العدد 149 السنة 85 الثلاثاء 31 آذار 2020

 

تصفح بي دي اف

 

 

 

 

ص1

تحية الى الذكرى السادسة والثمانينلتأسيس الحزب الشيوعي العراقي

يعود آذار الربيع من جديد، ويتهيأ الشيوعيون العراقيون واصدقاؤهم لاستقبال ذكرى تأسيس حزبهم، وهي السادسة بعد الثمانين هذه المرة، باعتزاز وفخر وعزيمة لا تُفل.

 لقد جاء ظهور الحزب الشيوعي العراقي في ساحة النضال عام 1934 حصيلة لنضال شعبنا وطبقتنا العاملة، فيما كانت الاحزاب الوطنية البرجوازية تتعرض الى التضييق والقمع من قبل حكام العهد الملكي وأسيادهم المستعمرين الانكَليز.

ومنذ اللحظات الاولى تمثل الحزب الشيوعي روح المواطنة العراقية ومبادئ الوحدة الوطنية الأصيلة، وهو ما جسده في بنائه التنظيمي الأممي وفي برنامجه وأهدافه وشعاراته. فضمت منظماته مناضلين من جميع أطياف الشعب العراقي القومية والدينية، كما تجسدت أمميته في ربطه الجدلي بين النضال الوطني والتضامن مع بقية الشعوب المكافحة للتحرر من الاستعمار وتقرير المصير، والسير على طريق الديمقراطية والتنمية البشرية والعدالة الاجتماعية.

وعلى مدى سنوات طويلة من العمل السري والعلني، تصدر الحزب النضالات الجماهيرية السياسية والاقتصادية والمطلبية وقادها، وحرص على التنسيق والتحالف عبر وثبات شعبنا وهباته ونضالاته الجماهيرية، مع القوى الوطنية والديمقراطية الأخرى. وبقي كذلك أميناً على تنفيذ شعاره المتجدد الذي أطلقه بانيه الرفيق فهد "قووا تنظيم حزبكم، قووا تنظيم الحركة الوطنية" والذي يحتفظ بأهميته حتى في وقتنا الحاضر.

واهتم الحزب مبكراً ببناء أوسع حركة جماهيرية إجتماعية ديمقراطية، ودعم تشكيل المنظمات الطلابية والشبابية والنسائية المستقلة والاتحادات والنقابات العمالية والفلاحية والمهنية ومنظمات المجتمع المدني الاخرى.

وبقدر ما احتضنت جماهير الشعب الحزب ونضاله المتفاني، ناصبه أعداء الشعب على إختلاف تلاوينهم السياسية وجذورهم الطبقية العداء، وشنوا ضده الحملات والتصفيات الدموية، التي طالت منظماته والآلاف من أعضائه واصدقائه، وبضمنهم قادته وكوادره الميامين فهد، حازم، صارم، سلام عادل، جمال الحيدري، العبلي، أبو العيس، شاكر محمود، عايدة ياسين، نزار ناجي يوسف، مونا ليزا أمين، وضاح عبد الامير، هادي صالح والاَلاف غيرهم من المناضلين.

واضطر الحزب، رغم إيمانه ورغبته العميقين في العمل العلني والديمقراطي، إلى إمتشاق السلاح مرتين في فترتي حكم البعث: عام 1963، وبعد الهجمة الوحشية لنظام صدام حسين أواخر السبعينات، حين شكل حركة الأنصار الشيوعيين في كردستان العراق دفاعاً عن وجوده وعن رفاقه ومنظماته الحزبية والديمقراطية. وعمل في الوقت ذاته على بناء تحالفات وطنية للخلاص من النظام الدكتاتوري، ولاسقاطه بأيدي القوى والأحزاب الوطنية العراقية، محذراً من المراهنة على الغزو الأجنبي وما يؤدي اليه ذلك من إحتلال للبلاد.

لكن تحذيراته لم تجد للاسف أذناً صاغية في المعارضة العراقية آنذاك، فوقع المحذور واحتل العراق ولَم تتحقق امال العراقيين في إقامة البديل الوطني الديمقراطي. ومنذ 2003 وأزمة بلادنا تشتد وتتعمق على مختلف الصعد، والفساد الإداري والمالي يتفشى ويحرم العراقيين من خيرات بلدهم، وتعجز مؤسسات الدولة عن القيام بواجباتها، وعن حصر السلاح بيدها. وانتهى الحال بتحول البلد في الآونة الاخيرة الى ساحة لتصفية الحسابات الاقليمية والدولية، والى ميدان حروب بالوكالة لا ناقة للعراقيين فيها ولا جمل.

ولم يكن غريبا أن يتراكم الغضب والاستياء الجماهيريان على هذا الواقع المأساوي، لينفجرا في تظاهرات احتجاجية بدأت في شباط 2011، وتُوّجت بانتفاضة تشرين 2019 البطولية، التي رفعت شعار التغيير وإزاحة منظومة المحاصصة والفساد برمتها.

وقد اتسمت هذه الانتفاضة الفريدة بعفويتها وسلميتها، وبالدور المحوري والمتميز للشباب والنساء فيها، وبثباتها في سوح التظاهر والاعتصام رغم مرور ستة شهور تقريبا على انطلاقها، ورغم استخدام الحكومة واجهزتها القمعية القوة الغاشمة فيها، وسقوط اعداد غير مسبوقة من الشهداء والجرحى والمعوقين ضحايا لها.

ومن الواضح ان تجاهل مطالبها المشروعة والمماطلة في تنفيذها، سيزيد حالة الاستعصاء السياسي في البلاد، ويعمق الأزمة التي ينوء تحت وطأتها شعبنا العراقي على الصعد كافة. كما انه يؤشر فقدان الشعور بالمسؤولية لدى القوى المتنفذة، وبؤس ادارتها للأزمة وعجزها عن إيجاد معالجات لها، خاصة في هذا الوقت الذي تشتد فيه الضائقة الاقتصادية ويتفشى وباء كورونا.

والواقع إن الحل لا يكمن في التشبث بمنهجها الفاشل في ادارة الدولة، او بالاساليب المستلة من ترسانة الدكتاتوريات البائدة، ولا عبر الاٍستعانة بمن يحملون السلاح خارج مؤسسات الدولة. وقد جُرّبت هذه الاساليب تكراراً، فكانت النتيجة تعزيز الانتفاضة وعيا وصمودا وصعودا واصرارا على تحقيق الأهداف المشروعة كاملة. وهذا ما يتوجب ان يدركه الحاكمون فيستجيبوا عاجلا لمطالب المنتفضين وغالبية ابناء الشعب في تشكيل حكومة جديدة كفؤة وقادرة على محاسبة قتلة المتظاهرين، وفي إجراء إنتخابات مبكرة بعيدا عن التزوير والمال السياسي والتهديد بالسلاح.

ولقد قام حزبنا الشيوعي العراقي وما زال بدور مشهود في الحراك الجماهيري منذ بدايته عام 2011، وبذل جهوداً متميزة في مجالات التوعية والتعبئة والتحشيد، وبادر الى تشخيص مظاهر الخلل الكثيرة والخطيرة في مسيرة بلادنا بعد 2003، راسماً خارطة طريق تتضمن الحلول العملية للمشاكل والمصاعب التي تواجه شعبنا ووطنا.

وكانت مشاركة رفاق حزبنا وكوادره القيادية واصدقائه واسعة وفعالة في سائر المظاهرات والاعتصامات التي أندلعت منذ تسع سنوات، والتي جسدت سعيه الى تطمين مصالح العراقيين وتلبية تطلعاتهم الى الحرية والسلام والعدالة.

كذلك تجلت في جهد الشيوعيين لادامة انتفاضة تشرين وإبراز مشروعها المدني الديمقراطي، وتحقيق كامل أهدافها في اقامة دولة المواطنة والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية. وهم اليوم يمضون قدما بنفس القوة والحماس على هذا الطريق المشرف، حتى تبلغ نضالات شعبنا غاياتها النبيلة، وتعيد للعراق وجهه الناصع ودوره الانساني المشهود عبر التاريخ.

عاش الشعب العراقي صانع الأمجاد والبطولات.

المجد كل المجد لانتفاضة تشرين البطولية ولشهدائها وكل شهداء العراق الأبرار.

تحية اعتزاز الى حزبنا الشيوعي العراقي في ذكرى تأسيسه السادسة والثمانين.

اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي

23 آذار 2020

*******************

بيان الحزب الشيوعي العراقي

محنة الكادحين والفقراء في زمن الوباء

وواجب الحكومة

تتفاقم محنة الملايين من جماهير شعبنا المحرومين، مع مرور ايام حظر التجوال ومع تمديدها الذي لا بد منه لمواجهة خطر فايروس كورونا وكارثته الداهمة.

ففي بلادنا اليوم ما لا يقل عن عشرة ملايين من المواطنين الفقراء، الذين يقع معظمهم تحت خط الفقر وفقا لارقام وزارة التخطيط. وهؤلاء هم عمال المساطر واصحاب البسطيات والكسبة من مختلف الانواع وغيرهم، ممن يصارعون يوميا في الاحوال الاعتيادية من اجل تأمين لقمة خبزهم وقوت عائلاتهم. وما اكثر ما يعودون خائبين، عاجزين عن سد جوع صغارهم المتضورين.

ولنا ان نتصور حال هؤلاء المسحوقين اليوم في ظل الحظر، الذي يحرمهم حتى من فرص العمل البائسة المشار اليها وغير المضمونة، ويسلبهم كل قدرة على إطعام الافواه الجائعة التي تنتظرهم في بيوتهم العشوائية.

ومع التقدير الصادق لحملات الاغاثة التي يقوم بها كثير من المواطنين الغيورين والجهات المخلصة في اطار حملات التكافل الاجتماعي، الا ان هذه الجهود النبيلة ابعد كثيرا جدا من ان تسد احتياجات الملايين من الناس.

فكيف يمكن للمنكوبين التحمل في مثل هذا الحال، والتقيد بالحظر الذي لا شك في ضرورته لمواجهة الكورونا وإبعاد شرها؟

واذا لم يتحملوا ولم يتقيدوا وهم بالملايين، فأي معنى يبقى للحجر والحظر وللمقاومة كلها ضد الوباء؟

انها مأساة كبيرة اخرى تحيق بشعبنا، ولن تقل وطأة عن مأساة كورونا اذا لم يتحرك المسؤولون والجهات المعنية عاجلا لمواجهتها ودرئها، ولمعالجة المشكلات الاخرى التي تثقل كاهل عامة المعدمين والفقراء والكسبة وذوي الدخل المحدود والمتقاعدين وغيرهم، ممن يشكلون بمجموعهم غالبية شعبنا العراقي.

ان هناك العديد من التدابير السريعة التي يمكن ويتوجب القيام بها لمعالجة الموقف:

1. اطلاق مواد البطاقة التموينية وإيصالها الى الوكلاء في الحال، مع زيادة وتنويع مفرداتها وتحسين قيمتها الغذائية، والا فتجهيز العوائل بوجبة تموينية كاملة لشهرين اولا، على ان يتم توزيعها بالمجان او مقابل مبلغ زهيد جداً.

2. منح مستحقي الرعاية الاجتماعية والمتقاعدين راتبا عاجلا لشهرين على الاقل.

3. منح اصحاب البسطيات والاكشاك والعاملين بأجر يومي مبلغا مقطوعا قدره 250 ألف دينار شهريا ولمدة شهرين.

4. منح عمال المساطر (البناء) واصحاب الحرف كافة مبلغا قدره 250 ألف دينار شهريا ولمدة شهرين.

5. منح ذوي الاحتياجات الخاصة مبلغا قدره 250 ألف دينار شهريا ولمدة شهرين.

6. منح الخريجين العاطلين عن العمل مبلغا قدره 250 ألف دينار شهريا ولمدة شهرين.

7. دعم اسعار قناني الغاز، كذلك اسعار النفط والطحين المجهزين لافران الصمون والخبز في المناطق الفقيرة بشكل خاص، كي يباع الصمون باسعار منخفضة.

8. اعفاء المواطنين من اجور الكهرباء والماء لشهري آذار ونيسان على الاقل.

9. الإعفاء من دفع ايجارات البيوت والمحلات التجارية والاقساط المستحقة على اختلاف انواعها، ما دام منع التجوال ساري المفعول

10. عدم استقطاع اية مبالغ من رواتب ذوي العقود والاجور الموقتة خلال فترة الحجر ومنع التجوال.

11. الاسراع في تعيين خريجي كليات الطب والمهن الصحية ليلتحقوا بالمستشفيات على الفور.

ان هذا كله يستلزم، بجانب توفير المبالغ المطلوبة لمواجهة وباء كورونا وتسخير امكانات الدولة ومؤسساتها لهذ الغرض، تأمين الاموال اللازمة للأغراض اعلاه من خارج المخصص في ابواب الخدمات، والذي هو شحيح اصلا.

ويتطلب هذا في ما يتطلب، تنفيذ المقترحات السابقة بخفض رواتب ومخصصات ذوي الدرجات الخاصة الى النصف، ولمدة شهرين على الاقل، اضافة الى ضغط نفقات الدولة غير الضرورية. كما يتطلب تطبيق فكرة تأسيس صندوق خاص، توضع فيه تخصيصات الدولة والتبرعات المحلية والخارجية وما يستقطع من الرواتب العالية.

ان كافة الجهود يجب ان تتضافر وتنصب على درء كارثة الوباء وشبح الجوع عن بنات وابناء شعبنا، وعلى اطلاق شتى المبادرات لتعزيز وتطوير التعاضد والتكافل الاجتماعيين.

 

29-3-2020

**************

مواطنو البصرة يشكون صعوبات العيش خلال حظر التجوال

البصرة - طريق الشعب

يعيش مواطنو محافظة البصرة اوضعاً معيشية صعبة بعد تمديد فترة حظر التجول وتشديد الاجراءات الامنية ورفع حالة التأهب لمكافحة وباء كورونا اثر ارتفاع نسبة المصابين فيه.

تلك الاجراءات اثرت بشكل كبير على فقراء المدينة وكادحيها من الذين يقتاتون على العمل اليومي.

وبين مواطني المحافظة لـ"طريق الشعب" ضعف الاجراءات الحكومية في مواجهة الازمة مما صعب حياتهم المعيشية اليومية، واوضح اخرون ان تجار تلاعبوا بالأسعار واحتكروا المواد الاساسية دون رادع من قبل الجهات المعنية. اشار مواطنون الى ان مفردات البطاقة التموينية لشهر اذار لم توزع لغاية الان، وان المواد الاخرى لم تسلم كاملة في شهر شباط، اذ سلمت مادتي الطحين والرز لشهر شباط فقط بمعدل ٩كغم من مادة الطحين للفرد الواحد، و٣ كغم من مادة الرز للفرد الواحد.

***********

رائد فهمي في حوار شامل:

الحزب يسعى لتأمين شروط إحداث التغيير ومستلزماته

وموازين القوى الضرورية

بغداد – طريق الشعب

أكد الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، أن انتفاضة تشرين تمثل أهم فعل جماهيري سياسي واجتماعي وثقافي، منذ نشوء الدولة العراقية، مشيراً إلى أن دور الحزب الشيوعي العراقي يشتق من المهمات التي تواجهها البلاد.

جاء ذلك في لقاء شامل أجرته معه، أخيراً، منابر الحزب الإعلامية عشية حلول الذكرى السادسة والثمانين لتأسيس الحزب.

وقال رائد فهمي في القاء، أن انتفاضة تشرين رفعت شعار التغيير. كما رفعت شعارات سياسية أخرى، بعدما تأكد لها أن كل المطالب التي رفعتها، وهي مطالب معاشية وخدمية، يقف أمام تحقيقها عائق المنظومة السياسية، مؤكداً أن على قوى الانتفاضة أن تترجم فعلها سياسيا عبر تحقيق اصطفاف شعبي سياسي واسع.

وأوضح فهمي أن القوى المتنفذة لم تتردد عن انتهاز اية فرصة لأضعاف الانتفاضة، مشيراً إلى أن تلك القوى تواظب على تشويه طبيعة الانتفاضة، والاستفادة من عناصر الانقسام وتكريسه بأشكال مختلفة.

وفي الشأن الاقتصادي، ذكر فهمي أن اقتصاد العراق في مأزق كبير جدا منذ سنوات، فالطابع الريعي للدولة يتنامى بالاعتماد على النفط، وبلغ حدوداً مقلقة جدا ومشخصة من قبل الجميع، داعياً إلى تحويل الازمة الاقتصادية الحالية إلى فرصة تنموية للعراق، عبر تفعيل قطاعاته الانتاجية.

وفي شأن دور الحزب الشيوعي العراقي، بين الرفيق سكرتير اللجنة المركزية للحزب، أن دور الحزب يشتق من المهمات التي تواجهها البلاد، وأن الحزب في ظل هذه الأجواء، يبقى اداة مهمة بيد الشعب وبيد الطبقات الكادحة، مشيراً على أن الحزب اليوم له دور سياسي- فكري مهم، وسياساته تحظى بقبول واسع.

وفي ختام المقابلة وجه الرفيق فهمي كلمة تحية للشيوعيين العراقيين بمناسبة الذكرى الـ86 لتأسيس الحزب.

****************

 

 

ص2

في مناسبة ذكرى تأسيسه

الشيوعي العراقي: نحتفل مع الناس بمكافحة الوباء

 

وجه الحزب الشيوعي العراقي منظماته في العراق وخارجه الى تحويل مبالغ الاحتفالات بذكرى تأسيسه السادسة والثمانين الى سلات غذائية توزع على كادحي وفقراء شعبنا، وهم يواجهون تفشي وباء كورونا. وبيّن الرفيق مفيد الجزائري نائب سكرتير الحزب ان ذكرى تأسيس الحزب تأتي هذه المرة وسط مصاعب كبرى يعيشها شعبنا العراقي نتيجة ازمة وباء كورونا، التي ادت الى تعطيل الحياة العامة ومفاقمة شظف العيش بالنسبة للكادحين والمعدمين. لذلك توجهنا الى منظماتنا الحزبية في كل مكان الى تحويل المبالغ المالية المخصصة لتمويل الاحتفالات بالمناسبة، للاسهام في الجهود الوطنية لمكافحة الوباء المتفشي. واكد الجزائري ان الحزب كان قد طلب في وقت سابق من رفاقه ومناصريه الانخراط في الحملات الوطنية المتنوعة للتخفيف من معاناة ابناء الشعب واعبائهم. واضاف انه بدلاً من احياء الفعاليات الكبيرة كما في كل عام، قررنا احياء الذكرى مع الناس من خلال فعاليات التوعية والفعاليات الصحية وتوزيع المساعدات على الفقراء. جدير بالذكر ان الحزب وجه في وقت سابق نداء الى الجهات المعنية كافة، يحثها فيه على التخفيف من المحنة الذي تعصف بابناء شعبنا العراقي، خصوصاً منهم المعدمون والمعوزون، في ظل استشراء وباء كورونا.

***************

الشيوعي الصيني يجيب على رسالة تضامنية من الشيوعي العراقي

 

 

المكتب السياسي الحزب الشيوعي العراقي

في اللحظة الحاسمة لمكافحة الصين تفشي وباء الالتهاب الرئوي الناتج عن فيروس كورونا الجديد، أرسل حزبكم رسالة إلى الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني شي جينبينغ حيث عبر عن وقوفه إلى جانب الحزب الشيوعي الصيني والحكومة الصينية والشعب الصيني في معركتنا ضد الوباء وعن ثقتكم الثابتة بالصين في كسب الانتصار النهائي في المعركة. وهذا خير دليل على مشاعر الصداقة التي يكنها حزبكم تجاه الحزب الشيوعي الصيني والشعب الصيني، يطيب لدائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ان تتقدم اليكم بجزيل الشكر على ذلك.

منذ انتشار وباء فيروس كورونا، أولت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ونواتها الأمين العام شي جينبينغ اهتماما بالغا يوضح سلامة حياة الشعب وصحة في المقام الأول، حيث قامت بالتدبير الشامل واتخذات الإجراءات الكفيلة لتقود الحكومة الصينية والشعب الصيني لمكافحة الوباء. وبفضل الجهود الوطنية الجبارة لجموع غفيرة من الجماهير، يتوطد ويتوسع الاتجاه نحو استمرار تحسن أعمال الوقاية والسيطرة على الوباء وتسارع استعادة الإنتاج والحياة بشكل مطرد، وكما تم تحقيق نتائج إيجابية في التوفيق بين أعمال مكافحة الوباء والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. ولدينا ثقة وقدرة واصرار تام لكسب الانتصار النهائي في المعركة ضد فيروس كورونا وتحقيق الأهداف المحددة بشأن إنجاز بناء مجتمع رغيد الحياة على نحو شامل ومكافحة الفقر.

يتمسك الجانب الصيني بفكرة بناء مجتمع المصير المشترك للبشرية، حيث يعمل على تعزيز التعاون مع المجتمع الدولي، ويساهم بشكل إيجابي في حماية امن الصحة العالمية العامة. وان الحزب الشيوعي الصيني على استعداد العمل مع أحزاب العالم على تعزيز التبادل وتكثيف التواصل وتقاسم تجربة مكافحة الوباء وتنسيق التدابير بشأنها، رافضا لوصم وتشويه سمعة دولة معينة و تسييس الوباء. ويعد أمن الصحة العالمية العامة تحديا مشتركا أمام البشرية جمعاء، فيتعين على دول العالم مواجهة يدا بيد لحماية أمن الصحة العامة إقليميا وعالميا، وبناء مجتمع الصحة المشتركة للبشرية، ودفع الرفاهية والتنمية المشتركة.

يهتم الحزب الشيوعي الصيني بتطوير علاقات الصداقة مع الحزب الشيوعي العراقي، مستعدا لتعزيز والتعاون بين الحزبين وفقا لروح ايجاد الأرضية المشتركة مع ترك الخلافات جانبا والاحترام المتبادل والاستفادة المتبادلة، بما يدفع علاقات الشراكة الاستراتيجية بين الصين والعراق إلى الأمام باستمرار.

مع أطيب التمنيات.

دائرة العلاقات الخارجية للجنة

المركزية للحزب الشيوعي الصيني

24 مارس  2020

**************

كورونا يكشف عجز الحكومة المحلية في البصرة عن معالجة الازمات

مواطنون يشكون صعوبات العيش خلال حظر التجوال

البصرة - احمد ستار، حافظ الجاسم

يعيش مواطنو محافظة البصرة اوضاعاً معيشية صعبة بعد تمديد فترة حظر التجول وتشديد الاجراءات الامنية ورفع حالة التأهب لمكافحة وباء كورونا اثر ارتفاع اعداد المصابين فيه.

تلك الاجراءات اثرت بشكل كبير على فقراء المدينة وكادحيها من الذين يقتاتون على العمل اليومي.

وبيّن مواطنو المحافظة لـ"طريق الشعب" ضعف الاجراءات الحكومية في مواجهة الازمة مما صعب حياتهم المعيشية اليومية، واوضح اخرون ان تجارا تلاعبوا بالأسعار واحتكروا المواد الاساسية دون رادع من قبل الجهات المعنية.

بلا تموين

 

اشار مواطنون الى ان مفردات البطاقة التموينية لشهر اذار لم توزع لغاية الان، وان المواد الاخرى لم تسلم كاملة في شهر شباط، اذ سلمت مادتي الطحين والرز لشهر شباط فقط بمعدل ٩كغم من مادة الطحين للفرد الواحد، و٣ كغم من مادة الرز للفرد الواحد.

المواطن سعيد احمد، احد سكنة قضاء الزبير قال لطريق الشعب : " في ظل الازمات يجب على الدولة ان تتدخل لحماية مواطنيها وتقديم كافة الحقوق لهم وهذا ما وجدناه في دول العالم المختلفة، حيث خصصت مبالغ مادية للمواطنين في ظل وباء كورونا" واضاف " اما في العراق فان الدولة فاشلة في تقديم ابسط متطلبات المعيشة وهي مفردات الحصة التموينية ، وحتى المواد التي تصل فهي غير قابلة للاستهلاك البشري في كثير من الاحيان"

,وقد تفاوت تووزيع مواد البطاقة التموينية من منطقة الى اخر ففي مناطق منها قضائي القرنة وابو الخصيب فتم توزيع مادة الطحين لشهر شباط فقط ولم يستلم بعدها شيء.

 

لا اجور منذ اكثر من شهر

 

وذكر احد العاملين بالأجور اليومية في شركة الحفر النفطية لطريق الشعب " بأنه لم يستلم راتبه منذ ٤٥ يوم، ما سبب مشاكل مادية في توفير متطلبات الحياة اليومية في ظل ازمة كورونا، وما نتج عنها من غلاء في الاسعار ، وخاصة المواد الطبية والمعقمة" واضاف " لقد ناشدنا كثيراً ان تتم صرف رواتبنا لكن دون جدوى ،وكل ما يصرح به المسؤولون علينا ، انه لا توجد لدينا سيوله".

ويقول الشاب عباس ناصر يعمل في البناء لــ " طريق الشعب " أن اجراءات حظر التجوال اثر علينا وعلى عوائلنا حيث انا اعمل بــ" العمالة " اجر يومي والآن عاطلين عن العمل ، فكيف نستطيع ان نعيل عوائلنا واطفالنا ، وناشد عباس عبر " طريق الشعب " أن تقوم الحكومة بمساعدتنا نحن اصحاب الاجر اليومي المحدود ، واضاف ناصر يجب ان يكون هناك اجراءات تمكنا من العيش وان نكون قادرين على اعاله اهلنا من خلال تقديم منح مالية لنا.

سعد عبد الامير شاب يعمل في الحي الصناعي قال لــ " طريق الشعب " نحن عمال نعمل بأجر يومي ونساعد عوائلنا وبحدود أسبوعين متوقفين عن العمل ولم نستطيع أن نشتري الطماطم، فكيف لنا ان نعيش ونساعد عوائل ، واضاف عبد الامير الآن ننتظر المساعدات لكي ناكلها من اصحاب الخير ، وننتظر توزيع الحصة التموينية ولحد الآن لم نستلم أي شيء ونطالب الحكومة بمساعدتنا نحن الذين لا نمتلك أي دخل او راتب.

جاسم عاصي " أبو عبد الله " رجل متقاعد قال لــ " طريق الشعب " لحد الآن لم نستلم رواتبنا التقاعدية ونحن اصحاب عوائل وهذا الازمة اثرت علينا واولادنا تركوا اعمالهم بسبب حظر التجوال وكان من المفترض ان تضع الحكومة خطة لمساعدة العوائل والمتقاعدين واصحاب الاجور اليومية.

مصطفى كاظم سائق تكسي يقول لــ " طريق الشعب " أنا اعيّل عائلة من خلال عملي في سيارة تكسي ومنذ فرض حظر التجوال ولحد الآن جالسين في بيوتنا وليس لدينا اي مصدر رزق آخر سوى هذه السيارة ، ومحتارين الآن كيف نعيش عوائلنا والحكومة عاجزة عن توفير احتياجتنا اليومية

تجدر الاشارة الى ان مدينة البصرة تعدُ المصدر الرئيس في ايرادات الدولة من خلال استخراج وتصدير النفط، لكن الواقع المعاشي والعمراني يعاني من تراجع حاد اثر فشل الحكومات المحلية المتعاقبة في انشاء البنى التحتية بسبب اختلافهم على المصالح والنفوذ.

**********

غابت الحصة التموينية وارتفعت الأسعار!

خاص- طريق الشعب

أكد مراسلو جريدة طريق الشعب في بغداد والمحافظات ضعف الاجراءات المتخذة من قبل وزارة التجارة والحكومات المحلية بخصوص توفير مفردات البطاقة التموينية ودعم اسعار الخضر والفواكه ومنع تلاعب اصحاب الضمائر الجشعة بها وتأمين لقمة العيش للمواطنين في ظل الاجراءات المتخذة بعد تفشي وباء كورونا.

واكد المراسلون ان وكلاء وزارة التجارة لم تصلهم الى الآن مفردات البطاقة التموينية منذ فترة طويلة وفي حال توفرت فأنها لا تفي الغرض الاساسي اذ تصل بصورة متقطعة.

وبين مراسلنا في بغداد ان عدداً من المناطق في جانب الكرخ استلموا حصة شهري كانون الاول وشهر شباط، بينما لم توزع الى الان حصة شهر اذار، وبالتالي اضطر الكثير من المواطنين الى شراء احتياجاتهم من السوق السوداء مع ارتفاع اسعارها، واشار مراسلنا الى تفاوت اسعار الخضار والفواكه بين منطقة وأخرى بعد اجراءات فرض حظر التجول اذ ارتفعت الاسعار قياسياً الى الوقت السابق، نتيجة لصعوبات ايصال الخضر والفواكه.

وفي جانب الرصافة اكد مراسلنا بعد اتصاله بالمواطنين من سكنة ( حي البتول، حي النصر، الرشاد، بستان سامي، الباوية، المعامل، الشاعورة) عدم استلامهم للحصة التموينية لشهر اذار، وهذه المناطق من الكبيرة من الناحية السكنية والفقيرة من الناحية الاقتصادية واغلب سكنة هذه المناطق من الكسبة، وتعد البطاقة التموينية مصدر رئيس في معيشتهم اليومية.

مراسل طريق الشعب في قضاء الشطرة بمحافظة ذي قار بين ان المواطنين هناك استلموا في شهر اذار فقط الرز والسكر والطحين ولم يوزع الزيت، مؤكداً تعويض ذلك من خلال السوق السوداء.

واكد مراسلي الجريدة في محافظات الديوانية وكربلاء عدم توزيع حصة الشهر شهر اذار وهذا ما يثقل كاهل المواطنين، ولاحظ مراسلنا في كربلاء ارتفاع اعداد المتسولين خلال هذه الفترة من النساء والاطفال

وفي كركوك بين مراسلنا ان المواطنين استلموا بعض مفردات البطاقة التموينية في مناطق وفي مناطق اخرى وزعت كاملة، واكد ان مسؤولي المحافظة وجهوا ادارة مطحنة الحويجة لتشغيلها وسد النقص الحاصل بالطحين.

وبحسب مراسلينا في بغداد والمحافظات فأن اسعار المعقمات والقفازات والكفوف شهدت ارتفاعاً ملحوظاً خلال فترة حظر التجول مما ادى الى صعوبة شرائها من قبل المواطنين ذو الدخول المحدودة.

**********

في ذكرى تأسيس الحزب الشيوعي الكوردستاني حزب الشعب والوطن

مع إطلالة آذار يحتفل الشيوعيون بذكرى عزيزة عليهم ألا وهي ميلاد حزبهم المناضل الحزب الشيوعي الكوردستاني.

ففي نهاية شهر آذار تمر ستة وثمانين عاماَ على نضال الشيوعيين الكوردستانيين والعراقيين في قافلة ملؤها التضحية والفداء من اجل المصالح والمطالب المشروعة للشعب والوطن. وفي هذه المسيرة فضًل الاف من المناضلين المبدعين والفاعلين في مجالات الحياة العامة، مصالح الوطن والطبقة العاملة وسائر كادحي الشعب فوق مصالحهم الشخصية، صادقين مع العهد الذي قطعوه على نفسهم أمام الجماهير منطلقين من كون حزبهم حزب النضال الوطني والطبقي، والذي ولد كضرورة موضوعية من اجل مصالح العمال والفلاحين والمعدمين وشغيلة اليد والفكر، مناضلين من اجل وطن حر وشعب سعيد، فاختاروا طريق العدالة الاجتماعية والمساواة والاشتراكية كخيار تاريخي، واسترشدوا في المجال العملي والنظري بالماركسية والهوية الوطنية والمصالح العليا للطبقات الكادحة والدفاع عن الديمقراطية والحريات العامة وحقوق المرأة، كأساس لتحليل الواقع الكوردستاني والعراقي وعلى صعيد الشرق الأوسط والعالم، لصياغة المهام والبرامج.

وعلى ضوء تلك المبادئ كان الشيوعيون العراقيون والكوردستانيون في مقدمة النضال والنشاطات الجماهيرية المختلفة من إضرابات ومظاهرات وانتفاضات الفلاحين وثورات الشعب الكوردستاني والعراقي منذ العهد الملكي وإلى الآن. وقدًم الحزب في هذا النضال المتفاني خيرة قادته وكوادره وأعضائه ومؤازريه وفي مقدمتهم فهد وصارم وحازم وسلام عادل وجمال الحيدري.

إن تزامن الذكرى السنوية لتأسيس الحزب الشيوعي الكوردستاني مع الذكرى السنوية لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي تاريخياً، ما هي إلا تأكيد على النضال التاريخي المشترك واستمرار يته ومن اجل حق تقرير المصير لشعب كوردستان والديمقراطية للعراق، ومن هذا المنطلق يساند حزبنا المطالب العادلة لمتظاهري أكتوبر 2019 ، والتي تقوم الطبقة الحاكمة في العراق بتسويفها.

يحيًّ الشيوعيون واصدقاؤهم ومؤازروهم الذكرى السنوية لتاسيس حزبهم في ظروف صعبة ومعقدة يمر بها الشرق الأوسط عموماً إذ أصبحت هذه المنطقة بؤرة للتوتر والصراعات الدولية والإقليمية، وأصبحت الساحة السياسية العراقيةَ جزء من الصراع الإقليمي والدولي وعلى الضد من مصالح شعبنا.

وفي الوقت نفسه تشكل مخاطر فايروس كورونا قلقاً كبيرا لدى شعبنا لما لها من تداعيات على إعاقة المسيرة الاقتصادية وحركة الإنتاج والتي تتزامن مع عدم ضمان رواتب كافة الموظفين من قبل حكومة ألإقليم، في الوقت الذي تشهد فيه اسعار النفط هبوطا كبيرا في الأسواق العالمية ويواجه الاقتصاد العالمي مخاطر أزمة اقتصادية على غرار الأزمة المالية لعام 2008.

وبالتزامن مع جميع هذه الأوضاع تستمر الصراعات غير العادلة بين أحزاب السلطة في كوردستان، والتي تبرز أحيانا على شكل صراعات بين الأجهزة الأمنية استمرارا لعقلية تقاسم مناطق النفوذ، إضافة الى التوترات التي تصل أحيانا إلى التخندق والتراشق بالحملات الإعلامية. وتسبب مجمل هذه الأوضاع قلقا واستياء لدى جماهير شعب كوردستان.

وفي الوقت الذي يطالب حزبنا جماهير الشعب بالالتزام بالإرشادات الصحية ويثني على الأجهزة الصحية والأمنية ومجمل الإفراد والأوساط التي تعمل جنوداً مجهولين للحفاظ على الصحة العامة والسيطرة على الفايروس، يؤكد أيضا على ضرورة قيام حكومة الإقليم بمهامها وتأمين الاحتياجات الصحية ومستلزمات معيشة الجماهير ورواتبهم وخلق أرضية مناسبة لتضامن الشعب مع الحكومة لتجاوز هذه الأزمة الصحية. ان حزبنا على قناعة تامة بان الإنسانية وبالتعاون والتضامن المشترك تستطيع ان تتجاوز هذه الأزمة الصحية .ولكن هذه الأزمة وتداعياتها على الإنسانية جمعاء تبين لنا من غير الممكن التعامل مع الصحة الإنسانية بآليات اقتصاد السوق المنفلت وأرباح الشركات الرأسمالية. وفي ذات الوقت لا يمكن لهذه الازمة الصحية أن تحيدنا عن مهامنا الأساسية في كوردستان من منطلق كوننا حزباً للمعارضة الديمقراطية اليسارية ولذا نؤكد على تشديد النضال من أجل الحفاظ على الحريات الديمقراطية وحقوق المرأة وإجراء إصلاحات حقيقية متعددة الجوانب، وممارسة الشفافية في الكشف عن الإيرادات والنفقات العامة وخاصة في مجالات في النفط والغاز وواردات الكمارك والمنافذ الحدودية، واجتثات الفساد، وإنهاء مظاهر الإدارتين السابقة وخصوصا في مجال قوات البيشمركة والأمن، والتركيز على بناء المؤسسات، وتشريع دستور ديمقراطي علماني في كوردستان، مع وضع سياسة اقتصادية جديدة خلافا لشروط صندوق النقد الدولي والخصخصة المطلقة والاقتصاد ألريعي. كما على الحكومة ان تؤدي مهامها في مجال التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية وتخفيض الضرائب. وندعو البرلمان إلى تعديل قانون الاستثمار الأجنبي وتشريع قوانين للعمل والضمان الاجتماعي والضمان الصحي.

وفي مجال السياسة الخارجية يؤكد حزبنا على سياسة خارجية مستقلة وموحدة في كوردستان على أساس القرار الوطني الكوردستاني المستقل بعيدا عن الانجرار للاستقطابات الدولية والإقليمية. إن من شأن هذه السياسة تجنب الانجرار إلى صراعات إقليمية ودولية وتحولها من الصراعات الثانوية إلى حروب داخلية.

في ذكري تأسيس حزبنا نبعث بتحيات التقدير والوفاء إلى عائلات شهداء الحزب الشيوعي الكوردستاني والحزب الشيوعي العراقي وعائلات كافة شهداء كوردستان وشهداء الحركة الديمقراطية في العراق، معاهدين على استمرار النضال من أجل وطن حر وشعب سعيد.

كما ونبعث تحياتنا النضالية والتضامنية مع البيشمركة الإبطال المدافعين عن تراب كوردستان.

مجدا للذكرى السادسة والثمانين لميلاد حزبنا الشيوعي الكوردستاني والحزب الشيوعي العراقي.

 

المكتب السياسي للحزب الشيوعي الكوردستاني

اواخر اذار 2020

 

***********

ص3

رائد فهمي في حوار شامل:

الحزب يسعى لتأمين شروط إحداث التغيير ومستلزماته وموازين القوى الضرورية

في عشية الذكرى السادسة والثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، أجرت  منابر الحزب الإعلامية لقاء شاملا مع الرفيق رائد فهمي،سكرتير اللجنة المركزية، تنشره "طريق الشعب" في ادناه، مشيرة الى انه ظهر قبل اليوم كاملا  على مواقع الحزب وصفحاته الخاصة بالتواصل:

ماذا حققت انتفاضة تشرين؟

لا نبالغ عندما نقول ان انتفاضة تشرين تمثل أهم فعل جماهيري سياسي واجتماعي وثقافي، منذ نشوء الدولة العراقية، اي منذ عشرينات القرن الماضي، بحكم أبعادها وعمقها وحجم المشاركة الاجتماعية فيها، خاصة من قبل النساء والشباب، اضافة الى استمرارها وجرأتها وتواصلها، ربما تحمل ملامح متميزة حتى عن ثورة العشرين وثورة 14 تموز المجيدة، حيث أنها انطلقت من عمق المجتمع العراقي.

ماذا حققت حتى الآن؟ اعتقد انها حققت الكثير، وربما لم تحقق بعد الأهداف التي خرجت من اجلها والمطالب المشروعة التي طرحتها، ولكنها حققت على الصعيد السياسي أموراً عديدة، أبرزها فرض استقالة الحكومة، ونزعت المشروعية عن الكثير من الرموز السياسية، من شخوص المحاصصة وبمختلف عناوينهم، كما أنها سببت هزة كبيرة للخطاب الطائفي ورموزه، ممن هيمنوا على الواقع السياسي، وهي ايضا – أي الانتفاضة - عمقت الفجوة بين جمهور الشعب وبين المنظومة السياسية التي أفرزتها العملية السياسية الحاكمة منذ عام 2003 وحتى الآن.

فالانتفاضة خلقت على هذا الصعيد تأثيرات كبيرة على المسارات والتطورات السياسية القادمة.

اما على المستوى الاجتماعي- الثقافي، فقد حققت الانتفاضة الكثير ايضاً، اذ عززت مفهوم المواطنة، ودفعت قضية الانتماء والهوية الوطنية الى المقدمة، وذلك على حساب الهويات الفرعية، سواء كانت الطائفية أو الاثنية. وهذا ما تجسد في توجهات الانتفاضة وشعاراتها المختلفة التي رفعت في ساحات الاحتجاج المختلفة، وايضا في فعاليات الانتفاضة المختلفة التي حدثت، وفي شعارها الرئيسي (نريد وطن) الذي كثف ولخص مجموع المطالب سواء بالعيش الكريم أو العدالة الاجتماعية وتأمين الخدمات والنزاهة ومحاربة الفساد. وأشار الى   ان المخرج لأوضاع البلاد يأتي من تأسيس دولة مواطنة، رغم أن هذا الشعار – نريد وطن - لم يكن حاضراً بهذا الوضوح، ولكن مضمونه يدلل على ذلك.

 

ما الذي حققته الانتفاضة على صعيد الخدمات وفرص العمل؟

انتفاضة تشرين رفعت شعار التغيير، ولكنها لم تحقق حتى الآن التغيير المطلوب. كما أنها رفعت شعارات سياسية أخرى، بعدما تأكد لها أن كل المطالب التي رفعتها، هي مطالب معاشية وخدمية، يقف أمام تحقيقها عائق المنظومة السياسية.

فقضية الاصلاحات التي كانت مطرحة، تعثرت وتلكأت، بما يؤكد أن  المنظومة السياسية الحاكمة  على الرغم من انها ترفع شعار الإصلاح، إلا أنها غير قادرة وغير راغبة في تحقيقه.

وهذا يقودنا الى السؤال: هل يمكن لهذه الانتفاضة ان تتحول الى ثورة من أجل احداث التغيير الجذري ؟!

من الواضح ان القوى المتنفذة تراهن على العامل الزمني، وتعب المحتجين، وعلى خلق تمايزات داخل الساحات، مستغلة في ذلك الطابع التنظيمي الأفقي للانتفاضة، وعدم وجود قيادة لها.

أضف إلى ذلك التنوع الاجتماعي في قوى الانتفاضة، وكذلك التنوع في الرؤى، على الرغم من الاتفاق على العناوين الرئيسية، ولكن هناك مطالب جزئية خاصة بكل فئة.

فهذه وتلك تؤدي إلى المراهنة من قبل البعض على أن الحركة الاحتجاجية، لم تستطع ان تحقق درجة أعلى من التنسيق والفعل السياسي الذي قد يشكل ضغطاَ كبيراً يمكن أن  يحدث التغيير المنشود.

بهذا المعنى نقول: نعم، ان هذا التغيير المطلوب لم يتحقق بعد.

حيث أن هناك ملاحظات على هذه الحركة، التي تمتلك مقومات الإستمرار والديمومة، بحكم تعمق وتجذر امتداداتها، والتأييد الشعبي الواسع  الذي تحظى به. لذلك هي عليها ان تقف موقفا جديا عند نقاط قوتها ونقاط ضعفها كذلك.

إن انتفاضة تشرين، هي حركة احتجاجية توحدت في مطالب عامة، لكن التغيير المطلوب هو تغيير سياسي، فهل تتمكن هذه الحركة من تحويل تلك المطالب الى مشروع سياسي، يخلق قوة قادرة على التغيير؟ هذا من  التحديات المطلوب ترجمتها على أرض الواقع. ونرى ان التمهيد له  يتم  اولاً من خلال التنسيق والتنظيم ذي البعد السياسي، وليس ذا البعد اللوجستي فقط. وثانياً من خلال العمل والتنسيق مع القوى الاجتماعية والسياسية التي أبدت الاستعداد لدعمها، والتي لها دور كبير في توفير العمق المجتمعي الذي فرض نفسه حتى على القوى الحاكمة.

هذه العملية اليوم مطالبة بان تترجم سياسيا عبر تحقيق اصطفاف شعبي سياسي واسع.

 

هل هناك إمكانية لتحويل الانتفاضة إلى مشروع سياسي؟!

هذا سؤال كبير، ويتضمن تحديا واجهته جميع الحركات الاحتجاجية، وهو كيفية تحويل هذا الزخم الاحتجاجي الى مشروع سياسي وربما اشكال مناسبة من التنظيم.

هذه القضية اصبحت مُدركة من قبل الكثير من الفاعلين داخل الانتفاضة، ونلاحظ اليوم تحركات من قبل جهات مختلفة تعمل لإيجاد حلقات معينة من التنسيق، بمعنى ان التنسيق او البحث عن صيغ معينة من أجل توحيد الرؤى، ربما لن ينطلق من جهة واحدة، او من آليه مركزية واحدة، وانما من دوائر مختلفة.

إذا يجب ان تكون هناك حركتان متزامنتان، الأولى تنطلق من مجاميع داخل الانتفاضة التي هي بحد ذاتها مجاميع متنوعة، عليهم تنسيق امورهم فيما  بينهم وبلورة رؤى محددة، والثانية أن تنطلق هذه المجموعة للاقتراب من مجاميع اخرى عن طريق ايجاد المشتركات. هذه عملية مركبة، والزمن فيها عنصر مهم.

أن أي اصطفاف سياسي، يجب أن يكون مرنا يقبل التعدد والتنوع والتوحيد على ارضية المشتركات.

فنحن أمام استحقاق انتخابي، حيث يمكن أن تجري انتخابات مبكرة، وهناك مراهنة على ان تحقيق التغيير سيكون وفق السياقات الدستورية والسلمية. بالتالي فأن مطالب الانتفاضة، وجمهورها الكبير، والتأييد الشعبي الواسع الذي حظيت به، هل يمكن ان يعبر عن نفسه في الانتخابات القادمة؟ هذا ما يتوجب توفير الإجابة له.

في كل الاحول، يجب ان يكون هناك وضوح، ولا يجب تحويل الخلافات والتباينات، الى صراعات رئيسية تمنع تقديم البديل المنشود.

 

البعض يصف الانتفاضة بأنها صراع شيعي – شيعي، ما هو تعليقكم؟!

إذا أخذنا واقع المحافظات الواقعة شمال بغداد وغربها، فالكثير من المؤشرات تفيد بان هناك تعاطفا وتضامنا كبيران من قبل أبناء تلك المحافظات، ومشاركة حقيقية لأهداف الاحتجاج، وهناك عناصر شاركت في الانتفاضة، وهناك ايضا اشكال من الدعم قدم الى ساحات التظاهر كالدعم المادي، لكن السؤال الذي يطرح لماذا لم يتم التحرك في تلك المناطق؟ هنا  يذكر  بانها عانت من الإرهاب، وهناك خشية وجود بعض عناصر داعش وقوى ارهابية يمكن ان تستفيد من اي تخلخل في تلك المناطق.

جزء من تلك الحجج صحيح، ولكن هناك مبالغة من قبل الإدارات المسؤولة في تلك المناطق من اجل تطويق أي محاولة للتحرك.

النقطة الأخرى، هي ان تلك المناطق لا تزال تعاني من مشاكلها الخاصة، اذ تعاني من حالة النزوح، ومن تهم قد توجه إليهم تحت عناوين تحيلهم الى (4 إرهاب). اضافة الى ذلك الوضع الداخلي لتلك المناطق التي ربما فيها النفوذ العشائري ودوره، وهيمنة قوى سياسية احتكرت التمثيل فيها ولها توجهاتها التي تنسجم مع مصالحها.

لكن في اعتقادنا، أنه في تلك المحافظات هناك ما يدفع الى التفاعل مع الحدث، فكما فوجئنا عندما برزت الحركة الاحتجاجية بهذا العنفوان، وتفجرت في الأول من تشرين الأول العام الماضي، فلا نستغرب من وجود عناصر اخرى تفعل فعلها وتأخذ مجراها في تلك المحافظات – محافظات شمال بغداد وغربها - وقد تتمظهر في أية لحظة مناسبة.

أما بالنسبة للأوضاع في إقليم كردستان، فأن هناك فرقا تمت ملاحظته، وكشفت عنه الاستطلاعات والمسوحات التي تتعلق بالفقر، والتي تشير الى ان مستويات الفقر في الإقليم هي اقل بكثير من المناطق الاخرى في العراق. فأدنى مستوى لخط الفقر في كردستان هو 4 في المائة، وأعلى مستوى هو 8 في المائة، أما في محافظات الوسط والجنوب فتصل معدلات الفقر إلى 50 في المائة.

إذاً هناك واقع موضوعي يجعل من درجة السخط التي هي الخلفية الأساس وراء تنامي الغضب الشعبي، قد لا تتوفر في الإقليم على النحو الموجود في محافظات الوسط والجنوب، إلى جانب الخصائص السياسية للأوضاع في كردستان.

ولكن مع كل ذلك، هناك تعاطف كبير من الشعب الكردستاني مع الانتفاضة، ومنهم من شارك في ساحات التظاهر، ومنهم من شارك في مبادرات اخذت أشكالا مختلفة من الاحتجاج.

نؤكد ان المطالب التي تطرحها ساحات الاحتجاج، هي مطالب عامة وشاملة ضد الفساد وسوء الإدارة، ومن اجل استقلالية القرار الوطني وكرامة الوطن، وفيها شباب يبحث عن مستقبل هو الآن غائب، ذلك ما يشترك به جميع ابناء البلد.

 

هل من المحتمل أن تتراجع الانتفاضة من دون تحقيق أهدافها؟

نحن لاحظنا ان القوى المتنفذة لم تتردد عن انتهاز اية فرصة لأضعاف الانتفاضة، تارة عبر اجهزة القمع الرسمية، وتارة أخرى بأساليب خارجة عن القانون كالاغتيالات والتصفيات والاعتقالات في ظل غياب المحاسبة أو المتابعة او تقديم الجناة إلى القضاء ومن دون حتى ملاحقتهم. وهذا يعني ان هذه العمليات تتم وبشكل واسع ومنفلت سواء كانت من مجاميع أو مجموعة محددة.

وتلك القوى تواظب على تشويه طبيعة الانتفاضة، والاستفادة من عناصر الانقسام وتكريسه بأشكال مختلفة.

إذا هناك جهة او جهات تمتلك امكانيات كبيرة مختلفة، لا تريد استمرار الانتفاضة وهي تعتبرها عنصرا معيقا وتهدد مصالحها ومكانتها السياسية.

نحن الآن نلاحظ ان أكثر الناس التزاما بديمومة الانتفاضة هم الشباب، وهم عمقها وبعدها الجماهيري على المدى المستمر. نعم، اعداد المحتجين تراجعت، ولكن نلاحظ وبشكل دوري أن هناك مسيرات منتظمة، وهذا مؤشر على أن التأييد للانتفاضة مستمر وبأشكال مختلفة.

نحن ذكرنا ان التغيير المطلوب هو تغيير يتم بطرق سلمية، ويجب ان تكون تلك الطرق متسقة مع مواد الدستور وروحه، لذلك تطرح قضية الانتخابات المبكرة، وهي آلية دستورية وسلمية يمكن ان تفتح الطريق للتغيير في المنظومة السياسية والتشريعية؛ هذه المنظومة التي فقدت خلال السنوات الماضية شرعيتها لدى الكثير من ناخبيها، خاصة وأن الانتخابات كان يشوبها الكثير من عوامل التزوير وغيرها من تدخلات المال السياسي واشكال مختلفة من الضغط، فضلاً عن القانون الانتخابي غير العادل، كذلك أن الجزء الاكبر من الشخصيات السياسية لم تبرر الثقة التي مُنحت لها.

الانتخابات المبكرة، هي نقطة شروع بأمل أن تتوفر فيها عناصر النزاهة والعدالة ما يؤدي إلى تمثيل آخر أفضل لشرائح المجتمع.

ولكن في الوقت الراهن، هناك تحدٍ آخر وهو قانون الدوائر الصغيرة  المتعددة، الذي يوفر الامكانيات للقوى المتنفذة بحيث تستخدمه لصالحها، كونها تمتلك الامكانيات المالية و التنظيمية.

ولأجل مواجهة هذا التحدي، يجب على قوى الإنتفاضة و القوى المؤيدة للإنتفاضة ان تعالجه. ففي حال التلكؤ في بلورة المشروع السياسي، أو ايجاد الإشكال التنظيمية والمشتركات، وبالتالي الاصطفاف الشعبي الواسع، فأن الانتخابات المبكرة ستعيد جزءا كبيرا من المنظومة الحاكمة، مع اجراء تغييرات بسيطة.

ما هي الأولوية الآن.. الإصلاح أم التغيير؟

من الواضح أن القوى المتنفذة تخشى من الانتخابات المبكرة، خاصة بشروط تحمل درجة معينة من العدالة والنزاهة، لأن ذلك معناه تغير في اللوحة السياسية، وإعاقة لإعادة انتاج نفوذهم وتمثيلهم الحالي.

جاء مطلب الانتخابات المبكرة كأحد مطالب الحركة الاحتجاجية من أجل تغيير المنظومة الحاكمة، وفي حالة عدم اجراء الإنتخابات بسبب المماطلة والتسويف من قبل المتنفذين الذي يتحججون اليوم بالأزمة الاقتصادية وانتشار فيروس كورونا، فأن هذا يدل على ان عناصر الازمة موجودة.

أن استعدادات الناس اليوم في الخروج والاحتجاج ترتفع قليلا وتنخفض، ولكن الأزمة لازالت قائمة. لذلك فأن احتمالية تفجر الإحتجاجات وبزخم وشكل أكبر من شكلها الحالي، أمر وراد جداً.

فهؤلاء – أي المتنفذون – لا يرغبون في اصلاح الأوضاع، حيث اي محاولات اصلاحية سياسية وحتى اقتصادية في حال مست مصالحهم بشيء، فأنها تقمع وتجهض.

لذلك نجد أن حزم الإصلاح، التي يتم التحدث عنها، سواء في الحكومات السابقة او الحكومة الحالية، هي في الغالب مررت تحت تأثير ضغط شعبي، وما أن يضعف هذا الضغط، يتم الالتفاف على الإصلاحات.. إذ أن جوهر الأزمة هي في بنية النظام.

كما نريد القول ان ليس جميع الانتفاضات تنجح لذلك عندما نؤشر نقاط الضعف نشير الى أن الانتفاضة لا تزال تمتلك امكانيات الاستمرار وتشكل عنصرا ضاغطا كبيرا ومن الممكن ان تحقق نجاحات، ولكن لابد ان تنتبه الى مناورات السلطة، الانتفاضة تقود معارك تحتوي على تكتيك.

ومن مستلزمات قيادة الانتفاضة او وجهتها وهنا لا اقصد شخص او جهة معينة لكن عليها ان تعلم متى تتنبه الى تكتيكات الجهات المقابلة،  متى تتقدم ،ومتى تضغط، ومتى تعمل على تحشيد هذا الاحتياطي الكبير وكيف؟

حينما نقول إنه علينا الخروج من المحاصصة، فهذه ليست رغبة ذاتية، وليس مشروعا خاصا بحزب معين، فنحن نؤكد بأن نهج المحاصصة بعد هذه السنوات التي مرت على العراق بعد ٢٠٠٣، ثبت انه عاجز عن تأمين الخدمات والاستقرار الحقيقي في البلاد، وأنه غير قادر على تحقيق استقلالية القرار السياسي العراقي، وغيرها من الامور التي ترجمت وانعكست على شكل ازمات متواصلة، والآن اشتدت.

إذاً، فأن مغادرة هذا النهج وتجاوزه، أصبحا قضية مطروحة ويقر بها حتى أقطاب المحاصصة، وفي الوقت الحالي لا يلاحظ في البلاد أي  سياسي يدافع عن المحاصصة.

هناك ملامح أزمة اقتصادية حادة.. ما هي تصوراتكم؟

اقتصاد العراق في مأزق كبير جدا منذ سنوات، فالطابع الريعي للدولة يتنامى بالاعتماد على النفط، وبلغ حدوداً مقلقة جدا ومشخصة من قبل الجميع، ليس فقط نسبة اعتماد الموازنة على النفط  التي تبلغ اكثر من 90 في المائة ، وإنما الناتج المحلي الاجمالي حيث نسبة الإعتماد فيه على النفط يبلغ من 50 الى 60 في المائة، بمعنى أن واردات النفط  لها الدور المهيمن على الاقتصاد العراقي، بينما النفط كما هو معلوم يتأثر بالصدمات الخارجية التي هي خارج سيطرة البلد، ومن الممكن أن يدفع العراق الى أزمات اقتصادية حادة.

الذي حدث هو نتيجة السياسات الاقتصادية الخاطئة، والهدر في المال العام، والتوسع في الانفاق العام دون مبررات، الى جانب قضية الفساد..  وصلنا الى حالة فريدة هي أن كل اموال النفط تذهب تقريبا الى النفقات التشغيلية! بحكم أن الاموال المخصصة للاستثمار وهي بحدود 20  في المائة  من قيمة الموازنة، ذهبت إلى جيوب الفاسدين، فالمؤشرات تقول ان الفساد في العراق يقدر ب 300 مليار دولار، وهذه الأرقام تعادل جميع تخصيصات الموازنة الاستثمارية. بمعنى أوضح.. جميع الأموال المخصصة للموازنة الاستثمارية على الرغم من قلتها لم تذهب الى الاستثمار!

هل من الممكن تغيير هذه المعادلة، واعادة توجيه مواردنا النفطية وغير النفطية وفق رؤيا اقتصادية وتنموية؟ نعم يمكن تحويل الازمة الاقتصادية الحالية إلى فرصة.

ان الازمة  الاقتصادية الحالية ستقلص الاستيرادات، بحكم غياب الموارد، وتفشي وباء كورونا الذي ظهر حديثا، ما يلح  على تنمية الانتاج المحلي سواء الزراعي أو الصناعي أو الخدمي.

اذاً يجب التركيز ضمن الوجهة، ليس فقط على التكيف المالي وغيره، بل يجب التركيز على ايجاد توجه معين لتطوير القدرات الذاتية،  الطاقات الصناعية المعطلة، وكذلك الزراعية.

وثبت أنه عندما اتخذت  اجراءات منع استيراد بعض المنتجات الزراعية، فأن الانتاج الزراعي المحلي استطاع ان يغطي الحاجة المحلية.. مثلا في منتجات البيض.

اما من ناحية التكيف السريع، امامنا عملية ضغط الانفاق في الموازنة، بحيث نستطيع تلبية الاحتياجات الرئيسية خاصة الرواتب والأجور.

السؤال هو: ما هي النفقات التي يجب ضغطها او تقليصها؟ أن ذلك يعتمد على حجم المشكلة، فنحن لدينا الكثير من الإنفاق الذي هو خارج الحاجة وغير مبرر، ويعتبر هدرا للأموال العامة، من قبيل نثريات مكاتب المسؤولين والإيفادات غير الضرورية وغيرها، وإذا افترضنا أن ذلك غير كافٍ، فنحن نمتلك خيارات أخرى منها استخدام نظام الضرائب التصاعدية.

والاستدانة يجب ان تكون خياراً اخيراً، سواء كانت ديون داخلية او خارجية، ويجب أن نتجنبها، من خلال تقليص الانفاق وغيرها من الإجراءات الاقتصادية، على أن لا تكون على حساب فقراء الشعب وكادحيه.

لنأخذ مثلا المنافذ الحدودية، فالجميع يعلم ان المنافذ الحدودية تسيطر عليها جهات مختلفة تستثمرها لصالحها، وهنا يجب ان تتوفر امكانيات للسيطرة عليها، اضافة الى مجالات الجمارك والضرائب وغيرها، جميع هذه المجالات من الممكن ان ترفع من الدخل الوطني.

وعلينا تجنب الضرائب غير المباشرة، كونها في الغالب أسرع ما تلجأ اليه الدولة، كونها غير محسوسة وتمر على المواطنين بكل سهولة، وعبئها يكون على الفقراء و ذوي الدخل المحدود.

وعلينا التركيز ايضا على عناصر الجباية بإشكالها المختلفة، وكذلك على استرجاع الأموال المنهوبة.. جميع هذه الإجراءات يجب ان تكون متزامنة ومتلاحقة.

في الأزمة الاقتصادية السابقة سنة 2014، تدخل البنك المركزي وقدم دعماً الى الحكومة عبر سندات الخزانة. هذا الخيار يجب أن يبقى هو الأخير أيضا.

ونريد ان نشير في هذا الجانب، إلى أنه عندما أقدم البنك المركزي على مساعدة الحكومة، كان ذلك على أساس انه عندما تتوفر الأموال لدى الحكومة تقوم بتسديد ما بذمتها التي تقدر ب 20 ترليون دينار، ولكن حسب علمنا فأن الحكومة لم تسدد شيئا الى الآن، ولذلك، فلو أراد البنك المركزي تفعيل هذه الطريقة التي بها نوع من الالتفاف على قانونه، سيتعقد الوضع ونواجه مخاطر.

إذا علينا ان ننظر الى الامور من نطاق أوسع من مجرد التكيف المالي مع الازمة. واللجوء إلى فكرة استثمار الفرصة، بان هناك عاملا موضوعيا يقلص من تدفقات السلع الخارجية ويعمل على تنشط الانتاج المحلي سواء السلعي او الخدمي بإجراءات حكومية تيسر هذا الأمر، والتوجه الى مراكز الثروة سواء في القطاع الخاص او القطاع العام.

 

كيف تنظرون إلى دور الحزب الشيوعي في الانتفاضة؟

دور الحزب يشتق من المهمات التي تواجهها البلاد، فالحزب تاريخيا يلعب دورا وطنيا طبقيا، ونحن حريصون على استلهام الدور التاريخي للحزب، وتعزيزه دوره على الصعيدين  الوطني والطبقي ، بمعنى خدمة الجماهير الكادحة بمختلف فئاتهم.

والحزب في ظل هذه الأجواء، يبقى اداة مهمة بيد الشعب وبيد الطبقات الكادحة، ولكن نحن ايضا نعي ان هذه الاداة أو الوسيلة وهذا الشكل التنظيمي هو شكل حي، يتطور وينمو ويواكب المستجدات التي تحدث في العالم، وفي الوعي الإنساني، وفي اشكال استعدادات الناس في التواصل والتنظيم وفي ان يشتركوا في الحياة العامة، وفِي العمل السياسي.

والحزب اليوم له دور سياسي- فكري مهم، وسياساته تحظى بقبول واسع، كما انه أقدم على خطوات لها مكانتها على الصعيد المجتمعي، وعلى صعيد الرؤى التي روج لها الحزب ودعا اليها، اصبحت اليوم سائدة، منها مفهومنا بشأن دولة المواطنة وشعارنا في المؤتمر العاشر للحزب، الذي هو التغيير والدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، هذا يلخص المخرج من الازمات التي تواجهها البلاد.

والحزب كذلك، يعمل من اجل تأمين الشروط والمستلزمات وموازين القوى الضرورية لإحداث هذا التغيير، وهذه الامور تتم عبر مسارين رئيسيين، هما تفعيل الحزب بآلياته الداخلية وعلاقته بالجماهير. والحزب الآن ماض بهذا الاتجاه، والكل يعي ان الحزب حاضر في جميع الاحتجاجات الجماهيرية والشعبية واخرها انتفاضة تشرين، وايضا ان دورنا ثابت في انحيازنا التام للمطالب الشعبية ولمصالح الناس.

ومن المؤكد ان دورنا في أي موقع حكومي او برلماني، يخضع الى مصالح  الناس، لذلك فأن استقالة ممثلينا في مجلس النواب وفي مجالس المحافظات، جاء في لحظة معينة تأكيدا على  انحيازنا الى مصالح الناس والانتفاضة ومطالبها المشروعة، ومطالبة بإيقاف القمع ومحاسبة القائمين عليه.

أن الشباب اليوم، يلعبون دوراً مهماُ وكبيراُ في حياة الحزب بمختلف جوانبها ؛ سواء كانت الداخلية ،الخاصة بالحزب، او خارجه، وعلى مختلف الاصعدة سواء في شأن رسم السياسة أو تولي المسؤوليات، وهذا نهج نتبعه باستمرار. واذا كانت الانتفاضة تؤكد شيئا، فهي تؤكد على الدور المتميز للشباب والنساء.

أن مشروعنا اليوم يتمثل في تحقيق الاصطفافات السياسية والشعبية الواسعة لأجل تحقيق دولة المواطنة. والحزب كان وسيبقى العنصر الاساسي في توفير الشروط والدعم والمبادرة لتحقيق هذه الاصطفافات والتحالفات على اسس مصالح وطنية واجتماعية، وعلى اساس المشتركات الوطنية. وبهذا المعنى فان الحزب منفتح تماما على القوى التي تشترك معه في هذه الوجهة. ونحن نميز بين التحالفات الآيدلوجية والتحالفات السياسية والاجتماعية، فالعراق بلد متنوع وفيه توجهات مختلفة، ولكن هناك مصالح كبيرة ذات طابع وطني واجتماعي واقتصادي يمكن الالتقاء حولها. ونحن ماضون في هذا الاتجاه.

فنحن نتحرك بدوائر مختلفة ومتزامنة، وشعار الدولة المدنية الديمقراطية يبقى شعارا رئيسيا لنا، ونحن نتحرك مع القوى التي تشترك معنا في هذه الرؤى.

كما اننا نتحالف مع جميع القوى الاجتماعية والسياسية التي لها مصلحة بتحقيق العدالة الاجتماعية، وهذا طيف أوسع من الطيف الذي يلتقي معنا في موضوعة الدولة المدنية الديمقراطية.

نحن الان نتحرك على عدة دوائر وطنية، والدوائر القريبة منا فكريا وسياسيا.

فدور الحزب الشيوعي اليوم هو دور كمي ودور نوعي، وهذا الدور الى الآن لم ينعكس كما ينبغي في الانتخابات والاستحقاقات الانتخابية، قسم من الأسباب عائد الى منظومة الانتخابات، والقسم الاخر هو العامل الذاتي. نحن نعتقد ان هناك قبولا واسعا للحزب وطروحاته السياسية، وان هناك اوساطا واسعة مستعدة لتقبل موقف الحزب، ولكن لربما لم نستطع التواصل معها كما ينبغي. وهذه ستكون احدى الهموم الرئيسية وإحدى المجالات التي نعمل على تطويرها وتوسيعها عن طريق مد جسور الصلة مع الوسط الشعبي بمختلف فئاته ومكوناته.

كلمة في مناسبة ذكرى تأسيس الحزب..

يتوجه الحزب الشيوعي العراقي اليوم، لأحياء الذكرى الـ86 لتأسيسه، وقد ازداد عدد شهدائه، الذين اغنوا شجرة الحزب الباسقة، فقد قدمنا شهداء شبابا ونساءً خلال انتفاضة تشرين، نتوجه إلى ذويهم بأخلص التحايا والتقدير، فهؤلاء الشهداء هم صناع المجد الوطني، وصناع مجد الحزب. وهم اليوم المثال الملهم الذي يمثل المحفز الرئيسي للرفاق الشباب، فهؤلاء يستلهمون التجربة التاريخية ويضيفون اليها تحديات اخرى.

نتوجه كذلك، بشكل خاص الى الشباب والى المرأة العراقية التي كان لها دور واسع وملهم في انتفاضة تشرين، سواء على صعيد المدينة والريف، وعلى صعيد المشاركة الفعلية وعلى صعيد الوعي.

فقد لاحظنا وبسرور كبير ان المرأة رغم كل القيود المفروضة عليها ورغم كل محاولات التشوية الدنيئة التي تعرضت لها، غير أنها ساهمت في الانتفاضة  بكل اصرار وعزيمة،  وهو ما يعد مفخرة لشعبنا وللنساء العراقيات ونساء العالم ايضا.

ونحن نتوجه الى احياء  ذكرى الـ 86 لتأسيس حزبنا، ممتلئين  بالأمل  الكبير، برغم كل تعقيدات الوضع وكل المصاعب التي أشرنا اليها. فنحن نستلهم الأمل والثقة من العزيمة والعنفوان الذين شهدناهما خلال انتفاضة تشرين، ومن شعبنا الذي تحركت أجياله الشابة بهذه الدرجة من روح التحدي والوضوح في الأهداف.

نتوجه بالتحية لكل رفاق الحزب، في جميع المواقع التي يناضلون فيها، سواء داخل الوطن أو خارجه، وفي مختلف ميادين العمل، فهم حاملو الهم الوطني، أمناء  لطموحات شعبهم، من  اجل الوطن الحر والشعب السعيد.

**************

ص4

الشيوعيون العراقيون من الشعب والى الشعب

جواد وادي

من الانصاف البعيد عن الحقد والخوف والضغائن، تتسم مسيرة الحزب الشيوعي العراقي بالانحياز المطلق لطموحات الشعب وأماني الكادحين وكل شرائح المجتمع العراقي الحافل بالتلون المذهبي والقومي والإثني، ومواقف الحزب ما كانت يوما من اجل نيل امتيازات وكسب مغانم والسعي لاستلام سدة الحكم في مجتمع احوج ما يسعى اليه نيل الحرية والكرامة والديمقراطية والوجود الإنساني الكريم، وهذا ما عايشناه بكل التفاصيل وعن قرب وتماس مع نضالات هذا الحزب الطليعي المكافح بحزم للوصول للأهداف المرسومة، الأمر الذي كلفته هذه المواقف الوطنية النبيلة، انهارا من الدماء وآلاف من الشهداء من خيرة مناضليه وكوادره البطلة التي عانت ما عانت وواجهت ابشع صيغ القمع والمحو والتغييب والقتل ، وهذه التضحيات الجسيمة لم تكن يوما غائبة عن كافة شرائح المجتمع العراقي بمكوناته وتلويناته، وتشكيلاته العمرية من شباب وشيب وحتى الأطفال الذين عايشوا وعاصروا وعانوا من استهدافات شنها الطغاة والقتلة وعقب مراحل مختلفة منذ تأسيس هذا الفصيل الوطني المقدام منذ العام 1934 وقبل ذلك من خلال الخلايا الأولى التي تم تشكيلها وتجميع المثقفين وذوي الفكر التقدمي من خلال اعتناقهم لفكر هذا التيار الوطني الأصيل رغم قلة الأعداد الأولى لمعتنقي الفكر الشيوعي الطليعي الذي اتسم حينذاك بثورة فكرية حديثة غايرت السائد من الأفكار الموروثة والتي أبقت المجتمع العراقي في حالة من التخلف والظلامية والموروث الذي جثم على عقول الناس تحت طائلة السائد الرجعي والذي خدم القوى الرجعية بمواقفها الخيانية لرهن الوطن وابقائه تحت رحمة القوى الاستعمارية والامبريالية والاستغلال البشع للقوى الفاعلة التي ظلت لفترة طويلة ترزح وتعاني ظلما وقهرا من الممارسات التي كلفت القوى التقدمية وفي مقدمتها حزبنا الشيوعي العراقي أفواجا من الضحايا والاستهدافات المجرمة التي شملت امتلاء السجون والمعتقلات وسياط الجلادين التي طالت الرفيقات والرفاق الابطال الذين اذهلوا القتلة بصمودهم وعنادهم وتمسكهم جميعا بمبادئهم الوطنية من اجل انهاء بيع الوطن وارتهانه بيد الأجنبي وبمباركة وتنفيذ خونة الوطن وعملائه المجرمين. دون ان ننسى الدور البطولي للرفيقات اللائي نلن من القمع ما يوازي ما لاقاه الرفاق، ويمكن للمتابع لهذه المسيرة الظافرة لحزبنا المقدام الرجوع لكتاب الرفيق الشهيد عبد الجبار وهبي (أبو سعيد) بعنوان: "من أعماق السجون العراقية". وهي شهادات موثّقة لحجم المعاناة الجسيمة التي استهدفت مناضلي الحزب وكوادره الخالدة وما لاقوه من شتى الصنوف الهمجية بممارسات أدت الى موت وتغييب وملاحقة خيرة أبناء الشعب العراقي.

اننا حين نسرد تأريخ حزب الشعب المكافح، الحزب الشيوعي العراقي، لا ننوي إضفاء قدسية وهالة من الفبركة لتاريخ هذا الفصيل الوطني، انما هي شهادة معايشة وبموضوعية صادقة، رافقتنا وصاحبناها، باعتبارنا أعضاء في الحزب منذ نهاية الستينات، كنا وما زلنا بذات الحرص على شرف الانتماء لهذا الفصيل الوطني الأصيل.

ان الحزب الشيوعي العراقي لم يكن يوما حزبا طائفيا او شوفينيا او اثنيا او منحازا لهذا التكوين العراقي دون غيره، انما كان حزبا لكل العراقيين على امتداد تاريخه المعمّد بالدم والتضحيات الجسام للدفاع عن المبادئ الوطنية التي كانت هي الهدف الأسمى من اجل إقامة الدولة المدنية الديمقراطية الحامية لحقوق الشعب العراقي بكل مكوناته واطيافه وتشكيلاته التي تشكل موزائيكه الجميل والذي هو بحق مصدر قوته وديمومته، و كان وما زال الحزب الذي يعتبر البوتقة الحقيقية لجمع مكونات العراق في سفينة وطنية يقودها لبر الأمان.

فلا غرو اذن ان يواجه الحزب وطيلة سنوات النضال حروبا شعواء وعداءات مستفحلة من لدن القوى الرجعية والأحزاب العميلة والمتخلفة لإيقاف هذا المد الوطني الذي يشكل خطرا حقيقيا لحرمانهم من العبث والفساد وأساليب الخراب التي تقوده تلك الأحزاب، وعليه تحمّل الشيوعيون دفع ضريبة الالتزام الوطني الباهظة من دماء وتضحيات واعتقالات وملاحقات طيلة سنوات الحكم الفاشي الديكتاتوري، وما زال الحزب موضوعا في اجندات اطراف حاقدة وراصدة لتحركاته وهي تعيش حالة ذعر من المد الجماهيري الذي يناضل من اجل إقامة دولة القانون ودولة الحرية والكرامة وحماية حقوق الانسان وإقامة المساواة الاجتماعية بنظام حكم ديمقراطي وطني حقيقي.

ان المناسبة السعيدة لتأسيس الحزب الشيوعي، ليست فقط عيد الشيوعيين العراقيين وحدهم، بل هو عيد كافة العراقيين المحبين لوطنهم والمدافعين عن كرامة العراقيين والمجندين من اجل محاربة الفاسدين والمتلاعبين بمقدرات الشعب العراقي ومحاسبة اللصوص والطائفيين وكل من ساهم بشكل وآخر في وصول العراق الى هذا المستوى المخيف من الخراب والدمار والتشظي.

اننا كشيوعيين عراقيين ونحن نستقبل مناسبة تأسيس الحزب المقدام، نجدد الأمل كما عهدنا طيلة انتمائنا لحزبنا، بأن المستقبل لا محالة لقوى الخير والبناء الحقيقي، وليعلم الراصدون والحاقدون، ان الحزب الشيوعي العراقي جزء لا يتجزأ من التراب العراقي والماء العراقي وجبال العراق وارض العراق المباركة، وليعلم هؤلاء الناعقون ان نعيقهم باستهداف الحزب او الانتقاص من مكانته ودوره الوطني سوف لن يجديهم نفعا وستعود احقادهم الى نحورهم الرثة.

ان حزبنا الشيوعي العراقي سيظل متجذرا بأرض العراق يمد قوته من الرجال المضحين وكل المسحوقين والمعدمين، وسيبقى منارة لكل احرار العراق.

المجد والخلود لشهداء الحزب الأبرار

ومرحى للرفاق المقاتلين من اجل رفعة الحزب وتاريخه المجيد

وكل عيد وحزبنا الشيوعي أكثر شموخا وأمضى قوة وعزما لتحقيق اماني الشعب العراقي الأبي.

*********

تحت جدارية العيد

للعيد الـ 86 للحزب الشيوعي العراقي

غني العمار

في العام الالفين ونيف

وقفتُ أمامَ جدارية جواد

وقد مرَّت ثمانون من السنوات

أستذكرُ تلكَ الشجرةَ التي نزعت أوراقها

ظلاً للتعبى

 لوجوه أدمنتِ الشمسَ وأتخذت مِن الخيمةِ بيتا

فكانوا قوسَا لفرح آتْ

وقفتُ وكان معي شهداءَ الامس يحيونَ تلكَ الطيورالملونَّه

بأصابع سودها التعبُ فأبيضَّتْ أمامَ الله

والتي أطلقت ريشةُ فنان جناحَها

كان معي عاملُ الطين

وخابز الطحين

لستُ شيوعيا

بل أحبُ فعالَهم ودأبهم

فاحشروني معهم

تلكَ أصابعي التي لم تألفِ الترفَ

وملاعقَ الذهبِ

سأرفعها لتحيةِ عيد الكادحين

عيد النزيه لا السارق

عيد المتوَّجِ بغارِ الصفصاف

ودم القَرَنفَل والجوري

عيد النازف لحريته دما

بملوحةِ الضفاف وعفوية الثوار

عيد الذين لايهابون القيد والغِلَ,

يحبون شَعبَهم لذا ذابوا فيه

وشربوا غرينَه وغَرغروا ملحه وخبزه

وقفتُ ((ومافي الموت شكٌ لواقفٍ 1)

أَنظرُ جموعَ دجلةَ والفرات وهي تدفقُ ُ

ويبسمُ  الجسرُ لها

ولل(سنكَ ) التي ضيعْتها صغيرا

كبرتْ وماشاخَ مجدها

والنهضة  ومسطرَ أهلي الآتين مع الفجر

بناءا وعلوا وسلاما

ليفتتحوا وطنا حرا

ويشيدوا  للعيدِ بابا من فضةِ قتلانا

(( أدخلوها آمنين))

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الكوت 2020 آذار

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1-    بيت من قصيدةٍ للمتنبي

**************

هكذا احتفلنا ..

د. حسام آل زوين

بانفـراط عـقد الجبهة الوطنية مع حزب البعث اشــتـدت هجمة النظام الارهابية الـدموية في داخـل الـوطن منذ بداية عام 1978 والتي طالت الآلاف من بنات وابناء الشعب العراقي من كل قوميـاته واقليـاته واطيـافه، وزجت بهم في المعتقلات والسجون السرية في اقبية الامن العامة الارهابية السيئة الصيت ومورست ضدهم شتى انواع التعذيب والممارسات الوحشية، انتهت بالتصفيات الجسدية والاعدامات وغيبوا في مقابر جماعية لا يعرف ذويهم شيئا عن مصيرهم منذ ذلك الوقت، وشمل الارهاب تهجيـر العوائل العراقية تحت حجة التبعية.. وامتدت حملة النظـام الارهابية الى خارج الـوطن باغتيالات شملت كل من لا يتفق مع سـياسة البعث، استشهد طلبة واسـاتذة على يد اسـتخباراته في السـفارات العـراقية. كما حدث في اليمن الديمقراطية وفي بلـغــاريا.

حينها تطلب الامر من فروع رابطة الطلبة العراقيين والمنظمة الحزبية في الاتحاد السـوفياتي ومنها فرع طاشقند -جمهـورية اوزبكسـتان السوفياتية بالقيام بنشاطات، لقاءات، ندوات واجتماعات سياسية بين اوساط المنظمات الطلابية والحزبية العربية والاجنبية والسوفياتية لشرح وتبيان الموقف وما آلت اليه الاوضاع في العراق ولفضح ممارسات النظام بارهـابه للناس في الداخل والخارج.. واقتضى ذلك بناء ومد شتى الجسور والعلاقات الاممية بين الطلبة الدارسين في طاشـقند آنذاك. واقامة هكذا علاقات ونشاطات تتطلب مزيدا من الوقت والجهد والعـدد والامكانيات وحتى المادية، حينها كان معظم الطلبة غير المنتمين للبعث منقطعين عن الصلة بأهلهم وذويهم واخبارهم لضرورات امنية، والتي لم ينج حتى الأهل وسكناهم عن مداهمات رجالات الامن العشوائية وتهديداتهم

اقتضت المهمة بالقيام باي نشاط او فعالية طلابية يمكن استثمارها في تناول الوضع السياسي في داخل الوطن وكان الأمر في غاية الصعوبة وخصوصا مع المنظمات الطلابية السوفياتية في جمهورية اوزبكستان التي تلاقي حرجـا عند اللقاء في توضيح وشـرح الوضع السياسي لها، وذلك لوجود العلاقات الرسمية المتميزة مع العراق، أو مع بعض المنظمات الطلابية العربية  في تذبذب المواقف من قبل بعض طلبتها من جـراء سـياسة ترغيبهم وجـرهم والتأثير عليهم بشتى الدوافع والاساليب، الاغـراءات، السـهرات والبذخ المادي الذي قدمه لهم ازلام النظام في السـفارة والحزبيون البعثيون.

حلت الذكـرى الخامسـة والاربعـون لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي وكان لزاماً على المنظمة الحزبية ان تعـد فعالية على شرف ذكـرى التأسيس المجيدة وتخليد الشهداء وجعلها صوتا قويا على ما يدور داخل الوطن من اضطهاد وممارسـات قمعية. وقد تمت هذه الفعالية بمحض الصدفـة فكانت حقا تظاهرة  مـدوية بجهود ثلاثة طلبة واستاذ عراقي مجهول تم فيها  فضح سياسة الارهاب الدموي للنظام وما يتعرض له الشعب العراقي بقومياته واقلياته.

حصلت العلاقة مع الاســتاذ العـراقي الكـردي الشـيوعي احمد صالح بخشي وذلك من خلال احـد الطلبة اليـونانيين (كوركيس) الدارس في قسم الفلسفة في جامعة طاشقند. اسـتاذ احمـد صالح البخشي كان اسـتاذا في قسم اللغة العربية في الجامعة، انساناً بسيطاً طيباً بعراقيته، افـرحه واسـره وصول الطلبة العراقيين الجـدد واللقـاء بهم والتعرف عليهم. هاجر البخشي الى الاتحاد السوفياتي مع قائد الثورة الكردية ملا مصطفى البارزاني ورحلته الطويلة الى هناك، امست له عائلـة ومجال عمـل في الجامعة فاستقر ض في طاشـقند.

حُجزتْ القاعة الكبيرة في الجامعة، دُعيتْ المنظمات الطلابية والحزبية، وبفضله غصت القاعة بالطلبة الاجانب والاوزبيك المدعوين عبر دعـوة استاذهم البخشي الطيب لحضور المناسبة، اُلقيتْ الكلمات للمنظمات الاجنبية وعلتها الكلمة الجريئة للطلبة الشـيوعيين اليونانيين تضامناً مع الشعب العراقي بمواجهة الدكتاتورية، اتصل البخشي ببعض معارفه لحضور هذه الفعالية من الاكـراد في الاماكن القريبة لاوزبكستان ودعاهم لحضور هذه الفعالية، جلبوا معهم مأكولاتهم وادواتهم الموسيقية واستمرت الدبكات لساعة متأخرة من الليل، واتصل البخشي للغرض ذاته باحـد معارفه عضو الاكاديمية  في طاجيكستان حـسن نقاش، من مدينة كـربلاء (وصل الى طاجيكستان فترة انقلاب 63) وكريمته الطالبة في القسم العربي، (التي تساءلت بكيفية الاتصال والتواصل بأهل والدها بالعـراق حيث لا تعـرف عنهم الا القليل).

اشترك الطلبة الثلاثة، وبينهم  الشهيد ابو تيسير،   سـمير مهدي شـلال ، بامكانيات بسيطة في معرض الرسم  للبوستر السياسي وفازوا ببعض الجوائز الفنية، وحدث الشيء غير المتوقع هو اللقاء بالإذاعة – القسم  العـربي، حيث دُعيتْ لهذه الفعالية والمعـرض الفني المقام على شرف الذكرى، وتسنت لهؤلاء الطلبة امكانية التطرق للوضع السياسي، وطـرح ما يدور في الوطن بتـدهـور الاوضاع السياسية ..الامر الذي ادى الى ذعـر وجنون ازلام السفارة وطلبة الاتحاد الوطني البعثيين من امكانية وكيفية احياء هذه المناسبة وفِي  الجامعة والحضور الكبير للطلبة والمعرض الفني المقام رغم محدودية الإمكانات  المادية والعدد الذي لا يتجاوز عـدد اصابع اليد الواحدة.

كم كان الاسـتاذ البخشي فخـورا مبتهجاً، وها هـو قـد حقق نجاحاً بإقامة هذه الفعالية التي اعتبرها انتصارا لقضية الشعب العراقي ولما يعانيه الشعب الكردي من اضطهاد، وكم كان فرحا ً لهذا العـرس، فرحـا منتشياً التقى بامتـداده بإخوانه من العراق بعد فراق، وكم للعـراق من البنات والابناء المجهولين المهجرين المشردين في ارجاء المعمورة واصقاعها يلتقــون من حيث لا تـدري ... لم يكن متوقعاً ما انجز.

عند الانتهاء من المراسيم دعاهـم الاستاذ صالح البخشي لشقته البسيطة المتواضعة في طاشـقند، شـاي وحلوى عيـد الحـزب، نصـر وفخـر وفرحـة وامل، استخرج أواني وصحـون وابريق شـاي منقـوش عليها صـور الزعيم عبـد الكـريم قاســم وشـعار الجمهورية العراقية محتفظاً معتـزاً بها طيلة السـنين. انتقاما من هذا النشاط تعـرض الطلبـة العراقيين من غير البعثيين لاعتـداء وحشي من قبل الطلبة التابعين للسـفارة واصابة أحد الطلبة السـوريين من الدراسات العليـا بجروح بليغة، نقـل على إثرها الى المستشفى حيث مكث فيها لفترة طويلة للشفاء. في 1979 تم نقـل قسم من هؤلاء الطلبة من طاشـقند الى مدن اخرى للاتحاد السوفياتي وذلك لمقتضيات أمنية اجبروا عليها من قبل السلطات السوفيتية كحل لعـدم حصول احتكاك بينهم وبين طلبة الاتحاد الوطني، بقى البخشي وبقيت ذكراه الجميلة في قلوب معارفـه ومواطنيـه العراقيين وطلبته، بعد ذلك انتقل الى طاشـقند احـد الزمـلاء العاملين في مجـال الصحافة والترجمة (رادوغـا) والاذاعـة، توثقت الصلة والعلاقـة الطيبة والتعـاون بينه وبين الاسـتاذ البخشي فيما بعـد.. كان الاسـتاذ البخشي ابناً عـراقيـاً مجهـولا..

الاسـتاذ احمـد صـالح البخشـي ... تحية وسلاماً اينما حللت.

في ذكرى التأسيس، للشـهداء مجـدا .. للحـزب مجـدا.

**************

تهنئة في الذكرى السادسة بعد الثمانين

طارق حسين

الله إنعرف بالعقل

العين ماشافته

الذهب كلما عتگ

تتباهه بي صاغته

إهواي راحو وجو

وكلمن أخذ رادته

وأنت إعله نار الوطن

گضيت كل الشته

وين ألگه مثلك ولف

أشمادگ عليه الوكت

يبرم حبل عشرته

***********

صنّاع الامل

د. علي الخالدي

تميز الحزب الشيوعي العراقي عن الاحزاب القومية والاسلامية بتفهمه العلمي للتحولات الاجتماعية، فجاءت ممارساته اليومية للحياة السياسية متماهية مع مفردات حراكه ونضاله المطلبي. وباتت الجماهير الشعبية لا تستغني عن تراثه النضالي، باعتباره ملهما لها ولأجيالها القادمة. تعضد به حراكها الطبقي وهي في طريقها لانتزاع حقوقها المسلوبة، لكونه اعتمد التفهم العلمي لحركة تطور قوانين الحياة الاجتماعية لمكوناته العرقية. ولهذا لا يُستغرب ان يضم في صفوفه ابناء كافة المكونات العرقية للمجتمع العراقي، من صابئة مندائيين ومسيحيين وايزيديين ويهود، بالإضافة الى العرب والكرد والتركمان. وبفضل هذا التنوع في عضويته، خرج الحزب بشكل دائم من كافة الازمات والحقب القاسية التي لا حقته منذ نشأته في 31 آذار عام 1934 منتصرا وموحدا لصفوفه.

فصعود مؤسسيه فهد ورفاقه حازم وصارم ويهودا صديق، اعواد المشانق، وهم يهتفون بحياة الشعب والوطن، وصمود سلام عادل والحيدري والمئات من الرفاق امام تعذيب جلاوزة البعثيين، وبطولة اعضائه الخارقة في التصدي لمقارعة الانظمة الرجعية والدكتاتورية، في وثبة كانون عام 1948، وانتفاضة تشرين عام 1952 واضرابات عمال كاورباغي ومعمل السجائر، وفي غيرها من المعارك البطولية ضد الاستغلال ومن اجل وطن حر وشعب سعيد. كلها كانت وراء تراكم اساليب النضال والحراك الجماهيري، الذي تحول لبودقة تنصهر بها كل القوى التي تناضل من اجل الحرية والحياة الحرة الكريمة. فتقديم الحزب، قوافل الشهداء على مر الزمن، قد وضع حدا لاماني القوى الطبقية القائمة، بان تصفيتهم جسديا، ستضع نهاية لوجود حزب يسترشد بفكر الطبقة العاملة من الساحة العراقية. فبصعودهم اعواد المشانق في 14 شباط من عام 1949 وما تلى ذلك من تقديم قرابين وضحايا في 1963 على ايدي القوى العفلقية والحكومات الرجعية والدكتاتورية قد وَضع اساسا متينا لمواصلة نشاطه الجماهيري بين صفوف مكونات شعبنا، مما اقض مضاجع قادة الانظمة التي توالت على حكم العراق، ووضع حدا لتخرصاتهم المعادية له طبقيا، حاملا رايته المحلاة باعتزاز، المنجل والجاكوج، الذي سيضع بهما نهاية، الاستغلال الطبقي، لتتمتع كافة مكونات مجتمعنا بالديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية.    

وبحكم شمول عضويته كافة مكونات المجتمع العراقي استطاع الحزب القفز على الطائفية التي زرعت في زمن الدكتاتورية، وتوسع مفهومها المقيت على ايدي الأحزاب الحاكمة والمتنفذة.

 وعلى امتداد صراعه الطبقي الجماهيري الشعبي العام، استطاع الحزب تجاوز التناحرات السياسية، ولم يتبع سياسة مزدوجة. وكان صريحا ولا يزال مع شعبه ووطنه، مربيا اجيالا عراقية الانتماء والفكر، تقود حراكه اليومي بمشاعر وطنية زرعها في نفوس منتسبيه من الجماهير الشعبية في مجتمع ينقسم به الناس الى من يملك ومن لا يملك، مضطهِد ومضطهَد فلم يكن حزبا لإحدى تلك الطبقات بل كان حزبا للشعب والوطن.

فلا غرابة من كون جيل الحداثة بانتفاضته السلمية معبرا فيها، عن مقته لنهج المحاصصة الطائفية والاثنية، ومن اجل وطن تسوده الحياة الحرة الكريمة، يصر على مواصلتها سلميا، حتى يحقق أفضل ما يستحقه الشعب منذ التغيير في 2003، حتى 25 شباط عام 2011 وشباط 2015. بل ان انطلاقته الجديدة في الاول من اوكتوبر2019 التي صعد بها سقف مطالبه الوطنية، واستكمالها في شباط 2020. مما يدل ان حراكه لم يكن بعيدا عن مسار سفينة الشيوعيين منذ ابحارها الطويل، حيث لازمتها العواصف والرياح العاتية، وصادفتها اثناء ابحارها محطات لموانئ متعددة صعد اليها العديد، واختفى بوسائل متعددة الكثير من ركابها الا ان ملاحيها لم ينزلوا للاستراحة بل واصلوا ابحارهم، وبإيقاع وضعه مؤسسها الخالد فهد ورفاقه البررة من القادة الحاليين من ذوي النظرة الثاقبة، والمتحلين بالدراية والصبر والمرونة في التعامل مع الاخرين.

تمر علينا ذكرى تأسيس الحزب السادسة والثمانين، والتي حرمتنا الظروف الموضوعية حاليا من الاحتفال بها جماهيريا كما اعتدنا الاحتفال بذكرى تأسيسه، مهما كانت الظروف السياسية. فعندما كنا في صنعاء شاركنا رفاقنا في عدن الاحتفال بالذكرى الخمسين، وفي سوريا كنا نذهب واياهم بسفرات جماعية، وجرى ذلك حتى في ليبيا. ولأول مرة سيجري احتفالنا بذكرى تأسيسه السادسة والثمانين عائليا هنا في المجر، وبما تفرضه علينا شروط فيروس كرونا.

***********

 

 

ص5

سلاماً أيها الحزب.. ستبقى سنديانتك باسقة

د. إبراهيم إسماعيل

حين تستيقظ صبيحة العيد السادس والثمانين للحزب، ما الذي يمكن أن تستدعيه الذاكرة من رحلة عشق صوفي معه وله، تجاوزت نصف قرن من الزمان؟ اتستذكر لهفة البرعم وهو يتفتح على شمس من حنين، أم الوجع اللذيذ من ولادة برعم جديد، أم التتلمذ على حكمة رفاق أدمت دروب الكفاح أقدامهم المتعبة دون أن يستسلموا أو يتراجعوا، أم كبرياء الشهادة وهو يملأ الروح فخراً.

أتستذكر شموع الفرح وهي تذكي في الروح جذوة العناد أم أوراق الحزن الذابلة وهي تستعيد رونقها من شميم فتية لم تتسلل لصفاء سرائرهم أشواك الوهم. أتستذكر قسوة الوحشة في ليالي الغربة ام لذة صيانة ما خُبأ في الروح من أسرار عوالم الحزب المشرقة.

أتعيد قراءة دروس المعلم الأول التي طالما أعادت لنفسك التوازن كلما عاكست الرياح الأشرعة. دروس عن الترابط الجدلي بين الحرية والوطن والعدالة الاجتماعية، مما جعلك توقن بأن لا ضمان لحقوق الإنسان الا بخلاصه من كل ما يفقده آدميته. دروس شكلت صوت الدفاع عن آدمية المرأة وعن مساواتها التامة مع الرجل، وصوت الدفاع عن الثقافة الوطنية العراقية وتأمين تفتحها وانتشارها، ونبذ اي محاولة لتقييد الفكر والإبداع وتهميش المثقفين والمبدعين، وصوت الدفاع عن حقوق القوميات والمكونات المختلفة.

دروس صارت، على مدى عقود تسعة، فناراً لنضال الملايين من أبناء وطنك، من أجل حرية البلاد وسعادة إبنائها، من أجل المساواة وعدم التمييز، من أجل تحقيق تكافؤ الفرص وتمّكين الجميع من التعليم والرعاية الصحية والسكن والخدمات، من أجل الضمان الاجتماعي والتوزيع العادل للقيمة المضافة المتحققة في العملية الإنتاجية، من أجل المباشرة بتنمية مستدامة، تقنية تضمن التكنولوجيا المتلائمة مع الخصائص الوطنية، وبشرية تقضي على الجوع والمرض والجهل، ومن أجل ضمان حق الأجيال القادمة في الثروة الوطنية.

في صبيحة العيد السادس والثمانين، ها انت تشعر مجدداً بالفخر لأنك مازلت في ذات المسار العذب، لا توهماً أو إنتشاءً برحيق ماض تليد، بل يقينا بأن لا خلاص للعراق من الخراب والريبة والقلق والتشّظي، من غياب الهوية الوطنية الجامعة التي مزقتها الإستقطابات الطائفية والعرقية، من الفساد والنهب والسلاح المنفلت والبيروقراطية وغياب النظام العام وتدهور القيم ونشر مفاهيم القمع والعبودية وإستلاب العقل ومشاعر التعصب والجمود والعزلة، من التباين الطبقي والجوع وغياب الخدمات الأساسية، حداً أوصل أكثر من خمس السكان الى دون خط الفقر، لا خلاص من كل هذا سوى بتبني مشروع البديل الديمقراطي الذي يتبناه حزبك، الحزب الشيوعي العراقي، المشروع الذي سيعيد للهوية الوطنية ألقها، ويمهد ساحة للحوار الوطني البناء ويحقق السلم الأهلي الشامل ويضمن إحتكار الدولة لأدوات العنف، ويقيم الدولة المدنية الديمقراطية في العراق، ويشرك كل المكونات العراقية في إدارتها، ويحقق الخطوات الأساسية على طريق الديمقراطية السياسية الحقيقية والعدالة الاجتماعية وتحقيق توزيع أكثر إنصافاً ليس للثروة فحسب بل وأيضا لبرامج التنمية والخدمات وللنتاج المعرفي والإبداعي ومعالجة الإختلالات الهيكلية في الاقتصاد الوطني وتحريره من التبعية، ويضمن المساواة بين الجنسين ويرفع الحيف عن النساء ويدمجهن في النشاط العام للمجتمع، ويضمن للشباب الحق في التعليم والتمتع بالخيرات المادية لبلادهم وإشراكهم في رسم وتحقيق مستقبلهم، وفي الوصول للمنجزات العلمية المتقدمة وفي المساهمة في إدارة البلاد، اضافة لإستثمار خيرات العراق في تقديم الخدمات الاساسية للناس وضمان حياة كريمة وسعيدة لهم.

سلاماً أيها الحزب في عيدك، فستبقى سنديانتك باسقة أبدا.

**********

عضويتك شرف

 

في الذكرى الـ 86

لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي..

 

الشاعر  حسين البهادلي

 

 

عضويتك شرف لن علمتنا إشروط

الخبز من ينجرح بالثوره يتضمد

 

وبيان الحزب علمنا الحزب هم بيت

إذا مـنفـعله راح الجـهـل يـتـسـيد

 

المقر من ينغلق ما ينغلق تنظيم

الكلب مفتوح إذا باب المقر ينسد

 

وتؤخذ ولا تعطى .. وگالها التاريخ

الشعب من يسكت الحريه تتفرهد

 

ولجـل حـريتك ومـن تـنـحـكم بإعـدام

مرجوحه الحـبل عالـرگبه مـن ينشد

 

إذن مـفـروض تـُدرس ثـورة الجـياع

ذلـه العـيشه مـن إتصير سـَد إبـسـَد

 

فهد لو ما يعرفك راح توفي وياه

صدّگ چان أبد ما ثار وإستشهد

 

بس يعرفك إتطبق المبادئ راح

وجسر للشعب ولبطن الشمس تمتد

 

ويعرفك لو ثرت بركان .. إذا فوگاك

كل شـط العـرب يـنـدار مــا تــبـرد

 

رادو لزمه من ذاك الوكت لليوم

عليك ونبشو التاريخ أب وجد

 

وبدو من يم فهد .. جمعـّو ثمن إعقود

لرائد فهمي وصلو وانت قيس الحد

 

ومن ما لگو لزمه وأيسو فد نوب

گالو يا شعب هذا الحزب الحد

 

وأنت وياهم إمخلصها خد وعين

وهمه إمخلصيها وياك ناب وخد

 

المهم هسه أنت عمرك سته وثمانين

وشباب إبفكرك ويوميه تتجدد

 

اليگلك صدفه .. أبد مو صدفه اگلك ليش

الربــيـع أخــتار شـهـر آذار بــي ورّد

 

عرف بي اجت ناس القيمته يقدروه

لهذا امن الصحاري اليابسه اتجرد

 

بيــت الكل أديـب وعــامل وفــنان

ثـوره الكل فـقـيـر وأبـد مـا تـخـمـد

 

على گد إجتماع ومن إقل تنظيم

جـبتهم گـدرتهم شـفت مـالك گـد

 

وأگلب صفحه صفحه وتعرف المقصود

وغيرك يا حزب بالسجل ماكو أحد

 

إشتراكات الحزب من عدها تنطي أجار

ابوكت مولاتهم كل سنه اتصير أزيد

 

لهذا السبب وكت الصدگ .. يتخبلون

إذا سمـعـو ابأســم الحــزب يتردد

 

ومو بس هاي بس صيـّح ( شيوعيين)

بـــراس الرأسـمـاليه الضــغـط يصعد

 

مخرّج من كفاح الحزب چم ( نـَواب)

مخرّج من ( طريق الشعب ) چم مـِربـَد

 

الراد يگلي إحـچـي وشـاهـدك وياك

استحى من شاف هيچ أبطال بالمشهد

 

سلام وأبو العيس ، الحيدري وشمران

وكل هـاي الأسماء الألك صـارو سـَــّد

 

ابوجه ( قصر النهايه ) لـ ( نگرة السلمان)

الصــار العــدد مــنك بيها ما يـنــعــد

 

حتى الحـبل من الشــنق مــّــل وگـال

الشيوعيين أريد أعرف هذوله أشگد

 

بهذاك الوكت خل تسولف الأحداث

چانت بينا بس عين الشمس تنسد

 

فرق بين اليجـيك بمـنجـل وچـاكوچ

وبين اليجي بسيف وعالرگب ينحـّد

 

إبوجه أبيض أجيت أبيض وجه ظليت

وغيرك أجـه أبوجه أسـود وظل أسـود

************************

86 عاما من العمر المديد

د. محمود القبطان

تمر بعد ايام الذكرى السادسة بعد الثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي في خضم صراعات على الساحة العراقية بعد انتفاضة تشرين المجيدة التي اجبرت وزارة عبد المهدي على الاستقالة وأدت إلى تخبط غير معهود لاحزاب المحاصصة الطائفية في ترشيح شخصية يقبلها الشارع.

لقد راهنت الحكومات المتعاقبة منذ تأسيس الدولة العراقية ولعقود على اسكات صوت الشيوعيين العراقيين بشتى الطرق البوليسية من قتل واعدامات وتغييب وتسقيط سياسي ولكن وفي كل مرة ينهض الحزب الشيوعي العراقي قوياً بالتفاف الجماهير حوله وبالتصميم في السير نحو اهدافه والاصرارعلى تحقيق شعاره في وطن حر وشعب سعيد.

يمر العراق ومنذ سنوات بموجات الاحتجاجات التي بدأت في 2011 حيث ضربت السلطة وقتها المتظاهرين بقساوة مما ادى الى اغتيال واعتقال واختطاف الكثيرين من النشطاء واستمر تمرد الشارع على سلطة الفساد في 2014 و 2015 في عدة محافظات وصولاً الى انتفاضة تشرين الاول 2019 بمشاركة كبيرة جداً من الشابات والشباب، مما ارعب السلطة الحاكمة حيث استخدمت كل وسائلها القمعية بدءا برش الماء مرورا بتواجد وزرع القناصين والقتل العمد والخطف و انتشار الاغتيالات على يد زمر منفلتة دون ان تحرك الدولة ساكنا، فسقط الآلاف بين شهيد وجريح وآلاف منهم اصبحوا مقعدين، لكن كل هذه الوسائل الفاشلة والتي جربها من قبلهم نظام القمع الصدامي لم تُثن المنتفضين من الاستمرار في مطالبهم العادلة في كنس الفاسدين من السلطة. لقد شارك شيوعيو العراق وبكثافة في هذه الانتفاضة الكبرى كما منذ 2011 مساندين مطالب الشباب الواعي في التغيير الحقيقي واسقاط نظام المحاصصة مما ادى الى سقوط عشرات الشيوعيين بين شهيد وجريح مع باقي الشهداء والجرحى. تتخبط الاحزاب الاسلاموية في اختيار بديل لعبدالمهدي بسبب رفض الشارع المنتفض لمرشحيهم وربما يزيدون من تعنهم لابقاء عبدالمهدي في السلطة لسهولة تطويعه لاهدافهم.

لقد ابتلى العالم بوباء الكورونا ووصل الى العراق مما الى كشف هشاشة النظام الصحي في العراق لأن الفاسدين قد دمروه حيث سرقوا الاموال دون ان يبنوا مستوصفا واحدا ناهيك عن بناء مستشفى حكومي مما فتحوا المجال للقطاع الخاص بالاستيلاء على النظام الصحي المكلف للمرضى وتركوا القطاع العام دون سند وهذا ما تكشف اثناء هذا الوباء حيث لامكان يكفي لمثل هذه الحالات و الاجهزة المطلوبة  غير متوفرة.

لقد كان الشيوعيون سباقين في الاشتراك بحملات التوعية ضد هذا الوباء الخطير واشتركوا في التعقيم في ساحات المعتصمين المختلفة، وكان شيوعيو البصرة البواسل في هذه الحملات مثالاً رائعاً.

وفي هذه المناسبة نستذكر كل شهداء الحزب الشيوعي العراقي الابطال الذين صعدوا الى المشانق واولهم الشهيد مؤسس حزبنا البطل فهد والذي بقت كلماته خالدة وهو يعتلي المشنقة بقوله (الشيوعية اقوى من الموت واعلى من اعواد المشانق) وهذه هو سر البقاء حيث انغرست جذور الحزب عميقاً في تربة العراق الخالدة وفي قلوب العراقيين ولم  ولن يستطع اي من الطغاة القضاء عليه كما كانوا يحلمون.

نحني اجلالاُ لشهداء الحزب الشيوعي العراقي الاماجد وشهداء الحركة الوطنية وشهداء انتفاضة تشرين الابطال والشفاء العاجل لجرحى الانتفاضة الباسلة.

تحيا الذكرى العطرة ال 86 لتاسيس الحزب الشيوعي العراقي

لتتوحد كافة الجهود للقوى الوطنية الديمقراطية المدنية من اجل عراق ديمقراطي اتحادي

***********

ايها اليافع!

 

 

حميد حران - الشطرة

حين أمسكتَ بأيدينا ودللتنا على ضوء ساطع قادم، سيبزغ ليُمزِق حلكة الظلام. حين وضعتنا عند بداية طريقكَ الطويل، لم تَعدنا برفاهِ ليالي الأنس ولا رغد عيش القصور، بل فتحت أبصارنا على عناء الثكالى ومكابدات المحرومين وربطتنا أحلامنا بأحلام الجياع بعقدٍ لاتنفصم عُراه، لم تنفذ بنوده بعد، فيما فاضت أرواح بعضنا بأيدي من تفننوا بمهنة مصادرة الأرواح الطاهره ابتغاء رضا السلطان.

يامن بلغت سن الشيخوخة يافعاً. عقدك التاسع هو يومك الأول في المكان، فما زال العراق ينتظرحريته وسعادة شعبه ومازلت تجدّد العهد معه بضمائر نقية، وأكف ناصعة البياض وتندفع على طريق تحقيق آماله بقوافل تليها قوافل من شهداء الحرية والأمل، فلا سعادة بلا حرية ولا حياة بدون أمل.

عراقنا مازالت تربته التي احتضنت أجساد شهدائك الغر، تنشدة السلام بعد كل هذا المسلسل الطويل من التضحيات في حلقاته الثقيلة.  تنوعت وسائل الموت لكنها لم تُصادر الأمل.

كان العهدُ بينك وبين العراق أن تهديه سلاماً، وكان الثمن أرواحا زكية قدمتها بسخاء على مذبح الوفاء لأرضٍ تستحق الوفاء، وما زلت وستبقى أبدا لا تختار حيادا بين عوز الفقراء، وتُخمة الأغنياء.

يامن أدمنت حب الوطن ولم تُفقدك الشعور بنشوته سياط الجلادين حين تناهشتك، ولا سيوف السيافين ولا أساليب الغدر التي مارسوها ليثلموا من جسدك ولينالوا من روحك الوثابة، كنت العصي على كيدهم والمتفوق بحُلمك على سفههم وضيق صدورهم، حاولوا وحاولوا لكن ثباتك رد كيدهم الى نحورهم بعد أن واجهت محاولاتهم البائسه بكبرياء وصمود الفرسان.

قادم أنت أيها الشيخ الشاب ، قادم أنت وكل مخلص بحبه للعراق معك، قادمون بعنفوان ثوار تشرين.

*************

الفرح أيام الوباء

يوسف أبو الفوز

هذه الأيام، يعيش العالم مع محنة الوباء الفايروسي، وباء كورونا، وأخباره في كل مكان ووضع كل العالم في عزلة، لكنه لا يمكنه قطع حبال ذكرياتنا.

في العراق، نهاية سبعينات القرن الماضي، مع تزايد قبضة صدام حسين  وجناحه على مقدرات السلطة وشؤون العراق، كنا نواجه وباء من نوع آخر، وباء العسف السياسي، بإرهابه العلني ضد الشيوعيين والديمقراطيين وعموم الشعب العراقي تحت شعار: انت بعثي وإن لم تنتم!

لم يرضخ المئات من شيوعيين وديمقراطيين لإملاءات حزب البعث العفلقي الحاكم، السادر في سياسة تبعيث المجتمع وتزوير التاريخ فأضطر عدد ليس قليل منهم لمغادرة العراق، واضطر قسم ليس قليلا لترك جامعاتهم ومواقع عملهم والانتقال لمدن ثانية، انتحلوا أسماء أخرى ومارسوا أعمالا، لا تمت لاختصاصهم بسهولة، وعاشوا أيام رعب وتوتر، وضباع الأجهزة الأمنية، تطاردهم من شارع لشارع في انتظار حل ما.

لم يكن مخطئا من سمى حياة التخفي بأنها، حياة تحت الأرض. فعليك أن تقطع علاقاتك مع معارفك القدامى، تتجنب لقاء أهلك وأصحابك، متمسكا بالشخصية التي صنعتها لنفسك.

وصلت بغداد في أواسط 1978، تاركا دراستي الجامعية، باحثا لنفسي، مثل كثيرين، عن شخصية جديدة، وعمل مناسب، لوقاية نفسي من وباء الاعتقال وتبعاته، أتنقل بين مختلف الأمكنة لأبيت ليلة أو ليلتين باحثا عن مستقر.

كانت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي قد أصدرت بلاغها عن اجتماعها، الذي طالب بوقف حملات الاعتقالات والشروع في إرساء دعائم النظام الديمقراطي وإنهاء الفترة الانتقالية وإجراء انتخابات لجمعية تأسيسية، تضع دستورا دائما للبلاد. وجن جنون قيادة وجلاوزة حزب البعث.

حل العام 1979، ونحن نعيش تحت الأرض في بغداد ومدن أخرى، وازلام البعث تطاردنا من شارع لشارع. كان يوم الثلاثين من اذار يصادف يوم الجمعة. كانت شوارع العاصمة بغداد، مزدحمة بالناس، تعيش أجواء مباريات كرة القدم في دورة الخليج العربي الخامسة (من 23 آذار إلى 9 نيسان 1979). وعبر رفاق وأصدقاء، كان لدي موعد مع صديق عزيزـ ربما يقرأ هذه السطور ويبتسم! لم تفارقنا روح التحدي، وانطلاقا مما ذكره رجب، بطل رواية "شرق المتوسط " لعبد الرحمن منيف، لحبيبته هدى"إن أكثر الأماكن سرية هي الأماكن المكشوفة"، كان موعدنا عند صالة سينما بابل.

وصل صاحبي على الموعد تماما، فلم ينتظر بعضنا الاخر كثيرا. أخذني بالأحضان وهو يسخر من هيئتي الجديدة، بذقني النامية ونظراتي الطبية المزيفة. قال إنه يعرف مكانا هادئا يمكن أن نحتفل به سوية، اتفقنا أن تستخدم أسماؤنا  المستعارة، ونتجنب العبارات والأغاني الثورية، حتى لا نكشف أنفسنا للعيون. كنا لا نزال نقف عند بائع الفستق في باب السينما، حين وجدت أنه اتفق مع صديقين آخرين لينضما إلينا. لم يكن الأمر حصيفا بالطبع، ومخالفا لتقاليد العمل السري.

الأكثر من هذا هو أن صاحبي كان متحمسا، وقرر كما يبدو بدء احتفاله، ونحن هناك، فراح يدندن بصوت مسموع الأغنية التي تملأ الشارع يومها:

ـ "يا بورجل الذهب يا فنان العرب

هلا بيك هلا وبجيتك هلا!"

لم يكن خافيا عني مقصده. وسرعان ما ارتفع صوته، يرافقه صاحبانا. بدا الأمر، وكأنه مزاج شباب محبين للرياضة. كان يفترض أن نترك المكان بسرعة، لكن صاحبي راح يكمل الأغنية بحماس أكبر:

ـ إلنا يبه الكأس وأسمنا يلوگ أله!

يكرر الجملة متوجها للناس القريبين اليه، كمن يشركهم بالأمر. يغني وكأنه يطالبهم بالتصديق على كلامه. لا نعرف كيف التف علينا بعض الشباب في المكان، وصارت مجموعة من الشباب يغنون معه الأغنية بحماس ويدبكون، وتوسطهم صاحبنا. لم يكن صعبا إدراك أن صاحبي تحت ستار الأغنية الرياضية، أراد أن يحتفل بطريقته الخاصة. بدأت دائرة الملتفين حولنا تكبر، وبدا الأمر يكتسب شيئا من الخطورة حين اقترب مني أحد الوقوف في المكان، وهمس لي محذرا:

ـ خذوا صاحبكم واتركوا المكان بسرعة!

وهذا ما حصل. تركنا المكان أشبه بالهرولة، ووجدتني مع صاحبي، ونحن نبتعد ونضيع في الأزقة القريبة أشاركه الغناء:

ـ "إلنا يبه الكأس وأسمنا يلوگ له"

****************

ص6

للعيد الـ 86 لميلاد الأمل

لكم قولٌ.. عهدُ وفاء!!

عبد اللطيف السعدي

قولُ محبــةٍ...

لن يفي لكــم...

رفـــــاقي...

وكــلُ تعبيرات العنـــاقِ.

بـــكم – تجاوزاً لظلم بعضكم-

أجدُ عونـــاً...

معـــكم ... بينكم

شببتُ...

وشـــابَ شـــعري

وفيضُ حبــي للعراقِ.

ســـبعون عدَت منذ حيـــنٍ

والآمالُ باسقاتٌ...

وأنتم ... أنتم...

الباقـــونَ...

شـــجرَ إســبندارٍ...

جــذرهُ يغـــورُ...

في أرضيّ...

وفي الأعمــاقِ.

يا ليت عمري

يعــودُ يومــاً....

لأجــددَ عهداً...

لأخبرهُ بالشيبِ...

بآلام الفراقِ...

الرفاق.

دمتَ حزبيّ ... شــفقاً...

قرصــاً أحمرَ....

للشــمسِ.

دمتَ حيـــاً...

جدلاً...

لشــعبٍ

ضامته دسائسُ...

النفوسِ.

دمتَ أفقـــا ً...

قوسَ قزحٍ...

للعــراقِ...

العـــراق...!!

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رومـــــا

22 آذار 2020

**************

الشيوعيون ملح الأرض

والشجرة دائمة  الخضرة

عبد جعفر

ما الذي يبقي حزبا مثل الحزب الشيوعي العراقي حيا ومستمرا في عطائه، رغم ما تعرض له قادته وقاعدته من الإعدام والاغتيال والسجن والمطاردة والمحاربة برزقهم اليومي، عبر تاريخه الطويل الذي زاد عن ثمانية عقود ونصف؟

وما الذي يعطي للشيوعي القوة في مواجهة أعتى النظم الدموية والتسلطية، ولا بأبه بالموت؟

 ومن الذي يجعل مناضليه قدوة في العمل والتضحية ونظافة اليدين رغم ما يعاني الكثير منهم شظف العيش وصعوبات الحياة الكثيرة؟

وما الذي يجعل النساء يجدن في الحزب الشيوعي آملهم في تغيير نظم الاستبداد والعبودية المنزلية، ويتعرضن للسجن والاعدام والاغتصاب والتشرد؟

وما الذي يجعل الشبيبة ان ترى في نضال الحزب الشيوعي العراقي طريقهم في التغيير نحن حياة أفضل، والتطلع الى مجتمع الحرية والديمقراطية؟

هذه الأسئلة وغيرها، نقترب بالإجابة عليها لأن الحزب الشيوعي العراقي كان أول حزب سياسي يسعى لإنهاء الاستعمار والاستثمار، قبل ان يتغير اسمه الى الحزب الشيوعي العراقي. وبهذا أصبح الحزب وريث كل القيم والنضالات التاريخية في العراق ضد كل اشكال الاستبداد والظلم الاجتماعي والاستغلال، وأيضا سلاح الشعب الحقيقي في مقارعة الأنظمة الاستبدادية التي توالت على الحكم. وكان نزع هذا السلاح وإضعافه عبر الاغتيالات والسجن والمطاردة، يعني الاستمرار في معاملة قوى الشعب الحية كعبيد وجعلها مسلوبة الإرادة مغتربة عن مجتمعها.

ونشر الحزب عبر مثقفيه وصحافته ونشاط رفاقه القيم والمبادئ والافكار التقدمية بين الناس وغير الكثير من اتجاهات النظر الى الأشياء في السياسة والادب والفن والمجتمع ومنظمات المجتمع المدني والنظر لحل مشكلة القوميات ومنها القضية الكردية، واكتسبت أفكار الحزب عبر التجربة والتواصل القوة المادية في اذهان الناس.  وكان من الصعب محوها وازالتها عبر محاربة الحزب والشيوعية بشكل عام.

وأصبحت الشيوعية هي الصفة الأكثر التصاقا بالوطن وهمومه، بحكم مواقفه الأكثر جذرية في تحرير الإنسان من كل براثن الاستغلال والتبعية والتطلع الى المجتمع الذي ينهي استغلال الانسان للإنسان.

 وعلى الرغم من أن اكتساب لقب الشيوعي تحتاج الى جهد غير عادي في الثقافة والفكر والسلوك وليس في حمل العضوية فقط، فقلد اعطى الكثير  من الشيوعيين مثالا عظيما على نكران الذات في التضحية من اجل وطنهم وشعبهم، مضحين بأرواحهم أو شبابهم في السجون، في الأهوار وجبال كردستان والمنافي متحملين كل اشكال التعذيب والحرمان، وهو خيار فرض عليهم، رغم أنهم من محبي الحياة والفرح. وقد بدأت هذه التضحيات من قادة الرعيل الاول للحزب ورفاقهم الاخرين ولم تنته عند أبسط شيوعي في الوقت الحاضر.

وقد يتساءل البعض أين هو الحزب الآن، وهل  يشهد انحسارا قياسا في الفترات السابقة؟

إن انحسار الاعداد تعود بسبب الى ظروف الإرهاب والقمع الدموي للنظام السابق والحصار الاقتصادي، وما رافقه من انتشار الفكر المتخلف  وتحطيم أسس الثقافية والمعرفية التقدمية وغياب الطبقة الوسطى وانتشار الأمية. كما لعب تكريس نهج  المحاصصة والطائفية في الدولة والمجتمع بعد التغيير عام 2003 والاعتماد على الاقتصاد الريعي وتدمير أسس الصناعة والزراعة  الى بروز الاشكال المتخلفة للاقتصاد الطفيلي،  وما افرزه من وعي متدن وخلق تنظيمات عديدة مافيوية   من العاطلين وأصحاب السوابق بأموال قوى الفساد لإرهاب الشارع العراق، بالإضافة الى انتشار القيم المنحطة وثقافة الرشى، كل هذا أدى الى صعوبات جدية لقوى اليسار لصالح اليمين وقوى الفساد المستشري، ولكن مع الحراك الشعبي والانتفاضة العارمة التي تشهدها مدن العراق، بدأت اشكال الوعي ترتفع، ولم تعد قوى المحاصصة والفساد هي المتحكمة، وأخذت الجماهير تجد في الحزب الشيوعي العراقي  سندا وعونا فكريا وسياسيا، في تحليل الأمور والنظر للأمور بمنظور أخر.

إن الزخم الجماهيري المتصاعد يعطي للحزب الأمل للعب  دوره التاريخي في أنهاء النظام الفساد والنهب وخروج الوطن من المأزق  الذي دفعته اليه  قوى الفساد بالتعاون مع القوى الخارجية.

فالمجد لعيد ميلادك ال 86 أيها الحزب المجيد، والخلود والذكر الطيب لشهدائك الأبطال.

*****************

في الذكرى الـ ٨٦

فهد.. الانسان

جاسم هداد

عاصر الرفيق الخالد يوسف سلمان يوسف (فهد) عدد من المثقفين الماركسيين العراقيين، لكنه تميز عنهم بنقل الفكر الماركسي من حديث المقاهي السياسية الى الطبقات الكادحة، صاحبة المصلحة الحقيقية فيه. ان اختلاط ( فهد) بالجماهير كواحد منهم وتعامله معهم بصدق وتواضع بعيدا عن التكلف والترفع، جعله قائدا مبدعا ذا قدرة على تنظيم العمل الجماهيري وقيادته.

في فترة إقامة (فهد) في مدينة الناصرية، استطاع ان يبني علاقات متميزة مع الكادحين، أهلته ليكون من قيادات الحزب الوطني العراقي في الناصرية (نائب رئيس الفرع)، والذي كان يتزعمه الشخصية الوطنية العراقية (جعفر أبو التمن) الذي آزر فهدا كثيرا ودافع عنه، لما لمسه فيه من ايمان عميق بقضيته الوطنية، وإخلاص وصدق لما يناضل من أجله. وعندما وصفت السلطات الحكومية وقتذاك في مدينة الناصرية نشاط فهد المتميز ( بأنه هدام )، قال أبو التمن أنه: ( بناء يحاول ان يبني مع الفلاحين والضعفاء حياة سعيدة للناس).

يمكن اعتبار فهد أول السياسيين العراقيين الذي نقل السياسة لأبناء الكادحين والتي كانت تقتصر على النخبة، وأول من جعل الشيوعية محببة الى نفوس المواطنين، وذلك لإقتران أقواله بأعماله، وكونه القدوة الحسنة بسلوكه وتمتعه بخصال أتاحت له القبول عند من يختلط بهم ويتحدث معهم، أستوعب الماركسية بشكل مبدع وأستحق بجدارة القول عنه أنه: (أول وأحسن من طبق في العراق المنهج الماركسي اللينيني). الى جانب ذلك درس التاريخ العربي والإسلامي، واهتم بحفظ الأمثلة الشعبية والحكايات الفولكلورية والشعر الشعبي، وأهتم بكل ما هو وطني وشعبي لإدراكه ان فنون الشعب تعبر بدقة عن أعمق أحاسيس الشعب الكادح. كان فهد يجيد رواية الحكاية والنكتة الشعبية ويضرب المثل الدال الموجز، واستطاع توظيف ذلك في تعامله مع الناس وفي تقريب وتوضيح أفكاره التي يطرحها سواء في عمله التنظيمي أو التثقيفي الحزبي أو في كتاباته أو في دروسه التي كان يقدمها في السجن.

عندما أرسله الحزب الى موسكو في نهاية عام 1934 للدراسة في جامعة كادحي الشرق الشيوعية، كان خلال دراسته، تلميذا يجيد فن الإصغاء، مواظبا على الدروس والاجتماعات، يستغل وقته جيدا في القراءة والكتابة بعيدا عن الثرثرة والصخب، حتى غدت الصورة الأكثر وضوحا في ذاكرة زوجته التي كانت غالبا ما تشاهده يدرس أو يكتب، وكان يقضي الليل ساهرا في محاولة التعلم، وبذلك أستطاع أن ينهي دراسته بتفوق حيث انهاها بسنتين بدلا من ثلاث سنين.

خلال دراسته في موسكو، تعرف على شريكة حياته، ورغم قصر حياتهما الزوجية ولكنها كانت حياة زوجية ناجحة سعيدة، حيث تركت أثرها على زوجته والتي ظلت تعيش على أحلام السعادة التي غمرها فيها أثناء حياتهما المشتركة، وظلت تربطها بالعراق مشاعر عميقة من خلال رعايتها للشيوعيين العراقيين وكلماتها الطيبة المفعمة بالمحبة، وتلقفها لأخبار العراق.

كان رغم انشغاله بالدراسة وبهموم وطنه وحزبه، يساعد زوجته في عمل البيت ويبتكر وسائل عديدة لجعل العمل المنزلي ميكانيكيا لا يتطلب جهدا بدنيا، ويعلمها اللغة الإنكليزية. غادر موسكو وزوجته حاملا بإبنته، مضحيا بالسعادة التي عاشها مع زوجته، متلهفا للعودة الى وطنه، مسرعا لمواصلة النضال بوعي أعمق وتجربة أغزر، وأودع لدى عدد من رفاقه الشيوعيين الموجودين في موسكو بعض رسائل تحمل تواريخ متفاوتة ومعنونة باسم زوجته وطلب منهم إيداع هذه الرسائل في صندوق البريد في تاريخها المسجل عليها، ولم ينس ابدا عيد ميلاد زوجته، فيشتري لها هدية ويرسل لها رسالتين باللغة الروسية والإنكليزية من باريس اثناء تواجده هناك، مهنئا إياها بعيد ميلادها، مبديا قلقه على صحتها، متمنيا أن تكون معه، معتذرا لها عن غيابه عنها. وعند عودته مرة ثانية الى موسكو عام 1942 للمشاركة في اجتماع ممثلي الأحزاب الشيوعية، وكان الغزو الهتلري اجتاح أراضي الاتحاد السوفيتي مقتربا من موسكو، وصوت المدافع حطم زجاج البيت، فأخذ يصلح زجاج البيت بنفسه، مبديا تفاؤله بهزيمة النازية، ورغم علاقته الحميمة مع زوجته لكنه لم يبح لها بمركزه الحزبي ولا بمهامه الحزبية.

عند عودته للوطن عام 1938، وجد الحزب الشيوعي العراقي الوليد مهشما، مبتليا بالفوضى التنظيمية، يسوده عدم الانضباط الحزبي، حيث افلحت السلطات الحكومية في اعتقال قادة الحزب ومعظم كوادره، وترك قسم منهم الحزب والعمل السياسي، أهتم فهد ببناء الحزب مجددا، حزب من طراز جديد، وفق الأسس اللينينية التي تعلمها والخبرة التي أكتسبها، وأستطاع أن يبني حزبا شيوعيا، لا يعرف المهادنة ولا الموسمية، أصبح خلال فترة زمنية قصيرة حزبا جماهيريا يتصدر نضالات شعبنا، رغم شيوع الأمية والجهل والتخلف وقتذاك، ورغم أن فترة قيادة فهد للحزب قصيرة نسبيا، لم تتجاوز عشر سنوات ، الا أنه رسخ أسسا وتقاليدا وقيما ثورية متينة مكنت الحزب من الصمود بوجه اعتى الدكتاتوريات التي تعاقبت على حكم العراق، إذ شهد تاريخ الحزب ظروف قمع متواصلة منذ العهد الملكي المقبور مرورا بشباط الأسود الى دكتاتورية صدام.

يذكر الرفاق الذين عاصروا فهد تعامله معهم وجهوده من أجل تعليمهم ما تعلمه وسلوكه القدوة حيث كان المبادر دائما لتنفيذ ما يطلب من الرفاق، ويقرن دعوته التربوية بسلوكه اليومي مع الرفاق والمواطنين، يراعي الظروف الاجتماعية، حيث كان يؤكد على أن يتولى الشيوعي تنظيم عائلته وأقاربه في العمل الحزبي، ولا يجوز أن يتولى مسؤولية التنظيم الحزبي رجل غريب، خشية إلقاء القبض على اجتماع نسوي فيه رجل حاضر، وحتى لا يعطي فرصة للتشهير بالشيوعية والشيوعيين، شهد له كثيرون بأنه شخصية متمتعة بأخلاق لم تمنح أعداءه وخونة الحزب الفرصة للنيل منه.

كان يأخذ بيد الرفاق غير مبديا لهم أنه أكثر منهم معرفة، فتراه يحدث (عبد تمر) من أنه سوف يتعلم عندما رشحه لعضوية اللجنة المركزية، واعتذر الأخير كونه لا يمتلك المؤهلات التي تؤهله لهذا المركز، وكان يحث الرفاق الآخرين ويشجعهم على الكتابة لصحافة الحزب، مشيرا لهم أنهم بالممارسة سوف تتحسن كتاباتهم وأنه بدأ بدايات بسيطة، ولم تكن كتاباته في بدايتها بالمستوى الجيد.

لم يغب عن بال فهد الاهتمام بظروف رفاقه العائلية، فتراه وهو داخل أسوار سجن الكوت، يوصي التنظيم الحزبي، بتأمين سكن لزوجة أحد الرفاق، لأن الرفيق غير مرتاح لظروف سكن زوجته. كان قريبا من الرفاق معايشا ظروفهم، ويأبى تركهم أيام المحن وساعات الشدة، رافضا النجاة بنفسه دونهم، عند اشتداد حملة الاعتقالات عام 1946، أقترح أحد أعضاء اللجنة المركزية عليه مغادرة العراق والسفر الى ايران والبقاء في عبادان أو المحمرة، خشية اعتقاله، فرفض ذلك مؤكدا انه ليس من الصحيح ترك الحزب بمثل هذه الظروف، كذلك رفض فهد ما طلبه منه رفاقه في سجن الكوت، بعدم السفر الى بغداد، عندما تم استدعاؤه ورفيقيه صارم وحازم لإعادة محاكمتهم، طالبين منه الاعتصام في السجن مبدين استعدادهم للتضحية من أجله، فقال لهم: ( لا. لا أفعل ذلك، فأنني أرى من العيب التحصن في سجن الحكومة لئلا يقال ان فهد خاف من الموت).

ولم يقتصر اهتمامه على رفاقه فقط بل كان مهتما بالفنانين والأدباء بشكل عام، حيث يذكر الفنان (يحيى فائق) الأثر الكبير الذي تركه فهد بعد لقائه معه وشرحه له بأسلوب بسيط وواضح دور المسرح في تعميق الوعي السياسي والطبقي لدى الجماهير ومساهمة المسرح في التغيير للمجتمع وإزالة الظلم الاجتماعي والفوارق الطبقية، وعندما اشتكى الرسام رشاد حاتم في يوم من الأيام من أن جدران السجن حرمته من الرسم، فقال له الرفيق فهد: (ادفع جدران السجن وتصور الناس والطبيعة).

وفي رسالة له من السجن يوصي بالجواهري الكبير: (وثقوا صلتكم بالجواهري، وساعدوه بالمقالات وترجمة المواضيع المفيدة)، ويقدر جيدا ارتباط مزاج الشعراء بالوضع الثوري فعندما علق بعض الرفاق عن الجواهري، انه لم يكتب شعرا جديدا للحركة الوطنية قال: (الجواهري اصنع له حدثا فتراه بلبلا مغردا).

في السجن أهتم فهد بالمناضلين وكرس جهوده للعناية بمعيشتهم وتثقيفهم سياسيا ومدرسيا، وبإشرافه تحولت قاعات السجن الى صفوف مدرسة ثورية، كان حريصا على ان لا يترك فراغا في أوقات السجناء، كان بنفسه يتابع مأكل وملبس ومنام رفاقه، وشهد كثيرون بأنه يقضي الليل ساهرا بين الكتابة والقراءة وتفقد رفاقه، يوقظ طباخي شوربة الصباح والخبازين ثم يخلد الى النوم لبضع ساعات مع ساعات الفجر الأولى، ويبدأ البرنامج النهاري بمحاضرة في الاقتصاد السياسي ثم بعدها الفلسفة ولم يقتصر التثقيف على السياسة فقط بل تعداه الى محو الأمية ودروس في اللغة العربية والإنكليزية والأدب العربي، إضافة الى الرياضة، كان فهد يساهم في ويتابع كل هذا، حتى مزاج السجناء لم يغب عن باله ففي كل أسبوع تقام حفلة للغناء والموسيقى والسمر، ورسخ فهد تقليد الاحتفال بالمناسبات الوطنية والأممية، وكرس جهوده على تربية الشيوعيين بالروح الجماعية، وحب التنظيم والانضباط، وحب التضحية ونكران الذات، وانتقل هذا التنظيم الى باقي السجون.

كان فهد كقائد، صارما مع من يخرق الضبط الحزبي وحادا مع الثرثارين، وإذ يسمح في الهيئات الحزبية ويتحمل النقاش مع الرأي المخالف، فهو ومتبعا المركزية الديمقراطية، لا يسمح بنشر الرأي المخالف في صحافة الحزب، كان قاسيا في نعوته للذين يدعون الى حل الحزب الشيوعي، لهذا السبب يلومه بعض المثقفين على أنه فرط بهم، ويأخذون عليه مبدئيته المفرطة، وجديته حتى في حياته الشخصية وعلاقاته مع أصدقائه.

يصفه معاصروه: مربوع القامة، متين البنية، مقرح الجفنين قليلا، بسيط المظهر، انيقا متواضعا بدون تكلف، خفيض الصوت يتكلم بأناة، قليل الكلام، ولكن عندما يتعلق الأمر بشرح موضوعة نظرية أو توضيح شأن سياسي فأنه لا يبخل بالكلام، ويركز بدقة على الموضوع الذي يتكلم عنه، ويبلور جملته بصدق وبساطة، تلميذا ومعلما في ذات الوقت، شخصية شعبية، وطنية شجاعة مقدامة، يتمتع بحس قراءة مستقبل الأحداث، وتحليل وفهم الظروف، ولديه إمكانية اقناع قوية وموهبة في تفسير الأمور بطريقة واضحة وبسيطة، صابرا طويل الأناة، هادئ الأعصاب، يمضي ساعات طويلة في لعب الشطرنج وهمه التدريب وليس الفوز.

جسد فهد في وصاياه التي تركها لرفاقه ما يؤمن به، والتي ستبقى منارا لحياة الشيوعيين العراقيين الخاصة والعامة، تلهمهم الصمود لمواصلة النزال وتكون سلاحا ماضيا في تحدي ظروف الإرهاب والظلامية ، فوصيته القائلة : ( أيها الرفيق: صن لقب الرفيق واسم الشيوعي من كل شائبة) لهي جرس انذار يرن لكل من يحاول الإٍساءة لإسم الشيوعي، ويطالب في وصاياه رفاقه بحب الشعب والوطن، وعدم الاكتفاء بذلك بل يجب أن يكون الشيوعي في مقدمة المناضلين من أجل حرية الوطن وسعادة الشعب، ويؤكد على مسألة أساسية وهامة وهي الثقة بالشعب وعدم الارتكاز على العوامل الخارجية والارتهان لها في موضوعة تحرير الشعب، ولكون الحزب الشيوعي هو حزب الطبقة العاملة فيصبح من الأساسي حب هذه الطبقة والنضال من اجل تحقيق أهدافها، ويدعو الى كره الفاشية ويؤكد على ضرورة أن يكون هذا الكره فكرا وقلبا، ولإيمان الماركسية بحق الشعوب في تقرير مصيرها والمساواة بين البشر، يطلب فهد الدفاع عن مبدأ الأخوة بين الشعوب، ولكون الانتهازية داء يصيب الحركة النضالية بالوهن، لابل يشل حركتها، حذر منها فهد وطالب بمحاربتها، ولإيمان فهد بثورية الشيوعية، اعتبر ان الشيوعيين هم الورثة الحقيقيون لتراث شعبنا الثوري، وطلب المحافظة على تقاليد شعبنا الثورية التي هي الأساس لتراكم هذه النضالات وكون حزبنا الشيوعي لم يكن طارئا بل أملته ظروف ذاتية واستوجبت نشوئه، وحول نظرة الشيوعيين الى العلم والفن والأدب والثقافة بصورة عامة، أكد فهد على وجوب أن تكون نظرتهم تقدمية لها، والمتابع لتاريخ الحزب الشيوعي يستطيع ملاحظة ان اغلب المثقفين خرجوا من معطفه، وكما سبق الإشارة له ان فهد ربى رفاقه على نكران الذات والتضحية، يؤكد على ضرورة وأهمية تحلي الشيوعيين بالصفاة الحميدة التي تسهل مهمتهم في كسب وقيادة الجماهير التي هي السياج الحقيقي للحزب، وتقوية الصلات معها يجب ان يأتي من خلال مساعدتها ومن خلال الدفاع عن مصالحها، ثم يلتفت الى أهمية الضبط الحزبي، الذي بدونه يتحول الحزب الى نادي للنقاش، لعمري ان وصايا الرفيق الخالد فهد لعبت دورا مؤثرا ومهما في مواصلة الحزب لنضاله رغم اقسى ظروف الإرهاب والقمع التي تعرض لها، وما نلحظه من الخسارة لجماهيرنا ورفاقنا فمن أسبابها عدم الأخذ بهذه الوصايا وضعف الأهمام بها، وبمناسبة الذكرى السادسة والثمانين لتأسيس حزبنا الشيوعي العراقي، فنحن بأمس الحاجة الى العودة لهذه الوصايا والعمل بها، وصدق الرفيق الراحل زكي خيري حين قال:

(كان فهد مربيا للرجال، انسانا وانسانيا من كل الأوجه بقدر ما كان ثوريا صارما).

******************

ص7

من ايبولا الى كورونا

التضامن الاممي مجسدا في رسالتين

رشيد غويلب

في 17 تشرين الأول 2014، حين كان وباء ايبولا يشكل تهديدا للعالم، عرضزعيم زعيم الثورة الكوبية فيدل كاسترو التعاون مع بلدان العالم كافة، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، لمكافحة ذلك الوباء. وكان مما جاء في عرضه:

لم يتردد بلدنا دقيقة واحدة في الاستجابة لطلب المنظمات الدولية المساعدة في مكافحة الوباء الوحشي المستفحل في غرب أفريقيا. وذلك بالضبط ما تفعله بلادنا دومًا، ودون استثناء احد. وقد اصدرت الحكومة التعليمات السريعة لحشد وتعزيز الملاكات الطبية، التي تقدم الخدمات في تلك الرقعة من القارة الأفريقية. وتمت بسرعة ايضا تلبية طلب الأمم المتحدة، وهذا ديدننا في التعامل مع من يطلبون التعاون.

ان كل انسان مدرك يعرف جيدا أن القرارات السياسية، والمخاطر التي تواجه العاملين المتخصصين والمؤهلين تأهيلاً عالياً ، تعني درجة عالية من المسؤولية لمن يطالبون بتنفيذ هذه المهمة الخطيرة. فهذا القرار أصعب من إرسال الجنود الى القتال، وحتى الى الموت من أجل قضية سياسية عادلة.

ان الطواقم الطبية التي ترسل في أي وقت لإنقاذ الأرواح ، تواجه خطر فقدان  الحياة، وهذا أفضل تعبير عن التضامن الذي يمكن أن يقدمه الناس ، خاصة إذا كانوا غير مدفوعين  بمصالح مادية. وإن البلاد التي خاضت لسنوات طويلة نضالا بطوليا، تفهم جيداً ما يجري التعبير عنه هنا.

ونحن جميعًا ندرك أن تنفيذ هذه المهمة بأفضل إعداد وكفاءة ممكنين، سيحمي أيضًا شعبنا والشعوب الشقيقة في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي. وهو يخدم منع انتشار مرض إيبولا بعد ظهوره للأسف في الولايات المتحدة، وامكانية انتشاره هناك، وهو بلد فيه الكثير من العلاقات لمواطنيه على الصعيد الشخصي، وعلى صعيد العلاقات الثنائية مع انحاء العالم. وسنكون سعداء للتعاون مع الشغيلة الأمريكيين في تنفيذ هذه المهمة. ونحن لا نفعل ذلك من اجل مجرد الوصول الى سلام بين البلدين المتعاديين منذ سنوات طويلة، بل واكثر من هذا بكثير، من أجل السلام العالمي ، الهدف  الذي من الواجب والممكن السعي اليه. ولقد دقت ساعة العمل.

من جانب آخر وفي23 آذار 2020 ارسل الزعيم اليساري ورئيس جمهورية  البرازيل الأسبق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، رسالة الى الرئيس الكوبي الحالي ميغيل قال فيها:

أكتب إليكم لاعبر عما شعرت به عندما رأيت الأطباء الكوبيين أخيرا يساعدون ضحايا وباء كورونا في إيطاليا.

فمرة أخرى تقدم الحكومة والشعب الكوبيان للعالم مثالاً للتضامن، وتتجاوزان  جميع العقبات سواء كانت  اقتصادية او جغرافية أو سياسية. وفي لحظات الأزمات نتعرف على العظماء حقًا، ففي مثل هذه الساعات يقف شعب جزيرة كوبا كعملاق أمام العالم. ولقد شهدت اجزاء من كوكبنا سابقا، تضامن كوبا النشيط  النضالي والثوري، فيما كانت ترد بفخر وسيادة على أولئك الذين يحاولون فرض الحصار الاقتصادي والعزلة السياسية عليها.

سيظل الشعب البرازيلي ممتنًا إلى الأبد للاتفاق على برنامج "المزيد من الأطباء" ( في اطار هذا البرنامج أرسلت كوبا آلاف الأطباء إلى المناطق النائية في البرازيل منذ عام 2013) ذلك  التعاون الذي أنقذ أرواحًا لا حصر لها، وعلّم  العاملين في القطاع الصحي  البرازيلي الكثير.

ولقد ألغي هذا التعاون مع شعبنا بوحشية من قبل حكومة رثة، أعمتها أيديولوجية انانية ولاإنسانية (في اشارة الى حكومة البرازيل الحالية).

في لحظات أزمة فيروس كورونا، التي يعاني منها شعبنا اليوم بشكل استثنائي، يدرك الجميع الفراغ  الذي تركه الأطباء الكوبيون.

ارجو منكم ايها الرفيق العزيز أن تنقلوا احترام الشعب البرازيلي وإعجابه وامتنانه للكوبيين ، خاصة منهم العلماء والعاملين في القطاع الصحي، الذين يخوضون هذه المعركة الصعبة للحفاظ على الحياة في جميع أنحاء العالم.

سنبقى متحدين حتى النصر!

********

الحزب الشيوعي اللبناني: الكورونا أكدت فشل الرأسمالية، والإشتراكية ستبقى الحل

أكدت أزمة وباء كورونا انها ليست صحية أو بيئية فحسب، بل هي أزمة الرأسمالية التي غلّبت حماية الأرباح على حماية الأرواح، كما أكّدت من جديد أهمية الاشتراكية كفكر ونظام انساني يضع مصلحة الإنسان ضمن علاقات الإنتاج فوق كل اعتبار.

وما انتفاضات الشعوب وثوراتها الاشتراكية والتحررية ونضالات حركاتها العمالية في العالم أجمع ضد الرأسمالية على مدى عقود وعقود إلّا التأكيد الحي على إرادة هذه الشعوب في التخلص منها، حيث دفع ولا يزال يدفع شعبنا كسائر شعوب العالم شهداء وتضحيات جسام آخرها كان في انتفاضة 17 أكتوبر والآن في وباء الكورونا.

وفي ظل انفجار كل أزمات نظامنا السياسي تتواصل الأزمة الاقتصادية في لبنان بفعل آلياتها الداخلية، ولكنها تتجه في الوقت نفسه بثبات نحو التفاقم الاستثنائي بسبب أزمة الكورونا التي أصبحت مفاعيلها الاقتصادية على مستوى العالم تهدّد بحدوث ركود عالمي يؤدي إلى زيادة معدّلات البطالة وتوقّف الكثير من المؤسسات عن دفع اجور العمال والموظفين وحرمان ذوي الدخل اليومي من تحصيل معيشتهم نتيجة الإقفال العام للمؤسسات والحجر القسري اللذين تفرضهما الدول كافة.

وفي هذا الإطار، يتهدد الموت جوعاً ومرضاً، المتعطّلين عن العمل والفقراء والمياومين والطبقات الشعبية الكادحة جراء عدم تأمين الدعم المالي والغذائي لهم من قبل السلطة السياسية الفاسدة التي نهبت حقوقهم. كما يعاني الموظفون والأُجراء والمياومون والمتعاقدون في القطاعين العام الخاص في لبنان من لجوء بعض المؤسسات الرأسمالية إلى خفض أجورهم الأسمية بسب قرار الوقف القسري للعمل. كما يعانون، إلى جانب المتقاعدين وأصحاب الودائع الصغرى بالأخص، من خسارة جزء مهمّ من قوّتهم الشرائية ومدخراتهم نتيجة تدهور سعر صرف الليرة من جهة، وتقنين بل وقف سحوباتهم بالعملة الأجنبية من المصارف من جهة أخرى.

هذا في الوقت الذي تواصل فيه المصارف بالتواطؤ مع أطراف متنفّذة داخل السلطة فرض أسوأ صيغ "قصّ الشعر" للودائع بالعملات الأجنبية، عن طريق إجبار أصحابها، لا سيّما صغار المودعين والمدخرين والمتقاعدين، على تحويل ودائعهم الى الليرة اللبنانية وفقاً لسعر الصرف الرسمي، من دون توفير أيّ ضمانات فعلية لوقف تدهور سعر صرف الليرة عند سقف معيّن. وهذا ما يعرّض اللبنانيين لأزمة اجتماعية كبرى، بالتزامن مع خضوعهم المستجدّ لمفاعيل الأزمة الصحية غير المسبوقة التي فجّرها انتشار وباء الكورونا، معطوفة على خسائر مضاعفة لا يمكن تحديد حجمها وأثارها الكبرى على الصعيد التربوي والتعليمي والمادي لجهة مصير العام الدراسي وتجربة التعليم عن بعد والامتحانات الرسمية وأجور ورواتب المعلمين التي يجب دفعها مهما كانت الظروف.

من هنا يرى الحزب الشيوعي اللبناني في مواجهة هذه الأزمة المزدوجة، ضرورة تشديد الضغط على الدولة اللبنانية كي تضطلع بمهمات أساسية تضع مصلحة الإنسان والفقراء على وجه الخصوص في أولويات السياسات الحكومية:

أولاً، استحداث وتنفيذ خطّة تقضي بتوفير الدولة أجراً أو دخلاً عاماً أساسياً لكل أسرة، بدءاً من أسر المياومين والعاملين في المؤسسات غير القادرة على دفع الأجور (على غرار ما تقوم به الكثير من الدول)، والعمل على رفد هذه الخطّة بتعزيز الأجر الاجتماعي، وبخاصة تأمين التغطية الصحية الشاملة للمواطنين. ويُصار لإلى تمويل هذه الخطة عبر نظام ضريبي تصاعدي يستهدف أصحاب الودائع الكبيرة المكدّسة في المصارف

وثروات وأصول الارستقراطية المالية، بدلاً من إعطاء هؤلاء حصصاً في أصول الدولة عبر مشاريع الخصخصة، بعدما كانوا استولوا على الفوائد والعوائد المتأتية عن سياسة الاستدانة المفرطة التي اتبعتها الحكومات المتعاقبة على مدى عقود. فالعوائد الاستثنائية المتأتية من تلك الثروات يجب أن تستخدم من أجل دعم العمال والموظفين والمؤسسات المنتجة، ولا يُصار إلى تحميل المؤسسات المنتجة وزر تكاليف الأجور في ظل الركود وقرارات الحجر ووقف العمل. إنها فرصة تاريخية لإنهاء الارستقراطية المالية الطفيلية كطبقة وإنقاذ الاقتصاد في آن، وذلك كسبيل لا بديل عنه لمواجهة الخطر الاستثنائي المتمثّل في استشراء البطالة والحاجة والفقر. فالجزء الأساسي من الدين العام يجب أن يُلغى عبر عملية "قصة شعر" للودائع الكبرى، وأن يتمّ فرض الضرائب على ما تبقى منه لتمويل سياسات الأجور الأساسية والاجتماعية المطلوبة اليوم.

ثانياً، التأكيد على دور الدولة المركزية في المواجهة الاقتصادية والصحية وتحمّلها كامل المسؤولية عن ذلك. في هذا الإطار، يندّد الحزب الشيوعي اللبناني بالممارسات التي تنم عن محاولات الأحزاب الحاكمة استغلال الأزمة لإعادة إحياء منظومة العلاقات الزبائنية السياسية واستخدام التبرعات بديلاً من دور الدولة المفترض إعادة المال العام المنهوب، كما يندّد بممارسات بعض المجالس البلدية والسلطات المحلية التي تنم عن توجهات لا إنسانية في التعامل مع أزمة صحية وطنية تتطلب التضامن والتعاضد بين أبناء الشعب الواحد بدلاً من التخويف والتمييز السياسي والتفرقة المناطقية والمذهبية.

ثالثاً، إعطاء صغار المودعين في المصارف حقهم في الوصول المنصف والكافي إلى مدخراتهم بجميع العملات لتلبية احتياجاتهم الشهرية في الإنفاق. في هذا الإطار، يشدّد الحزب الشيوعي على أن أي إجراء لتجميد الودائع أو تحويلها أو تحويل عائداتها بشكل قسري إلى الليرة اللبنانية يجب أن تطال فقط الودائع الكبرى، وذلك لتحميل أزمة شحّ الدولار إلى الفئات التي استفادت على مرّ السنين من السياسات النقدية التي راكمت الثروة المالية لدى القلة، ومن أجل حماية العمال والموظفين والمتقاعدين الذين تشكل ودائعهم، إن وجدت، مصدراً للعيش وليس للإثراء.

رابعاً، يدين الحزب الشيوعي اللبناني القرار الحكومي الذي نفذته القوى الأمنية مساء أمس بإزالة خيم الانتفاضة على الرغم من التزام المعتصمين بكل إجراءات السلامة العامة. إنّ هذا الاعتداء مدعاة للسخرية والاستهجان، فالانتفاضة هي في وعي اللبنانيين أولاً وأخيراً فهم الذين لم يعطوا الثقة بهكذا حكومة رأت من واجباتها تهريب العميل عامر الفاخوري، ولم ترَ من واجباتها تأمين حاجات اللبنانيين في مكافحة كورونا. إنه الفساد السياسي الذي انتفض اللبنانيون ضده وجاءت الكورونا لتثبت أنهم على حق، وما هذا الإجراء الحكومي إلّا دليل خوف من نتائجها المتوقعة على نظام التبعية والارتهان وسلطته الفاسدة.

ختاماً، يوجه الحزب الشيوعي اللبناني تحياته الخالصة لكافة العاملين في الخطوط الأمامية في مواجهة وباء كورونا بدءاً من الجسم الطبي والتمريضي إلى جميع المتطوّعين في المؤسسات الاجتماعية والصحية، فلا شيء يعوّض آلام شعوب العالم المحجورة في بيوتها وحياة آلاف الضحايا إلا تشييع الرأسمالية إلى نهايتها المحتومة.

 

 المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني

28 آذار 2020

************

الفيلسوف جيجك: كورونا قد يحمل نهاية الرأسمالية

لم تكد تمضي أشهر على انتشار وباء كورونا في العالم، حتى أصدر الفيلسوف السلوفيني سلافوي جيجك (1949) كتاباً حول الفيروس القاتل بعنوانPan(dem)ic (كوفيد – 19 يهزّ العالم) في تلاعب على مصطلحي وباء وهلع بالإنكليزية.

الكتاب الصادر عن دارO/R Books في نيويورك، والذي بات متوافراً أونلاين أيضاً، ينطلق من عبارة الإعلام الشهيرة «لا تهلعوا»،  بينما لا تتوقّف الوسائل في العالم عن تقديم معلومات تحرض على الهلع.

الكتاب المؤلّف من 120 صفحة يعدّ المقالة الطويلة الأولى حول الفيروس في العالم، خصوصاً بأسلوب جيجك الذي يجمع الفلسفة الماركسية والتحليل النفسي مع الثقافة الشعبية من السينما والموسيقى. هنا يقدّم نجم الفلسفة السبعيني تحليلاً للموجة الاستهلاكيّة التي تزامنت مع انتشار الوباء، خصوصاً اللهاث خلف ورق التواليت، ويتوقّف عند بعض مفارقاته ومعانيه وعواقبه الاجتماعيّة والدوليّة والنفسيّة، والتي يتوصّل جيجك فيها إلى خلاصة مفادها أن شكلاً جديداً من الشيوعية قد يكون هو الحلّ الوحيد لمنع البشريّة من الانزلاق إلى الهمجية.

ووفق اللمحة الموجزة عن الكتاب في موقع دار النشر، فإن الكتاب مزيج من مرجعيّات جيجك المفضّلة من ماركس وهيغل وأبرز وجوه الثقافة الشعبية مثل المخرج الأميركي كوينتن تارانتينو. علماً أنه منذ انتشار الوباء، أدلى جيجك بتصريحات كثيرة تؤكّد أن العالم لم يعد بمقدوره المضي بأدواته الرأسماليّة، إذ قد يكون فيروس كورونا هو التحوّل الكبير الذي سيقضي على المنظومة بأكملها.

***********

فيروس كورونا: فقراء الهند يخافون أن يقتلهم الجوع قبل المرض

متابعة "طريق الشعب"

فرضت الحكومة في الهند حالة إغلاق عام في شتى أنحاء البلاد في محاولة لإيقاف انتشار وباء فيروس كورونا. وأمرت السلطات السكان بالتزام منازلهم، ولكن هذا ليس خيارا متاحا للعديد منهم الذين يعملون بأجر يومي.

وتزدحم منطقة تجمع العمال في حي نويدا في العاصمة الهندية دلهي عادة بمئات الرجال الباحثين عن عمل في قطاع الإنشاءات. ويعد تقاطع صغير للطرق في هذه المنطقة الحضرية المكان الأكثر ارتيادا لأرباب العمل الباحثين عن عمال.

ولكن المكان كان خاليا يوم الأحد الماضي خلال المراحل الأولى من الإغلاق. كانت المنطقة هادئة تماما، وما كان المرء يتخيل أن يسمع صوت العصافير في منطقة مكتظة كهذه.

يقول مراسل "بي بي سي" أنه بعد قليل، عثرت على مجموعة من الرجال المجتمعين في إحدى زوايا الحي. توقفت وسألتهم – عن بعد – إن كانوا ملتزمين بأمر الإغلاق. أجابني أحدهم، ويدعى راميش كومار، وهو منحدر من منطقة باندا في ولاية أوتار براديش، بأنه يعرف أنه "لن يكون أحد في الحي يرغب في تشغيلنا، ولكننا قررنا أن نجرب حظوظنا مع ذلك".

وأضاف "أحصل عادة على 600 روبية (8 دولارات) في اليوم لإطعام أسرتي المكونة من 5 أشخاص. سينفد كل ما لدينا من طعام في غضون أيام. أُدرك مخاطر فيروس كورونا، ولكني لا استطيع أن أرى أطفالي يتضورون جوعا". راميش ليس الوحيد الذي يواجه هذه المحنة، فالملايين من الهنود الذين يعملون بأجور يومية يواجهون المصاعب نفسها. فقرار الإغلاق الذي أعلنه رئيس الحكومة، نارندرا مودي، يعني أنهم سيحرمون من أي دخل في الأسابيع الثلاثة المقبلة. ومن المرجح أن الكثير منهم سيواجهون شحا في الطعام في الأيام القادمة.

يذكر أن الهند أعلنت عن تسجيل 500 حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد، مات منها 10 على الأقل.

ووعدت الحكومات المحلية في ولايات عدة، منها أوتار براديش شمالي البلاد وكيرالا في الجنوب والعاصمة دلهي، بدفع أجور العمال من أمثال كومار. كما تعهدت حكومة مودي بمساعدة العمال الذين يعملون بأجور يومية والذين تأثروا بقرار الإغلاق.

ولكن هناك مصاعب وتحديات عملية للوفاء بهذه التعهدات.

وتقول منظمة العمل الدولية إن 90 في المئة على الأقل من القوة العاملة في الهند يعملون في القطاع غير الرسمي. ويعمل هؤلاء كحراس أمن ومنظفين وساحبي عربات نقل الركاب وباعة جائلين وجامعي قمامة وعمال في المنازل وغيرها من المهن.

ولا يحصل معظم هؤلاء على أي رواتب تقاعدية أو إجازات مدفوعة الأجر – ومنها الإجازات المرضية – أو أي شكل من أشكال التأمين. وليس لمعظمهم حسابات مصرفية، ويعتمدون على الدفع نقدا للوفاء باحتياجاتهم اليومية.

والكثير منهم عمال وافدون، أي أنهم مسجلون رسميا كسكان بولايات غير الولايات التي يعملون فيها. ثم هناك مشكلة "العمالة الطافية"، وهم الذين لا يقيمون في أي ولاية محددة لفترات طويلة، بل ينتقلون من ولاية لأخرى سعيا للعمل.

يعترف أكيليش ياداف، الرئيس السابق للحكومة المحلية في ولاية أوتار براديش، بأن هذه تحديات كبيرة "لم يواجهها أي شخص في أي حكومة من قبل".

ويمضي قائلا "على كل الحكومات أن تتدخل بسرعة البرق لأن الموقف يتغير من يوم لآخر. علينا تأسيس مطابخ شعبية لإيصال الطعام إلى من يحتاجون إليه. كما علينا تقديم المال أو الأرز والقمح للجميع بغض النظر عن الولاية التي جاء منها كل شخص".

وعبر ياداف عن قلقه بشأن ولايته، أكثر ولايات الهند سكانا والتي يقارب عدد سكانها 220 مليون نسمة.

ويضيف "علينا منع الناس من التنقل من مدينة إلى أخرى لوقف العدوى، وضمان الأمن الغذائي هو أسلوب لتنفيذ ذلك. فالناس يهرعون إلى قراهم في أوقات الأزمات".

أما الرئيس الحالي لحكومة أوتار براديش، يوغي أديتياناث، فقال إن فريقا من العاملين يقومون بمتابعة أولئك الناس القادمين من ولايات أخرى، وأن كل من يحتاج إلى مساعدة سيحصل عليها من حكومته.

وكانت مؤسسة السكك الحديدية الهندية قد أعلنت تعليق كل رحلاتها حتى 31 من آذار.

ولكن في الأيام التي سبقت الإعلان عن تعليق الرحلات يوم الاثنين، استخدم مئات الآلاف من العمال المتنقلين القطارات المكتظة للعودة إلى قراهم في ولايتي أوتار براديش وبيهار من مدن كدلهي ومومباي وأحمد آباد، وهي مدن مبتلاة بالفيروس.

يضاعف هذا من إمكانية انتشار الفيروس. ويخشى خبراء من أن يكون الأسبوعان القادمان الأكثر خطورة بالنسبة لانتشار الوباء في الهند.

لكن كثيرين غير قادرين على تحمل نفقات العودة إلى قراهم.

كيشان لال، الذي يعمل في جر عربات نقل الركاب في مدينة الله آباد الشمالية، يقول إنه لم يحقق أي دخل في الأيام الأربعة الماضية.

ويضيف "عليّ أن أحصل على المال لأعيل أسرتي. سمعت أن الحكومة ستتبرع لنا بالمال، ولكني لا أعرف كيف ومتى سيحصل ذلك".

أما صديقه علي حسن، والذي يعمل منظفا في أحد المتاجر، فقال إنه يفتقر إلى المال الكافي لشراء الطعام.

"أغلق المتجر أبوابه قبل يومين، ولم يدفع أصحابه أجري. لا أعلم متى سيفتح أبوابه، وأشعر بخوف شديد. فلدي أسرة الآن. كيف سأطعمها؟".

يعمل الملايين من الهنود كتجار شوارع صغار، في مصالح صغيرة يملكونها ويستخدمون فيها أناسا مثلهم.

محمد صابر على سبيل المثال، والذي يملك كشكا صغيرا لبيع المشروبات في دلهي، يقول إنه عيّن عاملين مؤخرا بانتظار ارتفاع المبيعات في موسم الصيف.

ولكنه يقول "لا استطيع الآن دفع أجورهم، فليس لدي المال الكافي لذلك. أسرتي تكسب بعض المال من الفلاحة في قريتنا، ولكن المحصول تضرر هذه السنة جراء العواصف، وكان أفراد أسرتي ينتظرون مني العون".

ويقول "لا حيلة لي. أشعر بأن الجوع سيقتل الكثيرين منّا قبل أن يتمكن الفيروس من ذلك".

كما تم إغلاق كل المواقع الأثرية في الهند، وهو ما أثر سلبا على أولئك الذين يعملون في قطاع السياحة.

ويقول تيجبال كاشياب، الذي يعمل مصورا عند نُصُب "بوابة الهند" الشهير في دلهي، إنه لم يشهد من قبل كسادا كهذا.

وقال "الوضع كان سيئا في الأسبوعين الماضيين، حتى قبل الإغلاق، فلم يكن هناك أي سائحين. أما الآن فلا أتمكن من العودة إلى قريتي ولا يوجد أي عمل. أنا عالق هنا في دلهي وينتابني القلق على عائلتي في قريتي في أوتار براديش".

كما يعاني من الأزمة سائقو خدمات سيارات الأجرة بالطلب مثل أوبر وأولا.

يقول جوغيندر تشودري، الذي يعمل سائقا ينقل موظفي إحدى شركات النقل الجوي في دلهي، إن على الحكومة أن "تساعد العاملين من أمثالي".

ويضيف "أتفهم ضرورة إغلاق البلاد، ففيروس كورونا خطر وعلينا حماية أنفسنا منه. ولكني لا أعلم كيف سأتمكن من إطعام أسرتي إذا استمر الوضع على ما هو عليه لعدة أسابيع".

ومع كل هذا، لم يسمع كثيرون في الهند بفيروس كورونا أصلا.

قال ماسح أحذية – رفض تعريف نفسه – "أقوم بتلميع أحذية الناس في محطة قطارات الله آباد منذ سنوات، ولكن لا يوجد أحد الآن".

وأضاف أنه لا يعلم سبب امتناع الناس عن السفر.

"لا أعلم ما الذي يحصل. لا يأتي إلى المحطة إلا عدد قليل من المسافرين. أعلم أن هناك منعا للتجوال، ولكني أجهل سبب ذلك".

عند ذلك، يتدخل فينود براجاباتي، وهو بائع لزجاجات الماء في المحطة، في الحوار قائلا "أعرف كل شيء عن فيروس كورونا. إنه فيروس خطير يصارعه العالم أجمع. معظم المتمكنين والذين لديهم مساكن يلتزمون مساكنهم، ولكن بالنسبة لأولئك الذين في وضعنا، فالخيار هو بين السلامة والجوع. فأي منهما سنختار؟".

*********************

 

 

ص8

نبارك لكم ونشد على ايديكم

 

إلى المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي والسادة أعضاء اللجنة المركزية للحزب وجميع محبيه ومؤيديه...

يسعدنا ان نهديكم احر التهاني والتبريكات وخالص المودة بمناسبة الذكرى السادسة والثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، متمنين لحزبكم الاستمرار بمسيرته ونهجه الوطني الذي طالما تميز به على مر تاريخه النضالي، الهادف الى تحقيق استقرار العراق وسلامته والدفاع عن حقوق شعبه.

اننا اذ نبارك لكم في هذه المناسبة العزيزة نشد على ايديكم بالاستمرار في ذات الوتيرة والمنهاج الوطني لتحقيق الأهداف في الديمقراطية والحريّة والتقدم من اجل إقامة الدولة المدنية العادلة التي تضع المواطنة ركيزة اساسية لبناء هذا الوطن.

نجدد المباركة لكم ولجميع محبيكم ومؤيديكم.

سعد عاصم الجنابي

رئيس تجمع القوى المدنية الوطنية في العراق

 

السادة / أعضاء المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي المحترمين

تحية طيبة

يتقدم المكتب السياسي للحزب الوطني الآشوري اليكم ومن خلالكم الى قواعد وجماهير حزبكم بأزكى التهاني وأحر التبريكات مقرونة بأجمل آيات المحبة بمناسبة الذكرى السادسة والثمانون لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، نتمنى لكم التقدم والنجاح في مسعاكم لتحقيق اهدافكم المنشودة وآملين تعزيز العلاقات وأواصر الصداقة بين حزبينا والعمل سوية من اجل بناء وطن مزدهر يسوده الأمن والاستقرار وعدم التمييز بين مكوناته وأطيافه.

مرة أخرى نهنئكم وكل عام وأنتم بألف بخير.

تقبلوا تحياتنا.

المكتب السياسي

للحزب الوطني الآشوري

 

تتقدم هيئة المتابعة لتنسيقيات التيار الديمقراطي في الخارج بأحر التهاني للحزب الشيوعي العراقي في الذكرى السادسة والثمانين لتأسيسه.

وإذ نحيي الحزب الشيوعي العراقي وكفاحه عبر مسيرته النضالية الطويلة في الدفاع عن حقوق الشعب العراقي، نثمن عاليا القسط الكبير الذي اسهم به في نضال القوى الوطنية والديمقراطية ووقوفه الى جانب إنتفاضة شعبنا العراقي المستمرة منذ الأول من تشرين الأول / اكتوبر عام 2019.

إن الظروف الصعبة التي يمر بها شعبنا تتطلب من جميع القوى المدنية والديمقراطية، بما فيها الحزب الشيوعي العراقي، تعبئة كافة الإمكانات وبذل جهود استثنائية في سبيل تحقيق الأهداف النبيلة والحقوق المشروعة للشعب العراقي في الحياة الحرة والعيش الكريم والعدالة الاجتماعية.

كل عام والحزب الشيوعي العراقي بخير.

المجد والخلود لشهداء الحزب الشيوعي العراقي المقدام وشهداء الحركة الوطنية والديمقراطية.

تحية لرفاق الحزب في ذكرى تأسيسه المجيدة

هيئة المتابعة لتنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج

 

يسر البيت العراقي في فنلندا أن يتقدم بأزكى التهاني للشيوعيين العراقيين وأصدقائهم بمناسبة الذكرى 86 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، وان يحيي شهداءهم الأبطال في هذا اليوم المجيد، اذ يستذكر العراقيون جميعا السفر النضالي للشيوعيين، الذين قدموا التضحيات دفاعا عن وطنهم وشعبهم.

نشعر بالامتنان لدعم الشيوعيين الدائم لنشاطات البيت العراقي في فنلندا، ومساهمتهم في عكس صورة مشرقة عن شعبنا ووطننا أمام الرأي العام الفنلندي

مرة أخرى نكرر تهانينا بهذه الذكرى المجيدة

صادق الحسيني

رئيس البيت العراقي في فنلندا

 

حزب التضحيات الكبيرة والعطاء الثر

 

الى الاخوات والأخوة في الحزب الشيوعي العراقي المحترمين

 اتقدم لجنابكم الكريم بأحر التهاني واعطر التبريكات بمناسبة مرور ٨٦ سنة على تأسيس الحزب الشيوعي العراقي، هذا الحزب المدني صاحب التضحيات الكبيرة والعطاء الثر وكواكب الشهداء من أجل تحقيق الرفاهية والامان وقيام الدولة المدنية التي يطالب بها  الشعب العراقي.

كل عام وانت بألف خير ومن تقدم الى تقدم

اخوكم

محمود العكيلي

أمين عام حزب الأمة العراقية

 

معالي الدكتور رائد فهمي / سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي المحترم

تقبلوا فائق تحياتي واحترامي..

ويطيب لي ان اهنئكم والاخوة في اللجنة المركزية وكوادر الحزب ومكاتبه بالذكرى السادسة والثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي .. وكلي ثقة بقدرتكم على التعاون مع الطيف السياسي الوطني من اجل النهوض بمهام الاصلاح والبناء لينعم العراقيون بالاستقرار والامن والرفاه..

ان التعاون الايجابي بين الفعاليات السياسية العراقية سيبني بلا شك رؤية وطنية موحدة لتجاوز الازمات مهما عظمت وطالت..

اننا ندرك جميعاً ان المواطن هو رأس مالنا الاول وأننا نتحمل جميعاً مسؤولية العمل من اجله بعيدا عن التقاطعات والاختلافات التي لا نريد لها الا ان تكون منابع قدرة لا موانع لقاء..

لكم كل التحايا سواءاً تذكرنا الامس المشترك في زنزانات الدكتاتورية او عشنا اليوم الذي نختلف فيه من اجل الوطن او تطلعنا الى المستقبل الذي نبذل جهدنا جميعاً في ان يكون مشرقا وضاءا..

مع محبتي

اخوكم حسن السنيد

عضو المكتب السياسي لحزب الدعوة الاسلامية

سوق الشيوخ

السيد رائد فهمي المحترم

سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي

تحية طيبة

يسرنا في الجبهة الفيلية ان نهديكم أزكى تهانينا وتبريكاتنا بمناسبة الذكرى السادسة والثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، مشيدين بالمسيرة النضالية المشهودة التي سطرها في دفع الظلم والدكتاتورية ومقارعة الطغيان، ومترحمين على الدماء الزكية التي خضبت هذه المسيرة.

كل عام وانتم بخير

ماهر رشيد الفيلي

الامين العام للجبهة الفيلية

 

ألحركة الديمقراطية الآشورية في كندا

 

تهنيء بعيد الحزب الرفاق الشيوعيين العراقيين في كندا، وفي العراق وفي كل أنحاء العالم

بمناسبة الذكرى السادسة والثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي ، يسعدنا نحن رفاقكم في قاطع كندا للحركة الديمقراطية الآشورية، أن نقدم لكم أحر التهاني والتبريكات والى كافة أعضاء هذا الحزب المناضل، وجميع كوادره ومؤيديه وأنصاره، متمنيا لكم دوام التقدم والنجاح في تحقيق المزيد من المنجزات، وأن تتواصل جهود كل الخيرين في كل الأحزاب الديمقراطية لخدمة الشعب العراقي، ليتمكن من الخروج من أزمته ، والتي لا تتحقق إلا من خلال التضحيات التي قدمت ولا تزال من قبل شباب انتفاضة تشرين.

تحية لكل شهداء المسيرة الظافرة التي تنشد ليوم عراقي جديد، لأنهاء المحاصصة، والطائفية لبناء دولة المؤسسات ولينعم العراقيون بطعم الحرية والاستقلال.

إبراهيم برخو هرون

مسؤول محلية تورنتو للحركة الديمقراطية الآشورية/ قاطع كندا

 

الشيوعيون اللبنانيون في كندا يهنئون

 

الرفاق في الحزب الشيوعي العراقي العظيم

ستة وثمانون عاما انقضت على تأسيس حزبكم، حزب الطبقة العاملة والمثقفين الثوريين.

هذا الحزب التي قدم كل الإمكانيات في سبيل تطوير العراق واستقلاله، وكنتم الحزب الطليعي في تقديم كل شيء في سبيل تحقيق العدالة الاجتماعية، في وطن ديمقراطي علماني، مدني.

لم تساوموا ولم تتنازلوا عن مبادئكم، بل قدمتم الشهداء في كل مراحل نضالكم، واليوم وجودكم في ساحات التحرير وما تقومون به ليس إلّا دليل على صوابيّة خطكم في مواجهة قوى التخلف والجهل والظلام.  نهنئكم من قلوبنا، ونتمنى لكم ولكل العالم تخطي هذه المرحلة الصعبة، عشتم وعاش نضال حزبكم المجيد من أجل التوعية المستمرة، ولكم ولشهداء حزبكم كل الأحترام وكثير من الحب، وفي كل خطوة سلام ومحبة.

نور عقل

منظمة الحزب الشيوعي اللبناني

ابتسام حداد

 

تهاني بعيد الفخر والاعتزاز عيد البطولة والتضحية والمجد للشهداء.

غسان الرفاعي

******

 

ايها الشيوعيون العراقيون .. يا أبناءً الحادي و الثلاثين من آذار 1934

يا من لم تكسبوا من الدنيا غير شرف المكانة المهيبة بين الناس..

من حسن حظي أن اشارككم العيد ٨٦ لتأسيس الحزب الشيوعي .. و انا بعمر ٨٦ سنة..

لكم ولجميع اعضاء اللجنة المركزية لحزبكم تحيات الازمان الماضية و القادمة.

جاسم المطير

 

ما كتبه حيدر الشيخ علي

على صفحته في الفيسبوك

 

31 أذار مناسبة عزيزة على قلوب الخيرين من أبناء وبنات شعبنا العراقي والكردستاني

في ٣١ أذار من كل عام يحتفل الشيوعيون العراقيون والكردستانيون وأنصارهم ومؤازريهم بذكرى تأسيس حزبهم الأغر وهم يحتفلون يتذكرون بكل فخر واعتزاز شهداء حزبهم الميامين الذين ضحوا بأغلى ما يملكون وذادوا بأروحهم العزيزة والغالية من أجل مصالح وأهداف الكادحين في المساواة والعدالة الاجتماعية.  وفي هذه المناسبة نقول أنتم فخرنا و أنتم عنوان ودليل ونهج هذا الفخر.. أنتم ملح الأرض والوطن والحياة، ونتذكر باعتزاز رواد حزبنا الأوائل الأحياء منهم ومن رحلوا، وليس هناك أشرف وأعظم من السير في طريق شقه الرواد وبذلوا كل ما بوسعهم من طاقات ومعارف وقابليات من أجل قضية الشعب والوطن في نصرة الكادحين حيث كان نصيبهم أصعب المحن وأقساها وضحوا بكل غالي وصمدوا أمام كل ذلك بشجاعة وبسالة. ان الشيوعيون العراقيين والكردستانيين يعتزون بنضالهم وكفاحهم في سبيل مثل واهداف سامية لخدمة الشعب والوطن، وبذلوا كل ما بوسعهم من أجل تحقيق ما حلمت به الاجيال المتعاقبة من الكادحين. وما سوف تظل تحلم به إلى أن تنال بناء حياة سعيدة تسودها العدالة ألحقيقية والمساواة ويختفي عندها الظلم والاستغلال والاضطهاد بشتى ألوانه، انه عصر الاشتراكية.

ألف تحية لمعشر ألشيوعيين في مناسبة تأسيس حزبهم ألمجيد.

 

كل عام وحزب الفقراء والإنسانية هو الأعلى والأسمى، دمتم ودامت الخطى النابضة بالأمل والحياة، وكل ذكرى تأسيس وانتم الوطن...

 

الشاعر عمر السراي

******

الاخوان فی الحزب الشيوعي العراقي

احييكم بمناسبة الذكرى 86 لتأسيس حزبكم.

لقد كان حزبكم واعضاؤه ومناصروه دائما وما زالوا الوجه المشرق للحركة الوطنية العراقية ولنضال شعوب المنطقة من اجل مستقبل زاهر.

نهنئكم فی هذه الذكرى العزيزة ونتمنى للحزب الشيوعي العراقي ومناضليه الموفقية لما هو خير بلادنا.

د.شيرزاد الطالباني -  لندن

 

******

أنته الأمين القوي موغيرك .. مقامك عالي .. وأنته أنزه الأحزاب

وانته البقية الباقية من المحبة والوفا لهذا الشعب

وانته الأمل في الوطن المنهوب والمسكون بالذل والخراب

وبين الفصول الأربعة يبقى الأمل مزر وع

في بستانك الزاهي برياحين الشباب..

 

فلاح حسن الخطاط

 

******

 

الحزب الشيوعي العراقي لعله الوحيد الذي يستحق التحية والتهنئة في ذكرى تأسيسه وتاريخه الحافل بالتضحيات والمجد الوطني والشهداء، مايرفعه الى درجة الفخر والتباهي مقارنة بأحزاب الفساد التي حكمت العراق منذ 2003..

عميق المحبة والتهاني للأصدقاء الشيوعيين مع وافر الرجاء ببلوغ أمنية (فهد) بوطن حر وشعب سعيد.

 

الكاتب والاعلامي

 فلاح المشعل

 

******

تعلمنا منه كيف نكون وطنيين .. فألف تحية له في ذكرى ميلاده.

 

 ثامر الهيمص

 

 

رسالة تهنئة من الرفيق أحمد الديين الأمين العام للحركة التقدمية الكويتية

 

الرفيق العزيز رائد فهمي، سكرتير الحزب الشيوعي العراقي الشقيق

تحية الرفقة والنضال المشترك

أتوجه إليكم ومن خلالكم إلى رفاقنا في الحزب الشيوعي العراقي الشقيق بالتهنئة بمناسبة الذكرى السنوية السادسة والثمانين لتأسيس حزبكم العريق، التي تحل هذه السنة في وقت عصيب يمر به العالم أجمع في مواجهة انتشار وباء فيروس كورونا المستجد، ولكننا على ثقة من أن البشرية عبر تضامنها وبالاستفادة من منجزات العلم والطب والجهود الخيّرة ستجتاز هذه المحنة.

الرفيق العزيز

ونحن إذ نتوجه إليكم بهذه التحية بمناسبة ذكرى تأسيس حزبكم الشقيق فإننا نحيي الدور الكفاحي المشهود للحزب الشيوعي العراقي الشقيق وتضحيات شهدائه الميامين ومناضليه البواسل عبر العهود المتعاقبة طوال ستة وثمانين عاماً وذلك من أجل تحرر العراق وتقدمه ودفاعاً عن حقوق الشعب العراقي ومصالح الكادحين.

كما أننا نتابع بفخر واعتزاز الدور النضالي المتميز للشيوعيين العراقيين في التصدي للفساد المستشري ولإنهاء نظام المحاصصة البغيض ولتمكين الشعب العراقي من تحديد خياراته الحرة بعيداً عن أي تدخلات خارجية لإقامة دولته المدنية الديمقراطية المنشودة على أسس المواطنة الدستورية المتساوية والعدالة الاجتماعية.

وننتهز الفرصة لنتوجه بالتحية والتضامن إلى انتفاضة الشعب العراقي الشقيق مكبرين سلميتها وثباتها رغم ما تعرضت له من قمع شديد وقسوة مفرطة أدت إلى سقوط مئات الشهداء، ونحن على ثقة من أنه لابديل، طال الزمان أم قصر، عن الاستجابة للمطالب العادلة والمستحقة لهذه الانتفاضة، وفي المقدمة منها مطلبا اختيار رئيس وزراء وطني مستقل وكفوء، وإجراء إنتخابات مبكرة بعيداً عن التزوير والمال السياسي والتهديد بالسلاح.

الرفيق العزيز

وفي الختام، يعنينا أن نؤكد لكم اعتزازنا الكبير بالعلاقات الرفاقية الوثيقة التي تجمع حزبينا الشقيقين على قاعدتي النضال المشترك والتضامن الأممي، وهي علاقات تمثّل نموذجاً حيّاً لما نتطلع إليه في توثيق الصلات القائمة بين شعبينا الشقيقين وبلدينا الجارين وذلك في إطار مبادئ احترام السيادة الوطنية والتآخي والتعاون متبادل المنفعة.

وتقبلوا تحيات رفاقكم في الحركة التقدمية الكويتية.

أحمد الديين

 الأمين العام للحركة التقدمية الكويتية

الكويت في 29 مارس/ آذار 2020

في عيده السادس والثمانين .. يكبر وبه نكبر

كندا - ماجدة الجبوري

ننتظره بشغف، نتهيأ له، نترقبه. وكيف لا وهو عيدنا .. عيد من نشأنا في ظله، وشربنا من أفكاره، هو من غرس فينا بذور العدل، وزرع الأمل والمحبة بين الناس، ومن أجل الناس، على مدى سنواته الست والثمانين. أحببناه، دافعنا عنه وما زلنا، كبرنا معه وبه، غنينا له و سعدنا به، هو حزبنا الذي ننطلق معه نحو عافية الوطن، ونحو البناء، و المدنية، واحترام الانسان، و إحقاق الحق.

هو من رسم خارطة طريق لخلاص الوطن، هو من شارك في وضع اللبنات الأولى لقانون الأحوال الشخصية، هو من أطلق برامج متكاملة لإخراج البلد من محنه، هو من روّى أرض العراق بدماء فتيانه وفرسانه الشجعان، وفتياته الجميلات زهرات الحياة. هؤلاء الشيوعيون قدموا حياتهم على مذبح الحرية، ومن على منصات الإعدام التي تشهد بصلابتهم أمام الجلاًدين، وبمآثرهم في الجبال و الأهوار، و في زنازين السجون، وفي كل شبرٍ من العراق، تاركين نياشين، وبطولات، و تذكارات، وإرثاً هو تاريخهم، تاريخ حزبهم.

في ادناه بطاقات تهنئة مطرزّة بالورد والأمنيات، كتبت من كل مكان بأقلامٍ محبة للحزب في عيده السادس والثمانين، أنقلها لكم :

السيدة رجاء الخفاجي.. يسعى الحزب للبناء بأيادٍ بيضاء وسط الدمار

المجد والخلود  لحزب كتب تاريخه بدماء شهدائه على مدى ٨٦ عاماَ

ناضل وما زال يناضل في سبيل الحرية، ولتحقيق العدالة الاجتماعية لشعبه

 ينشد السلام ويرفض الحروب والاقتتال

ويسعى للبناء بأيادٍ بيضاء وسط الدمار والفساد

 في الوقت الذي نواجه الكثير من التحديات في ظل ظروف سياسية واقتصادية متردية، ويسعى أغلب القوى الوطنية الى التلاحم والتكاتف واستنهاض الوعي الجماهيري الواسع بوجود نخب شبابية واعدة.

في ظل هذه الظروف تمر علينا الذكرى العزيزة على قلوب العراقيين، ذكرى  ميلاد حزب الجماهير الكادحة، الحزب الشيوعي العراقي.

فهنيئا لشعبك بعيدك، وهنيئا للعيد بميلادك.

 

السيدة نوال ناجي يوسف – كندا

حاسبينك.. أنت العمر، وأيامه وسنينه

هذا حزبنا.... تاريخه سفر تضحيات في سبيل تحقيق أماني شعبنا

ومجده تاريخ من العطاء دون انتظار مقابل إلا توفير العيش الكريم

لأبناء هذا العراق العظيم.

ومواكب شهدائه البواسل، على مدى ثمانية عقود ونيف

كانت وتبقى منارا للثائرين الحالمين بوطن حر وشعب سعيد

كثيرة وعسيرة هي المحن والنكبات التي قطعت مسيرته ورفاقه، إلا

أنها لم تفلح في كسر إرادتهم، بل زادتهم عزماً … كونهم مؤمنين

بحتمية انتصار الشعب في نهاية المطاف.

تحية إكبار واجلال لكل من بنى بصموده ودمائه مجد هذا الحزب

العريق

وله ، لحزبنا الشيوعي العراقي، ومع رفاقه نردد سوية:

حاسبينك، أنت كل العمر... وأيامه وسنينه.

 

فكتوريا جرجيس – امريكا

 سنبقى  ماضين بنفس الطريق

في الذكرى السادسة والثمانين لتأسيس حزبنا، حزب الشغيلة واليد والفكر، أتقدم لكل الرفاق و الرفيقات والأصدقاء ولكل المناضلين والمناضلات، بأحلى الأمنيات وأزكى التهاني متمنية أن تكون هذه الذكرى دافعاً لزيادة نشاطنا من أجل تحقيق أهداف حزبنا في الوطن الحر والشعب السعيد.

سنبقى ماضين بنفس الطريق الذي سلكه شهداؤنا الأبطال..

ألف تحية والى مزيد من التكاتف لدعم الحرية والسلام، وتأسيس دولة المواطنة، الدولة المدنية و العدالة الاجتماعية.

نهله ناصر – إيطاليا

في عيد ميلادك روحي تنهض من جديد

نأتيك.. تأتينا

مزهراً.. مخضراً.. كما أنت دائماً

موعدك الربيع.. ربيعاً دائماً

لا أذكر ميلادي كما أذكر ميلادك

فبميلادك تخضر الارض.. الأشجار.. القلوب.. الأرواح

روحي تنهض من جديد.. نعم لأنك تمنحني الحياة.. أيها المعطاء المفعم بالحياة

أقف أمام المرآة.. لا أراني، أراك أنت فقط في هذا اليوم في وجهي.. في وجوه الشباب الذين حملوك في قلوبهم.. حياً نابضاً بالحياة

ها أنت تقرب المسافات بيننا رغم تباعدنا، ها أنت تهدم الجدران رغم وجودها

ها نحن نحتفل بعيدك رغم ما تمر به البلدان من أوقات عصيبة

لتبقى شمعة منيرة لنا.. تدعونا لنرتمي في أحضانك.

سنشعل ستا و ثمانين شمعة في ميلادك، و نحرسك وقت الشدائد، ستبقى

انت النبع الصافي النقي رغم مراوغة خفافيش الظلام، ومن يريدون إرجاع البلد الى الوراء،  ومن نهبوا مقدرات البلد، لكن الامل موجود بشبابه الثائر المنتفض في ساحات النضال، الذي سجل أروع البطولات والتحدي، واعطى مئات الشباب وآلاف الجرحى، هؤلاء هم من ينير لنا الطريق، ويحقق العدالة.

 

يبقى الحزب خالداً في القلب  : ابتسام حداد

يوم 31 آذار عيد الشيوعيين، يومهم المجيد قطرة معقودة في الجبين، آذار الفرح في قلب كل أعضائه، نبضات عشق وحب لهذا الحزب اليافع.

وفي أحشائنا إنتماء يزداد مع كل فرحة انتصار أو كل زلَة إنكسار ... ويبقى الحزب خالداً في القلب ما دام القلب ينبض بالحياة.

رغم الجراح والصعاب يبقى حزب الشيوعيين نبراسا ينير طريق المحبين.

هنيئاً لمن انتمى اليه وتعلّم منه المبادئ والقيم.

عيد سعيد للشيوعيين بذكرى تأسيسه.

كل عام وحزبنا ورفاقنا بألف خير.

 

     

 

****************

 

 

ص9

سته وثمانين فرحة

مهداة لحزبنا الشيوعي لمناسبة فرحة تأسيسه

 

حامد كعيد الجبوري

 

ستة وثمانين نخلة

ستة وثمانين عيد

الزمن شيّب اگبالك

وأنت زاهي..

بثوبگ الأحمر يرفرف

وحيل يتجدد جديد

إيدك اليمنه فرات

اليسره دجله..

جفوفگ بشط العرب

تغرف الماي الزلال

يروّي للعطشان چودگ

گطره گطره

يفيض طيبگ

من حقول الحنه تبدي

( الفاو)...

للبرحي وبساتين العَنب

زقزقة عصفور بيتگ

وبلبُلگ يصدح طرب

(بنگرة السلمان) ذكرى

ونفق للثاير بنيت

قلعة (الحلة) وسجنها

فتّحت بالظلمه نور

وبقطار الموت يمشي

يمشي يمشي..

السچه تزرعها ورود

خضّرت بستان روحگ

 ياسمين وحنطة سمرة

من (السماوة) ل(رقم واحد) للسجن

گل خناچرهم ، مشانقهم سراب

الدم شيوعي..

رسم باللوحه (سلام)

الدم شيوعي...

شمَّس الدنيه (فهد)

وذاب تمثال الثلج

وضحكت الدنيه ربيع

واحد ثلاثين آذارك شقائق

والعتب...

ما ظل عتب

بساحة التحرير وردة

وردة حمرة...

زوگت شفة عرايس للحزب

بساحة الحرية وبگل الوطن

بيوت يبنيها الفقير..

مدرسة ومرجوحة وحديقة

والحلم بيگ الحلم...

گلش  چبير

يا حبيبي الدنيه ضاگت

وخلگگ الواسع ضمير

خلگگ..

الواسع..

ضمير

 

 

************

العدد الجديد المزدوج من مجلة "الثقافة الجديدة" 410-411 (اذار /2020) صدر قبل ايام وتعذر توزيعه بسبب اجراءات منع التجوال.

وحتى يرفع المنع نتمنى لقرائنا ولعامة شعبنا السلامة والامان.

************

في ذكرى مولده المجيد

86 ربيعا حصدنا

احسان شمران الياسري

عندما كان شمران بعمره العشريني، تسلل إلى ضميره، ذلك الفكر الغريب، الذي أراد أن يغيّر ما يستحيل تغييره، وهو فتنة الناس إلى شيء جديد يدور بآفاقهم ويحول بينهم وبين الركون إلى ما هم عليه. وقد فُتن ذلك الفلاح الشاب، الذي هو بالأصل كان مشروعا للتمرد، وقصة من قصص التطلع إلى المجهول. وحين جاء هؤلاء الغرباء إلى تخوم (الحي) لم يمضوا كثير وقت، ولم يبذلوا كبير جهدٍ حين تعثّر بهم وتعثّروا به. كان الشاب الذي ملأ دواوين ريف الحي بحكاياته وبحضوره الفاتن، صيدا كبيرا للباحثين عن جزورٍ متينة في الريف.. هم منحوه الكلمة والفكر وهو أمدهم بالطين الحِريّ الذي يبنون به فنارتهم هناك.

هو كان متمردا على الظلم والتمييز والإقطاع، وهم ينحتون عقيدتهم في هذا المكان (القصي) لأجل هذا.

الشيوعيون وجدوا في شمران وقِلة من شباب الريف بوابة للإنطلاق والتبشير بمناهج العدالة ومباهجها، فلم يخب ظنهم في هؤلاء الشباب لينيروا الريف عقودًا من العمل المظني.

وعندما جاءت ثورة تموز ١٩٥٨ كان الريف أرضًا خصبة لتطبيق شعاراتها.

في كل آذار، تقف الأجيال عند ذلك اليوم الذي تأسس فيه الحزب الشيوعي العراقي، حزب الفقراء والعمال والفلاحين والكسبة والأرامل واليتامى، لتقول كلمة، لم تستطع كل الأنظمة الغاشمة أن تمحوها، كلمة الاعتراف بأن الطريق الذي أناره هذا المولد لم يُغلق رغم كل ما حصل، ورغم كل الجراح العميقة التي لم تترك في حياة مناضل أو حياة أسرته إلا جرحًا أو ألما أو حُرقة قلب..

كنت صغيرًا عندما كان مناضلو الحزب يجوبون الريف على خيولهم، يوصلون الليل بالنهار كي يظهر الصبح ببشرى للعراق..

وكنت صغيرًا عندما زُج أبي في سجون لم تكن تعنيني أسماءها، ولكن وحشة غيابه هي التي كانت تمس كياني وروحي..

وكنت صغيرًا عندما سقطت الجمهورية الأولى شهيدة غدر الفاشست في شباط الأسود ١٩٦٣.. فكان حزن الشعب على زعيمه وعلى حزبه كبيرا وعميقا..

وكنت صغيرًا عندما ولدت الجبهة وعندما ماتت الجبهة.. ولكن الحزب برغم الجراح، وتداول المصائب من جيلٍ إلى جيل، ظل نقياً ينطق باسم من لا صوت لهم..

في مولده الذي يتكرر كل آذار، يصحو ضمير الشعب لاستذكاره بالفخر والعرفان.. فالمناهج الأولى للفكر والتنوير كان هو.. والكل شاخوا ووخطهم الشيب، إلا هو لم يزل بعمر شمران وفهد ورعيلهم الأول عندما كانوا فتيانا.

**********

في ذكرى ميلاد الحزب العظيم

ياسين النصير

قلت في ذكرى ميلاد الحزب العظيم، ولم أقل في ذكرى ميلاد الحزب الشيوعي العراقي، فالحزب الذي تحتفل الفئات الإجتماعية على اختلاف اتجاهاتها بعيد ميلاده، بنى ارضيته في العراق وتجاوزها إلى افقه العالمي، فأصبح واحدًا من الأحزاب التي يقوّمها تاريخ وجوده، وتدلل عليه نضالاته، ويستشهد بتاريخه حتى أعداؤه.

لذلك فقد تجاوز الحزب الشيوعي العراقي محليته منذ أعلن عن تأسيسه، ليصبح حزبًا عالميًا بأيديولوجيا ماركسية تضيء ليس في ميدان اشتغاله فقط، بل وفي المنطقة العربية وفي العالم. ومن يتعرف على تاريخه، وما قام به عبر ست وثمانين سنة هي جوهر وجود كائن معرفي كبير تجاوز محليته بنضاله وطروحاته، وأصبح منارًا يقتدي به الآخرون من فصائل الشعوب العربية والعالمية، اقول ذلك ليس تبجحًا بتاريخ حزب مناضل، انما يسند قولي ما نشهده من اهتمام عندما يكون الحزب حاضرًا في مؤتمرات دولية للأحزاب الشيوعية والوطنية التقدمية.

على مستوى الأرضية العراقية، لم تقتصر طروحات الحزب منذ تأسيسه حتى اليوم على ابجديات ثقافة الحزب الشيوعي لأعضائه، نجدها اليوم مفردات في برامج العديد من الأحزاب العراقية، عندما تلمسوا منهجية ما يطرحه الحزب وصواب تعبيراته ومفاهيمه ومصطلحاته السياسة والثقافية، لنجد نحن الحرس القديم أن الثقافة العراقية بكل تنوعاتها الأدبية والسياسية تنهل من معين الحزب الشيوعي؛ ثقافة ومفاهيم ورؤية وطنية وخارطة طريق نضالية.

هذه ليست ديباجة لتهنئة بل هي جزء من بنية العقل العراقي المجرب، وهي صياغة عملية لايمكن تجاوزها في مرحلة مقبلة، لأنها نابعة من المعايشة والتجربة  المختمرة في الشارع والسجون والمعتقلات والممارسات، في داخل العراق وخارجه، وصقلتها تجارب وحيوات عاشها الشيوعيون على مختلف درجات انتمائهم، مستندة على الأسس الماركسية اللينينة التي ثبتت صحة مواقفها بالرغم من الآلة الرأسمالية التي جندت كل وسائلها الحقيرة للنيل من تاريخ وكوادر وقيادات الحزب. ولن أستشهد بأية فترة، ولكني أقول وبوضوح: لم يشهد تاريخ الحزب إلا مراحل متصلة من النضال، وخارطة عراقية معلّم عليها ببصماتهم، فأينما تولي قبلتك تجد آثار الحزب في القرى والأنهر والبوادي والمدن والجبال، وكأنه النبت التموزي الذي يرافق رحلة الفصول على أرض الرافدين، منذ بابل وسومر وحتى مستقبل وطن حر وشعب سعيد. فهل يصح أن اقول عن عيد ميلاد الحزب الشيوعي العراقي دون أن يقترن قولي بتاريخ الحزب العظيم؟ ابدًا، ليختر ايًا منكم عنوانًا، سيجد نفسه مهما اختلفت كلماته يؤكد عظمة هذا الحزب ودوره الوطني الذي لم يخذل شعبه، ولم يتخل عن مهماته الوطنية، ولم يقف متفرجًا على مآسيه أو يطمع بلقمة من مائدة اللئام.

يعتقد البعض أن الكتابة عن الحزب الشيوعي العراقي كتابة منعزلة عن الشيوعية في العالم، أكاد أجزم أن الحزب الشيوعي العراقي من الأحزاب القليلة التي حافظت على التقاليد الماركسية في العالم، وهذا سرّ قوته المعرفية وكونه يزداد تعمقًا في الماركسية ممارسة واجتهادًا كلما تقدم الزمن.

تعلمنا تجارب الحركة الشيوعية أنها جزء من الحركات التي تتفهم عندما تهب عاصفة من عواصف الرأسمالية المتوحشة على البلدان النامية والفقيرة ومنها العراق، أن النظرية لم يجر تطبيقها في البلدان الاشتراكية كما يجب أن تكون، فهي الأكثر صوابًا في معالجة الخلل، لتجد أن ما قيل قبل قرنين يمكن تطويره بما يلائم متطلبات الوضع الجديد.

لايريد الحزب الشيوعي العراقي في ممارساته طوال أعوام عمره أن يكون  تفكيره بديلًا عن تفكير فئات ومنظمات وأحزاب تقدمية، بل أن تفكيره ومنهجه جزء من الفكر الملائم لمعالجة أية أوضاع اجتماعية وسياسية وثقافية. الحزب الشيوعي العراقي وحده من تفهم بنية وتركيبة المجتمع العراقي، وانه مجتمع الهويات المتعددة، وعليه لن تحكمه إلا تركيبة عقلانية تكنوقراطية مؤلفة من كوادر من هذه الهويات، متطلعة ومفكرة بمصائر كل فئات الشعب، مغلبة القانون والعدالة الاجتماعية على اية رغبات أو طموحات فردية، أو قومية، أو دينية، أو مناطقية.  الا ان هذه النظرة العلمية الدقيقة قادت الحزب في بعض الأحيان إلى مواجهات مأساوية راح ضحيتها مئات بل آلاف من كوادره المتميزة برؤيتها، لأنها تطرح ما يرى المجتمع انه الصورة الأكثر استيعابًا لمشكلات العراق. لذلك يعزو البعض فشل الجبهات الوطنية والمرحلية الآنية إلى قصور نظرة الماركسية لطبيعة المجتمع، في حين أن الجبهات هي أحدى الطرق العملية التي تقود العراق إلى مرحلة أكثر جذرية في فهم مشكلاته، لو احترمت الأطراف تعهداتها. ومن عايش التجارب الجبهوية منذ عام 1956 يجد أن الطرف الآخر هو الذي يفكر بالاحتواء والتفرد وهيمنة الأيديولوجيا الحزبية الضيقة على ما يتطلبه العراق من تفهم لأوضاعه.

مرة أخرى هذه تحية لحزب مناضل لا يمكن إلا أن يكون عظيما ومؤثرا، وجديرا بان يتمثله العراقيون في كل المواقف التي مر بها العراق. تحية لشهدائه الميامين وتحية لأعضائه واصدقائه وهم يجددون تراث قادتهم في الإيثار بما تجود به النفس لصالح العراق، وتحية الى كل القوى الوطنية التي ترى أن مستقبل العراق يتمثل في تكاتف القوى الوطنية .. وإلى شبابنا في ساحات الإنتفاضة مليون تحية ترفعها ايادي الآباء والامهات من كل مدن العراق وقصباته.

*********

ليس مجرد كلام...

ننتظر عيدك الميّة..

 

لم يظهر حزب أكثر ارتباطاً بالإنسان مثل حزب الشيوعيين!!

ولم يظهر حزب أكثر ارتباطاً بالوطن مثل حزب الشيوعيين!!

ولم يظهر حزب قدّم من القرابين والضحايا على مذبح الحرية والوطن مثل حزب الشيوعيين!!

ولم يظهر حزب أكثر اهتماماً وارتباطاً بالمعرفة والوعي والثقافة والفن والإبداع مثل حزب الشيوعيين!!

ـــ لماذا ..؟!

* لأنهم صنّاع حياة ، ورسل محبّة وسلام ، وحاملو راية الحرية ومشاعل التنوير المعرفي والجمالي، في كل زمان ومكان.

والأدلّة على هذا كثيرة جداً، نجدها حيثما ولّينا الوجه، وأكبر دليل ما يحدث اليوم بعد أن اجتاح وباء كورونا القاتل العالم، وسقطت دول مرتبطة بالأحلاف العسكرية والمعسكر الرأسمالي أولى ضحاياه. لم ينهض لها حلفاؤها، ولا دول معسكرها، بل هبّ من كانوا جزءا من المعسكر الاشتراكي تاركين أوطانهم وعوائلهم من أجل إنقاذ الإنسانية من الوباء.

والشيوعيون العراقيون أكبر مثال على عمق الارتباط بالوطن والناس من خلال مسيرتهم التي عبرت الثمانين بستة أعوام.

فمنذ تأسيس حزبهم وحتى هذه اللحظة ، عمرٌ من النضال والاندكاك الحقيقي بتربة الوطن ، قدّموا القرابين تلو القرابين وما زالوا، على مذبح الحرية وبناء الإنسان.

عام 1949 صعد العملاق الخالد فهد ورفاقه على أعواد المشانق منشدين:

 الشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق!!

وفي عام 1963 وقف العملاق الخالد سلام عادل ورفاقه صامدين في وجه اعتى وأبشع الجلاّدين ، ليقدموا صورة لا مثيل لها في الصمود والتحدي رغم بشاعة الجلادين القتلة ، فصاروا أسطورة نضال لن تمحى أبدا..

وفي أواخر السبعينات وبعد انهيار الجبهة قدّم الشيوعيون قوافل من القرابين من اجل الوطن والناس وحرية الإنسان.

وفي الثمانينات وقفوا جبالا شامخة رافعين السلاح انصارا في الجبال لمحاربة اعتى دكتاتورية فاشية عرفها النصف الثاني من القرن العشرين.

وبعد سقوط الفاشية عام 2003 عادوا ليبنوا الوطن رغم كل شيء.

وما أن شاهدوا ولمسوا المحاصصة والطائفية تؤسس للفساد المستشري في البلاد ، حتى وقفوا متظاهرين مطالبين بالإصلاح وبصوت واحد  رجّ الساحات اطلقوا الهتاف مدويا: باطل!

ومنذ عام 2011 حين انطلقت التظاهرات المطالبة بالإصلاح وتغيير منظومة المحاصصة والفساد وابعادها عن كاهل الوطن حتى هذه اللحظة ، حيث انتفاضة تشرين المستمرّة، والشيوعيون يتقدمون الصفوف بهمّة ونشاط وصوت عالٍ وصدور لا تحمل غير عشق الوطن ، فقدموا القرابين ومازالوا يقدمون!

وحين ادلهمت سماء الوطن بوباء قاتل ، شمّر الشيوعيون عن سواعدهم بقلوب لا تعرف غير  حب الناس، ليقوموا بواجبهم الإنساني تجاه الوطن والناس ، تراهم بين الأزقة والشوارع والإحياء والبيوت يعقّمونها ويعفّرونها ، ويساعدون المحتاج قدر المستطاع!

واليوم حين هلّت الذكرى السادسة والثمانون لميلاد حزبهم ، وحفاظاً على أرواح الناس من الوباء، احتفلوا بها بين جوانحهم العامرة بالمحبة والخير..

وبعد انتهاء الأزمة وانقشاع الغيمة الوبائية سيعودون يحتفلون حتما وينشدون:

 عيدج مبارك رفيقة وعيدك مبارك رفيق!

وسيرفعون اكفّهم مهلّلين مصفّقين ومرددين:

كل سنة من سنين عمرك

ورد جوري وياسمين

كل سنة من سنين عمرك

يكبر ويانه الحنين

يا طريق الشعب أنت ويا هويّة

اكبر ..اكبر..وبعد اكبر

وننتظر عيدك الميّة!!

عبد السادة البصري

*************

فائز شمران

نشر على صفحته

 

في مثل هذا اليوم قبل 52 عام كنت ادرس في قضاء الحي، ولان اهلي بالريف كنت اقيم عند بيت صديق والدي، المرحوم فضيل صگر..جاء صباحا المرحوم هاشم چلاب وهو مسؤول تنظيمات الحي ، الى بيت الرجل الذي اقيم فيه وهو ابن عمته..واخبره بأن اهلي كلفوه ان يشتري لي ملابس لذلك سيصحبني الى السوق..غادرت بصحبته مشيا على الاقدام بأتجاه السوق، وانا اطير فرحا لاني سأحصل على ملابس جديدة..لكن ابو نزار وقرب معمل كاشي حجي عبيد علي..انعطف الى اليمين..وتوجهنا الى بستان على ضفة الغراف..مشينا وسط البستان الذي كان مكللا بأزهار المشمش والبرتقال وقد فاحت عطوره..ثم دخلنا الى كوخ من القصب..حينها قال لي ابو نزار..هاي الاوراق..وهذا الحبر وهاي اقلام الخط..نريدك ان تخط لنا منشورات لمناسبة تأسيس الحزب..كانت اقلام الخط عبارة عن قصب مشذب الاطراف..كنت اغمسه في دواة الحبر..وكانت جملة وحيدة هي التي نسختها ربما لاكثر من خمسمائة نسخة( عاشت الذكرى 34 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي) ومع التعب والجوع كانت حلاوة الميلاد ساعة عاد ابو نزار ظهرا، وهو يحمل كيسا فيه اربع شياش كباب، وخبز مع باقة ريحان..وصارت تلك الاشياء مترابطة في بالي ابدا..رجعت عصرا..سألوني لماذا لم اشتري ملابس جديدة..اجبتهم لايوجد نوع(على ذوقي) في اليوم التالي امتلأت ازقة وشوارع قضاء الحي، وصارت حديث الناس..وكنت اشعر بالزهو..وعصر اليوم الثاني جاء ضابط امن الحي محي محمود ابو زاهر..الى بيت فضيل وهو يتحدث عن المنشورات..احسست بأني شبح امتلك القوة لقهر الامن!!

تحيه للذكرى 34 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي، لانها تربطني برائحة الريحأن، والكباب وبطولتي..وعاش الحزب الشيوعي..ملح شعب العراق..

*************

فصول من رواية نضال لم تنتهِ.. الحزب الشيوعي العراقي ومآثر قادة لن تجود البلاد بمثلهم

بغداد- العراق اليوم:

"الحزب استطاع البقاء في بيئة غير صديقة، وكان دائما من حملة الفكر والهم الوطني، لذا تمكن من استقطاب أشخاص غير شيوعيين"، هذا ما يقوله سكرتير الحزب الشيوعي العراقي، الدكتور رائد فهمي الذي ترأس اللجنة المركزية للحزب في العام 2016، عقب مؤتمر صاخب، وشهد فيه تغييرات حاسمة في بنيته، وانطلاقة أخرى من إجل اسهامة مضافة، كي يمضي الحزب في طريق كفاحه الأبدي دون أن يتوقف، أو يتزحزع عن الأرض الأم، فهو راسخُ برسوخ العراق، وأصيل بأصالة شعب العراق، وبطموح ابنائه الباحثين عن ضوء في نهاية نفق طويل، طالت مسيرة البحث فيه عن منفذ.

وبالفعل أن ما يستقرأ مسيرة الحزب الحافلة منذ انعقاد أولى خلاياه في بغداد في الحادي والثلاثين من أذار عام 1934م، والى اللحظة الراهنة، سيجد أنه حزب يشق طريقه بين صخور صلدة، وتضاريس صعبة، وأرض يباب، وفؤوس حادة حملها الأصدقاء والأعداء على حدٍ سواء، وسيجد بوضوح تام أن هذا الحزب وقادته ومناضليه يحفرون في اخدود صخري متكلس، بأزميل الصبر، ونزاهة القضية، وعدالة النضال التحرري من إجل بناء تجربة وطنية، تصان فيها الكرامة، ويحفظ فيها حق المجتمع، وتعلو فيها قيم الاشتراكية الفاضلة.

فمنذ أولى الخلايا التي انبثقت من هناك، ومنذ أن تأسست لجنة مكافحة الاستعمار والاستثمار، ورأسها الشيوعي المخضرم عاصم فليح، وقبلها كانت الحلقات الشيوعية تتشكل ببطء شديد في بيئة صعبة، وكان طليعو  العراق انذاك، يحبون في طريق تأسيس حزب للفقراء ولعامة الشعب، فكانت حلقات المثقفين الماركسيين (حسين الرحال، وأمنة الرحال، محمود احمد السيد، عوني بكر صديقي، وعبد الله جدوع) وغيرهم، خميرةً البناء الماركسي في العراق.

وانطلق الحزب بسرية تامة يكافح ويناضل، وقبل ذلك يُعلم مبادئه الجديدة لفئات ظلت خارج الحسبان لعقود وسنوات طوال، ومن ثم انطلق الحزب الشيوعي العراقي بتسميته هذه في العام 1935، ليظل فليح على رأسه الى العام 1941، ومع احداث مايس والحركة التحررية انذاك، صعد للقيادة المناضل الوطني يوسف سلمان يوسف (فهد)، الذي ادار نضال الحزب بظروف بالغة التعقيد، لكنه وهو القادم للتو من موسكو بعد انهى تعليمه في جامعة كادحي الشرق، بدأ بعمله التنظيمي الحقيقي، ليسجل الحزب الشيوعي حضوراً لافتاً في عقد الاربعينات من الألفية الماضية.

في نهاية العقد الأربعيني ومع تكرر اعتقال الشيوعيين، وحملات النظام الملكي الرجعي، ووصول الكفاح الشيوعي الى ذروته، لاسيما مع اسقاط معاهدة بورتسموث الشهيرة في  1948، ودور الحزب القيادي في الاحتجاجات والأضرابات الشعبية، لم يجد النظام انذاك، حلاً سوى إخراج قادة الحزب فهد ورفيقيه حازم وصارم من السجن، واعدامهم بتهمة قيادة الوثبة من داخل السجن ليتعرض الحزب بعدها الى أسوء سيناريو يتعرض له حزب ناشئ.

فيتولى الشاب الشيوعي ساسون دلال، وهو في عقده الثاني، قيادة التنظيمات التي تعرضت لعسف وقمع شديد، وباندفاعه الثوري الواضح وتأثره بإعدام فهد، فأن مصير ساسون لم يختلف عن فهد، حيث اعدم ليتسلم الراية حميد عثمان لثلاثة اشهر فقط، حيث اعتقل، ويتولى القيادة بعده الشيوعي المعروف بهاء الدين نوري، ثم يعتقل نوري ايضاً، ويتولى القيادة كريم احمد، وهنا بقي الحزب يعاني من التشظي وغياب المركزية التنظيمية.

في العام 1955 قيض للحزب شخصية شابة، شيوعية صلبة هو المناضل والشهيد البطل حسين أحمد الرضي (سلام عادل)، الذي عمل على لم شمل التنظيمات، ووأد حركات الانشقاقات بسياسة واضحة، وحكيمة، ليقود الحزب في مرحلة تعد الأخطر، والاكثر تأثيراً في تاريخ العراق السياسي المعاصر... وللحديث صلة..

***************