العدد 16 السنة 86 الجمعة 23 تشرين الأول 2020

 

تصفح بي دي اف

 

 

 

 

ص1
25 تشرين .. رمز الثبات والامل

كتب المحرر السياسي
قدما.. على طريق التغيير والخلاص

تحل بعد غد الذكرى السنوية ليوم ٢٥ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٩، ذكرى الصفحة الناصعة المجيدة في تاريخ بلادنا المعاصر.
في هذا اليوم الخالد خرجت جماهير شعبنا في أروع ملحمة تحدي للقوى المتنفذة الحاكمة، ومنظومة المحاصصة والفساد، وشاركت فيها شرائح وفئات وقوى اجتماعية مليونية متنوعة، وبرز فيها على نحو كبير وجلي دور الشباب والطلبة والنساء.
وحظيت الانتفاضة بالالتفاف ودعم شعبي قل نظيرهما، وكان للنقابات والاتحادات العمالية والمهنية تأثيرها الكبير عبر المشاركة ورفع المعنويات والمؤازرة.
الانتفاضة اجترحت الماثر والبطولات وقدمت الشهداء والضحايا، ورفعت مطالب عادلة ومشروعة لتحسين الأوضاع المعيشية والخدمية، ولاحقا تطورت الى شعارات سياسية عبرت عن معاناة غالبية العراقيين وتطلعهم الى حياة افضل، راسمة معالم وخارطة طريق الخلاص والانعتاق من قبضة المنظومة الجاثمة على صدر الشعب، والتي سببت له كل هذا الأذى والحرمان والنكبات والمآسي على مدى ١٧ عاما عجاف.
في مقابل سلمية الحراك، كان هناك عنف وقتل عمد وهمجية وقسوة، ورغم اجبار الحكومة المسؤولة الأساسية عن ذلك على الرحيل، بقي من قام بذلك، أمرا وتنفيذا، طليقا حتى الآن ولَم يقدم الى القضاء العادل للقصاص منه، ليكون عبرة ودرسا لمن تسول له نفسه سلوك ذات الطريق وارتكاب جرائم وحشية بحق المنتفضين السلميين. كما لم يكشف عن مصير المختطفين والمغيبين.
ان عوامل استمرار الانتفاضة قائمة وان الكثير من مطالب المنتفضين لا تزال اليوم حاضرة، والمعاناة تتفاقم وتتشعب، فيما نشهد تدهورا ملحوظا في الأوضاع السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية، وفوضى السلاح واضطراب الوضع الأمني وانفلاته. وهو ما تجسد في عدد من الاحداث التي ذهب ضحيتها مواطنون أبرياء، كما حصل في جريمة الفرحاتية، وفي ما سبقها من اغتيالات ومطاردات للناشطين ومساع محمومة لتكميم الافواه وحرق المقرات، واخرها مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في بغداد. وما رافق كل ذلك من تهديدات علنية اطلقتها قوى وجهات منفلتة خارج القانون، موجهة إياها الى من يختلف مع سلوكها وطريقة تفكيرها، وما تريد ان تفرضه من أنماط سلوك على الافراد والمجتمع.
ورغم ان الخطاب الحكومي وبرنامج الحكومة قد حمل الكثير من الوعود بتنفيذ مطالب الانتفاضة، فان الواقع يؤشر ان العديد من تلك الوعود ظل وعودا ولَم يتحول الى واقع معاش، في وقت اخذت فيه عوامل وأسباب تأجج الانتفاضة تتفاقم في العديد من جوانبها.
ان مؤشرات عدة تدلل ليس فقط على عدم رغبة منظومة المحاصصة في المراجعة والاستجابة الى المتغيرات وما افرزته الانتفاضة من معطيات، بل وعلى سعيها بكل الطرق والوسائل الى عرقلة عملية ولوج طريق التغيير الحقيقي. ومن ذلك عدم تهيئة الشروط والظروف الواجبة لاجراء انتخابات مبكرة وعادلة، وتغيير المنظومة الانتخابية بما يحقق ذلك. ونشهد إصرارا على تبني قانون انتخابات يؤبد سلطة الفاشلين والفاسدين والمتحاصصين، فيما تبذل جهود عبر إمكانات الدولة العميقة وغيرها للالتفاف على شعار المنتفضين في ان تكون الانتخابات رافعة للتغيير المنشود. ان سلوك المتنفذين هذا يمكن ان يقود البلاد الى منزلقات خطرة، ويفتح الأبواب على مختلف الاحتمالات بما فيها السيئة.
ان ٢٥ تشرين الأول ليس مجرد مناسبة لاستذكار الشهداء والتضحيات الجسيمة، وانما هو أيضا لحظة للاصرار ومواصلة العطاء لانعتاق الشعب من قبضة المنظومة الفاسدة والمتنفذة. انه مناسبة للتحدي وتجديد الثقة بان الجماهير قادرة على انتزاع حقوقها، وهذا ما يتطلب الاستفادة من العبر والدروس التي افرزتها الانتفاضة وردم الثغرات وتوحيد الصفوف ووضوح الشعارات والتعبئة الواسعة لتحقيقها وتشكيل قيادات سياسية جماهيرية من المنتفضين الحقيقيين.
كل هذا وغيره، مطلوب لتحقيق الاختراق والتقدم الى امام على طريق التغيير والخلاص من منظومة المحاصصة والفساد، وبناء حياة جديدة يستحقها أبناء شعبنا، وفتح الفضاءات لمستقبل واعد ترفرف فيه رايات الحرية والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية.
***********
رائد فهمي:
جريمة الفرحاتية مؤشر خطير على تدهور الوضع الأمني
اهتز الشارع العراقي مؤخرا لاخبار الجريمة المروعة التي ارتكبت في منطقة الفرحاتية التابعة لقضاء بلد، على يد مجموعة مسلحة ترتدي ملابس عسكرية، قامت باقتياد 12 مدنيا الى جهة مجهولة وتم لاحقا اكتشاف جثث ثمانية منهم، وهناك أخبار عن اكتشاف جثث المختطفين الأربعة الآخرين.
وتعليقا على ما حدث ووقائعه ادلى الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي بتصريح الى “طريق الشعب” قال فيه ان عَلى الحكومة ومجلس النواب ان يدركا جيدا أنه سيكون لطريقة تعاملهما مع هذه الجريمة المستنكرة معاني ودلالات وتداعيات سياسية، تتعدى مجرد الكشف عن القتلة واحالتهم إلى القضاء لينالوا قصاصهم العادل.
واضاف ان هناك ظروفا وملابسات تحيط بهذه الجريمة، تتطلب السرعة في التحقيق وكشف الملابسات بغض النظر عن الجهات التي قامت بتنفيذها، حيث تؤشر المعطيات المعلنة وقوعها في منطقة تسيطر عليها تشكيلات ومؤسسات امنية رسمية، وكونها وقعت بعد حرق مقر الفرع الخامس للحزب الديمقراطي الكردستاني في بغداد على مرأى ومسمع من قوات حفظ النظام المكلفة بحماية المقر.
وبيّن الرفيق فهمي ان مسلسل احداث العنف من اغتيالات وخطف وحرق مكاتب، الذي تواصل في الأشهر الماضية على ايدي جماعات وفرق مسلحة خارج الدولة والقانون، بات يشكل مصدر قلق شديد ومتزايد للجماهير الواسعة، بشأن مآلات الوضع في ظل التدهور الأمني المستمر، وعجز الحكومة عن اتخاذ إجراءات رادعة وحازمة لوضع حد للجماعات المتمردة على الدولة، إضافة إلى غياب المعالجات العملية والآنية للأزمة الاقتصادية والمالية ولتأمين رواتب الموظفين والمتقاعدين وللحماية الاجتماعية وتوفير مواد البطاقة التموينية.
واختتم الرفيق السكرتير تصريحه مؤكدا انه إذا ما استمرت الأوضاع ومواقف الدولة بسلطاتها الثلاث واجراءاتها على الوتيرة التي هي عليها اليوم، فستثار تساؤلات جدية حول إمكانية تنظيم انتخابات نزيهة عادلة، بل وعن جدواها في ظل عدم توفر البيئة السياسية والأمنية المناسبة، ما يعني تعمق عناصر الأزمة السياسية وتصاعد الغضب الشعبي وانفتاح تطورات الأوضاع على مسارات غير محسوبة العواقب.
وبحث وفد برلماني، يوم امس الخميس، مع رئيس مجلس القضاء الاعلى فائق زيدان، اجراءات التحقيق في “جريمة الفرحاتية” التي راح ضحيتها ثمانية مدنيين في محافظة صلاح الدين.
وقال بيان لاعلام القضاء إن “رئيس مجلس القضاء الاعلى فائق زيدان استقبل في مكتبه عدد من أعضاء مجلس النواب، كلا من محمد تميم ومثنى السامرائي ومضر الكروي ويحيى المحمدي وابتسام الدرب وشمائل سحاب العبيدي واقبال اللهيبي”.
واشار البيان الى أن “زيدان بحث معهم (الوفد البرلماني) إجراءات القضاء في التحقيق بجريمة الشهداء المغدورين في منطقة الفرحاتية في قضاء بلد”، مبيناً أن “اللقاء حضره رئيس الادعاء العام موفق العبيدي ورئيس هيئة الاشراف القضائي جاسم محمد عبود”.
**************
راصد الطريق
مزاد للتهريب
من يغلقه ؟!


قال النائب علي اللامي ان مزاد العملة الصعبة يمثل احد أهم أبواب الفساد في العراق ، واضاف “ ان أرباح بعض المصارف تصل الى مليون و٥٠٠ الف دولار يوميا، ويجري تحويل تلك الأموال من خلال فواتير مزورة”. وطالب بإعادة “ النظر في ملف مزاد العملة لانه يمثل بوابة للفساد”. ومن جانبه رجح النائب يوسف محمد “ ان تبلغ قيمة الأموال المهربة عشرات المليارات من الدولارات “ .
هذه الأصوات لا تغرد خارج السرب، فهناك العديد مثلها انطلقت من نواب وسياسيين وخبراء، كما نشرت دراسات تفصيلية عن اضرار المزاد، وذكرت حتى مسارات الأموال المهربة.
هناك رأي غالب يقول ان مضار هذا المزاد اكثر بتفوق كثيرا فوائده ، فلماذا الإصرار على إبقاء مسمار جحا هذا ، وإدامته مرتعا للفساد والتهريب، تحت غطاء عملية الاستيراد؟
هذه الصرخات وغيرها متى تُسمع؟ ومن يسمعها؟ وأين النزاهة وديوان الرقابة المالية؟ ولماذا لا يفتحان تحقيقا شفافا بكل هذا؟ بل أين المدعي العام؟ أم ان حفظ أموال الشعب ليس من اختصاصه ؟!
****************
ص2
اضاءة
عام على انطلاقة تشرين
الإنتفاضة تجدد نفسها


جاسم الحلفي

تعد إنتفاضة تشرين ٢٠١٩، التي أحرص على تسميتها ثورة غير مكتملة الشروط، نظرا الى إستمرارها رافعة رؤية بديلة لبنية النظام وتركيبته فضلا عن عوامل أخرى، أهم ظاهرة سياسية وإجتماعية منذ ٢٠٠٣. ولا تزال عوامل اندلاعها تزداد تفاعلا بوتيرة لا تنقطع، بغض النظر عن تصاعد وتراجع زخمها وأنشطتها. ولم تتمكن الاجراءات الحكومية المبتسرة من إقناع المنتفضين بأن ثمة حلا جذريا يستجيب لمطالبهم، كما عجزت كل حيل طغمة الحكم عن الحد منها والالتفاف عليها: عجز الإيغال في قتل المنتفضين وعجز الخطف والتشويه والتخوين عن وضع نهاية لها. فالاستعداد للتضحية بشجاعة وسخاء أصبح خاصية ملازمة لها، بل ان الاقدام وعدم التراجع يعتبران من خصائصها الأساسية. كما أن الأساليب التي إتبعتها أحزاب الفساد بهدف الانقضاض عليها باءت بالفشل، وباتت محاولات إختراق ساحات الاحتجاجات مكشوفة، حتى ان المنتفضين يسخرون من خيم الأحزاب المتنفذة التي نصبت بين خيمهم.
وعجزت ذهنية طغمة الحكم المأزومة عن فهم أبعاد الانتفاضة، وعن إدراك فواعلها كانتفاضة شعبية تحمل هموما وطنية كبيرة، لا يمكن للقتل المنظم وإرهاب العصابات المسلحة والتخويف والتخوين والحيل والالتفافات وشراء الضمائر والتلويح بالمناصب والاندساس والاختراق وتشكيل الأحزاب باسم الانتفاضة .. هذه الأساليب كلها وما سيبتكره المتنفذون وتقترفه ايادههم من جرائم تضاف الى كل آثامهم السابقة، لا يمكن ان توقف أستمرار الاحتجاجات، وتحد من تواصلها.
ان الوعي بالتغيير كمفهوم واضح قد ترسخ في أذهان المنتفضين، ضمن رؤية متكاملة للخلاص من الطائفية السياسية والمحاصصة والفساد وإنفلات السلاح. وان التغيير هو اهم مطلب للانتفاضة، والمقصود به تغيير نهج النظام والشخوص المتنفذة فيه والمنتفعة منه. فهذا المطلب الرئيسي غير قابل للمساومة والاجتزاء، وان نظرة سريعة الى الأوضاع السياسية – الاقتصادية – الاجتماعية القائمة، تقودنا الى الاقتناع بأن الأزمة وعواملها باقية تتفاعل وتزيد القناعة بعدم إستجابة طغمة الحكم لمطالب المنتفضين.
لذا لا ينتظر المنتفضون أمكانية تحقيق تغيير سياسي في ظل تسلط طغمة حكم لا تكترث إلا لمصالحها الخاصة، ولا امكانية اقتلاع الفساد، وهو – كما يتكرر - الاقتصاد السياسي لنظام المحاصصة!
مرّ عام ولا تغيير جديا حصل، ولا خدمات قدمت، ولا أوضاع معيشة تحسنت. اما العدالة الاجتماعية التي هي جوهر الانتفاضة ومحتواها، فقد غيبتها سعة ثراء طغمة الحكم غير المشروع، الذي أنتج فجوة تتسع يوما بعد اخر بين طغمة الفساد المتخمة جراء نهب الأموال العامة، وبين عامة الشعب التي تعاني من تفاوت هائل في بعده ويزاد اتساعا يوما بعد اخر.
ان نظرة طغمة الحكم تبقى قاصرة في التعامل مع الانتفاضة، ولن تفهمها كواقعـة اجتماعيـة مهمة، وظاهرة سياسية كبيرة ذات اثار على جوانب ونواحي متعددة، تاريخية واقتصـادية وثقافيـة.
في حين ان الانتفاضة كظـاهرة سياسية اجتماعية تتأصل في عراقنا، وستستمر ما دام الجور والظلم والحرمان يطغي، حتى المآل النهائي المتمثل في إزاحة طغمة الحكم، مهما تمترست خلف عنادها وأوصدت خلفها الأبواب في وجه رياح التغيير العاتية.
*********
فعاليات احتجاجية متنوعة للمهندسين
تظاهرات في ٥ محافظاتتطالب بتوفير العمل ومكافحة الفساد
بغداد - علي شغاتي


شهدت ٥ محافظات، مؤخراً، تظاهرات احتجاجية كبيرة طالبت بتوفير فرص العمل ومكافحة الفساد، فضلا عن توفير الخدمات. فيما كان لخريجي كليات الهندسة الصوت الاحتجاجي الأعلى من خلال تنظيمهم عددا من الفعاليات الاحتجاجية المطالبة بإنصافهم.

اعتصامات في البصرة
في محافظة البصرة، واصل خريجو كليات الهندسة اعتصامهم، امام مقر شركة نفط البصرة، للمطالبة بتوفير فرص عمل.
وأمهل المعتصمون وفق بيان لتنسيقيتهم، تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، “وزارة النفط أسبوعا واحدا للرد على الكتاب الموجه من قبل شركة نفط البصرة بخصوص مطالب المعتصمين”، مجددين تأكيدهم على “استمرار الاعتصام الذي دخل يومه الـ 55 دون تحرك حكومي حقيقي تجاه المطالب”.
ورفض البيان، حسب وصفه “التسويف والمماطلة تجاه المطالب، والاعتداء على المتظاهرين”، مهددين، بـ ” رفع دعوى قضائية ضد كل من يتطاول على سلمية الاعتصام”.
يُشار الى إن العشرات من المواطنين في قضاء المدينة، نصبو خيامهم، امام موقع صمام الانبوب الناقل لإنتاج حقل غرب القرنة الثاني، للمطالبة بتوفير فرص عمل لهم في الشركات النفطية العاملة هناك، والكف عن استقدام العمالة الاجنبية.

اغلاق شركة نفط ذي قار
من جانبهم، اغلق المئات من خريجي الكليات الهندسية والتقنية والادارية والمعاهد، ابواب شركة نفط ذي قار للمطالبة بتوفير فرص عمل.
وبيًن المتظاهر حيدر قاسم، لـ ”طريق الشعب”، إن “اغلاق ابواب الشركة مستمر منذ بداية الاسبوع الحالي، بعد عدم الاستجابة للمطالب رغم التظاهر والاعتصام امام ابواب الشركة”، مطالباً الحكومة المركزية وشركة النفط بـ ”توفير فرص عمل لهم، تتناسب مع اختصاصاتهم”.
في الأثناء، اغلق محتجون في قضاء سوق الشيوخ، مبنى قائمقامية القضاء للمطالبة بإقالة القائم مقام حيدر الياسري ومدراء الدوائر الحكومية، بسبب تردي واقع الخدمات في القضاء.
وذكر الناشط المدني علي خشن، لـ” طريق الشعب”، أن “القضاء يعاني من سوء في الخدمات، وتفشي الفساد، وسط عدم قدرة القائمقام على إقالة مدراء الدوائر الفاسدين”، مطالباً بـ”إقالةالقائمقام وجميع مدراء الدوائر الخدمية في القضاء، وتعيين شخصيات كفؤة ونزيهة بدلاً عنهم”.

اعتصام في ميسان والديوانية
الى ذلك، جدد العشرات من المهندسين في محافظة ميسان، اعتصامهم امام مبنى شركة نفط ميسان، بعد يوم من اعتقالهم والافراج عنهم.
وقال المتظاهر محمد حميد، لـ”طريق الشعب”، أن “حملة الاعتقالات والترهيب والتعامل بوحشية معنا، لن تمنعنا من مواصلة اعتصامنا والمطالبة بحقوقنا المشروعة، وفقا للدستور والقانون”.
من جهتهم، نظم العشرات من خريجي كليات الهندسة في محافظة الديوانية، اعتصاما أمام شركة المنتجات النفطية للمطالبة بتوفير فرص العمل.
واوضح مراسل “طريق الشعب”، إن “العشرات من خريجي كليات الهندسة في المحافظة، نظموا اعتصاما امام شركة المنتجات النفطية، للضغط على الجهات الحكومية من اجل تحقيق مطالبهم المتمثلة بتوفير فرص عمل لهم”، مبينا، إن “خريجي كليات الهندسة يتظاهرون منذ أكثر من ١٠ أشهر، دون الاستجابة لمطالبهم”.

تظاهرة في المثنى
وفي سياق احتجاجات المهندسين، تظاهر العشرات من خريجي كليات الهندسة في محافظة المثنى، للمطالبة بتوفير فرص العمل لهم.
واشار المتظاهر مرتضى قاسم، في حديث لـ ”طريق الشعب”، الى “استمرار تظاهراتهم لحين الاستجابة لمطالبهم، وانصاف خريجي كليات الهندسة واعادة الهيبة لها، بعد ان فقدتها بسبب سياسة الحكومات المتعاقبة التي اهملت المهندس العراقي، واعتمدت بشكل كامل على الاستيراد، وعدم تشغيلها للمعامل والمصانع الوطنية”.
*********
حزب اليسار الالماني يجدد تضامنه
مع الشعب العراقي في الذكرى الأولى للانتفاضة


أكدت قيادة حزب اليسار الالماني تضامنها مجدداً مع الشعب العراقي وتأييدها لمطالب المنتفضين العادلة وإدانتها للقمع الوحشي الذي تعرضوا له. وجاء ذلك في رسالة موجهة الى الحزب الشيوعي العراقي بمناسبة الذكرى الأولى للانتفاضة الشعبية الباسلة. وفيما يلي مقتطفات من الرسالة التضامنية التي حملت توقيع الرفيق هاينزبيرباوم، رئيس اللجنة الدولية لحزب اليسار، وهو ايضاً رئيس حزب اليسار الاوروبي:
“لقد مضت سنة منذ انطلاق الموجة الهائلة من الاحتجاجات الاجتماعية في العراق ضد الفساد والظلم الاجتماعي والطائفية والنفوذ الاجنبي ومن اجل الاصلاح السياسي والمزيد من الديمقراطية والسلطة للشعب. وجوبهت هذه الاحتجاجات بعنف وحشي راح ضحيته اكثر من 600 شخص. ولكن على الرغم من اعمال القمع اللاانسانية الشنيعة وسقوط الكثير من الشهداء تواصلت الاحتجاجات وتوقفت لفترة بسبب جائحة كورونا. ونود ان نعبّر عن إعجابنا ببسالة الشعب العراقي وصموده.
“لقد أكدت الجماهير التي خرجت الى الشوارع، في ساحة التحرير والاماكن الأخرى في ارجاء البلاد، ان الزمن قد تغير وانها غير مستعدة لأن ترضخ لحكوماتها المستبدة، وانها ستواصل النضال من اجل حقوقها. انها ثورة شعب قرر مصيره بنفسه، وهو لا يتحدى حكومته فحسب بل يتحدى النظام، مكافحاً من اجل عالم ينعم فيه بالعدل وتتاح للجميع الفرصة للمشاركة فيه.. عالميصوغه الشعب وليس النخب الحاكمة.”
**********
ص3
ينشرها مدونون على مواقع التواصل
صور مزيفة هدفها الاساءة الى الأم
وحرمانها من حضانة اطفالها
بغداد - نورس حسن


يقوم مدونون على مواقع التواصل الاجتماعي، بنشر صور لأطفال ارتكبت بحقهم جرائم قتل وتعذيب، وآخرين تم رميهم في الشوارع أو تركوا في المستشفيات، موجهين تهمهم في هذه العمليات الاجرامية، الى النساء وتحديدا الأم. فيما يرى ناشطون ان اغلب هذه الصور مزيفة، هدفها سحب حضانة الاطفال من الأم المطلقة وتحويلها إلى الأب.
الناشطة د. بشرى العبيدي، قالت أن استطلاعا أجرته بالتعاون مع “منظمة التقنية من أجل السلام” وعدد من منظمات المجتمع المدني، لمعرفة أصول تلك الصور ومقاطع الفيديو، كشف عن زيف هذه المنشورات، باستثناء جريمة الأم التي رمت طفليها قبل أيام في نهر دجلة.
وأوضحت لـ “طريق الشعب”، أن هذه “المنشورات المزيفة، هدفها تشويه سمعة النساء العراقيات، واتهامهن بكونهن غير قادرات على تحمل مسؤولية اطفالهن، وذلك بغية تحويل حضانة الاطفال الى الاب”، مشيرة إلى أن جريمة الام التي رمت طفليها في النهر “منحت فرصة لكل من يرغب في تحويل قانون الاحوال الشخصية النافذ الى قانون الأحوال الشخصية الجعفري، واجراء التعديلات على المادة 57 التي تضمن للأم حق حضانة أطفالها”.
ورأت العبيدي أن “نشر الصور المزيفة عملية ممنهجة هدفها الضغط على مجلس النواب لتشريع القانون الجعفري، وتغيير المادة 57 من قانون الأحوال الشخصية، وبالتالي حرمان الأم من الحضانة”.
هذا وكتبت “منظمة التقنية من اجل السلام” على صفحتها في فيسبوك، قائلة ان “مقطع الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي والذي يحمل عنوان (في حادث جديد أم في كربلاء تقوم برمي طفليها بالشارع يصارعون الحياة ويواجهون مصيرا مجهولا) تم نشره من قبل والد الطفلين على حسابه الخاص وذلك بسبب مشاكل عائلية”.
المواطنة عبير محمد، قالت من جانبها، انه “ليس من الانصاف أن تعمم جريمة قتل ارتكبتها امرأة، على بقية النساء. فبعض الرجال يرتكبون جرائم من هذا النوع، وقبل أيام أقدم أحدهم على حرق أطفاله الأربعة بعد تقييدهم، ناهيك عن جرائم العنف الأسري ازاء الزوجة والأم والأب والأطفال. فهل من المعقول أن تعمم هذه الجرائم على جميع الرجال!؟”.
وطالبت المواطنة، في حديثها لـ “طريق الشعب”، الجهات التشريعية بـ “الإسراع في تشريع قانون مناهضة العنف الاسري، وانزال العقاب بكل من يرتكب جرائم القتل والتعنيف تحت اي ظرف كان”.
إلى ذلك، قال القاضي هادي عزيز، انه “على الجهات القضائية المعنية توضيح الاسباب التي دفعت ببعض النساء إلى قتل اطفالهن او تعذيبهم. فيجب ان يكون هناك تحقيق يوضح الاسباب كي يتسنى لنا اصدار الحكم”.
وأكد ان “خصوم المادة 57 من قانون الاحوال الشخصية، استثمروا هذه القضايا استثمارا بشعا”، متابعا قوله: “نحن بدورنا نرى ان هذا التصرف فردي ولا نعلم ما هي اسبابه كي نصدر الحكم”.
ولفت القاضي إلى ان “المطالبات بتغيير المادة 57، تطرح عندما تكون هناك انتخابات قريبة. فالقانون الجعفري طرح في البداية مع قرب حلول الانتخابات، واليوم يعاد المنوال نفسه، وبالأسلوب نفسه من قبل الأحزاب ذات الخطاب السياسي الديني”.
********
نواب: أزمة مالية خانقة ورواتب مهددة تتطلب حلولا جذرية
بغداد - طريق الشعب
تحدث عدد من النواب مؤخرا، عن تفاصيل الأزمة المالية والعجز الكبير الذي انتجته، وما يفترض القيام به أثناء السعي لتمرير قانون الاقتراض الذي شكل بنظر بعضهم خطورة على اقتصاد البلد والأجيال القادمة، مؤشرين على بعض النقاط التي اعتبروها ضرورية لتقليل أضرار هذا العجز ورفع الحرج عن الموظفين الذين أصبحوا يعانون من تأخر رواتبهم وما يترتب عليه من مشاكل كثيرة.

أزمة مالية وتوجه للاقتراض
قال عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار البرلمانية، مازن عبد المنعم الفيلي، إن الحكومة بحاجة إلى أكثر من 6 تريليونات دينار شهريا لتسديد رواتب الموظفين، فيما توقع التصويت على قانون الاقتراض داخل مجلس النواب في الجلسات المقبلة. وذكر الفيلي، في تصريحات صحفية تناقلتها وكالات الأنباء واطلعت عليها “طريق الشعب”، أن “هناك أزمة مالية كبيرة لأن واردات النفط تصل إلى قرابة 3 تريليونات دينار في حين أن حاجة الحكومة تصل إلى أكثر من 6 تريليونات دينار شهريا لتسديد رواتب موظفي الدولة والمتقاعدين والرعاية الاجتماعية”، مضيفا أن “الحكومة أرسلت قانون تمويل العجز من أجل استدراك أزمتها المالية، وبالتالي سيقوم مجلس النواب بالتصويت على قانون جديد للاقتراض خلال الجلسات المقبلة لتتمكن الحكومة من تسديد رواتب هذا الشهر والأشهر المقبلة”. وبيّن النائب، أن “جولة الكاظمي الأوروبية تأتي ضمن إطار المشكلة المالية التي يعاني منها العراق وتشجع على دخول الشركات الاستثمارية للبلد”، مرجحا “الوصول لتفاهمات بين الكاظمي والشركات الاستثمارية الفرنسية والألمانية”.

أزمة عميقة جدا
من جانبها، أكدت عضو اللجنة الاقتصادية النيابية، انتصار الموسوي، بأن أزمة العراق المالية لن تحل بتخفيض رواتب الرئاسات الثلاث والبرلمان والدرجات الخاصة. وقالت الموسوي في تصريح صحفي اطلعت عليه “طريق الشعب”، أنه “حتى لو خفضت رواتب الرئاسات الثلاث والبرلمان والدرجات الخاصة لن تحل الأزمة المالية الخانقة في العراق لأنها كبيرة. ولا بد ان تقدم الحكومة ورقة بيضاء مدروسة تتضمن حلولا حقيقية”. واضافت النائب، إن “العراق أمام الكثير من الاشكالات المالية في ظل وجود آلاف العقود والأجراء اليوميين وعدد أكبر من المتقاعدين ممن تمت احالتهم العام الماضي لم يستلموا مستحقاتهم المالية ناهيك عن توقف أكثر من 6 آلاف مشروع خدمي بسبب الأزمة التي يجب ان يكون حلها شاملا من خلال الورقة الاصلاحية أي تأمين الرواتب ومبالغ المشاريع معا وأن يتعاون الجميع في ايجاد الحلول التي تنقل البلاد الى بر الأمان”.
مساوئ الاقتراض
وفي ذات السياق، دعا النائب، رياض المسعودي، الحكومة الى اجراء 3 خطوات إصلاحية لمعالجة الأزمة المالية، فيما أشار الى ان العراق يخسر مبلغاً يصل الى 5 مليار جراء ممارسة مالية يومية. وقال المسعودي في مقابلة متلفزة تابعتها “طريق الشعب”، إن الاقتراض لتمويل الرواتب سيضر بالأجيال القادمة ويجب ان تسرع الحكومة بإجراء إصلاحات مالية دون الذهاب للحلول الصعبة، وأن الورقة البيضاء أحد حلول الأزمة ويجب ان تسرع الحكومة من إجراءاتها”. وشدد على وجوب ان “تنفذ الحكومة خطط عمل من خلال تنظيم جدول الرواتب والدرجات الخاصة وتعظيم إيرادات الدولة غير النفطية”.
وأكد إن “البنك المركزي تعهد بالمحافظة على سعر الصرف بحدود 121 أو 122 ألف دينار لـ 100 دولار لكن هناك من يضارب سياسياً واقتصاديا بهدف ارباك الوضع المالي بالعراق والاضرار بعملته وهناك أزمات مالية في سوريا وإيران وتركيا والعراق يتأثر بهكذا أمر”، داعيا البنك المركزي إلى “اتخاذ خطوات عملية لمنع التلاعب بسعر الصرف” مشيراً الى أن “العراق يخسر ما بين 3-5 مليار دولار سنوياً بسبب مزاد العملة المستمر يومياً ويجب ان يتوقف هذا الهدر بإجراءات عملية”.
*******
موارد مهملة وخسائر كبيرة
نائب: ٦٠ في المائة من احتياطات الغاز غير مستثمرة
بغداد - طريق الشعب
أكد عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية محمود الزجراوي، مؤخرا، أن 60 في المائة من احتياطات الغاز في العراق غير مستثمرة فيما طرح 4 إيجابيات لإدارتها بشكل صحيح.

ثروة غير مستثمرة
قال الزجراوي في تصريح صحفي اطلعت عليه “طريق الشعب”، إن “الغاز مورد مهم في رفد التنمية الاقتصادية في أي بلد ومنها العراق لكن يجب ان يكون استثماره وفق اسس مثلى لأنه يحقق ثلاث ايجابيات داعمة للاقتصاد، فهو يمثل وقودا أقل كلفة وأكثر سعة توليدية لمحطات الكهرباء والتي تقل عمليات الصيانة إذا ما استخدم الغاز كوقود بالإضافة الى أنه يمثل موردا اقتصاديا كبيرا داعما لخزينة البلاد ناهيك عن امكانية ان تخلق صناعة الغاز مشاريع صناعية كبرى تمتص جزءا كبيرا من العاطلين في اختصاصات مختلفة”.
واضاف الزجراوي، أن ”60 في المائة من احتياطات الغاز في العراق غير مستثمرة بالإضافة الى أن البلاد تخسر سنويا مليارات الدولارات بسبب حرق الغاز المصاحب” لافتا الى “ضرورة ايجاد خطة تنموية كبيرة لاستثماره بالشكل الأمثل من خلال فريق مختص يضم خبراء في الوزارات والجامعات لأجل وضع رؤية واسعة تسهم في دعم الاقتصاد الوطني. علما ان عائدات الغاز يمكن ان تشكل نافذة مهمة لخروج البلاد من أزمتها المالية”.

إنفاق غير ضروري
من جانبه، أكد عضو لجنة النفط والطاقة النيابية، غالب محمد، إن العراق ينفق 3 تريليون دينار سنوياً على استيراد المنتوجات النفطية والغاز وخاصة في مجال توليد الطاقة.
وذكر محمد في حديث لوكالة “بغداد اليوم”، أن “العراق ينفق سنويا 3 تريليون دينار لشراء المنتوجات النفطية من الخارج، أما كلفة الغاز المستورد منذ 2005 وحتى الآن غير معروفة لكن وزارة الكهرباء مديونة لوزارة النفط 14 تريليون دينار كلفة الغاز المستخدم في محطاتها لتوليد الطاقة الكهربائية”، لافتا إلى أن “البلاد تنفق أكثر من 18 مليار م/3 سنوياً من الغاز أغلبها تستورد من الخارج”.
واضاف، أن “العراق يأتي بالمرتبة الثانية في التسلسل العالمي في إحراق الغاز بعد روسيا ويبلغ إجمالي ما يحرق سنويا أكثر من 18 مليار م /3 ولا نستفيد منه ولو تم استثماره يمكن أن يغطي حاجة نصف البلاد من الكهرباء كونه سيدعم عمل المحطات المنتجة”.
واشار محمد إلى أن “العراق قادر على الاكتفاء الذاتي من المنتوجات النفطية لو استثمرت الأموال المخصصة لاستيراد المنتوجات النفطية في بناء المصافي التي يمكن أن توفر الكثير من الأموال بالإضافة الى استيعابها الآلاف من العاطلين، ناهيك عن أهمية استثمار الغاز المصاحب والذي يمكن ان يتحول الى مشاريع كبيرة للبتروكيمياويات، تدر اموالاً كبيرة لخزينة البلاد وتدفع الى تغيير أسم وزارة النفط الى وزارة الصناعة النفطية وتؤسس للكثير من الشركات المتخصصة التي سوف تستقطب عددا هائلا من الاختصاصات التي تعاني حاليا من البطالة خاصة هندسة الكهرباء والنفط والفيزيائيين والكيميائيين وغيرهم”.
**********
ص4
انباء عن اعتقال شبكة فساد وتزوير داخل هيئة التقاعد
عضو في التحقيقات الربلمانية: وزراء ومسؤولون كبار متورطون بفساد عقود الكهرباء والحقائق ستكشف قريبا
بغداد - طريق الشعب
اعلنت اللجنة التحقيقية النيابية بملفات وزارة الكهرباء، الثلاثاء، عن قرب إعلان جميع الجهات المتورطة بفساد عقود وزارة الكهرباء السابقة، مبينة ان التحقيقات اثبتت تورط وزراء سابقين ووكلاء ومدراء عامين، وفيما كشف مصدر أمني عن قيام قوة أمنية باعتقال شبكة للتزوير والفساد داخل هيئة التقاعد، أكد نائب استمرار الفساد في المنافذ الحدودية رغم السيطرة عليها أمنيا، فضلا عن بقاء ملف الفضائيين دون معالجات حقيقية.

نتائج في الانتظار
قال عضو اللجنة التحقيقية، النائب علي اللامي، إن “اللجنة النيابية تواصل عملها بالتحقيق وفتح جميع ملفات العقود الخاصة بوزارة الكهرباء السابقة”.
وأضاف اللامي في تصريح صحفي اطلعت عليه “طريق الشعب”، أنه “تم اللقاء بالعديد من المدراء العامين بالوزارة ولجنة النزاهة والهيئة ووزير الكهرباء الحالي للاطلاع على كافة العقود السابقة”، مشيرا الى ان “النتائج التي تم التوصل اليها حتى الان تشير الى تورط وزراء سابقين ووكلاء وزارة ومدراء عامين وشخصيات عديدة ملفات فساد وزارة الكهرباء التي اهدرت خلالها أموال طائلة”.
واوضح النائب، إن “اللجنة على وشك انجاز تقريرها النهائي وستعلن خلال الايام القليلة عن كافة الاسماء المتورطة بملفات وعقود وزارة الكهرباء الفاسدة منذ 2004 ولغاية الان”.

فساد في هيئة التقاعد
في الأثناء، أفاد مصدر أمني باعتقال شبكة تزوير وفساد يديرها موظفون داخل هيئة التقاعد.
وقال المصدر في تصريح لوكالة “بغداد اليوم”، واطلعت عليه “طريق الشعب”، إن “قوة أمنية اعتقلت، شبكة تزوير وفساد في هيئة التقاعد الوطنية مكونة من أكثر من 20 شخصاً ما بين موظف ومعقب، بينهم نساء”، دون الكشف عن المزيد من التفاصيل.
وبحسب المصدر الأمني، فقد طوقت قوة امنية مبنى هيئة التقاعد، وسط العاصمة بغداد، فيما لم تعرف حتى الآن تبعية تلك القوة.

ملف الفضائيين
إلى ذلك، أكد عضو اللجنة المالية في مجلس النواب، جمال كوجر، الأربعاء، أن الدولة سيطرت امنياً على المنافذ الحدودية لكن يجب القضاء على شبكات الفساد داخلياً فيما تحدث عن موقف دولي بشأن الفضائيين ومتعددي الرواتب في العراق.
وقال كوجر في حديث متلفز تابعته “طريق الشعب”، إن “ما يأتي من موارد المنافذ الحدودية لصالح خزينة الدولة لا يتجاوز الـ 5 في المائة من القيمة الحقيقية لوارداتها، وتمكنت الدولة في الآونة الاخيرة من السيطرة عليها أمنياً، لكن شبكات الفساد ما تزال موجودة وتقوم بتزوير نوع البضائع الداخلة للعراق فتسجل شحنات الهواتف على أنها بطاطا على سبيل المثال”، مبينا أن “الحل الوحيد للقضاء على الفساد في المنافذ هو أتمتها الكترونيا، لكن هناك إرادة سياسية لا تريد هذه الخطوة”.
ولفت كوجر إلى أن “200 - 300 ألف شخص فضائي يتسلمون رواتب من الدولة، بحسب تصريح وزير المالية”، مبينا أن “اللجنة المالية لمست جدية من الحكومة في تحقيق الاصلاح لكن المشكلة بالتركة الثقيلة التي وقعت على عاتقها معالجتها”.
وبين كوجر أن “الوضع الاقتصادي الآن أكثر تعقيداً، حيث إلى جانب الفضائيين هنالك من مزدوجي الرواتب ومنهم من يأخذ 5 رواتب شهرياً من الدولة”، مشيرا إلى أن “صندوق النقد الدولي قدر في نقطتي رصد عدد من يتسلمون رواتب مزدوجة في العراق بعهد حكومة حيدر العبادي بـ 250 ألف موظف، وقال إن هؤلاء يجب أن تقتصر رواتبهم على واحد لأنهم يكلفون الدولة الكثير”.
**********
بحثا عن حلول مالية جديدة
مطالبات بفتح ملف الأموال المهربة الى الخارج ومحاسبة المتورطين فيه
بغداد - طريق الشعب
تحدثت أطراف نيابية وقانونية، مؤخرا، عن أهمية فتح ملف الاموال المهربة الى الخارج والمبالغ الضخمة التي يمكن ان تساعد البلد في أزمته إذا ما تم ارجاعها بفعل الاتفاقات والعلاقات الدولية، فيما جرى التأكيد على أن الحكومة مطالبة بحسم هذا الملف ومحاسبة الفاسدين فيه، لو أرادت فعليا السيطرة على تداعيات الازمة الحالية وتنفيذ ورقتها الاقتصادية الاصلاحية.

وثائق مهمة
كشف النائب يوسف محمد، عن وجود وثائق قضائیةومصرفیة مهمة عن تهريب الأموال العراقية الى الخارج عبر فاسدين في محافظات المركز واقليم كردستان ايضا، متوقعا ان تبلغ قيمتها عشرات المليارات من الدولارات.
وقال محمد في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخه منه، إنه “من الضروري قیام السلطات بإجراءات صارمة ضد الفاسدين وايقاف نزيف الاموال العراقية عن طریق الفساد، بموازاة تطبيق ما هو موجود في ورقة الاصلاح الاقتصادي البيضاء”.
واضاف النائب، ان “الوضع المالي في البلد يتطلب قرارات صعبة ومريرة في اعادة هيكلة الاقتصاد”، مؤكداً انه “لا قيمة لتلك الاصلاحات دون ان تكون هنالك اجراءات حاسمة لمحاربة الفساد”.
وطالب بـ” ايلاء ملف استعادة الاموال العراقية المهربة الى الخارج بعد 2003 أهمية كبيرة خلال المرحلة المقبلة، وان تتحمل الطبقة السياسية في البلد مسؤوليتها تجاه الازمة الاقتصادية، وان تساعد في ارجاع تلك الاموال عن طريق ما تمتلكه من معلومات عنها”، لافتا الى “وجود وثائق مهمة في هذا الملف يمكن من خلالها الاستدلال عن تواجد تلك الأموال وقيمتها، بالتعاون مع الخبرات الاوروبية التي يمكن ان تستعين بها الحكومة بهدف كشفها. يضاف الى ذلك وجود الأرضية المناسبة في بعض الدول الاوربية والولایات المتحدة الأمریکية لمساعدة الدول الاخرى في اعادة الاموال المهربة المستحصلة عن طريق الفساد”.

لا يوجد تحرك حكومي
وفي السياق، اكدت عضو في لجنة النزاهة النيابية، أن الحكومة الاتحادية لم تجر اي تحرك حقيقي لإعادة الاموال المهربة والمجمدة خارج العراق.
وقالت عضو اللجنة عالية نصيف في تصريح صحفي، إن “الامم المتحدة دعمت العراق باسترجاع امواله المهربة دون اي قيد او شرط وهذا الدعم الاممي لم يستغل حتى الآن”، لافتة الى ان “الحكومة لم تتحرك وليس لديها أي نية لإعادة الاموال المهربة والمجمدة خارج العراق”.
واضافت ان “هذه الاموال ممكن اعادتها بشكل سريع عبر الاستفادة من الدعم الاممي حيث انها ستحل ازمة كبيرة كما انها تخدم الحكومة بتقليص الديون الخارجية”، مبينة ان “اعادة تلك الاموال تحتاج الى ضغط من السلطة التنفيذية على جميع المؤسسات لإعادة اموالها بشكل سريع”.

نظرة قانونية بشأن الملف
من جانبه، أوضح الخبير القانوني علي التميمي، الطريق القانوني لإرجاع الأموال المهربة والمجمدة خارج العراق.
وقال التميمي في تصريح لوكالة “المعلومة” اطلعت عليه “طريق الشعب”، إن “الأموال المهربة للخارج والتي تقدر ب ٥٠٠ مليار دولار يمكن استردادها عن طريق اتفاقية غسيل الأموال لعام ٢٠٠٥ والموقع عليها العراق بمساعدة عدد من الدول”، لافتا الى ان “العراق يمكن ان يستفيد من المادة ٥٠ من ميثاق الأمم المتحدة بإرجاع الأموال والتي تؤكد على حق الدول التي تحارب تنظيمات موضوعة تحت الفصل السابع طلب مساعدة الأمم المتحدة حيث ان العراق كان يحارب داعش الموضوع تحت الفصل السابع بموجب القرار ٢١٧٠ لسنة ٢٠١٧”.
واضاف ان “بريطانيا ابدت استعدادها لمساعدة العراق في ارجاع واسترداد هذه الاموال”، مبينا انه “يوجد مبلغ ٦٥ مليار دولار في البنك الفدرالي الأميركي مجمدة عائدة للنظام السابق يمكن للعراق المطالبة بها وفق الاتفاقية العراقية الامريكية لعام ٢٠٠٨”.
****************
ص5
الامم المتحدة تطلق مشروعا ثقافيا
في اهوار جنوب العراق
متابعة “طريق الشعب”
أطلقت الأمم المتحدة مشروعا ثقافيا جديدا في أهوار جنوب العراق لإنقاذ سكان المنطقة من الفقر، في ظل محاولات أطراف سياسية وأخرى مسلحة متنفذة لعرقلة أي مشاريع من شأنها تحسين حياة الناس هناك. وقال موقع “المونيتور” إن منظمة (UPP) الإنسانية الإيطالية أطلقت المشروع الطموح ومدته عامان، بتمويل من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وأطلق عليه “السومري”.
واشار الموقع، الى ان المشروع يهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي والحفاظ على التراث الثقافي في أهوار الناصرية جنوب العراق، وأطلق بالشراكة مع “حماة دجلة” وهي مجموعة من المنظمات غير الحكومية المحلية.
وقال ممثل المنظمة الإيطالية في العراق رائد ميخائيل أن مشروع السومري يمكن أن يساهم في الحد من معاناة السكان، من خلال تمكين الشباب والنساء من العمل ومنحهم الخبرة.
وأضاف أن “المشروع يهدف إلى إعادة تأهيل المنطقة كوجهة سياحية من خلال تطوير البنية التحتية، وتوفير التدريب المهني للسكان في مجال السياحة البيئية، والحفاظ على البيئة وكذلك توفير فرص عمل”.
وتابع: “سيتم إنشاء قرية بيئية في الجبايش ومحطات سياحية للزوار ومصنع للقوارب التقليدية والحرف اليدوية والتذكارات المصنوعة يدويا، كما ستقام فعاليات للتراث الثقافي والفني”.
وأعرب ميخائيل عن أمله في “أن يوفر المشروع مرافق سياحية تجذب الزوار، وتدر عوائد على السكان، وبالتالي تمكنهم في المستقبل من العمل بشكل مستقل دون الحاجة إلى انتظار المساعدة الخارجية”.
وتم إدراج أهوار، التي تمتد بين نهري دجلة والفرات وتعد إحدى أكبر المسطحات المائية الداخلية في العالم، على قائمة التراق العالمي في عام 2016 بفضل تنوعها الحيوي وتاريخها الغني الذي يعود إلى العصور القديمة لبلاد الرافدين.
وتم تصنيف الأهوار في حينه كمحمية طبيعية دولية، بشرط إزالة التجاوزات وتسهيل عودة السكان الأصليين وتحقيق التنمية السياحية، إلا أن هذه الشروط لم تتحقق بعد، وفقا ويشير إلى أن السكان لا يزالون يعانون من الفقر وانعدام فرص العمل مما اضطرهم لبيع جاموسهم بأسعار منخفضة لعدم قدرتهم على بيع الحليب، فيما أصبحت تربية هذه الحيوانات أكثر صعوبة وسط جائحة كورونا.
ويقول عضو لجنة الزراعة والمياه والأهوار في البرلمان علي البديري إن “بعض الجهات تحاول تخريب أي استثمار في الأهوار”، محذرا من أن مشروع السومري قد يواجه نفس المصير في حال لم تتوقف تلك الجهات عن ممارسة هذه الأعمال.
وعلى الرغم من أنه لم يذكر اسم أي جهة بالذات، إلا أن البديري أشار إلى “قوى سياسية ومسلحة مؤثرة”، مؤكدا أنه في حال نجح مشروع السومري “فسيكون ضوءا في نهاية النفق للسكان وسط البطالة وانعدام الدخل”.
والأهوار عبارة عن مستنقعات تتكون من مسطحات مائية تقع في جنوب العراق وتنقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية، هي أهوار الحويزة وأهوار الحمّار والأهوار الوسطى، وتتغير مناطقها المغمورة بالمياه من سنة إلى أخرى حسب الكمية القادمة إليها من نهري دجلة والفرات.
ولأكثر من 5000 عام، اعتمد سكان أهوار عل صيد الأسماك والطيور والبط وزراعة الأرز وتربية الحيوانات، قبل أن تتعرض لفترة جفاف قاسية وعمليات نزوح جماعي، بعد قرار رئيس النظام السابق صدام حسين تجفيفها في العام 1991.
وصنفت الأمم المتحدة عملية تجفيف تلك الأراضي الرطبة الفريدة بأنها “واحدة من أسوأ الجرائم البيئية في التاريخ”، وحُكم على أحد المسؤولين في النظام السابق بالإعدام في العام 2010 بعدما أدين بهذه القضية.
************
الطمر غير العلمي يثير المخاوف
ملايين الإطارات تدخل سنويا.. ’تجربة الديوانية’ تلهم المحافظات لإنشاء معامل تدوير النفايات
متابعة “طريق الشعب”
على رغم المساعي التي تبذلها الحكومة العراقية، فيما يتعلق بالاستفادة من النفايات، ومخلفات الإطارات، وافتتاحها مصنعاً خاصاً بذلك، إلا أن عمليات الطمر غير الصحي، لتلك النفايات، تشكل خطراً بيئياً كبيراً، مع التوسع العمراني، والبشري الحاصل في البلاد.
وسلط تقرير، لموقع “اندبندنت عربية” الضوء على العمليات الحكومية الجارية في هذا القطاع، مشيراً إلى المكاسب المتحققة من تلك النفايات في عدة مجالات صناعية، لو تم الاستفادة منها بالشكل المطلوب.

جاء في نص التقرير:
تتراكم الملايين من الإطارات سنوياً في أماكن كثيرة من المحافظات العراقية لتشكل عبئاً على الدوائر الخدمية، التي فشلت خلال السنوات الماضية في إيجاد طريقة للتخلص منها بشكل لا يتسبب بأي أضرار في البيئة. فالعراق يستورد نحو 10 ملايين إطار من مختلف الدول سنوياً، بحسب إحصاءات وزارة التخطيط العراقية، لتزويد أكثر من 6 ملايين سيارة، ثم ترمى فيما بعد في الساحات والطرق العامة، وتحرق معظمها للتخلص منها من دون موافقات من الجهات البلدية وبعيداً من الضوابط البيئية.

معدات جديدة
ومنذ مارس (آذار) عام 2019 بدأت خطوات جدية للتخلص من عشرات الملايين من الإطارات من خلال وصول معدات لتدوير الإطارات التي تبلغ طاقتها نحو 5 أطنان في الساعة، ليتخذ من مدينة الديوانية مقراً لها، والذي احتاج إلى أكثر من عام ونصف العام لتشغيله، بسبب التظاهرات التي شهدتها المدينة، وغلق المدن العراقية لأشهر بسبب انتشار فيروس كورونا.
نصب المعمل الذي افتتح قبل أيام في جزء من مصنع الديوانية لإنتاج الإطارات، وهو الأقدم في البلاد، لتحويلها إلى مادة أولية تستخدم في إنتاج “مفروم المطاط” بقياسات مختلفة والبلاطات المطاطية، التي تستخدم في الملاعب الرياضية، ورياض الأطفال والمقرنص المطاطي وإنتاج المطبات، بحسب مسؤولين في الصناعة العراقية.
منتجات جديدة في السوق العراقية
ويقول وزير الصناعة، منهل عزيز في كلمة له خلال حفل تدشين المصنع الذي أنشئ بالشراكة بين إحدى شركات القطاع الخاص ومصنع إطارات الديوانية “إنها تجربة جديدة وناجحة في قطاع الصناعة لإنتاج منتجات جديدة على السوق العراقية ومنافسة المستورد من حيث الكفاءة والجودة والسعر”. ويضيف عزيز “هذا المشروع سيسهم في التخلص من الإطارات المستهلكة بشكل نهائي ومن دون مخلفات وذات مردود وجدوى اقتصاديين”.

إنشاء مصانع جديدة للتدوير
من جانبه يكشف المتحدث باسم وزارة الصناعة والمعادن مرتضى الصافي عن وجود خطط لدى الوزارة لإنشاء مصانع أخرى في الجنوب والوسط والشمال، للقضاء على مخلفات الإطارات واستخراج مادة الكاربون والحبيبات البلاستيكية ومادة الكازويل (تستخرج من المخلفات وتستخدم كمادة وقود) لتشغيل معامل الطابوق (حجارة للبناء).
ويوضح الصافي “أن مشروع تدوير الإطارات في الديوانية أنشئ من خلال المشاركة بين الشركة العامة لصناعة الإطارات وشركة أبراج الكوت لتدوير الإطارات المستهلكة بهدف تخليص البلاد من الكم الهائل من الإطارات الملوثة للبيئة وإنتاج الحبيبات البلاستيكية التي تستخدم للمطبات الأرضية والنوادي الرياضية”.
ويأمل الصافي أن تقدم الشركات الاستثمارية عروضها إلى وزارة الصناعة لإنشاء مصانع أخرى للتدوير بقية النفايات بالتعاون مع القطاع العام”.
ولم تكن الإطارات وحدها المشكلة في المعالجة، فالكم الهائل من النفايات التي تضم مواد متعددة، سواء أكانت عضوية أو بلاستيكية أو زجاجية أو معدنية، هي من أهم المشاكل التي تعاني منها العاصمة بغداد، وباقي مدن العراق، وعلى الرغم من أن المختصين في الدوائر البلدية يجمعون النفايات وتطمر بعيدة من المدن، إلا أن تحلل هذه المواد في التربة، وبحسب مختصين يشكل مشكلة كبيرة تكون مصدراً لتلوث التربة.
أزمات العراق أخرت مشاريع التدوير
بدورها تشير وزارة البيئة إلى أن الأزمة الاقتصادية والظروف السياسية التي شهدها العراق أخرت مشاريع تدوير النفايات واستخدامها لإنتاج الكهرباء والأسمدة.
مدير دائرة التوعية والإعلام في وزارة الصحة والبيئة أمير الحسون يقول: “نطالب الدوائر المعنية بإنشاء معامل لتدوير النفايات من أجل التقليل من التلوث وتحويلها إلى مواد مفيدة”، لافتاً إلى وجود بداية لهذه المشاريع في كربلاء وبعض المدن.
ويلفت الحسون إلى أن آلية طمر النفايات تكون بعيدة من الشروط الصحية، وتفاقم الوضع خلال العقدين الماضيين بسبب النمو السكاني ما زاد من حجم النفايات وشكل ضغطاً على الدوائر البلدية.

الطاقة الكهربائية
الكم الهائل من النفايات لا سيما الصلبة منها، تحتاج إلى معامل تدوير خاصة، بعضها موجودة فعلاً، إلا أنها معامل صغيرة، تتعامل مع هذه النفايات بإمكانات بسيطة غير مطابقة للشروط الصحية، ما يفقد تلك المواد خصائصها، وبحسب الجهاز الوطني للإحصاء، فإن 10 في المئة فقط من النفايات يعاد تدويرها في العراق، بحسب إحصائيات صدرت عام 2019.
من جهته يشير الخبير الاقتصادي باسم أنطوان إلى وجود بحوث ودراسات لتدوير النفايات في بغداد، من خلال مستثمر لاستخدامها لإنتاج الكهرباء وهناك مباحثات في هذا الاتجاه.
ويضيف أنطوان، “في بغداد وحدها تفرز 10 آلاف طن من النفايات، ومن الممكن أن يستفاد من جزء من هذه النفايات لاستثمارها في مجال الطاقة الكهربائية، وأن يستفاد من المخلفات الأخرى عبر مصانع متخصصة لهذا الغرض”. ويتابع أنطوان “أن هناك مصانع صغيرة تتولى عملية تدوير المخلفات البلاستيكية، إلا أنها تجري بطريقة بدائية مما يفقد البلاستيك خصائصه، وبالتالي يصنع أدوات مختلفة لا تصلح لأن تكون أوعية للطعام أو الماء”.
*************
ص6
بعد أن كانت من أجمل مدن العراق
بعقوبة تختنق بالدخان وبناها التحتية تتهالك
بعقوبة – قحطان الانصاري


كل من يدخل بعقوبة (مدينة البرتقال) هذه الأيام، يبصر بأم عينه ما فعله بها الإهمال الحكومي من الناحية الخدمية. فهذه المدينة، كانت تعد من أجمل مدن العراق، كونها تحتضن بساتين خضراء جميلة، وأنهارا فرعية عديدة تربط ضفافها القناطر، إلى جانب نهر ديالى الذي يشطر المدينة إلى نصفين، ونهر خريسان الذي تطل على ضفتيه أشجار كثيفة، حتى أصبح المكان المفضل للأهالي.
اليوم أصبحت شوارع بعقوبة وبناها التحتية متهالكة، ومبانيها الحكومية مهملة. فيما أعمدة الدخان تتصاعد وتغطي النخيل، جراء حرق النفايات وعدم رفعها وطمرها، ناهيك عن حرق البساتين تعمدا، من أجل تجريفها وتحويلها إلى دور سكنية. وهذا ناجم عن كون أصحاب البساتين باتوا لا يجنون من محاصيلهم شيئا يستحق الجهد، بعد أن غزت المنتجات المستوردة الأسواق، وضعف الدعم الحكومي للقطاع الزراعي بشكل عام.
أنهار بعقوبة، باتت هي الأخرى ملوثة بالنفايات. فالكثير من المواطنين يرمون نفاياتهم في النهر، وهذا ينم عن قلة الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة، وغياب الرقابة الحكومية، ما أدى إلى انتشار الأمراض بين الناس.
كل هذا يحدث والحكومة المحلية لا تحرك ساكنا لتدارك الحال المزري للمدينة، والذي يزداد سوءا يوما بعد آخر – بحسب الكثيرين من المواطنين.
وبالرغم من كون الشتاء على الأبواب، فان شبكات الصرف الصحي لا تزال غير مؤهلة، الأمر الذي يكرر المشكلة ذاتها سنويا، حيث تغرق الشوارع مع أول زخة مطر. ولن يجني المواطن أمام كل ذلك، سوى تصريحات حول “إعادة تأهيل شبكات المجاري” اعتاد المسؤولون الإفادة بها دون تنفيذ!
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فهناك مشاريع وهمية وأخرى غير منجزة مضى على البعض منها نحو 15 عاما. مثل “جسر بهرز” الذي يربط بين منطقة الصناعة وحي المعلمين، وطريق بعقوبة القديم المتصل بمدينتي بهرز والتحرير، والذي يصل إلى مدن كنعان وبلدروز ومندلي والمقدادية وخانقين. فهذا الطريق له أهمية كبيرة، ولو تم تأهيله لساهم في التخفيف من الزخم المروري الحاصل في مركز بعقوبة.
ويرى أبناء بعقوبة، أن أزمة الخدمات في مدينتهم سببها المسؤولون الفاسدون، الذين لا يفكرون سوى بمصالحهم ومصالح أحزابهم، مؤكدين أن هناك مسؤولين قاموا أخيرا بزيارة عدد من المناطق الفقيرة، ووعدوا أهاليها “كذبا” بتحسين الخدمات وتأهيل بعض الطرق، وذلك كله يأتي من أجل الترويج لأنفسهم في الانتخابات القادمة.
ويبيّن الأهالي أن كل تلك الوعود لا تتضمن حلولا حقيقية تلبي طموحات المواطن البسيط “الذي لم تعد أكاذيب الفاسدين تنطلي عليه بعد أن جثموا على صدره سنوات!”.
**********
الأهالي طالبوا بحل عاجل
مياه المجاري تغطي شوارع الحي الجمهوري في السماوة

السماوة –طريق الشعب
شكا أهالي الحي الجمهوري في مدينة السماوة، تردي واقعهم الخدمي، خاصة شبكة المجاري، التي بوشر العمل بإعادة تأسيسها قبل فترة، ولم يتم إكمالها، الأمر الذي أدى إلى تسرب المياه الآسنة والثقيلة إلى الشوارع.
وأظهر مقطع فيديو سجله أحد المواطنين ونشره عبر الانترنيت - شاهدته "طريق الشعب" -الحال المزري للحي، حيث المياه الثقيلة تغطي شارعا فرعيا.
ويتحدث المواطن وهو يتجول بكاميرته في الشارع، عن معاناتهم جراء تردي الخدمات، مطالبا الحكومة المحلية بوضع حل عاجل لمشكلة المجاري، والشروع بتبليط جميع شوارع الحي.
*************
للمرة الثانية
مياه نهر إروائي في الشعلة
تتدفق نحو الشارع!
بغداد – عدنان جاسم


ارتفع الأيام الماضية، منسوب ماء “قناة السلاميات” الاروائية في المحلة 464 (منطقة أم نجم) بمدينة الشعلة البغدادية، ما تسبب في تدفق المياه إلى الشارع المجاور للنهر.
وتأتي هذه المشكلة، التي تحصل للمرة الثانية، بسبب وجود انسدادات في القناة الاروائية،ناتجةعنقيام المواطنين برمي المخلفات فيها، مقابل عدم كريها من قبل وزارة الموارد المائية.
كما أن هناك انسدادا في “عبرة” القناة، أسفل سكة القطار، وتهشما في الكتف الترابي للقناة، في بعض المناطق.
ومن الأسباب أيضا، كميات المياه التي تضخ إلى القناة من نهر دجلة، كبيرة وتفوق قدرتها الاستيعابية.
وبالرغم من قيام وزارة الموارد المائية بإيقاف ضخ الماء إلى القناة، بعد أن تم الاتصال بها من قبل بلدية الشعلة، إلا أن التدفق استمر مدة 6 ساعات، فأدى إلى غرق الشارع.
وثمّن أهالي المحلة، جهود دائرة البلدية، التي قامت بسد بعض الانهيارات في القناة، وسارعت إلى نشر آلياتها في المحلة حتى سيطرت على الموقف.
************
الدراجات النارية..
إهمال شروط السلامة طريق مختصر نحو الموت!
كربلاء - سلام القريني


من الظواهر الخطيرة التي انتشرت بشكل كبير خلال سنوات ما بعد التغيير في مدينة كربلاء وغيرها من مدن العراق، استخدام الدراجات النارية غير المستوفية لشروط السلامة وسيلةَ نقل.
فبعد فتح باب الاستيراد على مصراعيه بدأت تدخل العراق أنواع مختلفة من الدراجات. ورافق ذلك دخول أعداد كبيرة من السيارات، الأمر الذي خنق شوارع المدن، التي هي في الأساس لا تتمتع بالمواصفات القياسية. لذلك ازدادت الحوادث المرورية بشكل كبير، وتسببت في الكثير من الخسائر البشرية والاقتصادية.
والمشكلة هي أن البعض من الشباب يستخدم دراجات لا تتمتع بشروط السلامة، ويتجول بها مسرعا وسط المدن، ومؤديا حركات خطيرة اثناء القيادة، حتى ينتهي به الأمر غالبا إلى حادث مميت.
ولمعالجة هذا الواقع الخطير عقدت دائرة صحة كربلاء ندوة خاصة، بعد أن لاحظت في طوارئ “مستشفى الحسين” التعليمي، ارتفاعا في معدلات إصابة العظام والجهاز العصبي الناجمة عن حوادث الدراجات النارية.
ورأت الدائرة أن أكثر المصابين في تلك الحوادث هم من الشباب والأحداث الذين لا يلتزمون بشروط السلامة والأمان. وكان بين المدعوين إلى الندوة، ممثل عن مديرية المرور. وقد أشار إلى تطبيق القرار رقم 86، الذي يلزم سائق الدراجة النارية بالحصول على إجازة سياقة، وألا يقل عمره عن 16 سنة، مؤكدا ان دوريات المرور تقوم بحجز العشرات من المخالفين يوميا.
ودعا ممثل مديرية المرور، الجهات المعنية إلى منع استيراد الدراجات النارية غير المستوفية لشروط السلامة.
***********
ص7
شيوعيو البصرة
يستذكرون الروائي الراحل علي جاسب شبيب
البصرة – عبد السادة البصري


أقامت اللجنة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، بالتنسيق مع “ملتقى جيكور” الثقافي، جلسة استذكار للقاص والروائي الراحل، الرفيق النصير عليجاسب شبيب (أبو بدر)، الذي فارق الحياة قبل شهرين في بلاد الغربة، إثر مرض عضال.
الجلسة التي احتضنتها “قاعة الشهيد هندال جادر” في مقر اللجنة المحلية بمركز المدينة، حضرها جمع من رفاق الراحل ومحبيه من الشيوعيين والأدباء وغيرهم، فيما أدارها الشاعر والإعلامي عبد السادة البصري.
واستهل مدير الجلسة حديثه داعيا الحاضرين إلى الوقوف دقيقة صمت في ذكرى الفقيد. ثم قدم نبذة عن مسيرتيه الحياتية والنضالية في صفوف الحزب الشيوعي العراقي، وتجربته الأدبية.
أول المتحدثين في الجلسة كان شقيق الفقيد، الناقد جميل الشبيبي، الذي سرد سيرة أخيه منذ ولادته عام 1946 في منطقة “صبخة العرب”، مرورا بطفولته وشبابه ومرحلة الدراسة الجامعية والتخرج، ثم هجرته إلى الكويت، والتحاقه بعدها برفاقه الأنصار في جبال كردستان، من أجل مقارعة النظام الدكتاتوري المباد.
وأوضح الشبيبي أن الفقيد توجه بعد ذلك إلى اليمن، ثم إلى ألمانيا وبعدها إلى سوريا، مبينا أنه بعد سقوط النظام البعثي الفاشي عاد أبو بدر إلى العراق، وبقي فترة حتى هاجر إلى تركيا، محل رحيله الأبدي.
ثم ألقى الضوء على روايتي الراحل “وردة الفرح” و”صيد الحمام”.
وتحدث في الجلسة أيضا الرفيق الكاتب قاسم حنون، عن علاقته الحزبية بأبي بدر منذ سبعينيات القرن الماضي، وأشار إلى أهم المحطات التي جمعتهما معا. ثم قرأ قصيدة للشاعر المغترب محمد الموسوي، مهداة إلى الفقيد.
الناقد مقداد مسعود، تطرق في كلمة له إلى تجربة الراحل الأدبية، وأشار إلى أهميتها.
هذا وقدم عدد من رفاق الراحل وزملائه الحاضرين، شهادات بحقه.
***********
شيوعيو المحمودية
ينشرون الوعي الصحي

بغداد –طريق الشعب
نظمت لجنة شاكر محمود الأساسية للحزب الشيوعي العراقي مع فريق تابع إلى المركز الصحي في ناحية اليوسفية جنوبي بغداد، جولات راجلة في قضاء المحمودية والمناطق التابعة له. وقام الفريق الجوال بحث المواطنين على اتباع التعليمات الصحية من أجل مواجهة وباء كورونا، وتوعيتهم بأهمية الالتزام بإجراءات الوقاية.
وحظي النشاط بتفاعل المواطنين واهتمامهم.

شيوعيو الشعلة يعرّفون بمواقف حزبهم

بغداد – طريق الشعب
شكلت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الشعلة ببغداد، الأحد الماضي، فريقا إعلاميا جوالا جاب شوارع المدينة وأسواقها.
ووزع الفريق على المواطنين، نسخا من تصريحين للمكتب السياسي للحزب نشرا أخيرا في “طريق الشعب”، هما “الاحتجاجات الجماهيرية جرس إنذار لنظام المحاصصة والفساد” و”ضعوا حدا لقلق الموظفين والمتقاعدين على رواتبهم”.
وشمل التوزيع، مجلس عزاء كان مقاما في منطقة رحمانية الشعلة، قرب مقر منظمة الحزب. وقد تبادل الفريق مع المعزين، الحديث عن الراهن السياسي وموقف الحزب منه، مشددا على أهمية أن تواصل جماهير الشعب مطالبتها بحقوقها المشروعة، حتى نيلها.
************
في الصالحية
متقاعدون يطالبون بقانون تقاعد منصف
بغداد – طريق الشعب
خرجت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الصالحية مع مختصة الحراك الجماهيري وعدد من المتقاعدين، في وقفة احتجاج أمام دائرة التقاعد العامة في “ساحة الشهداء” وسط بغداد.
وطالب المشاركون في الوقفة، عبر لافتة رفعوها، بإصدار قانون تقاعد منصف وعادل.
فيما وزعت منظمة الحزب، على المواطنين نسخا من تصريح المكتب السياسي للحزب، المنشور أخيرا في “طريق الشعب” تحت عنوان “ضعوا حدا لقلق الموظفين والمتقاعدين على رواتبهم”.
*********
في الكاظمية
وقفة احتجاج ضد جشع العيادات الخاصة
بغداد – طريق الشعب
نظمت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الكاظمية، ومعها مختصة الحراك الجماهيري في الكرخ الأولى، أخيرا، وقفة احتجاج ضد جشع العيادات والصيدليات الخاصة.
وطالب المشاركون في الوقفة، الذين تجمهروا في منطقة باب الدروازة بمدينة الكاظمية، بخفض سعر “الكشفية” في العيادات الخاصة، والأدوية في الصيدليات الأهلية، مراعاة لظروف المواطنين المعيشية الصعبة.
*********
حملة “من أجل بغداد أجمل”
في الكرخ
بغداد – مهدي العيسى، طريق الشعب


قامت منظمات الحزب الشيوعي العراقي التابعة إلى اللجنتين المحليتين في الكرخ الأولى والثانية، أخيرا، بتنظيم نشاطات في سياق حملة “من أجل بغداد أجمل وأنظف”. وكانت منظمات الحزب في بغداد، قد أطلقت هذه الحملة بهدف حث الموطنين على السعي إلى إعادة الوجه المشرق للعاصمة عبر “تنظيف” الدوائر الخدمية من الفساد.
وساهم في الحملة كل من لجان الشهيد سعدون والشهيد كامل شياع والشهيد سلام عادل والشهيد شاكر محمود، الأساسية التابعة إلى اللجنة المحلية في الكرخ الأولى. وقد علقت المنظمات المساهمة، في الأماكن العامة ضمن رقعها الجغرافية، لافتات تتضمن شعارات تحث على جعل بغداد أجمل وأنظف، مع تحسين واقعها الخدمي عبر إزاحة العناصر الفاسدة عن المناصب الإدارية.

منظمتا المنصور والصالحية
ساهمتا في الحملة
وساهمت منظمتا الحزب في المنصور والصالحية/ اللجنة المحلية في الكرخ الأولى، في الحملة المذكورة.
وعلقت الفرق التابعة إلى المنظمتين، لافتات في الكثير من المناطق ضمن الرقعة الجغرافية لجانب الكرخ من بغداد، دعت في شعاراتها إلى أهمية التخلص من الفساد المستشري في الدوائر التابعة لأمانة العاصمة.
منظمتا الشعلة والكاظمية
كانت لهما مساهمات
وفي مدينة الشعلة، علقت منظمة الحزب التابعة إلى اللجنة المحلية في الكرخ الأولى، لافتات تحث المواطنين على مكافحة الفساد المستشري في دوائر أمانة بغداد، والذي أدى إلى تدهور الواقع الخدمي في الكثير من مناطق العاصمة.
فيما شكلت منظمة الحزب في الكاظمية/ اللجنة المحلية في الكرخ الأولى، فريقا جوالا قام بتعليق لافتات الحملة في عدد من شوارع المدينة.
وحملت اللافتات أبرز المطالب التي يرفعها المنتفضون في ساحات الاحتجاج، إلى جانب شعارات تحث المواطنين على جعل بغداد أجمل وأنظف.
************
ص8
عمال النجف ... همة ونشاط وحيوية
عباس شكر


على مدى الأشهر الأربعة الماضية وبهمة عالية وروح عمل جماعية واصل اتحاد نقابات عمال النجف الأشرف عمله ليقدم أفضل الخدمات للعمال، ومنها حل المشاكل وتسجيل العمال في الضمان والتقاعد وتعقيم المنازل وتقديم السلال الغذائية والمشاركة في الفرق التطوعية لتوزيع منظومات الاوكسجين ..

الاتحاد ودوره في التصدي للجائحة
قال أحمد عباس الجنابي رئيس اتحاد نقابات عمال النجف أن الاتحاد باشر العمل منذ بداية إعلان الحظر ومنع التجوال المفاجئ، اثر انتشار وباء كورونا، متجاوزا معاناة عمالنا الذين يعتمدون على عملهم اليومي في سد احتياجاتهم الاساسية.
واوضح أن الاتحاد شكل فريق (خليك بالبيت احنه نوصلك) التطوعي بالاعتماد على النقابات للوصول إلى عوائل العمال وتوزيع السلال الغذائية والكمامات والكفوف ومواد التعقيم عليها.
واضاف الجنابي قائلاً: طالبنا وما زلنا نطالب كل المعنيين في الحكومة المحلية والمركزية بالاسراع في توزيع الحصة التموينية كاملة على المواطنين، اضافة إلى توزيع مبلغ من المال على عوائل عمالنا الذين تضرروا جراء الاجراءات غير المدروسة .

الاتحاد ودوره في خلية الأزمة
وأشار يوسف العذاري أمين عام الاتحاد إلى دوره الفاعل مع خلية الأزمة من خلال التواصل مع السيد طلال بلال النائب الثاني لمحافظ النجف، والاتفاق على جملة من القرارات التي من شأنها المساعدة في فسح المجال أمام العمال لأداء أعمالهم اليومية ونقل معاناتهم، والاتفاق على القيام بحملة توعية وتثقيف للجماهير بمخاطر الوباء وبضرورة الالتزام بالوقاية وارتداء الكمامات والقفازات وتحقيق التباعد الاجتماعي.
من جهة أخرى أشار رياض الجبوري عضو المكتب ورئيس نقابة الزراعة والمواد الغذائية إلى قيام النقابة ا بالتنسيق مع وحدة الاسعاف الفوري، للقيام بإجراء المسحات الطبية وتوزيع الكمامات على العمال في سوق الجملة لبيع الخضر والفواكه، والاستمرار في حملة توزيع السلال الغذائية على العمال وعوائلهم.

حملة نحن معكم
وأوضحت انتصار شاكر الفيلي عضو المكتب ورئيسة نقابة الخدمات الاجتماعية ومسؤولة مكتب شؤون المرأة العاملة في الاتحاد، ان الاتحاد شارك مع عدد من الاتحادات الاخرى والنقابات المهنية ومنظمات المجتمع المدني، في اطلاق حملة (نحن معكم) في النجف تصديا للجائحة وتقديما للمساعدة والعون الى العوائل الفقيرة والمواطنين المصابين، عبر توزيع السلال الغذائية ومنظومات الاوكسجين والكمامات والقفازات والتعقيم والقيام بحملات التوعية والتثقيف.
فيما تحدثت ازهار ياسين البديري عضو المكتب ورئيسة نقابة النسيج والجلود، عن وضع برنامج عمل متكامل حافل بالزيارات للأحزاب والاتحادات والنقابات والشخصيات الوطنية الداعمة للحركة النقابية إضافة للزيارات المستمرة للمواقع العمالية. ؤاكدت تحقق عدد من هذه الزيارات واللقاء بالعمال والحديث معهم عن مخاطر الوباء، واللقاء مع أرباب العمل والحديث معهم حول ضرورة مراعاة الاجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي وتقديم المساعدة للعمال، خصوصاً ونحن نمر بظرف صعب وخطير.
ومن جانبها اشارت وفاء عزيز فرج الله رئيسة نقابة النفط والغاز، إلى أن الاتحاد لعب دوراً مهماً خلال الأشهر الماضية في تقديم الخدمات للعمال والعوائل الفقيرة وتوزيع المساعدات عليهم، وفي اللقاء بعدد من الأحزاب السياسية الداعمة للحركة النقابية.

الحراك الاحتجاجي
وعن دور الاتحاد في الحركة الاحتجاجية أكد أحمد الجنابي رئيس اتحاد نقابات عمال النجف دعمه لقضايا العمال وحقهم في التظاهر السلمي والمطالبة بحقوقهم، مشيراً الى تظاهرات العمال (الأجراء اليوميين) في مديرية البلدية، وأصحاب العقود في مديرية الكهرباء، والمحاضرين المجانيين في مديرية التربية، وضرورة ايصال صوتهم المطالب بالتثبيت على الملاك الدائم وصرف مستحقاتهم المالية .
***************
مشاكل اصحاب المشاريع في القطاع الخاص

حسين حسن


معاناة الصناعيين والعاملين في القطاع الخاص ليست وليدة هذه اللحظة. ربما جائحة كورونا جاءت تستكمل مهمة الأحزاب المتنفذة في تقويض دور صناعتنا الانتاجية في السوق العراقية بهدف منح اسواقنا بشكل مجاني لمصانع دول الجوار، أذ اصبح العراق سوق مفتوح للاستيراد العشوائي ومعدلات الاستيراد تصل الى٥٠ مليار دولار سنويا، ارتباطا بهذا المعدل من الاستيراد يفترض أن تكون حجم موارد المنافذ الحدودية ١٠ مليارات دولار، لكن الحقيقة تدخل منها لخزينة الدولة ٥٠٠ مليون دولار الباقي يذهب إلى جيوب الأحزاب التي اخذت على عاتقها مهمة تدمير صناعتنا الوطنية.
٣٥ الف مشروع صناعي متوقف عن العمل لاسباب عديدة يدركها الجميع منذ ٢٠٠٣ وجرى العمل بشكل ممنهج على إيقاف مصانعنا واندثار هياكل إنتاجه. البعض وضع عراقيل أمام مصانع القطاع الخاص، ومنها عدم توفر الكهرباء وارتفاع أسعار الوقود مع ارتفاع أجور العمال بمعنى أصبح كلف الإنتاج للبضائع المحلية اكبر من البضائع المستوردة لذلك أرباب المصانع اضطروا إلى غلق او تقليص خطوطهم الانتاجية و تسريح العديد من العمال، وحتى المبالغ التي يجري تخصيصها لانعاش المشروع الصناعي لم تجد طريقها إلى التنفيذ بسبب محاولة الفاسدين الهيمنة عليها.
الخلاصة لم تتوفر رؤيا حقيقة في إدارة الدولة للاقتصاد ووجود قوى فاسدة تتقاطع مصالحها مع وجود عراق منتج على المستوى الصناعي والزراعي، لقد عرف العامل العراقي منذ عقود طويلة بأنتاجه المتميز وبجودته العالية و قدرته على تغطيه حاجة السوق المحلية، مشكلتنا الأساسية كصناعيين هو الاستيراد المنفلت الذي استثمر من قبل مسؤولين ليكون وسيلة لتهريب العملة.
************
معاناة عمال البناء في ظل كورونا والوضع الاقتصادي المتدهور
عامر عبود الشيخ علي


تكتظ اماكن توقف عمال البناء (المساطر) بالايدي العاملة، التي اخذت بالتوسع لتصبح في كل حي من احياء العاصمة بغداد، منتظرة من يسعفهم في ايجاد فرص عمل ليومهم والحصول على اجر يومن لهم قوت يومهم.
وتزداد معاناة عمال البناء مع استمرار تفشي وباء جائحة فايروس كورونا، والازمة المالية الخانقة بسبب انخفاض اسعار النفط وتوقف اغلب المشاريع، وللوقوف على هذه المعاناة التقت صحيفة طريق الشعب بعدد من عمال البناء لبيان معاناتهم في ظل هذه الظروف القاسية.
بين العامل عمر خليل وهو شاب في الثلاثينيات من العمر قائلا “ رغم انتشار فايروس كورونا وانا متواجد يوميا منذ الصباح الباكر في المسطر لكي احظى بفرصة عمل، ومن جهة اخرى الحكومة ووزارة الصحة تدعوا المواطن للبقاء في المنزل للوقاية من الاصابة بهذا المرض، ولكن ان جلست في المنزل من يمنحني المال لاعيل عائلتي، ونحن عمال البناء نعتمد على الاجور اليومية التي يمنحها لنا رب العمل.
مستدركا “رغم خطورة هذا الوباء فنجد المسطر فيه اعداد كثيرة من العاملين يتنافسون للحصول على فرصة عمل، وغالبا ما ياتي صاحب الدار ويطلب عاملا واحدا او اثنين، في حين المتواجدين في المسطر لا يقل عددهم عن عشرين عاملا”.
مضيفا “كان معدل عملي في احسن الاحوال قبل هذا الوباء خمسة عشر يوما في الشهر، واتقاضى خلال ايام عملي مجتمعة حوالي اربعمائة الف دينار وهذا المبلغ لا يكفي لسد احتياجات العائلة”.
اما العامل سجاد محمد الذي اختار المسطر مكان عمل له بالرغم من انه خريج احدى الكليات فقال “انا خريج كلية الزراعة عام (2006) بحثت عن تعيين في كل وزارات الدولة ولم اجد، لكن البعض من زملائي تم تعيينهم بعد ان دفعوا مبلغا مقابل ذلك، ولاني غير قادر على دفع المبلغ فلم يبق لي سوى المسطر”.
مشيرا “ الحصول على عمل صعب جدا لعدم وجود حركة بناء واغلب المشاريع متوقفة، بسبب تفشي وباء كورونا وتخوف الناس من الاستمرار في البناء او اعادة ترميم منازلهم، ولكن هل فكرت الحكومة كيف تعيش هذه الشريحة من العمال والتي تعتمد في عيشها على ما تحصل عليه من اجر يومي؟” مستغربا الصمت الحكومي وعدم ايجاد حلول للعوائل الفقيرة والتي لا تمتلك قوت يومها.
واضاف العامل ابو علي “ابلغ من العمر خمسة وخمسين عاما وقد قضيت سنوات عمري بالعمل في مهنة البناء، وهذا العمل شاق ومتعب وعلينا تحمل حرارة الجو وبرودته مقابل اجور زهيدة بالكاد تغطي مصاريف يومنا”. مبينا انه “بالرغم من السنوات الطويلة في العمل بهذه المهنة، الا اني لم استطع شراء منزل او قطعة ارض، لان اجورنا تكفي لسد قوت يومنا فقط. اما في هذه الايام الصعبة وتفشي فايروس كورونا فان العمل توقف، وننتظر في المسطر كل يوم لعلنا نحصل على فرصة ولكن دون جدوى”. واضاف شاكيا: “خلال هذا الشهر عملت اربعة ايام فقط وبما اني اسطه فان اجري هو خمسة وسبعون الف دينار هذا يعني ان اجوري خلال هذا الشهر هي ثلاثمائة الف دينار، ولولا اعفائي من دفع الايجار لهذا الشهر من قبل صاحب الملك والبالغ مائتان وخمسون الف دينار ومساعدة ابني الكبير الذي يعمل بائع متجول، لكنت انا واسرتي المتكونة من خمسة افراد في موقف صعب جدا”.
وتسائل اخيرا “اين دور الحكومة ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية؟ واين الضمان الاجتماعي والصحي للفقراء والمعوزين؟”.
**********
ص9
رحل في المدحتية عن 90 عاما
في وداع الفقيد الحاج هاشم حسن عبد علي
ودعت ناحية المدحتية في محافظة بابل أخيرا، بحزن وألم، واحدا من ابنائها الابرار، الشخصية الوطنية والاجتماعية الحاج هاشم حسن عبد علي، الذي توفي عن 90 سنة.
ينتمي “ابو يوسف” الى ذلك الجيل من ابناء البلدة وريفها، الذين شبّوا في اواخر الاربعينات واوائل الخمسينات من القرن الماضي، وهي فترة صعود الحركة الوطنية العراقية ضد الاستعمار ومن اجل الحرية والاستقلال الناجز، والتحقوا بالمسيرة الكفاحية للشعب وقواه الحية، وخاضوا المعارك الوطنية في اطارها.
ولا يُذكر اسم الفقيد عادة الا ضمن تلك الكوكبة من المناضلين الوطنيين الرواد في المنطقة، الذين تربوا في احضان الحزب الشيوعي العراقي، وأسهموا في مسيرة الحركة الوطنية وعاشوا انتصاراتها وانتكاساتها، وقدموا التضحيات الغالية وهم يخوضون الكفاح من أجل اهدافها السامية. وخلال ذلك امتزجوا بالناس وجماهيرهم الواسعة، ناشرين الافكار الوطنية والتقدمية في صفوفهم، ومدافعين عن مصالحهم، ومطالبين بحقوقهم، ومفتدين قضاياهم المشروعة حتى بأرواحهم.
وهكذا كسبوا التقدير العام لأهالي المدحتية وريفها الشاسع، وثقتهم واحترامهم. وعندما ودع الجميع أخيرا الفقيد هاشم حسن، وهوأحد الاخيرين الاحياء منهم، تذكروا بقية رفاقه وصحبه الراحلين بدر كاظم الحبيب وجابر عبد الجزائري وعبدالله حمزة الذرب وصاحب الحبيب ومهدي حسين العلي وعيد حسن علي ومنديل كاظم العبود وصاحب الحميد ومحمد علوان المكاوي، والعديدين غيرهم وبضمنهم من جاؤوا بعدهم وواصلوا حمل الراية المشرفة.
ولقد رحل معظم هؤلاء في العقود والسنين الماضية، استشهادا او بوفاة طبيعية، ولم يبق الا ابو يوسف وواحد آخر ربما على قيد الحياة. وها ان ابو يوسف يغادر وسط أسف وألم خيّما على المدحتية، لان ظروف وباء كورونا حالت دون توديعه الوداع اللائق.
وكان الفقيد هاشم حسن يتمتع باحترام ومحبة أهالي المدحتية وقراها وعشائرها لاسباب اضافية، اولها الخدمات المهمة التي قدمها لابناء المدينة بجهوده المثابرة ونفوذه الاجتماعي وشخصيته ذات المقبولية الكبيرة، كذلك دوره المحمود في تسوية وحل الكثير من الخلافات بين سكنة المدينة وأحيانا حتى النزاعات بين العشائر والعوائل، حتى سماه البعض”حلال المشاكل”
لذلك كله حقّ وصف المرحوم الحاج هاشم حسن عبد علي بـانه “شخصية وطنية واجتماعية”.
*********
أم صالح.. وداعا!

 

 

 

 

 

‏بحزن كبير، تنعى رابطة المرأة العراقية رحيل بنت العائلة الفلاحية، وراعية الاغنام، والأم الحنون وربة البيت القديرة أم صالح.
كانت من اوائل النساء، في مدينة جبة بمحافظة الأنبار، اللائي فتحن أبواب بيوتهن للرابطة، ورحبن بها حتى شكلت ركائز عملها وأطلقت عددا من المشاريع النسوية في مدن هيت والبغدادي وجبة.
وكان من بين مشاريع الرابطة تلك، مشروع لمحو الأمية القانونية، ودورات لتعليم الحاسوب والرعاية الصحية، فضلا عن مشاريع لـ “شبكة المستقبل الديمقراطية العراقية”.
نودع الفقيدة أم صالح، ونتمنى لها الرحمة والذكر الطيب، ولعائلتها ومحبيها الصبر والسلوان.

رابطة المرأة العراقية
**********
المربي الفاضل شاكر محمود التميمي وداعا


ناصر حسين

ودعنا المربي الفاضل شاكر محمود التميمي بعد معاناة مع المرض.شاكر محمود التميمي من عائلة جرى التعارف في مدينة الديوانية على تسميتها بعائلة الشهربان، وقد كان رب الأسرة صاحب ورشة ميكانيكية في الديوانية.
كان الفقيد أحد رموز القائمة المهنية في انتخابات نقابة المعلمين العام 1962 التي تصدرها الشهيد محمد أحمد الخضري، وكان الاثنان من أبرز كوادر منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الديوانية . حبنهاتوجه مؤيدو القائمة المهنية بموكب جماهيري كببر حيث أحاطت بهم جماهير أهل الشط والجديدة حماية لهم لتضمن لهما عبور الجسر باتجاه مركز التصويت. وفي الساحة المواجهة لبناية المحافظة جرى التصدي لذلك الموكب وقد تحولت تلك الساحة وشوارع محلة الجديدة والسراي الى ساحة معركة حقيقية.
وعلى خلفية تلك التظاهرة جرى اعتقال شهيد الحزب محمد أحمد الخضري والمربي الفاضل شاكر محمود التميمي ونقلا الى مركز شرطة عفك، وقد انتشرت بين جماهير الديوانية معلومة أن شرطة عفك آنذاك كانت تطرحهما أرضا وتربط أيديهم الى سيارة الشرطة لتدور داخل المركز، وهي تجرجر خلفها الرفيقين الخضري والتميمي على بلاط المركز ثم أحيلا الى المحكمة التي قضت بسجنهما وايداعهما سجن الكوت الذي بقيا فيه حتى يوم الانقلاب الفاشي 8 شباط 1963 حيث تمكنا مع باقي رفاق الحزب بالهروب من السجن وبمساعدة من الرفيق السجان الشرطي عيدان، حيث توجها صحبة الراحل احمد شهاب العبيدي الى ريف الشامية حيث استقر الشهيد الخضري جنوب مدينة الشامية واستقر العبيدي في شمال الشامية، أما المربي الفاضل شاكر محمود التميمي فقد غادر الى الكويت ليبقى فيها حتى سقوط النظام العارفي في 17 / تموز 1968 حيث عاد وسكن محلة زيونة في بغداد، وبعد الإقامة في بغداد عاد الى مدينة الديوانية ليستقر فيها حتى أقعده المرض .
لقد فارقنا المربي الفاضل شاكر محمود التميمي بعد ان أمضى السنين الطوال في خدمة شعبه مناضلا من اجل تقدم الشعب وكرامة الوطن كادرا قياديا في منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الديوانية، فله التقدير العالي والذكر الحسن ولعائلته كل العزاء.
**************
ص10
أمريكا اللاتينية ونهاية سنوات التراجع والانقلابات الناعمة
بوليفيا: اتساع الاعتراف بالانتصار المذهل لليسار
رشيد غويلب


أعاد الناخبون في بوليفيا انتخاب اليسار في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت في 18 تشرين الأول الجاري، وارجعوه بقوة الى سدة الحكم في البلاد. فوفق النتائج المعلنة حتى الآن، فاز لويس آرسي مرشح “الحركة من اجل الاشتراكية” في الجولة الأولى للمعركة الانتخابية، وبفارق كبير. والحركة الفائزة هي حزب الرئيس اليساري السابق موراليس، الذي أجبره العسكر الانقلابيون قبل سنة على الاستقالة من منصبه. وحصدت الحركة وفق تصريحات الرئيس السابق موراليس على ثلي مقاعد البرلمان ومجلس الشيوخ.
وتسير عملية فرز الأصوات ببطء وثبات، وحتى فرز 86 في المائة من الأصوات تتقدم “الحركة من أجل الاشتراكية”، بحصولها على 53,49 في المائة، وبفارق 20 في المائة عن مرشح اليمين التقليدي بحصوله على 29,62، ثم مرشح اليمين المتطرف بـ 14,78 في المائة. وبهذا أصبح واضحا أن لا تغيير سيحدث في النتائج عند نهاية الفرز.
اعتذر رئيس المحكمة العليا للانتخابات، سلفادور روميرو، يوم الثلاثاء عن عملية العد البطيئة وتحدث عن “درس للمستقبل”. اعترف روميرو بأن التوازن بين “الأمان والسرعة” لم يكن جيدًا. وفقا لروميرو، شارك في التصويت 87 في المائة من الناخبين. وهذا يعني أن نسبة المشاركة في التصويت تجاوزت بوضوح أعلى مستوى تاريخي يبلغ 84 في المائة منذ عام 2005. وتتحدث المحكمة العليا للانتخابات حاليا عن مشاركة قرابة 90 في المائة في الاقتراع.
وذكر متابعون أن الانقلاب بدأ في العام الفائت بعد تعطيل أجهزة اعلان النتائج مما وفر حجة لمنظمة الدول الأمريكية القريبة من واشطن بنشر كذبة التلاعب، التي وظفها اليمين لتنظيم أعمال شغب انتهت بالانقلاب على حكومة موراليس المنتخبة ديمقراطيا.

ردود الفعل مباشرة
وفي خطاب له في العاصمة لاباز قال الرئيس المرتقب لويس آرسي: “استعدنا الديمقراطية والأمل بيوم سلمي وهادئ، أعطى فيه جزء كبير من البوليفيين اصواتهم”.
ووعد آرسي بان الرد على نتيجة الانتخابات سيكون الالتزام بالعمل، وبقيادة عملية التغيير دون كراهية والتعلم من الأخطاء. وانه سيحكم باسم جميع البوليفيين، وسيشكل حكومة وحدة وطنية، وسوف يوحد البلاد.
وقبل الانتخابات، خاطب لويس آرسي المسؤولية التاريخية، وخاصة لدى الشباب، لاستعادة السير على طريق التقدم”. وأكد أنه سيعمل على تنفيذ مشروع الرئيس السابق إيفو موراليس ويحمي المواد الخام من استغلال الشركات فوق القومية.
وقال الاقتصادي وعالم الاجتماع البوليفي هواسكارسالازار لوسائل اعلام المانية “”توفر النتائج الأولية للانتخابات تقديرًا دقيقًا إلى حد ما يأخذ في الاعتبار إحصائيات الجداول في المناطق الحضرية والريفية. هذه النتائج موثوقة بنسبة 95 بالمائة مع مستوى منخفض من الخطأ. ويجب التأكيد أنها ليست استطلاعا للرأي، بل تقييما للبيانات الانتخابات. وستختلف النتائج النهائية قليلا جدا، ولكنها لن تغير أي شيء أساسي “.
من جانبها اعترفت رئيسة حكومة الانقلاب جانين انيس بهزيمة اليمين، وهنأت مرشح اليسار الفائز عبر تويتر. وبسبب هذا التصريح، تعرضت لهجوم عنيف على وسائل التواصل الاجتماعي من قبل متابعيها، مع مطالبتها بعدم تسليم السلطة لليسار.
وكانت آنيس قد سحبت ترشيحها قبل شهر من الانتخابات. وقالت إنها أرادت بهذه الخطوة منع “المتوحشين”، في إشارة لليسار، من العودة إلى الحكومة. وناشدت مرشحي المعارضة اليمينية بالاتحاد، وإلا سيعود مواراليس!
وقال أحد المقربين من مرشح اليمين كارلوس ميسا، ان الأخير أدرك فوز آرسي الانتخابي المقنع وسيضطلع بدور قيادة المعارضة في البرلمان. ولتبرير هزيمة اليمين أشار بعض معلقيه إلى أن “الحركة من اجل الاشتراكية” ليست قوة ديمقراطية، ولكنها قوة شعبية!
وذهب باحثون آخرون الى أن الناخبين عبروا عن معارضتهم لحكومة الانقلاب، التي لم تنأ بنفسها عن القتل والسرقة وإشعال نار الاستقطاب. لقد فعلت ذلك بالطريقة المعروفة عن اليمين المتطرف. وأن الحملة الانتخابية تميزت باعتماد كل المعارضين خطابا يمينيا، باستثناء حزب “الحركة من أجل الاشتراكية”
وعلى عكس سلوكها إبان انتخابات 2019 الملغية، وقبل ان تصدر نتائج الانتخابات النهائية، هنأ الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية لويس ألماغرو، مرشح اليسار الفائز وتمنى له النجاح في مهامه المستقبلية.
وعبرت بعثة مراقبة الانتخابات التابعة لمنظمة الدول الأمريكية عن تقديرها للشعب البوليفي. وأشادت بالتصويت الحاشد والسلمي. على الرغم من الطوابير الطويلة أمام مراكز الاقتراع والتحديات الخاصة التي يفرضها وباء كورونا، فقد تصرف الجميع بمسؤولية.
وفي غضون ذلك، بدأت حكومة الانقلاب تتفكك، فبعد ساعات قليلة من إعلان النتائج الأولية للانتخابات. أقالت رئيسة الحكومة جانين انيس وزير داخليتها أرتوروموريللو، وفي اليوم التالي قال موريللو لم يصله سبب الإقالة. ويُنظر إلى موريللو على أنه محرض ومسؤول بشكل أساسي عن إعادة التسليح المتطرفة للجيش والشرطة. وكانت الأمم المتحدة قد دعت اخيراً إلى الكشف عن أسباب مجازر ساكاباوسنكاتا التي ارتكبت بحق أنصار الحركة من اجل الاشتراكية في تشرين الثاني 2019. واستبدلت حكومة الانقلاب وزير التربية والتعليم أيضا.

من هو لويس آرسي
وزير الاقتصاد في عهد إيفو موراليس، معلم “المعجزة الاقتصادية البوليفية” التي انتشلت ملايين البوليفيين من براثن الفقر. لقد نجح في خفض نسبة الفقر من 38 الى 17 في المائة، ورفع معدل الدخل الوطني، بمعدل 3 في المائة، وخفض الدين العام. أستاذ الاقتصاد البالغ من ن العمر 57 عامًا، درس في جامعة ولاية سان أندريس الحكومية في لاباز، وحصل على درجة شهادته العليا من جامعة وارويك البريطانية. ثم عمل لمدة ثمانية عشر عامًا في مناصب مختلفة في البنك المركزي البوليفي. وهو من عائلة من الفئات الوسطى في العاصمة، ولا ينتمي لسكان البلاد الأصليين (الهنود الحمر)، سرعان ما عرّف بأنه اشتراكي، وانضم إلى الحركة من اجل الاشتراكية بزعامة موراليس، ويعده بعض المتابعين اليسار شخصية برغماتية وتكنوقراط. ومن الثابت ان له رؤية نقدية لأداء حكومة زعيمه السابق، وبالتالي فان أداءه سيكون مختلفا.

أهمية انتصار اليسار البوليفي
بعد عودة اليسار للسلطة في الارجنتين، تأتي عودة اليسار الى السلطة في بوليفيا لتشكل مؤشرا قويا على انتهاء سنوات التراجع، وانقلابات اليمين المحلي المدعومة من الولايات المتحدة وحلفائها، وتأكيد جديد لقدرة مشروع اليسار المنطلق من مصالح الأكثرية، على مقاومة التآمر والانقلابات. ولم يستطع الانقلابون في أكثر من عام بقليل، اضعاف التراكم اليساري الذي عززته تجربة موراليس في الحكم. وأثبت الانتصار ان التلويح بالمخاوف المترتبة على “عودة الشيوعيين” التي مارسها اليمين لم تنفعه كثيرا.
وعلى صعيد السياسة الدولية، سيعزز انتصار اليسار البوليفي موقع اليسار في عموم القارة اللاتينية، ويعني عودة التضامن مع الشعوب المناضلة في سبيل حريتها، ومنها الشعب الفلسطيني.
***************
ص11
تظاهرات نسائية في الولايات المتحدة .. والهتاف: ترامب غبي !
متابعة “طريق الشعب”
خرجت تظاهرات نسائية، السبت الماضي، في واشنطن ومدن أميركية أخرى للمطالبة بعدم التصويت للرئيس دونالد ترامب في الـثالث من تشرين الثاني المقبل، ورفضاً لمرشحته لعضوية المحكمة العليا القاضية المحافظة إيمي كوني باريت.
وقال المنظمون إن التظاهرات التي خرجت في جميع الولايات الـ50 مستلهمة من تظاهرة النساء ضد ترامب في واشنطن عام 2017 بعد يوم واحد على توليه منصبه. لكن بسبب تفشي وباء “كوفيد-19” فإن حجم تظاهرات السبت كان صغيرا.
وحض المنظمون النساء القلقات من الحضور شخصياً بسبب فيروس كورونا، على المشاركة في “تليتون الرسائل” الذي يهدف إلى إرسال “خمسة ملايين رسالة تحض الناس على التصويت”.
وقامت المتظاهرات أيضا بلفتة تكريمية لقاضية المحكمة العليا الراحلة روث بادر غينسبرغ، التي تعتبر “أيقونة” عند النساء الأميركيات “التقدميات”، بينما أعربن عن احتجاجهن على اختيار ترامب للقاضية المحافظة إيمي كوني باريت لتحل مكانها.
ووضعت معظم المتظاهرات كمامات، وبعضهن ارتدين رداء يشبه رداء القاضية روث الأسود مع ياقة بيضاء، وكثيرات ارتدين القبعات الزهرية اللون التي اشتهرت بعد تظاهرات العام 2017. وكل اللافتات التي رفعت والشعارات التي هُتفت كانت ضد ترامب، منها “ترامب بنس.. أخرجا حالا” و”ترامب غبي”. أما موقع “تظاهرة النساء” على الانترنت فكتب “نحتاج الى استعادة نفس القوة والتصميم في 17 تشرين الاول لإنهاء رئاسة ترامب بالطريقة التي بدأت بها، بمقاومة ضخمة تقودها النساء”، في اشارة الى تظاهرات العام 2017.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكالات – 18 تشرين الأول 2020
***********
كيف وصلنا الى “الإخوان” ؟
عبدالله السناوي


كان ذلك سؤاله (بهاء طاهر) فى كانون الأول 2005، وهو يرى أمامه انتخابات نيابية أفضت إلى صعود غير مسبوق فى الوزن السياسى لجماعة «الإخوان المسلمين».
لم يكن معنيا، وهو يتقصى خلفيات وأصول ما كان جارياً على سطح الحياة السياسية، بالانتخابات وصفقات الأقبية السرية إلا بقدر ما تكشف وتنير الحقائق الكامنة فى بنية المجتمع بتحولاته وأزماته ومستقبل ثقافته.
بالتكوين الثقافى، هو من مدرسة عميد الأدب العربى طه حسين فى طلب التحديث والاستنارة والالتحاق بالعصر.
وبالتكوين السياسى، ينتسب إلى مشروع ثورة يوليو، وبالمفارقات تأكد ذلك الانتساب بعد هزيمة حزيران 1967، لا قبلها، دفاعا عن الوطنية المصرية عند معركة حياة أو موت.
عند منتصف تسعينيات القرن الماضى نشر كتابا قيمته فى جدته تحت عنوان: «أبناء رفاعة» عن صعود الدولة المدنية وانحسارها وإرث التنوير الذى يكاد أن يتبدد.
أعاد طرح مراجعاته فى التاريخ الثقافىالمصرىفى مقال نشره في صحيفة «العربى» عند نهايات عام 2005 مكتوبا بقلم رصاص، كما اعتاد أن يكتب رواياته التى أضفت عليه مكانة استثنائية فى تاريخ الأدب العربى.
فى ذلك المقال وصف ما يجرى بـ«انقلاب فى ثقافة ووجدان المواطن المصرى»، قاصدا سيطرة الفكر «الإخوانى» على نسبة غالبة من الرأى العام فى مصر شاملة الأغلبية التى قاطعت، أو التى لم تكن تعنيها الانتخابات.
«حتى ستينيات القرن الماضى كان فى مصر مجتمع مدنى قوى ينخرط فى كفاح تحررى للتخلص من تخلف قرون طويلة فى ظل الخلافة العثمانية، التى وصفها مفكرنا الكبير جمال حمدان بأنها استعمار دينى من نوع باطش غريب يتستر بمفهوم الخلافة، ليستنزف آخر قطرة من عرق المصريين ودمائهم، وعلى مدى قرون ذلك الاستعمار تمثلت الأسس النظرية، أو المنظومة الفكرية للحكم العثمانى، فى التسليم بحق السلطان ــ الخليفة في ما بعد ــ فى الحكم المطلق والأمر والنهى دون أية حقوق للرعية غير الطاعة العمياء لهذا القائد الدينى».
«عم الخراب إقليم مصر على قول الجبرتى المؤرخ المعاصر لهذه الحقبة المظلمة وكاد المصريون يندثرون فعلا لا مجازا بسبب المجاعات المتكررة والمجازر والأوبئة. بارت الأرض الزراعية بسبب إهمال الحكم لأعمال الرى والصرف، ولهروب الفلاحين من أرضهم، فرارا من جباة الضرائب الفاحشة والمتكررة».
«انتشر في من بقى من السكان على قيد الحياة ــ وهم قليل بالقياس إلى أى عصر فى تاريخنا ــ الجهل الشامل والخرافة والشعوذة».
«يرجع الفضل كل الفضل فى خروج مصر من هذا الفصل الكارثى من تاريخها إلى جهود أجيال متتابعة من المثقفين، عملت على تصحيح وإلغاء مفاهيم البطش العثمانى، وخروج رعيلها الأول من عباءة محمد على ومشروعه الكبير. لولاه ما تسنى لهم نشر مفاهيمهم الجديدة المتحررة، ولولاهم لما كان مشروعه سوى مجرد فصل لحاكم آخر مستبد سخر الشعب لمجده الشخصى».
«استطاع هؤلاء المثقفون العظام أن يغيروا بالتدريج كل الأسس الفكرية المتخلفة للحكم العثمانى وأن يشيدوا بدلا منها منظومة فكرية عصرية ومدنية ظللنا نعيش فى نطاقها قرنا ونصف القرن من الزمن، وأبرز ملامح هذه المنظومة هى:
1 ــ إحياء فكرة الوطن ــ مصر ــ التى كانت غائبة تماما فى ظل فكرة الأممية العثمانية التى تجعل كل سكان الإمبراطورية رعايا على قدم المساواة فى العبودية لإمام الأستانة.
2 ــ إدخال مبدأ الوحدة الوطنية والمساواة بين المسلمين والمسيحيين فى الحقوق والواجبات، وعلى قول الطهطاوى فإن جميع ما يجب على المؤمن لأخيه المؤمن يجب على أعضاء الوطن فى حقوق بعضهم على بعض لما بينهم من أخوة الوطنية. وهكذا تم نفى المبدأ العثمانى للفصل بين الملل وسياسة فرق تسد.
3 ــ نفى وجود السلطة الدينية، يقول الإمام محمد عبده بوضوح: أصل من أصول الإسلام قلب السلطة الدينية والإتيان عليها من أساسها. ويقول أيضا: لا يسوغ لقوى ولا لضعيف أن يتجسس على عقيدة أحد. ولا يجب على مسلم أن يأخذ عقيدته أو يتلقى أصول ما يعمل به من أحد، إلا عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لكل مسلم أن يفهم عن الله من كتاب الله، وعن رسوله من كلام رسوله بدون توسيط أحد من سلف ولا خلف، وإنما يجب عليه قبل ذلك أن يحصل من وسائله ما يؤهله للفهم. وبذلك تم نزع أى قداسة، أو صفة دينية عن أى حاكم بشرى مهما كان لقبه وعن أى جماعة ومؤسسة تدعى لها سلطة دينية من أى نوع.
4 ــ تحرر المرأة التى كانت فى وضع أسوأ من الرقيق، أو الإماء، والمساواة بينها وبين الرجل، وأذكر فى ذلك دور قاسم أمين والشيخ الإمام.
5 ــ الديمقراطية، والعدالة الاجتماعية وحق التعليم للجميع، وهى قيم جديدة تماما لم تنطبق تلك المبادئ العصرية بالطبع فورا ولا من تلقاء نفسها، بل عبر صراع، دفع المثقفون خلاله أثمانا فادحة. لكن هذه المبادئ اكتسبت مصداقيتها لأنها نبعت وتطورت من خلال معارك وطنية ضد الاستبداد الداخلى والاستعمار الخارجى، ولأنها كانت تستجيب لحاجات ملحة للمجتمع، وربما أهم من ذلك لأن رواد التنوير الأوائل كانوا حريصين باستمرار على إثبات أن هذه المبادئ العصرية مستمدة من صحيح الدين. ومع أنه كانت هناك طوال الوقت تيارات سلفية تحن حنينا قويا للعودة إلى المنظومة العثمانية، إلا أن الشعب المصرى أثبت انحيازه فى النهاية لهذه القيم الجديدة خلال ثورتيه الكبيرتين فى 1919 و1952».
«غير أن ذلك كله قد تغير منذ أوائل السبعينيات».. «فقد بدأ السادات عصره بحملة شاملة على الثقافة فأغلق المجلات الثقافية جملة، وأغلق من بعدها المسارح الجادة، والمؤسسة الوطنية للسينما، وطارد وطرد المثقفين الحقيقيين من كل منابر الإعلام والثقافة».
«حسب البعض أن تلك ضربة لخصومه، أو من اعتبرهم خصومه من الناصريين واليساريين، غير أنها كانت موجهة فى الواقع إلى قيم النهضة العصرية، إلى كل من يمثلونها، أو يحملون أمانة مواصلتها من المثقفين».
«عندئذ، أو قبلئذ، دخل الإخوان المسرح فوجدوا المشهد مهيئا تماما».
«جماهير أدارت ظهورها، أو صرفت عنوة، عن كل مكتسبات الدولة المدنية التى ضحت من أجلها أجيال متعاقبة، واستبدلت بالعقلانية الإذعان والدروشة».
بدأ التغلغل التدريجىفى المجتمع، بدأوا بالنظام التعليمى، جندوا آلافا من المدرسين العموميين، ومولوا إنشاء مدارس خاصة إسلامية التوجه والمناهج، واستثمروا فى تخلى الدولة عن واجباتها نحو أضعف شرائح المجتمع.
وهكذا فى كل نواحى المجتمع.
إذا لم ننتبه بالقدر الكافى لمكامن الخطر فى بنية المجتمع والثقافة المصرية، فإن ما حذر منه بهاء طاهر قد يتبدى مجدداً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
موقع “180 درجة” – 20 تشرين الأول 2020
***********
ص12
لماذا يعود رهاب الشيوعية من جديد
إلى الولايات المتحدة...؟
ريم عيسى *


بعد الحرب العالمية الثانية، ومع ظهور نظام عالمي جديد، حاولت كل من القوى الكبرى ترسيخ موقعها داخل التوازن العالمي الجديد لمحاولة قلب الميزان لصالحها، سواء سياسياً أو اقتصادياً أو عسكرياً... إلخ.
وإذ شهد العمالقة الإمبرياليون تقلص هيمنتهم العالمية، والذي تمثّل بانهيار نظام الاستعمار التقليدي وتحرر عدد كبير من بلدان «العالم الثالث»، وكذلك بتوسع نفوذ القوى الناشئة (الاتحاد السوفياتي وحركة التحرر)، فقد لجأوا إلى تطوير أدوات إمبريالية جديدة وأدوات استعمارية “أكثر نعومة”، وهو ما بات يعرف لاحقاً بالاستعمار الجديد/الاقتصادي.

مراجعة تاريخية موجزة جداً
كان من المهم للولايات المتحدة أن تبقي الغالبية العظمى من سكانها مشتتين عن جميع أفعالها في جميع أنحاء العالم، بل وأن تدفعهم لدعم نشاطها ذاك. بهذه الطريقة، وكما كان واضحاً خلال الحرب العالمية الثانية، سيكون الناس أقل قابلية على طرح الأسئلة الكبرى في شتى مناحي حياتهم. وبالتالي، فإن وجود الولايات المتحدة دائماً “في حالة حرب” سيكون أمراً مثالياً، ولكن دون وجود معارك فعلية، فإن هذا يعني دائماً وجود “عدو” يستهدف أمريكا والأمريكيين ويتربص بهم، مما يعني دائماً أن “الحرب” قائمة مع هذا “العدو”، وإنْ لم تكن واضحة دائماً... يذكرنا هذا بقول إنجلز إن “الحرب هي الرئة الحديدية التي تتنفس منها الرأسمالية”.
بعد فترة وجيزة من نهاية الحرب العالمية الثانية وحتى أوائل التسعينيات، كان العدو الرئيسي هو الشيوعية. وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي، لم يعد من الممكن استخدام العداء للشيوعية كذريعة.
في عام 2001، ظهر “عدو” جديد – الإرهاب، ومعه عادت واشنطن للتنفس عبر “الحرب على الإرهاب” لتعبئة الأمريكيين والسماح لهم بقبول الإجراءات واللوائح والتشريعات التي لن تُقبل دون وجود حرب. أصبحت هذه ذريعة جديدة تبرر بموجبها الولايات المتحدة زيادة التجسس والتنمر على مواطنيها وانتهاك حقوقهم الأساسية، فضلاً عن سياستها الخارجية العدوانية، والتي برز فيها الجانب العسكري بشكل سافر.

ما الذي تسبب في ظهور «رهاب الشيوعية» الجديد؟
العوامل التي ساهمت في إحياء “العدو” القديم متشابكة ومعقدة ولها أبعاد وجوانب متعددة يغذي بعضها البعض. سنعرض هنا أبرزها، والتي يجب فهمها على أنها عناوين رئيسية، يمكن دراسة كل منها بمزيد من التفصيل.

على المستوى الدولي
أصبح الآن حقيقة تتحرك في اتجاه لا رجوع فيه، ميزان القوى الدولي الجديد ما بعد الأحادية القطبية الأمريكية، والذي لم تعد تحتكر فيه الولايات المتحدة السيطرة في أي جانب من الجوانب، سواء سياسياً أو اقتصادياً أو عسكرياً. وهذا يعني بالضرورة دوراً أقل للولايات المتحدة (والغرب بشكل عام) على المسرح العالمي، ومساحة متزايدة للشرق - خاصة روسيا والصين.
هناك أيضاً عزلة متزايدة للولايات المتحدة على المستوى الدولي، والتي أصبحت أكثر وضوحاً في جوانب مختلفة.

على المستويات الإقليمية
إذا أخذنا ما يحدث في منطقتنا كمثال، (وهو ما يجري فعلاً بأشكال مختلفة في أقاليم مختلفة من العالم) فيمكننا أن نجد عدة ملفات سمتها الأساسية هي الدور المتضائل للولايات المتحدة (والغرب) لصالح الشرق الذي تمثله روسيا والصين بشكل أساسي.

محلياً داخل الولايات المتحدة نفسها
إلى جانب كل شيء يحدث في الخارج، وسلسلة الخسائر والهزائم التي بدأت تتراكم، هناك عدد كبير من الأمور المقلقة التي تحدث داخل الولايات المتحدة. على الأقل خلال العقد الماضي، ازداد الحديث عن الاشتراكية وحتى المطالبة بالمزيد من الممارسات الاشتراكية في الولايات المتحدة، بغض النظر عن مدى اشتراكية تلك “الاشتراكية” التي يتحدثون عنها. تم تجاهل هذه الدعوات بشكل عام، ولكن بدأت الأمور تأخذ منعطفاً “مقلقاً” في الولايات المتحدة خلال أزمة فيروس كورونا هذا العام.

مظاهر «رهاب الشيوعية» الجديد
كل ما سبق ساهم في رفع مستوى الإنذار لدى الولايات المتحدة بشأن فقدانها لمكانتها في النظام الدولي، ولزيادة الطين بلة، فتلك الخسارة جاءت لصالح روسيا والصين، النظامان الشيوعيان السابقان. اقترن ذلك بحقيقة أن الأصوات كانت ترتفع أعلى فأعلى بانتقاد الرأسمالية داخلياً والمطالبة بسياسات ومؤسسات أكثر “اشتراكية”، جنباً إلى جنب مع صعود واضح للحركات الشعبية في جميع أنحاء العالم، مما يشير على الأقل إلى بيئة مناسبة لانهيار للرأسمالية. تجلى «رهاب الشيوعية» الجديد هذا في الولايات المتحدة من خلال العديد من الإجراءات والتصريحات:
تنص استراتيجية الدفاع الوطني للولايات المتحدة الأمريكية لعام 2018 على ما يلي: إننا نواجه اضطراباً عالمياً متزايداً يتميز بانحدار النظام الدولي القائم على القواعد منذ فترة طويلة - مما يخلق بيئة أمنية أكثر تعقيداً وتقلباً من أي شيء شهدناه في الذاكرة الحديثة. المنافسة الاستراتيجية بين الدول، وليس الإرهاب، هي الآن الشغل الشاغل للأمن القومي للولايات المتحدة... المنافسات الاستراتيجية طويلة الأمد مع الصين وروسيا هي الأولويات الرئيسية لوزارة الدفاع.
كان كبار المسؤولين الأمريكيين يهاجمون الصين في كل فرصة ممكنة، وهو أمر مفهوم مع صعود الصين اقتصادياً وفي مجالات أخرى، معظمها إن لم يكن كلها على حساب الولايات المتحدة والغرب بشكل عام. زادت هذه الهجمات بشكل حاد مع جائحة فيروس كورونا.
على مدى الأشهر القليلة الماضية، مع تزايد حدة الحملات الانتخابية الأمريكية، كان اتهام ترامب الرئيسي للديمقراطيين ومرشحيهم أنهم يريدون تحويل الولايات المتحدة إلى دولة اشتراكية، وهو ما رفضه الآخرون، بما في ذلك بايدن.
أكثر تجليات هذا “العدو” الجديد إثارة للفضول هو إحياء القوانين المتعلقة بالارتباط بالحزب الشيوعي، وهو الأمر الذي نناقشه أدناه. في حين أن هذه التشريعات لم يتم إزالتها من القانون، إلا أنها كانت نائمة إلى حد ما لعقود. ومع ذلك، فقد عادت إلى الظهور مؤخراً.

الجانب “القانوني”
الآن بعد أن عملت الولايات المتحدة على إنشاء أو إحياء هذا “العدو” القديم الجديد، فإنها ستخلق أو تعيد إحياء الأسلحة التي ستستخدمها لمكافحته، والهدف الأكثر أهمية هو ضمان عدم وجود فرصة داخلياً لأي حركة يمكن أن تتبنى الشيوعية أو حتى المثل العليا الاشتراكية.
حدث هذا في الماضي، في الأربعينيات، عندما كانت هناك حركة اشتراكية قوية تكتسب زخماً بين الأمريكيين، خاصة بعد الكساد الكبير، والذي كان له التأثير نفسه (وربما أقل) على الأمريكيين الذي نراه اليوم نتيجة لأزمة COVID-19، والذين خاب أملهم في الرأسمالية ومُثلها.
بعد الحرب العالمية الثانية، بدأت إدارة ترومان حملة واسعة النطاق ضد الشيوعيين، وطردت المسؤولين الذين لديهم ميول يسارية أو روجوا لسياسات يسارية، وتضمنت القائمة السوداء أي شخص (لا سيما الممثلين والكتاب وغيرهم ممن قد يكونون في مناصب مؤثرة) قد يكون شيوعياً أو على اتصال بالشيوعيين، وطرد القادة العماليون المتعاطفون مع الشيوعية. عُرفت هذه الفترة باسم «الرعب الأحمر الثاني» the Second Red Scare واتخذت ممارساتها اسم “المكارثية” McCarthyism نسبة إلى السناتور جوزيف مكارثي الذي ترأس التحقيقات المتعلقة بالأنشطة الشيوعية في الولايات المتحدة.
وتجدر الإشارة إلى أن العديد من القوانين في الولايات المتحدة، حتى لو أصبحت قديمة ونادراً ما يتم تطبيقها أو لم يتم تطبيقها، غالباً ما تظل سارية المفعول. نادراً ما طُبق جزء هذا القانون، الذي استخدم الانتماء إلى حزب شيوعي كأساس لمنع الأجانب من دخول الولايات المتحدة والتجنس منذ السبعينيات، واستناداً إلى مصادرنا، ربما تم تجاهله كلياً منذ منتصف التسعينيات. ومع ذلك، من الغريب أنه على الرغم من عدم تغيير أي شيء في القانون نفسه، فقد أصدرت دائرة خدمات المواطنة والهجرة الأمريكية في 2 تشرين الأول الحالي 2020 توجيهاً سياسياً بشأن “عدم قبول (الدخول إلى الولايات المتحدة) على أساس العضوية في الحزب الشيوعي أو الانتماء إليه”.
في حين أن هذا يستهدف بشكل أساسي المواطنين غير الأمريكيين الذين يسعون إلى الدخول إلى الولايات المتحدة، فإن الهدف الرئيسي لمثل هذه السياسة هم الأمريكيون أنفسهم. أحد أهداف ذلك هو إبعاد أولئك الذين قد يعملون على «تخريب النظام والقيم الأمريكية» من الداخل. لكن الأهم من ذلك، أن هذا بطريقة ما هو اعتراف بوجود بيئة خصبة وجاهزة داخل الولايات المتحدة لنوع التغيير الذي تقترحه الشيوعية. أي أن الشيوعية هي بديل قوي للغاية يمكنه أن يكتسب الزخم في الولايات المتحدة اليوم، ويجب إيقاف ذلك بكل صرامة من وجهة نظر النخبة الأمريكية.
إذن، هل يمكننا أن نكون على أعتاب “ذعر أحمر” آخر وعهد مكارثي آخر في الولايات المتحدة؟ تشير جميع المؤشرات إلى أن الإجابة هي “نعم، بالتأكيد”.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
* كاتبة صحفية سورية
صحيفة “قاسيون” السورية – 16 تشرين الأول 2020
(مقتطفات)**
****************
ص13
انتفاضة تشرين ثقافيا / محور خاص
تعد انتفاضة تشرين في ذكراها الأولى ، فاتحة مسار شعبي يدرك حقوقه التي سلبت منه.
فما هو دور الثقافة والمثقفين في إغناء هذه الانتفاضة الباسلة ..رأيكم يهمنا وصوتكم يعنينا .
توجهنا بهذا السؤال الى عدد من الكتاب والاكاديميين والمثقفين العراقيين والعرب في الداخل والخارج، وتسلمنا اجاباتهم التي ننشرها تباعاً ...
المحرر الثقافي
********
اين نجد انتفاضة تشرين؟
ياسين النصير*


كثر الحديث عن انتفاضة تشرين، وأثرها على محافظات العراق كلها، وعلى البلدان العربية التي تنتظرنتائجها بشغف، وعلى دول العالم، التي تراقب ما سوف يحدث للانتفاضة في عامها الثاني، فهي الآن ثورة تستعر بهدوء تحت رماد دماء شهدائها لم تنطفئ كما يراد لها، ولن تُستغل كما يريد لها البعض الآخر ثورة ما تزال في أولياتها وعلى الرغم من التضحيات الجسام، ثورة طرية، فتية، نامية، ومثمرة، ولها إرث وطني مجرب عريق. والحديث الذي قرأته عنها بكل تلاوينه وهو يتناولها من داخلها، لم يتطرق إلى ميادين اشتغالها المختفية في موقد نارها الشعبي.
على الصعيد الداخلي، تنتظر كل الجهات، وبمختلف تشكيلاتها الطائفية والأثنية والقومية نتائج هذه الإنتفاضة، بعد أن يأست خلال عام من قمعها أو تحجيمها، فقد كشفت الإنتفاضة وببساطة هشاشة هذه التسميات: طائفية، قومية، دينية، مناطقية،...الخ، تسميات تحكمت بالعراق فافقرته وضيعت هويته وحولته إلى بلد يخجل حاملوا جوزات سفره من تقديمها لمخافر الحدود، فلم تعد لهذه المسميات قيمة أيديولوجية أو ثقافية يمكنها أن تنقذ سمعة العراق أو تساند ثورة تشرين أو تقف على الضد منها للأخيرأيضًا، مما يعني أنها تسميات بلا جذورطبقية واجتماعية، تسميات نشأت بفعل الرأسمال المسروق والهيمنة الطائفية والقومية والمناطقية، ومعروف عالميًا أن هذه التأسيسات لن تدوم، وأن بدت للعيان غير ذلك، هذه المسميات هي البطن الاجتماعية الرخوة لتشكيلة المجتمع العراقي الحالي، ولذلك مهما تكن هذه الفئات واسعة النفوذ، وتملك اعلامًا وأموالًا ومليشيات، ليس لها أي جذر بنيوي في تراث وتاريخ وتكوين بنية المجتمع العراقي. وما الدين وارثه المعروف، الا العامل المشترك لكل الشعب وليس لفئاته المرتزقة وحدها. لذلك سيتفتت تنظيم هذه القوى الهشة وتغير مواقفها تبعًا لنتائج الإنتفاضة. ومن هنا، على المنتفضين أن يحسبوا حسابات أخرى غير الحسابات التي طرحوها في عامها الأول، عليهم أن يتفهموا أن القوى المضادة تملك أسلحة أخرى لم تكشف عنها بعد، وستكون هذه الاسلحة ألعابًا سياسية واقليمية، فما دامت الإنتفاضة لم تتطور بعد إلى ثورة شعبية، ستبقى القوى المضادة تلعب بالأموال والدين والقومية، والمناطقية، وورقة دول الجوار، لترسيخ الهيمنة. اقول، لابد للإنتفاضة أن تتفهم أن طبيعة المجتمع العراقي الهشة، لن تكون مستقبلا أقوى مما هي عليه الآن، ومن يتابع الاجراءت الخجلة للسلطة تجاهها يشعر أن تلك الجهات المليشياوية تتحسس يوميًا رقابها، فالخوف يسري في بنيتها ولا مفرمن انهيارها، ولذلك على الإنتفاضة أن تعمل بخطوات منهجية جديدة، تغيّر بها طرائقها الاحتجاجية السابقة، كأن تبدأ بعزل مؤسسات السلطة عن تأثيرالمليشيات، وأن توجه خطابها للأحزاب الطائفية ومليشياتها، وليس لمؤسسات السلطة فقط، إن الضغط بهذا الاتجاه يزيد من الهوة بين المليشيات ومؤسسات السلطة. فالقوى المليشياويةتتمترس في المواقع الخلفية للسلطة لحمايتها من المساءلة، وتدفع بمليشياتها التابعة لها للمواجهة الدموية مع الشعب المنتفض.
على المستوى الإجتماعي والثقافي.. وصلت رسالة الإنتفاضة إلى أبعد ما يمكن تصوره للشرائح الاجتماعية، ويكذب من يقول العكس، لقد بدأ تفكير الشارع العراقي منصبًا على الكيفية التي يتعامل بها مع السلطة، وهذه النقطة لم توفرها إلا دماء الشباب وموقف الإنتفاضةالمبدأي من التغيير، والشعب يعرف تمامًا أن هذه الإنتفاضة إذا تجزأت الى مطاليب صغيرة ماتت، عليها أن ترفض أي مطلب جزئي مساوم، وأن تناضل تحت شعار كوني كلي، “نريد وطن” وهذا المطلب وحده قوة لا مرئية لمن لا يعرف أن تاريخ العراق له خطابه المعرفي والإجرائي الدفين في ممارسات نضالية منذ الثلاثينيات وحتى اليوم. ومن يتابع نبض الشارع العراقي يجد ثمة تغيير كبير طرأ على الحديث العام وعلى اللسان الإجتماعي، وثمة قاموس لساني شعبي يتداوله الناس بمختلف انتماءاتهم وثقافتهم ومدنهم، وثمة عشرات المفاهيم الجديدة للإنتفاضة دخلت ميدان تداول اللسان اليومي، وعرف الناس كيف يتأثر السوق والعمل والصحة والعيش بمثل هذه الظروف المهيمنة والتي لا تستطيع السلطات معالجتها لعجزها الفكري والثقافي. من يقرأ كلام الناس في الحياة اليومية يجد أن رصيد الإنتفاضة أعلى بكثير من رصيد السلطة، ولذلك تخشى بعض رموز السلطة الدينية أن تفقد رصيدها لأن خطابها لا يمتلك أية معرفة ثورية او شعبية غير الوصايا الدينية التي لم توفر خبزًا أو علاجًا للعامة، بينما هم يترفهون بطائراتهم، واموالهم، وممتلكاتهم، ومنازلهم، وحماياتهم من الأمراض والأوبئة والعوز، وهذه النقطة وصلت إلى انهيار منظومة المؤسسات الدينة المفتعلة، .ففعل الانتفاضة جذري وليس فعلا طارئا أو وقتيًا.. كما أثبت الشارع أنه هو وحده الذي يصنع خطاب التغيير، فالقوى الأجتماعية تتحسس وجودها الفعلي من خلال ديمومة الانتفاضة وانتصارها، ومن هنا كان تحسس المرجعية لما يحدث في الشارع العام صائبًا، من أن الدين ليس هو ما يطرحه الساسة الفاسدون، بل مصالحهم وفسادهم وهيمنتهم، وهذه النقطة الإيجابية على المنتفضين الإنتباه لقوتها السليمة.
من يستقرئ اعلامنا،وعلى مختلف فضائياته وصحفه وندواته، يجد تغييرًا جذريًا قد جرى على الخطاب السياسي والثقافي والوطني العام له، وهذا يحدث بفعل الإنتفاضة وليس بفعل مشاريع السلطة الثقافية التي اقتصرت على اللطم والتعازي والتدخل في حياة الناس؛ لباسًا وغذاء، ودخلًا، ومعاشًا، وعلاقاتٍ، هذه القيود التي فرضوها على الناس لم تعد لها أية قيمة ثقافية.
على المستوى الأقليمي ثمة تنويعات أيديولوجية كثيرة يجب أخذها بعين الاعتبار، وهي أن الإنتفاضة مع أي تغيير جذري للعلاقة معها، شرط أن يحافظ العراق على العلاقة الايجابية مع القوى الإقليمية، وهذا الأمرلم يدرس جيدًا، وعلى المنتفضين أن يعملوا زيارات لهذه البلدان لطرح مشروعهم السلمي للتغيير، فالعالم ليس كله معاديًا ولا كله مع الإنتفاضة ، ولكنه يحتاج إلى خطاب ما يصل إليهم ليتفهموا طبيعة التغيير الذي يطرحه مشروع “نريد وطن”.
النقطة الجوهرية الأخرى التي وفرتها ثقافة الإنتفاضة، ان أحزاب السلطة ومؤسساتها ومرجعياتها الثقافية والسياسية وصلت إلى مرحلة اللاعودة إلى الصف الوطني والشعبي، وما لديها من مجموعات مليشياوية مسلحة لن تكون ذات قيمة عندما تصل احزاب السلطة إلى مرحلة الإنهيار، وقد بدأت هذه المرحلة بالفعل، وما عنفها المتزايد إلا ردة فعل لهذا الإنهيار، لذا تجد نفسها في ورطة حقيقية من أنها ابتعدت كثيرًا عن الشعب، ولم يعد لها أي منفذ غير أن تواصل حرف مسارالعملية السياسية لصالحها كما تعتقد، نعم لقد وصلوا إلى مرحلة اللاعودةلاحضان الوطن، كل ذلك وباشهر قليلة كشفت الأنتفاضةعوارتهم واظهرت للعالم ان اغطيتهم الدينية لن تجدهم نفعًا، فكيف إذا استمرت الإنتفاضة وبخطاب ثقافي/سياسي/ اقتصادي، اقليمي/عالمي متطور؟. سيبقى باب الأنتفاضة مفتوحًا لرياح التجديد، وعلى المنتفضين أن يوسعوا من انفتاحه بعدما يكونوا قد فهموا آليات اللعب السياسي على أوتار المرحلة وتعقيداتها، طوبى للشهداء ، ومجدًا لحاملي مشاعل التغيير.
ــــــــــــــــــــــــــــ
* ناقد وكاتب معروف
************
المنتفضون.. منكم نتعلم الصبر والشجاعة
منى سعيد*


كالنار تحت الرماد كان غليان الشعب محموما بانتظار شرارة الانطلاق، حتى جاء يوم انتفاضة تشرين، فهبت الجموع تطلق حناجرها مطالبة بوطن أمن وسلام ولقمة عيش شريفة ورفاهية هي الأحق بها. ومثلما ثار العامل البسيط بحرقة وثقة أبطل فيها كل ادعاءات الخنوع وضرب مثالا في الثورية والانضباط، وخط المثقفون ملاحم بطولية سواء بمشاركتهم المباشرة أوبنشرهم القصائد والقطع الأدبية على وسائل التواصل الاجتماعي وفي ساحات الاعتصام. الفنانون والفنانات حصرا عبروا عن ثورتهم عبر الخط واللون على جدران نفق ساحة التحرير وعلى جداريات مختلفة في الساحات. الصحفيون الشرفاء لم يتوانوا عن نقل الحقيقة عبر الصوت والصورة والكلمة الصادقة في الصحف والمجلات وعلى وسائل التواصل الاجتماعي. جوهريا حرك شباب الانتفاضة سكون اليأس وأوقدوا مشاعل الأمل والتفاؤل بغد أفضل، و شعارات الانتفاضة ليست مطلبية وسياسية حسب، إنما هي نقلة نوعية في وعي الشباب الذي حتى وإن عجز عن القراءة والكتابة بفعل فشل العملية التعليمية والتربوية وسوء الوضع الاقتصادي، إلا إنه انتفض على ظلم وجور وفساد وضياع فرص ، ووضع بائس لاتضاهيه حتى أفقر قرى العالم الثالث، كما انتفض وقاوم الرصاص الحي بصدور عارية ، أمسك بـ(الدخانيات) بيديه بجرأة عجيبة أدهشت العالم، وجعل صحافته تكتب عن بطولات شعب أعزل يواجه الموت ببسالة. مرحى لأبطال تشرين بكم الأمل ومنكم نتعلم الصبر والشجاعة ونغذي الحلم بعراق أفضل. المجد والخلود لشهدائنا الأبطال، ولابد أن نشهد يوما يكشف فيه الستار عن جلاديكم وقاتليكم، فالنصر آت لا محال.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتبة وصحفية ومترجمة
*************
ص14
الثقافة والمثقفون وانتفاضة تشرين
سلام حربه*


انتفاضة تشرين عام 2019 حراك جماهيري لا يمحى من وجدان التاريخ لأنها خلقت مسارا حياتيا جديدا وأبتداً منها تقويما جديدا للعراقيين حيث اصبح تاريخ ما قبل تشرين وآخر ما بعده.. هذه الانتفاضة لم تأت من فراغ ومن دون أبوة، ما حصل منذ أكثر من ستة عشر عاما على احتلال العراق من قبل القوات الامريكية واسقاط النظام الدكتاتوري وتسلط القوى الطائفية والعرقية على مقدرات البلد منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا وما صاحب نظام المحاصصة الطائفية من بروز طبقة سياسية خائنة مرتبطة بالاجنبي والكثير منهم جاءت بهم الصدفة ليصبحوا سياسيين وما حصل من جرائهم من تخريب للبلد وسرقة خيراته وبروز التنظيمات الارهابية من قاعدة وداعش وسلفية ونقشبندية والعشرات من المنظمات الارهابية والمليشيات المرتزقة وقد دفع العراقيون من جراء هذا النظام السياسي المقيت مئات الالوف من الضحايا والملايين من الجرحى والمعوقين والارامل اللواتي فقدن فلذات اكبادهن ومعيلي أسرهن وعمت الفوضى وازدهر الخراب الذي مازالت اعاصيره المدمرة تضرب البلد من شماله الى جنوبه..لم تكن انتفاضة تشرين صحوة مفاجئة لا جذور لها بل انها قد نضجت واكتملت شروطها الذاتية والموضوعية بعد ما يقارب السبعة عشر عاما ذلك بسبب الحراك الجماهيري المعارض الذي انطلق منذ عام 2010 واستمر حتى يومنا هذا. من أشعل فتيل الاحتجاج ووقف بوجه هذه السلطة الطائفية الغاشمة هم المثقفون والادباء وكانت أول تظاهرة نزلت بقوة الى الشارع هي تظاهرة اتحاد الادباء والكتاب في العراق عام 2010 حين داهمت مجموعة امنية بناية الاتحاد وقامت بتحطيم موجودات البناية والاعتداء على الادباء وكان حلم السلطة ان جعل من بغداد قندهار ثانية فتصدى لها الادباء والمثقفون والقوى المدنية الديمقراطية واليسارية ونزلوا الى الشارع في مسيرة ضخمة تجمعت عند نصب الحرية في ساحة التحرير والقيت القصائد الرنانة والخطب الثورية الحماسية التي الهبت حماس الجماهير التي آزرت الاتحاد في محنته تلك وكانت تلك هي الشرارة التي اشعلت النفوس والهبت الحماس عند العراقيين وشجعتهم على ان الحقوق لا تأخذ الا بمقارعة هذه القوى الظالمة سلميا، وهذا ما نص عليه الدستور، فأصبح هناك تقليد شبه يومي بأن يحتج العراقيون على كل الظواهر السلبية من تردي الخدمات وبؤس الحياة العراقية حتى أن منظمة ( مرسير) عدت المدن العراقية، من خلال بياناتها العلمية، بأنها اسوأ اماكن للعيش في العالم، وتمت سرقة المال العام عن طريق مشاريع وهمية لا وجود لها الا على الورق، في التظاهرات وتم رفع صور رموز الفساد التي ازكمت رائحة فسادها الانوف وقد احتمى هؤلاء الفاسدين بدعاة دين ( مقدسين ) وبسياسيين واحزاب طائفية يدها اعلى من سلطة القانون وأقوى بحيث لم يتمكن القضاء من فتح ملف واحد من ملفات الفاسدين والتي اصبحت مئات الآلاف على رفوف هيئات النزاهة وادراج المحاكم وحتى يومنا هذا.. ومن عمل على ادامة جذوة الانتفاضة ولم ينسحب من ساحات الحرية في المحافظات كافة البعض من الادباء والمثقفين بات الفخر للقوى المدنية الديمقراطية واليسارية التي لم تهدأ يوما ما وبقيت واقفة في ساحات الحرية وفي كل المحافظات وتعرضت الى الاعتقالات والاغتيالات والملاحقة والصاق التهم الكيدية بهم وعلى الرغم من انكماش اعداد المتظاهرين في احيان كثيرة لكنها راهنت على ان الشعب العراقي حيّ لا يموت وسيأتي يوم ينتفض فيه الجميع ويضع الشعب حدا لاستهتار هذه الطبقة السياسية العفنة..هناك من الذين يحسبون على المثقفين ومن اساتذة الجامعات بقي الكثير منهم متفرجا على التظاهرات والاحتجاجات ولم يحركوا ساكنا الا حين توجهت الحكومة الى قطع رواتبهم فقاموا بوقفات احتجاجية ولكن ضمن الحرم الجامعي ولم ينزلوا الى الشارع وحين توجه اليهم البعض من قادة التظاهرات الشعبية وطلب منهم الالتحاق بالجماهير في ساحات الحرية رفضوا ذلك وقالوا اننا لا نقف مع البسطاء وعامة الناس وحين تم ارجاع الرواتب الى وضعها السابق، كان الاستقطاع في حدود المائة الف دينار، فعادوا الى وضعهم السابق شاكرين الحكومة الكريمة على اعادة حقوقهم وبقيت اصواتهم حبيسة في صدورهم..
لقد فعلت التظاهرات اليومية والاسبوعية طيلة عشر سنوات فعلها في وجدان العراقيين وخلقت ثقافة جديدة عندهم وربما ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي من فيس بوك وتويتروانستغرام وغيرها من نوافذ الشبكة الالكترونية التي خلقت متلقٍ جديد يختلف عما هو متعارف عليه من وعي اجتماعي وسياسي في السابق والذي تراكم من نضال حزبي ومن مطالعة الكتب الادبية والسياسية وحضور الندوات والنقاشات الجماهيرية . والوعي الجديد لدى الشباب حصل من متابعة نشاط المتظاهرين عن طريق قنوات التواصل الاجتماعي ومن ثقافة الصورة التي يحصل عليها بالهاتف النقال او من شاشة الكومبيوتر او القنوات الفضائية. وجاء طرق القوى المدنية على رؤوس الفاسدين والتصدي لهم في ساحات الاحتجاج قد أشعلت جمرة الرفض والتمرد على هذا النظام السياسي الفاشل وهذه الطبقة السياسية الباغية وقد تحققت فعلا المقولة الفلسفية ( ان التراكمات الكمية تؤدي الى تغيير نوعي) وأتفق الشباب، من كلا الجنسين، على ان يكون هناك موعد لانطلاق انتفاضتهم فكان الذي حصل في الاول من تشرين عام 2019 وتصاعدت حدتها في الخامس والعشرون منه وما زالت ارادة الشباب قائمة ودفع هؤلاء الشباب والقوى المدنية المتآزرة معهم، قرابة السبعمئة شهيد وعشرات الالوف من الجرحى والمعوقين..لقد اسقطت انتفاضة الشباب التشرينية اعتى حكومة فاسدة ظالمة وجعلت من الفئات الطائفية الفاسدة والميلشيات وتعد عدتها للهرب من قصاص الشعب. ما زالت الانتفاضة في أوج شبابها وهي التي ستعلن بيان الانتصار على قوى الظلام وتضع العراق في ركب الدول المدنية المتحضرة وكل مؤشرات الافاق ولمعان الفجر الجديد تشير الى هذا النصر..
ـــــــــــــــــــ
* روائي وكاتب
***************
سميا صالح*

دائما الشعوب تتطلع نحو أمال وطموحات تتناسب ووعي وتطور الحياة سواء سياسيا أو أقتصاديا.
ولذا نجد وبعد الربيع العربي الذي داهم بعض الدول العربية حرك جذوة الشرارة الأولى لتجاوز الخطوط الحمر التي قيدته لسنوات عجاف .
وهنا يبرز دور المثقف والأديب كونه مترجم حقيقي لتلك الطموحات التي يطالب بها الشارع العراقي ومنذ أنطلاقة شرارة تشرين قبل عام ومن خلال مراقبتي للحدث أجد إن الأدباء والمثقفين كانوا على رأس تلك التظاهرات والصوت المدوي للمطالبة بكل حق مستلب منه .
وكان للقصيدة فعل حقيقي وللفنان جسد باللون فعاليات بفعل فرشاة تمتلك أدوات الأحتجاج .
إذن لم يكن المثقف غائبا عن جميع ما يحصل من أنتفاضات وثورات وتظاهرات ويقينا سيكون التغييرعبر أدواته المعرفية وهي قريبة الوجود من مطالب شعب يريد وطنا معافى من السراق والفاسدين وقاتلي حلم ورؤى الشباب .
ــــــــــــــــــــــــــــــ
* شاعرة وكاتبة سورية
**************
نامق عبد ذيب*

أعدُّ انتفاضة تشرين أوّل انتفاضة شعبية حقيقيّة تحصل في تاريخ العراق الحديث، فهي مقارنةً بما وعيناه في الحياة التي عشناها، وما قرأنا عنه من تاريخنا المعاصر، تعدُّ سابقةً ودرساً جديداً في التحدّي والمطاولة من أجل حياة أفضل، وانتفاضة تشرين بتجاوزها كلّ ما حدث بعد 2003، علّمتنا أنّ الشّعوب الحيّة باستطاعتها كتابة تاريخها، وليس من أحدٍ بقادرٍ على فرض أجندته عليها، وهي بتصدّيها لكل ما حاولت الطبقة السياسيّة التي حكمت العراق لما يقارب العشرين سنةً المُرّة - وما زالت - من أن تجعل منه واقعاً لا خلاص منه، قد ألجمتْ أولئكَ المتسلّطينَ وجعلتهم يعرفون صِغَر مجالهم العبثي الذي حاولوا أن يصنعوه، فالعراق وطنٌ لا فرق فيه بين ناسه شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً، أقول أنّ تشرين صار ربيعاً آخرَ منح العراقيين أملاً بقادمٍ أحلى، ووطنٍ يرفعُ رؤوسنا بين الأوطان ان علاقة الانتفاضة بالمثقفين والثقافة، هو أن الانتفاضة ، منحتِ المثقف حريةً القول وشجاعةً التصدّي، أنّ كثيراً من المثقفين كان يتوجّس ويتحسّبُ من قول آرائه ومواقفه مخافةَ التابوهات التي أشاعتها الأحزاب الطائفية ، وبعض من صوّر نفسه حامي حمى الطوائف، فالانتفاضة قد منحتِ المثقّفَ صوتاً وطنياً جريئاً، وهذا هو شأن الثورات الحقيقية في كلّ أنحاء العالم، لهذا، فعلى المثقف الحقيقيّ أنْ يكون ممتناً لها، وأن يعيَ دوره في ما حدث فهو كبير جداً، وعراقيٌّ جداً، ووطنيٌّ جداً، وانتفاضةَ تشرين حين كتبت يومياتِها بأسطر من نور على صفحات من دم، قد صنعت لنا تاريخاً، وفتحت طريقاً إلى أن نصلَ إلى ما كانت الثقافة تحلم به طوال عمرها الإنسانيّ : أن تعيش حُرّةً في وطن حُر، فعلى المثقف أن لا يكون محايداً، ولا منفعلاً، وأنْ يتخلّص من اليأس، عليه أن يختارَ بين وطنين أحدهما مجرّد كهفٍ ومغاراتِ لصوص، والآخر خارطةٌ وإبداعٍ وحقوق وواجبات وكرامة، أمّا أولئك الذين جلدوا ظهورنا ووضعوا الكوابيس في أحلامنا من شعراء طائفيّين وكتبة مستأجرين، فانتفاضة تشرين مستمرة .
ـــــــــــ
* شاعر
**********
ص15
الكتابة.. شهادة وموقف
كاظم حسوني*


تعد ثورة تشرين واحدة من أبهى واعظم الثورات التي اندلعت في مثل هذه الايام من العام الماضي.. وهي بمثابة انعطافة هامة و كبيرة في تاريخ العراق.. ويقظة واعية عظيمة للشعب العراقي.. قدمت فيها الارواح والدماء بسخاء قربانا على مذبح الحرية والعدالة والتقدم.. وقد شارك في سوح هذه التظاهرات العديد من الادباء والمثقفين والفنانين..
الا ان الكثير من النصوص الادبية التي نطالعها هنا وهناك تنطوي على مضامين لا تمت الى حد كبير بهذه الثورة و الاحداث المصيرية وبراهن حياتنا، ودراما الواقع المعيش بصلة، سيما ما نجده في العديد من القصص، وينطبق ذلك على معظم النتاج الروائي، أقول الكثير من النصوص تدير ظهرها للحاضر متغافلة حرارته وجوه الملتبس بالمعضلات والمخاطر، وتنصرف خاصة للبحث في استحضار الماضي! مستمدة منه وجودها، وأشكالها، واساليبها، بما فيه من تقليدية، ورتابة، وإندثار، على الرغم من أن موضوع الابداع يبقى في كل الاحوال رهين صنعة ومهارة الكاتب بقديمه وحديثه على حد سواء، مع ان احداث ثورة تشرين، تعد تحولا مصيرياً مضيئا في حياتنا جميعاً، من شأنه استفزاز اي أحد لجسامة ما حصل من تطورات وتغيرات ومآس، التي ينبغي ان تكون مدعاة لان تفجر في الكاتب فعل الكتابة، وتعمق إحساسه، فانها كذلك تؤكد على دوره لاتخاذ موقف يرقى الى مستوى الشهادة الحية لمثقف ينظر بحرقة الى وطنه المعرض للخطر، وإلا كيف يمكن ان يعبر الكاتب عن صلته بالواقع، ويستجيب لدواعي ومتطلبات المرحلة، اليس حرياً به أن يكون أكثر احتكاكاً بالناس وانغماراً بوقائع الحياة اليومية؟ اليست الكتابة فعلا انسانياً، وترجمة جمالية للصيرورة والتحولات؟ لا شك في ان الكاتب الاكثر حضوراً هو الذي لم يكن له وجود هش ومنعزل، أو ذلك الحالم بمملكة الوهم، انما من يمتلك القدرة على فهم حركة الواقع وما يفرزه من علاقات ومضامين وظواهر وتداعيات، ومن بوسعه ان يفسح لنفسه موقعاً متميزاً في مجرى التطورات، جاعلا لكتاباته قيمة ابداعية ترتبط بتطلعات وهموم الاخرين، فمن مهمات الادب والكتابة عموماً التعبير بصدق لمواجهة مجمل القضايا والوقائع أو الظروف الشائكة التي وصلت الى حد تهديد وجود الانسان خاصة في الاعوام السابقة، أو تكبيل حريته وسلب أمنه، لكننا من جانب آخر نجد في أحيان كثيرة صورة منقلبة، فثمة من يحيا في هذا الخضم الذي يلفحه بحرارته، لكنه ينأى عنه عنوة! ويظل ثابتاً في مكانه، مخلصاً لماضيه، ولثوابته البالية، لا يريد خروجاً من صومعة أو توجيه بوصلته خارج مداها، كتاب الماضي ينتجون نصوصاً بايقاعات باهتة وصنع أدب يولي كل اهتمامه لما هو غائب، ومندرس، بدعوى مراعاة مبدأ الاصالة، ولكن هل بوسع هذه الكتابات الاستئثار باهتمام القارئ الذي يتطلع في العادة الى كل ما يعمق صلته بالحياة وما ينقله الى مناطق الضوء لتحرك فيه جذوة الامل عبر الكلمة النابضة بالصدق والجمال، لا تلك النصوص التي فقدت بريقها، وغدت غير قادرة على خلق دفق الحياة.. والتي من شأنها في النهاية كشف وفضح دوره و مدى مساهمته ككاتب واديب في كل التقلبات والاحداث التي عصفت بالوطن ومن أبرزها واعظمها ثورة تشرين المباركة..
ـــــــــــــــــــــ
* روائي وصحفي
**********
طالب حسن*

 

 

 

 


منذ بدأت العملية السياسية تنحرف عن مسارها الصحيح. بعد (الزلزال) الذي حصل في عام 2003 .والشعب يأمل ويحلم بالتغيير. وفتح أبوابالمستقبل.وبناء عراق خال من الدكتاتورية وحكم العشيرة. لكن مع الأسف. كل هذه الأحلام العريضة والآمال الكبيرة لم تتحقق...فمنذ انتخابات 2005 ..وماتلاها من حرب طائفية..والفساد يتعاظم (ويتغول) ويضرب في كل مفاصل الدولة حتى صار هو القاعدة..والنزاهة هي الاستثناء..
و كان لابد للشعب من أن يتحرك. وبخاصة من قبل الشباب المثقف الواعي والملتزم بقضايا شعبه ووطنه والذي بات يرى أحلامه تسرق منه ، وبلاده تذهب للمجهول ، لذا خرج على الطبقة الفاسدة.
بكل مسمياتها وعناوينها وهوياتها المزيفة..وكلنا يتذكر كيف خرجت التظاهرات الحاشدة فى عام 2011 .ضد الفساد والطائفية ونقص الخدمات. واستمر هذا الحراك الشعبي السلمي. على الرغم من التنكيل والاعتقالات والخطف والاغتيالات وتكميم الأفواه..لكن كل ذلك لم يكبح جماح الثورة أو يكسر شوكتها التي تؤرق القتلة والفاسدين. وكان لابد لهذا الغليان من أن التواصل . حتى وصل إلى كامل عافيته وزخمه وتحول إلى إنتفاضة باسلة هزت العروش الخاوية والهياكل الكارتونية، لافشل وافسد منظومة عرفها التأريخ. وقدمت للعالم أعظم واقدس وأنبل تضحيات. عبر شعار( أريد وطن )
وقدمت مئات القرابين من الشهداء. والآلاف من الجرحى والمصابين..
عاشت إنتفاضة تشرين في ذكراها الأولى
والمجد والخلود لشهداء العراق
ــــــــــــــــــــ
* شاعر
*************
نادية محمد ياس*

 

 

 

 


ان انتفاضة تشرين العظيمة التي لم نشهد مثلها في تاريخ الأمم من بشاعة القمع الهمجي الذي تعرضت لهعلى الرغم من سلميتها منذ الانطلاقة الاولى و سلميتها تمثل الشرارة الاولى مع كل محاولات السلطة لجر الشباب الى المواجهة الدموية وحمل السلاح لكن شباب الانتفاضة اختاروا الكلمة وفضلوها على حمل السلاح وكانت تضحياتهم شعلة تنير درب الاجيال القادمة ، كل هذا عزز روح الثورة وادامتها عند كل الفئات الثقافية والاجتماعية التي عكست صورة حقيقية للمجتمع والرأي العام. وقد حيث شهدت طاقات ابداعية مدفونة لرسامين الشباب وذلك لاقامة معرض تشكيلي حي على جدران ساحات التحرير والتي لفتت انتباه الكثير من النقاد والأدباء وكانوا بدورهم قد رفدوا الساحة الثقافيةعبرمؤلفاتهمبشكل مباشر وملموس وانعكس على الثقافة والمثقف ، وظهرت السينما العراقية وهي حافله بمشاهد الانتفاضة . وشهدت انتفاضة تشرين تغيراً ثقافياً كبيراً حيث تجلت مبادؤها وافكارها في ساحات التظاهر والتفاعل مع احداث الانتفاضةالتي تعد بمثابة ثورة للتغيير وبناء جيل كامل يبحث عن ازدهار العراق، جيل لايريد ان يعيش على خراب الازمنة وآفات الحروب، جيل يبحث عن الحرية والخلاص وكسر كل اسوار الظلم والعبودية وعدم العيش ضمن الأطر الضيقة، ان الانتفاضة رسم وتجسيد للحياة الجديدة التي ننشدها.
ـــــــــــــــــــــ
*فنانة تشكيلية
*********
حسام الانصاري*

 

 

 

 


انتفاضة تشرين بصمة عراقية متميزة في تاريخ النضال الانساني، وشاهد على صلابة هذا الشعب العظيم، الذي سجل اكثر من 700 شهيد واكثر من 25 الف جريح، تضاف اسماؤهم الى سجل شهداء انتفاضات 1948 و1952 و1956 و1991 الذين ارتوت ارض هذا الوطن المعطاء بدمائهم.
وتمثل هذه الانتفاضة انعطافا كبيرا في تأكيد الوعي والتضحية من اجل الوطن وتناميهما، بالنظر الى ما تميزت به من مشاركة طبقات الشعب كافة، يتصدرهم الشباب والمثقفون وجموع الطلبة. كذلك مساهمة المرأة بشكل بطولي فاعل، وانضمام الطبقات الشعبية الى صفوفها، لتعطي الصورة الكاملة بحق لانتفاضة الشعب العراقي. ولتعطي ايضا مثلا للعالم وبشكل متميز في تاريخ الاحتجاجات، حيث تحولت الى ثورة سلمية في مواجهة كل انواع العنف والقمع والارهاب والقتل، وارتأت ان تنأى بنقاء اهدافها وقدسية مبادئها عن الانجرار الى مخططات اعداء الشعب من الخونة والزمر المأجورة. هؤلاء الذين ينفذون خطط الطامعين اعداء العراق لجعل ارض الوطن محرقةً، ارضاءً للحاقدين الساعين للانتقام من هذا الشعب الذي جرّعهم السم.
ـــــــــــــــ
*موسيقي

************
مدن مستقبلية

عن “مشروع كلمة” للترجمة في أبو ظبي، صدر أخيرا كتاب بعنوان “مدن مستقبلية.. العمارة والمخيلة”، من تأليف بول دوبراشتيك وترجمة تحسين الخطيب. يحاول الكتاب تبيان الواقعي والمتخيل في تفكير الإنسان بمستقبله. ولأنَّ أغلب التفكير الحاليِّ المُنصبِّ على المدن المستقبليَّة عمليٌّ في طبيعته، فإن المؤلف يستند، خلافَ ذلك، إلى التنبُّؤات القائمة على العِلم، دون أن يعني أنها علمية محضة. فهو يلجأ إلى الأدب والفنون والصور المعماريَّة المتخيَّلة والسينما وألعاب الفيديو للكشف عن تلك التنبؤات. ووفقا لدوبراشتيك، فإنه يهدف من خلال كتابه إلى تأصيلُ وجود المدن المتخيَّلة، في الممارسة المعماريَّة.
**********
وقفة في ذكرى الانتفاضة

 

 

 


فاضل الشبيب
شهدت ناحية المدحتية في محافظة بابل عصر الثلاثاء الماضي وقفة استذكارية بمناسبة الذكرى الاولى لانطلاق انتفاضة تشرين المجيدة، دعت اليها اللجنة الاساسية للحزب الشيوعي العراقي في قضاء الهاشمية.
وشارك الشيوعيون في المدحتية واصدقاؤهم في الوقفة التي جرت مقابل المول وسط حضور لافت للمواطنين، ورفعوا شعارات تمجد الانتفاضة وذكراها.
••••••

تظاهرة في سوق الشيوخ

عامر مالك
شهدت مدينة سوق الشيوخ في محافظة ذ ي قار صباح الثلاثاء 13 /10 /2020 وقفة حاشدة شارك فيها العشرات من أبناء المدينة، احتجاجا على عدم الاستجابة لمطالب المتظاهرين الخاصه بإعفاء ومحاسبة مدراء الدوائر الفاسدين.
*********
أمجد.. موزع “طريق الشعب”
في “موسكو الصغرى”
بعقوبة – محمود العزاوي


منذ نعومة أظفاره وهو مولع بمهنة توزيع الجرائد.. يتجول يوميا على قدميه في مدينته بهرز (موسكو الصغرى) - كما يحلو لمناضليها تسميتها – حاملا الجرائد بين يديه، وأهمها “طريق الشعب”، التي كان يوزعها على المشتركين.
أمجد، ابن مدينة بهرز، يقول في حديث لـ “طريق الشعب”، ان جولاته اليومية كانت تتواصل صباحا ومساء. ويضيف قائلا انه خلال سبعينيات القرن الماضي، حينما كانت “طريق الشعب” تصدر بشكل سري، كان يخفيها في ثيابه أو مع المواد الغذائية التي يشتريها من السوق (المسواك)، لافتا إلى أن البعض كان يأتيه إلى منزله خفية كي يقتني الجريدة.
ويؤكد أمجد، وعيناه غارقة بالدمع، انه مشتاق لـ “طريق الشعب” الورقية، كي يتصفحها بيديه، كونه لا يستطيع قراءتها الكترونيا مثلما هو حالها اليوم، موضحا أن عمره اقترب من السبعين، ونظره لا يساعده على القراءة الالكترونية. ويصف شعوره وهو يحمل الجرائد بيديه: “وكأني أحمل كنزا، أو باقة ورد أعطر بها شوارع مدينتي، أو غذاء فكريا أنمي به وعي القراء”.
ويعبر أمجد عن اشتياقه لـ “طريق الشعب” الورقية، مستعينا بإحدى أغنيات الموسيقار محمد عبد الوهاب، مرددا: “امتى الزمان يسمح يا أجمل الصحف.. جريدتي طريق الشعب، أن أقرأك بأوراقك الزاهية، واطلع على صفحاتك الدسمة بثقافتها وفكرها”، مشيرا إلى أن الكثيرين من قراء الجريدة هم من كبار السن الذين لا يستطيعون القراءة الكترونيا. لذا يتساءلون: “متى تُطبع (الطريق) كي نتصفحها ونستمتع بمواضيعها؟”.
*************
بي بي سي: صفاء السراي رمزا عالميا للاحتجاج
بغداد – وكالات
عدَّ تقرير لموقع هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، الأسبوع الماضي، المتظاهر والشاعر العراقي الشهيد صفاء السراي، واحداً من أبرز خمسة وجوه أصبحت رموزاً للاحتجاج في العالم. وذكر التقرير أن عام 2019 شهد خروج الآلاف من الجماهير الغاضبة إلى الشوارع، في وتشيلي وإيران ولبنان والعراق وكتالونيا وبوليفيا والإكوادور وهونغ كونغ وكولومبيا، مضيفا أن المطالب والوسائل والأهداف اختلفت فيها، فيما تشابهت الأسباب ما بين غياب العدالة وانعدام المساواة. ولفت التقرير إلى ان هذه الاحتجاجات، رغم تباعدها عن بعضها آلاف الكيلومترات، كانت مصدر إلهام متبادل في ما بينها، وأن بعض المتظاهرين تحولوا إلى رموز احتجاجية واكتسب بعضهم شهرة عالمية. واعتبر التقرير صفاء السراي البالغ من العمر 26 عاما، رمزا عالميا من رموز الاحتجاج. وقال عنه انه “كان شاعرا وناشطا، استخدم مواقع التواصل الاجتماعي لرفع الوعي بالحقوق السياسية والمدنية في العراق، ودوّن عن أزمة البطالة بين الشباب”.
وكان السراي قد شارك في التظاهرات المناهضة للفساد في أعوام 2011، و2013، و2015. وفي تشرين الأول العام الماضي، خلال تظاهرات ساحة التحرير، أصيب في رأسه بإحدى القنابل الدخانية التي كانت تطلقها القوات الأمنية على المحتجين، وسرعان ما فارق الحياة.
*-*******
ليس مجرد كلام
العيد الوطني العراقي!
طه رشيد
هل يصح القول عن العراقيين انهم “اتفقوا على ألا يتفقوا”؟!
اعتقد انه محض اختلاق، بالرغم من وجود فسيفساء عراقي نادر بمختلف الالوان على مستوى التضاريس والمناخ وتعدد الاديان والطوائف والاعراق! ولم يكن هناك خلاف او اختلاف الا بين عموم الشعب من جهة والاحزاب الحاكمة المتنفذة والمتجبرة من جهة اخرى.
والمعروف للقاصي والداني هو التسامح الكبير للشعب، بدلالة اختلاط “ الدم “ بين كافة ابنائه.
وقد مرت احداث في تاريخ شعبنا السياسي الحديث لاقت اجماعا شعبيا غير مسبوق، وكان اولها ثورة 14 تموز 1958 التي حظيت بتأييد شعبي كبير، ولم يقف بوجه الثورة الا القوى الرجعية الممثلة ببعض رجال الدين والاقطاع (نظرا للمصالح المشتركة والمتشابكة فيما بينهم وضرب تلك المصالح من خلال اقرار وتنفيذ قانون الاصلاح الزراعي الذي سنته الثورة) ممن تحالفوا مع بعض القوى القومية الشوفينية، التي انصاعت لأوامر من دوائر خارجية معروفة للجميع، خاصة بعد تشريع الثورة للقانون رقم 80 عام 1961 الخاص بتاميم الشركات النفطية الاجنبية.
وما قدمته الثورة من انجازات خلال اربع سنوات ونيف من عمرها، لم تقدمه كل الحكومات المتعاقبة على دفة الحكم منذ 8 شباط الاسود 1963 ولحد الان! ولم تقع في سياق ثورة تموز خسائر بشرية كما حدث في ثورات مماثلة كثورة 14 تموز 1789 الفرنسية، التي أسقطت الملكية وأسست الجمهورية وشهدت فترات عنيفة من الاضطراب السياسي، توجت في النهاية بدكتاتورية نابليون . ومع هذا فهي تعتبر العيد الوطني الرسمي لفرنسا، لانها حصلت على اجماع شعبي من قبل معظم الفرنسيين!
اما الحدث الثاني فهو اصطفاف العراقيين بوجه داعش والقوى التكفيرية، وتحرير الارض العراقية كاملة في العاشر من كانون الاول 2017.
واما الحدث الاخير في حياة العراقيين السياسية فهو الاجماع المشرّف لكافة الشرائح المجتمعية على المساهمة في الانتفاضة التشرينية، التي دكت دعائم نظام الاحزاب الفاسدة والمتلسطة على رقاب شعبنا والتي اندلعت في اول تشرين الاول 2019، والتي خلفت اكثر من سبعمئة شهيد والاف الجرحى وعددا كبيرا من المختطفين والمغيبين. وهذه الانتفاضة هي محل فخر واعتزاز للمساهمين فيها كافة، من عمال وفلاحين وشغيلة وكسبة وفلاحين وموظفين واطباء ومحامين وفنانين وادباء واستاذة ومهندسين. انتفاضة وقفت فيها المرأة بجانب الرجل على قدم المساواة في الجسارة والاقدام والتضحية .
لماذا الخلاف اذن على اختيار اليوم الوطني للعراق؟! ها هي التواريخ الثلاثة لاحداث مشرفة ثلاثة .. اختاروا احداها واجعلوه يوما وطنيا للعراق ولمحبيه، رغم انف الفاسدين والمحاصصين والعملاء وجماعة “فرق تسد”!