2015 لغاية الآن، مؤكدة أن الضحية الأولى هو المواطن، وان ديون هذه الشركات بلغت نحو 100 مليار دينار، وقد كانت هذه الضريبة بواقع ألف دينار لكل كارت موبايل تحملها المواطن أملا منه ان تستفيد منها الدولة لحل مشاكلها المالية، بعد أزمة انخفاض أسعار النفط نهاية عام 2014. والسؤال، إذا كانت هذه الضريبة المستقطعة من قوت المواطن لم تدخل خزينة الدولة لغاية تاريخه، فما الفائدة اذن من هذه الضريبة والتي أمدها يزيد على أربعة سنوات والتي لا زال المواطن يدفعها لغاية هذه اللحظة.. السؤال موجه الى وزارة المالية ومن بعدها وزارة الاتصالات. لماذا كل هذا الانتظار على الشركات، لماذا كل هذا السكوت؟!
يذكر ان مواقع التواصل الاجتماعي قد اشارت في حينها الى ان 45 مليون دولار دفعت لمتنفذين كعمولات من اجل تسوية ديون «عراقنا» بعد اندماجها بشركة زين العراق والبالغة ملياري دولار، وكانت نتيجة التسوية تسديد مبلغ 250 مليون دولار فقط.
وبحسب تصريح النائب هيثم الجبوري رئيس اللجنة المالية النيابية الذي نقلته عنه وكالة نعيم الخبرية يوم 21 أيار 2020. من ان الديون الكلية لشركات الاتصالات في العراق بلغت تريليونا وتسعة مليارات دينار ، أكثر من نصفها على شركة كورك ، والمتبقي على آسيا سل ، وزين العراق ، وقال عضو لجنة الثقافة النيابية علاء الجبوري، الى المعلومة ، يوم 31 اب 2019 ، ان بعض شركات الهاتف النقال لديها ديون تعود الى المركزية تصل للمليارات، ، هذه التصريحات والكثير من التوضيحات التفصيلية لمسؤولين برلمانيين واعلاميين تؤكد حقيقة وجود هذه الديون وبذمة الشركات ومنها يعود الى 2004، يقابلها طرش حكومي متعمد ، او تجاهل مقصود يفهم ما وراءه ، ولكن من غير المفهوم ردود افعال الجهات الفنية المسؤولة في وزارة الاتصالات او وزارة المالية او حتى الادعاء العام عندما يطلع على هكذا تصريحات او معلومات من شأنها ان تحرك الدعاوى ضد الشركات ، سيما وان الدولة اليوم تتجه نحو الاقتراض بشقيه الداخلي والخارجي، لا من اجل التنمية والبناء بل من أجل تسديد الرواتب والأجور .
ان شركات الهاتف النقال التي تعود ملكية بعضها لجهات أجنبية مطالبة بالتعاون مع الوزارات المختصة بشأن تسديد ضريبة المبيعات المستحصلة من المواطنين منذ العام 2015، وبقية المتراكم بذمتها لصالح الدولة، وأنها ستكون قبل كل شئ المتضررة إذا ما عجزت الدولة عن تسديد رواتب الموظفين والمتقاعدين، لأن هاتين الشريحين هما المستهلكتان الرئيسيتان لكارتات الشحن. كما وان الخدمات المقدمة بحاجة الى المزيد من التطوير.
**********
السياسة الإدخارية وضرورة مراجعتها
ابراهيم المشهداني


تعرض العراق كسائر دول العالم الى ازمة صحية خطيرة لم يشهدها منذ عشرات السنين، تتمثل بجائحة كورونا، غير ان حجم آثارها تختلف من بلد الى اخر، بحسب واقع وطبيعة النظام الاقتصادي السائد، ولكون الاقتصاد العراقي يتسم بالضعف فيما يتعلق بالمتغيرات الكلية التي تشمل الاستهلاك والادخار والاستثمار والدخل القومي والناتج المحلي الاجمالي واسعار الفائدة جعلته يترنح أمام هذه الجائحة الخطيرة.
ومن الواضح ان هذه الجائحة قد تركت تأثيراتها على كل تلك المتغيرات، فقد طغى النمط الاستهلاكي على الإنفاقين الحكومي والخاص على حساب الادخار والاستثمار وتطوير البنى التحتية والانشطة الانتاجية الوطنية.
ولعل المتغير المهم الذي سنتوقف عنده، هو الادخار، وبصورة أعم السياسة الادخارية التي لم تحظ بما يكفي من الاهتمام من قبل الحكومة أولا ومن السلطة النقدية ثانيا، وقد انعكس ذلك بوضوح على قلة السيولة النقدية لدى الدولة وجهازها المصرفي، فأحرجها في مواجهة الرواتب والنفقات الضرورية الأخرى وخاصة في مواجهة هذا الوباء الخطير وانقاذ حياة العراقيين من خلال توفير مستلزمات العلاج ومتطلبات العيش لمن لا يملك مصدرا ثابتا للدخل.
وجزئية الادخار هذه والتي تمثل استثمارا استباقيا ترتبط بعنوان أوسع، الا وهو التراكم المالي التي يعاني منه العراق والذي كان يعاني من اشكاليات ثلاث؛ الأولى تتعلق بالإنفتاح على حركة رؤوس الأموال، والثانية تتعلق بظاهرة الاكتناز التي تشكل 70 في المائة من حجم الكتلة النقدية المتداولة في السوق ومقدارها 41 تريليون دينار عراقي في عام 2016، وخطورة هذه الاشكالية تتمثل في تعطيل رؤوس الاموال في حركة الاقتصاد بسبب المناخ الاستثماري المتردي وتخلف الجهاز المصرفي وسوء خدماته في تحفيز عملية الادخار، واما الإشكالية الثالثة فتتمظهر بتركز رأس المال بيد الطغمة المالية المهيمنة على السلطة والجهاز المصرفي، وجل ثروتها وتراكماتها المالية تأتي عبر المضاربات المالية والمتاجرة العالية الربح الضعيفة القيمة المضافة وحالة عدم المساواة العميقة في توزيع الدخل والثروة .
ان تنشيط حركة الإيداعات وخاصة الثابتة منها، وكذلك تنشيط حركة الاستثمار يتطلبان مراجعة السياسة النقدية في ضوء الظروف المستجدة. فان الإقبال الواسع على القروض الصغيرة يجعل مستوى اسعار الفائدة مرتفعا، وهذا من الناحية النظرية يكون حافزا للادخار وسحب الكتلة النقدية الكبيرة المكتنزة لدى المواطنين، ولكن اسعار الفائدة الواقعية بالنسبة للإيداعات سواء الثابتة او التوفير منخفضة، وهنا تخرج عن منطق السوق الذي يحدده العرض والطلب. لهذا السبب تصبح السياسة الادخارية في العراق عاملا فاقد الحيوية في مواجهة الأزمة الاقتصادية خصوصا في زمن الكورونا.
وبناء عليه فإن بعضا من عملية الإصلاح الاقتصادي يتطلب مراجعة السياسة الادخارية عبر الفائدة، كأداة في تنظيم عملية الادخار وتحسين الخدمات المصرفية، ونقترح في هذا المجال ما يلي:
1. إعادة النظر بالسياسة النقدية في الجهاز المصرفي عبر أسعار الفائدة لتكون أداة ناجعة في سحب الكتلة النقدية المكتنزة لدى الأفراد والعائلات، وتنشيط الادخار وتحسين الخدمات المصرفية، لتحويل الكتلة النقدية المدخرة الى قطاع الاستثمار من اجل تحريك عملية التنمية المستدامة.
2. تعزيز الوعي الادخاري لدى الأفراد والعائلات ورجال الاعمال عبر سياسة مصرفية شفافة، وتقديم التسهيلات الكافية للمودعين والتخفيف من الاجراءات الروتينية بغية تعزيز الموثوقية بالجهاز المصرفي.
3. من اجل تحويل عملية الادخار الى حركة استثمارية من الضروري التأكيد على شفافية التشريعات المتعلقة بالاستثمار بعيدا عن الغموض لمنع الاجتهادات الخاطئة في تفسير النصوص بما يعرقل عملية الاستثمار.
***********
ص7
انتفاضة معسكر الرشيد
في 3 تموز 1963
جاسم الحلوائي


تشير المصادر المختلفة إلى أن انتفاضة معسكر الرشيد أو حركة حسن سريع بدأت بمحاولات فردية قام بها شيوعيون، في مستوى لجان المحلية وما دونها، لإعادة بناء التنظيم الحزبي على مستوى القاعدة الحزبية. ويُشار بوجه خاص، إلى أن كادراً حزبياً عمالياً، يُدعى إبراهيم محمد علي الديزئي من مدينة مخمور، كان يعمل في إطار اللجنة المحلية للمشاريع العمالية الصغرى التابعة إلى منطقة بغداد، هو الذي بدأ هذا النشاط وقاده. وقد امتد نشاط هذا التنظيم واتسع بسرعة بين الطلاب والجنود. وكان من بين الذين انخرطوا في هذا النشاط وبهمة عالية، محمد حبيب (أبو سلام)، وهو عامل خباز، وكان يقود “لجنة قاعدية” وينتظم في لجنة قضاء يقودها الشهيد إبراهيم محمد علي. وكان حبيب هو المسؤول الحزبي عن المجموعة الصِدامية الشجاعة التي قادت ونفذت انتفاضة معسكر الرشيد في الثالث من تموز عام 1963، بقيادة المناضل الشجاع الرفيق حسن سريع. وانضم إلى هذا النشاط الخياط حافظ لفتة، والطالب هاشم الآلوسي، وكلاهما أصبحا من قادة هذا التنظيم، الذي صار يعرف ب ” اللجنة الثورية”. وقد ظلت هذه المجموعة تسعى للاتصال بقيادة الحزب. ويبدو أن الشهيد حسن سريع كان صاحب الدور الأوفر في التهيئة والتحضير والكسب للانتفاضة، إذ كان رصينا، محبوبا، تعّلق به الجنود وصف الضباط من أقرانه كثيرا، فكان يجمع بين الشجاعة والإقدام والطيبة وكرم النفس، ومن هنا كانت شخصيته قوية وجذابة فنال حب الجنود واحترامهم.
ويُفيد الكاتب حامد الحمداني بأن محمد حبيب “أخذ يتهرب من اللقاء مع إبراهيم في الأيام الأخيرة التي سبقت تنفيذ الانتفاضة، وبات واضحا أنه أراد الانشقاق عن الحزب والاستئثار بالحركة لنفسه”. إن الحمداني عديل إبراهيم محمد علي، وكانا يقيمان في بيت واحد وأعتقل الاثنان في يوم 18 تموز. وقد استشهد إبراهيم ببطولة بعد يومين من اعتقاله. .
لقد انضم إلى المجموعة ما يقارب من ألفي شخص، من حزبيين ولا حزبيين، وأغلبهم من العسكريين، جنوداً ومراتب، يتوزعون على العديد من معسكرات بغداد وغيرها.
وفي بداية أيار 1963، كما يذهب تقرير قدمه هاشم الآلوسي إلى الحزب لاحقاً، سعى منظمو المجموعة إلى الاتصال بقيادة الحزب في بغداد. وقد نصحهم جمال الحيدري والعبلي بالتريّث وإعطاء الفرصة للحزب لكي يعيد ترتيب أوضاعه ويغدو قادراً على التحرك. إلا أن المجموعة لم تقتنع بهذا الرأي، وأصرت على مواصلة استعداداتها، وكانت تتحرك باسم الحزب وقيادته. كذلك اتصلت هذه المجموعة بمنظمة الحزب في الفرات الأوسط لتضمن تأييدها، ولم تتمكن أن تثبت إدعاءها بأنها مخوّلة من قيادة الحزب، إلا أنها حصلت على وعد عام بالمساندة بعد التنفيذ.
في حزيران 1963 شاءت الصدف، وربما بسبب كثرة التحرك والاستعجال، أن القي القبض على عريفين من قادة المنظمة. وخشية من أن يبوحا بخطط التحرك، تحت التعذيب، سارع محمد حبيب، وكان كثير الاعتداد بنفسه. إلى تقديم الموعد من 5 إلى 3 تموز، وبمعزل عن مسؤوله الحزبي إبراهيم محمد علي.
في فجر 3 تموز 1963 قامت مجموعات من الجنود وضباط الصف يقودهم النائب العريف حســن ســريـع بالاستيلاء على وحدة قطع المعادن (ومنها انطلقت الشرارة) وعلى مشاجب سلاح سرايا الحراسة في معسكر الرشيد، وسيطروا عليها واعتقلوا ضباطها. كما احتلوا كتيبة الدبابات الأولى وحاولوا استخدامها، إلا أنها كانت فارغة من بطاريات التشغيل، وتم اعتقال قائد الكتيبة وهو ضابط برتبة مقدم وضباطه الأربعة. كما سيطر المنتفضون على مطار الرشيد العسكري، إذ كانت الطائرات الحربية جاهزة بحمولتها القتالية بسبب الحرب في كردستان، وعلى استعداد للطيران بعد أن يتم تحرير جمهرة الطيارين الشيوعيين المعتقلين في سجن رقم واحد في المعسكر ذاته. كما تمت السيطرة على مدخليّ المعسكر والمستشفى العسكري ومقر اللواء الخامس عشر وغيرها من الوحدات العسكرية. كما اعتقل المنتفضون منذر الونداوي القائد العام للحرس القومي والقوة الجوية، ومساعده نجاد الصافي ووزير الخارجية طالب شبيب ووزير رئاسة الجمهورية حازم جواد وغيرهم. حتى وصل عدد المعتقلين إلى 180 شخصاً.
وتوّجهت مجموعة من المنتفضين لاحتلال السجن العسكري رقم واحد وتحرير السجناء. بيد أن هؤلاء لم يباغتوا السرية التي تحرس السجن، لذا واجهوا مقاومتها فعجزوا عن اقتحامه وتحرير الضباط المعتقلين فيه. كما أنهم لم يعتقلوا رئيس الجمهورية آنذاك عبد السلام عارف الذي كان بيدهم صيدا سهلا.
لقد أكدت الحركة، كما جاء في تقييم الحزب لها، على” عجز أعنف موجة إرهابية على قتل الروح الثورية للشعب العراقي، وعرّت عزلة حكم انقلابيي شباط حتى في معسكرات الجيش التي كانت تحت قبضتهم. وكانت عملاً بطولياً حقاً، ولا يتنافى تثميننا لها مع كونها كانت عملاً متسرعاً...الخ”
**********
النسر الأحمر
الى حسن سريع

كاظم السماوي

الليل.. والطرقاتُ موحشة...سواهْ
يعلو، ولا يُعلى عليهِ، سوى السماء
وهو العناصرُ كلها، وهو المكان
هو الزمان، هو القرار
شاختْ ملايينُ الأغاني
من يُغنّي صمتها
انطفأت بروقُ الريح
لا تلدُ الدماءُ سوى الدماء
والنار نار
لكنهم كانوا هناك... وراء مائدةِ الرماد
وكنتَ ترحلُ في الحرائقْ
وكنتَ تصعد في البنادق
يا أيها البطل اخترق
وخذ القرار
خذ الخراءط كلها
وخذ الدماء
من الوريد الى الوريد
خذ الحصار أحكمْ حصاركْ
أطبقْ عليهم، إنهُ النزعُ الأخير
وجمرة الفصل الأخير
لاوقت.. ان الموتَ وقتْ
ان النصرَ وقتْ
لا وقتَ.. يا حسن السريع
لا وقت.. فاحملنا اليك
في لحظةٍ تسَعُ الزمان
هنيهةً تسَعُ النشيد
وتغسلُ الأشجارَ والأيامَ والجرحَ القديم
يافارسَ العشقِ الربيعيِّ القصير
ويا وضوحاً في الوضوح
لو كنتَ فينا قبلَ أن تأتي
ومنزلنا الغريق
يغور نحو القاع.. كنتَ المئذنة
وصدى الطريق
نسرُ الأعالي، رايةُ الشهداء، والحزب المحارب
كنتَ النشيد، وكنتَ فينا
ومازلت يا حسن السريع
تقيمُ فينا
لم تأتِ من علمِ الكلام
ولم تخضْ جدلَ الرخام
وكنتَ في صدأ السنين
وهجَ المرايا.. كنتَ.. كنتَ المنتظر
كنتَ المسافة بين أن تأتي.. ولا تأتي
المسافةَ أن تجيء
ما انت ان لم تحترقْ
ما لم ينز دمك الطريق
ادركتَ والطبقيُّ فيكَ مؤصَّلٌ
هي ساعةٌ أخرى ويشتعلُ الحريقْ
وكنتَ أولَ من يجيءْ
وكنتَ أول من يضيءْ
يا اول الخطوات في السَفَرِ الطويل
من الجراح
الى السلاح
الى الدماء
أو الرماد
ــــــــــــــــــ
1989
(مقتطفات من قصيدة طويلة)
• الشاعر كاظم السماوي (أبو رياض)، ولد في عام 1919 في مدينة السماوة، تميز بحياة حافلة بالشعر والنضال، حضي باحترام ولقاء العديد من زعماء العالم الكبار من الصين وكوريا وفيتنام الى زعماء أوربا الشرقية ايام ما عرف بالمعسكر الاشتراكي. ُأسقٍطَتْ عنه الجنسية العراقية في زمن العهد الملكي وسجن عدة مرات، وعمل مديراً للإذاعة والتلفزيون في سنوات ثورة الرابع عشر من تموز، وقدم إستقالته بعد تعرض اليسار العراقي الى الاضطهاد والتعسف، له كتابات شعرية متميزة وصدرت له عدة مجاميع، امضى سنوات طويلة من حياته في المنفى، توفي في 15ـ 3ـ 2010 في العاصمة السويدية ستوكهولم عن عمر ناهز 91 سنة،ونقل جثمانه الى العراق ودفن في مقبرة الشهداء في مدينة السليمانية.
**************
ص8
مع تسلم المانيا رئاسة الاتحاد الأوربي
الحوار بديلا عن تشديد الحصار على كوبا
رشيد غويلب


في الثاني من شباط 1962، اعتقد الرئيس الامريكي جون كندي، ان الحصار الشامل الذي سيفرضه بعد ساعات على الثورة الكوبية، سيؤدي الى زوال سلطتها، حتى قبل ان يدخن السيكار الكوبي المولع به، والذي قام بجمعه من جميع اماكن البيع في العاصمة الامريكية. لقد كانت حسابات كندي خاطئة 100 في المائة. و فشلت محاولة الرئيس الامريكي اوباما في عام 2016، عندما دعا الى الرفع الكامل للحصار عن كوبا، لانه من ادوات الحرب الباردة عديمة القائدة. وجاء ترامب ليشدد الحصار مجددا على كوبا. وفي وقت لاحق قال السفير الامريكي في هافانا في عهد اوباما جيفري ديلورينتيس إن حكومته لم تمض في المشوار حتى نهايته، وكان لمزيد من وجود الشركات الأمريكية العاملة في كوبا ان تجعل تراجع ترامب أكثر صعوبة.
لقد أصبحت العقوبات الامريكية المفروضة على كوبا الآن أكثر شمولاً وعدوانية وأكثر حضوراً في وسائل الإعلام من أي وقت مضى ، حتى لو لم تحقق هدفها المنشود، في تضيق الخناق كليا على الاقتصاد الكوبي، بسبب استراتيجية التنوع التي تتبعها كوبا. لقد ادى الغاء حلحلة قيود الحصار السابقة الى خلق حالة من خيبة الأمل عند الكوبيين. بينما قام أوباما بفتح حركة النقل الجوي بين الولايات المتحدة وكوبا ، حتى تصاعدت من الصفر إلى 100 رحلة يوميا ، حظر ترامب جميع الرحلات باستثناء العاصمة هافانا. وادت تسهيلات اوباما الى تمكين قرابة 1،2 مليون مسافر امريكي، في عام 2017 من زيارة كوبا، فيما ادى حظر ترامب الى خفض هائل لعديد المسافرين، وانخفضت معه واردات دخل القطاعات الخاصة والتعاونية المتزايدة في كوبا.
وادى تشديد العقوبات في مجال الاتصالات الى اضعاف النشاط العلمي والثقافي مع كوبا، فالكثير من منتديات التواصل وشركات الخدمات الرقمية التي تهيمن عليها الولايات المتحدة ممنوعة من التعامل مع شبكات الانترنت وتبادل المعلومات الكوبية. ويصعب حتى ارسال البريد الألكتروني العادي.
وفي الوقت نفسه ، فإن الغاء العمل بتأشيرة السفر المتعددة، والنافذة لخمس سنوات، والتي كان بإمكان الكوبيون طلبها سابقًا، للسفر من والى أمريكا ، لعدة مرات، و لأسباب تتعلق بالعمل أو العائلة ، شكل عقبة رئيسية أمام نمو القطاع الخاص. يا ترى هل تتوافق الممارسات الأمريكية مع قيم حرية حركة البضائع والتجارة والأشخاص المنصوص عليها في الاتحاد الأوروبي؟
من الواضح ان غطرسة ترامب تجعله لا يعير اهتماما كبيرا للمواقف الأوربية، خصوصا وهو يخوض سباقا انتخابيا صعبا، في ظل أزمة عالمية اقتصادية - صحية مركبة، تركت انعكاسات سلبية على حياة المواطن الامريكي، اكثر بكثير من مواطني البلدان الراسمالية المتقدمة، لهذا فان اصوات المعارضيين الكوبيين المتشددين في ولاية فلوريدا تحتل الأولوية في حسابات ترامب، وخصوصا وان امكانية خسارته للولاية قد تكلفه كرسي الرئاسة في البيت الابيض.
الحكومة الألمانية مطالبة باستخدام رئاستها لمجلس الاتحاد الأوروبي، التي بدأت في الأول من تموز، لإرسال إشارة ضد سياسة ترامب تجاه كوبا والعمل من أجل حرية التجارة والتبادل والتعاون، لإن سياسة العزل والعقاب لا تفيد إلا المتشددين الذين لديهم مصلحة سياسية في الوضع الراهن. لقد حان الوقت لأن يكون الاتحاد الأوروبي أكثر شجاعة بشأن ملف سياسته الخارجية. وهذه هي الطريقة الوحيدة لادارة التحديات السياسية السلمية بنجاح في عهد ترامب وما يرتبط به من مخاطر سياسية غير محسوبة.
*********
لبنان: الازمة الاقتصادية ترفع معدلات الانتحار
بيروت - وكالات
تتواصل تداعيات الأزمة الاقتصادية في لبنان، بل إنها تزيد استفحالا مع مرور الوقت. وجاءت حالتا انتحار حدثتا الجمعة الماضية، ويرجح أنهما بسبب هذه الأزمة الخانقة في البلاد، لتثيرا من جديد سخط اللبنانيين على الوضع الحالي. وأكد متحدث باسم قوى الأمن الداخلي تزايد معدلات الانتحار منذ مطلع العام، من دون أن يتمكن من تحديد النسبة. ويشهد لبنان انهيارا اقتصاديا متسارعا يعد الأسوأ في البلاد منذ عقود، لم تستثن تداعياته أي طبقة اجتماعية. وخسر معه عشرات الآلاف وظائفهم أو قسما من رواتبهم خلال الأشهر القليلة الماضية. وأثارت حالتا انتحار الجمعة في لبنان، مرتبطتان على الأرجح بضائقة معيشية جراء الانهيار الاقتصادي المتسارع في البلاد، موجة من ردود الفعل المنددة بالأداء الرسمي في إدارة الأزمة.
في وضح النهار، وأمام مبنى في شارع الحمرا المزدحم في بيروت، يضم مقهى ومتجرا شعبيا ومسرحا، أقدم مواطن (61 عاما) من منطقة الهرمل (شرق) على الانتحار بإطلاق رصاصة من مسدس كان بحوزته. وترك قربه نسخة عن سجله العدلي ملصقة على ورقة كتب تحتها بخط اليد شعار “أنا مش كافر” (لست كافرا) تيمّنا بمطلع أغنية ثورية لزياد الرحباني، يليها عبارة “بس (لكن) الجوع كافر” في دلالة على الأرجح على وضعه المعيشي الصعب.
وتجمع العشرات من المتظاهرين في موقع الانتحار وأغلقوا الطريق لوقت قصير، رافعين لافتات عدة كتب على إحداها: “لم ينتحر، قُتل بدماء باردة”. وحمل شاب لافتة ثانية جاء فيها “هاربون للموت بسبب الفقر والجوع”.
***********
فوز يساري جديد في نيويورك
متابعة طريق الشعب
كرر اليساري جمال بومان الانتصار الرائع لإلكسندرا أوكاسيو كورتيز، في الانتخابات التمهيدية للكونغرس الأمريكي، و ينتمي بومان الى الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي الأمريكي، ويشارك الاشتراكيين الديمقراطيين توجهاتهم، ويريد مثل أوكاسيو كورتيز، صفقة خضراء جديدة، وشمول نظام الرعاية الصحية للجميع على مستوى الولاية، و “العدالة العرقية والاقتصادية”. وقد احتج السياسي الأسود، الذي تعرض للضرب على أيدي ضباط الشرطة عندما كان طفلاً، بعد وفاة جورج فلويد . ولعبت حركة “حياة السود مهمة” التي تتصدر الإحتجاجات دورا مؤثرا في فوزه. وحصل بومان على اكثر من 60 في المائة من الأصوات، ويرى الخبراء ان التصويت البريدي سوف لن يغير النتيجة. وتلقى بومان دعما من الحركات السياسية والاجتماعية اليسارية. ويدعو بومان إلى حل الدولتين في فلسطين. ويعتبره الصهاينة “عدوا لإسرائيل”.
-**********
نجاحات انتخابية
للشيوعي النمساوي

حقق الحزب الشيوعي النمساوي في ولاية شتايرماركت نجاحات في الانتخابات البلدية، التي جرت الاحد الفائت. ولم تشمل الانتخابات بلدية غراتس عاصمة الولاية، التي يحتل الشيوعيون فيها موقعا متميزا. حصل الشيوعيون على 7 مقاعد في بلدية تروفايآخ بزيادة مقعدين وبنسية 21 في المائة من الاصوات . وفي ثاني مدن الولاية لوئيبن، على 5 مقاعد بزيادة مقعدين، و15,3 في المائة. وفي كنتلفيلد كانت النسبة 13 في المائة. وفي ميرتستسوشلاك رفع الحزب نسبته من 11,7 الى 13,4 في المائة، وفي بلدية اخرى اصبح للحزب مقعدان بدلا مقعد واحد. وفي روتنمان، وفي سانتبربارة المشكلة حديثا، دخل الحزب المجلس البلدي للمرة الأولى. بالإضافة الى ذلك حافظ الحزب على تمثيله في البلديات التي دخلها في الانتخابات السابقة.

فنزويلا ترد على الاتحاد الأوربي

امهل الرئيس الفنزويلي مادورا سفيرة الاتحاد الأوربي في بلادة 72 ساعة لمغادرة البلاد. وخصص الرئيس طائرة خاصة لنقل السفيرة وطاقمها بسبب توقف حركة الطيران، ارتباطا بازمة كورونا. وجاء القرار الفنزويلي، ردا على فرض الاتحاد الأوربي عقوبات جديدة على 11 شخصية سياسية فنزويلية، في سياق دعم زعيم الانقلاب البرلماني المعارض غوايدو، وبهذا يرتفع عدد الشخصيات المشمولة بالعقوبات الأوربية الى 36 شخصية.
والعلاقات بين الاتحاد الأوروبي والحكومة الفنزويلية متوتر منذ سنوات. في عام 2017 ، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على فنزويلا ، بما في ذلك حظر الأسلحة. وأصبحت فنزويلا أول دولة في أمريكا اللاتينية يفرض عليها الاتحاد الأوروبي عقوبات.

ضد النسيان

رفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء الستار عن نصب تذكاري للجنود السوفييت في” رشيف”، وهي واحدة من أكثر ساحات المعارك دموية في روسيا خلال الحرب العالمية الثانية. وقال بوتين للمحاربين القدامى في المقبرة العسكرية على بعد 200 كيلومتر شمال غرب موسكو ، إن البلاد ستتذكر دائمًا الثمن الباهظ الذي دفعه الشعب السوفييتي لهزيمة ألمانيا النازية. ولا ينبغي أبدًا نسيان تضحيات الجيش الأحمر. وحضر الافتتاح أيضا رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو..
************
ص9
حلم مارتن لوثر كينغ في البصرة
سعد سلوم


بعد أغتيال (جلال ذياب) بأيام، كتبت مقال (مارتن لوثر كينغ في البصرة) لجذب الانتباه لعمل جلال وحلمه، وقد شكل المقال* صدمة للعديد من الناس، إذ لم يكن من السهل عليهم الاعتراف بتاريخ التمييز الموجه ضد المواطنين من أصول أفريقية. كما أتهمني البعض – بسبب الشعور بتبخيس الذات- بالمبالغة في اطلاقي لقب (مارتن لوثر كينغ) الزعيم الأميركي الشهير من أصول أفريقية، على ناشط عراقي متواضع من أصول أفريقية. وبالرغم من ذلك، فإن التسمية ظلت ملتصقة بجلال خلال الأعوام الماضية، وأعتمدها صحفيون شجعان كتبوا عن الراحل إنطلاقا من مقالي المذكور.
اعتقد إن التشابه بين (جلال) و(كينغ) لم يكن سطحيا، بالرغم من فارق زمني يبلغ 45 عاما فاصلا بين الاغتيالين، واختلاف السياق الاجتماعي والسياسي بين الولايات المتحدة والعراق. وقد جرى اغتيال كينغ وجلال في الشهر نفسه (نيسان)، ولإسباب سياسية تبعد شبهة السبب الجنائي المحض، وسرعان ما تحول جلال بعد مقتله الى رمز داخل مجتمع الإفروعراقيين. لكن ما يؤلمني بعد هذه السنوات، هو التفكير بإنني لو لم أكتب المقال، ربما، لكانت ذكرى (جلال ذياب) قد ذابت، وضاعت قصة نضاله في سبيل المساواة والعدالة دون أن يسمع بها أحد. اليس تجرع كأس النسيان خيارا مرا، يمكن أن يواجه كل منا؟
بعد الاغتيال بعام، كتبت مقالا في صحيفة “نيويورك تايمز” بمناسبة مرور عام على اغتيال جلال بعنوان (هل ينال السود في العراق العدالة؟) في محاولة للتعريف بمطالب مجتمع الأفروعراقيين على مستوى عالمي. ومع هوس الاعلام الدولي بإختزال تنوع البلاد بنزاع كردي عربي وكراهية سنية شيعية، أحدث المقال صدمة ضرورية لمجتمع دولي لم يسمع على الاطلاق بمجتمع أفروعراقي. وقد أصبح تقليدا سنويا أن أكتب مقالا في ذكرى اغتياله للتذكير بهذا المجتمع المنسي من جهة، والتأكيد على غياب نظام العدالة في العراق من جهة ثانية.
وقد جدد مقتل (جورج فلويد) بعث قصة هذا المجتمع مجددا في سياق جديد، بيّن إن حلم مارتن لوثر كينغ بالمساواة لم يستطع إن يجتث جذور العنصرية في بلدان أخرى راسخة في الديمقراطية، ودفعني لكتابة سلسلة مقالات جديدة في سياق مقارن قد يكون كفيلا بتشجيع المزيد من العراقيين على إنهاء التمييز العنصري ضد هذا المجتمع، وتنظيم النخب الثقافية والمدنية جهودها منهجيا، من أجل وضع حد لثقافة الإفلات من العقاب. فمنذ فوز (باراك أوباما) برئاسة الولايات المتحدة وحتى مقتل (جورج فلويد) عاشت ذكرى (مارتن لوثر كينغ البصرة) حية في ذهني، فأغتيال هذا الأب لأربعة أطفال منهم ثلاث بنات، ستظل دليلا على سيادة ثقافة الأفلات من العقاب، ونهاية حلم مجتمع كامل برصاصة غادرة.
أذكر أنني حين زرت جلال لأول مرة في مقر جمعية “أنصار الحرية الانسانية” تحدثنا عن خطاب “عندي حلم” المعروف لمارتن لوثر كينغ الذي ألقاه عند نصب لنكولن التذكاري في 28 أب 1963 أثناء مسيرة واشنطن للحرية، وتساءلت اذا كان جلال يحمل حلما مماثلا : رؤية مستقبل ينتهي فيه التمييز ضد السود، ويضع خاتمة لثورة الزنج التي أجهضت واستمرت عواقبها لقرون تحت الرماد. وللجواب على هذا السؤال أشار جلال الى ثلاث صور معلقة على الحائط : في الوسط كانت صورة (مارتن لوثر كينغ) تحيطها صورتان لباراك أوباما الذي كان قد فاز للتو بسباق الرئاسة الأميركية، وفهمت السعي النبيل لهذا الرجل الذي كان يبلغ من العمر ثلاث سنوات حين تم اغتيال كينغ في 4 نيسان 1968، ولم يتصور إن تأثير خطاب كينغ سوف يعبر الآلاف الأميال ليصنع حلمه الخاص، بعد أكثر من أربعة عقود. وعلى الرغم من إنه لم يكن يمتلك بلاغة كينغ، فقد كان يؤمن بإن حلم المساواة في خطاب “عندي حلم” قد تحقق أخيرا في اليوم الذي فاز فيه أوباما بالانتخابات الرئاسية في 20 كانون الثاني عام 2009، وإن هذا الحلم قد يتحقق يوما ما في العراق.
لم يتوفر لجلال ما توفر لكينغ الحائز على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة بوسطن، إذ لم يحز جلال على تعليم جامعي، وكان شخصا عمليا، ومستعدا للتعلم، وساعده تواضعه الجم في إن يبتعد عن الادعاءات الجوفاء والنرجسية التي تميز بعض أفراد النخب الثقافية والمدنية في العراق. صحيح إنه في سياق البصرة الخاص والسياق العراقي العام لم تنضج الظروف الى حد تبلور جسم مدني شبيه بـ” حركة الحريات المدنية” الاميركية، ويبدو مستحيلا لجلال ان يخطب- كما فعل كينغ- في 250 ألفاً من مناصري الحقوق المدنية الذين يتطلعون الى هدف إنهاء التمييز العنصري. لكن كانت حماسة جلال للتغيير صلبة مثل صخرة، إذ كان قادرا على إقناع اطفال العشوائيات بان يلتحقوا بالمدرسة، وإن يتعلم الشبان مهارات تضع حدا لبطالتهم المزمنة. وعلى الرغم من إنه حين نزل بي درجات مقر منظمته المتواضع لم يجد منبرا مماثلا لدرجات سلم نصب لنكولن التذكاري، التي حولتها كلمات كينغ الساحرة إلى منبر عظيم، لكنه كان يتحدث في كل ورشة أدعوه اليها في بغداد او البصرة بشجاعة ملفتة. كان يوقظ تاريخا مسكوتا عنه من التمييز، وثورة سوداء رابضة تحت الرماد تجعل الحاضرين يرفعون الأيادي مستنكرين، إذ لم تُولد بعد شجاعة الاعتراف لديهم، ولا القدرة على مواجهة الماضي وغربلة التراث، اللازم لكل عملية إصلاح شاملة.
كان جلال الذي ولد في الزبير ثوريا يريد تحرير مجتمعه من تراث القمع المترسب منذ قرون، فعندما وزع الخلفاء المسلمون في العصور الأموية والعباسية مقاطعات شاسعة على قادة الجيوش المحاربة التي غزت العالم في أقاصي الشرق والغرب، استخدم هؤلاء القادة “ذوي البشرة السوداء” في إصلاح الأراضي وزراعتها، حيث عمل عشرات الآلاف منهم في ظروف قاسية، انتهت بثورتهم أكثر من مرة، واستمرت أشهرها وهي المعروفة بثورة الزنج مدة 15 عاما (بين سنة 869 – 883 م). ورافق القمع الذي واجهته ثورة الزنج إجراءات تقويض تلك القوة السوداء، المتمردة على ما عُدّ آنذاك بمثابة تابو سياسي وديني، ألا وهو الخروج على سلطان خليفة المسلمين.
عاش أجداد جلال في مناطق المستنقعات في البصرة، معرضين للأوبئة الفتاكة في بيئة تتسم بالقسوة المناخية، وفضلا عن عملهم المرهق لم يكن طعامهم يكفي لمواجهة شروط العمل كعبيد، وكانت بنيتهم الاجتماعية مفككة بسبب عيشهم بعيدا عن أوطانهم الاصلية. وتراكمت قصصهم عبر القرون لتكشف عن ثقافة لم يتحرر من رواسبها مجتمع الأفروعراقيين حتى الوقت الراهن. كان جلال هو الرجل الذي أحيا كل هذا الماضي المستتر الذي أغفلته مناهجنا الدراسية وكتب التاريخ الرسمية، وربط بين الذاكرة الجريحة لماضي الأفروعراقيين مع وعود التحرر منها في عراق ما بعد الاحتلال الأميركي، وجذب الانتباه إلى قوة أخرى للتغيير، يسهم من خلالها الأفروعراقيين في إثراء تنوع العراق وتعدديته بحيويتهم المدهشة.
يذكر لي اخوه (أمين ذياب) قصة ذات دلالة على روحية الراحل، فقد كان في تسعينيات القرن الماضي يعمل في العقارات، وكان شاهدا على مستوى الفقر في مجتمعه، وحدث أن أطل عليه شاب صغير السن طالبا معونة مالية مقابل تنظيف مكتب العقار، وما كان من جلال الا ان منحه مبلغا من المال طالبا منه ان يسثمره في بيع اكياس النايلون مقابل تقاسم الارباح، وبعد ان نجح الشاب في عمله، طلب منه جلال الاحتفاظ بالمال الى ان يصبح مبلغا كافيا لتحصيل ربح مناسب، وبعد ان وصل الشاب الى هذه النتيجة بتشجيع من جلال، أقترح عليه الأخير الاستمرار بتطوير العمل من خلال شراء عربة نقل يدوية، مقابل الصفقة القديمة نفسها، وما كان من الشاب الا إتباع هذه الخطة التي نجحت بتحصيله رأس مال كاف لتقاسم ربح منصف للطرفين، وفي هذه اللحظة وهب جلال حصته للشاب قائلا أنك الان تستطيع الانطلاق للتخلص من الفقر نهائيا. أعتقد بأن مشاركة هذه القصة مهمة لإنها تبين طريقة تفكير جلال في محاولته لمساعدة أكبر عدد من الناس من خلال مشاريع خيرية وبناء قدراتهم تدريجيا لغرض زرع الثقة بالنفس على مستوى فردي وجماعي، فتدريبهم على مهن كالحلاقة والخياطة، وأصراره على تعليم الاطفال المهارات الاساسية وليس القراءة والكتابة فحسب،كانت مجرد خطوة في مشروع لإعادة بناء قدرات مجتمع بأكمله.
لم يكن من السهل أن تتحول خطوات جلال الى حراك ضد التمييز العنصري، دون استعادة صدى مطالب ثورة الزنج بالعدالة الاجتماعية، وربط نضال الثوار القدماء بالمطالب المعاصرة لأحفاد سلالتهم التي ما تزال تعيش في البصرة. وهنا تبدو أهمية فكرة تأسيس “حركة العراقيين الحرة” لتصبح أول إطار سياسي في الشرق الأوسط يعبّر عن ذوي البشرة السوداء، والتي كانت بحاجة إلى دماء جديدة للعمل من أجل فكرة إحياء هوية سوداء مختنقة تطلب التنفس.
في عام 2013 جرى إسكات الحلم الذي أيقظه جلال ذياب بالرصاص، فقد مثل تهديدا للهوية الإيديولوجية التي فرضها نظام محاصصي حزبي، قسرا على الناس، وأوحى بإمكانية الثورة على سلطة كاتمة للأنفاس تستثمر المقدس لقتل حلم الناس بالتغيير. لكن القوة التي تبعثها الذكرى لا يمكن إسكاتها طويلا، فبعد مرور سبع سنوات على اغتياله، أيقظ مقتل (جورج فلويد) قصة نضال (جلال ذياب) مجددا. وبدأ الوعي ينمو مجددا بإنه (مارتن لوثر كينغ) جديد، وإن شعلة حلمه بالمساواة ومناهضة التمييز لن تخمد أبدا.
ـــــــــــــــــــــ
* “المدى” 29 نيسان 2013
سعد سلوم: أستاذ العلاقات الدولية المساعد في كلية العلوم السياسية-الجامعة المستنصرية، من مؤسسي المجلس العراقي لحوار الاديان 2013، والمركز الوطني لمواجهة خطابات الكراهيات في العراق 2018، ومعهد دراسات التنوع الديني 2019. له 16 مؤلفا عن شؤون التنوع في العراق والشرق الأوسط. من أبرزها التنوع الخلاق 2013 والوحدة في التنوع 2015 ونهاية التنوع في العراق 2020.
************
ص10
في ضوء كتاب (نظام التفاهة) للفيلسوف الكندي ( ألان دونو)
التفاهة في نسختها العراقية
جمال العتابي


نحن هنا إزاء مشكلة ليست تقليدية، لكنها جديدة تشغل بال أهل الفكر في عصرنا الحاضر، ولابد لهذا العصر أن يواجهها في ضوء المتغيرات الجديدة.
المشكلة تتمثل بنظام عالمي قائم على التفاهة، حسب طروحات الفيلسوف الكندي (الان دونو) في كتابه (نظام التفاهة)، الصادر عن دار سؤال اللبنانية عام 2020، ترجمة الدكتورة مشاعل عبد العزيز الهاجري، مؤلف الكتاب دونو، أستاذ للفلسفة في جامعة كيبيك الكندية، وهو أكاديمي ناشط معروف بالتصدي للرأسمالية المتوحشة، ومحاربتها على جبهات عدّة، حسب ماجاء في (التعريف بالمؤلف) متصدراً الكتاب.
تؤكد المترجمة ان المؤلف ينقل بدقة مظاهر الإنتشار المستشري للتفاهة، في حالات عديدة تظهر كنظام مكين يضرب بجذوره في تربة المجتمع، بشيء من المنهجية والإستقرار المرعبين..التافهون حسموا المعركة لصالحهم، وباتوا يمسكون الآن مواقع مهمة في العالم، عليك أن تكون قابلاً للتعليب، لقد تغير الزمن، فالتافهون أمسكوا بالسلطة !!
بهذه الأفكار يختصر دونو ملامح عالم اليوم، وفي مراجعة لتعريف التفاهة في مصادر اللغة، نجد انها تعني نقص في الأصالة أو الإبداع، وتعني كذلك الحقارة والخسّة، أو الدناءة، لنتخيل عالماً يقوده الحقراء! وعصراً بلا مباديء أخلاقية، وحكومة دنيئة وخسيسة ،
(نظام التفاهة) تناول قضايا عديدة ذات صلة بالثقافة والحضارة، كيف إستطاع هذا النظام من تحويل المسار الطبيعي لحياة البشر؟ كيف أمكنه من تغيير نمط العلاقات الاجتماعية؟
إن الإجابة على هذه الأسئلة تبدو معقدة وعسيرة إلى حدٍ ما، لأن رصد هذه الظاهرة الغريبة، وكيفية إنتاجها، تتطلب البحث في صميم الواقع الاجتماعي والسياسي والإقتصادي والفكري والأخلاقي، انها لمتناقضة خطيرة، مثلما هي مفجعة، ان نكون عاجزين أمام نظام يقوده الحقراء والخسيسون، أو نحن تحت وصايته، أي معنى يحمل هذا كله؟؟ وأية ظلال معتمة تلوح في أفق المستقبل؟؟
ان كل نشاط في الفضاء العام(سياسة، إعلام، تجارة، عمل نقابي)، يصفه ألان دونو عبارة عن لعبة يلعبها الأطراف فيه، بلا قواعد مكتوبة، بلغة خاصة في التفاهة، يسميها (اللغة الخشبية)، لغة جوفاء، محض ألفاظ زائدة على أصل المعنى، وتبدو في غاية التعقيد في الكتابة الأكاديمية .كما يولي المؤلف أهمية إستثنائية لموضوعات الثقافة، ويلفت إنتباهنا الى انها أداة مهمة في توطيد أركان نظام التفاهة، على الرغم من التسميات المؤثرة والهالات اللامعة التي تحيط بكل ما هو ذي علاقة بالثقافة، ووسائل الإتصال الإجتماعي، ووسائل الإعلام، وفي الفن كذلك، ويشير دونو الى وسيلة اساسية في ترسيخ نظام التفاهة في هذه الميادين، وهي الإبتذال والبهرجة.
ما يعنينا في هذا الشأن، هو تناول أثر هذه الظاهرة في واقعنا العراقي المعاصر، بسؤال هو: هل يندرج العراق اليوم بكيانه كدولة ومجتمع وفرد ضمن هذا التوصيف؟ أو بصيغة أخرى : هل هناك نسخة عراقية لنظام التفاهة؟ أم هناك تفاهة عراقية إستثنائية؟ للإجابة عن هذا الأسئلة، يمكننا القول، إن التفاهة العراقية متفردة، مجانية، مختلطة بالحماقة والسفاهة، ليست حماقة صبي، انها ممزوجة بالدم، وجهها الحقيقي دموي وعبثي وإجرامي، لا تمنح نفسها على السطح، في جوهرها هوّة عميقة، وليست مأزقاً، هذه التفاهة ما كان لها ان تتعمق لولا السلوك الاستبدادي، الديكتاتوري، على مدى عقود من الزمن، شهدت ألواناً من التدمير والخراب على نحو مريع. مما أتاح لأكثر الفئات تخلفاً وسادية أن تمسك بزمام السلطة لتعود بالبلاد الى الوراء، إلى ماقبل تأسيس الدولة العراقية.
تمظهر(نظام التفاهة) في العراق بأشد حالاته بشاعة وإبتزازاً، في ما يغذي آلية دورة الفساد، وشراء الذمم، وإنتهاك الحقوق، ومصادرة الحريات، من أجل أن يبقى النظام السياسي، ويحافظ على سلطاته وإمتيازاته، في ظل هذا النظام، ليس لدى الفرد أدنى شعور بالحماية والضمانات التي تحقق له العدالة والإستقرار النفسي والأمل، إذ يشهد النظام أزمات حادة وخطيرة في كل الميادين . وحين تختفي ممكنات الحياة البسيطة المتواضعة، يبدأ الإنسان بالتفكير في الموت والتهيؤ له، ويصاب بالهوس المرضي الناجم عن اليأس وكراهية الحياة، ويصبح الحديث عن الموت يفوق الحديث عن مباهج الحياة، في أجواء فاسدة لاتخضع لقانون الدولة أو الضمير، من هنا تبدأ الهوامش بإلتهام المتون، وتزحف التفاهة على مفاصل الدولة والمجتمع. بإشاعة كل عوامل الرداءة والتخلف والفساد، وخلق التناقضات، ومحاربة الكفاءات، وزرع الكراهية.
الواقع الثقافي الميدان الأخطر، إذا ما لجأت السلطة بأذرعها المتعددة (الحزبية والمال) إلى تغيير الواقع الثقافي لتمرير مشروعها السياسي بثقافة ثيوقراطية تتبنى رؤى إنغلاقية لقضايا المجتمع، ومنها قضية المرأة التي أصبحت هدفاً للجماعات الراديكالية ووسيلة لخطابها المتشدد، في الحط من قيمة المرأة ومكانتها الإجتماعية والإنسانية على نحو غير مسبوق في تاريخ العراق الحديث.
شهدت الثقافة العراقية على إمتداد عقود من الزمن أضطرابا وقلقاً في المفاهيم والفعل والإنتماء، بسبب عوامل معقدة ومتشابكة، ومشكلات صعبة، خصوصا وان التداخلات والتناقضات السياسية والاجتماعية والأيديولوجية، فعلت فعلها ثقافيا على إمتداد تلك العقود، ولم يكن الزمن في صالح إنتاج ثقافة عراقية لها ثوابتها ، برصيد ثقافي لمواجهة ثقافة ظلامية، أو يوازنها ثقلاً، من موقع الثقة المطلقة بالمنجز المتنور،على الرغم من تأثر المثقف العراقي منذ العقد الثاني للقرن الماضي بالأفكار الجديدة، وتيارات الحداثة في الأدب والفن العالميين.
في العراق يجري إنتاج التفاهة بإصرار وبشكل منظم، في العداء لمظاهر الجمال (التشكيل، الموسيقى، السينما، المسرح)، هناك كره للنتاج الجمالي الحر، وفعل تدميري للمنتج المعماري العراقي فخر العمارة والثقافة العراقية، الأمثلة والشواهد لا حدود لها، تؤكد نزعة الإبتذال، وصيغ الانحطاط في الذوق الفني، أساليب رثة سمجة مستفزة، في تشويه المنجز المعماري، او هدمه وإزاحته، تغليف المباني بألواح من الألمنيوم وبألوان صارخة لا تنتمي لقاعدة أو مفهوم فني وجمالي، وبغداد ومدن أخرى كانت نضرة وزاهية يتوهج فيها اللون، تحولت الى مدن تجهش بالبكاء تجمع أحزانها كل مساء .
تتأصل التفاهة في السلوك والممارسات الاجتماعية ، وفي اللغة المتداولة والخطابات وأكثرها بؤسا تلك المتداولة في وسائل الاتصال الاجتماعي، التي شجعت على ظهور المئات من أمراض الثقافة، وجمهور واسع إكتسب شرعيته في التماهي مع التفاهة هو الآخر، لسوء الحظ ان الحرية الشخصية إرتبطت في أذهان هذا الجمهور بهذا السلوك، في هذا الوسط تجري عملية تسويق آلاف النماذج التافهة دون ضابط أخلاقي أو قانوني، تنال ملايين الإشارات من الإعجاب والتعليقات السمجة والتافهة، العلّة أين إذاً ؟؟ الجواب كما نعتقد يتمثل بمجتمع وفرد معتلين ، يتحركان في إطار العدمية الأخلاقية، (المثقف...!) هنا وسط هذا المناخ يتحول إلى كائن متواطيء ونفعي، يتماهى مع السلطة في نفوذها الباهت في تهميشها لمنظومة القيم الأخلاقي .
ان الأخطر مافي هذه اللعبة هو الصمت، والأسوء هو الإنحدار الى الدرك الأسفل في ممارسة اللعبة.
وليس الحال أفضل بما تعرّض له الواقع التعليمي من مفارقات مأساوية في المراحل كافة، وهنا أود التركيز على التعليم الأكاديمي الجامعي، بوصفه يمثل الصفوة أو النخبة التي تضطلع بمهمة النهوض الحضاري والثقافي، مثلما ينبغي، بحكم موقعها ودورها التربوي والعلمي التخصصي، غير ان الواقع يشير خلاف ذلك تماما، والأمل بأن يكون التعليم فعالاً وقادراً على التغيير، قد تبدد للأسف الشديد، فهناك مشكلة عميقة مرتبطة بالوضع السياسي وسلوك الطبقة السياسية الحاكمة.
إن أحد أهم مظاهر التفاهة التي أشار اليها ألان دونو، هو شيوع ظاهرة التعليم الخاص، كأحدى الممارسات التجارية التي تعكس وجه الإنحطاط الأخلاقي والمجتمعي ، عبر ما وصفه ب (تسليع المعرفة)، كما تناول الواقع المتدني للجامعات، والإقبال على الدراسة لغرض الوجاهة، لا المعرفة. إن ماحصل في العراق من تدمير للتعليم في مراحله كافة، هوشيوع ظاهرة التعليم الخاص، لصالح أحزاب وشخصيات سياسية نافذة بعد2003 ،وعلى حساب التعليم الحكومي الذي شهد تراجعاً مريعاً .
إن ماذهب اليه ألان دونو في تحليل نظام التفاهة في العالم، إنما هو جزء من مخلفات العولمة ونتاج عرضي لها، هي الوجه الاخر لمجتمع غير قادر على إعادة بناء منظوماته وتوازناته على أسس جديدة ملائمة، هذه الأسس مرهونة بالإستقرار السياسي وإشاعة الديمقراطية الحقيقية وبناء مجتمع العدالة، وفي العراق بعمقه الحضاري والثقافي ليس من السهل التعميم والقبول لنمط سلوكي شاذ، ربما تمكن (التافهون) من النجاح في محاولات التخريب والتدمير لبعض من الوقت، ترتب عليه نتائج كارثية، لكنها لن تنجح على نحو مطلق، ومرهونة كذلك بالثقافة العراقية التي تكتسب معنى المقاومة، ومن ثم حوافز الحلم بالتغيير وبمستقبل يعيش فيه الانسان حراً ومعافى.
يمكن القول أيضاً بأنه لا يمكن لخطاب يضمر نزوعاً الى الإعتداء والتدمير والإستلاب، ان يكون خطاباً ثقافياً، ذلك ان الثقافة نتاج يواكب التاريخ، ولغة يتوسلها الإنسان من أجل تحقيق حضوره الذاتي في هذا التاريخ. والثقافة بهذا المعنى ليست فعل تدمير وفناء، بل مساحة حوار، يبقى حاضراً في الزمن ومشعاً في فضائنا الكوني.
*************
ص11
مغزى الوعي الجمعي في 30 يونيه
فريدة النقاش


دمر المصريون في 30 يونيه عام 2013 أكبر صرح فكري ودعائي لجماعة “الإخوان المسلمين”. كانت الجماعة، قد نجحت على مدار السنين ومنذ نشأتها عام 1928 في ترسيخ الفكرة الأساسية التي صاحبت نشأتها ألا وهي أن المسلم الحقيقي لا يكفيه أن ينطق الشهادتين ويقيم الصلاة، والحج إن استطاع إليه سبيلا، ويصوم رمضان، ويخرج الزكاة، كل هذا لا يجعل إيمان المسلم كاملا، إنما يكتمل إيمان المسلم بالنسبة لهم حين انضمامه إلى جماعة “الإخوان المسلمين” وهو ما يعني إن صراحة أو ضمنا، أن الجماعة تمثل الدين الكامل والصحيح، وهي الأرضية الممهدة للتكفير .
ولم يكن مثل هذا الفهم منتشراً فحسب بين أعضاء الجماعة وعضواتها، ولكنه إمتد ليشمل قطاعات من الجمهور تزداد اتساعاً كل يوم، وعجلت وقائع وظروف ما بعد هزيمة 1967 بهذا الانتشار، ذلك أن الهزيمة كانت بمثابة سقوط أكبر الأوهام التي عاش بها العرب منذ ثورة يوليو 1952. كانت القومية العربية مشروعا وفكرا وقيمة شيئا مفروغا منه، وبدت الوحدة العربية وكأنها أقرب لهم من حبل الوريد كما يقال، رغم فشل مشروع الوحدة بين مصر وسوريا. وكان مشروع بناء السد العالي قد قارب على الاكتمال بعد الانتصار السياسي العربي على العدوان الثلاثي 1956 وسرعان ما جاءت الهزيمة لتعصف بكل هذا .
وعلى أنقاض هذا الوهم العظيم ترعرع مشروع الإسلام السياسي وإزداد عنفوانه بعد انقلاب السادات 1971، والانتصار السياسي في حرب 1973، الذي أطلق فورة النفط والهجرة الواسعة للمصريين إلى بلدان الخليج، وعادت النساء إلى مصر بالحجاب والنقاب، وعاد الرجال بالجلبات والسبحة، وفي هذا المناخ المواتي إزداد نفوذ جماعة الإخوان، وكل ما خرج من عباءتها من جماعات، ومع هذا النفوذ ازدادت الفكرة رسوخا، أي فكرة اكتمال إسلام المسلمين وإيمانهم بالانضمام إلى جماعة الإخوان، وأظن أن قاعدة هذه الجماعة قد شهدت إتساعا كبيرا في هذه الفترة التي أسست فيها لمشروع حكم مصر، وجاءتهم الفرصة المواتية بعد الموجة الأولى من الثورة في يناير 2011، والألاعيب التي استخدموها .
واستمر حكم الإخوان لمصر عاما كاملا اكتشف فيه هذا الشعب الذكي حقيقتهم دون أي رتوش أو تزويق، وكانوا قد وجهوا لأنفسهم ضربة قوية قبل أن يزيحهم المصريون من الحكم حين أصدر الرئيس محمد مرسي إعلانا دستوريا يؤسس لديكتاتورية من نوع جديد يختلط فيه الدين بالسياسة، وينشط صبية الجماعة لتوزيع صكوك الكفر والإيمان، وتدخل مصر في منطقة معتمة يكون النضال فيها من أجل التحرر عبئا مضاعفا، خاصة أن جماعة الإخوان كانت تتباهي بخطتها التي ستبقيها في حكم مصر لخمسة قرون قادمة، وهو ما أفزع كل من يعرفون تاريخ الإخوان.
تأسس وعي المصريين، كعادتهم، على الخبرة المباشرة، وهم اختبروا هذه الجماعة في حياتهم اليومية خلال عام حكمهم للبلاد، وكان لسان حال الكثير فلنجرب هذه الجماعة التي أسرفت في منح الوعود بالجنة على الأرض وفي الآخرة .
وما أن انقضى العام إلا وكان الوعي الجمعي قد وصل إلى ذروة أدركت عبرها أوسع القطاعات الشعبية الخطر المحدق بالبلاد، وكان هناك قرار شعبي ضمني بإبعاد شبح الدولة الدينية، وأخذت حركة “تمرد” تنشط في كل الأوساط ضد حكم الجماعة في ظل الغضب الشامل ضد ممارساتها، وانفجر الغضب في الثلاثين من يونيه حين خرجت الملايين إلى الشوارع والميادين في كل أنحاء مصر، وفي الثالث من يوليو التحمت القوات المسلحة مع الشعب مجدداً، بعد تجربة يناير 2011 وسقط حكم الإخوان ومعه كل ما جاهدوا من أجل ترسيخه من قيم وأفكار، وهو ما لم يفهمه الذين لا يثقون بقدرات الشعب، وبعضهم مغرضون ويصفون ما حدث بأنه انقلاب، ولم يسألوا أنفسهم كيف يتواطأ ما يزيد على ثلاثين مليون مواطن مصري لإنجاز إنقلاب!
كان العنصر الحاسم والذي أظن أنه لم يُدرس بعد جيدا في هذا العمل الملحمي المجيد هو عنصر الوعي الجمعي الذي شكله في هذه اللحظات تراث نضال المصريين القريب جدا، حيث خرجوا بالملايين في يناير 2011 وأسقطوا حكم مبارك، وعادة ما تستدعي الشعوب من ذاكرتها في مثل هذه اللحظات وقائع وصور نضال الأسلاف على مدار آلاف السنين ضد الظلم والاستبداد والاستغلال .
قال المفكر الراحل سمير أمين إن الثورة لم تغير النظام لكنها غيرت الشعب، وإذا بحثنا بعمق وتأن في طبيعة هذا التغيير ففي ظني أننا سنجد عنصر الوعي الجمعي حاكماً وفاعلاً، فإذا ما شئنا أن نتعرف على مصادر هذا الوعي لا مفر من أن نعود لا للأدبيات المتراكمة والعميقة التي انتجتها الأحزاب والقوى التقدمية في مصر على مدار السنين في سياق نضالها للتحرر المزدوج من الاستعمار والاستغلال فحسب، بل وعلينا أن نعيد إلى الذاكرة وقائع النضال العملي على مر التاريخ .
يعرف القاصي والداني أن إنتاج هذه الأدبيات قد تم غالبا في ظروف بالغة الصعوبة بالنسبة لقوى التقدم، واليسار في القلب منها على نحو خاص، كذلك ارتبط النضال في ساحة الفكر والوعي بالنضال العملي من أجل انتزاع الحريات وتأسيس الجمعيات والأحزاب والنقابات، فحق لهذا التراث المجيد أن يكون ملهما ومؤسسا لوعي المصريين الجمعي في الواقع الجديد وحق لهذا الشعب المتحضر أن يبهر العالم وهو يزيح من على صدره كابوس “الإخوان”.
ــــــــــــــــــــ
“الأهالي” – 1 تموز – 2020
***********
من أسكت صوت المغني هونديسا محرك “ثورة الأورومو” في إثيوبيا؟
عثمان كباشي

رصاصات قليلة كانت كافية للقضاء على صوت ثورة الأورومو الذي حركت ألحانه ثوار ذلك الإقليم الذي يشكو من مرارات التهميش، وظلم الجالسين على كراسي الحكم في أديس أبابا.
يحفل التاريخ بأسماء مطربين كانت أغنياتهم أعذب من نغم يصدر عن ناي راعٍ، بيد أنها أقوى من كل رصاصات الطغاة، وكانت تلهب الثائرين فتعبئ حناجرهم بهتاف كأنه هدير الرعد.
من الذي لم يسمع بالشيخ إمام عيسى، الكفيف الذي رأى الناس في ألحانه مصابيح تهديهم إلى سبل الحرية !؟. كوّن إمام مع الشاعر أحمد فؤاد نجم بعد هزيمة حزيران 1967 ثنائيا مميزا، وقدما أغنيات ذات طابع سياسي ناقد ومحرض على الثورة، وكان طبيعيا أن يكون الثنائي ضيفين دائمين على زنازين الجلاد، بسبب تلك الأغاني التي على شاكلة “شيد قصورك”.
وفي السودان، يمكن الإشارة إلى ظاهرة مصطفى سيد أحمد الذي كانت أغنياته سياطا على ظهور نظام الإنقاذ الذي طارده حتى وفاته بالمنفى عام 1996.
واستحضر شباب ثورة ديسمبر 2019 أغنيات مصطفى في حراكهم الذي قاد إلى الإطاحة بنظام الرئيس عمر البشير، مثل أغنية “مشرع الحلم الفسيح”.
وفي إيطاليا وغيرها، عرف الناس الأغنية الشهيرة “بيلا تشاو” التي كان يرددها المناهضون لنظام موسوليني وتعني “يا حلوتي وداعا” وهي أغنية من الفلكلور الإيطالي.
ولا يمكن نسيان أغنية “رثاء كوبا” عن تشي غيفارا والتي ألفها الملحن الكوبي كارلوس بويبلا في أعقاب اغتيال غيفارا عام 1965.

هاشالو هونديسا
ما سبق استحضرناه بمناسبة مقتل المغني الإثيوبي الأشهر هاشالو هونديسا، أيقونة ثورة إثنية الأورومو التي يبلغ عدد أفرادها حوالي 40 مليونا من سكان إثيوبيا الـ103 ملايين نسمة.
بزغ نجم هونديسا الذي ذاق مرارة السجن السياسي وهو ابن 17 عاما، خلال الاحتجاجات التي خرجت على مدى السنوات السابقة ضد الحكومة الإثيوبية، والتي اشتعلت شرارتها في قلب إقليم أوروميا. وكانت أغانيه ملهمة لذلك الحراك الذي دفع بآبي أحمد ابن الأورومو إلى السلطة، ولأول مرة في تاريخ هذه الإثنية التي تقطن وسط إثيوبيا.

الموسيقى التصويرية للثورة
حاز هونديسا على لقب صوت الأورومو في كفاحهم ضد الظلم والقمع، واعتبرت أغنياته موسيقى تصويرية لاحتجاجاتهم التي توجت بتغيير تاريخي للحكم في إثيوبيا جاء بابن الأورومو آبي أحمد إلى سدة الحكم في البلاد، التي كانت محتكرة من قبل أقليتي التيغراي والأمهرا.
ويقول الدكتور أوول أولو، المحاضر بجامعة كيلي في إنجلترا والذي كتب كثيرا عن ظاهرة هونديسا، إن أغانيه كانت في صميم موجة احتجاجات الشوارع في مدن إقليم أورومو عام 2015 والتي أدت في نهاية الأمر إلى استقالة رئيس الوزراء هايلي ماريام ديسالين.
ويضيف أولو في حديث لصحيفة نيويورك تايمز، “كانت أغنياته تعبر عن إحباط شباب الأورومو، وحلمهم بوطن جميل، لم تكن مجرد موسيقى، بل كانت منطلقا للتحريض السياسي الذي يشدد على الذاتية الثقافية للأورومو”.
ويستذكر أولو حفلا شهيرا لمطربين من الأورومو في العاصمة أديس أبابا عام 2017، ويتذكر على وجه التحديد مشاركة هونديسا الذي قدم أغنيات مؤلمة وصادقة، مثل أغنية “مالان جيرا” التي تحكي عن أوضاع الأورومو، وأصبحت الموسيقى التصويرية التي كانت تصاحب احتجاجاتهم.
في آخر مقابلة له مع شبكة الأورومو الإعلامية واسعة الانتشار الأسبوع الماضي، انتقد هونديسا بوضوح شديد العنف والانتهاكات التي ارتكبها الأباطرة والأنظمة السابقة التي حكمت إثيوبيا، بيد أنه لم يستثنِ من ذلك النظام الحاكم حاليا الذي يقف على رأسه آبي أحمد.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
“الجزيرة” – 2 تموز 2020 (بتصرف)
**********
ص12
أنجيلا ديفيس: علمنا أن دور الشرطة
كان حماية التفوق الأبيض
2-2
ولدت أنجيلا إيفون ديفيس في برمنغهام، ألاباما، عام 1944. في حين كان السياسي الأبيض بول كونور يسيطر على ألاباما، كانت ديفيس صديقة لبعض أولئك الذين لقوا حتفهم في تفجير الكنيسة المعمدانية في شارع 16 في عام 1963 - وهو عمل اقترفه إرهابيو الـ (كوك لوكس كلان) وأدى إلى قتل أربع فتيات، ولم يتم تقديم أي شخص لمحاكمات حتى عام 1977. “كنا نعرف أن دور الشرطة هو حماية التفوق الأبيض” تقول ديفيس.
انتقلت إلى نيويورك في سن الخامسة عشرة للالتحاق بالمدرسة الثانوية هناك، وذهبت إلى ألمانيا الغربية لدراسة الفلسفة والماركسية على يد هربرت ماركوزه في مدرسة فرانكفورت، وعادت إلى الولايات المتحدة في نهاية الستينيات، وكانت نشطة في الفهود السود وعضوا في الحزب الشيوعي. ارتباطها بالشيوعية أدى إلى أن حاكم كاليفورنيا آنذاك، رونالد ريغن، أقالها من منصبها كأستاذة مساعدة بالفلسفة في جامعة كاليفورنيا.
بعد ذلك، في عام 1970 اتهمت ديفيس “بالاختطاف والقتل من الدرجة الأولى”. توارت عن الأنظار وتم القبض عليها في نيويورك. أريثا فرانكلين ساعدت في نشر قضيتها من خلال عرض دفع الكفالة لها، وكتبت رولينج ستونز وجون لينون أغاني عنها، وأصبحت قضية المشاهير في جميع أنحاء العالم وتم تبرءتها من التهم بعد قضاء 18 شهرا في السجن. تحولت ديفيس من أكاديمية راديكالية وقائدة مجتمعية إلى شخصية دولية للنشاط السياسي. تقول ديفيس: “أنا ممتنة حقا لأنني ما زلت على قيد الحياة. لأنني أشعر أنني أدلي بشهادتي هذه لكل أولئك الذين لم يصلوا إلى هذا الحد”.
تعرف ديفيس كم كانت قريبة من عدم البقاء على قيد الحياة. عندما أجريت معها مقابلة عام 1972، كانت لا تزال محتجزة بتهمة القتل وكان من الممكن نظريا إعدامها. واجه العديد من زملاء ديفيس من الفهود السود العنف على يد الدولة: قتل فريد هامبتون في غارة للشرطة في شيكاغو، بينما تم إطلاق النار على بوبي هوتون أثناء الاستسلام في أوكلاند ولا يزال الكثيرون في السجن أو المنفى. تقول ديفيس: “أعرف أنه كان بإمكاني أن أكون أحد هؤلاء ... العديد منهم لم ينجح. يمكن أن أكون في السجن، وكان يمكن أن يحكم علي بقضاء بقية حياتي خلف القضبان. لقد تم إنقاذ حياتي فقط بسبب التنظيم الذي ظهر في جميع أنحاء العالم. لذا فإن عملي المستمر يعتمد على الوعي بأنني لن أكون هنا لو لم يكن هناك عدد كاف من الأشخاص الذين يعملون من أجلي. وسأواصل القيام بذلك حتى يوم وفاتي”.
كان أحد المبادئ الرئيسية في حياة ديفيس بعد السجن ضمان عدم تجاهل مساهمة المرأة في النضال من أجل الحقوق المدنية. هذا شيء ترى صداه اليوم، حيث يقاتل الناس من أجل ضحايا عنف الشرطة، أشخاص مثل برونا تايلور، التي أطلقت عليها الشرطة الرصاص وقتلتها في لويسفيل، بعد أن استخدموا ما يسمى “كبشا للضرب” لدخول شقتها وهو كتلة خشبية ثقيلة - ليتم إعطاؤهم نفس التغطية مثل نظرائهم الذكور. “أعتقد أنه من المهم أن نفهم لماذا يحدث الاتجاه نحو التمثيلات الذكورية للصراع، ولماذا نفشل في إدراك أن المرأة كانت في قلب هذه الصراعات، سواء كضحايا أو منظمات”.
ليست أفكار ديفيس فقط حول إصلاح الشرطة والعدالة الاجتماعية هي التي تترسخ، بل أفكارها حول كيفية حدوث هذا التغيير وتأثيراته . لعقود، شجعت التفكير النسوي الذي يقاوم القيادة السياسية وأشكال المقاومة مفرطة الذكورة. وتعتقد أن حركتي “احتلوا” و “حياة السود مهمة”، اللتين لم تتعرضا للمركزة أو شكلتا في بعض الحالات مجموعات قيادية معترف بها، هو ما يفتح آفاقا جديدة.
تقول ديفيس: “هناك أشخاص من هذا البلد يسألون: أين هو مارتن لوثر كينغ المعاصر؟ أين هو مالكولم إكس الجديد؟ أين ماركوس غارفي القادم؟”. “وبطبيعة الحال، عندما يفكرون بالقادة، يفكرون في القادة الذكور السود ذوي الكاريزما. لكن التنظيم الراديكالي الأحدث بين الشباب، والذي كان نوعا من التنظيم النسوي، شدد على القيادة الجماعية”.
ولكن ألا يوجد توتر بين مُثل ديفيس الجماعية ووضعها الخاص؟ تقول: “لا يمكنني أن آخذ نفسي على محمل الجد. أقول ذلك مرارا وتكرارا. لأنه لن يحدث أي شيء من هذا القبيل لو كان الأمر متروكا لي كفرد فقط. كانت هناك الحركة وتأثير الحركة”.
حاولت ديفيس من قبل سحب هذه الحركة إلى التيار الرئيسي المسيطر. ترشحت في عام 1980 لمنصب نائب رئيس الحزب الشيوعي الأمريكي. في محاضرة عام 2006، أصابها اليأس من إدارة جورج دبليو بوش، والآن لا يمكنها حتى أن تلفظ اسم ترامب، وبدلا من ذلك اختارت “المقيم الحالي في البيت الأبيض”. هل تعتقد أنه توجد للديمقراطية الأمريكية في الوقت الحاضر مساحة لأفكار جذرية حول التغيير الاجتماعي؟ تقول ديفيس: “لا أعتقد أن ذلك يمكن أن يحدث. ليس مع قيادة التشكيلات السياسية الحالية - لا مع الديمقراطيين، وبالتأكيد ليس الحزب الجمهوري”.
ولكن ماذا عن الديمقراطيين المتضامنين؟ ارتدت نانسي بيلوسي والديمقراطيون البارزون الآخرون النسيج الغاني، الذي أعطاهم إياه التجمع الأسود في الكونغرس، لإظهار “التضامن” مع الأمريكيين من أصل أفريقي، وهي قاعدة انتخابية حاسمة يكافح مرشحها الرئاسي، جو بايدن، للتواصل معها. “كان ذلك لأنهم يريدون أن يكونوا على الجانب الصحيح من التاريخ”، تقول ديفيس معترضة، “وليس بالضرورة لأنهم سيفعلون الشيء الصحيح”.
تروي ديفيس قصة حول كيف عندما كانت طفلة صغيرة في برمنغهام، سألت والدتها لماذا لم تستطع الذهاب إلى متنزهات أو مكتبات منفصلة. شرحت والدتها، التي كانت ناشطة من قبلها، كيف يعمل نظام الفصل العنصري. تقول ديفيس: “لقد أخبرتنا باستمرار أن الأمور ستتغير. وأنهم سيتغيرون، وأننا يمكن أن نكون جزءا من هذا التغيير. لذلك تعلمت عندما كنت طفلة أن أعيش في ظل التفرقة العنصرية، ولكن في نفس الوقت، أن أعيش في عالم جديد متخيل وأن أدرك أن الأشياء لن تكون دائما كما كانت”.
“كانت أمي تقول لنا دائما: ليست هذه هي الطريقة التي من المفترض أن تسير بها الأمور، وليست هذه هي الطريقة التي يفترض أن يكون بها العالم”.
ــــــــــــــــــــــــــ
(الاتحاد) الحيفاوية
26 حزيران 2020
****************
تعيين 8 كويتيات في القضاء
يشعل مواقع التواصل
أيمن الغبيوي


أشعل تعيين 8 قاضيات كويتيات منصات التواصل الاجتماعي في البلاد بعد ساعات من صدور القرار الذي وُصف بـ”التاريخي” ويأتي ضمن خطة تهدف إلى “تكويت القضاء”، وهو الأمر الذي سبّب حالة من الانقسام والجدل حوله على الصعيد الشعبي.
ووصفت صحف محلية من بينها “القبس”، قرار ترقية 8 وكيلات نيابة إلى منصب “قاضيات” بـ”الحدث التاريخي في تاريخ القضاء في البلاد”، ونقلت عن النائب العام المستشار ضرار العسعوسي قوله تعليقاً على القرار “إن القاضيات أُهّلن كوكيلات للنيابة لمدة 5 سنوات وشاركن في التحقيق بمختلف القضايا”.
ووسط حالة من الجدل والرفض بين أطياف كويتية، قال العسعوسي “هذه خطتنا التي ستكون سنوياً لتأهيل وكلاء ووكيلات النيابة، وذلك لاستكمال خطة تكويت القضاء”.
وفي أول تعليق لرئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، وصف القرار بأنه “امتداد لنضال المرأة الكويتية” وكتب عبر حسابه الرسمي في تويتر “صعود المرأة الكويتية منصة القضاء استحقاق طال انتظاره، وهو خطوة إلى الأمام في مسيرة نضال المرأة الكويتية الذي امتد لعقود”.
وفور صدور القرار، دوّن مغردون على تويتر هاشتاغ #قاضيات_كويتيات تفاوتت الأراء حوله بين تأييد واعتراض. وكتب علي العمير وهو نائب سابق “الشريعة بمذاهبها وطوائفها لا تجيز تولّي المرأة القضاء، ليس لنقص فيها وإنما لحكمة يعلمها الله”، معتبراً أن هذه “خطيئة يتحمّلها من أصدر القرار ومن أذن به”. فيما قالت شيخة الجليبي وهي محامية كويتية كما تعرّف نفسها على صفحتها في تويتر “تعيين قاضيات كويتيات يعكس مدى احترام دولتنا لمكانة المرأة ومساواتها بالرجل في جميع الوظائف”.
ويبدو أن حالة الجدل التي يقودها رجال دين كويتيون قد زادت من حدّة الأراء حول قرار “تكويت القضاء”، إذ طالب مغردون بمحاسبة وزير العدل واستجوابه أيضا بتهمة “الإخلال بركن شرعي وهو تعيين امرأة لمنصب قضائي”، كما دوّن مغرد يدعى بدر الدقباسي.
وكان المعارضون لقرار تعيين المرأة الكويتية قد استندوا إلى فتوى سابقة لوزير العدل الكويتي يتحدث فيها عن “عدم جواز تولّي المرأة القضاء”.
يذكر أن مسيرة المرأة الكويتية نحو القضاء قد بدأت عام 2012 حين أصدر المجلس الأعلى للقضاء قرارا يقضي بقبول الكويتيات لشغل منصب “وكيل نيابة” وهو القرار الذي جاء ليمهد الطريق لهن نحو تولّي منصب القضاء.
ـــــــــــــــــــــ
“اندبندنت عربية” – 2 تموز 2020 (بتصرف)
************
ص13
كردية لاجئة رفضت 200 ألف دولار راتبا سنويا
لكي تتفرغ للدفاع عن بنات جنسها
سواميناثان ناتاراجان


200 ألف دولار راتبا سنويا مبدئيا لوظيفة بشركة استشارات قانونية مرموقة، رفضتها ريز غاردي في سبيل قضية وهبت نفسها للدفاع عنها.
تقول ريز “في خضم إغراءات التقلب في نعيم وظائف مرموقة برواتب طائلة، كان عليّ دائما أن أذكّر نفسي بقضيتي الكبرى. لقد درست الحقوق لهدف محدد، هو أنني أردت الوقوف على قوة القانون من أجل تحقيق تغيير إيجابي”. وانضمت ريز إلى المدافعين عن حقوق نساء تعرضن بشكل ممنهج للاختطاف والبيع والاغتصاب على أيدي مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
تقول ريز: “فرّ والداي من هذه الأرض وأبعداني إلى الضفة الأخرى من العالم، غير أنني سلكت طريق العودة إلى الأرض التي شهدت البداية”.
نشأة وسط الظلم
ولدت ريز في مخيم للاجئين في باكستان عام 1991 لأبوين كرديين من العراق. وسقيت ريز الصغيرة بحكايات رويت لها عن أفراد من العائلة والجيران والأصدقاء أُنهيت حياتهم في عهد صدام حسين.
ولما أكملت ريز عامها السابع انتقلت مع عائلتها إلى نيوزيلندا. وتميّزت الفتاة في دراستها حتى تخرجت العام الماضي من كلية هارفارد للحقوق.
تقول ريز: “الظروف التي أحاطت نشأتي شكلت اهتمامي بالمساواة والعدالة وحقوق الإنسان. لقد عانيت الظلم وشاهدته وتجرعت مرارة الحرمان من الحقوق الإنسانية كثيرا قبل أن أفهم معنى أي من تلك المفاهيم”.
كان يمكن أن يحدث لي
تقول ريز: “عندما أجالس ناجيات وأستمع إلى قَصصهن، يجتاحني شعور بالأسف لما تعرضن له وأشعر بغضب هائل”.
وحشية تنظيم الدولة هزّت أركان ريز التي تقول: “لا أستطيع أن أدفع عن نفسي الشعور بأن ما حدث لهؤلاء كان يمكن أن يحدث لي أو لأختي أو لأمي أو لبنات أختي. لماذا يتعين على أي شخص أن يمرّ بتلك المعاناة؟”.
جرائم حرب
تقول ريز: “بوسع النساء الأيزيديات أن يتذكرن عدد المرات التي تعرضن فيها للبيع، والأماكن التي احتجزن فيها. يمكنهن أيضا الإدلاء بالشهادة عما عانينه من اغتصاب وعنف جنسي. وبإمكانهن التعرف على أشخاص بعينهم من مسلحي تنظيم الدولة”.
وتضيف: “لقد عزلوا الرجال عن النساء، ثم عزلوا النساء المسنات عن الشابات. السبب هو أن النساء الأصغر سنا العزباوات تكون قيمتهن أعلى عند بيعهن كعبيد للجنس. ولقد أعدموا كثيرا من كبار السن من الرجال والنساء في الحال”.
وتأمل، بمزيد من التحريات، أن تتمكن من توجيه اتهامات لمسلحين بعينهم.
وتقول ريز: “المسألة بالغة الخصوصية والحساسية. سأحصّل الأدلة فقط من النساء اللائي يجدن في أنفسهن الشجاعة على الإدلاء بها. فبعض هؤلاء مازلن يعانين آثار الصدمة بحيث لا يقدرن على التحدث الآن”.
واكتشفت، في معرض جمعها للأدلة، أن الجرائم بحق الأيزيديات لا تقتصر على مسلحي تنظيم الدولة؛ حيث أن “بعض عرب الموصل - لا سيما الأثرياء وذوو النفوذ - أشتروا أيزيديات”.
حملة من أجل العدالة
كانت نادية مراد بين أولئك اللائي وقعن في الأسر، وتعرضن للتعذيب والاغتصاب على أيدي مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية عام 2014. ولم تكن نادية حينئذ قد تجاوزت 21 عاما.
وحصلت هذه الناشطة الحقوقية على جائزة نوبل للسلام عام 2018، لكنها مثل معظم الأيزيديين، لم تحصل على العدالة المنشودة. ببساطة النظام القضائي في العراق ليس مؤهلا للتعامل مع جرائم من أمثال التعذيب بدوافع جنسانية، أو الإبادة الجماعية، أو الجرائم ضد الإنسانية، طبقا لمركز العدل العالمي.
محاكمات
رغم أوجه القصور هذه، أدانت محكمة عراقية مؤخرا أحد مسلحي التنظيم في قضية اغتصاب الطفلة الأيزيدية أشواق حجي (14 عاما وقت الجريمة) وحكمت على الجاني بالإعدام.
عادت أشواق من ألمانيا، حيث تعيش الآن، للإدلاء بشهادتها ضد الجاني عليها.
وفي نيسان الماضي شرعت محكمة ألمانية في نظر دعوى أقيمت ضد رجل متهم بسبي أمّ وابنتها ثم قتل الابنة ذات الخمس سنوات.
وهذه هي أول قضية بشأن الضحايا الأيزيديات في أوروبا.
تقول ريز: “سيستغرق تحقيق العدل سنوات. عملية جمع الأدلة ستكون طويلة الأمد. لكننا نشهد بعض النجاحات. وهذا يعطيني الأمل”.
دروس من تاريخ العائلة
ريز يحدوها التفاؤل، رغم تاريخ معاناة عائلتها إبان عهد صدام حسين.
تحكي ريز: “جدتي واثنتان من خالاتي قتلن في هجوم كيميائي، ونتيجة لذلك أصيب جدي بالشلل. وقد شهدت أمي مقتل أمها، وحملت على عاتقها أعباء الأمومة وهي لم تزل في سن العاشرة”.
وتقدّر منظمة هيومن رايتس ووتش مقتل ما بين 50 إلى مئة ألف كردي عام 1988. وتقول مصادر كردية إن الرقم يناهز 180 ألفا.
وترى ريز أن إعدام صدام حرم الأكراد من فرصة مقاضاته واتهامه رسميا بما تعتبره عملية إبادة جماعية.
تقول ريز: “إنني إذ أناضل من أجل الأيزيديين، أشعر أنني أناضل أيضا من أجل الأكراد الذين قتلهم صدام. إن الأيزيديين أقلية داخل أقلية، ومن ثم فهم أكثر ضعفا”.
لكي لا يحدث مجددا
شكلت الأمم المتحدة لجنة لتقصي فظائع تنظيم الدولة الإسلامية. وتأمل ريز أن تحصل النساء الأيزيديات على العدالة، وهو ما سوف تستفيد منه أجيال قادمة.
وتؤمن ريز بأن العدالة تردع المجرمين، فضلا عن مداواة جراح الضحايا.
“نحتاج إلى النضال من أجل عالم أفضل لضمان ألا يتكرر مثل هذا الأمر”.
عن: بي بي سي – 4 تموز 2020 (بتصرف)
**********
«أنا مش كافر» عبارة يخطّها مواطن لبناني
قبل انتحاره بسبب الجوع!
متابعة «طريق الشعب»
يبدو أن الأزمة الاقتصادية التي يئن منها الشعب اللبناني والتي عُمقّت أخيرا بأزمة الخبز، قد أرغمت مواطنا اللجوء على الانتحار على طريقة زياد الرحباني «أنا مش كافر بس الجوع كافر»، في ظل الشعور بالبؤس نظرا للظروف السيئة التي يعاني منها لبنان والتي تتوغل فيه أكثر مع جشع حيتان المال، والتحكم الأمريكي مع تداعيات قانون قيصر وانهيار سعر صرف الليرة اللبنانية.
كانت هذه العبارة «أنا مش كافر»، التي خطها مواطن لبناني (61 عاما) يوم أمس الجمعة، على سجل عدلي في شارع الحمرا وتركها خلفه قبل أن يقدم على الانتحار واضعا الحد لحياته بطلق ناري في الرأس، في رسالة مباشرة إلى الطبقة الحاكمة تستدعي تحميلها وزر تداعي الأمن الاجتماعي والاقتصادي وكذلك النفسي على الناس. وكتب المواطن اللبناني الذي انتحر أمام متجر للحلوى في الحي المزدحم، كلماته الأخيرة على ورقة رسمية عبار عن قيد عائلي، تفيد بأنه غير محكوم عليه بأي جنحة أو جناية «لا حكم عليه»، وإلى جانب الورقة كان علم لبنان. وترك الراحل في مشهد صدم الرأي العام اللبناني والعالمي، جثة هامدة على الرصيف لفترة من الزمن، بعد أن أنهى حياته في العاصمة بيروت، ما أرغم النشطاء والمحتجين على التجمهر في شارع الحمرا ليطلقوا صرخات ضد الطبقة السياسية، التي أوصلت البلاد إلى الانهيار، بحسب وصفهم. وأطلق رواد شبكات التواصل الاجتماعي هاشتاغ «أنا مش كافر» مرددين تعابير تحمّل الحكومة مسؤولية انتحار هذا الرجل. ويغزو الفقر والجوع بيوت اللبنانيين، فيما تزداد نسبة البطالة، حيث تشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 130 ألف شخص فقدوا وظائفهم منذ بداية العام الحالي نتيجة الأزمة الاقتصادية. كما أظهرت إحصاءات البنك الدولي، أن %50 من اللبنانيين باتوا تحت خط الفقر، و%30 منهم تحت خط الفقر المدقع ما يعني أن أي تحديث لهذه الأرقام قد يكشف عن عوز وفقر ضخم جدا في لبنان.
«الاتحاد» الحيفاوية – 4 تموز 2020

بيرني ساندرز: الأميركيون يموتون بسبب أكاذيب ترامب
قال السناتور الأميركي بيرني ساندرز إن أكاذيب الرئيس دونالد ترامب هي السبب في موت كثير من الأميركيين بفيروس كورونا المستجد، الذي تحول إلى وباء عالمي.
وأضاف إن “سكان الولايات المتحدة الأميركية يمثلون 4% فقط من نسبة سكان العالم، لكن عدد الوفيات بفيروس كورونا المستجد في أميركا تمثل 25% من إجمالي الوفيات في العالم... فكيف يمكن أن يكون ذلك؟” وقال إن “الأميركيين يموتون كل يوم بسبب أكاذيب ترامب وعدم كفاءته”.
يشار الى أنه بحسب إحصائيات جامعة “جونز هوبكنز” الأميركية، تتصدر الولايات المتحدة الأميركية المركز الأول عالميا بعدما تجاوز عدد المصابين فيها 2.6 مليون مصاب وأكثر من 127 ألف حالة وفاة، ما يعني أن نحو 25 في المئة من الإصابات والوفيات بسبب فيروس كورونا المستجد، تم تسجيلهم في الولايات المتحدة.
وفي ظل هذا التصاعد المخيف للإصابات، يستمر ترامب بتوجيه أصابع الاتهام مجددا نحو الصين بسبب انتشار جائحة كورونا عالميا، محاولا ازاحة الاتهام عن نفسه في حين يواجه انتقادات واسعة على تعامله الفوضوي مع الأزمة، وتوجيه أصابع الاتهام له في الداخل على أنه المسؤول الأول عمّا يجري.
وكالات – 1 تموز 2020
**********
ص14
جدل حول تجربة السويد
في التعامل مع جائحة كورونا
محمد الكحط – ستوكهولم


مقدمة:
كان العالم مشغولاً في إيجاد علاج لمرض السرطان الذي أنتشر في العالم بشكل كبير والذي خسرت البشرية بسببه الآلاف من المواطنين بعد معاناة كبيرة، وفي خضم هذا الصراع ضد مرض السرطان جاءت جائحة كورونا لتضيف مصاعب جدية وخطيرة على البشرية جمعاء، ومنذ ظهور فايروس كوفيد-19 وانتشاره، تفردت السويد بسياسة خاصة هي التعايش مع الفايروس أو ما يسمى “مناعة القطيع”، ورغم أن دولا عدة تركتها بعد أن وجدت ارتفاع الاصابات والضحايا كالمملكة المتحدة، فلا تزال السويد تتبعها، وكان هذا التعامل مثار جدل ونقاش واسعين في السويد وخارجها على عدة مستويات علمية وسياسية، فالنتائج الاحصائية تشير الى أن السويد تحتل الآن معدل وفيات مرتفع، فقد سجلت حتى كتابة التقرير حوالي 72000 حالة مؤكدة من الإصابة بالفيروس التاجي وأكثر من 5500 حالة وفاة، في بلد عدد سكانه عشرة ملايين فقط.
أن استراتيجية السويد لمواجهة الفايروس هو اتخاذ التدابير الطوعية المتعلقة بالتباعد الاجتماعي ووسائل النظافة الأساسية، دون تعطيل الحياة الطبيعية.
وحذرت منظمة الصحة العالمية، من تعليق الآمال على أتباع سياسة مناعة القطيع. وأمام هذه التجربة ونتائجها التقينا ببعض الأطباء العراقيين الاختصاصيين في السويد، من الذين يتابعون هذا الشأن وطرحنا عليهم الأسئلة التالية، وأجابونا عليها مشكورين.

- ماهي نتائج التجربة السويدية وكيف تقيمون وتحكمون عليها بعد الأرقام العالية نسبياً للإصابات والوفيات في السويد مقارنة مع الدول جراء تفشي فايروس كورونا.
- هل تمت إعادة دراسة موقف رئيس هيئة مستشاري الدولة لشؤون الأوبئة عالم الوبائيات السويدي (أندش تيغنيل)، من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والطبية...؟، كونها واجهت الانتقادات من عدة جهات دولية.
- ماهي الرؤية العلــــــمية للمــستقبل بخصـوص الجـائحة؟
- كيف هي الإجراءات المستقبلية للوقاية والعلاج من الجائحة؟
- هل من كلمة ترغبون بتوجيهها للمجتمع السويدي والعراقي؟

الجزء الأول
الدكتور الاستشاري فارس الخليلي إخصائي القلب والباطنية في مستشفى “صوفياهمت” في ستوكهولم
- لا أتفق مع الاحصائيات التي على ضوئها تم تقييم وضع السويد الصحي بخصوص الفايروس، فهم أخذوا أرقام أسبوع واحد وتم التقييم على ضوئه وهذا غير دقيق علمياً، يمكن التأكيد رسمياً بأن الإصابات في السويد أكثر من جيرانها بالإصابات والوفيات وهذا مؤكد، ولهذا أسبابه لكن هذا لا يعني ان سياسة السويد كانت فاشلة في مواجهة الجائحة، فلكل بلد ظروفه ووضعه الصحي والاجتماعي، ولا يجوز المقارنة بسهولة، مثلا استعداد البلد الصحي وتوفر المستشفيات الكافية والأسرة والأطباء والممرضات والممرضين والعاملين الآخرين، ومدى الاستثمار والتخصيصات للجانب الصحي. ففي السويد هناك مليونا مواطن من أصول مهاجرة من مجموع عشرة ملايين هم نفوس السويد.
وبخصوص بريطانيا لم تفشل فيها التجربة، لكنهم خافوا من الفشل بعد تزايد الاصابات، ولكنهم اليوم يعودون الى سياسة التعايش مع الفايروس وكذلك دول عدة، ستطبق مبدأ السويد وهو التعايش مع المرض.
فتعامل السويد مع الفايروس ودعوة المواطنين للخروج الى العمل واستمرار فتح المطاعم والمقاهي والالتزام بأتباع الارشادات الصحية، هو أفضل من ترويع الناس وأخافتهم، وبدلاً من الجلوس في البيت مما يثير الجزع والأذية بين المواطنين، فحبس الناس خطأ، والسويد ظروفها خاصة، ولم تكن متهيئة للفايروس، وأنتقل اليها بشكل مفاجئ مع السواح العائدين من أيطاليا وسويسرا وفرنسا، وخلال أسبوعين أنتشر بعدة طرق منها بواسطة سائقي التاكسي الذين نقلوا السائحين العائدين، وهؤلاء السائقون معظمهم من اصول مهاجرة ويعيشون في مجمعات خاصة بهم ودرجة الاختلاط عالية بينهم مما سهل انتشار العدوى، وتتحمل الحكومة السويدية الفشل لعدم الاهتمام بدور رعاية كبار السن بعد أن حولتها قبل 15 سنة الى القطاع الخاص وبدون رقابة صحية صحيحة عليهم، وهذه الشركات الخاصة توظف عاملين عديمي الخبرة والوعي الصحي الكامل، مما سهل انتقال الفايروس لدور رعاية الكبار، وكانت النتيجة ازدياد الإصابات والوفيات بين كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والمهاجرين بشكل خاص. بحيث يبلغ حجم الوفيات بين كبار السن الذين يقطنون دار العجزة ثلاثة أرباع المتوفين، منهم من اصول صومالية وسورية وعراقية. ومن اسباب هذا الفشل وعدم توعيتهم بلغاتهم الأصلية، ولم تصل الى تجمعاتهم كالجوامع والكنائس وغيرها.

- بالنسبة للعالم السويدي (أندش تيغنيل)، فقد رفض فكرة الحجر الصحي، التي لم يثبت علمياً بأنها أفضل، وفضل فكرة التعايش مع الفايروس، وهو عالم وليس سياسيا، وتقييم آرائه يحتاج دراسة نتائج سنة لتقارن مع نتائج الدول الأخرى. وليس الآن، وربما تجربة السويد جيدة للسويد لكون شعبها واع وملتزم ويثق بالحكومة ويتبع إرشاداتها، لكن قد تكون تجربة السويد غير ناجحة لدول أخرى.
- علمياً الفايروسات تضعف شيئاً فشيئاً، بمرور الزمن، لكن يمكن قدوم موجة جديدة أقوى.
- العلاجات لا توجد علمياً حتى الآن، بل كلها تجارب، وحتى عقار علاج الملاريا منع استخدامه في السويد لأضراره الجانبية ودون التأكيد العلمي على فائدته، السويد حتى الآن تستخدم المهدئات كالألفيدون والسوائل والاوكسجين، وإذا تطور وضع المريض الى التهاب بكتيري تعطى له المضادات الحيوية.
- اللقاحات حتى الآن في مجال الدعاية الاعلامية ولا يوجد لقاح علمي معتمد، وهناك 45 شركة تجري تجارب وتقول بأنها توصلت الى لقاح ضد فايروس كوفيد19، لكن للأسف ليس هناك عقار موثوق علمي معتمد من مجلة علمية رصينة، علينا الانتظار حتى كانون الأول.
- هذا فايروس خطير، ولا يجب ان يستهان به، لذا علينا الاستمرار بالحذر منه وخاصة يتطلب رعاية كبار السن، وعدم الاقتراب منهم، ونستمر بالتباعد الاجتماعي وعدم التحية باليد والتلامس والاهتمام بالنظافة والبقاء بالبيت عند الشعور بالمرض.
لقاء مع الدكتور أنمار فاضل فرج
((طب وجراحة الاسنان من جامعة بغداد (١٩٩٣)، اختصاص زراعة وجراحة الأسنان كارولينسكا ٢٠٠)).
- التجربة السويدية في مواجهة جائحة كورونا أثبتت عدم نجاحها. الدليل ان السويد ولعدة اسابيع ولغاية الشهر الخامس هي أكثر دولة في العالم من ناحية الوفيات نسبة إلى عدد السكان.
- اتخذت السويد استراتيجية مناعة القطيع ومن يتخذ مثل هكذا استراتيجية سوف تكون لديه اصابات تفوق ال٦٠% من عدد السكان حتى يستطيع ايقاف والسيطرة على الجائحة.
- هيئة الصحة العامة وعلى رأسهم أندش تيغنيل كانوا يعتقدون بان ال covid19 هو عبارة عن انفلاونزا خفيفة ... كانت حساباتهم بان نسبة عدد الوفيات هي نفسها في الأنفلونزا وهي 0.1% من عدد الاصابات... ولذلك وبدافع سياسي اقتصادي تبنوا سياسة مناعة القطيع، ولكن حقيقة جائحة كورونا هي مغايرة جدا لما عليه من تلك في حالة الانفلاونزا الموسمية.
- جائحة covid 19 لم يتم التعامل معها سابقاً، ولكن الصين ودول أخرى مثل كوريا وتايوان واليابان تفشى بها المرض قبل السويد وتعاملوا معه بنجاح وبوقت سريع، فكان من الجدير من السويد وأندش تيغنيل من أخذ العبر والتعلم من تجربة مثل هكذا دول، فتجد دولا قريبة جغرافيا من السويد قد عملت وتعلمت من تجربة الدول التي سبقتها.
- استراتيجية جائحة كورونا الناجحة والمأخوذة من دول نجحت في إيقاف انتشار المرض هي انه لديك في البدء انتشار سريع ومخيف في المجتمع (هذا ما اصر على تكذيبه تيغنيل في شهر شباط)... ويسمى هذا الانتشار بالموجة الأولى... ولكي يتم كسر هذه الموجة يجب أن يتم فرض تباعد قسري للمجتمع، اي عزل تام للمجتمع، ويجب أن يتخذ بأسرع وقت ممكن من اكتشاف أول الحا1لات، ومن بعد التأكد من أن حالات الإصابة في المجتمع بدأت بالانحسار، وتسجيل حالات قليلة جداً، فسوف يتم فتح المجتمع تدريجيا حتى الوصول إلى الفتح الكلي، بعدها سوف تكون موجات ثانية أقل حدة من الموجة الأولى، وتسمى موجات عنقودية صغيرة يتم معالجتها محليا، اي إغلاق (جزئي) صغير للمجتمع المحلي التي تظهر به هذه الموجة الثانية...
- كل هذه الأشياء لم يعمل بها في السويد.. ولم تتم مراجعة استراتيجيتها، لأن الوقت قد مضى وأصبح اغلاق المجتمع عديم الفائدة. على الرغم من التنبيهات، لكن تمسك هيئة الصحة العامة في السويد وعلى رأسها أندش تيغنيل برأيهم حال دون أن تكون لتلك الآراء من أثر على تغيير استراتيجية السويد.
- لم نجد علاجا واحدا ناجعا ضد اي فيروس ومن ضمنهم الأنفلونزا لحد الان، عكس الفطريات والبكتريا.
- كلمة أخيرة، يجب رفع الوعي الصحي لدى جميع أفراد المجتمع وعدم الوثوق بما يقرؤوه يوميا في شبكات التواصل الاجتماعي، يجب أن تكون جميع الاخبار موثوقة بمصادر علمية قوية. هذه الجائحة سوف تغير جميع ما نقوم به يومياً.
**********
ص15
محمد علي محي الدين.. قلم ناقد منحاز للوطن
أحمد الناجي

أول ما لفت نظري عند تصفح كتاب (الشأن العراقي.. نظرة وتحليل) للأستاذ الأديب محمد علي محي الدين، أن أغلبية المقالات التي تعبر عن وجهة نظر انتقادية تنطوي على قاسم مشترك يتمثل في انتقاد الخطأ على مقاس ما هو صواب، من حيث أن الكتابة عن الفساد هي إحدى التحديات التي تواجه جدل التعاطي مع مطلب الاصلاح. وتجدر الإشارة الى أن هذا الكتاب يقع في (450) صفحة، صادر عن دار الفرات للثقافة والإعلام في الحلة، ويتألف من مجموعة مقالات سبق نشرها في الصحافة خلال الفترة ما بين 2006-2013، وبذا يجمع بينها الزمن الذي مر بالعراق، وتمثل الأثر بالنسبة للكاتب خلال مرحلة عاشها ومواقف عايشها، وقد يكون من المفيد أن تجمع بين دفتي كتاب، وبلغ عددها نحو (106) مقالة، منضوية تحت أربعة أقسام، وكالآتي: القسم الأول الذي جاء بعنوان (الفساد المالي والإداري)، تضمن (41) مقالة مكرسة لتناول كثير من تجليات الفساد البائنة للعيان، ولكنه اجتهد في استنطاق بواطنها، واضعاً النقاط على الحروف. وخصص الكاتب مقالات القسم الثاني الى موضوعة (الأمن والارهاب) التي ضمت نحو (24) مقالة. تناول فيها أوضاع البلد وأحوال الناس في الأيام الضاجة بالموت اليومي أثناء الزمن الانتكاسي إذا جاز لنا التعبير، وعلى وجه التحديد حين غطت الأدخنة سماء العراق بسبب اشتداد الخراب تحت وقع الارهاب بعد التغيير النظام البائد. وجاء القسم الثالث تحت عنوان (اجتـثاث البعــث) متضمناً (14) مقالة، حفلت بمجموعة من الرؤى والأفكار، حاول فيها الكاتب الإحاطة ببعض الجوانب التي تمس الشأن السياسي عامة، وأراد في ذلك أن يظهر بأجلى بيان مناوأته لنظام الحكم الاستبدادي المقبور الذي ولى في مزابل التاريخ، كما لا يخفي مخاوفه من تسلل وجوه من الزمن الغابر في جسد الدولة العراقية بعد التغيير في 2003. أما القسم الرابع والأخير من الكتاب، فقد تطرق الكاتب فيه الى عدة مواضيع، تتمحور حول إطار شامل، هو (في الشــأن العراقـي)، ضم (27) مقالة. وقد تنوعت عنوانات المقالات، ومنها ما يندرج في نطاق الكتابة التوثيقة لأنشطة خاصة بالحزب الشيوعي العراقي، ومنها ما حمل هموم ومكابدات العراقيين في مناح متعددة.
ولم يأل الكاتب جهداً في الدفاع عن مصالح أبناء الشعب، لاسيما موضوعة العدالة في توزيع الثروات بين أبناء البلد، مطالباً تلافي البون الشاسع بين رواتب كبار موظفي الدولة وصغار الموظفين، والنظر بشكل إنساني الى أصحاب الرواتب الواطئة من المتقاعدين المدنيين والعسكريين، وتأمين مواد البطاقة التموينية بما يوازي حاجات الناس الفعلية. لعلني لا أغالي إذ قلت إن ثقافة الأديب محمد علي محي الدين الواسعة كان لها دور مهم في إغناء مقالاته وترصينها، من حيث تضمين الشعر العربي والامثال الشعبية والمأثورات والحكم، فضلاً عن الاستشهاد ببعض النصوص التاريخية المقتبسة من مؤلفات موثوقة، وما يسترعي الانتباه حقاً أنه استطاع أن يحتفر لنفسه أسلوبا فريداً وسلساً، ناشداً من خلال ذلك توصيل أفكاره بشكل واضح وبلغة سهلة وعبارة تامة المعنى. وفي ختام القول نشير الى أن الكاتب محمد علي محي الدين قد تناول أحوال الفساد والإرهاب، ما هو مكشوف على السطح أو ما هو مستتر في القاع، فدعا عبر اضمامة من المقالات النقدية الى معالجة بعض ما يراه في مصاف الأخطاء، حيث الاعتبار الأهم قوامه، لابد أن يأخذ النقد موقعه في الحياة لأنه يحمل في طياته عوامل التقدم والازدهار، وقد بات واضحاً أن قلم محمد علي محي الدين قلم ناقد منحاز الى كل ما هو وطني.
***********
قراءة في كتاب “الفكر السياسي لثورة العشرين”
تأليف: نديم عيسى
عرض وتعليق أ.د. صبحي ناصر حسين


لأن كثيرين – خصوصا من ذوي المصالح التي تتضاد مع مثل هذه الثورات – جردوا ثورة العشرين من المضمون والفكر السياسي , فقد عمد مؤلف هذا الكتاب الى ابراز الفكر السياسي لثورة العشرين , وتثبيت اركانه . وكذا الحال بالنسبة للمؤلفات التي كانت خالية من الهدف الايديولوجي المعادي لتلك الثورة , غير انها اهملت كذلك الجانب المهم من عمق الثورة , فعمد المؤلف الى كشف اسس المنظمة للفكر السياسي لثورة العشرين , متمثلا بالتصور العقلي للظاهرة السياسية متضمنا التأملات الذهنية التي قام بصياغتها المفكرون بصدد ظاهرة السلطة السياسية .
لقد دخل المؤلف في عمق الفكر السياسي للثورة , اذ لم يقف عند اندلاعها , بل خاض في المراحل الممهدة للثورة المسلحة , كونها ظاهرة اجتماعية معقدة , فقد نشأت عوامل الفكر السياسي قبل الثورة , و كانت بذورها مبذورة قبل الحرب العالمية العظمى .
كشف المؤلف عن مسألة مهمة عن فترة ممهدة للثورة ضمن الفعل الثوري , اذ ان الحركات الثورية بطبيعتها لا تحدد بالقتال المسلح حسب , بل الثورة ابعد واعمق من ذلك الفعل الحركي ضمن الشعارات التي تدفع الى الانخراط باتقان الاستمرار .
وعبر المؤلف حاجز الثورة الفعلية الى ما بعد اسكات البنادق , بمتابعة النتائج الفكرية والسياسية التي تمخضت عن ذلك بازمنة طويلة, وهو الهدف الفكري السياسي لقيام مثل هذه الثورات , مؤكداً التواصل الفكري بين المرحلة الممهدة للثورة المسلحة والمرحلة اللاحقة لها , بعد التمسك بالافكار السياسية نفسها من الثوار .
ان الانسان بقدر ما يصنع الاحداث , لا يكون بعيداً عن ذهن الفكر السياسي , وراء الاحداث الثورية , وطبيعة الافكار بدلالة تلك الاحداث , فعندما تكون سياسيةً - وهذه هي ثورة العشرين – فان الافكار التي تقوم بدلالتها تكون كذلك سياسية , على هذا فان احداث ثورة العشرين تصلح بذاتها ان تكون مصدراً من مصادر الفكر السياسي للثورة نفسها .
إن ثورة العشرين كانت تتمتع بالفعل الجمعي الخاص بها , اذ ساعد في ذلك عدم وجود قوة سياسية فاعلة فعلاً مباشراً في قيادتها , وهذا يسر لها امكانية التمتع بفكرٍ سياسي يجسد ذلك العقل الجمعي .
وتحدث المؤلف عن انتفاضة النجف 1918 , ثم انفجار ثورة العشرين واسبابها الداخلية التي كانت اقتصادية , ادارية , اجتماعية , ثقافية . ثم تطرق الى المسببات الخارجية , والمتعلقة بالوعود البريطانية للعراقيين , منها بيان (الجنرال مود) الصادر في 11 اذار 1917 , الذي أكد ان الجيوش البريطانية لا تدخل العراق بمنزلة المحتل , بل بمنزلة المحرر .
وأشار الى مساهمة فئات اجتماعية متعددة في المدن اسهمت في تحريك الثورة , كالتجار والعمال والملاكين. وفئة المثقفين ورجال الدين والضباط والموظفون والصحفيون.
لم تكن القوى السياسية متمثلة باحزاب سياسية بالمعنى الحديث , بل مثلتها بعض الجمعيات السرية , من ابرزها جمعية (حرس الاستقلال) التي تأسست في بغداد شباط 1919.
ولم يكن الفكر السياسي لثورة العشرين بعيدا عن طرح فكرة أصل السلطة السياسية على بساط البحث بشكل مباشر او غير مباشر , اذ مثلت هذه الفكرة جزءاً اصيلاً من فكر الثورة الذي انقسم بصددها الى تيارين الاول تزعمه رجال الدين واتباعهم , والتيار الثاني تبنى فكرة للسلطة السياسية , وهم اغلب الثوار الذين لهم تطلعات قومية وكان من الصعب وضع حدود فاصلة بين الاتجاهين , لان الثوار الذين تمسكوا بالاصل الديني كانوا يؤمنون بالاصل الشعبي للسلطة .
وترجع مسألة السلطة في أصولها التاريخية الى الاتجاه الثيوقراطي والاتجاه التوفيقي. واستمد دعاة هذا الاتجاه فكرتهم من مصادر متعددة اهمها :
1-الثورة الفرنسية . 2- مفكرو عصر النهضة الحديثة . 3- تصريحات الحلفاء وبياناتهم . 4- مبادئ الرئيس ولسن .
وتحت تأثير هذه العوامل تبنى بعض مثقفي ثورة العشرين فكرة (الاصل الشعبي للسلطة السياسية) , وعبروا عن ايمانهم بطرق مختلفة :
1-عبر ايمانهم بفكرة (الجمهورية) . 2- تأكيدهم على ضرورة تأسيس حكومة وطنية منبثقة من الشعب , تستمد سلطتها منه .
لا يوجد تناقض بين الاتجاهين اثناء ثورة العشرين , بسبب محاولات التوفيق التي جرت بينهما , وبسبب وجود اسس دينية ووطنية وقومية عديدة , كانت بمثابة المحور لعملية التوافق بينهما .
وعن (فكرة الملكية قبل اندلاع الثورة) أشار الى منطلقات عدة :
1-لانها تعتقد ان الملكية تتلاءم مع اذواق الشعب العراقي وتاريخه
2- لانها تعتقد ان العراق جزء من الوطن العربي , وان معظم اقطاره ملكية .
3- تعتقد ان العراق مهيأ لتأسيس الملكية .
4- كانت تعتقد ان الملكية لا يمكن ان تكون استبدادية.
كذلك لم تكن فكرة الجمهورية بعيدة عن مستوى التفكير السياسي لمثقفي ثورة العشرين , لكن السلطة المحتلة كانت تقاوم هذه الفكرة , ولم تفسح لها المجال للتعبير عن نفسها . وبدأ الجهر بالنظام الجمهوري على ألسنة المثقفين , وان لم يكن بعضهم من الثوار من امثال ناجي شوكت وحسين الرحال وتوفيق الخالدي ومحمد عبد الحسين من خلال تمجيدهم للثورة الفرنسية , وعبد المجيد الشاوي . وقيل ان (فيليبي) لم يكن يعارض فكرة الجمهورية غير ان بريطانيا اختارت الملكية .
********
ص16
فضاء شعبي
“سهيل الرماحي“ شهيد الغرق !

ريسان الخزعلي

في مجموعة (قصايد للوطن والناس) المشتركة الصادرة عام 1974 كانت القصيدة الاخيرة فيها تحمل عنوان ( ياعيني يا وطني ) لشاعر لم يكن له حضور راسخ في مشهد الشعر الشعبي السبعيني، كما لم يكن له تماس ملحوظ مع شعراء المشهد ، الّا أن َّ القصيدة قد لفتت الانتباه اليه سلبيّاً كونها تشبه قصيدة للشاعر زهير الدجيلي منشورة في جريدة الراصد بعنوان (مكتوب عاشر من فدائي الى وطنه)..، ولم يكن التشابه تخاطريّاً، بل كان تشابه لغة وبناء وموضوع وارتكاز (لازمة) تتكرر في نهاية المقاطع . يقول الدجيلي في استهلال قصيدته وهو صورة للشكل البنائي في كل مقاطع القصيدة :
كَلّي اليشوفك رسم مثل اليشوفك كَاع ؟،
كَلّي اليحبك مثل ذاك اليخون ابساع ؟ ...،
امتانيك يا وطني يمته تجي امن الحج ،
بلجي الغضه ابساجنك ييبس إو حتّه اتوج..
ياعيني ياوطني .
إنَّ مناسبة هذا القول ليس تأكيداً على موضوع التأثر والتأثير وإنما استذكار لشاعر كان في بداية اندفاعه الفكري والنضالي والإبداعي، حيث كان منذ بداية تكوينه يحاول ادراك ما يحيطه من واقع ملتبس ، ساعياً من خلال التزامه اليساري المعروف لأن يكتشف طريق الخلاص الوجودي وأن يشاغله شعراً سيّما بعد أن عمل في جريدة “طريق الشعب” وتفاعل مع الكثير مع متبنيات كتّابها ومثقفيها. إنّه ُ الشاعر (سهيل الرماحي).
لقد انقطعت اخبار الشاعر نهاية السبعينيات المعروفة ، وإتضح بعد حين من خلال مقالة كتبها شقيقه في جريدة “طريق الشعب” عام 2006 ، أنه تعرّض لحادثة اغتيال غادرة ومدبّرة إثناء سفرة الى سدّة الهندية حيث تم اغراقه هناك..، وهكذا كان شهيداً من طراز خاص ، إنّهُ شهيد الغَرَق .
للشاعر مجموعة شعرية مخطوطة بعنوان (ابنيّه احليوه) تمّت مصادرتها بعد مداهمة مسكنه، وهنا لابدَّ من تكرار قوله (يبن الما طاوع جلّاده إو لا خان الشعب الرّبّاه...زفّيناه) . ووفاءً واستذكاراً للشاعر – شهيد الغرَق، نستعيده من خلال قصيدته (ياعيني يا وطني) ...:
كَلّي اليضوكَك عسل مثل اليضوكَك جوع...
إوكَلّي اليكمل الدرب مثل اليرد اردود..ياعيني يا وطني .
غالي ابغلاة الشمس يابو محاجي بيض ...
اشما طال بيك العمر للناس حُب اتفيض . وين الكَه مثلك ولف
لا يهجر إو ليغيض.. يا عيني يا وطني .
آنه عشكَتك صدكَ وانت َ اعشكَتني جوع...
جفّي يِلم الجوع جفّك يلم ادموع...
إو لو خان بيك الوكت كلّنه نصير اضلوع.. يا عيني يا وطني .
إو كَلّي اليعرفك صدكَ هم يختلف ويْخون ...
لو يمشي لآخر نفس وايصير جرحه اعيون.. ياعيني يا وطني.
في قائمة الشعراء الشهداء ، يضاف شاعر شهيد مناضل.. ، لكنها شهادة الغرَق ! ...
**************
حمزة الحلفي
وتحولات مسيرته الإبداعية
طريق الشعب / خاص
ولد شاعر الاغنية المبدع حمزة الحلفي عام 1964 وبدأ حياته ممثلا مسرحيا في جماعة المسرحيين الشباب في عام 1976 حتى عام 1980 في المسارح الشعبية في مدينة الثورة (مدينة الصدر)، والتي قدمت اعمالا مسرحية ناجحة مثل (المدينة المصلوبة ، اميكلا ، بيجماليون ، فيراتا الانسان .. وغيرها) ، بعدها كتب القصة القصيرة والقصيدة الفصحى ثم انتقل إلى كتابة القصيدة الشعبية منذ عام 1984 وابدع في كتابة الأغنية، ولم يطرح نفسه شاعراً الا في عام 1987، وسجلت له أوّل أغنية للمطرب الريفي فرج وهاب عام 1987، وبعد هذا العام تعددت أعماله الغنائية للعديد من المطربين دون استثناء، ولكن زميل رحلته هو الفنان الرائع حسن بريسم الذي غنى له أكثر من (25) عملاً غنائياً وأوّل أغنية كانت (من الجاي أريد ابتدي) فهذا أوّل عمل غنائي سجل في سنة 1990. وله مع الفنان حسن بريسم أغانٍ وطنية ولكنها ليست كالأغاني الوطنية المتعارف عليها في زمن النظام السابق بل كانت تحكي عن صبر العراق إبان الحكم الصدامي المقبور فأنجزا خلال هذه الفترة (4) أعمال ولكنها لم ترَ النور بسبب التعتيم. وهناك اعمال اخرى للشاعر حمزة الحلفي تجسد احداثا مرت على شمال العراق الحبيب ومنها عمل “ملحمة” الأنفال. العمل كتب ولحن وسجل ونفذ على مسجل صغير ولم يسجل في الاستوديو ولم يصور لظروف ومعوقات عرقلت مسيرة هذا العمل، هذا على صعيد الأعمال الوطنية. له ديوان شعري شاركته فيه الفنانة التشكيلية زينب عبد الكريم وقد ضم الديوان 25 قصيدة.
من الفنانين الذين تعاملوا معه: عبد فلك في أغنية (بسيطة) وسيناء (ظلمتوه بالوصف) وجمعة العربي ورضا الخياط، ضياء حسين، أمل خضير، صباح محمود، ولكن للفنان حسن بريسم حصة الأسد. ومن المعروف ان الحلفي والفنان حسن بريسم شكلا ثنائياً في الشعر والغناء، وذلك لأنّ الوعي بينهم متقارب وايضاً هناك علاقة عائلية وصداقة. له مايقارب الـ (150) عملاً مسجلاً ومصوراً مع بقية الفنانين.
من شعره:
يا مطرز عطر فوك المناديل
يا كاس الهوى بشفايف الليل
شكَد ماخذ شبه من طول عشتار
يا شجرة جمر وأوراقها امطار
ومن قصائده ايضا:
يسويهه البخت وتروح مني
انا من اشتاك ما احمل الفركة
اصيرن نار حتى الماي احركه
تذوب الروح اطيحن وركة وركة
وارد التم ولا مكطوع جني
يسويهه البخت وتروح مني
*********
نيشان عرس

حيدر جليل الخرساني

نظره أعله نظره انتهن
كلهن مواعيدي
وانه الشمس ماغفت
الا اعله جف ايدي
متمرجح و لا لعب
مكتول يا عيدي
وسكن فرح مهجتي
وميت يتغريدي
زنجيل شلت القهر
ومعلگ بجيدي
جروحي التي استفحلت
انخاهه بس هيدي
وكتي و كلام البعض
يجروحي انا شبيدي؟؟؟
يادنيه اولي وبعد
شعدج حزن زيدي
وديلي جرح وحزن
ولو خلصن عيدي
طحت و عبرني الدرس
نيشان مالت عرس
وانبعت بمريدي
************
سالوفه

عبدالكريم صالح العامري

...
إجينه وچَنّه ماجْيَنَه
سالوفه ليهم
تالي هَمْ إِنصير
مِثل السولفو لينه
صُفَينَه مسرح لاحداث
دنيه ومَثّلّت بينه
تگلهم هاذ
اي اي هاذ
المحد يوگف بعينه
ياهو يساعده يعينه ؟
دنيه وتضحك اعله الناس
ياما كان ....
كان اليضحك علينه
ومْضه اعمارنه بهالكون
صارن لون
ويطوفن امانينه


***********
عسى عمرك طويل
مرتضى المشهدي

عســاك ابلا تعـب مابيك غير الحيل
تبقـــــه بكــل وكت يابويـه خيمتنه
تظل مثل النفس ع البيت رايـح راد
ومثل ضحكـة عرس غافي عله شفتنه
عسى عمرك طويل وما يخلصه الشيب
وسهـــــــــم موادعــــك ميصيب لمتنه
ياملــــح العمــــــر ياواهس الخــوان
يابير المحنـــــــــة وخيـــــط سبحتنه
يالصاير صديـــــق وصاحب الويلاد
ما مش احلــه منهــــــا ويــاك عشرتنه
يبو طبع الترافة المـــا قسيت ابيوم
يابويـــــه عليــــــك النـــاس حسدتنه
يلي بزودك وصلنه وصرنـــه زلــم اكبـار
وصــارت چلمتــــــك يابويــه چلمتنه
يالصـــارف علينه الغالـي ماي العين
وسالـــب راحتـــك لعيـــــون راحتنه
خير احنه بوجودك ما عرفنه العـوز
بذراعــــك جبتهـــــــا وثمـــرة اچلتنه
من غبشـــة تروح المسطـــر العمــال
ومتـــرب تــــــرد بس بيضـــه خبزتنه
جايبها بتعب من متنـــــك المخلـوع
ما عفـــت علـه واحـــــد يوم عشيتنه
**********
ص17
لُعْبَةُ الحَياةِ

عَلِي الحَسُّون

البُيُوْتُ هرِمَتْ ذاكِرَتُها
أَنْكَرَتِ الوُجُوْهَ التَّيِ شَيَّدَتْها
غَرَّها تَبَهْرُجُها
مَنْ يَدْخُلُها يَسِيْرُ بِلا دَرْبٍ
خطُواتُهُ عِبْءٌ
يُخْفِي مَلامِحَ وَجْهِهُ
يَتَظاهَرُ أَنَّهُ لَيْسَ مَعْنِياً
تِمْثالٌ مُنْتَصِبٌ فِي السَّاحَةِ الحَمْراءِ
الحَمامُ يُحَلِّقُ حَوْلَهُ
يَسْتَرِقُ ابْتِسامَةً لِفَتاةٍ شَقْراءَ
شَيْخٌ عَجُوْزٌ
يُؤَدِّي التَّحِيَّةَ العَسْكَرِيَّةَ كُلَّ صَباحٍ
مُتَوَهِّماً أَنَّ الحَرْبَ العالَمِيَّةَ
مُسْتَمِرَّةٌ
كُلَّما نَظَرَ إِلَى إِحْدَى ذِراعَيْهِ المَقْطُوْعَةِ.
إِنَّها لُعْبَةُ الحَياةِ
تَتَسَلَّى
أَيُّ البَيادِقِ لَمْ يُقْتَلْ!
كُلُّها تَمُوْتُ وَكُلُّها تَحْيا.
***************
ثورة العشرين
والمسرح التحريضي
د. سعد عزيز عبد الصاحب


لا يمكن الولوج الى المسرح التحريضي في العراق من دون المرور بذكر اسم الشاعر والاديب واستاذ اللغة العربية د. محمد مهدي البصير (1895 - 1974) حيث سمي بشاعر ثورة العشرين وخطيبها المفوه وقارنه الكثيرون بـ (ميرابو) خطيب الثورة الفرنسية.
وكان موقفه الوطني قبل وعند تأسيس الدولة العراقية اذ اشعل فتيل الحماس والوهج الثوري في وجدان الثوار ورددت الجماهير اشعاره التحريضية ودعوته للثورة ونيل الاستقلال، وكتب البصير في ريادة وسبق مسرحي في باب المسرحية التحريضية مسرحيتين من وحي نضال شعبنا ضد الاستعمار الكولنيالي في ثورة العشرين وتداعياتها التي ألقت بظلالها الحادة واجبرت الإنكليز المحتلين على إعادة توجيه بوصلة التعاطي مع موضوع الاستقلال في العراق والاتيان بحكومة وطنية مستقلة لحكمه وتقويض مبدأ الانتداب المقيت، ثورة العشرين التي تغذت معنويا وعاطفيا على اشعار وخطب الحبوبي والجواهري والبصير وغيرهم مما أثر على سرعة استجابة الجماهير للثورة بوصفها سابقة لحركات التحرر في المنطقة العربية..
وفي كتابه القيم “محمد مهدي البصير رائد المسرح التحريضي في العراق” يشير د. علي الربيعي الى أهمية مسرح البصير في التصدي والتفاعل مع موضوع ثورة العشرين وتجلياتها الاحتجاجية اذ الف البصير مسرحيتين بهذا الصدد الأولى بعنوان “ وفود النعمان على كسرى انو شروان” والثانية بعنوان “ دولة الدخلاء” ويذكر الربيعي ان المسرحية الأولى ظهرت عام 1920 على مسرح سينما اولمبيا في بغداد حيث لم تكن هنالك قاعات متخصصة بالعروض المسرحية، وتشير الى دفاع النعمان عن حقوق العرب في حضرة كسرى ملك الفرس بوصفه جاء محتلا لا محررا في تناص واستعارة وغمز لعبارة الجنرال مود الشهيرة: “ اننا جئنا محررين لا فاتحين”. ولم يذهب البصير في معالجته لموضوع الثورة دراميا الى المباشرة او الخطابية او الزعيق السياسي انما موضوعا تاريخيا وحكاية من التراث واسقط عليها رؤيته لثورة العشرين والتحرر من المحتل مفجرا الجوانب القومية والعروبية الاحتجاجية الراضة ما قبل الإسلام لدى العشائر العراقية في لحظة الثورة حينها، فالبصير لم ينطلق من منطلق ديني ضيق انما من منطلق قومي واممي أوسع في التحريض..
وفي “دولة الدخلاء” التي كتبت عام 1925 لم يثبت انها قدمت على خشبة المسرح، وقال عنها كاتبها (البصير) : “عروض هذه الرواية قبل كل شيء تنبيه الأفكار الى ما نشأ وينشأ عاجلا ام آجلا من الويلات والمصائب عن تكالب الزعماء على منافعهم الذاتية الخسيسة واشراك الدخلاء في مصالح الوطن وخبراته كأنهم من ابناءه”. ويبدو ان المسرحية قد منعت من قبل السلطات حينها اذ لا يوجد لها (بروشور) عرض او اعلان في الصحف او إشارات في كتب الرواد التوثيقية او النقدية لما حوته المسرحية من نقد لاذع للسلطة وفيها استشراف وقراءة لحياة وظواهر ما بعد ثورة العشرين من منظور وطني ينظر بريبة وشك للاجنبي ووجوده في مصادر القرار السياسي الداخلي ويشير أيضا الى المأجورين والعملاء وشذاذ الآفاق من بعض السياسيين الذين يعيشون ازدواجية ولائهم للسلطة العثمانية السابقة واذعانهم للانكليز وعقدهم للاحلاف والصفقات المريبة معهم.. حقيقة ان اهم ما يميز مسرحيات (البصير) التحريضية هي قوة السبك اللغوي والالفاظ العربية المنتقاة بعناية فائقة فهو الأستاذ الضليع والعارف باللغة وبلاغتها واسرارها وطعم مسرحياته ببعض الاشعار التحريضية والحماسية التي الهبت قاعات العرض المسرحي وجماهيرها آنذاك.. وكان حاذقا في فهمه للنوع المسرحي وصنعة الحوار فهو لم يكتب مسرحيات شعرية كما فعل احمد شوقي وهو القادر على ذلك والنابغ فيه، انما جعل مسرحياته متنوعة في انساقها اللغوية والشكلية نثرا وشعرا غايته في ذلك لكي لا يذهب المؤدون نحو الروح الغنائية للشعر وايقاعه الموزون مما يحدث الرتابة في الأداء وحتى لا يتغافلوا عن الجوانب الادراكية والعقلية التي يتيحها الحوار نثرا..
وهناك مسرحيات تحريضية تأثرت بالاطر الفكرية والجمالية لمسرح (البصير) منها مسرحية “وحيدة” لـ موسى الشابندر وهو وزير خارجية العراق في بدايات العهد الملكي كتبها عام 1929 وتعد من انضج المسرحيات التحريضية ووحيدة اشبه بدراما الاجتماعية القرينة بمسرحيات الكسندر ديماس الابن واستطاع المؤلف ان يضع علاقة الحب بين قوى الشر الكاسحة وقوى الخير الضعيفة في مجتمع متأخر ورجعي، حيث يتغلب الشر على الخير وفي محورها الثاني تحرض على الوقوف ضد الاحتلالين العثماني والإنكليزي، وتحرض أيضا على تغيير المجتمع المتخلف وعاداته البالية الى مجتمع افضل، قدمت المسرحية كأول انتاج للفرقة القومية للتمثيل بعد تأسيسها وعرضت في 10/ 4/ 1969 بإخراج محمد القيسي وفخري الزبيدي وتمثيل فاطمة الربيعي وعزيز عبد الصاحب وقاسم الملاك وآخرون.
**************
«الثقافة الجديدة»
من لينين
الى انتفاضة تشرين

في عددها الجديد قدمت مجلة “الثقافة الجديدة” ملفاً خاصاً لمناسبة الذكرى (150) لميلاد لينين، ساهم فيه الأساتذة: عامر عبد الله، حسن بدوي، فرحان قاسم، جيلبر توفييرا، صالح ياسر، رضا الظاهر، رشيد غويلب، طه رشيد.
وجاء في تقديم الملف: “ان الأهمية التاريخية العالمية لما انجزه لينين تتأصل بالتحديد في كونها لا ترتكز على تجربة بلد بمفرده ولا اعمام بعض الفقرات التاريخية فحسب، بل تلخص كذلك دروس التاريخ العالمي والبلدان العديدة وممارسة النضال لشتى القوى الاشتراكية”.
وفي حديثه عن “لينين الانسان” يقول عامر عبد الله: “كان لينين يتناول طعامه عندما اقتحم مكتبه فلاح من الأقاليم البعيدة فذهل من بساطته، لقد خاب امله هو الآخر. كان هذا الفلاح يريد من السلطة ان تكون باعثة على الهيبة والرهبة..”.
وتحت عنوان: “ بعيدا عن القوالب الجاهزة.. قريباً من نبض الحياة” كتب د. صالح ياسر يقول: “قرر البلاشفة بقيادة لينين صد بربرية الأنظمة الرأسمالية وحربها الوحشية واسقاط حكومة الحرب التي كان يقودها كيرنسكي لتحل محلها حكومة العمال والفلاحين الثورية”.
وفي ملف انتفاضة تشرين كتب كل من: د. أسماء جميل رشيد، علي مهدي، فالح مهدي، فارس حرام، زهير الجزائري.
وقد اشارت د. أسماء الى نقطة مهمة تتعلق بمنع تبلور أي كتلة متميزة وأية نزعة للتفرد، في الوقت الذي تفترض الفردية لكي تتشكل وتنمو وجود دولة تعددية بنظام حديث واعية لحقوق الناس وحياتهم..”
وتحدث د. علي مهدي عن “دور الطلبة والشباب في انتفاضة تشرين لسنة 2019”، فقال: “ لقد وعت هذه الشريحة – يقصد الطلبة والشباب – وأدركت وضعها ومستقبلها امام التحديات الصعبة التي تنتظرها ..”.
كما قدم فارس حرام “شهادة من وحي تجربة النجف” تتعلق بقيادة التظاهرات. وفي العدد ترجمة لدراسة بعنوان “فهم الطبقة – نحو نظرة تحليلية متكاملة” كتبها أريك أولن وترجمها سوران قحطان.
وفي باب “ادب وفن” ساهم كل من: حسب الله يحيى، د. جواد الزيدي، د. جمال العتابي، طلال حسن، د. نادية هناوي، مؤيد عليوي.
وتناول د. الزيدي صوراًً عن حياة فقيدي الفن: رفعت الجادرجي وصلاح جياد. وتحدث د. العتابي عن الصحفي الرائد زهير الدجيلي، فيما تناولت د. هناوي احد رواد السرديات: عبد القادر حسن امين.
************
قصة قصيرة
نفق الشيخوخة
ابراهيم خليل ياسين


في غمرة عزلتها الغارقة في فناء منزلها الصغير هذا ظلت محطات وأسمأء وعناوين تمرق ضيفا طارئا وسريعا في ذاكرة المرأة العجوز ! ولم يحالفها الحظ مع بعضها اونيل البعض الأخر منها، محطات لطالما أرادت، لابل تمنت ان تكون جزءا مهما وفعالا منها، غير انها سرعان ماتدحرجت وتلاشت، واصبحت محض ذاكرة تنخرها امانيها،كان أخرها ذلك الرجل الذي رأته صدفة في احد أزقة محلتهم، وكم تجددت تلك النظرات لها معه في أماكن أخرى، وتمنت في حينها ان يؤطرها عش يلملم احلامها وتوجساتها معه في اسرة متماسكة، غير ان الاخفاق دائما كان يترصدها عبر مبررات وذرائع تتسم بالضبابية والغموض ! واغلب الاحيان كما تزعم صديقاتها بالتخلف ! وتوقفت عجلة تلك الاحلام بمجرد عبورها أعتاب الأربعين من عمرها من دون ان تلقي باللائمة على احد إعتقادا منها ان ما يقع لها يعزى الى قدرها وينبغي عليها قبوله، فتركت نفسها رهن محطات اخر إعتادت أن تستأنس بها عند ممارستها في حاضرها، وتزيل ماعلق من بقايا ماترسب في ذاكرتها.
تحملت وعلى مرور العديد من الأجيال اعباء معانات الأمهات القريبات الصلة من اسرتها، أواحيانا امهات جاراتهم، كل تلك النسوة كن ومازلن يتذكرنها في كل مرة، كيف تجرعت عنهن تبعات حمل ابنائهن في صغرهم على كتفها وتذهب بهم الى هذا المكان اذاك، او الى مكان الأستحمام لأزالة ماعلق بهم من غبار واوحال جراء لعبهم المتواصل في احد الفسح القريبة من بيتهم، تتكفل بتحضير قناني الحليب من حين لأخر لبعض صغارهن،انها لم تمارس تلك الافعال قسرا، او بالضغط من احد، إنما هي من حرصت على الأستجابة لتلبيتها، ومازلت تقر بانها هي من تنفذها من تلقاء نفسها، ولن تشعر لحظة بالندم على افعالها تلك وعلى خلاف ما يعتقد البعص،لم تزل تزهو وتغمرها النشوة حين يطرق احد من فريباتها ابواب تلك الذكريات التي تحولت الى مشاهد تمر سريعة كشريط سينمائي في ذهنها ثم تغادرها، لكونها تعدها اجمل وريث ظل يلاحقها، ولو بقي شيئا من العمر لن تتردد عن تنفيذها إن إستطاعت، لكن ماذا في وسعها، فلكل محطة من العمر لها نزقاتها،وما عليها إلا ان ترضخ لها، كما هو الحال الذي هي عليه الان ﻻﻻفي ذروة شيخوختها،فلم يعد في مقدورها إنجاز كل ماتتمناه،باستثناء اشياء صغيرة تقوم بطهيها، قالت في سرها حين استقبلت نظراتها جمع صور لبعض احفادها من الذكور والأناث ركنت في مساحة اوسع جدران غرفتها وهي تسير متكئة بصعوبة على عكازتها “الحمد لله انهم واخرون غيرهم امضوا ردحا من العمر يلقون رعايتهم على كتفي وبين ذراعي هاتين”.
اطفئت النور في اغلب فناء منزلها فيما هي تندب حظها على كيفية إحضار سيارة أجرة يوم غد لكي تذهب لتتقاضى بعض ما ورثته من بين اخواتها عن ابيها من راتب متواصع، وإستلقت في فراشها بخفة، وغطت في نوم عميق
وفي الصباح وفيما هي تفز على حزمة الشمس المتسللة خيوطها عبر الشباك تناهى اليها وقع طرق بابها مشوب بجلبة حركة غير مألوفة، انها لم تعتد طرقات كهذه منذ زمن طويل، قالت مخذولة من قلق بات يساورها “ياترى من جاء في هذا الوقت”..؟ جرجرت قدميها بخطوات بطيئة تسعفها عكازتها،وعند أقترابها قالت متسائلة من.. ؟ جاءها الصوت “افتحي ياإمرأة” ولحظة ان سحبت احد ظلفتي الباب الى الوراء
فوجئت بجمهرة من الشبان والفتيات يلتفون حولها وفي اكفهم بعض الهدايا “ من أنتم وماذا تريدون ؟ “ نظرت في وجوههم بامعان، في الحال تبينت ملامح وجوه احفادها، ترقرقت الدموع في عينيها وهاجس الأطمئنان قفز الى ذهنها بأنها مازالت حاضرة في ذاكرتهم.
******
ص18
المشهد الثقافي البغدادي

عن “دار الرواد المزدهرة” صدر اخير للاعلامي والفنان طه رشيد كتاب “ المشهد الثقافي البغدادي”.
يقع الكتاب في 180 صفحة من القطع المتوسط، وتحمل صفحاته عشرات المتابعات الصحفية للاحداث الثقافية في العاصمة بغداد منذ مطلع 2013 حتى مطلع 2020.، والتي نشرها الكاتب في عدد من الصحف البغدادية.
************
حملة “كمّامتك علينا” في الفضل والشيخ عمر

بغداد – طريق الشعب
أطلق فريق “رفقتنا الحلوة” التابع إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الأولى، أول أمس الأحد، حملة بعنوان “كمامتك علينا.. حياتك تهمنا”، وزع فيها على المواطنين نحو 500 كمامة، كان قد جمع تبرعات مالية لغرض شرائها.
وشملت الحملة التي ساهم فيها رفاق من منطقة الفضل، الشارع العام والسوق الرئيس في المنطقة نفسها، إلى جانب منطقة الشيخ عمر.
*********
شيوعيو الكاظمية يوزعون سلات غذائية

بغداد – طريق الشعب
أطلقت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الكاظمية/ اللجنة المحلية في الكرخ الأولى، السبت الماضي، حملة تكافل اجتماعي وزعت من خلالها سلات غذائية على عائلات متعففة.
الحملة التي تمت بإشراف سكرتير اللجنة المحلية الرفيق عبد الرزاق إبراهيم ورفيقته نسرين حسين، فضلا عن رفيقهما حسين دبس، شملت العديد من العائلات المتعففة الساكنة في منطقة “النعش خانه” بمدينة الكاظمية.
***********
حملة “نحن معكم”
في قضاء الإصلاح بذي قار

الناصرية – طريق الشعب
أطلق فرع اتحاد الطلبة العام في قضاء الإصلاح بمحافظة ذي قار، أخيرا، حملة توعية صحية للوقاية من فيروس كورونا، عنوانها “نحن معكم”.
تضمنت الحملة جولات إعلامية في أسواق القضاء وشوارعه، الهدف منها حث المواطنين على الالتزام بالإرشادات والتوجيهات الوقائية التي أعلنتها خلية الأزمة.
ووزع مطلقو الحملة على المواطنين، ملصقات مدونة عليها معلومات عن الوباء وطرق الوقاية منه.
*********
ساحات النضال، تأريخ مشرف
ساحة اعتصامات ميسان
كمال يلدو

يبلغ عدد نفوس محافظة ميسان حوالي المليون نسمة، وتعتبر ثالث محافظة بإنتاج النفط بعد البصرة وكركوك، وبُنيت فيها معامل كبيرة استوعبت قطاعات مهمة من العمال والموظفين مثل معمل السكر، البلاستك، الورق، الزيوت النباتية والمشروبات الغازية ناهيك عن عشرات المعامل الصغيرة والمتوسطة والتي جرى محاربتها او اغلاقها بشكل جزئي او بالكامل، من اجل ترويج الاستيراد من دول الجوار، هذا اضافة لوفرة مياه الاهوار والثروة السمكية، ويقف الانسان مبهوتا امام هذه المعطيات فيما بلغت نسبة الفقر في المحافظة حسب آخر احصائية لوزارة التخطيط ٣٣٪ إن لم تكن اعلى !
واقع المحافظة المرير وانتشار الامراض والمخدرات والبطالة والفساد الاداري المكشوف ، والمغانم الكبيرة للاحزاب الحاكمة والميليشيات عبر مجلس المحافظة دفع ابناء المحافظة النجباء للنزول الى الشوارع والمطالبة بالاصلاح ومحاربة الفاسدين وتوفير فرص عمل كريمة لابناء المحافظة . هذه المطالب المشروعة جوبهت بطريقتين: اما بالاهمال المتعمد او بالقوة والعنف والصدام مع المتظاهرين والمعترضين .
بدأت المظاهارت في شباط ٢٠١١ وانطلقت في شارع دجلة ـ أشهر شارع في المحافظة ـ متوجهة نحو مجلس محافظة ميسان، وذلك لعدم وجود ساحة عامة للتجمع. وتنوعت اماكن التجمع بمرور الوقت ، وتفاديا لقطع ارزاق اصحاب المحلات ولتفويت الفرصة على القوات الحكومية والتصادم معها، حتى انتهى امر التظاهرات عشية الانطلاقة الجبارة في ١ اكتوبر ٢٠١٩ واستمرارها بشكل يومي او شبه يومي باختيار المنطقة المحاذية لمجسر طريق (بغداد ـ بصرة) وهو يقع على ضفة النهر وبالقرب من مبنى المحافظة لايصال الصوت لهم مباشرة، اضافة الى وجود فلكة دائرية تحت المجسر تقي المتظاهرين من المطر والشمس.
واصبحت المنطقة تسمى (ساحة اعتصامات ميسان) بكل فخر واعتزاز، حيث شهدت وتشهد مئات الالوف من ابناء وبنات المحافظة النجباء، ومن الطلبة والكسبة المناصرين لمظاهرات بغداد والمحافظات، والمطالبين بتقديم السراق وقتلة المتظاهرين الى العدالة وتوفير فرص حياة لائقة لابناء المحافظة توازي ما تقدمه المحافظة من خيرات للعراق.
مجداً مكللاً بالغار لشهداء مظاهرات ميسان الغالية، وأماني بالشفاء للجرحى وعودة مشرفة للمعتقلين والمغيبين، وتحايا من القلب لعوائل الثوار المنتفضين ، ويقينا ان تأريخا جديداً قد كتب ابتداءً منذ ١ تشرين ٢٠١٩ وسيكتمل مع الخلاص من نظام المحاصصة واحزابه وميليشياته الفاسدة ، ومن اجل اقامة نظام العدالة والحياة الحرة الكريمة .
**********
ليس مجرد كلام
حظر التجوال.. مد وجزر !
عبد السادة البصري
منذ ظهور الوباء في أوائل آذار، والمواطنون بين مدٍّ وجزر مع حظر التجوال!
في البدء تم إعلان حظر التجوال الشامل للمواطنين، لكنه لم يشتمل على أمور أساسية كان على الحكومة حينها أن تتدارس الوضع وتضع الحلول الفورية والناجعة لها، مثل تدبير لقمة العيش والقطاعات الإنتاجية والخدمية والمالية وحركة السوق وذوي الدخل المحدود وما إلى ذلك!
لم تدرسها جيدا، ولم تضع حلاً وان كان مؤقتا، بل تركت الامور على عواهنها وانشغلت بصراعاتها بعيدا عن صحة المواطنين، وكيفية السيطرة على الوباء، رغم ندرة الإصابات في بادئ الأمر، وإمكانية السيطرة عليه بشكل تام!
ورغم برودة الجو حينها، لم تكن هناك إصابات ولا وفيات بهذا العدد!
أخذ الحظر يتفكك شيئا فشيئا على يد المواطنين الذين ضاقوا ذرعا بالمكوث في بيوتهم دون أدنى بارقة أمل في حلٍ يرتجى هنا أو هناك لأمورهم المعيشية، ما أجبرهم على كسر الحظر والخروج إلى أعمالهم لكسب قوتهم اليومي رغم الخطورة!
كما لم يكن هناك تثقيف بالمعنى المطلوب والشامل لكل الأمور، بالإضافة إلى جهل الأغلبية بآثار هذا الوباء وخطورته وما ستؤدي الإصابة به واستفحال انتشاره بين الناس وعدم السيطرة عليه، ما جعلهم لا يعيرون أهمية حتى للتعليمات والتوصيات مثل لبس الكفوف وارتداء الكمامات وأعمال التعقيم والتعفير، ولا مبالاتهم بالمرض وكأن شيئا لم يكن!
بعد أكثر من ثلاثة أشهر بدأت نسب الإصابات والوفيات تزداد يوما بعد آخر مع ارتفاع درجات الحرارة، ووقوع أعداد من أبطال خط الصد الأول (الكوادر الصحية) في حبائله، وسقوط ضحايا كثيرين ما أثار خوفا وقلقا لدى المواطنين بشكل كبير!
صار المواطن بين نارين، الوباء ولقمة العيش وما بينهما حظر التجوال!
كل هذه الأمور سببها الرئيسي الفساد المستشري في كل مكان منذ عام 2003 ولحد هذه اللحظة، والذي أدى إلى ضياع مليارات الدولارات والميزانيات الانفجارية، وبدلا من بناء منظومة صحية متكاملة من مستشفيات ذات تجهيزات طبية ومستلزمات تقنية حديثة، رحنا نهدر الأموال هنا وهناك!
لو فكّرنا قليلا بأن علينا أن نبني وطنا خرج للتو من أتون نظام ديكتاتوري شغل البلاد والعباد بالعسكرتاريا وحروب لا معنى لها، وشعرنا بانتمائنا الحقيقي لهذه الأرض، لما استطاع أي مرض أن يتغلب علينا مهما كانت شراسته، لأننا سنكون حينها متحصنين بالبناء والعمران والتعليم والإنتاج وفخامة الاقتصاد، ولكن للأسف كل هذا لم يحصل بسبب انعدام الضمير الإنساني وعدم الشعور الحقيقي بالانتماء للوطن والناس وانشغال المعنيين بالمكاسب والمغانم والصراعات على الكراسي فضاع الأخضر واليابس!
لهذا وقفنا حائرين الآن نطلب العون من دول كانت تتمنى وتترجي عوننا لها!
علينا أن نعيد حساباتنا ولو مرة واحدة في العمر لنعرف إلى اين أوصل الحاكمون البلاد والعباد !!