14 شباط يوم الشهيد الشيوعي : مسيرة الكفاح متواصلة.. والعطاء متجدد / 11 شباط/فبراير 2015

تحل علينا يوم السبت المقبل، الذكرى الـ66 لاستشهاد قادة الحزب الشيوعي العراقي الأمجاد، الذين بقيت مآثرهم الوطنية خالدة، حيث وقف الموت والطغاة عاجزين عن محوها حتى يومنا هذا.
ففي صبيحة الرابع عشر من شباط عام 1949، أقدم النظام الملكي الرجعي على ارتكاب جريمة تاريخية بحق الشيوعيين والوطنيين العراقيين، بإعدام قادة الحزب الثلاث (فهد، حازم وصارم)، الذين كانوا نبراساً وقاطرة للنضال التحرري والتقدمي في العراق.
لكن مسيرة الكفاح والعطاء ظلت متواصلة، رغما عن الحكومات الدكتاتورية التي تعاقبت على حكم العراق وبقي عود الشيوعيين صلباً في الدفاع عن مصالح الشعب والوطن، وبالأخص الكادحين منهم والانتصار لقضاياهم، بالرغم من استشهاد الآلاف منهم، وزج مئات الآلاف في السجون وتعذيبهم وتعريض عائلاتهم للقهر والحرمان.
وحشية تلك الحكومات الغابرة، ضد معارضيها الوطنيين، لم تكن إلا دافعاً إضافياً لأولئك الأبرار نحو مزيدٍ من النضال دفاعاً عن المبـادئ والمـثل التـي رُسخت عـميقـا في وجـدانهم، ونذروا أنفسهم لتحـقيقها؛ ومن اجل عراق تسوده قيم الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية؛ عراقٌ يتسع للجميع. فلم يقتصر شهداء الحزب على قومية أو فئة أو طائفة، وإنما كانوا من كل الوان طيف الشعب العراقي.
أن ما يعيشه شعبنا وبلدنا اليوم من معاناة كبيرة جراء استيلاء إرهابيي داعش وحلفائه على أراضٍ واسعة من بعض المحافظات، وما يقدم عليه عناصره من جرائم شنيعة بحق العراقيين على مختلف انتماءاتهم، لا يذكرنا إلا بما فعله أنقلابيو 8 شباط الأسود عام 1963، حيث جلبوا الدمار والخراب للبلد الناهض تواً.
حقاً.. إن استئثار عقلية التهميش والإقصاء وإلغاء الآخر والتدافع والاستقتال على المصالح الشخصية والحزبية والفئوية الضيقة والتماهي مع الأجندات الخارجية، لا يأتي سوى بالدمار والخراب والمآسي، بما في ذلك الإرهاب والفساد.
وما يثير العجب والاستغراب، هو إصرار البعض على سلوك هذا النهج الملعون، فيما لا تزال نتائجه ساخنة ومتفاعلة!
لهذا، فأن استذكار يوم الشهيد الشيوعي، والاحتفاء به إلى جانب شهداء الوطن، هو تجديد العهد على مواصلة مسيرة التصدي لكل أشكال الجور والقمع والتجهيل والحرمان، وصولاً إلى بناء عراق حر ديمقراطي، يتمتع فيه جميع أبنائه بالعيش الكريم.
أن مسيرة النضال الحقة تشق طريقها على الرغم من الصعاب، والقضية العادلة لا تثنى أو تشوه.. هكذا يخبرنا التاريخ في العراق والبلدان التي تناضل شعوبها من أجل التحرر والانعتاق من الظلم والاستبداد إلى فضاء الحرية والتقدم والازدهار.