العدد 121 السنة 84 الأحد 10 شباط 2019

 

 

تصفح بي دي اف

 

 

 

 

 

ص 1

مجلس أبي صيدا: التنظيم يحاول فرض "حصار اقتصادي"
عشرات العوائل ينزحون من قريتين في ديالى!
هل عاد داعش؟

بغداد – طريق الشعب
كشف مختار قرية زراعية في حوض الوقف بمحافظة ديالى، أمس، عن نزوح جديد داخل الوقف فيما بيّن مضمون الرسالة الشعبية التي بعثها الأهالي إلى رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي.

وقال مختار قرية ابو كرمة، في حوض الوقف (شمال شرق بعقوبة) جمعة الربيعي لوكالة (بغداد اليوم)، إن "50 عائلة من قريتي المخيسة وابو كرمة نزحت خلال الايام الثلاثة الماضية بملابسها دون أي شيء للهروب من واقع مؤلم نتيجة تنامي نشاط خلايا داعش الارهابي واستمرار القنص عن بعد"، مبينا أن "التنظيم يفرض حصارا اقتصاديا على الاهالي من خلال منعهم من الوصول الى بساتينهم".
واضاف الربيعي، أن "الاهالي أمهلوا الجهات المختصة (72) ساعة لتنفيذ مطالبهم المتمثلة في القضاء على خلايا التنظيم في المنطقة، وبخلاف ذلك سيقومون بقطع طريق الوقف والمطالبة بفتح مخيم لهم خارج المنطقة تمهيدا للخروج منها لتفادي المزيد من المجازر البشرية بحق الاهالي".
ولفت مختار القرية الى أن "مضمون الرسالة التي بعثها اهالي القرية الى رئيس الوزراء يدعونه فيها الى المجيء بنفسه للاطلاع على الوضع الامني ومعرفة الحقيقة التي يتعمد المسؤولون اخفاءها"، مشيرا الى أن "المسؤولين يخفون الحقيقة من خلال ادعائهم ان ما يحدث في القرية نزاع عشائري وليست عمليات ارهابية يقف وراءها تنظيم داعش".
إلى ذلك، كشف مجلس ناحية ابي صيدا في محافظة ديالى، عن محاولة تنظيم داعش فرض "حصار اقتصادي" على الاهالي هناك، فيما أشار الى قيامه بمنع مزارعين من دخول بساتينهم في قرية المخيسة، شرقي الناحية.
وقال رئيس اللجنة الامنية في المجلس عواد الربيعي، لوكالة (بغداد اليوم)، إن "تنظيم داعش منع، وفق المعلومات المتوفرة لدينا مزارعين من اهالي قرية المخيسة شرقي ناحية ابي صيدا (30 كم شمال شرقي بعقوبة)، من دخول بساتينهم".
وبيّن، أن "التنظيم يحاول فرض حصار اقتصادي على الاهالي هناك بسبب تعاون بعضهم مع القوات الامنية وابلاغها بتحركات خلايا داعش في البساتين، ولذلك فأنه قد قتل طفلا قبل عدة ايام انتقاما منهم".
وأضاف الربيعي، أن "نشاط خلايا داعش في بساتين حوض الوقف ومنها قرية المخيسة يثير مشاكل ويتسبب في نزيف دماء يجري بين فترة واخرى"، داعيا قيادات الاجهزة الامنية الى "ضرورة التحرك لإنهاء خطر تلك الخلايا".

**********

رئاسة البرلمان توجه تنبيها الى نواب متغيبين وفائزين لم يؤدوا اليمين

بغداد – طريق الشعب
أعلنت رئاسة مجلس النواب، عن توجيهها تنبيها خطيا الى ثلاثة نواب دعتهم فيه الى الالتزام بالحضور إلى جلسات المجلس ولجانه، فيما أشارت الى وجود فائزين بالانتخابات لم يرددوا اليمين الدستورية حتى الآن.
وقال المكتب الاعلامي للحلبوسي في بيان "استنادا إلى المادة 11 من قانون 13 لسنة 2018 قانون مجلس النواب وتشكيلاته حول التزام النائب بحضور جلسات المجلس ولجانه، والتزاما من رئاسة مجلس النواب بتطبيقه وجهت تنبيها خطيا دعت فيه النواب إلى الالتزام بالحضور إلى جلسات المجلس ولجانه للذين تجاوزت غياباتهم خلال الفصل التشريعي الأول الحد المسموح دون عذر مشروع وهم 3 نواب".
وأضاف المكتب، أن "هناك فائزين بالانتخابات للدورة النيابية الرابعة لم يرددوا اليمين الدستورية حتى الآن"، لافتا الى أن "هذه الحالة لم يرد بها نص في القانون أو النظام الداخلي للمجلس لمعالجتها".

***********


الكشف عن مضامين الاتفاق الثنائي
في الاقليم
السليمانية – طريق الشعب
كشف المتحدث باسم الاتحاد الوطني الكردستاني سعدي بيره، أمس السبت، عن اهم ما تضمنه الاتفاق الثنائي مع الحزب الديمقراطي الكردستاني بشأن تشكيل الحكومة في اقليم كردستان.
وقال بيرة في مؤتمر صحفي عقده عقب اجتماع للمكتب السياسي لحزبه في السليمانية، وتابعته "طريق الشعب"، ان "الاجتماع ناقش مسودة الاتفاق الثنائي والتي تتضمن ادارة القضايا المالية والاقتصادية والتجارية في اقليم كردستان بشكل يخدم شعب كردستان"، مبينا بانه "تم الحديث ايضا عن عدم الاعتماد على النفط وحده، فهو غير كاف ويجب ان تقوم الحكومة المقبلة للإقليم بتفعيل باقي المصادر والثروات وكذلك تفعيل القطاع الصناعي والقطاع الخاص".
واضاف قائلا، ان "الاجتماع بحث مسألة قوات البيشمركة والوضع الامني في المسودة مع على ان تكون البيشمركة قوة وطنية وقومية موحدة بعيدة عن التدخلات الحزبية ويجب ان تكون تحركاتها العسكرية وفق اوامر برلمان الاقليم"، مشيرا الى ان "قوات الأسايش والشرطة يجب ان تتعامل مع المواطنين بعيدا عن الانتماء الحزبي، ووفق ما يمليه القانون في اقليم كردستان".
واكد على، ان "الاتفاق الثنائي تضمن مسألة كركوك وهي مهمة جدا بالنسبة للحزبين"، منوها بان "المحافظة تعيش حالة غير مرغوب فيها ويجب ان تتم معالجتها".

*********

البنتاغون: داعش يعيد تشكيلاته في العراق و50 مقاتلا اجنبيا ينضم اليه شهريا
بغداد – طريق الشعب
كشف تقرير لوزارة الدفاع الامريكية "البنتاغون"، عن قيام تنظيم "داعش" بإعادة تشكيلاته في العراق اسرع مما في سوريا، فيما اشار التقرير الى ان خمسين مقاتلا من الاجانب ينضمون شهريا الى التنظيم.
وقال التقرير وفقا لموقع "اكسبريس لايف" البلجيكي، إن "حركة داعش بدأت تنمو بشكل خطير وفي العراق بوتيرة أسرع مما هي عليه في سوريا"، لافتا الى ان "الانسحاب المزمع للقوات الامريكية من المنطقة يمكن ان يسمح لداعش باستعادة الأرض بسرعة".
واوضح التقرير ان "غياب الضغط العسكري المستمر، يمكن ان تستعيد داعش الارض في غضون ٦ الى ١٢ شهرا في حال لم تأخذ حكومتا العراق وسوريا بالاعتبار الادعاءات الاجتماعية-الاقتصادية والسياسية والدينية"، مشيرا الى انه "في الوقت الحالي، تجدد داعش وظائف وقدرات حاسمة بشكل أسرع في العراق منها في سوريا".
ويصف التقرير تنظيم «داعش» بأنه "قوه محصنه من خلال القتال"، والذي يجذب حوالي 50 مقاتلا أجنبيا جديدا كل شهر. ولا تزال المجموعة تدر دخلا كبيرا في سوريا من خلال التجارة بالنفط ورفع الضرائب والأنشطة الإجرامية مثل الابتزاز والخطف في المناطق التي تتحكم فيها خاصة بالمناطق الريفية الموجودة فيها".
وأكد وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو، الاربعاء الماضي، أن تنظيم "داعش" ما يزال نشطا ولديه بعض الحضور في العراق.

**********

مفتشية الزراعة: إيقاف هدر في المال العام واسترجاع 21 مليار دينار
بغداد – طريق الشعب
أعلنت المفتش العام لوزارة الزراعة لمياء داود كاظم، أمس، عن إيقاف هدر في المال العام واسترجاع أكثر من 21 مليار دينار في عام 2018.
وقالت كاظم في بيان تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، إن "نتائج أعمال الرقابة والتدقيق في مكتبها لسنة 2018 أسفرت عن إيقاف الهدر في المال العام واسترجاع ما مقداره (21,581,229,604) واحد وعشرون مليارا وخمسمائة وواحد وثمانون مليونا ومائتان وتسعة وعشرون ألفا وستمائة وأربعة دنانير".
وأوضح البيان، أن "نتائج أعمال التدقيق والرقابة الاستباقية على العقود والمناقصات التي ابرمتها الوزارة لسنة 2018 أثمرت عن إيقاف الهدر في المال العام بمبلغ اكثر من (6,200,027,000) ستة مليارات ومائتي مليون وسبعة وعشرين الف دينار وايقاف تلك العقود بناءً على توصيات المكتب بذلك".
وأضاف، أن "التحقيقات الإدارية التي أجرتها الفرق التحقيقية في مكتب المفتش العام لوزارة الزراعة أسفرت عن التوصية باسترجاع مبلغ (2,971,346,438) مليارين وتسعمائة وواحد وسبعين مليونا وثلاثمائة وستة واربعين الفا وثلاثين دينارا واعادة هذه المبالغ الى الخزينة العامة".
وأشار إلى أن "نتائج متابعة استحصال بدلات الإيجار للأراضي الزراعية في عموم العراق لسنة 2018 وكذلك قرارات لجان التضمين أدت إلى استحصال مبلغ (12,409,856,166) اثني عشر مليارا واربعمائة وتسعة ملايين وثمانمائة وستة وخمسين الفا ومائة وستة وستين دينارا".

************

الحشد الشعبي
يغلق اربعة مقرات "وهمية" في بغداد
احدها يديره اوس الخفاجي
بغداد – طريق الشعب
اعلنت مديرية امن الحشد الشعبي، عن اغلاق اربعة مقرات "وهمية تنتحل صفته" في بغداد، مبينة ان احداها "تابع لما يسمى لواء ابو الفضل العباس ويديره اوس الخفاجي".
وقالت المديرية في بيان ان "قوة من امن الحشد الشعبي قامت مساء الخميس الماضي بإغلاق اربعة مقرات وهمية تنتحل صفة الحشد الشعبي في منطقة الكرادة"، مبينة ان "هذا الإجراء جاء بعد اجتماع لأمن الحشد مع بلدية الكرادة والقوات الأمنية من اجل إغلاق مقرات تدعي انتماءها الى الحشد".
واضافت ان "من بين هذا المقرات موقعان يدعيان انتماءهما الى اللواء ٤٠ في الحشد الشعبي ومقر يدعي انتماءه الى اللواء ٤٧ ومقر تابع لما يسمى لواء ابو الفضل العباس ويديره اوس الخفاجي يقع وسط المنطقة السكنية بالكرادة"، مشيرا الى ان "القوة الأمنية حاولت إغلاق المقر الاخير غير القانوني لكن المتواجدين هناك امتنعوا عن ذلك فتم اتخاذ الإجراءات الانضباطية بحقهم".
ودعت المديرية "جميع المواطنين الى الابلاغ عن اي مضايقة من الذين يدّعون انتماءهم الى الحشد لاتخاذ الاجراءات القانونية بحقهم".
يذكر ان وسائل اعلامية نشرت خبرا نسبته الى مصادر تضمّن ان قوة امنية قامت باعتقال امين عام كتائب ابا الفضل العباس اوس الخفاجي من مقر عمله في منطقة الكرادة وسط العاصمة.

***********

توحيد التعرفة والإجراءات الكمركية مع الإقليم وفق 6 ضوابط
عبد المهدي للبارزاني: الحكومة تعمل على حفظ مكتسبات الشعب وامنه واستقراره

بغداد – طريق الشعب
أكد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، أن الحكومة تعمل على حفظ مكتسبات الشعب العراقي وامنه واستقراره والمضي في مشاريع الاعمار، مشيرا الى اهمية العمل بروح التعاون بين الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كردستان.

وقال المكتب الاعلامي ل‍عبد المهدي في بيان إن "رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي استقبل، بعد ظهر اليوم، رئيس حكومة اقليم كردستان نيجيرفان البارزاني".
وأكد عبد المهدي، بحسب البيان، إن "الحكومة تعمل على حفظ مكتسبات الشعب العراقي وامنه واستقراره والمضي في مشاريع الاعمار، فضلا عن تحقيق وحدة الشعب العراقي وتلبية متطلباته في تطوير الخدمات والتنمية والاعمار والازدهار الاقتصادي"، مشيرا الى "اهمية العمل بروح التعاون بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم".
من جانبه، أكد رئيس وزراء إقليم كردستان، نيجيرفان البارزاني، استعداد حكومة الإقليم للحوار المتواصل بغية حل المشاكل العالقة في إطار الدستور العراقي، مشيداً بالمحاولات الحثيثة لرئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، من أجل تحسين العلاقات بين أربيل وبغداد.
وأفادت حكومة إقليم كردستان في بيان بأن نيجيرفان البارزاني اجتمع ظهر يوم الخميس الماضي، في بغداد مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي.
وأضاف البيان أنه "في الاجتماع تمت مناقشة العلاقات القائمة بين حكومة إقليم كردستان وحكومة العراق الفيدرالية، وقد أكد الجانبان علی تعزيز هذه العلاقات وإبداء التعاون والتنسيق في كافة المجالات ووضع الحلول للمشاكل في إطار الدستور العراقي".
وقدّم نيجيرفان البارزاني "شكره الى السيد الدكتور عادل عبد المهدي لمحاولاته الحثيثة من أجل تحسين علاقات الحكومة الاتحادية مع حكومة إقليم كردستان وبذل الجهود بغية حلحلة المشاكل"، مؤكداً علی "استعداد حكومة إقليم كردستان للحوار المتواصل لوضع حلول للمشاكل"، وفقاً لما ورد في البيان.
وذكر البيان أنه "في الاجتماع الذي حضره فؤاد حسين نائب رئيس الوزراء، وزير المالية، ثامر الغضبان نائب رئيس الوزراء، وزير النفط، فالح الفياض مستشار مجلس الأمن الوطني العراقي وكريم سنجاري وزير الداخلية في حكومة إقليم كردستان، تم التباحث حول الأوضاع الأمنية والعملية السياسية في البلد وآخر مستجدات المنطقة عموماً".
وعلى صعيد منفصل، اعلنت الهيئة العامة للكَمارك، أمس الأول، المباشرة في توحيد الإجراءات والرسوم الكمركية على مستوى كافة المنافذ الحدودية منها اقليم كردستان.
وذكر بيان للهيئة اطلعت عليه "طريق الشعب"، إن "الهيئة العامة للكمارك الاتحادية وكمارك اقليم كردستان ستبدأ بتطبيق القرار اعتباراً من يوم الأحد الموافق ١٧ شباط ٢٠١٩ والذي تعتبره خطوة مهمة لتنظيم التجارة وفعاليات اﻻستيراد والتصدير"، حيث تضمن "توحيد رسوم التعريفة الكمركية في المنافذ الحدودية كافة بما فيها منافذ إقليم كردستان في برويزخان ، وباشماخ ، وإبراهيم الخليل ، وحاج عمران ، و مطار اربيل ، بالإضافة الى مطار السليمانية"، وتم "اعتماد تصريحه كمركية موحدة باللغتين العربية والكردية حسب قانون الكمارك، مع التزام جميع المنافذ الحدودية في المحافظات والإقليم بتطبيق القرارات التي تصدر عن مجلس الوزراء المتعلقة بحماية المنتج الوطني والرزنامة الزراعية".
وأكد على "التزام جميع المنافذ الحدودية في المحافظات والإقليم بتطبيق الجزء الخاص بها في الاتفاقيات الدولية الموقعة بين جمهورية العراق والدول الأخرى وخاصة ما يتعلق بالإعفاء الكمركي"، لافتا الى "الغاء قرار مجلس الوزراء رقم (186) لسنة 2018 الخاص بترسيم الحاويات على حجم الحاويات والعودة للسياقات المعتمدة وفقاً للقانون"، وإلغاء النقاط الكمركية الحالية في كل من فايدة وشيراوه -شمال كركوك وليلان – شرق كركوك".
ص 2

تظاهرة في البصرة تطالب بإصلاحات وفرص عمل وتحسين الخدمات

البصرة – طريق الشعب
تظاهر العشرات قرب ديوان محافظة البصرة، أمس الأول، للمطالبة بتحسين الخدمات وتوفير فرص عمل واجراء اصلاحات على مستوى الحكومة المحلية.
وبحسب الانباء، فأن عشرات الناشطين الشباب شاركوا في تظاهرة قرب ديوان المحافظة الواقع في منطقة المعقل للمطالبة بتوفير فرص عمل وتحسين الخدمات ومحاسبة الفاسدين وتنفيذ اصلاحات على مستوى الحكومة المحلية، مبيناً أن القوات الأمنية فرضت اجراءات مشددة.
والتظاهرة هي امتداد لتظاهرات اسبوعية تخرج كل يوم جمعة في نفس المكان.
يذكر أن محافظة البصرة شهدت خلال الأشهر القليلة الماضية تظاهرات احتجاجية شبه اسبوعية للمطالبة بتوفير فرص عمل وتحسين الخدمات وإجراء اصلاحات ومحاسبة الفاسدين، وأكثر تلك التظاهرات حصلت قرب ديوان المحافظة، وبعضها تضمنت إحراق اطارات سيارات وقطع شوارع بها.

**********

اضاءة ...

الدرجات الخاصة .. تساؤلات!

بدأ الجدل واسعا بين الكتل السياسية وداخل مكوناتها ، وفقا لتقارير وتصريحات عدة ، بشأن الدرجات الخاصة ، الشاغرة منها وتلك التي تدار بالوكالة ، والتي قد تزيد عن ٤٠٠٠ وظيفة . وتشير المعلومات المنشورة الى ان كتلة سياسية معينة وحزبا محددا، يشغل المحسوبون عليهما حاليا حوالي ٦٠-٧٠ في المائة من هذه الوظائف، خاصة وظائف الوكالة " المزمنة " .
وعند الحديث عن الدرجات الخاصة ينبغي القول انها تشكل طيفا واسعا من المواقع الوظيفية في الدولة ، بين موقع الوزير والمدير العام ، وان اشغالها ينبغي، وفقا للمادة ٦١ من الدستور العراقي، ان يوافق عليه مجلس النواب بناء على اقتراح من مجلس الوزراء. وتشير هذه المادة في الفقرة الخامسة /ج منها، الى ان مجلس النواب يختص ايضا بالموافقة على تعيين " رئيس اركان الجيش ، ومعاونيه ،ومن هم بمنصب قائد فرقة فما فوق ، ورئيس جهاز المخابرات .."
وقد خطا مجلس النواب خطوة ملزمة للحكومة، حين حدد يوم ٣٠ حزيران القادم موعدا نهائيا للبت بالدرجات الخاصة التي تدار بالوكالة ، وجاء ذلك عند إقرار المجلس موازنة العراق الاتحادية لسنة ٢٠١٩.
والدرجات الخاصة من وكلاء وزارات ومستشارين ومدراء عامين ومفتشين عموميين ، في مؤسسات الدولة المختلفة ، وفِي المواقع العسكرية والأمنية كما في الهيئات المستقلة ، يلعب أصحابها دورا مهما في عمل مختلف المؤسسات، وهم عمليا الحلقات الاساسية في ادارة الدولة ورسم خططها ومشاريعها ومتابعة تنفيذها. انها الحلقات التي يتوقف عليها الكثير في تحسين الأداء وتطويره وتخليصه من الروتين والبيروقراطية ، وفِي حسن استخدام المال العام وتوظيفه والحد من الرشى والفساد المتفشي في دوائر الدولة على اختلاف تخصصاتها .
ولما لهذه المواقع من اهمية فائقة ، ونظرا للحجم الكبير للدرجات التي يجري الحديث عنها والتعامل معها ودراستها ، فان الموضوع يثير الكثير من التساؤلات المشروعة، خصوصا بعد ان الزم مجلس النواب الحكومة البت فيها خلال فترة زمنية محددة، ومعالجة ما تراكم من اخطاء وخطايا وهفوات وثغرات كبيرة في هذا الحقل المليء بالألغام ، والذي تتنازعه مصالح متباينة ويحتدم عليه صراع بين قوى مختلفة، لا همّ للعديد منها سوى الاستحواذ على اَي موقع فيه، بهدف إدامة نفوذه وسلطته و" حلب" ما يستطيع منه.
ولا شك ان المراجعة مطلوبة، وقد تكون تأخرت كثيرا بالنظر الى اهمية الامر وضرورته والحاجة الماسة اليه. ولكن الأسئلة بشأنه كبيرة ومتعددة ومتشعبة. فكيف ستنجز المهمة، خصوصا وان العدد كبير نسبيا ويشمل مؤسسات الدولة كافة؟ ومن هي الجهة التي ستنهض بهذه المهمة الجسيمة؟ وماهي المعايير التي ستعتمدها؟ وهل سيتم توزيع غنائم " الدولة العميقة " فتتحول الى " دول عميقة"؟
من جانب آخر هل ستجري العودة الى المحاصصة ، او الى صيغ ملطفة منها، مثل اعتماد "الاستحقاق الانتخابي" وفرض اسماء معينة بذريعته من الاقارب والعشيرة ووعاظ السلاطين؟ او اعتماد "مبدأ التوازن "، الذي يتجدد الحديث حوله هذه الايام؟ وهل سيعود الحديث مجددا عن بيع هذا الموقع او ذاك ؟ واذا جرى اعتماد المحاصصة ، فمن سينصف الكفاءات الوطنية التي لا غبار على وطنيتها ولكنها لا تنتمي الى اَي حزب او كتلة سياسية معينة؟
هذا غيض من فيض التساؤلات التي تبحث عن اجابات، قد لا تأتي في ظروف بلادنا الراهنة التي تتحكم في مساراتها عوامل عدة، بينها المال والسلاح والمناطقية والعشائرية والمحاصصة التي هي اس البلاء.
ويبقى السؤال الأخير موجها الى كل المعنيين، وباحثا بالحاح عن اجابة: متى تعتمد معايير الكفاءة والمهنية والنزاهة والوطنية وحدها ولا غيرها، في إسناد الوظيفة العامة ؟

محمد عبد الرحمن

**********

حمّل السفارات العراقية مسؤولية إهمال المرضى العراقيين في الخارج
الكعبي وزميل له من سائرون يطالبان بالاستجابة السريعة للمناشدات الإنسانية

بغداد – طريق الشعب
دعا النائب الاول لرئيس مجلس النواب، حسن كريم الكعبي، أمس السبت، المسؤولين للاستجابة الفورية ورصد جميع المناشدات الانسانية التي تذكر عبر مختلف الوسائل الاعلامية، والاسراع في معالجتها وفق الاطر القانونية الممكنة، فيما حمل النائب عن نفس الكتلة صادق السليطي، السفارات العراقية مسؤولية الاهمال في متابعة احوال المرضى العراقيين في الخارج الذين يتعرضون للابتزاز بشكل مستمر، داعيا السفير العراقي بنيودلهي لزيارة عائلة عراقي يرقد في احدى مستشفيات الهند ويعاني من وضع مأساوي.
استجابة سريعة

ذكر مكتب الكعبي في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، إن "النائب الاول لرئيس مجلس النواب، استجاب لمناشدة رصدها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لمواطن عراقي من محافظة ذي قار يتعرض لمشاكل صحية كبيرة خلال رقوده في أحد مستشفيات الهند للعلاج"، مشيرا الى أنه "اتصل في ساعة متأخرة من ليلة الجمعة، بوزير الصحة علاء الدين العلوان، داعيا إياه لبذل الجهود كافة في متابعة الحالة الصحية للمريض وتقديم الخدمات اللازمة بغية استقرار وضعه الصحي والنفسي".
ولفت الى أن "وزير الصحة تعهد بتقديم كل أشكال الدعم والمساندة للمريض"، فيما أجرى الكعبي "اتصالا آخر لذات الامر، بالسفير العراقي في الهند فلاح عبد الحسن، ووعد بدوره ايضا بزيارة المريض وتلبية احتياجاته اللازمة لحين استقرار وضعه الصحي"، داعيا بحسب البيان، الى "الاستجابة الفورية ورصد ومتابعة جميع المناشدات الانسانية التي تذكر عبر مختلف الوسائل الاعلامية، والاسراع في معالجتها وفق الاطر القانونية الممكنة".

سفارات

من جهته، حمل عضو مجلس النواب عن كتلة سائرون صادق السليطي، أمس الأول، السفارات العراقية مسؤولية الاهمال في متابعة احوال المرضى العراقيين في الخارج والذين يتعرضون للابتزاز بشكل مستمر، فيما دعا السفير العراقي بنيودلهي لزيارة عائلة عراقي للاطلاع على اوضاعه وعائلته المأساوية.
وقال السليطي في بيان اطلعت عليه "طريق الشعب"، إن "وزارة الخارجية يجب ان توجه السفارات العراقية بمتابعة قضايا المرضى العراقيين الراقدين في مستشفيات الدول الخارجية والاهتمام بشؤونهم والدفاع عن حقوقهم ومنع حالات الابتزاز التي يتعرضون لها وخصوصا في مستشفيات الهند"، داعيا السفير العراقي في نيودلهي لـ"زيارة عائلة العراقي وليد رشيد إبراهيم العكيلي في مستشفى BLK للاطلاع على اوضاعهم المأساوية حيث خسروا ما يملكون لعلاج والدتهم وبالتالي وصل بهم الحال الى رقود الام والابن والأب في ردهات الإنعاش بين الحياة والموت".
وبين النائب، ان "وليد تبرع لوالدته بقطعة الكبد وأجريت لهم العمليات حسب الاتفاق وبكلفة ٦٥٠٠ دولار، الا ان المستشفى تطلب منهم الآن ضعف المبلغ المتفق عليه وقامت بسحب الجوازات لتوالي إجراء العمليات دون اعلامهم بأي بتفاصيل"، موضحا انه "من واجب وزارة الخارجية متابعة تلك الحالات الإنسانية وإيجاد الحلول التي تحفظ للمواطن العراقي هيبته وحقوقه أمام الآخرين".

**********

عبد المهدي يوجه بنشر نص البرنامج الحكومي
ليكون وثيقة ملزمة أمام الشعب
بغداد – طريق الشعب
وجه رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، بنشر نص البرنامج الحكومي ليكون وثيقة ملزمة امام الشعب.
وقال مكتب عبد المهدي في بيان تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، إن "الحكومة اكملت برنامجها (٢٠١٩-٢٠٢٢) الذي يمثل خارطة طريق لعملها ووثيقة عهد ملزمة التنفيذ على اعضاء الحكومة امام الشعب ومجلس النواب، ويستدعي التعاون بين السلطات الثلاث لتنفيذه".
وأضاف ان "الحكومة تعهدت بإنجازه في وقته المحدد بفترة ١٠٠ يوم من بداية عمر الحكومة، وتحويل هذا البرنامج الى منهاج وزاري تفصيلي بتوقيتاته المحددة، وشارك بإعداده فريق عمل وزاري ومن الجهات المختصة".
ولفت المكتب الى أن "رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي يوجه بنشر نص البرنامج الحكومي (٢٠١٩-٢٠٢٢) ليكون وثيقة ملزمة امام الشعب".

***********

النزاهة تتقصى ظاهرة جمع التبرعات
في مدارس بغداد
بغداد – طريق الشعب
أوصت دائرة الوقاية في هيئة النزاهة بأهمية قيام وزارة التربية ومكتب المفتش العام بتوجيه المديريات العامة للتربية في بغداد والمحافظات بتفعيل دور شُعَب مجلس الآباء فيها؛ للإشراف على عمل مجالس الآباء والمُعلِّمين في جميع المدارس.
الدائرة دعت، في تقريرٍ أعدَّهُ فريقها الاستقصائيُّ الذي التقى معاون المفتش العام لوزارة التربية وقام بزيارة (ثانوية القيروان للبنين)؛ للتحقُّق من مدى صحَّة المعلومات التي وردت في تقرير إحدى القنوات الفضائيَّة ورصده المركز الإعلاميُّ لهيئة النزاهة حول قيام المدرسة بجمع تبرعاتٍ من الطلاب خلافا للتعليمات، دعا إلى تنظيم عمل مجالس الآباء والمُعلِّمين ومتابعتها وعقد الورش التعريفيَّة لها؛ لشرح النظام رقم (1 لسنة 1994) والتعريف بأحكامهِ؛ لضمان تطبيق الأحكام القانونيَّة الخاصَّة بقبول التبرُّعات والمساهمات وتنظيم صرفها بشكلٍ أصوليٍّ.
وأشار الفريق، في تقريره المُرسلة نسخةٌ منه إلى مكتب وزير التربية، إلى أنَّ إدارة المدرسة التي يبلغ عدد طلبتها (613) طالباً، أكَّدت أنَّ مجلس الآباء والمُعلِّمين فيها يعمل بالتعاون مع الإدارة، ويُنظَّمُ عمله من خلال عقد اجتماعاتٍ دوريَّةٍ ومسك سجلات الاجتماعات والتبرُّعات، مُبيِّـناً أنَّ المجلس يقوم بتحديد مبالغ التبرُّعات وأوجه صرفها بموجب وصولات شراءٍ.
وأضاف إنَّ جمع مبالغ التبرُّعات والمساهمات يتمُّ من خلال مجلس الآباء والمُعلِّمين، لافتاً إلى أنَّ دور الإدارة ينحصر بتحديد احتياجات المدرسة؛ لعدم وجود تخصيصاتٍ ماليَّةٍ، ممَّا يُؤدِّي إلى اللجوء للمجلس لتلبية تلك الاحتياجات.
التقرير أوضح أنَّ مجلس الآباء والمُعلِّمين بيَّن أن أولياء أمور الطلبة وافقوا بالإجماع على تبرُّع كل منهم بمبلغٍ قدره خمسون ألف دينارٍ؛ لتجهيز المدرسة بالسبورات الذكيَّة وصيانة ملعبها، إذ تمَّ تسلُّم تبرُّعات سبعةٍ من أولياء أمور الطلبة، وأُعيدَت تلك المبالغ إلى المُتبرِّعين بعد نشر الخبر، لافتاً إلى أن السند القانونيَّ لجمع التبرُّعات من الطلبة هو النظام رقم (1 لسنة 1994)الخاصُّ بمجالس الآباء والمُعلِّمين.

*********

أكثر من ألف حكم دستوري منذ تأسيس المحكمة الاتحادية
بغداد – طريق الشعب
أعلنت المحكمة الاتحادية العليا، أمس، حصيلة الاحكام الدستورية الصادرة عنها خلال السنوات الـ 14 الماضية، مشيرة الى اصدار اكثر من الف حكم دستوري منذ تشكيلها عام 2005، قسم كبير منها يتعلق بالحريات العامة والمرأة والطفولة وحقوق الإنسان.
وقال المتحدث الرسمي للمحكمة إياس الساموك لوكالة السومرية نيوز، إن "على هامش المشاركة في معرض بغداد الدولي للكتاب فأن المحكمة الاتحادية العليا اصدرت منذ تشكيلها عام 2005 أكثر من ألف حكم دستوري نتيجة دعاوى أقيمت أمامها للطعن بعدم دستورية قوانين وأنظمة نافذة، تطبيقاً لاختصاصها المنصوص في الدستور".
واوضح الساموك، أن "هناك أحكاما أخرى تتعلق باختصاص المحكمة في تفسير نصوص الدستور وبقية الاختصاصات المنصوص عليها في القوانين"، موضحاً أن "هذه الأحكام يتم عرضها جميعها الآن في معرض بغداد الدولي للكاتب ضمن جناح المحكمة على شكل مجلدات".
وأشار، إلى أن "تلك الأحكام متنوعة وفي جميع المجالات منها ما يتعلق في مجال تعزيز حقوق المرأة، حقوق الأسرة والطفولة، وضمان حقوق المكونات، والحريات العامة، وحقوق الإنسان، كما أن المحكمة عززت دستورية آلية وضع قانون الموازنة، وحفظ المال العام، فضلاً عن سلامة وحدة العراق وأراضيه".
وتابع الساموك، أن "عدداً من الكتب يتم عرضها أيضاً في جناح المحكمة الاتحادية العليا، ومن ضمنها الطبعة الأخيرة من كتاب القضاء في العراق للقاضي مدحت المحمود، ومطبوعات تتعلق بالقضاء الدستوري في العراق وتجارب أخرى عربية ودولية".

**********
المنافذ الحدودية
تكشف عن مخالفات الشهر الماضي
بغداد – طريق الشعب
اعلنت هيئة المنافذ الحدودية، أمس السبت، ان احصائية المخالفات في شهر كانون الثاني الماضي بلغت 129 مخالفة.
وذكر بيان للهيئة، اطلعت عليه "طريق الشعب"، ان "قسم البحث والتحري في الهيئة كشف إحصائية بين من خلالها مجمل المخالفات لشهر كانون الثاني 2019 حيث بلغت 129 مخالفة"، مضيفا أن "المخالفات هي تهريب مخدرات عدد 12 مع 48 مخالفة اجازة استيراد، و36 أمر القاء القبض على مطلوبين بالإضافة الى 32 دعوى كمركية مع أموال مهربة عدد 1"، فيما بين ان "ذلك جاء بالتنسيق مع الجهات الرقابية لمحاسبة المخالفين".
وأوضحت الهيئة بحسب البيان، أن "المخالفات المذكورة تندرج تحت مسميات متعددة، منها تزوير إجازة الاستيراد، وعدم وجود علامات تجارية، وتجاوز الكمية والوزن وتزوير الوصولات بالإضافة إلى بضاعة منتهية الصلاحية"، لافتا الى "اتخاذ الإجراءات القانونية الأصولية بحقها".
**********

الأمم المتحدة تزيل 17 ألف متفجر في العراق وتحذر من 100 ألف مبنى
بغداد – طريق الشعب
قال خبراء في الأمم المتحدة، إن المنظمة الدولية أزالت نحو 17 ألف قنبلة وحزاما ناسفا وأنواع أخرى من المتفجرات في العراق، العام الماضي، وأضافوا أن المهمة المحفوفة بالمخاطر للبحث وسط الركام ستستغرق سنوات طويلة.
وقال رئيس دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في العراق، بير لودهامر، إنه يوجد 100 ألف مبنى مدمر في العراق، يحتمل أنها تحتوي على متفجرات مثل عبوات ناسفة محلية الصنع خلفها تنظيم “داعش” وراءه خلال انسحابه.
ومن المرجح أن يستغرق الجزء الأكبر من عملية التطهير 10 سنوات، في حين يتطلع مليونا نازح للعودة إلى ديارهم.
وكانت مهمة الأمم المتحدة قد دربت نحو نصف مليون شخص، العام الماضي؛ لمساعدتهم على التعرف بأنفسهم على المخاطر.
وذكر لودهامر، في مؤتمر صحفي، أن رقم العام الماضي الذي بلغ 17 ألف عبوة متفجرة، شمل كمية “مذهلة” تبلغ 2000 عبوة ناسفة محلية الصنع.
وأشار إلى أنها تحتوي على صمامات أو أسلاك تفخيخ، أو أجهزة تحكم عن بعد، أو أجهزة تعمل بالأشعة تحت الحمراء، أو مزيج من تلك الأشياء.
وأضاف لودهامر أن الرقم يشمل 782 حزامًا ناسفًا، كان كثير منها مثبتًا بجثث مقاتلين من التنظيم عثر عليها بين الحطام.
وسيطر تنظيم “داعش” على مدينة الموصل لمدة 3 أعوام، ودخلت مهمة الأمم المتحدة المنطقة بعد انتهاء القتال في عام 2017.
وقال لودهامر: إن خبراء المهمة يعثرون على متفجرات في كل مكان تقريبًا. وتعمل المهمة أيضًا في الفلوجة وتكريت وكركوك، كما توسع نشاطها إلى سنجار.
بدورها، قالت أنييس ماركايلو، مديرة دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام: إن التفتيش وسط ركام الأبنية في غرب الموصل في حرارة تقترب من 40 درجة مئوية عمل شاق وقاسٍ بدنيًا ونفسيًا.
وأوضحت أنه “توجد أشلاء بشرية متحللة لا تزال مثبتة بأحزمة ناسفة، ويمشي المرء وسط رائحة نتنة وسحب من الذباب، وفي أي وقت قد تجد فأرًا أو قطة أو كلبًا يفجر شيئًا مدفونًا تحته”.
وقال لودهامر: إن المهمة ليست مهمة إزالة ألغام تقليدية لها بعد واحد، موضحًا أنه “لم تعد هذه ألغاما بعد، اللغم المضاد للأفراد يحمل ما بين 230 إلى 250 جرامًا من المتفجرات، الآن نحن نرى ما بين 10 و20 كيلوغرامًا”.
وبيّن أن أبنية يصل ارتفاعها إلى 9 طوابق تحتاج للتفتيش، مضيفًا أن كثيرًا من القنابل والقذائف التي ألقتها قوات الأمن العراقية والتحالف بقيادة الولايات المتحدة على الموصل لم تنفجر.
وهناك قنابل تزن الواحدة 113 كيلوغرامًا وأخرى تصل إلى نحو ربع طن لا تزال مدفونة على عمق 7 أو 8 أمتار.
وأوضح أن من المفترض أن 10 في المائة على الأقل من القنابل لم تنفجر، وأنه إن لم تتم إزالتها فقد تظهر بعد عقود تالية، مثل قنابل الحرب العالمية الثانية التي لا تزال تُكتشف في ألمانيا.

*********

وداعاً رفيقاتنا العزيزات

إثر حادث مروري مفجع خسرنا رفيقتنا رفاه شريف الناشطة النسوية، مرشحة حزبنا في قائمة تحالف سائرون عن محافظة ذي قار في الانتخابات التشريعية الاخيرة، وشقيقتيها الرفيقتين الناشطتين هدى واسراء.
نتقدم لعائلتهن ورفاقهن واصدقائهن ومحبيهن بالتعازي الحارة، متمنين للجميع الصبر والسلوان، ولهن الذكر الطيب.

المكتب السياسي
للحزب الشيوعي العراقي
9 / 2 / 2019

************

ص3
توضيح من الصحة بشأن الخريجة الأولى على جامعة الموصل

بغداد – طريق الشعب
أصدرت وزارة الصحة، أمس السبت، توضيحاً بخصوص تعيين الخريجة الأولى على قسم الآداب في جامعة الموصل مينا رغيد.
وقالت الوزارة في بيان اطلعت عليه "طريق الشعب"، إنه "لا مانع فنياً أو قانونياً من تعيين من لديهم حالات صحية خاصة بوظائف معينة ومن ضمنها الوظيفة التي طلبت الخريجة الكفيفة أن تُعيّن بها"، مؤكدة أن "ضوابط التعيين شملت الكثير ممن لديهم ظروف صحية خاصة للعمل بوظائف تناسب وضعهم وتم توجيه دائرة صحة نينوى بهذا الأمر". وكانت وزارة التعليم العالي أعلنت، في وقت سابق من يوم أمس، أن الوزير قصي السهيل "وجه بتعيين الخريجة مينا رغيد على ملاك جامعة الموصل بعدما ناشدت رغيد بالحفاظ على حقها بالتعيين نتيجة اعتراض اللجنة الطبية في وزارة الصحة على تعيينها لأنها من المكفوفين".

******
الهجرة تعلن إغلاق مخيم للنازحين في كركوك

بغداد – طريق الشعب
أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين، أمس السبت، عن إغلاق مخيم نزراوا للنازحين في كركوك بعد إعادة آخر 402 شخص في المخيم إلى مناطق سكناهم في قضاء الحويجة. وقال مدير عام دائرة شؤون الفروع في الوزارة ستار نوروز في بيان اطلعت عليه "طريق الشعب"، إن "فريق عمل الوزارة في كركوك قام بنقل 402 نازح من مخيم نزراوا التابع إلى ناحية ليلان بمحافظة كركوك إلى مناطق سكناهم الأصلية المحررة من قبضة داعش الإرهابية في قضاء الحويجة، فضلاً عن توزيع مساعدات غذائية عليهم". ولفت نوروز إلى أن "هذه العوائل العائدة هي آخر الأسر التي كانت قاطنة في مخيم نزراوا واغلق المخيم بعد عودتهم"، منوها بأنه في "الأيام المقبلة سوف تشهد المخيمات في محافظة كركوك عودة أغلب الأسر النازحة إلى مناطق سكناها الأصلية المحررة".
********
بريطانيا تتحرك بـ"أموال كبيرة" لتوفير الكهرباء في جنوب العراق
تطور جديد في استيراد العراق الكهرباء الإيرانية
بغداد – طريق الشعب
أعلن مساعد وزير الطاقة لشؤون الكهرباء همايون حائري، تمديد اتفاق تصدير الكهرباء الايرانية الى العراق عاماً آخر.
وأشار همايون حائري بحسب وكالة تسنيم الايرانية الى اجتماع وزير الطاقة الايراني ووزير الكهرباء العراقي اليوم في طهران، قائلا، هناك امكانيات كثيرة للتعاون مع العراق في مجال الكهرباء ويمكن لزيارة الوفد العراقي الى إيران ان تكون منعطفاً مهماً في هذا المجال.
ونوه مساعد وزير الطاقة في شؤون الكهرباء الى توقيع اتفاقية لبدء هذا التعاون الشامل، قائلا، يمكن لهذه البداية ان تؤدي الى ابرام العديد من الاتفاقيات في هذا المجال.
وحول تمديد اتفاقية تصدير الكهرباء من إيران الى العراق، أعلن حائري عن تمديد اتفاق تصدير الكهرباء الايرانية الى العراق عاماً آخر.
وفي سياق متصل أشار وزير الكهرباء العراقي لؤي خطيب، خلال ابرام الاتفاق الشامل بين ايران والعراق في قطاع الكهرباء، الى تشكيل لجنة مشتركة لتنفيذ جميع بنود الاتفاق.
واشار الى ان العراق سيقوم بتوسيع شبكة الكهرباء وتدريب المتخصصين العراقيين مستفيدين من خبرات المتخصصين الايرانيين، مؤكدا ان ايران هي البلد الوحيد الذي اعلن استعداده لبيع التكنولوجيا الخاصة الى العراق بينما جميع شركات الدول الاخرى كانت مستعدة لبيع المعدات فقط.
من جانب آخر، أعلن السفير البريطاني في بغداد جون ويلكس عن تخصيص اموال كبيرة لدعم مشاريع توفير الطاقة الكهربائية جنوبي العراق.
وقال ويلكس في تصريح ادلى به على منصات التواصل الاجتماعي "تويتر" انه "تم تخصيص جزء كبير من أول مليار جنيه إسترليني من الصادرات المالية للمملكة المتحدة من اجل دعم مشاريع الكهرباء جنوبي العراق".
وذكر ان "بذل المزيد من الجهود المشتركة لتعزيز الامدادات الكهربائية من أولويات العمل بالنسبة للعراق والمملكة المتحدة".

**********
وفد سعودي يصل إلى العراق للتباحث بشأن بناء ملعب في بغداد
بغداد – طريق الشعب
وصل وفد المملكة العربية السعودية المشرف على ملعب السعودية الى العاصمة بغداد، للتباحث بشأن عملية البدء بالخطوات الاولى لاختيار موقع الملعب.
ويرأس وفد المملكة العربية السعودية المشرف على المشروع المهندس عبد الرحمن بن حمد الحركان ويضم في عضويته المهندس ممدوح بن ناصر الشمري من الهيئة العامة للرياضة وعيد بن شنيف الحربي من وزارة المالية وفيصل بن ناصر العجلان من وزارة الخارجية.
وكان في استقبال الوفد في مطار بغداد الدولي، معاون مدير عام دائرة العلاقات والتعاون الدولي في وزارة الشباب والرياضة فاضل الخفاجي، الذي رحب بالوفد الضيف قبل اصطحابه الى مقر اقامته.
********
أصحاب مطابع في بغداد: الفساد وراء طبع المناهج خارج العراق
بغداد – طريق الشعب
ذكر عدد من اصحاب المطابع في بغداد، ان قطاع المطابع في العراق يتكبد للعام الثالث على التوالي خسائر قاسية قدّرت بعشرات الملايين من الدولارات، مبينين ان ذلك تسبب بإغلاق عدد كبير من المطابع وتسريح المئات من العاملين فيها.
وقال عضو اتحاد المطابع في بغداد حسين الحلي في تصريح صحفي تابعته "طريق الشعب"، انه "خلال الشهرين الماضيين اغلقت في بغداد والأنبار والنجف خمس مطابع جديدة"، مبينا ان "الفساد المالي والإداري يدفع مسؤولين عراقيين للتعاقد مع إيران لطباعة كتب المدارس والجامعات بدلاً من طباعتها في العراق، رغم أننا أقل كلفة وأكثر جودة".
وأضاف الحلي، ان "كتاب الفيزياء للمرحلة الرابعة الإعدادية المكوّن من 90 صفحة، تكلفت طباعته في العراق ستة دولارات، في مقابل تسعة دولارات في إيران وبجودة سيئة وتأخير كبير"، مشيرا الى انه "رغم ذلك، فالمسؤولين والوزارات يتجهون نحو إيران، لطبع حتى الروزنامة"، فيما لفت الى أن "الطباعة في إيران تتضمن صفقات ورحلات وتذاكر سفر ومصروف جيب وعمولة، وجميع هذه الامور لن تتوفر في حال لو تمت الطباعة في العراق".
من جهته، بين صاحب مطبعة بغداد، ظافر البغدادي، انه "بسبب المصالح الخاصة لبعض المسؤولين اتسعت صفقات طبع الكتب خارج العراق بعقود هائلة، ما دفع شريحة كبيرة من عمال وأصحاب مطابع إلى قائمة البطالة"، مضيفا أن "المطابع توقفت بسبب عدم وجود دعم من الحكومة، إضافة إلى الطباعة خارج العراق من أجل المنافع الشخصية"، لافتا الى ان "هناك تعمدا للإساءة إلى المطابع المحلية، خاصة بعد صدور توجيهات بتحديد وقت إغلاق المطابع عند الساعة الرابعة عصراً، ونقوم بالتوقيع على تعهد".
وكان عدد من النواب قد ابدوا في وقت سابق استغرابهم من اصرار الوزراء الذين تولوا ادارة وزارة التربية على طباعة المناهج الدراسية في الخارج، فيما طالبوا رئيس الوزراء بتشكيل لجنة خاصة وفتح تحقيق شامل وتفصيلي بهذه القضية.

**********
قاضي محكمة تحقيق الموصل: هكذا تم الاعتداء علي من قبل سيطرة تابعة للحشد الشعبي
الموصل – طريق الشعب
اكد قاضي تحقيق الجانب الأيمن من الموصل نائب المدعي العام في ناحية "تل عبطة" سمير برواري يوم أمس الأول حادثة الاعتداء عليه من قبل منتسبين في اللواء 40 التابع لحشد المرجعية.
وقال برواري في تصريح صحفي، انه "لدى خروجه بعد انتهاء الدوام الرسمي يوم الاربعاء واثناء توجهه الى مدينة الموصل اجتاز احدى السيطرات التابعة للواء 40 في "تل عبطة" وكانت خالية لا يوجد فيها احد من العناصر المكلفين بالحراسة".
واردف بالقول انه "اثناء اجتيازه السيطرة بسيارته سمع صوتا من مسافة طلب منه التوقف وتبين انه احد عناصر السيطرة والذي اتهم القاضي بتجاوز السيطرة عن عمد من دون التوقف رغم انها كانت خالية تماما من العناصر المكلفين بها ولم يشاهد احدا منهم"، مشيرا الى انه "قد اوضح لذلك العنصر بأن السيطرة كانت خالية وانه قاض ليسمح له بالعبور ولكن شريطة ان يسلك الطريق الترابي المحاذي للشارع العام".
وبين القاضي برواري انه "لم يلتزم بما طُلب منه كونه مخالفا للقانون وقواعد السير العام، واستمر بمواصلة طريقه في الشارع غير ان سيطرة اخرى اوقفته، واجبرته على العودة الى الاولى بعد تلقيها نداء من ذلك العنصر باعتبار ان القاضي لم يلتزم بما طُلب منه".
ومضى بالقول انه "عاد الى السيطرة الاولى مرة اخرى ليجد من 10 – 12 عنصرا ينتظرونه فيها ليغير مساره ويذهب الى مركز شرطة ناحية "تل عبطة" ويشرح لمديرها ما واجهه ليكلف الاخير مفرزة ترافق القاضي".
وتابع برواري بالقول انه "خلال عودته مرة اخرى اوقفته السيطرة نفسها، وتم تجريد عناصر الشرطة المرافقين له من الاسلحة وانهال عناصر اللواء 40 على سائقه بالضرب المبرح، وانه قد ضُرب ايضا في منطقة الرأس رغم اجتهاد احد عناصر الحشد للحيلولة دون ذلك".
واشار الى انه "قد قدّم شكوى الى محكمة استئناف نينوى ضد المعتدين عليه"، قائلا ان "الحادثة قد اثرت على حالته النفسية وانه لم يتعرض لمثلها طيلة سنوات عمله بالسلك القضائي والتي تزيد على عقدين من الزمن".
وكانت مصادر اعلامية وناشطون قد افادوا في وقت سابق ان عناصر اللواء 40 حشد المرجعية اعتدوا بالضرب المبرح على القاضي الكردي سمير برواري قاضي تحقيق الجانب الأيمن من الموصل نائب المدعي العام في ناحية "تل عبطة".

******
الحكومة العراقية تنذر شركة نفطية صينية

بغداد – طريق الشعب
أنذرت وزارة الصحة والبيئة شركة بتروجاينا الصينية العاملة في حقل حلفاية النفطي الواقع بمحافظة ميسان وذلك لعدم التزامها بتقرير الاثر البيئي الذي وضعته الوزارة من اجل حماية المواطن العراقي وبيئته من خطر التلوث.
وقال مدير بيئة ميسان سمير عبود في بيان أمس، ان المديرية أبلغت شركة بتروجاينا العاملة في حقل حلفاية بضرورة ازالة المخالفات البيئية لما لها من آثار سلبية على البيئة والصحة العامة.
وبين ان "الفرق الفنية التابعة للمديرية قامت بزيارة ميدانية الى موقع الشركة العاملة في حقل الحلفاية النفطي للاطلاع على الواقع البيئي والرصد الميداني حيث لاحظ الفريق ان الشركة تقوم بتخزين المواد الكيمياوية بظروف غير ملائمة وغير مطابقة للمواصفات البيئية".
وأضاف عبود انه "تم رصد خزن هذه المواد في حاويات حديدية خالية من التهوية وعدم وجود مسافات بينها بالاضافة الى وجود اجزاء منها مخزونة في الساحات ومغطاة بأغطية غير محكمة مما يعرضها للأمطار و التطاير بفعل الرياح والذي يتسبب بانتشارها في الاراضي القريبة منها مما له تأثيرات سلبية"، مشيرا الى ان "هذا الانذار اتخذ وفق احكام المادة (33) اولا من قانون حماية وتحسين البيئة رقم (27) لسنة 2009" .

*******
إيران تتفوق على تركيا
في حجم الصادرات إلى العراق

بغداد – طريق الشعب
كشف الأمين العام للغرفة التجارية الإيرانية -العراقية المشتركة حميد حسيني، أمس، أن حجم الصادرات الإيرانية إلى العراق فاقت التركية في العام الماضي.
وذكرت وكالة "فارس" الإيرانية نقلا عن حسيني، أن "حجم الصادرات الإيرانية إلى العراق فاقت التركية في العام الماضي، حيث لامست 8 مليارات و750 مليون دولار وبذلك فاقت الصادرات التركية الى هذا البلد".
وأضاف حسيني، أن "معدل الصادرات الإيرانية إلى العراق يبلغ نحو 750 مليون دولار شهرياً، حيث يشهد ارتفاعاً إلى 900 مليون وانخفاضاً الى 510 مليون دولار أحياناً أخرى".
وأشار حسيني، الى أن "تركيا صدرت سلعاً إلى العراق بقيمة 8300 مليون دولار في عام 2017 لكن حجم صادراتها انخفض خلال العام الماضي إلى 7350 مليون دولار، فيما بلغ حجم الصادرات الإيرانية 8750 مليون دولار وبذلك حلّت محلّها".
*********
تسعيرات ثابتة ومخالفات واضحة من قبل أصحاب المولدات
في المثنى..أزمة مستمرة في قطاع الطاقة الكهربائية
السماوة – عبد الحسين ناصر السماوي
تعاني غالبية محافظات العراق من اشكالية أزلية في توفير الطاقة الكهربائية بشكل مستمر، بالخصوص في فصل الصيف الذي يؤدي الى مأساة كبيرة تتحملها العوائل العراقية وبالذات منها اصحاب الدخل المحدود والفقراء، امام تصاعد لتسعيرة الامبيرات وعدم التزام اصحاب المولدات بالمبالغ المقررة من قبل الجهات المعنية، فضلا عن أن الازمة استفحلت لعدم وجود استراتيجيات وطنية لإعادة البنى التحتية والنهوض بالخدمات المكفولة دستوريا، فيما يتعرض هذا القطاع الى موت سريري بالرغم من حصول وزارة الكهرباء على اكثر التخصيصات المالية في الموازنات السابقة ومنها الحالية، حسب ما بينته الارقام المقرة من قبل مجلس النواب في العام الحالي.

مشروع انتاجي

أكد محافظ المثنى احمد منفي في تصريح سابق خص به "طريق الشعب" أن "العمل الجاد من اجل تحسين الكهرباء عبر تقليل ساعات القطع وتوفير الطاقة خاصة في الصيف المقبل"، مضيفا بأن هنالك "مشروعا لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بحدود ١٨٠ كي في، موزعة على ثلاث مناطق في المحافظة وتم وضع حجر الأساس لبناء محطة كهرباء بحدود ٧٥٠ كي في، ويتم العمل فيها خلال مراحل".

غياب البرنامج الحكومي

من جهته، اوضح عضو مجلس محافظة المثنى غازي الخطيب، خلال حديثه لـ"طريق الشعب"، أن "مجلس المحافظة يتابع مستوى الخدمات المقدمة إلى أهالي المثنى ومنها الكهرباء الوطنية التي تعاني من ضعف في الاداء بسبب عدم وجود برنامج حكومي يتجاوز ضعف الأداء الإداري وإجراء الإصلاح والتغيير في عموم الخدمات للمواطنين والتخلص من الأداء السيئ الذي كان سبباً رئيسا للواقع المؤلم الذي تعيشه البلاد".

اربعة خطوط رئيسة

في المقابل، أوضح معاون مدير كهرباء المثنى ان "هنالك أربعة خطوط رئيسة تغذي المحافظة بالكهرباء" مشيرا الى أن "الطواقم الفنية تعمل على تأهيل المحطات الثانوية وخطوط التوزيع من أجل التقليل من العطلات والاستمرار بالكهرباء وتحسينها"، فيما لفت الى أن "طاقة الحمل المسجلة للمحافظة في عام ٢٠١٨ هو ٧٦٠ ميكا واط والمتوفر حالياً هو ٤٢٠ ميكا واط، وتوجد برامج مستقبلية في توسيع الإنتاج حال توفر الإمكانيات المادية والآليات والفنيين من أجل الاستعداد للصيف القادم".

مأساة صيفية

وفي السياق، يؤكد المواطن علاء رحيم خلال حديثه لـ"طريق الشعب"، أن "واقع الكهرباء حالياً افضل من الصيف، لان الجميع يعلمون بان الشتاء، لا يؤثر على استخدام الكهرباء بسبب قلة تشغيل اجهزة التبريد والتكييف"، مشيرا الى أن "فصل الصيف يمثل المأساة الكبيرة التي يعيشها المواطن بسبب ارتفاع درجات الحرارة وكثرة العطلات والاستخدام المستمر للكهرباء"، فيما يشير المواطن قاسم محمد الى "دور المولدات الأهلية في توفير الكهرباء للكثير من العوائل".
ويبين محمد، أن "ارتفاع سعر الامبير في الصيف يؤثر على المستوى المعيشي للكثير من العوائل وخاصة الفقيرة"، داعيا المجلس البلدي الى "متابعة أصحاب المولدات الكهربائية الأهلية بخصوص آلية التشغيل اليومي والتسعيرة، حتى لا يتم استغلال المواطن على الرغم من أن المجلس البلدي يضع تسعيرة الامبير في فصلي الصيف والشتاء، إلا أن هنالك البعض من أصحاب المولدات لم يلتزموا بالتسعيرة بحجة عدم توفير الكاز لهم وارتفاع سعره في السوق السوداء".

*************

ص4
مجلس الأمن يدعو لنزع سلاح الفصائل اللبنانية

بيروت - وكالات
رحب أعضاء مجلس الأمن الدولي، أمس السبت، بإعلان تشكيل حكومة وحدة في لبنان وتبوؤ اربع نساء مناصب وزارية فيها، مؤكدين على ضرورة نزع سلاح جميع الفصائل، حتى لا تكون هناك غير أسلحة الدولة.
وأكد المجلس في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، أن "القوات المسلحة اللبنانية هي القوات الشرعية الوحيدة بالبلاد، كما هو وارد في الدستور واتفاق الطائف (1989)"، داعيا "جميع الأطراف اللبنانية الى تنفيذ سياسة النأي بالنفس عن أي نزاعات خارجية، كأولوية هامة، كما وردت في إعلان بعبدا عام 2012"، فيما بين "دعمه المستمر لاستقرار لبنان وأمنه وسيادته واستقلاله السياسي".

*********
موسكو تقلل من أهمية العقوبات الأمريكية عليها

موسكو - وكالات
أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر بانكين، أمس السبت، أن العقوبات الأمريكية ضد روسيا لا تسبب ضررا كبيرا لموسكو وواشنطن لا تحقق أهدافها.
وقال بانكين، في تصريح صحفي تابعته "طريق الشعب " إن "اعتبار العقوبات الأمريكية غير مؤلمة على الإطلاق قد يكون أمرا غير منطقي، والقول بأنها تسبب بأضرار كبيرة على روسيا، وأنها تحقق أهدافها المعلنة، فهذا غير صحيح ايضا"، مضيفا أن هذا "يرتبط أكثر بمسألة إمكانية فرض عقوبات على الدين العام أو المدفوعات بالدولار، لأنه يمكن أن تتضرر ايضا، مصالح الاوروبيين وحلفاء الأمريكان كذلك".

*******
مادورو يرفض مساعدات أمريكية لفنزويلا
والصين تدعم الحلول الداخلية
كاراكاس - وكالات
أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، أمس الأول، رفضه للمساعدات الامريكية المقدمة الى بلاده، والتي اعتبرها لعبة رهيبة لخنق الشعب وتجويعه، موضحا أنهم لا يقبلون بهدايا واشنطن التي سبق وأن دمرت افغانستان والعراق وسوريا وليبيا، فيما أعلنت الصين عن تأييدها للحلول الداخلية بين ابناء فنزويلا، وتقرير مصيرهم بأيديهم، داعمة جهود المجتمع الدولي لتحقيق الاستقرار.
تعليق حكومي

سخر رئيس فنزويلا من الولايات المتحدة لتقديمها كميات صغيرة من المساعدات وصلت إلى مدينة كوكوتا الحدودية، بينما تبقي على عقوبات تتسبب في منع نحو عشرة مليارات دولار من منشآت النفط البحرية والعائدات.
وقال مادورو، خلال مؤتمر صحفي عقده في كاراكاس، وتابعته "طريق الشعب"، إن "هذه لعبة رهيبة كما ترون، فهم يخنقوننا ثم يجعلونا نتسول الفتات"، وأن "فنزويلا لن تقبل استعراض المساعدات الإنسانية المزعومة، لأننا لسنا متسولين"، رافضا "هدايا واشنطن التي سبق وأن دمرت أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا" حسب قوله.
وأعرب عن دعمه لآلية مونتيفيديو، التي تم إنشاؤها للبحث عن حوار سياسي في البلاد، مشددا على أنها "بطريقة محترمة توفر الحوار بين الفنزويليين بمساعدة الاخوان من أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، وأن الحكومة على استعداد لتقديم الدعم الفوري لأي مساعي تؤدي إلى الحوار والتفاهم بين الفنزويليين"، فيما اقترح إجراء انتخابات مبكرة الى الجمعية الوطنية، مبديا استعداده للمصادقة عليها.

دعم صيني

من جهة أخرى، أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا تشون يينغ، أمس السبت، أن بلاده تدعم جهود المجتمع الدولي لتحقيق الاستقرار في فنزويلا، مؤكدا أن الشعب الفنزويلي يجب أن يقرر مصير بلاده على أساس شرعي.
وقال يينغ، خلال تصريح صحفي، إن "الصين تؤمن بأن الشعب الفنزويلي هو من يجب أن يجد مخرجا للمشكلة في البلاد ضمن إطار التشريع وعلى أساس قانوني من خلال الحوار السلمي ومن خلال القنوات السياسية"، مشيرا الى أنه، "بهذه الطريقة فقط تستطيع فنزويلا تحقيق نظام واستقرار طويل الأجل".
وأضاف قائلا، إننا "ندعم جهود المجتمع الدولي بهذا الصدد، ونأمل أن تستمر جميع الأطراف في لعب دور بناء في الحل السلمي للمشكلة الفنزويلية".

*******
مقاطعة فلسطينية لمؤتمر وارسو
القدس - وكالات
أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، أمس السبت، رفض السلطة الفلسطينية لحضور مؤتمر وارسو حول الشرق الأوسط. وكتب عريقات في سلسة تغريدات على تويتر، أمس الأول، وتابعتها "طريق الشعب"، إننا "لم ولن نفوض أحدا بالتفاوض نيابة عن دولة فلسطين، وأن منظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد"، مضيفا أن "الإدارة الأمريكية وبجميع قرارتها المخالفة للقانون الدولي قد عزلت نفسها عن أي رعاية لعملية السلام". وقال أمين سر اللجنة، بخصوص تصريحات مسؤول امريكي حول توجيه دعوات لمسؤولين فلسطينيين لحضور المؤتمر، "نؤكد رفضنا لحضور هذا المؤتمر وأنه لا ينوب احد عن الشعب الفلسطيني في الحديث عن قضيته غير ممثله الشرعي والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية"، مضيفا أن "إدارة ترامب ربطت بين مكافحة الإرهاب وبين التطبيع العربي مع سلطة الاحتلال إسرائيل، وإلغاء مبادرة السلام العربية، ونحن نرفض أي تطبيع مع سلطة الاحتلال ونقولها بصوت مرتفع"، فيما لفت الى أن "أي لقاءات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ستشكل طعنة في الظهر الفلسطيني واستباحة لدمائه".
*******
تجدد القصف الجوي في قرية الباغوز شرقي سوريا
دمشق - وكالات
قتل ثلاثة أشخاص، أمس السبت، في قصف لطيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، على بادية بلدة الطيانة، بريف دير الزور الشرقي، شرقي سوريا.
وبحسب وكالة الأنباء السورية "سانا"، ان "ثلاثة مدنيين استشهدوا نتيجة قصف طيران التحالف الدولي على بادية بلدة الطيانة في ريف دير الزور الشرقي"، مشيرة الى أن "طائرات تابعة للتحالف الدولي اعتدت بعدة صواريخ على منازل سكنية في بلدة الباغوز ما أسفر عن مقتل ثلاث نساء وخمسة أطفال وجرح عدد من المدنيين ووقوع دمار في بعض المنازل وممتلكات الأهالي".
ويأتي هذا الاستهداف، في قرية الباغوز بعد ايام مضت على قيام طائرات التحالف الدولي بقصف جوي عليها، اسفر عن مقتل عشرين مدنيا بينهم أطفال ونساء، مخلفا خسائر مادية كبيرة في بيوت المواطنين، حسب ما نقلته وكالات الانباء.

*********
تجدد الاحتجاجات السودانية والسلطات تطلق الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين
الخرطوم - وكالات
تجددت الاحتجاجات في العاصمة السودانية الخرطوم، أمس الأول، وعدد من مناطق البلاد للمطالبة بتنحي الرئيس عمر البشير، خلال موكب 8 فبراير/ شباط.
وقال تجمع المهنيين السودانيين في بيان اطلعت عليه "طريق الشعب"، إن "بعض مناطق البلاد شهدت، حراكا ثوريا"، مشيرا إلى أن "متظاهرين في بعض المناطق ما زالوا في الشوارع، فيما تتأهّب مناطق أخرى للخروج".
وأوضح أن "الاحتجاجات شملت أحياء بالخرطوم وأم درمان، ومنطقة الحاج يوسف، فضلا عن مدينة خشم القربة بولاية كسلا ومناطق سقدان بالولاية الشمالية، رافقنا ببيانه صورا لآلاف المحتجين في مدينة خشم القربة التابعة لكسلا".
وفي الأثناء، أعلن حزب الأمة المعارض في بيان له، إن "أجهزة الأمن أطلقت الغاز المسيل للدموع بكثافة داخل حـرم مسجد الإمام عبد الرحمن المهدي"، مشيرا الى "تدخل القوات الأمنية لتفريق المتظاهرين".
واتهم القوات الأمنية بـ "قصف المسجد وسيارة الصادق المهدي وضرب المصلين وتصويب السلاح في وجوههم ومحاصرة المسجد"، لافتا إلى "إصابة واختناق عدد من المصلين خلال استهداف دور العبادة وترويع وإرهاب المصلين" حسب ما ذكره.
ومن جهته، أعلن وزير الدولة بوزارة الإعلام السودانية مأمون إبراهيم، أمس السبت، أن "إطلاق سراح الصحفيين المعتقلين لدى جهاز الأمن سيتم خلال الساعات القليلة المقبلة".
وكان البشير قد تعهد، خلال لقائه رؤساء تحرير الصحف وكتاب الأعمدة وقادة أجهزة الإعلام المحلية، مساء الأربعاء الماضي، بإطلاق سراح كل الصحفيين المعتقلين وحل القضايا المتعلقة بالصحافة والإعلام كافة.

*****
فيتنام تضيّف القمة الأمريكية – الكورية الشمالية
واشنطن - وكالات
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس السبت، عن المكان الذي سيعقد فيه اجتماعه مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون.
وقال ترامب في تغريدة على تويتر، تابعتها "طريق الشعب"، إن "من يمثلونني غادروا للتو كوريا الشمالية بعد اجتماع مثمر للغاية واتفقوا على موعد وتاريخ لقاء القمة الثاني مع كيم جونغ أون، والاجتماع سيعقد في هانوي بفيتنام يومي 27 و28 شباط".
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أمس الأول، في بيان لها أن "الممثل الأمريكي الخاص لكوريا الشمالية ستيفن بيجون عقد محادثات على مدى ثلاثة أيام في بيونغ يانغ للتحضير لاجتماع القمة"، مشيرة الى أنه "سيتم عقد محادثات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية قبل لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون".
وأوضحت الوزارة انه "بعد محادثات المبعوث الأمريكي الخاص لدى كوريا الشمالية مع نظيره الكوري الشمالي تم بحث تنفيذ التزامات رئيسا البلدين التي تم التوصل إليها خلال قمة سنغافورة بشأن نزع السلاح النووي الكامل، وتحويل العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، الى بناء سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية".
*********
تفاصيل عن اتفاق تبادل الجثامين بين حكومة اليمن والحوثيين
صنعاء - وكالات
أكد عضو في لجنة التفاوض عن الحكومة اليمنية يحيى الحاسر، أمس السبت، التوصل الى اتفاق حول تبادل الجثامين مع الحوثيين باشراف البعثة الأممية والصليب الأحمر، وكشف عن بعض تفاصيلها.
وأوضح الحاسر في تصريح صحفي مقتضب على هامش اجتماعات فرقاء الأزمة اليمنية في العاصمة الأردنية عمان، وتابعته "طريق الشعب"، أن "الاتفاق سيتم على أربع مراحل وضمن جدول زمني من المتوقع أن يكون شهرا من تاريخ الاتفاق"، مبينا أن "المرحلة الأولى هي تسليم الجثامين المخزنة في الثلاجات المركزية ومن ثم حصر الجثث في المقابر وبعدها الجثامين في المقابر البعيدة عن خطوط التماس فالجثامين في المقابر على خطوط التماس".
وكان وفد جماعة "أنصار الله الحوثيين قد أعلن الخميس الماضي عن التوصل إلى اتفاق حول تبادل الجثامين بين طرفي النزاع دون الكشف عن تفاصيله".
وتستمر المفاوضات بين الحكومة اليمنية والحوثيين في عمان منذ يوم الثلاثاء الماضي برعاية المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، مارتن غريفيث، ومشاركة الصليب الأحمر، يبحث خلالها الطرفان آلية تنفيذ اتفاق السويد الذي جرى خلال كانون الأول الماضي.

**********
بعد لقاء ممثلين عن "السترات الصفر" و "حركة خمس نجوم"
انفجار أزمة دبلوماسية بين باريس وروما
متابعة طريق الشعب
قرر وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لو دريان، الخميس الفائت إعادة سفير بلاده في روما مؤقتا الى باريس. وجاء قرار الوزير الفرنسي على خلفية الزيارة التي قام بها الاربعاء نائب رئيس الوزراء الإيطالي لويجي دي مايو، وزعيم "حركة خمسة نجوم" الشعبوية إلى حركة "السترات الصفر" الفرنسية.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد اثار في حزيران 2018 ازمة دبلوماسية بين البلدين، عندما تناول في تصريح له "انبعاث القومية" على الجانب الآخر من جبال الألب، في إشارة منه لمشاركة حزب "الرابطة" الفاشي في التحالف الحاكم في روما، وفي إطار صعود تنظيمات نازية جديدة في العديد من البلدان الأوروبية، التي وصفها الرئيس الفرنسي بـ "الجذام المنتشر".
وردا على تصريح الرئيس الفرنسي كتب زعيم "الرابطة" ووزير الداخلية الايطالي ماتيو سالفيني على حسابه في التويتر: ان ماكرون "رئيس سيئ جدا"، وحكومته تعتمد سياسة "الاستعمار" الجديد، التي تؤدي الى افقار الدول الأفريقية. ومنذ ذلك الحين، كما اشارت الصحافة اليومية الفرنسية، والحرب الدبلوماسية بين البلدين مستمرة.
لم توفر زيارة دي ميو الخاطفة إلى "السترات الصفر" للحكومة الفرنسية الحجة المرحب بها لمساواة الاحتجاج الداخلي مع "النزعة الشعبوية" المكروهة للائتلاف الحاكم في روما الإيطالي فقط، بل كانت ايضا فرصة سانحة، لحرف الانتباه عن النقد الذي يبدو أحيانا مبررا، الذي تمارسه الحكومة الإيطالية لسياسات نظيرتها الفرنسية تجاه المهاجرين وفي القطاع الصناعي. ان إيطاليا تفترض ان الحرب التي شنتها فرنسا عام 2011 ضد ليبيا تهدف الى "سرقة" النفط، ولقضم التأثير السياسي التقليدي الذي تمتلكه إيطاليا في ليبيا، والذي لا يزال يحتفظ بالكثير من ملامحه في ساحل البحر الأدرياتيكي. وهناك شكوى إيطالية من نوع من الاستعمار "الاقتصادي"، الذي يعكسه استحواذ رأس المال الفرنسي الكبير على شركات إيطالية كبيرة مثل تليكوم إيطاليا، اديسون أو بولغاري. إن ماكرون، الذي تم في روما الترحيب بانتخابه قبل عامين، يتهم حاليا بترك إيطاليا وحيدة في مواجهة ملف اللاجئين وإغلاق الممرات الحدودية في فينتيميليا وباردونيكيا.
اللقاء الذي عقده دي مايو مع شخصيات من "السترات الصفر" على الأراضي الفرنسية، وصفته الخارجية الفرنسية بأنه "أحدث تدخل" في السياسة الداخلية للبلاد، والذي "خلق استفزازًا إضافيًا لا يحتمل". وفي بيان غير مسبوق وشديد اللهجة اشتكت السلطات الفرنسية من "ان فرنسا، ومنذ عدة أشهر، وبشكل مكرر، كانت هدفا لاتهامات لا أساس لها من الصحة وبيانات مبالغ فيها من قبل ممثلي الحكومة الإيطالية". وقال دي مايو، زعيم "حركة خمسة نجوم"، لزملائه في باريس: "أزعم بأن لدي الحق في التحدث الى القوى السياسية الأخرى التي تمثل الشعب الفرنسي. مثلما يفعل حزب ماكرون في أوروبا، ويلتقي بأحزاب المعارضة الإيطالية كالحزب الديمقراطي، ولهذا فإن "حركة خمسة نجوم" لديها الحق أيضا في اللقاء مع القائمة الانتخابية الأوروبية لـ "السترات الصفراء"). وان "حرية العلاقات السياسية". لا تقتصر على "التجارة" أو ممثلي رأس المال.
وكان المسؤول الإيطالي قد التقى الاربعاء كريستوف تشالونسون، المتحدث باسم "منطقة فوكلوز" في جنوب شرقي فرنسا، وهو شخصية مثيرة للجدل داخل حركة "السترات الصفر"، ويعتبره الكثيرون داخل الحركة باعتباره عنصريا شديد العداء للمسلمين وينتمي الى الأقلية اليمينية المتطرفة، في حين لم تلتق لم إنغريد ليفافاسور، زعيمة قائمة "التجمع من أجل المستقبل"، التي شكلتها مجاميع من "السترات الصفر" لخوض انتخابات البرلمان الأوروبي التي ستجري في 26 أيار المقبل.
ومن المعروف ان حركة "السترات الصفر" واسعة وتضم في صفوفها مجموعات يمينية وتيارات ذات توجهات اجتماعية توجهت أخيرا للتعاون مع النقابات العمالية وقوى اليسار الفرنسي السياسية.

************
ص5
بلاغ صادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي

عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي يومي الخميس ٣١ كانون الثاني والجمعة الاول من شباط ٢٠١٩ اجتماعها الاعتيادي في بغداد.
وبدأت اللجنة المركزية أعمالها بالوقوف دقيقة صمت تكريما لشهداء الشعب من المكافحين ضد داعش والارهاب، ولضحاياهما الآخرين وللرفاق والاصدقاء الذين رحلوا عنا منذ اجتماعها السابق.
و لمناسبة قرب حلول يوم الشهيد الشيوعي (١٤ شباط) استذكر الاجتماع باعتزاز وفخر كبيرين شهداء الحزب، مشيدا بما اجترحوا من مآثر وما قدموا من تضحيات.
وفي مناسبة الذكرى الـ ٨٥ لتأسيس الحزب، التي تحل آخر آذار المقبل، حيا الاجتماع الرفاق والاصدقاء جميعا، داعيا الى إحياء الذكرى على نطاق واسع، وإقامة مختلف الفعاليات والنشاطات، ومواصلة الزخم الذي أطلقته وثائق وقرارات ونداءات المؤتمر الوطني العاشر (١-٣ كانون الاول ٢٠١٦) نحو تحقيق المزيد من النجاحات، وتوسيع صفوف الحزب وقاعدته وشبكة اتصالاته وعلاقاته، وتطويرها باستمرار، خاصة في صفوف النساء والشباب والطلبة.
ودرس الاجتماع باهتمام كبير تقارير عدة عن عمل الحزب وهيئاته القيادية ولجنة الرقابة المركزية والمختصات المركزية والمنظمات الحزبية، في الفترة منذ الاجتماع السابق للجنة المركزية (آب ٢٠١٨).
وثمّن المجتمعون عاليا دور هيئات الحزب ومنظماته ورفاقه وأصدقائه وجماهيره، ومساهماتهم متعددة الاشكال في اعلاء شأن الحزب وتنمية دوره، وتعزيز علاقاته مع الجماهير والفئات الاجتماعية المختلفة، وفِي التعريف بسياساته ومواقفه. كما جرت الإشادة بما قدموه جميعا في الحراك المطلبي والجماهيري والاحتجاجي.
وتوقف اجتماع اللجنة المركزية عند أداء الحزب وما رافقه من نجاحات ومن ثغرات، ومواصلة الجهود لتطويره وبناء منظمات فاعلة وديناميكية وذات صلات جماهيرية واسعة، ومؤهلة للإسهام بنشاط في الحركة الجماهيرية المتنامية والارتقاء بدورها، ورفع وتيرة الضغط الشعبي لتلبية مطالب الجماهير العادلة، والمضي قدما على طريق الاصلاح والتغيير.
وفي ظل اجواء من الشفافية والديمقراطية، اعادت اللجنة المركزية بالاجماع انتخاب الرفيق رائد فهمي سكرتيرا لها، والرفيق مفيد الجزائري نائبا للسكرتير، كما انتخبت مكتبها السياسي.
وفي معرض دراستها للأوضاع السياسية في بلادنا وما يحيط بها من مستجدات على الصعيدين الإقليمي والدولي، اكدت اللجنة المركزية ان التطورات الداخلية تشير باستمرار الى عبث التشبث بإدارة البلاد وحكمها، وفقا للنمط والطريقة اللتين اتبعتا منذ عام ٢٠٠٣. وتؤكد الحقائق ان الإصرار على ذلك لا يجلب الا المزيد من الصعوبات والمشاكل والأزمات، ومن ضياع الوقت والجهد والمال. وان هذا هو فِي النهاية وبمعنى من المعاني، إسهام متعمد في تأخر البلاد وتخلفها، وفي استمرار شقاء ومعاناة شعبها.
وظهر هذا جليا في ما شهدته بلادنا من حالات استعصاء، عند التوجه الى عقد جلسة البرلمان الاولى بعد انتخابات أيار ٢٠١٨ وانتخاب رئاسة البرلمان والجمهورية، وعند تسمية رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة الجديدة التي ما زالت غير مكتملة حتى الآن، بعد مرور ما يزيد عن تسعة اشهر على الانتخابات البرلمانية.
ان الأزمة العامة البنيوية التي تعصف ببلادنا، وحالات الاستعصاء السياسي المتكررة، والفشل في بناء الدولة وإدارتها وتخليها عن العديد من مهماتها، الناجم اساسا عن الصراع المحتدم بين القوى المتنفذة على السلطة والثروة والنفوذ، وحول شكل ومحتوى الدولة العراقية الجديدة التي بدأت تتشكل بعد 9/4/2003، والصعوبات الجمة الاقتصادية والمعيشية والخدمية، وفقدان الرؤية التنموية، والاعتماد على تصدير النفط الخام وما يرافق ذلك من تقلبات حادة في أسعاره ومن توجهات ليبرالية، اضافة الى ثقل التدخلات الخارجية في شؤون بلدنا، التي ما برحت تثير قلق المواطنين على مستقبل بلدهم وتطوره اللاحق، والقدرة على السير في طريق التقدم والازدهار وضمان حياة كريمة لائقة للمواطن العراقي راهنا وللأجيال القادمة .
ان إعدادا متزايدة من المواطنين صارت تدرك مخاطر استمرار كل هذا على حاضر البلاد ومستقبلها، ومعها قوى وطنية تشاركها همومها وتطلعها الى احداث نقلة نوعية في الحياة السياسية، عبر السير على طريق التغيير والإصلاح. فذلك هو المخرج المرتجى والمعول عليه في إنقاذ البلاد مما هي عليه من صعوبات وإشكاليات. وان يمس ذلك في الجوهر أس البلاء – المحاصصة المقيتة، ويؤمّن عبور المرحلة الانتقالية لصالح بناء دولة المواطنة والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية .

ظواهر في الحياة السياسية

شهدت الفترة الماضية في بلادنا استمرار العديد من الظواهر السياسية القديمة المتجددة، والجديدة المستحدثة. وكان بين البارز منها حالة الفرز الحاصلة بين القوى والكتل السياسية، بما يسمح بالقول عموما ان نمطين من التفكير والتوجه هيمنا على المشهد، خاصة بعد انتخابات أيار ٢٠١٨.
فهناك القوى والكتل المدركة أهمية وضرورة الاصلاح، واستحالة استمرار الحال، مستجيبة بذلك لأصوات جماهيرية هادرة، ترفض استمرار الحكم وفقا لما هو سائد وما هو متبنى من أسلوب ونمط تفكير وآليات إدارة. ومن بين هذه القوى الحزب الشيوعي وتحالف سائرون.
وهناك قوى اخرى تصر على آلية الحكم السابقة وتتشبث بها، ورغم انها خففت الى حدود معينة من خطابها السابق وراحت تتبنى مفاهيم ومقولات لا تنسجم مع طبيعة تكوينها وخلفيتها السياسية والفكرية، فانها لم تمسّ في ما تعلنه جوهر الأزمات والبلايا – نظام المحاصصة الطائفية والاثنية. وهي تبرر ذلك بدواعي الاستحقاق الانتخابي، لكنها سرعان ما تعود الى متبنياتها بخصوص "المكونات" وتحقيق التوازن المطلوب بينها، دافعة الى الخلف كل ما تتحدث به عن المواطنة. وهي تعمل بنحو واضح على حصر تمثيل " المكونات " بها، والذي غالبا ما تختزله الى تمثيل احزاب وقوى وأشخاص.
وان من بين اسباب ذلك الاساسية، ادراك الاطراف ان هذا الطريق هو ما يؤمّن لها نفوذها ويديمه، فنراها تقاتل من أجل استمراره، غير مكترثة بما سببه من مشاكل وازمات. فالمهم بالنسبة اليها هو مصالحها، التي تبقى فوق كل اعتبار. وهذا ايضا يرتبط بطبيعة تلك القوى والأحزاب، التي لم تتشكل على وفق سياق اساسه الحاجة السياسية، ويتبنى برنامجا سياسيا ملموسا يسعى الى تنفيذه.
وفِي هذا السياق ورغم حالة استقطاب القوى والكتل السياسية والتحالفات التي تبلورت في كتلة الاصلاح والإعمار وكتلة البناء، لم يتمكن اَي من الطرفين من القول انه هو الكتلة الأكبر، وان يحسمها لصالحه رغم تقديم طلبات رسمية بشأن ذلك. ومن بين اسباب ذلك حالة الصيرورة والحراك والانقسام التي مر بها ويمر معظم الكتل السياسية، كذلك التقاطعات الكبيرة في المواقف وآليات العمل، بما في ذلك حالة الاختلاف الحاصل في اقليم كردستان بين قواه وأحزابه.
وارتباطا بهذا، وبدلا من اللجوء الى تحديد الكتلة الأكبر وفق تفسير المحكمة الاتحادية المثير للجدل، رفضا او قبولا، جرى اللجوء الى التفاهمات والتوافقات بين الكتل الرئيسة، التي تعرضت هي الاخرى الى بعض الاختلالات.
وان ما حصل ليس بعيدا عن التدخلات الخارجية السافرة والفجة في شؤون وطننا، وسعي اصحابها الى ترتيب البيت العراقي على وفق ما يريدون ويشتهون، وما يخدم مصالحهم هم. واللوم كل اللوم يقع هنا على عاتق تلك القوى العراقية، التي استمرأت الأمر وجعلته عاملا من عوامل الصراع الداخلي، تستقوي به وتستعين عند الحاجة.
ومن اللافت ايضا هذا الحديث عن شراء واسع للذمم والمناصب، ودفع الملايين والمليارات من اجل الحصول على هذا الموقع او ذاك، ما يلقي بظلال من الشك على الشخصيات التي تدور حولها الشبهات، وعلى ما يمكن ان تنهض به. وهو اختبار لها وللكتل التي تنتمي اليها، ولمدى جدية الشعارات التي ترفعها حول التصدي للفساد، ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب. كما انه يلقي بثقله على عمل الحكومة والبرلمان.
وبالنظر الى ما افرزته الانتخابات من نتائج غير حاسمة بشأن موازين القوى، ظهرت على نحو بارز وربما اكثر من أي وقت مضى، ظاهرة انتقال النواب من كتلة الى اخرى، من دون اَي اعتبار للكتل التي فازوا في الانتخابات تحت عناوينها.
ورغم الوعود التي أطلقت بالتدقيق والتحقيق في ذلك، لم يتحقق شيء ملموس، وحتى القضاء والمدعي العام لم يحركا ساكنا.
وإزاء هذا وبسبب حالة الانقسام وعدم التوافق، خاصة بين الكتل السياسية الرئيسة، فقد تنافس عدد من المرشحين على رئاسة مجلس النواب وعلى منصب أحد نوابه وعلى رئاسة الجمهورية، وهو امر لم يكن مألوفا حتى الآن، فيما حصل التوافق والدعم المتعدد للسيد عادل عبد المهدي لتولي منصب رئاسة مجلس الوزراء.

تشكيل الحكومة الجديدة
في الحملة الانتخابية لمجلس النواب تبنى الحزب وتحالف سائرون برنامجا إصلاحياً، وجرى التشديد على ان تحقيق البرنامج يتطلب أساسا قيام حكومة منسجمة وقوية، تتمتع بدعم وقاعدة سياسيين واجتماعيين واسعين، وتكون مؤهلة لتنفيذ برنامج اصلاحي حقيقي، يخرج البلاد من نهج المحاصصة الطائفية والاثنية، ويعتمد التوجه نحو محاربة الفساد وتجفيف منابعه وعوامل اعادة انتاجه، ومعالجة مسألة السلاح خارج اطار الدولة، وضمان استقلالية القرار الوطني العراقي، والنهوض بالاقتصاد الوطني والقطاعات الإنتاجية: الصناعية والزراعية والخدمية، والحد من الاعتماد على موارد النفط الخام المصدر، وتوفير الشروط المناسبة للاستثمار، والسير على طريق بناء دولة المواطنة والقانون والمؤسسات والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية .
فمن شأن تبني ذلك واعتماده ان يوفرا الضمان للانطلاق على طريق الخروج بالبلد من الأزمة العامة الشاملة التي تكبله.
وفِي هذا السياق جرت الدعوة الى اعتماد معايير الكفاءة والنزاهة والوطنية والمهنية في إسناد الوظيفة العامة عموما، وفِي تشكيل الحكومة الجديدة، والنأي بها عن المحاصصة، وضرورة اقتناع أعضائها بالاصلاح الحقيقي، وبالقدرة على تنفيذ البرنامج الحكومي، والعمل على إنجازه في سقوف زمنية محددة. فيما يتوجب ان يكون الجميع على قدر عال من المسؤولية، وعلى اطلاع ودراية ومعايشة لما يعانيه البلد من مشاكل وازمات، وقدرة على تقديم البدائل للمعالجة، وحرص على تقديم المصلحة العامة على مصالحهم الخاصة والمصالح الضيقة لاحزابهم وكتلهم. مع الإدراك ان ذلك ليس امرا سهلا، وان الطريق الموصل اليه ليس مفروشا بالورود، بل يحفل بأشكال مقاومة عديدة، اولا بسبب موازين القوى غير الحاسمة، وثانياً بفعل العرقلة من جانب المنتفعين من النهج السابق، وما يوفره من امكانات البقاء في مواقع مؤثرة في الدولة وفي صنع القرار، وما يشكله من غطاء للفساد والفاسدين، فضلا عن التدخلات الخارجية المتواصلة.
وإزاء الاوضاع الراهنة التي يعيشها البلد، وكثرة الصعوبات والتعقيدات والتدخلات، وتباين الاتجاهات داخل الكتل السياسية وفي ما بينها وحتى تعارضها في شأن منهج تشكيل الحكومة، فقد جاءت ولادتها عسيرة وعبر نوع من"عملية قيصرية "، لذلك حملت العديد من مظاهر النقص والقصور الى جانب ما هو إيجابي يتمثل في وجود وزراء يتمتعون بالخبرة والمؤهلات والتجربة المشهودة. لذا عُدّ التشكيل اخراجا جزئيا للحكومة من نهج المحاصصة المدمر. فهو لم يبعث رسائل تطمين كافية الى المواطنين، الذين يتطلعون الى تغيير يرقى الى مستوى معاناتهم اليومية.
وشهد تشكيل الحكومة صراعا حاميا بين منهجين، ألقى بظلاله على ولادتها. ففي حين تخلت كتل سياسية عدة، وفي المقدمة سائرون، عن استحقاقها الانتخابي، فِي مسعى لكسر المحاصصة وتقاسم المناصب، ولكي تفسح في المجال للرئيس المكلف ان يختار وزراءه، تشبث آخرون بالاستحقاق. وتجلى الصراع بوضوح اكبر عند التوجه الى استكمال التشكيل. ورافق مجمل العملية الكثير من الأحاديث والأقاويل بشأن وزراء تحوم حولهم شبهات متنوعة، وحول بيع للمناصب، لكن لم يتم التدقيق في ذلك في اتجاه النفي او التأكيد وفقا للإجراءات الدستورية والقانونية. وانه لامر غير مقبول ان تبقى مثل هذه القضايا المهمة معلقة، مخلفة آثارها في صدقية الحكومة ومشككة في قدرتها على تحقيق خطوات وانجازات لصالح المواطن، بما يمهد لولوج طريق الاصلاح الحقيقي الذي تريده الناس وتنتظره.
وفِي هذا السياق لابد من التشديد على استكمال تشكيل الحكومة وفقا للمعايير التي توافقت عليها الكتل السياسية الرئيسة، والابتعاد عن شخصنة الامر كون الموضوع لا يتعلق بهذه الشخصية او تلك، خصوصا عند تعلق الامر بوزارتي الداخلية والدفاع، بمكانتهما في المنظومة العسكرية والأمنية والمهام الكبيرة الملقاة على عاتقيهما دستوريا ودورهما في مكافحة داعش والارهاب، واهمية ان تتولي المسؤولية فيهما عناصر كفؤة ومهنية ومستقلة بعيدة عن الانتماءات الحزبية.
من جانب آخر يتوجب الا يكون عدم استكمال التشكيلة الحكومية ذريعة للهروب الى امام من استحقاقات مطلوبة على الصعيدين التشريعي والتنفيذي، وعلى الصعد السياسية والاقتصادية والخدمية وغيرها، بما في ذلك التوقف مليا عند عملية الاصلاح، وفِي المقدمة اصلاح النظام السياسي وإعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس حديثة وسليمة ومنهجية ووطنية، تعتمد الكفاءة والمهنية والنزاهة، وتبتعد عن تحزيب مؤسسات الدولة بشقيها المدني والعسكري وعن المحاصصة الطائفية والاثنية. وان المدخل الى ذلك هو اعتماد المواطنة وعدم التمييز بين العراقيين لأي سبب او اعتبار. كما يتوجب على الحكومة تقديم برنامجها الكامل استنادا الى المنهاج الحكومي، الذي قدمه رئيس الوزراء الى مجلس النواب ونال على اساسه الثقة، وكان المطلوب إنجاز ذلك خلال ١٠٠ يوم من تشكيل الحكومة. فتنفيذ هذا البرنامج بسقوفه الزمنية هو المعيار للحكم على ادا ء الحكومة وتقويمه.
ان الحكومة مطالبة كذلك بإعادة بناء الثقة بين المواطنين ومؤسسات الدولة، والتوجه الجاد نحو معالجة ما تراكم من اشكاليات طيلة الـ ١٦ سنة الماضية. فعليها ان ترتب أولوياتها بما ينسجم مع حاجات الناس الملحة، خاصة منهم ذوي الدخل المحدود والفقراء والمهمشين والكادحين، واستنهاض الاقتصاد الوطني وتنويع مصادره المالية، وفتح ملفات الفساد قديمها وحديثها. كما ان عليها اعتماد وتنفيذ تدابير عاجلة للتخفيف من معاناة الناس المتفاقمة، وتحسين اوضاعهم وظروف معيشتهم وحياتهم اليومية. ومن ذلك توفير الماء الصالح وتجهيز الكهرباء وتأمين الخدمات البلدية وتوفير البطاقة التموينية وتحسين مفرداتها وتوزيعها، وضمان الرعاية الصحية والعلاجية الدوائية المجانية، والعناية الفائقة بالتعليم على مختلف مستوياته والمحافظة على مجانيته، كذلك ما يخص السكن والنقل وتوفير فرص العمل.
ان عامل الزمن مهم، وهو غير مفتوح خصوصا وان فترة غير قصيرة مضت على تشكيل الحكومة (٢٤ تشرين الاول ٢٠١٨) وانها وعدت في منهاجها الحكومي ان تقدم على خطوات ملموسة، تشعر المواطن وتطمئنه على انها تسير بخطوات مدروسة نحو تلبية حاجاته.
ومن جانبنا سوف ندعم كل اجراء تقدم عليه الدولة ومؤسساتها وسلطاتها الثلاث، ينطوي على ما فيه مصلحة للناس، وخدمة للوطن وتقدمه وازدهاره وتحقيق أمنه واستقراره وسيادته الكاملة وقراره الوطني المستقل. وسنعارض ما يتقاطع مع مشروعنا الوطني الديمقراطي، ومع الانحياز الى المواطنين والكادحين منهم بشكل خاص.

مجلس النواب وأداؤه

حملت انتخابات أيار ٢٠١٨ دماء جديدة الى مجلس النواب بينها عديد من فئات اجتماعية كادحة، وتقاسمت مقاعده كتل سياسية عدة، من دون ترجيح كبير وحاسم في موازين القوى. وترك هذا التطور، اضافة الى حالة التقاطع بين الكتل السياسية في التوجهات، وفي منهجية العمل ونمط التفكير وآلية الإدارة ومدى قربها او بعدها عن هموم الناس وتطلعاتهم، اثره على عمل المجلس وترتيب أولوياته.
ولا شك ان الناس يهمها عمل المجلس واداؤه لمهامه التشريعية والرقابية، وهي تتطلع الى ان يكون قريبا منها ومتبنيا لمطالبها وساعيا الى تلبية احتياجاتها وتطمين تطلعاتها، لا سيما الضرورية والملحة، وان يسعى الى وضع مصالح الشعب والوطن العليا فوق اي اعتبار اخر.
ومن المؤكد ان هذا لن يتحقق من دون تنظيم آليات عمل المجلس الداخلية على نحو افضل، لجهة المزيد من الشفافية وتقديم المثل في الالتزام والتقيد بالأعراف البرلمانية والديمقراطية والرقي في النقاش والجدل، وصولا الى الأحسن والانفع للناس وللبلد. وفِي هذا السياق فان المجلس مطالب باعتماد التقنيات الحديثة في العد والفرز عند التصويت على القرارات ومشاريع القوانين وغيرها.
كما ان المجلس مطالب بتغيير الصورة النمطية عنه لدى المواطنين، واعادة ترميم الجسور معهم واستعادة الثقة المفقودة جراء ما تراكم من ثغرات وسلبيات وخلل في عمل المجالس السابقة، ومن تلكؤ واضح في عملها وقلة انجاز قياسا الى الحاجة الفعلية لتطوير المنظومة التشريعية ودورها الرقابي على عمل مؤسسات الدولة وادائها. فيما كان المواطن وما زال يتوقع ان يقوم النواب ومجلسهم، بعمل اكثر ملموسية في مكافحة الفساد والمفسدين، وتقديم المتورطين الى القضاء، وتقديم المثل في الحفاظ على المال العام. وفِي هذا السياق تأتي قضايا رواتب النواب وامتيازاتهم، وضرورة واهمية رفض غير المبرر منها. كذلك مسألة الحمايات التي يستغرب المواطن ان لا تكون من ضمن وزارتي الدفاع والداخلية، فالطريقة التي يستلم النائب فيها رواتبهم تثير المزيد من اللغط، الذي يتوجب ان توضع له نهاية، الى جانب أعدادهم الكبيرة نسبيا. وهذايشمل ايضا الرئاسات الثلاث والوزراء وذوي الدرجات الخاصة كافة.
ان حصيلة الفصل التشريعي الاول متواضعة قياسا الى ما يتوجب القيام به، حيث لم يتم إقرار غير قانون موازنة 2019، ولم يستكمل تشكيل اللجان البرلمانية وانتخاب رؤسائها، بما لذلك من انعكاس على دور المجلس، خاصة الرقابي.
والمنتظر والمرتجى ان يسهم المجلس في دعم المشروع الاصلاحي، والاسراع في اقرار قوانين العدالة الاجتماعية، وإجراء التغييرات والإصلاحات الضرورية في النظام السياسي واستكمال بناء مؤسسات الدولة الاتحادية، وتعزيز الديمقراطية والتمتع بالحريات الدستورية، وتوفير الفرص المتكافئة للعراقيين في كافة ارجاء الوطن. كذلك تفعيل الدور الرقابي للمجلس.
الحراك الشعبي والجماهيري والمطلبي
انطلق الحراك الاحتجاجي الجماهيري منذ شباط ٢٠١١ باعتباره وسيلة مهمة للممارسة الديمقراطية والدستورية والمعارضة الشعبية، وللضغط في اتجاه تحقيق التغيير والاصلاح الحقيقي على نطاق واسع. ونشأ الحراك على خلفية الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في بلادنا، رافضا اسسها الكامنة في المحاصصة، ومطالبا بالإصلاح وإعادة بناء النظام السياسي على وفق معايير وأسس مختلفة عن التي اعتمدت منذ نيسان ٢٠٠٣. وقد اتخذ منذ بدايته موقفا كامل الوضوح ضد الفساد ورموزه، وضد من يحميهم ويدافع عنهم.
وتجلت الأزمة الشاملة في ظواهر عدة مست حياة الناس مباشرة، وكانت بمثابة الشرارة التي أشعلت نار الغضب والاحتجاج المتواصلين حتى الآن بصيغ واشكال عدة. فقد تبنى المحتجون مطالب الناس واحتياجاتهم ورفعوها، وقدموا تضحيات كبيرة دفاعا عنها، وسقط منهم شهداء أبرار غدوا مفخرة للحركة الاحتجاجية ولشعبهم.
لقد وقف المواطنون وتظاهروا وما زالوا في ساحة التحرير ببغداد ونقاط اخرى في مدن ومحافظات الوطن، احتجاجا على تردي الخدمات وتدهور الاوضاع وسوء الإدارة ونقص الكهرباء والماء، واتساع نطاق البطالة بين الشباب خاصة من الخريجين، وعدم صرف الرواتب والأجور ومن اجل توفير فرص العمل.
ويسجل للحراك الجماهيري بتنوع اشكاله، قدرته على الاستمرار والتواصل والعطاء. ذلك ان أساسه المادي ما برح يشكل عاملا محفزا على المزيد منه بمظاهر عدة، فيما راحت رقعته الجغرافية تتسع وتمتد الى الأحياء والقطاعات والمناطق السكنية. ويسجل دخول ملفت للنقابات والاتحادات المهنية على الخط، وشمول الحراك قطاعات اجتماعية ومهنية متعددة. كما جرى العديد من الفعاليات الاحتجاجية في مناطق ريفية مختلفة، رافعة شعارات ومطالب عادلة تتعلق بدعم الفلاحين والمزارعين، وصرف استحقاقاتهم عن المحاصيل التي يسوقونها للدولة. تضاف الى ذلك الحركات الاحتجاجية للطلبة والخريجين وأصحاب العقود والعاملين بأجر يومي. فيما نحت حركات اخرى منحى متميزا ضد الخصخصة وبيع مؤسسات الدولة، كما حصل في شركة الصناعات الجلدية ببغداد مثلا .
ان جذوة الحراك باقية ما بقيت عوامل وأسباب اشتعالها، وقد حافظ هذا الحراك عموما على سلميته ودستوريته رغم بعض الخروج المحدود وغير المقبول عن ذلك. ويعد هذا مكسبا كبيرا، ويسجل له عدم انجراره الى العنف الذي مارسته ضده قوى مختلفة في السلطة، وكان شديدا وقاسيا في حالات كثيرة ولا مبررله سوى هلع المتنفذين الخائفين عَلى سلطتهم ونفوذهم القائمين على الباطل وسرقة المال العام.
ان حركة الاحتجاج بما حملت من شعارات ومطالب، وبغض النظر عن إعداد المساهمين فيها وحالة الصعود والهبوط في مسارها، كان لها دور ملموس في وضع مطالب الاصلاح والتغيير على الطاولة، وقد ساهمت بنطاق واسع في توعية المواطن وتشجيعه على الدفاع عن حقوقه المشروعة التي كفلها الدستور، فكانت بحق صوت المعارضة الشعبية المتنامية. وهي بهذا شكلت دعما جليا لدعاة الاصلاح الحقيقيين، وكانت ضمن عوامل محفزة على وصول عدد منهم الى عضوية مجلس النواب.
ان حركة الاحتجاج وهي تنطلق أساسا من تبني حاجات الناس ومطالبهم، قد تتعرض الى ضغوط جراء تحميلها في بعض المناطق ما يتجاوز طاقتها في لحظة زمنية معينة، او بسبب محاولات البعض ادخالها في ممرات ضيقة نفعية خاصة، ودفعها الى تبني مطالب انعزالية. وهذه كلها تضرّ بالحركة وتعرقل انجذاب المزيد من الناس اليها والمساهمة فيها.
وفِي هذا السياق ايضا تبرز الحاجة الى الوعي الكامل بانها حركة اجتماعية واسعة متنوعة مفتوحة لمشاركة اوسع الفئات والقطاعات، وانها ليست حكرا لجهة او طرف معين. ومن هنا فان الاسهام فيها مفتوح لكل من يتفق مع ما ترفعه من شعارات ومطالب، تتغير حسب الظروف والأحوال والحاجة. ومن هنا ايضا تأتي ضرورة حسن إدارتها ووعي الناشطين فيها بذلك، واختيار الشعارات الملائمة والخطاب المناسب، وتنويع أشكال الحراك ومده الى ساحات اوسع.
ان اوضاع بلدنا العامة ومراوحة الكثير من الملفات في مكانها، وحالة البطء والتلكؤ في الاستجابة لمطالب الناس وتلبية احتياجاتهم الاساسية، تجعل امكانات تجدد الحركة الاحتجاجية وتنوع اشكالها ونهوضها على نطاق واسع امرا ممكنا، مناطقيا وقطاعياً وعلى صعيد البلد عامة، خصوصا وان الاصلاح الشامل وهو المطلب العام لجماهير شعبية واسعة، لم يتحقق بعد رغم الإرهاصات الملحوظة.

تحالفات الحزب وعلاقاته

حدد الحزب في مؤتمره الوطني العاشر (١-٣ كانون الاول ٢٠١٦) كونه يناضل من اجل إقامة دولة مدنية ديمقراطية اتحادية وتحقيق العدالة الاجتماعية، وان الطريق المفضي الى ذلك يمر عبر تغيير موازين القوى لصالح المشروع الوطني الديمقراطي، وان هذا يتطلب نضالا متواصلا ومتراكما، وتحالفات واصطفافات وطنية عابرة للطوائف.
وشدد المؤتمر على اهمية وضرورة تحقيق الاصلاح الحقيقي والشامل تحقيقا للتغيير في البنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مبينا عزم الحزب على العمل بمثابرة لتحقيق اصطفاف شعبي وسياسي واسعين، دعما للاصلاح والتغيير ولحشد المزيد من القوى المتبنية لهما والداعمة.
واسترشادا بالوجهة اعلاه جاءت مبادرات الشيوعيين ونشاطاتهم في حلقات ودوائر عدة، من ضمنها التحالف في سائرون، الذي ولد من رحم الحركة الاحتجاجية الجماهيرية.
وتتوجب الإشارة الى ان التحالفات والائتلافات هي بالنسبة للحزب تعبير عن حاجة موضوعية لا عن رغبة ذاتوية، وان غايتها هي تحقيق هدف او مجموعة اهداف مشتركة، آنية او تغطي مرحلة قد تمتد فترة زمنية طويلة نسبيا. فهي بعبارة اخرى مطلوبة لتحقيق هدف يحتاج الى قوى تفوق ما يمكن للحزب تأمينه في مقطع زمني محدد.
وقد نهضت امام الحزب مجموعة من الأهداف والتوجهات، التي تتطلب حشد المزيد من القوى لتحقيق الهدف الأساس، وهو كسر احتكار السلطة وتغيير موازين القوى، وصولا الى نبذ المحاصصة الطائفية ومكافحة الفساد والتصدي للارهاب والتطرف، وتحقيق اللحمة الوطنية وفتح آفاق رحبة واعدة على طريق بناء دولة المواطنة والقانون والمؤسسات والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
وان الحزب وهو يتوجه الى بناء تحالفاته ويسعى الى توسيع دائرة المشتركات، فانه يحرص على الحفاظ على استقلاله السياسي والفكري والتنظيمي، وممارسه حقه في تبيان آرائه ومواقفه في القضايا غير المتوافق عليها.

استنهاض التيار الديمقراطي

وفِي هذا السياق يواصل الحزب جهده غير المنقطع لإعادة الحياة والحيوية والنشاط والفاعلية الى التيار الديمقراطي، ببعديه الاجتماعي اليساري والديمقراطي. وقد ساهم ومنظماته بفاعلية في الاجتماع التشاوري لتنسيقيات التيار الديمقراطي في الخارج، الذي عقد في لندن، كما بادر عدد من محلياته في المحافظات الى تنشيط تنسيقيات التيار فيها. ومن جانب آخر تواصل قيادة الحزب عقد لقاءات مع قوى وأطراف التيار، ومنها التيار الاجتماعي الديمقراطي.
وتستهدف هذه اللقاءات الوقوف عند تجربة التيار على صعيد المركز والتنسيقيات، وما مر به من صعوبات، واستخلاص الدروس منها لمباشرة انطلاقة واعدة جديدة، والتوجه نحو تفعيل عمل المكتب التنفيذي واللجنة العليا للتيار والتهيئة لعقد مؤتمره الوطني الثالث، بالتشاور والتنسيق مع لجانه التنسيقية.

لقاء القوى المدنية

وبمبادرة من بعض الاحزاب والقوى المدنية بضمنها حزبنا الشيوعي، انطلق ايضا، السعي الى تنسيق وتوحيد جهد وعمل القوى والشخصيات المدنية التي يجمعها عدد من المشتركات، منها التطلع الى إقامة دولة مدنية ديمقراطية حديثة، دولة مواطنة ودستور وحياة برلمانية وتداول سلمي للسلطة، وتجريم الاٍرهاب والتطرف والتكفير والفساد.
وبعد تحضيرات واسعة ومشاورات بين الاطراف المعنية، التأم يوم ١٠ تشرين الثاني ٢٠١٨ في بغداد لقاء تشاوري لهذه القوى تحت شعار "توحيد عمل القوى المدنية الضمان الحقيقي للدولة المدنية الديمقراطية". وقد حضر اللقاء ١٩ حزبا وحركة، وصدر عنه بلاغ ختامي. وانتخبت الاطراف لجنة للمتابعة انتظمت اجتماعاتها، وقامت بمشاركة قوى مدنية اخرى بالتحضير للقاء تشاوري للشخصيات المدنية. وقد انعقد هذا اللقاء بالفعل يوم ١٢ كانون الثاني ٢٠١٩ بحضور ما يزيد عن ٤٥٠ شخصية. ومن المقرر ان تتواصل الجهود لتوسيع دائرة المشاركة من القوى والشخصيات المدنية، وان يجري التحضير لعقد المؤتمر العام الذي تشكلت لجنته التحضيرية في اجتماع القوى المدنية الوطنية يوم ٢٦ كانون الثاني ٢٠١٩.
تحالف سائرون

وعلى الأهداف والتوجهات التي سبقت الاشارة اليها اعلاه جرى التوافق مع اطراف سائرون الاخرى. وما زالت هذه الاهداف في العديد من جوانبها قائمة تنتظر التحقيق، فالهدف كان وما زال ليس مجرد الوصول الى البرلمان وتحقيق حضور وثقل جيدين فيه، وهذا مهم وقد تحقق الى حدود غير قليلة بالنسبة لسائرون في انتخابات أيار ٢٠١٨، وانما كان المطلوب وما زال تحقيق طموحات الناس وتأمين احتياجاتهم وتلبية مطالبهم.
ان تحالف سائرون بما يحمله من مشروع اصلاحي يعكس رغبات المواطنين يبقى بارقة الامل في حياة افضل. وان تحقيق هذا يتطلب - من بين أمور عدة - نهوض التحالف بدوره على الصعد التشريعية والتنفيذية، وانتظام اجتماعات هيئاته القيادية وأمانته العامة وتفعيل مختلف لجانه التخصصية، وتوفير الظروف لإسهام كافة أطرافه في رسم توجهاته واتخاذ قراراته.

العلاقة مع الفضاء الوطني الواسع

انطلاقا من ظروف بلدنا وما يتسم به من تعددية سياسية وفكرية، واحتراما لهذا وذاك، ينفتح حزبنا على كافة الاحزاب والقوى الوطنية العراقية الاخرى،التي تتقاسم معه الهم الوطني المشترك وتعمل على إنقاذ البلد مما هو فيه اليوم، وتتطلع الى حياة آمنة مستقرة كريمة يسود فيها العدل والقانون والمساواة، بعيدا عن التطرّف والإقصاء والتهميش والتكفير والتمييز بين المواطنين، وتعتبر الحوار البناء السلمي تحت سقف الدستور سبيلا لحل الخلافات ان وجدت.
وفي هذا الاطار يعمل الحزب باستمرار على تعزيز علاقاته مع الاحزاب والقوى الكردستانية ايضا، التي يتقاسم معها المشتركات والتطلعات الوطنية والديمقراطية وبضمنها ما يخص مصالح شعب الإقليم .
وقد اشرت الفترة الزمنية السابقة منذ انتخابات 12 أيار 2018 المساحات الواسعة، سواء في عمل سائرون ونشاط القوى المدنية والديمقراطية او مع غيرها من الكتل والأحزاب السياسية، في التحرك المشترك لمعالجة قضايا سياسية محددة وذات ابعاد اجتماعية ايضا.
وان الحزب ومنظماته ورفاقه، وهم يعملون ضمن دوائر مختلفة ومتعددة، على يقين راسخ بعدم وجود تعارض وتقاطع بين تلك الدوائر، فهي مكملة لبعضها طالما أن الهدف واضح ومحدد، وآليات العمل منسجمة معه.

نحو حملة وطنية لمكافحة الفساد

لقد بات واضحا ان الفساد مستشر في كل مفاصل الدولة، وقد غدا ظاهرة سياسية- اقتصادية – اجتماعية تتفاقم باستمرار، وتتعدد أشكال تجليها وتتنوع. فإلى جانب غياب تكافؤ الفرص بين المواطنين في اشغال الوظيفة العامة، وتحوّل هذه الوظيفة الى سلعة تباع وتشترى، وشيوع الرشى والنهب المنظم للمال العام، وتزوير الشهادات، وتهريب العملة الى الخارج وغيره مما يرافق مزاد العملة، والتهرب الضريبي عبرالفساد، وعدم السيطرة على المنافذ الحدودية وضبط مواردها، والغش في ادخال البضائع المستوردة ، وسوء استخدام السلطة لتحقيق مصالح ومكاسب شخصية، وهدر أموال الدولة بأشكال مختلفة وبضمنها المقننة، كذلك سوء التخطيط للمشاريع وما يسببه من اهدار للأموال.. إلى جانب هذا وغيره طفا على السطح الكثير من الظواهر الاخرى، لعل اخطرها بيع مناصب الدولة العليا والمتاجرة بها، وهذه بشكلها الذي يحصل في بلادنا ظاهرة غير مسبوقة في العالم. فيما يتواصل الحديث على نطاق واسع عن استمرار تهريب النفط في محافظات عراقية عدة، وتتورط فيه كتل سياسية متنفذة تحميها أذرع مليشياوية مسلحة، حسب العديد من التقارير. والى جانب هذا هناك الاستحواذ على أراضي وممتلكات الدولة وعقاراتها بطرق ملتوية، وحتى "مقننة" احيانا، ويجري اللجوء في سياق ذلك وعلى نطاق واسع، الى المركز الوظيفي والقوة. كذلك الاستيلاء عنوة على ممتلكات ودور المواطنين، وخاصة من المهجرين والمهاجرين، بل وأجبار البعض على التنازل عنها تحت طائلة التهديد بالقتل.
ولعل من ظواهر الفساد الكبيرة تعطيل الإنتاج الوطني، خاصة في الصناعات البتروكيماوية، واستمرار انفاق مليارات الدولارات على استيراد الطاقة الكهربائية والغاز بأعذار ومبررات واضحة الأهداف والمرامي والمقاصد.
وهذا غيض من فيض الجرائم التي ترتكب يوميا على مرأى ومسمع السلطات والاجهزة الرقابية والحكومية والتشريعية والقضائية، فيما لا يزال البعض يبحث عن "الأدلة" وهوكمن يجادل في " جنس الملائكة ".
ان توفر الارادة السياسية الصادقة لمحاربة الفساد هو احد اعمدة محاربته، وفي هذا الشان تقع على عاتق مؤسسات الرقابة والتصدي للفساد، ومنها ديوان الرقابة المالية، هيئة النزاهة، دائرة المفتشين العموميين، دائرة الادعاء العام، النواب الذين يتبنون الاصلاح والإعمار والتغيير منهجا لهم، مسؤولية القيام بواجبهم في الكشف عن كافة حالات الفساد، قديمها وحديثها، وتوفير الادلة الثبوتية وتقديمها الى القضاء ليقوم بدوره.
كما تلعب الرقابة المجتمعية، متمثلة في أوساط الرأي العام والإعلام والاتحادات والجمعيات والنقابات ومنظمات المجتمع المدني، دورا لا غنى عنه في الكشف عن الفاسدين.
ويبقى القضاء النزيه غير المُسيس الجهة الحاسمة آخر المطاف، في اصدار الاحكام القانونية بحق الفاسدين والمفسدين، وردع من يساهم ويساعد على انتشار الفساد في الدولة او في المجتمع.
ان الانتصار في هذه المعركة لا يقل اهمية عن الانتصار العسكري الكبير المتحقق على داعش والارهاب، وهو سيوفر امكانات مالية تمس حاجة البلد اليها.
ان معركة التصدي للفاسدين والمفسدين بما يملكه هؤلاء من إمكانات وتداخلات مع اصحاب القرار والمتنفذين والمافيات المليشياوية لن تكون سهلة، وان الحد منها والانتصار فيها يتطلب حشد قدرات كل العناصر والطاقات الوطنية، الرسمية والشعبية، واطلاق "الحملة الوطنية لمكافحة الفساد" قولا وفعلا، في حملة اجراءات وخطوات ملموسة. وهذا يتطلب ايضا ضمان سيادة حكم القانون وإقامة دولة المؤسسات واحتكارها للسلاح.

انتخابات مجالس المحافظات

تعطل اجراء انتخابات مجالس المحافظات أكثر من مرة. ورغم ان المفوضية العليا للانتخابات العائدة الى العمل بعد تجميدها من قبل الدورة السابقة لمجلس النواب، حين كان يوشك ان ينهي فترته الدستورية، قد اتخذت عدة خطوات استعدادا لتنفيذ هذا الاستحقاق، وحددت موعدا اوليا لذلك في ١٦-١١-٢٠١٩، فان الامر لم يقر بعد رسميا، فيما يجري الحديث عن نية ادخال تعديلات على قانون انتخابات مجالس المحافظات والأقضية، بعد ان استبعدت النواحي من الانتخابات.
من جانب آخر يدور جدل وتطرح آراء بشأن هذه المجالس ومدى الحاجة اليها، وهناك من يطالب بإلغائها ويبرر ذلك بحجج منها التساؤل عن المنجز الذي حققته، رغم ما توفرت عليه من امكانات وما رصد لها من أموال.
ولا شك ان هذه المجالس عانت من تلكؤ واضح في ادائها، ومن ضآلة في المتحقق الملموس من عملها، اضافة الى قضايا الفساد التي اثيرت على بعض أعضائها، وسيرها في العمل على وفق الآليات ذاتها المستندة الى المحاصصة، وهيمنة المتنفذين وسيطرتهم عليها، وسعي العديدين من اعضائها لخدمة احزابهم وكتلهم وتحقيق منافع شخصية، على حساب تقديم خدمات الى المواطنين. يضاف الى ذلك فشل العديد من مشاريع المحافظات ضمن الأموال المرصودة لتنمية الأقاليم. ولعل هذا هو ما يدفع البعض الى المقارنة بين إيجابياتها وسلبياتها، التي تطغي فيهاالاخيرة، لذا يسارع الى الدعوة لتقليص دورها او الغائها. لكن هل هذا هو الحل؟ وهل الإشكالات والصعوبات هي وحدها الدافع وراء ذلك؟ وهل ينعدم وجود مثل هذه السلبيات والنواقص والثغرات في السلطات الثلاث، وفي مختلف مؤسسات الدولة، المدنية والعسكرية؟
لا جدال في اهمية مجالس المحافظات، وفي تزايد دورها ارتباطا بنقل العديد من مهام وواجبات الوزارات الاتحادية اليها، من خلال تنفيذ قانون المحافظات المعدل رقم (21). فيما يزداد باستمرار ما يوضع تحت تصرفها من أموال، وهي مطالبة بان تكون قولا وفعلا، بجانب ادارة المحافظة، حكومات محلية بمعنى الكلمة تمارس مهامها وفقا للدستور والقوانين ذات الصِّلة. ومن اجل تحقيق ذلك، تحتاج هي الاخرى الى تأهيلها وتمكينها من التعامل مع الصلاحيات المنقولة اليها، ومن إصلاح بنيتها وادائها جديا. ويكمن المدخل الى ذلك في تشريع قانون انتخابي عادل، ترفع منه اية حواجز تحول دون تنوع التمثيل وتعدده فيها، بما في ذلك شروط العمر والشهادة. وهذا يشمل آليات العد والفرز وتقسيم المقاعد، التي يتوجب ان لا تضيّع صوت الناخب، الذي يجب ان يذهب فعلا الى من يختاره.
ومع اقتراب موعد هذه الانتخابات تتوجب الاستعانة بالخبرة المتراكمة في الانتخابات السابقة، وعلى الأخص انتخابات مجلس النواب الاخيرة، وما افرزته من حقائق ودروس، كي يتم ضمان التمثيل السليم، وان تضم ضمن عضويتها الاكفأ والأجدر والنزيه، وان تكون انتخابات ديمقراطية حقا، تتمتع بالصدقية والنزاهة.
وفِي هذا السياق ولملاقاة هذا الاستحقاق الانتخابي، فان هناك دورا كبيرا منتظرا للحزب ومنظماته ورفاقه في ضمان تمثيل الحزب، بما يليق به وبدوره وما ينتظره الناس منه.

الوجود العسكري الأجنبي

في اجواء التوترات الراهنة في المنطقة والتطورات الحاصلة في سوريا والصراع الدائر بين امريكا وإيران، وانعكاس ذلك كله على ما يجري في بلدنا، اثيرت من جديد قضية الوجود العسكري الأجنبي في بلادنا وعلى الأخص الامريكي.
ان حزبنا من القوى الرئيسة التي رفضت أساسا اللجوء الى الخارج والاستعانة به عسكريا، للخلاص من النظام الدكتاتوري المقبور. وعندما وقع الاحتلال الامريكي لبلادنا، عملنا مع غيرنا من القوى السياسية على إنهائه واستعادة السيادة العراقية كاملة.
وفِي خضم المعركة ضد داعش والارهاب اضطرت الحكومة العراقية الى الاستعانة بالدعم اللوجستي والتدريب، وفي توفير الغطاء الجوي للقوات العراقية المسلحة.
وقد أكدنا مرارا موقفنا الواضح من الوجود العسكري الأجنبي وبناء قواعد في بلادنا، وميّزنا بين هذا وبين حاجات المعركة ضد الاٍرهاب والتي لم تنته فصولها تماما.
وفِي هذا السياق فان التطلع هو الى تمكين القوات العراقية على اختلاف صنوفها، من القدرة على إنجاز المهام المكلفة بها دستوريا، في حفظ امن وسيادة واستقلال البلاد والدفاع عن مصالح الشعب والوطن. وان انجاز هذه المهمات وثيق الصِّلة بتقوية وتعزيز الوحدة الوطنية، وتوطيد عمل مؤسسات الدولة، واستكمال بنائها الدستوري .
ولا بد من الإشارة هنا الى رفضنا أي تدخل خارجي في شؤون بلدنا من اية جهة او طرف، وتشديدنا على ان يحترم الجميع حقوق العراق ومصالحه وسيادته وقراره الوطني المستقل.

قضايا اجتماعية - اقتصادية

في هذا الشأن يتوجب تأشير القضايا الآتية:
• على مدى السنوات الماضية ومنذ ٢٠٠٣، قادت السياسة الاقتصادية والخيارات المعتمدة من طرف الدولة وغياب الخطة المتسقة للتنمية المستدامة على خلفية الأزمة العامة في البلد، الى تعميق المشاكل البنيوية للاقتصاد العراقي وسمته الاحادية الريعية. ويوما بعد آخر يزداد الاعتماد على عوائد النفط الخام المصدر الى الخارج، والذي يجعل اقتصادنا وبلدنا في المجمل اسير التقلبات في أسعار النفط عالميا. حيث تشكل تلك العوائد بحدود ٩٠ في المائة من ايرادات الموازنة العامة، واكثر من ٥٠ في المائة من الناتج المحلي الإجمالي.
في الوقت نفسه يسجل انحسارا واضحا في الواردات غير النفطية، وهو ما تؤكده مساهمات القطاعات الصناعية التحويلية والزراعية والخدمية الإنتاجية في الناتج المحلي الإجمالي، فهي بمجملها لا تسهم باكثر من ١٠-١١ في المائة.
وجراء سوء الإدارة وفقدان الرؤية الاقتصادية العلمية السليمة واستشراء الفساد في مؤسسات الدولة وفِي المشاريع الاستثمارية خصوصا، جرى تبديد موارد مالية واقتصادية هائلة. وهي خسائر ليس في المال فقط، بل في الجهد والوقت الضائعين وعدم الاستفادة من تلك المشاريع التي تشير المعطيات الى ان بعضها كان وهميا، والكثير منها اما فاشلا او لم يكتمل بناؤه، وهي بمجملها تزيد على ٦٠٠٠ مشروع، انفق عليها ما يتجاوز ٣٠٠ مليار دولار أمريكي.
وفِي مجرى اعتماد سياسة الانتقال الى اقتصاد السوق ومساعي فرض النهج الليبرالي الجديد، تزايد التوجه نحو الخصخصة وابتعاد الدولة تدريجيا عن وظائفها الاقتصادية والاجتماعية، ليس على الصعيد الانتاجي فقط بل حتى على صعيد الخدمات العامة. ويلاحظ هذا خاصة في مجالات التعليم والصحة والكهرباء والسكن والنقل، مما يترك آثاره السلبية الكبيرة على الأحوال المعيشية لذوي الدخل المحدود وحتى للفئات الوسطى. ويترافق هذا مع ازدياد ظواهر الغنى المفرط، مما يعمق التفاوت والتهميش الاجتماعيين ويزيد من وتيرة الفرز الطبقي. ويثير الامر قلقا متزايدا لدى فئات واوساط واسعة من الشعب، تعبر عن رفضه بأشكال وطرق متعددة بينها الاعتصامات والتظاهرات والتحركات الاحتجاجية. ولا حاجة الى القول ان رفض بيع ممتلكات الدولة والهرولة نحو الخصخصة، يتوجب ان يحظى بالدعم والإسناد.
من جانب آخر ادى ضعف الاهتمام وقلة التخصيصات المالية للقطاعات الإنتاجية الصناعية والزراعية والخدمية، الى تزايد الاستيراد من الخارج، ومن دول الجوار خصوصا، وشمل طائفة واسعة من السلع والخدمات بما فيها المواد الغذائية. وتستنزف عملية الاستيراد أموالا طائلة من ايرادات النفط تقدر بحوالي ٦٠ مليار دولار سنويا، يعاد تصديرها الى الخارج اضافة الى مزاد العملة.
• من جانب اخر تشير المعلومات الرسمية الصادرة عن وزارة التخطيط الى نسب عالية من الفقر. حيث ارتفعت في المحافظات والمدن التي احتلها داعش الى ٤١ في المائة، وفِي محافظات الجنوب الى اكثر من ٣١ في المائة، فيما ازدادت بنسب متفاوتة في بغداد ومحافظات الوسط والإقليم. ولعل من اهم اسباب ذلك انتشار البطالة وتفاقمها، وتوقف مشاريع الدولة والقطاع الخاص، خصوصا ذات العمالة الكثيفة، وانحسار الزراعة، والاستيراد غير المقنن والعشوائي، اضافة الى السياسة التقشفية التي سارت عليها الدولة منذ ٢٠١٤.
ورغم التوظيف الواسع في الدولة ومؤسساتها المدنية والعسكرية والأمنية، حيث يقدر العدد بحوالي ٤٫٥ مليون تنجم عنه بطالة مقنعة، ولا يشكل بالطبع حلا أمثل، ما برحت نسب البطالة في ازدياد، خاصة بين الخريجين والشباب (وصلت بين الشباب للفئة العمرية من ١٥ الى ٢٩ الى ٢٢٫٦ في المائة) علما ان الشباب من الفئة العمرية ١٥-٣٩ سنة يزيد عددهم على ١٥ مليونا من المجموع الكلي للسكان الذي تقدره وزارة التخطيط باكثر قليلا من ٣٨ مليونا. وهذا يؤشر حقيقة ان المجتمع العراقي يعد مجتمعا شابا ونشطا اقتصاديا. فالنسبة الأكبر من سكانه (١٥- ٦٩ سنة) هم السكان النشطون اقتصاديا، حسب ما تتبناه وزارة التخطيط العراقية من مؤشرات.

قطاعا التعليم والصحة

يعاني التعليم على اختلاف مستوياته من اشكاليات جدية وصعوبات جمة. ولا يقتصر الامر على الكتب المنهجية، والتقلص الحاد في المدارس، وأعداد الكوادر التدريسية المؤهلة، ومواكبة التطورات العلمية الهائلة الجارية في العالم، وجودة التعليم وربطها بحاجات البلد التنموية، بل ان التعليم يعاني من غياب الرؤى وضعف التخصيصات وبضمنها في موازنة ٢٠١٩، وضعف او تدهور البنى التحتية عموما.
وفيما يتضاءل اهتمام الدولة بالتعليم وتطويره وتمكينه من اداء مهامه المتعددة، ينتشر التعليم الأهلي والخاص من رياض الأطفال الى الكليات والجامعات، من دون عناية كافية بالصفات والمعايير العلمية المطلوبة.
وعلى هذا النحو يغدو التعليم بالتدريج امتيازا للعوائل القادرة على توفير متطلباته المالية، سواء داخل العراق او خارجه.
وتصاحب ظواهر عدة العملية التعليمية والتربوية وجودتها، ومن ذلك تزايد نسب الإعادة وتكرارها، والتسرب من المدارس الذي تقول وزارة التربية ان نسبته بلغت ٢٠ في المائة. في وقت تشير فيه مصادر مختلفة الى ان الامية تسجل نسبا عالية ايضا.
ان وقفة جادة امام وضع التعليم تغدو ملحة، والمدخل الى ذلك لا يقتصر على مجرد زيادة التخصيصات في موازنات الدولة العامة، رغم اهمية ذلك وضرورته. فهذا القطاع مرتبط بالقطاعات الاخرى على نحو وثيق، والكثير من خريجيه لا يجدون فرص عمل سواء في قطاع الدولة او الخاص. وان التسرب من المدارس ناجم في جانب اساسي منه الى حاجة العوائل الى ما يعيلها، فتضطر الى اجبار اولادها على العمل، فاقدين بذلك طفولتهم وتعليمهم.
ان الامر الآني اليوم في قطاع التعليم، هو معالجة قضية المناهج وجعلها حديثة متطورة ومتدرجة بالنسبة لاعمار الطلاب، مشيعة للثقافة والمعرفة ومنسجمة مع طبيعة مجتمعنا والتعددية فيه. كذلك وجوب اهتمام الدولة بالبنى التحتية، ووضع خطة مناسبة لبناء المدارس ورصد التخصيصات لها. ومن المهم ايضا توفير الظروف الملائمة لقيام المعلمين والمدرسين والتدريسيين برسالتهم التربوية والعلمية.
والأمر ذاته ينطبق على القطاع الصحي للدولة وما يعاني من تدهور، في وقت تنتشر فيه المشافي والمراكز والعيادات الصحية الخاصة والأهلية، وما يرافق ذلك من ارتفاع كبير في اجور المعاينة والفحص، كذلك الفوضى العارمة التي تعم سوق الأدوية وتوفرها، حيث اشار وزير الصحة اخيرا الى ان تجهيز المؤسسات الصحية بالأدوية الاساسية، لا يسد اكثر من ١٢ في المائة من حاجاتها. ولعل هذا يرتبط في جانب منه بالتوجهات الهادفة الى أضعاف دور الدولة في كافة المجالات. ومن هنا ضآلة ما يخصص من أموال لهذا القطاع العام الاساسي. و يقينا ان هذا ايضا يزيد من اعباء المواطنين المعيشية، في وقت يجري فيه فرض مختلف الرسوم والضرائب على ما تقدمه مؤسسات الدولة من خدمات شحيحة اصلا.

موازنة ٢٠١٩

تشير موازنة ٢٠١٩ التي اقرها مجلس النواب في ٢٤ كانون الثاني الى ان الإيرادات ستكون بحدود ١٠٥٫٥ ترليون دينار عراقي، بنسبة زيادة تقرب من ١٤ في المائة مقارنة بايرادات موازنة ٢٠١٨. وهذه الزيادة متأتية أساسا من اعتماد مبلغ ٥٦ دولارا كمعدل لسعر النفط الخام المصدر على اساس سعر صرف ١١٨٢ دينارا للدولار الواحد، في حين كان في موازنة ٢٠١٨ بحدود 46 دينارا، فيما بقيت كمية النفط المصدر بحدود ٣٫٨٨ مليون برميل يوميا، مع استمرار الاعتماد على ايرادات النفط كعنصر رئيس لتمويل الموازنة، حيث تشكل ٨٩ في المائة من الإيرادات.
وزادت تخصيصات النفقات العامة للدولة على ١٣٣ ترليون دينارعراقي، بنسبة زيادة قدرها ٢٧٫٨ في المائة مقارنة بموازنة ٢٠١٨.
اما النفقات الاستثمارية فهي اكثر قليلا من ٣٣ ترليون دينار عراقي، وتشكل ٢٥ في المائة من النفقات العامة، فيما النفقات الجارية بحدود ٧٥ في المائة. وهناك زيادات في تخصيصات احتياطي الطوارئ وتخصيصات المحافظات.
وبلغت اقساط الدين الداخلي والخارجي التي يتوجب تسديدها عام ٢٠١٩ حوالي ١٠٫٨ ترليون دينار عراقي، وفوائدها ٤٫٥ ترليون دينار عراقي. مع العلم ان اجمالي الدين العام بلغ ١٣٣٫٧ مليار دولار لغاية عام ٢٠١٨. علما ان مجموع القروض لدعم موازنة ٢٠١٩ بلغ بحدود ١٩٫٧ ترليون دينار.
ان الموازنة بما تحمل من معطيات ومؤشرات، وطريقة اعدادها، تبينان انها لا تختلف عن سابقاتها من حيث الجوهر. وهي قد خلت من البعد التنموي، فيما يتواصل العجز الذي يعتمد أساسا على أسعار النفط غير المستقرة. وهكذا يستمر الاقتراض الداخلي والخارجي، ويبقى ٧٥ في المائة من الايرادات يذهب الى النفقات الجارية، فيما يظل الاقتراض هو المعول عليه في الاستثمار وما يوجد من فرص عمل. وتشير الموازنة الى ان التعيينات ستبقى في أضيق نطاق، وستعتمد على الحذف والاستحداث، وهي تتضمن استحداث ٥٦٢٧٠ درجة وظيفية لا غير.
وإذا اعتبرت الموازنة الأداة الرئيسة لتنفيذ السياسة الاقتصادية واولوياتها كما يعكسها المنهاح الحكومي، فانها لا تستجيب لحاجات البلد وتنميته، بما يتطلبه ذلك من تفعيل الصناعة والزراعة والخدمات الإنتاجية وإعمار البنى التحتية وتأمين الخدمات العامة. وان تبني توجها كهذا يفترض ان ينعكس في التخصيصات الواردة في الموازنة.
ويتوجب التأكيد على اهمية إكمال المشاريع التي قطعت نسبا عالية من الإنجاز، وان تعطى الاولوية الى المشاريع التي تؤمن الخدمات، وتوجد فرص عمل تسهم في تقليل نسب البطالة، خاصة بين الشباب.
ان واجب الحكومة لا ينحصر في حسن ادارة المال العام، بل وفي تعظيم الموارد. وفِي هذا السياق تبرز تساؤلات مشروعة عن سبب عدم ادراج بعض الإيرادات، بضمنها ما يستحصل من شركات الاتصالات والديون المترتبة بذمتها. كذلك من شركات الإنترنت واستخدام الفضاء الجوي العراقي.
ولا بد من اهتمام الحكومة بواردات الكمارك والمنافذ الحكومية ايضا، واستحصال مبالغ بيع النفط محليا والذي يقدر بـ٧٠٠ الف برميل يوميا.
ولكي تنهض الموازنة بمهامها على الوجه الصحيح، لا بد من اعادة النظر في طريقة اعدادها، وان تتحول من نظام البنود الى نظام البرامج وتأمين تمويل المشاريع التي قد يمتد تنفيذها الى سنوات عدة.
ودارت تساؤلات حول المادة ١٤ في مشروع الموازنة، التي تفتح البابعمليا على مصراعيه امام الخصخصة في جميع الوزارات، بما فيها الكهرباء والنفط والغاز وقطاعات المصارف وشركات التامين، وحسنا فعل مجلس النواب بإلغائه هذه المادة وغيرها مما هو اشكالي. وان الحكومة مطالبة بالمزيد من الشفافية في الموازنة، وتأمين تقارير فصلية بشأنها، والاستجابة لمتطلبات قانون الإدارة المالية والدين العام. كذلك تقديم الحسابات الختامية، التي كان آخر ما قدم منها يخص سنة ٢٠١٢، وهذا تصرف لا دستوري لا بد من معالجته والتزام الحكومة بتقديم الموازنة مع تقاريرعن التنفيذ الفعلي، بعد حل مشكلة السلف المتراكمة، وان ترافقها تقارير عن الموقف الاقتصادي والمالي في البلد.
وفِي هذا السياق ايضا يتوجب ان تكون للموازنة اهداف اقتصادية- اجتماعية واضحة وملموسة، مع تحديد فرضيات وأساليب ونتائج الخطة الاقتصادية التي على اساسها تقر الموازنة.
ان جهودا غير قليلة قد بذلت من جانب العديد من النواب، خاصة نواب سائرون، لإلغاء بعض مواد مسودة الموازنة وتعديل اخرى، وتعزيز تخصيصات بعض المواد المعدلة. فيما عكست المناقشات مصالح مختلفة للكتل السياسية وللنواب. وعموما جاء اقرارها خطوة جيدة، رغم ما فيها من ثغرات جدية، وما تضمنت من مواد كان يفترض ان لا تمر.

بدائل وحلول

• ان اوضاع البلد الاقتصادية والاجتماعية الراهنة، وجوانب الضعف الواضحة والعجز عن تلبية حاجات المواطنين، وإيجاد مرتكزات لتنمية مستدامة، هي مؤشرات على فشل السياسية الاقتصادية التي اتبعت منذ ٢٠٠٣. ومن ذلك ما يخص دور الدولة الاقتصادي وعلاقته بالسوق، حيث تسود نظرة عند من بيدهم القرار الاقتصادي، تنطلق من الفكر الليبرالي الداعي الى سوق حرة وفِي اوضاعنا يمكن القول عنها انها سائبة، فيما يجري تقليص دور الدولة وتاثيرها التنظيمي.
وقد بينت السنوات السابقة انه يصعب إنجاز تنمية شاملة، ما لم تتوفر رؤى واستراتيجيات وسياسات موحدة للدولة في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية، واستقرار سياسي وأمني، وما لم تتم معالجة تردي البنى التحتية او انعدامها وفِي مقدمتها الكهرباء.
لقد بات ضروريا ولوج عملية اصلاح حقيقية وجذرية في مختلف المجالات، بضمنها الاقتصادية والاجتماعية، وتوجيه موارد الدولة المالية والاقتصادية والبشرية نحو القطاعات والمشاريع ذات الاولوية، والإنتاجية منها أساسا، لوضع العراق على طريق التنمية المستدامة. وهذا يتطلب تفعيل القطاع العام والقطاع الخاص بشقيه الوطني والخارجي، ودعم القطاعات الإنتاجية الصناعية والزراعية والخدمية المنتجة، بما يقود الى بناء اقتصاد قوى متنوع قادر على التقليل التدريجي من الاعتماد على النفط وموارده.
• ولا بد من التوجه الجاد خلال الفترة المقبلة نحو تشكيل الصناديق السيادية التنموية والمتخصصة، وإيجاد مجلس إعمار او اَي أطار اخر يتولى تخطيط وإدارة المشاريع الاستراتيجية والمتعلقة بالبنى التحتية، المادية والاجتماعية والبيئية.
• وفِي هذا السياق تطرح بنحو آني مسألة الشركات المملوكة للدولة وتأهيلها، والعمل على توفير الحماية للمنتج الوطني، وإيقاف الاستيراد العشوائي وغير الضروري. كذلك إيلاء الاهتمام للريف العراقي وتحديث الزراعة واستصلاح الأراضي، وتوفير الدعم والإسناد للفلاحين والمزارعين بما يؤمن تحقيق الأمن الغذائي الوطني.
• كذلك دراسة مسألة المشاريع المتوقفة وعددها حوالي ٦٠٠٠ مشروع، ورصد التخصيصات لاستكمالها حسب الاولوية.
• من الضروري وضع الخطط للاستفادة من الكتلة النقدية الكبيرة لدى المواطنين، والتي تقدر بحوالي ٧٠ في المائة من الكتلة النقدية المتداولة خارج المصارف.
• إعطاء الاولوية لما يلبي حاجات الناس ويمس حياتهم اليومية، خاصة الكهرباء والماء والصحة والتعليم والنقل، وضمان انسيابية توزيع البطاقة التموينية وتحسين مفرداتها.
•الاهتمام بالقطاعات التي توفر فرص عمل وذات البعد التنموي والتي تؤمن حاجات المواطنين، ومن ذلك قطاع السكن. وان الدولة مطالبة بتبني برنامج متكامل لتأمين السكن للمواطنين، ومعالجة مشكلة العشوائيات وحلها. ويتوجب ان يكون هذا هدفا قريبا تخصص له الاموال الكافية، لتأمين حاجة البلد من الوحدات السكنية، التي تقدر بنحو ثلاثة ملايين وحدة.
• من الواضح ايضا ان لا تنمية ولا تقدم مع استمرار الفساد المستشري، ولذا فان التصدي للفساد يرقى الى مستوى المهمة الوطنية غير القابلة للتأجيل والبطء والتلكؤ والمجاملات السياسية والشخصية.
• على الحكومة ومجلس النواب ضمان العيش الكريم للمواطنين، خاصة الفقراء والكادحين منهم، عبر إجراءات وتشريعات تحقق قدرا من العدالة الاجتماعية. وفِي هذا السياق لا بد من تفعيل قانون الضمان الاجتماعي وتعزيز شبكات الرعاية الاجتماعية وتطويرها، وانشاء صناديق الإعانات المالية في حالات البطالة والعجز والشيخوخة، وضمان رواتب مجزية للمتقاعدين وتخليصها من الاستقطاعات، وباختصار: توفير نظام اجتماعي شامل.
• السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية مطالبة بمراجعة القوانين ذات الصِّلة بالأجور والرواتب والامتيازات، بما يقلص الفجوة في المداخيل، وان يصار الى اعتماد نظام ضريبي تصاعدي وعادل.
• ومطلوب ايضا من السلطات ذات العلاقة تأمين عودة النازحين والمهجرين الى مدنهم وقراهم، وتعويضهم واعمار المناطق المحررة وإعادة الخدمات الاساسية اليها، وتخصيص الاموال اللازمة لذلك، واستخدام ما يصل من مساعدات خارجية بنحو سليم. وتتوجب هنا الإشارة الى اهمية وضرورة إصدار تشريع يحرّم ويجرّم المساس بالطابع الديموغرافي للمناطق كافة.
• ومن المهم اتخاذ الخطوات الضرورية لتوفير فرص عمل للعاطلين والحد من نسب البطالة، خاصة بين الشباب، وبضمن هذا مشاريع التأهيل والتدريب وتنشيط عملية الاستثمار لاستيعاب العمالة المدربة. ويمكن كذلك تفعيل تقديم القروض للمشاريع الخاصة، وتأمين الخدمات المساندة لها بما يشجع الشباب والعاطلين على الأقدام عليها، مع ضمان صرف القروض في الأهداف المخصصة لها.
• يتوجب التأكيد على تطبيق قوانين العمل، وتفعيل دور وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في ذلك وتنشيط دورها الرقابي، وتيسير عمل النقابات والتشاور معها في ما يخص شؤون العمال، وضمان دفع استحقاقات التقاعد والضمان.
• الاهتمام بدور المرأة ومشاركتها في الحياة العامة بجوانبها كافة، والارتقاء بذلك وتذليل الصعوبات التي تحول دونه. فمساهمة المرأة لم تتجاوز حتى اليوم نسبة ١٣ في المائة.
• وفِي كل الأحوال يصعب الحديث عن تنمية وتقدم، من دون الاستقرار والامان، وبناء دولة المؤسسات والقانون، والتصدي الفاعل للفساد.

الاوضاع في الإقليم والعلاقة مع الحكومة الاتحادية

ما زالت اوضاع الإقليم في حالة حراك. وبعد انتخابات برلمان الإقليم وما افرزته من موازين قوى وتعدد لحالة التمثيل فيه، لم يستكمل تشكيل الهيئات حتى الآن. وهناك تعثر واضح في تشكيل الحكومة رغم العديد من جولات التفاوض بين الاطراف الكردستانية، التي اتخذ بعضها بضمنه الحزب الشيوعي الكردستاني، موقف عزوف عن المشاركة في حكومة الإقليم الجديدة، مفضلا البقاء في المعارضة.
كذلك القت التطورات المرتبطة بانتخاب رئيس الجمهورية وعملية تشكيل الحكومة الاتحادية، وحالة التنافس بين الاطراف الرئيسة في الاقليم على المرشحين في الحالتين بظلالها على تشكيل حكومة الإقليم واحتدام الجدل بشأن الاولويات.
ولا شك ان ما يحصل اليوم في الإقليم ليس بعيدا عن تداعيات الاستفتاء ونتائجه، بما في ذلك الاختلاف البيّن في التعامل مع ملف محافظة كركوك وتشكيل الهيئات المحلية فيها، ودور البيشمركة هناك.
ان هذا كله يشكل مؤشرات على الاوضاع العامة في الإقليم، وما يشهد من صعوبات واختناقات سياسية واقتصادية تفاقم معاناة المواطنين، رغم ما يؤشر من حالات إيجابية عديدة، فِي مقدمتها حالة الاستقرار الأمني النسبي.
ويشير العديد من القوى الكردستانية الى ان السياسة الاقتصادية المتبعة في الإقليم لا تقود الى ايجاد تنمية حقيقية، ولا توفر فرص عمل، وانه يظل مطلوبا تبني سياسية اخرى بديلة، رافضة للخصخصة ومفضية الى نهوض القطاعات الإنتاجية والخدمية وتقديم الخدمات للمواطنين، خاصة في مجالات التعليم والصحة، ومحاربة الفساد، والتوظيف السليم للموارد المالية، والابتعاد عن نصائح وتوجيهات المؤسسات المالية الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
من جانب اخر، ورغم ما هو متحقق، هناك حاجة ماسة الى تفعيل مؤسسات الإقليم وابعادها عن التحزب الضيق، وضمان الحريات العامة وصيانتها، وضمان حق مواطني الإقليم في التعبير عن آرائهم ومطالبهم، عبر مختلف الاشكال والطرق الدستورية السلمية.
وبشأن مواقف تركيا واعتداءاتها المتكررة وتوغل قواتها داخل أراضينا، واستمرار قصفها الجوي لمواقع في الإقليم بذريعة التصدي لحزب العمال الكردستاني، وما يرافق ذلك من سقوط ضحايا ابرياء، جدد الحزب ادانته ورفضه القاطع لما تقوم به تركيا وقواتها، وان عليها احترام سيادة العراق وحرمة اراضيه، مؤكدا تضامنه مع المواطنين وضرورة الحفاظ على ارواحهم وامنهم وسلامتهم وحماية ممتلكاتهم.
وفيما يخص علاقة الإقليم مع الحكومة الاتحادية، فالملاحظ انها شهدت تطورا ملحوظا بعد تشكيل الحكومة الاتحادية، حيث يعبر الطرفان عن الاستعداد للتحاور والتفاهم، ومعالجة الملفات العالقة. وهذا ما تجلى بشكل او بآخر في إقرار موازنة ٢٠١٩ الاتحادية والتعهدات بدفع رواتب موظفي الإقليم، وكذلك البيشمركة.
من المؤكد ان هناك قضايا اخرى عالقة تحتاج الى مقاربات مسؤولة وبناءة من الطرفين، ومن ذلك ملف النفط واهمية الشفافية فيه، وتوحيد سياسة الدولة العراقية على هذا الصعيد، وتشريع قانون النفط والغاز المؤجل .
وبات ملحا في هذا السياق استكمال اجراء الإحصاء السكاني لضمان حسن توزيع موارد البلاد سواء للإقليم أو للمحافظات، واستكمال بناء الدولة الاتحادي عبر تشريع القوانين اللازمة لذلك، كذلك الوصول الى تفاهمات بشأن كركوك عبر تفعيل المادة الدستورية ١٤٠، والتزام الاطراف كافة بخارطة الطريق التي ترسمها.
ان حل الملفات العالقة بين الإقليم والحكومة الاتحادية على اساس الحوار والدستور، يصب في نهاية المطاف في مصلحة الإقليم وشعبه، مثلما هو في مصلحة البلد ككل. وهذا يتطلب توفر الإرادة السياسية لخلق اجواء الثقة والاستعداد المتقابل للحوار البناء.
المشروع الاصلاحي

تبنى حزبنا في مؤتمره الوطني العاشر مشروعا للتغيير والإصلاح، يهدف الى عبور الطائفية السياسية، ونبذ المحاصصة الطائفية والاثنية، ومحاربة الفساد، وحصر السلاح بيد الدولة، وصيانة القرار الوطني العراقي المستقل، والتوازن والتكافؤ في العلاقات الخارجية، وضمان التمتع بالحريات الدستورية، وعدم التمييز بين المواطنين، والسير نحو تحقيق دولة المواطنة والديمقراطية والقانون والمؤسسات والعدالة الاجتماعية.
ونظرا لظروف البلاد العامة وما يحيط بها من تطورات، فقد بات الاصلاح حاجة ضرورية وليس خيارا. ولا ريب في ان هناك إمكانية واقعية للسير على هذا الطريق، شرط توفر القناعة والإرادة السياسية لذلك.
واليوم نتابع حالة الفرز الجارية بين مختلف الاطراف والكتل السياسية، فيما يزداد تأثير ودور الداعين والعاملين من اجل التغيير والإصلاح، وهم بذلك يتماهون مع مطالب الناس وتطلعها الى التغيير، الذي تنتظر ان يتجسد في إجراءات ملموسة، تبدأ من تأمين حاجاتها اليومية الى تعزيز البناء الديمقراطي الاتحادي للدولة، وتحقيق العدالة الاجتماعية.
ويتأكد يوما بعد آخر ان لا فكاك من حالات الاستعصاء والأزمات وانسداد الأفاق، الا عبر التغيير الحقيقي المفضي الى اصلاح عام شامل. والتغيير المطلوب يتوجب ان يكون في نمط التفكير وفِي المنهج وأساليب الأداء، وفِي الشخوص كذلك.
ان الاصلاح المنشود لا بد ان يضمن المغادرة الكاملة لسياسة دولة المكونات الطائفية والقومية، لصالح دولة المواطنة والمصالحة الوطنية. وهنا تبرز اهمية وضرورة حل المشاكل العالقة بين الحكومة الاتحادية والإقليم على اساس الدستور، وبما يعزز الوحدة الوطنية والتآخي بين ابناء الشعب على اختلاف قومياتهم وطوائفهم ومذاهبهم وأديانهم.
ان الاصلاح الشامل يتطلب اعادة هيكلة مؤسسات الدولة وتخليصها من الفاشلين والمرتشين والفاسدين، وإسناد الوظيفة العامة على اسس الكفاءة والنزاهة والمهنية، ولعل تشكيل مجلس الخدمة العامة يكون خطوة مهمة في هذا الاتجاه.
وإذا كان المدخل الى الاصلاح يكمن في التغيير في البنية السياسية، فان تحقيق ذلك يمر عبر صناديق الانتخابات وبالآليات الديمقراطية الدستورية، وهذا يتطلب اعادة النظر في مجمل المنظومة الانتخابية، وفِي المقدمة تشريع قانون عادل ومنصف للانتخابات، وتشكيل مفوضية كفؤة ومحايدة ومن دون محاصصات.
ولكي يؤدي الاصلاح السياسي والإداري دوره وغاياته المرجوة، لا بد ان يستند الى إجراءات تستجيب لتطلعات جماهير واسعة، وان يطمّن مصالحها ويسعى الى توفير العيش الكريم لها، ويؤمن تمتعها بالخدمات الاساسية التي تقدمها الدولة، وبناء منظومة متكاملة من الضمان الاجتماعي والصحي بما يحقق العدالة الاجتماعية.
وفِي هذا السياق يظل ملحا ومهما على جدول الأعمال تشكيل الكتلة البشرية والسياسية الكبيرة الداعمة للإصلاح والتغيير، وتغيير موازين القوى، ودحر نهج المحاصصة، والانطلاق على طريق الاصلاح والإعمار والبناء. فالإصلاح هو في نهاية الامر تغيير في البنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ومقابل هذا هناك قوى الإعاقة والعرقلة، التي تسعى الى وأد عملية الاصلاح في مهدها والحؤول دون انطلاقها أساسا، لان الاصلاح بعناوينه الرئيسة والكبيرة يمس مصالحها واستمرار هيمنتها ونهبها للمال العام.
وفِي سياق عملية الاصلاح كان الحراك الجماهيري والمطلبي والاحتجاجي ويبقى، ومعه ودوره الضاغط والمحفز، مطلوبا لنجاح العملية ولدفعها نحو تحقيق غاياتها وأهدافها.

مستجدات دولية واقليمية

- على الصعيد العالمي، تواصل ادارة ترامب سعيها الى تكريس الهيمنة الإمبريالية للولايات المتحدة وإعادة العالم الى اجواء الحرب الباردة وسباق التسلح، واستخدام العقوبات الاقتصادية والسياسية على نطاق واسع، وتصدير السلاح، خصوصاً الى المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة، ومواصلة توتير الأجواء مع بلدان عدة منها روسيا والصين. ويهيئ هذا الوضع ارضية خصبة لنمو الحركات اليمينية المتطرفة والفاشية والارهابية والشعبوية التي تهدد السلم العالمي، كما يغذي النزاعات والحروب في مناطق كثيرة في العالم، خصوصاً الشرق الاوسط.
- كما تسعى الادارة الامريكية في سياساتها تجاه اوروبا الى دعم اليمين المتطرف في اوروبا، وإعادة صياغة علاقاتها مع حلف الاطلسي والمنظمات الدولية وموقفها من الاتفاقات التجارية والمعاهدات الدولية، كما تمثل في قرارها الانسحاب من معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، بذريعة ان روسيا تنتهك هذه المعاهدة الموقعة في 1987.
ومن الاهداف الرئيسة للاستراتيجية الامريكية تشكيل تحالف معادٍ للصين مع مواصلة الحرب التجارية الاقتصادية ضدها، فيما تتعاظم قدراتها الاستراتيجية وتتعزز مكانتها العالمية ويزداد تأثيرها في حماية السلم العالمي ودعم التنمية، وبناء علاقات دولية تعتمد الاحترام المتبادل والعدالة والتعاون والمنفعة المشتركة.
- ومع استمرار وتعمق أزمة النظام الرأسمالي تتزايد المخاطر الناجمة عن مساعي القوى اليمينية المتطرفة لاستثمار الظروف الناجمة عن هذه الأزمة لتعزيز مواقعها في السلطة السياسية، وتلجأُ الى تحقيق ذلك عبر وسائل انتخابية كما جرى في عدد من البلدان الاوروبية. ويمثل خطر اليمين المتطرف والشعبوي تحدياً كبيراً امام قوى اليسار والاحزاب الشيوعية. وهو يتطلب رفع مستوى اليقظة وبذل جهود مضاعفة للتوصل الى ارضية مشتركة من اجل بناء جبهة موحدة، وتعبئة القوى لفضح اليمين الشعبوي وخطابه الديماغوجي، المؤجج للنزعات العنصرية والقومانية المتطرفة، ولدحره في المجتمع وفي المعارك الانتخابية. كما يقتضي خوض صراع فكري ورفع مستوى الوعي السياسي، لمنع اليمين من تضليل فئات من الشغيلة وجعلها تدلي بأصواتها في الانتخابات بالضد من مصالحها. ولا ينفصل النضال ضد الفاشية والعسكرة والحرب، ومن اجل نزع السلاح والسلام عن النضال الأوسع ضد الاستغلال الرأسمالي، ومن اجل التقدم الاجتماعي. فهو جزء لا يتجزأ من نضال الشغيلة من اجل مصالحهم الطبقية والنضال في جبهة اجتماعية واسعة تبنى بتعبئة الطبقة العاملة وغيرها من الطبقات والفئات المناهضة للاحتكارات. ويمثل تعزيز هذه الجبهة مهمة أساسية. وفي خضم ديناميكية كهذه يشكل النضال من اجل اهداف ملموسة وآنية عاملاً أساسياً وضرورياً لمقاومة ايديولوجيا الطبقة الحاكمة، وللمضي قدماً في التغيير الثوري للمجتمع.
- ولا يمكن عزل السياسة الخارجية لادارة ترامب عن سياساتها الداخلية في الولايات المتحدة. فهي تستمر في تنفيذ سياساتها التي تمثل مصالح الفئات الاكثر رجعية للرأسمال الكبير، وفي مساعيها لتفكيك مكاسب الحركة العمالية وحركة الحقوق المدنية، فضلاً عن الآثار الوخيمة لسياساتها على البيئة. وفي انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في تشرين الثاني الماضي، لجأ ترامب الى تأجيج النزعة العنصرية والكراهية ضد المهاجرين، وجرى فصل الاطفال عن ذويهم وسجنوا في اقفاص على الحدود بين امريكا والمكسيك. لكن ترامب والحزب الجمهوري منيا بنكسة مهمة، بخسارتهما حوالي 40 مقعداً في مجلس النواب واكثر من 300 مقعد في مجالس الولايات. وكانت تلك اكبر خسارة انتخابية للجمهوريين منذ عهد الرئيس الامريكي الأسبق ريغان. ولم يقلل فوزهم في مجلس الشيوخ من ثقل هذه الخسائر. ويشار الى ان النساء فزن بأكثر من 100 مقعد للحزب الديمقراطي في الكونغرس. وهذا يمثل اول فوز انتخابي تحققة الحركة النسوية منذ انطلاق مسيراتها الاحتجاجية في اعقاب تولي ترامب الرئاسة قبل عامين. وتمثل هذه النتائج الانتخابية مؤشراً مهماً لتنامي المشاعر الديمقراطية والمعارضة لسياسات ترامب، التي ترجع في جانب منها الى ركود أجور 90 في المائة من القوة العاملة، وعدم تحقيقه وعوده بالتغيير. وأدى الاغلاق الجزئي للحكومة، وهو الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، بسبب معارضة الديمقراطيين لتمويل بناء جدار ترامب على الحدود مع المكسيك، الى المزيد من تراجع شعبيته.
- وفي فرنسا، تصاعدت حركة "السترات الصفر" والاحتجاجات الشعبية ضد سياسات التقشف القاسي والغاء ضريبة الثروة ومنح امتيازات ضريبية جديدة للشركات والاثرياء، وتقويض انظمة الضمان الاجتماعي وفقاً لنهج الليبرالية الجديدة. واجبرت الاحتجاجات الشعبية، التي حظيت بدعم فئات اجتماعية واسعة، الرئيس الفرنسي ماكرون على تقديم وعود وتنازلات اعتبرتها قوى اليسار غير كافية لأنها تعني هدم المكتسبات الاجتماعية وتراجع الخدمات العامة.
- وفي بريطانيا، تلقت رئيسة الوزراء وزعيمة حزب المحافظين تيريزا ماي، ضربة قوية برفض البرلمان بأغلبية كبيرة الصفقة التي توصلت اليها مع الاتحاد الاوروبي، بعد اكثر من عامين من المفاوضات لترتيب خروج بريطانيا من الاتحاد. وكانت هذه أكبر هزيمة برلمانية تمنى بها حكومة في تاريخ البلاد. ويحتدم الصراع اليوم على مستقبل العلاقة مع الاتحاد الاوروبي، وتتعدد الخيارات المطروحة للخروج من المأزق، مع اقتراب موعد خروج بريطانيا منه في 29 آذار المقبل. وكانت نتائج الاستفتاء العام على الخروج من الاتحاد الاوربي، الذي اُجري في حزيران 2016 وأسفر عن أغلبية لصالح الانفصال بلغت 52 في المائة، عكست مشاعر الغضب وسط فئات واسعة في المجتمع جراء سياسات التقشف وتأثيرها على حياة الشغيلة. كما كشفت عن انقسامات داخل الطبقة السياسية الحاكمة حول مسألتين، الأولى تتعلق بكيفية حماية حي المال والاعمال في لندن كمركز للرأسمال المالي العالمي في فترة تشهد احتدام التنافس والتناقضات بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي. فيما تدور المسألة الثانية حول كيفية الحفاظ على السيطرة السياسية، في مواجهة تصاعد الغضب الشعبي على سياسة التقشف، الى جانب التحول نحو اليسار في حزب العمال المعارض ورفضه الليبرالية الجديدة.
- وفي امريكا اللاتينية، شهدت الفترة الاخيرة تصعيداً خطيراً في تهديدات امريكا لفنزويلا وتدخلاً سافراً في شؤونها الداخلية لزعزعة استقرارها، بالتعاون مع حلفاء واشنطن في منظمة الدول الامريكية ومجموعة ليما. وبعد ان اعلن ترامب تأييده لرئيس البرلمان كرئيس انتقالي لفنزويلا، بدلاً من رئيسها الشرعي المنتخب نيكولاس مادورو، لوّح بإمكان اللجوء الى خيارات اخرى بضمنها التدخل العسكري للاطاحة بالنظام. ولقيت هذه التهديدات رفضاً وادانة دوليين واسعين.
- وفي الشرق الاوسط، تساهم التدخلات الامبريالية والتنافس الشديد بين القوى الاقليمية الرجعية لفرض هيمنتها على المنطقة، في تعميق النزاعات على أسس طائفية واثنية، وفي التفكك الداخلي لبلدانها. وتدفع شعوب المنطقة ثمناً باهضاً لهذه السياسات. وتعمل ادارة ترامب على بناء تحالف استراتيجي في الشرق الاوسط، يُطلق عليه "حلف الناتو العربي"، وهو تحالف أمني وسياسي في المنطقة مع السعودية وبقية دول الخليج ومصر والاردن بذريعة مواجهة توسع ايران.
- وفي اليمن تتجلى بشكل صارخ الآثار الكارثية لهذه السياسات، ولخوض حروب بالوكالة لمصلحة اطراف خارجية، حيث تتواصل الحرب الدموية التي يغذيها الصراع على النفوذ بين السعودية وايران، ويسقط آلاف المدنيين والاطفال قتلى وجرحى، وتتفاقم المعاناة الانسانية ويخيم شبح المجاعة التي قد تكون الأسوأ في تاريخ العالم الحديث، حسب الامم المتحدة. ويتعثر تطبيق اتفاق استوكهولم الذي توصل اليه طرفا الحرب اليمنيان مؤخراً برعاية الامم المتحدة، وتضمن وقفاً لاطلاق النار وانسحاباً عسكرياً لإبقاء ميناء الحديدة ممراً آمناً للمساعدات الانسانية.
- وتشهد سوريا تطورات عدة، لها تداعياتها على الاوضاع فيها، ومن ذلك اعلان ترامب قراره سحب القوات الامريكية، الذي أدى الى ردود فعل على مستويات عدة. ورغم ان سحب هذه القوات لم يبدأ فعلياً بعد، فان تركيا سارعت الى التهديد بتدخل عسكري شرقي الفرات، بذريعة ملء الفراغ وحماية امنها الوطني من تهديدات القوى الكردية. كما اعلنت عزمها على إقامة منطقة امنية عازلة على الحدود، وهي تواصل مشاوراتها مع واشنطن من جهة، ومع روسيا وايران من جهة أخرى، ضمن مساعيها للحفاظ على نفوذها والتأثير في مسار أي تسوية سياسية نهائية، بعدما حققت القوات السورية المدعومة من روسيا وايران نجاحات عسكرية مهمة ضد التنظيمات الارهابية، اسهمت في تغيير ميزان القوى لصالحها. وهو ما دفع اسرائيل الى تصعيد عملياتها العسكرية ضد سوريا، وآخرها العدوان الصاروخي الواسع في 21 كانون الثاني ٢٠١٩ في محيط دمشق، بحجة استهداف مواقع لقوات ايرانية. وجاء ذلك بعد جولة وزير الخارجية الامريكي بومبيو في الشرق الاوسط،التي صاحبها خطاب أمريكي تصعيدي وممارسة ضغوط على دول الخليج، للتجاوب مع ما تريده واشنطن، خصوصا ما يتعلق بالموقف من ايران. ومع ادانة هذه الاعتداءات والتدخلات الخارجية السافرة، تقف القوى المحبة للحرية والسلام في العالم والمنطقة بقوة مع الشعب السوري لتمكينه من ممارسة إرادته بحرية، ودون فرض او وصاية، في اختيار نظامه السياسي والتمتع بالحقوق والحريات الديمقراطية والحياة الدستورية، وصون وحدة بلاده واستقلالها وسيادتها الوطنية.
- وفي السودان، تتصاعد الانتفاضة الباسلة للشعب السوداني التي تفجرت في 19 كانون الاول الماضي ضد النظام الدكتاتوري، الذي أدت سياساته في خدمة مصالح الفئات الطفيلية، وخضوعه لاملاءات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، الى إفقار الغالبية العظمى من السكان وتدمير البلاد. وتستمر التظاهرات والمواكب الجماهيرية السلمية رغم القمع الوحشي للمتظاهرين وسقوط اكثر من 40 شهيداً واعتقال المئات من المعارضين الوطنيين والناشطين الديمقراطيين، واعداد كبيرة من اعضاء وكوادر الحزب الشيوعي السوداني من ضمنهم ١٦ من اعضاء لجنته المركزية، وذلك في محاولة يائسة لشل الحزب، الذي يلعب دوراً محورياً في تجميع قوى المعارضة الوطنية، وتنسيق مواقفها وبناء اوسع تحالف ممكن للاطاحة بالنظام وتفكيكه، واقامة سلطة انتقالية تتصدى لقضايا عاجلة خلال فترة لا تتجاوز أربع سنوات، من ضمنها وضع مبادئ الدستور الدائم واجراء انتخابات حرة نزيهة وترسيخ مبدأ التداول السلمي للسلطة، من اجل بناء دولة المواطنة والقانون الوطنية الديمقراطية.
وارتفعت في ارجاء العالم اصوات التضامن مع الشعب السوداني وانتفاضته الشعبية، وصدر نداء حمل تواقيع 50 من الاحزاب الشيوعية والعمالية، من ضمنها حزبنا الشيوعي العراقي. كما تبنى البرلمان الاوروبي قراراً مهما يدين نظام البشير وقمعه الاحتجاجات السلمية ويطالب باطلاق جميع المعتقلين فوراً.
- وفي لبنان، نظمت القوى الشيوعية واليسارية مسيرات جماهيرية في بيروت ومناطق اخرى ضد السلطة والاوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد. ودعا الحزب الشيوعي الى التصدي للسياسات الاقتصادية والمالية التقشفية. ولقيت الاحتجاجات تجاوبا شعبياً لافتاً. كما اقيمت تظاهرة شعبية حاشدة بالتزامن مع انعقاد القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية مؤخراً في بيروت. وطالب المتظاهرون بوضع حد للهدر المستمر في المال العام، ومحاربة الفساد ووضع سياسة ضرائبية مغايرة تعيد توزيع الثروة بشكل عادل، وتعميم الضمان الصحي وإقرار البطاقة الصحية، وتوفير فرص العمل وحق السكن وتعزيز دور الهيئات الرقابية وضمان الشيخوخة، وفسح المجال امام حرية الرأي والتعبير والحق في التظاهر.
- وفي تطور مهم، اعلنت القوى اليسارية والديمقراطية الفلسطينية عن إنطلاقة "التجمع الديمقراطي الفلسطيني"، بعد اجتماعات في الضفة وقطاع غزة، كصيغة ائتلافية تعمل داخل إطار منظمة التحرير الفلسطينية وعلى المستوى الشعبي، من أجل بناء كتلة شعبية متنامية ضد الاحتلال الاسرائيلي، واستنهاض المعارضة الجماهيرية للسياسات التي تغذي عوامل الضعف في الحركة الوطنية الفلسطينية، وتصعيد الضغط السياسي والشعبي من أجل إنهاء الانقسام الداخلي. وجاء في بيان انطلاقة التجمع ان هذه الخطوة "تأتي استشعاراً لمخاطر التصفية التي تتعرض لها قضيتنا الوطنية بفعل اشتداد الهجوم الأمريكي المتمثل بصفقة القرن، والتصعيد العدواني الاسرائيلي بتعجيل عملية تهويد القدس، والتوسيع المحموم للمستوطنات وتشديد الحصار على غزة، وتتويج ذلك بإعلان قانون القومية الذي ينفي حق شعبنا في تقرير المصير على ارضه، ويقونن التمييز العنصري ضده، ويمهد لإقامة "إسرائيل الكبرى" على كامل أرض فلسطين التاريخية. وتشتد خطورة هذه الهجمة في ظل واقع عربي ممزق تستفحل فيه نزعات التطبيع مع العدو، التي تشكل طعنة في الظهر لنضالنا التحرري".
كما أكد البيان أن التجمع الديمقراطي هو أداة للنضال دفاعاً عن الحقوق والحريات الديمقراطية للمواطنين، والتصدي لأية انتهاكات أو تجاوزات عليها، سواء في الضفة الغربية أو في غزة.
ونفذت القوات الاسرائيلية حملات اعتقال ومطاردة للنشطاء الفلسطينيين، وشنّت مؤخراً هجمات على المعتقلين والأسرى، من ضمنها اقتحام سجن "عوفر" العسكري، ما أدى الى اصابة اكثر من 120 معتقلاً. ودعا حزب الشعب الفلسطيني الى اوسع تضامن مع الأسرى وإحالة ملف قضيتهم إلى محكمة الجنايات الدولية من أجل إدانة الاحتلال ومحاكمة قادته.
- وفي تونس، دعا الاتحاد العام للشغل، وهو أكبر تجمع نقابي في البلاد، إلى إضراب جديد على مستوى البلاد لمدة يومين، وذلك في محاولة للضغط على الحكومة التي رفضت رفع رواتب الموظفين.
وكان حوالي 650 ألف موظف حكومي شاركوا في اواخر تشرين الثاني الماضي، في إضراب وطني عام، احتجاجاً على رفض الحكومة مطالب الاتحاد العام للشغل برفع اجورهم. وتواجه الحكومة ضغوطا من المؤسسات المالية العالمية، خصوصا صندوق النقد الدولي، الذي يطالبها بتجميد الأجور في سياق عملية اعادة هيكلة للقطاع العام، وفق وصفات الصندوق التي تملي تقشفا قاسيا على حساب العاملين، لمعالجة عجز الميزانية.
ان حزبنا الشيوعي العراقي يجدد تضامنه مع نضال الشعوب وقواها الوطنية والديمقراطية واليسارية والشيوعية، في منطقتنا وفِي العالم، من اجل حقها في تقرير مصير بلدانها بارادتها الحرة، وفي سبيل انتصار قيم الديمقراطية والعدالة وبناء علاقات متكافئة وتوطيد السلم والأمن.
***************

ص 9

تحولات النثر الفني وتطور بنياته السردية

صدر عن "دار لارسا للطباعة والنشر والتوزيع" في بغداد كتاب بعنوان:"تحولات النثر الفني وتطور بنياته السردية" للدكتور صبيح الجابر.
يقع الكتاب في 353 صفحة من القطع المتوسط. ومما جاء في مقدمة الكتاب: "في عملية البناء اللغوي من مادتي النثر الفني أو النثر العادي يجري استخدام ما يتطلبه البناء الفني من تقنيات فنية أو ايديولوجية أو سياسية أو فكرية مشحونة بمشاعر وأحاسيس وعواطف تخاطب وجدان المتلقي بما ينسجم مع رغبته وأحاسيسه وانفعالاته وعواطفه وتلبي وتستجيب لرغباته التي يبحث عنها في هذا المجال".

********


ضد النسيان...
لماذا يكره الفتى الصغير 8 شباط

كلما يقترب، وهو يرتدي ذات الشماعة السوداء، تنتابه رغبة غريبة ـ لم يجد لها تفسيرا الى يومه هذا ـ رغبة الانزواء في مكان بارد ومظلم، مكان يبتعد فيه عن الفوضى الساقطة حوله كالمطر، والتي تحيطه كمعطف أسود سميك مشدود على جسده بقوة، فوضى يحاول أن لايجعلها تشبه ماحدث في ذلك اليوم "البعيد" و"القريب " منه في الوقت ذاته ، هكذا يحاول أن يفلسف الأمر، فهو "بعيد" جدا إذا قيس بالساعات والأيام والسنوات التي تفصله عنه، و"قريب" جدا، لأن ما حدث فيه لا يمكن أن ينسى مهما تقادم الزمن... "لماذا يكره 8 شباط ".. يعرف ولا يعرف.. يعرف، لأن من ُوضِعَ خلف القضبان كان أقرب الناس اليه.. ولا يعرف "يومها كان ابن العاشرة" مهما امتلك من سبل المعرفة لم يجد تفسيراً معقولاً لما جرى من احداث غير معقولة في ذلك اليوم، رأى بأم عين الطفل ذي العشرة أعوام، عشرات الجثث الملقاة في الشارع.. ينز منها دم كثير يمتزج مع التراب.. " كانت شوارع كركوك ايامها ترابية " رأى بأم عين الطفل الصغير في الساحة الدائرية المقابلة لمبنى مجمع المحاكم، مشانق خشبية تتدلى منها اجساداً بشرية معلقة من أعناقها، اجساد رجال يرتدون البيجامات وهم يفتحون افواههم التي تتدلى منها السنة طويلة، واقدامهم تتأرجح في الهواء بفعل اهتزاز الجسد ودورانه حول المركز حيث الحبل يتيح قليلا من الحركة للجسد الذي يدور بما يشبه الحركة ـ ربما بفعل الريح رأى بأم عين الطفل الصغير لاول مرة بندقية "البور سعيد" سيئة الصيت وهي معلقة على اكتاف رجال يتبخترون بها ويصرخون:" مات.. مات الزعيم " وتتردد كلمة "مات" تعقبها اسماء لم يكن يعرفها، مات لمرات، اصوات متأرجحة تشبه أرجحة الاجساد المعلقة بحبال مشدودة الى خشبات تبعث صريرا غريبا... "بقي الصوت ذاته يتردد في رأس الصبي الصغير حتى يومه هذا وهو يجتاز عتبة الستين من عمره"... رأى الفتى تلك الماسورات وهي تطلق الطلقات السريعة باتجاه الجماهير الغاضبة النازلة من كاور باغي والقورية ومنطقة التسعين والقلعة..
ركض الصبي، لا يعرف الى أين يتجه.. والطريق الى البيت باتت مغلقة تماما. وحينما عاد رأى أمه وأبيه والكثير من الاولاد يتجمعون قرب باب الدار فزعين وخائفين عليه من الموت الذي كان محققا. لكنه ـ بعد ذلك اليوم بأسبوع ـ رأى بأم عينه كيف وقف الرجال الخمسة او الستة او العشرة ـ لا يتذكر ـ لكن أمر عددهم غير مهم.. كان هو يلعب من اصدقاء له في الشارع لعبة البوكر بالصور.. رأى بوضوح اللاندروفرات السود وهي تقف امام باب بيتهم ورجال "البور سعيد" سيئة الصيت يهبطون منها، يطرقون الباب الذي فتح حيث رأى بأم عينه الاب وهو يقاد بينهم. ركب الجميع السيارات التي لايعرف الى أين كانت وجهتها ومن يومها لم ير أبيه إلا بعد عام كامل.
إذن: هل يحتاج الامر الى شرح بعد الان عن السبب الحقيقي وغير الحقيقي لكراهيته ليوم 8 شباط من كل عام، لكنه ورغم معرفته بكل هذه الحقائق يقلب في كل عام، تلك الدفاتر التي لاتمحى اطلاقا من سجلات الذاكرة بحثا عن السبب الحقيقي والوحيد لهذه الكراهية!

محمد علوان جبر

**********

المرأة الرافدينية والتاريخ الشفوي
د. نادية هناوي
إنَّ ما أبدعه الإنسان البدائي من أفكار آمن بها روحيًا وجسديًا ومثّلها أدبيًا لا سبيل له لأن يتلاشى؛ بل هو يترسب ويتراكم في صيغ جينالوجية لاشعورية، كانت قد فسّرتها نظرية كارل يونغ باللاشعور الجمعي، مؤكدة أنّ الأفكار المنتجة في عصور سالفة والتي صنعها الأجداد في ماضيهم الغابر ستظل تعيش معنا، لأن الفكر ينتقل ويتوارث ثقافيًا من جيل إلى جيل، في شكل مخزونات مستودعة في الذاكرة الجمعية، ومحفوظة ثقافيا بطريقة ليس بمقدورنا أن نجتثها أو نتنكر لها، لأنها تعمل فينا بفاعلية لا ارادية.
ووفقا لهذا المنظور النفسي سنكون مطمئنين إلى أن ما كان متداولًا في بلاد الرافدين من أفكار في عصر ما قبل الكتابة المسمارية سيظل متناقلًا جينالوجيًا عبر الزمن، وأن ما لم يوثقه التاريخ المدون سيكون متوارثا ثقافيا عبر الأجيال.
ولعل هذا المنظور هو الذي يفسر لنا كيف أن الشعر ظل جزءا من إبداعاتنا على مر العصور، حتى لا يمكننا أن نفر منه و لا يمكنه أن يفارقنا فهو معجون في ذواتنا كموروث انتقل إلينا طواعيا ولا مناص لنا من الامتثال له إبداعا أو إعجابا..
ومن وجهة نظر انثربولوجية؛ فإن أشكال اعتقاداتنا الشعبية والفلكلورية وأعرافنا القولية والفعلية ما هي إلا صنيع ذلك الفكر الاعتقادي الخرافي والأسطوري المترسب في أذهاننا كميراث انتقل إلينا من حضارة كانت فيها الآلهة والكائنات الخارقة العليا تمتلك أدوارا وسطائية بينها وبين القوى البشرية التي توصف بأنها سفلى.
وإذا كان أثر الفكر الديني لا يُنكر في حياة الإنسان الرافديني، وأنَّ لهذا الفكر تمثيلات أدبية نثرية وشعرية؛ فالسؤال سيكون: من ذا الذي كان يقوم بمثلنة الأفكار أدبيا أهو رجل أم امرأة؟ أو بعبارة أخرى هل كان التمثيل الأدبي للفكر أحاديا أم ازدواجيا؟ أيكون من الصحيح القول إن صانع الأفكار ومؤجج المخيلة هو امرأة أم أن الاحتمال الأقوى أو الأقرب إلى الواقع هو أن الصانع أو المبتكر لهذا التمثيل الديني رجل؟
وبدءا فإن ما هو غير مختلف عليه القول إن شعب ما بين النهرين هو أول من اهتدى إلى الكتابة ولكن من أرشده إليها؟ أيكون للأفكار الميتافيزيقية أثر في إنعاش الذهن الشفاهي فحمَلَه على الكتابة على رقم من طين؟
إن نظرة متفحصة في بنائية الحكايات الخرافية والأسطورية ستوضح أنّ الفواعل السردية أو المسرودات كانت في الأغلب أنثوية وهذا يؤكد رسوخ الفاعلية النسوية في ذلك الفكر. ولما كان الأمر كذلك فإن من غير المستبعد أن لا تنحصر غلبة النساء في كونهن فواعل سردية حسب وإنما سيفترض المنطق ان يكون لهن أيضا غلبة أخرى واقعية تتمثل في أنهن كن ساردات على المستوى الحياتي بوصفهن هاديات ومرشدات وربما مؤلفات ومحرضات على تدوين الحكايات والأساطير. وإذا كانت المرأة هي أول من صنعت وألهمت؛ فإن من الطبيعي أن يكون لها القدح المعلى في شؤون الحياة صغيرها وكبيرها وأن لا تكون مجرد شخصية في المخيال الادبي وإنما هي منتجة ذلك المخيال ومؤلفته.
ولو افترضنا أن المرأة الرافدينية كانت في أداء دورها الامومي تمارس فعل الإهداء والتعليم لا الإغراء والتأثيم وأن المجتمع لم يكن ينظر لها بوصفها غاوية أو مغرية فما المبررات التي تسوغ هذا الافتراض وتمنطقه؟
يبدو أن في مقدمة المبررات التي ندلل بها على هذه الفرضية ونسوغ حتمية أو إمكانية حضور الانثى فاعلة مركزية، أن المرأة احتلت في مراحل ما قبل الكتابة مركزية هائلة جعلت منها العنصر الذي يسيّر الآخر ويوجهه، فكانت هي المعلمة والحكيمة والقائدة التي لا غنى عنها ولو أخذنا الحكايات التي دوّنت خارج إطار ملحمة جلجامش لوجدنا العنصر المؤنث ذا مكانة أعلى مما صورته الحكايات المكتوبة فيما بعد فقد حورت دور المؤنث وأدمجته في الملحمة في إطار منظور يخضع لفكر ذكوري منقلب على هذا المؤنث الذي هو الأصل ـ وهكذا أوهَمَنا التاريخ القديم بتعميماته واطلاقيته أن صانع الملحمة ومدونها مذكر مجهول لا غير.
ولا شك أن الحكّاء الرافديني هو جزء من مجتمع، ومن الطبيعي أن يكون فكره مرآة لهذا المجتمع ليجعل للمرئي الواقعي عالما افتراضيا متخيلا وغير مرئي. ولما كان الواقع يكشف عن هيمنة مؤنثة على الحياة فطبيعي أن يؤدي المخيال الفني للحكاء الدور عينه وهكذا كانت اغلب الايقونات النحتية والتجسيمية التي اكتشفت في وادي الرافدين ترمز إلى فواعل مؤنثة ذات هيمنة.
وقد افترض الباحث الألماني ديرلاين أن دوافع صنع الحكايات الخرافية كانت أنثوية اذ قال:"ليس من الممكن أن تتشكل هذه الأشياء في الحكاية الخرافية إلا حينما يكون القاص امرأة لان مثل هذه التجربة لا يمكن ان تتحقق إطلاقا لدى الرجل لكن الثابت أن القصاصين في الشعوب البدائية بالذات كانوا غالبا من الرجال"، واستدراكه الأخير مردود لأنه تبعة من تبعات ما أشاعه النقد الذكوري وحاول الإيهام بصدقه كي نسلم له.
ولا غرابة إذا قلنا إن ما تقدمه ملحمة جلجامش بوصفها تمثل المرحلة التخييلية الكتابية اللاحقة لمرحلة التخييل الشفاهي البكر إنما يدلل على حضورية الانثى كإلهة مشاركة فاعلة تناصف المذكر وقد تهيمن على حضورية العنصرين المذكر وغير العاقل وإن كان في اتجاه سلبي واستحواذي فبدت الآلهة المؤنثة تتمحور أفعالها وتحركاتها حول الشر لترسم مصائر الحيوات آلهة وغير آلهة بشكل لا يمكن إنكاره أو تجاهله.
إن الطبيعة الفكرية وليست الصياغة الشعرية التي تقدمها الملحمة تدلل على أن الآلهة المؤنثة قد مرت بمراحل حتى غدت في هذه الصورة التمثيلية وبقولبة شكلية لغوية. وعلى الرغم من أن تلك القوالب انحازت لصالح المذكر إلا أنها لم تستطع أن تلغي ذلك الامتداد الفكري للمخيلة النسائية في مرحلتها الشفاهية فقدمته في شكل شعري هو في حقيقته مجموعة حكايات خرافية وأسطورية تمت شخصنتها بإلوهية أمومية ضمن عالم وهمي ميتافيزيقي فيه النساء فاعلات ومسيطرات جنبا إلى جنب مع الفواعل الرجالية الإلهية والبشرية، إذا ما علمنا أن الآلهة المعبودة ليست سوى انعكاس لواقع بشري محدد. والمادة الفكرية التي تمثلت في الولادة والإخصاب والخلق والأمومة كانت قد تغلغلت في كل مقطع من مقاطع الملحمة ومفاصلها.
ومن المؤكد أن المركزي يبغي دوما المحافظة على موقعه ولما كان موقع المؤنث أساسه المخيال ممتزجا بالواقع صارت اللغة هي الأداة الفاعلة وحجر الزاوية في تلك المركزية الأنثوية كوعاء يفرغ فيه العنصر المؤنث أفكاره وتصوراته المخيالية ليتلقفها الناس شفاهيا في إطار سيرورة قدسية طوعية. وما دامت الأفكار التأنيثية شفاهية فإن النسيان قد يعتريها وقد يضيع بعضها وربما يتهافت أيضا مع مرور الزمن. وطيلة المرحلة الشفاهية كانت السيادة للأنثى بوصفها الأم وكان الذكر هو الابن والوليد الذي أرادت منه الأم أن يشاركها ويدعم مركزها ويديم لها سطوتها ..فهل سيتحقق هذا لها أو أنها ستجد العكس أي أنه سيضعضع كيانها ليثبت وجوده بالضد منها ؟!!
لا مناص من أن العصر الذي سادت فيه الأمومة كان شفويا وعصرًا يوتوبيا هو بمثابة فردوس أرضي تسيّدت فيه الإناث سواء في البنوة أو الأمومة أو الانتماء المجتمعي..وهذا ما تدلل عليه الأدوار المركزية التي أدتها المرأة الرافدينية، مسهمة في التأسيس لقاعدة الفكر الرافديني الإبداعي الأدبي، على الصعيدين الحياتي وما بعد الحياتي.

************

الحالم في يقظته
قصص سركون بولص أنموذجا ً

جاسم عاصي
يُعد سركون بولص في طليعة جيل الستينيات من القرن المنصرم، فبالرغم من أنه عُرف شاعرا ً، إلا أنه نشر في بواكير حياته الأدبية، عددا ًمن القصص المتميّزة في تكنيكها ومضامينها الوجودية التي تعالج نماذج من أُستلبت حريتهم وصودرت حقوقهم، ومن الذين يعانون من القلق إزاء مجريات الواقع. بل يمكن أن نقول عنهم؛ كونهم على قطيعة مع الواقع، يشعرون بالعزلة والتهميش سركَون القاص ينتمي إلى جماعة كركوك في كل ما قدموه من جهد ثقافي وتجريبي في فن الكتابة شعرا ً وقصة، أخذوا على عاتقهم نقل التجارب الجديدة في كتابة الأجناس الأدبية. ذلك لأن أغلبهم كان يجيد لغة مضافة إلى العربية ولغته الأم، ثم أن التنوع الذي كسا تجاربهم كملمح أدبي هو التجريب بكل أشكاله وتبايناته، فلم تحكمهم حالة تجريب واحدة، بل كان سعيهم بحدود نقل تجاربهم في التجريب على صعيد الكتابة في تباين واضح لكل واحد منهم. هذه المجموعة المولعة بالتجريب وبسعة ثقافتها هم "فاضل العزاوي، صلاح فائق، يوسف الحيدري، جان دمو، أنور الغساني، الأب يوسف سعيد، جليل القيسي مؤيد الراوي".
ويمكن اعتبار سركَون بولص من رواد التجريب القصصي في العراق، فقد وعى فنه وأدواته القصصية. وهو ينظّم إلى تجربة "الأب يوسف سعيد" في كونه يماثله في نتاجه الغزير في الشعر.
من هنا كان ذا قدرة على تجاوز نفسه وتخطيها، وعلى تطوير فنه باستمرار وقد كان لمعرفة القاص باللغة الانكَليزية أثر كبير في اطلاعه على التجارب القصصية في العالم، سواء عن طريق القراءة أو الترجمة، فقد بدأ بداية طيبة وجريئة، بحيث تميّز من بين الأسماء الأولى التي دشنت حُقبة الستينيات من القرن المنصرم باتجاهات كتابة القصة على نحو فيه الكثير من التجديد والتجريب على صعيد العراق. وبذلك فرض نفسه قاصا ً متمكنا ً من فنه بين مجايليه ممن كانت لهم تجارب متميّزة.
لقد زاوج في كتابته بين عالمي الخيال والواقع، فهو محب للمغامرة في الكتابة وخوض التجارب الجديدة والمبتكرة. فقد مثّل تيار الوصف الخارجي المباشر، بالضد من تيار التحليل. وتجاربه. و تذكرنا كتاباته بتجارب "ألان روب غريه" فقد كتب ــ كما سنرى ــ قصصا ً ذات مضامين ذكية وملفتة للنظر، وصادمة في أسلوبها. إذ اهتمت بتفاصيل حياة الإنسان ووجوده وحيدا ًيصارع قوى أكبر منه. فقد تأثر بالكتابات الوجودية، حيث الشخصية الذكية التائهة التي تبدو غير مسؤولة عن تصرفاتها، وإنما تعزو كل شيء إلى عوامل طبيعية خارجية بما فيها الإنسان. فنماذجه مسحوقة أخلاقيا ً. ونقصد بذلك امتزاج القهر السياسي الذي فاض وطغى على القهر الثقافي، حيث التزم ومن جايله، سواء من جماعة كركوك أو من كتّاب الستينيات برصد النموذج المسحوق اجتماعياً والمهمش ثقافيا ً، يبحث عن حريته وأحقيته في الحياة من خلال تأثره المعرفي بما طالعه من الكتابات الوجودية والمتمردة على واقعها. فنماذج "بولص" تعاني من الاستلاب الدائم، والتهميش والتعطل.
مارس القاص في هذا الضرب من المعاني، إلى العمل على أسلوب التعامل مع النموذج من باب نثر تصوراته ورؤاه، وانعكاسات الواقع عليه. إنه يقاوم، ولكن بقوة نافدة تماما ً. يتذرع بمسائل وقيّم غير مستقرة عنده. المهم هو الاعتراض والتمرد، وهي من أوليات رفض الواقع بكل مكوّناته.
إن إطلاق اسم "يوسف" على شخصياته بنسبة كبيرة، يعني تماثله مع صورة يوسف النبي بكل أخلاقياته، وبراءته، وكونه عانى من حيف أخوته. كان هذا دليل على انحيازه إلى شخصياته من خلال تماسّها مع اسم يوسف المهضومة حقوقه. كما وأنه عكس بشكل دقيق صورة البطل المأزوم والمركون عن المنظومة الاجتماعية، أو لنقل المطرود عن حيّزه.، تماثلا ً مع شخصيات "فرانز كافكا " في تأزمها وتأثرها بالقوة المتسلطة على الإنسان الفرد، والمضيعة أو المفتتة لوجوده. وبهذا نجده ذا عناية بعناوين قصصه، التي في معظمها مستلة من عبارات مأخوذة من متن النص، أو خلاصة لمعانيه، أو هي ذات دلالات لا تبتعد عن ما في داخل حراك النص، بل مبشرة ومؤشرة بمعانيه. كما أنه اعتنى كثيرا ً بالاستهلال، ولم يجعله جملة واحدة، قصيرة أو طويلة، وإنما مجموعة توصيفات لنموذجه في ما يخص وضعه النفسي، أو أنه يقدم توصيفا ً للمكان من أجل أن يوسع دائرة ما يليه من حراك. والحوار في قصصه مقتضب ودال. وفي معظمه يعكس ولع الشخصيات في عكس بنيتهم النفسية، وتؤشر تقاطعاتهم مع الواقع.
عموما ً نحن بصدد نصوص مهمة على صعيدي الشكل والمعنى. لم تخرج عن دائرة التجريب للجيل الذي ترعرع داخله، لكن له ميزاته، التي أضفت عليه معرفته بلغة أخرى مناخات جديدة، وتركيب مبتكر للجملة القصصية.

**********

"الثقافة الجديدة"..
عدد جديد وموضوعات متنوعة
جمعة هاشم
صدر أخيراً العدد 403 لشهر كانون الثاني 2019 من مجلة "الثقافة الجديدة" والذي جاء حافلاً بالعديد من الموضوعات.
استهلت المجلة بكلمة العدد التي حملت عنوان "مسكونون بأمل التغيير في العام الجديد "جاء فيها:"...ان هذه اللوحة رغم قتامتها إلا أنها مليئة بمظاهر مبهجة أيضا. لعل أبرز معالم اللوحة المبهجة تمثلت في احتفالات العراقيين والعراقيات بأعياد الميلاد في نهاية عام 2018 والتي كانت كبيرة وواسعة، مقارنة بالأعوام الماضية. وإذا كانت مظاهر الاحتفالات بنهاية عام 2017 والتي عمت شوارع مدن العراق تعبيرا عن الانتصار على تنظيم "داعش" الارهابي، انتصار ثقافة الحياة على ثقافة الموت، فإن احتفالات عام 2018، تحمل دلالات مهمة وتجب قراءتها بشكل صحيح. إنها لم تقتصر على العاصمة بغداد ومدن اقليم كردستان، بل امتدت الى مدن عراقية كثيرة، بما فيها تلك التي خضعت لسيطرة تنظيم "داعش" في نينوى والأنبار. ان هذه الاحتفالات كانت بمثابة رسالة تحد واضح ورد قوي ضد "فتاوى" وتصريحات "المتشددين" التي حرمت المشاركة في اعياد الميلاد وبأفراحها واغانيها بل وحرمت حتى التهنئة بها، والتي لم تسئ فقط الى مشاعر بنات وابناء شعبنا من المسيحيين فقط، بل كانت تهديدا للوحدة الوطنية لأبناء شعبنا".
اما باب "مقالات" فقد تضمن عددا من المساهمات حيث حملت مساهمة الدكتور فوزي حامد الهيتي الموسومة "البروفسور نمير العاني ومنجزه الفلسفي"، حياة البروفسور العاني وأهم نتاجاته العلمية. اشتملت الدراسة على تتبع مراحل حياته الشخصية وسيرته العلمية ومشروعه الفلسفي، كيف بدأ وكيف تطور.
وجاءت دراسة الباحث الاقتصادي ابراهيم المشهداني بعنوان "صناديق الثروة السيادية بين مبررات النشوء وتعدد استخداماتها". في حين حملت مساهمة الدكتور لطفي حاتم عنوان "العولمة الرأسمالية واليسار الاشتراكي". وجاءت مساهمة القاضي زهير كاظم عبود بعنوان" اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية" .من جانبه قدم الدكتور هاشم نعمة قراءة في كتاب" نحو نقد العقل الإسلامي".
وفي باب "نصوص قديمة"، وهو باب يسلط الضوء على بعض الموضوعات المهمة القديمة وتعيد المجلة نشرها لأهميتها، حمل موضوع هذا العدد عنوان: "وثبة كانون.. معركة ظافرة وصفحة حافلة بالتجارب" كتبها الفقيد الدكتور رحيم عجينة وكانت "الثقافة الجديدة" قد نشرتها في عددها المرقم 21 الصادر في كانون الثاني 1971.
من جهته احتوى باب "نصوص مترجمة" دراسة حملت عنوان" الفرهود ضد اليهود في بغداد في حزيران 1941 من اعداد قسم الخدمات العلمية في البرلمان الألماني. وترجمة رشيد غويلب.
وفي باب حوارت نشرت المجلة حصيلة حوار بين الاستاذ حميد مجيد موسى ورئيس تحرير الثقافة الجديدة، حمل عنوان "بعض الملاحظات عن التحالفات السياسية وضروراتها، خلاصات ودروس".
أما باب "أدب وفن"، فتضمن العديد من الموضوعات وتصدرته كلمة بعنوان "مجلة الثقافة الجديدة سفر معرفي" كتبها الدكتور نجاح هادي كبة.
وفي الحدث الادبي والفني: تم نشر تغطية عن رحيل شاعر الشعب عريان السيد خلف . وكذلك كلمة في رحيل الدكتور شاكر خصباك.
وفي دراسات نقدية: اتت مساهمة الاديب صباح هرمز بعنوان: "وحدها شجرة الرمان.. بين تقنية المكان، وعملية التناص".
وحملت مساهمة نواف خلف السنجاري عنوان" جميل أن يعود الأجداد أطفالاً في رواية " حب في ظلال طاووس ملك".
وفي الشعر جاءت مساهمة لنصير الشيخ بعنوان "مساءاتٌ تضيء المرايا". في حين حملت قصيدة نجم عذوف عنوان:"الخيمة".
وفي القصة جاءت قصة بعنوان: "المريض العراقي" ليوسف ابو الفوز. وفي باب فنون كتب نزار عبد الغفار السامرائي عن "الشاب كارل ماركس.. بدايات تحول الفكر من تفسير العالم الى تغييره". في حين جاءت مساهمة عبد الرزاق دحنون بعنوان: "الشعب السوداني ناوي يعيده تاني.. ثورة للمجد الانساني".
وجاءت لوحتا غلافي العدد للفنان بشير مهدي.

********


ص 10

مطالبات مدنية بإشراك المرأة في مراكز صنع القرار
بغداد-نورس حسن
دعا عدد من منظمات المجتمع المدني بالاضافة الى ناشطات نسويات لتخصيص عدد من المناصب الرفيعة للمرأة، واعطائها دورا ابرز في مراكز صنع القرار من خلال الاستعانة بخبراتهن بكتابة وسن القوانين وعدم حصرها بعقلية ذكورية، معتبرات خطوة دمج لجنة المرأة مع لجنة حقوق الانسان في البرلمان انتكاسة حقيقة بحق البرلمانيات انفسهن.
وعن الموضوع أوضحت ممثلة المجموعة الاستشارية النسوية، بشرى العبيدي، لـ"طريق الشعب" الى ان " تشكيل مجموعة استشارية نسوية جاء بالنظر للتراجع الخطير والغياب المتعمد للمرأة في مراكز صنع القرار، كتسنم الوزارات واللجان الاستشارية الخاصة بالرئاسات الثلاث، بل تغييبهن على مستوى المدراء العامين، لذا نرغب من خلال هذه المجموعة الاستعانة بخبرات المرأة في كتابة القوانين والقرارات، وان لا تتم كتابتها بعقل ذكوري فقط".
لافتة الى ان " اول مهام اللجنة الاستشارية هو الضغط على رئاسة البرلمان من اجل اعادة تشكيل لجنة المرأة وفك الدمج مع لجنة حقوق الانسان، وان كانت اللجنة تتكون من ثلاثة اعضاء"، مؤكدة على " دعم المجموعة الاستشارية للجنة المرأة البرلمانية من خلال الاستعانة بخبرات النساء المتواجدات ضمن المجموعة في اتخاذ القرار داخل البرلمان".
من جهتها، بيّنت مستشارة رئيس مجلس النواب لشؤون المرأة نورة سالم لـ"طريق الشعب" ان " تشكيل مجموعة استشارية نسوية بدعم من الامم المتحدة خطوة مهمة لمساعدة المرأة العراقية في ان يكون لها حضور متميز في مراكز صنع القرار، واعتبرت دمج لجنة المرأة مع لجنة حقوق الانسان انتكاسة حقيقية للمرأة البرلمانية"، وقالت: " ان العمليات الارهابية طالت المرأة ايضا، اما جرائم داعش الارهابي فقد كانت من نصيب المرأة بشكل اكبر، لهذا نحن في امس الحاجة الى لجنة خاصة للمرأة من اجل دراسة وتشريع القوانين التي تنسجم مع واقع الحال والعمل في نفس الوقت على القوانين المشرعة ولكنها مهمشة"، واضافت بقولها " على الرغم من تمثيل المرأة بنسبة 25 في المائة من خلال الكوتا، الى جانب تأييد ودعم بعض الجهات السياسية للمرأة، لكن ازاء كل هذا لا شيء على ارض الواقع محقق ، فالمرأة ما زالت حقوقها مسلوبة وعلى كافة الاصعدة حتى الاجتماعية منها".
بدورها، بيّنت عضو مجلس النواب السابق، ريزان دلير لـ"طريق الشعب" ، الى " وجود بعض برلمانيات غير مقتنعات بالعمل على القوانين التي تصب في صالح المرأة، بل على العكس يعملن على تشريع قوانين بالضد من المرأة، كما وان البعض من الرجال في البرلمان يمتلكون افكارا تجاه المرأة افضل من المرأة نفسها" حسب قولها.
وترى دلير " ان اغلب المنظمات المعنية بحقوق المرأة في العراق لم تصل الى الحلول الفعلية للارتقاء بواقع المرأة وضمان حقوقها، وان خطوة تشكيل لجنة استشارية نسوية بدعم الامم المتحدة خطوة ايجابية للتأثير على مجلس النواب واعطاء دور أبرز للمرأة فيه".
فيما أفادت الاكاديمية جبره الطائي لـ"طريق الشعب" بان "رقي المجتمع يقاس برقي المرأة وبمقدار القوانين الداعمة لحقوقها، وعلى الرغم من حصول بعض النساء على مناصب قيادية لكنها صوتت على قوانين لا تنسجم مع واقع المرأة او تنصفها، بسبب قلة وعيها اتجاه حقوقها"، مضيفة "ما يتوجب على المرأة الواعية والمنظمات النسوية العمل على نشر ثقافة الوعي بحقوق المرأة وتحسين صورة المرأة لدى المرأة نفسها وبالتالي النهوض بالمجتمع".
وحول المجموعة الاستشارية افادت الطائي ان " الاستعدادات لانطلاق المجموعة كانت منذ أكثر من شهر وهي تتكون من 22 عضوا من مختلف التخصصات الاكاديمية، آخذين بعين الاعتبار جميع الطوائف في العراق، كذلك توجهاتها بعيدة عن التحزب السياسي"، مؤكدة على ان " الامم المتحدة سعت الى دعم المجموعة من أجل دعم واقع المرأة المتردي، التي تتعرض الى الاضطهاد اليومي".
يذكر ان المجموعة تأسست في تشرين الاول ٢٠١٨ للنهوض بدور المرأة في العملية السياسية، وتضم 22 عضوةً تم اختيارهن بصفتهنّ الفردية لما يمتلكن من مهارات وخبرات، ومن بينهنّ مدافعاتٌ عن حقوق الإنسان وخبيرات في الإعلام وسياسيات سابقات وناشطات في المجتمع المدني.

**********


ذات العباءة الرمادية !

الأيام التي قضيتها قبل شراء السيارة، كانت حافلة بالمفاجآت غير السارة طبعا، ما بين انتظار سيارة تاكسي والتفاوض مع السائق، وتحمل تكرار السيناريو ذاته من فضول أبو التاكسي وأسئلته ( وين تشتغلين، وشكد عندج أطفال، وشكد راتبج، واني اصيرلج خط ووووو ) وبطبيعة الحال فإن استخدام واسطة نقل أخرى مثل( الكيا) يحمل من المآسي ما هو أصعب لأي فتاة تحاول الوصول الى عملها والرجوع كل يوم. المهم قررت ان اشتري سيارة وصممت إن أساعد كل امرأة تمر بطريقي، وكانت المصادفة إن تستوقفني امرأة قرب أحد التقاطعات، بدت في منتصف العشرين من عمرها، لكن ملامحها توحي بالحزن والتعب، لملمت عباءتها السوداء التي تحول لونها الى الرمادي وهي تحاول إخفاء اثر ثقوب ظهرت فيها.
قالت لي بصوت خافت ممكن توصليني لنهاية الشارع؟ رحبت بها وأخذتها معي وتبادلت معها بعض الأحاديث، شكت لي وقتها من ضيق حالها بعد استشهاد زوجها وبقائها مع ثلاثة أطفال بلا معيل، فهي لم تحصل على أي راتب رغم مرور نحو عام ونصف على استشهاده، وهي ما تزال تنتظر إكمال معاملة الحصول على الراتب ذاك، وهي تعرف مسبقا انه لن يكفيها سوى عشرة أيام من الشهر لكنه أفضل من لا شيء، حسب قولها. سألتها، لما لا تجربين العمل، فأنت مازلت صغيرة وبإمكانك العمل بأي مهنة تدر عليك بعض المال، كان ردها هو المفارقة بعينها، إذ قالت إن أعمام أولادها أي أخوة زوجها الشهيد يرفضون عملها أو حتى خروجها خارج البيت بحكم تقاليد العشيرة وهم بالمقابل غير قادرين على تلبية احتياجاتها أو احتياجات أولادها. كانت الدموع تسكتها قليلا لتعاود الحديث بصعوبة وهي تقول إنا أعيش على مساعدات الناس التي تعرف قصتي، ولا اعرف كيف أتصرف.
حدثتها عن أهمية ان تحاول إقناع أهلها أنها بحاجة للعمل كي تكمل مسيرة تربية أولادها ولا تبقى رهينة المساعدات فكثير من النساء اليوم يعانين المشكلة ذاتها ، العمل ممنوع ولا يجوز للمرأة الخروج الى الشارع، وكل رغباتها بتطوير حالها والاعتماد على نفسها تذهب مع الريح بوجود مثل هذا التعصب الذي يمنعها حتى من الحصول على فرصتها في العيش الكريم والدراسة وزيادة المعارف وتطوير ثقتها بنفسها وجعلها كيانا قادرا على العطاء وتطوير المجتمع.
مازلنا مع الأسف أمام صور كثيرة للنساء وهن بأوضاع لا تسر لكن الأعلام غائب عنهن، مقابل تكرار صور لغيرهن ممن يعشن ظروفا اخرى توفرت لهن الفرص والإمكانية لأجل الظهور وتطوير الذات، في حين إن هناك آلاف من النساء يعانين شظف العيش وبيئة غير صالحة تماما، ويتحملن مزيدا من الضغوط لأجل تولي مسؤولية البيت وتربية أولادهن وسط إهمال حكومي خطير ومرير، فهناك نساء معامل الطابوق ونساء النفايات ونساء العمل الشاق، ولابد من تركيز الأضواء عليهن، وانتشالهن مما يعانين، والانتباه بشكل اكبر لأهمية توعية المجتمع وخاصة العشائر العراقية بأن المرأة ركن أساس في الحياة وان لها حقوقا ومنحها حق التعليم والمساندة والعمل لا يتقاطع أبدا مع تقاليد العشيرة ولن يخرب سمعتها بل على العكس ستعيش بكرامة وسيكون نصيبها اكبر في حياة كريمة بعيدا عن ذل العيش والاندثار والركون للتخلف والانزواء والارتهان للقدر الذي لن ينصفها حتما.

أفراح شوقي

***********

التحالف الإقليمي للدفاع عن حقوق الإنسان يتضامن
مع الناشطات السودانيات

انتصار الميالي
استنكر “التحالفُ الإقليمي للمدافعاتِ عن حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” في وقت سابق حملات الاعتقال التي طالت عددا من الناشطات السودانيات وقد وجه الكثير من الرسائل التضامنية للإسراع في إطلاق سراحهن، حيث أنه يتابع باهتمام ما يجري في السودان وما تتعرض اليه النساء من مضايقات وتقييد للحريات تتنافى والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان أمام غياب واضح لإجراءات الحماية.
ويرى التحالف " أنَّ الوضعَ مقلقٌ للغاية في السودان. فالسلطاتُ السودانية أصلاً معاديةٌ بشكلٍ عنيفٍ للناشطات وتواجدهن في الفضاءِ العام. وهي وضعت نظاماً كاملاً متمثلاً بجهازِ النظامِ العامِ لتقييدِ حركةِ النساءِ وعرقلةِ عمل المدافعاتِ بدفعهنَّ إلى الانزواءِ والابتعادِ عن الساحاتِ النضالية. فهنَّ لا يستطعنَ الوصولَ إلى المساعداتِ القانونيةِ والنفسيةِ والطبية، لا سيما في ظلِّ ظروفِ الاحتجاز. وهنَّ يتعرضنَ بشكلٍ متكررٍ لسوءِ المعاملةِ منْ قِبلِ جهازِ الأمنِ الوطني والمخابرات السودانية في المُعتَقلات. وخلال احتجازهن غالباً ما يتمُ التحكمُ بحساباتِ وسائلِ التواصلِ الاجتماعي. أضِفْ أنَّ المدافعاتِ يتعرضنَ الى حملةِ تشهيرٍ عنيفة، بحيث يُتَّهمنَ بالتعاملِ مع أجهزةٍ استخباراتيةٍ خارجيةٍ بهدفِ زعزعةِ الأمنِ الداخلي.

**********

في بغداد: مؤتمر عن المصير القانوني لنساء وأبناء المنتمين الى داعش
بغداد- نسرين نشوان انعقد في بغداد نهاية الشهر الفائت مؤتمر تخصصي للبحث في المصير القانوني لنساء من عوائل الإرهابيين والأطفال المولودين لآباء منتمين الى داعش، المؤتمر أقامته منظمة "تمكين المرأة" عضو تحالف قرار (١٣٢٥) وبدعم من مكتب الأمم المتحدة لشؤون المرأة (UN WOMEN) وشارك فيه ممثلون من وزارة العدل وسكرتارية الفريق الوطني وعدد من الأكاديميين الاختصاص والقضاة والقانونين من بغداد واربيل الموصل والأنبار والمنظمات الأعضاء في تحالف قرار (١٣٢٥) وممثلي (مجتمع مدني ) في تلك المناطق.
تداول المؤتمر موضوع حماية الأطفال والنساء من ضحايا داعش والمولودين نتيجة الاغتصاب الذي تعرضت له الفتيات والنساء المختطفات.
حيث نافش المؤتمر خمس أوراق بحثية تضمنت الاشكالية المطروحة من وجهة نظر قانونية واجتماعية والإجراءات المتبعة في إصدار الأوراق الثبوتية لمجهولي النسب على ضوء قانون الأحوال الشخصية العراقي ورعاية الأحداث والقاصرين، وقد تناول المحور الرابع البحث في الإجراءات المتبعة من قبل لاجئي المخيمات والإصلاحيات الخاصة بالنساء وآلية تعويض المتضررين جراء العمليات الإرهابية والأخطاء العسكرية والقيود الأمنية فيما يخصهم .
واختصت فقرة من البرنامج بالاجراءات القانونية للبطاقة الوطنية وقانون الجنسية العراقية وقوانين الرعاية الاجتماعية والحماية الاجتماعية ودور الحكومة والحضانة وقانون تسجيل الولادات والوفيات.
يشار الى ان المؤتمر افتتحته السيدة سوزان عارف رئيسة منظمة تمكين المرأة ومنسق الفريق الوطني لتنفيذ الخطة الوطنية للقرار 1325 ، حيث استعرضت توصيات الجلسة التشاورية المنعقدة في اربيل حول الاشكالية المطروحة.
وكان من توصيات المؤتمر الدعوة الى التدخل السريع لمواجهة التحديات وايجاد المنافذ القانونية من قبل الجهات ذات العلاقة في الوزارات الأمنية والعدل ومستشارية الأمن الوطني بصفتهم التنفيذية ومفوضية حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني بصفتهم الرقابية.

***********

مكتب الناجيات الإيزيديات: العمل الحكومي مازال متكاسلا
بغداد - طريق الشعب
كشف مدير مكتب الناجيات الإيزيديات من داعش الإرهابي، حسين القائدي، لـ"طريق الشعب" بأن " مجموع الناجيات من داعش الإرهابي منذ اعلان التحرير عام 2017 حتى الآن، بلغ ألفا و162امراة، وهناك ما يقارب 3 آلاف امرأة لاتزال مجهولة المصير"، وتابع القائدي " بان التعاون في انقاذ باقي المختطفات من قبل الحكومة العراقية ليس بالمستوى المطلوب، اذ ان الوضع لا يقتصر على النساء فحسب، بل يوجد ما يقارب ثلاثة آلاف شخص من الاطفال والرجال وغير معروف مصيرهم". ومؤكدا في الوقت نفسه ان "ما تم انقاذه حتى الان هو 3 آلاف و 347 شخصا منهم 337 رجلا و 1162 نساءً واطفالا".
ختاما ذكر القائدي " ان النساء اللواتي تم انقاذهن تعرضن الى أبشع انواع الانتهاك وبمختلف انواعه، واليوم هن يعانين اوضاع نفسية ومادية صعبة، ما يتطلب من المجتمع الدولي والحكومة العراقية العمل على فتح مراكز لإعادة تأهيلهن وعلى وجه الخصوص الاطفال منهم "، مضيفا " ان الناجون من كلا الجنسين والاطفال لم يتلقوا الدعم الكافي من الحكومة العراقية، بل وبالرغم من اللقاءات التي تمت ما بين المكتب مع رئيس البرلمان السابق سليم الجبوري ورئيس الوزراء، لكن لم نتلق سوى الوعود ودون تنفيذ شيء يذكر على ارض الواقع".

************

لاول مرة.. وزيرة للداخلية
في الحكومة اللبنانية

وكالات
ضمت الحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري أربع سيدات للمرة الأولى في لبنان. حيث تسنمت امرأة وزارة الداخلية للمرة الأولى في تاريخ لبنان والعالم العربي.
وأشارت مصادر مقربة من الحريري الى أن قرار تسمية ريا الحسن لوزارة الداخلية بالاستناد الى كفاءتها وجدارتها خلال عملها كوزيرة للمال، بالإضافة إلى نظافة كفها وهي تعمل على محاربة الفساد. كذلك لإعطاء دفع معنوي للمرأة وتمكينها من العمل في مختلف المجالات.

**********

ص11
وطني الشاطئية يحتل المركز (٨٠) في التصنيف الدولي

محمد الجزائري - المنسق الإعلامي
احتل منتخبنا الوطني بكرة القدم الشاطئية المركز ٨٠ عالميا في التصنيف الشهري للمنتخبات الوطنية، الذي صدر مؤخراً، من قبل الاتحاد الدولي للعبة.
وحافظ منتخبنا على مركزه الثمانين عالمياً، في حين احتل الترتيب الرابع عشر آسيوياً، فيما جاء بالمركز الثامن عربياً بعد منتخبات مصر والإمارات والمغرب وعمان والبحرين ولبنان وقطر . ويأمل منتخبنا الوطني تعديل ترتيبه من خلال المباريات الودية التي سيخوضها خلال شهر شباط الحالي أمام منتخب لبنان في معسكره التدريبي في بيروت الذي سينطلق في الخامس من الشهر الحالي تحضيرا إلى البطولة الآسيوية التي سينافس فيها منتخبي إيران وعمان ضمن المجموعة الرابعة. وتمسك المنتخب البرازيلي بصدارة التصنيف باحتلاله المركز الأول، وجاءت ايران بوصافة الترتيب واحتلت البرتغال المركز الثالث، وروسيا رابعا وإيطاليا خامسا، وتاهيتي بالمركز السادس والباراغواي سابعا وسويسرا ثامنا، وإسبانيا تاسعا والسنغال عاشرا .

*******
اليوم.. انطلاق الجولة 16 من الدوري الكروي الممتاز بخمس لقاءاتبغداد – عمار عبدول
تنطلق اليوم الأحد مباريات الجولة السادسة عشر من المرحلة الأولى من ذهاب الدوري العراقي الممتاز بكرة القدم بإجراء خمس مواجهات، فيما سيشهد يوم غدٍ الاثنين أربع مباريات.
وقررت اللجنة تأجيل مواجهة الزوراء والقوة الجوية إلى أشعار أخر، بسبب ارتباط الصقور بمباراة ملحق دوري أبطال آسيا.

الكرخ X اربيل
ملعب الكرخ يحضن في الساعة الثانية والنصف ظهراً لقاء أصحاب الأرض فريق الكرخ ثاني اللائحة برصيد 33 نقطة مع اربيل صاحب المركز التاسع بـ19 نقطة.
الميناء X الحدود
وعلى ملعب الفيحاء يلتقي الميناء صاحب المركز الرابع عشر برصيد 14 نقطة مع الحدود الفريق الذي يحتل الترتيب الثامن برصيد 23 نقطة.

البحري X الديوانية
ويلتقي فريق البحري صاحب المركز السادس عشر بـ12 نقطة على ملعب الزبير فريق الديوانية الفريق الذي يقف بالمركز العشرين والأخير برصيد 10 نقاط.

نفط الوسط X الحسين
ملعب النجف الدولي سيكون مسرحاً للقاء نفط الوسط عاشر الترتيب برصيد 17 نقطة مع فريق الحسين القادم من بغداد صاحب المركز الثامن عشر برصيد 11 نقطة.

الشرطة X النجف
ملعب الشعب يحتضن لقاء الشرطة مع النجف في الساعة الرابعة وخمس وأربعون دقيقة، ويتصدر القيثارة الخضراء الدوري برصيد 36 نقطة، فيما يقف النجف بالمركز الحادي عشر برصيد 17 نقطة.

مباريات الغد
وتقام يوم غدٍ الاثنين أربع مباريات يلتقي فيها الكهرباء مع الطلبة على ملعب التاجي ويحل أمانة بغداد ضيفاً على السماوة، ويضيف نفط الجنوب فريق الصناعات الكهربائية، ويلعب نفط ميسان مع شقيقة النفط في ميسان.

****
هل ينهي "الحصان الأسود" جمود 15 عامًا في دوري الأبطال؟
متابعة – طريق الشعب
تعد بطولة دوري أبطال أوروبا هي الأقوى عالميًا على مستوى الأندية، والفوز بلقبها ليس أمرا سهلا، في ظل قوة المشاركين فيها.
ولأن المفاجآت تزيد دائمًا من إثارة الساحرة المستديرة، يجب أن نقول إن هناك متعة خاصة غائبة عن دوري الأبطال منذ 15 عامًا، ألا وهي تتويج فريق غير مرشح تماما باللقب.
ويعود آخر تتويج مفاجئ باللقب إلى معجزة بورتو في نسخة 2003 ـ 2004، عندما تمكن المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، من مفاجأة العالم بالتخلي عن لقب الحصان الأسود، وقيادة الفريق إلى حصد اللقب. وفي الموسم الحالي، ومع وصول البطولة إلى ثمن النهائي، ينحصر لقب الحصان الأسود القادر على صنع المفاجأة بين فريقين، وضعتهما القرعة وجهًا لوجه في الدور ثمن النهائي وهما بوروسيا دورتموند وتوتنهام هوتسبير.

بوروسيا دورتموند

لم يجذب دورتموند الأنظار إطلاقًا قبل بداية الموسم الحالي، فقد يتعاقد مع مدرب سويسري متوسط الشهرة ولا يحظى بأي اهتمام من كبار أوروبا هو لوسيان فافر.
أما على مستوى الصفقات، فدورتموند تعاقد مع أسماء مغمورة للغاية مثل عبدو ديالو وتوماس ديلايني، وأخرى تمر بتجارب غير ناجحة بالصورة المطلوبة، وتبحث عن خطة للهروب مثل أشرف حكيمي وباكو ألكاسير.
ماضي دورتموند أيضًا في الموسم السابق لم يكن مبشرًا، فالفريق احتل المركز الرابع في الدوري الألماني، وتأهل لدوري الأبطال بفارق الأهداف مع الفريق الذي يليه (باير ليفركوزن).
ورغم أن كل المقدمات غير مبشرة سوى بموسم آخر من المعاناة محليًا وأوروبيًا، إلا أن الفريق يقدم موسما مميزا حتى الآن، فدورتموند يحتل صدارة الدوري الألماني بفارق 7 نقاط عن أقرب منافسيه بوروسيا مونشنجلادباخ، كما صعد إلى ثمن نهائي دوري الأبطال متصدرًا مجموعته على حساب أتلتيكو مدريد.
مجموعة المواهب الشابة في دورتموند انسجمت سريعًا، ونجحت في تطبيق أسلوب فافر الذي يميل إلى الكرة السريعة واللجوء إلى اللعب الجماعي، وهو ما جعلنا نرى الفريق الألماني بمثابة المنظومة الثابتة التي لا تتغير على مدار الموسم، مهما تغيرت الأسماء التي داخل المستطيل الأخضر.
البلجيكي أكسيل فيتسل، نستطيع وبكل ثقة أن نطلق عليه "صفقة الموسم" في دورتموند حتى الآن، فرغم أنه ارتدى قميص أسود الفيستيفال بدون ضجة، ولكنه أثبت قدراته وأنه حقًا داخل الملعب "قائد بلا شارة".

توتنهام هوتسبير

يصنف توتنهام بجوار دورتموند ضمن أغرب القصص المتعلقة بالفرق الناجحة في أوروبا خلال الموسم الحالي، خاصة إذا أشرنا إلى أنه الوحيد بين كبار القارة الذي لم يبرم أي صفقة سواء في الميركاتو الصيفي أو الشتوي.
أموال توتنهام في الموسم الماضي والحالي تتجه إلى بناء ملعبه الجديد، بينما تضع الإدارة ثقتها الكاملة في المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو الذي يعيش مع السبيرز موسمه الخامس، وهو قادر دائمًا على وضع الفريق بين الكبار مستعينًا بأقل الإمكانات.
رهان توتنهام في الموسم الحالي كان مبنيًا على الاستقرار، سواء على مستوى القيادة الفنية أو نجوم الفريق، فالجميع اعتاد على العمل معًا منذ سنوات، وهناك تناغم بين اللاعبين في كل الخطوط، خاصة على مستوى الهجوم بوجود الرباعي هاري كين وديلي آلي وكريستيان إريكسن وسون هيونج مين. هاري كين نستطيع أن نضعه كبطل توتنهام الأول، وهذا ليس في الموسم الحالي فقط، ولكنه بدأ سنوات التألق بقميص السبيرز مبكرًا، ويكملها الآن كأحد أبرز مهاجمي العالم. إصابة كين الحالية في الكاحل قد توثر على وضعية الفريق في دوري الأبطال، ولكن بعض التقارير الإنجليزية خرجت بالأمس، لتؤكد وجود فرصة لمشاركة اللاعب في مباراة الذهاب ضد دورتموند، وهو ما يعني أننا سنرى صدامًا على أشده بين فريقين مرشحين لصنع مفاجأة غائبة في دوري الأبطال.

********
اتحاد الكرة: لا لمواجهة الاولمبي نظيريه العماني والسوري
بغداد/ إعلام اتحاد الكرة
قدم الاتحاد العراقي لكرة القدم اعتذاره عن عدم تلبية رغبة نظيره العماني لاقامة مباراة ودية امام المنتخب الاولمبي في الحادي والعشرين من الشهر الجاري، ومباراة اخرى امام المنتخب السوري في الثالث والعشرين منه، بسبب ارتباطات اللاعبين مع انديتهم في الدوري الممتاز. وقال مدرب منتخبنا الاولمبي، عبد الغني شهد: ان اجتماعا جمع الملاك التدريبي للمنتخب مع السيد رئيس الاتحاد عبد الخالق مسعود، ورئيس لجنة المنتخبات فالح موسى. وأضاف: أن الجهاز الفني استعرض مرحلة إعداد المنتخب للتصفيات الآسيوية التي ستضيفها العاصمة الإيرانية طهران آذار المقبل. وأضاف: أن النقاشات أسفرت عن تقديم الاعتذار عن مواجهة المنتخبين العماني والسوري بسبب ارتباط اللاعبين مع انديتهم في الدوري الممتاز. وأضاف: أن الاتحاد سيخاطب نظيره العماني لتحديد موعد جديد للمباراتين في الرابع عشر والسابع عشر من آذار المقبل. وأشار إلى: أن الاتحاد سيخاطب أيضاً نظيريه القطري والأردني لإمكانية اقامة مباريات تجريبية تسبق المغادرة الى ايران للمشاركة في التصفيات. وتابع شهد: انه طلب من الاتحاد العراقي بضرورة توفير معسكر داخلي واخر خارجي تتخلله عدد من المباريات. مبينا: انه طالب بتفريغ اللاعبين في العاشر من اذار المقبل للدخول في معسكر خارجي سيتم تحديد مكانه في ضوء موافقات اتحادات قطر والأردن وعمان. يشار الى ان المنتخب الاولمبي سيلاعب منتخبات ايران واليمن وتركمانستان في التصفيات المؤهلة للبطولة الآسيوية التي ستضيفها تايلاند .

**********
اليوم.. انطلاق دوري الكرة الشاطئية
بغداد - طريق الشعب
تنطلق اليوم الاحد مباريات الدوري العراقي للكرة الشاطئية بعد تغييرات في برنامج استعدادات المنتخب الوطني لبطولة كاس اسيا المؤهلة لنهائيات لكأس العالم.
وقال امين سر اللجنة، ضياء عبد الحسين ان "اليوم هو الموعد الجديد لانطلاق الموسم الجديد من الدوري العراقي بدلاً عن يوم عشرين الماضي".
واضاف: "هذا التغيير الطفيف في موعد الانطلاق جاء نتيجة لتغيير في برنامج اعداد المنتخب الوطني لبطولة آسيا المؤهلة لكأس العالم، حيث سيدخل المنتخب ضمن معسكر تدريبي في لبنان من الخامس عشر حتى الثاني والعشرين من الشهر الجاري، وهذا ما يتقاطع مع الموعد السابق لانطلاق الدوري".
وأشار عبد الحسين إلى: ان "اللجنة تحرص على انطلاق الدوري في موعده المحدد بما يتناسب مع الأندية واستعداداتها من اجل اقامة دوري يليق بسمعة الرياضة العراقية و الكرة الشاطئية على وجه التحديد".
يذكر ان لجنة الكرة الشاطئية قد أقرت في وقت سابق آلية الدوري بمجموعتين، وبمشاركة 12 نادياً على تتأهل ثلاثة اندية من كل مجموعة، وتكون التصفيات النهائية للاندية الستة بنظام الدوري العام.

*********

ص 12

الحرية في الفكر العربي المعاصر

عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" في بيروت، صدر أخيرا كتاب بعنوان "الحرية في الفكر العربي المعاصر"، من تأليف مجموعة باحثين.
يتضمن الكتاب خلاصة بحوث مختارة من أوراق المؤتمر السنوي الخامس للعلوم الاجتماعية والانسانية، الذي كان المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات قد نظمه في آذار 2016 في الدوحة. وتتناول البحوث مفهوم الحرية وقضايا الفكر العربي منذ انطلاق النهضة العربية الحديثة حتى اليوم، وتعالج الإشكالات التي تحيط بمفهوم الحرية، وطريقة مقاربته وإعادة صياغته بما يجيب عن أسئلة التقدم والتنمية والحداثة في المجتمعات العربية.

***********

في اتحاد أدباء النجف
حول "التفكير الإبداعي
في ضوء التنمية البشرية"
النجف – علي العبودي
أقام اتحاد الأدباء والكتاب في محافظة النجف، أخيرا، أمسية بعنوان "التفكير الإبداعي في ضوء التنمية البشرية"، ضيّف فيها المدربين الاختصاصيين صفاء السلطاني وصفاء الأعسم، بحضور جمع من الأدباء والمثقفين والناشطين.
الأمسية التي أدارها الإعلامي فاضل البديري، استهلها المدرب السلطاني متحدثا عن بداية الشروع بالتنمية البشرية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية ١٩٤٥، سيما بعد الدمار الشامل الذي خلفته الحرب، والسعي إلى تحقيق النهضة الاقتصادية والثقافية.
من جانبه، وفي معرض حديثه حول موضوع التنمية البشرية، شدد المدرب صفاء الاعسم على أهمية السعي الجاد لنشر المفاهيم المتعلقة بهذا الموضوع في اوساط المجتمع، والعمل على تقديم الأنموذج القدوة في النجاح، والاصرار على التغيير الامثل، مشيرا الى اهمية الدقة والموضوعية في التعامل مع موضوعات التنمية.
وألقى الأعسم الضوء على التجارب العالمية الناجحة في مجال التنمية البشرية، كالتجارب الصينية والماليزية والخليجية.
وتخللت الأمسية مداخلات قدمها العديد من الحاضرين، وأجاب عنها المدربان الضيفان.
وفي الختام سلم رئيس الاتحاد د. باقر الكرباسي، المدربين صفاء السلطاني وصفاء الأعسم، شهادتي تقدير باسم الاتحاد.

********

توزيع كتب الروائي المغدور
د. علاء مشذوب مجانا
بغداد – وكالات
أطلق مدونون عراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي، أخيرا، مبادرة لتوزيع 1000 كتاب من مؤلفات الناشط والروائي المغدور د. علاء مشذوب، الذي اغتيل السبت الماضي في مدينة كربلاء.
المبادرة التي تبناها بعض دور النشر العراقية، حملت عنوان "صوت الكلمة أعلى من صوت الرصاص"، وهي تهدف إلى طباعة مؤلفات مشذوب وتوزيعها مجاناً.
وأطلقت صفحة "دافينشي" التي تعنى بالدفاع عن الأنشطة الثقافية، المبادَرة "لأن الظلاميين أرادوا إسكات صوت مشذوب، ولأن صوت الكلمة سيبقى أعلى من صوت الرصاص، ولكي لا تموت الأفكار والآراء الحرة باغتيال صاحبها" – وفق ما نشرته الصفحة.
معلوم ان الروائي الراحل المولود عام 1968 في كربلاء، تخرج في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد عام 1993، وحصل على الدكتوراه في الفنون الجميلة عام 2014. وقد صدرت له روايات، منها: "مدن الهلاك – الشاهدان"، و"فوضى الوطن"، و"جريمة في الفيسبوك"، و"آدم سامي – مور". كما صدرت له مجموعات قصصية عدة، أبرزها: "ربما أعود إليك" و"زقاق الأرامل".

*******

اجتماع تضامني
مع انتفاضة الشعب السوداني

بغداد – طريق الشعب
يعقد الحزب الشيوعي العراقي، هذا اليوم الأحد في بغداد، اجتماعا تضامنيا مع انتفاضة الشعب السوداني ضد الدكتاتورية والتعسف، ومن أجل الحرية والتغيير.
يبدأ الاجتماع في الساعة الرابعة عصرا، على قاعة منتدى "بيتنا الثقافي" في ساحة الأندلس.
والدعوة عامة.

*******

معرض شخصي للتشكيلي
عبد القادر العبيدي
بغداد – طريق الشعب
تنظم دائرة الفنون العامة في وزارة الثقافة والسياحة والآثار، غدا الاثنين، معرضا تشكيليا شخصيا للفنان عبد القادر العبيدي.
المعرض الذي يقام برعاية الوزير د. عبد الأمير الحمداني، يفتتح في الساعة الحادية عشرة صباحا، على قاعات "مركز الفنون" في مقر وزارة الثقافة بشارع حيفا وسط بغداد.
والدعوة عامة.

*********

ملتقى الشاعر عريان السيد خلف
في الناصرية
الناصرية - وكالات
احتضنت قاعة بهو الإدارية المحلية في مدينة الناصرية، أول أمس الجمعة، الملتقى السنوي الأول للشاعر الكبير الراحل عريان السيد خلف.
الملتقى الذي حضره جمع من الأدباء والمثقفين والإعلاميين والمواطنين الآخرين من محبي الراحل، تضمن قراءات شعرية وفعاليات فنية.
عضو الملتقى علي الشيال، قال في حديث صحفي ان الملتقى يعد خطوة أولى لآخر دولي مقبل، مبينا ان الملتقى تم تأسيسه من قبل عدد من شعراء محافظة ذي قار ومثقفيها، من المعنيين في الشعر الشعبي، ليكون تقليدا سنويا لاستذكار الشاعر الراحل عريان السيد خلف.
واشار الى ان الملتقى بما شهده من حضور كبير وفعاليات شعرية وموسيقية، بعث رسالة الى وزارة الثقافة من اجل اعتماده ليكون مهرجانا شعريا دوليا في المستقبل.

***********

خيمة طبية شيوعية في "الباوية"
بغداد – طريق الشعب
نظمت الهيئة الطبية التابعة إلى اللجنة المحلية للمثقفين في الحزب الشيوعي العراقي، صباح أول أمس الجمعة، خيمة طبية مجانية في منطقة الباوية ببغداد.
الخيمة التي نظمت بالتعاون مع لجنة أبو جمال الأساسية/ اللجنة المحلية للحزب في الرصافة الثالثة، توافد عليها العشرات من أهالي المنطقة، رجالا ونساء وأطفالا، ليتلقوا الفحص والعلاج المجاني.
وخلال الفعالية التي تزامنت مع ذكرى انقلاب 8 شباط الدموي 1963، استذكر الكادر الطبي والفريق المرافق له، مع المواطنين، بعض وقائع الانقلاب، وجرى تبادل الحديث حول دور حزب البعث المقبور في تخريب النسيج الاجتماعي العراقي، وعما لحق بالشيوعيين والديمقراطيين من أذى كبير على أيدي انقلابيي شباط.
إلى ذلك ثمّن أهالي المنطقة مواقف الشيوعيين الإنسانية، ومبادراتهم في سبيل التخفيف من معاناة الفقراء والكادحين.
ضم الكادر الطبي كلا من د. فاضل عباس المندلاوي، فاحص البصر عبد المهدي العبودي، المعاون الطبي نصير صادق، د. سلام الزهيري والتقني الطبي شفيع خلف.
*********

بمشاركة مئات دور النشر
افتتاح معرض بغداد الدولي - دورة علاء مشذوب

*********

في الملتقى الإذاعي والتلفزيوني
احتفاء بالفنان محمود أبو العباس وبمنجزه الإبداعي
بغداد – غالي العطواني
احتفى الملتقى الإذاعي والتلفزيوني في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، الثلاثاء الماضي، بالفنان محمود أبو العباس، الذي تحدث عن مسيرته الإبداعية في التمثيل والإخراج والتأليف، بحضور جمع من الفنانين والأدباء والمثقفين.
أدار جلسة الاحتفاء التي احتضنتها قاعة الجواهري في مقر الاتحاد، رئيس الملتقى د. صالح الصحن، الذي استهل حديثه مشيرا إلى ان المحتفى به فنان متعدد الاشتغالات، وانه عمل في الإذاعة والتلفزيون والسينما والمسرح، ممثلا ومخرجا ومؤلفا ومصورا.
وتابع قائلا ان الاشتغالات الفنية المتعددة التي عرف بها الفنان أبو العباس، لم تأت اعتباطا، إنما نتيجة دراسات وبحوث علمية وفنية عديدة، قدمها في أطروحته لنيل شهادة الماجستير، مضيفا ان المحتفى به قدم أعمالا مسرحية في العديد من البلدان العربية "حتى أصبح نجما عراقيا في سماء الفن العربي".
الفنان أبو العباس، وفي معرض حديثه، عرّف بسيرته الذاتية، وأشار إلى انه ولد في مدينة البصرة، في عائلة فقيرة تسكن الحي الشعبي المعروف باسم "التميمية"، متطرقا إلى فترة طفولته، وكيف انه كان، وهو في السابعة من عمره، يجتمع مع أطفال المنطقة لمشاهدة الرسوم المتحركة، على التلفاز الوحيد الموجود في زقاقهم، والذي كانت تمتلكه إحدى العائلات.
وتابع قائلا انه كان يمثل أمام أطفال الزقاق، و"بدقة متناهية"، ما يشاهده في الرسوم المتحركة، معتبرا ذلك أول خطوة له في عالم التمثيل.
وأوضح المحتفى به انه كان يتطلع إلى الدراسة في معهد الفنون الجميلة ببغداد، إلا ان ظروفه المالية الصعبة، لم تسمح له بذلك، ما اضطر إلى إكمال دراسته الثانوية، ثم التقديم بعدها إلى كلية الفنون الجميلة – قسم المسرح، مضيفا انه تتلمذ على أيدي العديد من رواد المسرح العراقي، أمثال جعفر السعدي، عوني كرومي، سامي عبد الحميد وغيرهم.
ولفت إلى انه نال شهادة البكالوريوس بدرجة جيد جدا، واعتبر الأول على مجموعته في الإخراج المسرحي، وانه بعد أن أنهى الدراسة العليا عام 1982، عيّن في دائرة السينما والمسرح، وهناك عمل مع "الفرقة القومية للتمثيل"، وأصبح في الوقت ذاته مدرسا لمادتي التمثيل والإخراج في كلية الفنون الجميلة بجامعة بغداد.
وتطرق أبو العباس إلى مشاركاته في المهرجانات المسرحية العربية، وإلى الجوائز التي نالها عن الإخراج والتأليف المسرحيين، مستدركا انه ألف وأخرج ومثل في أكثر من 30 عملا مسرحيا، كما ألف العديد من مسرحيات الأطفال.
أما عن أهم الأعمال الدرامية التلفزيونية التي شارك فيها، فقد ذكر من بينها المسلسلين المعروفين "رجال الظل" و"ذئاب الليل". فيما ذكر من بين أهم الأعمال السينمائية التي شارك فيها، فيلمي "الفارس والجبل"، و"الحدود الملتهبة".
وتحدث المحتفى به عن سبب مغادرته بلده خلال فترة حكم النظام الدكتاتوري المباد، مشيرا إلى انه كان قد كتب عملا مسرحيا عنوانه "يا طيور"، ينتقد فيه السلطة، وعرض وقتها في بغداد، الأمر الذي عرّضه إلى مضايقات واستدعاءات متكررة من قبل أجهزة أمن النظام، حتى اضطر إلى الهجرة للخارج.
وفي سياق الجلسة قدم عدد من الحاضرين مداخلات عن منجز المحتفى به، بضمنهم الفنان بشار فاضل، الناقد كاظم مرشد السلوم، د. ضياء مصطفى والأديب علي شبيب.
وفي الختام قدمت الأديبة سافرة جميل حافظ، لوح الجواهري إلى الفنان محمود أبو العباس.


***********

ضريح ماركس
في لندن يتعرض لهجوم
لندن – وكالات
تعرض الشاهد الرخامي التذكاري الموضوع فوق ضريح كارل ماركس، في لندن، إلى أضرار نتيجة هجوم بالمطرقة من قبل مجهولين.
وأوضحت إدارة "مقبرة هايغيت" التاريخية في العاصمة البريطانية، أن المجهولين حاولوا مسح اسم ماركس من على شاهدة قبره، مضيفة في بيان صحفي، أن الهجوم تسبب في حصول أضرار في الضريح، الذي سبق أن تعرض عام 1970 لهجوم بقنبلة يدوية، كما تعرض لاعتداءات أخرى بالطلاء في أوقات سابقة.
ولفتت الإدارة إلى ان التحقيقات الأولية حول الحادثة انتهت، وانه في هذه المرحلة تم إغلاق التحقيق، وإذا ما ظهرت أي معلومة إضافية فسيجري التحقيق مجددا بصورة أكثر تمعنا.

***********

قلعة هيت
شاهد حضاري يصارع الإهمال

هيت – وكالات
في قضاء هيت بمحافظة الأنبار، وإلى الجهة اليمنى من نهر الفرات، تنهض آثار تاريخية تهدم جزء كبير منها واندثر، وبقي الجزء الآخر يصارع الإهمال، ليكون شاهدا على مدينة تاريخية وحضارة منسية، كانت هنا قبل آلاف السنين، وتسمى اليوم بـ "هيت القديمة" أو "قلعة هيت".
هذه القلعة واحدة من ثلاث قلاع مهمة موجودة في العراق. فهي لا تقل أهمية ومكانة تاريخية عن قلعتي أربيل وكركوك.
الباحث التاريخي فوزي شعبان، يقول في حديث صحفي، أن "قلعة هيت ترتفع نحو 14 مترا عن مستوى سطح نهر الفرات، ولا يتجاوز عدد المنازل فيها 150 منزلا، مساحة الواحد منها 40 مترا، مبينا ان القلعة تضم أزقة ضيقة عرضها يقترب من المترين، إضافة إلى قرابة 100 ديوان أعدت لاستقبال الضيوف وعابري السبيل الذين كانوا يمرون بمدينة هيت خلال سفرهم إلى مدن العالم الأخرى".
ويستدرك قائلا ان "الإهمال تسبب في اندثار الجزء الكبير من هذه القلعة، ولم يتبق منها سوى أطلال بعد أن كانت تصنف ضمن أوائل المدن التاريخية القديمة. فهي ثالث المدن التاريخية بعد مدينتي أريحا في فلسطين ودمشق في سوريا".
وتشير المآثر التاريخية إلى أهمية هذه المدينة، إذ تؤكد المصادر أن القلعة كانت محاطة بسور له أربعة أبواب، بعضها كان مرتفعا لمراقبة السفن. كما أن المدينة كانت محاطة بالمياه وبخندق كان بمثابة طوق أمني لحماية المدينة.
من جانبه يقول الحاج حمدي، أحد وجهاء مدينة هيت، ان "القلعة عبارة عن كنز تاريخي، كل شارع فيها له قصة، كل حجر يحكي حضارة، مدينة تجمع بين صفحات تاريخها عصور ما قبل الإسلام وما بعده".
فيما يتحدث السيد صباح الحمامي قائلا ان "مدينة بهذا العمق التاريخي لا يمكن أن تكون عرضة للتخريب والإهمال، إلا أن غياب الدور الرقابي والجهد الحكومي جعلا الجاهلين بأهمية هذه المدينة التاريخية يتسببون في هدم بعض الآثار وتجريف الأراضي وتشويه أهم المعالم التاريخية".
وتعجز الإدارة المحلية لمدينة هيت، عن إنقاذ هذا الصرح التاريخي المهم بسبب قلة الموارد المالية. إذ يشير نائب رئيس المجلس المحلي، سيف طريف، إلى ان "غالبية البيوت والأراضي والمساحات الواقعة ضمن محيط القلعة تعد أملاكا خاصة، وان الحكومة المحلية على مستوى القضاء أو المحافظة بحاجة إلى قرارات حكومية وتخصيصات مالية لاستملاك تلك المساحات، وتعويض أصحابها، للعمل على تأهيلها والحفاظ على ما تبقى منها".