العدد 24 السنة 86 الخميس 19 تشرين الثاني 2020

 

تصفح بي دي اف

 

 

 

ص1

رائد فهمي: الفقر وغياب العدالة أبرز أسباب انتفاضة تشرين
بغداد ـ طريق الشعب
عدّ الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، يوم أمس، أن نسب الفقر التي أشارت لها وزارة التخطيط، أخيرا، كانت “المحرك الأساسي لانتفاضة تشرين”.
وقال الرفيق فهمي في تغريدة على منصته في (تويتر)، “حسب وزارة التخطيط، فإن ربع سكان العراق يعيشون تحت خط الفقر وغياب العدالة الاجتماعية”، معتبرا الحقيقة التي ذكرتها الوزارة “محركا أساسيا لانتفاضة تشرين”.
وأضاف فهمي انه “إزاء هذا الوضع، تطرح الورقة البيضاء نهجا ليبراليا يطلق العنان لقوى السوق الحرة والخصخصة”، مشيرا الى ان “التجارب أثبتت ان هذا الطريق، يعمق التفاوت والاستقطاب في الدخل والثروة، ويزيد من الفقر”.
وفي وقت سابق، أكد المتحدث باسم وزارة التخطيط، عبد الزهرة الهنداوي، أن أكثر من 12 مليون مواطن يعيشون تحت خط الفقر.
ووفقا لما نقلته وكالات الأنباء عن الهنداوي، فإن “تفشي جائحة كورونا وانخفاض اسعار النفط، جعلت ربع العراقيين يعيشون تحت خط الفقر، بدخل شهري مقدر بأقل من 500 الف دينار”.
*************
كتب المحرر السياسي
أمن المواطن
وسلامة البلد اولا

 

شهدت بلادنا في الفترة الأخيرة حوادث امنية عديدة في مناطق مختلفة، سقط جراءها شهداء وضحايا بررة، بينهم مدنيون ومن منتسبي المؤسسات الأمنية.
فقد قامت عصابات داعش الإرهابية بترويع المواطنين ومهاجمة مواقع امنية وعسكرية ونقاط سيطرة، ومساء امس الاول الثلاثاء جرى اطلاق موجة جديدة من صواريخ كاتيوشا استهدفت مناطق في العاصمة بغداد، مثل ساحة الاحتفالات في المنطقة الخضراء والمناطق المحيطة بها وقرب مدينة الطب ومتنزه الزوراء.
وعن اطلاق الصواريخ هذا قالت قيادة العمليات المشتركة في بيان، انها أدت الى استشهاد طفلة واصابة خمسة مدنيين آخرين، وتوعدت الفاعلين بان مثل هذه الحوادث لن تمر” من دون ملاحقة وحساب“.
ان ما حصل ويحصل يزيد من قلق المواطن، المهموم بما يواجه من صعوبات اقتصادية ومالية ومعيشية وصحية، والحائر في تدبير قوت يومه.
وفيما يخص داعش الإرهابي تتأكد كل يوم حقيقة انه يحاول لملمة صفوفه وعناصره، ويقوم بعمليات بائسة ومنعزلة لرفع معنويات افراده، وحقيقة ان تحقيق الانتصارالعسكري عليه يتطلب جهدا مركبا ومقاربات متعددة : سياسية واقتصادية وامنية وعسكرية ولوجستية واجتماعية وثقافية وإعلامية. كما يتطلب الإسراع في غلق ملف النازحين وعودتهم الى ديارهم ومدنهم، وتأمين ذلك وتحقيق مستلزماته ، ومعالجة الموضوع بعيدا عن الكسب والابتزاز السياسيين، والحسابات الطائفية والانعزالية هنا وهناك. فمن شأن استمرار ذلك ان يهدد الامن والاستقرار، ويؤجج النزعات الطائفية التي ذاق العراقيون جميعا مرارتها، ولَم تجلب الا الخسائر والنكبات لكل العراقيين، بضمنها فقدان آلاف المواطنين ارواحهم وتغييب مثلهم قسرا، والكثير منهم ما زال مصيره مجهولا.
من جانب آخر تتأكد يوما بعد يوم صحة وسلامة وراهنية المطالبة بحصر السلاح بيد الدولة، وملاحقة العناصر المتمردة على الدولة وسياستها، الداخلية والخارجية، وفرض هيبة الدولة وسلطة القانون.
وبات ملحا ان توجه الحكومة والأجهزة الأمنية رسائل تطمين الى المواطنين، بشأن قدرتها حقا وفعلا على حمايتهم ووضع حد لفوضى السلاح وحفظ السلم المجتمعي وصيانة الامن العام في البلد.
من الضروري ان تتضافر جهود مختلف الأطراف السياسية والشعبية والحكومية والعسكرية والأمنية، وجميع القوات على اختلاف صنوفها وتشكيلاتها ، مع الحرص على عدم التفريط بالنصر المتحقق على داعش والمضي قدما على طريق دحره ووأد فتنه ، وتجنيب المواطنين المزيد من الضحايا والمزيد من زعزعة استقرار البلاد وامنه وسيادته ، وان يكون هناك تنسيق وتعاون في ما يخص الملف الأمني المعقد والشائك، والحؤول دون حصول انتكاسة فيه، خصوصا وان بلدنا يواجه المزيد من المصاعب، التي تتكالب عليه من كل حدب وصوب.
****************
نواب وقانونيون عدّوها «محاولة للإقصاء»
الحكومة تريد إبعاد ثلاث فئات عن الانتخابات
بغداد- طريق الشعب
تعتزم الحكومة تقديم تعديل لقانون الانتخابات، الذي اقر مؤخراً، لاستثناء السجناء والمقيمين خارج البلاد والمستشفيات من المشاركة في الانتخابات القادمة. بينما يرى نواب ان التعديل يشكل “قرارا متخبطا وسيعرقل إجراءها”.
فيما عد مختص قانوني أن ذلك “محاولة لإقصاء” مواطنين عراقيين من المشاركة في الانتخابات.
تعديلات بعد التشريع
وكشف مستشار رئيس الوزراء لشؤون الانتخابات عبد الحسين الهنداوي، ‏أمس، عن ‏عزم الحكومة إرسال تعديلات على قانون الانتخابات البرلمانية ‏المبكرة الى مجلس النواب الأسبوع المقبل، بينها إلغاء ‏اقتراع الخارج ‏والمستشفيات والسجون.‏
وقال الهنداوي في تصريح صحافي، طالعته “طريق الشعب”، إن “عدد مقترحات التعديل حوالي 15 ‏مقترحا، تهدف الحكومة من خلالها إلى ‏تخفيض الأموال اللازمة لإجراء ‏الانتخابات، والتي تقدر بنحو 300 مليون دولار، طالبت بها المفوضية ‏لتوفير ‏مستلزمات العملية الانتخابية”.‏
وأكد أن “التعديلات الحكومية على قانون الانتخابات تنقسم إلى قسمين، ‏الأول يركز على ضغط النفقات، و‏الثاني يركز على ضمان نزاهة الانتخابات ومنع الخروق ومحاولات التزوير”.‏
وقال مستشار رئيس الوزراء، ان “موعد الانتخابات المبكرة ثابت من حيث ‏المبدأ، لكن في حال وجود ظروف طارئة ‏أو مشكلة جدية أو كبيرة فإن ‏التأجيل يكون ممكنًا”.
وأضاف مستشار الكاظمي لشؤون الانتخابات، إن “هناك قرابة 10 ملايين ‏ناخب لم ‏يقوموا بمراجعة مراكز الاقتراع للحصول على البطاقة البايو‏مترية”.

قرارات متخبطة
وقال النائب عن التحالف الكردستاني، جاسم محمد شنكالي، ان الحكومة مستمرة في اتخاذ “القرارات المتخبطة” التي ستعرقل اجراء الانتخابات.
‏وأضاف شنكالي في تصريح لـ”طريق الشعب”، ان “القرار يقع ضمن ‏المحاولات التي تمنع اجراء الانتخابات في موعدها المحدد، ولأننا في كل يوم نشهد ‏قرارات جديدة بخصوص الانتخابات، اعتقد ‏انهم لن يتمكنوا من اجرائها في الموعد المحدد”.
واوضح، انه “لا يحق لأي جهة ان تلغي حقوق المواطنين بالتصويت، فالسجناء والمهاجرون ‏والمقيمون في الخارج، مواطنون عراقيون يحق لهم المشاركة في الانتخابات”. ‏وأشار النائب الى ان “هناك نواب مستقلين وغير مستقلين يعتمدون في الانتخابات على القدرة ‏التصويتية لهم في الخارج”، مبيناً ان “القرار يمثل محاولة لإقصاء بعض المرشحين عن الفوز بمقعد برلماني”. ‏
ولفت شنكالي الى ان “جزءا كبيرا من السجناء من ابناء المناطق المحررة، وهم ضمن القدرة التصويتية ‏للكثير من المرشحين في تلك المناطق”، مشيرا الى “هناك كتل كبيرة ومتنفذة تريد ان تجري ‏الانتخابات وفق مزاجها وتطلعاتها ومصالحها”. ‏
وبحسب احصائيات شبه رسمية صدرت في العام 2019 فإن عدد العراقيين المهاجرين يصل الى حوالي 5 مليون عراقي، فيما اكدت تقارير اعلامية نشرت إبان اعلان نتائج الانتخابات في 2018 ان بعض النواب الحاليين حصلوا على اصوات خارجية اهلتهم للفوز بمقعد برلماني، بعد خسارتهم في انتخابات الداخل.

علامات استفهام
من جانبه، أكد النائب مضر الكروي، في تصريح صحفي، أن “كل عراقي له الحق في الادلاء بصوته في الانتخابات على وفق الإطار القانوني”، مردفا هناك “ضرورة للتفاعل مع قدرة الوضع المالي للبلاد”.
وقال الكروي ان “انتخابات الخارج دائما ما تثير الكثير من علامات الاستفهام في نتائجها، ونحن ندعم الغاءها في حال حصول توافق سياسي حيال الامر”، مردفا ان هناك من يعتمد بقوة على اصوات الخارج في ترجيح كفته في اي انتخابات.
واشار الكروي الى “صعوبة الغاء تصويت السجون والمستشفيات، وانه قد يشهد معارضة قوية”، لافتا الى ان “هذه المقترحات كان لابد ان تصدر مبكرا قبل إقرار قانون الانتخابات، من اجل حسمها لتفادي اي سجالات سياسية”.
وبحسب مصدر مطلع افاد لـ”طريق الشعب “، ان عدد السجناء المحكومين في العراق يقدر حوالي بـ 54 الف سجين، في الوقت الحالي، ولا توجد احصائيات دقيقة بهذا الخصوص.

محاولة إقصاء
وعلق القانوني خالد عبد الحسين في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “الدستور يكفل لكل العراقيين المشاركة في الانتخابات، وان المواد الدستورية لم تمنع فئات او شرائح معينة من المشاركة في الانتخابات”.
ويضيف القانوني، انه اذا اقدمت الحكومة على تنفيذ هذا القرار، فهي محاولة واضحة، “لإقصاء” عراقيين من المشاركة في الانتخابات، عادا ذلك محاولة لـ”تشويه مفهوم الديمقراطية”.
ويلفت عبد الحسين الى انه اذا جرت أية انتخابات بـ”استثناءات” معينة فستفقد “شرعيتها”.

دعم دولي
الى ذلك، ذكر وزير الخارجية فؤاد حسين في مؤتمر صحافي بالعاصمة بغداد، ‏تابعته “طريق الشعب”، أن “‏مجلس الوزراء قرر إرسال كتاب إلى مجلس الأمن الدولي، للحصول ‏على دعم أممي للمسيرة الانتخابية، عبر إرسال مراقبين دوليين إلى العراق، ‏لمراقبة الانتخابات، ‏من أجل تعزيز نزاهة الانتخابات”.‏
***********
راصد الطريق
فضيحة الفضائح !

اعلن المتحدث باسم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قبل ايام انه بعد استلام حكومة السيد الكاظمي تبين ان “القصر الحكومي، الرمز السيادي المهم الذي انشأ في عهد الملك فيصل الثاني .. تم اخلاء اثاثه واثاث القمة العربية التي عقدت في بغداد عام ٢٠١٢”.
هكذا، بعد مرور ٨ اشهر على استلام الحكومة، يتم الإعلان عن هذه المهزلة الجديدة! فهل يسقط نشر هذا الخبر المسؤولية عن الحكومة الحالية؟ لماذا هذا التاخير في اعلان الامر؟ وماذا فعلت حكومة السيد الكاظمي للكشف عن الجهات او الأشخاص الذين ارتكبوا الفعل الشائن؟ وقد قيل ان ثمن المسروقات يقدر بملايين الدولارات!
لا نريد ان نصدق الخبر، فهو يعكس مدى التدهور والاستهتار بكل شيء والضياع الشامل للقيم والأعراف!
وهذا ما لا يستطيع القيام به غير المتنفذين وذوي السطوة والمدججين بالسلاح، ومن تآمروا وتواطؤوا معهم !
وليس للوطنيين الحقيقيين والحال كذلك الا التحلي باليقظة والحذر، والعمل دون كلل على انقاذ ما تبقى، والحيلولة دون الانهيار!
*********
الانتحار.. ظاهرة ترعب العراقيين

بغداد ـ سيف زهير
يؤشر مسؤولون حكوميون ومعنيون بالشأن الاجتماعي، أسبابا عدة لتزايد حالات الانتحار بين الشباب، في الآونة الاخيرة.
وتشير مفوضية حقوق الانسان، الى عدد حالات الانتحار في العراق، وصل لـ 375 حالة في 2020، فيما يرد باحثون اجتماعيون بان الارقام التي تقدم بشأن المنتحرين “ليست دقيقة”، مشيرين الى وجود حالات كثيرة يعتم عليها في الأرياف.>> 3
******

ص 2

الخارجية: استهداف الخضراء عمل “ارهابي”.. واتفقنا على انسحاب أمريكي

بغداد ـ طريق الشعب
وصف وزير الخارجية، فؤاد حسين، يوم أمس، خلال اجتماع عقد مع السفير الأمريكي في العراق ماثيو تولر، لبحث فقرات الحوار الاستراتيجي، استهداف المنطقة الخضراء بأنه عمل “إرهابي”.
وقال حسين في مؤتمر صحفي، تابعته “طريق الشعب”، انه “تم الاتفاق خلال الاجتماع على إعادة انتشار القوات الأمريكية خارج العراق”، مشيرا الى وضع “توقيتات زمنية لجدولة الانسحاب”.
واضاف حسين “بعد الاتصال بين رئيس الوزراء العراقي ووزير الخارجية الأمريكي، سيكون عدد الجنود المتبقين بحدود 2500 عنصر، ومهامهم لن تكون قتالية”.
ولفت إلى أن “العمل المستقبلي مع قوات التحالف والجانب الأمريكي سوف يستمر على أساس العمل المشترك مع قواتنا”، مردفا ان “غرفة العمليات العراقية هي من تقرر في مجال تبادل المعلومات الاستخبارية والغطاء الجوي ودعم القوات العراقية وتدريبها وتجهيزها”.
ووصف الوزير، استهداف المنطقة الخضراء الأخير بـ”الاعتداء السافر من جهات إجرامية إرهابية، يمثل قصفها الصاروخي استهدافا للحكومة العراقية وشعبها”

***********

كل خميس

الورقة البيضاء
وكلماتها الملساء
جاسم الحلفي

جهتان تتوليان مهمة تدمير الاقتصاد العراقي، هما طغمة الفساد من جهة وتلامذة المدرسة الليبرالية المتوحشة من جهة اخرى. وكأن بينهما تحالفا غير معلن، وعرى علاقات متينة مباشرة وغير مباشرة.
طغمة الفساد التي تربعت منذ التغيير عام ٢٠٠٣ على مواقع مهمة في السلطة السياسية، تركز نشاطها في نهب المال العام بمختلف الطرق والأساليب، ورهن الاقتصاد العراقي للعامل الخارجي، والاجهاز على قدراته بعد فتح أسواقه لتكون مكبات للبضائع الأجنبية، وتصفية أي إمكانات للنهوض الصناعي والزراعي. وبعد ان نفذت الدور المناط بها، بجعل العراق تابعا ومستوردا غير منتج، وحتى عاجزا عن تسديد مستحقات منتسبي الدولة، في سابقة خطيرة لم يشهد مثلها تاريخ العراق المعاصر.. جاء اليوم اتباع “الليبرالية المتوحشة” للانقضاض على ما لم تصل اليه ايادي “طغمة الفساد”.
وكما لا يتطلب الامر كثيرا من التفكير، نظرا لسعة المعطيات ووفرتها للبرهنة على ارتباط الأخيرة بالمصالح الخارجية، كذلك لا موجب للكثير من العناء كي نكتشف المصالح التي يسعى تلاميذ “ الليبرالية المتوحشة” لطمأنتها، وهي مصالح الرأسمال المالي الأجنبي. فنظرة متفحصة وسريعة للورقة البيضاء تُظهر وصفات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي واشتراطاتهما واضحة، لا يخفيها الانشاء الذي غطى صفحاتها.
وإذ يتعذر الدخول هنا في تفاصيل “الورقة البيضاء”، فلا بد من الإشارة الى خطر الورقة الأساسي على الاقتصاد الوطني، وآثارها الكارثية على الوضع المعيشي لمحدودي الدخل والمهمشين، والاعباء الحياتية التي حاول كاتبو الورقة تمريرها عبر الصياغات الخبيثة، والجمل الملتبسة، والعبارات الفضفاضة، والكلمات الملساء، وباستخدام كل دهاء دهاقنة الالتفاف على مصالح الشعب، لشق الطريق امام تحطيم المتحطم، عبر ترسيخ تبعية الاقتصاد العراقي الى الشركات العابرة للجنسية، وعلى حساب الطبقات الفقيرة والمهمشة.
لم تبحث الورقة على سبيل المثال في بناء صناعة وطنية حديثة، ولا في تطوير أساليب الزراعة واستخدام التكنولوجيا لزيادة الانتاجية وزيادة خصوبة الأرض، او الاستخدام الأمثل للمياه، او بناء مراكز البحث والتطوير الصناعي والزراعي. لا شيء ابدا من هذا القبيل، بل كل ما سعت إليه الورقة هو الالتفاف على الباب الثاني من الدستور، الذي شدد على “الضمانات الاجتماعية”، فراوغت الورقة لتسميها “الرعاية الاجتماعية”، واستخدمت كلمة “التأمين” بدلا عن “الضمان”، والفرق في المردود الاجتماعي واضح بين المصطلحين.
وفي اشارتها الى “صعوبة توفير الرواتب لأكثر من ستّة ملايين موظّف ومتقاعد” يمكن ان نقرأ وراء ذلك فكرة التسريح من العمل، وهذا ما سارت عليه الأنظمة التي نفذت شروط البنك الدولي ووصفة صندوق النقد الدولي.
وجاءت الورقة واضحة في موضوع خفض الأجور والرواتب من ٢٥ الى ١٢.٥في المائة ، وخفض الدعم الماليّ للشركات المملوكة للدولة بنسبة ٣٠ في المائة لثلاثة أعوام، وتخفيض إجمالي الدعم الحكوميّ من ١٣ إلى ٥ في المائة لثلاث سنوات.
غير أن ما يثير الانتباه والشكوك في الوقت نفسه، ان الورقة لم تقترب من ممتلكات الفاسدين وملفاتهم، كما انها لم تتناول سلم الرواتب من جانب تحقيق العدالة، نظرا للفوارق الهائلة بين اعلى واقل راتب.
ان اقل ما يقال في ورقة تتحدث مرة عن دور للدولة، ومرة عن أهمية تجاوز هذا الدور، هو أنها ورقة مرتبكة. وان أي ورقة عن بلد محطم، لا تكون “التنمية المستدامة” احد اهم عناوينها، لا بد ان يثور الكثير من الشكوك حول جديتها!

*********
اعتداءات جديدة
زخم احتجاجي يطالب بتوفير فرص العمل والخدمات

بغداد ـ علي شغاتي

تتواصل الاحتجاجات الجماهيرية في بغداد وعدد من المحافظات، للمطالبة بتوفير فرص العمل والخدمات واطلاق المستحقات المالية وتنفيذ العهود الحكومية التي تخص أصحاب العقود والاجور اليومية في الوزارات.
ومرارا ما تواجه تلك الاحتجاجات عنفا مفرطا من جانب قوات الامن التي اعتدت أخيرا على المتظاهرين من حملة الشهادات العليا والمهندسين قرب المنطقة الخضراء، وسط بغداد، فيما قامت برفع خيم الاعتصام في محافظة النجف.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اعتداء بالهراوات ورفع للخيام
وشهدت العاصمة بغداد، احتجاجات واسعة لشرائج اجتماعية متنوعة، قابلت القوات الامنية بعضها بالاعتداء عليهم بالهراوات.
وقال مراسل “طريق الشعب”، إن “المئات من حملة الشهادات العليا، وخريجي كليات الهندسة، تظاهروا في منطقة الجادرية، وسط العاصمة بغداد، مطالبين بتوفير فرص عمل لهم”، مشيراً الى أن “قوات مكافحة الشغب حاولت تفريق التظاهرة باستخدام الهراوات وقامت بالاعتداء على المتظاهرين بالضرب المبرح”.
واضاف أن “اعدادا كبيرة من خريجي الجامعات في مختلف الاختصاصات المعتصمين قرب مبنى مجلس الوزراء، اقدموا على قطع الطريق الرابط بين منطقة العلاوي والمناطق المحيطة بها، مطالبين بتوفير فرص عمل لهم”، منوهاً الى “تظاهرة اخرى شارك فيها المئات من اصحاب العقود في وزارة الكهرباء، امام وزارة المالية، للمطالبة بصرف الرواتب المتأخرة لأكثر من 8 أشهر”. واغلق العشرات من المتظاهرين المحاضرين بالمجان، بوابة وزارة التربية، مطالبين بالتعاقد معهم.
وقال المحاضر احمد قاسم، ان “سبب اغلاق بوابة الوزارة، هو رفضها تطبيق قرار مجلس الوزراء رقم 315 لسنة 2019، والخاص بالتعاقد مع المعلمين والمدرسين العاملين في المجان”، مناشداً الجهات المعنية “الالتفات لمطالبهم ومكافأتهم على جهودهم المبذولة طوال سنوات”.
وفي محافظة النجف، رفعت قوات الأمن عدداً من خيام المعتصمين وسط ساحة الصدرين، مركز الاعتصام الرئيسي في المحافظة، خلال اليومين الماضيين.
وذكر مراسل “طريق الشعب”، أن “القوات الامنية داهمت ساحة الصدرين، ورفعت بعض الخيم الموجودة هناك، لغرض فتح الطريق الرابط بين الكوفة وشارع الروان”.

تظاهرات ذوي العقود في البصرة
وتظاهر عدد من اصحاب العقود والاجور اليومية، في مديرية كهرباء البصرة، امام مقر الشركة العامة لنقل الطاقة الكهربائية في المنطقة الجنوبية، احتجاجا على تأخير صرف رواتبهم منذ 8 أشهر.
واستغرب المتظاهر قاسم البزوني، في حديث لـ”طريق الشعب”، “عدم ادراج رواتبهم ضمن قانون تمويل العجز المالي الذي اقره البرلمان مؤخراً”، متهما “الجميع بالتنصل من مسؤوليتهم، في الوقت الذي نواصل العمل فيه رغم المخاطر اليومية في العمل”.
وبيّن أن “قرار مجلس الوزراء رقم 315، حولنا الى نظام العقود الوزارية، وعليه يجب ان تصرف رواتبنا، اسوة ببقية موظفي الدولة وعدم ربطها بأجور الجباية التي يدفعها المواطنون”.

احتجاج واسع في ذي قار
وفي محافظة ذي قار، نظم العشرات من المحاضرين المجانيين، اعتصاما امام مبنى مديرية التربية، مطالبين بتحويلهم الى عقود وزارية.
وبيّن المعتصم محمد ناصر لـ”طريق الشعب”، ان “عدد العاملين مجانا في مدارس المحافظة يبلغ حوالي 25 الف محاضر، عملوا طيلة السنوات الماضية بشكل طوعي، في انتظار فرصة التعيين”، مردفا “لكن التعيينات ذهبت للوساطات والمحسوبية والفساد”.
وطالب ناصر “الحكومتين المحلية والاتحادية بتطبيق قرار مجلس الوزراء رقم 315 لسنة 2019، والخاص بتحويلهم الى عقود وزارية”.
وفي قضاء سوق الشيوخ أقدم العشرات من أهالي منطقة الدجين على قطع الطريق الرئيسي في مركز القضاء، احتجاجا على تردي واقع الخدمات.
وافاد الناشط المدني علي خشن، بأن “المنطقة تعاني الاهمال والتهميش من قبل الحكومة المحلية”، مؤكدا “عدم شمولها بخطة المشاريع الخدمية”.
ويطالب المتظاهرون، بحسب خشن، بـ”تبليط الشارع الرئيسي في المنطقة، وانشاء شبكة للمجاري”.
يُذكر ان العشرات من ذوي الاحتياجات الخاصة، نظموا وقفة احتجاجية أمام مبنى مكتب حقوق الإنسان في محافظة ذي قار، مطالبين بتفعيل القوانين التي ترعى وتكفل حقوقهم، وتضمن العيش الكريم لهم.

تظاهرة المهندسين في واسط
وفي محافظة واسط، نظم العشرات من المهندسين وقفة احتجاجية، امام بوابة حقل الاحدب النفطي، مطالبين بتوفير فرص عمل لهم.
وقال المتظاهر محمد المشايخي في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “الوقفة الاحتجاجية تأتي للضغط على الجهات ذات العلاقة، لأجل توفير فرص عمل لخريجي كليات الهندسة في المحافظة، وتوفير التدريب اللازم لطلبة المجموعة الهندسية وتأهيلهم للعمل في الحقول النفطية، بدل الاعتماد على المهندسين الاجانب”.

ذوو العقود والاجور يتظاهرون في الديوانية والسماوة
وفي سياق متصل، نظم العشرات من اصحاب العقود والاجور اليومية، في شركة نقل الطاقة الكهربائية، في محافظة الديوانية وقفة احتجاجية للمطالبة بصرف رواتبهم المتأخرة منذ 7 أشهر.
وكشف المتظاهر جمعة البديري، عن “تنصل الحكومة المركزية ووزارة الكهرباء من دفع رواتنا منذ 7 أشهر، في الوقت الذي نواصل العمل فيه رغم الازمة الصحية”، كاشفاً عن “معاناة كبيرة” أثرت في واقعهم المعيشي، نتيجة عدم استلام اجورهم.
يُشار الى ان عددا من اصحاب العقود والاجور اليومية في بلدية عفك، نظموا اضرابا عن العمل، احتجاجا على عدم صرف رواتبهم.
كما تظاهر العشرات من اصحاب العقود في مديرية كهرباء المثنى، احتجاجا على عدم صرف رواتبهم منذ 6 أشهر.
وطالب المتظاهر نعيم حسن عبر “طريق الشعب”، بـ”صرف الرواتب المتأخرة منذ 6 أشهر، استنادا لقرار مجلس الوزراء رقم 315 لسنة 2019، وتحويلهم على الملاك الدائم”؟
وهدد حسن بـ”تنظيم اضراب عن العمل في حال عدم الاستجابة لمطالبهم”.


************


مطالبات بكشف مصير الناشط المختطف
سجاد العراقي

بغداد- طريق الشعب
طالب عدد من شيوخ ونشطاء منظمات المجتمع المدني في محافظة ذي قار، خلال مؤتمر صحفي، عُقد يوم الاثنين الماضي، الجهات المعنية بالكشف عن مصير الناشط المدني المختطف سجاد العراقي.
وذكر الحاضرون في بيان، تابعته “طريق الشعب”، انه “بعد مرور فترة طويلة على غياب مصير الناشط المختطف على الرغم من تحديد عدد من المتهمين باختطافه إلا انه لم يحظ بالجدية من قبل الجهات المعنية لتحريره أو إصدار بيانه حول مصيره”.
وشدد البيان، على “الحكومتين الاتحادية والمحلية، ومنظمات حقوق الانسان، التدخل والسعي الجدي والحثيث للكشف عن مصير جميع المختطفين ومن ضمنهم سجاد العراقي كونهم كانوا يمارسون حقهم الدستوري في الاحتجاج”.
وأدان البيان “محاولات تكميم الأفواه وقمع الحريات وتهديد السلم الاهلي”.

**********
ص3 + ص4

الانتحار.. ظاهرة ترعب العراقيين بأرقامها.. والأسباب بلا معالجة
إحصائية تتحدث عن 375 حالة سنة 2020
ومختصون يعدونها «غير دقيقة»
بغداد ـ سيف زهير

تزايدت أعداد حالات الانتحار خلال الفترة الماضية بشكل لافت، لا سيما بين الشباب، خلال العامين الماضيين، نتيجة لأسباب عدة تتعلق بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، التي تؤكد جهات حقوقية ومراقبون ان الحكومة لم تلتفت لمعالجتها بشكل جدي.

إحصائية جديدة مقلقة
وكشفت مفوضية حقوق الانسان، أخيرا، عن عدد حالات الانتحار في العراق خلال عام 2020، فيما اشارت الى ان اغلب الأسباب نفسية واقتصادية واجتماعية.
وقال عضو المفوضية فاضل الغراوي، في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، ان “عدد حالات الانتحار في عموم العراق لعام ٢٠٢٠ بلغ ٣٧٥ حالة، منهم ١٦٨ من الذكور، و١٥٣ من الاناث و٧ من الاحداث”.
واضاف الغراوي ان محافظة بغداد “سجلت ٦٨ حالة تلتها محافظة البصرة بـ ٤٧ حالة، فيما كانت أغلب حالات الانتحار عن طريق الشنق او استخدام الطلق الناري أو الغرق، او استخدام السم والحرق”، مؤكدا ان اغلب هذه الحالات “تم تأشيرها لدى العوائل الفقيرة”.

أسباب لا تعالجها الحكومة
ويشير العزاوي خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، الى ان وزارة الداخلية ومديرية حماية الاسرة “هي الجهات المعنية بشكل رئيسي بهذا الجانب، من الناحية القانونية. كما أن وزارة العمل والشؤون الاجتماعية تتحمل أيضا جزءا مهما من المسؤولية”.
ويؤشر المتحدث، “نفتقد دور الرعاية ودور الادماج الاجتماعي والرعاية النفسية للمتضررين، وبالتالي نرى ازدياد حالات الانتحار مع تفاقم الازمات الاقتصادية والاجتماعية والصحية”.
ويذكر العزاوي ان هذه الظاهرة “بدأت تأخذ مساحات واسعة بشكل مخيف؛ ففي عام 2018 – 2019، كانت أكثر الحالات تسجل في مناطق النازحين لأسباب معروفة، لكنها حاليا وبعد دخول جائحة كورونا، اتسعت لتشمل الكثير من المناطق دون استثناء”.
وبشأن دقة الأرقام التي تقدمها المفوضية، أكد العزاوي انها تعلن بناءً على “تقارير فرق المفوضية الرصدية، والمعلومات والاحصائيات التي تؤخذ من دوائر الرعاية الاجتماعية والطب العدلي ومراكز الشرطة في المحافظات”.
وأردف المتحدث “كان من المفترض بالحكومة أن تدعم منظمات المجتمع المدني وتمكينها، لتكون جزءا مهما للحد من هذه الأزمة”، مشيرا الى انها “تلعب دورا مهما على جوانب التثقيف والتدقيق والدعاية والإعلان، ولكن الاهمال والتهميش، جعل المجتمع المدني عاجزا على المشاركة في هذا التحدي وتحمّل جزء من المسؤولية”.

الداخلية تؤكد حجم الكارثة
وأكدت وزارة الداخلية تزايد حالات الانتحار، فيما كشفت عن ارقام هذه الظاهرة للعامين 2018 – 2019.
وأوضحت الوزارة قبل أسبوعين في تقارير تناقلتها وكالات الأنباء، إن حالات الانتحار في العراق “زادت من 518 حالة عام 2018، إلى 588 حالة عام 2019”.
وقد تبدو الأرقام المعلنة للعام الحالي 2020 أقل من سابقاتها، إلا إن جهات عديدة تؤكد عدم دقة الأرقام التي تقدم بهذا الشأن، خصوصا وأن بعض المناطق يتم تغيير حالة الوفاة فيها من الانتحار، إلى نتيجة حادث، أو ظروف أخرى بعيدة عن السبب الحقيقي، ويعود ذلك لأسباب اجتماعية كثيرة.
وايضا تمكنت قوات الأمن خلال الفترة الماضية، من منع 32 محاولة انتحار في مختلف المحافظات، وفقا لمدير قسم العلاقات والاعلام في وزارة الداخلية، اللواء سعد معن.

رؤية مجتمعية
ويرى الباحث الاجتماعي، سلام محمد، إن أغلب حالات الانتحار ناتجة عن مشاكل أسريّة، وأخرى تتعلق بالعنف والفقر المدقع.
وبيّن محمد، خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، إن الفروق الكثيرة بين أغلبية مسحوقة ومهمشة، وأقلية مستأثرة بالسلطة، تتحكم بمصيرهم، ما يدفع إلى “زيادة أعداد المنتحرين نتيجة اليأس والظلم والاكتئاب”، لافتا إلى أن احصائيات طبية تشير الى ان “الاكتئاب يشكل نسبة 20 في المائة من حالات الانتحار”.
ويشدد الباحث الى ان الارقام التي تقدم بشأن المنتحرين “ليست دقيقة”، معللا ذلك بوجود حالات كثيرة في الأرياف والمناطق النائية والتي ينتشر فيها الجهل ونقص التعليم، “لا يتم فيها الاقرار بالانتحار ولا تسجل أسباب الموت كما هي، خصوصا عند انتحار الاناث بسبب العادات والتقاليد”.
00000000000000000000000000000000000000000000000000000

أطفال العراق يتعرضون لأسوأ أنواع العنف


بغداد - طريق الشعب
حذر نائب رئيس اتحاد نقابات عمال العراق، عدنان الصفار، يوم أمس، من استمرار عمالة الاطفال لتعرضهم لكل اشكال العنف والاستغلال اثناء العمل. وقال الصفار في تصريح خص به «طريق الشعب»، ان «الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة لعموم الشعب، أجبرت العوائل على دفع ابنائها للعمل».
مبيناً ان «ذلك ليس مكانا لعمالة الاطفال، انما مكانهم الحقيقي هو المدارس».
وأضاف ان الاطفال العاملين «يواجهون أسوأ الظروف؛ اذ يعانون من عمل شاق وصعب واوقات طويلة بالنسبة لأعمارهم تصل الى 8 ساعات، مع اجور متدنية جداً»، مشيراً الى «تعرضهم الى كل اشكال العنف اثناء العمل، وهذا ما اثبتته التقارير الصادرة عن اليونسيف ومنظمة العمل الدولية».
ويأتي حديث الصفار لمناسبة اليوم العالمي للطفل،
قائلا ان «المنظمات المعنية بحقوق الطفل، أكدت ان هناك مجموعات مسلحة عملت على تجنيد الاطفال ضمن صفوفها، وهم في سن 13 سنة».
ودعا الناشط النقابي الجهات المعنية على التفكير بصورة جدية بإعادة الاطفال الى مقاعد الدارسة، فيما حذر من استمرار غياب المعالجات الحكومية لعمالة الاطفال وعسكرتهم.
00000000000000000000000000000000000000000000000000000000000

اسباب «اقتصادية واجتماعية» دفعتهم للإتجار بها
المخدرات: الاتهامات تطال رؤوساً كبيرة والادانة نصيب المبتدئين
طريق الشعب ـ خاص
تقول مصادر مسؤولة في سجون حكومية، ان 50 في المائة من المحبوسين متهمين بـ”تعاطي والاتجار بالمخدرات”، كاشفة عن تورط جهات نافذة في ترويج الظاهرة.
وينتقد باحثون اجتماعيون، حملات التوعية الحكومية، مشيرين الى انها “بلا جدوى”. ويشدد الباحثون على ضرورة “محاسبة المافيات الكبيرة التي تتاجر بالمخدرات”.

إحصائيات مقلقة
واعلنت وزارة الداخلية في الاسبوع الماضي، عن ثلاث عمليات اعتقال لمتورطين بتجارة المخدرات، في ظل تنامي هذه الظاهرة، حيث اكدت ان 50 في المائة، من الأشخاص الذين تلقي قوات الشرطة القبض عليهم، هم متعاطو مخدرات.
وقال مدير دائرة العلاقات والاعلام في وزارة الداخلية، سعد معن، في تصريحات صحافية، طالعتها “طريق الشعب”، أن مجموع المتهمين بقضايا المخدرات بلغ 2936 متهما للفترة منذ بداية العام الحالي 2020 وحتى الثلاثين من أيلول الماضي.
واضاف، ان “الكريستال والكبتاغون يعتبران من اكثر انواع المخدرات خطرا”، والتي يتم تعاطيها او الاتجار بها في العراق.

اسباب اقتصادية واجتماعية
على مستوى آخر، فإن جهداً كبيراً يقع على عاتق العديد من المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني لمكافحة الظاهرة، لكن المعنيين في هذا الشأن اكدوا، ان منظمات المجتمع المدني المهتمة بمكافحة المخدرات، تقوم بمعالجات “شكلية غير نافعة”.
ويذكر مسؤول إداري في احد السجون، لـ”طريق الشعب”، يوم أمس، “يقبع 400 سجين في المعتقل الذي يعمل فيه”، مشيرا الى ان “200 سجين منهم، دخلوا الحبس بتهمة تعاطي واتجار”.
ويضيف المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته، ان “سجن الكرخ المركزي، يوجد فيه حوالي الفين شخص، محكومين بتهم التعاطي والاتجار”.
من جانبه، عزا الباحث الاجتماعي، نشوان محمد حسين، تفاقم الظاهرة الى جملة اسباب “اقتصادية واجتماعية ونفسية” تقف وراء تفشيها أخيرا.
وقال حسين في تصريح خص به “طريق الشعب”، إن “الفوارق الطبقية لعبت دوراً كبيراً في دفع الشباب للتعاطي والإتجار بالمخدرات”.
وأضاف المتحدث، ان كثيرا من العاطلين لجئوا الى “الاتجار بالمخدرات”، بسبب البطالة، مردفا “لكنهم يجدون أنفسهم بعد ذلك في السجون”.
وبحسب شكوى بعض بالمتعاطين، ذكر حسين ان بعضهم يهربون من مشكلات الفقر والحرمان صوب التعاطي، لكنهم في ما بعد يتحولون الى مدمنين.
ولا يعول الباحث الاجتماعي، كثيرا، على حملات التوعية والنصائح، التي تتبناها الجهات الحكومية وغيرها، معتقدا ان الحل يكمن في “محاسبة المافيات الكبيرة التي تروج انتشار المخدرات”.
جهات نافذة متورطة
وتحدثت مصادر خاصة لـ”طريق الشعب”، يوم امس، من داخل السجون المركزية، ومصادر أخرى على اطلاع بما يجري في كواليس التحقيق، الذي يتم مع المتاجرين بالمخدرات؛ اذ تذكر ان “أوامر القبض تطال المبتدئين في التعاطي، لكنها تتجاوز من لهم سند من المتنفذين أو ما شابه”.
وتكرر المصادر، ان السلطات الامنية “لم تلق القبض على رأس كبير في ملف المخدرات” في اشارة الى تورط جهات نافذة في تفشي هذه الظاهرة.
وتشير المصادر الى ان بعض اعترافات المتهمين تطال “شخصيات كبيرة”، لكن المحققين يطلبون من المدان عدم ذكر ذلك امام قاضي التحقيق، بحسب زعمها.

أوامر القبض.. ورقة ابتزاز
ومن زاوية اخرى، فإن رؤوساً كبيرة في مجال مكافحة المخدرات، تتعمد القاء القبض على “متاجرين صغار” كي تبتزهم ماليا مقابل استمرار عملهم.
فيما أشار نقيب الصيادلة الاسبق، احمد ابراهيم، في حديث مع “طريق الشعب”، أمس الى انه “يوجد خلط بالمفاهيم بين المخدرات والمؤثرات العقلية”.
ويرى المحامي، خالد عبد الحسين، في حديث لـ”طريق الشعب”، أمس، هناك تردي في الاداء الرسمي الوقائي. ويردف ان بعض المجتمعات تعده “اداء ترفيا”، بحيث لا توليه العناية اللازمة.
وفي الحالة العراقية، يقول عبد الحسين، ان “السلطات المعنية تفتقر لحسن التخطيط واستيعاب تطلعات الشباب وحمايتهم من الاحباط، معتبرا ذلك “سببا وجيها من شانه ان يحدث فجوات هائلة يمر من خلالها خفافيش المخدرات وصناعها”.

ص4

الأهالي يشكون تراكم النفايات وشح مياه الشرب
الخدمات.. ورقة انتخابية تُرفع في الحسينية أيام الانتخابات
بغداد - طريق الشعب

يقاسي أهالي قضاء الحسينية، شمالي بغداد، واقعا خدميا وصحيا مترديا، بشكل كبير، مشيرين الى أن رفع هذه المعاناة مرهون بمكافحة الفساد والمحاصصة.
والتقت “طريق الشعب”، مواطنين من مناطق مختلفة داخل القضاء، للحديث عن معاناتهم مع المشكلات البيئية والخدمية، وتجاهل الجهات الرسمية لمطالبهم.

مشكلة النفايات مستمرة
يقول المواطن عبد الله خالد، وهو من سكنة منطقة الچريخي، إن “أزمة النفايات مستمرة في منطقتنا السكنية التي تحولت المساحات الفارغة فيها إلى أكبر مكب للنفايات”، مشيرا الى انه “يتسبب بأمراض كثيرة وروائح كريهة”.
ويضيف خالد في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “المكب يقع بجانب ملعبين كبيرين لكرة القدم، أحداهما تابع إلى وزارة الشباب والرياضة، وفي محيطه، منتدى رياضي وشبابي، والعشرات من البيوت”.
والى جانب ذلك يؤكد خالد، أن “شوارع المنطقة وأزقتها السكنية، ما زالت مملوءة بالنفايات دون أية معالجة حقيقية من قبل الجهات المسؤولة”.
أما المواطن جعفر الوحيلي، وهو من سكنة منطقة السكلاّت، فيعلق على نفس المشكلة، مبينا ان منطقتهم ايضا تعاني من انتشار واسع للنفايات في الشوارع والأزقة.
ويلفت الوحيلي في حديث لـ”طريق الشعب”، الى أن “المدينة بشكل عام امتلأت بالنفايات المرمية في الشوارع، فهي وسط الجزرات الوسطية، والساحات، والمربعات السكنية، وقرب المدارس، بينما لا تقوم دائرة البلدية بأي دور”؛ إذ يؤكد ان “عمال النظافة التابعين لها يتوارون عن هذه المشاهد اليومية المقززة”.

فساد واضح
ويشير المواطن حسن هادي، من سكنة منطقة الضباط، الى ان “مديرية البلدية اوكلت مهمة التنظيف الى مقاولين يبتزون الناس بطريقة غير شرعية”.
ويوضح هادي خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، ان “الآليات التابعة لمديرية البلدية، تم تسلميها الى مقاولين تابعين لجهات متنفذة، استغلوها في عمليات تنظيف رمزية يتقاضون مقابلها اموالا من المواطنين كأجرة شهر كامل. بينما التنظيف فعليا يجري لأيام قليلة ومتباعدة”.
ويقول هادي “في بعض المحلات السكنية، يصل العمل الى يومين أو ثلاثة ايام فقط، ما يتسبب بمشاكل كبيرة بين المواطنين المتذمرين من هذا الفساد، والجهات التي تسيطر على عملية التنظيف المتلكئة”.
ويزعم هادي أن “الآليات الحكومية التي جرى تسليمها الى المتنفذين، ترصد لها مخصصات تستلمها البلدية، مقابل مادة الكاز وأغراض الصيانة، لكنها تذهب الى جيوب المسؤولين، لان الآليات المستغلة، يتحمل المقاول كلفتها الكاملة مقابل اعطاء نسبة من الارباح لمن يسهل ادارة هذه العملية المشبوهة من أصحاب القرار”.

شبكة المياه
اما المواطن مزهر جاسب، وهو من سكنة منطقة المخابرات، فيقول ان شبكة المياه الجديدة التي تم العمل عليها، ما زالت لم تدخل العمل بالكامل، بينما الكثير من المحلات السكنية لم تربط عليها.
ويؤكد جاسب في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “الكثير من مناطق القضاء تعاني من انقطاع مستمر لمياه الشرب”.
ويشير جاسب الى ان “بعض المحلات السكنية تم ربطها على الشبكة الجديدة، بينما بقيت اخرى على الشبكة القديمة المتهالكة والتي يتمزج فيها مياه الشرب بمياه المجاري، وفي حال تمت المباشرة بتشغيل الشبكة الجديدة، فان الكثير من المواطنين سيحرمون منها وسيعاد الفساد مجددا بحجة اصلاح الوضع”.

تعبيد الشوارع بطيء
والى جانب تلك المشكلات، يعاني قضاء الحسينية ايضا من تهالك تام في البنى التحتية، يشرح المواطن احمد كاظم، من منطقة مسقط، تفاصيل التردي الخدمي الذي ما زال قائما.
ويستذكر ما شهدته المدينة من حراك احتجاجي واسع شارك فيه ابناء القضاء على مدى 7 سنوات، وسقط خلاله جرحى وشهداء، نتج عنه الموافقة على صرف اموال لغرض “تبليط” الشوارع الرئيسية وعدد من المحلات.
ويبيّن كاظم لـ”طريق الشعب”، أن مبالغ ضخمة تم رصدها في البداية، وصرفها لاحقا على التبليط نتيجة الضغط الشعبي، لكن الأمر لم ينجز بسبب الفساد.
ويقول انه تم رصد ملغ مالي في موازنة عام 2019، لتبليط ثمان محلات سكنية، خفّضت لاحقا الى ٥ محلات، بسبب صفقة مشبوهة، والى الان لم يكتمل العمل.
ويلفت الى ان “القضاء شهد خلال الايام الماضية حراكا للعمل والمتابعة من قبل بعض المسؤولين والمتنفذين، جرى على اثره تبليط بعض الشوارع، والسبب الحقيقي وراء ذلك يعود الى اقتراب موعد الانتخابات، حيث أصبح هذا الأمر تقليدا معروفا لأبناء القضاء، حيث ان التبليط اصبح منذ سنوات، ورقة انتخابية تغازل مشاعر المواطنين المحرومين”.

مستشفى غائب
ويشير المواطن حسين علي، وهو من سكنة منطقة الـ “خمسة الاف” الى ان قضاء الحسينية لا يملك مستشفى خاصا به، عدا بعض المستوصفات الطبية.
ويوضح أن “الحسينية التي يسكنها قرابة مليون مواطن وفق التقديرات، لا يتمكن المواطن الذي يواجه حالة صحية طارئة فيها، من معالجة حالته الا بالذهاب الى مدينة الطب، او مستشفى الزهراء في مدينة الصدر، او مستشفى حمادي شهاب”. علما ان هذه المستشفيات، تبعد مسافة تكفي لأن يتعرض المريض خلالها الى الموت او ان تتأزم حالته، بشكل محرج. وعن المستشفى التركي، يقول علي، انه ما زال معطلا رغم بدء العمل به منذ حوالي 7 اعوام، لكن المشروع بقي مهملا بسبب محاولات المتنفذين التلاعب به، اضافة الى الحديث الذي يجري عن قلة التخصيص المالي الذي يعيق انجاز المستشفى.
00000000000000000000000000000000000000000000000000000000

أول الغيث يُغرق منازل البصريين.. وشوارع عامة تغصّ بمياه المجاري
البصرة ـ أحمد ستار

تسببت مياه الأمطار التي شهدتها محافظة البصرة، نهاية الاسبوع الماضي، بتوقف شبه تام لحركة المرور في المدينة، كما ألحقت أضرارا مادية في ممتلكات المواطنين في بعض الاقضية.
ومع كل موسم أمطار، تبرز مشكلات بيئيّة عدة في البلاد، لا سيما البصرة التي تعاني من بنى تحتية متهالكة.
وشكا مواطنون بصريون من طفح المجاري وغرق منازلهم والشوارع، إثر هطول الامطار، نهاية الأسبوع الماضي.
وبلغت نسب مياه الامطار مستويات مرتفعة، ما عرقل حركة المرور، بسبب رداءة خطوط المجاري والصرف الصحي، التي لم يجر عليها اي تأهيل، او صيانة تتلاءم مع حجم المشكلة، كما يؤكد المواطنون.
وإزاء تلك المشكلات، توجهت الحكومة المحلية ودوائر البلدية في المحافظة، إلى سبل «غير مقنعة» لحل الأزمة.
المواطن عمر جابر، احد سكان منطقة «المجصة» في قضاء الزبير، يرى أن «الحلول الترقيعية التي تعتمدها بلدية الزبير في مواجهة مشكلة طفح المجاري خلال فترات الامطار، لا تلبي الحاجة الفعلية. هذه المشكلة تتكرر كل عام».
فيما يذكر المواطن خليل ابراهيم، أن «مشكلة مشاريع المجاري في قضاء الزبير، مرتهنة بالمصالح والمنافع الشخصية لبعض المتنفذين. فهؤلاء يمنعون عمل الشركات الجيدة ذات التجربة في إعمار مجاري بعض مناطق البصرة، كي يحولوا المشروع إلى صالحهم».
ويضيف قائلا، انه «خلال الشهور الماضية، طرح مقترح لإحالة مشروع مجاري الزبير إلى إحدى الشركات، لتقوم بإعادة هيكلة الطرق العامة والأزقة وتأسيس شبكات الصرف الصحي، إلا أن خلافا حصل بين بعض المتنفذين حول فوائدهم من المشروع، ما أدى إلى إيقاف تنفيذه!».
ويعد قضاء الزبير من أكبر أقضية محافظة البصرة وأكثرها كثافة سكانية. كما انه يحوي ثروات وموارد اقتصادية كبيرة. إذ تحيطه آبار نفط عديدة، إلى جانب «مصفى الشعيبة» الذي يعتبر من أكبر مصافي النفط.
ويقاسي أهالي القضاء والقرى النائية التابعة له، جملة مشكلات في النواحي الخدمية والصحية والتعليمية؛ فالخدمات متدهورة، وفي مقدمة ذلك عدم تأهيل شبكات الصرف الصحي، وعدم جديّة الشركات المعنية بتنفيذ المشاريع الخدمية، فهي متلكئة في الإنجاز وعملها لا يرتقي لمستوى الطموح، والسبب في ذلك، هو ضعف الرقابة والمتابعة من قبل الجهات الحكومية، وفقا لحديث إبراهيم.
ويبرر مسؤولون في البصرة سبب التدهور الخدمي الذي تشهده المحافظة بـ»عدم وجود تخصيصات مالية».
ويطالب الأهالي بـ»إحالة جميع الشركات التي تسببت في «خراب البصرة» إلى القضاء، وتقديم الفاسدين من المسؤولين إلى هيئة النزاهة بسبب إهدارهم للمال العام».
الى ذلك، أكدت وزارة الموارد المائية، يوم امس، استعدادها لموسم هطول الامطار، مشيرة الى ان مديرية الموارد المائية في محافظة البصرة وبالتعاون مع مديرية صيانة مشاريع الري والبزل، تواصل أعمال معالجة الكسرات ومراقبة السداد الفيضانية في عموم المحافظة.
كما باشرت المديرية، بحسب بيان للوزارة، أعمال تسليك مياه الامطار وحماية الدور السكنية خلال الفترة الماضية، حيث تم نصب مضخة متنقلة لتصريف مياه الامطار في قضاء القرنة.

***********

ص 5

مواطنون: قانون الاقتراض حل ترقيعي
تداعيات قاسية لأزمة الرواتب على الواقع المعيشي
البصرة – حافظ الجاسم، طالب نعيم

في بلد يعد طليعيا في امكاناته المادية وثرواته الطبيعية، أصبح الموظف الحكومي يعيش حياة قاسية بسبب تأخر راتبه الشهري إلى أكثر من 40 يوما.
يأتي ذلك في ظل أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية عميقة، سببها سياسة الحكم المبنية على الخطأ، والتي لولاها لأصبح الشعب العراقي اليوم من أسعد شعوب العالم وأكثرها رفاهية.
فمنذ ما يتجاوز40 يومياً، لم يتسلم الموظفون في محافظة البصرة، شأن أقرانهم في بقية المحافظات، رواتبهم، الأمر الذي انعكس سلبا على حركة السوق، وتسبب في ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، في الوقت الذي يستمر فيه حجب مفردات البطاقة التموينية.
وبالمقابل، أصدر مجلس النواب قانون الاقتراض لسد العجز المالي، الذي من المقرر أن تصرف من خلاله رواتب الموظفين للشهور الثلاثة القادمة.
عن هذا القانون، قال المواطن البصري سيف الياسري، انه “لا يلبي الحاجة الفعلية لسد العجز المالي”، معتبرا إياه “حلا ترقيعيا في ظل خلو خزينة الدولة من المال”.
وتابع قائلا لـ “طريق الشعب”، أنه “حتى لو تمكن القانون من صرف الرواتب للشهور الثلاثة القادمة، كيف ستصرف رواتب الشهور التي تليها أمام الأعداد الكبيرة لموظفي الدولة، والتي تبلغ نحو 5 ملايين موظف؟”.
الورقة البيضاء “أكذوبة”!
يرى مواطنون ان “الورقة الاقتصادية التي طرحتها حكومة الكاظمي أخيرا بعنوان (الورقة البيضاء) ما هي الا اكذوبة، الهدف منها التغطية على الفساد المستشري في مفاصل الدولة”. يقول المواطن غسان كريم انه “قبل اسابيع طرحت الحكومة ورقتها البيضاء، مدعية أنها من أجل الإصلاح الاقتصادي”، مستدركا في حديث لـ “طريق الشعب”، انه “لم تمر أسابيع على طرح الورقة، حتى ظهر العجز الاقتصادي الذي ادى الى تأخر صرف الرواتب، ما اضطر الحكومة إلى العوة للاقتراض”.

عمال الاجور بلا اجور
ولم يكن عمال الأجر اليومي في معزل عن هذه الأزمة، فهم لم يتسلموا اجورهم منذ ما يزيد على الشهرين. وهذه ليست المرة الأولى، فقبلها تأخرت اجورهم أكثر من ثلاثة شهور، ناهيك عن الاستقطاعات العشوائية فيها – بحسب العامل البصري أحمد حيدر.
وشكا العديد من عمال الأجر اليومي، عبر “طريق الشعب”، قلة أجورهم مقارنة بطول فترات عملهم، مشيرين إلى أن هذه الأجور لا تغطي تكاليف المعيشة. إذ يصرف للعامل 7 آلاف دينار يوميا، مقابل عمل يمتد من 8 إلى 9 ساعات.

الأزمة تطول عمال النظافة
يعاني اليوم نحو ١٠٥٧ عاملا في “شركة ايادي الرحمة” المتعاقدة لتنظيف بعض مناطق البصرة وتشجيرها، تأخر صرف رواتبهم لأكثر من شهر. وذكر أحد العاملين في الشركة لـ “طريق الشعب”، انهم أصحاب عائلات، وبسبب ظروفهم المالية الصعبة اضطروا للعمل بأجر قليل يبلغ 12 ألف دينار في اليوم، والذي بالرغم من قلته، لم يصرف إليهم منذ أكثر من شهر، مبينا أنهم يتلقون يوميا وعودا بصرف الرواتب، لكن من دون جدوى.

بين ارتفاع الأسعار وغياب الحصة التموينية
مواطنون بصريون، ذكروا لـ “طريق الشعب”، أن أسعار المواد الغذائية والخضار ارتفعت تزامنا مع تأخر صرف الرواتب، داعين الجهات المعنية إلى تحديد الأسعار في الأسواق.
وعن الحصة التموينية، قال المواطن عمار رسن، انهم لم يتسلموها كاملة منذ أكثر من أربعة شهور، مبينا أن الحصة تقتصر أحيانا على مادتين فقط، وفي الغالب من نوعيات رديئة.

**************

اكول

ازمة سكن خانقة
وعمارات سكنية فارغة!

ودود عبد الغني داود

تشكل الكثافة السكانية في عموم المحافظات، وفي بغداد خصوصا، ظاهرة غير مسبوقة. فقد وصل مجموع الولادات السنوية إلى قرابة المليون، تضاف إليها الهجرة المعاكسة المستمرة من القرى والارياف الى المدن بحثا عن عمل، الأمر الذي تسبب في خلل ديموغرافي أدى إلى مشكلات اجتماعية وامنية وادارية و خدمية، بما فيها أزمة السكن الخانقة.
الغريب في الامر، هو اننا نجد المئات من العمارات السكنية القديمة، خالية من النزلاء، في الوقت الذي تشتد فيه أزمة السكن. وبالرغم من ان عددا غير قليل من تلك العمارات متهالك وآيل للسقوط، إلا أن الغالبية لا تزال هياكلها متينة، ما يعني ان بالإمكان ترميمها بمبالغ معقولة، ليسكنها من لا سكن له.
خير مثال على ذلك، العمارات المهجورة المنتشرة في منطقتي الباب المعظم وساحة التحرير، فضلا عن العمارات المطلة على شوارع الرشيد والجمهورية والكفاح والشيخ عمر، ومعظم مناطق مركز بغداد المزدحمة بالسكان. كما أن هناك عمارات حديثة عدة، متروكة وبناؤها غير مكتمل.
ان على الدوائر المعنية متابعة مشكلة الكثافة السكانية وأزمة السكن، للوقوف على مسبباتها ولمعالجتها، وذلك مثلا عبر تقديم السلف المالية لمالكي العمارات وفق شروط وتعهدات، كي تتحقق نتائج إيجابية تصب في مصلحة المواطن ومالك العقار، والدولة أيضا، باعتبارها ستحقق فوائد من السلف.
نأمل ان يحصل ذلك، على أن تؤخذ جمالية المدينة والذوق العام بنظر الاعتبار.

*************

أهالي الكوفة يطالبون بإكمال تبليط “شارع 60”
الكوفة – طريق الشعب
نظم اهالي "حي ميسان" في قضاء الكوفة بمحافظة النجف وقفة احتجاج طالبوا فيها المحافظ ونوابه بإكمال مشروع تبليط "شارع 60" الذي يعد من الشوارع الرئيسة المهمة.
واحتشد المشاركون في الوقفة، بالعشرات عند مدخل الشارع، محتجين على توقف مشروع التبليط بالرغم من إكمال جزئه الأكبر.
وعن سبب توقف المشروع، ذكر الأهالي لـ "طريق الشعب"، أن هناك بيوتا متجاوزة تطل على مسار الشارع، حالت دون إكمال المشروع، موضحين أن "المحافظ كان قد أصدر قرارا يقضي بإزالة التجاوزات وإتمام العمل، إلا أن القرار لم ينفذ بسبب تدخل بعض الجهات".

*************

مكب نفايات وأدخنة ملوثة في “حي التعليم” ببغداد
بغداد – طريق الشعب
شكا سكان “حي التعليم العالي” في بغداد، وجود مكب للنفايات وسط الحي، وتحديدا على الشارع الرئيس الممتد من “جامع علي السجاد” إلى “أسواق الأنوار”، مبينين لـ “طريق الشعب”، أن أصحاب العربات والستوتات المخصصة لرفع النفايات، يفرغون حمولاتهم في هذا المكان غير مراعين المنازل السكنية التي تطل عليه.
وأوضح السكان، أن البعض يقوم بحرق النفايات مع الإطارات المستهلكة، فيتسبب ذلك في انبعاث دخان كثيف ملوث، يؤثر سلبا على صحة المواطنين، خاصة المصابون بالربو وغيره من أمراض الجهاز التنفسي، لافتين إلى انه عند الاتصال بفرق الدفاع المدني من أجل إطفاء تلك الحرائق، تعتذر عن المجيء، مدعية أن هذه المنطقة خربة ومعزولة، ولا تمر عبرها السيارات.
سكان المنطقة، وبعد أن جزعوا وهم يطالبون أصحاب الستوتات بعدم تفريغ النفايات في هذا المكان، ومن دون استجابة، يناشدون اليوم الجهات البلدية المعنية أخذ دورها في منع هذه الظاهرة السلبية، والإسراع في رفع النفايات وإرسال الكابسات إلى المنطقة بشكل منتظم.
***********


في ميسان.. مزارعون يشكون شح المياه وتأخر استلام مستحقاتهم
العمارة – وكالات
شكا عدد من المزارعين في منطقة السابلة التابعة لقضاء سيد احمد الرفاعي في محافظة ميسان، تضرر أراضيهم الزراعية بسبب شح المياه، فيما شكوا أيضا تأخر استلام مستحقاتهم من تسويق المحاصيل للموسم الماضي.
وقال حيدر علي البزوني، وهو احد مزارعي المنطقة، أن المزارعين تنفسوا الصعداء بعد أن باشرت وزارة الري بإنشاء “مشروع ماء السابلة” المبطن، الذي كان من المقرر أن يؤمن مياه الري للأراضي، مستدركا “لكن توقف انجاز المشروع تسبب في جفاف أراضينا وتضرر محاصيلنا الزراعية”.

**********

شكاوى من تخسفات
شارع مدخل الكوت
الكوت – وكالات
جدد مواطنون في مدينة الكوت الشكوى من التخسفات والتموجات في شارع مدخل المدينة من جهة محافظة ميسان، مشيرين الى أن هذه المشكلة تسببت في خسائر مادية لأصحاب مركبات الحمل التي تسلك الطريق.
وارجع العديد من أصحاب سيارات النقل الصغيرة، سبب تلك التخسفات إلى زيادة أحمال الشاحنات، وعدم العمل وفق نظام “الميزان المحوري”. فيما ذكر سائقو شاحنات من البصرة، أنهم يضطرون إلى سلوك طريق آخر أبعد بمسافة 70 كيلومترا، لتجنب المرور عبر هذا الشارع، الأمر الذي يكلفهم وقتا ووقودا إضافيين.
وكان أهالي الكوت قد اشتكوا في فترات سابقة من هذا الطريق، ووقتها أعلنت الحكومة المحلية في واسط، عن إحالته إلى الصيانة اعتمادا على ميزانية بلدية الكوت، إلا أن ذلك بقي مجرد كلام!

***********

تراكم النفايات
في “الهياكل” البغدادية
بغداد – ماجد مصطفى عثمان

شكا سكان منطقة الهياكل في جانب الكرخ، تراكم النفايات في شوارع المنطقة وأزقتها وساحاتها العامة، موضحين لـ “طريق الشعب”، أن هذه الظاهرة أصبحت تشكل خطورة على البيئة والصحة.
وأعرب الأهالي عن استيائهم من الروائح الكريهة المنبعثة من النفايات، والتي تجذب الحيوانات السائبة، مناشدين مديرية بلدية الشعلة، رفع النفايات على وجه السرعة، وإرسال الكابسات إلى المنطقة بانتظام، فضلا عن توفير أعداد كافية من الحاويات الكبيرة.

************

الديوانية تطالب بزيادة الإطلاقات المائية
الديوانية – وكالات
طالب اتحاد الجمعيات الفلاحية في الديوانية وزارة الموارد المائية بزيادة الإطلاقات المائية، لإتمام “الرية الأولى” للأراضي المزروعة بمحصولي الحنطة والشعير.
وقال رئيس الاتحاد محمد كشاش، أن المساحات المزرعة بالحنطة والشعير في الديوانية، تزيد على ٦٤٥ ألف دونم، مبينا في حديث صحفي، أن الاطلاقات المائية المخصصة للمحافظة، تصل إلى ٨٠ مترا مكعبا، في حين إن الحاجة الفعلية للرية الأولى تبلغ ٢٠٠ متر مكعب.

**********

الشيوعيون نقلوا له واقع المعاناة
قائم مقام “الشعب” يعد بتوسيع “شارع الموت”
بغداد – حسين علوان

وعد قائم مقام مدينة الشعب في بغداد، باتخاذ اللازم من أجل توسيع “شارع سدة سيطرة الشعب”، الذي يطلق عليه المواطنون اسم “شارع الموت”، بسبب كثرة الحوادث المميتة التي يشهدها.
جاء ذلك، بعد أن توجه الرفيقان الناشطان صدام عطا الله وحسين حبيب، إلى القائم مقامية لغرض نقل صورة عن مشكلة هذا الشارع الذي يربط بين الطريق السريع وجزيرة بغداد السياحية، والذي يعد من أهم شوارع العاصمة باعتباره معبرا رئيسا تمر منه السيارات المتوجهة إلى محافظات ديالى وكركوك وأربيل والسليمانية والقادمة منها، فضلا عن الشاحنات القادمة من تركيا وإيران.
وأبدى القائم مقام حرصه على الإيفاء بوعده في توسيع الشارع، مؤكدا انه سيشرف بنفسه على المهمة.
ويواصل الشيوعيون في منطقتي الشعب وحي أور، التحرك نحو المسؤولين الحكوميين لغرض نقل صور عن المشكلات الخدمية التي يعانيها المواطنون.

**************

مواساة

*الرفيق العزيز صلاح الصكر وجميع الاخوة الافاضل
بحزن عميق تلقينا خبر رحيل خالكم السيد حامد فندي المبارك. نتقدم لكم رفاقنا الاعزاء بخالص التعازي، متمنين للجميع الصبر، وللفقيد الذكر العطر ولروحه السلام.
منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد
*تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في سوق الشيوخ صديق حزبنا الأستاذ عبد الوهاب عبد الرزاق الطرشة بوفاة والدته. للفقيدة الذكر الطيب ولأهلها الصبر والسلوان.
*ببالغ الاسى والحزن تعزي محلية ديالى للحزب الشيوعي الرفيق علي خليفة بوفاة والده أثر مرض عضال ألم به. للفقيد الذكر الطيب ولأهله في قرية العواشق الصبر والسلوان.
كما تعزي الرفيق قاسم جابر سكرتير منظمة خرنابات بوفاة شقيقه ضياء. للفقيد الذكر الطيب ولأهله في قرية خرنابات الصبر والسلوان.
*تتقدم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء بالتعازي للرفيق صاحب عمران بوفاة شقيقته. له الصبر والسلوان وللفقيدة الذكر الطيب دوما.
*تعزي محلية المثنى للحزب الشيوعي العراقي عائلة آل بهيش بوفاة طارق يحيي محمد ابن عم الرفيق إياد آل بهيش، للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.

***********
ص6

حول الاتفاقية العراقية – الصينية
ايمان الهاشمي *

سبق وأن وقع بلدنا وجمهورية الصين الشعبية أتفاقية صداقة للإعمار مقابل النفط عام 2019 من قبل رئيس الحكومة السابقة المستقيلة (بأمر الشعب لأنه مصدر السلطات دستوريا)، وبعد أن تم أختيار الحكومة الأنتقالية (لحين اجراء أنتخابات مبكرة قادمة) تم تجميد بدء العمل بالاتفاقية، ولكن حاليا وقبل إجراء الانتخابات المبكرة الموعودة، هناك أنباء عن تفعيل العمل بتلك الاتفاقية لأن تنفيذها ليس من صلاحية الحكومتين المستقيلة والانتقالية، حاليا من الأفضل تكافل الجهود لاستكمال كامل متطلبات الانتخابات القادمة بهدف تحديد موعد مبكر لأجرائها للأسباب التالية :
1. الوضع العام لبلدنا يتطلب القيام بعملية الانتخابات وبأقرب وقت ممكن.
2. إن صلاحية الاتفاقية مع الصين وصحتها قانونيا يجب أن تصادق من قبل السلطة التشريعية بعد النظر بكافة الآراء والمقترحات بشأنها وتعديل الفقرات المختصرة فيها وغير الواضحة والتي تحتاج إلى حذف أو إضافة، حتى تكون محددة ومفهومة ومدونة بشكل موثق ومعلن.
3. إن مدة الاتفاقية لأكثر من سنة واحدة وهو سبب آخر يضاف إلى عدم إمكانية تنفيذها من قبل الحكومة الانتقالية، ذلك لأن مسؤوليتها ستكون موزعة أو منقسمة بين السلطة التنفيذية الحالية المؤقتة مع السلطة التنفيذية المنتخبة القادمة، وعندها تتشابك الأمور وتكثر احتمالات التنصل من المسؤولية، ذلك لأن المسؤول الجديد سيعتبر الاتفاقية عملا موروثا من الخَلَفْ، وهذا يذكرني بشرط وجود أمين مخزن واحد مسؤول جزائيا عن محتوياته، ولا يمكن مشاطرة المسؤولية مع أي شخص آخر لأنها تضيَع حقوق مالكي المخزن بما يحتوي.
إن الحكومة الانتقالية عليها تنفيذ بنود برنامجها المعلن (مثل الحفاظ على المنتفضين والاعتصام السلمي وتحقيق المطالب المشروعة وكشف العناصر التي أغتالت مئات المنتفضين وجرحت الالوف منهم) والتعاون مع البرلمان لإجراء الانتخابات المقبلة، أما الاتفاقية مع الصين وبعد تعديلها ستطرح مرة أخرى على البرلمان الجديد المنتخب وتنفذ من قبل السلطة التنفيذية القادمة.
ومن جملة آراء وطروحات حول الاتفاقية، لا بد من المساهمة بتقييم خاص لها، وحسب تفاصيل عنها وردت بوسائل الاعلام (مبينة بالخط الأزرق) كالآتي:
*الاتفــــاقية بدون شروط جزائيــــــــة وتندرج ضمن اتفاقيات الصداقة، وفي حال حصول خلاف يتم اللجوء إلى هيئات التحكيم الدولية المعترف بها. نجد من الضروري التحديد المسبق لمحكمة مختصة في أي دولة محايدة يختارها الطرفان المتعاقدان، وفي حال اخفاق المحكمة المحايدة يتم اللجوء إلى هيئات التحكيم الدولية المعترف بها.
• مدة الاتفاقية 20 سنة. إن هذه الفترة طويلة جدا تقيد الاقتصاد الوطني بمحددات ضمن شروط الاتفاقية، ومن الممكن اختصارها إلى ست سنوات يتم العمل بموجبها بشكل مكثف، وفي حالة نجاح هذه التجربة الحديثة نجددها بنفس المدة أو أقصر منها “حسب المتطلبات الانية بوقتها”.

• ينشأ الصندوق العراقي الصيني للإعمار، وتشرف عليه الحكومة العراقية وشركة استشارية ضامنة يتم اختيارها من قبل البنك المركزي من بين أفضل 5 شركات عالمية كبرى. إن الصندوق العراقي الصيني يحتوي على قيمة مقدرة نقدا بالدولار (من تصدير النفط إلى الصين) مقابل تعهدات بتنفيذ أعمال وإعمار من قبل الحكومة الصينية في العراق، والإشراف عليه من قبل الحكومة العراقية حصرا (لأن الجهتين المختارة احداهما تمثل الحكومة العراقية والثانية يتم أختيارها من قبل البنك المركزي) ، والصحيح هو أن يكون الإشراف من قبل طرفي العقد، فإذا أخفق أحدهما فالطرف الثاني ينبه ويحذر ليكون المسار بالاتجاه الصحيح، وهذا يعني “لمصلحة طرفي العقد” يجب أن يكون الاشراف من الحكومتين العراقية والصينية معا، حيث يراقب كلا الطرفين ويتابع أي خطأ او تلكؤ قد يحصل .

• الطرف الصيني الضامن للاتفاقية هو مؤسسة التأمين الصينية (ساينو شور) وهي منظمة حكومية عليا. إن اختيار الصين لمؤسسة تابعة لها تضمن الاتفاقية في حدود البنود المتعاقد عليها وجميع الملاحظات الواردة من الجهتين المشرفة على “الصندوق العراقي الصيني للإعمار”، نابع من ثقتها بمؤسساتها، وما علينا الا توفير الأمن والأمان للعاملين فيها وخاصة مدير المؤسسة، وفي موضوع ذات صلة وبعد توقف مشروع بناء ميناء الفاو صرح أحد السياسيين بأنه “هناك أياد خفية تعمل على الاضرار بالعراق”.

• تحجز ايرادات 100 ألف برميل يومياً من النفط المباع للصين وبالتحديد لشركتي (زنهوا وسينوك) الصينية الوطنية، وتوضع ايرادات هذا النفط في الصندوق العراقي الصيني. هنا يجب تحديد سعر البرميل من النفط، فمثلا حجز 100 ألف برميل من النفط بموجب الأسعار الحالية المنخفضة يختلف عن حجز نفس الكمية إذا ارتفع سعر البرميل إلى 100 $ او أكثر، كذلك يجب تعيين الفترة الزمنية (إلى متى؟) لحجز ايرادات 100 ألف برميل يوميا، ولغرض الحفاظ على حقوق الطرفين لا بد من تحديد سعر البرميل والفترة الزمنية (من تاريخ ... ولغاية تاريخ ...) ليتم على أساسه حساب النقد الاجمالي المحتجز كإيراد ل 100 ألف برميل، ذلك لأن طرفي العقد قطاع عام يمثلان المصلحة العامة للشعب والوطن، فتعتبر التفاصيل في غاية الاهمية.

• سقف ائتمان المصارف الصينية إلى الصندوق العراقي الصيني هو 10 مليار دولار، وبفوائد مدعومة من الحكومة الصينية. بشكل عام الطرف المتعاقد الصيني يجب أن يحدد نسبة الفائدة المدعومة لمبلغ أئتمانه 10 مليار دولار إلى “الصندوق العراقي الصيني”، ولا يمكن تركها سائبة هكذا، مع ملاحظة بأن الفائدة المدعومة تكون أقل من الفائدة السائدة التي تفرضها الحكومة الصينية على أحوال خارج إطار الاتفاقية، ومن البداية (بشكل خاص في هذه الاتفاقية) على المفاوض العراقي الانتباه إلى أن الفوائد تضاف للقروض المستلمة نقدا، وأحيانا تخفض إلى أدنى حد ممكن أو تلغى نهائيا إذا كان طرفا القرض (المانح والممنوح له) بينهما “اتفاقية صداقة” (وهذه الصداقة وردت في اتفاقية العراق والصين) ، بالإضافة إلى ان القرض الصيني ليس نقدا وانما مقابل اتفاقية اعمار.

• إذا نجحت الحزمة الأولى من المشاريع، ورغب العراق بزيادة الاستثمارات، يتم رفع سقف مبيعات النفط العراقي إلى 300 ألف برميل يومياً، وتقوم الصين بزيادة سقف الاقتراضات إلى 30 مليار دولار. من الواضح فأن زيادة مبلغ القرض الصيني مرهون بزيادة كمية مبيعات النفط العراقي لها، وهنا تأكيد اضافي على أهمية تحديد سعر برميل النفط الذي قد يرتفع وعندها فأن 300 برميل نفط يوميا تساوي أكثر من 300 مليار دولار، وكذلك تحديد الفترة الزمنية عند رفع سقف مبيعات النفط العراقي مع زيادة سقف القرض الصيني.

• يودع المبلغ بمصرف (ستك بنك)، ثم يقوم البنك بتحويل الحساب إلى البنك الاحتياطي الفدرالي الامريكي في نيويورك والذي يشرف على مبيعات النفط العراقي الاجمالية، ويوجد فيه حســــاب العراق من المبيعات، بعدها يحول المبلغ إلى حساب جديد يسمى حساب الاستثمار investment account. يجب أضافة فقرة لما ورد وكالآتي: أن يكون الحساب الجاري في مصرف (ستك بنك) باسم العراق لأن المبالغ المودعة فيه هي ايراد مبيعات النفط العراقي، وأن يلتزم المصرف المعتمد بأرسال أشعارات دورية متواصلة بكل مبلغ يدخل لهذا الحساب، بحيث يكون الجانب العراقي مطلعا بأستمرار على الرصيد قبل تحويله إلى البنك الاحتياطي الفدرالي وقبل تحويل المبلغ إلى حساب الاستثمار.

• يتم انشاء حساب باسم حساب خدمات الديون repay account ويخصص لدعم نسبة الفائدة، وتستقطع مبالغه من حساب الاستثمار. نلاحظ في هذه الفقرة أن المتعاقد الصيني قد حدد مسبقا “حساب لدعم الفائدة على القرض” دون ان يحدد نسبتها، والجانب العراقي يريد أن ينفذ الاتفاقية دون أن يعرف نسبة الفائدة المبهمة، وأضافتها على القرض يعتبر غير أصولي تأكيدا لأنه مقابل اتفاقية إعمار.

• يشمل الصندوق تغطية المشاريع التالية: المطارات، بناء المدارس، تعبيد الطرق الخارجية، القطارات، معالجة تلوث دجلة والفرات وشط العرب، بناء مجمعات سكنية، مشاريع البنى التحتية مشاريع الطاقة والتحلي، ومشاريع أخرى حسب طلب الحكومة العراقية. كل المشاريع المذكورة تحتاج إلى أعمال لإنجازها ويجب البدء بالأهم ثم المهم وبشكل مفصل وأضافي وحسب التدرج التالي : مشاريع الطاقة الكهربائية والتحلي مع التصفية (بما يخص الماء) ونبدأ بالمحافظات الأكثر تضررا بهذا الجانب مثل محافظتي البصرة ونينوى، بناء مجمعات سكنية (على أن تكون عمودية) توزع أولا على ساكني بيوت الطين والصفيح، ذلك لأن ثلاثة مليون ونصف مواطن يسكن العشوائيات (حسب أحدث تصريح لوزير التخطيط)، تعبيد الطرق الخارجية بدءا من “طريق الموت” تلك التسمية التي أطلقت على اكثر من طريق داخل المحافظات وطرق خارجية تربط بين المدن مع بعضها والقرى المحيطة بها، بناء المدارس في كل مكان توجد فيه تجمعات سكانية بحاجة إلى مدارس قريبة، معالجة تلوث الانهر، والقطارات على أن تكون معلقة وتربط كل مدن العراق مع بعضها، والمترو خاصة في عاصمتنا العزيزة بغداد، وهذا أفضل بكثير من المطارات في بعض المحافظات التي يمكن الاستغناء عنها، كذلك الأهمية لبناء المستشفيات ومستلزمات الصرف الصحي دون وصوله إلى مجاري الانهر.

مع ملاحظة مهمة :
أ- إن الاتفاقية لا تحتوي على مسميات لشركات محددة سيتم التعامل معها عند التنفيذ، وعليه يجب أضافة الفقرة التالية “في حالة التعاقد مع شركات لجنسيات أخرى (من غير العراقية والصينية) تلتزم الحكومة الصينية بأستحصال موافقة الحكومة العراقية (المنتخبة) على الشركات التي تتعاقد معها لتنفيذ بنود الاتفاقية على أن تكون شركات أوربية متقدمة” ، لأنه في حالة تعاقد الصين بالباطن مع دولة ثالثة لتنفيذ الاتفاقية على الأراضي العراقية سيجعل الأموال والاقتصاد المحلي بخدمة العقد الثانوني (الباطن) الذي يمثل دولة أخرى أو طرفا ثالثا مشاركا بالاتفاقية بعقد ثانوي مرفوض .
ب- مع التأكيد بانه يفترض ان يكون القرض الصيني بدون فائدة لعدة أسباب منها: لأن العراق لن يستلم مبالغ نقدية فعلا كقرض من الصين، وانما يستلم خدمات مقدمة مقدرة قيمتها بمبالغ نقدية مقابل تصدير النفط، لذا لا يمكن تحديد مبلغ فائدة على قرض لم يستلم نقدا أنما يقدم على شكل اعمار.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*محاسب قانوني ومراقب حسابات
00000000000000000000000000000000000000000000000000000000000

ما أحلى الوجوه..!
د. عزيز الشيباني

كم هو لئيم هذا الفايروس...! لقد اعتدى علينا وأجبرنا على التواصل من خلال العزلة. قد لا تتحدث مع من هو في بيتك من زوجة وأبناء وبنات ولكن تتحدث مع أشخاص في ولايات أو بلدان أخرى. وأهل البيت قد يكونون منشغلين بنفس القصة.
أغلب الناس قد لا يشعرون بعد بأهمية السياق المكاني للحدث. حين تتوجه إلى المطبخ فأن جهازك العصبي سوف يهيئك للطعام. حين تدخل إلى مكتبة فأن السياق يستثير استجابة عصبية مشروطة مرتبطة بمعنى كلمة مكتبة وبتجربتك وذاكرتك وما تعرفه بصورة واعية أو غير واعية عن المكتبة. إذا ما دخلت إلى صالة سينما أو قاعة محاضرات فإن الجهاز العصبي يتفاعل وفقاً للمطلوب. أما حين تقوم شاشة الكمبيوتر بكل تلك الوظائف: سماع، مشاهدة، إعطاء محاضرة، حضور اجتماع رسمي، لقاء صديق، حضور فيلم أو زيارة متحف، قراءة كتاب، أو حضور أمسية شعرية أو حتى ساعة ترفيه بحل كلمات متقاطعة... كلها في مكان واحد قد يكون غرفة معزولة؛ فأن النشاط العصبي تصيبه حالة من الالتباس والخمول. تشعر أنك وحدك عليك مقارعة معضلات الحياة. أما حين تجلس في مقهى حتى لو كنت لوحدك، فأنت لست وحدك كما قال محمود درويش:
مقهى وأنتَ مع الجريدة جالسٌ
لا، لستَ وحدك. نصف كأسك فارغ
والشمس تملأ نصفها الثاني..
ومن خلف الزجاج ترى المشاة المسرعين
ولا تُرَى إحدى صفات الغيب تلك:
ترى ولكن لا تُرَى..
ستزداد العزلة وتتكلس مفاصلك ويزداد وزنك ويتبلد ذهنك، لأنك مخلوق للحياة وليس للعزلة.
ثم أين موقع لغة الجسد؟ الوجوه البشرية هي مرآة من نوع خاص فيها ترى الماضي والحاضر. للكمبيوتر قدرة محدودة في التعرف على الوجوه. البحوث العصبية بينت أن الطفل الذي عمره سنتان قادر على التعرف على 2000 وجه بشري مختلف. عضلات الوجه قادرة على تكوين مئات الملامح، تتراوح بين الرضا والرفض والألم والاشمئزاز والحيرة والتعجب والحقد والملل والإعجاب والتحفز والاهتمام وعدم الاكتراث وغيرها مما يبدع الروائيون في وصفها. كتب فؤاد التكرلي في (الوجه الآخر): “جذبته بسمة عينيها فسار إليها وجلس قربها على الجرباية ذات الأعمدة الصفراء”. بسمة عينيها هي من جذبه. بينما (محمد شكري) يهرب من الواقع من خلال الوجوه في رواية (وجوه). الرواية التي يحمل غلافها 9 وجوه مختلفة الإيماءات والإشارات. ثم هل من فنان لم يهتم برسم البورتريه...؟ وهل من شك فيما تثيره البورتريهات من مشاعر تفوق كل ما تثيره أجزاء الجسم مجتمعة؟ هل تساءلت لماذا بيعت لوحة “ّراقصة هنديةّ”ّ لـ(جواد سليم) بما يقارب الـ 300 ألف دولار؟ هل تمعنت في وجه الموناليزا أو الفتاة ذات الأقراط لـ(فرمير)؟ أنها الوجوه يا عزيزي، أنها خلاصة ملايين السنين من التطور فكيف يمكن تسليمها إلى كمبيوتر...؟
الدراسات بينت أن الجهاز العصبي يرهق نفسه محاولاً التعرف على مغزى الوجوه على الشاشة. وهذا إضافة إلى الإرهاق الذي يعاني منه ضحايا المنصات. هناك إشارات كثيرة تفقد معناها إضافة إلى تعابير الوجوه؛ مثل لغة الجسد، تموجات الصوت ونظرات العيون.
هل أن عيون الكمبيوتر كانت ستوحي لـ (مائدة نزهت) أن تغني عن (سحر العيون)؟ ثم من يستطيع أن يرتخي وهو يشعر أن هناك من يراقب حركات وجهه ويحصي تجاعيده وقد يكون جمعاً غفيراً من المجتمعين.
دراسة حديثة بينت؛ أنه بعد فترة سيصبح الشخص شكاكاً بأبسط حركات الآخرين، بل حتى أن لحظات الصمت قد يفسرها خطأ. أمام شاشات الكمبيوتر تنهار الثقة بالآخرين، بل تصبح أنت رقماً، لا شخصاً معجوناً من مشاعر ودم ولحم.
أيها الفايروس اللعين، لقد فاقمت الفوارق الطبقية وسرعت في المتغيرات الدولية وألقيت بالعولمة في القمامة وكشفت المستور من أزمة الرأسمالية... والأهم حرمتنا من متعة التمعن في وجوه المحبين والإصغاء إلى تموجات أصواتهم العذبة.. فطوبى لمن لم يزل قادراً على شرب فنجان قهوة مع صديق... وألف لعنة على الخفافيش إلى يوم الدين..
*************


ص7

صبيحة الشيخ داود.. رائدة في الحركة النسائية العراقية

الدكتورة خيال الجواهري

ولدت صبيحة الشيخ داود في بغداد سنة 1920، ودرست الابتدائية في مدرسة لم يزد عدد طالباتها على ثمانية نذكر منهن: باكيزة واصف، وصفية واصف، وحسيبة الشيخ داود، وسليمة خضر، ومديحة توفيق الخالدي، وعفيفة توفيق الخالدي، ومديحة صالح.
وقد لاقى التعليم النسوي آنذاك مقاومة ضارية مما حدا بوزارة المعارف الاعتناء بالدفعة الأولى من المتخرجات أمام انتقاد المحافظين، فمنحتهن عام 1934 حقوقا استثنائية للقبول في الصفوف الثانوية وأداء الامتحانات العامة.
كان والدها مدير للأوقاف ووالدتها ناظمة نائبة رئيسة أول تنظيم نسائي عراقي (نادي النهضة النسائية) وبرئاسة أسماء الزهاوي شقيقة جميل صدقي الزهاوي.
أرتفع عدد طالبات المدارس الاعدادية للبنات في مدرسة واحدة سنة 1929 – 1930 إلى 45 طالبة، وارتفع عدد الطالبات من سنة 1939 - 1940 إلى 2120 طالبة حتى وصلت اعدادهن سنة 1957 - 1958 إلى 12885 طالبة.

وفي أوج هذا الانتقال ألقت المرأة العراقية (بأصبع الديناميت) واعلنت بأنها لم تعد تكتفي بما اجتازته من مراحل الدراسة، واتمت صبيحة دراستها الثانوية في سنة 1936 وصممت أن تدخل كلية الحقوق وشجعها والدها الذي كان ذا مركز ديني ولكنه من أشد المتحمسين للمرأة المتعلمة، ووقف إلى جانبها لكي تدخل الكلية رغم أصوات الرفض والاعتراضات من قبل أحد المقربين منها وقوله:
(أن قبول ابنتك في الجامعة سيثير الرأي العام، لم لا تنسى أن من بين الطلاب الحقوقيين الكثير من القادمين من الأرياف فلن يقبلوا وسيؤثر في سمعة أبنتك؟).
ولكن والدها أجاب: إن ابنتي ستدخل الكلية.
وذهبت برفقة والدتها إلى الكلية، خوفا من حدوث ما لا يحمد عقباه، ووجدتا الطلاب متجمهرين على جانبي الطريق.. فدفعتها بيدها وقالت.. أذهبي وحافظي على هدوئك.. وتقول {انتزعت البرقع عن وجهها وبقيت أتمسك بالعباءة وأشد عليها بيدي بقوة} ونجحت في تحقيق الغاية وهي دخول أول فتاة إلى كلية الحقوق ونجحت التجربة الاولى، وهي دخول فتاة مسلمة للتعليم العالي من أبوابه الواسعة والفتاة الوحيدة من بين 180 طالبا.
كانت أول فتاة عراقية تحطم حاجز الخوف وتحقق أرادتها وكفاءتها، وبدأت المباراة الحقيقية بين الكليات في قبول الطالبات، وهنا نذكر أن في دار المعلمين العالية سنة 1939 - 1940 كانت فيه طالبة واحدة وتخرجت، وفي السنة التالية أصبح العدد 11 طالبة، وفي سنة 1947 - 1948 ارتفع العدد إلى 62 والسنة الدراسية التي تلتها إلى 80 طالبة، وايضا في كلية الطب كانت فيها طالبة واحدة سنة 1939 وفي سنة 1956 كان العدد 12 طالبة، هكذا كانت المرأة العراقية صامدة أمام التحديات والعادات والتقاليد القديمة التي فرضت عليها القيود.
في نفس الوقت تحلت المرأة العراقية بمزايا عالية ودوافع ذاتية كريمة في كفاحها للتعليم والدراسة، وظهر جيل جديد قادر على تحمل العقبات والاضطلاع بمهام القيادة، وأن تحتل مكانتها بجدارة مثل مديرة مستشفى أو رئيسة قسم أو مشرفة تربوية، وقد برهنت الشواهد على انها عضو فعال في المجتمع رغم العقبات والتحديات التي تواجهها ولاسيما فيما يتعلق برفع الحجاب.
ومن الصدف الجميلة أن (نادي النهضة النسائية) قد أسس في نفس السنة التي ظهر فيها إلى النور (الاتحاد النسائي العربي) وبرئاسة هدى الشعراوي، وكان من بين المؤسسات الآنسة حسيبة جعفر، والانسة بولينا حسون صاحبة مجلة (ليلى)، وقد عملتا في هذا النادي بهدف توحيد شمل المرأة وتنويرها بواجباتها وحقوقها، حتى قوبلت هذه الدعوة بمجابهة عنيفة من قبل المتعصبين والمحافظين، وقد بلغ بهم إلى تقديم شكوى إلى الحكومة بالضد من هذا المنتدى الذي بدأ أعماله في 24 تشرين الثاني عام 1923 وكان مركزا اهتمامه على المحاور التالية:
• فتح دور لتعليم الأميات.
• القيام بخياطة الملابس للفقيرات.
• القيام بتربية وتعليم عدد من اليتيمات.
انتصرت المرأة العراقية في مجال التعليم ضد الاصوات الداعية إلى حجرها داخل المنزل. وكان لشخصيات أدبية كبيرة دور في مساندة المرأة بالضد من ذلك، ومنهم الشاعر جميل صدقي الزهاوي، حيث يعيب الحجاب أيضا ويرجعه إلى العادات لا إلى الدين وقال:

منعوهن أن يرين ضياءً فتعودن عيشة الظلمات

دفنوهن قبل موت مُريح في قبور سود من الحجرات

إن هَذا الحجاب في كل أَرض ضرر للفتيان والفتيات

لَم يكن وضعه من الدين شيئاً إنما قد أَتى من العادات
وكذلك الشاعر محمد مهدي الجواهري نظم قصيدة يطالب فيها بتعليم المرأة وقد نشرتها جريدة العراق البغدادية عام 1929:

علَّموها فقد كفاكُمْ شَنارا وكفاها أنّ تحسَبَ العلمَ عارا

وكفانا من التّقهقُرِ.. أنّا لم نعالج حتى الأمورَ الصغارا

هذه حالُنا على حينَ كادتْ أممُ الغربِ تسبِقُ الأقدارا

أنجب الشرقُ جامداً يحسبُ المرأةَ عاراً وأنجبت طيارا

تحكم البرلمانَ من أمم الدنيا نساءٌ تمثلُ الأقطارا

ونساء العراقِ تُمنعُ أن ترسمَ خطّاً أَوْ تَقْرأَ الأسفارا

وكتبت فتاة غسان (الدكتور سامي شوكت):
أنكم تريدون ان تبقى المرأة على حالها، متذرعين بالدين والعادات، ولكنكم في الوقت الذي تفعلون هذا مع المرأة باسم الدين والعادات تجيزون لأنفسكم الزنى والميسر وشرب الخمر دون ان تحسوا في ذلك، ديناً وعرفاً…
ورويدا فرويدا تعززت مشاركة المرأة في إطار التنظيمات النسائية، وكانت من الأوائل في العمل من أجل تحرر المرأة وأثبات مواهبها وقدرتها على حرية الحركة لتساهم في بناء مجتمع جديد.
شاركت صبيحة الشيخ داود في أول مهرجان أدبي سمي (سوق عكاظ) بدور الخنساء، فاعتلت ظهر الجمل وألقت قصيدة، وكان مهرجانا ممتعا وجميلا، وكانت قد لبست الزي العربي الاصيل، بعد معارضة من قبل وزير الداخلية آنذاك محمود رمزي الذي جاء لوالدها مع ثلاثة من رجال الشرطة من أجل منع مشاركتها كونها سافرة. ولكن والدها أجاب بأن ابنتي ستخطب غداً (القصيدة)، وقد مثلت صوت المرأة المتقدمة وعبرت عن نفسها وقدرتها وقوتها في أن تكون مثالاً للشابات في ذلك الوقت.
عام 1941 عينت بوظيفة (مفتش) في وزارة المعارف العراقية، وبحكم موقعها ساهمت في دعم الدعوة لتعليم النساء، من ثم كانت الداعية لفتح عدد أكبر من المدارس في بغداد والعراق.
وعام 1956 عُينّت (قاض) حيث كان هذا المنصب حكراً للرجال. وفي عام 1958 عينت (عضو محكمة الاحداث)، ومن أجل ضمانة حقوق المرأة العراقية، وتحقيق أهدافها والمطالبة فيما بعد بالحقوق القانونية والدستورية من خلال منظمات نسوية، حظيت بالمساندة من قبل صحف عراقية، فكانت أول صيحة بهذا الشأن هي التي أطلقتها الصحفية (بولينا حسون) عند اجتماع أول مجلس تأسيسي عراقي في مقالة نشرتها في العدد الصادر في 15 أيار 1924 عن مجلة (ليلى) التي كانت تصدرها حينذاك:
“إن نجاح النهضة النسوية الناشئة منوط بخبرتكم وشهامتكم أيها الرجال الكرام، ولاسيما أنتم الذين تحملتم أعباء مسؤولية تأسيس الحياة الديمقراطية العراقية على قواعد عصرية راسخة في الحياة، وأنتم تعلمون أنها ليست حق الرجل فقط”.
في المؤتمر النسوي الشرقي الأول الذي عقد في دمشق الغام 1930، مثلت العراق السيدة أمينة الرحال، وكانت يومها طالبة بدار المعلمات والسيدة جميلة جبوري معلمة مدرسة البنات الرسمية. وقد ألقت في هذا المؤتمر أمينة الرحال كلمة دعت فيها إلى تحرير المرأة اقتصاديا، قائلة:
“ ان نظرية مطالبة المرأة بمساواتها بالرجل أصبحت سخيفة، لأن الظروف الاقتصادية هي التي فرقت بينهما على مر السنين والعصور”.
وفي المؤتمر النسائي العربي الذي عقد في بغداد عام 1932 ألقت مندوبة العراق رفيعة الخطيب كلمة جاء فيها: “ إن الدين الاسلامي لا يقف في طريق تعليم المرأة وتحررها، وان الديانة الاسلامية تذهب في هذا المعنى إلى مدى أبعد من أختها المسيحية”. وقالت “إن علة تأخر المرأة عندنا لا يعود إلى الدين، بل إلى العادات الاجتماعية، وفي مقدمتها السفور والحجاب.
كما ساهمت صبيحة الشيخ أحمد الداود في هذا المؤتمر واختيرت سكرتيرة له بعد ألقاء مداخلتها عن المرأة وحقوقها وأثرها في المجتمع ومشاركتها في تطوير وعي النساء.
وفي المؤتمر النسائي العربي الاول والذي دعت إليه الزعيمة المصرية هدى الشعراوي في القاهرة عام 1944 وهي المحاولة الأولى لتنسيق جهود المرأة العربية والعمل على تقرير حقوقها السياسية والمدنية. مثلت العراق فيه (مائدة الحيدري، ماري كونت أصفر عن الهلال الاحمر، وعفيفة رؤوف عن وزارة المعارف، وسانحة أمين زكي عن وزارة الشؤون الاجتماعية، وروز خدوري عن (جمعية بيوت الامة)، التي تحدثت خلاله عن المرأة والشؤون الاجتماعية.
أما المؤتمر النسائي العربي الذي عقد في بغداد عام 1952 فقد مثلت صبيحة العراق فيه، والذي افتتحته السيدة آسيا توفيق وهي رئيسة الاتحاد النسائي العراقي.
*************

ص8

15 فيلما قصيرا عن تفجير مرفأ بيروت تنتقم للضحايا
هوفيك حبشيان*

بعد نحو 3 أشهر على تفجير مرفأ بيروت الذي لا تزال ملابساته غامضة لعموم الناس، أنجز عدد من المخرجين اللبنانيين 15 فيلماً قصيراً تعرض حالياً على منصة “شاهد” التدفقية كنوع من رد اعتبار إلى الضحايا الذين سقطوا، سواء من القتلى أو الجرحى. في وقت قياسي يبدو غير كاف لتقديم عمل سينمائي، تجرأت أسماء شابة انطلقت حديثاً في العمل الإخراجي على اقتراح مجموعة أفلام متفاوتة القيمة الفنية. أفلام تتمحور على مأساة أغرقت مدينة كاملة في الدمار والموت والرعب بغضون ثوانٍ قليلة. الصدمة التي تسبب بها التفجير لا تمحى بسهولة، لكن أراد المخرجون والمخرجات أن يكونوا شهوداً على ما جرى، بعيداً من أي رغبة في إثارة الجدل أو فتح نقاش، وهو ما يتخطى طموح المشروع نفسه.
تأتي السلسلة تحت عنوان “بيروت 6:07”. إذا كان اسم المدينة يشير إلى مكان وقوع الكارثة التي لم نر مثيلاً لها في التاريخ الحديث، فالرقم المرفق يدل على توقيت حدوثها. في السادسة وسبع دقائق من مساء يوم ثلاثاء صيفي عادي، أطنان كثيرة من مادة نيترات الأمونيوم المخزنة منذ سنوات في المرفأ، اشتعلت فجأةً لأسباب غير معلومة بعد، ما أدى إلى تفجير هائل وصل صداه إلى قبرص، وخلّف أضراراً مادية وروحية ونفسية جسيمة. فاجعة لم تنهض منها بيروت إلى الآن، تجسدت صورتها الأفظع في غيمة على شكل فطر ارتسمت في سماء المدينة، تذكّر بما صنعته القنبلة الذرية التي ألقيت فوق هيروشيما. أولئك الذين سمعوا دوي التفجير، كانوا من عداد المحظوظين كونهم نجوا من الموت، ولو إن بعضهم فقد حبيباً أو قريباً أو دُمّر منزله بالكامل.
سلسلة الأفلام القصيرة التي لا يتجاوز الواحد منها الدقائق العشر مستوحاة من قصص حقيقية. إنها حكايات أناس تقاطعت حياتهم مع تلك اللحظة. بعضهم قضى فيها وبعضهم الآخر حمل جراحها وندوبها وآثارها النفسية إلى الأبد على وجهه أو جسده أو وجدانه. هناك أيضاً من همّ إلى إنقاذ العالقين تحت الأنقاض أو من ودّع زوجاً أو أباً صباحاً من دون أن يعلم بأنه لن يراه مجدداً. باختصار، إنها اللحظات الأخيرة ما قبل الموت المحتم، أو لحظة كتابة حياة جديدة بالدم والغبار والخراب كما لو كانت ولادة جديدة.

الصياد والمرفأ
في “تروبيل” لكريم الرحباني، ربّ أسرة (فادي أبي سمرا) يعود إلى الصيد في مرفأ بيروت الذي صادف أنه فتح أبوابه للصيادين في ذلك اليوم المشؤوم بعد حجر طال أسبوعين. كلمة تروبيل خاصة بالصيادين وهي تعني إصبع الديناميت المستخدم للصيد. الرجل الذي يسكن حياً شعبياً يودّع عائلته، بعد نقاش صغير مع زوجته في المطبخ، وقبل أن يتوجه إلى العمل يوقّفه جاره العجوز ليذكره أنه سيحضّر كأس العرق في انتظار أن يأتيه بالسمك الطازج. في المرفأ، يجلس إلى جانبه صياد مخضرم يمسك بالصنارة وينتظر نصيبه من الرزقة. إنها اللحظات الأخيرة قبل التفجير الذي سيودي بحياة الرجل. الفيلم مستوحى من قصة علي صفوان الذي انتشلت سيارته من البحر وفي داخلها جثته بعد مرور تسعة أيام على التفجير. كريم الرحباني يفضّل التجسيد البصري على أي خطاب وينجح في ذلك على الرغم من الإمكانات المحدودة.
في سلسلة تفيض بتفاصيل عن الحياة العائلية والفقد والدفء المنزلي وحلم الهجرة، اختارت المخرجة سندرين زينون قصة عماد (الفيلم بهذا الاسم) المؤثرة المستوحاة من مصير ثروت حطيط، موثقّة اللحظات الأخيرة من حياته قبل الموت في التفجير. في البداية، نراه يعود إلى المنزل من السوق ومعه مواد غذائية، ثم وصف للحياة اليومية لأسرة تشبه كثراً من الأسر اللبنانية تعاني ما تعانيه من مشاكل معيشية. يحاول عماد توفير ما يضمن لعائلته حياة كريمة، لكن زوجته التي تنتظر مولوداً تلح عليه للهجرة من البلاد، فيرضخ لطموحها. فجأة، عبر تلاعب بالزمن، ننتقل من لحظة ما قبل التفجير إلى لحظة ما بعده، حيث الزوجة تتفرج على لهيب النار المتصاعد من المرفأ، ثم يقفز الفيلم إلى مراسم تشييع الزوج. رحل تاركاً يتيماً لن يعرف والده.
في “ميرا”، يتعقب المخرج والناشط المديني لوسيان بورجيلي شخصية ممثلة مبتدئة نراها تخرح من المقهى حيث تعمل نادلة لتتوجه على ظهر دراجة حبيبها النارية إلى مسرح حيث عليها أن تقوم باختبار أدائي (كاستينغ). في الطريق، يدور حديث بينهما. تقول له: “أنت بلا عمل وأنا لا أقبض إلا نصف مرتبي. الجميع يفكّر في الهجرة”. نعلم لاحقاً أن هذه ليست سوى جملة من المسرحية. على الرغم من أن الفيلم عن ضحية من ضحايا التفجير، حاول بورجيلي تسويق أفكاره عن الأزمة التي يمر فيها لبنان والعصابة التي تسيطر عليه. مع الذهاب والأياب بين الواقع والمتخيل. كل شيء ينتهي على وجه ميرا التي تنظر إلى مصدر التفجير. لا حاجة إلى قول أكثر من ذلك.

بصيص نور
“المحظوظون” لألان صوما من أفضل أفلام السلسلة يقارب المأساة من زاوية مختلفة لعله يضيف طبقة أخرى. فمن رحم الكوارث، بصيص نور يولد أحياناً. هذا فيلم ذو بعد إنساني حيث وفاة شخص تنقذ حياة شخص آخر. ديامان أبو عبود تضطلع بدور أم تحمل، فور وقوع التفجير، ابنتها المريضة إلى المستشفى حيث عليها أن تخضع لعملية زرع قلب. يصادف وصولها إلى المستشفى مع وصول أم أخرى (كارول عبود) تبحث عن ابنها الضائع. لحظات ويتم تبليغها بأن ابنها قد فارق الحياة، لكن موته سينقذ حياة ابنة الأم الأولى. حكاية بسيطة تضع الخسارة والأمل وجهاً في وجه داخل مدينة منكوبة، وما هو استخدام اللونين (الأسود والأبيض) سوى تعبير عن هذا الثنائي.
“عازفة البيانو” لإميل سليلاتي فيلم آخر يثير الإعجاب. يفتتح بسيدة مسنّة تعمل في مطبخ منزلها. لا شيء سوى الروتين المعتاد الذي تعكّر صفوه الأخبار التي تخرج من المذياع. ثم، تقرر السيدة الجلوس إلى البيانو للعزف، لحظات ويغرق بيتها في فوضى عارمة جراء التفجير. يتطاير الزجاج ويتساقط الأثاث أرضاً ليتحطم ما يتحطم. أسلوب المخرج ينقل هذا كله بحسّ بصري رفيع، مبطئاً الصورة ومركزاً على التفاصيل، في حين السيدة الجريحة لا تزال تواصل العزف كأنها غير آبهة بما يدور من حولها. “عازفة البيانو” يستعيد لحظة مأسوية للاحتفاء بالحياة وسط الخراب والدمار.
“بترون” لإنغريد بواب نموذج لسينما واعدة أنجزتها مخرجة شابة. شاب (جنيد زين الدين) وشابة (بواب) يقضيان بعض الوقت على أحد شواطئ بترون. هو على ما يبدو يعيش آخر أيامه في لبنان قبل الرحيل. مسألة بسيطة تولد خلافاً بينهما. هي ترغب في زيارة أحد الأصدقاء لاستعادة الحياة الاجتماعية بعد فترة طويلة من الحجر الصحي بسبب كورونا، فيما هو يريد التفرد بها لقضاء ما تبقى لهما من وقت معاً. يصر على أنه لا يريد التوجه بسيارته إلى بيروت كي لا يعلق في زحمة السير. لكن ليس هذا ما يحصل، يجد كلاهما نفسيهما داخل سيارة محطمة جراء التفجير. تصوّر الكاميرا السيارة من فوق وهما نائمان داخلها في لقطة “مرعبة” لشدة ثقلها الجمالي.
أخيراً، لا بد من التنويه بفيلم رنا عيد المغاير (“طيف”) الذي يقترب كثيراً من السينما التجريبية. على غرار عملها “بانوبتيك”، تقدّم عيد تجربة حسية وصوتية نسمع فيها مناجاة وزقزقة عصافير. شهادتان متداخلتان ترويان النجاة والتيه فيما تمر أشكال مختلفة من المَشاهد على الشاشة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*صحفي وناقد سينمائي لبناني
“اندبندنت عربية” – 16 تشرين الثاني 2020
00000000000000000000000000000000000000000000000000000

أين أنت يا كارل ماركس؟
عبد الرزاق دحنون

يحدث هذا كل ثانية في شوارع مدن العالم، فتيات وفتيان بالجينز. جينز بأشكال وألوان متنوعة فيه القصير والطويل، الضيق والواسع، المقطع والمرقوع، الرثّ والخَلق، ما هذا الجينز الأزرق الفاتح الذي يملأ الدنيا ويشغل الناس؟
الجينز أحد أكثر الملابس شعبية وشيوعاً على كوكب الأرض، وأكثرها إثارة للاهتمام على مر الزمن، إذ يخلق هذا النوع من الملابس ارتباطاً عاطفياً مع مرتديه. نعم، فما إن تبدأ بارتداء الجينز حتى يظهر أثره في تصرفاتك اليومية، تميل إلى الثقة بقدراتك والانطلاق في حقول الحياة الفسيحة.
نعم يا سادتي ها هم عمال من شمال بلاد الشام يساهمون في صناعة الجينز من هذا الخام هنا في مدينة إزمير على شاطئ بحر إيجة، يعملون من الثامنة صباحاً حتى الثامنة مساءاً بقوت يومهم. وأتساءل من يعمل اثني عشرةَ ساعة في اليوم لتأمين لقمة عياله؟ والأكثر شناعة وفظاعة ورعباً وردية العمل الليلي من الثامنة مساءاً حتى الثامنة صباحاً. نحن في أواخر العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين وما يزال رأس المال نهماً جشعاً لا يشبع، يطل علينا كل صباح بوجهه القبيح.
يخطر في بالي في ضجة ليل مرخية سدوله في فضاء معمل صناعة الجينز الذي صار أليفاً بعماله ومديري أقسامه وعاملاته الظريفات المدخنات التعبات اللابسات الجينز، كتاب “رأس المال”، أتذكر مؤلفه هذا الفيلسوف المشهور الذي أطلق هذه الحركة التي انتظم فيها ملايين الجياع في شتى القارات، وأدت إلى تحسين جذري في معيشة الكادحين على نطاق كوكب الأرض، وهذا ما سعى إليه من تأليف كتابه.
أسمع صوت رفيقي شيخموس في وردية الليل يهتف من قلب موجوع: “بس يا جينز” مستعيراً عنوان أول فلم عن عمال غوص اللؤلؤ ومعاناتهم اليومية في مياه الخليج العربي باسم “بس يا بحر” وكلنا في الهوى سوا.
أين أنت يا ماركس؟ هل كان بنطال الجينز سيرضيك لو عشت في أيامنا العجاف هذه؟ لقد صار بنطال الجينز أحد أشهر ألبسة الطبقة العاملة التي سعيت لتحريرها من رتق عبودية رأس المال. وها نحن: شيخموس، جنكيز، ميخائيل، خورشيد، سليمان، سلطانة، آدم، يوسف، موسى، عيسى، أحمد، عبدالرزاق، وعشرات الأسماء السورية الأخرى نلبس الجينز ونعمل في صناعته وننظر في صدور بعضنا البعض فنجد صورتك مطبوعة في قمصاننا بعد مئتي سنة على ميلادك.
وها نحن ندور مع آلات كحت الجينز، يحتاج الجينز إلى مكحتة - وحياتنا تحتاج إلى مكحتة هي الأخرى - والمكحتة لمن لا يعرف هي التي تعطي لباس الجنز هذا الملمس الطري وهذا اللون الفريد الذي لا يظهر بدون الكحت. غسالات عملاقة يتسع حوضها “ستانلس ستيل” لأكثر من مئة بنطال ومئتين وخمسين كيلو من الحصى الصناعية، الحصاة الواحدة يماثل حجمها حصى بيتون “كونكريت” صب الأسطح. هذه الحصى مع الماء والمساحيق تعمل على تلطيف خشونة قماش الجينز الجافي. وهناك أقسام أخرى يمر بها الجينز، البخ، الغسيل، السنفرة، الفرز، التجفيف، التنعيم، الكوي، وأشياء أخرى، حتى يستوي قطعة لباس معتبرة تسرّ الناظرين.
نحن عمال من شمال بلاد الشام، حيث كل شيء مرتفع، الروابي، والنهود، والجباه، على حد تعبير الشاعر السوري “صقر عليشي” في واحدة من أجمل قصائده في ديوان “قصائد مشرفة على السهل”. تتأمل وجوهنا، فتجد في عيوننا حزناً لا يكفي قرن من البكاء لمحو آثاره، هذا الحزن يظهر جلياً في نظرات عيوننا التائهة الكليلة من تعب أيام العمل الطويلة في هذا المدى المفتوح على شبابيك الوطن البعيد، تحول حزننا إلى هوية. فجاء شاعر كوردستان شيركو بيكه س ليقيس أحزاننا فقال: جاء التاريخ وقاس قامته بقامة أحزانكم، كانت أحزانكم أطول. أما من علاج لهذا الأسى الإنساني المقيم يا كارل ماركس؟
00000000000000000000000000000000000000000000000000

بين عبدالخالق محجوب
وسيد قطب
د. حسن مدن

لم يكن عبدالخالق محجوب، أول أمين عام للحزب الشيوعي السوداني، والزعيم التاريخي لليسار السوداني، الذي أعدمه جعفر النميري هو ونخبة من رفاقه مطالع السبعينات في القرن الماضي، مجرد رجل سياسة وقائد حزبي مرموق، وإنما كان أيضاً كاتباً ومحللاً ذا بصيرة، تجلت في الكثير من مساهماته الفكرية التي أعادت “دار عزة للنشر والتوزيع” إصدارها في كتيبات.
هذه الكتيبات جديرة بالاهتمام، ليس لأنها تعرفنا بالبروفايل الفكري لعبدالخالق محجوب، الذي لم ينل، على الأقل في البلدان العربية الأخرى غير السودان، الاهتمام المطلوب، حيث طغى بروفايله كمناضل سساسي وكشهيد صاحب قضية وموقف، وضحية للديكتاتورية، التي غيبت عن السودان وأجياله المختلفة وجهاً مضيئا، وإنما أيضاً لأنها تتناول قضايا لم تتقادم أبدا، رغم مضي عقود طويلة عليها، بل أن في بعضها ما يمكن وصفه بالاستشراف والنبوءة للمستقبل.
ومن هذا بحثه المهم “حول فلسفة الإخوان المسلمين”، الذي ناقش فيه بعمق أطروحات منظر الجماعة سيد قطب، بروح ومنهج الباحث الرصين، الذي يناقش الفكرة ولا يستهدف صاحبها شخصياً، بدليل أن محجوب لاحظ أن كتاب سيد قطب: “معالم في الطريق” ينطوي على مزج عجيب بين شخصيتين، واحدة منهما كتبت بأسلوب رصين معتدل، وأخرى تبدو في أشد حالات الاضطراب تدعو إلى العنف والشدة، وتحطم في هذه ما بنته تلك.
والسبب في ذلك يعود إلى أن سيد قطب جمع في الكتاب بين مقالات حواها كتابه “في ظلال القران”، وهي التي بدا فيها رجلا سويا ينظر إلى القران “فيستجلي ما فيه من جمال الاسلوب وروعة البيان وحسن المقصد، فتاتي الكتابة مرسلة على سجيتها”، لكنه سيغدو بعد حين شخصا آخر غير ذلك الكاتب الشغوف بالأدب والنقد حيث ارتفعت به أسباب الزعامة، على ما يقول عبدالخالق محجوب، “فجلس يشد الخيوط المرسلة بينه وبين أصحابه وعندها تصوّر العالم في جاهلية تحتاج إلى تغيير كامل”.
أنصح بالعودة لهذا الكتاب، ولكني قبل أن أختم أود الاشارة إلى ملاحظتين شديدتي النباهة في كتاب محجوب، فهو في سجاله مع سيد قطب حول تقييمه للحروب الصليبية، التي تصوّرها مجرد حرب دينية، فبدا حانقاً غاضباً على كل أهل الصليب، ولكن محجوب يسأله: “إذا صحَّ كذلك فلمَ، إذن، كانت المعاونة بين الإخوان والأمريكان والانجليز؟”
أما الملاحظة الثانية فوردت على خلفية قول سيد قطب إن المشركين عرضوا على الرسول المال والحكم مقابل أن يدع العقيدة فرفض، فيععقب محجوب قائلا: “نحن لا نعلم أن أحداً من الإخوان المسلمين قد عرض عليه الحكم والمال والسلطان، فرفضها وانطوى على العقيدة”، فأين الشبه بين رفض النبي للدنيا وسلطانها واقباله على الله والعقيدة وبين ما كان عليه سيد قطب وجماعته، لا آنذاك فقط وإنما اليوم أيضا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
“الحوار المتمدن” – 15 تشرين الثاني 2020

*************

ص 9

الأبوذية والعتابة في التراث الشعبي العراقي الأصيل

لفته عبد النبي الخزرجي

يزخر ألأدب الشعبي العراقي بألوان متميزة في نكهتها وأنغامها وتعابيرها، وهي لا تبعد كثيرا عن الواقع المأزوم الذي يعيشه الانسان في ظل الحرمان والتمايز الاجتماعي والتفاوت الطبقي. والأبوذية واحدة من تلك الالوان التي تشكل باقة ورد ملونة في معرض التراث الشعبي العراقي الاصيل. كذلك العتابة فهي لون غنائي تميزت به رقعة جغرافية في وطننا الكريم، ومارسته وتغنت به جمهرة من شعراء المنطقة الشمالية والغربية من بلادنا.
والأبوذية مشحونة بالحس الانساني الزاخر بالقيم النبيلة والمعبرة عن المشاعر بأنواعها، ولذلك قال الشاعر:
لبسنه الراهي احنه والنظيفه .... وأخذ جرح من اهلنه والنه ضيفه
اليماشينه نبختـــــه والنظيفه .... أبـــد مـــا نلثك فراشـــــــه برديه
او كما قال الشاعر محيبس الهليجي :
شلي بل مــا يحـــب اعضــــاه شلي... الترس شلته ومشه وما ترس شلي
فتـكــه خيطيتــــه وفتـــك شــــــــلي.. شلت حمـــله وي حملي وخان بيه
هذا هو الأبوذية ، معاناة ولوعة ومشاعر فياضة .
أما السيد عامر رشيد السامرائي فينحو منحى يبدو غريبا على هذا اللون الذي تجيده الفطرة والقريحة والمعاناة ،وهو يعبر عن الهم الانساني بمختلف تنوعاته وتجلياته، ويقول السامرائي في كتابه “ اسطورة عبد الله الفاضل ومقالات اخرى”، وهو يحاول ان يعقد مقارنة بين العتابة والأبوذية ، فيشير الى أنهما متشابهان من ناحية النظم والجناس ، لكنه يقول أن ( القارئ لنصوص كثيرة من الأبوذية ومن العتابة يحس بوجود فرق كبير بينهما يتجاوز الحدود الشكلية والظاهرية ، انه فرق قد يعين على تفهم نفسية الشعب ويقودنا الى الوصول الى وجود نفسيتين مختلفتين ، واستبعادا للاستطراد أسرع فأقول :أن الأبوذية رمز للذل والانسحاق والتلذذ بالألم، انها حافلة بالبكاء والشكوى بصورة تدل على أن صاحبها ممن يسكنون الى الذل ويستطيبونه). ان هذا الرأي يشير الى ان الكاتب يحاول ان يزرع الانقسام في مجتمع عراقي ملون وموحد وليس منقسم، المجتمع العراق من شماله الى جنوبه مجتمع له مشتركات لا حصر لها، رغم وجود بعض العوارض الجانبية والتي لا تشكل انقساما او مفصلا للعزل بين اهل الجنوب والوسط واهل الغربية الذين يرددون العتابة في مناسبات مختلفة. ثم أن السامرائي يتحدث عن العتابة فيقول (أما العتابة فانها أقرب الى شعر الحماسة، ألألم فيها رجولي لا يسحق صاحبه، انما يصهره ويبلوره، والبكاء فيها، ان وجد، ليس كبكاء النائحات، بل هو ترقرق دمع يكتمه صاحبه حياء وكبرا شأن الرجال). 1
ويقول (على الخاقاني) في موسوعته عن الادب الشعبي وفي الحلقة السابعة، أن (العتابة من الشعر الذي اختص به عرب شمال العراق وغربه، وشاعت في أوساطهم شيوع “ الأبوذية “ في وسطه وجنوبه، وأن اسمها جاء من قعود هؤلاء المغنين الفقراء على عتبات الدور). 2
ويؤكد الباحثون في التراث الشعبي العراقي أن العتابة أقدم من الأبوذية لأنها تمثل نظرة المجتمع البدوي المعروف بانتمائه القبلي وحرصه الشديد على عادات الغزو والاسر والثأر والعادات الاخرى التي يعرفها اهل البادية. أما الأبوذية فقد نشأت بعد أن استقرت القبائل العربية ومارست النشاط الزراعي والتجاري والصناعي. ويذكر الدكتور علي حداد، أن فن العتابة قد استوقف الاب انستاس ماري الكرملي فقال عنه ( من غناء سكان نهر دجلة ،والكلمة مشتقة من العتاب ،وهي من مبتكرات عشيرة الجبور ،وأشهر الناظمين بها حمادي الجاسم من عشيرة الجبور والثاني عبد الله الفاضل من شيوخ عنزة احدى القبائل العربية في البادية )./ 3
العتابة ونماذج منها:
هلي عز النزيل وعــــز منزال ..... ولهم دومن ع الــدربين منزال
هلي اعشوبهم نبتت من الزال .... خضر ما يبسو بــارح هــــــوا
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
هلك شالوا علامك تون يا شير .... وخلولك اعظام السبع يا شير
يلو تبجي بكل الدمع يا شير ..... هلك شالوا على حمص وحما
وهنا يوضح لنا أن العتابة هي شعر العتب والفخر وشعر البادية.
أما الأبوذية فهي شعر الحزن الشفيف وليس الحزن الذليل، والمعاناة مع الواقع المتردي والتفاوت الطبقي والاستغلال متعدد الاشكال، ولا يوجد انسحاق او اذلال او نواح المكسور والذليل، بل أن النواح جزء من شعور الكبت والحرمان والظلم الاجتماعي الواضح. اليكم هذا البيت من الأبوذية ويعود للشاعر لفته عبد النبي الخزرجي، من كتاب (الأبوذية في التراث الشعبي العراقي) للباحث لفته عبد النبي الخزرجي، ونقرأ فيه:
الجرح جم دوب أضمدنه وألم بيه .... بسبب ينزف على شوكك وألم بيه
زماني كون الــــــــزمنه وألم بيه .... وأنشده بيــــــا سبب محرب عليه
او كما قال محيبس العلوان :
يكلولي تهم شــــــــلون مـــــاهم .... وأنه تعبــــــان حتى الجــدم ماهم
أجي للــــــدار أطب للــــدار ماهم .... أحبابي أشـــلون ما أنصب عزيه
وهذا كما نعتقد من افضل انواع الشعر لانه يتحدث وينقل هم الانسان ومعاناته والضيم الذي يلاحقه، بسبب العادات والتقاليد المتردية والبالية، وأسباب اخرى كثيرة تدفع الشاعر للتعبير عن همومه وأحزانه وضياع احلامه.
حلات الرجل كرمه ابغير منه .... راهي اشما تخرصه ايزيد منه
عدوه ايميح يوم الصدك منه .... أسد مــــــــا يرتفع بالموزميه
وهو لنفس الشاعر محيبس العلوان وهو من شعراء الاحواز . او كما قال الآخر:
نفــوس النه على العليا تجدنه ....ونـــار الحرب لو وجت تجدنه
يضيف اجبل على حينه تجدنه .. ضيوف احنه وتصير ابن الثنيه
وهذا ايضا من شعر الحماسة والفخر والتحدي والمواجهة والمطاولة وليس فيه ما يشير الى الانسحاق والمسكنة والذل ابدا ، والشاعر هو ابن المحيط والبيئة التي يمارس حياته فيها ، ويستلهم من خلال تلك البيئة شعره ونظمه ويعبر عنها بأبيات من الأبوذية او القصائد او العتابة او الموال او غيرها ، الخلاصة ان الشعر بكل تلاوينه وأنواعه وأشكاله ، تعبير واجتراح لمعاناة الناس المكتوين بالظلم والحرمان والكبت والتفاوت الاجتماعي .
أما ان ابن الجنوب يستطيب الذل ويستكين للظلم فهذا ليس له مكان عند أهل الوسط والجنوب ابدا، كما ليس له مكان عند أهل العراق في مختلف محافظاته، فقد كانت لهم مواقف مشهودة في ثورة العشرين الخالدة، كما شهدت السنوات الاخيرة ثباتهم في ساحات الاحتجاج والتظاهر لاشهر وسنوات.
وختاما هذا البيت من الأبوذية فيه من التحدي والصبر والقدرة على التحمل الشئ الكثير:
الكلفه على العراقي دوم ذبها .... غيور وعل المنايه النفس ذبها
ما يرهب غــــدر وارهاب ذبها .... جسور وشيمته صاحب حميه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1) عامر رشيد السامرائي / أسطورة عبد الله الفاضل ومقالات اخرى .
2) الدكتور علي حداد / جمر أخضر
3) نفس المصدر

*************

غناء

كامل الركابي

الكلمة اللي أحب اشهرها
سيف
لو ورد
لو گطرة نداوه
تضيع مني
النجمة الساهرتها
وغنى الها المطرب الموهوب
ماتقبل
تعانق لونها
بتشكيل فني
العذاب
وهو يعرفني واعرفه
وزغر شبّينه
وتشفّينه بخميره
شبي يظل
يخفي التجاعيد
الخفيفه
بعيد عني
ماغفر زلّات محسوبه
على الفطره
السذاجه
الرافقت
من زغر سني
هو مات من الكِبَر
وانا صح صوتي خفت
بس ماطفه
وظليت اغني !

*************

ابريسم
ضياء محسن

انت
منفاي العشگته
وگمت اسولفله اعله روحي
المالهه ابمنفاي
داعي ..
وانت ذيج الساجية الماعزة الماي
اعله راعي ..
أي يالمبدي السؤال اكبال عينك
طفت الوادم حزنهه
اشماله حزني اوياك واعي..
امحلفك ابدرهه ولبنهه
الشبعت وغصت نواعي..
كزبر اليل ونخيتك
لملم اكتار السؤال
انت يستهلال شوفي
الكل مزار وكل حديقه
ليش عزيت الموده وماطحت
بيدر تعال
وهاي دنيه
اتذب حملهه وين ما صح المجال
وانت انت
اشما تغاويت اولمتني
تاكل الغربه ابقميصك .
وتالي تنفض مستحاك
اكبال عيني
وتلكه بيه ابكل مجان
الجيتك لمت شذر
وتلكه بيه الكل هزيمه
اهواي (يبريسم) عذر..
ولا اتلوم ابروحك
السجه خطيه
الراح والراجع على السجه ايعبر..
منين وشلون اتعبني
وطاحن ابموكد غضب
وكوطرتهن فكره فكره اوراهيات
اعله الذهب
وردت شيالت ضماير يا((بريسم))
من طلع حس الشعب
وسولفت الديره كلشي
وعلمتهه
النار تستفحل على ازغار
الخشب..

***************

ياطير


عبد الاله الفهد

عساك ابخير ياطير
الله يسعد احلامك .
اومايلگاك صياد :
اوجارح يذبح ايامك .
اوماتلگه الغدر والظيم گدامك .
اويظل عالي الشجر مأواك
والحب مصدر الهامك .
السما موعاليه ابلا جنحك الخفاگ
اوصنطه ايظل خضار الگاع
اذا ما تصدح انغامك .

**************

 


چَمّليتك روح..


عبدالكريم صالح العامر

چَمّلِني فرح
مو چَمّلِيتك روح
تردهه تگّلي مو تازه.
وتگّلي..
بايته من سنين
سَلّة تين أَنَه ببابك..
بَيّتتهه
و ناطر ايعازه.
إخِذهَه وروح
جَنّه وفوت قَبْلك
ما ظُفّر بيهه
ولا مُحِب فازَ
تقاسمتها وياك
نِفَس .... بعد النِفَس
مامش بعد عازه.
يخايب
ظَلّْ لي نص تعبان
الك صاحي ...
واِلي الخربان
شمالك ؟ هيچ المجازه.؟.
توازيني..
على الهجران..
واصْبِر ..رغم الموازهْ.؟
بِنِيتَكْ..
وانتَ جرح ايغور
ظلمه وتاكل بهالنور
عِگَدتْ ولَنّْك إگزازه.
تِشَگِگ..
بِالقَبِل مَرْيوف
چاهلبت ضميرك
خَيّطه ورازه.
مو عتبه الشِّفِتهه
ورَزّه بِالدَلّال
هاي إنْدوب
طعْنَك واضح احزازه.
يشايل مني موْگَدْ غَيض
وانه الفيض
گلبي وگلبك إمْفازه.
اعاتب والدمع مَكْتوب
يسولِف قصّة المنكوب
عمري وآخر إنْجازه
حَدّبني الوجع
صارت سماي الگاع
واگِلْهُم مو وِجَعْ
مِن ثِگْلِ لالمازه
طيح
بعيني ... گِتْلي اتطيح
وطِحِت
وتْسومني جنازه.
غُربه التَمّت وشِمّات
عَدِل ؟
لا
مو عَدِل !
لا مات
مات الكِتْلِته اعزازه
أَنِشْدَك
مِن فِتولَك هاي
كَتْلي ياشرع جازه
موتي ياشَرِع جازه
..
*امريكا . واشنطن سياتل

*************
ص11

جديد مجلة «سلم وتضامن»
المجلة الفصلية التي تصدر عن المجلس العراقي للسلم والتضامن والتي يرأس تحريرها د. حسان عاكف، صدر عددها الجديد (18) ت الثاني 2020 وضم محوراً عن انتفاضة تشرين، ومناقشة حية للعيد الوطني العراقي، وكذلك مناقشة الورقة الاقتصادية البيضاء وعدد من الدراسات المعرفية والنصوص الإبداعية المؤلفة والمترجمة.
***********
قراءة
جمر وندى
أسفار منى سعيد في عالم مضطرب وعراق غير مستقر
كريم رشيد* - السويد/ خاص

تبدو كل صفحة في هذا الكتاب وكأنها رسالة شخصية من الكاتبة الى القاريء، لا شفرات لغوية، لا تعقيدات أسلوبية، ولا لهاث نحو التقييم النقدي. لم تكن معنية إذا ما تم تصنيف كتابها ضمن أدب السيرة أو السرد الروائي، إنها محض رسائل شخصية تكتبها خشية ان ((يداهمها النسيان وينخرها العدم... إذ يصبح التذكر بلسما حين تحل النكبات وتتربع الرزايا)). استرجاع لمحطات غابرة وغور في مناطق عصية على الأستذكار أقل أشتراطات تحققها شجاعة مفرطة لتجنب الأنهيار. قد تكون كتابة السيرة هدفا بذاته لتدوين ما لم نتمكن من فهمه حينها لفرط الصدمة أو رعبها أو لأنشغالنا بالحفاظ على بقائنا البايولوجي، لكنها أيضا عودة الى الذات لمصالحتها ومصارحتها. لا تخلو هذه السيرة من رومانسية مفرطة لكنها تنتقل سريعا الى مسار مأساوي. تتكرر تلك الثنائيات العجائبية المتناقضة في الكثير من الأحداث الدرامية التي تبدو مقدماتها معاكسة تماما لنتائجها، تأخذنا الى حافة الحياة التي تنقلب فيها المأساة من فرط قسوتها الى ملهاة مفجعة. تفيض نصوصها القصيرة والمكثفة بالبوح الشخصي ولا تخلو من رسائل خفية أعتنت بها كثيرا لتكون ملمحما بارزا لأسلوبها في التدوين والسرد من دون تضخيم أو تهويل ومن دون مفاخرة أو تباهي وكأنها مؤمنة بأن القاريء مثلها يعتبر تلك الوقائع تاريخا عائليا مشتركا لا حاجة لنا للتعقيب عليها.
يشكل لقاء منى سعيد لأول مرة بالمصمم (سامي حسن العتابي) مشهدا كوميديا يدفعهما لاحقا الى قصة حب مجنونة تمتد الى أقصى مدياتها لتنقلب لاحقا الى مأساة مثل معظم الفصول الأخرى في حياتها، قصة مهولة من العذاب والقسوة سيكون على أمرأة وحيدة وطفلتها الصغيرة كل مقاومتها. فكيف أستطاعت ذلك ؟ لاشك أن غريزة البقاء هي الأقوى بين غرائز البشر لكنها بحاجة الى دافع وحافز، هذا ما ترويه لنا بهدوء وروية من دون ان تقع في مطب تعظيم الذات والتغني بالضحية أو رثائها، وهذا بعض ما جعل ذلك الكتاب حميميا مثل رسائل شخصية لأمرأة عاشت حياتها في ((عالم مضطرب وعراق مستقر)) وهو عنوان مقابلة في مجلة “ألف باء” مع مدير المخابرات العراقية في منتصف الثمانينات، يرد في أحد نصوص الكتاب ليعبر بشكل مكثف وساخر عن زمن تكون فيه للمأساة والمهزلة جسد واحد.
في أسفار منى سعيد، لا ننشغل بالتساؤل عن ما إذا كانت الكارثة ستقع أم لا، بل متى تقع.هذا ماتنقله لنا تعبيرات غرائبية صادمة مثل ((أمسكت سماعة الهاتف وأنا أرتجف حينها شعرت كما لو أن نداء جاءني من القبر))
ليست البلاغة هي التي تدفع الكاتبة الى أختيار تعبيراتها اللغوية بل قوة الفاجعة. ومثل المأساة المندفعة الى أقصى مدياتها لاتجد صاحبة السيرة بعد ذلك الأ أن تتهافت الى قاع الملهاة وتواجهها بالضحك، سواء كان ذلك بدافع الأحساس بالعبث واللاجدوى أو بسبب عجز المنطق والوعي عن أستيعاب الصدمة، وهو أسلوب يحفظ لها وللقاريء بعض التوازن النفسي ويدفعنا الى احتضان النص من جديد بوصفه رسالة شخصية تأسرنا بوجدانيتها الصادقة وننتظر لمحات السخرية اللاذعة التي تنسكب مثل قطرة ندى فوق الجمر.
ليست الثنائيات العجائبية المتضادة أسلوبا تقنيا للكتابة انه نمط حياتها وقدرها الذي لم تجد منه مفرا، وكأنها اللعبة القدرية التي أختارتها لها الحياة. ولهذا نجد لديها استعارات وتوصيفات لا معقولة توردها كما هي على لسان شخصيات تشاركها تلك الرحلة، كما هو عنوان أحد تلك الوقائع (تصادم توابيت).
عندما نفقد شيئا ما في مسارنا الطويل نعود للبحث عنه في رحلة عكسية في المسار ذاته، نتأمل خطواتنا بمنظور عكسي في الزمان والمكان لتفحص الأثر وفهمه. وحين تكتظ الحياة بوقائع درامية مفرطة وتقلبات سريعة وعنيفة يضطرب ذهننا فنضل الطريق ونتيه أو ننحاز عنه بقصد أو غير قصد، وتتضاعف حاجتنا للعثور على نقطة استقرار أينما تكون لاستعادة توازننا النفسي، فنضطر حينها الى العودة الى الوراء لعلنا نعثر من جديد على ما فقدناه. قد يكون هذا هو ما فعلته منى سعيد وهي تخوض تجوالا عكسيا في سنوات الجمر والندى، هذا الكتاب ليس سيرة حياة فحسب أنه تجسيد أدبي للعبة (الحية والدرج) مثلها في تركيب نصوصه القصيرة المتعاقبة في متوالية لا تقود وحداتها الى مسار يمكن تخمينه،، تتعالى أحيانا بقوة ثم تنهار بسرعة الى قاع هاوية تراجيدية سحيقة تقودك فيها للتأرجح بين الفاجعة والمهزلة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*مخرج مسرحي وكاتب عراقي مقيم في السويد.
***********
رأي
الدراسات العليا
بين الطالب والمثقف


د. أحمد جارالله ياسين

أمسى التقديم إلى الدراسات العليا عند( بعضهم) وسيلة لإشغال وقت الفراغ أو تنفيسا عن الضجر أو فرصة لتغيير الجو.. والتسلية مع الأصدقاء القدامى وكأنهم في نزهة.. أو مجاراة لموضة التقديم التي تظهر كل عام فيما يشبه الحمى الجماعية التي تصيب فجأة مجموعة كبيرة من الخريجين القدامى والجدد بدافع التقليد.. وقل في أيامنا أن نجد من يتقدم وقد تجرد من تلك الدوافع كلها ويحمل هما فكريا يشغله في الدراسات الإنسانية ويسعى في الدراسة إلى البحث عن أسئلة فكرية شغلت جانبا كبيرا من حياته ويريد بلورتها في موضوع يستجيب لهدفه وغاياته.. أو يكون صاحب حلم بمشروع مبتكر في الدراسات العلمية يريد إنجازه فعليا ودعمه بالدراسة والبحث نظريا وعمليا تحت خبرة اشراف اكاديمي راق..خدمة للإنسان او لبيئته..
أقول هذا بعد أن أخبرني أحدهم أنه منذ أن تخرج قبل سنوات لم يقرأ إلا الكتب المنهجية المقررة في المتوسطة التي يدرس فيها اختصاصه وهي لا تتجاوز أصابع يد واحدة..والآن يريد فجأة أن يقتحم عالم الدراسات العليا الذي عماده أولا واخيرا قراءة مئات الكتب في الاختصاص على مدار السنتين التحضيرية والتطبيقية...وقبلهما أيضا لابد من وجود استمرارية بعد التخرج من البكالوريوس في القراءة والمتابعة -في الأقل - في اطار التخصص.
لاشك أن ذلك الشخص سيواجه صعوبة كبيرة في تلك التجربة بسبب الانقطاع عن التواصل مع مصادر الاختصاص ومستجداته المعرفية..التي تتراكم عاما بعد عام.. والإشكالية الكبرى حين يتصور أن الحل السحري سيكون بيد المشرف المكلف بالإشراف على الرسالة... لكن كيف سيعوض المشرف هذا الفراغ المعرفي الواسع في عقل مثل هذا الانموذج من الطلبة… وهل سيكفي الوقت المحدد.. لإعادة تشكيل هذا العقل.. المنقطع.. الذي لولا الدراسات العليا ما عاد ليسأل عن مستجدات اختصاصه والمؤلفات الجديدة فيه..
ليست الإشكالية في أن الهدف غالبا لدى الراغبين بالدراسات العليا هو تحسين الدرجة الوظيفية واكتساب شهادة أعلى فذلك هدف مشروع ومقبول لكنها في عدم استعداد صاحبها ثقافيا للدراسات العليا إلا في لحظة التقديم أو قبلها بقليل فينكب على القراءة والمطالعة ويسعى إلى حرق مراحل زمنية في وقت ضيق لاكتساب ما فاته من كم كبير من المعرفة في اختصاصه.. معرفة هي حصيلة سنوات أو وعقود زمنية عديدة.. من الصعب اختصارها بشهر قبل الامتحان التنافسي.. ومن الصعب أيضا أن تحرك الدراسة -لاحقا بعد القبول- عقلا علميا منقطعا وراكدا منذ سنوات عند حدود ثقافة الوظيفة وكتبها المنهجية المحدودة وتصل به إلى مستوى ثقافة (الشهادة العليا) وثورتها المعرفية في سنتين فقط بعد أن فاتته سنوات عديدة انتجت حصيلة هائلة من المعرفة في اختصاصه..لا يعلم عنها شيئا..
هذه واحدة من إشكاليات الدراسات العليا التي تحتاج أكثر من وقفة جادة ومعالجة عملية وجذرية.
وأول علاج أن على من يفكر بالدراسات العليا الاستعداد لها بعد تخرجه مباشرة وأن يتعمق في تخصصه بالقراءة والمطالعة والبحث والكتابة ومتابعة كل جديد في ذلك التخصص وأن ينتخب له في إطار هذه الاستمرارية العامة مع التخصص موضوعا ما في الإطار نفسه أكثر تحديدا يهتم به وبتنمية المعرفة به ويجعله هما علميا وفكريا يشغله دائما بالنقاش والحوار والقراءة بينه وبين نفسه أو مع ذوي التخصص أو الاهتمام المشترك..ومن ثَمَّ إذا جاءت لحظة القبول في الدراسات العليا سيجد نفسه مستعدا لها وعلى دراية جيدة بتخصصه وعلم بالهدف الذي يريد الوصول إليه..وسيكون ليس مجرد طالب دراسات عليا وإنما سيكون مثقفا في تخصصه وهذا التوصيف أكبر من توصيف (الطالب).. وسيكون تفاعله مع المحاضرات أكثر نشاطا ومع الأفكار أكثر عمقا وسيجد بنفسه الموضوع المناسب لثقافته وتخصصه وهمه الفكري والعلمي وسيمسي صاحب شخصية واضحة المعالم العلمية والفكرية عند اساتذته ويمتلك القدرة الذاتية والبحثية على إنجاز رسالة علمية راقية وليست مجرد أوراق ستركن فوق الرفوف..‏
************
اعتراف


سالم سالم
1
قيدوا اليدين
وعصبوا العينين
قالوا أعترف
تركناك جلداً بعظم
كيف زاد وزنُك؟
قلت : سيدي
وجدت في الطريق
علبة لحم رماها
حارسُ كلب القصر
منتهية الصلاحية
فأكلتها من جوع.
- اذن انت سارق!

2
شدوا وثاقي
أجلسوني القرفصاء
قالوا :
اعترف بما أخفت يداك
فتبسمت
مستهزئا..
حينما مرّ موكب
شيخ متخوم
يدعو الفقراء،
صبراُ على الجوع
من اخبركم بهذا؟
- وكلاء الله الصادقين.
حسنا قلتُ
ارسلوني
الى الله كي أسأله..
3
الو... ؟
نعم
جاءنا أسمك
للمكوث أمام الموت..
حسنا
سأكمل كأس نبيذي
وأنتهي من اصغائي
لأغنيتي المفضلة
والتحق بكم ..
وهل ستلتقيه ثملا ؟
- نعم أخبرني الأصدقاء
في الأعالي
لا توجد قصة حب
لا قمر يكتب رسائل الحنين
لا طفلٌ يركض خلف عصفور
لا شوكة تجرح قدمين
أمك تسألك عن أسمك
انها الجنة
التي نتقاتل من أجلها
كي ندخلها مؤمنين.
للأسف تأخر الوقت
أغلق الباب.. سأنام
هذه اليلة في الحانة
فالجحيم لا يستقبل
سوى الفقراء
مَن لا يملكون
ثمن تذكرة الدخول
إلى الجنّة.
**************
أين غرد
الشاعر الراحل إبراهيم الخياط؟

“تغريدة الأربعاء” هي التغريدة التي كان ينتظرها قراء “طريق الشعب” كل اربعاء.. وقد تواصلت هذه التغريدة على مدى عدة سنوات، ثم تحولت الى كتاب قام بجمعه واعداده ومراجعته حامد عبد الحسين حميدي واحمد شمس، وصدر مؤخراً عن اتحاد الادباء والكتاب في ميسان.
الجهود المبذولة في جمع هذه التغريدات، جهود جادة ورصينة ومحمودة، ذلك انها تحفظ للشاعر الراحل إبراهيم الخياط ألقه وجمالية خطابه في كتابة العمود الصحفي البارع.. الا ان غياب الإشارة الى المصدر الذي نشرت فيه هذه التغريدات مفقود، ولم تتم الإشارة اليه لا من قريب ولا من بعيد.. فهل من الدقة والموضوعية والتوثيق تجاهل مصدر النشر؟
*********
رسالة الى يوسف

 

زهراء اخلاص عادل


سبع سنبلاتك يا يوسف
ضيعها الصدى
في ارض النيام
ولن تحوي الحقول
غير الجنائز والظلام
يوسفُ ،
ماذا تسمى الشعوب
بعد قهر المذلة والسكات ؟
ماذا تسمى الحناجر
ان صارت من طول الصمت رفات ؟
ثوروا قالت السنبلة
ثوروا صاحت القرنفلة
ولكنهم نيام في سبات
نيام يلفهم ظلم وجوع
نيام وللقهر هم في ركوع
خذلوا الاخوة
من مات ومن غاب
دفنوا الفِتوة
في التراب
نشروا العذاب
قطعوا الرقاب
جف السحاب
اكتمل النصاب
رفعت الجلسة
وهم نيام ...
*********

ص 12

تطور العنصرية في الاتحاد الأوربي

للكاتب العراقي المعروف د. كاظم حبيب؛ صدر عن دار الرواد – بغداد كتاب جديد بعنوان: «تطور العنصرية في الاتحاد الأوربي» ويقع في جزئين.
الكتاب يسلط الضوء ويحلل واقع واتجاهات تطور العنصرية والعداء للأجانب في بلدان الاتحاد الأوربي، كما يدرس المخاطر الجدية التي يمارسها اليمين المتطرف والنازية الجديدة في اوربا، متخذاً من ألمانيا انموذجاً.
يقع الجزءان في (560) صفحة.

************

نقطة ضوء

طه رشيد

حين تاسست الدولة العراقية في مطلع عشرينيات القرن الماضي، بدأ بعض العراقيين الانخراط في مؤسساتها، عسكريين ورجال شرطة وموظفين بمختلف الاختصاصات. وكانت اجادة القراءة والكتابة مهمة جدا للحصول على منصب وظيفي، علما ان هذه الوظيفة او تلك، بغض النظر عن اهميتها، كانت من نصيب سكان المدن بشكل عام، بينما راح ابناء الريف يتطوعون في القوات المسلحة باصنافها المختلفة.
ولعبت شريحة الموظفين وبالاخص المعلمون، دورا مهما واساسيا في شحذ الهمم ورفع مستوى وعي المواطنين باهمية استقلال الوطن وحريته وكرامته. وكانت هذه الشريحة تتمتع بحياة معيشية مقبولة. لذا فان بعض العوائل، التي ابتعدت قليلا عن العادات العشائرية، كانت ترغب في تزويج بناتها من الموظفين على اعتبار ان دخلهم مضمون نهاية كل شهر، سواء غرقت بغداد بسبب الفيضانات ام تعكر صفوها بسبب الانقلابات! وكان البعض الاخر يفضل زواج بناته من عسكريين، واذا كانوا ضباطا فهذا افضل، لا سيما و”المحروسة” تردد صباح مساء “ لو مُلازم لو مَالازم”!
وبقيت هذه الحالة الاجتماعية بشكل عام حتى نهاية السبعينات من القرن الماضي! ثم جاءت الحروب العبثية التي قادتها الدكتاتورية الصدامية، والتي لا ناقة للناس فيها ولا جمل، لتحرق الاخضر واليابس، خاصة بعد شمول العراق بالبند السابع من ميثاق الامم المتحدة، وخضوع الشعب لحصار مزدوج، دولي من جهة وحكومي بشع من جهة ثانية! وصار راتب الموظف لا يساوي سوى سعر طبقة بيض! فاين اصحاب الزمن الجميل من ذلك الواقع المر؟ اما العسكري فكان يستجدي اجرة النقل من اجل الالتحاق بوحدته العسكرية! فلا اعرف كيف يترحم البعض، على ذلك النظام وتلك المرحلة السوداء!
ثم جاء الانفراج بسقوط الصنم وصعود مرتبات الموظفين رويدا رويدا، فهرع الناس مجددا للحصول على وظيفة جديدة ، سواء بجدارة شخصية ام ببيع الصوت في الانتخابات او بالرشاوي، بعد ان اصبحت المناصب تباع وتشترى!
وصار عدد الموظفين في العراق المنهوب يشكل اعلى نسبة في العالم قياسا بعدد نفوسه! وطار الحلم براتب مستقر في ظل شلة كبيرة من السراق والفاسدين، وزاد الحال مرارة انخفاض اسعار النفط والاجتياح الوبائي لجائحة كورونا!
وعاد الموظف الى المربع الاول! فالراتب غير مضمون، ولا اعرف والحال كذلك ماذا ينتظر هذا الموظف ليثور على من سرق لقمة عائلته!
عجبي مثل عجب ابي ذر الغفاري الذي قال: اعجب لامرئ لا يجد لقمة عيشه، ثم لا يخرج للناس شاهرا سيفه!

*************

كان يزخر بالكتب والمخطوطات الذهبية
“شارع النجفي” في الموصل يعود بمكتبة يتيمة!

الموصل – وكالات
بالرغم من الخراب الذي طال “شارع النجفي” في الموصل، إلا أن الموصليين ما زالوا يمرون به ليستعيدوا ذكريات تعبق فيها رائحة الكتب.
العديد من كبار السن الذين يمرون من هذا الشارع، يتأملون المحال الموجودة فيه وما حل بها من خراب، وكأنهم يتخيلون المكان وهو في ابهى صوره قبل احتلال داعش المدينة.

ذكريات تثير الحزن
العم احمد، يمر دوما بـ “شارع النجفي” ليجول ببصره على واجهات المحال الموجودة فيه.
يقول في حديث صحفي: “لدي ذكريات جميلة في هذا الشارع”.
ويضيف: “آتي الى هذا المكان لأتذكر ايام الشباب حينما كنت ازوره بصورة يومية. وقد اشتريت ذهب زوجتي في عرسنا من الصاغة الذين كانوا متواجدين هنا”.
ويتابع بحسرة وحزن: “كلما مررت بالشارع اتذكر زوجتي التي خطفتها الحرب مني، واتذكر أجمل أيامنا التي قضيناها هنا”.
قرنان من الزمان
ويعود تاريخ “شارع النجفي” الى العهد العثماني عندما انشأه العثمانيون في العقد الاول من القرن التاسع عشر، ليربط عددا من أحياء المدينة القديمة ببعضها. ويصل طول الشارع الى 250 مترا ويبلغ عرضه 5 أمتار. وكان يتواجد فيه صاغة الذهب ومحال بيع المعجنات بالإضافة الى المكتبات والمطابع.

أول العائدين
يقول الحاج اسامة عبد الرحمن، وهو صاحب “المكتبة العربية” في “شارع النجفي”، إن الدافع الذي جعله يعود الى افتتاح مكتبته هو تعلقه وحبه لهذا الشارع، مضيفا أن مكتبته هذه كانت تعود لوالده، وقبل ذلك إلى جده، وقد بلغ عمرها 99 عاماً.
وباعتباره أول العائدين إلى الشارع، يعتقد صاحب المكتبة أن “العودة واجب، حتى لو تحملت المصاعب وعدم وجود القراء، فهذا المكان يستحق التضحية، وتألمت كثيرا لما حل به”.
مخطوطات بماء الذهب
ويشير عبد الرحمن، إلى أن “الشارع كان يحتوي على أمهات الكتب والمطبوعات، وكانت لدينا مخطوطات يصل عمرها الى ألف عام، بينها مخطوطات مكتوبة بماء الذهب قدمناها لمتحف المكتبة العامة في بغداد”.

عدم تعويض المتضررين هو السبب
الحاج حسن الشاهين، الذي يزور “شارع النجفي” بين فترة وأخرى، يرى أن السبب في عدم عودة أصحاب المكتبات والمطابع والمحال التجارية الأخرى إلى الشارع، هو عدم تعويض المتضررين منهم جراء الحرب، مشيرا إلى أن “جميع الاسواق التراثية التي عادت إليها الحياة، كان ذلك بسواعد الخيرين من اصحاب المحال”.
ويخلص الشاهين إلى القول إنه “طالما بقيت الحكومة مهملة لملف التعويضات، فإن الكثير من ملامح الخراب والدمار ستبقى شاخصة وستستمر معاناة الموصليين لسنوات اخرى”.

*************

بهرز تزدان بمهرجان “ألوان بهرزية”

بهرز – طريق الشعب
احتضنت مدينة بهرز في محافظة ديالى، أخيرا، مهرجانا منوعا بعنوان “ألوان بهرزية”، أقامته “مؤسسة ريا” للثقافة والفنون.
المهرجان الذي رفع شعار “الفن رسالة سلام لغد يصنعه المبدعون”، والذي احتضنته حدائق “متنزه المروان” وسط المدينة، شارك فيه العشرات من الفنانين والمواهب الشابة في مجالات الرسم والحرف والأعمال اليدوية وتصميم الأزياء وغيرها.
وقال منظم المهرجان، الفنان سامي أبو رية، أنه كان من المقرر إقامة هذا المهرجان قبل تسعة شهور، إلا أن جائحة كورونا حالت دون ذلك.
وأشاع المهرجان البهجة في نفوس الحاضرين، وهم يرون الحياة تعود إلى مدينتهم بهرز، التي ذاقت الكثير من المآسي، خاصة عندما سيطرت عليها عصابات داعش الإرهابية بعد عام 2014.
وشهد المهرجان معارض للكتاب، وأخرى للرسم والأعمال اليدوية كان نصيب الموهوبين الشباب فيها كبيرا. ما كشف عن تجارب فنية جديدة واعدة.
إلى ذلك، قالت عضو “مؤسسة ريا” رجاء الجوراني، انهم ينوون إقامة مهرجان أكبر من هذا، يشمل محافظة ديالى كلها، مشيرة إلى ان المؤسسة ستوجه دعوات لكل “الخيرين” من أجل دعم نشاطها.

**************

في ضيافة “تجمع شارع المتنبي”
سعدون هليل وكتابه “هكذا تكلم العلوي”

بغداد – طريق الشعب
أعلن “تجمع شارع المتنبي” الثقافي، معاودة سلسلة نشاطاته في محور كاتب وكتاب، بعد توقف دام شهورا بسبب جائحة كورونا.
وسيضيّف التجمع، بعد غد السبت، الكاتب سعدون هليل، ليتحدث عن كتابه الجديد “هكذا تكلم العلوي”، في جلسة تبدأ عند الساعة الواحدة بعد الظهر على قاعة منتدى “بيتنا الثقافي” في ساحة الأندلس.
وقال التجمع في تصريح لـ “طريق الشعب”، أن وقائع الجلسة ستنقل عبر صفحة “شارع المتنبي الثقافي” في فيسبوك، مشيرا إلى أن الجلسة ستراعي تعليمات التباعد الاجتماعي.

*******

بعدص انقطاع بسبب كورونا
“مكتبة الطفل العراقي” تفتح ابوابها من جديد

بغداد – مروة فاضل

عاودت “مكتبة الطفل العراقي” التابعة إلى رابطة المرأة العراقية في مدينة الثورة (الصدر)، أخيرا، فتح أبوابها مجددا بعد أن كانت مغلقة لشهور بسبب تفشي فيروس كورونا.
واستقبلت المكتبة تلاميذها الجدد الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و6 سنوات، ليتلقوا دروسا مجانية في اللغتين العربية والانكليزية والرياضيات، فضلا عن دورات تثقيفية في الرسم الحر والإنشاد والألعاب المسلية.
وتسعى المكتبة إلى اكتشاف المواهب وتنميتها، وتطوير قدرات الأطفال من خلال ما تقدمه لهم من معلومات تتناسب مع حاجاتهم ورغباتهم.
وبحسب ما صرح به القائمون على المكتبة لـ “طريق الشعب”، فإن الدوام يبدأ من التاسعة صباحا حتى الثانية عشرة ظهرا على مدار أيام الأسبوع، مؤكدين الالتزام بالتعليمات الصحية وإجراءات التعفير.

*********

القاص والروائي حسن فالح:
الكاتب الناجح هو الذي يشتغل على بيئته وينقلها إلى العالم
بغداد – طريق الشعب
الكاتب حسن فالح الجابري، من مواليد بغداد، حاصل على البكالوريوس في الفنون الجميلة، والماجستير في التصميم الطباعي، ويعمل مدرسا في معهد الفنون الجميلة ببغداد.
بدأ حسن مبكرا كتابة الشعر والقصة القصيرة، ثم توجه إلى الرواية واصدر اعمالا سردية ترجم بعضها إلى لغات عدة.
التقته “طريق الشعب” وأجرت معه هذا الحوار:
• ما هي مشاريعك السردية الجديدة؟
- بعد خمسة اعمال سردية بين القصة والرواية، باشرت قبل مدة كتابة عمل روائي جديد، احاول فيه معالجة ظاهرة اجتماعية سلبية في البيئة العراقية.
• ماذا عن ظروف كتابة روايتك المعروفة “قارئ الطين”؟
• “قارئ الطين” الصادرة عام 2016 عن “دار سطور”، كانت اهم تحد واجهته في مجال السرد بعد عملي الاول “تكسي كراون”. فهذه الرواية تمثل تجربتي الأولى في أسلوب “الواقعية السحرية”، وقد تناولت فيها “المسكوت عنه”، سيما في ما يخص حياة اليهود في بغداد وطقوسهم وعلاقاتهم بالمجتمع البغدادي. وبرغم كتابتي ثلاثة اعمال سردية بعد هذه الرواية، إلا انني ما زلت أُلقب “كاتب رواية قارئ الطين”. وهذا يدل على ان الرواية تركت اثرا في القارئ العراقي والعربي. وبعد هذا النجاح ترجمها المترجم دانا عسكر إلى اللغة الكردية، ونحن في انتظار صدور طبعتهاالكردية.
• سمعنا عن اختيارك ضمن 50 كاتبا شابا من المنطقة العربية، في “انطولوجيا الشارقة”، الصادرة بمناسبة اختيار مدينة الشارقة عاصمة عالمية للكتاب 2019 ..
- اختير 50 كاتبة وكاتبا من مختلف أرجاء الوطن العربي لكتاب أنطولوجيا الشارقة المعنون “كم رئة للسّاحل – كتابات جديدة عن 19 بلدا عربيا”. وكان عدد المرشّحين في البداية يفوق 500 ممن شاركوا بنصوص متنوّعة في القصّة والشّعر والفصول الروائيّة والسّرود الرّحليّة والنصوص المفتوحة والشّذرات. ولا اخفي انني شعرت بسعادة كبيرة حين تلقيت خبر اختياري من قبل اللجنة المشرفة على الانثولوجيا.
• من أي البيئات تختار شخصيات رواياتك؟
- شخصياتي الروائية اخترتها من حي البتاوين والاهوار، كما في رواية “قارئ الطين”، ومن حي الصدرية كما في روايتي الاخيرة “شوبان الصدرية”. طبعا على الكاتب ان لا ينقل الشخصيات كما هي في واقعها الحقيقي، وإلا اصبح عمله السردي عبارة عن مذكرات لشخصيات موجودة في الواقع.
• هل تكتب للسينما والدراما التلفزيونية؟
- منذ ثلاث سنوات وانا اعمل بصفة سيناريست في المركز العراقي للفيلم المستقل، الذي يديره المخرج السينمائي محمد الدراجي، وشاركت في كتابة افلام سينمائية عدة. وهذه التجربة أعدّها قيّمة لما لها من تأثير على كتاباتي.