في عيد الجيش العراقي .. لا تفريط في انتصارات قواتنا وتضحياتها / 6 كانون الثاني 2017

تحل اليوم الجمعة، ذكرى تأسيس الجيش العراقي الـ96، في وقت تحقق فيه القوات المسلحة انتصاراً مهماً لدحر تنظيم داعش الارهابي وتحرير أبناء المدن المبتلاة بإرهابه.
أن البسالة التي أبداها منتسبو الجيش والقوات الأمنية بمختلف تشكيلاتها، ومعهم المتطوعون في الحشد الشعبي وقوات البيشمركة ومن ابناء العشائر، والتضحيات الجسام التي قدموها، هي، بالتأكيد، محط فخر واعتزاز كبيرين لدى العراقيين كافة.
كما إن الانتصارات التي تحققت حتى الآن، واقتراب معركة تحرير الموصل من الحسم، تمنح الأمل لأبناء شعبنا بجميع أطيافه بإمكانية استعادة الأمن والاستقرار إلى البلد.
ولا بد لهذه التضحيات المشرفة التي قدمها العراقيون، أن تتعزز باتباع سياسات حكيمة تعالج أخطاء الماضي، وإجراءات إصلاحية جادة لبنية النظام السياسي، بما يعيد الثقة بإمكانية تحقيق التطلعات إلى الحياة الطبيعية المستقرة والمزدهر.
أن النهج السياسي المتبع إلى الآن، من قبل القوى المتنفذة في السلطة؛ نهج المحاصصة ، الذي يكرس الفساد والانقسام الطائفي والأثني، أنما اثبت فشله في الخروج من الازمة البنيوية في البلاد، وفتح ثغرة كبيرة ينفذ من خلالها الارهاب وفسح المجال امام التدخلات الخارجية المضرة بوحدة الوطن.. وأن مواصلة هذه السياسات، يعني التفريط بالانتصارات المتحققة، والتضحيات المبذولة.
فالخلاص من هذا النهج المقيت، صار مطلباً شعبيا لا يمكن تغافله، لاسيما وأن تداعياته التي يدفع ثمنها الأبرياء من المواطنين، بات من الصعب السكوت عليها او غض الطرف عنها، كما هو واضح من استمرار الخروقات الأمنية المفجعة واشتداد الأزمة الاقتصادية.
أن المرحلة التي تلي تحرير المدن من الإرهاب، وهي مرحلة حساسة وخطرة سترسم مستقبل البلد، تحتم على كل القوى المشاركة في العملية السياسية، تجاوز التسويات الشكلية والوقتية، والعمل على مراجعة شاملة وجدية للسياسات القائمة، ووضع خطة وطنية لتجاوز الأزمة الراهنة، وخلق مستلزمات حقيقية لإحداث تغيير حقيقي في البنية السياسية والاجتماعية والاقتصادية للدولة عموماً.
في هذه المناسبة، ذكرى تأسيس الجيش العراقي، نجدد تأكيدنا ضرورة بناء قواتنا المسلحة على أسس وطنية سليمة، بعيداً عن الانتماءات الفرعية والولاءات الثانوية، وإبعادها عن الصراعات والتجاذبات السياسية، أياً كان شكل تجليها، الى جانب إعادة تدريبها وتجهيزها.
كذلك تأكيد ان تكون مهمة الجيش هي الدفاع عن الوطن وسيادته واستقلاله ونظامه الدستوري، وان تجري تربية منتسبيه بروح الولاء للوطن واحترام المؤسسات الديمقراطية. ويتوجب السعي الى إعادة العمل بالخدمة الإلزامية تعزيزاً لروح المواطنة. فبدون ذلك لن تتمكن قواتنا من النهوض بدورها المنتظر على الوجه المطلوب.
ولا بد ايضا من التشديد على حصر السلاح بيد الدولة، وعدم السماح للمظاهر المسلحة خارج المؤسسات الرسمية، مهما كانت مسمياتها. فهذا سيساعد قواتنا الأمنية على أداء واجبها في حفظ الأمن والاستقرار.
وختاماً، فأن التحية واجبة لدور قواتنا المسلحة في مقارعة الإرهاب والعصابات الإجرامية، وكلنا ثقة بإحراز النصر الحاسم وتحقيق السلام بإرادة شعبنا وتحالفه مع الجيش، وبسعيهما معاً إلى ضمان أمن البلد وحريته واستقلاله.

6 كانون الثاني 2017