العدد 64 السنة 85 السبت 16 تشرين الثاني 2019

 

تصفح بي دي اف

 

 

 

 

 

ص1
الشيوعي العراقي: الى النصر المؤزر
لم تنطلق انتفاضة شعبنا في الشهر الماضي وتقدم ما قدمت من تضحيات جسام، سعيا الى حلول جزئية او إصلاحات ترقيعية، بل طرحت على نحو مباشر هدف الخلاص من منظومة الحكم القائمة ومنهج المحاصصة بكافة اشكالها ومن أخطبوط الفساد. كما اعلنت بجلاء ان وقت التغيير الشامل قد حان، وانه بات ضروريا تدشين مرحلة جديدة في مسيرة البلد، وفتح الطريق امام إقامة دولة المواطنة والديمقراطية الحقة والعدالة الاجتماعية.
وبعد كل عمليات القتل العمد وإهدار الدماء الزكية ظلما وببشاعة لا سابق لمثلها، وإصابة المئات من المنتفضين السلميين ومن القوات الأمنية، وتنفيذ حملات الاعتقال والاختطاف والتغييب القسري، وبعد ما حظيت به انتفاضة الشعب الباسلة من دعم واسع، من طرف مختلف الأوساط الشعبية والاجتماعية والمؤسسات والمنظمات المهنية والنقابية والدينية، ومن تضامن اممي كبير، بعد هذا كله فان لسان حال المنتفضين السلميين يعلنها قاطعة ان لا عودة الى ما قبل الأول من تشرين الأول ٢٠١٩.
واننا إذ نشدد على ان اَية مماطلة او تسويف او تأخير من جانب الحكومة ومجلس النواب والقوى المتنفذة في ولوج طريق التغيير الحقيقي، لن يكون من شأنها الا إلحاق المزيد من الأذى والضرر بشعبنا ووطننا.
وإذ نؤشر كون الانتفاضة، التي هي بمثابة استفتاء شعبي عارم لا نظير له، دخلت يومها الـ ٤٥ بزخم وعنفوان كبيرين، وبإصرار منقطع النظير على تحقيق أهدافها ..
فاننا نجدد وقوفنا في جبهتها ودعمنا لها بكافة الوسائل السلمية، ونعيد تأكيد ما سبق لنا اعلانه من مطالب:
1- استقالة او اقالة الحكومة القائمة وفقا للسياقات الدستورية، وكفى بحثا عن الذرائع للتشبث بكرسي السلطة.
2- المباشرة بتشكيل حكومة جديدة من عناصر وطنية كفؤة ونزيهة وفعالة، حكومة ذات صلاحيات استثنائية، يتم تأليفها بعيداً عن نظام المحاصصة المقيت ومنظومة الفساد، ووفقا للدستور، وان لا يتجاوز عمرها الفترة الضرورية لتهيئة مستلزمات الانتقال، ولا يزيد فِي جميع الأحوال عن ستة أشهر.
3- قيام رئيس الجمهورية في الحال ووفقا للدستور بالخطوات الواجبة لاختيار رئيس الوزراء، على وفق معايير الوطنية والكفاءة والنزاهة والاستقلالية والقدرة على اتخاذ القرار، وبعيدا عن المناطقية والطائفية السياسية والتحزب الضيق.
4- تكون مهام الحكومة الجديدة الاساسية كما يلي:
أ- انجاز الخطوات الآنية الملحة لتأمين القوت للشعب وتطمين حاجاته الملحة، وتنفيذ مطالب المنتفضين الاقتصادية والاجتماعية.
ب- انزال القصاص العادل بمن ارتكبوا جرائم قتل المتظاهرين ومن اصدروا لهم الاوامر، واطلاق سراح المعتقلين والمغيبين والمختطفين كافة، ووقف حملات الملاحقة والمطاردة لغيرهم.
ج- تحريك ملفات الفساد بدءاً بالكبرى، وتقديم المفسدين الى العدالة واستعادة الاموال المنهوبة.
د- التحضير لانتخابات مبكرة على ان يسبقها:
1- تشريع قانون انتخابات جديد ديمقراطي وعادل، يكرس مبدأ المواطنة ويوسع من دائرة التمثيل ويوفر قناعات للمواطنين بأهمية الانتخابات والمشاركة فيها. قانون لا يفصّل على مقاسات الكتل المتنفذة.
2- تعديل قانون الاحزاب السياسية بما يضمن قيام حياة سياسية ديمقراطية سليمة، والتطبيق الفعال للنصوص المتعلقة بمنع امتلاك أذرع مسلحة وبضمان الشفافية في المصادر المالية للاحزاب.
٣- انتخاب مفوضية عليا جديدة للانتخابات، مستقلة حقاً، وقوامها كفاءات من خارج الاحزاب والكتل السياسية ويشرف عليها القضاء.
4-تأمين اشراف دولي فعال.
وعند إكمال المهام والتشريعات أعلاه، يتوجب على البرلمان حل نفسه، وتكون الحكومة عندئذ حكومة تصريف اعمال. أما التعديلات الدستورية المطلوب إجراؤها فتكون من أولى مهام مجلس النواب الجديد المنتخب .
هـ - حصر السلاح بيد الدولة .
و - الحفاظ على سيادة الدولة العراقية وتأمين استقلالية القرار الوطني ومنع التدخلات الخارجية في شؤونها .
والى العمل المثابر لإدامة زخم الانتفاضة السلمية حتى تحقيق كامل أهدافها.. اهداف الشعب.

اللجنة المركزية
للحزب الشيوعي العراقي
١٥-١١-٢٠١٩
************
تهنئة بفوز منتخبنا الوطني
هنيئا للعراق والعراقيين في كل مكان فوز المنتخب العراقي على المنتخب الإيراني، مع احر التهاني الى اسود الرافدين والى جميع الذين ساهموا في صناعة هذا الفوز وتحقيق الاداء الرجولي الذي امتزجت فيه المهارة الفنية والحماس والاندفاع الوطنيين.
نتطلع الى مزيد من النجاحات لفريقنا على طريق التأهل عن آسيا في بطولة كأس العالم.
ونشد على يد لاعبي المنتخب الذين عبروا عن تضامنهم مع الشباب المنتفض ومطالبهم المشروعة.
رائد فهمي
**************
كتب المحرر السياسي...
متى يتحرك مجلس النواب؟

عاد مجلس النواب الاربعاء الماضي فوجه رسالة صادمة جديدة الى الجماهير المنتفضة والى الشعب العراقي عامة ، تعكس إمعانه في خذلانهم وتخلّيه عن المهمة الاساسية التي يفترض انه مكلف بها ، وهي تجسيد واعلاء ارادة الشعب ، باعتباره مصدر السلطات.
فبدلا عن الاستجابة لطلب اثنتين من اهم الكتل البرلمانية، استدعاء رئيس الوزراء الى المجلس لاستجوابه في خصوص الطريقة القمعية الدموية وغير الدستورية، التي انتهجتها الحكومة في التعامل مع المتظاهرين السلميين منذ اليوم الاول من تشرين الاول الماضي، عمدت رئاسة المجلس الى استضافة المندوبة الاممية في العراق.
واذا كان احد لا يعترض على استقبال البرلمان لهذه الشخصية الدولية، والاستماع الى آرائها في شأن الانتفاضة الشعبية المستمرة وسلوك السلطات الحكومية في مواجهتها ، فان من المنطقي والواجب ان تستدعي رئاسة المجلس رئيس الحكومة قبلها. وذلك ليس فقط لان ملايين العراقيين ظلوا يخرجون دون انقطاع في الاسابيع الماضية الى الشوارع وساحات الاحتجاج، وتوّجوا نضالهم الاحتجاجي هذا يوم امس الاربعاء بالذات، مطالبين بكشف ومعاقبة القتلة المسؤولين عن اهدار ارواح ودماء المئات من شهداء التظاهرات والآلاف من المصابين، ومشددين خصوصا على اقالة المسؤول الاول عن ذلك كله، وهو بموجب الدستور رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة. فبالاضافة الى ذلك يعرف الجميع ان طلب استجواب رئيس الوزراء في البرلمان، المقدم من طرف كتلتي سائرون والنصر، مطروح منذ اسابيع على طاولة رئاسة مجلس النواب.
ولا ننسى ايضا ان الرئاسة كانت قد دعت رئيس الوزراء قبل اكثر من اسبوعين، الى المثول امام المجلس في جلسة خاصة. وقد التأمت الجلسة وقتها بالفعل، غير ان السيد رئيس الوزراء لم يتجشم عناء حضورها، متجاهلا الدعوة الموجهة اليه، ومهملا مجلس النواب برئاسته واعضائه اجمعين!
وقد تحلت الرئاسة حينذاك بالصبر، وردت على التعامل المستهين والمهين من جانب رئيس الوزراء بسعة صدر تُحسد عليها، حيث اعلنت ان جلسة البرلمان ستبقى مفتوحة الى حين مجيء السيد رئيس الوزراء لحضورها!
وها قد مرت كل هذه الايام الطويلة ولم يأت السيد الرئيس، ولا سمع احد ان في نيته المجيء في يوم قادم!
وكان غريبا بعد هذا كله ان تحرص رئاسة مجلس النواب على عدم "ازعاج" رئاسة الوزراء، لا بتذكيرها بالدعوة القديمة التي اهملتها والتي تجاوز عمرها اسبوعين، ولا بتنفيذ واجب استدعائها للاستجواب، بناء على الطلب آنف الذكر المقدم من جانب الكتلتين البرلمانيتين الكبيرتين.
ثم .. ليت كل شيء انتهى عند هذا الحد. ففي خطوة تعكس بجلاء رضوخ الرئاسة ومن ورائها مجلس النواب للحدود التي رسمتها لها الحكومة ورئيسها، قرر المجلس في جلسته يوم امس القبول باستضافة اثنين من وزراء الوزارات الخدمية ، خلال الايام العشرة الاخيرة من الشهر الحالي!
هكذا وبعد اكثر من اربعين يوما على اندلاع الانتفاضة وعلى إطلاق البطش الوحشي بالجماهير المنتفضة، يبقى مجلس النواب عاجزا عن استجواب وحتى عن استضافة رئيس الوزراء، بل وعاجزا عن استجواب القادة الامنيين الذين كان يفترض ان يدعوهم للمثول امامه، لمساءلتهم في شأن الاحداث الخطيرة التي هزت البلاد وما زالت حتى اليوم تهزها وتغرق اجواءها برائحة الدم.
فهل معقول موقف القبول هذا من جانب اعضاء مجلس النواب بما تفرضه السلطة التنفيذية عليهم وتمليه، والاكتفاء في مواجهتها بالمناشدات؟ واين اختفى البعض "الشجاع" منهم، الذي كان يرفض الاتهامات الكثيرة الموجهة الى المجلس، بدعوى انه "صوت الشعب" الذي لا تجوز المزاودة عليه؟
ينقل اليوم عن بعض هؤلاء الاعضاء تأكيدهم في مجالسهم الخاصة، انهم مقبلون على تحرك في هذا الاتجاه، وان التحرك سيبدأ بهم وينتهي بانضمام آخرين غير قليلين اليهم.
فهل سيسجل المشهد البرلماني حقا مثل هذا التحرك؟
وهل سينطلق عاجلا .. قبل ان يعبر قطار الانتفاضة ويفوت الاوان؟
********
صفاء هادي: اشتريت الكمامة وأخفيتها عند أحد المصورين قبل بداية المباراة
العراق يهزم إيران ويتربع في الصدارة بعد مباراة مثيرة
بغداد-علي شغاتي
فاز منتخبنا الوطني لكرة القدم على نظيره الإيراني بهدفين لهدف واحد، في إطار تصفيات آسيا المؤهلة لنهائيات كأس العالم المقرر إقامتها في قطر 2022، وعزز المنتخب العراقي، بهذا الفوز، صدارته المجموعة الثالثة، بعد أن وسع الفارق مع إيران إلى 4 نقاط، لتحتل المركز الثالث في المجموعة بعد البحرين التي تحتل المركز الثاني بثماني نقاط بعد تعادلها السلبي مع هونغ كونغ.

15 الف مشجع عراقي

وأقيمت المباراة في العاصمة الأردنية عمان، يوم أمس الأول، حيث كان من المقرر إقامة المباراة في مدينة البصرة، لكن الاتحاد الدولي لكرة القدم قرر نقلها إلى خارج العراق بسبب تحذيرات أمنية، رغم تقديم الاتحاد العراقي التطمينات الكاملة للمحافظة على سلامة الوفود. وحضر 15 ألف مشجع عراقي إلى الملعب، وسط إجراءات أمنية مشددة فرضتها رجال الأمن الأردنيين، من خلال منع إدخال اللافتات، والسماح بدخول العلم العراقي فقط، وارتدت مجموعات من الجمهور العراقي اللون الأسود وكمامات سوداء في إشارة تضامنية مع المتظاهرين في ساحة التحرير.
شوط متكافئ

افتتح نجم منتخبنا الوطني مهند علي التهديف للعراق في الدقيقة 11 من عمر المباراة، وفي لقطة تضامن مع المتظاهرين في العراق ارتدى نجم خط الوسط العراقي صفاء هادي كمامة الوجه في إشارة للقمع الذي يتعرض إليه المتظاهرون في ساحات الاحتجاج، لكن الإيرانيين تمكنوا من احراز هدف التعادل في الدقيقة 25 من شوط المباراة الأول من خلال اللاعب أحمد نور الله بعد خطأ دفاعي، ليسدل الستار على مجريات هذا الشوط بالتعادل الايجابي.

تفوق عراقي

ومع انطلاق مجريات الشوط الثاني تسيد لاعبو منتخبنا الوطني على مجريات اللعب، دون الحصول على فرص محققة وعند الدقيقة 82 من عمر المباراة أشهر الحكم البطاقة الصفراء الثانية بوجه لاعب المنتخب الإيراني مسعود شجاعي، وليستمر ضغط منتخبنا على الفريق الإيراني وفي الدقيقة الثانية من الوقت المحتسب بدلا من الضائع، حصل العراق على ضربة ركنية نفذها لاعب خط وسط منتخبنا امجد عطوان، لينبري لها البديل علاء عباس بضربة رأس لم يتمكن من صدها حارس المنتخب الإيراني على رضا، ولتستقر في الشباك الإيرانية، مطلقة العنان لموجة احتفالات وفرح كبيرة في مدن العراق كافة وبالأخص ساحات الاحتجاج.
بطل الكمامة

وكشف نجم المنتخب الوطني، صفاء هادي، عن سر دخول الكمامة ولبسها في المباراة، رغم تحذير الإتحاد الآسيوي باعتبارها رمز سياسي ورسالة دعم للمتظاهرين في البلاد.
وعلق هادي في تصريح صحفي على ارتدائه الكمامة، قائلا، "اشتريتها وقمت بإخفائها في حقيبتي وقبل بدء المباراة ذهبت الى أحد المصورين وطلبت منه إن لا يُعلم أحداً بالأمر، وعند تسجيل الهدف ذهبت نحو المصور وارتديتها".
وأضاف هادي "أردت إن أقدم شيئاً لإخواننا في كل مدن العراق، وإنني مستعد لتحمل أي عقوبة بسبب الحادثة".
وفيما أهدى حارس المنتخب الوطني جلال حسن الفوز إلى شهداء التظاهرات وضحايا الاعتداءات على المتظاهرين، موضحا إن المباراة كانت صعبة وان اللاعبين قدموا أداء يليق بسمعة العراق.
من جانبه، عبر مدرب المنتخب العراق السلوفيني سريتشكو كاتانيتش عن سعادته بالفوز الذي تحقق على إيران.

كاتانيتش: الانتصار مستحق

وقال كاتانيتش في تصريح صحفي، "مبروك للعراق الفوز، فقد كنا الفريق الأفضل والانتصار كان مستحقا، وان الإصرار كان واضحا على لاعبي منتخبنا بدليل الفوز في الدقيقة الأخيرة".
وأكد، أنه يركز على المباراة المقبلة أمام المنتخب البحريني، مضيفا، "علينا أن نحسم التأهل عن المجموعة الثالثة لنعبر عن سعادتنا بذلك وليس فقط بالفوز في مباراة واحدة".
وبين، "مازلنا في نصف الطريق وهناك متغيرات اليوم علينا أن نتعامل مع الشكل العام للمجموعة ولا نترك التنافس لمجرد الفوز على المنتخب الإيراني".
مشددا على "التركيز على المباريات المقبلة، فهناك منتخبات أخرى تنافس ولدينا 4 جولات ممكن أن تتغير فيها الحسابات".

فرح كبير

واحتشد آلاف المعتصمين في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، لمتابعة المباراة، من خلال شاشات عرض خصصت لذلك، وعقب إطلاق حكم المباراة صافرة نهاية اللقاء، معلنا انتصار العراق على غريمه التقليدي الإيراني، ، بدأت الاحتفالات في ساحة التحرير عبر إطلاق الألعاب النارية وتشغيل الأغاني الرياضية والوطنية الحماسية، وسط هتافات تندد بالفساد وتتغنى بحب العراق، وشهدت بقية مناطق بغداد انطلاق مسيرات الفرح إلى الشوارع معبرين عن سعادتهم بهذا الانتصار الكروي، مطالبين اللاعبين بتحقيق الفوز في مباراته المقبلة أمام المنتخب البحريني.
*********
المرجعية الدينية في النجف عن الذين بيدهم السلطة:
إذا كانوا يظنون أنّ بإمكانهم التهرب من استحقاقات الإصلاح الحقيقي بالتسويف والمماطلة فإنهم واهمون
بغداد – طريق الشعب
أكدت المرجعية الدينية في النجف، يوم أمس، مساندتها الاحتجاجات الشعبية الجارية في البلاد.. وفي ما يلي نص البيان:
مرة أخرى توضّح المرجعية الدينية العليا موقفها من الاحتجاجات الراهنة المطالبة بالإصلاح في عدة نقاط:
(الأولى): مساندة الاحتجاجات والتأكيد على الالتزام بسلميتها وخلوها من أي شكل من أشكال العنف، وإدانة الاعتداء على المتظاهرين السلميين بالقتل أو الجرح أو الخطف أو الترهيب أو غير ذلك، وأيضاً إدانة الاعتداء على القوات الأمنية والمنشآت الحكومية والممتلكات الخاصة. ويجب ملاحقة ومحاسبة كل من تورّط في شيء من هذه الاعمال ـ المحرّمة شرعاً والمخالفة للقانون ـ وفق الاجراءات القضائية ولا يجوز التساهل في ذلك.
(الثانية): إنّ الحكومة إنما تستمد شرعيتها ـ في غير النظم الاستبدادية وما ماثلها ـ من الشعب، وليس هناك من يمنحها الشرعية غيره، وتتمثل إرادة الشعب في نتيجة الاقتراع السري العام إذا أُجري بصورة عادلة ونزيهة، ومن هنا فإنّ من الأهمية بمكان الإسراع في إقرار قانون منصف للانتخابات يعيد ثقة المواطنين بالعملية الانتخابية ولا يتحيز للأحزاب والتيارات السياسية، ويمنح فرصة حقيقية لتغيير القوى التي حكمت البلد خلال السنوات الماضية اذا أراد الشعب تغييرها واستبدالها بوجوه جديدة. إنّ إقرار قانون لا يمنح مثل هذه الفرصة للناخبين لن يكون مقبولاً ولا جدوى منه. كما يتعين إقرار قانون جديد للمفوضية التي يعهد اليها بالإشراف على إجراء الانتخابات، بحيث يوثق بحيادها ومهنيتها وتحظى بالمصداقية والقبول الشعبي.
(الثالثة): إنه بالرغم من مضي مدة غير قصيرة على بدء الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالإصلاح، والدماء الزكية التي سالت من مئات الشهداء وآلاف الجرحى والمصابين في هذا الطريق المشرِّف، إلا انه لم يتحقق الى اليوم على أرض الواقع من مطالب المحتجين ما يستحق الاهتمام به، ولا سيما في مجال ملاحقة كبار الفاسدين واسترجاع الاموال المنهوبة منهم والغاء الامتيازات المجحفة الممنوحة لفئات معينة على حساب سائر الشعب والابتعاد عن المحاصصة والمحسوبيات في تولي الدرجات الخاصة ونحوها، وهذا مما يثير الشكوك في مدى قدرة أو جدية القوى السياسية الحاكمة على تنفيذ مطالب المتظاهرين حتى في حدودها الدنيا، وهو ليس في صالح بناء الثقة بتحقق شيء من الاصلاح الحقيقي على أيديهم.
(الرابعة): إن المواطنين لم يخرجوا الى التظاهرات المطالبة بالإصلاح بهذه الصورة غير المسبوقة ولم يستمروا عليها طوال هذه المدة بكل ما تطلّب ذلك من ثمن فادح وتضحيات جسيمة، إلاّ لأنهم لم يجدوا غيرها طريقاً للخلاص من الفساد المتفاقم يوماً بعد يوم، والخراب المستشري على جميع الأصعدة، بتوافق القوى الحاكمة ـ من مختلف المكونات ـ على جعل الوطن مغانم يتقاسمونها فيما بينهم وتغاضي بعضهم عن فساد البعض الآخر، حتى بلغ الأمر حدوداُ لا تطاق، واصبح من المتعذر على نسبة كبيرة من المواطنين الحصول على أدنى مستلزمات العيش الكريم بالرغم من الموارد المالية الوافية للبلد.
وإذا كان من بيدهم السلطة يظنون أنّ بإمكانهم التهرب من استحقاقات الإصلاح الحقيقي بالتسويف والمماطلة فإنهم واهمون، إذ لن يكون ما بعد هذه الاحتجاجات كما كان قبلها في كل الأحوال، فليتنبهوا الى ذلك.
(الخامسة): إنّ معركة الإصلاح التي يخوضها الشعب العراقي الكريم إنما هي معركة وطنية تخصه وحده، والعراقيون هم من يتحملون اعباءها الثقيلة، ولا يجوز السماح بأن يتدخل فيها أي طرف خارجي بأي اتجاه، مع أنّ التدخلات الخارجية المتقابلة تنذر بمخاطر كبيرة، بتحويل البلد الى ساحة للصراع وتصفية الحسابات بين قوى دولية واقليمية يكون الخاسر الاكبر فيها هو الشعب.
************

 


ص2
الدفاع توضح مقاصد وزيرها بشأن "طرف ثالث يقتل المتظاهرين"
بغداد – طريق الشعب
أصدرت وزارة الدفاع، أمس، توضيحا بعد الجدل الذي أثارته تصريحات الوزير نجاح الشمري بشأن وجود طرف ثالث متورط في قتل المتظاهرين.
وقال الناطق باسم الوزارة العميد يحيى رسول في بيان ان “ما يقصده وزير الدفاع، نجاح الشمري، ممن وصفهم في تصريحه بالطرف الثالث الذي يقوم باستهداف المتظاهرين السلميين والقوات الامنية وقتلهم، هم عصابات تستخدم الأسلحة وتستخدم رمانات الدخان القاتلة ضد أبناء شعبنا من المتظاهرين والقوات الأمنية، ونبرئ الأجهزة الامنية من استخدام رمانات الدخان القاتلة”.
وكان وزير الدفاع قد قال إن هناك “طرفا ثالثا يقوم بقتل المتظاهرين” في العراق، وذلك في معرض تعليقه على مقتل أكثر من 320 منتفضا وجرح الآلاف خلال التظاهرات التي تعم الكثير من مدن العراق منذ أكثر من شهر.
**********
اغلب شعاراتها نددت بالحكومة والمحاصصة الطائفية والفساد
الانتفاضة في تصاعد .. والمحافظات جددت حراكها خلال اليومين الماضيين
بغداد – طريق الشعب
واصلت الانتفاضة الشعبية خلال اليومين الماضيين زخمها الاحتجاجي في عموم المحافظات، مسجلة حضوراً كبيراً للمتظاهرين، فيما شهدت بغداد سقوط عدد من الشهداء والجرحى قرب ساحة الخلاني التي قطعت بكتل كونكريتية من قبل القوات الأمنية.

بغداد .. أفراح وأحزان

وفي تقدم مفاجئ للقوات الأمنية، فجر الخميس الماضي، شهدت المحافظة سقوط عدد من الشهداء والجرحى، في محاولة لفض التظاهرات المستمرة قرب ساحة الخلاني.
وبحسب الأنباء، فإن القوات الأمنية اقتحمت مكان المحتجين فجراً، واستخدمت القوة لتفريقهم، لتسجل العاصمة في أول ساعات النهار، سقوط 4 شهداء وإصابة 25 آخرين.
يُذكر أن ساحة التحرير شهدت حضوراً جماهيرياً لافتاً بعد ذلك بساعات، بالتزامن مع مباراة المنتخب الوطني لكرة القدم التي انتهت بفوزه لتنطلق الأفراح والاحتفالات الكبرى التي استمرت إلى وقت متأخر من الليل، وبحضور عائلي متميز.
وفي السياق، أفاد مصدر أمني، يوم أمس، أن "المتظاهرين في بغداد دخلوا ساحة الخلاني، بعد إسقاط بعض الكتل الكونكريتية المحيطة بها"، مشيراً إلى أن "قوات الأمن استخدمت الاطلاق الناري الحي في فترات متقطعة، والغاز المسيل للدموع الذي تسبب في اختناق العشرات من المواطنين، فضلاً عن إصابات جديدة نقل اصحابها إلى المفارز الطبية والمستشفيات".
وتوافدت اعداد كبيرة مساء الجمعة، إلى ساحة التحرير والمناطق المحيطة بها، بعدما جرت الدعوة في وقت سابق إلى إحياء ما سميّ بـ"جمعة الصمود" التي تهدف إلى الاستمرار في الزخم الاحتجاجي والضغط على الجهات المسؤولة للرضوخ إلى إرادة الشعب.

سلمية واسط

وفي واسط، أعلن قائد شرطة المحافظة، العميد علي حسن هليل، يوم أمس، خفض الإجراءات الأمنية الاحترازية في المحافظة إلى النصف، بعد التعاون الذي أبداه المتظاهرون مع الأجهزة الأمنية.
وقال هليل، بعد ساعات من تكليفه بمهام منصبه، بدل اللواء حسن هاشم راضي، في بيان مقتضب، تلقت "طريق الشعب" نسخه منه، "نعلن عن خفض الإجراءات الأمنية الاحترازية إلى 50 في المائة من حالة الإنذار"، موضحا أن هذه الإجراءات "ستقل تدريجياً مع عودة الحياة الطبيعية في واسط، والتعاون العالي والراقي من أحبتنا المتظاهرين".
واستمر أهالي المحافظة في تظاهراتهم بشكل طبيعي وبتواجد بشري كبير، بعدما شهدت في يوم الخميس الماضي القيام، بإغلاق مبنى شبكة الاعلام العراقي، وخروج ذوي المهن الصحية لمركز المرتضى، والفلاحين والمحاضرين والتدريسيين والطلبة، في تظاهرات وفعاليات مطلبية متنوعة.
وبعد خطبة الجمعة للمرجعية الدينية، التي اعتبرها مواطنون كثر، إدانة للقوى المتنفذة الحاكمة والمتمسكة بالسلطة، تظاهر عدد من أبناء المحافظة مؤيدين لها عبر مكبرات الصوت، وهاتفين بعبارة "نعم نعم للعراق".

تظاهرات النجف

وفي جانب آخر، نظم أصحاب المحال التجارية في المدينة القديمة بمحافظة النجف، مسيرة احتجاجية انطلقت من مجسر الاسكان صوب ساحة الصدرين مكان الاعتصامات.
وقال مراسل "طريق الشعب"، في المحافظة، نعمة ياسين، أن "المسيرة الاحتجاجية تزامنت مع تظاهرات طلبة الجامعة الاسلامية وبعض الاعداديات، بينما شكّل أصحاب المحال نسبة تجاوزت الـ 90 في المائة منها".
وأضاف ياسين، أن وفدا من المجالس الثقافية النجفية المكون من، مجلس محمود الصافي، مجلس الاثنين الثقافي، مجلس آل كمونة، وبعض وجهاء وشيوخ العشائر في النجف والشخصية الوطنية طالب الخزاعي زاروا خيمة اعتصام القوى المدنية وتم الحديث حول استمرارية وسبل زيادة زخم الاحتجاج واستمرت الزيارة لساعتين، فيما نظم اتحاد الادباء جلسة شعرية في ساحة الاعتصام تغنت بانتفاضة العراقيين، شارك فيها كل من الشعراء، معن غالب سباح وحيدر المرعبي وقاسم الشمري وبإدارة عقيل الفتلي".

ساحة اعتصام كربلاء

وتواصلت الاحتجاجات في محافظة كربلاء، التي ما زالت تشهد اضرابات كبيرة، وبمشاركة قطاعات واسعة.
وذكر مراسلنا في كربلاء، عبد الواحد الورد، أن طلبة المدارس والجامعات وعدد كبير من المواطنين توجهوا، الخميس الماضي، إلى ساحة الاعتصام، رافعين الاعلام العراقية واللافتات والشعارات الوطنية المطالبة بحقوق الشعب ومحاسبة الفاسدين، فيما شاركت حشود غفيرة، أمس الجمعة، وعلى نفس المنوال، في التظاهرات والاعتصام الذي استمر رغم المحاولات العديدة التي ارادت انهاءه.
ودعا أحد الناشطين في المحافظة، في كلمته يوم أمس، أمام الأهالي، الامم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان الى "اعتبار الحكومة العراقية خارجة عن القانون الدولي فيما يخص حقوق الانسان بعد قتلها المئات من مواطنيها واصابة الالاف منهم واعتقال وتغييب المئات من الناشطين والاعلاميين وتقييدها حرية الكلام والتعبير".
طلبة ديالى

وفي السياق، تظاهر طلبة وطالبات المتوسطات والاعداديات، في ديالى، الخميس الماضي، في ساحة الفلاحة، مطالبين حسب قولهم بـ"الوطن والمدارس والمناهج التعليمية اللائقة بهم".
وبحسب مراسلنا في ديالى، محمود العزاوي، فإن المحتجين طالبوا أيضاً، بـ"القضاء على الفساد ومحاسبة المفسدين، وإسقاط الحكومة الحالية وتشكيل أخرى وطنية بعيدة عن المحاصصة، فضلاً عن تغيير العملية السياسية بما يخدم المواطن واعتماد العدالة الاجتماعية".
أهالي بابل

وتزايدت اعداد المتظاهرين في بابل، يوم أمس، حيث ازدحمت ساحة التظاهر بآلاف المواطنين الذين يمثلون مختلف الشرائح الاجتماعية، فيما لعبت الاتحادات والنقابات دوراً مؤثراً".
وأوضح مراسلنا في المحافظة، محمد علي محيي الدين، أن "عوائل الشهداء حضروا التظاهرات وشاركوا المواطنين ايقاد الشموع لاستذكار شهداء الانتفاضة"، مطالبين بـ"إقالة الحكومة وتشريع قانون عادل للانتخابات وتغيير المفوضية ومحاسبة الفاسدين".

محافظات أخرى

وفي المقابل، توافد الآلاف من المتظاهرين في ذي قار ومحافظات أخرى إلى أماكن الاحتجاج صباح يوم أمس.
وبحسب الأنباء، فإن محافظة ذي قار التي شهدت مصادمات عنيفة بين المتظاهرين والقوات الأمنية والتي اسفرت عن وقوع اعداد كبيرة من المواطنين بين شهيد وجريح، ما زالت تعيش توتراً كبيراً توضحت ملامحه من الإصرار والتصعيد التي اعلنته التظاهرات خلال اليومين الماضيين. وفي الديوانية توافد المواطنون صباح أمس، إلى ساحة الساعة وسط المحافظة للمشاركة في التظاهرات، فيما كانت ميسان على نفس الحال أيضاً.
وفي المقابل، أوردت الأنباء، أن المتظاهرين في البصرة أغلقوا ليلة الخميس الماضي، ميناء أم قصر في ساعة متأخرة"، مانعين "دخول الشاحنات باتجاه مدخل الميناء".
************
فتكت بقيادي مهم في داعش.. هذه تفاصيل عملية "قزلاقز" بديالى
ديالى – وكالات
كشفت اللجنة الامنية في مجلس محافظة ديالى، أمس، عن تفاصيل عملية نوعية جرت شمال شرقي المحافظة، حيث تم قتل قيادي بداعش فيها.
وقال رئيس اللجنة الأمنية في المجلس صادق الحسيني لوكالة (بغداد اليوم)، إن "العملية النوعية التي جرت مساء يوم امس في تلال قزلاق في اقصى شمال شرقي ديالى والتي استهدفت احدى اخطر خلايا داعش في المحافظة ككل أدت إلى مقتل 5 من افرادها بينهم قيادي مهم ضمن الهيكلية الوسطى للتنظيم".
واضاف الحسيني، ان "العملية التي كان لاستخبارات ومكافحة الارهاب في ديالى دور بارز فيها كانت ثمرة جهد استخباري استمر اسابيع عدة"، مؤكدا ان "العملية اسفرت عن تدمير 6 مضافات بعضها تحت الارض وضبط اعتدة ومتفجرات ودراجات نارية".
وأعلن محافظ ديالى مثنى التميمي، أمس الخميس، عن مقتل 5 من مسلحي داعش وتدمير 6 مضافات في عملية نوعية في تلال قزلاق.
وقال التميمي لوكالة (بغداد اليوم)، ان "قوة امنية مشتركة من استخبارات وزارة الداخلية ومكافحة ارهاب ديالى والفرقة الخامسة بإسناد من طيران الجيش نفذت عملية نوعية في تلال قزلاق في عمق حوض حمرين (75كم شمال شرق بعقوبة)".
*********
وزير العدل في الأمم المتحدة: سنبني منظومة حقوق إنسان تحفظ الكرامة
بغداد – طريق الشعب
تعهد وزير العدل فاروق امين الشواني، خلال حضوره جلسة اعتماد التوصيات في الأمم المتحدة، بالعمل على بناء منظومة حقوق إنسان تحفظ كرامة الإنسان. وقالت الوزارة في بيان تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، إن وفد جمهورية العراق برئاسة وزير العدل فاروق أمين الشواني شارك في جلسة اعتماد التوصيات المقدمة له ضمن الجولة الثالثة لآلية الاستعراض الدوري الشامل في الدورة ٣٤ لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف. ونقل البيان عن الوزير قوله في كلمته بالأمم المتحدة، ان العراق يؤمن بأهمية التفاعل مع آلية الاستعراض الدوري الشامل لبناء منظومة حقوق الإنسان وفق المعايير التي تحفظ كرامة الإنسان. واضاف الوزير ان الوفد العراقي قدم تقريرا شاملا لمجمل أوضاع حقوق الإنسان في العراق وبكل شفافية ومصداقية وواقعية. وأكد، ان حكومة العراق ستضع في أولوياتها العمل الحثيث على تعزيز حقوق الإنسان وحماية الحريات الأساسية للمواطنين العراقيين ومن كل الفئات والمكونات، إضافة إلى دعم عمل ناشطي ومنظمات المجتمع المدني المعنيين بموضوع حقوق الإنسان. وختم الوزير كلمته بالقول إن العراق سيدرس التوصيات التي سيقبلها ويضع الخطط المناسبة لتنفيذها من خلال آلية تعاون وتنسيق مشترك بين المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان.
************
نائب: قانون التقاعد هو الأقرب للتشريع داخل البرلمان
بغداد – طريق الشعب
رأى عضو مجلس النواب عن تحالف ’’الفتح’’، قصي عباس، أمس، أن مشروع تعديل قانون التقاعد الموحد، هو الأقرب الى التشريع داخل مجلس النواب.
وقال عباس لوكالة (بغداد اليوم)، إن "هناك مجموعة من القوانين المهمة التي سيعمل مجلس النواب على تشريعها منها مشروع قانون التقاعد العام، بالإضافة الى قانون تخفيض امتيازات الرئاسات الثلاث والدرجات الخاصة".
وأضاف، أن "هناك قوانين تتعلق بالكسب غير المشروع، وأخرى بالضمان الصحي والرعاية، بالإضافة الى ما يخص عمل مجالس المحافظات".
وأكد النائب، أن "قانون التقاعد الموحد هو الاقرب للتشريع في مجلس النواب"، لافتا الى أن "هناك حزمة قوانين خدمية في طريقها للتشريع خلال هذا الفصل".
وكانت (بغداد اليوم)، قد نشرت، (12 تشرين الثاني 2019)، نص التعديل الأول لمشروع قانون التقاعد الموحد رقم 9 لعام 2014، المقرر التصويت عليه قريباً في مجلس النواب.
وبحسب الوثائق، تضمن القانون في المادة (10) اولاً أنه تتحتم إحالة الموظف الى التقاعد في حالتين، الأولى إكماله (60) سنة من العمر وهي السن القانونية للإحالة إلى التقاعد بغض النظر عن مدة الخدمة، وفي حال قررت اللجنة الطبية الرسمية عدم صلاحية الموظف للخدمة.
ومن أهم المكتسبات من تفعيل القانون جعل أقل راتب 500 ألف دينار عراقي، وسريانه بأثر رجعي ليتحقق مبدأ المساواة والعدالة الاجتماعية.
********
بعد قطيعة دامت 30 عاما.. دولة اوربية تعيد فتح سفارتها في بغداد
بغداد – طريق الشعب
أعلنت فنلندا إعادة فتح سفارتها في بغداد وتعزيز التجارة بين البلدين بعد انقطاع دام زهاء 30 عاما، في وقت يشهد فيه العراق احتجاجات عنيفة راح ضحيتها أكثر من 300 قتيل و16000 جريح.
وقال السفير الفنلندي الجديد في بغداد، فيسا هاكينين، إن بلاده كانت قد علقت العلاقات الدبلوماسية مع العراق مع نشوب حرب الخليج في مطلع عام 1991.
وأضاف أن السفارة الفنلندية ستبدأ بمباشرة عملها بمعاونة طاقم دبلوماسي مكون من 4 أفراد بشكل مبدئي، كما سيكون مقر السفارة في المبنى ذاته الذي تتواجد فيه السفارة السويدية في العاصمة بغداد.
**********
المحتجون الشباب في العراق:
لن نرحل حتى لو استمرت الاحتجاجات 40 عاما
بغداد – طريق الشعب
بأقنعتهم وخوذهم وملابسهم الملطخة بالدماء والغبار، يسيطر الشبان على الحواجز المنصوبة في العاصمة العراقية بغداد، وهم يهتفون بسقوط الحكومة. ويشارك الشبان العراقيون بالآلاف منذ اندلاع الاحتجاجات المناهضة للحكومة يوم الأول من تشرين الأول في العاصمة وامتدادها سريعا إلى جنوبي البلاد.
وقتل أكثر من 300 متظاهر حتى الآن في تصدي قوات الأمن للمظاهرات السلمية في أغلبها بإطلاق الذخيرة الحية والرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع مباشرة على أجساد المتظاهرين.
وقال محمد وهو محتج شاب اكتفى بتقديم اسمه الأول فقط ”نحن هنا للمطالبة بالعدالة. أريد العدالة لشقيقي الذي قُتل على هذا الجسر، وأريد العدالة لصديقي الذي قُتل هنا على هذا الجسر“.
وكان محمد، الذي يرتدي العلم العراقي قناعا على وجهه ليحمي نفسه من الغاز المسيل للدموع، يقف تحت جسر الجمهورية حيث اندلعت مواجهات عنيفة مع شرطة مكافحة الشغب على مدى الأسابيع الثلاثة الأخيرة.
وفوقه، أشرف مئات الشبان على الحواجز الخرسانية والصفائح المعدنية وإطارات السيارات، في الوقت الذي وصلت فيه المواجهة بينهم وبين قوات الأمن في الجهة المقابلة إلى طريق مسدود.
وفي منطقة قريبة، أقام متطوعون مثل رند محمد عيادات طبية تطوعية لعلاج الجرحى.
وقالت رند عن ساحة التحرير بوسط المدينة "نحن هنا لمساعدة أشقائنا في الساحة.. علينا البقاء هنا لتحقيق ما نريده سلميا. حتى لو استغرق ذلك وقتا طويلا".

استياء على نطاق واسع

هيمن على التظاهرات شبان من جيل يرزح تحت وطأة البطالة المتفشية والنخبة السياسية الموصومة بالفساد وأعوام من الصراع المسلح. ورغم الثروة النفطية العراقية، يعيش كثيرون في فقر مدقع ولا يحصلون على ما يكفيهم من المياه النظيفة والكهرباء والرعاية الصحية والتعليم.
وقال أحمد (27 عاما) ”تخرجت وأنا من أوائل دفعتي في المدرسة لكن لم تقبلني أي جامعة. وحتى لو تخرجت من الجامعة فلا توجد وظائف. حتى لو أردت أن تعمل باليومية، فستحتاج الى واسطة قوية الآن“.
واتخذ رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بعض الإجراءات في محاولة لتهدئة الاحتجاجات، التي تشكل أعقد تحد للنخبة الحاكمة منذ عام 2003. وشملت المبادرات تقديم مساعدات مالية للفقراء وإتاحة المزيد من الوظائف لخريجي الجامعات.
لكن المبادرات فشلت في مواكبة المطالب المتزايدة للمتظاهرين الذين يطالبون الآن بهدم نظام تقاسم السلطة الطائفي في العراق ورحيل الزعماء الذين يعتبرونهم فاسدين.
وقال محمد سعيد ياسين ”ليس لدينا أي شيء... لا مدارس ولا مستشفيات مقبولة. لا ثروة للأمة. الساسة لا يعرفون سوى السرقة وهم يسرقوننا... علينا أن نتخلص من هؤلاء المسؤولين الفاسدين. من دون ذلك، لن يكون هناك حل“.
وثار غضب المتظاهرين بسبب الاستجابة الفاترة من زعمائهم، ويقولون إنهم سيظلون في الشوارع إلى أن تُلبى مطالبهم.
وقال حسين وهو متظاهر ارتدى اسطوانة غاز مسيل للدموع فارغة حول عنقه "نحن الشبان فاض بنا الكيل والأوضاع ليست عظيمة. ليست لدينا وظائف ولا رواتب... لن نرحل.. حتى لو استمر ذلك 40 عاما".

**********

ص3
قائد الشرطة الاتحادية يؤكد على حماية المتظاهرين وعدم السماح بأي خرق أمني
بغداد – طريق الشعب
أكد قائد قوات الشرطة الاتحادية اللواء الركن جعفر البطاط، أمس الأول، على تأمين الحماية للمتظاهرين وعدم السماح بأي خرق من الارهابيين واصحاب الأجندات المعادية.
وقالت القيادة في بيان صحفي تلقت "طريق الشعب" نسخة منه إن "البطاط عقد مؤتمرا في مقر قيادة الشرطة الاتحادية بحضور اللواء الركن احمد الاسدي رئيس اركان القيادة وعدد من مدراء الصنوف والخدمات من الآمرين والضباط".
وبينت ان "البطاط أكد على ضرورة تعزيز اواصر التعاون بين قوات الشرطة الاتحادية والمواطنين ومد جسور الثقة بينهما من خلال تأمين الحماية الكاملة للمتظاهرين وعدم السماح بأي خرق للتظاهرات من قبل الإرهابيين وأصحاب الأجندات المعادية".
واشار الى ان "قواتنا البطلة جاهزة لأي طارئ"، مشدداً على "اهمية تشخيص الظواهر السلبية ونبذها لغرض النهوض بالواقع الامني والخدمي".
**********
ائتلاف العبادي في بيان: نجدد مطالبتنا بمرحلة انتقالية تديرها حكومة مؤقتة
بغداد – طريق الشعب
رأى ائتلاف النصر، الذي يترأسه رئيس الوزراء السابق، حيدر العبادي، أمس، أن ما ذكرته المرجعية يؤكد انحيازها الدائم للشعب وسلامة الدولة.
وذكر بيان أورده المكتب الاعلامي للائتلاف: "نؤيد وبقوة نص بيان المرجعية الدينية العليا والذي اتى ليؤكد انحيازها الدائم للشعب ولصلاح الحكم وسلامة الدولة".
ولفت الى انّه "منذ الايام الاولى لانتفاضة الشعب ضد الفساد والمحاصصة كان قد اعلن خارطة طريق شاملة تضمن الخروج من المأزق، واتبعها بسلسلة من المواقف والسياسات الثابتة على خطى الاصلاح الجذري لأسس العملية السياسية وبنية النظام السياسي".
وأضاف: "ونكرر اليوم رؤيتنا ومطالبنا بمرحلة انتقالية تديرها حكومة مؤقتة ترأسها شخصية مستقلة، لإجراء انتخابات مبكرة عادلة بقانون منصف ومفوضية مستقلة واشراف اممي".
وأشار الى انّ "اصلاح النظام بما فيه شكله وبنيته ودستوره ومساراته بخدمة الشعب والقضاء على الفساد وتأكيد السيادة تتصل جميعها بمخاضات هذه المرحلة الانتقالية وجديتها وصدقيتها من قبل القوى التي بيدها السلطة".
**********
عمليات الابتزاز لم تقلل من عزيمة الفرق الطبية في ساحات الاحتجاج
بغداد – نورس حسن
عبر عدد من الشباب المتطوعين لإسعاف الجرحى في ساحة التحرير عن اصرارهم على مواصلة نشاطهم في اسعاف جرحى التظاهرات الى حين استقالة الحكومة، مشيرين الى الدعم الذي يتلقونه من مواطنين مستقلين داعمين للتظاهرات الاحتجاجية إضافة الى تبرعات مذاخر الادوية والصيدليات. وقالوا ان المندسين تفننوا في استدراج المسعفين وخطفهم، لكن هذا لا يضعف من عزيمة المواصلة لديهم
احد المتطوعين لإسعاف الجرحى في ساحة التحرير قال لـ"طريق الشعب" ان "اغلب فرق الإسعاف هم من طلبة التخصصات الطبية، إضافة الى شبان وشابات متطوعين يشاركوننا النشاط". وتابع يقول "توجهنا الى هذا النشاط منذ بداية التظاهرات في الأول من تشرين الأول، وسنواصل نشاطنا الى حين تحقيق جميع مطالب الشعب العراقي التي ابرزها استقالة عادل عبد المهدي، وتغيير النظام بآخر يعيد كرامة الوطن بعيداً عن المحاصصة الطائفية".
واضاف إن المسعفين وخلال ممارسة نشاطهم "تعرضوا الى مضايقات مختلفة، فمنهم من هُدد من قبل جهات مندسة غير معروفة، ومنهم من اعتقل ولا يعرف مصيره حتى الآن ".
وبدوره بيّن متطوع آخر فضّل تسميته "مجهول الهوية" لـ "طريق الشعب" ان "رسالتنا للجهات المعنية هي ان تظاهراتنا سلمية ومطالبنا مشروعة، وان تطوع الشباب على الرغم من خطورة العمل يعكس عزمهم على مواصلة التظاهر الى حين إحداث تغيير يضمن العيش بسلام لجميع العراقيين دون تمييز".
من جهتها قالت طالبة في كلية الطب فضلت ايضاً عدم ذكر اسمها لـ "طريق الشعب" ان قوات مكافحة الشغب على جسر الجمهورية يطلقون قنابل الغاز المسيلة للدموع التي تخترق رؤوس المتظاهرين واجسادهم، وهذا يسبب إصابات لأعداد كبيرة منهم.
وبيّنت ان "جهات مجهولة اختطفت عدداً من فرق المسعفين عن طريق ابلاغهم بوجود إصابات في مكان معين وعند الذهاب معهم الى المكان يقومون بتخدير المسعف وخطفة بحجة انه مصاب".
وبخصوص الدعم اللوجستي للفرق الطبية قال احد أعضاء الفرق الطبية مصطفى محمد لـ"طريق الشعب" ان "اغلب الدعم الذي نتلقاه هو من مواطنين مستقلين، ومن تبرعات مذاخر الادوية، إضافة الى تبرعات أصحاب الصيدليات وتخفيض الأسعار".
ولفت الى ان "الحكومة تتصور ان التظاهرات عبارة عن احتفال وان اغلبنا خرج للنزهة، ولكن هذا غير صحيح فاغلب المتظاهرين خرجوا نتيجة ما عانوه من ظلم واضطهاد".
واكد استمرارهم في التظاهرات وتقديم الدعم للمتظاهرين "الى حين استقالة عادل عبد المهدي، واستبدال حكومته بحكومة أخرى خادمة للشعب العراقي وليس لدول الجوار".
**********
الأمن النيابية تكشف حقيقة صدور أوامر ايقاف واعتقال بحق ضباط امتنعوا عن فضّ التظاهرات
بغداد – طريق الشعب
نفى عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، مهدي آمرلي، أمس الأول، تقديم قادة عسكريين استقالاتهم أو صدور أوامر ايقاف واعتقال بحقهم نتيجة رفضهم فضّ التظاهرات بالقوة في بغداد والمحافظات الأخرى.
وقال آمرلي لوكالة (بغداد اليوم)، إن "لجنة الأمن والدفاع النيابية مطلعة على ما يجري من أحداث في البلاد، ولم يصلها أي شيء فيما يخص تقديم ضباط عسكرين استقالاتهم لامتناعهم عن فضّ التظاهرات بالقوة".
وأضاف، أنه "لم تصدر أيضا أية أوامر بإيقاف أو اعتقال من قبل القائد العام للقوات المسلحة بحق بعض الضباط لامتناعهم عن ضرب المتظاهرين"، لافتاً إلى أنه "لم تصدر أية أوامر بفضّ التظاهرات بالقوة".
وأوضح، أن "اللجنة (الأمن والدفاع النيابية) خاطبت رئاسة مجلس الوزراء من أجل تجنب قمع التظاهرات والحفاظ على سلميتها من خلال تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين القوات الامنية والمتظاهرين من أجل تشخيص المندسين واعتقالهم".
وكانت وسائل اعلام محلية قد تحدثت، الخميس (15 تشرين الثاني 2019) عن استقالة العشرات من العسكريين في بغداد، "بسبب رفضهم الانخراط في عملية ضرب المتظاهرين".
**********
واشنطن: سنساعد العراق في إعادة أكثر من 4 ملايين نازح إلى ديارهم
بغداد – طريق الشعب
أكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أن بلاده ستساعد العراق في إعادة أكثر من 4 ملايين نازح إلى ديارهم.
وقال بومبيو، بحسب "سكاي نيوز عربية"، إن "على الدول الأعضاء في التحالف ضد داعش استعادة المقاتلين الأجانب المحتجزين ومحاسبتهم".
وأضاف "نسعى الى منع داعش من إعادة السيطرة على حقول النفط في شمال شرقي سوريا"، مشدداً بالقول "سنساعد العراق على إعادة أكثر من 4 ملايين نازح إلى ديارهم".
**********
لجنة التعديلات الدستورية تعقد اجتماعاً وتناقش ابرز بنود الدستور المقترح تعديلها
بغداد – طريق الشعب
عقدت لجنة التعديلات الدستورية، الخميس، اجتماعاً لمناقشة ابرز بنود الدستور المقترح تعديلها، بحضور نائب رئيس مجلس النواب حسن الكعبي وعدد من اساتذة القانون الدستوري، فيما نوه الكعبي الى أن العديد من النصوص الدستورية اثبتت انها غير ناجحة في الظرف الحالي وهناك ضرورة ملحة لتعديلها.
وقال مكتب الكعبي في بيان تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، إن "عضو هيئة رئاسة مجلس النواب حسن كريم الكعبي ترأس، أمس الأول الخميس 14 تشرين الثاني 2019 اجتماعا للجنة التعديلات الدستورية، بحضور اساتذة القانون الدستوري من مختلف الجامعات العراقية، وخبراء من بعثة الامم المتحدة (يونامي)"، مبينا أنه "جرى خلال الاجتماع مناقشة ابرز بنود الدستور المقترح تعديلها واهم النصوص المطروحة من قبل اساتذة الجامعات".
وطالب الكعبي، بحسب البيان، "كتابة جميع المقترحات بشكل تحريري ليتم دراستها وإمكانية تضمينها في التعديلات التي سيصوت عليها مجلس النواب خلال الفترة المقبلة"، داعيا اللجنة الى "تكثيف اجتماعاتها بشكل دائم واستضافة جميع الجهات والخبراء ذات الصلة للإسراع في المضي بإجراء التعديلات الجوهرية للدستور وبما ينسجم مع الوضع الراهن ويُلبي مطالب المتظاهرين وفق رصانة وصياغة قانونية دقيقة وضامنة لحقوق جميع فئات المجتمع".
واكد الكعبي، "على ضرورة الاستفادة من التجارب الديمقراطية الدولية الناجحة في هذا السياق طالما كانت متوافقة مع مبادئ العدالة الاجتماعية"، منوها الى ان "العديد من النصوص الدستورية اثبتت عمليا بانها غير ناجحة او مناسبة في الظرف الحالي وهناك ضرورة ملحة لتعديلها والتصويت عليها وإجراء الاستفتاء عليها خلال الفترة المقررة".
**********
الى أبطال انتفاضة تشرين
د. كاظم المقدادي

في مناسبة دعوة معتصمي ساحة التحرير الى تظاهرة مليونية جديدة يوم الجمعة ،15/ 11، أود ان ابدي الملاحظات التالية:
بعد 45 يوماً على اندلاع الانتفاضة وصمودكم الباسل، الذي أقض مضاجع الطغمة الحاكمة وأفشل حتى الآن كل أساليبها القمعية ومناوراتها الخبيثة، فان مستجدات الأزمة المتفاقمة تتطلب منكم المزيد من اليقظة والحذر، الى جانب الاستعداد أكثر للمواجهة المقبلة مع الطغمة الحاكمة، التي تواصل التكشير عن أنيابها الوحشية ونيتها "إفشال" الانتفاضة بكل ما تقدر عليه.. وهذا يقتضي التأهب أكثر لمواجهتها من قبلكم يا أبطال الشعب.. ولابد من الانتباه الى جملة قضايا ومعالجتها من قبلكم، ولا مجال للتأخير أكثر:

لقد كثر في الأيام الأخيرة ظهور أشخاص على الشاشات الفضائية، مقدمين أنفسهم " باسم المنتفضين"، لا يجيدون الحديث، وغير فاهمين لما يدور حولهم، لا بل " يخيطون ويخربطون" في طروحاتهم، ومنهم الشخص الذي ظهر على فضائية " الشرقية " عصر يوم الثلاثاء 12/11، مستجدياً " عطف رئيس الوزراء، متخبطاً في طرح مطالب المنتفضين، مما اضطر مقدم التغطية الإخبارية الأستاذ مظفر قاسم، بكل جرأة الى إحراجه وإسكاته..
حيال هذا لابد لتنسيقياتكم الموقرة في بغداد من ان تشكل على وجه السرعة لجنة إعلامية، تجسد الوعي الراقي الذي بلغته الشبيبة العراقية المنتفضة، المدركة لحقوقها المشروعة، والقادرة على المحاججة دستورياً وقانونياً. وتعبر بصدق وحرص عن الانتفاضة ومطالبها الموحدة. لجنة تتألف من متحدثين كفوئين وقادرين على والإقناع، بأسلوب واضح وبسيط، - كما فعل العديد من المنتفضين عند ظهورهم على عدد من الفضائيات.. وأنا واثق من أنكم تعرفونهم وقد سمع الكثيرون منكم وشاهد حديثهم الرائع والمؤثر، الذي نقل الصورة الحية الى المشاهد، ودخل الى قلوب وعقول الآلاف من المشاهدين وكسبهم الى جانب الانتفاضة ومشروعيتها، فهبوا الى مساندتكم ودعمكم بكل ما يستطيعون..
ولابد من الإعلان عن اللجنة ( أقصد الإعلان عن تشكيلها دون ذكر الأسماء)، ودعوة وسائل الأعلام الواقفة الى جانب الانتفاضة، ان تطلب من اللجنة من تخوله لاستضافته ليتحدث باسم المنتفضين..
واقترانا بذلك، لابد ان تعكس اللجنة الاعلامية والمتحدثون باسم الانتفاضة بكل وضوح المطالب الموحدة للمنتفضين، ووجوب طرحها من قبل كل متحدث مخول، وفقاً لما متفق عليه من حيث أولوية المطالب..
ويتعين على اللجنة والمتحدثين المخولين ان ينهضوا على نحو جدي وفاعل بمهمة فضح الأعمال الإجرامية ضد المتظاهرين والمعتصمين السلميين من قبل الأجهزة القمعية للطغمة الحاكمة..

هذه المهمة أصبحت في هذه الأيام، على نحو خاص، بعد التطورات الجديدة، مهمة ساخنة جداً، اَنية وملحة..
فعقب المساعي الخائبة للتسويف والمماطلة في تنفيذ الوعود، وفشل جرائم القتل العمد والقمع الدموي الوحشية الرامية لكسر إصرار المنتفضين، وتزييف الحقائق لتبرير الجرائم بحق المتظاهرين والمعتصمين السلميين، شرعت أبواق الحكام بحرب نفسية للتأثير على المنتفضين وعلى العوائل الداعمة للانتفاضة..
المتحدثون الرسميون باسم الجهات الحكومية، الى جانب الاعلاميين الموظفين في قناة العراقية التي تمول من اموال الشعب، وشقيقاتها التابعة للأحزاب المتنفذة وللمليشيات المسلحة.. هؤلاء يتفننون في اللجوء الى التشويه واستخدام الأساليب الخبيثة، الى جانب التبرير للقمع والإرهاب ضد المحتجين السلميين، للحفاظ على النظام السياسي الطائفي الفاسد الخاضع للأرادات الأجنبية..

الفريق قيس المحمداوي قائد عمليات بغداد أكد أكثر من مرة ان أكثر من 98 في المائة من المتظاهرين هم سلميون.. لكن قيادة قوات بغداد لم تكشف قناصاً واحداً، ولم تقدم للإعلام مخرباً ولا ملثماً أو مرتدياً الزي الأسود ، ممن شاهد العالم أجمع كيف يقومون بالقتل والحرق والتخريب. [وقد تأكد ان الـ 7500 فرد من "الحرس الثوري الإيراني" لقاسم سليماني، الذين دخلوا كربلاء قبيل أربعينية الحسين، وأقر أحد المتنفذين بأنهم جاؤوا بطلب من الحكومة العراقية، قد قاموا بأعمال إجرامية: قنص و قتل الشباب المنتفضين. وقد تم إمساك العديد منهم من قبل المتظاهرين وسلموهم الى القوات الأمنية العراقية، ويحتفظ الشباب بالعديد من هويات من تم كشفهم.. فلماذا أخفتهم الأجهزة الأمنية وتتسترعلى جرائمهم ؟]

ان انتفاضتكم الباسلة:" نازل اَخذ حقي !" و " نريد وطن !" التي أقر الجميع، حتى المتنفذين في السلطة ، بمشروعيتها وأحقيتها، وحتى رئيس الحكومة اعترف في أحاديثه في اجتماعات مجلس الوزراء بأن" الاحتجاجات أداة مهمة للضغط على الأحزاب السياسية والحكومة لإحداث الإصلاحات"، وإن “التظاهرات حدث مهم وفرصة كبيرة من اجل احداث اصلاحات تراكمت خلال فترة طويلة من الزمن" ، وان "الحركة الاحتجاجية تسجل احدى اهم الحركات الشعبية في تاريخ شعبنا وخصوصا ان الشباب هم من يقودوها"، والاحتجاجات هزت المجتمع والمسؤول"،وأنها " شيء عظيم، وتعلمنا منها دروسا "، و" لا نريد لهذه التظاهرات إلا النصر" (!)..
أما على الأرض وفي الواقع، فقد كافأ رئيس الوزراء المحتجين بالرصاص الحي والمطاطي وبالقنابل الغازية المميتة المحرمة دولياً، وبالاعتقالات والاختطاف والتعذيب.. [فبلغ عدد الشهداء من شباب وشابات الانتفاضة أكثر من 540 شهيداً، وأكثر من 21 ألف مصاب ومعاق، وأكثر من 7600 معتقلا ومختطفاً ومغيباً..]
لا تصدقوا الأرقام الرسمية، فقد أعلنت المفوضية العليا المستقلة لحقوق الأنسان ان وزارتي الصحة والداخلية تمتنعان عن إعطائها معلومات دقيقة عن الإصابات والقتلى. وأكد مدير صحة إحدى المحافظات أنهم ممنوعون من إعطاء اية معلومات عن الضحايا. وكشفت تسريبات من دائرة الطب العدلي أن الأجهزة المعنية فرضت عليها ان لا تسلم جثامين الشهداء لذويهم إلا بعد ان يوقعوا على وثيقة تقول ان سبب الوفاة " حادث عرضي"..علماً بان الكثير من المصابين بالرصاص والقنابل لا يراجعون المستشفيات الحكومية خوفاً من الاعتقال، بعد ان تعرض كثيرون منهم الى ذلك داخل المستشفيات وكان بينهم من هم بحالة حرجة.. علماً ان من بين الشهداء أطباء متطوعين سقطوا بالرصاص الحكومي أثناء تأديتهم واجبهم المهني والإنساني..
لتبرير القمع الدموي الذي مارسته الأجهزة الأمنية ضد المتظاهرين السلميين، عاد رئيس الحكومة الى نصوص قرار تعسفي جائر فرضته سلطة الاحتلال (الرقم 19، في تموز 2003)،المتضمن تقييدات قمعية كثيرة على حرية التظاهر والتجمع. وبذلك انتهك الدستور العراقي النافذ ومواده التي تنص على ان الدولة تكفل حرية التعبير عن الرأي بكل الوسائل، وحرية الاجتماع والتظاهر السلمي. وضرب عرض الحائط باللوائح العالمية لحقوق الإنسان والعهود الدولية للحقوق المدنية والسياسية، التي وقع عليها العراق..
هذا هو الحكم الجديد للعراق في ظل نظام المحاصصة السياسية والطائفية والفساد المقيت والارتهان للأجنبي..
والمفارقة ان هذه الإنتهاكات تجري أمام أنظار السلطة القضائية وكأنها لا يعنيها الأمر. فحق التساؤل: أين الأدعاء العام ؟.. أين المحكمة الأتحادية العليا ؟
[ أما مجلس القضاء الأعلى، فموقفه المرتهن هو الأكثر خزياً..فهو ليس فقط لم يحرك ساكناً ضد الحكومة، لا بل أعطاها الضوء الأخصر، عندما داس رئيس المجلس فايق زيدان بأقدامه على المادة 102 من قانون المحاكمات، لأحالة المتظاهرين بتهمة الأرهاب، مع جملة من التهديدات التي أشرت على سقوطه في عار التواطىء مع حكومة القتلة ورئيسها..]

وأما مجلس النواب، فقد شهد القاصي والداني إمعانه في التسويف والمماطلة في تنفيذ مطالبكم العادلة، ولعبه ودورانه للإبقاء على حكومة القتلة.. فلا يتأمل غير السذج ان يقوم باية إصلاحات على طريق التغيير الجذري، الذي تطمحون إليه..
بصمودكم، وبالمزيد من اليقظة والحذر، وبتعزيز الأستعداد للمعارك القادمة، ستنتصر إنتفاضتكم الباسلة، وستسقطون حكومة القتلة والداعمين لها والمنتفعين من بقائها، وستنالون حقوقكم وتستعيدون وطنكم المستباح!
والنصر المؤزر لإنتفاضة الشبيبة البطلة التي رفعت رأس العراقيين الأصلاء !
ـــــــــــــــــــــــــــــ
* باحث واكاديمي مقيم في السويد
**********

 

ص4
دولة دولة مدنية

نجم خطاوي

دولة دولة مدنية
مطلبنه هيه هيه
...
لا عاطل بيهه وبطال
بيهه تتغير الأحوال
بيهه تتحقق الآمال
بيهه الحق والحرية
....
مطلبنا لا للفساد
لا للظالم والجلاد
حكم الطاغي ما ينعاد
وهايه مطالب شعبية
....
بيهه وظايف للشبان
وبيهه تتعمر الأوطان
وبيهه يتكرم الإنسان
لا بوك ومحسوبية
....
خل نتحزم فد حزام
نعلّي الصوت عله الظلام
كافي مذلة كافي ألام
ميظل صمت وشعلية
...
حلوه اخبارج يا بغداد
شُبانج وفّوا الميعاد
ولّه زمانك يا حياد
كلنه تهمنه القضية
....
لا هو صاير لا هو يصير
تقتل شعبك بالتحرير
وين الحق وين الضمير
وين الغيره الوطنية
....
الدولة الدولة المدنية
مطلبنه هيه هيه
....
الناس اختنكت منكم ملت
شالت بيرغ نصر وهدت
متكلي شجابت وشودت
هاي السلطة القمعية
.....
بعزمي وعزمك تقوه الهمة
نجيب النور نزيل الظلمة
صرخة وصوت وغنوه وكلمة
صوت الثاير صوت بميه
.....

حط ايدك بيد الثوار
ما يخسر ابد اللي ثار
الخاسر كلمن ظلم وجار
وسخه أفعاله ورِدية
.......
شما طالت تفرج فد يوم
حكم الطاغي ماهو يدوم
يوم الظالم عالمظلوم
نعدل السكة الملوية
.........
الدولة الدولة المدنية
مطلبنه هيه هيه
*********
الفوتوغرافيون الشباب يقتنصون أبهى مشاهد الانتفاضة
بغداد-طريق الشعب
توثق كاميرات المصورين الفوتوغرافيين الشباب اروع مشاهد انتفاضة أكتوبر، وهم يبينون من خلالها ان ما عملوا عليه خلال أيام عجزت الحكومات عن انجازه سنوات طويلة.
المصور الفوتوغرافي في ساحة التحرير محمد علي حسين قال لـ "طريق الشعب" ان اغلب الوسائل الإعلامية لا تنقل حقيقة تظاهراتنا، بل تنظر اليها من الزاوية التي تناسب سياساتها"، لافتا الى ان " دوره وزملائه في ساحة التحرير هو نقل الصورة الحقيقية للمتظاهرين، "فتظاهراتنا سلمية ومطالبنا مشروعة ونحن ننقل ذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
وأشار الى ان "المتظاهرين غيروا معالم ساحة التحرير خلال أيام، من تنظيف للشوارع ورسم وإقامة نشاطات ثقافية وإعادة الحياة لبناية اهملت من قبل السلطات لسنوات، وكل ذلك بجهود الشباب". وقال ان "هذه النشاطات تدل على ان الشباب قادر على التغيير بنفسه".
من جانبه قال المصور الفوتوغرافي انمار علي لـ "طريق الشعب" ان "المصورين الفوتوغرافيين إضافة الى مطالبهم التي تنسجم مع مطالب الشعب، وتحقيق التغيير، يسعون أيضا الى تحويل بناية المطعم التركي الى متحف يضم صور ومقتنيات ثورة تشرين"، لافتا الى ان " عدسات كاميراتنا سجلت ووثقت اسمى المشاهد لثوار الانتفاضة".
*******
مجسم خشبي لمحكمة الشعب

بغداد- طريق الشعب
قدم شاب يمتهن مهنة التجارة على انشاء مجسم في ساحة التحرير كتب عليه عبارة (محكمة الشعب).
وقال الشاب لـ "طريق الشعب" ان "ما انجزته يعبر عن مطالبة الشعب بمحاكمة جميع الفاسدين وكل من اعطى الأوامر لقتل المتظاهرين السلميين إضافة الى كون القرار اليوم بيد الشعب العراقي لا غير".
******
اعترافات خطيرة !
سلم علي
وزير الدفاع العراقي كشف "حقائق" عن تورط حكومته ورئيسها (القائد العام للقوات المسلحة) في جرائم قتل المتظاهرين..
يقول وزير الدفاع في تصريح (ومقطع بالفيديو) قبل يومين خلال زيارة الى فرنسا، أن القذائف المسيلة للدموع التي وجدت في أجساد القتلى من المتظاهرين لم تستوردها اية جهة عراقية.."!
وكذلك الحال بالنسبة إلى البندقية التي تستخدم لاطلاقها..!.
مما أدى إلى مقتل متظاهرين على مسافة ٣٠٠ متر.
هذا الاعتراف الخطير والصريح يتطلب إجابة عاجلة من رئيس الوزراء ("القائد العام للقوات المسلحة ") علنا وأمام الشعب، وعلى سؤال محدد:
من هي "الجهات غير العراقية" التي استوردت هذه الأسلحة؟ .. ومن هي الجهات (قوات أمنية أو غيرها من "الجماعات المسلحة المجهولة") التي استخدمتها؟
ومن سمح لها باستخدامها؟
وهل كان "القائد العام للقوات المسلحة"، الذي يتحمل بحكم منصبه مسؤولية قانونية وليس فقط سياسية، على علم بذلك؟
لقد مضت عدة اسابيع على فضح منظمات دولية مدافعة عن حقوق الانسان لجرائم قتل بقذائف الغاز المسيل للدموع .. والآن يخرج وزير الدفاع ليكشف "حقائق" جديدة!
أنها جرائم بشعة ترقى الى مستوى جرائم ضد الإنسانية.. وتكفي واحدة منها فقط في بلدان أخرى كي يقدم المسؤول الأول، (رئيس الوزراء) استقالته فورا. وايضا الوزراء والمسؤولون المعنيون بشكل مباشر بالملف الأمني.
*******
فرق التنظيف في ساحات التظاهر دليل وعي الشباب
بغداد-طريق الشعب
انتشرت في ساحة التحرير منذ لحظة انطلاق التظاهرات فرق متعددة من الشباب والشابات يعملون بجهود حثيثة على رفع النفايات وعمليات التنظيف وفتح المجاري.
المتطوعة في نفق التحرير سالي حسن قالت لـ "طريق الشعب" انها" تمارس نشاطها منذ يوم 25 تشرين الأول"، مبينة "انها مع مجموعة من الشباب بعد انهائهم تنظيف بناية المطعم التركي انتقلوا لتنظيف نفق التحرير وفتح محلاته امام الشباب العاطلين عن العمل". وأشارت سالى الى ان "التظاهرات عبرت عن مدى وعي الشباب وحبهم لبلدهم وانهم يطمحون للتغيير مهما كلفهم ذلك. وبعزمية الشباب واصرارهم حققوا ما لم تحققه الحكومة".
******
خارج النسق...
في التحرير.. ملامح للاعلام الثوري!!

منذ اسابيع تشهد ساحة التحرير احتجاجات شعبية، بدأت بشعار مبدأي حمل عنوان (نازل اخذ حقي) تعبيرا عن وعي وطني شبابي متقدم ومختلف عن شعارات سبقته , ويبدو انه نتاج تراكمات من الخيبة وانسداد افق الحلول لنخب سياسية فشلت في ادارة البلاد او الوصول الى ما يسمى بالحكم الرشيد على مدى ستة عشر عاما. زمن تمخض عن صرخات استغاثة تجاوزت المطالب التقليدية بمحاكمة المفسدين او تغيرات وزارية شكلية اعتاد عليها العراقيون !!
هذا الشعار للشباب الثوري يدفعنا للتأمل في مضمونه الثقافي والدلالي فهو مبتعد عن اي وصاية ايديولوجية او اشارة دينية او طائفية , هو شعار نابع من وجع الخسارات المتعددة , وأولها خسارة فكرة العدالة او لنقل غياب فكرة الوطن. فهاهم الشباب يصرخون في ميادين التحرير بصوت موحد: نريد وطن .. أيّ بلاغة في هذا المطلب؟ وكم يحمل من عمق نابع من مرارة الفجيعة ؟!
انه عنوان يحمل مضمون خطاب اعلامي بالغ الثأتير شكل انعطافة دفعت مختلف الشرائح الى الالتفاف حوله وتثبيته ليكون ايقونة الثورة , وهو بالتالي رفع من مناسيب الهوية الوطنية على حساب الهويات الفرعية. هو اعلان عن اصحاب حامليه , وهو مبادرة حسن سيرة وسلوك لشباب ابدع في صياغة شعاراته من رحم معاناته , فسجل حضورا مؤثرا لفهم متقدم وواع لمعنى الاعلان الموجه بعناية عن ركيزة المطالب وجوهرها.
وكان رفع رايات العلم العراقي واحداً من الايقونات الاعلامية للتنبيه الى الهدف الاسمى في ضرورة وحدة الوطن بعيدا عن الغايات الفئوية والفردية .
في ساحات الاحتجاج اليوم مدارس جديدة للاعلام الوطني الذي تترجمه يافطات تلقائية واخرى تخمرت بتجربة الحزن على فقدان مبدأ المساواة والعدالة بين فئات المجتمع، الذي لازال يبحث عن جدية اصحاب القرار لاتخاذ تدابير الاصلاح المزعومة. تصوير عبر الهاتف لمفردات انسانية ومشاهد ابداعية تدلل على ان هناك شباباً يبتكرون فلسفتهم الاعلامية والاقناعية لمخاطبة الناس وتوجيه عنايتهم نحو ضرورة التواجد في تحرير الغضب. وكانت الاستجابة في تجمعات مليونية دليلا على صحة وبراعة الاليات المتبعة عبر سخرية مؤلمة في تعليقات تندد بسارقي احلامهم من احزاب السلطة .وعبر صور فوتوغرافية بلمسات مبدعين أيقنوا ان اعلامهم اليوم لابد ان يكون مبتكرا وجريئا ومختلفا يحاكي ثورتهم ومطالبهم وتضحياتهم !!
ايقونة التك تك سجلت حضورها في التشكيل برمزية ملفتة بعد ان وضعت في لوحات دلالية لتكون ضمن ايقونات نصب الحرية. ومقاطع غنائية يرددها الثائرون بروح من الوجع الجماعي ومعها تتعدد منصات الخطابة التي شهدت القاء دعوات الى اللحمة الوطنية، والاهم تلك الهاشتكات الموحية لضرورة التضامن واعلان العصيان والتي سجلت تقدما ارعب الدولة، فسارعت الى قطع خدمة الانترنت خوفا من هذا الاعلام الصادم.
عماد جاسم
************
ريّا المتطوعة مع المحتجين: ساحة التحرير باتت وطنا لنا
بغداد – بي بي سي
تعمل ريا في إيصال التجهيزات والمواد الطبية والإمدادات للمتظاهرين وتحرص على الحضور يوميا إلى ساحة التحرير في قلب بغداد حيث يتجمع المحتجون، وقد كتبت تلخص تجربتها:
أنا في ساحة التحرير، ليس بوصفي متظاهرة بل كأم. أخاف كثيرا على الشباب هنا وأتمنى أن لا يهدر دم أكثر، بل وأخاف حتى على من يرتدي الزي العسكري ويقف وهو خائف من الأوامر لأنه ابن بلدي ايضا. وأخاف على من في ساحة التحرير وفي "جبل أحد" وعلى الجسر لأن أغلبهم ولد بعد عام 2003، ولم يعيشوا تحت استبداد صدام حسين لكنهم شعروا بالفساد الذي يحدث حولهم وبتحطم آمالهم. أصعب شيء أن تعيش بلا أمل. لقد وصلوا إلى مرحلة شعروا فيها أنه لم يعد لديهم شيء يخسروه بعد الآن لذا قدموا دماءهم.
كان حضور النساء في الأيام الأولى قليلا، ثم بدأ يتزايد. بتُّ أرى نساء من كل الأجيال ومن مختلف الشرائح الاجتماعية. بت أرى الجدات اللواتي يجهزن الخبز والسياح (الخبز المصنوع من طحين الأرز) وبائعات الشاي إلى جانب الشابات العصريات.
رأيت المرأة البغدادية في ساحة التظاهر بصورتها الفلكلورية التي لم أرها منذ زمن طويل، تلك الخاتون التي ترتدي العباءة والشيلة و"الجلاب" في جانبها، تقف تدعو ربها وهي ترتدي محبس شذر في يدها وتردد "الله ينصركم الله يحفظكم ويبعد الشر عنكم".
رأيت أمهات بعمري قدمن مع أبنائهن ورأيت صبايا وشابات وهن يهتفن بصوت عال بكل طموح الشباب وجموحه، الذي أشعر أننا فقدناه مع أشياء كثيرة فقدناها. كنا (كجيل) نتعثر دائما بخيبات كثيرة لكن هؤلاء الشابات والشباب أقوياء أكثر منا وما زالوا بعنفوانهم وأتمنى أن لا يمروا بما مررنا به.
لم اتمكن من حبس دموعي في كثير من الحالات الإنسانية ومواقف التضامن التي شهدتها هناك. وهي كثيرة لا أستطيع اختصارها.
أمس، قمنا بحملة لتنظيف القمامة، وجاء رجل بعمر والدي في السبعينيات من عمره يحمل صينية فيها قوري شاي وأقداح (استكانات) مزخرفة وبدأ بتوزيع الشاي على الفتيات والشباب المشاركين في الحملة.
شاهدت قصصا عديدة، رأيت امرأة فقدت اثنين من أبنائها (شهداء) وجاءت إلى الساحة مصرة على إعداد الخبز وتوزيعه على المتظاهرين، قائلة :"أنتم أبنائي الذين ستعوضوني عن أبنائي".
رأيت امرأة أخرى كبيرة في السن، لديها 7 أولاد، وهم كلهم مع أحفادها في الساحة، وهي تقوم بإعداد خبز "السياح" ويساعدها زوجها في إعداده، كي توزعه على أحفادها وأولادها وبقية المتظاهرين.
إن اندفاع العراقيين للمشاركة في المظاهرات لا يوصف. كثير من الشباب جاءوا إلى المظاهرات وأخفوا خبر مشاركتهم عن عوائلهم، كي لا يثيروا قلقهم لكنهم اكتشفوا أنهم سبقوهم إلى ساحات التظاهر، كما هي الحال مع صديقتي تقى، التي أعدت "سندويتشات" لتوزيعها على المتظاهرين واتصلت بي كي تأتي معي لتوزيعها في الساحة مخفية الأمر عن أمها وقائلة لها إنها ستذهب إلى صديقتها، لكنها اكتشفت عندما وصلنا إلى الساحة أن أمها نفسها قد سبقتها إلى هناك، وكذلك أخيها الذي كان قد أخبر أمه أنه ذاهب للعب كرة قدم مع أصدقائه. وكانت الأم البسيطة تحمل أدعية وتوزعها عليهم كي تحفظهم من الأذى وهم في ساحة التظاهر.
ورأيت امرأة كانت توزع الطعام على المتظاهرين وقد قدمت دون علم زوجها لتكتشف أنه في الصفوف الأمامية للمتظاهرين على الجسر، والتقيا قرب الجسر، على الرغم من أنه المكان الأخطر بالنسبة للمتظاهرين، إذ يمثل من يقفون هناك الساتر الأول وطليعة المتظاهرين الذين كلما تقدموا أبعدوا القوات الأمنية ومدى القنابل المسيلة للدموع عن ساحة التحرير. لذا يتحدى المتظاهرون القوات الأمنية (ويسمونها قوات مكافحة الشعب وليس الشغب) ويحاولون دفعها إلى الخلف إلى منتصف الجسر.
شاهدت شابا وفتاة يعلنان خطوبتهما في مبنى المطعم التركي وسط ساحة التظاهر ويقولان إننا سنعيش في عراق جديد.
كان هناك دائما انعزال وفصل بين الرجال والنساء، لكن في الحروب والثورات تتغير هذه الصورة. تعلم كثير من بناتنا كيف يركضن لنقل المغذي لغسل وجه من التهبت عيناه بالدخان المسيل للدموع، وتعلمن إسعاف الجرحى بالإسعافات الأولية البسيطة. وثمة طالبات وطلبة من كلية الطب أيضا يحاولون المساهمة بما يستطيعون عملة من خياطة الجروح والإسعافات.
وكلما ذهبت إلى مكان جديد أرى خيمة إسعافات جديدة تنتصب، في الأيام الأولى كان ثمة تخبط، وكانت هناك خيم فيها أدوية وأخرى بدون أدوية، ولكن خبرتنا تراكمت بمرور الأيام. وبتنا نوزع الأدوية والتجهيزات عليها جميعا. يعمل الشباب والشابات مثل خلية نحل، نظفوا الشوارع وصبغوا الأرصفة وزينوا الجدران بالرسوم. خذ "جبل أحد" (مبنى المطعم التركي الذي بدأت تسميته بنكتة أطلقها الشباب المعتصمون هناك عندما قالوا أرسلوا لنا سجائر ومأكولات كي نتمكن من الصمود ولا ننزل كما فعل المسلمون في أحد وتفشل الثورة) تمكن المتطوعون من إيصال الكهرباء لهذا المبنى الذي كان مهجورا وجلبوا فرنا كهربائيا لإنتاج الخبز الكهربائي كما مدوا أنابيب الماء وأصلحوا الحمامات.
وباتت حديقة الأمة المجاورة لساحة التحرير مكانا يلتقي فيه الجميع ويتحاورون وينصبون الخيم ويدعمون المعتصمين في "جبل أحد".
لم تعد ساحة التحرير مجرد موقع للتظاهر والاحتجاج، بل باتت بالنسبة لنا وطنا. وطن اتسع وأصبحت فيه محلات وشوارع، ويتسع تدريجيا ليشمل المدينة كلها، حتى نرى بغداد جديدة.
*********