يوم الشهيد حافز على المزيد من العطاء / 14 شباط 2017

تحل اليوم الذكرى الثامنة والستون لاعدام قادة الحزب الشيوعي العراقي الاماجد فهد وحازم وصارم - يوم الشهيد الشيوعي. ففي صبيحة يومي 14 و15 شباط 1949 اعتلى الشهداء الابرار اعواد مشانق النظام الملكي، دفاعا عن قيم ومبادي ومثل سامية نذروا انفسهم لها، ووهبوا حياتهم دفاعا عن مصالح الشعب، ومن اجل عراق تسود فيه الحرية والعدالة والديمقراطية، ويتمتع ابناؤه بالحياة الكريمة في وطن حر وسيّد.
ارتكب الحكام جريمتهم الآثمة ظنا منهم، وكانوا على وهم كبير، بان ذلك يمهد لهم الطريق للقضاء على الحزب الوليد، الحزب من الطراز الجديد الذي ما انفك منذ ولادته في اذار 1934، يُـقضّ مضاجعهم ويحرض الجماهير على تنظيم صفوفها ويعبؤها للدفاع عن مصالحها وانتزاع حقوقها من مغتصبيها. وعلى طريق المجد والفخر هذا سارت جموع الشيوعيين، مشاركين فاعلين في معارك الشعب والوطن الكبرى ضد الاستعمار وفي سبيل الاستقلال الناجز، وضد الاستغلال والاضطهاد الاجتماعي والطبقي والقومي، ومن اجل الدولة المدنية المستقلة.
ورغم فعلة الجلادين الدنئية وخسارة الحزب قيادته المجربة، فقد تحول الرابع عشر من شباط الى نبراس ينير الطريق للمناضلين في سبيل الغد الافضل، الذي لا مكان فيه لاستغلال الانسان لاخيه الانسان، ولبناء محتمع متطور يتمتع ابناؤه بالعدالة والفرص المتكافئة.
ومنذ ذلك الحين يحيي الشيوعيون واصدقاؤهم هذه الذكرى، لا لمجرد ادانة واستنكار الجريمة البشعة التي ارتكبها النظام الملكي وزبانيته وحلفاؤه الداخليون والخارجيون، بل وللتمعن في مأثرة الشهداء وصمودهم الاسطوري، وللاقتداء بتلك الأمثولة النادرة في الشجاعة والثبات على المبدأ والانحياز الى الشعب وعماله وفلاحيه، الى عالم العمل وشغيلة اليد والفكر.
لقد استحق كل من حمل راية العداء للشيوعية وللحزب الشيوعي، الازدراء والاحتقار ولعنة التاريخ، وبقي الحزب نخلة باسقة وحقيقة ساطعة من حقائق العراق ماضيا وراهنا، فالحزب والعراق صنوان.
في يوم الشهيد الشيوعي نستعيد سجلا حافلا بالتضحيات والعطاء والمآثر، وبنكران الذات والمواقف الوطنية المشرفة دفاعا عن الشعب وكادحيه، وبالارادة الصلبة والثقة العالية بالنفس وبالشعب. ومن كل هذا نستمد العزم والتصميم، رغم كل الصعوبات والاوضاع المعقدة، على مواصلة البذل لاستنهاض الحزب واعلاء شانه وتعظيم دوره وتمتين صلته بالجماهير، بما يؤهله للقيام بدوره المنشود، مع سائر القوى الوطنية والمدنية الديمقراطية، للسير على طريق الاصلاح والتغيير، وللخلاص من داعش والارهاب، وضمان الحياة الآمنة والمستقرة، وبناء الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
سلاما شهداءنا وكل الشهداء، وعهدا متجددا على الوفاء والعمل والنضال.