على طريق الشعب... 8 آذار.. عيد للفرح والنضال / الإثنين, 07 آذار/مارس 2016

تحتفل البشرية بيوم الثامن من آذار، عيد المرأة العالمي، يوماً للنضال والعمل من اجل حقوق النساء المشروعة في المساواة والعدالة، وفي سبيل الحرية والديمقراطية والسلام .
في هذا اليوم تحتفل شعوب دول العالم اجمع ليس فقط تكريما للمرأة وتقديراً لها واعتزازاً بدورها، بل ايضاً للوقوف ازاء ما تحقق على طريق تحررها، ولتوفير الفرص المتكافئة لها ومساواتها مع اخيها الرجل في الحقوق والواجبات.
لقد اجتازت قضية تحرر المرأة طريقا طويلا وشاقا، حتى وصلت الى ما هي عليه الآن. فالمرأة بنضالها المتواصل وتضحياتها الجسيمة استطاعت انتزاع الكثير من حقوقها، وهي في نضالها الصعب لم تكن وحيدة، بل ساندتها ووقفت الى جانبها قوى السلم والحرية والديمقراطية والاشتراكية والشيوعية في العالم اجمع.
ومنذ الوقفة الشجاعة لعاملات النسيج في نيويورك عام 1908، والمرأة تواصل التصدي لكل ما يعيق تحررها وانطلاقها وتمكينها من استخدام كفاءاتها ومواهبها، والتقدم على مختلف الصعد وفي شتى المجالات: السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية والاكاديمية والاعلامية.
وقد برهنت الحياة بما لا يقبل الشك والجدل، ان التمييز القائم على وفق الجندر لا اساس له. وعكست الوقائع ان جذور هذا التمييز اهتزت وتزعزعت، ولكن تبقى الحاجة قائمة الى تهيئة مستلزمات تحقيق ذلك فعلياً على ارض الواقع، ودحر كل مشاريع الظلم والاضطهاد ومصادرة الحريات وخطط ابقاء المرأة حبيسة البيت والعادات والتقاليد السيئة. ويقيناً ان هذا لن يتحقق من دون ايجاد بيئة سياسية – اجتماعية مناسبة، ومواجهة مساعي الشد الى حالات التخلف وتكبيل المرأة بقيود اجتماعية بالية، لا تصمد امام الحياة العصرية ومتطلباتها.
ويحق للمرأة العراقية وهي تشارك اختها في بلدان العالم عيدها السنوي، ان تعتز وتفخر بمسيرتها وما قدمته لشعبها ومسيرته وقواه الوطنية والديمقراطية، ومنها حزبنا الشيوعي العراقي، وبالسفر النضالي الثر عموما للحركة النسوية العراقية على امتداد تاريخ العراق الحديث. فهي من قادت التظاهرات والمسيرات، وعانت القمع والاضطهاد والمنافي، ودخلت السجون، وامتشقت السلاح في جبال كردستان ضمن حركة الانصار المجيدة، وقدمت كوكبة خالدة من الشهيدات البطلات، ستظل ذكراهن في وجدان ابناء شعبنا وذاكرتهم.
ومع عيد الثامن من آذار، تطل علينا مناسبة عزيزة اخرى، هي ذكرى ولادة رابطة المرأة العراقية في 10 آذار (1952)، المنظمة المكافحة التي دافعت منذ تأسيسها بثبات وشجاعة عن حقوق المرأة العراقية. وقد ربطت على نحو سليم بين خصوصية الحركة النسوية ومتطلبات النضال الوطني العراقي العام لشعبنا، فكانت بحق واحدة من المنظمات النسوية الرائدة.
واذ نحتفل نحن الشيوعيين العراقيين مشاركين المرأة العراقية عيدها، فاننا نعتز بمواقف حزبنا الثابتة انتصارا لتحرير المرأة وتحقيق انعتاقها الاقتصادي والسياسي الكاملين، ومن اجل المساواة وتكافؤ الفرص. الى جانب الدعوة والعمل على توفير امكانات اسهام المرأة بفاعلية في بناء العراق الجديد - العراق المدني الديمقراطي الذي لا مكان فيه للتمييز والاضطهاد، وتسوده مبادئ المواطنة والعدالة الاجتماعية وصيانة حرية المرأة واتاحة فرص الازدهار والرقي لها.
اننا في هذه المناسبة نجدد تضامننا مع المرأة العراقية في كل مكان، داخل وخارج الوطن، وفي مخيمات النزوح واللجوء، وفي المناطق التي ابتليت بداعش الارهابي، الذي نحيي جهودها لفضحه وتعرية جرائمه وما ارتكبه من موبقات وتشريد واغتصاب وانتهاك فظ لحقوق الانسان.
وانها مناسبة ايضا لنتوجه الى نساء العراق وندعوهن الى المساهمة النشطة والواسعة في الحراك الشعبي المتعدد الاشكال ، والمبادرة الى دعمه واسناده وصولا الى تحقيق اهدافه في دحر الفساد والمفسدين واصلاح الاوضاع وتحقيق التغيير الشامل المطلوب، الذي بات حاجة ملحة لتخليص البلد مما هو عليه من ترد، ووضعه على الطريق السليم، والتوجه نحو اقامة حكومة كفاءات يتصف وزراؤها بالنزاهة والمهنية والاخلاص، ولانهاء نظام المحاصصة الطائفية – الاثنية، واقامة دولة المؤسسات والقانون والمواطنة، ودحر الارهاب وداعش، واعادة الاستقرار والامان والحياة الطبيعية الى ربوع الوطن.
للمرأة العراقية اجمل التهاني في عيدها المجيد، وباقات الورد لها ولنساء العالم اجمع، ولمنظماتهن المكافحة من اجل العدل والمساواة والديمقراطية والحرية.