العدد 13 السنة 84 الأحد 19 آب 2018

 

تصفح بي دي اف

 

 

 

 

 

ص1
فهمي: خيار "المعارضة" وارد إن لم يكن برنامج الحكومة اصلاحياً
"الكتلة الأكبر" قيد التشكل و"سائرون" و"النصر" و"الوطنية" و"الحكمة" هم الأقرب اليها
بغداد – طريق الشعب
رجح سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، والقيادي في تحالف "سائرون" الرفيق رائد فهمي، اعلان تحالف بين "سائرون" و"النصر" و"الوطنية" و"الحكمة"، لتشكيل الكتلة الاكبر، غير انه اكد عدم حسم الامر بعد، وانه "قيد التشكل"، فيما لم يستبعد توجه "سائرون" الى المعارضة في حال لم يكن هناك برنامج إصلاحي للحكومة المقبلة.
ما ذكره الرفيق فهمي، اكده اعضاء في "تيار الحكمة" و"النصر"، واشار اليه "المحور الوطني" من ان المفاوضات تتجه لصالح تشكيل تحالف بين القوى الأربع وأطراف من "المحور الوطني"، تمهيدا للإعلان عن الكتلة الاكبر.

"قيد التشكل"

وقال فهمي، لموقع "شفق نيوز"، ان "الكتلة الأكبر لا تزال قيد التشكل حتى الآن"، مبينا ان "هناك محورين يتحركان لذلك، وهما معروفان "سائرون" وحلفاؤها من جهة، ودولة القانون وحلفاؤها من جهة أخرى، ولم يحسم الامر بعد او لم يصل اي محور لمرحلة التوقيع".
واضاف ان تحالف "سائرون" لن يشترك في حكومة لا تخدم برنامج الإصلاح"، مشيرا الى انه "في حال تشكيل حكومة لا تلبي منهجها فان خيار المعارضة وارد جدا".
وفي تصريح آخر، نقله، موقع "إذاعة المربد" قال فهمي، نتوقع قرب "إعلان تحالف مع تيار الحكمة وائتلاف الوطنية، فضلا عن ائتلاف النصر لتشكيل الكتلة الأكبر، مستدركا أن "سائرون إذا لم يلمس من الكتلة الأكبر والحكومة المقبلة التزاما بالنقاط التي وضعها زعيم التيار الصدري وتحالف سائرون، واتباع الطابع الإصلاحي ولم تقتنع ببرنامج الحكومة فستتوجه نحو المعارضة".
مواصفات وثوابت

وبين فهمي، اهمية "أسس ومواصفات تشكيل تلك الكتلة ضمن ما مدون في النقاط الأربعين التي اشترطها الصدر" ، مؤكدا ان "بعض تلك النقاط تعتبر من ثوابت تحديد هوية البرنامج الذي ستسير عليه الكتلة الأكبر والحكومة المقبلة والذي يمتاز بطبيعة إصلاحية ووطنية مناهضة للمحاصصة والفساد".
ونوه فهمي إلى "وجود رغبة لدى سائرون بالتوسع لضم كتل وأطراف سياسية أخرى ضمن الكتلة الأكبر"، مستطردا أن "الكتلة الأكبر وبعد اختيارها لرئيس الوزراء المقبل، ستمنحه الحرية الكاملة لاختيار أعضاء حكومته وتحدد له برنامج معين لتنفيذه وفق سقوف زمنية محددة، وستتابع الكتلة الاكبر تنفيذ الحكومة البرنامج، وتشخص الصعوبات الحقيقة التي تواجهها في تحقيق البرنامج، ولن تتردد الكتلة الاكبر بإقالة تلك الحكومة في حال وجود إخفاق في عملها أو تقيل بعض الوزراء فيها ممن تلكؤوا بتنفيذ المهام الملقاة على عاتقهم".

"النواة الحقيقية"

بدوره، قال المرشح الفائز عن تحالف سائرون، ايمن الشمري، في تصريح صحفي، ان "معالم التحالفات اتضحت اكثر والصورة باتت واضحة لدى الشارع والرأي العام ان تحالف سائرون والحكمة والوطنية والنصر يشكل النواة الحقيقية والكبيرة لتشكيل الحكومة المقبلة".
واضاف "بقية الاطراف السياسية ستلتحق بتحالفنا في وقت قصير كالتحالف الكردستاني والقوى الأخرى لوجد تفاهمات معهم".
وأشار إلى أن "خيار المعارضة صحي في العمل البرلماني واذا لم نتمكن من تشكيل الحكومة سنذهب الى المعارضة لتقويم العمل الحكومي".

"مفاوضات هادئة"

من جهته، قال عضو تيار الحكمة الوطني، عبد الله الزيدي، لوكالة "الغد برس"، ان "التحالف بين الحكمة وسائرون والنصر والوطنية موجود سابقا ونحن نهيئ له بكل هدوء".
واكد ان "التحالف استخدم مساحة من الوقت والنقاشات المعمقة ودخلنا في التفاصيل وبعد النتائج النهائية تحولت الى نواة في تحالف النصر والحكمة وسائرون والوطنية وتحالف القوى منسجمة في اطار واحد".
وبين ان "هناك تفاهمات مع القوى الكردستانية وستكون هناك مفاجأة لإطلاق الكتلة الأكبر".
واشار الى ان "تحالف القوى وائتلاف الوطنية ومجموعهم 50 مقعدا، اتفقوا معنا لتشكيل الكتلة الاكبر وليس المحور الوطني لان بعض اطراف المحور اتفق مع تحالف الفتح".

"موافقة مبدئية"

الى ذلك، قال تحالف "المحور الوطني" الذي تشكل مؤخرا، في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، ان لجنته التفاوضية "حضرت لقاء رسميا موسعا يوم الاثنين بدعوة من تحالف الفتح، كما تلقت دعوة رسمية من تحالف "سائرون"، والنصر"، و"الحكمة" للقاء رسمي آخر، وقد بلغنا التحالف الأخير بان ثمة موافقة مبدئية على الحضور".
وأوضح البيان ان "اجتماعا لقيادة تحالف المحور الوطني سيعقد الاحد (اليوم) القادم لتحديد الموقف النهائي من هذه الدعوة"، مؤكدا ان "تحالف المحور الوطني بجميع مكوناته منفتح على جميع الكتل والتحالفات السياسية".
وأشار البيان الى رؤية تحالف "المحور" بأن "تشكيل الكتلة الأكثر عددا هي التي ستضع البرنامج الحكومي، وتتفق على اختيار الرئاسات الثلاث، وتشكيل الكابينة الحكومية المقبلة مع مراعاة جميع أطياف الشعب العراقي فيها".
وتابع البيان في طرح رؤية التحالف المشكل حديثا ان "المعيار الذي يحدد اشتراك او عدم اشتراك أي طرف فيها هو الاتفاق على (البرنامج الحكومي) حصراً دون أي اعتبارات أخرى".
********
على طريق الشعب...
أي تغيير؟
أي إصلاح؟

قليلة هي الشعارات السياسية التي انتشرت عندنا في الفترة الأخيرة وشاعت على نطاق واسع، مثل شعار "التغيير والإصلاح".. فليس هناك ما يضاهيه في ذلك سوى شعارات مثل توفير الخدمات، ورفض المحاصصة الطائفية والاثنية، ومحاربة الفساد، وما اليها.
والفضل في ذلك لا يعود بالطبع الى مجرد تزايد التفهم الشعبي لاهمية عملية التغيير والاصلاح في اخراج بلادنا من "عنق الزجاجة" الذي حُشرت فيه منذ سنوات ولا تزال. وانما يعود ايضا الى تعمق ادراك القوى المتنفذة، التي اوصلت البلاد هي نفسها الى هذا العنق الضيق وحشرتها فيه، ان شعبية الشعار في تعاظم وان من الصعب عليها تجاهله، خصوصا مع احتدام الصراع على تشكيل الحكومة الجديدة. لذلك عجلت في الالتحاق بركب دعاته، وانبرت ترفعه معهم عاليا، وحتى تزاحمهم به في المشهد السياسي.
وليس سرا ان شعار التغيير والاصلاح ولد اصلا في المؤتمر الوطني العاشر للحزب الشيوعي العراقي، الذي انعقد مطلع كانون الاول 2016 في بغداد، وان مفردة "التغيير" جاءت في صدارة الصيغة التي اعتمدها المؤتمر واقرّها شعاراً للحزب في المرحلة الراهنة: "التغيير .. دولة مدنية ديمقراطية اتحادية وعدالة اجتماعية".
فاذا كانت مهمة بناء الدولة الجديدة، دولة المواطنة الديمقراطية المدنية، على انقاض الدولة الدكتاتورية المنهارة سنة 2003، قد بقيت طيلة السنوات الفائتة على الرف، فيما اقيم على الارض وعلى قاعدة المحاصصة الطائفية والاثنية بديل مشوّه، ضاعف المشكلات التي تثقل كاهل الشعب وفاقمها، وأدخل البلاد في دوامة معضلات وازمات جديدة شاملة، واطلق غول الفساد وتعهده ورعاه، فقد غدا جليا ان لا سبيل لتجاوز حال الاستعصاء وانسداد الآفاق سوى التغيير، التغيير الحقيقي واسع النطاق، الذي يمكن ان يفضي الى اصلاح عام شامل.
وقد توصل المؤتمر بعد بحث ونقاش عميقين الى ان التغيير اصبح ضرورة موضوعية ملحة، وانه اذا كان مطلوبا ان يؤدي الى اختيار من هم "اكثر اهلية وقدرة على الانجاز، والى خلق اصطفافات وتكتلات جديدة عابرة للطوائف والعناوين الفرعية والثانوية، وتبني مشروع وطني ديمقراطي يستجيب لحاجات الوطن والمواطن، ويتصدى للتحديات التي تواجه بلدنا والمنطقة، كما يفتح الآفاق نحو المصالحة الوطنية الحقة، ونحو حفظ وحدة البلاد وتجنيبها مخاطر التقسيم والاحتراب الداخلي"، فلابد ان يكون تغييرا عميقا: في نمط التفكير، وفي المنهج واساليب الاداء، وفي الشخوص كذلك.
واكتسب الشعار شعبية اوسع في ما بعد، حين تبناه تحالف "سائرون" وخاض به انتخابات أيار الماضي، التي خرج منها متصدرا الفائزين.
وتجلى جوهر الدعوة الى التغيير والاصلاح ومحاربة الفساد، منذ البداية، في التشديد على مغادرة سياسة دولة المكونات الطائفية والقومية ووليدها: نهج المحاصصة في ادارة الدولة. فهذا النهج هو الاساس في ما نشأ من ازمات، وفي تناسل هذه الازمات، وادخال البلاد في دوامة من الصراعات التي لا يجهل احد تداعياتها في الحياة اليومية للمواطن أمنيا واقتصاديا واجتماعيا.
ان الغاية من التغيير والاصلاح هي الارتقاء بمستوى حياة المواطنين، وتأمين متطلبات الحياة الاساسية والخدمات الضرورية لهم، والتصدي لكل مظاهر الفساد وسوء استخدام المال العام وتبديده. ومن هنا هذه النزعة المتسعة نحو التغيير الحقيقي، والعزوف عن الدعوات الخطابية الفارغة، التي لم تعد مراميها تخفى على احد.
وحين يتحدث الناس عن التغيير الحقيقي، فانهم يريدون له ان يمتد الى الشخوص والى الكتل ايضا. يريدون وجوها جديدة لا رابط يربطها بالفساد وسوء الادارة، ولا تتحمل شيئا من مسؤولية حالات الفشل السابقة. شخصيات مخلصة صادقة تقرن القول بالفعل، وقادرة بما تحمل من مواصفات على كسب ثقة المواطنين والاسهام في بناء الجسور معهم.
ومعلوم ان للتغيير المطلوب مفاصل عدة، اولها التغيير في البنية السياسية، في النظام السياسي القائم. فذلك هو المدخل والمنطلق. والتغيير المقصود هنا هو بالطبع ما يتم بالآليات الدستورية السلمية والديمقراطية حصرا. ووفقا للدستور يكمن المدخل الى التغيير في صندوق الانتخاب. فعبره يجري تغيير تركيبة مجلس النواب، ومن ثم تشكيل الحكومة الجديدة.
ومع انتهاء الخطوة الاولى المتمثلة في انتخابات أيار الماضي واعلان نتائجها، تنهض اليوم المهمة الثانية والاهم من زاوية مشروع التغيير والاصلاح: مهمة تشكيل الحكومة التي يفترض ان تنهض بتنفيذ المشروع وتعمل على تحويله الى واقع.
ولا شك في انها لن تفلح في الوصول الى شيء من ذلك، ما لم يتم تشكيلها هي نفسها وفقا لروح مشروع التغيير ونصه، وعلى اساس برنامج ملموس وملزم ينطلق منه ويقوم على قاعدته.
*********
تهنئة

الأخ العزيز مسعود البارزاني المحترم
الإخوة الأعزاء في المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني المحترمون
في مناسبة حلول الذكرى الثانية والسبعين لتأسيس الحزب الديمقراطي الكردستاني الصديق، يسعدنا ان نتقدم اليكم، ومن خلالكم الى كوادر الحزب واعضائه وجماهيره بأحر التحيات وأجمل التهاني وأطيب الأماني بتحقيق المزيد من التقدم والرقي لشعب الاقليم، والسير على طريق البناء السليم للعراق الديمقراطي الفيدرالي الموحد.
ويسرنا في هذه المناسبة الإشارة الى عمق العلاقات التاريخية بين حزبينا، والعمل المشترك على مدى عقود في التصدي للحكام الدكتاتوريين والرجعيين، وخوض النضال، سواء منه المسلح او غيره، وفي بناء العراق الجديد بعد 2003 وتعزيز الديمقراطية فيه.
ان العلاقة المتميزة بين حزبينا هي رصيد لكل القوى الوطنية والديمقراطية في التوجه المشترك لبناء دولة المؤسسات والقانون والديمقراطية الحقة وتحقيق العدالة الاجتماعية في عراق آمن ومستقر.
ننتهز هذه المناسبة للتأكيد على تطلعنا الى المزيد من العمل المشترك لاخراج بلادنا من الازمة السياسية العامة الراهنة وفتح فضاءات للتجديد والتغيير والاصلاح وبناء اسس وطيدة للازدهار والرخاء وتحقيق رفاه الانسان وتمتعه بحقوقه الدستورية، وكما جاءت في المواثيق والاعراف الدولية.
تقبلوا فائق الاحترام والتقدير
المكتب السياسي
للحزب الشيوعي العراقي
بغداد 16-8-2018
**********
ناشط في المثنى يطالب بتوفير الحماية للمعتصمين
بعد الاعتداء عليهم
بغداد – طريق الشعب
دعا احد ناشطي اعتصام المثنى، باسم خزعل خشان، القوات الأمنية الى توفير الحماية الكافية لساحة الاعتصام، على خلفية اعتداء ومهاجمة افراد "مجهولين" للمعتصمين الذين دخل اعتصامهم اليوم الحادي والعشرين.
وقال خشان، في تصريح صحفي، ان مجموعة تتكون من خمسة أشخاص قامت بالتصادم مع عدد من المعتصمين مما ادى إلى حصول تشابك بالأيدي وإصابة عدد منهم بجروح متفاوتة، مشيرا إلى أن تدخل الشرطة في هذا المجال لم يكن بالشكل المطلوب، مضيفا انه يحمل الشرطة مسؤولية ما يجري من احداث.
***********
داعش لا يزال يحتجز مئات التركمانيات وسط ضعف الجهود لمتابعة ملفهن
"حقوق الإنسان": كرامة الإنسان العراقي منتهكة في مخيمات النزوح
مشاكل انسانية

وقال عضو مجلس مفوضية حقوق الانسان، فاضل الغراوي، في تصريح صحفي، ان "المفوضية تجري سلسلة متواصلة لزيارة العديد من المخيمات للوقوف على الواقع الانساني"، مبينا ان "المفوضية شخصت العديد من المشاكل الانسانية في المخيمات وخصوصا النقص الحاد في المساحات وغياب التنسيق بين المؤسسات المحلية والدولية".

أمراض وأوبئة

واضاف ان "المخيمات تعاني من ديمومة الحياة والنقص في الدواء وحليب الاطفال واللقاحات وانتشار العديد من الاوبئة وامراض جلدية والصدمات النفسية"، لافتا الى ان "المفوضية وخلال زيارتها الى مخيمات النازحين في كركوك شخصت انتشار مرض الفايروس الكبدي وعدم وجود تعاون مديرية صحة كركوك مع المخيمات لتلافي الاشكالات الصحية".

انتهاك كرامة الإنسان

واوضح الغراوي ان "هناك العديد من التحديات التي تواجه النازحين ومنها تتعلق ببيئة العودة الطوعية والعديد من المواطنين يرغبون بالعودة ولا يوجد اي مساعدات تقدم من الحكومة ومؤسساتها لتسهيل العودة"، مؤكدا ان "النازحين ما زالوا يعيشون مأساة انسانية كبيرة وما زالت الاخطار محدقة بهم في كل الجوانب الانسانية ولا توجد المعايير الانسانية البسيطة للنازحين وحتى المخيمات في هذا الوضع تعد انتهاكا لكرامة الإنسان العراقي".

معالجة سريعة

وشدد على ضرورة "المعالجة السريعة من الحكومة وسلطاتها المحلية والتعاون مع وكالات الامم المتحدة لاستكمال العودة الطوعية"، مشددا على ان "المخيمات لا تصلح لعيش مواطن يحمل الجنسية العراقية".
وتساءل عضو مفوضية حقوق الانسان "لماذا الكثير من النازحين دعموا في فترة النزوح والان نشهد تراجعا كبيرا في ادارة الدولة وكأنما المؤسسات الحكومية رفعت الراية البيضاء واستسلمت وبقي النازحون يواجهون مصيرهم امام التحديات؟".
ودعا الغراوي المسؤولين في الدولة العراقية الى "اجراء معايشة ميدانية في المخيمات ولو لمدة ساعة واحدة في خيمة نازح ويشاهدوا المعاناة الانسانية التي تواجه النازحين".

نقص حاد

وفي بيان للمفوضية ذاتها، قالت، إنه وبعد زيارة وفد المفوضية المكلف بزيارة النازحين، كشف وجود النقص الحاد في الخدمات الصحية والانسانية والخدمية المقدمة من الجهات الحكومية للمواطنين في مخيمات النزوح في محافظة السليمانية.
وأشار الوفد الى عدم رغبة العديد من النازحين بالعودة الطوعية الى مناطقهم المستعادة بسبب عدم وجود متطلبات الحياة وخصوصا في مناطق بيجي وكذلك الجانب الايمن من مدينة الموصل.
وأكد وفد المفوضية أن مخيمات النازحين في السليمانية مازالت تفتقر الى الجزء الاعظم من الاحتياجات الانسانية الضرورية والتي يعتمد معظم سكان مخيمات النازحين فيها على المنظمات الانسانية الدولية كالغذاء والدواء والماء وحليب الاطفال.

احتجاز مئات التركمانيات

في الاثناء، وفي موضوع آخر، قال عضو مجلس المفوضية، علي البياتي، في تصريح صحفي، اطلعت عليه "طريق الشعب"، ان تنظيم داعش لا يزال يحتجز ستـمائة تركمانية وأكثر من مائة وعشرين طفلا تركمانيا، منتقدا ضعف الجهود لمتابعة ملف المختطفين التركمان.
ودعا البياتي فريق التحقيق الدولي بجرائم داعش إلى متابعة الموضوع إضافة إلى ملف المختطفات الإيزيديات، مشيرا إلى أن مفوضية حقوق الإنسان تعتقد أن مسلحي داعش اصطحبوا معهم أغلب المختطفات إلى خارج العراق.
ص 2


انفجار مستودع للذخائر غربي كربلاء

بغداد – طريق الشعب
انفجر مستودع للذخائر، غربي كربلاء، تابع لفرقة العباس القتالية، فيما اكدت الاخيرة انه حصل "بفعل فاعل". ووقع الانفجار مساء الجمعة، على طريق الشريعة غربي كربلاء. وأعلنت "فرقة العباس القتالية" التابعة للحشد الشعبي، استهداف أحد مستودعات الذخيرة التابعة لها في محافظة كربلاء، مساء الجمعة. وأضافت في بيان اطلعت عليه "طريق الشعب"، أن "دفاعات الفرقة رصدت طائرتين مسيرتين فوق موقع الحادث، وأن الجهات الرسمية أكدت إنهما ليستا بصديقة". وفي هذا السياق، نقلت وسائل إعلام عراقية، امس السبت، عن قائد "فرقة العباس القتالية"، ميثم الزيدي، قوله إن "تفجير مخزن السلاح التابع للفرقة في محافظة كربلاء حصل بفعل فاعل". وأضاف الزيدي أن "الانفجار الذي استهدف مستودعاً تابعا للفرقة حصل في حاوية للأسلحة، وقمنا سابقاً بإفراغها، ولكن أبقينا ثلاثة صناديق لأسلحة لا تحوي على عتاد، ككمين فقط"، لافتاً إلى أن "الانفجار لم يسفر عن وقوع إصابات". يشار إلى أن حوادث انفجار مستودعات الذخيرة التابعة للقوات الامنية والحشد الشعبي، تزايدت في الفترة الأخيرة دون أن تتوضح أسبابها، فيما يُعزى معظمها لسوء التخزين والارتفاع الشديد في حرارة الطقس خلال فصل الصيف.

************

اضاءة ...
ماذا لو تمكن هذا البعض
من جديد ؟!

يبدو استنادا الى تصريحات عدد من المتنفذين، ان التظاهرات والاحتجاجات تقض مضاجع البعض وتؤرقه، وهي التي فضحت وعرّت فشله وفساده تماما واسقطت ورقة التوت عن عوراته والهالة التي احاط بها نفسه، فلم يجد بدا من الانحناء امام الموجة والتظاهر بقبول الاحتجاج ومطالب المحتجين. فيما هو في الواقع يمني النفس ليل نهار، بان لا تقوم للاحتجاج والمشاركين فيه قائمة. وقد سرّه كما يبدو ان يرى مع الجميع كيف جرت مساعي اغراقها بالدماء، وآخرها ما حصل لآخر شهيد في البصرة، المدينة المنكوبة التي حالها مثل حال الجمل: يحمل على ظهره ذهبا ولا يجد ما يسد جوعه والعطش .
هذا ليس افتراء على احد ، ولا مبالغة او من نسج الخيال. فقد أظهره عدد من اللقاءات التلفزيونية بوضوح واكده بالصوت والصورة . حيث ظهر هذا البعض محتجا ورافضا وممتعضا من فكرة ان تمارس الكتل السياسية المعارضة معارضتها خارج البرلمان، ومطالبا بان تقصر ذلك على قاعة البرلمان. وجاء هذا خصوصا بعد تأكيدات ممثلي الحزب الشيوعي العراقي وسائرون، بانهم ان لم ينجحوا مع آخرين في تشكيل الحكومة على وفق برنامج اصلاحي حقيقي قابل للتنفيذ وذي معايير للقياس وسقوف زمنية، ويستجيب لمطالب المواطنين والحركة الاحتجاجية والرغبة الشعبية العارمة، التي تكاد تكون شاملة في المطالبة بالتغيير الجدي واشاعة التجديد في البرنامج والأداء والشخوص ، فانهم سوف يمارسون النشاط السلمي الجماهيري الدستوري المعارض ، داخل البرلمان وخارجه.
هذا البعض مرتعب من ذلك، ومن حركة الناس واحتجاجاتهم، ولا ريب في خوفه من فقدان مواقعه ومصالحه. لذلك نرى كل هذه الاجراءات المفرطة في العنف والقسوة في التعامل مع المتظاهرين. حتى ليبدو انه كمن يتجرع السم في كل يوم وكل ساعة يرى فيها مواطنا في الساحة او في الشارع محتجا او معتصما. فيما الامر، وفقا للدستور وما ينص عليه من ضمان حق " التعبير عن الرأي بكل الوسائل " وحق " التظاهر السلمي " ، هو حق مطلق في كل الاحوال ، سواء كان الكيان السياسي مشاركا في البرلمان والحكومة ام لا ! فلا يوجد دستوريا ما يقيد دعم التظاهرات والمشاركة فيها ، سواء كان هناك تمثيل في البرلمان ام لا.
ان ما يدعو له البعض من اجراءات قبل تشكيل الحكومة الجديدة، يحضنا على التنبيه مبكرا الى الوجهة التي سيتعامل بها وأمثاله مع حركة الاحتجاج، إن اتيحت له الفرصة، واية تقييدات سوف يفرضها، وهو الذي يبق ان جُرّب في موقع السلطة والقرار، وكيف تعامل مع تظاهرات شباط 2011 وما تلاها من حراك جماهيري.
ان هذا وحده يكفي ربما لجعلنا نتوجس من القادم على يد هذا البعض، إن هو تولى زمام الامور من جديد. وهذا ينسف بالطبع كل ما يدعيه من رغبة في المراجعة والتدقيق، ومن انه استخلص الدروس ويريد بدء صفحة جديدة، ويكاد حتى يزاود في ذلك على دعاة التغيير والاصلاح الحقيقيين. وهناك الكثير مما يمكن ايراده في هذا السياق، وما يجعلنا نستبعد حدوث تغيير جدي ان استمر المنهج ونمط التفكير ذاتهما، والعقلية نفسها التي اديرت بها الدولة حتى الآن. وهو ما اوصلنا الى هذه الحالة التي لا يحسدنا عليها احد من شعوب الارض. فيقينا اننا لن نرى النور في نهاية النفق على يد الفاسدين والفاشلين إياهم، الامر الذي يفرض على قوى الاعتدال والتغيير والاصلاح، ان تتضامن وتتكاتف لاخراج البلد من المأزق المتعصي. فنحن اليوم في لحظة زمنية فريدة تتوفر فيها امكانية حقيقية يتوجب الا تضيع.

محمد عبد الرحمن

************

ادانة القصف التركي على سنجار ومطالبة الحكومة باتخاذ موقف رسمي
تركيا تعلن تنسيقا مع العبادي لتكثيف عملياتها
في سنجار ومخمور وقنديل والخارجية العراقية تكذب

بغداد – طريق الشعب
أكد الناطق باسم الرئاسة التركية، ان كلا من تركيا والعراق بحثا تكثيف العمليات العسكرية التركية ضد مقاتلي حزب العمالي الكردستاني، وفيما كذبت الخارجية العراقية وجود أي تنسيق تركي عراقي بهذا الشأن، دانت المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق، القصف التركي للأراضي العراقية في اطراف سنجار، مطالبة الحكومة باتخاذ موقف رسمي من ذلك بالطرق الدبلوماسية.

وقال الناطق باسم الرئاسة التركية ابراهيم كالين، في مؤتمر صحفي بعد اجتماع للحكومة، الخميس، ان "القوات التركية ستواصل عملياتها في شمال العراق وخصوصا بعد زيارة العبادي إلى أنقرة".
وأضاف كالين، ان "الرئيس رجب طيب أردوغان بحث مع رئيس الوزراء حيدر العبادي تنفيذ عمليات شاملة تشمل قضاء سنجار ومخمور وقنديل سيتم الكشف عنها خلال الايام المقبلة.
واوضح، ان "العملية التي تم تنفيذها أمس في سنجار تأتي في هذا الإطار".
يذكر ان تركيا تعتبر حزب العمال الكردستاني منظمة ارهابية وقد هددت اكثر من مرة بإرسال قوات برية للسيطرة على المعقل الرئيس للحزب في جبال قنديل شمالي العراق.
من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية العراقية، أحمد محجوب، في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، "تدين ‏وزارة الخارجية العراقية الضربات الجوية التركية على مناطق سنجار ضمن محور السكان المدنيين"، مضيفا "وفي الوقت الذي ترفض فيه الوزارة هذه الهجمات فإنها تنفي نفيا قاطعا وجود أي تنسيق بين بغداد وأنقرة في هذا الصدد".
وجددت الوزارة "دعوتها تركيا الى مغادرة قواتها للأراضي العراقية التي تتواجد فيها (بعشيقة) باعتبار تواجدها مخالفا للاتفاقيات الدولية ومبدأ احترام السيادة المتبادل".
واكد محجوب، ان "عمق العلاقات والتعاون المنشود بين العراق والجارة تركيا يجب ان يستند الى رؤية موحدة في القضاء على الارهاب بكافة اشكاله وبما يحافظ على حياة المدنيين العزل وابعادهم عن مناطق التوتر".
في غضون ذلك، قالت المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق، في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، انها "تدين استمرار القصف الجوي التركي لشمال العراق كما ترفض وبشدة كل اشكال العمليات العسكرية التي تقوم بها دول الجوار ضمن حدود الدولة العراقية دون ان يصاحبها التنسيق المسبق مع الحكومة الاتحادية في تحديد نوع الاهداف وموقعها والاسباب الموجبة لذلك من اجل ضمان سلامة حياة المدنيين ومناطقهم الامنة".
واضافت، ان "ذلك جاء بعد ورود اخبار عن حصول قصف جوي لمناطق عراقية ضمن اطراف قضاء سنجار يوم الاربعاء 15/اب/2018 تحت حجة ملاحقة افراد ينتمون الى احزاب مسلحة معارضة للجانب التركي تتخذ من الاراضي العراقية منطلقا لأعمالها، مما ادى الى سقوط عدد من الضحايا المدنيين نتيجة لذلك" .
ودعت المفوضية وزارة الخارجية العراقية بصفتها الجهة الحكومية الى توجيه مذكرات رسمية الى الجهات الاممية ومجلس الامن الدولي لغرض اصدار القرارات التي تحد من التدخلات العسكرية لدول الجوار في الاراضي العراقية تحت اي حجة وسبب، ومنع كافة الجهات من تقديم الدعم لأي فصيل مسلح معارض يتخذ من العراق منطلقا لأعماله العسكرية والاستخبارية .

*************

الشيوعي العراقي يكذب "رسالة ملفقة" عن انسحابه من "سائرون"

تتداول بعض صفحات التواصل الاجتماعي رسالة ملفقة تحمل اسم الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، موجهة الى سماحة السيد مقتدى الصدر يشير فيها كاتبوها كذبا الى انسحاب الحزب الشيوعي من تحالف سائرون .
من الواضح ان هذه الرسالة المزورة من الفها الى يائها تهدف الى تشويش الرأي العام وتمثل محاولة بائسة للنيل من تحالف سائرون بعد ان أثبت قوة تماسكه وصلابة ووحدة مواقف أطرافه القائمة على التزامهم بالمشروع الوطني الاصلاحي النابذ المحاصصة والداعي الى المحاربة الحازمة للفساد والضالعين فيه والى اقامة دولة المواطنة وتحقيق العدالة الاجتماعية وتأمين الخدمات والعيش الكريم للفقراء والمسحوقين والكادحين وذوي الدخل المحدود.
وهذه المحاولات المفضوحة الاهداف تدلل من جديد على ان تحالف سائرون ومشروعه الاصلاحي يقض مضاجع الفاسدين والفاشلين والمتشبثين بنهج المحاصصة المقيتة.
ان الحزب الشيوعي العراقي ينفي نفيا قاطعا صدور مثل هذه الرسالة البائسة، مما اقتضى التنويه .

الاعلام المركزي
للحزب الشيوعي العراقي
15 أب 2018

*************

غوتيريش: تفجير مقرنا في بغداد كان من أحلك أيام الأمم المتحدة

بغداد – طريق الشعب
وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الهجوم الإرهابي على مقر الأمم المتحدة في بغداد عام 2003، بأنه أحد "أحلك الأيام في تاريخ المنظمة".
وفي رسالة مصورة قبيل أيام من الذكرى السنوية الخامسة عشرة للهجوم الإرهابي على مقر الأمم المتحدة في العراق، أشاد غوتيريش بمن فقدوا أرواحهم في خدمة السلام والتنمية وحقوق الإنسان.
وخص الأمين العام بالذكر البرازيلي سيرجيو فييرا دي ميللو، الممثل الخاص للأمين العام في العراق في ذلك الوقت، الذي فقد حياته في الهجوم.
وقال غوتيريش في كلمة له بالمناسبة "كنت التقيت بسيرجيو مرات عديدة، وبصفتي رئيس وزراء البرتغال آنذاك، كنت أتابع عن كثب عمله الممتاز في تيمور الشرقية. وكنت دائما منبهرا بالطريقة التي كان يجسد بها قيم الأمم المتحدة وروح خدمتنا."
وأكد الأمين العام، في الرسالة، مواصلة العمل على خطى الضحايا تكريما لذكراهم، قائلا "سوف نمضي قدما بمشعل ذكراهم ونحن نسعى جاهدين لحل النزاعات المسلحة ومنع نشوبها، وبناء عالم مزدهر ينعم فيه الجميع بالسلام".
وكان هجوم إرهابي قد استهدف في 19 آب 2003 مقر المنظمة في فندق القناة ببغداد مما أدى إلى مقتل سيرجيو فييرا دي ميللو، الممثل الخاص للأمين العام في العراق.

***********

البصرة: اخماد حريق اندلع في مخزن للأجهزة الكهربائية المنزلية
بغداد – طريق الشعب
اخمدت فرق الدفاع المدني في محافظة البصرة، امس السبت، حريقا اندلع في أحد المخازن الخاصة بالأجهزة الكهربائية المنزلية (ثلاجات وطباخات ومواد كهربائية منزلية اخرى)، وسط البصرة.
وقال مدير الدفاع المدني في البصرة العقيد تحسين علي ساري، في تصريح صحفي، ان فرق الاطفاء هرعت الى مكان الحادث بعد ان رأت اعمدة الدخان ترتفع حيث ان الحريق يقع على بعد امتار من مقر فرق الدفاع المدني.
واضاف ساري، ان الفرق الساندة للإطفاء لاقت بعض الصعوبات في الوصول الى مكان الحادث، الا انه ورغم ذلك فانه تم اطفاؤه والسيطرة عليه ومنعه من انتقال السنة النيران الى الدور السكنية القريبة منه.
واشار الى ان الحادث تسبب في خسائر مادية ولم تسجل اصابات بشرية، دون ذكر الاسباب التي ادت الى اندلاع الحريق.
واندلع صباح السبت، حريق التهم عددا من مخازن اجهزة كهربائية منزلية، في شارع حسينية سيد حامد، بمنطقة العباسية وسط البصرة.

************

الوطني الكردستاني: مشروعنا مع الديمقراطي للتفاوض في بغداد يتألف من 27 نقطة
بغداد – طريق الشعب
أعلن المتحدث باسم الاتحاد الوطني الكردستاني، سعدي أحمد بيره، عن إعداد مسودة مشتركة مع الحزب الديمقراطي الكردستاني مؤلفة من 27 نقطة بشأن مباحثات تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، مشيراً إلى إمكانية إضافة نقاط أخرى من قبل الأطراف الراغبة بالانضمام للمشروع.
وقال بيره لشبكة "روداو"، "أعددنا مسودة من أربعة أجزاء تضم 27 نقطة للتفاوض مع الأطراف العراقية، ويمكن للأطراف الكردستانية الأربعة المتبقية إضافة المزيد من النقاط".
وأضاف أن "الاتحاد الوطني والحزب الديمقراطي لم يتفقا بعد على عقد اجتماع مشترك مع الأطراف الأربعة (التغيير والاتحاد الإسلامي الكردستاني والجماعة الإسلامية والتحالف من أجل الديمقراطية والعدالة) أم بشكل منفصل".
وتابع أن "الاجتماع مع هذه الأطراف تأجل إلى ما بعد عطلة العيد"، مستدركاً أن "المهم هو توحد الكرد في بغداد من أجل تحقيق أكبر قدر من المكاسب لشعب كردستان".
وتنتظر الكتل السياسية مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات قريباً لتصبح قطعية، تمهيدا لعقد الجلسة الأولى للبرلمان، ومن ثم البدء بإجراءات تشكيل الحكومة الجديدة.

*************
ملف المياه على طاولة المباحثات العراقية – التركية لحسم حجم الاطلاقات
"المائية" تتوقع تراجع "اللسان الملحي" عن شط العرب في تشرين الاول والصحة تدعو الى تعقيم مياه "R0"
بغداد – طريق الشعب
توقعت وزارة الموارد المائية، ان تتمكن الاطلاقات المائية من مؤخر ناظم قلعة صالح من دفع اللسان الملحي في مياه شط العرب بحول شهر تشرين الاول المقبل، وفيما دعت دائرة صحة البصرة، مواطني البصرة إلى تعقيم مياه ""R0 قبل استخدامها للشرب، كشفت الحكومة الاتحادية عن مباحثات بين وزارتي الموارد المائية، العراقية والتركية، لحسم حصة العراق المائية.
"بحاجة الى وقت"

وقال مستشار وزارة الموارد المائية، ظافر عبد الله، في تصريح صحفي، اطلعت عليه "طريق الشعب"، ان ظاهرة اللسان الملحي تعتبر ظاهرة مؤقتة وان الاطلاقات المائية من خلف ناظم قلعة صالح والبالغة 75 مترا مكعبا بالثانية تحتاج الى وقت لا يتجاوز شهر تشرين الاول المقبل لدفع اللسان الملحي من مياه شط العرب في حال كانت الظروف الجوية ملائمة لذلك.
واعرب عبد الله، عن خشيته، من ان تكون ظروف العام المقبل مشابهة لظروف العام الحالي وبالتالي ستكون المشاكل اكثر قساوة على المواطنين والمختصين.

اجراءات احترازية

واضاف، ان الوزارة يجب ان تتخذ اجراءات احترازية لتلافي تكرار ما حدث خلال هذا العام، مشيرا الى ان من تلك الاجراءات فصل مياه الشرب عن المياه المستخدمة للزراعة عن طريق اقامة محطات تحلية لإيصال المياه العذبة الى محافظات البصرة وميسان وذي قار والمثنى، فضلا عن اطلاق 30 مترا بالثانية من قناة البدعة في منطقة كتيبان باتجاه قضاء الفاو والتي من شأنها توفير مياه الشرب لمناطق الفاو وابي الخصيب والقرنة والمياه المستخدمة للزراعة لإرواء المزارع والبساتين.
تعقيم مياه "R0"

في الاثناء، دعا مدير شعبة تعزيز الصحة في دائرة صحة البصرة تحسين صادق النزال، مواطني البصرة، إلى تعقيم المياه "R0" أو الإسالة بمادة الكلور او عبر غليها قبل استهلاكها، خاصة التي تستخدم للشرب، أو استخدام قناني المياه المعقمة بالأوزون، وذلك بعد تعرض العشرات من المواطنين في المحافظة إلى إصابات بالإسهال بعضها مصحوبة بالمغص المعوي.
وأضاف النزال في تصريح صحفي، أن صحة البصرة ترجح أن تكون الإصابة بحالات الإسهال التي حصلت مؤخرا في المحافظة تعود بنسبة 80في المائة الى تلوث المياه.

حصة العراق المائية

وفي السياق، كشف المتحدث باسم مكتب رئيس الوزراء، سعد الحديثي، عن إحالة الجانبين العراقي والتركي ملف المياه وكمية الاطلاقات التي يحتاجها العراق إلى وزارة الموارد المائية العراقية ونظيرتها التركية لوضع الآلية المناسبة لتطبيق ما تعهدت به الحكومة التركية لرئيس الوزراء حيدر العبادي خلال زيارته الأخيرة لأنقرة بشأن ضمان وصول الكميات اللازمة من المياه للعراق لتغطية حاجته.
وأضاف الحديثي، في تصريح صحفي، ان الحكومة التركية أكدت للعبادي أنها ستعمل على الاستجابة لمطالب العراق في معظم القطاعات سيما قطاع المياه وضمان وصول الكميات اللازمة لتغطية الاستخدامات الزراعية وغيرها المرتبطة بالاستخدام المنزلي.
وأعرب الحديثي عن أمله بقرب وضع رؤية مشتركة من قبل الفنيين والمتخصصين في هاتين الوزارتين بشان الاطلاقات
وأكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في 14 آب الجاري، لرئيس الوزراء، حيدر العبادي، أن تركيا مستعدة لتقديم كل أنواع الدعم للعراق وستمنحه كامل حصته المائية، وذلك عقب زيارة اجراها العبادي الى أنقره بحث عدة ملفات في مقدمتها المياه والامن.
*********

ص 3

العمليات المشتركة تناقش في كركوك اللمسات الأخيرة لفتح طريق اربيل

بغداد – طريق الشعب
وصل، أمس الاربعاء ، وفد من قيادة العمليات المشتركة الى محافظة كركوك لوضع اللمسات الأخيرة بشأن فتح طريق اربيل.
وقال مراسل "السومرية نيوز" في كركوك، إن "وفدا من العمليات المشتركة وصل الى المحافظة لغرض وضع اللمسات الأخيرة لفتح طريق كركوك اربيل ، ونصب كمرك جديدة لتعظيم موارد الدولة الى جانب متابعة موقع السيطرة المشتركة".
وأضاف المراسل، أن "الوفد ضم اللواء الركن عبد الحسين حسن محمد مدير هيئة العمليات وممثلين عن هيئة الكمارك وبحضور قائد المقر المسيطر للشرطة الاتحادية اللواء شاكر كوين وعدد من القيادات المشتركة".

***********

مجلس الوزراء يناقش مع شركة سيمنس الألمانية مشكلات الكهرباء

بغداد – طريق الشعب
ناقش مجلس الوزراء مع شركة سيمنس الألمانية، أمس السبت، خارطة طريق لمعالجة مشاكل الكهرباء في البلاد.
وقالت الامانة العامة للمجلس في بيان تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، إنه "‏تمت مناقشة خارطة طريق جديدة لمعالجة مشاكل الكهرباء في العراق مع شركة سيمنس الألمانية".
واضافت انه "تم انشاء ورشة العمل مع ‎@siemens_me وبحضور متخصصين من وزارات الكهرباء والنفط والبيئة والمالية وجهات اخرى في الحكومة العراقية"، مبينة انه "تم التأكيد على توفير طاقة مستدامة و معالجة الإخفاقات في قطاع الكهرباء".

************

قصف عراقي على الحدود وداخل سوريا
معصوم: أفشلنا مع القاهرة مخططا لداعش استهدف مصر
بغداد – طريق الشعب
قال رئيس الجمهورية، فؤاد معصوم، ان التعاون بين بغداد والقاهرة أثمر عن إفشال مخطط إرهابي ضد مصر ضلع فيه تنظيم داعش، فيما اعلنت قيادة العمليات المشتركة استهداف مقر تجمع فيه عناصر داعش داخل الاراضي السورية.

خلايا نائمة

واعتبر رئيس الجمهورية ، فؤاد معصوم، أن خطر الجماعات الإرهابية ومن بينها داعش، لم يختف تماما، وأن هناك خلايا نائمة تظهر لها من العملاء المختبئين في الصحراء وغيرها من المناطق.
وقال معصوم في حوار مع صحيفة "اليوم السابع" المصرية، إن "التعاون بين بغداد والقاهرة أثمر عن إفشال مخطط إرهابي ضد مصر، ضلع فيه تنظيم داعش، وهناك تعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب على المستوى الثنائي والإقليمي".
وأضاف، ان "هناك تعاونا مشتركا على أكثر من صعيد بين العراق ومصر في مكافحة الإرهاب، وقد ساهم البلدان في ملاحقة وإلقاء القبض على عدد من الخلايا الإرهابية.. العراق يعمل على معالجة أسباب ظهور الجماعات المتطرفة والإرهابية ومنها معالجة ظواهر البطالة والفقر وتعميق التوعية المجتمعية وتطوير المناهج التعليمية والتربية وتعزيز التعاون الأمني الإقليمي والدولي".
طائرات F16 العراقية

من جانبها، ذكرت قيادة العمليات المشتركة، انه "تنفيذا لتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة وبإشراف قيادة العمليات المشتركة نفذت طائرات F16 العراقية ضربة جوية موفقة داخل الاراضي السورية جاءت بمعلومات دقيقة من قبل خلية الصقور الاستخبارية في وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية".
واضاف، ان القصف استهدف غرفة عمليات لعصابات داعش الإرهابية حيث تم تدميرها بالكامل، كما أسفرت عن قتل عدد من عناصر داعش وآخرين من ناقلي الأحزمة الناسفة.
احزمة الناسفة
وتابع "بحسب المعلومات الاستخبارية أن هؤلاء الإرهابيين الذين تم قتلهم كانوا يخططون لعمليات إجرامية بالاحزمة الناسفة لاستهداف الابرياء خلال الايام القليلة المقبلة داخل العراق".

إصابات مباشرة

بدوره، حقق الحشد الشعبي، إصابات مباشرة على أهداف لتنظيم داعش على الحدود الغربية الفاصلة بين العراق وسوريا.
وقال معاون قائد عمليات الحشد الشعبي لمحور غرب الأنبار، سعدي ناصر، في بيان تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، ان "قوة مشتركة من الحشد وبالتنسيق مع شرطة الحدود وجهت ضربات مدفعية دقيقة لمواقع يتواجد فيها داعش على الشريط الحدودي مع سوريا".
واضاف سعدي، ان "التنسيق عال بين القوات الأمنية والحشد الشعبي في رصد أي تحركات للتنظيم في الجانب السوري"، لافتا الى ان "الدور الاستخباري بات ركيزة أساسية مهمة لتأمين المناطق الغربية للأنبار".
يذكر ان الحشد الشعبي والقوات الامنية تقوم بين فترة واخرى باستهداف مواقع وعناصر داعش قرب الحدود مع سوريا وداخل الاراضي السورية، حيث توقع خسائر فادحة بين صفوف التنظيم.

***********

عملية في نينوى لتطهير جزيرة "البوسيف" من مخلفات داعش
بغداد – طريق الشعب
أعلنت وزارة الدفاع العراقية، أن قيادة عمليات نينوى نفذت عملية لتطهير جزيرة "البوسيف" من مخلفات تنظيم داعش.
وقالت الوزارة، في بيان اطلعت عليه "طريق الشعب"، إن "قوة متشكلة من فوج مغاوير قيادة عمليات نينوى، فوج سوات، شرطة نينوى، وسرية هندسة القيادة، شرعت بواجب لتفتيش وتطهير جزيرة البوسيف والقرى المحاذيه لها ضمن قاطع المسؤولية".
وأضاف البيان أن "نتائج الواجب كانت العثور على 3 مضافات متروكة تابعة لعصابات داعش، حيث تم تدميرها وحرقها".
وتابع البيان أن "هذه العملية تأتي ضمن العمليات الخاصة التي تنفذها القيادة لتطهير المناطق والقرى من مخلفات إرهابي داعش".
وأعلنت بغداد، في كانون الأول 2017، اكتمال استعادة الأراضي التي كان داعش يسيطر عليها، منذ صيف 2014، التي مثلت ثلث مساحة العراق في شمالي وغربي البلاد، بالإضافة لمحافظة كركوك.
إلا أن التنظيم لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة متوزعة في أرجاء البلاد، ويعود تدريجياً إلى شن هجمات خاطفة على طريقة حرب العصابات، التي كان يتبعها قبل عام 2014.

*************

الهجرة تعيد 347 نازحا عراقيا
من سوريا الى الموصل
بغداد – طريق الشعب
اعلنت وزارة الهجرة، أمس السبت، عن اعادة 347 نازحا عراقيا من سوريا الى الموصل.
وقال معاون مدير عام دائرة شؤون الفروع في الوزارة، علي عباس جهاكير، في بيان تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، إن "فرق الوزارة أعادت اليوم 347 نازحا عراقيا وبواقع 74 عائلة في مخيم الهول داخل سوريا"، مبينا ان "اللاجئين أعيدوا بواسطة حافلات خصصتها الوزارة عن طريق منفذ الفاو التابع الى ناحية سنوني بقضاء سنجار، وتم نقل اللاجئين إلى مخيم الجدعة الخامس الواقع جنوب الموصل".
واضاف جهاكير ان "دفعات أخرى من النازحين العراقيين من مخيم الهول ستصل تباعاً وفقاً لخطة وضعتها وزارة الهجرة بالتنسيق مع الجانب السوري بعد عيد الاضحى المبارك".
وأعلنت وزارة الهجرة والمهجرين، في وقت سابق، عن إعادة 446 لاجئاً عراقياً من مخيم "الهول" في سوريا إلى الأراضي العراقية، موضحة أن دفعات أخرى ستصل تباعاً وفقاً بالتنسيق مع الجانب السوري.

************

تشكيل لجنة للتحقيق مع منتسبي الأجهزة الأمنية المتهمين بالفساد
بغداد – طريق الشعب
وجه رئيس الوزراء، حيدر العبادي، بتشكيل لجنة تحقيق مركزية دائمة تتولى مهمة التحقيق مع منتسبي الوزارات والاجهزة الامنية المتهمين بقضايا فساد وابتزاز ضد المواطنين.
وذكر بيان لخلية الاعلام الحكومي تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، انه "صيانة لحرمة القانون وحفاظا على روح النصر الذي تحقق بتضحيات ابناء القوات المسلحة والاجهزة الامنية وجه رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة بتشكيل لجنة تحقيق مركزية دائمة تتولى مهمة التحقيق مع منتسبي الوزارات والاجهزة الامنية المتهمين بقضايا فساد وابتزاز ضد المواطنين".
وأضاف ان "هذا التوجيه جاء في سياق الجهود المبذولة لمواجهة الفساد وحماية اداء وسمعة الاجهزة الامنية والعسكرية وللاستجابة لكل الشكاوي والتجاوزات التي يخبر عنها المواطنون عن المخالفات والرشاوى وحالات الابتزاز التي يتورط بها ضعاف النفوس من منتسبي القوات المسلحة والاجهزة الامنية".
وأهابت اللجنة بحسب البيان "بالمواطنين التعاون معها والاخبار عن كل التجاوزات والممارسات غير القانونية صيانة لحرمة القانون والشرف العسكري ودفاعا عن سمعة الغالبية العظمى من الرجال المضحين الذين ساهموا في ملحمة النصر" مشيرة الى ان "الاتصال باللجنة يكون عبر استخدام البريد الالكتروني
(عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.)".
في الاثناء، أصدر مجلس الوزراء أمراً إدارياً بإعفاء عدد من المسؤولين في سلطة الطيران المدني وتعيين آخرين بدلاً منهم.
وشمل أمر الإعفاء 11 مسؤولاً تنوعت عناوينهم الوظيفية وتعيين آخرين بدلاً عنهم.
وعزا الأمر الإداري القرار "لغرض استمرار العمل بنفس روحية الاداء المخلصة التي شهدناها سابقا وللاستفادة من الخبرات والامكانيات المتوفرة في كوادر سلطة الطيران المدني ولنباء فريق عمل قادر على أداء المهام الموكلة للسلطة مستقبلاً وكذلك لنقل الخبرات بين الاقسام لزيادة فاعليتها".

**********

امانة بغداد تعلن اكمال استعداداتها الخاصة بعيد الاضحى
بغداد – طريق الشعب
اعلنت امانة بغداد عن اكمال الاستعدادات الخاصة بعيد الاضحى المبارك لإستقبال العوائل في الحدائق والمتنزهات والمرافق السياحية.
وذكرت مديرية العلاقات والاعلام للامانة في بيان تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، ان" امانة بغداد انجزت الخطة التي اعدتها لإستقبال الأسر البغدادية والوافدين من جميع محافظات البلاد في مرافقها السياحية والترفيهية خلال ايام عيد الاضحى المبارك بالجهود الاستثنائية والعمل الدؤوب لملاكات الدوائر البلدية ودائرة المتنزهات والتشجير ومديرية الحراسات والامن".
واضافت أن "الدخول الى متنزه الزوراء الذي يعد من اكبر المرافق الترفيهية في العاصمة سيكون مجانا خلال ايام العيد لاستقبال الاسر البغدادية و الوافدين من المحافظات الاخرى، لا سيما بعد تهيئته وتجهيزه بمجموعة كبيرة من الألعاب الحديثة".
وبينت أن "ملاكات امانة بغداد هيأت حدائق شارع ابي نؤاس عبر نصب ابراج انارة جديدة لها وتزيينها مع نصب ألعاب جديدة للأطفال وكذلك كورنيش الاعظمية والحدائق والمتنزهات العامة التي تم انشاؤها ضمن قواطع الدوائر البلدية الاربعة عشرة، والمجهزة بألعاب الأطفال، لتكون متنفساً للمواطنين الذين يتعذر عليهم الوصول الى الاماكن الترفيهية الكبيرة وسط العاصمة".

*************


القبض على مسؤول مفرزة عسكرية لداعش
في الحويجة وضبط اسلحة ومتفجرات بحوزته
بغداد – طريق الشعب
تمكنت استخبارات الشرطة الاتحادية في محافظة كركوك، أمس السبت، من القاء القبض على مسؤول مفرزة عسكرية لتنظيم داعش في الحويجة وضبطت بحوزته اسلحة ومتفجرات.
وذكر مركز الإعلام الأمني في بيان تلقته "طريق الشعب"، ان "مفارز استخبارات الشرطة الاتحادية ووفقا لمعلومات دقيقة، داهمت مضافة بقرية البكارة في قضاء الحويجة والقت القبض على إرهابي فيها، اعترف خلال التحقيقات الأولية بانتمائه الى عصابات داعش وتوليه منصب ما يسمى مسؤول مفرزة عسكرية ضمن قاطع الحويجة".
واضاف ان "المفرزة عثرت داخل المضافة على سلاح نوع (GC) ومسدس وعتاد رشاشة أحادية بكميات كبيرة وسلاح (BKC) وتجهيزات عسكرية (دروع ومشالح) ونواظير ليلية ونهارية وقنابل هجومية وجهاز نداء وقداحات للعبوات وصواعق تفجير".

*************

التربية تنفي تأجيل امتحانات الدور الثاني للسادس الاعدادي
بغداد – طريق الشعب
نفت وزارة التربية، أمس السبت، الانباء التي بثتها بعض مواقع التواصل الاجتماعي وادعت فيها تأجيل امتحانات الدور الثاني للسادس الاعدادي.
وقال المكتب الاعلامي لوزير التربية محمد اقبال، ان "امتحانات الدور الثاني للصف السادس الاعدادي باقية بموعدها بتاريخ الاول من ايلول المقبل".
ودعا الصيدلي "الطلبة الى متابعة مواقع الوزارة الرسمية وعدم تصديق الاشاعات التي يهدف اصحابها الى ارباك وضع طلبتنا والتشويش عليهم".
يذكر ان عددا من مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل اعلامية نشرت في وقت سابق انباء افادت بان موعد امتحانات الدور الثاني للسادس اعدادي تم تغييره وتاجيله.

*************

تزايد ردود الفعل بعد ان كشفت عن "مستعبدها"
المانيا توضح ملابسات الإيزيدية الهاربة من خاطفها الداعشي
بغداد – طريق الشعب
تلاقي قضية الفتاة الإيزيدية التي تقول إنها قابلت "مستعبدها الداعشي" في ألمانيا المزيد من ردود الفعل، حيث فتحت الشرطة الجنائية في مدينة بادن فورتمبرغ، تحقيقا في الامر، إلا أنها اوضحت بأنها "لا تستطيع الاستمرار به حالياً" لان أشواق خارج ألمانيا.
وما زالت قضية الفتاة الإيزيدية أشواق حجي حميد التي تؤكد أنها قابلت خاطفها في أحد أسواق ألمانيا في شباط الماضي، تثير مزيداً من الجدل وردود الفعل، يأتي ذلك بعد تغريدة على تويتر لمكتب ولاية بادن فورتمبرغ للتحقيقات الجنائية أكد فيها معرفته لهذا الأمر وتوليه التحقيق في هذه القضية منذ 13 آذار الماضي.
وأوضح المكتب أن التحقيقات تجري الآن بمتابعة المدعي العام الاتحادي، إلا أن الجهاز الأمني قال أيضاً إن التحقيق الأولي ما زال معلقاً منذ حزيران الماضي.
وفي كانون الثاني الماضي، بناء على مصادر أمنية، اتصلت أشواق بالشرطة في منطقة شفبيش غموند وذكرت أنها رأت رجلاً من المرجح جداً أن يكون أحد مستعبديها من تنظيم "داعش" والذي يدعى أبو همام.
وبعد خمسة أيام قامت الشرطة برسم المشتبه به بناء على وصف الفتاة.
إلا أنه وعلى عكس ما ذكرته أشواق في المقابلة، فإن الشرطة لم تتمكن من تحديد المشتبه به حتى اليوم، وبما أن الضحية أشواق لم تعد في ألمانيا، كما يقول المحققون، فإنه سيكون من الصعب الحصول على مزيد من المعلومات التي قد تحتاجها الأجهزة الأمنية.
من جانبه، صرح المتحدث باسم النيابة العامة الاتحادية لوكالة لفرانس برس، أن النيابة "نظرت في الأمر، ولكن حتى الآن، في ضوء الأدلة المتاحة، لم نتمكن من تحديد هوية الجاني المزعوم على وجه اليقين".
وقام النائب العام بالتحقيق لعدة سنوات في قضايا الإبادة الجماعية واستعباد الإيزيديين.
ومنذ ذلك الحين، تم استجواب شامل لأكثر من مائة من النساء والفتيات الإيزيديات من قبل مكتب الشرطة الجنائية الاتحادي واستطاعت الشرطة الحصول على شهادات تفصيلية عن الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
وأوضح مكتب المدعي العام الألماني أنه فتح تحقيقات عدة في قضايا إرهاب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ضد لاجئين أو طالبي لجوء مشتبه في تورطهم في الانتهاكات التي نفذتها مجموعات جهادية في العراق أو سوريا أو أفغانستان.
وتستخدم بانتظام شهادات اللاجئين الآخرين، وكذلك منشورات على شبكات التواصل الاجتماعي للمتهمين أنفسهم في التحقيقات.
وكانت أشواق، التي تبلغ من العمر 19 عاماً، قد وصلت إلى ألمانيا عام 2015 مع والدتها وأحد إخوتها، ضمن برنامج خاص أطلقته حكومة ولاية بادن فورتمبيرغ الألمانية لجلب محتاجي الحماية من النساء الإيزيديات والأطفال الإيزيديين من شمال العراق، وذلك بعد أن نجحت في الفرار من "الداعشي أبو همام" الذي اشتراها بمائة دولار واستعبدها لمدة عشرة أشهر في الموصل، كما تقول.
وقد كان تنظيم داعش قد اختطفها مع أكثر من سبعين شخصاً آخرين من أقاربها عندما هاجم مناطق الإيزيديين في سهل نينوى بداية آب 2014.
وتروي أشواق كيف أن عناصر داعش قاموا بأخذهم في البداية إلى مدينة الشدادي في الحسكة، ثم إلى قضاء البعاج في الموصل، حيث كان يتم بيع وشراء الفتيات الإيزيديات كـ"سلع رخيصة" ويغتصبوهنّ، مضيفة أن من اشتراها كان "داعشياً" من بغداد، اسمه محمد، وكان يلقب بـ"أبو همام".

**********

ص4
الرافدين: 7 ملايين دينار سلفة للمتقاعدين المدنيين والعسكريين
بغداد – طريق الشعب
اعلن مصرف الرافدين، أمس السبت، عن اطلاق سلفة 7 ملايين دينار للمتقاعدين المدني والعسكري، مبينا ان هذه السلفة تأتي لدعم شريحة المتقاعدين.
وقال المصرف في بيان تلقت "طريق الشعب" نسخة منه انه، "تم اطلاق سلفة للمتقاعدين الكترونيا تتراوح ما بين ثلاثة ملايين دينار أو سبعة ملايين دينار".
واضاف المصرف ان "السلفة تشمل المتقاعدين المدني والعسكري"، مشيرا الى ان "السلفة تأتي لدعم شريحة المتقاعدين ولكونها لا تتطلب إجراءات معقدة وبلا كفيل ضامن".
يذكر أن مصرف الرافدين باشر منذ عام 2016 بمنح القروض والمنح للموظفين والمواطنين وفق شروط وضوابط معينة.
*******
العراق يعلن صادرات نفط حقوله الجنوبية منذ بداية آب
بغداد – طريق الشعب
قال مسؤولان تنفيذيان في قطاع النفط، إن العراق صدر 3,6 مليون برميل يوميا في المتوسط من حقوله النفطية في جنوب البلاد منذ بداية شهر آب الجاري.
وكان العراق قد صدر 3,543 مليون برميل يوميا من النفط الخام في شهر تموز الماضي.
وقال رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي يوم الثلاثاء الماضي ان تركيا تولي أهمية لإعادة تصدير النفط من محافظة كركوك المتنازع عليها بين أربيل وبغداد عبر أراضيها، وكذلك فتح معبر مباشر بينها وبين العراق.
*********
وقفة اقتصادية...
مخاطر تهدد الاقتصاد العراقي

كلنا يدرك ان الاقتصاد العراقي يمر بفترة ركود حرجة نتيجة لثلاثة عوامل رئيسة تقف في مقدمتها الحرب ضد الارهاب بمختلف اشكاله وما ترتب عليها من انفاق ما يزيد عن خمسين مليار دولار يليه الفساد المالي والاداري الذي تحول الى نفق كبير ابتلع ثلثي ثروة العراق والعامل الثالث عجز الحكومة عن وضع خطط تنموية واقعية في ظل تحديات مالية وادارية عميقة حالت دون تنفيذها وعدم قدرتها على اعادة التوازن في البنية الاقتصادية المعلولة .
وقبل ان تتشكل حكومة قوية الارادة وقادرة على مراجعة السياسات الاقتصادية السابقة وتخليص الاقتصاد من الامراض العالقة به ، في انتظار ما يسفر عن مخرجات العملية الانتخابية المضببة ، يتعرض العراق الى مخاطر القرارات الامريكية المتعلقة بفرض حصار اقتصادي موجه بالأساس ضد الشعب الايراني غير انه لا يخامرنا ادنى شك ان هذه القرارات سوف لن تنحصر اثارها المدمرة في الاقتصاد الايراني فقط وانما سيشمل العراق وغيره من بلدان المنطقة وذلك بسبب التشابك التجاري والمالي بين هذه البلدان .
فبسبب ضعف اداء الاقتصاد العراقي في عمليات الانتاج في الصناعة والزراعة والسياحة وقطاع الكهرباء وغيرها من القطاعات وعجزه عن سد حاجة السوق العراقية من المواد الاستهلاكية والغذائية ومواد البناء مما اضطر ولسنوات من الاعتماد على استيرادها بشكل خاص من ايران بما يزيد عن خمسة مليارات دولار سنويا هذا عدا تكاليف استيراد الالاف من السيارات رديئة الصنع والطاقة الكهربائية والمنتجات البترولية بما فيها الغاز التي تكلف بمجملها ما يزيد على 13 مليار دولار دعك من عمليات التهريب وخاصة في العملة الاجنبية التي تستقر معظمها في المصارف الايرانية .
وبالتأكيد فان ايران التي تمر بمأزق اقتصدي نتيجة الحصار وانهيار سريع في قيمة الريال الايراني والذي يجسد اس المشكلة ، فإنها ستعمد الى تحويل العملة الصعبة من الدولار من السوق العراقية الى ايران لإيقاف هذا التداعي اما عن طريق التهريب او محاولة الضغط على الجهاز المصرفي لتنفيذ هذه التحويلات ولهذا قامت وزارة الخزانة الامريكية كما تنقل الاخبار بتهديد البنك المركزي العراقي بتجميد امول البنك المودعة في امريكا وان حصل ذلك فان تزاحم الطلب على الدولار سيؤدى الى انخفاض القيمة الحقيقية للدينار العراقي مما يترتب عليه ارتفاع الاسعار وانعكاساتها على ذوي الدخل المحدود من موظفي الدولة وحتى العاملين في القطاع الخاص وكافة شرائح المجتمع ونتائجها الكارثية على مستوى معيشة المواطن العراقي الذي يئن بالأصل تحت ضائقة الفقر والحرمان ما يزيد الطين بلة الأمر الذي يؤدي الى مزيد من الغليان الشعبي الذي يجلس الآن على صفيح ساخن .
ان الحكومة العراقية سواء الحالية او التي ستشكل في المستقبل وهي تدرك المآلات المقلقة للاقتصاد العراقي مطالبة بحماية السوق من خلال تدعيم المنتج الوطني من منافسة السلع الاجنبية والزام الوزارات العراقية بعدم اللجوء الى استيراد البضائع وخاصة التي تنتج في السوق العراقية والتنسيق مع دول الجوار في سد حاجة العراق من السلع الضرورية والتعاطي مع القرارات الامريكية بما يتماشى مع المصلحة والسيادة العراقية والتأكيد على الجهاز المصرفي العراقي والاجنبي العامل في العراق بالحفاظ على العملة الاجنبية والحيلولة دون تسريبها الى الخارج والمراقبة الشديدة لنافذة بيع العملة للحد من غسيل الاموال فضلا عن متابعة الانشطة المالية لمكاتب الصيرفة التي تلعب دورا كبيرا في عملية تحويل العملة الى الخارج بالطرق الشرعية وغير الشرعية وتمتلك خبرة طويلة في هذه العمليات وهذه تدخل ضمن الاجراءات العاجلة .
وعلى مدي ابعد فان الحكومة تمتلك امكانات مالية مشجعة لتدعيم مشاريع القطاع العام وتمكين القطاع الخاص من النهوض بدوره في تحريك الاقتصاد وتوفير فرص عمل للشباب العاطل من خلال المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتشجيع الاستثمارات العربية والاجنبية وخاصة التركية من خلال تفعيل الاتفاقيات التي ابرمها رئيس الوزراء مع الجانب التركي خلال زيارته في الاسبوع الماضي وخاصة في عملية اعمار المدن التي خربها الارهابيون الدواعش ..

ابراهيم المشهداني
*********
مصادرها امريكا وكندا والاورغواي واستراليا
العراق يشتري مئات اطنان الرز والقمح لضمان الامن الغذائي
بغداد – طريق الشعب
قالت الشركة العامة لتجارة الحبوب العراقية، إنها اشترت إجمالا 300 ألف طن من القمح المقرر توريده من الولايات المتحدة وكندا في صفقات أُبرمت بالتفاوض المباشر هذا الأسبوع، كما اشترى العراق زهاء 60 ألف طن من الأرز من الولايات المتحدة وأوروغواي في مناقصة عالمية عامة.
وأضافت الشركة أنه جرى شراء زهاء 200 ألف طن من القمح الأمريكي المنشأ و100 ألف طن قمح من كندا بعد مفاوضات دون طرح مناقصات عالمية.
ولم تفصح الشركة عن أسعار الشراء.
وكان تجار قد قدروا في وقت السابق إجمالي الكمية عند 200 ألف طن، مع شراء 100 ألف طن من القمح الأمريكي بسعر يقارب 334 دولارا للطن شاملا تكلفة التأمين والشحن، و100 ألف طن من القمح الكندي بحوالي 324 دولارا للطن شاملا تكلفة التأمين والشحن.
ومن المقرر تسليم القمح الأمريكي في غضون 75 يوما من توقيع العقد، بينما يجري تسليم القمح الكندي في غضون نحو 105 أيام.
ويُعتقد أن "كارجيل" للتجارة هي بائع القمح الأمريكي.
كان الرئيس الجديد للشركة العامة لتجارة الحبوب، التابعة لوزارة التجارة، قد قال في آذار إنه سيواصل الشراء عبر المناقصات العالمية وصفقات التفاوض المباشر.
وفي أيار 2017، سمح مجلس الوزراء العراقي لوزارة التجارة بشراء القمح والأرز على نحو مباشر لضمان الأمن الغذائي، بعد أن واجه العراق صعوبات في جذب اهتمام كاف لمناقصاته من شركات تجارة القمح. وعادة ما يحتاج العراق إلى كميات كبيرة من واردات القمح لأن محصوله لا يكفي في الغالب لتلبية احتياجاته.
وفي تشرين الثاني 2017، اشترى العراق 500 ألف طن من القمح و90 ألف طن من الأرز من الولايات المتحدة في صفقات مباشرة خارج عملية المناقصات، بعد أن وقع مذكرة تفاهم مع الولايات المتحدة في أواخر العام الماضي بشأن توريد الحبوب.
كما جرى الكشف في آذار 2018 عن إجراء العراق محادثات بشأن شراء قمح وأرز خارج عملية طرح المناقصات، لكن لا يُعتقد أن بغداد اشترت أي كميات.
وفي آخر مناقصة عامة طرحت لشراء القمح في الثاني من آب، اشترى العراق 50 ألف طن من أستراليا.
وقال تجار إن العراق اشترى حوالي 60 ألف طن من الأرز للتوريد من الولايات المتحدة وأوروغواي وذلك في مناقصة عالمية أُغلقت هذا الأسبوع.
وبلغ سعر شراء قرابة 30 ألف طن من الأرز الأمريكي حوالي 655 دولارا للطن شاملا تكاليف الشحن دون التفريغ ومثلها من أوروغواي بسعر غير معلوم وإن كان يتردد بشكل غير مؤكد بين التجار أن السعر 568,75 دولار للطن شاملا تكاليف الشحن لا التفريغ.
وكان أقل عرض في المناقصة لأرز من تايلاند بسعر 499,50 دولار للطن.
*********
المنتجات النفطية تعلن عن كميات الوقود المجهزة لمنافذ التوزيع في بغداد
بغداد – طريق الشعب
اعلنت شركة توزيع المنتجات النفطية، أمس السبت، عن تجهيز العاصمة بغداد بأكثر من ربع مليار لتر من البنزين، و28 مليون لتر من النفط الابيض، ونحو 190 مليون لتر من زيت الغاز، خلال شهر حزيران الماضي.
وقال مدير الشركة كاظم مسير في بيان تلقته "طريق الشعب"، ان "هيأة توزيع بغداد التابعة للشركة جهزت العاصمة بأكثر من 267 مليون لترمن البنزين، وما يقارب 28 مليون لترمن النفط الأبيض، بالإضافة إلى أكثر من 189 مليون لتر من منتج وقود زيت الغاز، خلال شهر حزيران الماضي".
واشار الى قيام "ملاكات شركة التوزيع بتحقيق زيارات ميدانية عديدة الى المنافذ التوزيعية المنتشرة في بغداد لغرض إجراء أعمال التأهيل والصيانة، بالإضافة الى زيارات لمعامل تعبئة الغاز الحكومية وضمن جدول دوري لغرض متابعة تنفيذ طرق قياس الغاز السائل في تلك المعامل".
********
العراق ثالث مستورد للسلع الايرانية بقيمة تجاوزت 2.5 مليار دولار في 4 اشهر
بغداد – طريق الشعب
كشفت بيانات رسمية ايرانية، أمس السبت، ان العراق ثالث المستوردين للسلع غير النفطية بقيمة مليارين ونصف المليار دولار خلال اربعة شهور فقط.
وذكرت وكالة انباء "فارس"، نقلاً عن البيانات الرسمية، ان صادرات السلع غير النفطية الايرانية خلال فترة 21 آذار حتى 22 تموز 2018، كانت بواقع 15,45 مليار دولار، بنمو 14,7في المائة على اساس سنوي.
واوضحت أن الصين والامارات والعراق وافغانستان وكوريا الجنوبية بالترتيب، تصدرت قائمة الدول المستوردة للسلع الايرانية خلال هذه الفترة.
واشارت الى ان صادرات السلع غير النفطية الايرانية سجلت 13,471 مليار دولار في الفترة المناظرة 2017.
واستحوذت الصين على 19,7في المائة من اجمالي صادرات ايران السلعية في الشهور الاربعة المذكورة، حيث بلغت 3,046 مليار دولار. وجاءت الامارات ثانيا بنسبة 18,2في المائة، وبواقع 2,808 مليار دولار.
وحلّ العراق ثالثا بنسبة 16,3في المائة وبـ2,522 مليار دولار، ورابعا افغانستان بنسبة 7,2في المائة و1,108 مليار دولار، وخامسا كوريا الجنوبية بـ5,3في المائة وواقع 821 مليون دولار.
********
التبادل الاقتصادي بين العراق وتركيا سيبلغ 15 مليار دولار
بغداد – طريق الشعب
كشف المتحدث الرسمي باسم الحكومة، سعد الحديثي، أن العراق وتركيا اتفقا على زيادة حجم التبادل الاقتصادي بينهما إلى 15 مليار دولار، مبينا أن المصالح المشتركة التي تربط الدول المجاورة بالعراق هو المبدأ الذي تعتمد عليه الحكومة في سياستها.
ونقلت صحيفة الصباح الرسمية، عن الحديثي، قوله، إن "هناك مصالح مشتركة تربط هذه الدول المجاورة بالعراق أهمها التجارية والاقتصادية وهو المبدأ الذي تعتمد عليه الحكومة في سياستها وإدارتها هذا الملف وملفات أخرى وكيفية طرح هذه المواضيع مع الدول والوصول الى حلول مشتركة تضمن حصة العراق واطلاقاتها المائية الكافية".
وأشار الحديثي إلى أن "بغداد وأنقرة اتفقتا على زيادة حجم التبادل الاقتصادي بينهما الى 15 مليار دولار، وذلك على هامش زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي الأخيرة"، مبينا ان "الازمة الاقتصادية في تركيا حاليا والمتعلقة بارتفاع سعر الدولار مقابل الليرة سوف تنعكس بشكل وآخر على الاقتصاد فيها والتضخم المالي اضافة الى مجالات عديدة في المستقبل، لذلك كان من المهم جدا بالنسبة لتركيا ان يكون لها تنسيق وتفاهمات مع العراق الذي يبلغ حجم تبادلها الاقتصادي معه بحدود 11 مليار دولار".
وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي، قد قام بزيارة الثلاثاء، إلى أنقرة التقى خلالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وبحث مسألة الإطلاقات المائية وحصة العراق إضافة الى مسألة الحدود بين البلدين وحزب العمال الكردستاني وزيادة حجم التبادل الاقتصادي.
*********
تحديد قائمة الممنوعات
من الاستيراد

بغداد – طريق الشعب
اصدرت الهيئة العامة للكمارك، أمس السبت، قائمة بالمواد الممنوعة من الاستيراد والمعفاة من الرسوم الكمركية والمقيدة بالموقف الوبائي. وقالت الهيئة في بيان لها إنه "تم اصدار قائمة مكونة 8 مواد ممنوع استيرادها من الخارج"، مضيفة ان "قائمة الحجر الزراعية شملت 11 مادة زراعية".
واشارت أن "المواد شملت المخدرات والألعاب النارية والاسمدة"، لافتة الى أن "الحجر الزراعي شمل منع استيراد العنب والعسل ونبات القطن".


مالية الإقليم تصدر توضيحا بشأن توزيع الرواتب

بغداد – طريق الشعب
اعلنت وزارة المالية والاقتصاد في حكومة إقليم كردستان، أن المصارف التابعة لها لن تعطل يومي السبت والأحد لتكون مستمرة في توزيع رواتب المتقاعدين قبل حلول عيد الأضحى.
وقالت الوزارة في بيان صحفي تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، انه "على الرغم من أن يومي السبت والأحد القادمين عطلة رسمية في الدوائر والمؤسسات الحكومية، إلا أن مصارف وزارة المالية والاقتصاد ستكون فيها الدوام رسمياً ليتسنى للمتقاعدين تسلم رواتبهم قبل حلول عيد الأضحى المبارك".
واضافت، انه "سيكون توزيع رواتب المتقاعدين في اقليم كردستان نهاية الجدول الذي تم تحديده لتوزيع رواتب من قبل الوزارة".
********
فنادق النجف اضطرت الى تخفيض الأسعار بنسبة 50 في المائة
السياحة الدينية تتلقى ضربة موجعة تهدد نصف مليون وظيفة
بغداد – طريق الشعب
تعيش مدينة النجف أزمة اقتصادية حادة بعد فرض العقوبات الأمريكية على طهران، ما أدى الى تراجع أعداد الزوار الإيرانيين وتحول فنادقها الى مبان خاوية وركود محالها التجارية.
ويتوافد الى النجف كل عام، نحو مليون ونصف المليون زائر، باستثناء المشاركين في الزيارة الأربعينية التي تعد أكبر تجمع يشارك فيه الملايين.
وأكد صائب أبو غنيم رئيس هيئة اتحاد فنادق النجف، لوكالة "فرانس برس" واطلعت عليها "طريق الشعب"، أن "أكثر من 85 في المائة من الزوار يصلون من إيران".
وتتوزع في شوارع النجف، علامات لإرشاد المارة باللغة الفارسية وهي متداولة بشكل واسع بين السكان، لكن اعداد الزوار مرشحة للانخفاض الى حد كبير هذا العام لأن سعر صرف الريال الإيراني سجل هبوطا لأكثر من ثلثي قيمته خلال ستة أشهر.
وتدهورت قيمة الريال حاليا إلى 120 الفا مقابل الدولار في سوق صرف العملات، حيث يتطلب الدخول الى العراق الحصول على تأشيرة يدفع ثمنها بالعملة الصعبة.
ويقول مقدباند مهربان، احد الزوار الإيرانيين القلائل الذين وصلوا النجف انه دفع مبلغ 40 دولاراً، كما هو حال آخرين من ابناء جلدته للحصول على تأشيرة لدخول العراق.
وتقتصر السياحة في العراق على المجال الديني وتتمركز بصورة رئيسة في النجف وكربلاء، بالإضافة الى مدن أخرى تضم مراقد دينية مثل سامراء، شمال بغداد.
من المتوقع ان يؤدي وقف رحلات الزوار الإيرانيين الى المراقد الدينية في العراق، الى تداعيات وخيمة على قطاع واسع يعمل فيه نحو 544 الف شخص بشكل مباشر وغير مباشر وفقا لإحصائيات عام 2017.
ويشكل مبلغ 5 مليارات دولار من عائدات السياحة الدينية نسبة 3 في المائة من اجمالي الناتج المحلي، وفقا للمجلس العالمي للسياحة والسفر.
وبدا التأثير واضحا، مع البدء بتنفيذ العقوبات، على مدينة النجف التي تستعد لاستقبال زوار لأحياء مناسبات دينية خلال آب الجاري.
وفي مطار النجف، حيث كانت هناك 35 رحلة جوية يوميا بين البلدين الجارين، لم تغادر اليوم سوى 12 رحلة فقط تقل زوارا عراقيين متوجهين الى المراقد في إيران، وفقا لمسؤولين في هذا المرفق.
ولمواجهة الأزمة، "قامت بعض الفنادق بخفض الأسعار بنسبة 50 في المائة أحيانا"، بحسب يوسف ابو طابوق، صاحب فندق "البلد الامين" في النجف.
واضاف ابو طابوق (85 عاما) أن العروض لم تغير شيئاً، مؤكدا ان "السوق في حالة انهيار" من دون الزوار الايرانيين.
وتعد إيران ثاني بلد بعد تركيا من حيث حجم التبادلات التجارية مع العراق، وبلغت خلال العام الماضي نحو 6,7 مليار دولار، وفقا لمصدر رسمي في وزارة التجارة.
************

ص 5

طابوق أصفر

صدرت عن "دار الأدب البصري" في البصرة مجموعة قصصية جديدة بعنوان: "طابوق أصفر" للشاعر سالم محسن. تقع المجموعة في 110 صفحة من القطع الصغير، وضمت "49" قصة تنوعت بين القصيرة والقصيرة جداً.
نقرأ منها: "الشارع مغطّى بكاميرات المراقبة من بدايته وحتى النهاية ، قال أصغر الأولاد ــ ماما .. يجب أن نضع كاميرات في غرف البيت لمراقبة حركة الجرذان"!

*********

ضد النسيان...
أسود وأبيض

في اوائل سبعينات القرن الماضي، زار التلفزيون بيتنا أول مرة، اتذكره، بلون الصاج، وبحجم متوسط اقل من 20 بوصة.. اشتراه أبي من محل "ابو محمود الكردي" بالتقسيط المريح جدا، بيتنا كان عبارة عن غرفتين وهول وثمة ساحة كبيرة مبلطة، وسطها "البالوعة" التي نديم تفريغها، عن طريق سيارات خاصة تزورنا كل شهر مرة... وفي زاوية منها نبتت شجرة رمان عملاقة، ترسل اشارات مجيء الربيع قبل حلوله، حينما تظهر الزنابق الحمراء.. وردات حمر تتحول فيما بعد الى ثمار الرمان.
وضعنا "التلفزيون" في الهول (كانت امي تسميه تلفزون وبقيت تسميه هكذا الى وقت متأخر) على كوميدون من الحديد.. كان يتخذه أبي "قاصة" يضع فيها راتبه الشهري، ويقفله ويضع المفتاح بخيط يربطه مع ساعة الجيب التي يديمها عبر " الزنبرك " فكانت ساعة أبي ومفتاحة والتلفزيون علامات الرفاهية الهائلة التي كانت تفرحنا. اسعدنا كثيرا الزائر الجديد بشاشته ـ الاسود والأبيض ـ كذلك استقطب الكثير من الاصدقاء، اصدقائي، واصدقاء أخوتي، نتجمع في الهول ونراقب شادية وهي تقدم شفتيها الشهيتين الى فم رشدي اباظة الذي نحسده على " بكلته " وقدرته على اسقاط النساء في حبائله... لكن هناك مشكلة كانت تشيع الحزن والالم في نفوسنا.. بعد ان يشتغل التلفزيون بساعة أو أكثر تبدأ الصورة بالحركة إلى الأعلى أو إلى الأسفل.. الأمر الذي يؤلم عيوننا ويصيبنا بالصداع، لكننا كنا نصر على متابعة ما يعرض بإصرار عجيب.. حتى مرعلينا احد المصلحين الذين جلبهم أبي.. أشار إلى اسطوانة بلاستيكية بيضاء بحجم الاصبع الصغير.. قال انها جهاز تنظيم الصورة.. حالما تبدأ الصورة بالحركة.. تحرك الاسطوانة الى اليمين او الى اليسار برفق حتى تثبت الصورة.. وفعلا نجح الأمر في البداية وتولى اخي "رزاق" ـ الذي اخذته حرب الثمانية أعوام بعيدا بعد اندلاعها بعامين ـ القيام بتحريك الاسطوانة، ارتاحت عيوننا وزاد فرحنا لفترة، لكن ولأن الاسطوانة كانت رقيقة "انكسرت تحت اصابع رزاق وبدأت الصورة تتحرك مرة اخرى.. لكننا اكتشفنا امرا، انه بمجرد ان يضع احدنا اصبعه على المكان المكسور تتوقف الصورة، وتتحرك حالما يرفع اصبعه منها، ووضعنا كرسي قرب التلفزيون ويجلس احدنا عليه ويبقي اصبعه على المكان لحين انتهاء السهرة، ولأن الامر متعب، فقد كنا نتناوب الجلوس على الكرسي لحراسة الصورة وإيقافها عن طريق الاصبع.. الى اليوم الذي كان فيه دور "رزاق" وكانت مسلسلة "كابتن سبوك" تلك السفينة الفضائية التي كنا نتابع ما يجري فيها بشغف.. مد رزاق اصبعة على الزر ولم تتوقف الصورة.. الح كثيرا.. ولم تتوقف الصورة.. رفع رزاق التلفزيون بحظنه وهو غاضب ويريد ان يرميه على الارض، هرعنا كلنا واوقفناه... واعدنا تشغيل التلفزيون.. الذي توقف عن الحركة.. وبدأنا نرى الصورة بانتظام.... لكنها كانت صورة واحدة لمجموعة من فتية صغار يتطلعون الى الشاشة وهم يترقبون ما يجري فيها... بقيت الشاشة تحمل صورهم الى يومنا هذا.... رحل "رزاق" وأبي وأمي واصدقاء كثر كانوا معنا ساهمين ويحملون حزن العالم...... تحية "للتلفزون" الذي كان يجمعنا، كما كانت امي تنطقها واللعنة على الحرب التي فرقتنا.

محمد علوان جبر

*********

تراتبيات السرد في "نساء ماهر الخيالي"
مقداد مسعود
معماريا تتألف رواية "نساء ماهر الكيالي" للكاتب ياسين شامل من طابقين:
* بصرة بعد سقوط الطاغية، وهي لحظة التحرر التي لا تصدق وسعادة الناس بحرية ٍ جديدة عليهم، حرية وامضة فسرعان ما" طالت الاغتيالات الكثير من الناس، وقتلت التفجيرات المدمرة أسماء مهمة.. "الكل مهددون، لكن النساء يتصدرن القائمة.
والعنف سينوش شخوصا في الرواية: المليشيات تختطف نغم التي ستحول اسمها الى نجوى أثناء التحقيق الصوري معها من قبل "الصكاكة" وبشهادتها" جاء الشخصان وكمما فمي، وتم ربط يدي ورجلي، وضعت في صندوق السيارة وانطلقت بي سيلقى بجثتي في مكب النفايات قرب الجسر، كغيرها من الجثث التي يلقى بها كل يوم هناك أوفي مناطق أخرى. القوات البريطانية تطارد شهاب أحمد وبشهادة السارد.. "طاردته القوات البريطانية وحاصرت بيتهم من أجل اعتقاله، لكنه قاومهم، فأردته رصاصة قناص متربص قتيلا، عندما حاول الفرار من سطح بيتهم الى بيت جيرانهم.. أما شذى خالة ماهر، فيخبرنا السارد" صعدت فوق الكتب ووضعت الحبل في رقبتها، وشنقت نفسها" وقد مهد السارد لذلك بعلاماتية حادة في قوله
"مسقط المروحة المعلقة في السقف نزل عموديا على الرواية" ثم يأتي التمهيد الثاني أعني الخبر المباغت الذي سمعته من مدبرة المنزل جوليا "حفل زفاف ماهر على سماح".. وحين تتأكد من ذلك مرة ثانية، توصل رسالة شفوية الى ماهر من خلال جوليا "إذن بلغي ماهر، عندما يعود الى البيت بأنه لن يجدني".
* هناك جانب سلطوي في البصرة يمثله دكتور حسون ومحسن راضي، حيث يصبح الأول رئيس وزراء والثاني وزير الثقافة.
كل هذه التوليفة ومشتقاتها تمثل الأفقي/ البراني في حركية الرواية،..
"2" المستوى الجواني/ العمودي/ الثقافي / الحدسي/ الأيروسي/ الدونجواني.. إلخ كل هذه المفردات/ التراتبيات: تتجسد في شخصية ماهر الخيالي.
"*"

من هو ماهر الخيالي؟

من شهادة خالته شذى سنكتشف ماهرين في ماهر الخيالي، إذن ماهر من الشخصيات المشطورة، يبدو أن ماهرا قبل سقوط الطاغية، لا يشبه ماهر بعد السقوط بحسب شهادة خالته عنه "كان ماهر حالما طول الوقت غارقا في رواياته وكتبه، وليل موسيقاه التي تخترق الحدود، وتلك التهويمات ما بين الحقيقة والحلم. كان ينث رقة وحناناً ليس له عداوات، هو صديق الجميع"، أما ماهر نفسه فيحدثنا "ترك والدي ثروة، وحمّلني تبعة ثقيلة ناء كاهلي بها، المكتبة العامرة بالروايات والكتب المختلفة، وما مسطور وما يتحرك فيها، اكسبتني الخيال ودخلتُ الحلم الذي ساقني نحو نساء من ماء أو من سراب، لم يلبثن أن تحوّلن إلى نساء حقيقيات، نساء من لحم ودم، فخرجت من جبة الحلم، هل يصح الخيال وسيلة ناجحة بديلا للتعامل مع شؤون الحياة؟ ها هن النساء يحطن بي، أكثر من أيام الجامعة".. نلاحظ أنه من الثروة المعرفية الكبرى، أكتفى ماهر بالكتب الروائية، ونسجتْ قراءاته الروايات كائنات نصية عششت في ذاكرته ثم قامت بتصنيع الحياة الأجمل، وبشهادة ماهر "لم أستطع مغادرة الخيال، فعالمه جميل، فقد تقاطع بشدة مع الواقع المرير. فمن يقظة أحلام الماء، وبشهادة المعلم غاستون باشلار عندما يفلت حالم التأملات الشاردة" من المشاكل التي تأتيه من مشاكل الآخرين، عندما يصبح فعلا صاحب عزلته يستطيع أن يتأمل مظهراً جميلا من هذا العالم دون أن يحسب الساعات - شاعرية أحلام اليقظة" وماهر يتماهى فيما يقرأ من روايات وبشهادة شهاب أحمد يتقمص "الدور في الكثير من الروايات التي أدمن على قراءتها، فقد تأثر كثيرا برواية الليدي تشارلي لكاتبها لورنس. بعد أن قرأها في البستان الذي يحيط ببيته وكانت فتاة قروية تمر بين النخيل. ربما رأى الليدي تشارلي عارية بكل تفاصيلها الجميلة بين الاشجار. انه صائد نساء، من أي صنف ومن أي نوع"، وبخصوص مؤثرية الروايات عليه، التقطتها سماح وهي تعيد قراءة رسالته الغرامية اليها فعقبت قائلة لصديقتها آن "هل الخيالي بهذه الشهامة وبهذا الرقي الذي سحّ من كلمات وسطور الرسالة المنبثقة من عمق التاريخ، أم أنه نسخ كلامه في حومة سرحانه مع خياله الجامح، أم أثرت فيه أحداث رواية من الروايات، فابتدع هذه المقولات".
"*"
في الرواية نتعرف إلى وظيفتين سرديتين يمارسها ماهر
(1) شخصية رئيسة محورية، مشاركة في صناعة الاحداث الروائية
(2) شخصية سارد عليم، يعرف تصرفات بقية الشخوص، فهو يخبرنا عن حالة سماح بعد محاولة الابتزاز المالي من قبل أحدى المليشيات "خافت سماح. عليها أن تعمل شيئا، خشيت أن يكون هذا جزءاً من العقاب الواقع عليها كونها علّقتني كثيراً، فقد تعذبت أكثر من هذا العذاب الذي داهمها فجأة. هل تذعن لما يريدون؟ وتنفذ طلباتهم دون أن يعلم أحد بها"، وهذه عينة أخرى تؤكد ان ماهر ضمن الفضاء الروائي: هو عالم الشهادة والغيب "لم تصارحني بما جرى حتى أوصلتها إلى بيتها" والسؤال هنا يعنيه: هل ثبّت ماهر كاميرات سرد خفيه يجعل سماح من خلالها مكشوفة لديه..؟! ووضع هواتفها تحت المراقبة، كما فعل شقيقها نادر؟ وهل عرفت سماح بفعلة ماهر كما عرفت بفعلة شقيقها؟ وبحسب ماهر نفسه" حسبت أنني عرفت أمورها المخفية، ورأيت مالم أره منها. حنقت، ثم تلمست جسدها، وألقت بكل اللائمة علي".
"*"
نلاحظ أن ثمة خطوات يخطوها ماهر تثير الريبة عند أقرب الناس إليه، فانتقاله الى البيت الذي اشتراه من الدكتور حسون بدر جعل خالته شذى وبشهادتها "تشاءمت من هذا البيت، كونه يشبه السر"، أما حفلة زفافهما ماهر وسماح فبشهادة السارد "كان حفل الزفاف شبه يتيم لم تتم الدعوات الرسمية التي كان من المزمع ارسالها إلى جهات رسمية ومسؤولين كبار، وآخرين عدمت الحاجة لدعوتهم"، وتختلف الآراء حول ماهر، لكنها تتفق على تموضعه الطبقي السعيد وبشهادة خصيمه شهاب أحمد "خلال طفولته كان مدللاً. لم يعرف الفاقة في كنف أهله وثروتهم الكبيرة من ناحية الأم والأب التي آلت إليه فيما بعد".
"*"
كل إنسان يحتاج نسخة سردية عنه من خلال سواه، وهكذا يتم تواصله المرآوي مع نفسه، عواطف التي كانت طفولتها مريرة ًبسبب طلاق الوالدين، افتقدت ما تحتاجه طفولتها من حنان أبوي وتكفلتها أنوثة مضطهدة: أم تكدح لتؤّمن مستقبل ابنتها، من هنا عواطف وجدت العمل كمترجمة لقوات الاحتلال فرصتها المغرية المؤاتية لتوفير راحة لوالدتها، عواطف لا تكتفي عند هذا الحد تريد فرصتها السردية "لو دخلت خيال ماهر من هذا الباب، لنسج قصة جميلة، ربما تفرحني وتبكيني في الوقت نفسه"، نغم المسقطة أخلاقياً، استعملها شهاب أحمد لمآربه لكنها رفضت طلبه في تشويه سمعة ماهر في المعسكر "سأدفع لك مبلغا لو أشعت في المعسكر، أن ماهر هو الذي اغتصبك في البستان وكنت قاصراً عمرك لم يتجاوز الرابعة عشرة../73" سؤالي هنا كقارئ للرواية بماذا يضر ماهر هذا الأفك؟! هل الذين في المعسكر سيغيرون نظرتهم نحو ماهر؟! وهل هؤلاء المحتلون يعيرون اهتماما لمثل هذه الأمور؟ ثانيا ما فائدة هذه الشائعة التي فات الوقت عليها؟ ثالثا: وبشهادة نغم نفسها" أنا الفتاة السمراء في عهدي الجديد، كل يوم في الصباح الباكر أدخل المعسكر. لا يعرفني اليوم من رآني سابقا، يرى فتاة أخرى ليست نغم القديمة، بمشيتي المتمايلة فقد غيرت كل شيء، اختلفت صورتي عن سابق عهدها. ذبحت ماضيي بسكين حادة ودفنته في صحراء بعيدة قاحلة". ..توقعات ماهر مؤسسة على مجريات الأحداث هي التي انتجت الفعل الاستباقي الذي سترتكبه شذا، وبشهادة ماهر.. "لم تقبل سماح ببيت منار السابق، هذا الحدث المتوقع أن كان واقعا يمثل بالنسبة لشذا الانتحار بعينه"..
ليس مخيال ماهر الذي انتج فعلا استباقيا لنهاية نغم، بل شراسة متغيرات ما بعد سقوط الطاغية، ونغم لا تملك من حياتها سوى غريزتها وهي ليست وحدها التي تجاوزت الخطوط الحمر، كل الذين استعملهم الاحتلال فعلوا ذلك، لكن نهايتها المأساوية بتخطيط من شهاب أحمد، مثل تشغيلها في المعسكر، شهاب هو آخر من رأته تلك الليلة "في ذلك اليوم الشتائي كانت الريح تلسع أنفي، رآني شهاب وأنا أخرج من المعسكر، وتبعني حتى الشارع العام وما أن أصبحت في الشارع العام حتى التقطتني سيارة سوداء" نغم ليست مثلما يشخصها ماهر "أنت تسيرين نحو حتفك"، نغم ما ملكت ملعقة ذهب بالوراثة مثل ماهر كما ليست البغي الفاضلة التي هي نتاج وعي زائف في الرواية العالمية والعربية. هنا عيب ماهر، حين يطالبها أن تكون مثله في قوة الأقنعة، أن تغير مكان إقامتها أو تختفي إلى حين، أو تهاجر، هذه الإمكانات متوفرة لديه هو أما نغم وبشهادتها" من يوم وعيت على الدنيا، لم أكن بخير، كيف أتوقف وأكون بخير، هل توقف ماهر عن لعبة الخيال، وأصبح بخير؟ فهو لا يزال يعوم في بحره، لم يهاجر، ولم يختف. كان بإمكانه تغيير سكنه، ليس بمقدوري غير تغيير السرير والرجال"، وعيب ماهر الثاني ينتج خطابا ثقافيا متعاليا ويطلقه نحو نغم فتفكك نغم خطابه من الخارج "لم أفهم شيئا مما قاله ماهر الخيالي، ولا أستطيع مجاراته في الكلام، يصيبني الصداع عندما يكلمني، ولا أقوى على الإصغاء، كنت مرغمة على سماعه، هو حقا خيالي"، في لحظاتها الأخيرة، تلتقط شذرة وتتمنى حياكتها "تمنيت لو أن ماهراً حاضر في خياله، فخيالي ليس ذا جدوى، لكن من أين آتي به في هذه الساعة. ربما هي نهايتي التي أشار إليها، أو كتبها في أوراقه".
**********

ذاكرة تتألم.. وشجاعة التنقيب عن الوطن
إسلام عادل
جسدت الأعمال الأدبية العربية مثل بئر الشؤم لفيصل حوراني والطنطورية لرضوى عاشور أصداء إعلان الدولة اليهودية والرفض الصامت للعربي الذي تجرع الاضطهاد وقاسى القتل والتهجير. عايشنا شخصيات أدبية أجبرت على الانحسار أمام المد الصهيوني وإحساسها بهشاشة الحكومات التي لا تحمي مواطنيها و صراع الهوية الذي تمخض عنه. كانت فدوى طوقان في طليعة الأدباء الذين رووا الوطن في سيرتهم الذاتية. ففي سيرتها "الرحلة الأصعب", تبتدئ طوقان بحرب الأيام الستة وتعامل الجنود الإسرائيليين الفوقي مع الفلسطينيين وما أفرز ذلك من عنف واحتقار وترهيب ومصادرة أملاك. والمساهمة الأبرز التي خطتها طوقان على جبهة التاريخ هي المقاومة بالأدب من خلال قصائد تشعل العواطف الوطنية وتهدف الى استمرار الوعي السياسي وعدم تقبل ما تؤول إليه الأمور. نقلت طوقان الى العالم مأساة بلدها فاستبدلت سيرتها الذاتية بسيرة الوطن. تدعو الى السلام تارة و تنشد العنف تارة اخرى حين لا وسيلة غيره كما تقول: "ان العنف ليس ظاهرة مرضية على الدوام, فهو في بعض الاحيان ضرورة تاريخية".
إلا إن القصة لم تكتمل و ما قرأناه و صور إلينا ما هو إلا الجانب الأقرب. ففي الوقت الذي سحب فيه بساط الإنسانية و حق الأرض من فلسطيني بسيط, كان هناك يهودي اخر انتزع من وطنه. شهد ذلك مفكرون وأدباء يهود وجدوا أنفسهم يلفظون من وطن لا يعرفون غيره وينفتح أمامهم طريق مجهول ليتدفق سيل منهم الى ما تردد على إنها أرضهم. فكانوا ضحية "مؤامرة" هم أيضا, إذ كان بوسعنا أن نطلق هذه الكلمة على أيديولوجية شديدة التنظيم وعميقة التخطيط. فنرى إن الجانب الآخر من الصورة يجسد مواطنين يحلمون بدوام العفاف والرزق, فكانت اليهودية ديانة تراعي التعاملات التجارية وإجراءات الزواج, أما القومية فهي البساط الذي يجمع الديانات الكبرى والأقليات الدينية على حد سواء. فجميعهم كانوا يتركون أثرا على الحياة العامة و يتأثرون بضباب السياسية ورماد الأزمات الاقتصادية. ندين لسيرتين ذاتيتين لمثقفين يهوديين في اطلاعنا على ما قاساه يهود لا يعرفون غير العراق وطنا. كان نعيم قطان أكثر حديّة في وصف حياته في العراق بسيرته الروائية الذائعة الصيت "وداعا بابل", بينما نحا صديقه نسيم رجوان الى كتابة سيرة ذاتية تنبض بالحنين لأيام التكوين كما أسماها وتحتشد في ذاته صراعاته كشاب تنضج روحه و تتبلور أفكاره في مناخ اجتماعي محافظ وسياسي مضطرب وفكري قلق. في هذا المقال نستعرض السيرة الذاتية للمفكر العراقي نسيم رجوان وأهم ما أنبثق من ذاكرته بعد عقود من الهجرة.
يبدأ رجوان سيرته مؤكدا على أن اليهود عراقيون أصليون ولم يكن العراق لهم منفى حتى يمكن أن يهجروه. ثم ينتقل الى جذور أسرته وكيف اتخذت أسم رجوان وما قيل حول ذلك. يتدرج بعدها الى ما طرأ على حياته السيكولوجية والروحية كانعكاس لنشأته الأسرية والاجتماعية. فرجوان انطوائي متمرد بطبيعته, يرى أن العادات التي نشأ في ظلها, قيدت من حريته كفرد وشبكت معصميه بأصفاد لم يقدر الفكاك منها. فصرنا نرى أسواق بغداد والأعمال والتظاهرات بأشباحها التي انعكست على نفسه. فعالمه يبدأ من حيث تترك بصمات الأحداث على روحه وما تخلفه ذيول العواطف التي تنضج في عقل متوقد واع وناقد! فالحياة الدينية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وجدت في سيرته منفذا كي تتشكل فصارت حياته سيرة وطن في واحدة من حقبه الأصعب. لا نقرأ كيف أصبح الوطن بدون شريحة تغرس جذورها عميقا في تاريخه, لكننا وبالتأكيد نلتمس أوجاع جالية أجبرت على أن يتسرب الوطن من ذاكرتها, وأن تدلق مشاعر الانتماء التي تربطها بأرضها. وبعد سرد حياته مع أب أعمى, أخيه إلياهو, أخته نعيمة, البيوت العديدة التي نشأ تحت سقفها, الطقوس الدينية وحياة جنسية توقدت مبكرا, نرى تشكله سياسيا ودور الفكر الماركسي في مواقفه السياسية وعلاقاته الثقافية التي لم تقطع أواصرها رغم سنين البعاد.
من أجزاء الكتاب التي أفصحت عن ملامح الثلاثينات والأربعينات السياسية هي بداية تكونّه الفكري وتأثره بالماركسية وميوله للطبقة العاملة. وقد أفرز لذلك صفحات عن اعجابه بالماركسية في أثناء الحرب الأهلية الإسبانية وبداية الحركة اليسارية واندفاع الشباب المثقف لأحضانها. كما نرى صدى الحرب العالمية الثانية على الطبقة المثقفة وموقفهم من بريطانيا ورشيد عالي الكيلاني و حكومته.
وأخيرا, نؤكد على إنها سيرة نسيم رجوان بقدر ما هي قطعة من تاريخ العراق. أما الحجرة الكريمة التي أضافت رونقا ترقرق بين سطورها فهي العلاقات الثقافية الحميمة التي ربطت رجوان بالواقع الثقافي آنذاك الذي ترفع وارتقى على العواطف الدينية والانتماءات الطبقية. فمن أجمل ما عرج عليه رجوان هو نجيب المانع الكاتب البصري المتوفي في لندن. فقد روى طوال صفحات صداقته مع المانع وسنوات الغربة والانقطاع وإعجابه بـ "تماس المدن" رواية نجيب المانع الأروع. كما أتى على ذكر بلند الحيدري وحماسه الوطني وثورته الشعرية وتأثره بالنتاج الأدبي الشعري الأوربي الذي صاغ أسلوبه. فبذلك أبدع في تصوير متانة الرابطة الثقافية بين العراقيين التي لم تمزقها هموم الاغتراب ولا بعد سنوات الفراق. فكل ما تدفق من ذاكرة رجوان وسجله كسيرة وطن نبع من أحساس بانتماء الى وطن أجبر على لفظه بعد أن طوق بالمكائد. أراد نسيم رجوان أن يؤكد عراقيته ويؤرخ انتماءه فهو كما قال: عراقي يهودي.

*********

الكنغر الصغير
طلال حسن
همت أنثى الكنغر الفتية، بالهرب عندما سمعت نباح كلاب الدينغ، من مكان قريب، واختبأت وراء صخرة ضخمة، تراقب صديقتها، التي كان صغيرها يلعب على مسافة منها، وهي تحوم في المكان، وتصيح: بنيّ، تعال، اسمع الكلاب قادمة.
وتوقف الصغير مذهولاً، لا يعرف ماذا يفعل، وكلاب الدينغ المتوحشة تقترب منه كالعاصفة، فأسرعت أمه إليه، ودفعته بعيداً، لكن الكلاب انقضت عليها، وفتكت بها.
حلّ الظلام، والصغير يحوم قرب الصخرة، التي تختفي وراءها أنثى الكنغر الفتية، وتعب أخيراً، فثوى في مكانه، وهو يتمتم: ماما.. ماما.
وسرعان ما أغفى، واستغرق في نوم عميق، حين شعر بدفء كدفء أمه، وتلمس في نومه ما حوله، فشعر بضروع ممتلئة، فرضع حتى شبع، وهو ما زال نائماً.
وحين استيقظ، عند الفجر، أطل برأسه من الجراب، ونظر إلى أنثى الكنغر الفتية، وقال متسائلاً: من أنتِ؟
فأجابت أنثى الكنغر الفتية، وهي تمسد بيدها على رأسه : أنا أمك، يا عزيزي.
دبدوب والنحلة

طارد دبدوب نحلة، وهو يهتف بها: مهلاً، لا تهربي مني، إنني أحبكِ.
لكن النحلة لم تتمهل، ومضت مبتعدة، وهي تقول: أنتَ لا تحبني، وإنما تحب عسلي.
ورأت النحلة شجرة مزهرة، واقتربت منها، فقالت الشجرة : تعالي، وارتاحي بين أزهاري، أنا أحبكِ.
وحطت النحلة على إحدى الأزهار، وقالت للشجرة: أنا أيضاً أحبك، أنتِ تعطيني الرحيق، الذي أصنع منه العسل، وأنا أنقل إليكِ غبار الطلع.

**********

ص6
الرأسمالية المعولمة وبرنامج الوطنية الديمقراطية
لطفي حاتم
حملت الرأسمالية المعولمة تغييرات جذرية على طبيعة ومضامين كفاح قوى اليسار والديمقراطية وغيرت تلك القوى برامجها الاستراتيجية ارتباطا بتغير طبيعة الطور المعولم من الرأسمالية المتسم بانهيار اسلوب الانتاج الاشتراكي والعودة الى سيادة السوق الرأسمالي أولا وزيادة شدة الترابطات الدولية والوطنية ثانيا الامر الذي ادى الى ظهور اسئلة فكرية كثيرة امام قوى اليسار والاشتراكية منها ــ هل ما زال النموذج النضالي المعتمد في مرحلة ازدواجية التطور الاجتماعي مطروحا على جدول الكفاح الديمقراطي؟ ومنها ما هي البرامج اليسارية الديمقراطية القادرة على اختراق بنية الرأسمالية المعولمة وصولا الى بناء عالم جديد خال من التبعية والتهميش؟ ومنها هل ما زال الكفاح الاشتراكي مشروعا وطنيا بعد غياب النظم الاشتراكية وسيادة اسلوب الانتاج الرأسمالي؟ ومنها هل ما زالت الدول الوطنية وكفاح شعوبها يتطلب البحث عن وسائل وطنية ودولية لمكافحة الهيمنة الرأسمالية.
محاولة لدراسة تلك الاسئلة العملية وغيرها من الوقائع الاخرى نحاول التقرب من مضامينها الفعلية أملين ان يتم تناولها بشكل اكثر شمولية من قبل الباحثين والمفكرين لغرض ارسائها على قاعدة علمية تنطلق من النهج المادي للتاريخ بما يحمله من امكانيات الوصول الى اجابات تقارب مضامين الاسئلة المثارة.
من جانبي سأعمد الى تناول مضامين البحث بثلاثة عناوين رئيسية تتمثل بــ
العنوان الاول ــ انهيار الاشتراكية الفعلية وأثرها على الكفاح الوطني الديمقراطي.
العنوان الثاني ـ التكتلات الدولية وأثرها المستقبلي على الدول الوطنية.
العنوان الثالث ــ برنامج الوطنية الديمقراطي وسماته الفعلية.
أولا ــ انهيار الاشتراكية الفعلية وأثرها على النضال الوطني الديمقراطي.
اثر انهيار المعسكر الاشتراكي على اصطفاف حركة التحرر الوطني العالمية ومشاريعها في بناء انظمة سياسية ديمقراطية تضمن تطورها الاقتصادي ـ السياسي اللاحق فضلا عن مكافحتها نمط الهيمنة والتدخلات الخارجية في شؤونها الوطنية حيث تشير التجربة التاريخية المعاصرة الى اعتماد العديد من فصائل حركة التحرر الوطنية العالمية في مكافحة الضغوطات الدولية على جهودها الذاتية بمعزل عن فصائل القوى الوطنية والديمقراطية في البلدان الأخرى فاتحة الطريق بذلك امام تدخلات الدول الرأسمالية الكبرى في مسار نضالها الوطني.
استنادا الى تلك السمات العامة نتعرض الى خصائص بعض اطراف حركة التحرر العالمية بصياغات عامة أهمها ــ

1ــ الدول الوطنية وسماتها الفعلية
نشأت الدول الوطنية في المرحلة الثانية من التوسع الرأسمالي بمساعدة خارجية من الدول الكولونيالية حيث امتاز بناؤها السياسي بسمات عامة اساسية يمكن تحديدها بـ : ـ
ــ شروع الدول الاستعمارية بناء دول وطنية متفاوتة التطور ترتكز على تشكيلات اجتماعية طبقية جنينية جرى تطويرها لاحقا ارتباطا بتغلغل الرأسمال الامبريالي في مرحلته الكولونيالية.
ــ ادى نشوء وتطور طبقات اجتماعية مختلفة منها الطبقة البرجوازية الوطنية بفصائلها التجارية والصناعية، وتحالف بعض اقسامها مع الرأسمال الخارجي الى تبني بعض شعارات (الشرعية الانتخابية)، وما نتج عن ذلك من تنامي حركات سياسية شعبية تعددت اشكال كفاحها الوطني تبعا لتطور قواها الاجتماعية وبنيتها الايديولوجية .
ــ افضى الاختلال الفاضح في مستويات الامن الاجتماعي ـ السياسي للدول الوطنية وتشكيلاتها الاجتماعية وضعف التيارات الليبرالية المعبرة عن مصالح الطبقة البرجوازية الى نهوض متواصل لحركات شعبية يسارية ديمقراطية معتمدة على (الشرعية الانتخابية) والوسائل الكفاحية الاخرى للوصول الى السلطة السياسية.
ـ وجود مؤسسات عسكرية قوية في بنية الدول الانضباطية شكلت عوامل مساهمة في شد بنية دولها الوطنية وتشكيلاتها الاجتماعية رغم طابعها الاستبدادي وترابط مؤسساتها العسكرية مع جيوش الدول الكولونيالية.
ـــ رسخ العديد من الدول الوطنية بعد انهيار الكتلة الاشتراكية انظمة سياسية ديمقراطية ترتكز على قاعدة التفاهمات الطبقية وفي هذا السياق تشكل تجربة بعض دول امريكا اللاتينية تأكيدا فكريا للموضوعة المثارة رغم التدخلات الخارجية الأمريكية لإبقائها حديقة خلفية خدمة لمصالح شركاتها الاحتكارية.
ــ شكلت الايديولوجيا الوطنية الديمقراطية الناتجة عن تغيرات التشكيلات الاجتماعية الوطنية حاضنة فكرية لنشاط الحركات الديمقراطية بدلا من حاضنتها الفكرية السابقة المستمدة من تجربة الدول الاشتراكية ووجودها الفعلي.

2ــ الايديولوجية الوطنية وسماتها العامة
أدى انهيار المنظومة الاشتراكية وسيادة وحدانية خيار التطور الرأسمالي الى فتح الطريق امام فكر الوطنية الديمقراطية المتضمن بناء انظمة وطنية ـ ديمقراطية جديدة على قاعدة التفاهمات الطبقية والديمقراطية السياسية ورغم عدم تبلور البرنامج الفكري للأيديولوجية الوطنية إلا انني أجده في الموضوعات التالية ـ
أ ـ مناهضة الالحاق والتهميش
تحتل وحدة القوى الوطنية الديمقراطية موقعا مهما في عملية النهوج السياسية الساعية الى مناهضة الالحاق والتهميش بما يعنيه ذلك من توفير مستلزمات نهوض الطبقات الاجتماعية المنتجة للقيام بدورها التاريخي خاصة بعد تحالف شرائح البرجوازية الطفيلية والكمبورادورية التجارية مع برجوازية الشركات الدولية المعولمة.
ب ــ صيانة مواقع الطبقات المنتجة
تجهد القوى الوطنية الديمقراطية بتحديد الآليات القادرة على دفع التطور نحو صيانة المصالح الاساسية للطبقات الوطنية المنتجة والتحالف بينها في الظروف التاريخية الملائمة، والعمل على حل التناقضات الوطنية والطبقية بطرق سلمية.
جـ تحجيم وكالة الطبقات الهامشية
تشترط التغيرات الدولية بناء حركة اجتماعية واسعة مناهضة للفساد والتدخلات الدولية وذلك لمنع القوى الخارجية من التدخل لصالح الطبقات الساندة للرأسمال الدولي فضلا عن لجم القوى السائدة من التلويح بالانقلابات العسكرية.
د ــ مناهضة التدخلات الدولية
بناء آلية سياسية ـ اقتصادية وطنية قادرة على منع التدخلات الدولية في الشؤون الوطنية الهادفة إلى تعزيز المواقع الطبقية لقوى البرجوازية الطفيلية والكمبورادورية التجارية الراغبة في استمرار سيادتها الطبقية وهيمنتها السياسية.
ان مكافحة التهميش والخراب الاقتصادي تكتمل في المحددات التالية ــ

1ـ بناء الدول الوطنية على قاعدة الديمقراطية السياسية
ــ يشكل البناء الديمقراطي لمنظومة البلاد السياسية عاملا اساسيا لوحدة البلاد الوطنية ويشكل قاعدة وطنية لرسم نهوج سياسية من قبل الاحزاب الوطنية تتضمن الكفاح من اجل تطور البلاد الاقتصادي والسياسي وصيانته من التهميش والإلحاق وبهذا المنحى يمهد الطريق لتعزز الوحدة الوطنية المبنية على التفاهمات الطبقية والاجتماعية.

2 ــ التوافق الطبقي
تتمتع موضوعة التفاهمات الطبقية بأهمية سياسية كبرى في منظومة البلاد السياسية وتستند موضوعة التوازنات الطبقية على التفاهم الوطني بين الطبقات الاجتماعية الوطنية المنتجة عبر إلغاء مبدأي الإقصاء والتهميش لبعضهما الآخر والذي شكل اساسا لتوجهات القوى الوطنية الديمقراطية والقوى الوطنية القومية في حقبة المعسكرين ويستند التفاهم الطبقي في العولمة الرأسمالية على سيادة الشرعيتين الوطنية والانتخابية فضلا عن تأكيد شرعية الحكم الديمقراطية على رعاية المصالح الاساسية للقوى والطبقات الاجتماعية في الدولة الوطنية.

3ـ نشوء وتطور التكتلات الدولية
ــ يتميز الطور الجديد من الرأسمالية المعولمة بسعيه لتفتيت التشكيلات الاجتماعية الوطنية عبر ضرب الدولة الوطنية وتحويل مؤسستها العسكرية الى اداة قمعية ضد كفاح القوى الوطنية وصولا الى جعل الدولة الوطنية اداة للهيمنة الخارجية .
ان الملاحظات السياسية والفكرية التي جرى اعتمادها لغرض صيانة تطور الدولة الوطنية وشد منظومتها الاجتماعية تتكامل مع تحديد الميول المتناقضة لحركة العولمة الرأسمالية المتسمة بنشوء واندماج الاحتكارات الدولية الكبرى من جهة وبين التبعية والخراب الاقتصادي الناتج عن الالحاق والتهميش من جهة ثانية .
وعلى اساس ذلك تشكل الدعوة لبناء التكتلات الاقتصادية بين الدول الوطنية على قاعدة احترام السيادة الوطنية وتوازن مصالح طبقاتها المنتجة اهمية كبيرة وبهذا المسار تتمتع مراقبة السلطة التشريعية على هذه التكتلات الإقليمية وسيرها حلقة اساسية لمنع تطورها لصالح القوى الهامشية والأطراف الدولية.
خلاصة القول ان تشكيل التكتلات الاقتصادية الإقليمية بين الدول الوطنية يساهم في تعزيز قدرة هذه البلدان على مكافحة ميول الطبقات الطفيلية المناهضة للتوازنات الطبقية ومناهضة التبعية والتهميش.
استنادا الى ما جرى استعراضه يمكننا صياغة الاستنتاجات التاليةـ
أولا ـ تتميز العولمة الرأسمالية بميولها المتناقضة المتسمة بقوانين الاندماج والتوسع من جهة ،والتبعية والإلحاق من جهة أخرى وما ينتج عنها من تفتيت الدول الوطنية وتخريب تشكيلاتها الاجتماعية بعد الحاقها بالاحتكارات الدولية.
ثانيا ــ تدفع العولمة الرأسمالية القوى والطبقات الاجتماعية المنتجة في الدول الوطنية الى استبعاد تناقضاتها العنفية عبر صياغة تفاهمات وطنية مناهضة لقوانين الاقصاء والتهميش التي يفرزها الطور المعولم من التوسع الرأسمالي.
ثالثا ـ تفرض العولمة الرأسمالية نمطا من التقارب الطبقي بين الطبقات الاجتماعية المنتجة في الدول الوطنية المناهضة لميول العولمة التخريبية ساعية بذات الوقت الى تحجيم الميول التخريبية للطبقات الكمبورادورية والبرجوازية الطفيلية المتحالفة مع الرأسمالية الدولية.
**********
تأملات ومراجعات حول مفهوم التحالف أو التحالفات
بين أيديولوجيا الماضي.. والواقع أو الوقائع المتغيرة!
عبد اللطيف السعدي
منذ أن بدأت أفقه أولى المعاني في الحياة والسياسة، وخاصة بعد الثورة المظلومة، في الرابع عشر من تموز عام 1958، وأنا الصغير المنشد باكراً لواقع الحياة في البلاد وناسها إنطلاقاً من البيت والعائلة، أقول منذ ذلك، طرّت مسامعي، أو قرأت كلمات عن التحالف والجبهات أو الاتفاقات السياسية. وثم تعمقت أفكاري بعد قراءاتي الأولى وثم بلوغي مرحلة الانتقال من مرحلة وعي الذات والواقع، إلى مرحلة الفعل أومحاولته، لتغييره، عبر أداة التنظيم، والانتماء لمن أقنعني بجدواه في العمل والنشاط على أسس الواقع وقراءته، وفقا لمنهج عرفته باسم الديالكتيك أو الجدل.
جاءت أحداث ما بعد ثورة تموز، وأحداث بقيت محفورة في الذاكرة، عام 1963، وصولاً إلى العام 1973، ورافقت بأفكاري أسباب سقوط تحالف ما قبل انتصار الثورة، (جبهة الاتحاد الوطني)، وانهيار النظام الوليد، وثم وقائع التطورات حتى عودة المغرقين في الإجرام بذريعة تحقيق أهداف وطنية وقومية، ودعوتهم للتحالف مع القوى الوطنية وبشكلٍ خاص مع الحزب الشيوعي العراقي، واستجابة الحزب للدعوة وانبثاق ما أطلق عليه حينها "الجبهة الوطنية التقدمية"، مع بعث الخراب والقتل والعسف والحروب.
والتزاما بواجب ونهج التثقيف الذاتي، المنطلق من حاجات وتطلعات الذات والطابع الشخصي، وأيضا وبعد ذلك، التزاما بمهام العضو الحزبي داخل التنظيم. وربما من باب التبرير الفكري لاسباب ودوافع التحالف المنشود، المعلن حينها، قرأت بنهم ما ورد في الكتب الماركسية والشيوعية، حول التحالفات. كان مصدرنا الأساس كتاب القائد العمالي البلغاري، ج. ديمتروف، وأيضا تجربة البلاشفة قبل وبعد الثورة عام 1917. وثم كانت تخريجات المدرسة السوفيتية، في الفكر والتنظير، لحركات التحرر الوطني، خاصة ارتباطا بتنظيرات مراحل تطورها وإمكانيات تجاوز المراحل أو دغمها بالسير في طريق ما أطلق عليه حينها، "طريق التطور اللارأسمالي". بموجبه توفرت تحليلات لقوى لبست أثواب الثوروية، ووصل الحد في أمر التنظير بجعل هذه القوى، قائدة للتطور "نحو الإشتراكية" المنشودة...! وكان البعث، ومع شديد الأسف، من بين تلك القوى. فإذا لا بأس، بل من المناسب والضروري الإاحتكام إلى هذه التحليلات، لمنظرين ابتعدوا منذ زمن وارتباطا، بتجمد الفهم وتعطيل المنهج الجدلي في قراءة التطورات، تحت ضغوطات فئات البيروقراطية الدولتية لما قيل أنها أنظمة "الاشتراكية المتطورة". والتي أودت في سنوات لاحقة إلى الإنهيار وسقوط تلك التنظيرات على رؤوس أصحابها، وثم على رؤوس القوى التي التزمت بها في بلدان العالم الثالث، ورؤوس شعوبها.
أتذكر الآن وبشكل حيّ، كيف أن البعض، كان يورد نصوصاً، يقتطعها من بين تسطيرات الكتب المقروءة، ليلبسها على الواقع بقراءات أثبتت سنوات بعد الانهيارات خطلها الفكري والعملي، وهي بعيدة كل البعد عن المنهج المادي الديالكتيكي- الجدلي، الذي وصفه انجلز مرة بأنه روح الماركسية، بل هو الماركسية. فكانت النتيجة تشكيل تلك الجبهة العتيدة "الوطنية التقدمية"، التي خطط لها لأن تكون أداة متجددة، لتصفية الحزب الشيوعي العراقي والقوى الوطنية الأخرى، ولحاملي رايات التحرر الوطني والبناء الديمقراطي، في العراق وبلدان المنطقة، فكرياً وثم جسديا.
نعم أتذكر الآن كل هذه المسيرة، وبهذه العجالة، اسجلها عسى أن نعيد قراءات تلك المراحل، أو المصائب، وتصويب مواقفنا برؤية واضحة، وباستخدام جاد وحيوي وصارم، للمنهج الديالكتيكي. وربما من المناسب تسجيل بعض الخلاصات في هذا الطريق:
- كما أننا نؤمن بوجود قوانين إجتماعية- إقتصادية، وأيضا رؤى في الوعي والثقافة، مقدمات، لنشوء الأحزاب والكيانات التنظيمية، أوالحركات الإجتماعية، فإن لنفس القوانين وفعلها في الواقع تأثير فاعل وأساس في ظهور ضرورات تشكيل التحالفات، أو عقد الإتفاقات، سواء الإنتخابية أو العاكسة لضرورات إنجاز مرحلة أو مراحل معينة. وهنا تتجدد فكرة أهمية التمكن من المنهج واستخدامه في قراءة الوقائع، والمتغيرات، لا على أساس أهواء القائد، أو القيادة في مرحلة محددة، وإنما على أساس ثوابت نفس الواقع، وبقراءة منهجية.
- إن ظروف، ومكونات ودوافع الواقع، أو عناصر المجتمعات، والمراحل السياسية، تتغير وربما بكل أبعادها، وهي محكومة بقوانين التحولات، وعلى اسس قوانين: وحدة وصراع الاضداد، وتحول التراكم الكمي إلى التحول في الكيف، والملموسية والتأريخية في تناول الأمور. وهي عناصر هامة في المنهج الديالكتيكي. فكل شيء في الحياة في حركة دائمة، وإن لم تتبين أبعادها بصورة واضحة، ببساطة وفي وقت قصير. أي أن كل شيء في المجتمع يتغير وما يتلاءم مع منطق الحياة يبقى متجدداً، وما يشيخ ويتخلف عن موجبات التحول ذاهب إلى زوال.
- إذا منطق الجدل يعني تغير المجتمع باسسه الإقتصادية- الإجتماعية، والثقافية وهذا يؤدي حتما وتأريخياً إلى تغير طابع الكيانات الاجتماعية، وانعكاسها على تمثيلها عبرالمنظمات والأحزاب باعتبارها وليدة الحاجات والتغيرات. والبقاء في المراوحة يعني الموت أولا أوآخرا. وهذا ما حصل في أنظمة"الإشتراكية الفقيرة" التي ذهبت مع رياح التغيرات وحين بقيت متحجرة ثابتة في المكان والزمان.
- إن مفهوم التحالف... أو عقد التحالفات يخضع لنفس المنطق. فمنطق التطورات في العراق صار جليا، ولا تتحمل التحليل الأيديولوجي الجامد أو الصارم، وفقا لأداة التحليل الطبقي التي كانت سائدة. فلقد تبلورت قوى قد لا ينطبق عليها ذلك, وهي خرجت إلى النور لأسباب سياسية مباشرة وتمثل قوى متشعبة المناهل الطبقية.
تطورات ما بعد عام 2003، والطريقة التي تم بها إسقاط النظام، بل والدولة في العراق، وعلى أساس تراكمات هائلة، في زمن العسف والإرهاب المجتمعي طيلة ما يقرب من 40 عاماً، التي أفرغ عبرها المجتمع من جل حيثياته الإجتماعية والثقافية، التي عرف بها حتى أواسط السبعينات، أفرزت قوى من العبث إرجاعها إلى التحليلات الكلاسيكية، الجامدة. وتجسد ذلك بنهج قوى تبرقعت بالإسلام، السني أو الشيعي، وركبت حصان التمثيل الديني – الطائفي أو القومي – الاثني، فقط، أقول فقط، بهدف تسلق كراسي الجاه والسلطان وباساليب الخداع والنهب للثروات، والتستر بأدعية الدين ومناسباته التاريخية.
وضعنا في العراق، وبعد أكثر من 35 عاماً، من التدمير والتسفيه، وليس على الصعيد المادي فحسب، وإنما على صعد التكوين الثقافي والفكري بل والتربوي، بما أدى إلى التفريغ المريع لواقعنا الإجتماعي ولتسطيح الوعي والروح لمجتمعنا العراقي، بسبب القمع والترهيب والحروب الداخلية والخارجية، وثم الحصار الدولي الظالم لأكثر من 12 عاما. ثم جاءت الأعوام الخمس عشرة، منذ أحداث سقوط النظام الدكتاتوري، والدولة العراقية بكل حيثياتها ومؤسساتها. وترافق ذلك مع ركوب قوى إدعت التمثيلات الكاذبة بركوبها مأساة نتائج تراكمات السنوات السابقة، كما أسلفت، وظهرت أحزاب إسلاموية، شيعية وسنية، وذات هويات طائفية بالمعاني الضيقة للتمثيل. الأمر الذي ساعد، وبمساهمة فاعلة وواعية، من قبل الإحتلال وسياساته الهوجاء، في خلق الفوضى، والتأسيس لنظام المحاصصات الدينية- الطائفية، والقومية – الأثنية، وعلى أسس تفرز قيادات وواجهات، ذهبت إلى أقصى حدود الممارسات لحصر السلطات ومنافذ السلطة والجاه بيدها. فأطلقت أسباب انتشار نوازع استغلال المواقع ونشر نهج السرقة والفساد بكل معانيه وأبعاده، وعلى كل الأصعدة. كل ذلك قام وبوعي، في واقع مجتمع أفرغ من كل معالمه الثقافية والتربوية، أو هكذا بدا، على الأقل خلال السنوات الأولىالتي تلت السقوط.
هذا الواقع أفرز مهام آنية، مرحلية، تضعف أمامها أية مهام بعيدة المدى بطابعها الإجتماعي – الإقتصادي، وفي مقدمتها: وقف التدهور، وقطع الطريق على نظام المحاصصات، ووضع أسس مبدئية وموضوعية لإصلاحات سياسية وثم إقتصادية، أولية، وضمان توفير عوامل وركائز، لإيجاد السبل الكفيلة، ببناء نظام ديمقراطي، أساسه حرية المواطن، وتعزيز سلطة المواطنة، وكل أسس بناء دولة مدنية ديمقراطية، بعيدا عن كل مظاهر التمثيل الديني- الطائفي، وخلق موازين قوى، تفتح في المجال لسحب البساط من تحت أي عوامل تسمح باستمرار المحاصصات بأي شكل تتمظهر، ورفع شأن مفاهيم الإخلاص والكفاءة، في تقلد المراكز الحساسة في الدولة.
هذه المهام ارتبطت بواقع ظهور حراك جاهيري، في الشارع، وساهمت بظهوره، وبلورته عوامل عديدة متداخلة، وقوى ربما لا تعبر، في نشأتها وتكويناتها، عن أسس المفاهيم الفكرية والسياسية أوالطبقية إن أخذت ضمن المعايير لعقائدية – الأيديولوجية، الكلاسيكية، الصارمة.
فتلاحم حركة الشباب المدنية منذ العام 2015، مع حركة المناصرين للصدر، وهي بكل الأحوال تمثل فئات إجتماعية مهمشة، بفعل السنوات العجاف في ظل نظام القمع، والتي زاد تهميشها وعوزها خلال سنوات المحاصصات ما بعد عام 2003. هذا التلاحم في الشارع، والتشارك في الحركة، التظاهر، والشعارات خلق واقعا سياسيا جديداً، وقوى صحيح أنها غير متماسكة، تماما، لأسباب موضوعية وذاتبة، وبينها محاولات شخصنتها عبر خلق حلقات مناصرة، وتبعية، ابتعدت عن مستلزمات تطويرها، وبلورتها كتلة كبيرة ضاغطة، إلاّ أنها فرضت حالة ديمقراطية، وكتلة إجتماعية مؤثرة يمكن لها أن تغير الموازين لصالح مسيرة إصلاحية معادية لكل مظاهر التحاصص والفساد. وبدا منطقياً وموضوعيا، أن هذا الحراك، لا يمكن إلا أن يتحول إلى صياغات سياسية قد تتمثل باتفاقات أو تحالفات تتلاءم وواقع تركيباتها ومكوناتها. ومن هنا وبعد أن أظهرت الإنتخابات مؤشرات شعبية واعية وواسعة، في رفض كل الأحزاب التي قادت مناهجها وممارساتها في الحكم، والفساد إلى عقم الحياة السياسية، واستشراء الفساد في جميع مفاصل الدولة والمجتمع. ووفر ذلك قاعدة وأس يستدعي التقارب والإتفاق على نقاط برنامجية للنهوض بالحركة أولا وثم للشروع بخطوات غذ السير نحو الإصلاح العملي في جميع المفاصل.
قد أرى خطلاً أو أخطاءً أرتكبت، في مقدمات وسبل بلوغ الإتفاق بين من تصدر الحراك طيلة السنوات المنصرمة، وبشكل خاص بين تيارات المجتمع المدني، وبشكل خاص الشيوعيين العراقيين، وجماهير الحراك الصدري، ولكنها حفزت، ووفرت زخم المضي في الحراك وخلق أهدافٍ وتوجهات مشتركة وحاسمة في تغيير وجه الواقع السياسي والعملية السياسية في البلاد، بوجهة الإصلاح والخروج من مصيدة ومستنقع المحاصصات والفساد.
هي مهام وطنية، بدونها لا يمكن التفكير برفع شعارات أو مهام أبعد، بالمعاني الطبقية- السياسية، والإجتماعية التأريخية. فلسنا أمام مهام الإنتقال الإجتماعي- الإقتصادي التأريخي، وإنما أمام مهام سياسية- تشريعية، آنية للخروج من المأزق، الذي إن استمر يعني بلوغ مرحلة أعمق في الإنهيار وفقدان كل حلقات الإستمرارية في البناء. فهي مرحلة العقم والإنسداد التأريخيين.
والآن علينا البحث في سبل النشاط والعمل، في كلا الحالتين، سواء أصبحت قوى الإتفاقات المدنية- الصدرية، في الحكم أم في المعارضة، ولتوفير ضمانات وركائز التوجهات اللاحقة، لتحقيق الأهداف ولاطلاق عملية إصلاحية واسعة وجذرية. وهي مسؤولية تأريخية وحاسمة، فهل نعلو ونقف عند مستوياتها؟!
********


ص7
علي عدنان ينضم الى صفوف اتلانتا

بغداد – طريق الشعب
أعلن نادي أتلانتا الإيطالي، ضم مدافع المنتخب الوطني العراقي ونادي أودينيزي السابق علي عدنان للدفاع عن ألوان الفريق في الموسم المقبل.
وذكر النادي عبر موقعه الرسمي أن "اللاعب علي عدنان انضم إلى صفوف أتلانتا على سبيل الإعارة مع أحقية الشراء".
وانضم عدنان إلى صفوف أتلانتا بصفقة تبادلية مع اللاعب ماركو داليساندرو، الذي انضم بدوره إلى صفوف أودينيزي.
وغادر عدنان فريقه السابق أودينيزي بعد ثلاثة مواسم، بعدما شارك في 51 مباراة سجل من خلالها هدف وحيد في مرمى جنوى.
*************
مدرب شباب الجوية الكابتن كاظم فليح:
فضائح التزوير والتلاعب بالأعمار عمل منظم يقوده مدربو الفرق!
منعم جابر
من الاحداث المهمة التي شغلت الشارع الرياضي هذه الايام، فضيحة التزوير والتلاعب بالاعمار والتي ما زالت آثارها واضحة على الملاعب والفرق العراقية لفترات مقبلة. ولأهمية هذا الحدث وتأثيره على كرة القدم، سنحاول القاء الضوء على هذا المنهج (المنحرف) والخاطئ والمدمر لكرة القدم وعموم الألعاب الرياضية الاخرى.
ومن اجل ان نكون موضوعيين وامناء على اللعبة ومستقبلها قررنا ان نتصل بذوي الشأن والمختصين لسماع آرائهم وافكارهم ومقترحاتهم لتجاوز هذه الازمة والمعالجة الصحيحة لما حصل وتحقق في السنوات السابقة، وكيف نستطيع معالجة الحال ووضع الحلول الناجعة للنهوض بواقع كرة القدم.
ويسرنا اليون ان نلتقي الكابتن كاظم فليح المتخصص في تدريب فئات الشباب لما يقرب من ربع قرن مضى، للحديث عما حصل في قضية التلاعب بالاعمار واثرها على الكرة العراقية وما الطرق لمعالجة هذا الوباء الخطير الذي اصاب كرتنا ومن المسؤول عن ذلك؟

التزوير بدأ منذ العام 1975

ابتداء اقول بأن عملية تزوير اعمار اللاعبين بدأت منذ العام 1975، أي منذ المشاركة في بطولة شباب آسيا في الكويت في ذلك العام وتقاسمنا البطولة مع ايران حسب نظامها في ذلك الوقت. وتواصل الحال في البطولات اللاحقة وكان للمسؤولين في الاتحاد والمتنفذين في الرياضة الرغبة في تحقيق مكاسب وانجازات سريعة لاقناع النظام بأن رياضتنا بخير وانجازاتنا هي الدليل! ويؤكد فليح على ان الاتحادات اللاحقة واصلت نفس السياسة والمنهج. قلنا للكابتن فليح: لقد كان التزوير مبررا ايام النظام المقبور، فما المبرر للتزوير اليوم؟ قال: نعم، اقد استسهل الاخوة المدربون المهنة ووجدوا من يشجعهم ويصفق لهم على هذه النتائج (الوهمية)، وخاصة من قبل بعض الاعلاميين والمسؤولين الاتحاديين!

الجميع يتحمل مسؤولية هذه الآفة

سألنا الكابتن فليح: اذا من يتحمل مسؤولية هذه الآفة؟ قال: بصراحة الجميع يتحمل انتشار هذه الآفة ابتداء من المدربين ورؤساء الاندية والمشرفين على الفرق واتحاد كرة القدم وعائلة اللاعب واللجنة الاولمبية الوطنية العراقية وقادة وزارة الشباب والرياضة، بشكل نظامي وكل حسب مسؤوليته. واضاف وانا اقولها بصراحة ان المسؤول الاول هو المدرب لأنه يسعى الى حماية نفسه ولا تحميه سوى النتائج والفوز. قلنا: وقادة الرياضة؟ قال: الجميع يسعون الى تقديم صورة زاهية عن نفسه، فالانجازات الوهمية المتحققة من التزوير وبطرق غير شرعية هو مخدر يستطيع قادة الرياضة ان يقنعوا السلطات العليا ان اداءهم صحيح وناجح متناسين الآثار السلبية لهذا العمل.

وما هي الآثار السلبية لسياسة التزوير؟

قال فليح: ان عدم الاهتمام بالاعمار الحقيقية والتلاعب بأعمار اللاعبين سيؤدي الى المزيد من الانتكاسات والخسارات ومن ثم انهيار اللعبة وستكون لدينا اعمار مزورة وكؤوس وهمية ونتائج غير حقيقية، وبالتالي ضياع كفاءات ومواهب لانها لم تحصل على فرصتها وتراجع وهبوط في مستوى اللعبة، وهذا ما شاهدناه خلال السنوات العشرة الاخيرة بعكس ما تحقق في بلدان الجوار والمنطقة والقارة، حيث تقدمت علينا بلدان كانت خلفنا.
قلنا: وهل نستطيع تصحيح المسار وتغيير الحال؟ قال: هذا يعتمد على همة وجدية اتحاد كرة القدم من خلال وضع الخطط والبرامج الصحيحة والاهتمام بنوعية مدربي فرق الفئات العمرية والعمل على تطوير مستوياتهم وادخالهم دورات تأهيلية وتطويرية والعمل على اعتماد الخبرات الكفوءة كمشرفين في منتخبات الفئات العمرية لانهم يعرفون جيدا الاعمار ولديهم خبرة في هذا المجال.

شرف المهنة هو الاساس

قلنا لكاظم فليح: كيف نبدأ وكيف نختار المدربين؟ قال: ان الموضوع المهم هو البداية ومع من نبدأ. وهناك قضية مهمة اخرى هي شرف المهنة. فالمدرب يجب ان يكون مخلصا ووفيا لوطنه خاصة عندما يبدأ العمل مع الفئات العمرية لانهم اساس المستقبل ولا رياضة إلا بعمل مخلص يضع الوطن اولا، ومن لا يستطيع ان يكون حريصاً على شرف مهنته فلا مكان له في هذا العمل. قلنا وهل يوجد لاعبون مع فريقك شباب الجوية بأعمار كبيرة وغير حقيقية؟ قال: صدقني، استاذ منعم لو وجدت مع فريقي لاعبا واحدا بغير عمره الحقيقي لغادرت فريقي وهجرت مهنة التدريب لان هذا هو شرف المهنة الذي ادعو زملائي المدربين الى الالتزام به. اما كيف نبدأ وكيف نختار المدربين فقال: ان نعمل بصمت وان نختار المدرب التربوي والكفوء فنيا والابتعاد عن اختيار المدربين بالعلاقات وتأثيرات اخرى.

وماذا عن اقامة البطولات والسباقات؟

وكيف تجد غياب البطولات والسباقات الاتحادية؟ قال: واحد من اكبر الاخطاء في الساحة العراقية هي غياب بطولات الفئات العمرية للاشبال والناشئين وشباب ورديف، فغيابها ساهم في انتشار آفة التزوير وفقدان المواهب وضياع المدربين وضعف القاعدة، وبسببها صرنا نبحث عن المحترفين، علماً ان الساحة غنية بأبطالها ونجومها ولاعبونا مصدر مهم لفرق دول الجوار. واضاف فليح ان وجود البطولات لا بد ان يعم الساحة العراقية عموما وفي جميع المدن والمحافظات، وهنا اقترح تشكيل هيئة في لجنة المسابقات الاتحادية خاصة لبطولات الفئات العمرية لغرض الاهتمام بهذه البطولات وكشف التلاعب والتزوير، واقول ان هذه الخطوات وتفعيل اللجان الاتحادية والبدء بهذه السياسة ستكون ربيعا عراقيا يخدم كرة القدم العراقية.
*******

ص 8

محتجو ميسان: تظاهراتنا مستمرة حتى تنفيذ المطالب

ميسان - كرار خضير
خرج المئات من أهالي محافظة ميسان مساء يوم الجمعة، في تظاهرة انطلقت من أمام مستشفى الزهراوي باتجاه مبنى محافظة ميسان.
وطالب المتظاهرون بتنفيذ مطالبهم المشروعة التي هي من متطلبات الحياة الطبيعية من خدمات ماء وكهرباء وكذلك توفير فرص عمل للشباب حيث إن محافظة ميسان تعد أعلى محافظة في نسبة البطالة بين الشباب في العراق .
و عبر المتظاهرون أيضا عن رفضهم تشكيل الحكومة القادمة من الوجوه نفسها ونهج المحاصصة الطائفية نفسه الذي هو أساس الفساد في البلاد معبرين عن ان الإصلاح والتغيير بات ضروريا .
وكانت هناك كلمة للمتظاهرين ألقاها الأستاذ فيصل غازي جاء فيها إن التظاهرات سلميه ومستمرة الى حين تحقيق مطالب المتظاهرين وسوف يكون هناك تصعيد بأساليب التظاهر في حال عدم تحقيق المطالب بما يتلاءم مع سلمية التظاهرة .
وكانت هناك قوة كبيرة من الشرطة وقوات مكافحة الشغب قد أحاطت بمبنى المحافظة.

*************

العشرات يتظاهرون في ساحة التحرير وسط اجراءات امنية مشددة
بغداد – طريق الشعب
احتشد المئات من البغداديين في ساحة التحرير وسط بغداد يوم الجمعة، مطالبين بتوفير الخدمات ومحاسبة المفسدين، فيما اشار الى اتخاذ القوات الامنية اجراءات مشددة لتوفير الحماية لهم.
وقال المصدر لوكالة السومرية نيوز، إن "العشرات من المواطنين تظاهروا، في ساحة التحرير بمنطقة الباب الشرقي وسط بغداد، مطالبين بتوفير الخدمات للمواطنين ومحاسبة المفسدين في المؤسسات الحكومية".
واضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "القوات الامنية طوقت التظاهرة وشددت من اجراءاتها لحمايتهم".

************

استخدام القوة لتفريق تظاهرة
في الحمزة الشرقي

الديوانية – طريق الشعب
فرّقت قوات الشرطة مساء الخميس، بالقوة تظاهرة للعشرات من المحتجين المطالبين بإجراء الاصلاحات في البلاد.
واحتشد المتظاهرون وسط قضاء الحمزة الشرقي للمطالبة بتوفير فرص العمل ومحاربة الفساد المتفشي في دوائر الدولة وتقديم المتهمين بالفساد الى العدالة.
وقامت قوات الشرطة بتفريق المتظاهرين بالقوة بعد احتجاز عدد منهم بحسب مقطع فيديو نشرته شبكة روداو الإعلامية.

**************
المدحتيون تظاهروا ضد الفساد ولانجاز المشاريع المتوقفة
المدحتية – طريق الشعب
طافت ناحية المدحتية في محافظة بابل عصر امس السبت تظاهرة حاشدة، طالب المشاركون فيها بمحاربة الفساد وتلبية المطالب المشروعة لجماهير الناحية على صعيد الخدمات وانجاز المشاريع التي طال انتظارها.
ورفع المتظاهرون لافتات تدين الفساد المالي والاداري، وتطالب بالاسراع في انجاز طريق المدحتية – الشوملي، وانجاز مشروع الماء الكبير في قضاء الهاشمية، وتأمين حصة اكبر من الطاقة الكهربائية للناحية.
وطالب ابناء المدحتية المتظاهرون ايضا باكمال انشاء مستشفى المدينة، التي لم ير مبناها النور حتى اليوم، رغم كل الوعود السابقة التي صدرت عن المسؤولين في مركز المحافظة.

*************
المئات يتظاهرون وسط النجف تحت شعار "مستمرون حتى التغيير"

النجف - احمد عباس الجنابي
تظاهر المئات من المواطنين، الجمعة، وسط محافظة النجف حاملين شعار "مستمرون حتى التغيير"، فيما اكدوا ان هناك خطوات تصعيدية خلال الاسابيع المقبلة اذا لم تستجب الحكومة لمطالبهم.
هذا وقد طالبت الجماهير النجفية الغاضبة المعنيين من المسؤولين بتبني سياسة جديدة تسير بهم نحو تحقيق الاصلاح المنشود لبناء عراق ديمقراطي تنعم فيه بحياة حرة كريمة ومطالبتهم بتوفير ابسط الحقوق لهم (الماء والكهرباء والخدمات وفرص العمل ومكافحة الفساد وتقديم المفسدين للقضاء واسترداد الاموال المنهوبة منهم).
وصدحت حناجر النساء والرجال كبارا وصغارا لتردد خلف الناشط المدني عليوي الميالي (بالألفين وتلاثة كلها تعاونت وتحالفت ضدنه ، ابو الدينار والتومان يطلب ثار من عدنه ، ويه الغازي ايد بأيد ولا واحد الساعدنه ، نشور والله انشور، ويانه الكاظم والعباس).
وبعدها شكلوا الكراديس لتردد وبصوت واحد مدوي ( انتم من سرق الأموال وانتم من أهدر ، منكم ساءت هالأحوال والبلد اتدمر ، بعتونا بأرخص الاثمان ... بالدولار و بالتومان ، بيكم من داعش امثال، بل انتم اخطر ،الله .. الله واكبر ) و ( أصوات الشعب الجبار تهتف فالترحل ، ما نقبل بالضيم، أحرار نبقى وما ننذل ، الشعب اتكاتف ايد بإيد ... تغيير وتجديد انريد ، ما نرضى الفاسد يندار بالكتلة الأكبر ، الله ... الله وأكبر ).
بالإضافة الى ذلك رفعت الشعارات ضد المتنفذين لعدم الاهتمام الجاد بهم وتقديم الحقوق لهم ومطالبتهم بالعمل على سن وتشريع القوانين الكفيلة بحمايتهم .
ونادى المحتجون بالكف عن استخدام العنف تجاه المتظاهرين الذين خرجوا في سوح التظاهر ليطالبوا بالخدمات وايضا للمطالبة بالكشف عن الجناة الذين اعتدوا على المتظاهرين ومحاسبة من قتل المتظاهرين الشباب واطلاق سراح المعتقلين .
إلى ذلك، تظاهر عدد من ابناء ناحية الحرية في محافظة النجف عصر يوم الجمعة . وبمشاركة من اعضاء تنسيقية النجف للحراك . تم رفع لافتات وترديد شعارات ادانة السلطات المحلية والمركزية والمطالبة بمحاكمة الفساد والمفسدين وتقديمهم للقضاء .

*************

الكربلائيون يطالبون بالخدمات وبحكومة اصلاحية
كربلاء – عبد الواحد الورد
نظم حشد من أهالي كربلاء، الجمعة، وقفة احتجاجية وسط المحافظة مطالبين بتحسين الخدمات وتشكيل حكومة بعيدة عن المحاصصة.
كما طالبوا بتفعيل المادة 36 من الدستور، والتي تنص على عدم القيام باي نشاط مسلح او شبه مسلح للأحزاب السياسية في العراق.
وحمل المتظاهرين لافتات تقول "لا بديل عن ارادة الشعب ..حكومة وطنية مستقلة بعيدة عن المحاصصة والحزبية"، وايضا "لعنة الشعب العراقي ستلاحقكم".
كما رفعوا شعارات جاء فيها "قانون الاحزاب يمنع القيام بنشاط مسلح او شبه مسلح للأحزاب المشاركة في العملية السياسية في العراق". واخرى "كلا لتكميم الافواه".
حسين صبري احد ناشطي التيار المدني تحدث وسط الجمهور، داعيا المواطنين الى التظاهر والتعبير عن الرأي والمطالبة بحقوقهم المشروعة ،وعدم السكوت.
تحدث بعده الناشط الحقوقي بشار التميمي عن حقوق الانسان، ومطالبا بمعارضة فعالة داخل البرلمان، وفي حالة عدم وجود هذه المعارضة فالجماهير هي المعارضة البديلة هنا في ساحة الاحتجاج،
من جهته اكد الناشط المدني ايهاب جواد الوزني على ان سلاحنا الماضي هنا في ساحة الاحتجاج هو الكلمة الحرة والتظاهر السلمي، وطالب بحضور جماهيري كثيف، مستنكرا ما جرى للمتظاهرين في محافظة البصرة من قتل وتعذيب و متضامنا مع مطالبهم المشروعة.

***********

تظاهرة واسط: الخدمات وفرص العمل
الكوت – طريق الشعب
تظاهر حشد من ابناء مدينة الكوت يوم الجمعة، في ساحة مجلس المحافظة مطالبين بتوفير الخدمات وفرص عمل ونبذ نظام المحاصصة الطائفية واعفاء مدراء البلدية والكهرباء في المحافظة.
وندد المتظاهرون بمقتل محتجين على يد القوات الامنية. وشهدت التظاهرة عدة كلمات لبعض المتظاهرين وهتافات الناشط علي طاهر.
وفي ناحية الاحرار بمحافظة واسط، تظاهر العشرات من أبناء الناحية، أمام مبنى مديرية ناحية الأحرار، مطالبين بحقوقهم المسلوبة.
والتقى وفد تفاوضي يمثل ابناء الحي، بمسؤول المتابعة في ديوان المحافظة الأستاذ حسين مرعيد وكذلك رئيس المجلس البلدي للناحية الأستاذ مجتبى ونائبه والأستاذ داوود عضو المجلس المحلي ومسؤول لجنة الطاقة والسيد لطيف الياسري عضو مجلس محلي ومسؤول لجنة الخدمات.
بعدها تم الاتفاق معهم على تنفيذ مطالب المحتجين الممكنة، وإن لم تنفذ سيكون اعتصاما أمام شركة حقل الاحدب النفطي.

**********

جماهير بابل تعلن تضامنها مع شهداء (لقمة الخبز)
بابل – محمد صادق المحاويلي
خرجت جماهير بابل معلنة تضامنها مع شهداء (لقمة الخبز) في وقفه جماهيرية غاضبة مساء يوم الجمعة امام مبنى محافظة بابل.
واعلنت الجموع عن تضامنها مع الشهداء والمطالبة بمحاكمة القتلة والمجرمين والاستجابة لمطالب الشعب العادلة والمشروعة.
وقد تحولت ساحة الحرية في بابل الى منبر سياسي لجميع المتحدثين عن هموم شعبهم السياسية والوطنية والخدمية المتنوعة.
وكان للشعراء دور في هذه الوقفة حيث القى الشاعر بهجت الجنابي قصيدة ندد فيها بالسكوت وعدم تنفيذ مطالب الجماهير. والشاعر طارق حسين الذي القى قصيدة تغنت بحب الوطن.
والقى الدكتور سلام حربه كلمة ندد فيها بالفاسدين والمستهترين بحقوق الشعب وقال نحن المتظاهرين سوف نقلع جذور الفاسدين ونغيرهم ولا نستجدي من اية دولة ان تقف مع الشعب العراقي.

***********

 

بلاغ صادر عن الاجتماع الاعتيادي للجنة المركزية
للحزب الشيوعي العراقي
عقد ت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، يومي الخميس والجمعة 9 و10 آب 2018 في بغداد، اجتماعها الاعتيادي .
بدأ الاجتماع اعماله بالوقوف دقيقة صمت تكريما لشهداء الحركة الاحتجاجية وضحايا الارهاب والعنف من ابناء شعبنا، وللراحلين عنا في الفترة الماضية من الرفاق والاصدقاء.
وتدارس المجتمعون تقارير ضافية عن عمل واداء الحزب وهيئاته القيادية ومنظماته ولجان الاختصاص، حيث اولت منظمات الحزب وقيادته خلال الاشهر الماضية اهتماما كبيرا لانتخابات مجلس النواب وللادارة السياسية والتعبوية للحملة الانتخابية. كما تفاعلت مع اندلاع هبة تموز الشعبية والتظاهرات والاعتصامات السلمية من موقع المنحاز لقضايا المواطنين العادلة والمشروعة، حيث دعا الحزب رفاقه واصدقاءه الى الاسهام الفاعل فيها وتبني مطالبها والدفاع عنها، والى الوقوف مع المتظاهرين وادانة القمع الذي مورس ضدهم بشتى انواعه.

ولعبت منظمات الحزب دورا مشهودا في تعزيز التنظيم الحزبي في بغداد وسائر المحافظات، وساهمت في بناء صلات واسعة مع الجماهير، وخاضت معارك فكرية وسياسية واجتماعية وطبقية دفاعا عن مصالح الفقراء والمحرومين والكادحين. وتجسد هذا الجهد الوطني ايضا في تعرية جذور الارهاب والتصدي له وللطائفية المقيتة، وفي الدفاع عن قضايا الوطن وسيادته، وفي توحيد صفوف القوى المدنية والديمقراطية والانفتاح على الفضاء الوطني، بهدف بناء دولة المواطنة والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية .
ومعلوم ان الحزب قدم منذ التغيير في 2003 حتى اليوم الكثير من التضحيات، شهداء وجرحى ومصابين سيبقون مفخرة له بتاريخه الحافل بالمآثر والامجاد.
والى جانب هذه النجاحات الكبيرة والتضحيات الجسام من جانب اعضاء الحزب ومنظماته وكوادره وقيادته، برزت قضايا تنظيمية توقف الاجتماع عندها بروح المسؤولية العالية والحرص الكبير على تعزيز المنجز المتحقق بهمة الشيوعيين وإرادتهم، مشددا على أهمية وضرورة استنهاض الهمم ورص الصفوف وتنظيم القوى وتوسيع صفوف الحزب وتطوير عمل المنظمات الحزبية وتعزيز دورها وصلاتها مع الجماهير وتخليصها من الثغرات والنواقص.
واتخذ الاجتماع العديد من القرارات والتوصيات بشأن تحسين العمل والارتقاء به ، بما يضمن بناء منظمات متماسكة قوية ورصينة، مؤهلة للدفاع عن قضايا ومصالح الشعب والوطن. وابدى الحرص الكبير على تطوير الحوار الديمقراطي الداخلي، وتعزيز وحدة الحزب السياسية والتنظيمية المبنية على اسس الديمقراطية وحرية الآراء وتفاعلها، والتي تجد تعبيرها في وحدة الارادة والعمل .
وبعد دراسة التقرير المالي - الاداري ونشاط الحزب في هذا الميدان، تم اقرار مجموعة من التوجهات ذات العلاقة.
وانطلاقا من السياسة العامة التي رسمها المؤتمر الوطني العاشر للحزب (1-3 كانون الاول 2016)، درس اجتماع اللجنة المركزية التطورات السياسية منذ اجتماعه السابق ( 9 اذار 2018 ) ، وتوصل الى ان بلادنا تشهد تطورات كبيرة تضعها امام تحديات جسيمة، وان طريقة التعامل معها ستترك بصماتها على معالم عراق المستقبل، فيما يتواصل الصراع على تحديد وجهة البلد اللاحقة، وعلى منهج الحكم ونمط التفكير وآلية ادارة الدولة .
وخلال هذه الفترة جرت انتخابات مجلس النواب (ايار ٢٠١٨) وما حملته من رسائل قوية وجهها الناخبون المشاركون وكذلك المقاطعون . اضافة الى ما أثير بشأنها من طعون وقدم من شكاوى، ساهم فيها طيف واسع بدوافع مختلفة. وقاد ذلك الى اجراء عملية العد والفرز اليدوي وفقا لقرار المحكمة الاتحادية، وهي العملية التي اعلنت المفوضية المنتدبة انتهاءها وجاءت نتائجها المعلنة في العموم مطابقة لتلك التي اعلنت غداة انتهاء العد والفرز الالكتروني. وبعد الانتخابات بدأ ماراثون بلورة الكتلة البرلمانية الأكبر على طريق تشكيل الحكومة الجديدة، وتجددت التظاهرات بأغلبيتها السلمية الساحقة، في ظروف صيف قائض وتدهور مريع في تزويد المواطنين بالكهرباء وشح كبير في الماء وارتفاع في معدلات البطالة خاصة بين الشباب . ورفعت التظاهرات المتواصلة مطالب عادلة ومشروعة، لكنها عوملت من قبل السلطات الحكومية والاجهزة المكلفة بحماية الأمن، مع اختلاف نسبي بين المحافظات والمدن، بقسوة متناهية بدت في بعض اجراءاتها وكأنها ممنهجة تهدف الى ضرب التظاهرات والحؤول دون قيامها، رغم الإعلان الرسمي عن التفهم لمطالبها وحتى الحث عليها والقول بحمايتها.
وأشّر انطلاق التظاهرات، كما في السابق أيضا، جوانب خلل وقصور كبيرة، خاصة في ما يتعلق بالمستوى المعيشي وتقديم الخدمات، التي شهدت تراجعا مريعا وتخليا من الدولة عن بعض مهامها ذات الصلة. وبينت بجلاء ان ما يحصل ليس بعيدا عن حالة الشلل في اداء الدولة ومؤسساتها، وعن سوء الادارة واستمراء الكتل المتنفذة السير على منهج المحاصصة الطائفية - الاثنية الفاشل ذاته، الذي وفر غطاء كثيفا لسرقة المال العام وتفشي الفساد في مؤسسسات الدولة وتسربه الى المجتمع .
ورغم التحسن النسبي في هذه الفترة لعوائد النفط الخام المُصدّر، وتجاوز العجز التخطيطي في موازنة ٢٠١٨، فآن ذلك لم ينعكس في حياة الناس، خاصة الفقراء والكادحون ومحدودو الدخل، الذين أرهقهم كثيرا التردي العام الحاصل، ومعدلات البطالة المرتفعة، وضآلة أو انعدام فرص التنمية، والتراجع الكبير في القطاعين الصناعي والزراعي، وإغراق السوق بالبضائع المستوردة على حساب المنتوج الوطني، الذي لم يعد قادرا على المنافسة في ظل محدودية ما تقدمه الدولة له من دعم واسناد وحماية .
ومع ان انتصارا عسكريا كبيرا تحقق على داعش الإرهابي، فانه لا يعد بعد انتصارا ناجزاعلى الاٍرهاب وتنظيماته المجرمة، لأن هذا يحتاج الى حزمة إجراءات سياسية وأمنية واقتصادية وثقافية واعلامية اضافة الى العسكرية. وما لم يتحقق ذلك نبقى نشهد اعمالا وحوادث اجرامية ارهابية قد تخف أو تشتد، وهو ما يوجب الحذر واليقظة وتنمية مقومات المناعة ضد الاٍرهاب والتصدي لأساليبه الخبيثة .
ان اوضاع البلد العامة، وحالة الانسداد والاحتقان الاجتماعي، وانعدام الثقة بين مؤسسات الدولة والمواطنين، وحالة الفساد المستشري، والتفاوت والتمايز الطبقيين المتسعين، والفشل البيّن في إدارة شؤون البلد، والانتشار الواسع للسلاح خارج أطر الدولة، وتعاظم دور "الدولة العميقة" والتدخلات الخارجية في الشأن الداخلي العراقي، والتطورات المتسارعة في احداث المنطقة وتأثيرها على الاوضاع في بلدنا، ومنها إعادة فرض العقوبات الامريكية على ايران وما تخلفه من آثار سلبية على الشعب الايراني، وامتداد ذلك الى بلدنا، كذلك الرسائل التي وجهتها انتخاباتنا البرلمانية لسنة ٢٠١٨، والتظاهرات الاحتجاجية المتواصلة .. ان هذا كله وغيره يؤشر حقيقة ان بقاء الحال على ما هي عليه، أو السعي الى اعادة انتاج النمط السيء ذاته في إدارة الدولة، سيكونان عنوانا للفشل المتواصل، وللمزيد من الأزمات في نظام محاصصي مأزوم اصلا.
لذا فان التغيير والإصلاح اصبحا حاجة موضوعية تفرض نفسها، وهو ما يتوجب ان يكون ماثلا امام الكتل المتنفذة والفائزة في الانتخابات، عند التوجه نحو تشكيل الحكومة الجديدة. وبعكس ذلك تبقى الأبواب مشرعة على كافة الاحتمالات، وبضمنها الاسوأ. كما ان من واجب الحكومة الجديدة ان تتبنى برنامجا اصلاحيا حقيقيا بسقوف زمنية للتنفيذ ، وان تكون حكومة كفاءات بلا محاصصة ولا فساد .

انتخابات مجلس النواب ٢٠١٨

جرت الانتخابات يوم ١٢ أيار الماضي وسط تحديات كبرى يواجهها البلد، وهي مثل الانتخابات السابقة لم تجر في ظروف طبيعية. حيث شهدنا احتدام الصراع بين الكتل المتنافسة وتشظي عدد منها وإعادة تأسيس اخرى ونشوء جديدة، وظل السائد هو بناء الكتل على الاسس ذاتها وان أعلن بعضها عن برامج اوغيّر من تسمياته.
وجرت الانتخابات في ظل تعديلات مجحفة في قانون الانتخابات، بأمل ان يضمن ذلك بقاء المتنفذين في مواقعهم، ويديم هيمنتهم وسيطرتهم على مركز القرار، وفِي إدارة المفوضية الجديدة للانتخابات. وقد قامت هذه على المحاصصة مجددا، وتم فرض ذلك برغم المطالبات الواسعة بتشكيلها على أسس الكفاءة والمهنية والنزاهة، وان تكون حيادية حقا في عملها وتقف على مسافة واحدة من الكتل المتنافسة. ومن جانب آخر اتخذ مجلس النواب تحت الضغط الشعبي قرارات اخرى، منها اعتماد العد والفرز الالكتروني للاسراع في اعلان النتائج، وبعد ان اعتُبر ان العد والفرز اليدوي يسهّل مهمة المزورين والفاسدين ومن يوظفون المال السياسي في شراء أصوات الناخبين .
وجرت الانتخابات وبلدنا يمر بأزمة متعددة الأشكال ناجمة عن عوامل عدة، يتصدرها النهج المتبع في إدارة الدولة وفِي سلوك المتنفذين والمهيمنين على القرار منذ ٢٠٠٣، وفشلهم التام ومسؤوليتهم عما آلت اليه اوضاع بلدنا من تدهور، فيما ظلت القناعة كبيرة بعدم قدرتهم، بعد ان حكموا ١٥ عاما، على تقديم الحلول المرتجاة .
وجاءت الانتخابات غداة فضح جماهير الشعب والحركة الاحتجاجية والمطلبية أساليب المتنفذين ووعودهم الكاذبة، وفشلهم المدوي في كل المجالات والصعد .
وكان يعوّل على هذه الانتخابات كثيرا في وضع بلدنا على الطريق السليم، وكسر احتكار السلطة وتغيير موازين القوى، والإتيان ببديل يسير على وفق برنامج اصلاحي حقيقي، ويتبناه أشخاص اكفاء ونزيهون يقرنون القول بالفعل. وقد قدم تحالف "سائرون" برنامجا ومرشحين، بينهم مرشحو الحزب الشيوعي، يعتبرون مثالا في هذا الشأن.
ودعا الحزب في حملته الانتخابية ضمن تحالف "سائرون" جماهير شعبنا الى المشاركة الواسعة فيها، والى وضع مصالح الوطن والشعب نصب العين عند الانتخاب، وان تكون حرة وتقترع بملء الإرادة وبعيدا عن الاكراه والتزوير وتزييف إرادة الناخبين. مشددا على ان ينطلق الاختيار من القناعة الفعلية بإمكانية التنفيذ بسقوف زمنية محددة، ومن البرامج لا من الوعود التي أغدقت كثيرا لتظل حبرا على ورق.
وبعد اعلان المفوضية النتائج الأولية اثير بشأنها الكثير من الشكوك والطعون، والكثير من الحديث عن حالات تزوير في عدد من المحافظات وصفت بأنها كبيرة وواسعة. وأقدم مجلس النواب السابق، الذي فقد نحو ثلثي أعضائه مقاعدهم البرلمانية، على جملة إجراءات وسط حملة وضجيج إعلامي صاخب، شاركت فيه بعض الأطراف التي ظهر انها لم تحصل على ما كانت تتوقعه من مقاعد في البرلمان الجديد. فيما كان الأولى بها ان تراجع مواقفها وسياساتها وتبحث عن السبب الحقيقي لخسارتها وفقدانها العديد من المقاعد. ومن تلك الإجراءات القرار الذي اتخذه مجلس النواب في 28 ايار 2018، وكان نصابه وقتها موضع تساؤل ، بإلغاء جزئي لنتائج الانتخابات. وعاد المجلس بعد اكتمال نصابه بصعوبة، الى إقرار التعديل الثالث لقانون الانتخابات رقم ٤٥ لسنة ٢٠١٣ المعدل، وبموجبه أعاد العد والفرز اليدوي ليكون شاملا، فيما الغى الانتخابات في الخارج والتصويت الخاص في الإقليم والحركة السكانية. وسبق هذا إقدام مجلس الوزراء، اعتمادا على تقرير اللجنة الخاصة المكلفة من قبله، عَلى اتخاذ جملة من القرارات ذات الصِلة. وأثار هذا كله جدلا بشأن مدى انسجام هذه المواقف والاجراءات والقرارات مع الدستور، ومع قانوني الانتخابات والمفوضية، ومع صلاحيات السلطات الثلاث. وتباينت مواقف الكتل السياسية في التعاطي مع هذه المستجدات والتطورات، وذهب البعض مسرعا نحو الدعوة الى إعادة الانتخابات، والذي اتضح لاحقا انه الدافع الى التحرك وغايته الاساسية، وان جرى تغليفه بالحرص على العملية الانتخابية وشفافيتها وترصين الديمقراطية. علما ان هذه الأصوات لم تُسمع سابقا في حالات مماثلة، حصلت في انتخابات ماضية.
وارتباطا بهذه التطورات أكد حزبنا ان لا تزكية للعملية الانتخابية بقضها وقضيضها، ونحن على دراية بما حصل في بعض المحافظات وفِي مخيمات النزوح وبعض بلدان المهجر، ولكننا نعرف بالمثل من هي القوى التي تستطيع التلاعب والتزوير، وتتوفر على إمكانات تتيح لها ذلك. ونحن كحزب كنّا نتضرر دائما من ممارسات التزوير والغش وشراء أصوات الناخبين واستخدام المال السياسي ومؤسسات الدولة واجهزتها، مؤكدين رفضنا وإدانتنا لها جملة وتفصيلا، سواء في الانتخابات السابقة او في الانتخابات الحالية .كما اكدنا حق المتضررين في تقديم الشكاوي الى الجهة المحددة قانونا .
ان ما أقدم عليه البرلمان يعد سابقة غير محمودة النتائج، ولا توفر الارضية السليمة والسلسة للتداول السلمي للسلطة، وستترك أثرها على الحياة السياسية في البلد. وكان يمكن معالجة الخروقات بالطرق القانونية السليمة المعتمدة، وليس باتخاذ اجراءات بعد انتهاء عملية الانتخاب والاعلان الاولي للنتائج .
ولقد حبس الجميع انفاسهم في انتظار قرار المحكمة الاتحادية، الذي صدر وفيه قبول ورفض. حيث تم القبول بفقرات التعديل الثالث، فيما رُفضت تلك التي تخص إلغاء الانتخابات. وفِي ضوئه بدأ من جديد العدّ والفرز يدويا للصناديق المطعون فيها في كل المحافظات والخارج، بإدارة المفوضين المنتدبين (القضاة). وانتهت العملية من دون تغييرات كبيرة (6 مقاعد من اصل 329 مقعدا) في نتائج الانتخابات كما اعلنتها المفوضية المعلقة اعمالها، وفقا للعد والفرز الالكتروني، والتي هي الآن بانتظار مصادقة المحكمة الاتحادية .

ماذا أفرزت الانتخابات ؟

تقول النتائج الأولية المعلنة ان الانتخابات لم تغيّر على نحو حاسم موازين القوى، ولكنها أشّرت تغييرا معينا يوحي بأن بقاء الحال اصبح صعبا. ومن الواضح ان المشاركين والمقاطعين للانتخابات عاقبوا كتلا معينة كانت تظن وتعتقد ان لواء النصر والفوز معقود لها. وقد أنتجت الانتخابات كتلا متوسطة متقاربة في عدد مقاعدها، ما يوجب عليها الدخول في مفاوضات قد تكون صعبة لتشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر .
ولَم يحصل التصويت والاختيار الواضح بعد على أساس البرامج وما يمكن للكتل ان تقوم به، بل ظل متأثرا في حدود معينة بالانتماءات الفرعية والمناطقية، فيما لعب المال السياسي والموقع الوظيفي في الدولة وامتلاك الفضائيات دورا في التأثير على توجهات الرأي العام، مثلما كانت التدخلات الخارجية واضحة ايضا في تفضيل هذه الكتلة على تلك والانحياز الى وجوه وعناصر معينة .
والجانب الآخر المهم هو نسبة المقاطعين المرتفعة قياسا الى من لهم الحق في التصويت، وهم أساسا اتخذوا هذا الموقف تعبيرا عن تذمرهم وسخطهم على ما يجري في البلد وعلى مآلات الامور السيئة، وعدم ثقتهم بمن قادوا البلد خلال الفترة الماضية في ان يقدموا على عمل مفيد ينقذ الحال ويعيد وضع العملية السياسية على الطريق السليم.
ان رسالة المشاركين والمقاطعين واضحة في دلالاتها، وهي تؤكد الرفض لمنهج الحكم ونظام المحاصصة الطائفية – الاثنية، فهما أس المشاكل والأزمات، وهو ما يتوجّب ان يكون حاضراً عند تشكيل الحكومة المقبلة، وان تتم الاستجابة لارادة التغيير كحاجة ضرورية .
هبة تموز الشعبية

من جديد تملأ جماهير شعبنا الشوارع والساحات العامة في بغداد ومحافظات الوطن. فقد انطلقت الحركة الاحتجاجية الجماهيرية يوم ٨ تموز ٢٠١٨ سخطا ورفضا للاوضاع التي يمر بها البلد. واذا كانت اسبابها المباشرة تتجسد في أزمة الخدمات: الكهرباء والماء خصوصا وتصاعد وتيرة البطالة، فإنها في العمق تربط بين هذا التدهور المريع وتفشي الفساد، وبين الفشل الذي يكمن أساسه في السير على المنهج الخاطئ والفاشل للنظام المحاصصي .
وتميزت الموجة الجديدة من الحراك ، من تظاهرات واعتصامات وما سبقها وتواصلت معه من حراك مطلبي أفقي ومناطقي، بحضور متنوع حاشد ومشاركة اطياف وفئات واسعة. وهذه سمة إضافية للحركة، وإن كانت تشكل حلقة تواصل مع الحركات الاحتجاجية السابقة، من حيث المطالَب العامة التي ظلت ترفعها ولَم تجد آذانا صاغية مستمعة .
وفي هبة تموز الراهنة يساهم الشباب بشكل ملحوظ وواسع، وتنتمي اعداد كبيرة منهم الى الجيل الذي ترعرع بعد 2003 وسط صعوبات جمة ومشاكل لا تعد ولا تحصى، دون ان يجد أمامه افاقاً مفتوحة، وهو يضم بين منتسبيه الكثير من حملة الشهادات الذين لا يجدون فرص عمل أمامهم، سواء في القطاع العام أم في القطاع الخاص، فهم شبيبة متذمرة وساخطة. وهناك البعض المحدود من المشاركين في الحركة الاحتجاجية، متنوعي الدوافع، يريد توجيه السخط المتراكم بما يحقق أجنداته الخاصة، وبينها توجه عدمي رافض لكل شيء، بما فيه النظام الديمقراطي البرلماني. ومعروف ان للأحزاب السياسية المؤسسة على نحو سليم دور مهم في هذا النظام.
ومن اللافت في هذه التظاهرات، المساهمة الواضحة لعدد من الاتحادات والمنظمات النقابية والمهنية، التي وقفت داعمة لها ومنددة بالقمع الذي تعرضت له ، ومنها نقابة المحامين التي تولت الدفاع عن المعتقلين .
وجاءت الحركة الراهنة على درجة من السعة والقوة والعنفوان اذهلت المتنفذين واربكتهم، خاصة وانها انطلقت في محافظات الجنوب والوسط وبغداد. وبدلاً من المعالجة الجدية للاسباب التي تقف وراء تجدد هذه التظاهرات الشعبية، وتلبية مطالَبها الانية والعاجلة، اتخذت السلطات مواقف متعسفة وضاعفت من حجم الحلول الأمنية، في مسعى للحد من التظاهرات أو إخمادها. لكن ردود الفعل جاءت معاكسة تماما .
ان قول من بيدهم القرار انهم يتفهمون مطالب المتظاهرين ويسعون الى حمايتهم، لا يستقيم على طول الخط مع الاجراءات الأمنية المتخذة. وواضح من الممارسات الحاصلة والجارية الآن أنها تأتي بالضد من المتظاهرين وليس لحمايتهم .
وهل استخدام الرصاص الحي والمطاطي والغازات المسيلة للدموع، والضرب المبرح بهدف الايذاء، وانتزاع الاعترافات تحت التعذيب، والاعتقالات الواسعة وتوجيه التهم جزافا، والافراج الشَرطي (بكفالة) عن المعتقلين، وفرض التعهدات المهينة والمسيئة، والتضييق على المحتجين في لقمة عيشهم، وإعداد قوائم تحت الطلب للاعتقال، ووقوع هذا العدد الكبير نسبيا من الشهداء والجرحى في تظاهرات يكفلها الدستور، هل كل هذا وغيره هو لحماية متظاهرين تقول الحكومة ان ٩٩ في المائة منهم سلميون ؟
ان هذه الممارسات تعد مخالفة صريحة للقانون والدستور وانتهاكا فظا لحقوق الانسان العراقي، ومصادرة عملية لحق التعبير رغم الاعتراف به شكلاً وقولاً.
ان التجارب السابقة والحالية تؤكد بقوة ان لا حل أمنيا، مهما كانت قسوته، يستطيع مصادرة إرادة الناس وحقها في الدفاع عن مصالحها بطرق سلمية وحضارية. ولا يبرر الاقدام على هذا العنف حصول بعض الممارسات المحدودة جدا والمرفوضة، في التجاوز على الممتلكات العامة والخاصة ومقار الأحزاب ودور السكن .
ان هذه الاحتجاجات تريد كما سابقاتها ان توصل رسائل قوية الى الحاكمين، فيها رفض لأوضاع البلد المزرية. وان عدم التجاوب مع المطالَب العادلة للناس سيرفع من درجة الاحتقان والتذمر، وسيقود الى تكرار الاحتجاج وربما على نحو أشد وأوسع .
ان من واجب الحكومة واجهزتها السعي الجدي الى التفاعل الإيجابي مع هموم الناس، ولا ينفع هنا الاستغراق في الحديث عن مندسين ومخربين وسواهم، فهذا لا يغير من حقيقة وجود هبة جماهيرية تعكس حالة معاناة متعاظمة. ويتوجب كذلك التعامل مع المتظاهرين الحقيقيين وليس مع من ترغب السلطات في اللقاء بهم، والكف عن كل الممارسات غير القانونية، وان تعلن الحكومة والقضاء إسقاط كل التهم بحق المتظاهرين، وإطلاق سراح من تبقى منهم، وإسقاط "التعهدات المهينة" بما في ذلك الكف عن فرضها في دوائر الدولة. كذلك ان يصدر امر ديواني باعتبار شهداء الهبة الشعبية شهداء للشعب، وان يتم إنصاف عوائلهم وذويهم ومساعدة الجرحى على التشافي والعودة الى ممارسة حياتهم الطبيعية .
من جانب آخر، ما زالت استجابة الحكومة لمطالب المتظاهرين دون المستوى المطلوب بكثير، وتبقى الاجراءات التي اعلنت عنها تحت الضغط الشعبي تنتظر التنفيذ. فهي حتى الآن وعود، ويتوجب السعي لتذليل ما يحول دون تحويلها الى واقع ملموس .
ان حزبنا الشيوعي العراقي المنحاز أصلاً لقضايا الجماهير العادلة والمشروعة، يرفض بقوة ويدين أية ممارسة عنفية ضد المحتجين، ويدعو القوى المدنية والديمقراطية والوطنية الى دعم طموحات الناس والاستجابة لرغباتهم، مثلما يشدد على حفظ الطابع السلمي للاحتجاجات والاختيار السليم لشعاراتها ومطالبها .
وان على الجميع، خاصة الكتل المتنفذة والفائزة في انتخابات مجلس النواب ٢٠١٨، ان تدرك مغزى ومضمون هذا العناق والتشابك بين ما أفرزته الانتخابات من معطيات ودلالات، وما وجهته وتوجهه التظاهرات الحاشدة والاعتصامات المتواصلة من رسائل، عنوانها ضرورة التغيير الجدي مدخلاً لاصلاح حقيقي ينتظره الشعب بفارغ الصبر .
تشكيل الحكومة المقبلة

لقد افرزت النتائج الأولية للانتخابات واقعا جديدا مختلفا في تناسب القوى بين الكتل السياسية المختلفة ، حيث ظهرت كتل برلمانية متوسطة الحجوم ومتقاربة في اعداد مقاعدها. ونظراً لعدم حصول أي من الكتل الفائزة على مقاعد برلمانية كافية تؤهلها لتشكيل الكتلة الأكبر، فقد دخل عديد منها في حوارات ولقاءات، كان تحالف "سائرون" طرفا أساسيا فيها، كونه الحاصل على اكبر عدد من المقاعد .
وفِي كل لقاءات "سائرون" ومفاوضاته جرى التأكيد على ثوابته، التي تضمنها مشروعه الانتخابي للتغيير والإصلاح. وجرى تأكيد اعتماد برنامج واضح وملموس للتنفيذ، يسعى الى تحقيق إصلاح جدي في النظام السياسي، والتخلي عن منهج المحاصصة، والعمل على إقامة دولة المواطنة والمؤسسات والقانون والحريات، وتوفير الخدمات للمواطنين وتحقيق العدالة الاجتماعية وإعادة توزيع الدخل، والتصدي للفساد، وتنويع مصادر الدخل الوطني والسير على طريق التنمية المستدامة، وحصر السلاح بيد الدولة، وضمان إستقلالية القرار العراقي، وإقامة علاقات متكافئة مع دول الإقليم والعالم .
ان تمسك "سائرون" بهذه الوجهة، وتقديمه البرنامج على أي شيء آخر كون ذلك يلبي حاجات الجماهير والناخبين، انما ينسجم مع مطالب المنتفضين، ويعني رفض العودة الى ما هو قائم من منهج في إدارة الدولة يعتمد أساسا على المحاصصة. ومن هنا جاءت المطالبة بتشكيل كتلة عابرة للطائفية، تسير على طريق الاصلاح الحقيقي وفقا لبرنامج يتضمن توقيتات زمنية محددة للتنفيذ، وان تتم مراجعته دوريا لضمان حسن الأداء. وبهذا المعنى فان الحكومة المطلوبة يتوجّب ان تكون حكومة كفاءات بلا محاصصة ولا فساد ، تضع الشخص المناسب في المكان المناسب .
ومن الواضح الآن ان الصراع في شأن تشكيل الكتلة الأكبر يدور بين توجهين رئيسيين. فهناك من يريد الاستمرار في المنهج المحاصصي ذاته، رغم الإعلان عن الفشل الواضح الذي بادر البعض حتى الى التصريح بتحمل نتائجه. والتبرير الذي يطرح لهذا التمسك هو "ظروف البلد"، وعدم رغبة أحد في ان يكون في المعارضة!
وفِي إطار هذا التوجه هناك من يريد اجراء بعض التغييرات الطفيفة التي تطال بعض القضايا الشكلية ، فيما يبقى الجوهر ذاته، أي "محاصصة محسنة". وفي المقابل هناك دعاة المشروع الاصلاحي الحقيقي، الذين ينطلقون من معطيات وحقائق هي موضع اهتمام جماهير واسعة، تسعى الى التغيير الذي غدا بالنسبة اليها ضرورة ملحة، وليس ترفا فكريا أو سياسيا. وان الحزب الشيوعي وتحالف "سائرون" من دعاة هذا التوجه المتمسكين به، على طريق تكوين الكتلة الانتخابية البرلمانية الأكبر ومستحقاتها .
ومن الواضح ان لقاءات الكتل في اتجاه تشكيل الحكومة المقبلة لم تحقق نتائج ملموسة حتى الآن، رغم ما يعلن هنا وهناك. وقد يكون انتظار اعلان المصادقة على النتائج النهائية للانتخابات من عوامل ذلك، لكن من المؤكد ان التظاهرات الشعبية الواسعة قد تركت بصماتها على المشهد، حيث جاءت رسائلها معززة لنتائج الانتخابات وما يمكن ان تتركه في التطورات الجارية في بلدنا، ومنها تشكيل الحكومة المقبلة التي من المؤكد انها ستكون تحت ضغط كبير لتحقيق شيء ملموس للناس، خاصة تحقيق مطالبهم الملحة التي دعمتها المرجعية بوضوح في خطبة الجمعة ٢٧ تموز ٢٠١٨، وما حددت من معايير ومواصفات للحكومة ولرئيس الوزراء المقبلين.
ولا يمكن كذلك إسقاط مساعي البعض لتأخير تشكيل الحكومة المقبلة بذرائع مختلفة ، وهذا يعني استمرار عمل حكومة تصريف الاعمال وما يمكن ان يحصل من تمدد في الصلاحيات.
لذا يتوجّب التشديد على الإسراع في تصديق نتائج الانتخابات، والبدء بإنجاز الاستحقاقات الدستورية وتدشين عمل السلطة التشريعية وانتخاب رئيس الجمهورية الجديد وتشكيل الحكومة .
وستخضع هذه العملية لعوامل شد وجذب عدة، منها التظاهرات الجماهيرية وسقف مطالبها ، ومدى استعداد الكتل السياسية للاستجابة لها ، والتدخلات الخارجية لاسيما وان العراق غدا ساحة صراع تتقاطع فيها مصالح دول عدة، وذلك بفعل عوامل مختلفة منها مواقف بعض القوى السياسية العراقية .

وفي ما يخص حزبنا فانه حدد مواصفات ومعايير الحكومة التي يعمل مع "سائرون" من اجل تشكيلها، والتي ينبغي ان تكون حكومة كفاءات وطنية عابرة للطائفية، يتمتع افرادها بالكفاءة والخبرة والنزاهة. وان تحقيق ذلك يرتبط الى حد كبير بقدرة الحراك الشعبي والجماهيري على المواصلة والضغط، وقطع الطريق امام الفاشلين والفاسدين لمنعهم من الرجوع الى موقع القرار والحكم، على وفق المنهج السابق الولاّد للأزمات.
فاذا لم يتحقق تشكيل الحكومة وفقا لما هو مؤشر أعلاه، فان الأبواب ستبقى مفتوحة للعمل الدستوري السلمي الديمقراطي الجماهيري المعارض، داخل البرلمان وخارجه .

حكومات الطوارئ والإنقاذ
بالنظر الى تفاقم الأزمة العامة في البلد، والحراك الجماهيري، وحالة الاستعصاء السياسي، وتشبث بعض الكتل بمواقفها وإصرارها على منهجها الخاطيء، وحيث ان الانتخابات الاخيرة لم تحدث تغييرا كبيرا في موازين القوى لصالح المشروع الاصلاحي الحقيقي، وبما يُؤمِّن تشكيل حكومة كفاءات حقيقية، و- من جانب آخر - بعد الفشل في الغاء الانتخابات او إعادتها، انطلقت دعوات الى تشكيل "حكومة طوارئ" أو"حكومة إنقاذ" او تبديل النظام البرلماني بآخر رئاسي .

ومثل هذه الدعوات ليست بالجديدة وقد تكررت على لسان سياسيين عراقيين مساهمين في العملية السياسية. لكنها تثير الكثير من الأسئلة المشروعة بشأن دوافعها وآلية تنفيذها ومن يتصدى لذلك. ويبدو في نهاية الأمر انها دعوات موجهة الى القوى ذاتها، التي تهمين الان على مقاليد الحكم والتي اُختبرت طيلة ١٥ عاما ولَم تقم الاّ بمفاقمة الأزمة بنهجها ونمط تفكيرها وسوء ادارتها وفساد فئات منها ، دعوات اليها للعودة الى سدة الحكم بعناوين جديدة.
ولعل الاخطر في هذه الدعوات انها تعيد الوضع في بلدنا الى نقطة الصفر، وهي إٍن لم تلغ الدستور فهي تجمّده، فضلاً عن انها تفرّط بالديمقراطية وبممارستها النسبية المتحققة في بلدنا، وتفتح الاحتمالات على حالة من عدم اليقين ازاء القادم. انها لا تقدم حلولا جدية لواقعنا الراهن، على العكس يمكن ان تقود الى نهج دكتاتوري جديد في بلادنا.
ونحن نرى ان مثل هذه الدعوات ليس الاّ هروبا من استحقاقات واجبة، يتطلب تنفيذها شجاعة وارادة وتغليب مصلحة الوطن والشعب على الحسابات الضيقة والآنيّة .

العلاقة مع القوى المدنية والديمقراطية

ان بين القوى المدنية والديمقراطية، ومنها الحزب الشيوعي العراقي، مشتركات واسعة. وهي تتبنى مشروعاً للبديل المدني الديمقراطي على قاعدة العدالة الاجتماعية. وان مشاركتها في انتخابات مجلس النواب في أطر انتخابية متعددة، لا يحول دون تفعيل لقاءاتها وأطرها المشتركة، وقيامها بفعاليات ونشاطات للترويج لمشتركاتها في بناء الدولة المدنية والديمقراطية الحقة، والانتصار لحرية المواطن وحقه المشروع في حياة كريمة في عراق مزدهر .
وتتوجب الإشارة الى ان حزبنا وهو يشترك مع "سائرون" ببرنامجه الوطني الاصلاحي ودعوته الى التغيير وبناء دولة المواطنة، يجد ان هذا البرنامج يتناغم تماماً مع توجهات المدنيين والديمقراطيين الآخرين، ويوسّع من دائرة الفضاء الوطني الساعي الى تحقيق هذه الأهداف المشتركة، التي تعبر عن مصالح فئات اجتماعية واسعة .
وقد عكس اللقاء الأخير للقوى المدنية والديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني في ٢٦ تموز ٢٠١٨ رغبة قوية في التنسيق والتعاون، وصدر عنه بيان تضامن ودعم لمطالب المتظاهرين العادلة وادانة القمع ضدهم .
وسيعمل حزبنا بدأب على تعزيز علاقاته وتمتينها مع النواب المدنيين والديمقراطيين في مجلس النواب القادم كما في خارجه، وعلى إعادة تفعيل وتنشيط التيار الديمقراطي وتنسيقياته داخل الوطن وخارجه .

حصر السلاح بيد الدولة
لا نجد من السياسيين من يقول بخلاف هذا، فيما تبقى العبرة في إقران القول بالفعل من قبل الحكومة والأحزاب والكتل السياسية التي لها أذرع مسلحة .
لكن حصر السلاح بيد الدولة اشمل من هذا بكثير، وهو يمتد ليشمل كافة المسلحين والميليشيات على اختلاف أسمائها وعناوينها، والتي تعمل خارج الدولة وضوابطها.
وهناك العديد من المبادرات في هذا الإطار، ولكن نظراً لكون الفصائل المسلحة متعددة، فلا امكانية لنجاح مبادرة الدولة، ومبادرة السيد الصدر بشأن نزع سلاح مدينة الصدر كبداية، ما لم يبدِ جميع التشكيلات التي تمتلك سلاحا الاستعداد لنزع السلاح وتسليمه الى الدولة، التي عليها ان تتخذ خطوات جريئة تشمل الكل، على طريق حصر السلاح قولاً وفعلاً بيدها .
وان من المهم ان تقوم الدولة بتقوية الجيش والشرطة والاجهزة الأمنية، لتنهض بدورها كاملا وفقا لمهامها المحددة دستوريا، ومضاعفة الجهد الاستخباري وتعزيز ملاحقة عصابات الاٍرهاب والاجرام وضمان الأجواء السلمية الآمنة .
ان تحقيق حصر السلاح بيد الدولة واحد من المؤشرات المهمة لعودة الاطمئنان والثقة بأجهزة الدولة، وبقدرتها على حماية المواطنين وتوفير الأمن لهم ولممتلكاتهم، وهو ايضا مؤشر على توجه جدي نحو اصلاح مؤسسات الدولة وقيامها بواجباتها. وعموما لا يمكن الحديث عن بناء دولة المؤسسات والقانون والديمقراطية الحقة ، مع وجود السلاح غير المسيطر عليه تحت أي عنوان .
ومن المهم كذلك رعاية عوائل الشهداء وضحايا الارهاب وإنصافهم، وتقديم الدعم والاسناد للمعوقين والجرحى .
قضايا اقتصادية واجتماعية

إن السياسات الاقتصادية التي اعتمدت طوال السنوات الماضية لم تفض سوى إلى تعميق المشاكل البنيوية للاقتصاد العراقي، والى تشديد طابعه الريعي وزيادة الاعتماد على المورد النفطي وما يترتب عليه من ارتهان اقتصادنا الوطني إلى تقلبات السوق النفطية العالمية. وقد شهدنا الآثار الوخيمة للانخفاض الحاد في أسعار النفط عام 2014 وما ادت اليه السياسات والاجراءات التقشفية التي اتخذتها الحكومة من تدهور في الواقع المعاشي لفئات وشرائح واسعة من أبناء شعبنا.
ومن دورة حكومية الى اخرى، تكرر فشل السياسات الاقتصادية وطرق ادارة الاقتصاد الوطني في ايجاد المخارج والحلول للتردي في الخدمات العامة والتدهور في البنى التحتية المادية، كالطرق والجسور وشبكات الصرف الصحي والماء والكهرباء وشبكات الاتصال، والبنى الاجتماعية المتعلقة بالخدمات التعليمية والصحية، الى جانب تفاقم المشكلات البيئية والمشكلات في مجال النقل، وانتشار الفقر وارتفاع معدلات البطالة، خصوصا بين الشباب، والتلكوء والبطء الشديدين في إعادة المهجرين إلى مناطقهم، وفي عملية إعادة إعمار وبناء المدن والمناطق المدمرة، كذلك تكريس الطابع الاستهلاكي والانحسار المستمر للانتاج الزراعي والصناعي، وتسرب الجزء الأكبر من الايرادات النفطية نحو الخارج من خلال استيراد السلع والخدمات ومزاد العملة ، بما في ذلك استيراد المنتجات الزراعية والغذائية الأساسية من الخارج، ومعظمها من دول الجوار. يضاف الى هذا كله ما يواجه البلد من شح في المياه لاسباب عدة، منها ما يتعلق بسياسات دول الجوار وحرمان العراق من حصص عادلة في مياه نهري دجلة والفرات وغيرهما من الأنهر الصغيرة والروافد.
وترافق كل ذلك مع تفاقم الفساد المالي والإداري، واتساع الفوارق في الدخل والثروة وبروز ظواهر الغنى المفرط إلى جانب الفقر المدقع، وتزايد حالات التشرد والتهميش الاجتماعي.
إن واقع الأزمة العامة للاقتصاد العراقي، وفشل السياسات المتبعة حتى وقتنا الحاضر في تصحيح المسارات وإحداث الاصلاحات الهيكلية المطلوبة، سواء في مؤسسات الدولة عموما وفي تلك المعنية بالشأن الأقتصادي خصوصا، والتي تعاني من الترهل والتفكك وضعف الكفاءة والفساد، ام في سبل ادارة وتوجيه موارد الدولة المالية والبشرية نحو القطاعات والمشاريع الاقتصادية والاجتماعية ذات الأولوية لوضع البلاد على طريق التنمية المستدامة، إن هذا كله يؤكد الضرورة والحاجة الملحتين إلى اعتماد سياسة تنموية اجتماعية واقتصادية وبيئية، تستند إلى رؤية واضحة، قادرة على تأمين متطلبات اصلاح وتفعيل القطاع العام والقطاع الخاص، بشقيه الوطني والأجنبي، وتيسير تحقيق التشاركات العادلة والكفوءة بينها، واعتماد توليفة مناسبة من آليات وأدوات السوق والتخطيط الاقتصادي الحكومي لتحقيق الأهداف الموضوعة.
وبات واضحا تماما ان من الصعب، إن لم نقل من المحال، تذليل التحديات التي تواجه البلد من دون عملية اصلاح حقيقية وجذرية في مختلف المجالات، لا سيما في الميدان الاقتصادي والاجتماعي، تطال التوجهات الاقتصادية في البلد واولوياتها. الأمر الذي يقتضي تبني منحى آخر في توجيه الموارد المالية للبلد، واستثمارها على نحو سليم يستجيب لمتطلبات بناء اقتصاد قوي متنوع، وعلى وجه التحديد اعتماد السياسات والاجراءات الكفيلة باسناد القطاعات الانتاجية الصناعية والزراعية والخدمية المنتجة. كذلك على صعيد تأمين وضع افضل للفئات الفقيرة والمعدمة وذوي الدخل المحدود والكادحين، بما يؤدي الى تحقيق قدر من العدالة الاجتماعية وضمان الحاجات المعيشية الاساسية.
ويستلزم تحقيق هذا من مجلس النواب الجديد والحكومة المقبلة، تبني برنامج حكومي يشدد في جانبه الاقتصادي على اعتماد سياسة اقتصادية واضحة المعالم في ابعادها التنموية، مع تأكيد إلزام وزارات ومؤسسات الدولة، بخطة التنمية الوطنية الموضوعة، واتخاذ خطوات واجراءات حازمة لمحاربة الهدر والانفاق غير المبرر من المال العام، ومثلها ضد الفساد ولأصلاح مؤسسات وإدارات الدولة عبر حسن اختيار قياداتها، وفقا لمعايير المواطنة والنزاهة والكفاءة والاخلاص والمعرفة والخبرة العلمية والمهنية، بعيدا عن اي شكل من أشكال التمييز.
وان من بين اولويات الاصلاح الاقتصادي والاداري والمؤسسي، تشريع قوانين تشكيل الصناديق السيادية التنموية والمتخصصة، وايجاد مجلس للاعمار أو أي اطار مؤسسي آخر يتمتع بصلاحيات مركزية واسعة ويخضع لاشراف ورقابة مجلس النواب، يتولى التخطيط وإدارة المشاريع الاستراتيجية، لا سيما تلك المتعلقة بالبنى التحتية المادية والاجتماعية والبيئية.
وعند تأكيد ضرورة اعتماد سياسات واجراءات تنموية واضحة، يجب الاّ يغيب عن البال أن محور الصراع السياسي في البلدان ذات الاقتصاد الريعي مثل العراق، وهدفه الرئيس، هو تحديد مصلحة من، ولأية أغراض يتم توزيع واستخدام الريع النفطي، الذي تتحكم به الدولة ؟ وعلى مدى السنوات الماضية، استحوذت القوى والفئات المتحكمة بمفاصل الدولة وسياساتها، وشركاؤها من رجال اعمال ومقاولين وسماسرة واصحاب بنوك، على القسط الأكبر منه عبر آليات شرعية وغير شرعية. وتشكلت منظومات فساد تغلغلت في جميع حلقات الدولة ومؤسساتها العليا والدنيا، لإدامة مصالحها وإعادة انتاج ذات الأحوال والبيئة المنتجة للفساد. ومن هنا ينشأ الترابط الوثيق بين التوجه نحو توظيف الايرادات النفطية لأغراض التنمية وتحسين الأحوال المعيشية لعامة أبناء الشعب، وبين الجرأة والحزم في محاربة الفساد وتفكيك وإزالة منظوماته وتحقيق الاصلاحات الهيكلية والادارية الضرورية لتنفيذ البرامج التنموية.

ضرورة التغيير

بيّنت حصيلة السنوات العجاف التي مرت على بلدنا منذ التغيير في نيسان ٢٠٠٣، وعلى نحو جلي، ان من الصعوبة بمكان اليوم حكم العراق بالطريقة ذاتها التي حُكم بها حتى الآن. فهذه ولّادة للازمات، التي ما ان تعالج او تخفف من وطأة احداها حتى تظهر اخرى تبحث عن حلول ومعالجات. والعراق ليس استثناء هنا. فهناك بلدان اخرى مبتلية بما ابتلينا به، لكن الأنظمة المأزومة في المنهج وطريقة التفكير والإدارة والسلوك والاداء اليومي العملي، وفي التخلي عن مبدأ المواطنة وتغليب الهويات الفرعية، لا تستطيع الهروب من واقعها الاّ بكسر هذه الحلقة المفرغة، والخلاص من احتكار السلطة، وهو ما يحتاج الى تغيير واضح وملموس في موازين القوى . ولقد كان هذا من الاستنتاجات الاساسية لمؤتمر الحزب الوطني العاشر. وانطلاقا منه ساهم الحزب في تشكيل تحالف "سائرون" الذي يتجاوب برنامجه مع التطلع الى التغيير .
ان اوضاع البلد المأزومة، وانسداد آفاق حل الأزمة السياسية، واصرار المتنفذين على مواقفهم وتقاتلهم من اجل الاحتفاظ بمواقعهم ونفوذهم، وتغليبهم مصالحهم الشخصية والفئوية والحزبية الضيقة وتشبثهم بالمحاصصة، الى جانب الوهن الذي اصاب الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي .. ان هذا كله يجعل التغيير ضرورة ملحة، التغير في في نمط التفكير وفي المنهج واساليب الأداء وما يتبع ذلك من تغيير في الشخوص. وهو ما يقتضي تبني مشروع وطني للتغيير يستجيب لحاجة الوطن والشعب، ويمكنه التصدي للتحديات التي تواجه العراق والمنطقة .
ومن المهم ان لا يكون التغيير شكليا او مقتصرا على اجراءات فوقية، فالجماهير التي خرجت في التظاهرات والاعتصامات والتحشدات من جانب، وما تمخضت عنه الانتخابات من دلالات من جانب آخر، انما تعكس تطلعا الى التغيير الشامل المفضي الى الاصلاح الجدي والحقيقي. والأساس في ذلك هو تغيير بنية النظام السياسي، ابتداءً بالتخلي عن نهج المحاصصة الطائفية - الاثنية وتفكيك منظومته، واعادة بناء الدولة على اساس المواطنة .

ان المشروع التغييري الاصلاحي هو مشروع نضالي تراكمي قد لا يتحقق دفعة واحدة، ولكنه يتمتع بإمكانات واقعية، وهو يستحق مواصلة العمل والنضال من اجله، نظرا الى استجابته لمصالح طيف من أبناء الشعب العراقي هو الأوسع، وتجسيده طموحهم الى حياة أفضل في عراق آمن ومستقر .
ولا ريب ان هذا المشروع التغييري سيواجه صعوبات ومشاكل ومقاومة وعراقيل جمّة، لانه يمس مصالح الفاسدين والفاشلين وعامة المتمسكين بنهج المحاصصة .
مستجدات إقليمية ودولية

● تواصل التراجع في اقتصاديات الدول الرأسمالية ونسب النمو فيها منذ الأزمة المالية العالمية في ٢٠٠٨ بعد انهيار سوق العقارات الامريكي وافلاس العديد من المصارف وشركات التأمين، وتزايد الصعوبات ذات الصِّلة بالاستثمار، فضلاً عن الركود الاقتصادي وازدياد معدلات الفقر والبطالة، وفرض سياسات التقشف في عديد من البلدان. فيما تصاعدت اجواء الكراهية ضد الأجانب والمهاجرين، وجرى تأجيج اجواء الحرب الباردة وفرض جولات جديدة من سباق التسلّح واستخدام العقوبات الاقتصادية والسياسية على نطاق واسع، وتصدير السلاح باضطراد حتى الى المناطق التي تشهد نزاعات عسكرية .
● وتواصل إدارة ترامب خطابها وسياستها العنجهية المتغطرسة واليمينية، وتعود الى سياسة القوة الأكبر المهيمنة على الصعيد الدولي، في وقت تتضاءل فيه إمكانيات ممارسة هذا الدور لأسباب داخلية ومالية على وجه الخصوص. اضافة الى المتغيرات على الصعيد العالمي ورغبة أغلبية دول العالم وشعوبها في شق طريق حياتها وتطورها الخاص بها. ويتزايد النزوع العام الى تحقيق انفراج دولي حقيقي وإطفاء بؤر التوتر ، وتركيز الجهود على مجابهة التحديات الكبيرة التي تواجه البشرية في تأمين الموارد الغذائية والبيئة الصالحة ، ومعالجة شح المياه ومواجهة التغيرات المناخية الكونية والامراض الوبائية وانتشار التطرف والارهاب والنزعات القومية العنصرية المتطرفة .
● وفي داخل الولايات المتحدة الامريكية هناك الكثير من الحراك والرفض حتى من قبل عناصر في الحزب الجمهوري لسياسات ترامب، الذي اعتمد كثيرا في حملته الانتخابية على مجاميع قومية عنصرية متطرفة ، وما يسمى " حركة اليمين البديل " التي تركت بصماتها على سياساته ومواقفه. وخلال فترة حكمه أقدم ترامب على الغاء او تعديل العديد من إجراءات من سبقه من الرؤساء ، خاصة على صعيد التأمين الصحي والتعليم والرعاية الاجتماعية وما يتعلق بالهجرة واللجوء. وهو ما جوبه بمعارضة قوية داخلية وخارجية ، اسوة بعزمه على بناء جدار عازل مع المكسيك ، وفرض إجراءات مشددة على مواطني العديد من الدول الاسلامية الراغبين في الدخول الى أمريكا . في وقت اعتبرت فيه مجلة " المصلحة القومية " الامريكية ان العدو الأول لأمريكا ليس روسيا او الصين، بل سقف الدين العام الامريكي والعجز العام في الموازنة الامريكية، الذي قد يزداد بنسبة ٣٠ في المائة في الفترة بين ٢٠١٩ و ٢٠٢٣. وهذا يعني ان الأمريكيين سيضطرون الى دفع كل خامس دولار يملكونه لتسديد الدين العام . والتقدير ان واشنطن ستلجأ الى جدولة الدين العام بقروض من اليابان والصين ، اللتين تستثمران ١,٢ ترليون دولار في السندات الامريكية. في وقت تقول فيه احدى الدراسات ان نسبة سكان الولايات المتحدة الامريكية الذين يعيشون تحت خط الفقر، ازدادت بنسبة ٦٠ في المائة مقارنة بمثيلتها في عام ١٩٦٨ .

● وأدت سياسة ترامب غير المتسقة الى توتير علاقات بلاده مع بلدان تعد من الحلفاء التقليديين لامريكا، خاصة الدول الأوربية والدول الأعضاء في حلف الأطلسي التي طلب منها ترامب تحمل مسؤولية اكبر فيه وتسديد التزاماتها المالية تجاهه، كما أراد منهم لعب دور اكبر في التصدي " للخطر الروسي ". وبفعل الضغط الامريكي وتساوقاً معه تم فرض عقوبات اقتصادية على روسيا بسبب الأزمة الاوكراينية وضم جزيرة القرم الى روسيا .

● وفِي موازاة سلوك ترامب تجاه شركائه الأوربيين ، يجري تصعيد خطير لحرب اقتصادية تجارية مع الصين ، بل وسعي الى فرض تغييرات هيكلية في التوجهات الاقتصادية للصين. فيما تشير الاخيرة الى سعيها لتجنب مثل هذه الحرب التجارية ، التي قد تصل الى فرض رسوم كمركية على البضائع الصينية يصل مجموعها الى خمسين مليار دولار. لكنها ، كما تقول ، ستدافع عن نفسها في نهاية المطاف باجراءات مماثلة .

● وبدت مؤشرات التباين والاختلاف بين أمريكا وحلفائها واضحة اثناء قمة مجموعة السبعة المنعقدة في كندا ( حزيران ٢٠١٨) ، حيت وصف ترامب الحوارات فيها بـ " الهراء ". وهذه القمة عادة ما تُستبعد منها الصين وروسيا. وكانت عناوين الاختلاف الرئيسة فيها ذات صلة بفرض الرسوم الكمركية الذي تريده أمريكا ، وما قابلها من إجراءات أوروبية وكندية مماثلة ، كذلك الموقف من الاتفاق النووي مع ايران الذي أعلنت أمريكا التخلي عنه من طرف واحد. فيما تعارض هذا الموقف كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا ، ووصلت الأمور الى حد ان مسؤولين امريكيين خيّروا أوربا بين ايران وصداقة أمريكا.

● وفي مقابل قمة كندا كانت هناك القمة الإقليمية لمجموعة " شنغهاي " التي تضم روسيا والصين وعددا من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق ، والتي تمخضت عن الالتزام بالتجارة الدولية الحرة ، في ما بدا انه رد على إجراءات أمريكا الحمائية. وتوافق المشاركون كذلك على التعاون المتكافىء والحفاظ على الاتفاق النووي مع ايران. فيما يتواصل نشطاء مجموعة دول " بريكس " في توجه واضح نحو عالم متعدد القطبية .

● وتواجه البلدان الأوربية مشكلة اللجوء والمهاجرين وهي عاجزة حتى الآن عن الاتفاق على نظام اوربي للجوء، ولتوزيع أعداد المهاجرين على دول الاتحاد الأوربي ، ويتجه بعضها الى معالجات فردية بدل الالتزام الجماعي .

● وفي بلدان الرأسمالية التقليدية تواجه قوى اليسار ومن بينها الشيوعيون والحركات الاجتماعية ، مهمات عدة في وقت واحد ، منها كبح جماح النزوع العنصري الشعبوي المتطرف ، الذي ما برح ينمو في هذه البلدان وغيرها. وقد حقق هذا بعض النجاحات وخاصة في إيطاليا ، وعناوينه البارزة الآن هي الموقف المعادي للاجانب ، وقضم الحريات والتوجه نحو بناء انظمة استبدادية، والمحاولات المستترة لسلب الجماهير ما سبق ان انتزعت من مكتسبات بنضالها وتضحياتها، خاصة في مجالات الضمان الاجتماعي والرعاية الصحية وامتيازات التقاعد والسن المحدد له ومجانية التعليم وغيرها. ويتجلى الرفض في حركات احتجاج وإضرابات واسعة، كالتي حصلت في فرنسا وألمانيا وإيطاليا واسبانيا وغيرها .
● وحظي باهتمام كبير لقاء الرئيس الامريكي مع الرئيس الكوري الشمالي ، وما نتج عنه من تخفيف للتوتر بين البلدين ، وشروع بيونغ يانغ بالتخلص من ترسانتها النووية. وعُدّت هذه الخطوات اجراءات مهمة على طريق نزع فتيل التوتر في الشرق الاقصى وتحسين العلاقة بين الكوريتين ، واستخدام الاموال في تحقيق التنمية لصالح شعوب منطقة شرق اسيا .

● وفي أمريكا اللاتينية ترفض قوى اليسار والشيوعيون والحركات الاجتماعية التسليم بما احرزته قوى اليمين والليبرالية الجديدة من نجاحات انتخابية، وتخوض صراعا حادا من اجل تحقيق الديمقراطية والتنمية والعدالة ووقف التدخل الامبريالي الامريكي. وقد تحقق لها بعض النجاحات، لعل ابرزها فوز الرئيس المكسيكي الجديد، اليساري التوجه .

● وتعيش دول اقليم الشرق الأوسط الكثير من الأحداث المترابطة والمتداخلة مع مثيلتها على الصعيد الدولي ، وتفرز معطيات تؤكد ما جرت الإشارة اليه من ان هذه المنطقة بما تتمتع به من مزايا وثروات هائلة، تبقى موضع صراع وتقاطع مصالح دول عدة. وان العديد من بؤر التوتر فيها ليس معزولا عن ذلك. وفيما تبقى العوامل الداخلية هي الحاكمة ، فان الأساس يكمن في مدى الاستجابة والقدرة على تحقيق انفراج في الأوضاع لصالح الاستقرار وتوفير الحريات العامة والشخصية ، وبناء أنظمة ديمقراطية ، وتحقيق تنمية ديناميكية توفر الحد الأدنى من متطلبات الحياة ، لاسيما الاساسية منها وبما يوفر فرص عمل للاعداد المتزايدة من العاطلين. والى جانب هذا وفي اجواء التحريض الطائفي والتطرف والممارسات الإرهابية المدانة، ومساعي الترويج للأفكار التي لم تعد تستجيب لتطلعات الناس ، وما تفرضه التطورات من استحقاقات ، يبقى مهما مدى القدرة على تنمية الوعي الاجتماعي ، وإيجاد مصدات سياسية وفكرية واقتصادية واجتماعية، تحول دون تفاقم الظواهر السيئة التي أعاقت انطلاق البناء والإعمار وتحقيق التقدم والرخاء ، بل ومنعت حتى الحفاظ على الدول الوطنية ككيانات.

● وتأتي التدخلات الخارجية ومساعي فرض الهيمنة والتحكم بمقدرات وشؤون هذه المنطقة الحساسة لتزيد الامور تعقيدا. ويتجلى هذا في أشكال عدة ، منها دفع المنطقة الى أتون صراعات عسكرية مدمرة ، والتشجيع عليها وتغذيتها بالاسلحة خدمة لمصالح المجمعات الصناعية العسكرية ، كذلك التحريض على التشظي الداخلي والتشجيع عليه ، وتأجيج مظاهر العداء بين دول المنطقة على أسس عرقية وطائفية مقيتة لا ناقة فيها ولا مصلحة لشعوب المنطقة. فيما يتم التغاضي عن ممارسات اسرائيل وتنكرها للقرارات الدولية التي تنصف شعب فلسطين وحقه في إقامة دولته الوطنية.

● وفي هذه الأجواء جاء التصعيد المتزايد للتوتر بين أمريكا وإيران والغاء الاتفاق النووي من طرف أمريكا واعادة فرض العقوبات عليها في مطلع آب الحالي، وتوسيعها لتشمل تلك التي تخص النفط والصناعة النفطية الإيرانية ، والتي من المزمع تدشينها في تشرين الثاني القادم ، وهي جميعا خطوات أحادية ومن دون غطاء شرعي دولي . وأخذ التصعيد مداه في تهديدات متقابلة ، حيث اشارت ايران الى انها لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه منعها من تصدير نفطها ، ولن تسمح للآخرين بفعل ذلك ، وستعمد الى غلق مضيق هرمز. وجوبه هذا برفض واسع اقليمي ودولي، وأدى كل ذلك الى توتير الاجواء ، منذراً باحتمال الانزلاق الى صراع عسكري مهلك . ويجري هذا في وقت تشتد فيه الأزمة الداخلية والاقتصادية في ايران ، ويزداد التدهور في قيمة التومان وفي الحياة المعيشية ، فتخرج تظاهرات واحتجاجات في مدن عدة. وقد أثار ما يحصل تساؤلات مشروعة عن المتضرر الأساسي من العقوبات المفروضة ، ومخاطر الصراع العسكري ومدياته وتأثيره على مجمل المنطقة ومنها العراق ؟ ومدى قدرة ايران على الصمود وتأدية دورها في صراع إقليمي محتدم ، خاصة وان الضغوط الدولية والاسرائيلية تتزايد باتجاه التضييق على دورها في سوريا مثلا .
ان تجارب فرض العقوبات الاقتصادية ، ومنها ما تعرض له بلدنا في التسعينات ، والتي يقول فارضوها انها عقوبات للانظمة تستهدف الضغط عليها لتغيير سياستها ، تظهر انها سرعان ما تتحول في الممارسة الى عقوبات للشعب ، ذات آثار وخيمة انسانياً واجتماعياً واقتصادياً، تشدد من معاناته وتفاقم صعوباته المعيشية، وتهدد نسيج المجتمع وأركان الدولة .
ان شعوب المنطقة ومنها الشعب الإيراني ، تتطلع الى اوضاع مستقرة تستطيع فيها توظيف مواردها وثرواتها لخير ابنائها ولبناء بلدانها ، والى علاقات متكافئة مع الدول الاخرى تعتمد الشرعية والقوانين والاعراف الدولية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد .
ويبقى من حق هذه الشعوب ان تمتع بالحرية والديمقراطية والحياة الكريمة، وان تختار انظمتها وفقاً لإرادتها، من دون حروب وعقوبات اقتصادية وحصار .

● من جانب آخر وفي تطور لافت اقدم الكنيست الاسرائيلي على إقرار قانون "اساس القومية" العنصري. ويعتبر هذا القانون جريمة جديدة تضاف الى جرائم دولة الاحتلال بحق وجود الشعب الفلسطيني. وان إقراره يشكل مسعى اضافيا لطمس حقوق الشعب الفلسطيني وبضمنها حقه في تقرير المصير. ونحن اذ ندين ممارسات اسرائيل العدوانية وحصارها لقطاع غزة وانتهاكاتها المتكررة للمسجد الاقصى ومعاملتها اللاانسانية للأسرى واستمرارها في فرض سياسة التجويع على الضفة والقطاع ، نجدد دعمنا الكامل للشعب الفلسطيني ولحقه في العودة وتقرير المصير واقامة دولته الوطنية المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس الشرقية .
● وقبل ذلك اطاحت هبة شعبية شاركت فيها جماهير واسعة برئيس الحكومة الاردنية السابق هاني الملقي ، الذي اُستبعد في مسعى لتهدئة الغضب الشعبي على السياسة الاقتصادية للحكومة المدفوعة من صندوق النقد الدولي ، وعلى الزيادة الحادة في الضرائب ، ورفع الدعم عن الخبز. لكن العبرة تبقى في تخلي الحكومة الجديدة عن النهج السياسي - الاقتصادي لسابقتها ، والانحياز الى المطالب الشعبية والاستجابة لها ، وهو ما تشير اليه وتطالب به القوى الوطنية الاردنية وبينها الشيوعيون .
● وبيّنت سبع سنوات من الصراع العسكري الدامي في سوريا وما تسبب فيه من ضحايا بشرية ومشردين ولاجئين وخراب ودمار هائل ، ومن جوع وفقر وآلام ودموع ، انه آن الأوان لسوريا وشعبها ان يروا شيئا آخر ، ما يتطلب وقف العمليات الارهابية وكل اعمال العنف والتدخلات الخارجية ، والاستجابة الى مساعي الامم المتحدة وتحقيق تسوية سلمية تفسح في المجال للشعب السوري كي يختار نظامه بحريته ، ووفق ارادته الحرة وتطلعاته الى حياة آمنة وتمتعه بحقوقه وبالحريات الديمقراطية والحياة الدستورية ، والحفاظ على وحدة بلاده وسيادتها الوطنية .
● وبشأن الحرب المجنونة والعبثية في اليمن والتي تتواصل بلا معنى ولا جدوى، وتزيدها التدخلات الخارجية العسكرية ضراوة وتعقيدا، يرى الاجتماع ان مصلحة اليمن وشعوب المنطقة تكمن في ايقافها فورا، وان تتم الاستجابة الى جهود الامم المتحدة والجلوس الى طاولة المفاوضات، والوصول الى تفاهمات تحمي اليمن من التفتت والضياع، وتنقذ شعبه من المآسي والكوارث التي حلت به .
● واذ يتواصل نضال شعوب المنطقة بأشكال مختلفة، بينها الحراك الشعبي والضغط الجماهيري والاضرابات والاعتصامات في سبيل الحقوق المدنية والديمقراطية، ومن اجل لقمة العيش والحياة الكريمة والحريات ، فان حزبنا يدين كافة الممارسات القمعية ضد القوى الوطنية والديمقراطية، وضد قوى اليسار والتقدم والاشتراكية والشيوعية، ويجدد تضامنه معها في نضالها من اجل غد افضل تستحقه شعوب المنطقة، التي عانت الكثير على ايدي الانظمة الدكتاتورية والرجعية .
● وفي رأينا ان مصلحة شعبنا وبلدنا تكمن في تجنب التخندقات وسياسة المحاور، وفي الحفاظ على علاقات حسن الجوار والتكافؤ والحرص على استقلالية القرار العراقي .

توجهاتنا :
- الانحياز الى الناس وتبني مطالبهم العادلة، والمشاركة الفاعلة في مختلف النشاطات والفعاليات الجماهيرية وفي الحركة الاحتجاجية والمطلبية السلمية .
- العمل على إدامة زخم الحراك المطلبي والشعبي، والتحفيز على المشاركة فيه، والانفتاح على مختلف القوى والتجمعات الجماهيرية والتنسيقيات، والعمل على حفز المشتركات في ما بينها بما يعزز التنسيق والتعاون لتحقيق مطالب الناس في توفير الخدمات وفرص العمل ومكافحة الفساد وانهاء النظام المحاصصاتي لادارة البلد.
- المساهمة الفاعلة في استنهاض التيار الديمقراطي وتعزيز العلاقة بين مختلف القوى المدنية والديمقراطية بما يدعم السير على طريق تحقيق المشروع الوطني الديمقراطي .
- تعزيز دور تحالف "سائرون" وتمتين العلاقة مع مختلف اطرافه، واقامة الصلات والعلاقات مع مختلف الاحزاب والكتل والقوى التي نتشارك معها في تحقيق التغيير والاصلاح الحقيقي، وفي مكافحة الفساد والارهاب وحصر السلاح بيد الدولة وبناء دولة المواطنة على قاعدة العدالة الاجتماعية .
- مواصلة التحضير والاستعداد لانتخابات مجالس المحافظات، والعمل مع القوى الوطنية الاخرى على فرض قانون انتخابي عادل، وإعادة تشكيل مفوضية الانتخابات على أسس المهنية والحيادية والنزاهة .
- القيام بحملات منظمة من اجل كشف الفاسدين، والضغط في اتجاه فتح كافة ملفات الفساد منذ 2003 ، واعتماد الشفافية في ادارة المال العام .
- توسيع صلات وعلاقات الحزب ومنظماته مع كافة فئات وشرائح المجتمع، وبينهم المثقفون والشباب والنساء ، وتعزيز مشاركتهم في النضالات المطلبية والحراك الجماهيري، وفي تنمية الوعي الاجتماعي .
- التصدي لكل الاجراءات والقرارات والقوانين التي يراد بها مصادرة او التضييق على حرية التعبير والتظاهر السلمي وتقزيم الديمقراطية، وفضح اية ممارسات تنتهك حقوق الانسان العراقي .
- التشجيع على حوار بناء بين الكتل السياسية العراقية في اتجاه تشكيل حكومة كفاءات بلا محاصصة ولا فساد، تتبنى مشروعاً وطنياً اصلاحياً ذا سقوف زمنية للتنفيذ، وضمان حق المعارضة في ممارسة دورها كاملاً في الحياة السياسية .
- وعلى الرغم من المحاولات متعددة الاهداف لإضعاف البرلمان ودوره، فانه يبقى منجزاً ديمقراطياً يتوجب الحفاظ عليه وتطويره، بما يمكّنه حقاً وفعلاً من اداء دوره التشريعي والرقابي .
- حث مختلف الأطراف على التمسك بالقرار العراقي المستقل، وإقامة العلاقات مع دول الجوار والعالم على أساس التكافؤ وعدم التدخل في الشؤون الداخلية .