العدد 19 السنة 86 الثلاثاء 03 تشرين الثاني 2020

 

تصفح بي دي اف

 

 

 

 

1

عيد «دهفا هنينا».. مرحبا

يحتفل الصابئة المندائيون في العراق هذه الايام بعيد الازدهار «دهفا هنينا». وفِي هذه المناسبة نقدم احر التحيات والتهاني لابناء شعبنا من الصابئة، متمنين لهم ولعموم  المواطنين العراقيين، الحياة الكريمة المرفهة والآمنة، وان يعم وطننا  الأمان والاستقرار والسلام والتآخي  وتحقيق العدالة والعيش الرغيد وتكافؤ الفرص للعراقيين جميعا.

“طريق الشعب”

***********

إرادة متجددة

لدحر منظومة المحاصصة والفساد

انطلقت حركة الاحتجاج منذ بدايتها تعبيرا عن الرفض لواقع شعبنا وبلدنا المأساوي. وبدءا بمظاهرات شباط 2011 وصولا الى انتفاضة تشرين 2019، رفعت شعارات ومطالب عادلة تجاوبت معها غالبية العراقيين، لأنها جسدت تطلعهم الى حياة أخرى مختلفة، عبْر تغيير شامل لمنظومة الحكم المسؤولة أساسا عما آلت اليه الأوضاع، ولنهج إدارة الدولة.

ولا تزال عوامل اندلاع الحركة قائمة، بل وتفاقمت في بعض جوانبها جراء الانسداد السياسي، واحتكار السلطة والقرار فيها، وبسبب الازمة المالية والاقتصادية والمعيشية والصحية، وتفشي جائحة كورونا، والعجز الحكومي عن تسديد رواتب الموظفين والمتقاعدين وتخصيصات الرعاية الاجتماعية، بجانب الفشل في اطلاق تنمية حقيقية واستنهاض اقتصاد البلد وتحقيق قدر من العدالة الاجتماعية، وحماية حياة المواطنين وامنهم وحصر السلاح بيد الدولة، والتصدي للفساد والفاسدين، وتهيئة شروط وعوامل اجراء انتخابات عادلة.

ان هذه العوامل وغيرها هي ما دفع ويدفع ملايين العراقيين وجلهم من الشابات والشبان، الى الخروج في حراك متعدد الاشكال وفعاليات تتوجه بصورة متزايدة نحو أُسّ المشاكل: منظومة المحاصصة والفساد، والطائفية السياسية. لذلك تصدت له القوى المرتعبة خوفا على سلطتها ونفوذها، وأغرقته بالدم، ملصقة به شتى التهم الباطلة، فيما تمسكت الغالبية العظمى من المنتفضين بالسلمية.

وحصل ما حصل في ساحة التحرير فجر السبت 31 - 10 - 2020 ضمن سعي تلك القوى للخلاص من كابوس الانتفاضة، التي أقضّت مضاجعهم وما زالت، وعرّتهم وكشفت زيف ادعائهم الحرص على تلبية مطالب المنتفضين والقصاص من قتلة المنتفضين، وتدشين السير على طريق التغيير الحقيقي.

يتوهم من يظن ان إرادة الشعب يمكن كسرها بالاستنفار والانقضاض العسكريين والامنيين على خيم المعتصمين السلميين. ويقينا ان ما حصل سيكون له مردود عكسي، يضاعف من شحنة التحدي والإصرار على المواصلة، للخلاص من الأقلية السياسة الحاكمة.

اننا إذ نرفض اللجوء الى القوة في التعامل مع المنتفضين والمحتجين، وندين أيّ انتهاك لحقوق المواطنين واعتقالهم عشوائيا، نطالب بإيقاف أيّة ملاحقات للمنتفضين السلميين، واحترام حق التعبير والتظاهر والاحتجاج السلمي الذي كفله الدستور.

ولا ارسخ من اليقين بان اللجوء الى القوة ليس حلا ولن يكون، مهما بُذل من جهد لتسويقه، وان لا بديل عن الإسراع في تلبية المطالَب الشعبية العادلة والمعروفة.

وتبقى مآثر انتفاضة تشرين وبطولات المشاركين فيها وما افرزت من حقائق ومعطيات، معينا وزادا لحراك يتجدد ويتجدد حتى تحقيق التغيير الحقيقي.

المجد للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للمختطفين والمغيبين

والنصر لإرادة شعبنا

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

1-11-2020

**********

الانتفاضة مستمرة

تسع محافظات

ترفض إيقاف لحظة تشرين

بغداد - علي شغاتي

أثارت خطة وآلية الحكومة في رفع خيام المعتصمين، في بغداد وعدد من المحافظات، غضب المحتجين الذين واجهوا عنف قوات الامن بالاصرار على تحقيق المطاليب المشروعة، مؤكدين استمرار الانتفاضة حتى الكشف عن قتلة المتظاهرين، وضمان اجراء انتخابات نزيهة، فضلا عن محاسبة الفاسدين.

وتوافد مئات المحتجين الغاضبين، الاحد، على ساحات التظاهر، في تسع محافظات (وسط البلاد وجنوبها)، لاستنكار الاعتداءات التي تعرض لها المعتصمون، اثناء رفع خيامهم بالقوة من قبل القوات الأمنية.

ووفقا لمراسل “طريق الشعب”، في بغداد، فإن “عملية إزالة خيام المعتصمين في ساحة التحرير من قبل القوات الأمنية، أثارت حفيظة المتظاهرين الذين توجه المئات منهم الى الساحة فورا، للتأكيد على استمرار الانتفاضة التي تطالب بالإصلاحات والخلاص من نظام المحاصصة الطائفية”. فيما شهدت محافظة البصرة، زخما احتجاجيا كبيرا، قوبل بعنف مفرط من قبل القوات الامنية، التي استخدمت الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع، بالضد من مسيرة احتجاجية كبيرة، انطلقت من ساحة ام البروم، صوب ساحة البحرية، عقب عمليات حرق الخيام وإزالة الحواجز من محيط الساحة.

وأكد المتظاهرون، رفضهم التام لمحاولات الحكومة، إنهاء الاعتصامات وهدم خيام المعصمين “بالقوة”.

**********

راصد الطريق

والله عيب

يا مجلس النواب!

يبدو ان مجلس النواب عاجز عن العيش من دون فضائح.

فبُعيد فضيحة اقراره قانون الانتخابات الجديد، البعيد تماما عن الاستجابة لارادة المنتفضين، والذي اعلن احد النواب على رؤوس الاشهاد ان ممثلي ثلاث او اربع كتل متنفذة اتفقوا عليه في الغرف المظلمة من وراء ظهر المجلس، ثم اوعزوا لنوابهم بتمريره .. بُعيدها خرج المجلس بفضيحة اقرار قانون اسس معادلة الشهادات الجامعية. وعلى الفور انتفضت بوجهه الاوساط الجامعية والاكاديمية، الرسمية والمجتمعية، داخل البلاد وخارجها، ومعها اوساط الرأي العام الواسعة.

 يلفت الانتباه هذا الاجماع على استنكار ورفض القانون الجديد. والأسباب عديدة، لعل ابرزها كونه يمنح النواب وذوي الدرجات الخاصة امتياز الحصول على شهادات عليا دون وجه حق. وهو بذلك يخرق المبدأ الدستوري بالمساواة بين المواطنين.

يحار المرء في تفسير سر هذا التكالب من غالبية السيدات والسادة النواب على المزايا والمغانم، ضاربين الدستور وحقوق بقية المواطنين عرض الحائط !

أهؤلاء هم حقا ممثلو الشعب؟

والله عيب وألف عيب .. يا “نوابنا” الاشاوس!

***********

ص 2

 

اضاءة... يتوجب وقف الكارثة المحدقة ! / محمد عبد الرحمن

يقول العديد من التقارير والدراسات الجادة ان الخط البياني  لهيمنة النفط  كمصدر رئيسي للطاقة  في العالم يتجه   باستمرار  نحو الانخفاض. وان جائحة كورونا وما ترتب عليها من تداعيات دفعت أسعار النفط الى ادنى مستوياتها منذ حوالي عشرين عاما ، وقد واصلت الانخفاض حتى يوم امس بنسبة تفوق ٣ في المائة بعد الاغلاق في عدد من دول اوربا، جراء تزايد الإصابات بكورونا . 

ويشهد العالم تحولا ملحوظا الى مصادر الطاقة المتجددة عوضا عن الوقود الاحفوري، الذي يشكل ٨٥ في المائة من انتاج الطاقة في العالم. وهذا الاتجاه يشمل حتى دول الشرق الأوسط، التي يعتبر  النفط والغاز في العديد منها مصادر أساسية للدخل الوطني وللموازنات السنوية ، والتي وظفت ١١ مليار دولار في مصادر الطاقة المتجددة مقارنة  بأكثر قليلا من مليار دولار عام ٢٠٠٨.

وكانت الثقافة العامة والاقتصادية، حتى في ذروة الأسعار الذهبية للنفط، تؤكد ان النفط ثروة ناضبة لا يصح الاستمرار في الاعتماد الكلي عليها. وهذا ما ادركته مبكرا دول مثل النرويج، ولكن في منطقتنا عموما، وفِي بلادنا خصوصا، استمر تجاهل هذه الحقيقة. ولا يبدو  حتى الآن ان في الأفق مؤشرات على  استيعاب وادراك المخاطر الناجمة عن ذلك.

لقد حذر متخصصون وسياسيون وطنيون مئات المرات، من كارثة حقيقية تنتظرنا اذا استمرت السياسات الاقتصادية والمالية العرجاء ذاتها. وها نحن وصلنا اللحظة التي تعلن فيها الدولة انها لا تستطيع توفير حوالي مليار ونصف المليار دولار لاستكمال المطلوب لدفع رواتب الموظفين والمتقاعدين لهذا الشهر. هذا ما أعلنته هيئة التقاعد العامة، التي يفترض ان لديها ما يكفي من الأموال المتراكمة لتسديد رواتب المتقاعدين. فاين ياترى ذهبت الأموال التي استقطعت منهم خلال سني الخدمة ؟!

ان من يراهن على تحسن أسعار النفط لإنقاذ العراق من ازمته المالية لعلى وهم كبير، سيما وان كل المؤشرات لا تشي بذلك، فضلا عن ان التحسن النسبي للأسعار لا يمكن التعويل عليه كثيرا، فاسعار النفط في العالم تتحكم فيها عوامل عدة وليست بيد منتجي ومصدري النفط الخام .

ان على من بيده القرار من السياسيين  وراسمي السياسات الاقتصادية والمالية، التصرف بشكل آخر، لكن استنساخ تجارب ومناهج مأزومة  أصلا سيزيد الطين بلّه. انما يكمن المخرج اليوم في التوجه الجاد نحو تنويع الاقتصاد، وإنماء القطاعات الوطنية الإنتاجية وحماية المنتوج الوطني،  وتقليص الصرفيات العامة  الى الحدود الدنيا، وخفض رواتب الدرجات الخاصة، ووقف الهدر، وتقليص النفقات العسكرية والتوقف عن تضخيم  المؤسسات العسكرية والأمنية والتوظيف السياسي والانتخابي، والمكافحة الجادة للفساد، واسترداد الأموال المنهوبة. هذه وغيرها هي مداخل ممكنة  التحقيق، مع توجه واضح مستقبلا الى بناء مستلزمات تنمية متوزانة ومستدامة.

ان البلد ليس بحاجة الى أوراق بيضاء سبق ان اعد مثلها عشرات، و لن يكون حال الجديد منها افضل من مصير خطط التنمية الوطنية، بل الى اوراق حمراء بخطوات جريئة وملموسة وإرادة سياسية حازمة لتنفيذها .

ونحن على قناعة من ان منظومة المحاصصة والفساد لا مصلحة لها في الاقدام على ذلك ، فلا مفر من فرض هذا الاستحقاق الوطني عبر الضغط الجماهيري والحراك متعدد الصور.

*************

اعتداء جديد على الخريجين في بغداد

تظاهرات حاشدة

تطالب بفرص عمل وخدمات

بغداد - طريق الشعب

لا تنفك الاحتجاجات المطلبية، تندلع بشكل يومي، أمام دوائر ومؤسسات الحكومة، في بغداد وعدد من المحافظات، والتي جوبه بعض منها بالاعتداء من قبل قوات الأمن.

ورفع المتظاهرون أمام دوائر وزارات النفط والتعليم العالي والنقل، مطاليب تتعلق بتوفير فرص العمل والخدمات.

اعتداء على الخريجين في بغداد

قال مراسل “طريق الشعب” بلال رضا، ببغداد، إن “عددا من حملة الشهادات العليا تظاهروا أمام مبنى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، للمطالبة بتوفير فرص العمل لهم في دوائر الدولة”. ونظم “العشرات من خريجي كليات الهندسة، مسيرة احتجاجية قرب مقر نقابة المهندسين، للمطالبة بتوفير فرص العمل أيضا، واقرار قانون حماية المهندس وتدريب المهندسين العراقيين، وتقليل الاعتماد على الاجانب”. فيما انطلقت تظاهرة ثالثة نظمها خريجو كليات المجموعة الطبية والتمريضية قرب وزارة الصحة، مؤكدا “تعرض عدد من المتظاهرين الى الاعتداء من قبل القوات الأمنية، ما أدى الى اصابة بعض الخريجين بجروح بليغة”.

اغلاق بوابات شركة نفط البصرة

من جانب آخر، أغلق المهندسون المعتصمون امام شركة نفط البصرة 3 مواقع رئيسية للشركة في المحافظة، احتجاجا على عدم توفير فرص العمل لهم.

وقال المتظاهر علي الموسوي في محافظة البصرة، في حديث لـ”طريق الشعب”، انه تم “اغلاق موقعي شركة نفط البصرة في الزقورة والماكينة، فضلا عن اغلاق المركز الثقافي النفطي”.

وأضاف الموسوي، ان خيار اغلاق الدوائر “هو تصعيد احتجاجي جديد بسبب عدم الاستجابة للمطاليب بتوفير فرص العمل، برغم مرور اكثر من شهرين على بدء التظاهرات”.

احتجاجات ذي قار: قطع الطرق

وفي ذي قار، أقدم العشرات من المواطنين على قطع عدد من الطرق في مدينة الناصرية، احتجاجا على تردي واقع الخدمات.

وبحسب المتظاهر، مرتضى رحيم، فإن “العشرات من اهالي مناطق الفداء والتضحية والحكيم، أقدموا على قطع طريق المرور السريع، احتجاجا على سوء الخدمات والاهمال، الذي تتعرض له مناطقهم”.

وضمن التصعيد الاحتجاجي، بيّن المتظاهر ميثم علي، في حديث لـ”طريق الشعب”، أن “ المتظاهرون قطعوا طريقا مؤدياً الى قاعدة الامام علي الجوية، احتجاجا على انقطاع ماء الاسالة، وتردي واقع الخدمات في منطقة ام الشويج، بسبب انعدام الخدمات في المنطقة وانقطاع مياه الاسالة.

ثلاث محافظات تطالب بالخدمات

في غضون ذلك، نظّم العشرات من أهالي مناطق الصدور الاربعة في محافظة الديوانية، تظاهرة امام مبنى البلدية للمطالبة بتوفير الخدمات. وأفاد مراسل “طريق الشعب”، ميعاد القصير، بأن “أهالي منطقة الصدور الاربعة، تظاهروا أمام مبنى البلدية للمطالبة بتوفير الخدمات الاساسية من تبليط واكساء للشوارع، فضلا عن بقية الخدمات الاساسية”. وفي محافظة المثنى، طالب عدد كبير من اهالي قضاء المجد في تظاهرة حاشدة، بتوفير الخدمات الاساسية لمناطقهم. ودعا المتظاهر محمد خلف، خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، الحكومتين المركزية والمحلية، الى “الالتفات لمعاناة المواطنين في قضاء المجد، وتوفير الخدمات الاساسية لهم، لاسيما تبليط الطرق والكهرباء والصحة والبلدية”، مشيراً الى ان “القضاء يسكنه اكثر من 70 الف مواطن، بينما يفتقر لأبسط الخدمات الاساسية”. إلى ذلك، أفاد مراسل “طريق الشعب” في محافظة النجف، أحمد عباس، بـ”تظاهر عدد كبير من المواطنين امام بوابة المستشفى الالماني، للمطالبة بتعجيل افتتاحه ورفض تحويله إلى الاستثمار من قبل بعض الجهات السياسية المتنفذة”.

 

**************

الاتحاد الدولي للنقابات الى رئيس الوزراء:

نرفض احتكار جهة واحدة

العمل النقابي في العراق

بغداد – طريق الشعب

بعثت الأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات (ITUC)، شارن برو، رسالة مشتركة إلى رئيس الوزراء، ووزير العمل والشؤون الاجتماعية، تعرب فيها عن تضامنها مع الاتحادات والنقابات العمالية، وتدين احتكار الحكومة للعمل النقابي لصالح اتحاد واحد. وقالت برو في الرسالة التي اطلعت عليها “طريق الشعب”: “أكتب إليكم نيابة عن الاتحاد الدولي للنقابات الذي يمثل 200 مليون عامل على مستوى العالم، للتنديد بمنشور وزارة العمل رقم 11367 بتاريخ 12 أكتوبر 2020، والذي تفرض فيه احتكار النقابات العمالية في العراق”. وأضافت الأمين العام في رسالتها، “نود أن نذكركم بأن اتفاقيتي منظمة العمل الدولية رقم 87 و 98 اللتين صادق عليهما العراق تحميان بالكامل مبدأ التعددية النقابية، حيث يرتكز هذا المبدأ على حق العمال في إنشاء منظمات من اختيارهم بشكل مستقل ودون تدخل من السلطات العامة، وفي الحق في اختيار المنظمة التي ستمثلهم في المفاوضات الجماعية. وعليه، فإن الاحتكار النقابي يتعارض مع أحكام اتفاقيتي منظمة العمل الدولية رقم 87 و 98”، مذكرة بأن “لجنة خبراء منظمة العمل الدولية المعنية بتطبيق الاتفاقيات والتوصيات CEACRدعت مرارا لإلغاء قانون تنظيم النقابات العمالية رقم 52 لعام 1987، والتأكد من أن القانون العراقي متوافق تماما مع مبادئ الحرية النقابية والمفاوضة الجماعية التي تحميها اتفاقيتا منظمة العمل الدولية. لذلك، يدعوكم الاتحاد الدولي للنقابات إلى سحب منشور وزارة العمل رقم 11367 على الفور واحترام حرية العمال في إنشاء منظمات للدفاع عن حقوقهم واختيار المنظمة التي ستمثلهم في المفاوضات مع الهيئات الإدارية الحكومية. كما ندعوكم إلى ضمان توافق القانون العراقي مع أحكام اتفاقيتي منظمة العمل الدولية رقم 87 ورقم 98”.

 

 

***********

 

ص 3

 

تسع محافظات تندد بالاعتداء على المعتصمين:

رفع الخيام مرهون بتحقيق مطالب الشعب

بغداد - علي شغاتي

توافد مئات المحتجين الغاضبين، الاحد الماضي، على ساحات التظاهر، في تسع محافظات (وسط البلاد وجنوبها)، لاستنكار الاعتداءات التي تعرض لها المعتصمون، اثناء رفع خيامهم بالقوة من قبل القوات الأمنية، فيما أكدوا استمرار الانتفاضة حتى تحقيق مطاليبها المشروعة، والتي تركز ابرزها على الكشف عن قتلة المتظاهرين وتحقيق انتخابات نزيهة، فضلا عن محاسبة الفاسدين.

غضب كبير في ساحة التحرير

وقال مراسل “طريق الشعب”، في بغداد، إن “عملية إزالة خيام المعتصمين في ساحة التحرير من قبل القوات الأمنية، أثارت حفيظة المتظاهرين الذين توجه المئات منهم الى الساحة فورا، للتأكيد على استمرار الانتفاضة التي تطالب بالإصلاحات والخلاص من نظام المحاصصة الطائفية”.

وأوضح المتظاهر، عبدالله محمد، لـ”طريق الشعب”، إن “المعتصمين في ساحة التحرير استيقظوا صباح السبت، على صوت الجرافات، ووقع خطوات المـئات من قوات مكافحة الشغب وحفظ النظام، وهي تحاصر الساحة من كل جانب، من اجل فض الاعتصام وفتح الطرق، قبل ان تقوم بالاعتداء على بعض المعتصمين، بمشهد بشع، ينهي كل الوعود الحكومية”.

ودعا محمد الحكومة الى “استخدام هذه القوات في الكشف عن قتلة المنتفضين والناشطين، وتقديمهم للمحاكمة، بدل امرها بفض اعتصام ساحة التحرير”، مؤكدا ان “هذه الخطوة اثبتت عدم احترام الحكومة لوعودها السابقة، ولا حتى لدماء الشهداء”.

قمع واعتقالات في البصرة

أما محافظة البصرة، فشهدت زخما احتجاجيا كبيرا، قوبل بعنف مفرط من قبل القوات الامنية التي استخدمت الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، حافظ الجاسم، أن “حشودا غفيرة من المواطنين انطلقت في مسيرة احتجاجية كبيرة من ساحة ام البروم، صوب ساحة البحرية، عقب عمليات حرق الخيام وإزالة الحواجز من محيط الساحة. وأكدت الرفض التام لمحاولات الحكومة المحلية لإنهاء الاعتصامات وهدم خيام المعصمين بالقوة”.

واضاف الجاسم، أن “القوات الأمنية واجهت المتظاهرين السلميين بالعنف المفرط، واستخدمت الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق الحشود، ما تسبب بإصابة العديد من المواطنين”، مشيراً الى أن “القوات الامنية لاحقت المتظاهرين الى الازقة، وشنّت حملة اعتقالات واسعة في محاولة منها لإنهاء التظاهرة وفتح ساحة البحرية”.

“الحبوبي” مملوءة بالمتظاهرين

من جهة اخرى، توافدت مجموعات كبيرة من المتظاهرين في محافظة ذي قار على ساحة الحبوبي، وسط تحذيرات من محاولات فض الاعتصام بالقوة.

وأفاد مراسل “طريق الشعب” في ذي قار، بأن “المتظاهرين عبّروا عن رفضهم محاولات الحكومة فض الاعتصام في ساحة الحبوبي، فيما قام عدد منهم بإغلاق مبنى المحافظة للمطالبة بإقالة المحافظ ناظم الوائلي ونائبيه، لفشلهم في القيام بواجباتهم الادارية وعدم جديتهم في اطلاق سراح الناشط المختطف سجاد العراقي”.

مسيرة حاشدة في واسط

في غضون ذلك، جدد المئات من المواطنين في محافظة واسط، تظاهراتهم المطالبة بمحاسبة قتلة المتظاهرين.

وبحسب مراسل “طريق الشعب”، علاء البعاج، فإن “المتظاهرين انطلقوا في مسيرة حاشدة من ساحة الاعتصام الرئيسية في مدينة الكوت، صوب فلكة تموز، للمطالبة بالكشف عن قتلة المتظاهرين ومحاسبتهم. كما رفضوا المحاولات الجارية لفض الاعتصام في المحافظة”.

تظاهرة طلابية في الديوانية

من جانب آخر، خرج طلبة جامعة القادسية، في مسيرة احتجاجية حاشدة، أكدت ضرورة تنفيذ المطاليب المشروعة للمنتفضين.

ووفقاً لمراسل “طريق الشعب”، ميعاد القصير، فإن “مجموعات من طلبة جامعة القادسية نظّمت مسيرة احتجاجية كبيرة انطلقت من أمام بناية الجامعة، واتجهت صوب ساحة الساعة للتأكيد على المطاليب الرئيسية للانتفاضة، وهي إجراء انتخابات مبكرة وفق قانون منصف وعادل، واختيار مفوضية مستقلة، بعيداً عن نفوذ احزاب السلطة، واعتماد البطاقة البايومترية، للحد من التزوير في الانتخابات، فضلا عن كشف ومحاسبة قتلة المتظاهرين”.

تضامن السماوة مع المنتفضين

في أثناء ذلك، جابت جموع غفيرة من المتظاهرين في السماوة، شوارع المدينة، للتأكيد على استمرار الانتفاضة.

وأفاد مراسل “طريق الشعب”، عبدالحسين السماوي، بأن “العشرات من المنتفضين نظّموا مسيرة احتجاجية، انطلقت من كورنيش السماوة، وسارت باتجاه السوق الكبير وساحة الغدير، وجرى التنديد بإزالة خيام المعتصمين في بغداد والبصرة، وعدم تحقيق مطاليب المنتفضين المشروعة”.

طلبة بابل يواصلون الاحتجاج

ويواصل طلبة محافظة بابل، التحشيد في ساحة الاعتصام الرئيسية (مجسر الثورة) تضامنا مع المنتفضين.

وقال مراسل “طريق الشعب”، محمد علي محيي الدين، إن “مجموعات الطلبة توافدت على ساحة اعتصام بابل، للمطالبة بالقصاص العادل من قتلة المتظاهرين، ومحاسبة الفاسدين. وأعلنت الاستمرار في التظاهرات والاعتصامات وعدم التراجع”.

كربلاء وملف قتلة المتظاهرين

الى ذلك، نظّم عدد كبير من المتظاهرين في محافظة كربلاء، مسيرة حاشدة للمطالبة بمحاسبة قتلة المتظاهرين ايضا.

وقال مراسل “طريق الشعب” في المحافظة، إن “مسيرة المتظاهرين التي انطلقت من فلكة التربية باتجاه مبنى الحكومة المحلية، مطالبة بمحاسبة قتلة المتظاهرين ورفض الاجراءات التعسفية للحكومة بإزالة خيام الاعتصام في بغداد والبصرة”.

يُشار الى أن العشرات من المتظاهرين توافدوا على ساحة الصدرين في محافظة النجف، للتأكيد على استمرار الانتفاضة، ورفض محاولات الفاسدين تمرير اجنداتهم من خلالها والعبث بها.

 

**********

مفوضية حقوق الانسان عدت التأخير “انتهاكا صارخا”

موظفو ثلاث محافظات يهددون بالتصعيد:

أين رواتبنا؟

بغداد ـ طريق الشعب

نظّم عشرات الموظفين في ثلاث محافظات، تظاهرات حاشدة، للمطالبة بصرف رواتبهم المتأخرة، فيما عدّت مفوضية حقوق الانسان، تأخير صرف معاشات الموظفين ومستحقات شبكة الرعاية الاجتماعية، “انتهاكا صارخا” للحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين. 

احتجاجات الموظفين في البصرة

ففي محافظة البصرة، تظاهر عدد من موظفي الشركة العامة لتوزيع كهرباء الجنوب، في ساحة الطيران، احتجاجا على تأخر صرف رواتبهم، وقال الموظف محسن علي لـ”طريق الشعب”، ان “رواتبنا لم تصرف منذ حوالي 50 يوما، بدون اي سبب يذكر من قبل ادارة الشركة او الوزارة رغم مطالباتنا المستمرة بصرف الرواتب”،  مهددا باللجوء الى “التصعيد ونصب خيام الاعتصام امام مقر الشركة في حال لم تتم الاستجابة لمطالبنا”.

إضرابات في الديوانية

من جانب آخر، ذكر مراسل “طريق الشعب”، في المحافظة، أن “بعض الكوادر الصحية والطبية في محافظة الديوانية، نظّمت اضرابا عن العمل، للمطالبة بصرف رواتبها المتأخرة، وانتظام توزيعها”، مضيفا ان “المحتجين دعوا الحكومة المركزية الى الاسراع بالاستجابة لمطالبهم، وحل مشكلة الرواتب، قبل لجوئهم الى التصعيد الاحتجاجي”.

مسيرة احتجاجية في المثنى

وفي محافظة المثنى، نظّم موظفون، مسيرة احتجاجية طالبت بصرف رواتبهم المتأخرة. ووفقا لمراسل “طريق الشعب”، في المحافظة، فإن “عددا من موظفي وزارات الصحة والتربية والتعليم العالي، نظموا مسيرة احتجاجية في شارع الكورنيش وسط مدينة السماوة، للمطالبة بصرف رواتبهم المتأخرة، وعدم تكرار التلاعب بقوت عوائلهم”.

انتهاكات لحقوق المواطنين

في المقابل، عدّت المفوضية العليا لحقوق الإنسان، تأخير صرف رواتب الموظفين والمستفيدين من الاعانات الاجتماعية، وتكرار هذا التأخير، انتهاكا صارخا للحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين.

وأبدت المفوضية في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، قلقها من “مغبة فشل الحكومة في تأمين رواتب الموظفين واعانات الحماية الاجتماعية والرواتب التقاعدية للشهر الجاري والاشهر اللاحقة”، مطالبة الجهات ذات العلاقة بـ”عدم تسييس هذا الملف، كونه يمثل استحقاقا دستوريا وقانونيا للموظفين والمواطنين، علما ان تأخير صرف الرواتب، او صرفها في غير الأوقات المحددة قانونيا، يعد انتهاكا صريحا للحقوق الأساسية التي لا يمكن المساس بها”.

 

**********

 

4

أمانة بغداد “مستعدة” لموسم الأمطار

بغداديون قلقون من الفيضانات: البنى التحتية لا تطمئن

بغداد ـ نورس حسن

مع حلول موسم الأمطار في كل عام، يواجه المواطن البغدادي، أزمة مزمنة، تتمثل في غرق الكثير من المناطق، بسبب سوء الخدمات وتهالك البنى التحتية من شبكات الصرف الصحي وغيرها.

وخلال فصل الشتاء، تمتزج مياه الأمطار بمياه المجاري المتسربة أساسا من منافذها، لتخلف أوحالا يستغرق جفافها أياما، الأمر الذي يعيق حركة المواطنين.

أزمة لا تنتهي في جسر ديالى

علي حسام (مواطن) من اهالي ناحية جسر ديالى، جنوبي بغداد، قال إن الناحية، وبعد أن خرج سكان مناطقها قبل عامين في تظاهرات تطالب بالخدمات، أطلقت أمانة العاصمة حملة لإعمار شبكات الصرفي الصحي وإكساء الشوارع “لكن ذلك شمل بعض مناطق الناحية وليس جميعها”.

وأضاف في حديث لـ “طريق الشعب”، أن “هناك ازقة ما زالت تعاني بسبب تهالك شبكات الصرف الصحي وانعدام التبليط، فضلا عن تراكم النفايات”، لافتا الى ان “معاناة المنطقة لا تقتصر على ذلك. هناك مشكلة أخرى تتمثل في انقطاع ماء الإسالة لفترات طويلة”.

وزاد حسام، “هذه المشكلة مضت عليها سنوات ولم يتم علاجها بالرغم من مطالبات المواطنين الكثيرة؛ فالأهالي اليوم يشترون الماء من السيارات الجوالة، لغرض الاستخدام المنزلي، ما يضيف على كاهلهم المزيد من المصاريف”.

أوضاع النهروان.. مأساوية

من جانبها، ذكرت علياء فلاح (مواطنة) من ناحية النهروان، شرقي بغداد، أن “غالبية المناطق في اطراف العاصمة تعاني إهمالا متعمدا على الرغم من المطالبات والمراجعات المستمرة للدوائر المعنية، والتي تضع دائما قلة الامكانات ذريعة لإقناع المواطنين، بتقبل واقع الحال”.

وعن أسباب هذا الإهمال، أشارت علياء في حديث لـ “طريق الشعب”، إلى أن “هذه المناطق بعيدة عن أعين المسؤولين، لذلك لا تحظى بأي اهتمام. فالحكومات المتعاقبة تخيط الرقعة على حجم الفتق لا أكثر!”.

معاناة اهالي الشعب مستمرة

ومنذ 90 يوما، شهدت منطقة الشعب، الكثير من الخطوات الايجابية، منها إلغاء اكثر من 50 نقطة لتجمع النفايات، وربط مجاري ثلاث محلات على بزل “قناة الشرطة”، بحسب ما أكد الناشط حسين حبيب.

وأضاف حبيب لـ “طريق الشعب”، قائلا: “اما ابرز أسباب معاناة أهالي المنطقة، فتتمثل في عدم اكساء الشوارع، فضلا عن حرق الطمر الصحي، الذي بالرغم من كونه يقع خارج الرقعة الجغرافية للمنطقة، إلا أنه يسبب أضرارا بيئية وصحية للمناطق المحيطة به”.

ولفت حبيب إلى انه “منذ 5 شهور، قامت محافظة بغداد بمد مشروع مجارٍ جديد في منطقة (سبع قصور)، ونحن لا نستطيع أن نحكم على جودة المشروع، إلا بعد هطول الأمطار”.

“استعدادات مبكرة” لامانة بغداد

وفي المقابل، قال معاون مدير عام العلاقات والاعلام في أمانة بغداد، عبد المنعم العيساوي، ان “الأمانة، ومن خلال دوائرها البلدية ودوائر مجاري بغداد، استعدت منذ وقت مبكر لموسم الامطار المقبل”. واكد، ان دوائر الأمانة “باشرت حملة شاملة لتهيئة محطات المجاري وتنظيف الشبكات والمشبكات، وتهيئة خطوط الطوارئ، فضلا عن توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية”.

وأضاف لـ “طريق الشعب”، قائلا: “كما ان هناك اجراءات إصلاحية، منها تصليح اربعة تخسفات في خطوط الصرف الصحي والامطار ضمن قاطع بلدية الكرادة وقواطع الاعظمية ومديريتي الصدر والشعلة”.

وبيّن العيساوي أن “الامانة تعمل وفق الامكانات المتوفرة. فقد وجّهت دوائرها البلدية كافة بتنفيذ أعمال التنظيف والتهيئة”.

********

اتحاد الطلبة يرى الفساد سببا رئيسيا للأزمة ‏

عام دراسي جديد: خطة وزارية لا تقبل التطبيق!

بغداد  ـ عبدالله لطيف ‏

يترقب الطلبة بداية عامهم الدراسي الجديد، وسط مخاوف ‏كثيرة من عدم مقدرة وزارة التربية على توفير عدد كافٍ من ‏الصفوف، لتأمين التباعد الاجتماعي، وفرض الضوابط التي ‏أوصت بها خلية الازمة ووزارة الصحة.

ويقول تدريسيون ومختصون في الشأن التربوي والتعليمي، ان تعليمات وزارة التربية حول كيفية بدء العام الدراسي، تجاهلت “المعوقات الكثيرة التي ستصطدم به، وابرزها النقص الكبير في الابنية المدرسية”. ‏

‏التربية تعد منهاجا طارئا

نقلت وكالات الأنباء، حديثا لوكيل الوزارة ‏للشؤون الإدارية، فلاح القيسي، الذي قال إن “الوزارة تعمل على ‏إعداد المـنـهـاج الــطــارئ، والــذي سـيـتـم مـن خلاله ‏تقليص بعض مناهج المــواد الـدراسـيـة لتمكين الطلبة ‏من الدمج بين منصة نيوتن للتعليم الالكتروني، والتعليم ‏المباشر”.‏ وافصح القيسي، عن “اتجاه الوزارة نحو ثلاثة محاور للعمل بها، عند بدء ‏العام الدراسي الجديد، وهي الالكتروني والمباشر ‏والـتـلـفـزيـون الـتـربـوي”، مـنـوهـا بـأنـه “سيتم تخصيص ‏رمـز سـري لكل طالب للدخول الى المنصة الالكترونية من ‏دون مشكلات فنية، فضلا عن تسجيل الـدروس لتمكين ‏الـطـالـب مـن مراجعتها فـي اي وقـت يشاء فيه ذلك”.‏

عام دراسي مُربك

وأثارت خطة الوزارة هذه، حفيظة العديد من المهتمين بالشأن ‏التربوي، بالإضافة الى منظمات طلابية ‏وتدريسين، خصوصا ان ايضاح وكيل الوزارة، خلا من الاشارة الى المعوقات التي تواجه العام الدراسي الجديد.

وقال علي ‏بخت، مهتم بالشأن التربوي لـ”طريق الشعب”، يبدو ان الوزارة “غير مستعدة” للموعد الاولي لانطلاقة العام ‏الجديد، لافتا الى ان “البنى التحتية غير جاهزة ‏بالإضافة الى نقص أبنية المدارس، وبالتالي يصعب ‏تحقيق مبدأ التباعد الاجتماعي”.

وأضاف، ان “الخيار ‏المطروح على طاولة النقاش هو تقليل ‏المناهج الدراسية وستكون هناك محاولة لإعطاء المناهج ‏الاساسية فقط”. ‏

ويصف بخت، الحلول المطروحة بأنها “عشوائية ‏ولم تخضع للدراسة”، مستنتجا من ذلك “نحن امام عام دراسي مُربك”.

ويردف، “كان من المفترض على الوزارة ان تطرح معالجات في وقت مبكر كي ‏تكون جميع الاطراف مستعدة للخيارات المطروحة”.

ويشير الى، ان “التعليم الالكتروني هو جزء اساسي من ‏المنظومة التعليمية في كل العالم، إلا إننا انتقلنا اليه فجأة، خلافا للبلدان الرائدة في هذا المجال، فلا الطلبة والاساتذة مهيؤون لهذا النوع من التعليم، ولا البنى التحتية لخدمات الانترنت”.

معلومات شحيحة ‏

‏وقال التدريسي احمد جبار لـ”طريق الشعب”، ان “الشكل الافضل الذي يمكن من خلاله ‏ان ينطلق العام الدراسي، هو إعطاء الدروس ‏الاساسية خلال يومين او ثلاثة ايام في الاسبوع، على ان يتلقى الطالب بقية الدروس الثانوية الكترونيا”، مبينا انه “ليس بمقدرة أي احد ان يعطي حلولا ناجحة، ‏لان الخيارات تكاد تكون معدومة، كما ان النجاح في هذا التحدي لا يتحقق دون تعاون الطلبة أيضا مع الكوادر التدريسية”.

الفساد سبب رئيسي

ويقول عضو مكتب سكرتارية اتحاد الطلبة العام ‏في جمهورية العراق، رضا عادل، إن “المعنيين في الشأن التربوي، إضافة ‏الى وزارة التربية، اتفقوا على ان بداية العام الدراسي ‏الجديد مرهونة بتأمين سلامة الطلبة”، مشيرا الى أن ذلك يحتاج الى ‏”تحقيق التباعد الاجتماعي الذي لا يتحقق الا بعدد كبير من الابنية المدرسية”.

وتساءل عادل خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، عن الكيفية التي تجعل وزارة التربية قادرة على ان تجعل الصف الصغير يحتوي على 10 طلاب، والصف الكبير 15 طالبا، في حين ان الصف الواحد كان يضم في الايام الطبيعية 50 – 60 طالبا، وبدوام ثنائي او ثلاثي؟”.

ويضيف، ان “الفساد والفشل الذي تسببت به الحكومات المتعاقبة، جعلنا الان امام خيارات عسيرة جدا”.

***********

 

5

لجنة التعليم البرلمانية تكشف كواليس “تحريف” التشريع الجديد

قانون معادلة الشهادات:

الألقاب العلمية العراقية في مهب الريح

بغداد ـ طريق الشعب

في وقت حرج تمر فيه البلاد، وجد مجلس النواب، فرصة مناسبة لتمرير قانون (أسس تعادل الشهادات والدرجات العلمية العربية والاجنبية)، الذي أثار جدلا كبيرا بين أوساط حكومية وأكاديمية، وشعبية أيضا، لما تحمل مواده، التي لم يقرأها أو يقدمها مجلس الوزراء، او وزارة التعليم، من مخالفات قانونية وإدارية، وغيرها.

وأبدت مؤسسات علمية عديدة داخل البلاد وخارجها، استغرابها من فقرات القانون الجديد، التي لا تخدم سوى مشرعيه.

وتبريرا لموقفها، قالت لجنة التعليم العالي والبحث العلمي في مجلس النواب، ان قانون معادلة الشهادات العلمية "حرف عن مساره الصحيح من قبل الكثير من النواب والقوى السياسية".

ويبدو أن اللجنة البرلمانية، تفاجأت باضافة بعض الفقرات، أبرزها "دراسة المسؤولين في داخل وخارج العراق"، و"وضع استثناءات كثيرة لشرائح عدة"، و"تطبيق القانون بأثر رجعي"، كما أنها استنكرت "تحديد الألقاب العلمية من حملة الشهادات في الوزارات الاخرى غير وزارتي التعليم العالي والتربية". 

وتجد شبكة "العلماء العراقيين في الخارج"، ان القانون المثير للجدل يجعل "الاعتراف العالمي بالشهادات العراقية" في مهب الريح. 

جامعة بغداد تستعرض المحاذير

من جهتها، أصدرت جامعة بغداد، بيانا صحافيا، استعرضت فيه "المحاذير المرتبطة ببعض المواد المثبتة في القانون" الجديد، مشيرة الى ان فقراته أهملت بشكل واضح "متطلبات النظر العلمي بتقييم الشهادات ومنح الألقاب العلمية الأكاديمية".

ودعت الجامعة في بيانها "إيقاف هذا القانون واعتماد رؤية وزارة التعليم العالي ومؤسساتها الجامعية الرصينة في إخضاع الشهادات ومعادلتها الى معايير علمية سليمة، توفر الضمانات الكافية لزج الخريجين في مساحات العمل وخدمة المجتمع".

التعليم البرلمانية تكشف الكواليس

وأشكل عدد من النواب، من بينهم أعضاء لجنة التعليم البرلمانية، على جلسة تشريع القانون، تجاوزها "النظام الداخلي وسياقاته في عملية التصويت على القوانين"، محذرين من ان تلك العملية تعمل على "تشويه القوانين واخراجها بطريقة ضارة وسلبية".

وبيّن عضو اللجنة التعليم البرلمانية، النائب رياض المسعودي، إن "الهدف الاساسي من تشريع قانون معادلة الشهادات العلمية، هو الغاء تعليمات رقم (5) لسنة 1976 والمتعلقة بفقرة الاقامة خارج العراق".

وقال في تصريح صحافي طالعته "طريق العشب"، أمس، انه "خلال عملية متابعة القانون من قبل لجنتي التعليم والقانونية وجدنا هناك تحولا كبيرا لدى الكثير من القوى السياسية والنواب في حرف القانون عن مساره الصحيح من خلال إضافة فقرات جديدة". 

وأوضح، أن "الفقرات التي تمت اضافتها منها تتعلق بدراسة المسؤولين في داخل وخارج العراق، ووضع استثناءات كثيرة لشرائح عدة، وتطبيق القانون بأثر رجعي، فضلا عن تحديد الألقاب العلمية من حملة الشهادات في الوزارات الاخرى غير وزارتي التعليم العالي والتربية". 

وتابع، أن "القانون فيه نقاط ضعف كثيرة وانحرافات كبيرة جداً".

وخلص الى ان أغلب أعضاء لجنته "لم يكونوا مع هذا القانون، إلا أنه شرع وفق الاغلبية في مجلس النواب". 

فيما قال النائب مازن الفيلي، في بيان اطلعت عليه "طريق الشعب"، يوم امس، ان "ما حصل في التصويت على قانون معادلة الشهادات والدرجات العلمية، وإقحام مواد تؤدي الى إضعاف الكفاءة والرصانة العلمية وتهديد مستقبل التعليم في البلاد، يشكل سابقة خطرة في النشاط التشريعي للبرلمان".

علماء عرقيون: تدهور الرصانة العلمية

واستنكرت شبكة "العلماء العراقيين في الخارج"، في وقت سابق، تمرير قانون "أسس تعادل الشهادات"، محذرة من تأثيراته السلبية على الاعتراف العالمي بالشهادات العراقية. 

وذكرت الشبكة في بيان تلقته "طريق الشعب"، "اطلعنا وباهتمام بالغ على قانون أسس تعادل الشهادات الذي صوت عليه مجلس النواب العراقي بتاريخ 28 تشرين الأول 2020، كما اطلعنا كذلك على بيانات ورسائل الرفض التي أصدرتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ونقابة الأكاديميين العراقيين ونخبة كبيرة من الأكاديميين العراقيين".   

وأضاف البيان، "بعد الوقوف عن كثب لمعرفة ابعاد هذا القانون ونتائجه السلبية التي لن تعود بخير على التعليم العالي ولن تصب في مصلحة البلد وتقدمه، وإنما ستساهم في تدهور الرصانة العلمية".

واعربت الشبكة عن "استنكارها للقانون وتحفظها على طريقة وأسلوب معادلة الشهادات ضمن هذا القانون".

كما أعلنت رابطة الأكاديميين العراقيين في المملكة المتحدة، تضامنها "مع الرأي العام الأكاديمي في العراق وخارجه لرفض قانون أسس معادلة الشهادات الجامعية".

وأشرت الرابطة في بيان صحافي تسلمته "طريق الشعب"، ملاحظة عدة على القانون الجديد، منها، أنه "ألغى اختصاص وزارة التعليم العالي في القضايا الأكاديمية حيث استبعدت هيئة الرأي في الوزارة وقيام اللجنة القانونية البرلمانية بمقترح هذا القانون وهو ليس من اختصاصها".

وقالت، ان "القانون أحدث خرقا في مبدأ دستوري مهم، وهو مبدأ المساواة بين المواطنين، بعد ان منح امتيازات خاصة للنواب والمسؤولين".

أكاديميون: قانون لا يخدم غير مشرعيه

ولا تزال تتواصل بيانات الاستنكار من طرف الاكاديميين والمؤسسات والمنظمات المعنية بالقانون، والتي تجد جميعها ان مجلس النواب يعمل على "تدهور التعليم، وتبدده وتهاونه"، في تشريعه قانون معادلة الشهادات الجديد.

ويقول الدكتور سامي المظفر، وزير التعليم العالي الاسبق، ان مجلس النواب لا يملك شرعية في تشريع قانون اسس تعادل الشهادات والدرجات العلمية العربية والاجنبية الا بموافقة والتنسيق مع التعليم العالي.

ويضيف المظفر، ان الاسباب الموجبة لتشريع القانون، بحسب ما مذكور، "لا يمكن تحقيقها او تطبيقها في هذا القانون، ولا علاقة للقانون بالمفردات المعتمدة في الاسباب الموجبة، لان لها قوانينها الخاصة"، مشيرا الى انه يقوم "بنقل معظم  صلاحيات وزارة التعليم العالي وتحجيمها  الى جهات عديدة"، بينما تملك وزارة التعليم "الرأي الاول والاخير" في هذا الجانب.

ويؤشر، "خروقات علمية اصابت هذا القانون، نتيجة قلة الخبرة وضعف الارادة، وتأثير مجلس النواب"، مستشهدا على ذلك بـ"اعتماد ومعادلة شهادة الدكتوراه من خارج العراق بدون تقديم اطروحة الدكتوراه والاكتفاء بالامور الاجرائية فقط!".

وينبّه الأكاديمي الى، ان "من اساسيات الدراسات العليا هو التفرغ التام او الكلي، بينما شجع القانون على معادلة شهادات الوزراء والبرلمانيين والدرجات الخاصة الحاصلين عليها اثناء فترة تكليفهم، استثناء من القواعد الجامعية والتعليمات الخاصة بالدراسات العليا". 

ويذكر المتحدث ما أسماه "تدهور اخر"، وهو "اقحام الترقيات العلمية في هذا القانون مع قيام  لجان غير جامعية في الدوائر المختلفة بهذه المهام، مما يثير حفيظة المرتبة العلمية واصالتها".

تشتيت جهود إصلاح التعليم

أما الدكتور ماهر جبار الخليلي، رئيس اللجنة العلمية والثقافية في نقابة الاكاديميين العراقيين، فيحاول ان يختصر القصة بالقول، ان "تشريع قانون اسس تعادل الشهادات والدرجات العلمية العربية والاجنبية يوم 28 تشرين الاول 2020 يعد كارثة بكل ما للكلمة من معنى، على وضع العراق الحالي والمستقبلي".

ويذكر الخليلي في مقال مطول عددا من الملاحظات، من بينها ان التشريع الجديد يشتت "جهود اصلاح التعليم وسد الثغرات والالتحاق بمعايير الجودة العالمية والمجتمع الاكاديمي العالمي"، مشيرا الى ان "المادة الثانية/ الفقرة الثانية حددت المشمولين بمعادلة الشهادات وفي البند (أ) ستة انواع من الطلبة هم (الحاصلين على اجازات دراسية/ اثناء التوظيف/ النفقة الخاصة/ طلبة الابتعاث/ الزمالات/ ذوي الدرجات الخاصة)، بمعنى تمت اضافة المخالفين للقوانين السابقة".

ويشير الى ان "المادة الثانية عشرة/ البند اولا، اعطى الحق للموظفين الذين يشغلون مناصب عليا (اعضاء مجلس النواب والوزراء ومن هم بدرجتهم والدرجات الخاصة بموافقة دوائرهم) بالحصول على الشهادة مع الاحتفاظ بالمنصب، واستثناء من شرط العمر وهذا يتعارض تماما مع القوانين النافذة".

ويحذر الاكاديمي من، أن هذا القانون "يفتح الباب اما شرعنة اشغال المناصب العليا، ومن ثم الحصول على الشهادة".

ويدعو الدكتور الخليلي، رئيس الجمهورية الى "اعادة القانون الى مجلس النواب في حالة وصوله اليه، للمصادقة"، فيما أوصى بـ"تشكيل لجنة خاصة عليا لإعداد فلسفة تربوية خاصة بالعراق وأهداف تربوية واضحة وسياسة تعليمية متدرجة ومنسجمة مع الاستراتيجية الوطنية التي تم اعدادها في العام 2012، باشراف أممي".

*************

 

ص 6

في ظل صمت حكومي مطبق

بضائع التجار تبتلع الأرصفة

اين يذهب المارة؟

بعقوبة - قحطان الانصاري

يشكل التجاوز على الأرصفة من قبل الكثيرين من أصحاب المحال التجارية، ظاهرة دخيلة على المجتمع العراقي. فلا يكاد المواطن يسير في منطقة تجارية، حتى يجد الرصيف مختفيا تحت أكوام البضائع، فيظل يبحث عن طريق يمر منه دون جدوى، فيضطر إلى السير في الشارع بين السيارات، معرضا نفسه لخطر الدهس!

ولم يكتف التجار بالاستيلاء على رصيف المشاة، بل ان بعضهم ضم أجزاء من الشارع لمحالهم.

وهذا ما يحصل اليوم في شوارع بعقوبة، أمام صمت الحكومة المحلية.

البعض من أصحاب المحال يتفاخر بكونه ذا حق في هذا التجاوز، لأنه حاصل على موافقة حكومية من دوائر المحافظة والبلدية والطرق والجسور، مدعيا أنها تأخذ من أصحاب المحال جباية مقابل التغاضي عن التجاوزات التي باتت ترهق المواطن، وتعيق سيره، خاصة في الأماكن المزدحمة.

المواطن بشار الخزعلي، وهو سائق تاكسي، يقول في حديث لـ “طريق الشعب”، أن شوارع ديالى تم الاستيلاء عليها من قبل ضعاف النفوس من التجار وأصحاب المحال الصغيرة، مبينا أن “هؤلاء مسنودون من مسؤولين حكوميين، ما يجعلهم في مأمن من المحاسبة القانونية”.

ويضيف قائلا، أن احد الشوارع في مركز مدينة بعقوبة، تحوّل اليوم إلى مرآب لوقوف السيارات تابع لشخص متنفذ في المحافظة، الأمر الذي سبب اختناقا مروريا في بقية الشوارع، لافتا إلى أن بعض الشوارع في مركز المحافظة، استولى عليها أحد القصابين، بضمنها الشوارع القريبة من الإشارة الضوئية في شارع الوثبة.

مواطنون عديدون، أعربوا لـ “طريق الشعب”، عن امتعاضهم من هذه الظاهرة السلبية، منتقدين الصمت الحكومي ازاء التجاوزات التي حرمت المواطن من حقه في السير على أرض آمنة، على اعتبار أن الرصيف مخصص للمشاة، حماية لهم من التعرض للدهس في حال ساروا في  الشارع بين السيارات.

فيما يرى البعض، أن “بلدية بعقوبة لا تزال عاجزة عن حل مشكلة التجاوزات، رغم شكاوى المواطنين ومناشداتهم، كون الكثيرون من المتجاوزين مسنودين من جهات متنفذة، أو انهم يدفعون رشاوى لمسؤولين”.

ويأمل أهالي محافظة ديالى استعادة الأرصفة من أيدي المتجاوزين الذين باتوا يرونها ملكا لهم، فضلا عن تحرير الشوارع المستولى عليها من قبل البعض، وإعادة فتحها أمام المارة.

 

**************

حول محصول “الشلب”

فلاحو الشامية يطالبون بمستحقاتهم وإنقاذهم

من “الخسائر الكبيرة”

الديوانية – طريق الشعب

طالب فلاحو قضاء الشامية في محافظة الديوانية، الحكومة بتأمين مستحقاتهم المالية عن محصول “الشلب”، والتي لم يتسلموها منذ الموسم السابق.

وقال الفلاحون في بيان مصور نقلته وكالات أنباء وشاهدته “طريق الشعب”، انه “لكوننا على أبواب موسم حصاد الشلب، الذي يزرع في محافظتي الديوانية والنجف فقط، نطالب بتأمين مستحقاتنا من مبالغ المحصول فورا”، مشيرين إلى انه خلاف ذلك “سيتكبد الفلاحون خسارة كبيرة، في الوقت الذي يحجم فيه السوق المحلي عن شراء محاصيلهم بالسعر المحدد، وبالتالي يضطر الفلاحون إلى بيعها بأسعار متدنية لا توازي كلف مستلزمات الزراعة”.

وطالب الفلاحون أيضا بعدم السماح بنقل الشلب بين المحافظات، تلافيا لتسويق محاصيلهم من “المحافظات التي زرعت الشلب تجاوزا، والتي غضت الجهات الحكومية الطرف عنها”، موضحين أن ذلك يأتي لـ “ضمان عدم التجاوز مستقبلا على الحصص المائية، كذلك لمعرفة الواقع الإنتاجي لأراضينا بدقة، وتحديد مواطن الضعف والقوة ومعالجة الإخفاقات”.

وشددوا على “التركيز على محافظتي ميسان وديالى، كونهما زرعتا مساحات كبيرة من الشلب تجاوزا، لتغطية التهريب إلى الجارة إيران المحاذية لهما”.

واختتم الفلاحون بيانهم بالقول: ان “تأخر رواتب الموظفين لأيام قليلة أدى إلى تزعزع وضعهم الاقتصادي، فما بالكم بالمزارعين الذين لم يتسلموا مستحقاتهم المالية من الموسم السابق!؟”.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الرميثة

مواطنون يدعون إلى ردم مبزل قرب منازلهم

السماوة – وكالات

دعا مواطنون من سكان منطقة الهلايجية في قضاء الرميثة بمحافظة المثنى، الدوائر الخدمية إلى ردم مبزل يمر قرب منازلهم المسجلة كطابو صرف، مشيرين في حديث صحفي، إلى ان هذا المبزل أصبح مكبا للنفايات ومصدرا للجراثيم والأمراض. وذكر السكان أن منطقتهم تعاني إهمالا في الجانب الخدمي، داعين بلدية الرميثة إلى تكثيف جهودها الخدمية في المنطقة.

 

**************

 

إلى بلدية الرشيد

النفايات تشوه مدرستين في حي الشباب

بغداد – طريق الشعب

شكا أهالي المحلة 839 في حي الشباب ببغداد، تراكم النفايات على امتداد جدار المدرستين الابتدائيتين المزدوجتين “أميمة” و”آمنة بنت وهب”.

ونقل المواطن حسن فالح الخالدي، عن أهالي المحلة قولهم أن هذه النفايات باتت مصدرا للروائح الكريهة والأوبئة، ما يضر بصحة أبنائهم التلاميذ، خصوصا أن العام الدراسي الجديد على الأبواب، مناشدين وحدة بلدية الرشيد، الإسراع في رفع النفايات وتنظيف المكان وإظهاره بالشكل الذي يليق بالمعلم الدراسي الموجود.

 

****************

بين غياب الكفاءة واستفحال الفساد

الحلة.. واقع خدمي مزرً

ومشاريع لا تكتمل

الحلة – ظافر مردان

 

 

تعاني مدينة الحلة واقعا خدميا مزريا سببه الأساس عدم كفاءة إدارة محافظة بابل واستفحال الفساد في الدوائر الحكومية فضلا عن غياب التخطيط والرقابة. فالأزبال مكدسة في شوارع المدينة وأزقتها، فيما الشوارع لا تصلح أصلا لسير المركبات، والأرصفة تستغل من قبل المتجاوزين، والمدينة برمتها تعيش في أجواء متربة على مدار الساعة.

وإلى جانب ذلك كله، توقفت غالبية المشاريع الخدمية منذ عام ٢٠١٤ وحتى ما قبلها. فمشروع مجاري الحلة الكبير، الذي يعد من أهم مشاريع البنى التحتية في محافظة بابل، يتم تأجيله من عام الى آخر، والسبب هو الاختلاف حول نسب العمولة. علما ان هناك شركات رصينة قدمت عروضا لتمويل المشروع، لكنها لم تلق ترحيبا من الجهات المعنية!

مشروع “مجسر الام” هو الآخر متوقف منذ ٢٠١٤. ويقع هذا المشروع في مركز المدينة، وبسبب عدم اكتماله بات يشكل عائقا أمام سير المركبات، وأصبح مكبا للنفايات ومصدرا للأتربة. أما مبنيا المحافظة ومجلسها، فسينهيان قريبا عقدهما الأول منذ وضع حجر الأساس لهما، ولا نعلم متى يكتملان!

ومقابل ذلك، يتم تبديد الأموال في مشاريع تبليط صغيرة في الاقضية والنواحي، وهذا ليس من أجل تقديم الخدمة للمواطن، إنما لغرض كسب الاصوات الانتخابية والظفر بالعمولات!

وكيف ستنجز المشاريع بشكل فعلي، ومدير بلدية الحلة، على سبيل الذكر، يم استبداله ٨ مرات في فترة لا تتجاوز العام الواحد!

محافظة بابل، التي أُدرجت مدينتها الأثرية على لائحة التراث العالمي، تعاني اليوم تراجعا غير مسبوق في مجمل الخدمات، في الوقت الذي يجب أن تبذل فيه قصارى الجهود من أجل أن تظهر بشكل لائق أمام الساكنين والزائرين.

 

**************

 

مواساة

* تتقدم محلية بابل للحزب الشيوعي العراقي، بوافر العزاء والمواساة لأسرة الفقيد الرفيق المخلص لشعبه وحزبه في مدينة الهاشمية الراحل حسن عبد المطلب (ابو عبد المهدي). الشخصية الاجتماعية المحبوبة والديمقراطية المدافعة عن حقوق الإنسان والكادحين. للراحل العزيز الذكر الطيب، ولروحه السلام، وللعائلة الكريمة والرفاق الصبر الجميل.

* ببالغ الحزن والاسى، تنعى هيئة تنظيم الحزب الشيوعي العراقي في الحي، الرفيق فرحان زريجي العلي، الذي وافاه الأجل. والفقيد ابن عم الرفيق الراحل الدكتور علي عوده العقابي، وشقيق ام براڤدا. الذكر الطيب دوما للفقيد الراحل، والصبر والسلوان للعائلة الكريمة.

* الرفيق العزيز عدنان هادي طاهر (أبو هدى)، فاجأنا خبر رحيل شقيقكم الاكبر رجب هادي طاهر (أبو خالد)، بعد ايام من رحيل العزيز ابو فارس. نشارككم مصابكم الكبير هذا، وننقل لكم تعازي رفيقاتك ورفاقك في منظمة الحزب الشيوعي العراقي، وتمنياتهم لكم بالصبر. وللفقيد الغالي عاطر الذكر ولروحه السلام.

منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد

 

***************

‏تنسيق برلماني حكومي لتنظيم “تعليمات جديدة” تخص العمالة والاستثمار

إحصائية نقابية: 750 ألف عامل أجنبي دخلوا العراق بصورة «غير شرعية»

بغداد ـ طريق الشعب

أكد مسؤول نقابي، مؤخرا، ان ‏معظم العمالة الاجنبية الموجودة في العراق، دخلت بطرق “غير ‏شرعية”، مشيرا الى ان اعداد تلك العمالة تصل لـ 750 الفا، وان وزارة العمل لا تملك قاعدة بيانات خاصة بهم. يأتي ذلك بعد ان كشفت لجنة الاقتصاد والاستثمار البرلمانية، عن وجود “تعليمات جديدة” لتنظيم ملفي العمالة الاجنبية والاستثمار، مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، بهدف توفير فرص عمل اكثر للأيدي العاملة المحلية.

عمالة أجنبية غير شرعية

قال نائب رئيس اتحاد نقابات عمال العراق، عدنان الصفار، ان ‏معظم العمالة الاجنبية الموجودة في العراق قد دخلت بطرق غير ‏شرعية. ‏

واكد الصفار، في تصريح خاص لـ”طريق الشعب”، ان “عدد العمال الاجانب ‏في العراق الان يبلغ تقريبا 750 الف عامل اجنبي، من مختلف الجنسيات، وأغلبية هؤلاء دخلوا الى العراق بطريقة غير شرعية”.

واضاف، ان “الدخول الى العراق بشكل رسمي يضمن حياة ‏العامل ويضمن عمله ويستطيع الحصول على عمل في اختصاص يحتاجه ‏العراق فعلاً”، مردفا “بسبب الدخول غير الشرعي للعمال الاجانب، نجدهم جميعاً يعانون ‏من مشاكل واستغلال من قبل ارباب العمل، وما يحدث الان أن هؤلاء العمال، يعملون بمختلف الاعمال، ولا توجد جهة تحددهم في اختصاصات ‏يحتاج العراق اليها، وبالتالي ذلك يعود سلباً على العمال المحليين”.

ولفت الصفار الى، ان “هذه المشاكل عالجها قانون العمل العراق رقم 37 لسنة 2015، ‏حيث حدد القانون طريقة خاصة لاستقدام العمالة الاجنبية، ومراعاة ‏وضعها وتهيئة الظروف القانونية الصحيحة التي تضمن الحماية لجميع ‏الاطراف”.

وخلص الصفار الى، ان “وزارة العمل والشؤون الاجتماعية لا تملك قاعدة ‏بيانات عن عدد العمالة الاجنبية، وعن مهنهم واوضاعهم الصحية، وان العراق لا يحتاج اصلا لهذا العدد الكبير من العمال الاجانب، ‏لأنه يعاني من نسبة بطالة مرتفعة، تفاقمت اكثر بعد دخول جائحة كورونا الى العراق”.

تعليمات جديدة عن العمالة الاجنبية

من جانبه، قال عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار في مجلس النواب، النائب حسين عرب، ان “ملفي العمالة الأجنبية والاستثمار ‏سيندرجان ضمن تعليمات جديدة تعمل لجنة العمل النيابية مع وزارة العمل ‏والشؤون الاجتماعية عليهما”. وأضاف عرب، في تصريح صحافي، اطلعت عليه “طريق الشعب”، ان “هذين الملفين سيسهمان في ‏التقليل من البطالة، وتوفير فرص العمل للشباب”، منوها بـ “وجود العديد من المقترحات التي تخص ملف العمالة الأجنبية، وكذلك ملف التوظيف”.

وزاد النائب، ان “الضوابط والتعليمات التي تتعلق بملف العمالة الاجنبية لدى وزارة العمل والشؤون الاجتماعية ولجنة العمل النيابية، تهدف للحد ‏من قضية العمالة وتوفير فرص عمل للشباب العراقي للفترة المقبلة”، لافتا الى وجود “ملف جديد اصبح ضمن أولويات وزارة العمل، يتعلق بعمل الشركات المطورة لمبادرات البنك المركزي ‏الخاصة بالمدن الصناعية، وسوق العمل العراقي”.

وأكد عرب، أن “وزارة العمل ‏باشرت هذا الملف، وستكون هناك إجراءات لتوفير فرص عمل لكل ‏القطاعات في سوق العمل العراقي”.‏

تنسيق مع الاقليم

وفي السياق، ذكرت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، أن وزيرها عادل الركابي، التقى مع وزير الداخلية في اقليم كردستان، للتباحث معه بشأن ملفات عدة، بضمنها تنظيم العمالة الاجنبية القادمة عن طريق كردستان.

واوضح المكتب الاعلامي لوزير العمل، في بيان طالعته “طريق الشعب”، أن الاخير “اوضح تأثير العمالة الاجنبية الكبير ‏على واقع العمالة الوطنية، كونها تشاركهم فرص العمل، ما يستوجب ‏الحد من دخولهم غير الشرعي والتأكيد على تنفيذ القوانين المتعلقة ‏بعملهم، والتي من اهمها تشغيل عمالة وطنية بنسبة 50 في المائة ‏مقابل العمالة الاجنبية”.

وقال، ان “دائرة الاقامة مسؤولة عن عدم السماح بدخول ‏العمال الاجانب باستثناء ذوي الاختصاصات غير المتوفرة ضمن سوق ‏العمل العراقي، لإعطاء فرصة اكبر لتوفير فرص عمل للعمالة الوطنية”.‏

********************************

 

ما وراء الأزمة المالية الراهنة

ابراهيم المشهداني

تنهمك الحكومة العراقية حاليا في حل ألغاز الأزمة المالية الراهنة التي تجسدت قبل كل شيء في توفير رواتب موظفي الدولة، ومع أنها في كل عام حينما تجري مناقشات الموازنة التي تخطط لها على أساس التوقعات في حجم النفقات العامة والموارد المالية تجد نفسها في ورطة أسوأ من سابقاتها فما أسباب ديمومة هذه الازمة؟

ليس بدون فائدة مراجعة بيانات الموازنات السنوية للفترة من عام 2003 حتى عام 2019 والتي بلغت 1258 مليار دولار، أي ما يعادل 1450 تريليون دينار، وأن نسبة المنفق من الايرادات المالية الاجنبية 99،5 في المائة من حجم الايرادات الكلي، وفضلا عن ذلك بلغ حجم التنفيذ المالي للموازنات السنوية 489 مليار دولار أي ما نسبته 70 في المائة، ناهيك عن المنفق على الاستيرادات الحكومية وعقود التراخيص النفطية والمدفوعات العسكرية وخدمة الديون الأجنبية وسواها.

ومن السهل على المتابع ملامسة الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذا الافراط في الانفاق الحكومي في أوجه استهلاكية ناتجة عن مضاعفة القوة الشرائية التي تجسدت في  تضخم الجهاز الاداري وتعاظم نفقاته  التشغيلية  والزيادة المفرطة في عرض النقد المقترن مع سوء الادارة المالية، ويقف على رأس كل هذه الاسباب عمليات الفساد والهدر المالي الناتج عن فشل الادارات الحكومية  عبر عقود وهمية وانتهاك للعقود المبرمة، وكثرة شراء  السيارات للأغراض الشخصية مع ما تتطلب من نفقات لتغطية الوقود والصيانة،  والاعظم من كل ذلك عبء الرواتب الناتجة عن تعيينات لا حاجة بها الا لأغراض انتخابية .

 إن ضعف الإدارة المالية وفشلها في ضبط ايقاع الانفاق العام  قد وفر  ثروات للكثير من القوى السياسية وتمثلاتها في اللجان الاقتصادية المنتشرة في الوزارات والجهات غير المرتبطة بوزارة التي استحوذت على هذه الثروات من المشاريع الوهمية ونفوذها على نافذة البنك المركزي والمضاربات المالية في السوق الموازية،  وكل هذه الثروات لم تتحقق لولا عجز البرلمان عن أداء دوره الرقابي وتغييب الحسابات الختامية عند مناقشة الموازنات السنوية في انتهاك للمواد الدستورية ذات الصلة، ولهذا تشير البيانات الحكومية أن مجموع المبالغ المسروقة والمهربة تصل منذ عام 2006 الى 360 مليار دولار .

ان هذا الخلل الكبير في هدر الأموال العامة لا يتأتى من خلال الضغط على رواتب موظفي الدولة حسب منطق الورقة البيضاء وإنما عبر وسائل أكثر فعالية نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر ما يلي:

• وضع برنامج حكومي واضح يتعلق بمراجعة وتدقيق شامل للنفقات الحكومية بأدق تفاصيلها وتحديد أوجه الهدر والانفاق في غير احتياجاتها الملحة.

• مراجعة شاملة لمصادر التمويل وتشمل المنافذ الحدودية وجرد ممتلكات الدولة وخاصة العقارات في الداخل والخارج ومراجعة عمليات بيعها وايجارها منذ عام 3003 بما يتلاءم مع اسعار السوق في أوانها.

•  اصلاح النظام الضريبي وتحديث جهازه واصلاح اداراته وتحسين ادوات عمله وعصرنتها بما يشمل الضرائب التصاعدية والسيطرة التامة على الوعاء الضريبي ومنع التهرب.

 

**************

بيانات حديثة

ترسم توقعات قاتمة للاقتصاد العراقي

احمد موسى جياد*

ليس من الجديد القول ان الاقتصاد العراقي في وضع سيء وهناك العديد من المعطيات التي تشير ان الوضع  قد يسير نحو ألأسوء وخاصة في المدى القصير-المتوسط. ويكاد ان يكون هناك إجماع بين المعنيين حول هذه الرؤية المؤسفة رغم التباين في منهجية التحليل و الأدلة والمظاهر والأسباب الجذرية والطارئة لما وصل اليه الوضع الاقتصادي . باختصار شديد للغاية، لقد ساهمت مجموعة معقدة من العوامل والظروف والممارسات المؤثرة الفاعلة في جعل العراق “دولة هشة”؛ ومن اهمها عدم الاستقرار السياسي والانقسامات بكافة انواعها؛ ضعف الوضع الامني؛ البنية الاقتصادية غير المتوازنة واحادية الاعتماد التي عمقت الدولة الريعية وعملت خلال العقدين الماضيين الى انتشار “السلوك الريعي” بين مختلف شرائح المجتمع وخاصة القيادات السياسية والحزبية والعشائرية والبيروقراطية و..و.. ؛ عدم كفاءة الإدارة في اغلب مستويات المسؤولية واتخاذ القرار وخاصة في مختلف مجالات التنمية والسياسات الضرورية المتعلقة بها؛ “حوكمة اللصوصية- الكليبتوقراطية” مقرونةً بالفساد المفرط المشرعن والمومئسس؛ التأثيرات والتدخلات الخارجية وأخطرها احتلال 2003 وما تبعه من تواجد للقوات العسكرية، وغيرها من العوامل الاخرى.

البيانات والمعلومات ومختلف التحليلات حول هذه العوامل والظروف كثيرة للغاية، وبالتاكيد ليس هذا هو المجال للخوض فيها. ولكن، لا يكاد يمر أي يوم دون إضافة فقرة جديدة إلى القائمة الطويلة من الحالات والأمثلة التي توردها وسائل الإعلام والهيئات الرسمية والخبراء والسلطات القانونية التي تتعلق ببعض منها؛ النتيجة المؤسفة والواضحة لكل ذلك هو التدهور الشديد في الاقتصاد العراق.

لإعداد هذه المساهمة قمت بتجميع وعرض احدث البيانات التي تتعلق بالمؤشرات الرئيسية للاقتصاد الكلي التي وردت في تقرير حديث لصندوق النقد الدولي صدر هذا الشهر وكما ورد في الجدول أدناه. يقدم الجدول تطور 26 مؤشرًا للاقتصاد الكلي على مدى العقدين الماضيين باستخدام ثلاث مجموعات من البيانات: الأولى، تتضمن المتوسط او المعدل للفترة من 2000 إلى 2016 ؛ الثانية، تشمل البيانات السنوية لكل من الاعوام الثلاثة الماضية 2017: 2019 ، والثالثة تمثل توقعات الصندوق للسنوات 2020 و 2021.

ينصب التركيز في هذه المساهمة الموجزة على آفاق الاقتصاد العراقي في هذا العام والعام المقبل مقارنة بالسنوات الثلاث الماضية اعتمادا على البيانات اعلاه وعلى البيانات الرسمية العراقية المتاحة قدر المستطاع، دون  الاهتمام ببيانات المجموعة الاولى وذلك لأنها تتعلق  بفترة طويلة نسبيا وظروفها غير اعتيادية مما يقلل من فائدتها للتحليل المقارن لاعتبارات عديدة.

 الناتج المحلي الاجمالي

سيعاني الناتج المحلي الإجمالي (الحقيقي والاسمي) من انكماش شديد خلال عامي 2020 و 2021،  فسوف ينخفض إجمالي الناتج المحلي الحقيقي بنسبة (12.1%) في عام 2020 ثم يتحسن بنسبة (2.5 %) في عام 2021. في كلا العامين، ستكون معدلات نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي أقل بكثير مما كانت عليه في عام 2019.

كذلك من المتوقع أن يصل الناتج المحلي الإجمالي الاسمي في عام 2020 الى أدنى مستوى، وهو 178.1 مليار دولار ، مقارنة بالاتجاه التصاعدي الذي ساد خلال السنوات الثلاث السابقة.

عندما ينخفض الناتج المحلي الإجمالي بينما ينمو عدد السكان، تكون النتيجة تدهور حصة الفرد من هذا الناتج بمعدل أعلى من تدهور الناتج المحلي الإجمالي.

تشير المعلومات الى زيادة سكان العراق بأكثر من مليون نسمة سنويًا، وهذا يقود الى تخفيض كبير في حصة الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الاسمي بنسبة 24.6٪ و 19٪ في عامي 2020 و 2021 على التوالي مقارنة بعام 2019. وبناءً على هذه البيانات ، تقود النتائج الأولية إلى أن انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بنقطة مئوية واحدة يؤدي الى انخفاض بواقع 1.09 نقطة مئوية في حصة/دخل الفرد في العام الأول و 1.29 نقطة مئوية في العام الثاني.

ولكن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي ليس سوى مقياس كمي لا يقول شيئًا على الإطلاق عن التوزيع العادل للثروة الوطنية او الدخل الفعلي أو التبعات الاجتماعية التي تبرز وبوضوح  أثناء فترات الانكماش الاقتصادي او الازمات المالية.

إن عدم توفر بيانات كافية ودقيقة ومحدثة يمكن التحقق من مصداقيتها عن توزيع الدخل في العراق يجعل من  البيانات الرسمية عن الفقر بديلا يسترشد به ولابد من أخذه في الاعتبار عند مناقشة التداعيات الاجتماعية في اوقات التدهور الاقتصادي.

أظهر مسح الفقر لعام 2018 الذي أجرته وزارة التخطيط أن نسبة الفقر على المستوى الوطني بلغت 22.5٪ في نهاية عام 2018، مع وجود تباينات كبيرة جدًا بين المحافظات تتراوح بين 52٪ في محافظة المثنى و 4.5٪ في محافظة السليمانية. واصبح الوضع اكثر سوءً بحلول النصف الأول من عام 2019 حيث ارتفعت نسبة الفقر على المستوى الوطني إلى 34٪ وفقًا لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية: أي اصبح ثلث سكان العراق يعيشون تحت خط الفقر. لذلك يمكن، من الناحية التحليلية، القول او الافتراض باحتمالية تزايد معدلات الفقر والتباين في تلك المعدلات خلال عامي 2020 و 2021.

 إنتاج النفط الخام والغاز الطبيعي

كان إنتاج النفط الخام وسيظل المحرك الرئيسي للاقتصاد العراقي حيث انه لم يتم فعل أي شيء لمعالجة هذا الخلل الهيكلي وبالتالي هناك احتمالية عالية جدا لاستمرار هذه الهيكلية غير المتوازنة. توقع صندوق النقد الدولي انخفاضًا في إنتاج النفط الخام في عام 2020 إلى 3.98 مليون برميل يوميا (مبي) وإلى 4.02 (مبي) في عام 2021 مقارنة بمعدل 4.57 (مبي) في عام 2019. ومن الواضح أن الانخفاض المتوقع في إنتاج النفط لعام 2020 يُعزى إلى الآثار المشتركة  والمتداخلة لكل من “اتفاقية أوبك +” و جائحة COVID19.

وفي هذا المجال اجد من الضروري ابداء بعض الملاحظات بشان توقعات الصندوق لعام 2020. كانت توقعات الصندوق أقل من الإنتاج الفعلي، البالغ 4.124 (مبي)، للأشهر الثمانية الأولى من هذا العام (علما انه تم نشر تقرير الصندوق في النصف الثاني من شهر اكتوبر).  أما بالنسبة للأشهر الأربعة المتبقية من العام، فيجب أن نأخذ في الاعتبار انعكاسات التوجيهات الأخيرة من قبل وزارة النفط القاضية بزيادة إنتاج النفط بمقدار 0.250 (مبي) في أكتوبر. فاذا تحققت هذه الزيادة واستمرت حتى نهاية العام، كما صرحت بذلك شركة سومو حديثا، فقد يكون إنتاج النفط الفعلي لعام 2020 أعلى بكثير من توقعات صندوق النقد الدولي. لا يشير تقرير صندوق النقد الدولي إلى إنتاج سوائل الغاز الطبيعيNGL  ويبدو أنه لم يتم تضمينه ضمن إنتاج النفط الخام، ربما لأنه منخفض نسبيًا. تُظهر البيانات التي تم جمعها من قاعدة بيانات JODIان إنتاج سوائل الغاز الطبيعي خلال الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام حوالي 0.067 (مبي)، وهو ما يمثل 1.6 ٪ من الإنتاج الفعلي للنفط الخام في نفس الفترة.

اما ما يتعلق بعام 2021 فيوجد قدر كبير ومتزايد من الضبابية وعدم اليقين بشأن صحة الاقتصاد العالمي، وبالتالي بشأن موازنة الطلب على وعرض النفط في المستقبل القريب على المستوى الدولي، أي العام المقبل. ويعود السبب الرئيسي لهذه الضبابية وعدم اليقين الى الموجة الجديدة والزيادات الكبيرة في حالات الإصابة بفيروس COVID19، لا سيما في نصف الكرة الغربي، مما ادى الى اعتماد إجراءات اكثر صرامة في العزل والإغلاق والتباعد الاجتماعي.

يغفل تقرير صندوق النقد الدولي موضوع الغاز الطبيعي؛ فالتقرير لم يذكر شيئا عن هذا المصدر المهم لتوليد الطاقة وللمنتجات البتروكيماوية!!

من الحقائق المعروفة أن العراق ينتج كميات كبيرة من الغاز المصاحب وأن معظمه يحرق مباشرة في الفضاء، بكل ما يترتب على هذه الممارسة الخاطئة من هدر مادي ومالي وتاثيرات سلبية للغاية على البيئة والصحة العامة.

تشير البيانات التي تم جمعها من التقارير الشهرية لوزارة النفط إلى أنه حتى الآن في عام 2020 انتج العراق 2639 مليون قدم مكعب قياسي يوميًا – مقمق من الغاز المصاحب يوميا حيث حرق 52٪ منه. ومن البديهي ان يكون لكل من الغاز المصاحب المحروق والمستخدم انعكاسات مهمة وعديدة ومؤثرة، وبالتالي، فإن تجاهل هذا الموضوع المهم في تقرير صندوق النقد الدولي امر مؤسف.

ــــــــــــــــــــــــــــــ

* استشارات التنمية والبحوث – النرويج

 

****************

ص 9

انتفاضة تشرين في مواجهة مساعي الاحتواء والانهاء

رشيد غويلب

الأحداث الميدانية والتناول السياسي والإعلامي الذي رافق تجدد انتفاضة تشرين 2019 المجيدة، والاحتفاء بالذكرى السنوية الأولى لاندلاعها، أعادت الى الواجهة من جديد ضرورة تجذير مشروع الانتفاضة، وبلورة هيكلية وقيادة ميدانية وسياسية لها لمواجهة الجهود المبذولة لاحتوائها، أو انهائها. وتحويلها من مشروع للتغيير، يقود في النهاية الى اسقاط مشروع الدولة الفاشلة، وقوى المحاصصة الطائفية – الاثنية، ومنظومة الفساد التي اقامته، الى مجرد منصة تقود الى تحولات شكلية تؤدي الى نسخة محسنة من ذات المشروع. وبالمقابل أكد ما يدور، مرة أخرى ضرورة عدم التنازل عن الانتصارات والحقائق التي كتبها شهيدات وشهداء الانتفاضة بالدم والتضحيات الجسام.

ما لا يمكن التفريط به

لا بد هنا من التذكير والتأكيد على جملة من المعطيات التي أدت الى اندلاع الانتفاضة، أو تلك التي نتجت عنها. ولعل أبرزها أن الانتفاضة عبرت عن غضب متراكم وانفجار رفض نظام المحاصصة الطائفية - الاثنية والفساد، والسلاح غير الشرعي. وأنها تجاوزت قدرات جميع القوى السياسية والاجتماعية المنظمة التي ساهمت فيها أو دعمتها. وأن استمرار الانتفاضة من عدمه مرتبط، بإزالة الأسباب التي أدت الى اندلاعها. وأن استمرار وجود هذه الأسباب واتساعها وتعمقها، يعني موضوعيا استمرار الفعل المقاوم، وتجدد الانتفاضة وصولا الى تحقيق مبتغاها في تحقيق تغيير يلبي مصالح الأكثرية المغيبة والمستغلة.

وأن عمليات الاغتيال والاختطاف والتعذيب والتغييب أكسبت المنتفضين، رغم فداحة الخسائر صلابة وشجاعة نادرة، وإصرارا على الاستمرار. وأن محاولات التسويف والمماطلة واللعب على عامل الوقت القديمة والجديدة منها مصيرها الفشل. 

وإن الحفاظ على سلمية الانتفاضة ضروري ومطلوب، والسلمية لا تعني كما يريد الساعون لاحتواء الانتفاضة ترك الساحات والتخلي عن سلاح الاحتجاج، بحجة تفويت الفرصة على القتلة ورموز العنف، لأن من يريد الخير للمنتفضين لا يسعى الى انهائها بوسائل ناعمة، بل عليه كشف قتلة المتظاهرين وتقديمهم للقضاء، وحماية ساحات الاحتجاج من العصابات والبلطجية ومرتزقة المحاصصة والفساد.

إن النجاحات التي تحققت كثيرة ومن الصعب على الخصوم التقليل من شأنها، ناهيك عن ازالتها، والعودة بالمجتمع الى ما قبل الأول من تشرين الأول 2019. وهي مجموعة من القيم التي ظلت طيلة عقود الدكتاتورية المنهارة والسنوات التي تلتها مغيبة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

إعادة الثقة بالنفس للأكثرية المغيبة، وأنها قادرة على التعبئة والنزول الى الشارع لتحقيق الخلاص من سلطة المتنفذين المقيتة، وبالتالي كسرت حاجز الخوف، وجدران التعصب والتخلف، التي عمل المتنفذون على تأبيدها والاحتماء بها. واسقطت الانتفاضة الهيبة المفتعلة لنظام المحاصصة والفساد وجعلت التغيير فكرة ملموسة، يمكن النضال والعمل من اجلها، وكسرت حاجز التردد ومهدت الطريق لجولات وانفجارات مقبلة. وجعلت مفهوم المواطنة ومشروع الدولة الوطنية ملفا رئيسا في ساحات الصراع وطاولات الحوار، وبالتالي أعطته زخما مستقبليا كان بالنسبة لفئات شعبية واسعة غير منظور. وأعادت الى الشخصية العراقية ألقها الوطني بعد ان حاولت قوى الرجعية والتخلف في المحيط الإقليمي وصفها بالمترددة وغير الفاعلة وذلك بالضد من حقيقة ومسار تجربتها التاريخية وعمقها المقاوم.

ونجحت الانتفاضة في إعادة الفئات والشرائح الاجتماعية كالنساء والطلبة الى مركز الصراع، وبعثت من جديد دور هذه الفئات المعروف في تاريخ العراق السياسي الحديث. وفتحت نافذة ليس من السهل غلقها لاستعادة الثقافة والابداع العراقي على اختلاف ألوانه، لدوره الريادي المعروف في الصراع الاجتماعي، والذي حاولت قوى الظلام والتخلف حجبه وتأبيد تراجعه.

وأعادت الانتفاضة الروح الى قيم وأشكال التضامن وبالتالي القضاء على جزء من الخراب الاجتماعي الذي لحق بمجتمعنا العراقي الحي خلال أكثر من 50 سنة من القمع والحروب والحصار والتشظي الطائفي والإثني. وبرز خلال يوميات الانتفاضة التأييد الشعبي الواسع لها من مختلف طبقات ومكونات الشعب العراقي. وتجسد هذا التعاطف والتأييد بأشكال متعددة. وعليه فإن ما تمت الإشارة اليه لا يمكن تجاوزه بالقمع وبالالتفاف والتكتيكات الناعمة المكشوفة.

بين الاحتواء والإنهاء

يمكن للمتابع الحريص على الانتفاضة وانتصار مشروعها ان يرصد معسكرين يسعيان الى تقويض الانتفاضة: الأول تمثله قوى بذلت جهودا كبيرة من اجل احتواء الانتفاضة، وجعها عامل ضغط، ووسيلة لابتزاز المنافسين داخل السلطة وخارجها، ولقد أكد مسار الأحداث فشل هذه الجهود في النيل من جوهر مشروع الانتفاضة وأهدافها النبيلة، رغم الأذى والتشويش والاعاقة التي الحقها ويلحقها هؤلاء بالانتفاضة وابطالها. ولا يغير من الأمر شيئا اختيار السيد الكاظمي رئيسا للوزراء وانضمامه الى هذا المعسكر، وسعيه الى تنصيب نفسه ممثلا للمنتفضين، وان حكومته جاءت نتاجا لتضحياتهم، ومن هنا جاءت تصريحاته التي تثني على وطنية التنسيقيات التي فككت خيمها في ساحة التحرير. يضاف الى ذلك كتل سياسية مشاركة في السلطة عملت وتعمل على تمييز نفسها عن الصقور، وهي تسعى للحفاظ على مواقعها وتعزيزها في نسخة محسنة من النظام السياسي.  وقد تناقلت وسائل اعلام توجهات لعقد تحالفات بين بعض أطراف معسكر الاحتواء للهيمنة على أكبر عدد ممكن من مقاعد البرلمان الجديد!

المعسكر الثاني الذي يناصب الانتفاضة العداء فهو معسكر معروف، يعطي لنفسه شرعية ممارسة الاستحواذ والاستبداد، ويرتعب من ثقافة الاحتجاج وطرح البدائل، وقد وقف بدون تحفظ عمليا وراء السياسات المعروفة التي مارستها حكومة عادل عبد المهدي في قمع الانتفاضة. ويرى هذا المعسكر ان المطالبة بالتغيير وإقامة دولة مؤسسات وطنية ديمقراطية تمثل خطرا على مشاريعه، ومن ذلك قوى تحسب نفسها على أحزاب الطائفية السياسية.

قوى معسكر التغيير

يضم معسكر التغيير الى جانب الانتفاضة طيفا واسعا من القوى السياسية والاجتماعية والمنظمات المهنية، التي تتباين في عمق التغيير السياسي والاقتصادي والاجتماعي المرجو. ويمكن لعدد من هذه القوى السياسية، التي يمثل بعضها مشاريع شخصية، ان تلتحق بمشروع النسخة المحسنة من النظام السياسي القائم، في حين شاركت قوى أخرى بقوة في الانتفاضة، وقدمت الشهداء، وشمل الاختطاف والتغييب والتعذيب الكثير من ناشطيها. وتمثل هذه القوى الى جانب النقابات والمنظمات المهنية الحليف الأساس للمنتفضين ولجموع النساء والطلبة التي ساهمت في الانتفاضة. ان هذه القوى مدعوة الى تعزيز علاقتها بالمنتفضين الحقيقيين، وتقديم كل الدعم الممكن لهم لتجاوز عدم الوضوح وضعف تنظيم صفوفهم.

وعلى صعيد الأداء السياسي والإعلامي، فان هذه القوى مدعوة لدراسة لوحة الصراع بموضوعية ورؤية نقدية تبنى على الابتعاد عن وهم اصلاح نظام الدولة الفاشلة، والعمل على مراكمة الجهد والتجارب النضالية، وصولا الى تغيير توازن القوى السياسي والمجتمعي الذي يشكل الأرضية الصلبة للتغيير. وهذا يتطلب الوضوح التام تجاه جميع الكتل المتنفذة، التي وان تباينت في التفاصيل مع منافسيها، فان التجربة العملية، لحد الآن تقول إن هذه القوى، قبل وبعد تكليف الكاظمي غير معنية بالتغيير، لسبب بسيط هو أن التغيير ينسف الكثير من الامتيازات والمواقع السياسية والاقتصادية التي راكمتها خلال الـ 17 عاما الماضية.

وهذا لا يعني الدعوة للتطرف تجاه هذه القوى أو العمل على استعدائها، ولا اهمال حق القوى السياسية في ممارسة التكتيكات التي تراها مناسبة. لكن طبيعة الصراع والتجربة العملية تؤكد أن الصراع في العراق هو صراع مشاريع. والمشاريع التي قام عليها النظام السياسي الحالي لا تصلح ان تكون أرضية ومنطلقا للتغيير. وعليه فإن المراهنة على الاشكال النمطية والتجارب الفاشلة، بالنسبة لقوى التغيير هي هزيمة، حتى قبل ان تبدأ المواجهة.

 إن أحد أهم ما أكدته الانتفاضة، وتتجاوب معه الأوساط الشعبية صاحبة المصلحة في التغيير هو الموقف غير القابل للتأويل والخطاب السياسي شديد الوضوح.

***********

 

10

اليوم يتوجه الناخبون الى صناديق الاقتراع

حول دور اليسار في الانتخابات الأمريكية

متابعة طريق الشعب

يتوجه الناخبون الامريكيون هذا اليوم الثلاثاء الى المراكز الانتخابية لاختيار رئيس جديد للبلاد. ومؤكد ان اهمية هذا الحدث تتجاوز حدود البلاد، لتؤثر بدرجات متباينة في مجمل الصراعات التي يشهدها العالم، خصوصا في مناطق الأزمات الحادة. لكن تأثيره الاكبر سيكون بالطبع على الصراع السياسي والاجتماعي داخل الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها.

في ادناه نقدم عرضا مكثفا لمساهمتين نشرتهما مؤخرا جريدة الحزب الشيوعي الأمريكي للمناضل المعروف ضد العنصرية والامبريالية والحرب، النائب السابق لرئيس الحزب الشيوعي الأمريكي جارفيس تاينر.

ملامح الانتخابات الرئاسية

عند الحديث عن ملامح الوضع الراهن ينصب التركيز على أزمة كورونا، وردود فعل ترامب الحمقاء عليها. بالإضافة الى ذلك هناك الفجوة العميقة في توزيع الثروة، وتنامي سلطة الشركات، وأربع سنوات رهيبة من رئاسة ترامب، والميليشيات المسلحة التي اقتحمت عواصم الولايات وارادت اختطاف حكامها، وفوق هذا كله يبرز امام الجميع تهديد الفاشية.

وبالتوازي، شهدت السنوات الأربع الماضية انطلاق قوى ديمقراطية ضاغطة: احتجاجات الهجرة في المطارات، المسيرات النسوية وما تمخض عنها من قوة تصويتية في 2018، تجدد النضالات العمالية في إضرابات 2019-2018، النسخة الجديدة من احتجاجات حركة “حياة السود مهمة” بعد أن قتلت الشرطة بريونا تايلور وجورج فلويد وغيرهما من الأمريكيين الأفارقة، وإضرابات الشباب لدرء مخاطر التحولات المناخية، والتظاهرات ضد انتشار الاسلحة والعنف، وغيرها الكثير.

الآن تتوجه هذه القوى مجتمعة الى صناديق الاقتراع. ولا يستطيع حتى وباء كورونا إيقاف المقاومة الانتخابية الوطنية التي تتشكل.

وتتوقف إمكانية تحويل الديناميكية الانتخابية الحالية الى تغيّر حقيقي، على النجاح في تغيير ميادين النشاط، وفي التخلص من ترامب وخطر الفاشية الماثل، ومواصلة الطبقة العاملة بتنوعها النهوض والاستجابة للتحديات، واستمرار مسيرات الناس، وحرصهم على المشاركة في التصويت، ومطالبة الحركات الشعبية بالتغيير.

تكتيكات اليسار المطلوبة

يعطي الدعم الواسع لتحالف مضاد لترامب في انتخابات الرئاسة، زخما كبيرا لمرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس. وإذا استمر تأثير عمل القواعد الشعبية المهم، وتزايد التسجيل الهائل لصالح الديمقراطيين والتصويت المبكر، فسينتهي حكم ترامب الوحشي. علما ان هذه ليست معركة الديمقراطيين ضد الجمهوريين، بل هي معركة الشعب ضد رئيس يميني متطرف فاشي الفكر، وضد حزبه.

  ويمكن لانتصار القوى الديمقراطية على اليمين المتطرف أن يغير المشهد السياسي للناس العاملين ويمهد الطريق لإحراز تقدم هائل للتحالف الديمقراطي بأكمله. وتكمن الاهمية القصوى للحركة المضادة لترامب في كونها تحالفا لقواعد شعبية ديمقراطية متعددة الأعراق من ملايين العاملين. وهي حركة عابرة للأجيال ومتنوعة سياسيا وجغرافيا، وتضم النقابات وأهم المنظمات المدافعة عن الحقوق المدنية وحرية الافراد في خياراتهم الحياتية، بما في ذلك حركة “حياة السود مهمة” و”انا أيضا”، والمطالبين بأنهاء عنف الشرطة، والمناضلين في الخطوط الأمامية ضد وباء كورونا، والحركات المكافحة في سبيل احتواء تأثيرات التغيرات المناخية، كذلك المناضلين في سبيل قطاع صحي منتج، ورعاية صحية للجميع.

ويمكن للقوى الديمقراطية المتنوعة المستعدة لدحر ترامب، الضغط على الحزب الديمقراطي بعد الانتخابات عبر مطالباتها التقدمية المتزايدة، وفي الوقت نفسه النضال ضد الرجعيين اليمينيين، الذين سيعارضون بالتأكيد أية أجندة تقدمية، ويسعون لتدميرها.

ان غالبية اليسار الأمريكي تدعم التحالف الواسع ضد ترامب، لكن البعض لديه مخاوف معينة. وعلى الرغم من ذلك يجب أن يكون اليسار جزءاً من هذا التحالف التاريخي الواسع قبل الانتخابات وبعدها.

ان جزءا من الذين يتبنون الاشتراكية كهدف إستراتيجي، ولا يريدون التعاون مع الديمقراطيين والليبراليين، يرفضون مفهوم الجبهة الموحدة. والكثير منهم يصارعون فكرة الإصلاح. وتظهر الى السطح ثانية فكرة اهون الشرين كقضية تكتيكية. ويعني قبول مفهوم الجبهة الموحدة ومرحلة النضال الديمقراطي ان الطريق الى الاشتراكية يفتح عبر النضال في سبيل الإصلاحات الديمقراطية. ولليسار تاريخ طويل في بناء جبهة موحدة ذات تعدد أيديولوجي. وان شعار “ثورة ام اصلاح” يصبح، ارتباطا بظروف الصراع في الولايات المتحدة، مضللا وضيقا سياسيا.

فالشعار الأفضل والأكثر فاعلية هو “الإصلاح والثورة”. ذلك ان تنوع التفكير مع وحدة العمل شكل حقيقة تكتيكية للطبقات والحركات الاجتماعية عبر التاريخ. والنضال في سبيل الاشتراكية مترابط مع النضال في سبيل الديمقراطية. وان لحظة النضال التاريخي تتطلب تضافر جميع السواعد، وهنا يكتسب اليسار دورا فائق الأهمية.

********

دراسة سويدية: الحزب الجمهوري في امريكا

يشبه الأحزاب الاستبدادية في هنغاريا وتركيا

ترجمة “طريق الشعب” *

توصلت دراسة أجرتها جامعة سويدية الى ان “تحولاً دراماتيكياً” حدث في الحزب الجمهوري تحت زعامة ترامب بتجاهل الأعراف الديمقراطية وتشجيع العنف.

وأفادت الدراسة التي نشرت مؤخراً أن الحزب الجمهوري لم يعد ليبرالياً الى حد بعيد في العقدين الماضيين، وأصبح الآن أكثر شبهاً بأحزاب حاكمة استبدادية من نظرائه السابقين من يمين الوسط في أوروبا.

وفي تحول كبير منذ عام 2000 اعتمد الحزب الجمهوري شيطنة خصومه وتشجيع العنف ضدهم، وتبني مواقف وتكتيكات مماثلة للأحزاب القومية الحاكمة في هنغاريا والهند وبولندا وتركيا. وأدى هذا التحول إلى صعود دونالد ترامب، كما ساهم الأخير في تعزيزه.

في المقابل، لم يتغير الحزب الديمقراطي كثيرا في ارتباطه بالمعايير الديمقراطية، وظل من هذه الناحية مشابها لأحزاب يمين الوسط ويسار الوسط في أوروبا الغربية. اما الاختلاف الرئيسي بينهما فيمكن في النهج الاقتصادي.

الدراسة الجديدة، وهي الأكبر من نوعها، أجراها معهد  V-Dem”في – ديم” (اصناف الديمقراطية) في جامعة غوتنبرغ في السويد، باستخدام أساليب مطورة حديثا لقياس وتقدير حال الديمقراطيات في العالم في وقت تتصاعد فيه النزعات الاستبدادية. ويقيس “مؤشر اللا ليبرالية” الذي اعتمده المعهد مدى الالتزام بالمعايير الديمقراطية التي يظهرها الحزب قبل الانتخابات. ويعتبره المعهد “أول مقياس مقارن للاختبار الحقيقي للولاء للديمقراطية”.

واظهرت الدراسة أن الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة اتبع مساراً مشابهاً لمسار حزب “فيدس” (الاتحاد المدني الهنغاري)، الذي تطور في عهد فيكتور أوربان من حركة شبابية ليبرالية إلى حزب استبدادي جعل هنغاريا أول دولة غير ديمقراطية في الاتحاد الأوروبي.

وتغير حزب “بهاراتيا جاناتا” الحاكم في الهند بطرق مماثلة في عهد ناريندرا مودي. وفعل ذلك ايضاً حزب العدالة والتنمية في تركيا تحت قيادة رجب طيب أردوغان، وحزب القانون والعدالة في بولندا. وسعى ترامب وإدارته إلى تنمية علاقات وثيقة مع حكام هذه الدول.

ورغم ان الحزب الجمهوري ظل ملتزماً نسبياً بالتعددية لكنه قطع شوطاً طويلاً نحو التخلي عن الأعراف الديمقراطية الأخرى، وأصبح أكثر ميلاً الى عدم احترام المعارضين وتشجيع العنف.

وقالت آنا لوهرمان، نائبة مدير المعهد السويدي: “لقد شهدنا تحولات مماثلة في أحزاب في دول أخرى حيث تدهورت جودة الديمقراطية في السنوات الأخيرة، حيث كانت الديمقراطية تتآكل”. وأشارت الى ان ذلك “يتماثل الى حد كبير مع حال الأحزاب التي تقوض الديمقراطية بمجرد وصولها إلى السلطة”.

واضافت: “هناك ايضاَ شيطنة المعارضين – من الواضح أن هذا عامل شهد تغيراً كبيراً بقدر ما يتعلق الأمر بالحزب الجمهوري، فضلاً عن تشجيع العنف السياسي”.

واوضحت لوهرمان أن هذا التغيير كان مدفوعاً إلى حد كبير من قبل قيادة الحزب. وقالت “لدينا العديد من الاقتباسات من ترامب، التي تظهر كيف شجع أنصاره على استخدام العنف ضد الصحفيين أو المعارضين السياسيين.”

وفي أوروبا الغربية، حسب الدراسة، التزمت أحزاب يمين الوسط مثل الاتحاد الديمقراطي المسيحي في المانيا وحزب الشعب الإسباني بالمعايير الديمقراطية. وبنفس المقياس، شهد حزب المحافظين البريطاني تحولاً الى حد ما في الطيف الليبرالي - غير الليبرالي، ولكن لم يصل الى مستوى تطرف الجمهوريين في امريكا.

كما وجدت الدراسة أن “المعطيات تبين أن الحزب الجمهوري في عام 2018 كان غير ليبرالي أكثر من جميع الأحزاب الحاكمة الأخرى تقريباً في الديمقراطيات”. وافادت انه لم يكن هناك سوى عدد قليل جداً من الأحزاب الحاكمة في الديمقراطيات (15 في المئة) في هذه الألفية اُعتبرت غير ليبرالية أكثر من الحزب الجمهوري في امريكا.

وتوصل المعهد الى أن التراجع في السمات الديمقراطية قد تسارع في جميع أنحاء العالم. وأصبحت الأنظمة الاستبدادية في هذا القرن وللمرة الاولى تتمتع بالاغلبية، اذ تملك السلطة في 92 دولة يعيش فيها 54 في المئة من سكان العالم.

ووفقاً لمعيار اعتمده معهد “في - ديم” السويدي فإن ما يقرب من 35 في المئة من سكان العالم (2,6 مليار شخص) يعيشون في دول أصبحت أكثر استبداداً.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*)  صحيفة “الغارديان” البريطانية – 26/10/ 2020.

**********

 

11

انتعاش مؤقت للاقتصاد الامريكي

هل ينعش حظوظ ترامب؟

بعد ان حقق الاقتصاد الامريكي انتعاشاً في إجمالي الناتج الداخلي خلال الفصل الثالث، سارع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى استغلال هذه المؤشرات التي اُعلنت قبل أيام من الانتخابات الرئاسية. وجاء هذا الانتعاش بعد التراجع التاريخي الذي سُجّل في الربيع جراء تفشي فيروس كورونا المستجد وشل النشاط الاقتصادي.

وبلغ النمو، وفق التقديرات الأخيرة، نسبة 33,1 في المئة. لكن جزءاً كبيراً من النمو سببه المساعدات الكبيرة التي دفعتها الحكومة الفدرالية لعائلات والشركات لمواجهة تداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد.

وفي محاولة اخيرة لاستغلال هذه النتيجة لتحسين حظوظه الانتخابية، قال في تغريدة على تويتر: “السنة المقبلة ستكون رائعة!”. واضاف “أنا سعيد جداً أن يكون هذا الرقم الممتاز لإجمالي الناتج الداخلي صدر قبل الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر”.

لكن خبير الاقتصاد جويل ناروف اعتبر أن “لا أهمية كبرى” للانتعاش الحاصل، “باستثناء بعض الدعاية السياسية. سيكون الرقم تاريخياً ولا معنى له لأنه لن يكشف لنا الكثير عن آفاق المستقبل”. وبالفعل تراجع أول اقتصاد في العالم كثيراً في الربيع لدرجة أنه مهما كان معدل الانتعاش، لن يكون كافياً للعودة الى مستوى العام الماضي.

وكان الاقتصاد الاميركي دخل في الفصل الثاني في مرحلة ركود وتراجع بنسبة 31,4 بالمئة بعد تراجع بـ 5 بالمئة في الفصل الأول. وأُعتبر هذا الركود الأهم منذ الحرب العالمية الثانية.

ورأى خبير آخر ان الانتعاش الأخير قد يكون مجرد ذر للرماد في العيون، لأنه يعكس ارتفاعاً كبيراً مؤقتاً للنشاط الاقتصادي وليس انتعاشاً دائماً. وقال ديفيد ويلكوكس في معهد بيترسن للاقتصاد العالمي “تباطأ الانتعاش كثيرا في الأشهر الماضية. ويرجح أن يكون نمو النشاط بسيطاً أو معدوماً في أيلول/سبتمبر”.

وكالات

************

نقابات امريكية تستعد لإضراب عام

إذا أفسد ترامب فوز بايدن

“طريق الشعب” *

أصدرت مجالس العمال المركزية في عدة مدن وولايات امريكية، دعوات لإضراب عام في حال سرق دونالد ترامب الانتخابات الرئاسية. وأصدر المجلس العمالي في سياتل دعوة للإضراب العام في أواخر الشهر الماضي، وحدد لأعضائه جلسة تدريب لفترة محددة بعد الانتخابات. ودعا في قراره إلى “أية أعمال لا عنفية ضرورية، بما في ذلك الإضراب العام لحماية ديمقراطيتنا والدستور والقانون والتقاليد الديمقراطية لبلادنا”.

وسيكون الإضراب واردا إذا حاول ترامب سرقة الانتخابات عن طريق نشر ما يسمى “مراقبي الاقتراع” من “جيش ترامب”، الذي يبلغ قوامه 50 ألف شخص لمنع “اولئك الاشخاص” - ويقصد بذلك الاشخاص الملونين (السود، الصينيين، الأمريكيين الأصليين) - من التصويت في مراكز الاقتراع..

ويمكن لترامب والجمهوريين أيضاً تجاوز الأصوات الشعبية من خلال المجالس التشريعية والحكام في الولايات التي يديرها الحزب الجمهوري، ليمنع حساب اصوات الملايين من أصل 70 مليونا (حتى الآن) من بطاقات الاقتراع المرسلة بالبريد. كما يمكنهم إرسال ميليشيات المتطرفين وأمثالها وهم يشهرون أسلحتهم الى مواقع التصويت، كما سمحت بذلك محاكم في ميشيغان. كذلك استخدام المحكمة العليا الامريكية لإلغاء بطاقات الاقتراع بشكل تعسفي وإعلان فوز ترامب.

وحمّل قرار المجلس العمالي في ولاية روتشستر الرئيس ترامب مسؤولية الدعوة إلى إضراب عام، قائلا ان كلا من ترامب ونائبه مايك بنس “رفضا باستمرار التصريح علناً بأنهما سيحترمان نتائج الانتخابات، وان ترامب في حال خسارته سيتنازل عن منصب الرئيس”.

ووصف القرار ترامب بأنه “ديكتاتور طاغية”. كما سرد الطرق التي يؤجج بها ترامب الاضطرابات التي من شأنها أن تجبر العمال على اللجوء الى الإضراب العام. وهي تشمل “تفكيك البنية التحتية الرئيسية” للتصويت، ولا سيما خدمة البريد، وقمع الناخبين وبث المعلومات المضللة، ضمن الاساليب التي سيتم استخدامها لسرقة الانتخابات. ولفت المجلس العمالي الى رفض ترامب “إدانة المليشيات والمنظمات الفاشية والعرقية البيضاء” التي تخطط “للإطاحة بالديمقراطية الأمريكية”.

واضاف القرار “إن الخطر الكبير الذي تتعرض له المؤسسات الديمقراطية العريقة في بلادنا قد يتطلب مقاومة أوسع وأقوى من أي وقت مضى في التاريخ الحديث”. واعلن أن الإضراب العام هو “أقوى أداة” للعمال و”قوة أعظم من أية مكائد سياسية للطغاة الطموحين”.

والإضراب العام في الولايات المتحدة ليس أمراً غريباً ولكنه نادر الحدوث. كما أنه نادراً ما يجري على مستوى البلاد. وحتى الآن لا يبدو ان “الاتحاد الامريكي للعمل ومؤتمر المنظمات الصناعية الامريكي” (AFL-CIO)، وهو الاتحاد النقابي الأكبر في الولايات المتحدة ويضم اكثر من 14 مليون عامل، مستعد للدعوة الى الاضراب العام.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) ترجمة وإعداد من موقع صحيفة “عالم الشعب” (People’s World) الامريكية. 

*******

كيف يحسم انتخاب الرئيس الامريكي الجديد؟

متابعة “طريق الشعب”

تبدو الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تجري اليوم الثلاثاء عملية معقدة بالنسبة للكثيرين، فقد لا يكون المرشح الحاصل على أغلب الأصوات على المستوى الوطني في عموم البلاد هو الفائز بمنصب الرئيس فيها.

فالرئيس الأمريكي لا يُنتخب بشكل مباشر من جمهور الناخبين الأمريكيين، بل يجري انتخابه عبر ما يعرف بالمجمع الانتخابي. وعلى عكس العديد من البلدان الأخرى، يُهيمن حزبان فقط على النظام السياسي في الولايات المتحدة، وينتمي الرئيس دائماً إلى أحدهما حصرا.

المجمع الانتخابي

كيف يتشّكل المجمع الانتخابي الذي سيحسم انتخاب الرئيس الجديد؟

الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي بها هذا النوع من الاقتراع غير المباشر وهو مدوّن في دستورها الذي وضع عام 1787. فبدلاً من التصويت المباشر لصالح الرئيس من قبل المنتخبين يتم التصويت لصالح اعضاء هذا المجمع، وهذا الأخير هو الذي يختار من سيحكم البلاد.

وحسب الدستور الأمريكي يتألف المجمع الانتخابي من ناخبين عن 50 ولاية أمريكية، بالإضافة إلى المقاطعة الفيدرالية التي تقع فيها واشنطن العاصمة.

ويُعقد المجمع الانتخابي كل أربع سنوات، بعد أسابيع من يوم الانتخابات، من أجل القيام بهذه المهمة.

وتحصل كل ولاية على عدد معين من أصوات المجمع الانتخابي بناءً على عدد سكانها. والعدد الإجمالي لأصوات المجمع الانتخابي هو 538 صوتاً، وبالتالي يكون الفائز هو المرشح الذي يفوز بـ 270 صوتاً أو أكثر.

هذا يعني أنه عندما يصوت شخص ما لمرشحه المفضل، فإنه يصوت في انتخابات تجري على مستوى الولاية بدلاً من المستوى الوطني العام.

ويمثل كل عضو من أعضاء المجمع الانتخابي صوتاً انتخابياً واحداً. ويحتاج المرشح الرئاسي للحصول على أغلبية هذه الأصوات - 270 صوتاً أو أكثر - كي يفوز بالانتخابات.

كيف يتم تحديد الفائز؟

قد لا يكون الفائز دائماً هو المرشح الذي يفوز بأغلب الأصوات على المستوى الوطني في عموم البلاد، وذلك ما حدث مع هيلاري كلينتون في عام 2016. بل يتنافس المرشحون للفوز بأصوات المجمع الانتخابي.

فقد فازت هيلاري كلينتون بنحو ثلاثة ملايين صوت أكثر من ترامب. ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى أنها حصلت على عدد كبير من الأصوات في ولايات ذات توجه ديمقراطي قوي مثل نيويورك وكاليفورنيا. إلاّ أنها هُزمت أمام منافسها عند التصويت في المجمع الانتخابي، وذلك بـ 304 أصوات لترامب مقابل 227 صوتاً لها، لأنه فاز بعدة منافسات بهامش صغير في ولايات رئيسية.

وتتمتع جميع الولايات (باستثناء ولايتين) بقاعدة “الفائز يحصل على كل شيء”. لذلك فإن أي مرشح يفوز بأكبر عدد من الأصوات يتم منحه جميع أصوات المجمع الانتخابي للولاية.

قوانين “لقمع الناخبين”!

وقد شرّع الكثير من الولايات الأمريكية قوانين تطالب الناخبين بإبراز وثائق تثبت هوياتهم قبل أن يتمكنوا من من الإدلاء بأصواتهم. وغالباً ما يشرّع الجمهوريون مثل هذه القوانين، وهم يقولون إن وجودها ضروري لضمان انتخابات خالية من التزوير. لكن الديمقراطيين يتهمونهم باستخدام هذه الوسيلة كشكل من أشكال قمع الناخبين؛ لأنه غالباً ما يكون ناخبو الأقليات الأفقر غير قادرين على تقديم بطاقات هوية تحمل صورهم كرخص قيادة السيارات مثلاً. كما أن لدى الولايات قواعد مختلفة حول ما إذا كان يمكن للسجناء التصويت، إذ أن أغلبيتهم يفقدون الحق في التصويت عند إدانتهم، لكنهم يستعيدون هذا الحق بعد قضاء مدة عقوبتهم.

طريقة التصويت

ويصوت معظم الناس بشكل مباشر في مراكز الاقتراع في يوم الانتخابات، لكن الوسائل البديلة للتصويت باتت في ازدياد في السنوات الأخيرة. ففي عام 2016، قام 21 في المئة من الناخبين بالتصويت عبر البريد.

وباتت طريقة التصويت قضية خلافية هذا العام بسبب جائحة كورونا، إذ يدعو بعض السياسيين إلى استخدام بطاقات الاقتراع البريدية على نطاق أوسع، لكن الرئيس ترامب اعلن إن هذا قد يؤدي إلى مزيد من التزوير في الانتخابات. لكن العديد من الدراسات على مستوى البلاد عموما أو على مستوى الولايات فرادى لم تجد أي دليل على وجود أي تزوير واسع النطاق.

********

 

ص12

كيفن أندرسون: ماركس.. شكسبير الاقتصاد السياسي!

خليل صويلح*

 

ينسف كيفن. ب. أندرسون في كتابه «ماركس ومجتمعات الأطراف» (2010) الذي نقل أخيراً إلى العربية (دار نينوى ــ ترجمة هشام روحانا) الادعاءات العمومية التي اختزلت صورة صاحب «رأس المال» بمفكر المركزية الأوروبية حتى في تطلعاته نحو المجتمعات الأخرى، وذلك بإماطته اللثام عن كتاباته المتأخرة والمجهولة نسبياً، وهي في معظمها تتعلق بنقده للكولونيالية وتشريحه لقضايا التحرر الوطني والعنصرية والعبودية والمساواة الجندرية. تكشف نصوصه الفرعية إذان عن مزاج طليعي في تفكيك العلاقة بين الاقتصاد والأنثروبولوجيا، حين أعاد التفكير بمفاهيمه القديمة المتصلة بالتطور الاجتماعي، «واضعاً المجتمعات الطرفية غير الأوروبية الغربية في مركز اهتمامه، ليوحي بأن هذه المجتمعات قد تقود التحول الثوري».

يسعى الباحث الأميركي هنا إلى إظهار ماركس كمفكر مبدع للقرن الحادي والعشرين، رغم محاولات خصومه دفنه مرة تلو أخرى، ذلك أن طيفه يحوم مجدداً، كلما تعلق الأمر بأمراض الرأسمالية وهزائمها، بصرف النظر عن محاولات ورشات الليبرالية الجديدة والاستشراق إزاحته جانباً بنظريات مختلفة. فقوة الدفع لدى ماركس تتمثل في أنه وضع نظرية في التاريخ متعددة المسارات، لا يمكن اختزالها بإطار واحد. ويشير جاك دريدا إلى أن ماركس احتل موقعاً هامشياً إثر استقراره في لندن، بوصفه لاجئاً سياسياً بقوله: «يبقى ماركس لاجئاً بيننا، ممجداً، مقدساً، ملعوناً، لكن يبقى لاجئاً مغيّباً كما كان طوال حياته». في هذه الفترة، ركز ماركس اشتغالاته الفكرية على النتائج شديدة القسوة للكولونيالية الفرنسية في الجزائر وعلى المقاومة الشرسة التي أبداها العرب والبربر في مواجهة هذا الغزو، مشدداً على الطابع الرأسمالي لهذا الغزو، الذي اقتلع جذور الملكية التشاركية القروية، بخلاف الغزو العثماني. كما سيدرس ماركس مجتمعات مثل الهند وإندونيسيا وروسيا والصين وبولندا وأميركا اللاتينية باعتبارها خرائط هامشية بالنسبة إلى المركزية الأوروبية، لكنه سيعول عليها تدريجاً لاعتقاده بأنه «كلما تغلغلت الحداثة الرأسمالية في روسيا وآسيا مقوّضة الأنظمة ما قبل الرأسمالية لهذه المجتمعات، بزغت مواقع مقاومة جديدة».

اعتمد كيفن أندرسون في تطريز حياة ماركس على نصوصه التحليلية النقدية للمجتمعات غير الغربية، وللإثنية العرقية والقومية، النصوص التي تتفوق أحياناً على ما كتبه حول الاقتصاد السياسي، خصوصاً في ما يتعلق بروسيا والهند والصين، كما حول العِرق والعبودية في أميركا. وإذا به يتجاوز موقعه كمنظر للاقتصاد السياسي، و«بطل الطبقة العاملة الصناعية» نحو «المفكر النقدي للحداثة الرأسمالية، والفيلسوف الديالكتيكي، وعالم اجتماع الاغتراب، والناقد الثقافي». وسينعطف في كتاباته الصحافية من التمسك بأنموذج لتطور أحادي خطيّ ستسير المجتمعات غير الغربية به إلى قراءات أعمق تنطوي على فهم مغاير لواقع هذه البلدان (الكولونيالية البريطانية في الهند)، معتبراً أن الهند المجزّأة «فريسة حتمية للغزاة»، و«حرب الأفيون في الصين»، وروسيا كجغرافيا للنظام الشمولي والحكم المطلق، و«مستنقع العبودية الدموي للمغول» قبل أن يغير من توجهه في تناول روسيا إثر «انتفاضة الأقنان» معولاً على إنتاج ثورة بتأثير الغرب، فيما سيعتبر بولندا «ميزان الحرارة الخارجي للثورة في أوروبا». وربط انعتاق بولندا من قبضة جيرانها الأقوياء، فقط عندما «تحظى الشعوب الأوروبية بالديمقراطية». وسيعتبر في كتاباته الأخيرة ورسائله إلى إنجلز حول بولندا (1867) بأن «بولندا ... الشعب الأوروبي الوحيد الذي حارب ولا يزال يحارب كجندي عالمي للثورة».

عدا إنجازه الجزء الأول من «رأس المال» في ستينيات القرن التاسع عشر، التفت ماركس إلى معالجة «العِرق، الطبقة والعبودية»، معتبراً أن الحرب الأهلية الأميركية (1861- 1865) واحدة من معارك القرن الكبرى في سبيل التحرّر الإنساني. يفصح ماركس بحزم، في سلسلة مقالات، عن ضرورة إلغاء العبودية، بعكس اشتراكيين آخرين. كما سيختلف مع إنجلز في رؤيته لمآلات الحرب الأهلية الأميركية. ولكن ماذا بخصوص رحلة «رأس المال» من لغة إلى أخرى؟ ههنا يتعامل كيفن أندرسون مع هذا الكتاب بوصفه نصاً سردياً تاريخياً عن تكون وعي الطبقة العاملة بذاتها ومقاومتها للحط من إنسانيتها، بالاتكاء على هيغل ومفهوم «نفي النفي»، وصولاً إلى «اتحاد الكائنات البشرية الحرّة والعاملة في ظل ملكية جماعية لوسائل الإنتاج». ستخضع رائعة ماركس هذه إلى تعديلات واضحة من نسخة إلى أخرى، قبل أن تتخذ شكلها النهائي على يد إنجلز في طبعتها الألمانية المعتمدة إلى اليوم. وبصرف النظر عن ثقل المصطلحات الاقتصادية، إلا أننا نلمح وصفاً شعرياً يتسلل إلى سرديات «رأس المال»: «يكاد لا يمكن إيجاد مثيل لهذه الفاجعة في تاريخ التجارة.

لقد اصطبغت سهول الهند ببياض عظام ناسجي القطن التي تغطيها» يقول. هناك أيضاً، نصوص ماركس المتأخرة حول المجتمعات غير الأوروبية وما قبل الرأسمالية، وتشتمل على ملاحظات واقتباسات تنطوي على انعطافة في اهتماماته، والتي اعتبرها بعض نقّاده «حذلقة يتعذر تسويغها»، نظراً إلى تعلقها بقضايا بعيدة عن الاقتصاد السياسي، مثل الجندر والطبقات في مناطق وحضارات مختلفة. وسيرى آخرون أن هذه الملاحظات تظهر ماركس بوصفه «قارئاً» يتحرك نحو آفاق جديدة، إذ يصف الكولونيالية البريطانية بأنها «أقحمت الشكل الأكثر نهباً للرأسمالية، وحولت أشكال ملكية الأراضي الضاربة في القدم إلى ملكية خاصة حصرية في أيدي المرابين والمضاربين». هذا المنظور المتغيّر لما ورد في «البيان الشيوعي» يظهر ماركس ديالكتيكياً أكثر في قضايا العبودية والإثنية والكولونيالية، وتبدّل العلاقات الجندرية. يتساءل كيفن أندرسون أخيراً «ما الذي تستطيع نظرية ماركس الاجتماعية متعددة مسارات التطور، الديالكتيكية والمنفتحة على حضارات متعددة، أن تخبرنا به عن الرأسمالية في عصرنا هذا؟». ويجيب «إنني أعتقد أن كتابات ماركس، سواء لأنها نظرية أم لأنها منهج في البحث والتحليل والكشف، تقدم لمصلحة الحركات الوطنية الأصلانية في وجه العولمة الرأسمالية». نخلص إلى أن علينا ألّا نستغرب رؤية ماركس يتجول في شوارع «وول ستريت» مثل شكسبير آخر في الاقتصاد السياسي!

ــــــــــــــ

*كاتب سوري

“الأخبار” اللبنانية – 24 تشرين الأول 2020

 

*************************

 

في بريطانيا .. أجور نساء الأقليات منخفضة وحقوقهن أدنى

متابعة “طريق الشعب”

كشفت دراسة بحثية جديدة عن كون النساء من السود والأقليات العرقية في بريطانيا، أكثر عرضة بمرتين للعمل في وظائف منخفضة الأجر وعالية الخطورة، فيما تبين أن حقوقهن في مجال التوظيف أقل من حقوق النساء البيض.

واستطراداً، توصل البحث الذي أجراه “مؤتمر نقابات العمال” (يمثل غالبية النقابات العمالية في إنجلترا وويلز) إلى أن امرأةً من كل ثماني نساء من السود والأقليات العرقية تعمل في المملكة المتحدة في وظائف غير آمنة، بالمقارنة مع واحدة من كل 16 امرأة بيضاء، وواحداً من كل 18 رجلاً أبيض. وحذر واضعو البحث من أن النساء من السود والأقليات العرقية يتعرضن بشكل أكبر إلى خطر الإصابة بفيروس كورونا أو لفقدان عملهن خلال الأزمة الصحية العامة. ويتبدى الأمر نفسه في كون كثيرات منهن يشغلن وظائف في الخطوط الأمامية كالرعاية الصحية والاجتماعية.

أمام هذا الواقع، دعا “مؤتمر نقابات العمال” الحكومة البريطانية إلى اعتماد إجراءات ملموسة ووضعها موضع التنفيذ للتصدي للعنصرية البنيوية المتجذرة. ويأتي هذا بعدما سلط بحث صدر في وقت سابق من السنة الحالية، الضوء على التجارب اليومية التي تفرضها العنصرية والتمييز على أساس الجنس، وتلك عوامل يعاني منها العمال ذوي البشرة السوداء والمنتمين إلى الأقليات العرقية.

وفي ذلك المنحى، أفاد نصف عدد النساء السود تقريباً المنتميات إلى الأقليات العرقية أن أمكنة العمل اختارت لهن أداء مهمات شاقة أكثر وأقل شعبية. وكذلك أعرب ثلثهن عن حرمانهن الترقية في العمل بشكل غير عادل، وأقر ثلث آخر منهن بأنهن تعرضن للإساءة اللفظية في مكان العمل. وأوضحت البروفيسورة كلير ليونيت من جامعة وارويك أنه “من غير المرجح أن تعمل نساء الطبقة العاملة من المنزل، وفق ما يحصل مع النساء المحترفات واللواتي يشغلن مناصب إدارية. وقد توصل بحثنا إلى أن نساء الطبقة العاملة أكثر عرضةً للاكتئاب النفسي من غيرهن، لأنهن يعشن ضمن منازل ضيقة وأكثر ازدحاماً. إنها قصة تراكمية، إذ يتعين عليهن تولي جميع المسؤوليات التي يحاولن التعامل معها، عبر بذل جهد مضن”.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“اندبندنت عربية” – 31 تشرين الأول (مقتطف)

 

 

**************

ص13

سنة المهدي بن بركة .. الميلاد، الجريمة والأدوار

عبد الرحيم التوراني*

تصادف، اليوم، ذكرى مرور 55 سنة على اختطاف واغتيال زعيم اليسار المغربي المهدي بن بركة في 29 تشرين الأول 1965، أيضاً مناسبة مرور 100 سنة على ميلاده بالعاصمة الرباط. يعد المهدي بن بركة (1920- 1965)، مؤسس حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية اليساري في المغرب، أبرز معارض للملك الراحل الحسن الثاني في بداية ستينيات القرن الماضي. تعرض لمحاولة اغتيال ما بين الدار البيضاء والرباط، اضطرته إلى مغادرة وطنه في بداية حزيران 1963. لم يمض شهر حتى كان إسمه من ضمن قائمة المحكومين بالإعدام غيابياً بتهمة التآمر في ما عرف في التاريخ السياسي المغربي الحديث بـ”مؤامرة تموز 1963 ، التي أدت إلى موجة اعتقالات واسعة في صفوف حزب بن بركة، ومحاكمة عدد من قادته وأبرز مناضليه بتهمة محاولة اغتيال الملك الحسن.

ملاحقة في المنافي

خلال تواجده خارج المغرب، سعى بن بركة إلى ربط علاقات متينة مع حركات التحرر والأنظمة التقدمية في الوطن العربي والعالم، ثم أصبح سكرتيرا للجنة التحضيرية لـ”مؤتمر القارات الثلاث”، بعدما كان من أبرز دعاة قيام تحالف أممي جديد بين قارات افريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية. هذا الدور جعله محط أنظار العديد من أجهزة الإستخبارات. كان ضباط من “السي آي أيه” (الإستخبارات الأميركية) يحضرون على نحو دائم إلى مقر جهاز “الكاب وان” (جهاز استخبارات سري مغربي) في حي حسان بالرباط، وهو الجهاز الذي أشرف على تنظيم عملية اختطاف المهدي بن بركة. (كتاب “اللغز” حول تصفية المهدي بن بركة، تأليف عميل المخابرات السابق أحمد البخاري،2001).

كانت الجزائر بوابته الكبرى التي عبر منها صوب المشرق العربي. اضطر المهدي بن بركة من أجل إتمام دراسته العليا إلى الانتقال إلى العاصمة الجزائر، ومن هناك عاد بشهادته العليا في الرياضيات. وإلى الجزائر، لاذ بعد مطاردته والحكم عليه بالإعدام، وقد اتخذه صديقه الرئيس الجزائري أحمد بن بلة مستشارا له. وزاد ارتباط بن بركة بالجزائر بعد انحيازه للجزائريين في ما يسمى في الأدبيات التاريخية “حرب الرمال” الحدودية بين المغرب والجزائر (1963). وحين تبادلت إذاعات المغرب والجزائر سيلا من الشتائم، انطلق صوت بن بركة من راديو “صوت العرب” في القاهرة،  مدينا بشدة النظام الملكي “الذي يشن بدافع من الإمبريالية حربا عدوانية ضد الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية”.

رأسه بيع في المزاد !

بعد انقلاب حزيران 1965 ضد صديقه أحمد بن بلة، لجأ بن بركة مع عائلته إلى القاهرة، وقد تابع أولاده الخمسة الصغار دراساتهم بمصر وصارت لكنتهم العربية تطغى عليها اللهجة المصرية. وسيقول المهدي لصديقه محمد حسنين هيكل مستشار جمال عبد الناصر: “أخيراً، منذ وجودي في مصر تحت حمايتكم، أنام مطمئناً”. لكن بعد فترة، لاحظ البوليس السري المصري أن غرباء يحومون حول الفيلا التي يقيم فيها المهدي وعائلته بشارع الدكتور محمد علي البقلي، ولذلك زادت الاحتياطات الأمنية من حوله.

ويروي الكاتب والصحافي المصري سعيد الشحات، أن الملك الحسن الثاني وخلال لقاء له مع جمال عبد الناصر بعد مؤتمر القمة الذي عقد في المغرب سنة 1964، قال له إنه ليست هناك خلافات بين البلدين سوى أن بعض الساسة المغاربة من المعارضة “يستغلون صلاتهم بمصر وبالرئيس شخصياً، وهذا الوضع يحدث التباساً فى العلاقات بين البلدين تستحسن مواجهته بالمصارحة والاتصال الدائم”، وأشار الملك بوضوح إلى النشاط الذى يقوم به المهدي بن بركة، ورد عبد الناصر أنه يعتبر بن بركة صديقاً، وهو رجل يقوم بدور كبير فى الحركات السياسية التي يزخر بها العالم الثالث، وأضاف عبد الناصر أنه يخشى أن يكون هناك من يضخم الأمور أمام الملك، ملمحاً إلى الدور الذى يقوم به الجنرال محمد أوفقير، لكنه أكد على أن آخر ما يفكر فيه هو أن يقحم نفسه في الشؤون الداخلية للمغرب.

كان بن بركة يستعمل جواز سفر دبلوماسي مصري، ومن أسمائه المستعارة اسم “الخولي”. وكان آخر مودعيه في مطار القاهرة، هو الجزائري الأخضر الابراهيمي، الذي كان بمثابة سكرتير لخاص لبن بركة، يرتب مواعيده ويوافق على الراغبين في مقابلته. (شهادة الأخضر الابراهيمي في الذكرى 50 لاختطاف بن بركة، الرباط، تشرين الأول 2015).

قبل ثلاث سنوات، كشف صحافيان إسرائيليان أن رأس المهدي بن بركة بيع في المزاد، وبلغ الثمن مقايضته بأسرار العرب، حيث أكد تحقيق نشر بصحيفة “يديعوت أحرونوت”، الإسرائيلية، ما كان قد أعلنه محمد حسنين هيكل بأن ملك المغرب الحسن الثاني سلم إسرائيل تسجيلات القمة العربية المنعقدة في الرباط في 13 أيلول 1965، مقابل رأس العدو رقم واحد للمملكة. (مجلة “وجهات نظر”، آب 1999) ...

ويقول البشير بن بركة، نجل المهدي بن بركة، لــ”العربي الجديد” (6 تشرين الثاني 2015): “يجب أن لا ننسى بأن بن بركة كان من أوائل الزعماء العرب الذين وضعوا مبكراً القضية الفلسطينية في إطارها السياسي الحقيقي كمعركة من أجل التحرر الوطني”...

ويروي عضو القيادة القومية لحزب البعث المحامي اللبناني جبران مجدلاني أنه “ذات مرة حضر المهدي بن بركة إلى بيروت للاجتماع بي. رفض أن أحجز له في فندق خوفاً من اغتيال الاستخبارات المغربية له، وطلب مني تأمين منزل آمن له. عرضت عليه المجيء إلى منزلي فرفض لأنني معروف ووضعي صعب كوضعه”. يضيف:”سألت مي جنبلاط (والدة الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط) عن إمكان تأمين شقة له، وفعلت. وأثناء إقامته، مازحته بشكل ساخر حول مخاوفه من الاغتيال. وبعد أيام قليلة على مغادرته بيروت، اختفى في باريس. وقد لمت نفسي كثيراً على مزاحي واستخفافي بمخاوفه”. (“الحياة” اللندنية، 13 تموز 2008).

لم تكن المرأة التي خبأت المهدي بن بركة في لبنان سوى الأميرة مي ابنة الأمير شكيب أرسلان، زوجة الزعيم كمال جنبلاط، وقد توفيت في العام 2013. وفي ذكرى رحيلها الثالثة، سيقف على المنبر ابنها الوحيد وليد جنبلاط، الذي ورث زعامة الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان، ليعدّد مناقب وخصال والدته الراحلة، قائلاً إنها آمنت بحرية الشعوب، وفي طليعتها شعب الجزائر وشعب فلسطين، “فسارت على خطى الأمير شكيب”، ويختم “أنا أذكر غضبها واستنكارها لخطف المناضل العربي الكبير المهدي بن بركة”.

مصيره مازال لغزا

لقد ساهمت شخصية المهدي بن بركة في تكوين الثقافة السياسية لجيل قومي يساري في المشرق العربي، كما يؤكد أحد المثقفين اللبنانيين، وهو الباحث فيصل جلول، المقيم منذ سنوات بفرنسا، في شهادة ألقاها في مهرجان سياسي بضاحية باريس (2003)، ما ترجمته من الفرنسية:

“في بداية السبعينيات كنت ذلك الفتى الذي بدأ للتو يكوّن ثقافته السياسية. نصحني أحد الأصدقاء بقراءة مجلة يسارية أسبوعية لهذه الغاية. من تلك الصحيفة ما زلت أحفظ في ذاكرتي صورة المهدي بن بركة على غلاف كتابه: “الاختيار الثوري في المغرب”، الذي صدر في بيروت باللغة العربية في تلك الفترة، والذي روجت المجلة له حينذاك لشهور طويلة. لقد كان هذا الكتاب فضلا عن “يوميات أرنستو تشي غيفارا في بوليفيا” مدخلا لثقافتي السياسية”...

يوم الجمعة 29 تشرين الأول 1965 تم إستدراج بن بركة إلى الموعد/الفخ في مطعم “براسري ليب” في الحي اللاتيني بباريس. بعد ذلك تم إقتياده إلى حيث تمت تصفيته ومنذ ذلك التاريخ تتعدد الروايات حول مصير جثته. على الأرجح، سيظل لغز مصير المهدي بن بركة من ألغاز القرن الذي مضى، والذي لم يتم الكشف عنه حتى اليوم، خصوصا بعد تصفية معظم المشاركين في الجريمة وغياب الآمرين بها. الثابت أن أجهزة الإستخبارات الأميركية والفرنسية والإسرائيلية والمغربية تورطت في الجريمة.

ومن الصدف المثيرة أن أغلب من كانوا وراء تغييب بن بركة راحوا ضحية القتل والتصفية، بدءا من الجلادين الفرنسيين الأربعة، مرورا بالجنرال محمد أوفقير الذي قاد محاولة انقلابية أعدم بعد فشلها (1972)، والجنرال أحمد الدليمي الذي خطط للتآمر على الحسن الثاني (1983) فتم اغتياله بالرصاص على الطريق بمراكش.

ــــــــــــ

*كاتب مغربي

موقع “180 درجة” – 29 تشرين الأول 2020 (مقتطفات)

 

************

14

التحرير وطن

عنوان رواية للأستاذ ضرغام علاوي، صدرت حديثاً عن دار الرواد المزدهرة – بغداد.

الرواية تتناول الجوانب الحية والمشرقة للمنتفضين في تشرين والذين يطالبون بوطن يعيش السلام والعيش الرغيد وهم يهتفون (بالروح بالدم نفديك يا عراق). الوطن هو المحور الأساس للمنتفضين في ساحة التحرير.

**********

بكائية 14

د.حاتم الصكر

إليك في ذكراك..عدي

كلهم عادوا:

الأحياء إلى بيوتهم بما أبقى لهم الألم من ذاكرة

الجرحى إلى أسرّتهم بما نزفوا من دم جراحهم

الموتى إلى قبورهم بأزاهير أحلامهم الذابلة

والقتلة قتلتك عادوا إلى كهوف أرواحهم متعثرين بدشاديشهم وعناكب لحاهم

وأغطية  الخزي المهلهلة

..وحدك  معلقاً في الغياب بقيت.أربعة عشر خريفاً

كل خريف يجز بمنجل اليأس  خيط الأمل

ويهدم جدار وعدٍ واهن نغفو كل ليلة  متكئين عليه

نكبر في فراغ التعلات والصمت

ولا جواب

... أحياناً أتوهمك قادماً تطرق الباب

ثم لا أجد إلا الريح

تعبث في الباحة

ومن النافذة تمر كضوء ينطفئ خلف الزجاج

أسمعك..وأراك في الصور

وصفحات الكتب

و صوتك البعيد في الهاتف

..كلهم عادوا

عد لنا

عد

عد....ي

*********

الإحسان

 

للشاعر فنجنسو رومانيوولو

ترجمها عن الإيطالية: عبدالوهاب الدايني

كل شخص في العالم

وبطريقته الخاصة

يهب ويعطي

شيئاً ما

مثلما المطر....

الشمس....

الهواء

الانسان وحده

من يصنع الاحسان

الذي يولد من الفلب

دافنا البخل

العجرفة

ألاحسان لا يستطيع

أن يكون

تقريراً لوجود

أو تسعيرة اقتصادية

إنما هو بذرة

من وداعةٍ

جنس من اجناس الحب

مثل تلويحة

بسمة...

قبلة....

ملاطفة.

حركة صغيرة وبسيطة

تلطف

الروح

لَمن يعطي...

ولمن ياخذ...

************

تشكيل

بعد ان دمرت: الموصل تتنفس ألوانها

د. أحمد جارالله ياسين

اقام تجمع (نركال) للفن التشكيلي بالتعاون مع قسم النشاطات الفنية بجامعة الموصل معرضاً للفنون في قاعة المتحف، شارك فيه عدد كبير من الفنانين التشكيليين من أجيال مختلفة، واتجاهات اسلوبية وفنية متعددة، منحت المتلقين تنوعا بصريا ما بين الأساليب الأكاديمية الأقرب للفوتوغراف لاسيما في رسم العناصر الطبيعية، وبين الاساليب الحداثية من انطباعية وتجريدية ورمزية وتعبيرية وما بعدها من نزعات تجريبية تعتمد تقانات الكولاج والمواد الخشنة الملمس.. وقد حظي المكان الموصلي المحلي مثل الاسواق والبيوت القديمة التراثية، والمكونات المعمارية الاثرية باهتمام كبير في لوحات المعرض التي حاولت بعث الروح الجمالية في المكان الموصلي لاسيما الذي تعرض للدمار بسبب الحرب، وكأن الذات الفنية الموصلية باتت تنظر الى تلك المحاولة بمسؤولية تصل حد الالتزام بهذا الموضوع كونه وسيلة من وسائل المحافظة على الهوية الخاصة بالمدينة خشية محوها من الذاكرة الفنية بعد أن تعرضت للمحو والخراب واقعيا..أو كأن الذات الفنية وذاكرتها ماتزال عطشى إلى تلك الجماليات ولم تتشبع بها بعد..وبالحد الذي يجعلها موضوعا قابلا للتجاوز والنسيان، فبيوت الموصل القديمة واسواقها وآثارها ماتزال منبعا خالدا للجمال في موضوعات اللوحة الموصلية.

ومن جهة اخرى حاول فنانون آخرون استعادة جماليات الطبيعة في الموصل التي عرفت بها وبمساحاتها الخضر، في حين كان رسم الخيول موضوعا أخر في أكثر من لوحة، رصدت تشكيليا جماليات هذا الكائن المعروف بتكويناته البصرية البارزة وألوانها وحركاتها، ومن اللوحات ما رسمت الخيل بأسلوب أقرب للفوتوغراف ومنها ما رسمتها بأسلوب رمزي منحها بعدا تعبيريا ودلاليا أوسع من كونها مجرد كائنات تنتمي للطبيعة فحسب،في حين مزجت لوحات أخرى بالتجريد بين الخطوط والكلمات والألوان والفضاءات اللونية بأسلوب (حروفي ) حديث.إلى جانب لوحات أخرى ذات صلة بموضوع الحرب والتهجير والنزوح.

المعرض.. تظاهرة لونية وجمالية أعادت النشاط الفني إلى الساحة الموصلية بعد سبات طويل بسبب كورونا، ولذا جاء عنوان المعرض( نينوى تتنفس بألوانها ) منسجما مع الظروف الحالية ومعبرا عن البديل الجمالي للهواء النقي ( الفن ) الذي يبقى عصيا على الفايروسات جميعا.

المعرض (ثقافيا )، يهيمن عليه الطابع المحلي عدا بعض الأعمال الاستثنائية، مما يشير إلى العزلة التي يعيشها الفنان الموصلي وعدم وجود تواصل ثقافي وجمالي بينه وبين العالم، وهذا الأمر يبدو لي خيارا مفروضا عليه، لأنه ليس وليد هذا المعرض وانما لأن العزلة باتت نسقا ثقافيا مهيمنا على الذات الفنية منذ سنوات عديدة بفعل الحصارات والحروب والاحتلالات، ولذلك انتج هذا الخيار المفروض تكرارا في الموضوعات في هذا المعرض أو في معارض سبقته، أو ما يمكن أن نسميه بالتناص بين اللوحات التي اقتربت من استعارة الموضوع نفسه مع تغيير نوعا ما في الاسلوب،إن المحلية ليست عيبا أبدا، لكنها بالتكرار وكثرة الاستدعاء يمكن أن تقترب من هذا الوصف، وذلك ما نريد أن ينتبه إليه الفنانون، لتجاوزه نحو آفاق جديدة موضوعاتيا..

إن موضوع ( الخيول ) الذي برع فيه الرائد فائق حسن يمثل مرجعا تشكيليا لعدد من اللوحات التي تناصت وتداخلت ربما بلا وعي منها مع أعمال فائق حسن الذي غذت لوحاته الذاكرة التشكيلية العراقية بروائع تشبعت بها تلك الذاكرة ومن الصعب أن تتجاوزها وهي ترسم الموضوع من جديد، فضلا عن القيمة الرمزية للخيول في الثقافة العربية، ولعل من المفارقة أن هذه الثقافة على الرغم من مدنيتها إلا أنها ماتزال تعيش حنينا لمراجعها البدوية ورموزها ومن أهمها الخيول، لكنه حنين مقبول إذا كان بتوظيف رمزي وفكري وليس توظيفا عاطفيا استجابة للحاجات العاطفية للذاكرة. مثلما وُظِّف موضوع الصقر رمزيا بذكاء لانتقاد الخنوع السياسي العربي.

أما من حيث الأساليب، فقد طرح المعرض حوارا خفيا بين مدرستين : الكلاسيكية الأكاديمية التي معيارها الرسم الفوتغرافي الدقيق بخطوطه ونسبه ومنظوره وذلك تجلى في أعمال بعض الفنانين، والحداثية التي خرقت الفوتوغراف وتجاوزته بالأسلوب الانطباعي والرمزي وإلى حد التجريد الكامل في بعض الأعمال. وهذا منح المعرض تنويعا اسلوبيا، وقبولا معتدلا عند المتلقين الذين باستثناء النخبة منهم فان الافضلية عند عامتهم ستكون للأسلوب الاول القريب الى التوقعات البصرية المألوفة ومعيار الكاميرا الذي ما يزال مهيمنا على ثقافتنا التشكيلية، وكنت قريبا من أحد الزوار عندما ابهرته لوحة الأسد الفوتوغرافية فمدحها كثيرا، في حين أنه لم يعلق بشيء على لوحة حداثية تجريدية ومضى سريعا لأنه حسب قوله لزميله: لم يفهم منها شيئا.إن متلقينا مازال يبحث عن الموضوع المألوف والفهم المباشر قبل أن يبحث عن الشكل وجمالياته..ويبذل جهدا في التأويل ليفهم.وذلك لأن الفن يمثل لدينا ترفا جماليا وتزيينيا في الحياة أكثر من كونه مشروعا انسانيا ووجوديا وفكريا.

المعرض كان خطوة مهمة جدا، وأجمل مافيه هذا التجاور بين الأجيال من رواد وشباب من أكاديميين وهواة، وهذا التنوع الاسلوبي، وشيوع روح البساطة في التوافق والتعاون على انجازه في ظروف صعبة، لكن تغلب عليها دوافع الاخلاص والمحبة من أجل أن تعود نينوى جميلة بلوحاتها في الواقع وعلى جدران الصالات في المعارض، وكان للفنانة التشكيلية ايناس البيرقدار بوصفها رئيسة تجمع نركال الدور الأكبر في التحضير والاستعداد، وتنظيم المعرض بأفضل صورة.

**********

 

15

بلغات الشعوب

شقوق في الأرصفة

قصة: الكاتب الأمريكي بن لوري

ترجمة : عبد الصاحب محمد البطيحي

إن نظرت الى شقوق الأرصفة من علٍ بقدرٍ كافٍ،سترى اسماءَ الناسِ.

كنتُ قد لاحظت هذا اولاً عندما وقفت على برج الكنيسة أنجز بعض أعمال النجارة. كان اسمُ ربيكا ستبلتن هو أولُ أسمٍ رأيته في الرصيف المواجه لصالة المدينة. بعدئذٍ رأيتُ اسم اليزا رايس في ساحة الملعب، ثم اسم تيرَس ربنز جوار حانوت البقوليات.

دعوتُ الى عقد اجتماع لأهل المدينة لأسأل الناسَ حول هذا الشأن، غير أنهم أظهروا الدهشةَ كما كان الأمرُ معي. تسلقنا السلّم، وقفنا عل سطح الكنيسة، أخذ الجميعُ يحدّق الى الأسفل.

من فرط الدهشةِ وضعت ربيكا ستبلتن يدَها على صدرها.

قالت : ما الذي يعنيه هذا ؟

وقفت تيرًس ربنز شاحبةَ الوجه.

تساءلت أيلزا رايس : هل أنا أحلمُ ؟

صوتٌ يرتفعُ : وماذا عن اسمي ؟

استدرنا، وجدناه صوتَ الصبي ديف.

أراد أن يعرف إن كان اسمُه أيضاً هناك.

هو لا يستطيع القراءةَ، لذا شرعنا جميعاً ننظر لنتأكد من وجود اسمه. طالت اعناقُنا تبحث في كل جانب من الكنيسة، قرأنا اسماءً كثيرةً اخرى  لكننا لم نعثر على إسمِه.

بعد هنيهة، بكى ذلك الصبي.

خاطبته : هوّن الأمرَ عليك ، سنعثر عليه.

شرعتُ بتكوين مجموعاتٍ مختلفةٍ من الناس، توزعنا جميعاً ننتقلُ من سطحٍ الى سطحٍ. المدينةُ كبيرةٌ وهي تمتد الى الجوانب، يمكن رؤية ارصفةٍ عديدةٍ من مواقع مختارة.

في البداية، رأينا كاملَ الأسماء  لكن كان اسم الصبي في الآخر، ذلك أنه كان في أقصى جانب من المدينة مختفياً خلف زريبةٍ للخيل.

وقفتُ الى جانب الصبي على سطح الزريبة أعينه على تهجي اسمِه على الأرض، بيد أني سمعت أصواتاً تنادي :

ساعدونا لنجد أسماءنا.

وبذا أعنتهم على البحثِ، رأينا الكثيرَ من الأسماء، وعلى الرغم من ذلك هناك أسماءٌ كثرٌ ظلت ضائعة.

فجأة، بعدئذٍ، طرأت ببالي فكرةٌ.

اقترحتُ : لنصنع بالوناً.

وهو ما فعلناه. قامت السيدات بحياكةِ النسيجِ، والرجال بصنعِ سلةٍ مجدولةٍ... وما أسرع ما رفعناه . جلبت ورقةً وقلماً لرسمه بالتفصيل.

مضت ثلاثة أو أربعة أسابيع، وجدنا، بعدها،  أسماءَ جميعِ الناسِ، كلٌّ منهم أخذ مكانه الخاص به :  جوناثان ادوارد الى جانب سايلو الحبوب، ماري وورث في الزقاق خلف السجن.

ويا للغرابة ! أنا الوحيدُ الذي ظل اسمه مفقوداً، وهو ما جعلني أشعر بصدمةٍ مريرةٍ.

قلت : أين يكون اسمي إذن ؟ 

نادى الليفت : أنا متأكد بأن الأمر لا يتعلق بك شخصياً.

قال آخرون : نحن على يقينٍ بأنه هناك في مكان ما.

وعلى هذا استمر بحثي منفرداً لأوقاتٍ طويلةٍ.

كنت مع البالون عند الصباح، أصارعُ السلةَ، أطوي الحبالَ، أراقب النارَ، أطفو على أحد الميادين ثم أهبط، أواظبُ على التحديق الى الأسفل، غير أن ما كنت أراه هو أسماء الأخرين حسب، هي ذات الأسماء على نحو مكرر.

في الليل كنت أعود الى البيت وآوي الى فراشي.

أوحى لي صوتٌ : ربما عليك أن تعلو بالبالون أكثر.

وبذا ارتفعتُ كثيراً، غير أنني لم أبصر إسمي.

بعدئذً تمزّق البالون في أحد الأيام.

تمزق النسيجُ وانحدرتُ نحو الأسفل بعنف. 

مكثت في المشفى طوالَ أسابيع.   

عندما خرجت أخيراً كنت أبدو مجرد هيكل عظمي.

قدموا لي عكازاً ووصفة طبية.

سرت نحو مركز المدينة، وجدت الناسَ يتجمعون في الساحة.

هناك مشاعلٌ وأعلامٌ ومقصٌ كبيرٌ.

كان لديهم احتفال بهيج.

كان الأمر.. أنهم شيدوا مصغّراً للمدينة، لكل بناء وشارع ورصيف كما يشاهد من علٍ.

رأيت الأسماء منحوتة على الحجر.

عندما رأتني جموعُ الناس قالوا : ها أنت عدتَ. نحن نقيم احتفالاً. تعال و تمتع معنا.

قدّموا لي شراب الشمبانيا وضربوني خفيفاً على ظهري،

غير انني علمت ان ذلك الحفل لا يلائمني.

لذا تسللتٌ خارج المشهد ، مشيتُ وحيداً برفقة عكازي الذي به  كنت أقرع الأسماء في الشقوق  لمدة وجيزة. بعدها توقفت وخطوت بعيداً.

انعطفت عن الطريق  ومشيت في أماكن مقفرة – الحشائش النامية، الأزقة،والأماكن المهملة. كنت أبحث عن تلٍ بيد أن لا تل هناك. كانت الأرض منبسطةً على امتداد البصر.

عندما خذلتني قدماي كنت على حافة المدينة، بذلت جهدي، مستغيثاً بعكازي،  لتجنبَ السقوطِ. غير أن العكاز إنكسر، وأنا أسقط متهاوياً على الأرض.

استلقيت مُحَطماً، أحدق عالياً، ثم أبدأ بالبكاء. ولبرهةٍ وجيزةٍ رأيت اسمي يخطفُ بين الغيوم.

*****************

 

محطات ثقافية

(كتيبة الشعراء الثوريين)

عن دار طباعة كالاتومبا/ سان فرانسيسكو، كالفورنيا

صدرت مطلع تشرين العام الحالي 2020 موسوعة – كتيبة الشعراء الثوريين – الدولية وتحت عنوان ( بناء الإشتراكية)

تأليف : جاك هيرشمان

كارين ميلاندر- ماكون سكوت بيرد/ جون كورل.

تضم المجموعة الجديدة وهي الثالثة في سلسلتها  – 108 شاعرة وشاعر من مختلف أرجاء العالم وقد غطت في سلسلتها الثالثة أدباء مشاركين من امريكا وايطاليا والمانيا وفرنسا وكندا وكوبا وافريقيا والعراق وايران والجزائر..الخ ، وكان العراق قد شارك للمرة الثالثة في هذه السلسلة ، وجاءت مساهمته الجديدة تحت عنوان ( ليس الوقوع في الحبِّ بل التألق فيه، يا ولدي! ) بالإنجليزية.

 

• مسدس صغير/ قصص لحنون مجيد، صدرت حديثاً عن دار امل الجديدة/ دمشق.

• ما لم يقله البهلول/ نصوص، رؤى اخراجية معاصرة/ كتابان لثائر هادي جبارة، الأول صدر عن دار سما/ بابل، والثاني عن دار تموز/ دمشق.

• ثرثرة الجسد/ الرجل الفأر/ روايتان لأطياف سنيدح/ صدرتا مؤخراً عن دار امل الجديدة/ دمشق.

• لبابة السر/ رواية، قطار احمر الشفاه/ قصص/ كتابات لشوقي كريم، صدر الأول عن دار الشؤون الثقافية- بغداد، والثاني عن مؤسسة ثائر العصامي- بغداد.

• مجلة “الثقافة الأجنبية” التي تولى رئاسة تحريرها مؤخراً الناقد الأستاذ باقر جاسم محمد، صدر عددها الجديد ويتضمن ملفاً عن الادب والثقافة في اليابان فضلاً عن عدد من الدراسات والنصوص.

• أسئلة طويلة مقلقة، تجليات/ مجموعتان شعريتان لعبد العزيز الحيدر اصدار دار ميزوبوتاميا- بغداد.

• عن دار ضفاف- بغداد، اصدر القاص والمترجم جودت جالي ثلاثة كتب جديدة هي: لا وقت لهديل الحمام/ رواية، ما رواه العجوز كلمان عن الفتى الجميل جوهر/ قصص، فك الحزن/ قصص.

كما أصدرت الدار عدداً جديداً من مجلة “ضفاف”.

************

 

ص 16

اثر عائدات الاستثمار الأجنبي المباشر

عن دار الرواد المزدهرة- بغداد، صدر حديثاً كتاب جديد للأستاذ هيثم عبد النبي موسى البديري بعنوان: “أثر عائدات الاستثمار الأجنبي المباشر في القيمة السوقية للشركات متعددة الجنسيات”. الكتاب: دراسة تحليلية لعينة من شركات جولات التراخيص العاملة في العراق للمدة (2010- 2017). وهو في الأصل رسالة ماجستير كان المؤلف قد تقدم بها في علوم إدارة الاعمال باشراف  أ. د حيدر نعمة الفريجي.

 

 

*********

 

 

أزاحوا الستار عن تمثال رفيق راحل

شيوعيو الهندية احتفوا

بذكرى انتفاضة تشرين

كربلاء – طريق الشعب

أقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الهندية بمحافظة كربلاء اخيرا حفلا منوعا، احتفاء بالذكرى السنوية الأولى لانطلاق انتفاضة تشرين.

اقيم الحفل على قاعة المنظمة، وحضره سكرتير اللجنة المحلية للحزب في كربلاء الرفيق سلام القريني، مع جمع من رفاقه.

والقيت في الحفل كلمات وقصائد بالمناسبة، مجدت الانتفاضة والتضحيات الجسيمة التي قدمها الشباب الثائرون في سبيل شعبهم ووطنهم.

وخلال الحفل، أزاح الرفيق القريني الستار عن تمثال للرفيق الراحل عبد الأمير رؤوف (أبو قيس)، انجزه النحات وسام إبراهيم الدبوني.

وقال القريني في المناسبة ان مدينة الهندية انجبت، أسوة بغيرها من مدن العراق، مناضلين شهدت لهم سوح الكفاح، ومنهم الرفيق الراحل عبد الأمير رؤوف، الذي كان له دوره في اعادة تنظيمات الحزب في المدينة بعد ٢٠٠٣.

وفي الختام، كُرم الفنان الدبوني بلوح ابداع من منظمة الحزب، وبآخر قدمته له نقابة الفنانين.

 

************

كتبت الإعلامية

سلوى زكو

مفتاح تشرين

ما ان رفعت الخيم من ساحة التحرير

حتى اهتزت اعطاف اعداء تشرين طربا

بعضهم ممن ظل يدعي المعرفة ببواطن الامور

افقدته الفرحة توازنه

لم يجد غير عبارات الشماتة التي فضحت المستور

وهذا كلام لا يستحق الرد عليه

البعض الآخر بدأ يحفر في منطقة الاحباط

يتباكى على دماء الشهداء التي راحت بالبلاش

وينعى لنا اهداف تشرين (النبيلة) التي ضيعها البعض

وان الثورة واهدافها بيعت في ليلة ظلماء

خلاصة القول عودوا الى بيوتكم

وبعد لا تسووها

والرد على كل هذا اللغو يتمثل بسؤال واحد

من الذي يملك مفتاح تشرين

 كي يبيعه للكاظمي او لغير الكاظمي؟

حكموا عقولكم

 

***********

 

الشيوعيون يساندون الخريجين في تظاهراتهم

بغداد – طريق الشعب

شاركت مختصة الحراك الاحتجاجي الشعبي التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الكرخ الأولى، في تظاهرة جماهيرية نظمتها نقابتا المحامين والمهندسين وخريجو جامعات وحملة شهادات عليا، للمطالبة بالتعيين.

وطالب الشيوعيون، إلى جانب المتظاهرين الذين تجمهروا وسط بغداد، بتوفير فرص عمل للعاطلين، ومنح الخريجين حقهم في التعيين.

 

************

 

في “ملتقى العشرة كراسي” البابلي

استذكار الكاتب والباحث جعفر الخليلي

الحلة - لفته الخزرجي

عقد “ملتقى العشرة كراسي” الثقافي في محافظة بابل، أخيرا، جلسة استذكار للكاتب والباحث الراحل جعفر الخليلي، ضيّف فيها كلا من د. ماهر جبار والباحث عادل العرداوي، القادمين من بغداد.

يشار إلى أن الخليلي ولد عام 1904 في مدينة النجف، وفارق الحياة عام 1985 في دبي.

الجلسة التي احتضنتها قاعة الملتقى في مدينة الحلة، استهلها د. جبار بالحديث عن الخليلي، الذي تربطه به صلة قرابة قوية، ملقيا الضوء على سيرته الذاتية وتجاربه في الصحافة والأدب والترجمة.

ومن بين ما ذكره د. جبار، أن الخليلي كان قد أصدر جريدة أسبوعية بعنوان “الهاتف”، وهي جريدة أدبية ثقافية عامة.

وتحدث أيضا عن الأقلام التي كتبت عن الخليلي، والتي اعتبرته عميدا للصحافة العراقية، وعلما من أعلام الأدب، وكاتب قصة قصيرة من الرعيل الأول.

بعد ذلك تحدث العرداوي عن جوانب من مسيرة حياة الخليلي، مشيرا إلى أن الراحل كان قامة ثقافية معرفية استطاعت إغناء المشهد الثقافي في تلك الفترة.

 

************

 

ليس مجرد كلام

ما ضاع حق وراءه مطالب!

عبد السادة البصري

مالذي يجبر المسؤول على الكذب، إذا لم يكن يستطيع الوفاء بوعوده ؟ أم أنها فكرة غوبلز: كذّب وكذّب حتى يصدّقك الآخرون ؟!

قبل أكثر من شهر وخلال أزمتي المستمرة مع الإيجارات، انبرى احد الزملاء ساعيا، عسى ولعل أن يوفر لي حلا. ذهب إلى احد البرلمانيين وشرح له حالتي، فوعده ذلك البرلماني خيرا ووضع الشمس في يمينه. فأبلغني الزميل فرحا أن أزمتي ستنتهي خلال أيام وأتخلص من الإيجارات ومحنتها. ومثله انبرى آخرون: هذا يقول كلّمت المحافظ، وذاك يقول تحدثت مع فلان والخ، حتى زارتني أحلام اليقظة باني حصلت على مأوى يلمّني وعائلتي بعيدا عن همّ الإيجارات والمشاكل مع أصحاب البيوت!

كل هذه الأحلام والوعود والكلام المعسول ذهبت أدراج الرياح، وتبين ان كل ما قيل كان تخديرا لي فقط، شأن غيري من المخدّرين بوعود المسؤولين هنا وهناك!

لو أحصينا كلمات ووعود مَنْ جلسوا على الكراسي متسيّدين على رقاب الناس بالصدفة، وصاروا مسؤولين ــ لم أقل منذ 2003 فقط، بل وما قبلها ــ وحسبناها حساب عرب كما يقال، وبحثنا عن نسبة الوفاء بها، حتى بقدر حبّة الحنطة، لما وجدنا أثراً لها. كلّهم يكذبون للأسف، يقولون ما ليس لهم به علم ولا نية وفاء، ولا حتى استعداد نفسي لتقديم الخير للناس، كي يكونوا أوفياء أمام أنفسهم قبل كل شيء. لكن هيهات وأنّى لهم ذلك وهم معجونون بالفساد والغش وخداع الناس!

لو تحقق ما يعادل ذرّة رمل مما قالوه ووعدوا به المواطنين، لكنا الآن في أحسن حال، وبلدنا يضاهي البلدان المتقدّمة في الازدهار والخير والمحبة والاقتصاد القوي!

لكن الحال على العكس، من حروب ودمار وتشريد واعتقال إلى فساد وإرهاب وقتل وأزمات متزايدة، واقتصاد مرتبك ومنهار، وانعدام مقوّمات الحياة، وتأخر رواتب الموظفين والمتقاعدين. وهذا لا يحصل في أيّ بلد مهما كان اقتصاده ضعيفا. فنحن نواجه التلكؤ في الزراعة والصناعة وقد تحوّلنا من منتجين إلى مستهلكين، والأزمات لا حصر لها من كل جانب، والشعب ينتفض فيُجابَه بالنار والحديد والقتل والاختطاف. الأسىً يسكن النفوس بسبب ما يحيط من انفلات امني واحتراب طائفي ومناطقي وعشائري، في غياب سلطة القانون والردع الحقيقي!

ورغم كل شيء فان الناس، خاصة الشباب، يرفضون اليأس والاستسلام ويصرون على مواجهة الواقع المؤلم الذي اوصلنا اليه المتنفذون المتحاصصون الفاسدون، وعلى انتزاع حقوقهم  بايديهم وبنضالهم ولسان حالهم يقول: ما ضاع حق وراءه مطالب!