|
|
تصفح بي دي اف |
|
|
|
ص 1
اجتماع جديد مرتقب بين وفدي بغداد واربيل
والاخيرة تطرح مقترحاً من 7 نقاط
بغداد – طريق الشعب
أعلن عضو في وفد إقليم كردستان لإجراء المفاوضات مع الوفد العسكري الاتحادي، امس السبت، إرسال مقترح متكون من 7 نقاط إلى بغداد بغرض إجراء الحوار، مشيرا الى ان حكومة الاقليم تنتظر رد الحكومة الاتحادية، فيما ذكر ان اجتماعا جديدا سيعقد بين الوفدين العسكريين من بغداد واربيل.
وفي حين كشف نائب مقرب من رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، عن ما تم الاتفاق عليه بين وفد بغداد والبيشمركة، جدد رئيس حكومة اقليم كردستان نيجيرفان البارزاني، استعداد اقليم كردستان لإجراء الحوار مع بغداد، داعيا المجتمع الدولي الى تشجيع العراق وتحفيزه على الحوار.
مقترح من 7 نقاط
قال الأمين العام لوزارة البيشمركة، عضو وفد إقليم كردستان لإجراء المفاوضات مع وفد الحكومة الاتحادية العسكري ، جبار ياور، لشبكة "روداو"، "خلال الاجتماع الأخير للوفد العسكري لإقليم كردستان والحكومة الاتحادية الذي عقد يوم الخميس 2-11-2017 بمدينة الموصل، قدم الجانبان ورقتين من 7 نقاط بشأن الحوار".
وأضاف أنه "بعد إجراء دراسة مفصلة لورقتي الطرفين، وموافقة القيادة السياسية بإقليم كردستان، قمنا بإرسال مقترح يتضمن 7 نقاط للحكومة الاتحادية، ونحن في انتظار رد بغداد".
ولم يفصح الأمين العام لوزارة البيشمركة عن مضمون المقترح، لكنه، قال إن "النقاط تتمحور عموماً حول وجود قوة مشتركة في المناطق المتنازع عليها وحجمها وسبل الإشراف عليها والجهة المسؤولة عن ذلك"، مبيناً أنه "طالبنا بوجود قوات مدنية إلى جانب التحالف الدولي في المعابر الحدودية، ومن بين النقاط السبع هناك ثلاث نقاط محل خلاف بين الجانبين".
اجتماع جديد
وذكر ياور، في تصريح صحفي آخر، أن "الاجتماع الأخير استمر لأكثر من ثلاث ساعات وفي النهاية نتج تفاهم حول بعض النقاط من قبل الوفدين، إلا أن هناك نقاطاً أخرى حصل فيها اختلاف في الرأي"، مستطردا انه "بعد انتهاء الاجتماع عاد الوفدان الى مراجعهما العليا كي يناقشوا الورقتين، ومن ثم يعطوا آراءهم وتحديد موعد لعقد اجتماع جديد".
يشار إلى أن مصدرا كشف يوم الخميس الماضي، عن عقد اجتماع بين وفدين عسكريين من اربيل وبغداد، وبين أن الاجتماع انتهى دون التوصل الى نتائج.
واعلن الامين العام لوزارة البيشمركة جبار ياور، في وقت سابق، ان الوضع في مناطق التماس مع القوات الاتحادية قلق، محذرا من انفجاره في اي لحظة.
يذكر أن قيادة العمليات المشتركة اتهمت ، الاربعاء الماضي، وفد اقليم كردستان الامني الذي تفاوض مع وفد من الحكومة الاتحادية بـ"التراجع" عن مسودة الاتفاق، لافتة الى ان القوات الاتحادية مأمورة بتأمين المناطق والحدود وحماية المدنيين.
فيما حذرت حكومة اقليم كردستان، الخميس، من أن دفع الوضع الحالي الى القتال قد يؤدي الى كارثة على العراقيين، مؤكدة عدم توقيع أية اتفاقية مع بغداد، فيما دعت الى حوار بناء وصريح لبناء مستقبل آمن لجميع ابناء الشعب العراقي.
حل سلمي
من طرفها، قالت رئاسة حكومة اقليم كردستان في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، إن "رئيس حكومة اقليم كردستان نيجرفان البارزاني تلقى مكالمة هاتفية من وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون"، مبينة أن "تيلرسون عبر عن قلقه من التوترات القائمة بين أربيل وبغداد".
واعرب تيلرسون بحسب البيان عن أمله بان "تتحول عملية وقف اطلاق النار والحوار الميداني الجاري بين اقليم كردستان والحكومة الاتحادية الى حوار سياسي لحل المشاكل بين الطرفين".
وجدد البارزاني "استعداد اقليم كردستان الكامل للحوار السياسي من اجل الوصول الى الحلول السلمية لكافة المشاكل بين اقليم كردستان وبغداد"، مؤكدا "عدم رغبة الاقليم في الصدامات والاشتباكات العسكرية لأنها لا تضع الحلول لأية مشكلة".
وشدد البارزاني على "رغبة اقليم كردستان بحل كافة المشاكل مع الحكومة الفيدرالية في اطار الدستور العراقي".
رسالة امريكية
الى ذلك، ذكرت صحيفة "العرب" امس السبت، في سياق تقرير اطلعت عليه "طريق الشعب"، ان "العبادي تلقى، الجمعة، رسالة من ثمانية أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي، طالبوه فيها بوضع حد للمخاوف من اندلاع الحرب بين بغداد وأربيل، كما دعوه إلى إخراج الحشد الشعبي من المناطق المتنازع عليها".
وأضافت أن "المشرعين الأمريكيين حثوا العبادي على القبول بعرض كردستان تجميد نتائج الاستفتاء، كما عبروا عن قلقهم جراء استخدام أسلحة أمريكية في نزاع عراقي داخلي".
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة على كواليس المفاوضات بين وفدي بغداد وأربيل العسكريين قولها، إن هناك "تراجعا من قبل القيادة الكردية عن موافقة سابقة على الانسحاب من جميع المناطق التي تريد بغداد استعادة السيطرة عليها".
وأشارت المصادر إلى أن "واقع المفاوضات تغير كثيرا، فبعدما كان الأكراد يقرون كل مطالب بغداد خلال جولات المفاوضات السابقة، عادوا الآن يلتمسون قدرا من الندية في مفاوضاتهم مع الحكومة المركزية".
*********
في خطوة مفاجئة.. الحريري يعلن من الرياض استقالته
الرياض - وكالات
أعلن رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري في خطوة مفاجئة استقالته، امس السبت، من رئاسة الحكومة.
جاء ذلك في كلمة متلفزة ألقاها الحريري من الرياض، بثتها قناة "العربية"، هاجم فيها إيران وحزب الله بعنف، معتبرا أن الأجواء الحالية في لبنان تشبه الأجواء التي سبقت اغتيال والده رفيق الحريري. وقال الحريري إن "حزب الله بات دولة داخل دولة بدعم من إيران، وزرع بين أبناء البلد الواحد الفتن وتطاول على سلطة الدولة، "
وتابع الحريري " أن الوضع في لبنان بات يشبه الوضع قبيل اغتيال والده رفيق الحريري، معربا عن الخشية من تعرضه الى الاغتيال، مضيفا "لمست ما يحاك سرا لاستهداف حياتي".
من جهته، أكد مكتب الرئيس اللبناني ميشال عون، امس السبت، أن رئيس الوزراء سعد الحريري اتصل بالرئيس هاتفيا من خارج لبنان لإبلاغه باستقالة حكومته.
*********
الإعلام الحربي: القوات الأمنية ليس لديها تكليف حتى الآن
بمطاردة داعش داخل سوريا
بغداد – طريق الشعب
أكد مدير خلية الإعلام الحربي التابعة لقيادة العمليات المشتركة، سعد الجياشي، أمس، ان القوات الأمنية ليس لديها تكليف حتى الآن بمطاردة عناصر داعش داخل الحدود السورية، مبينا وجود تنسيق بين الجانبين العراقي والسوري على مستوى المعلومات.
وقال الجياشي في تصريح متلفز، يوم أمس، إن العمليات العراقية كما هو مخطط لها تنتهي عند السيطرة على الحدود الدولية العراقية، معربا عن تطلعه لوصول القوات السورية إلى الجهة الأخرى من الحدود لتسهيل الأمر على القوات العراقية، بحسب ما نقلته قناة الحرة. وأوضح أن استمرار وجود عناصر داعش قرب الحدود السورية العراقية، يستوجب استعدادا مضاعفا من القوات العراقية للسيطرة على الحدود.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد في وقت سابق يوم أمس، بوقوع اشتباكات بين فصائل من الحشد الشعبي وعناصر تنظيم داعش على عدة محاور قرب الحدود العراقية السورية. الجدير بالذكر ان الجيش السوري وحلفاءه، تقدموا في وقت سابق باتجاه مدينة البوكمال قرب الحدود مع العراق، باسناد جوي روسي، ضمن عملية للسيطرة على جيب لداعش يمتد على الحدود بين سوريا والعراق. وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت أن مجموعة من طائرات "تو-22إم3" التابعة للقوات الجوية الروسية وجهت، السبت، ضربات لمواقع لتنظيم "داعش" في منطقة البوكمال عبر الأجواء العراقية.
********
تفاصيل هجوم "الصفرة".. ومسؤول محلي يؤكد: الوضع تحت السيطرة
بغداد – طريق الشعب
كشف مسؤول محلي في محافظة ديالى، عن تفاصيل هجوم جمرك الصفرة شمالي المحافظة، وفيما اكد ان الوضع تحت السيطرة الامنية، كشف عن جود خلايا نائمة في المنطقة.
وقال قائممقام قضاء الخالص (15كم شمال بعقوبة) عدي الخدران، لوكالة "السومرية نيوز"، ان "جمرك الصفرة (90كم شمال بعقوبة) على طريق كركوك- بغداد تعرض (الجمعة) الى قصف بقذيفتي هاون ثم تلاها هجوم مسلح من قبل مجهولين ما ادى الى احتراق ثلاث شاحنات وتسجيل اصابات بشرية لكن دون اي حالة وفاة".
واضاف الخدران ان "قوة امنية مشتركة وصلت الى جمرك الصفرة وفرضت سيطرتها بالكامل"، مبينا ان "الوضع الامني في الجمرك تحت السيطرة الامنية".
وتابع ان "التحقيق جار لمعرفة هوية المسلحين الذي هاجموا الجمرك".
وبين الخدران، إن "القوات الامنية المشتركة بدأت بأكبر عملية انتشار في محيط جمرك الصفرة، (90كم شمال بعقوبة)، لتأمينه من خلال مسك نقاط مرابطة واعداد الاطواق المتداخلة وفق خطة ممنهجة".
وأضاف الخدران أن "الهجوم على جمرك الصفرة كشف عن حقائق مهمة ابرزها وجود الخلايا النائمة في المنطقة والتي ستتم معالجتها من قبل القوى الامنية"، مؤكدا أن "تدفق القوافل التجارية عبر جمرك الصفرة لم يتأثر بالهجوم".
**********
مفوضية حقوق الانسان تتهم جهات بالسعي الى تهجير المواطنين من الطوز
بغداد – طريق الشعب
اكد عضو مفوضية حقوق الانسان، عقيل الموسوي، امس السبت، نزوح 30 الف مواطن من قضاء طوز خورماتو مع بداية عملية فرض السلطة الاتحادية على محافظة كركوك، متهما "جهات" لم يسمها بالسعي الى تهجير الناس من منازلهم في القضاء عبر بث شائعات مع بدء العمليات. وقال عضو المفوضية عقيل الموسوي، في مؤتمر صحفي، إن "لجنة من المفوضية قامت بزيارة ميدانية لكركوك وقضاء طوز خورماتو واطلعت ميدانياً على ما جرى فيها من احداث، حيث زرنا قرى سعد والوحدة وخالد واطلعنا على حجم الاضرار والانتهاكات الكبيرة التي وقعت ووثقناها جميعها"، لافتاً الى أن "اللجنة سجلت نزوح قرابة 30 الف مواطن من طوز خورماتو مع انطلاق عمليات فرض القانون، اضافة الى تسجيل عودة 120 مدنيا الى القضاء".
ودعا الموسوي السياسيين الى "الابتعاد عن الخطاب التحريضي، والتزام جميع الاطراف بالقانون والعودة الى مساكنهم لأن القوات الاتحادية تفرض الامن والقانون في جميع المناطق ومهمتها حفظ امنها، سيما اننا نعمل على ايجاد آليات مع اللجان الحكومية لتأمين عودة النازحين وصرف منح مالية عاجلة لهم"، لافتا الى أن "هناك جهات سعت الى تهجير الناس عبر بث شائعات لنزوح الاهالي من مساكنهم مع انطلاق عمليات فرض السلطة الاتحادية".
ص2
العراق يمنح أكثر من مليوني تأشيرة للزائرين الإيرانيين
بغداد – طريق الشعب
أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية، أن العراق منح مليونين و180 ألف تأشيرة دخول للزائرين الإيرانيين حتى الآن لأداء مراسم زيارة أربعينية الإمام الحسين "ع"، مشيرة إلى أن التأشيرة الحالية تتضمن الإقامة لمدة 30 يوما بدلا من 20يوما. ونقلت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية عن المتحدث باسم الوزارة بهرام قاسمي، قوله، إن "العراق منح مليونين و180 ألف تأشيرة دخول للزوار الإيرانيين حتى الآن لأداء مراسم زيارة أربعينية الإمام الحسين عليه السلام". وأضاف قاسمي، أن "التسهيلات التي منحت للزوار الإيرانيين تفوق الأعوام الماضية حيث أن تأشيرة الدخول الحالية تتضمن الإقامة لمدة 30 يوما في العراق فيما كانت مدتها 20 يوما خلال العام الماضي". وتابع أن "الزوار الإيرانيين يستطيعون الاستفادة من تأشيرات الدخول لما بعد موسم الزيارة الأربعينية أيضا". ونوه إلى أن "تأشيرات الدخول التي منحت للزوار الإيرانيين جميعها فردية ما يزيل مشاكل الأعوام الماضية حول وجوب دخول الزوار إلى الأراضي العراقي على شكل مجموعات". ونصح قاسمي الزائرين "باصطحاب جواز سفر نافذ وتأشيرة دخول قانونية لدخول الأراضي العراقية وفي غير هذه الحالة فان عقوبات شديدة تتضمن السجن للمتجاوزين على القانون".
********
إنفاق وعجز مرتفعان والتخصيصات العسكرية هي الأعلى
موازنة 2018.. حصة الاقليم نحو 13 في المائة وتخصيص استثماري ضئيل وطعن في النسخ المتداولة
بغداد – طريق الشعب
كشف عضو في اللجنة المالية البرلمانية، امس السبت، عن أن مسودة موازنة العام المقبل تضم إنفاقا وعجزا مرتفعين، وفيما بين أن الموازنة الاستثمارية هي الأضعف منذ عام 2004، انتقد عضو آخر عن الجماعة الاسلامية الكردستانية، تقليل حصة اقليم كردستان الى حوالي 13 في المائة، معتبرا ذلك خطراً كبيراً على الإقليم.
في غضون ذلك، اكدت الامانة العامة لمجلس الوزراء، ان موازنة عام 2018 ما زالت في طور النقاش، نافية صحة جميع النسخ التي تداولتها وسائل الاعلام.
الموازنة الاستثمارية
وقال عضو اللجنة المالية البرلمانية، هيثم الجبوري لوكالة "الغد برس"، إن "موازنة العام المقبل 2018، لم تصل بشكل رسمي حتى الان، من مجلس الوزراء، وبالتالي أي كلام عن الموازنة سابق لأوانه"، مؤكدا أن "مسودة الموازنة ستصل الى البرلمان بعد زيارة الاربعين".
وأضاف ان "المقترح المقدم في المسودة من وزارة المالية يحتوي على تخفيض نسبة حصة اقليم كردستان الى 12,67في المائة بدلا من 17في المائة، واعتماد النسب السكانية الدستورية"، مشيرا إلى ان "هذا الكلام لا يصبح رسميا الى حين وصول الموازنة الى مجلس النواب بالصيغة النهائية لها، ويوافق المجلس على صيغة موازنة الاقليم".
وتابع أنه "توجد لدينا ملاحظات على مسودة الحكومة حتما، إذ توجد بعض الفقرات في حجم الانفاق، وهي مرتفعة جدا"، لافتا الى "وجود ضعف في الموازنة الاستثمارية، وهي الأضعف منذ عام 2004".
الانفاق العسكري
وبين أن "الانفاق العسكري ما زال يأخذ الدرجة الأعلى، بينما التربية والتعليم والصحة والخدمات يأخذن الأقل"، مضيفا أن "نسبة العجز ما زالت عالية، وهي 20في المائة ومقدار مبالغها 22,7 تريليون دينار من اصل 108 تريليون دينار المبلغ الكلي للإنفاق"، مستدركا أن "الموازنة التشغيلية تشكل 85 في المائة والموازنة الاستثمارية 32في المائة، من مجموع الموازنة العامة ككل".
حصة الاقليم
بدوره، قال مقرر اللجنة المالية، أحمد الحاج رشيد، في مؤتمر صحفي عقده في مدينة السليمانية، ونقلته وكالات محلية، ان "محاولة انقاص حصة الإقليم من الموازنة ليست بجديدة وهناك محاولات لهذا الأمر منذ ثلاث سنوات وسبق أن جمعت تواقيع من أجل ذلك إلا أنه بجهود الكتل الكردية تمكنوا من قطع الطريق على انقاص حصة الإقليم من الموازنة العامة".
وأشار رشيد إلى ان "بغداد تريد ان تتعامل بشكل مباشر مع المحافظات" مؤكدا ان "موازنة كردستان لسنة 2018 تشكل خطراً كبيرا على الاقليم"، مبيناً انه "في كل الموازنات ومنذ عام 2005 تم التطرق الى التنسيق بين ديوان رقابة المالية للإقليم والعراق إلا إنه في هذا العام تم التطرق الى ديوان الرقابة المالية للعراق فقط دون الإقليم لأنه يريد ان يكون الإشراف بشكل مباشر على الرقابة المالية للإقليم".
اصلاح جذري سابق
وأضاف، ان "الإقليم خلال الفترة السابقة أرسل عدد الموظفين فقط وليس الأسماء مع وجود اختلاف واسع بين بيانات حكومة الإقليم وبيانات الحكومة الاتحادية وهذا ما دفع الحكومة الى التعامل مع رواتب موظفي الإقليم بحسب بياناتها فقط".
وأوضح، ان "المسؤولين في الإقليم يجب ان يتحملوا المسؤولية لأنه هناك فساد كبير في نسبة الشهداء والمتقاعدين والمستفيدين من الحماية الاجتماعية والبيشمركة لذلك يجب ان يحصل اصلاح جذري شامل".
نسخ غير دقيقة
الى ذلك، قالت الامانة العامة لمجلس الوزراء، في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، ان "الموازنة المالية لعام 2018 ما زالت في طور النقاش والمباحثات للوصول الى صيغتها النهائية التي سيصوت عليها مجلس الوزراء قريبا جدا"، مشيرة الى ان "النسخ المتداولة في وسائل الاعلام غير دقيقة ولا صحة لها".
وبينت انه "ستكون جلسة لمجلس الوزراء يوم الاحد المقبل، مخصصة لمناقشة الموازنة بصورتها النهائية والتصويت عليها".
وتداولت وسائل الاعلام المحلية، الاربعاء (1 تشرين الثاني 2017)، مسودة قانون الموازنة المالية الاتحادية للعراق لعام 2018، فيما بينت المسودة بأن نسبة محافظات اقليم كردستان بلغت 12,67في المائة.
**********
اضاءة ...
تدخل خارجي فظ !
ذكرت السومرية نيوز ان النائب جاسم محمد جعفر اصدر بيانا يوم الاثنين الماضي ( 30 تشرين الاول 2017 ) بعد زيارة وفد كان هو بين اعضائه الى انقرة ولقائه مع الرئيس التركي اردوغان. وقد اشار في البيان، بين امور اخرى، الى تأييد عدة جهات بينها تركيا وايران جعل كركوك تركمانية، وجعل الطوز وتلعفر محافظتين. ويبدو لمن يقرأ البيان ان السيد النائب مرتاح لهذا التدخل الخارجي وهذه المباركة والتاييد من قبلها!
ولسنا هنا بصدد الانتقاص من حقوق اي مكون من مكونات كركوك او من دوره في رسم مستقبلها السياسي، لكن السؤال يتعلق بمن يملك الحق في تقرير شؤون المحافظة وتحديد هويتها في نهاية المطاف: ابناء المحافظة جميعهم، بارادتهم الحرة، من دون اقصاء او تهميش، ام هذه الدول؟ كذلك الامر في ما يخص تشكيل هذه المحافظة او تلك.
ونرى ان بيان السيد النائب واشادته بموقف الجهات الخارجية التي ذكرها والذي يشكل تدخلا سافرا في شؤون بلدنا، انما يثير الاستغراب ويقترب من التفريط بسيادة الدولة التي يكثر الحديث عنها هذه الايام.
ويبدو ان النائب، بعكس تصريحات سابقة له، نسي تماما، او تناسى، ان هناك مادة دستورية (المادة 140) ترسم خارطة طريق لمعالجة الامر. فهي تشير بالنص (الى التطبيع، الاحصاء، وتنتهي بالاستفتاء في كركوك والمناطق الاخرى المتنازع عليها، لتحديد ارادة مواطنيها). وما يحصل هذه الايام دلل ويدلل بنحو جلي على ضرر التلكؤ والتباطؤ في تنفيذها، من جانب كل الاطراف المعنية. وهي لو كانت وجدت طريقها الى التطبيق، لجنّبت وطننا والمناطق المتنازع عليها، آلام ما وقع وما يمكن ان يقع بعد ، ان لم يفعّل العقل وتسود الحكمة.
و يتوجب التذكير هنا من جديد بان الاستقواء بجهات خارجية، ايا كانت ومهما كان لونها وطعمها ورائحتها، في رسم الاستراتيجيات وتحديد معالم مستقبل بلدنا ومحافظاتنا ومدننا، لن يجلب الامن والاستقرار، ولن يكون الا قنابل موقوتة. والتجارب السابقة والحالية غنية بالشواهد، ولعل الوضع في كركوك قبل وبعد 16 تشرين الاول الماضي شاهد ايضا على ذلك.
والاخطر من ذلك ان يجري، بدعم خارجي، فرض امر واقع لحل قضايا خلافية ذات بعد قومي، واستغلال ظرف معين لتمرير اجندات معينة، تتناقض مع ما يرفع من شعارات ودعوات الى التآخي والعيش المشترك.
ومما يثير الاستغراب ايضا، ان لا نسمع من الحكومة ولا من اية جهة اخرى، كلمة بشأن هذه المواقف وما فيها من استحسان وتحريض وتشجيع لهذه التدخلات الفظة في شؤون بلدنا، في حين تقام الدنيا ولا تقعد ازاء مواقف مماثلة تصدر عن آخرين؟!
الا يفرض الواجب الوطني رفض واستهجان كل تدخل وموقف يستهين بسيادة البلاد، ويرهن قرارها بالضد من ارادة الشعب ومصالح الوطن؟
محمد عبد الرحمن
*********
الداخلية تغلق مراكز "العلاج الروحاني" وتحذر من عمليات النصب
بغداد – طريق الشعب
أكدت وزارة الداخلية، حرصها على الوقوف ضد محاولات استغلال الأبرياء واستخدام أساليب النصب لابتزازهم بطرق غير قانونية، لافتة الى أن أجهزتها المعنية ستغلق مراكز الشعوذة والعلاج الروحاني وتقدم القائمين عليها إلى القانون لينالوا جزاءهم العادل. وقالت الوزارة في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، "في إطار المسؤوليات الأخلاقية التي تضطلع بها وزارة الداخلية وعلى رأس أولوياتها الوقوف بالضد من أي شخص يحاول استغلال الأبرياء واستخدام أساليب النصب والاحتيال لابتزازهم واستغلال حاجاتهم المختلفة بطرق غير قانونية"، مؤكدة أن "بروز ظاهرة انتشار مراكز الشعوذة وادعاءات مراكز العلاج الروحاني أو العلاج بالسحر وما شابه، أمور لا تمت إلى القانون أو الطب بصلة". وأضافت الوزارة، أن "هؤلاء افتتحوا مواقع الكترونية ووظفوا مواقع التواصل الاجتماعي لعمليات استدراج المواطنين من أجل إيهامهم والنصب عليهم"، مشددة على أن "أجهزتها المعنية والمختصة ستغلق هذه المركز غير القانونية وفق أحكام القانون وما نصت عليه المادة ٤٥٦ من قانون العقوبات وتقدم القائمين عليها إلى القانون لينالوا جزاءهم العادل". ودعت الوزارة المواطنين إلى "أهمية الإبلاغ عن هذه المراكز التي تسيء إلى مجتمعنا العراقي". يذكر أن بغداد والمحافظات شهدت انتشارا غير مسبوق لمراكز علاج روحاني يدعي أصحابها امتلاك قدرات خارقة لشفاء الأمراض وحل مشاكل الناس، مقابل الحصول على أموال، ويروجون لأعمالهم بشتى الوسائل.
*******
التسعيرة الموحدة للادوية تدخل حيز التنفيذ
بغداد – طريق الشعب
كشف مصدر في نقابة صيادلة العراق، أمس السبت، عن اكتمال مشروع التسعيرة الموحدة للأدوية، ودخوله حيز التنفيذ بعد استكمال الإجراءات الفنية والإدارية.
وقال المصدر في تصريح صحفي ان "النقابة استكملت المراحل النهائية الخاصة بمشروع التسعيرة الرسمية الموحدة للأدوية والعلاجات في القطاع الخاص، وتسعير ما يقارب الـ ٢٠في المائة من الأدوية".
وأضاف، أن "النقابة أبرمت عقداً مع إحدى الشركات التركية لتصنيع اللواصق الخاصة بالتسعيرة، والتي تحتوي على عدة مراحل لحمايتها من التزوير".
وأشار إلى أن "الأسباب الحقيقية التي تتفاوت فيها الأسعار الخاصة بالأدوية في الصيدليات، تعود إلى المكاتب العلمية المرخصة لتوريد الأدوية من الشركات العالمية، حيث أن تلك المكاتب تحمل نسبة ما يقارب الـ ٦٠في المائة على السعر الحقيقي، فضلاً عن قيام المذاخر بوضع نسبة أخرى, وهكذا في الصيدليات، إلى أن تصل إلى المواطن".
وفيما يخص مراقبة عمل الصيدليات غير المجازة رسمياً والمتجاوزة على ضوابط النقابة، أفاد المصدر بأن "اللجان الرقابية في النقابة، تواصل جولاتها التفتيشية وإغلاق الصيدليات المتجاوزة".
**********
الشيوعي العراقي وحركة العراق الوطنية يؤكدان اهمية توحيد القوى المدنية
بغداد – طريق الشعب
زار وفد من الحزب الشيوعي العراقي، مقر حركة العراق الوطنية، مساء الاربعاء ( الاول من تشرين الثاني) لتقديم التهاني بنجاح المؤتمر التأسيسي للحركة وحصولها على اجازة من مفوضية الانتخابات. تطرقت الزيارة للتطورات السياسية الاخيرة في البلاد ومتابعة قواتنا المسلحة الباسلة بتشكيلاتها المختلفة وهي تحقق الانتصارات المتوالية ضد قوى داعش الارهابية الظلامية. تم التأكيد على أهمية تعزيز العلاقة بين الطرفين وتوحيد القوى المدنية لأنها هي الضمان للعبور نحو دولة المواطنة والمؤسسات وبناء الدولة العصرية.
ضم وفد الحزب الشيوعي العراقي، الرفاق: علي مهدي وجهاد جليل ووسام الخزعلي اعضاء قيادة الحزب، واما وفد حركة العراق الوطنية فتشكل من السادة: صالح الهماشي، المهندس اسعد العبادي، عبد الكريم فياض وعدنان الشمري.
*********
حمّل الحكومة الاتحادية جزءا كبيرا من مسؤولية تدهور الخدمات الاساسية
جمعة الزيني: الحل ليس بحجب مستحقات البصرة
بل بتفعيل النزاهة ومحاسبة الفاسدين
بغداد – طريق الشعب
حمل عضو مجلس محافظة البصرة، جمعة الزيني، عن الحزب الشيوعي العراقي، الحكومة الاتحادية، جزءا كبيرا من أسباب تدهور الاوضاع الخدمية وتوقف المشاريع الرئيسة في البصرة، رافضا حجب مخصصات المحافظة، بزعم ان الاموال السابقة لم تحقق ما يصبوا اليه البصريون، فيما دعا الحكومة الى محاسبة الفاسدين، بدلا عن معاقبة المواطنين.
مبررات غير صحيحة
وقال الزيني، لـ"طريق الشعب"، ان "الحكومة الاتحادية تتذرع بأنها عملت على صرف مبالغ كبيرة الى محافظة البصرة، وبررت عدم صرف المخصصات المتبقية بدعوى ان الاموال الكبيرة التي صرفت لم تحقق اي منجز واضح لصالح المحافظة"، مبينا ان "مجلس المحافظة يتفق مع الحكومة المركزية على عدم وجود منجز ملموس على ارض الواقع"، الا انه استدرك "ولكن هل الحل الصحيح هو بعدم اعطاء البصرة مستحقاتها المالية في الموازنة التشغيلية؟".
استياء كبير
ورأى الزيني، ان الحل "ليس بسلب البصرة مستحقاتها وانما بمحاسبة الفساد والمفسدين واستبدالهم بعناصر كفوءة والعمل على تفعيل النزاهة والقضاء بالشكل الصحيح للحد من ظاهرة الفساد"، لافتا الى ان "الاوضاع في محافظة البصرة تشكل استياء لدى سكانها بسبب عدم تحقيق اي منجز، وتوقف اغلب المشاريع الخدمية، اضافة الى عدم صرف رواتب الكوادر التعليمية في المحافظة وتوقف برنامج معالجة الامراض السرطانية والمشاريع التي نسبة انجازها تتجاوز 90 في المائة".
وحمل الزيني "الحكومة الاتحادية الجزء الاكبر لعدم انجاز المشاريع بسبب تدخلها في عمل الحكومة المحلية وعدم معالجتها الفساد، اضافة الى سحب جميع التخصيصات والايرادات المتحققة لمحافظة البصرة".
ايقاف الجباية
واوضح عضو مجلس المحافظة، ان "مجلس المحافظة كان في السابق يجبي واحدا في المائة من ايرادات المنافذ الحدودية، يتم توزيعها لإسعاف الدوائر الخدمية كالصحة والتربية والموارد المائية، اضافة الى التصرف بها من اجل ادامة عمل المجلس، ولكن الذي حدث ان الحكومة الاتحادية عملت على ايقاف الجباية، مما تسبب في حدوث شلل تام في عمل المجلس من ناحية عدم القدرة على اصدار قرارات قانونية توفر أموالا له".
24 نقطة
وعن الاجراءات المتخذة من قبل مجلس المحافظة، ازاء اجراءات وتذرعات الحكومة الاتحادية، تجاه محافظة البصرة، قال الزيني، ان "مجلس المحافظة اجتمع مؤخرا مع عدد من اعضاء مجلس النواب، وعملوا على تقديم طلب يتضمن 24 نقطة، للحكومة الاتحادية لحل الاشكاليات، اضافة الى ان المحافظ الجديد كانت له زيارات الى بغداد خرج منها بوعود، تخص اطلاق مخصصات لخدمات البلدية اضافة الى دعم مستشفى الامراض السرطانية بـ 500 مليون".
نتيجة حتمية
من جانبه، قال عضو مجلس المحافظة كريم شواك، لوكالة "السومرية نيوز"، إن "حالة الامتعاض طبيعية جداً ، فهي نتيجة حتمية ومنطقية لتعامل الحكومة المركزية مع محافظة البصرة"، موضحاً أن "الموازنات الانفجارية التي تم تخصيصها للبصرة قبل انخفاض أسعار النفط كانت أكثر أموالها ترجع الى الخزينة العامة لعدم صرفها، وبعد ظهور الأزمة المالية بدأت الحكومة تعتذر عن صرف الأموال للمحافظة بحجة التقشف".
وأشار شواك الى أن "عدم حصول البصرة على حقوقها المالية يتعلق بجوانب عديدة، منها أن البصرة ليست منها قيادات سياسية قريبة من مراكز صنع القرار في بغداد، إذ ليس منها رئيس حزب أو كتلة"، معتبراً أنه "من غير المعقول أو المقبول أن تهب البصرة الدماء والنفط ولا تحصل على شيء، وكيف لا يمتعض الناس وهم يشاهدون الخدمات سيئة للغاية، حتى صارت المستشفيات بلا أدوية وتطلب تبرعات من الناس".
تحركات احتجاجية
وأكد شواك أن "البصريين عندما يطالبون بحقوقهم من حكومتهم المركزية فإنهم يستحضرون في أذهانهم التاريخ، حيث كانت البصرة موجودة في عمق التاريخ كمدينة مزدهرة تنعم بالرخاء الاقتصادي"، عادة أن "حالة الامتعاض ما لم تتداركها الحكومة المركزية فمن المتوقع أن تتطور الى تحركات احتجاجية، وليس من المستبعد أن تظهر توجهات انفصالية في المستقبل".
يشار الى أن محافظ البصرة أسعد العيداني، قال في تصريح صحفي، (28 تشرين الأول 2017) عقب أول اجتماع له مع رئيس الوزراء حيدر العبادي أن الأخير "وافق على صرف أموال لإكمال بناء نحو 50 بناية مدرسية توقف العمل فيها قبل انجازها لأسباب مالية، فضلاً عن صرف أموال لمعالجة مشكلة تنظيف المدينة (مركز المحافظة)، كما وعد رئيس مجلس الوزراء بالسعي الى تمويل مشاريع أخرى متوقفة تتعلق بالبنى التحتية الخدمية".
ص3
تحالف القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) :
لا .. لمشروع تعديل قانون الاحوال الشخصية
حمل تحالف القوى الديمقراطية والمدنية (تقدم)، أعضاء مجلس النواب المسؤولية الاخلاقية والتاريخية، في حال إقرار مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي.
جاء ذلك في بيان ننشر نصه كما يلي:
تواصل القوى المتنفذة محاولاتها دفع الدولة نحو منزلق خطير بعيدا عن مفهوم الدولة المدنية، بسعيها الى تأصيل الفكر الطائفي وتقسيم المجتمع عبر إضعاف الهوية الوطنية الجامعة.
وواضح ان التشبث بالهويات الفرعية الجزئية لا يحقق مبدأ المساواة بين المواطنين أمام القانون، والذي نص عليه الدستور العراقي.
وفي حين ينزعج القابضون على السلطة ويتبرمون عند اتهام الدولة بأنها تنحو منحىً طائفيا، تتوجه احزابهم المذهبية إلى تشكيل كتل وأحزاب تدعي المدنية، وتستمر في محاولاتها تضليل الرأي العام وبشكل خاص البسطاء من أبناء الشعب، وإظهار نفسها بمظهر المدافع عن الدين عبر الغاء او تعطيل جوهر ما جاء في قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 والذي يمثل مصدر فخر للعراقيين وللعقل العراقي المتنور. فهي تكرر طرح مشاريع تتعلق بالأحوال الشخصية، والسعي الى إصدار قوانين مذهبية طائفية تقسيميه بغية تفعيل المادة 41 من الدستور، وهي مادة خلافية.
ان من يدفعون في اتجاه تشريع قوانين تعيد العراق إلى حظيرة البلدان المتخلفة، التي تعيش شعوبها خارج مسارات الإنسانية وهي تنتقل الى مرافئ الحضارة والتقدم وكفاية العدل والحريات، ومنها اتخذت بلدان عديدة مسارها في ميدان حماية المجتمع، وتعزيز تماسكه عبر تشريع قوانين متقدمة للأحوال الشخصية.
ان مشروع التشريع الجديد من شأنه اذا تم إقراره ان يحط من منزلة القضاء العراقي الذي كفل الدستور علويته، لمصلحة سلطات مختلفة جديدة تعطي من لا يملك الأهلية صلاحية تسيير حياة المواطنين، مما يخل باستقلال القضاء المكفول في الدستور.
فهذا المشروع يحوّل جريمة الزواج خارج المحكمة إلى فعل مباح، وقد يتيح اعتماد أنماط من العلاقات يرفضها المجتمع. وهو إضافة إلى كونه لا يساوي بين العراقيين أمام القانون، فإنه يعطل المادة (5) من الدستور التي أعطت السيادة للقانون.
ان أحكام المذاهب ليست قطعية وليست من أحكام الإسلام الثابتة، وهي فقهية اجتهادية متغيرة حتى في المذهب الواحد، علما ان هذه المذاهب تختلف عن بعضها. فما يعد جريمة في نظر مذهب معين، مباح في نظر مذهب آخر. لذلك فإن العقل العراقي المتنور عندما أصدر قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959، أخذ بنظر الاعتبار أفضل ما موجود في الأحكام الشرعية للمذاهب المذكورة، وبما يحقق مصالح المواطنين عموما. وينبغي لهذا القانون بعد ما يزيد على نصف قرن من اصداره، أن يتطور مع تطور المجتمع ووعيه وثقافته، وتواصله مع ما بلغته القوانين الضامنة لحياة الناس ومصالحهم في مجتمعات الرقي والتقدم العلمي والتقني والنزعة الإنسانية.
وسيتحمل أعضاء مجلس النواب المسؤولية الاخلاقية والتاريخية إذا ما حوّلوا هذا المشروع الى قانون، وستظل الأجيال القادمة التي يغدر بها هذا التشريع إذا اقر، تحمل صورة بائسة وشائنة لهم. كما ان أبناء شعبنا الذين تخطوا عقبات الطائفية والتقسيم، سيرفعون أصواتهم رافضين هذا التشريع الجديد، الذي هو حلقة اخرى في مسلسل الاساءة الى الروح الوطنية الموحدة وإضعافها.
******
رابطة المرأة العراقية:
تكريس جديد للتمييز ضد المرأة
بغداد – طريق الشعب
أصدرت رابطة المرأة العراقية بيان رفض لمشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية العراقي، الذي وافق عليه مجلس النواب أخيراً.. وفي ما يلي نص البيان:
في الفترة التي تستوجب تكثيف الجهود ومتطلبات العمل بحرص وأمانة على معالجة كل الثغرات التي تضمنها الدستور العراقي خصوصاً بعد خروجنا من قيد المادة الدستورية 126 والتي كانت تحدد صلاحيات التعديل المحكومة بمرور دورتين انتخابيتين، على إن يأخذ البرلمانيات والبرلمانيون زمام المبادرة.
ونظراً لتطورات الوضع الحالي التي تأملنا فيها المباشرة بتعديل فقرات الدستور العراقي النافذ لسنة 2005 وملاءمة قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 المعدل مع اتفاقية سيداو وإلغاء كافة المواد والتشريعات والممارسات التي تشكل انتهاكا صارخاً وتمييزاً ضد المرأة باتخاذ الإجراءات اللازمة على ضوء توصيات لجنة سيداو التي أكدت على احترام حقوق المرأة، واستنادا إلى المادة 14 من الدستور العراقي والتي نصت على أن (العراقيون متساوون أمام القانون دون تمييز بسبب الجنس .. أو الدين أو المذهب ...) مازال المشرع العراقي بعيداً عن الالتزام بمراعاة الفقرات المذكورة أعلاه مؤكداً إصراره على تمرير مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية بصيغة خالية من ضمانات الحماية الكافية لحقوق المرأة، لا بل يشكل خطراً على صلاحيات القضاء ويتركه أمام فوضى تشريعية.
نحن في رابطة المرأة العراقية نؤكد على عدم المساس بالضمانات التي يوفرها قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 للمرأة العراقية، ونلفت الانتباه الى التزامات العراق الدولية وأهمها اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة ( سيداو ) واتفاقية حقوق الطفل والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
أن مجرد تمرير التعديل وإحداث تغييرات سلبية على روح قانون الأحوال الشخصية هو انتهاك جديد لحقوق المرأة والذي يجعلها عرضة للمزيد من الاستغلال بسبب قوانين جديدة مجحفة بحقها ويعتبر تكريسا جديدا للتمييز ضد المرأة وعدم الاعتراف بمساواتها في الحقوق الإنسانية.
نؤكد نحن النساء العراقيات والرابطيات رفضنا لأي مشروع من شأنه مخالفة الدستور العراقي والمواثيق والاتفاقيات والنصوص الدولية، وندعو إلى إلغاء القوانين التي تشرعن طائفية ومذهبية الأحوال الشخصية والى متابعة إصلاح منظومة التشريعات ومؤسسات إنفاذ القانون على أسس المساواة والعدالة واحترام حرية وكرامة المرأة، والارتقاء بالوعي القانوني في المجتمع عبر شراكة القطاعات المدنية والتربوية والإعلامية وضمان حماية حقوق النساء والفتيات من كل أشكال العنف والتمييز وإتاحة الفرص الكاملة أمامهن ليساهمن بشكلٍ فعال في بناء النظام المدني والديمقراطي وترسيخ قيم المواطنة والسلم الأهلي لتحقيق التنمية المستدامة في عراق خالٍ من العنف والاستغلال.
*********
اتحاد الأدباء يوجه رسالة إلى رئيس الجمهورية
وجه الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، وشخصيات ثقافية، رسالة إلى رئيس الجمهورية بشأن رفض تعديل قانون الأحوال الشخصية.
وجاء في نص الرسالة:
السيد رئيس جمهورية العراق المحترم
بوصفكم راعياً للدستور العراقي، ومؤتمناً على سلامة القوانين الصادرة (باسم الشعب).
نتقدم لكم بأعلى أصواتنا الشاجبة والرافضة موافقة مجلس النواب العراقي المبدئية على تعديل قانون الأحوال الشخصية الظالم والمثير للسخط، وفقراته الخاصة بالتفرقة المذهبية واستباحة القاصرات تحت ما يسمى زواج، وغلّ يد القانون المدني بأهواء تدّعي الالتزام بالشرع والشريعة. وندعوكم إلى مخاطبة مجلس النواب، وضمان عدم المصادقة على هذا التعديل المعوجّ، ونقضه بسلطتكم الرئاسية. ونحن مستعدون بوصفنا قوى ثقافية ومدنية للوقوف بوجه كل ما من شأنه تعكير الصفاء المجتمعي، والضغط عن طريق الكلمة الحرة والنبيلة، والاعتراض السلمي، لدحض هذه المحاولات التي تزرع بذور الإرهاب والترهيب في لبنة المجتمع الندية (المرأة) و(الطفولة).
إن المواطنين باختلاف أعمارهم ورؤاهم أمانة في عنق ذوي الفكر، والسكوت في مواضع خراب الوطن جريمة كبرى. وانطلاقاً من احتجاج الشعب، ندعو الى الغاء كل القوانين التي لا تمثله، وأولها هذا القانون المخالف للطبيعة البشرية، والالتزامات العالمية والإنسانية. ولكم جزيل التقدير.
**********
تنسيقيات قوى التيار الديمقراطي العراقي في الخارج:
التعديلات ستمثل انحطاطاً ملحوظاً في مسيرة حياة العائلة
بغداد – طريق الشعب
أكدت تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج، وقوفها ضد التعديلات اللا مسؤولة وغير الشرعية على قانون الأحوال الشخصية العراقية.
وقالت التنسيقيات في بيان تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، أنه "اجتمع مجلس النواب العراقي يوم 31 -10-2017 ووافق من حيث المبدأ على تعديلات تخص قانون الاحوال الشخصية المقر في 1959، مستندا الى طلب تعديل القانون المقدم في 2016".
وأضاف البيان: إن اهم ما جاء في تعديلات قانون الاحوال الشخصية هو اعطاء رجال الدين الحرية الكاملة بالتصرف في قضايا الاحوال الشخصية وحسب المذاهب التي يعتنقونها بعد ان كانت هذه الامور بيد القضاء العراقي، مشيراً إلى أن "هذا يعني تحجيماً غير مسبوق للقضاء العراقي يؤدي إلى هيمنة رجال الدين ومشايخ المذاهب المختلفة وبالتالي ضياع هيبة الدولة والابتعاد الكلي عن مقومات الدولة المدنية الديمقراطية التي ننشدها لوطننا مع الملايين من بنات وابناء شعبنا، ناهيك عن النقاط المعدلة الاخرى والتي تتعارض مع النظم والتشريعات الدولية كزواج القاصرات على سبيل المثال".
وتابع البيان قائلاً: "تعكس التعديلات الجديدة على القانون الطابع الذكوري الفج لمحتواه والمتمثلة بالتدخل الصارخ في الشؤون الخاصة للعائلة العراقية وتحديد طبيعة حياتها بالشكل الذي يقرره الرجل اولاً وقبل كل شيء، دون مراعاة الحقوق المتبادلة للزوجين، مع اهمال متقصد لدور المرأة في بيت الزوجية المشترك".
وأكد إن "مثل هذه الإجراءات التي ستؤدي، بدون أدنى شك، إلى ارباك العائلة العراقية امام دولة لا دور للقضاء فيها في هذا الشأن المهم في الحياة الاجتماعية لأي مجتمع ينشد التقدم والسير في ركاب الحضارة العالمية".
وقال ايضاً: "إن اقرار هذه التعديلات على قانون الاحوال الشخصية سيمثل انحطاطاً ملحوظاً في مسيرة حياة العائلة التي تشكل الأساس لتكامل اي مجتمع يسعى الى أن يحتضن الأجيال القادمة في دولة مُلزمة بأن تُهيئ اسباب ومستلزمات هذا التكامل الاجتماعي".
وأكدت تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج، وقوفها "بكل قواها ضد هذا القانون وترفض هذه التعديلات اللا مسؤولة وغير الشرعية ايضاً بعد ان جاءت في ظروف عدم اكتمال النصاب للتصويت على القوانين وإقرارها".
وناشدت "مَن يسعى الى أن يتمتع شعبنا بحياة أفضل ومستقبل أكثر امناً واستقراراً ورفاهية لأن يقف معنا في رفض مثل هذه التعديلات على قانون الأحوال الشخصية التي اقرته ثورة الرابع عشر من تموز 1958، وتعامل معه الشعب العراقي طيلة السنين الطويلة الماضية، دون اية مصاعب تُذكر".
*********
ضياع الحقوق المكتسبة جراء مشروع قانون الاحوال الشخصية
هادي عزيز علي
المشروع المزمع تشريعه لقانون الاحوال الشخصية يؤدي الى اهدار حقوق المرأة التي حصلت عليها خلال مدة زمنية تزيد على النصف قرن واصبحت حقوقا مكتسبة, فهذا التعديل يؤدي الى فقدان المرأة حقوقها ويعيدها الى عصر الحريم وهذا هو هدف الدافعين للمشروع من اجل تشريعه مع حماس ملفت لتمريره , ونأتي هنا على اهم الحقوق التي يهدرها المشروع المذكور وعلى الوجه الاتي :
اولا – امتداد الولاية على البنت البالغة الرشيدة البكر
في قانون الاحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 المعدل يعد عقد الزواج عقدا رضائيا المتمثل في ايجاب من احد طرفيه وقبول من الطرف الاخر , وهذا ما تضمنته المادة الرابعة من القانون , اما شروطه القانونية فهي اتحاد مجلس الايجاب والقبول وسماع كل من العاقدين كلام الآخر وشهادة شاهدين متمتعين بالأهلية القانونية , المادة السادسة منه .
اما التعديل المقترح فلا يعتبر عقد الزواج رضائيا , لان البنت البالغة الرشيدة البكر ومهما بلغت من العلم او الرفعة المهنية او الوظيفية فيحق لها ان تتزوج بشرط اذن الاب او الجد لاب في حالة غياب الاب , ان حقها في اختيار شريك حياتها لا يتم الا من خلال الولي عليها المذكورين اعلاه . وهذا يعني ان التعديل يحرمها حرية اختيار شريك الممنوحة لها قانونا فضلا عن كونه يخالف احكام المادة 16 / 1 / ب من اتفاقية سيداو التي منحت نفس الحق في اختيار الزوج , وان لا ينعقد الزواج الا برضاها , وهذا يعني ان التعديل يعامل البنت البالغة الرشيدة معاملة الطفل او فاقد الاهلية من حيث الولاية . وهذا يعني ايضا عدم المساواة بين الرجل والمرأة في ابرام عقد الزواج وبذلك يشكل التعديل مخالفة لأحكام المادة 14 من الدستور التي تنص على : ( العراقيون متساوون امام القانون دون تمييز بسبب الجنس ... ) .
ثانيا – لا ترث الزوجة من زوجها من الاراضي
في مشروع التعديل وحسب احكام المذهب الجعفري فان الزوجة تحرم من ارث زوجها من الاراضي التي يتركها كتركة , خلافا لقانون الاحوال الشخصية الذي منحها حق ارث الاراضي ولتوضيح ذلك نضرب المثال التالي : اذا توفى زوج وترك ارضا مغروسة بالأشجار فان الزوجة ترث في الاشجار فقط ولا ترث حصتها من الارض , ليس هذا فحسب بل ان الورثة يستطيعون ان يقدروا قيمة المغروسات ويعطوها حصتها ويخرجوها من القسام الشرعي , في حين ان الزوج يرث زوجته في جميع ما تترك من اموال منقولة او غير منقولة وهذا تمييز واضح ضد الزوجة لا ينسجم والمادة 14 من الدستور المشار اليها اعلاه .
ثالثا – تهديد حضانة الام لأطفالها
في قانون الاحوال الشخصية : الام أحق بتربية وحضانة ولدها حال قيام الزوجية او بعد الفرقة ... المادة 57 من القانون , واستنادا لهذا النص فقد استقرت احكام محكمة التمييز على ان الام هي الاصلح لحضانة الاطفال ما دامت محتفظة بشروط الحضانة حال قيام الزوجية او بعد الفرقة , ولما كانت الحضانة تدور وجودا وعدما مع مصلحة المحضون فان الاستقرار القضائي المستند الى حكم الفقرة 2 من المادة 57 من قانون الاحوال الشخصية استقر على عدم سقوط حضانة الام بالطلاق من زوجها وان تزوجت من الغير بعد الطلاق . إلا ان مشروع التعديل وحسب الآراء الفقهية يجعل المحضون نهبا بين الاب والجد لاب او الجدة لاب , مما يؤثر سلبا على سلوك المحضون وتربيته واستقراره النفسي فضلا عن حرمانه من الارتواء من حنان الام .
رابعا – بموجب التعديل فان عقد الزواج مجرد عقد استمتاع
عرف قانون الاحوال الشخصية عقد الزواج بأنه : ( عقد بين رجل وأمرة تحل له شرعا غايته انشاء رابطة للحياة المشتركة والنسل ) . المادة الثالثة منه , أما في كردستان فقد ذهب الى تعريف افضل عندما عرف عقد الزواج بأنه : ( عقد تراضي بين رجل وامرأة يحل به كل منهما للآخر شرعا غايته تكوين اسرة على اسس المودة والرحمة والمسؤولية المشتركة طبقا لأحكام هذا القانون ) . فهذا التعريف والذي قبله يؤكدان على ان عقد الزواج هو عقد رضائي من اهدافه تأسيس الاسرة وهي االخلية التي يتأسس عليها المجتمع , في حين ان مذاهب الفقه الاسلامي وعلى تعدد مذاهبه يعرف عقد الزواج بانه عقد استمتاع اي انه يحصر وظيفته في الفعل الجنسي ويؤكد مشروع قانون الاحوال الشخصية الجعفري السابق لهذا التعديل وفي المادة 101 من ذلك المشروع ( مشروع الفضيلة ) على ان : ( حق الزوج على الزوجة امران الاول ان تمكنه من نفسها للمقاربة ولغيرها من الاستمتاعات الاخرى الثابتة له بموجب العقد في اي وقت يشاء ... ولا تفعل اي فعل ينافي حقه في الاستمتاع ) . وهكذا يحيلنا التعديل الى الرؤية الذكورية السائدة في العصور الغابرة مشرعنا لدونية المرأة واذلالها .
خامسا – حرمة الزواج من غير المسلمة
تذهب بعض الآراء في الفقه الجعفري الى حرمة زواج المسلم من غير المسلمة , اي حرمة زواج المسلم من المسيحية على سبيل المثال وهذا ما نص عليه مشروع قانون الاحوال الشخصية الجعفري المقدم من قبل حزب الفضيلة اذ نصت المادة 63 منه على : ( لا يصح نكاح المسلم نكاحا دائميا من غير المسلمة مطلقا ... ) , وهذا التوجه يخالف احكام المادة السابعة عشرة من قانون الاحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 المعدل التي تنص على : ( يصح للمسلم ان يتزوج من كتابية ... ) , اذ وبموجب هذا النص فقد استقرت الاحكام القضائية لمحكمة التميز على تطبيق هذا النص ولمدة تزيد على النصف قرن , فضلا عن الكثير من الفقهاء المسلمين يجيز ذلك الزواج لا بل ان جانبا من الفقه الجعفري في لبنان يجيز ذلك خاصة في كتابات محمد جواد مغنية والراحل محمد حسين فضل الله , كما لا يغيب عن البال ان الرسول الكريم قد تزوج بماريا القبطية , وما وظيفة هذا النص المشار اليه اعلاه الا تأكيد للطائفية ومغادرة المواطنة لصالح الهوية الجزئية .
سادسا – الاقرار بالنسب لمجهول النسب
نظم قانون الاحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 في الفصل الاول من الباب السادس احكام الاقرار بالنسب لمجهول النسب اذ نصت المادة الثانية والخمسون على : ( الاقرار بالبنوة - ولو في مرض الموت – لمجهول النسب يثبت به نسب المقر له اذا كان يولد مثله لمثله ) , كما ان قانون رعاية الاحداث رقم 76 لسنة 1983 قد نص في الفصل الخامس منه على : ( للزوجين ان يتقدما بطلب مشترك لضم صغير يتيم الابوين او مجهول النسب اليهما وعلى محكمة الاحداث قبل ان تصدر قرارها بالضم ان تتحقق من ان طالبي الضم عراقيان ومعروفان بحسن السيرة وعاقلان وسالمان من الامراض المعدية وقادران على اعالة الصغير وتربيته وان يتوفر فيهما حسن النية ) . وقد لاحظنا انا جانبا من الفقه الجعفري يمنع هذا الضم او الاقرار بالنسب لمجهول النسب على اعتبار انه ( تبني) خلافا لما استقرت عليه التشريعات العراقية والتطبيقات القضائية وهو استهداف واضح للطفولة المتوجه الى منع هذه الفئة منهم من ايجاد مكان آمن . هذا مع العلم ان هناك اختلافا واضحا بين التبني والاقرار بالنسب لمجهول النسب .
سابعا - الغاء التفريق القضائي
اعتمد الفصل الثاني من الباب الرابع من قانون الاحوال الشخصية الوارد تحت عنوان التفريق القضائي وهو الذي نص على : ( لكل من الزوجين طلب التفريق عند توافر شروطه وهي الاضرار من احد الزوجين بحق الزوج الاخر او حق الزوجة بطلب التفريق اذا حكم على زوجها بعقوبة مقيدة للحرية او اذا هجر الزوج زوجته سنتين فاكثر او اذا لم يطلب الزوج زوجته غير المدخول بها للزفاف لمدة سنتين من تاريخ العقد وسواها من الاسباب الاخرى , اذ ان المشرع اعطى الحق للزوجة في طلب التفريق للأسباب المذكورة وهي مبادرة من المشرع لفرض التوازن مع حق الزوج في الطلاق , اذ ان هذا الحق سوف يلغى لان المذهب الجعفري لا يقر بالتفريق من الوجهة الفقهية وبذلك تفقد الزوجة واحدا من اهم الحقوق الواردة في القانون .
ثامنا – لا تعويض للزوجة عن الطلاق التعسفي ولا حق لها في السكن بعد الطلاق
للزوجة بموجب قانون الاحوال الشخصية ان تحصل على تعويض اذا طلقت من قبل زوجها بشكل متعسف كما ان للزوجة المطلقة ان تسكن في دار الزوجية بعد الطلاق بدلا من أن تتشرد بعد وقوع الطلاق وهما من الحقوق المكتسبة للزوجة كجبر للضرر الذي تعرضت اليه جراء تصرف الزوج , فبموجب المشروع المقترح لا تعويض للمطلقة وان وقع الطلاق بشكل متعسف لان المبدأ الفقهي هنا ينص على ( الجواز الشرعي ينافي الضمان ) والطلاق بالنسبة لهم حق شرعي للزوج , وذات التبرير ينسحب على سكن المطلقة .
تاسعا – حصة الزوجة من تركة زوجها في دار السكن
اذا توفى الزوج وليس له ورثة سوى زوجته وكانت تركته دار السكن فقط فحسب الاحكام الشرعية تأخذ الزوجة فرضها من الارث والباقي يذهب الى بيت المال الذي هو امانة بغداد او المحافظات الا ان القرار رقم 1170 لسنة 1977 نص على ان الزوجة ترث الدار كاملة اذا كانت دار السكن هي التركة الوحيدة لزوجها المتوفى , وبموجب المشروع يلغى هذا القرار ويعود بيت المال شريكا للزوجة في ملكية دار السكن لان هذا ما تقضي به المذاهب الاسلامية اذ يستحوذ بيت المال على حصة الاسد في تلك الدار.
ص4
هبوط اول طائرة يونانية في مطار بغداد بعد انقطاع طويل
بغداد - وكالات
أعلن وزير النقل كاظم الحمامي، أمس، عن هبوط اول طائرة يونانية على مطار بغداد بعد انقطاع لفترة طويلة، مشيراً الى أن هبوط هذه الطائرة هو استئناف للرحلات بين البلدين بعد توقيع الاتفاقية الجوية بينهما الاسبوع الماضي.
وقال الحمامي في بيان صحفي، إن "مطار بغداد شهد في الساعات الاولى من، صباح اليوم، هبوط اول طائرة يونانية"، مبينا ان "هذه هي اول طائرة من الاتحاد الأوربي تحط على ارض الرافدين بعد انقطاع طويل".
وأضاف الحمامي أن "الطائرة تابعة الى شركة أير مدتيريان"، لافتاً الى أن "هذه الطائرة هي بداية لاستئناف الرحلات من اليونان في اتجاه بغداد، وافتتاح الخط بين البلدين بعد توقيع الاتفاقية الجوية بينهما".
**********
سومو: أنبوب تصدير النفط العراقي الأردني عبر ميناء العقبة قيد الإحالة
بغداد - وكالات
أكدت شركة تسويق النفط "سومو"، أمس، أن أنبوب تصدير النفط العراقي الأردني عبر ميناء العقبة قيد الإحالة على الشركات، فيما أشارت إلى أن الأنبوب العراقي السعودي القديم متهالك وغير قابل للاستخدام. وقال مدير الشركة علاء الموسوي في حديث صحفي، إن "الأنبوب العراقي الأردني لتصدير النفط عبر ميناء العقبة هو قيد التنفيذ ووصلنا إلى مراحل متقدمة جدا فيه". وأضاف الموسوي أن "الأنبوب في الجانب العراقي قيد الإحالة على الشركات العالمية للبدء بتنفيذه، في حين أن الأنبوب في الجانب الأردني تم تحديد الشركة للقيام بعملية التنفيذ". وأشار الموسوي إلى أن "الأنبوب العراقي السعودي القديم الذي يصل إلى البحر الأحمر تم استخدامه لأغراض أخرى ومتهالك، وان المعلومات الأولية التي وصلتنا تفيد بأنه غير قابل للاستخدام ويحتاج إلى إنفاق كبير لإعادته وإلى اتفاقيات جديدة". وكان الأردن والعراق وقعا في التاسع من نيسان 2013، اتفاقية إطار لمد أنبوب يبلغ طوله 1700 كلم لنقل النفط العراقي الخام من البصرة إلى مرافئ التصدير في العقبة، بكلفة تقارب نحو 18 مليار دولار وسعة مليون برميل يوميا.
**********
خفض انتاج النفط عالمياً وارتفاع أسعاره
يدعمان إيرادات العراق
بغداد – نورس حسن
يرى الخبراء والمختصون في الشؤون النفطية ان ارتفاع اسعار النفط، التي جاءت بناء على قرارات اوبك الاخيرة بتخفيض الانتاج، يؤدي الى دعم الميزانية العراقية التي تعاني من عجز قد يصل الى 25 في المائة، مبينين ان هذا العجز قد يتقلص الى النصف، وموضحين انه في حال بيع برميل النفط بسعر 60 دولارا سيدعم الميزانية العراقية بقرابة 10 مليارات دولار سنويا.
الخبير في الشؤون النفطية، حمزة الجواهري، قال "ان قرار اوبك بتقليل الانتاج يدعم جزءاً كبيراً من الميزانية العراقية، بحكم ان العراق بلد ريعي، تعتمد ميزانيته على العائدات النفطية بنسبة 95 في المائة"، وفيما اوضح ان "ارتفاع دولار واحد لسعر النفط، يؤدي الى زيادة كبيرة في الميزانية العراقية"، وبين انه "في حال ارتفاع سعر النفط من 50 الى 60 دولار، ستكون الزيادة في حدود 10 مليارات دولار سنويا للعراق، وبالتالي اي زيادة ستنعكس ايجابا على الوضع الاقتصادي".
هذا ويرى الجواهري ان قرارات اوبك النفطية بتقليل الانتاج تصب في مصلحة العراق من ناحية تقليل العجز في ميزانيته الى النصف او أكثر من ذلك.
واضاف لـ"طريق الشعب" ان "السعر الذي تم افتراضه في الميزانية لحساب العائدات النفطية 43 دولار للبرميل، ولكن في الحقيقة ان العراق يبيع بـ53 دولار"، موضحا اي بمعنى ان "هناك فرق 10 دولارات بين السعر الافتراضي والسعر الحقيقي".
من جانبه اوضح عضو لجنة النفط والطاقة البرلمانية، عزيز كاظم ان "اسعار النفط تتراوح اليوم بين 50 و60 دولارا للبرميل"، مضيفا ان "هناك مخاوف قد تحدث بسبب الحروب تؤدي الى الاضطراب في الانتاج النفطي".
وتابع، ان "المباع شهريا من النفط العراقي في حدود 90 الى 100 مليون برميل، ففي حالة بيع النفط حسب اسعار اوبك، سيصل سعر برميل النفط الى 55 دولارا".
اما بخصوص تأثير ارتفاع اسعار النفط على الميزانية العراقية فقد بيّن عزيز كاظم لـ" طريق الشعب" ان" الميزانية العراقية مرت بمشاكل عديدة، منها قضية حرب داعش التي أدت الى حاجتنا الكبيرة إلى الأموال من اجل شراء الاسلحة والمعدات وغيرها من الامور الكثير، وهذا اجبرنا على الاقتراض من احتياطي البنك المركزي".
لافتا الى ان "خفض الانتاج النفطي عالمياً وارتفاع الاسعار له تأثير كبير على الميزانية العراقية، ولكن مع هذا هناك عجز يصل الى نسبة 25 في المائة"، وضاف "في حالة تصديرنا يوميا 4 مليون برميل بسعر 60 دولارا للبرميل، يكون المردود كبيرا للميزانية العراقية، فبدلا من ان يكون العجز 25 في المائة قد يصل الى 20 في المائة او اقل من ذلك".
واوضح كاظم ان "الايرادات النفطية تعتمد على المباع شهريا من النفط والتي هي بحدود 90 الى 100 مليون برميل".
وفي تصريح آخر لـ "طريق الشعب" اوضح المتحدث الرسمي لوزارة النفط، عاصم جهاد، انه بسبب اتفاق الدول المنتجة للنفط - سواء كانت دول داخل اوبك او خارجه- جاء قرار اوبك بتخفيض الانتاج النفطي بنسب معينة.
مبينا ان "نسبة التخفيض التي لحقت العراق بحدود 210 الف برميل في اليوم، و العراق ملتزم بها، وان معدل الصادرات النفطية العراقية تتجاوز 3 مليون و200 الف برميل في اليوم".
وقال ان "الالتزام بخطوات قرار اوبك مهم، وتصب في مصلحة الدول المنتجة، ومنها العراق، التي خسرت خلال الفترات الماضية بسبب انخفاض الاسعار النفطية".
وذكر جهاد، ان "الالتزام بهذه القرارات يؤدي الى دعم الاقتصاد والسيطرة على نسبة المخزون النفطي، اضافة الى خلق نوع من التوازن بين العرض والطلب، وبالتالي هذه القرارات مهمة لنجاح الدول المنتجة للنفط".
وفي ما يخص توقعات تمديد الاتفاق الذي قادته اوبك لخفض الانتاج، بيّن جهاد في حديثه، انه من المقرر ان تعقد دول اوبك اجتماعا قبل نهاية المدة في شهر آذار، من اجل التباحث في هذا الموضوع، وان هناك توقعات لتمديد الاتفاق لستة اشهر اخرى".
**********
ضعف الطلب الأمريكي على خام البصرة يلتهم علاوة النفط العراقي
بغداد - وكالات
أفادت وكالة أنباء "رويترز" نقلا عن مصادر تجارية، إنه جرى بيع خام البصرة في تشرين الثاني بأكبر خصم عن الأسعار الرسمية خلال أكثر من عام، مع مواجهة الشحنات التي تراكمت بعد أن ضربت أعاصير ساحل خليج المكسيك بالولايات المتحدة منافسة من الخام المكسيكي.
وقد يعوق تراجع الطلب الأمريكي على النفط العراقي جهود ثاني أكبر منتج في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الرامية إلى زيادة الصادرات من ميناء البصرة لتعويض الانخفاض في كركوك واقليم كردستان.
وتراكمت شحنات خام البصرة بعد أن عطلت أربعة أعاصير وصول الشحنات إلى خليج المكسيك في الولايات المتحدة في الفترة بين آب تشرين الأول.
وأظهرت بيانات متوفرة لرويترز أن أكثر من 22 مليون برميل من خام البصرة كان من المقرر أن تصل إلى الولايات المتحدة في كل من تشرين الأول وتشرين الثاني، وهي أعلى كميات شهرية منذ بدء تتبع البيانات في 2015.
لكن تاجرا في سنغافورة قال إن بعض الشحنات تظل غير مباعة في الوقت الذي يلبي فيه الخام المكسيكي بعض الطلب الأمريكي.
وأظهرت بيانات أن واردات الولايات المتحدة من الخام المكسيكي بلغت أعلى مستوى في أربعة أشهر عند 21.3 مليون برميل في تشرين الأول بعد أن تسببت زلازل وعاصفة في إغلاق أكبر مصفاة في المكسيك معظم الشهر.
وقال تاجر "تسببت الأعاصير في تراكم فائض بخام البصرة بينما جرى بيع المزيد من النفط المكسيكي إلى الولايات المتحدة".
**********
الايعاز بإنجاز طريق استراتيجي بطول 80 كم بين ثلاث محافظات
بغداد - طريق الشعب
أوعز وزير النفط جبار علي اللعيبي، أمس، للملاكات الفنية والهندسية في شركة توزيع المنتجات النفطية وتشكيلات الوزارة الأخرى بتنفيذ مشروع طريق إستراتيجي يربط بين محافظات كربلاء والنجف وبابل بطول 80 كم.
وقال اللعيبي في بيان صحفي، إنه أوعز إلى "شركات الوزارة بالمباشرة بتنفيذ وانجاز الطريق الإستراتيجي الذي يربط عدداً من محافظات الفرات الأوسط وبطول 80 كيلومتر، وبالتعاون مع الحكومة المحلية في المحافظة، لما يمثله من أهمية كبيرة في تحقيق انسيابية عالية في حركة المواطنين والمركبات بين المحافظة والمدن المجاورة".
وأضاف أنه أوعز أيضا "بتنفيذ مجمع سكني للعاملين قرب مستودع المسيب الجديد والإسراع في الانتهاء من مشروع الخزانات الكروية للغاز السائل".
من جانبه، قال مدير عام شركة توزيع المنتجات النفطية كاظم مسير، وفقا للبيان، إن "الوزارة وتنفيذا لتوجيهات الوزير، وبالتنسيق مع الحكومة المحلية لمحافظة كربلاء المقدسة، ستقوم بتأمين المواد الأولية اللازمة لإعادة تأهيل الطريق الإستراتيجي الذي يعد مهما لنقل المنتجات النفطية بين محافظات (بابل - كربلاء - النجف - الديوانية)"، مشيرا إلى أن "أعمال إعادة التأهيل ستكون من مهام بلدية كربلاء".
وتابع مسير أن "الوزير أوعز كذلك ببناء وتشييد مجمع سكني للعاملين في الشركة في محافظة كربلاء بواقع (50) وحدة سكنية، لتامين السكن المناسب لهم والتقليل من معاناتهم".
*********
الرافدين يعلن شرطه لمنح المتقاعدين سلفة 3 ملايين دينار
بغداد - وكالات
اعلن مصرف الرافدين، أمس، عن وضعه شرطا لمنح المتقاعدين سلفة الثلاثة ملايين دينار.
وقال المكتب الإعلامي للمصرف في بيان صحفي، ان "المصرف اشترط في منح سلف المتقاعدين ان يتم تزويد المتقاعد بتأييد من الفرع الذي كان يتسلم منه الراتب التقاعدي يُبين فيه عدم استلامه سلفة في حال منحه سلفة اخرى". واضاف المكتب ان "مدة تسديد السلفة تصل الى ثلاث سنوات". واعلن مصرف الرافدين، في 23 تشرين الاول الماضي، عن إطلاق سلف المتقاعدين والبالغة ثلاثة ملايين دينار عبر فروعه في بغداد والمحافظات. وباشر مصرف الرافدين خلال العام الماضي بمنح قروضاً وسلفاً للموظفين واصحاب الفنادق واصحاب المهن الصحية، بمبالغ تتراوح بين 10 الى 50 مليون دينار.
****
دجلة والفرات مهددان بفقدان 60 في المائة من مياههما
العراق بلا ضمانات لحصصه المائية بسبب مواقف تركيا وايران
بغداد - وكالات
فشلت الدبلوماسية العراقية حتى الآن في الحصول على اتفاق يضمن حصته المائية من دول الجوار، ليبقى العراق في مواجهة مستمرة مع خطر فقدانه 60 في المائة من مياه نهري دجلة والفرات. ويجبره أيضاً على التعاطي بإيجابية مع دول المنبع تركيا وإيران، والتعامل بحذر مع سياستهما المائية الداخلية، خصوصاً بعد اندلاع عشرات المواجهات بين عشائر جنوب العراق، بسبب شحّ المياه وتقليص الحصص المخصصة للزراعة، وتضرر المساحات الصالحة للزراعة.
ويشترك العراق وتركيا في نهرين كبيرين هما دجلة والفرات، ويمرّان بمسافة قصيرة داخل الأراضي السورية أيضاً. ويعتمد نهر دجلة في شكل كبير على منابع تركيا، فيما تغذي أنهر عراقية فرعية دجلة بما نسبته 42 في المائة من مياهه. وتأتي البقية من تركيا وإيران التي تشترك هي الأخرى بأكثر من 41 نهراً فرعياً تنبع من إيران وتصب في العراق. عملت إيران على قطع النسبة الأكبر منها، ببناء سدود عليها، ما تسبب بقلة واردات دجلة وتعرض مدن عراقية تمرّ عبرها، للجفاف.
وقبل عقدين، كانت إيرادات نهر دجلة تفوق 50 بليون متر مكعب سنوياً، وتراجعت في الفترة الأخيرة إلى ما دون 7 بلايين متر مكعب سنوياً. فيما كانت إيرادات نهر الفرات ألف متر مكعب في الثانية، وتصل حالياً إلى 180 متراً مكعباً في الثانية.
وأكدت نائب رئيس لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية نورة البجاري في حديث إلى صحيفة "الحياة"، أن السفير التركي في بغداد "رفض خلال اجتماعات اللجنة المتكررة معه قيام الجانب العراقي سواء الحكومة أو البرلمان، بتضمين الاتفاقات ومذكرات التفاهم بنوداً تتعلق بالحصص المائية". واعتبرت أن السفير "كان يحاول فصل ملف المياه عن أي اتفاق اقتصادي أو تجاري بين البلدين، وكأنه يريد إيصال رسالة تفيد بأن تركيا ترفض أي الزام يحدد حصة مائية". وقالت: "بدأت تركيا ومنذ عقود تنفيذ أكبر السدود المائية على نهري دجلة والفرات، ما ينذر بخطر كبير على وجود الدولة العراقية ككل، كون الموضوع يتعلق بحياة شعب كامل وأمنه الغذائي وحضارته، التي كانت ولا تزال تُعرف بحضارة وادي الرافدين".
ولم تستبعد البجاري، أن "يكون سبب الصراع الإقليمي المقبل حول المياه وحتى الصراع العراقي – العراقي، إذ تتجدد كثيراً المواجهات بين عشائر الجنوب خصوصاً بين محافظات واسط وذي قار وميسان والبصرة وحتى الفرات الأوسط حول الحصص المائية". وكشفت أن مساحات الأراضي المزروعة "تراجعت أضعافاً كثيرة خلال السنوات الماضية، نتيجة شح الأمطار وخفض إطلاقات النهرين، من قبل تركيا وإيران".
وزير الموارد المائية السابق عبد اللطيف جمال رشيد، يرى أن "المياه تضطلع بدور أساس في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في أنحاء العالم، وكذلك الحال في العراق، حيث نشأت الحضارات السومرية والبابلية والآشورية الأولى على ضفاف نهري دجلة والفرات قبل آلاف السنين، ورافق تلك الحضارات إنشاء أولى المنشآت الهيدروليكية والسدود وقنوات الري وسن القوانين التي تنظم استخدام مياه الأنهر".
وأوضح أن "سياسة التخبط التي انتهجها النظام السابق والدخول في صراعات داخلية وحروب إقليمية ودولية والحصار الاقتصادي، فضلاً عن عدم تخصيص المبالغ اللازمة لاعمار البنى التحتية وتنفيذ المشاريع التنموية وغياب الاستراتيجيات الواضحة للنهوض بالواقع الاقتصادي والتنموي، عوامل أدت إلى تردٍ كبير في هذا القطاع، وكان معظم المشاريع الاستراتيجية الضخمة بدوافع سياسية أكثر من كونها حلولاً فنية".
ولفت رشيد إلى أن عدم تطبيق الطرق التكنولوجية الحديثة في إدارة الموارد المائية في وزارة الري سابقاً، أفضى إلى تخلفها عن التطور العالمي بعقود، وبالتالي ورثنا تركة ثقيلة من التخلف والإهمال في إدارة الموارد المائية". وأكد أن هذا الأمر "يحتاج إلى فترة زمنية طويلة وتخصيص مبالغ كافية من الموازنة الاستثمارية للدولة، للنهوض بهذا القطاع الحيوي المهم".
ص5
الفيلم التسجيلي – واقعية بلا ضفاف
صدر اخيراً عن وزارة الثقافة الفلسطينية كتاب جديد للمخرج السينمائي قيس الزبيدي يحمل عنوان:" الفيلم التسجيلي – واقعية بلا ضفاف ".
على صفحة الغلاف الاخير للكتاب نقرأ مقدمة كتبها وزير الثقافة الفلسطيني د. ايهاب بسيسو جاء فيها: "الفنان العراقي قيس الزبيدي ارتبط اسمه بالسينما الفلسطينية، حتى اصبحت هاجسه واصبحت واقع حكايته من خلال ما يقوم به من تسجيل للوقائع المتخيلة وللواقع الحقيقي. وبين دفتي هذا الكتاب تتعالق الاسئلة مع اجوبتها في اسلوب فني يستدرج القارئ، ليرى في عينيه معنى واهمية تفاصيل الفيلم والسينما التسجيلية التي يعتبر الفنان الزبيدي احد اعلامها".
*****
في المقهى الثقافي العراقي في لندن
عرض ثلاثي الأبعاد لعشر مدن تاريخية
من بلاد الرافدين
لندن - طريق الشعب « خاص»
في يوم الجمعة السابع والعشرين من تشرين الأول كان الجمهور يترقب مشاهدة أمسية غير تقليدية حيث وعده اعلان المقهى الثقافي العراقي انه سيعرض فيها بتقنية الأبعاد الثلاثية تصورات الفنان والمهندس العراقي قيس يعقوب اسحق لعشر مدن تاريخية من بلاد ما بين النهرين.
ولكن تعذر حضور الضيف المحاضر من باريس، فقدم للأمسية السينمائي علي رفيق وقال انه جهز لجانب من مقابلة للفنان قيس أجرتها معه فضائية «العراقية» في وقت سابق، ويقدم فيها الفنان نفسه ومشروعه ، وفعلا تم عرضها على الشاشة الكبيرة وتضمنت أبرز المحطات في سيرته الذاتية والابداعية، بدءا من ولادة الفنان قيس يعقوب اسحاق في مدينة الموصل عام 1950، ودخوله كلية الهندسة التكنولوجية /جامعة بغداد وغيرها، وقد أضافت هذه الدراسة المهنية والتقنية الى موهبته في الرسم ، أبعادا علمية جعلت منه فنانا متكاملا، ومع شغفه وحبه للتراث والمعمار ،كان قيس يعقوب ينمي مهاراته الفنية.
وأضاف التقرير الذي تابعه جمهور الأمسية على الشاشة: «عمل قيس يعقوب في وقت مبكر من حياته رساما في «مجلتي» و»المزمار» المخصصتين للأطفال. وبعد ذلك انتقل الى العمل ضمن كادر مجلة «علوم وتكنولوجيا « وهي مجلة مخصصة للأطفال أيضا، ثم عمل في مجلة «تقنية المستقبل» المخصصة لليافعين. وخلال السنوات الأخيرة وجد قيس طريقا آخر للتعبير، حيث وجد في برامج تقنيات ثلاثية الأبعاد ضالته في التعبير، خصوصا بعد ان تعرضت المواقع التراثية والآثارية الى التخريب في اكثر من حالة ومرحلة، فانطلق ليعيد بناء التراث العراقي افتراضيا ، من خلال تصاميم حركية لتلك المواقع والآثار والأطلال».
عرفنا من خلال مقدم الندوة علي رفيق ان الفنان والمهندس يعقوب يقيم الان في العاصمة الفرنسية باريس، ويعكف على استكمال مشروعه في بناء المدن القديمة والحارات والمناطق البغدادية ومدن عراقية أخرى.
ووزع المقهى على جمهور الأمسية ورقة مطبوعة تعرف بالفنان الضيف جاء فيها انه: يهتم الفنان والمهندس قيس يعقوب في الوقت الحاضر بالتراث وحضارة بلاد وادي الرافدين ويعيد بناء معالمها ومدنها في أعمال ثلاثية الأبعاد ويستخدم في تنفيذها عدة برامجيات حديثة.
ويقول قيس مخاطبا الحضور عبر الشاشة: «أنا بدأت بهذا المشروع، لأنه من النادر الدخول اليه والاشتغال عليه، لأنه يحتاج الى فريق عمل ..ولأن لديّ إلماما بالرسم وبالنحت وبالتصوير وبالبرامجيات الحديثة وكأنني خمسة أشخاص في واحد. وبقدرتي على السيطرة والتحكم بعملي بحاسبة واحدة وبجلسة واحدة.. ومشروعي هو المساهمة في بناء العراق الحضاري افتراضيا، عبر تقنية ثلاثية الأبعاد». وأضاف انه قدم تصوراته للمدن القديمة اعتمادا على «المخطوطات الآثارية والكتابات على الرقم الطينية وكل ما أصل اليه من الوثائق التي تم العثور عليها ، مع العمل وفق نظريات هندسية، لأن المشكلة هي ان آثارنا تختلف عن حضارات أخرى كالمصرية مثلا التي اعتمدت على الحجر والتي بقيت صامدة على مر العصور، بينما آثارنا تعتمد على الطين والطابوق المفخور بالشمس فلم تصمد.. وحتى كتب التاريخ التي درسناها لم تحو على صور توضيحية مما تجعل من الصعوبة على الطفل ان يستوعب المادة.. فهو يحتاج الى صورة حمورابي مثلا لتترسخ في ذهنه أعمال هذه الشخصية».
وأكد الفنان التشكيلي قيس يعقوب ان ما ينطبق على التاريخ القديم ينطبق تماما على التاريخ القريب، وخاصة بعد أن تعرضت كثير من حاضراتنا مدننا الى التخريب المتعمد فمثلا الموصل «عوجاتها» أي أزقتها، التي ولدت فيها، جسدتها بشكل جميل وتنقلت فيها وكأنني سائح أحمل بيدي كاميرا وألتقط لها صورا الى ما لا نهاية وبزمن مفتوح وبفضل البرامجيات الإلكترونية التي تتيح لي تنفيذ ذلك». وأكد ان مثل هذا العمل يتطلب « فريق عمل متخصص، يتعاون معي، وينبغي توفير كافة أدوات التنفيذ، وحتى الى متخصص يضع لهذه الأعمال الموسيقى المناسبة، والى جميع الاختصاصات السينمائية التي تتطلبها افلام ذات الأبعاد الثلاثية.. يصعب عليّ تحقيق كل ذلك لوحدي.. ثلاث جهات ينبغي ان تشترك في هذا المشروع هي التربية والثقافة والمتاحف.. فمثلا على المتحف العراقي ان ينشئ قسما خاصا للعرض السينمائي للمدن القديمة وعمل بوسترات وأطالس وبروشورات مطبوعة بشكل أنيق وتصاميم جميلة تفيد تعريف السواح بحضارتنا قبل مشاهدة المواقع الآثارية أو اللقى التاريخية ، فهذه وسائل تغني تصوراتهم وتخيلاتهم قبل تجوالهم بين الأطلال على ارض الواقع».
بعد هذه المقدمة التعريفية بشخص وأبداع التشكيلي قيس دعا مدير الأمسية الحضور الى مشاهدة العرض ثلاثي الأبعاد والذي نوه عنه الفنان علي رفيق انها جهود فردية للفنان المهندس قيس وهي «نماذج» لمدن وادي الرافدين لفترات ما قبل الميلاد وهي: أوروك، نيبور «نفر»، بابل، خفاجة، شادوبوم «تل حرمل»، نينوى، خرسباد، آشور، نمرود.. وأكد على أن ما يطرحه قيس من أنه ليس آثاريا انما يعتمد في تصاميمه على ما يتوفر من مصادر ووثائق وتحقيقات آثارية.. وأن الفنان يعمل على انجاز اعمال لكل مدينة على حدة لتغطية جميع المدن السومرية والأكدية والبابلية والآشورية.
تابع الحضور العرض باهتمام بالغ وكان العرض يبث على الهواء بواسطة الفيسبوك عبر حساب صديق المقهى سمير طبلة وعلمنا ان أكثر من ثلاثة آلاف مشاهد كانوا يتابعون الأمسية في مختلف بقاع العالم.
وحسب برنامج الأمسية الذي أعده المقهى كان المعماري نعمان منى قد هيأ مداخلة بعنوان «وقفة عند تأملات قيس يعقوب أسحاق» استهلها بنبذة تاريخية عن ظهور العمارة وتنوعها بتنوع حضارة وادي الرافدين من سومرية الى اكدية الى بابلية الى آشورية الى رجوع الى البابلية وبعد سقوط بابل وظهور دويلات مستقلة مثل الساسانية في المدائن والحضر في الشمال والمناذرة في الحيرة. ثم انتقل الى مناقشة اعمال الفنان فقال: «ليس فقط قيس انما جل الآثاريين طرحوا تأملات، لأن المعلومات عن كيفية بناء المدينة السومرية او الآشورية او البابلية هي شحيحة جدا، وأول مرة تذكر بالكتب او الرقم الطينية في الكتابات المسمارية عن تخطيط وبناء المدينة كانت في ملحمة «كلكامش» التي تم التحدث بها عن بناء السور.»
بهذا أكد «منى» ان المعطيات بقيت معتمدة على الاجتهادات لتحديد الشكل المعماري، واكبر مثال على ذلك تصورات عن صرحين مهمين هما الجنائن المعلقة وبرج بابل اللذين تم تخطيطهما ورسمهما من قبل آثاريين وفنانين بأشكال مختلفة بناء على وصفهما من الإغريق والتوراة ايضا. وما قام به الفنان قيس يضاف الى ما قام به في انجاز عمله هو من ضمن استلهامات ما قام به الآخرون في تقديم تصوراتهم لتلك المدن.
وواصل المعماري نعمان منى مداخلته قائلا:» انا سأناقش المادة المعروضة من نقطتين الأولى جانب التخطيط المعماري والحضري لما طرحه قيس والجانب الثاني هو الانتاج الفني وهل افلح في اخراج الفكرة التي نتوقعها او نتمناها .. لنعطي شكل العمارة آنذاك علينا العودة الى ما تبقى من أبنية تلك المدن وصخورها وتماثيلها وزخرفتها ورسومها والكتابات عنها .هناك تفاصيل معمارية كقضايا الدفاع او ما يطلق عليها المسننات في أعلى الجدران «. واضاف:» ان ما طرحه قيس نرى في أور تلك المسننات لكن في تل حرمل غابت هذه المسننات، وأجد صعوبة في تقبل وجود سور يخلو من المسننات ..وهذا ينطبق على نمرود.. وايضا توقفت عند بعض التفاصيل المعمارية التي وجدت صعوبة في تقبلها هو ما شاهدته في تصميم تل حرمل حيث البناية فيها تشبه اي بناية حديثة وعلى طابقين، فحسب علمي لم توجد آنذاك الطوابق المتعددة في حضارة وادي الرافدين انما ترتفع على شكل مدرجات وكذلك شاهدنا في اوروك وغيرها المعابد من طوابق عديدة ورأينا هناك اعمدة في البنايات في حين من المعلوم ان حضارة وادي الرافدين لم تعرف الأعمدة في البناء وشكلها يشبه بناء القرن العشرين».
وأورد المعماري نعمان منى ملاحظات أخرى منها انه رأى في عرض قيس ان المدينة كانت مخططة لكنه يرى عكس ذلك لم تكن المدن وقتذاك مخططة بل كانت على شكل عشوائي ومستوطنات متناثرة.
اما الجانب الفني فقال منى: «استخدم قيس نوعان من البرامج هما «ليمونون وسكيج آب» الأول لا أعرفه اما الثاني فأعرف انه يستخدم عند كثير من المعماريين وهو بسيط وهو يبدأ من اساسات البناية ثم يصعد الى اعلاها ويتيح لنا الدوران حول البناية، وهذه هي ما يعرف بالأبعاد الثلاثية، استخدم هنا بدون حياة، فيما عدا مشاهدتنا اليوم لطيور محلقة في سماء المدن».
ثم عرض منى فيلما قصيرا عن بناء مدينة روما لمقارنتها بعمل قيس ولكنه أكد: «ان تجويد العمل كما قال قيس ، وانا أعطيه الحق، يحتاج الى جهود اكثر.. يحتاج الى اشخاص اكثر.. الى متخصصين».
وشكر علي رفيق المعماري نعمان منى على ما أبداه من ملاحظات تقييمية ووضح انه سبق لقيس في مطلع الأمسية وشدد على حاجته الى فريق عمل وهذا الشغل ليس فرديا انما عمل ينبغي ان تقوم به مؤسسة فشركة إنتاج سينمائي كبيرة مثل «والت ديزني» رصدت امكانات بشرية ومالية هائلة لتحقيق افلام الرسوم المتحركة المعروفة الثلاثية الأبعاد وقال ان قيس عبر الاتصال به يعرف هذه الحقيقة ولهذا هو يتطلع الى مؤسسة بإمكانات واسعة تتبنى أعماله.
وكانت آخر مداخلة للسيد كريم سبع حيث أحضر كتابا لنوح صموئيل كريمر الألماني شيخ الآثاريين والذي احتوى على خريطة لمدينة نفر قال عنها: «هذا اللوح وجدته البعثة الألمانية للتنقيب في 1899 في مدينة نفر.. صموئيل كريمر الذي يعتبر أبا للسومريات.. شرح ما موجود في الرقم وخارطة للمدينة والتي تعتبر اول خارطة في العالم تظهر فيها معالم المدينة بمعابدها ومعبد الإله أنليل ونهر الفرات والحديقة المركزية الأسوار وأبوابها والخارطة مرسومة بمقياس الرسم الحقيقي الذي نعرفه اليوم».
**********
قصيدتان
محمد كاظم جواد
لتعلنَ الفَراشَةُ دَهشَتَها
أتَقلّبُ في بَحرِ غِيابِك
يوقِظُني الحلمُ,
فأَجهشُ في صَمتِ مَسائي
مُنتَظِراً هَمس أصابعِك
حينَ تُردّدُ أُغنِيةَ الفَجرِ,
أَدخلُ في أَغطِيَةِ الصَّمتِ
كَي أتَقلّبَ في بَحرِ غِيابِك
كَمِثلِ لَوحٍ ترَكَتْهُ سُفنُ انتِظاري
أُقَبّلُ صَوتَكِ الغائِرِ
في أعماقِ الرّوحِ
وألملمُ شَظايا وَجَعي
كَيْفَ سَتَتْركُ لي وَردَتُكِ مَيسَمَها ؟
وَأَنا الآنَ أتّكئ على يَدي
مُحتَرِقاً ,بِحُروفِ الصّمتِ
دَعيني أستَرِقُ السَّمعَ,
بلِا وَجَعٍ, يَختَرقُ الدَّمعَ
وَأَقولُ: أُحبّكِ مُنتَشياً
بِزوايا الحروفِ التي أختبئ
في عَتَمتِها
كَي أوقِدُ البَسمَةَ بِرَنينِ تَوَحّدي
لتعلنَ الفَراشَةُ دَهشَتَها
حينَ تَحطُّ عَلى عَسَلٍ
يختبئ خَلفَ الشَّفَتينِ
دَعيني أقتَرِبُ مِن نَبعِك
وَأَرْوي ظَمَأَ القَلبِ
وأَنشرُ لَهفَتي بِفَجرِ غِيابِك
سَأَهمسُ في أذنِك,
أَنَّ صَباحاً مُكتَنِزاً سيهيئ ما خَبّأَهُ الّليلُ
في قَوسِ شَفتَيك,
التي تَعبَثُ فيه الفَراشاتُ
آنَها أَتَوَحّدُ في ظِلالِ ابتِسامَتِك
حينَ تؤَطّرُ هذا الوَهم
فَأُوَدّعُكِ, وَأَنا أَتَرَدّدُ في البَوحِ
بِآخرِ صَيْحاتي.
حِبرُ انتظاري
بِفَوْضى شَعْرِكِ, يختبئ الّليلُ
مُبتَسِماً بِخَيطِ ضِيائِك
الّليلُ الذي يوصلُني الى فَجرِ الانتِظارِ
وَيهديني الى عِطرِ الصّباح
أصهَرُ دَهشَتي , في زَوايا حَقلِك
وَعَلى مَرأى الأزهارِ, أطلقُ آخرَ صَيحاتي
كَيْ أتَشَتّتَ في صَحراءِ القَلبِ
...
سَأَقولُ لَكِ: أحتاجُ الى فَجرٍ
يَستَلقي في صَمتِ صَباحي
وَيطرقُ أبوابَ سَماءٍ تخذلُ ابْجَديّتي
سَأَقولُ لَكِ انّي مُنكَسِرٌ كَمَوجَة
ومَوجوعٌ بِنِهاياتي
سَأَقولُ لك: صَمتُكِ يقلقُني
فَيَستيقِظُ حُزني في صَحراءِ غِيابِك
وتَنكَمشُ زَهرَةُ روحي
فَتحطُّ عَلى نافِذتي الفَراشاتُ
تَتْركُ في قَلبي أَثرَ احتِراقِها
أتوَشّحُ بالنّسيانِ وَأَبحَثُ عَن حِبرِ انْتِظاري
وَحينَما أَجدُهُ, سَأَخط ُّبِأَصابِعِ لَهفَتي..أُحبّكِ..
كَيْ أطفئ ناراً تَتَرصَّدُني
حينَها ,سَأُطالِبُكِ بِقُبلَةٍ, تَصِلُ القَلبَ الى القَلب
أنظرُ الى عَينَيكِ,
لأَقولَ لَكِ أَنَّ المَسافةَ صَحراءٌ
سَأَطْويها حينَ تمر غَيْمَةٌ عَلى شَفَتيكِ
...
سَأَطلقُ موسيقا صَمْتي
وَأَستَدلُّ مِن خارِطَتي التي رَسَمْتُها
بِفَحمِ أَصابِعي..
*******
"افتراس".. اشارات ضوئية
عادل الياسري
"في القاعة الداخلية للمقهى الصاخب
يجلس رجل عجوز منكفئا على مائدة،
أمامه صحيفة ،ما من رفيق الى جانبه "
كافافي
هذه صورة يومية وظفها كافافي الشاعر الإسكندراني اليوناني الأصل، لو تأملناها لوجدنا أن هذا الشاعر لم يدع اليوميّ يعبره ويمرّ دونما استثمار له، كما هو دأب البعض من الشعراء "بورخس، وايتمان ، وآخرين غيرهم".
عرّجت على هذا لكي أشير الى موضوعة لها الأهمية القصوى في تشكل قاصنا المحتفى به سلام القريني، فمعرفتي بهذا المبدع تمتدّ الى السنوات الأولى بعدو سقوط الصنم البغيض، وكنا هو وأنا في خلواتنا مع بعض أحيانا وتشاركنا والآخرين في أحيان أخرى يكون هاجسنا وهمّنا المشترك الثقافة وتشعباتها، عندها اكتشفت أنّ لديه حلما يرافقه في أن يصبح كاتبا ،وأن يمنح الآخرين ابداعاته.
وصدق حدسي حين فاجأني باطلاعي على دراسة رصينة ورائعة عن الشاعر الفقيد مصطفى عبد الله، الأجنبيّ الجميل الذي مات في الغربة، التي نشرناها في مجلة "أصداء" الثقافية التي كنا نصدرها في كربلاء، ثم بعد ذلك كنت أتابعه وهو يستثمر يومياته وحواراته مع بسطاء الناس وفقرائهم الذين يراجعونه أثناء عمله الوظيفي في المستشفى أو العيادة الشعبية ،ويوظفها في أقاصيص قصيرة ينشرها في جريدة طريق الشعب .لكنه لم يفاجئني حين أرسل لي قصص "افتراس" لإطلاعي عليها ومعاونته في طباعتها لصلتي بدار النشر وصاحبها. نعم..، لم يفاجئني ولم أستغرب لأنني أمام كاتب وعى مهمته وأتقن الحرفة، حيث تمكن من وضع اصبعه على المفاصل التي تقربه من المتلقي. "افتراس" يوميات سجلها سلام وبنى مجرياتها صروحا من القصص القصيرة التي توثق تأريخ الفقراء، وتعرّف الآخر بمعاناتهم في زمن أسود كلنا انسحبت علينا آثاره .ففي شخصية العسكري الذي ينوء بأعباء الجندية وتبعاتها من الاغتراب عن الأهل وشظف العيش وما شاكل، ثم طلب الوالد وهو في سكرات الموت أو النزع الأخير أن يرى فلذة كبده ثم يفارق، ليست معاناته هو فحسب بل الآلاف أو الملايين من الشباب العراقي الذين ضيّعتهم عسكرة المجتمع وحروب النظام. وفي الرجل الذي ظلّ متمسكا بعقاره الممثل لهويته ورفضه بيع الدار يعكس لنا كنه الرفض الكامن في دواخل الآخرين وعدم تخليهم عن الوشيجة التي تشدهم الى انتماءاتهم المغايرة لتوجهات التسلط، وفي هذا النص تمكن من توظيف مرموزات "القطة، السحلية، العصفور، الفأر" كأقطاب للتضاد والصراع بذكاء ومهارة فائقين. أما في "أم البروم 1969/ 1970" فأنه يعكس لنا الروح الثورية المقارعة للتسلط والديكتاتورية البعثية آنذاك ،ويصورها بأشكال مختلفة، كما يؤشر أساليب الملاحقة والتغييب المتبعة من قبل الأجهزة القمعية وعدم جدواها في ثني المناضلين عن نشاطاتهم ،وفي هذا دعوة ضمنية الى التمسك بالمبادئ والثبات عليها لأنها شرف الانسان.
*******
تصاميم المسرح الطليعي الروسي
في الأيام الأولى لقيام الدولة السوفييتية ابتكر الفنانون ديكورات وأزياء راديكالية لحقبة مستقبلية قادمة لمسرح ألهم فيما بعد بتصاميمه المخرج فريتز لانغ وفلاش غوردن، وقد نظم متحف فكتوريا وألبريت البريطاني معرضا في العام 2013 بمناسبة مرور قرن على إرهاصات فنية ثورية سبقت قيام ثورة أكتوبر ثم رافقتها، وقد إخثار المتحف 160 عملا ﻟـ 45 مصمما سوفييتيا ضمن الفترة 1913-1933.
في العام 1913 شاهد جمهور المسرح تصاميم أزياء لفنان كان وقتها معروفا قليلا هو (كازمير ماليفيتش) لأول "أوبرا مستقبلية" بعنوان (انتصار على الشمس) عرضت في بطرسبورغ. كانت اللغة تجريبية أطلق عليها اسم (زوم) مستلهمة من السلافية القديمة مع أصوات طيور وتأثيرات صوتية أخرى، وكان رد فعل الجمهور انفعاليا غاضبا. لكن هذا لم يردعه بل استمر في جعل المسرح ميدان تجارب لتصاميمه في "تفوق الشعور الفني الخالص". في المدة نفسها كان فلاديمير تاتلين يقدم تصاميمه المسرحية والعمرانية وقد صمم فيما بعد صرح الأممية الثالثة وهو برج يرتفع بشكل حلزوني الى 400 متر وكان من المقدر إقامته في سانت بطرسبورغ. شكل المسرح مهدا تجريبيا لأنواع من الخطابات القوية التي احتوت الدعاية الثورية. كان للعنصر النسوي دور بارز في هذه الحركة تجلى بعمل (ألكسندرا إيكستر) التي اشتغلت على تجديد كلاسيكيات مثل روميو وجولييت الى جانب أزياء لمسرحيات مستقبلية وأفلام مثل (إيليتا) وهو واحد من أوائل أفلام الخيال العلمي أنتج في العام 1924 مقتبسا عن قصة لليو تولستوي تروي قصة مهندس يسافر الى المريخ ويقع في غرام ملكة المريخيين وينظم ثورة.
في مقابل تأثير فنانين "رسميين" من نوع (ميرهولد) حولوا الشخصيات المسرحية الى أشرار يقابلهم أخيار، التجار والرأسماليون والكهنة يقابلهم العمال والفلاحون والجنود، أبدع فنانون أعمالا غاية في التفرد كالشاعر مايكوفسكي الذي ألف كوميديا (بق الفراش) وصمم له الأزياء ألكسندر رودشينكو. في هذه الكوميديا يجمد الشخصية الرئيسة ويحفظ مجمدا الى العام 1979 حيث يفترض أن المثال الشيوعي قد تم بلوغه، لكن الرجل الذي يستيقظ دائخا يجد بقا على جسمه يصبح صديقه الوحيد.
يؤلف مايكوفسكي أيضا آخر مسرحية كوميدية تضمنها العرض وقد أخرجها آنذاك ميرهولد وتتحدث عن آخر الناجين من الجنس البشري الذين تمكنوا من بلوغ القطب الشمالي وهناك جرى تخييرهم بين الذهاب الى الجنة أو الذهاب الى الأرض الموعودة للفردوس الشيوعي فيختارون الفردوس الشيوعي.
أوليفر وينرايت/ باختصار عن جريدة الغارديان البريطانية
مجلة الثقافة الجديدة. العدد 392- 393
ص 6
في مئوية اكتوبر
الجذور الفكرية والاجتماعية للشرعية الاشتراكية
د. لطفي حاتم
قبل الخوض في موضوع الشرعية الاشتراكية، لابد لنا من التوقف عند بعض الأفكار الساندة لطبيعة التحليل المستمدة من ملاحظة عامة شاملة تتركز في أن طراز الدولة الاشتراكية هو عبارة عن موديل نظري اشترطته كثرة من الظروف منها:
ـــ تبلور الموديل النظري الماركسي انطلاقاً من البنية الاجتماعية الاقتصادية للمرحلة الأولى من التطور الرأسمالي المتسم بحالة انتقالية ارتكزت على سيادة الروح العسكرية للدولة البرجوازية الموروثة من الدولة الإقطاعية.
ــ أدى تطور أسلوب الإنتاج الرأسمالي الى بروز الطبقة العاملة وتبلور مطالبها السياسية / الاجتماعية كطبقة أساسية في التشكيلة الاجتماعية للدولة الرأسمالية.
ــ لم يكن الفكر الماركسي بمعزل عن الفكر الاشتراكي السابق، حيث تأثر ماركس بالمفكرين الاشتراكيين الفرنسيين، وبالتحديد منهم سان سيمون ورؤيته السياسية لبناء دولة العدالة الاجتماعية.
ــ أغنت التغيرات الاجتماعية / السياسية العاصفة التي أنتجتها الثورات البرجوازية الأوربية ،1848 وكذلك كومونة باريس عام 1871، تحليل ماركس لاتجاهات ومضامين الصراع الطبقي في عصر رأسمالية المنافسة.
وقد أعاد ماركس بناء منظومته الفكرية / السياسية على أساس موضوعة الصراع الطبقي ملخصا إياها بالأفكار التالية: ـ
1. لا يقترن وجود الطبقات الاجتماعية إلا بمراحل تاريخية محددة من تطور الإنتاج.
2. يفضي النضال الطبقي في المجتمع الرأسمالي إلى ديكتاتورية البروليتاريا.
3. إن هذه الديكتاتورية ليست غير الانتقال من المجتمع الطبقي إلى مرحلة القضاء على كل الطبقات والى المجتمع اللاطبقي.
نستنتج من ذلك النص النظري أن النضال الطبقي يقود الى هيمنة الطبقة العاملة متمثلة بسيطرتها على سلطة الدولة السياسية التي تتسم بسمات انتقالية ينتقل المجتمع بعدها الى القضاء على الدولة. أن هذا التعميم النظري استمد مبرراته التاريخية من الوقائع الاجتماعية السياسية التالية: ـ
• انقسام التشكيلة الرأسمالية الى طبقتين أساسيتين تتمثل أحداهما بطبقة المنتجين والتي بدونها لا يمكن للإنتاج الرأسمالي أن يتطور.
• إيلاء أهمية قصوى للعمل السياسي المرتكز على بناء الحزب الثوري وجعله (هيئة أركان) بهدف قيادة الثورات الاجتماعية باعتبارها (قاطرات التاريخ).
• تجسد التعويل على العامل السياسي في حصر الكفاح الثوري بمهمة استلام سلطة الدولة، واستخدامها كرافعة أساسية لإحداث تغيرات اجتماعية تاريخية نحو بناء المجتمع الجديد الخالي من الاستغلال الطبقي والتناحرات الاجتماعية.
إن تفكيك الموضوعات الفكرية / السياسية في المنظومة الماركسية تقودنا الى بعض الاستنتاجات الضرورية لإسناد الروح النقدية للبحث: ــ
1. نهاية التاريخ يمكن تحقيقها عبر تحول المجتمع الطبقي المستند الى التناحرات الاجتماعية الى المجتمع الخالي من الطبقات.
2. خلو المجتمع من الطبقات يفضي الى اضمحلال الدولة بوصفها أداة طبقية بيد الطبقة المهيمنة سياسياً / اقتصاديا في المجتمعات الطبقية.
3. انطلقت المنظومة الفكرية / السياسية من وقائع الهيمنة الرأسمالية المتبلورة في إطار الدولة القومية حيث أصبحت الرأسمالية كتشكيلة اقتصادية / اجتماعية قوة زاخرة بطاقاتها الإبداعية، وكانت القاطرة الحقيقية للتطور الاجتماعي.
ثورة أكتوبر والمسار المتجدد
إن انتصار ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى وما نتج عنها من بناء طراز الدولة السوفيتية يطرح علينا كثرة من التساؤلات منها ـ علام تستند الشرعية الاشتراكية؟ وما علاقة تلك الشرعية بمنظمات المجتمع المدني؟ وما علاقة الشرعية الاشتراكية بالديمقراطية السياسية؟
قبل الخوض في مضامين الأسئلة المثارة دعونا نتوقف عند مضامين الدولة الاشتراكية استناداً الى معايير محددة أهمها: ـ
1. انتصار ثورة أكتوبر الاشتراكية وبناء طراز الدولة السوفيتية اشترطته وقائع تاريخية محددة تمثلت في : ـ
- تعايش عدة أنماط إنتاجية في التشكيلة الروسية رغم ولوج الإمبراطورية الروسية مرحلة التطور الرأسمالي بعد إلغائها مرحلة القنانة عام 1861، وما نتج عن ذلك من تغيرات في الاقتصاد الروسي، إلا أن الإمبراطورية الروسية أبقت على خصائصها الأساسية كدولة إقطاعية / بوليسية.
- أن غياب الطبقة البرجوازية القادرة على إحداث التراكم الرأسمالي جعل الدولة في المنظور اللينيني القوة الوحيدة المولدة لذلك التراكم.
- سيادة النزعة الأيديولوجية لدى حزب البلاشفة عند تصديه لبناء الدولة السوفيتية الناتجة عن الجهد النظري الذي قام به لينين عند توصيفه المرحلة الثانية من التوسع الرأسمالي وتدقيقه في البنية الجديدة للرأسمالية في طورها الاحتكاري.
- شروع لينين بدراسة مضامين الدولة الرأسمالية الاحتكارية، وسماتها الاقتصادية المتمثلة بالاندماجات الكبرى بين الشركات في المحيط الوطني وتشكل المؤسسات الاحتكارية وتكوين الطغم المالية، ونزعتها العسكرية الأمر الذي أوصله الى استنتاج سياسي يتمثل بان الإمبريالية هي عشية الثورة الاشتراكية.
2. بهذا التحديد، وبعد انتصار الثورة السوفيتية، واجهت الدولة الجديدة مهمة تطوير التراكم الرأسمالي المرتكز على ملكية الدولة العامة لوسائل الإنتاج، رغم تعدد أنماط تلك الملكية واتخاذها أشكالا تعاونية في الريف. وبهذا المعنى فان مهمة رفع الدولة السوفيتية الى مستوى الدولة الاحتكارية الرأسمالية أصبح من المهام الأساسية التي يجب على الدولة القيام بها.
3. استمد الجهاز البيروقراطي لبناء الدولة السوفيتية تزكيته من الموديل النظري المرتكز على الممارسة السياسية لطبقة المنتجين وشرعيتهم الثورية وفق آلية جديدة تستند الى: ـ
• وحدة السلطات التشريعية / التنفيذية / القضائية المنبثقة من وحدة الطبقة العاملة الفكرية والسياسية.
• احتكار الدولة وسلطتها السياسية من خلال وحدانية القيادة البلشفية.
• اعتماد المبادئ الحزبية في بناء أجهزة الدولة الإدارية / العسكرية على أساس مبدأ المركزية الديمقراطية.
• هيمنة الحزب البلشفي على منظمات المجتمع المدني وتداخل أنشطتها السياسية الاجتماعية مع السياسة الرسمية للدولة.
• بناء شكل الدولة الفدرالي للدولة السوفيتية على أساس الشرعية الأممية المنبثقة من وحدة مصالح الطبقة العاملة العالمية المتضمنة قيادة وسيادة الحزب على الجمهوريات الاتحادية وتماثل بنائها الاقتصادي وقاعدته الأساسية ملكية الدولة لوسائل الإنتاج.
على أساس المضامين السياسية/الاقتصادية للشرعية الاشتراكية نتساءل عن طبيعة النموذج الديمقراطي السائد لطراز الدولة الاشتراكية. التقرب من إشكالية النموذج الديمقراطي السائد في الدولة السوفيتية يشترط ملاحقة الفكر الناظم لذلك النموذج المنبثق من الفكر السياسي والنظري، فضلا عن الإجراءات الاقتصادية المرافقة لتلك المخططات النظرية والتي نحاول حصرها بالموضوعات التالية:ـ
- انطلق الفكر الثوري لحزب البلاشفة من المنجزات السياسية الاجتماعية التي أنتجتها كومونة باريس، حيث ركزت الثورة البلشفية على تلك المنتجات ،وربطتها بخيار استلام السلطة والاحتفاظ بها بمضامين طبقية.
- بهدف ترسيخ الحقوق الطبقية للمنتجين، أصدرت ثورة أكتوبر مرسومي الأرض والسلام اللذين شكلا أساسا قانونيا لمرسوم حقوق الشعب العامل.
- حمل مرسوم حقوق الشعب العامل صبغة قانونية طبقية شاملة جرى اعتمادها في دستور جمهوريات الاتحاد السوفيتي .
ومن المواد الأساسية لمرسوم حقوق الشعب العامل نذكر: ـ
1. إعلان روسيا جمهورية لنواب العمال والجنود والفلاحين.
2. قيام جمهورية روسيا على أساس طوعي للأمم الحرة بوصفه اتحاداً فدرالياً.
3. إنشاء الجيش الأحمر السوفيتي.
4. إلغاء المعاهدات السرية.
5. إجراءات اجتماعية / اقتصادية كإلغاء الملكية الخاصة للأرض وتأميم المصارف وإلغاء القروض الأجنبية.
بعد انتصار الثورة وإجراءاتها الاقتصادية/السياسية وبناء دولتها السوفيتية انقسم العالم الى خيارين للتطور الاجتماعي: رأسمالي واشتراكي . وقاد هذا الانقسام الى توازن دولي اقترن بظهور الأمم المتحدة التي أصبحت ميداناً للصراع الإيديولوجي / السياسي. كما أدى الصراع الدولي ذو السمة الأيديولوجية الى أن تصدر الجمعية العامة للأمم المتحدة الوثيقة العالمية لحقوق الإنسان عام 1948، حيث تمت المزاوجة بين الحقوق السياسية / الاجتماعية للإنسان من خلال مقدمة الإعلان المتمثلة بضرورة خلق عالم يتمتع فيه الفرد بحرية القول والعقيدة، ويتحرر فيه من الفزع والفاقة.
*******
أكتوبر وحل القضية القومية
د. فاخر جاسم
تحتاج تجربة ثورة أكتوبر الاشتراكية في حل القضية القومية، إلى مزيد من التأمل والتفكير من كل المفكرين والسياسيين الذين يهمهم المشروع الاشتراكي والسبل الكفيلة بتجاوز أزمته الراهنة، حيث يتعرض هذا الحل والمروجون له، لتشويه متعمد، من حملة الفكر الليبرالي، وعلى نطاق عالمي. وتساهم في ذلك معاهد الأبحاث ووسائل الأعلام المدعومة من قبل الدول الرأسمالية الكبرى، مما أدي إلى خلق حالة تشوش، فكري وسياسي، ليس عند حملة الفكر الماركسي فحسب، بل عند كل الذين يناضلون من أجل إيجاد حلول عادلة للقضايا القومية التي تواجه شعوبهم. ويبذل جهد خاص للمنطقة العربية، في هذا الشأن، حيث تتعايش قوميات وأقليات عرقية وقومية ودينية عديدة. ومما زاد الأمر تشويشا وتعقيدا، السياسة الشوفينية التي ينتهجها بعض الحكام العرب. إن كل ذلك أدى الى بقاء القضية القومية في العديد من البلدان العربية بدون حل عادل لفترة طويلة، وبالتالي تحولت المشاكل القومية إلى حالة استنزاف دائم للموارد البشرية والمادية، تعرقل مساعي الشعوب العربية للمحافظة على الاستقلال السياسي والوحدة الجغرافية والتنمية الاقتصادية ـ الاجتماعية، ناهيك عن تعطيل التوجه نحو الديمقراطية.
ومن أجل إلقاء المزيد من الضوء على هذه القضية الهامة، لابد من الإشارة إلى إن الشعارات التي تبنتها ثورة اكتوبر، لم تنم عن رغبة سياسية ذاتية أو آنية لقادة الثورة وعلى رأسهم لينين، بل جاءت نتيجة لتطور النضال السياسي للشعوب المضطهدة، حيث تسارع استكمال الهيمنة الإمبريالية والاستعمارية على العالم بعد الحرب العالمية الأولى بانتقال، وبشكل واسع، مجال الهيمنة الرأسمالية من النطاق الوطني إلى النطاق الدولي، لتصبح هيمنة عالمية، بعد أن تمكنت الدول الرأسمالية، المنتصرة بالحرب، من إعادة تقسيم العالم، عبر صيغ مختلفة من الهيمنة (احتلال مباشر أو غير مباشر، انتداب، استقلال شكلي). ولهذا تصدت قيادة الثورة، وعلى رأسها لينين، لبلورة مفهوم ماركسي لحل مسالة القوميات، فطرح عام 1918 مبدأ "حق تقرير المصير للأمم والشعوب، بما في ذلك تكوين الدولة القومية المستقلة".
ويعتبر هذا المبدأ تطويرا للمفهوم الماركسي من القضية القومية، والذي صاغه ماركس، من قبل، بعبارته، الموجزة، ولكنها بالغة الدلالة بقوله: لا يمكن لأي أمة أن تصبح حرة وهي تواصل اضطهاد أمم أخرى". وبناءً على الخبرة العملية التي تكونت بعد الثورة، وخاصة بعد إن لاحظ لينين، استمرار نزعات التعصب القومي الموروثة من العهد القيصري ـ عند القومية الروسيةـ فحاول تثبيت حقوق القوميات والشعوب الصغيرة في الانفصال وتكوين دول قومية مستقلة عن روسيا، في دستور الاتحاد السوفييتي الذي تكون لتوه. لقد وردت هذه الأفكار في مناظرات لينين حول "المسألة القومية وحق تقرير المصير" والتي كثفها وأوجزها، في الرسالة التي بعثها إلى اللجنة التي شكلها الحزب البلشفي الروسي، لوضع أسس اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية في عام 1922، والتي يمكن تلخيصها بـ: ـ
(1) "كلما كان النظام الديمقراطي لدولة ما أقرب إلى حرية الانفصال التام كانت الاتجاهات إلى الانفصال أندر وأضعف في الممارسة ".
(2) "أن الاعتراف بمبدأ حق تقرير المصير لا يعادل الاعتراف بمبدأ الاتحاد الفدرالي".
(3) " أن الحزب يطالب بأن يتضمن الدستور قانوناً أساسياً يعلن إبطال جميع الامتيازات التي كانت تتمتع بها أمة ما، وكذلك جميع التعديات على حقوق الأقليات القومية ، ويتطلب ذلك الأمر قوانين مفصلة لا يمكن أن يضعها ولو بشيء من النجاح غير أبناء القومية التي تقطن الجمهورية المعنية".
(4) " لا تكفي المساواة الشكلية. من الطبيعي تماماً في هذه الظروف أن تظهر، حرية الخروج من الاتحاد، التي تضمنها الدستور، مجرد ورقة ليس في طاقتها أن تدفع عن رعايا روسيا من أبناء الأقوام غير الروسية غزو ذلك الروسي الشوفيني ".
(5) " ينبغي وضع قواعد دقيقة. فيما يتعلق باستخدام اللغة القومية في الجمهوريات القومية غير الروسية المنضمة لاتحادنا ومراقبة تطبيق هذه القواعد بدقة كبيرة ".
(6) " إن التمايزات القومية ستستمر لزمن طويل جدا جداً، أي حتى بعد إقامة دكتاتورية البروليتارية على نطاق العالم ".
(7) " أن نكون على الدوام وبصورة مطلقة مناهضين لكل محاولة تستهدف التأثير من الخارج بواسطة العنف أو بواسطة الظلم على التقرير الحر للشعب …ومعادين بصورة مطلقة لكل استخدام للعنف، في أي شكل كان ، من قبل الأمة السائدة (أو المشكلة لغالبية السكان) ضد الأمة الراغبة في تشكيل دولة متميزة ".
إن من يطلع على المبادئ أعلاه التي توصل إليها لينين، يتبادر إلى ذهنه، في أول وهلة، سؤال هام، خاصة وإن الفترة الراهنة تشهد تشويهاً متعدد الأشكال لمبادئ الماركسية، والسؤال هو: إذا كان الجانب النظري متيناً إلى هذا الحد، فلماذا إذاً إنهار الاتحاد السوفيتي ودولته المتعددة القوميات، بأسرع ما يحلم به أعداؤه؟ ومن أجل أن يكون حكمنا موضوعيا على صحة أو عدم صلاحية المبادئ الماركسية لحل القضية القومية، والتطوير الذي قام به لينين لهذه المبادئ، لابد من إيضاح قضيتين:
1. إن المبادئ العامة، التي تمت الإشارة إليها سابقاً، كانت صحيحة و صالحة للتطبيق إذا أخذناها، كتصورات عامة لظروف تاريخية معينة، يجب أن تطور وتغنى عند التطبيق، فكل النظريات، مهما بدت سليمة، يمكن أن تصبح أوهاماً، إذا طبقت بصورة مشوهة، وهذا ما حدث بالفعل من قبل القيادة التي خلفت لينين، فكيف يصبح الحال إذن، إذا جرى تشويه الأسس النظرية نفسها، وسوقت للناس على أنها المبادئ الأصلية؟ ومما عقد الأمر أكثر أنها لم تطبق على العلاقة بين قوميتين، فكما هو معروف، فالاتحاد الذي تكون عام 1922 ، ضم عددا هائلا من القوميات والمجموعات العرقية والطائفية، وقام على خلفية اضطهاد قيصري شديد ضد القوميات غير الروسية دام قروناً، أدى إلى تمتع الروس بمركز متميز باعتبارهم أمة مستعمِرة. وللاستشهاد على التشويه الفكري نشير إلى الى التناقض بين ما قاله لينين " لقد سبق لنا وأكدنا إن العدول عن حق الأمم في تقرير مصيرها في ظل الاشتراكية، إنما يعني خيانة الاشتراكية " وما طرحه ستالين حين قال " لقد أسقطت البرجوازية، وبالتالي ليست هناك حاجة لرفع المطالب الديمقراطية " وهذا يعني أن حل القضية القومية ليست من مهام البروليتاريا بعد الانتصار، أما لأنها حلت أو لكونها مطلب برجوازي ـ ديمقراطي.
2. إخضاع هذه المبادئ إلى أسس أخرى مثل "مصلحة الاشتراكية العليا" و "مصلحة البروليتاريا العالمية، العالمية وليس السوفيتية فقط !" و "النضال ضد العدوان الخارجي" و "تعزيز البناء الاشتراكي" وقضايا أخرى لا يتسع المجال للإشارة إليه. وتبعاً لهذه الشروط أصبحت الميول والمشاعر القومية، ناهيك عن الفروق بين القوميات والمساواة وحق تقرير المصير، متعارضة بالمطلق؛ تارة مع الأممية، وتارة أخرى مع الدفاع عن الوطن الاشتراكي، وثالثة مع مهام البناء الاشتراكي. …الخ. ووفق هذا الخلط المتعمد، جرى التعامل مع القضية القومية وتناقضاتها المختلفة.
إن الواقع العملي والتجربة الملموسة أثبتا، أن القضايا الكبرى لنضال البشرية، لا يمكن أخذها كما هي عند تعارضها مع قضايا ملموسة أخرى، أكثر قدرة على الحصر والتطبيق في ظروف معينة، وبالتالي من غير الجائز إخضاع كل قضية تواجه، أي سلطة أو حزب، أثناء النضال العملي، إلى قضايا أخرى، محددة في الشكل وعائمة في المضمون، كالهدف النهائي للمشروع الاشتراكي على سبيل المثال. ففي هذه الحالة، تصبح كل قضايا النضال عائمة وغامضة، ويصبح التجريب والموقف الذاتي للقيادة سيد الأحكام، كما يقال. وهذا ما أكدته التجربة العملية والأحداث والوقائع التي نتجت عنها، بعد وفاة لينين. وهذا الأمر لا يتعلق فقط بكيفية التعامل مع إشكاليات القضية القومية وتناقضاتها، بل مع كل المشاكل التي واجهت بناء الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي وغيره من البلدان التي سعت إلى الاقتداء بالتجربة السوفيتية لبناء الاشتراكية.
و بناءً على الواقع الملموس الذي انتهت إليه التجربة السوفيتية، يدعي بعض آخر بأن المبادئ التي طرحها لينين للمحافظة على الاتحاد، باعتباره يشكل قوة كبيرة في مواجهة العدوان المتعدد الأشكال الذي تعرضت له الدولة السوفييتية الفتية من قبل الدول الاستعمارية بهدف القضاء على تجربة البناء الاشتراكي، هي السبب في انهيار التجربة. إن هذا الاعتقاد لا يجانب الصواب كثيراً، حيث توجد نصوص وتوجيهات عديدة للينين، طالب فيها القوى الثورية ليس في روسيا فحسب بل في جميع أنحاء العالم، صيانة الاتحاد السوفييتي كدولة متعددة القوميات. وصحيح، أيضاً، إن القادة الذين خلفوه في قيادة الدولة والحزب، استغلوا توجيهاته لصيانة الاتحاد، لإعطاء انطباع للمواطنين بأنهم ينفذون المبادئ اللينينية لحل المسألة القومية. إن المحاججة أعلاه، تستند إلى وقائع كثيرة يمكن استشفافها من تجربة التعامل مع القضية القومية في الاتحاد السوفييتي، إلا إن الخلل فيها أنها تخلط بين الممارسة والنظرية، بين السياسة والفكر. وهذا هو لب التشوش الذي وقع فيه كثير من المفكرين والباحثين والسياسيين، بمن فيهم العديد من أنصار الماركسية .
أن الحجج القائلة بفشل الحلول الماركسية للمسألة القومية، لا تصمد للمنطق، إذا وضعت على المحك العلمي، لأن أصحابها يخلطون بين الحقيقة وتوهم الحقيقة. فالحقيقة تؤكد على إن ما كان يطبق في الاتحاد السوفيتي، وان ابتعد في بعض جوانبه عن المبادئ والنداءات والتوجيهات التي كان يطلقها لينين، الا أنه ساهم في تجاوز كثيرمن أشكال التعسف والتمييز القومي والديني الذي مورس ضد القوميات والمجموعات العرقية والدينية قبل ثورة أكتوبر، وكذلك القمع والإرهاب الذي جوبهت به التطلعات القومية، خاصة تلك التي تتعلق بالحقوق الثقافية. كما إن سيادة الدولة المركزية الشمولية، يتعارض بصورة مطلقة، مع المفهوم الماركسي الذي طوره لينين بعد ثورة اكتوبر، وكان موقفه، أي لينين، حازماً تجاه استخدام القوة ضد الحركة القومية الجورجية وقد أصر على تحميل ستالين المسؤولية عن أحداث العنف التي حدثت في جمهورية جو رجيا عام 1 192.
ملاحظات ختامية:
إن الحديث عن تطابق "الموديل" السوفيتي لبناء الاشتراكية مع النظرية الاشتراكية للتطور الاجتماعي، وهم مرفوض لأنه يعني ببساطة الاعتراف بان طريق التطور الرأسمالي هو الطريق الوحيد للتقدم الاجتماعي، وهذا الأمر مرفوض بصورة مطلقة، على ضوء التجربة المعاصرة للتطور الاجتماعي على الصيد العالمي، فعالم اليوم ليس عالم ما قبل ثورة أكتوبر، والتطور الاجتماعي لا يمكن أن يعود إلى الوراء، على صعيد عالمي وليس على صعيد قطري، وهذا ما يعترف به حتى أنصار التطور الرأسمالي أنفسهم. كما إنه يعني بان على القوى المناضلة من أجل التقدم الاجتماعي أن تبحث عن طريق ثالث للتطور!
لابد من الإقرار بأن الجمود العقائدي لا يتعلق بالممارسة فقط بل في النظرية، حيث أنصب جهد أغلبية المنظرين الماركسيين على إثبات صحة مقولات ماركس وانجلز ولينين وملاءمتها لكل زمان ومكان، بدلاً من اعتبارها ـ أي المقولات ـ أداة لتحليل الواقع، المتطور والمتجدد، بهدف التوصل إلى إجابات صحية لتعقيدات الواقع والتكهن بالاتجاهات اللاحقة لتطوره. إن هذا التخلف في تطوير النظرية الماركسية أدى إلى خلق فجوة، بين النظرية والواقع. وقد تعمقت هذه الفجوة بقدر تطور المعرفة البشرية، فالواقع الذي قال فيه ماركس فرضياته أصبح، بفضل التطور الهائل بالتكنولوجيا والإنتاج، من حكايات الماضي السحيق.
إن من أهم الدروس التي ينبغي أن تؤخذ ، بنظر الاعتبار، من قبل الحكومات والقوى السياسية في الدول المتعددة القوميات، أن لا القوة ولا الأيديولوجية قادرة على التوصل لحلول دائمة وعادلة للقضية القومية، وهذا ما أكدته التجربتان الاشتراكية والرأسمالية ، فنتائج التجربة الاشتراكية، التي ركزت على الأيديولوجية أكثر من اللازم في تحقيق المساواة بين القوميات أصبحت معروفة للجميع بعد الانهيار، وقضية ايرلندا الشمالية، تؤكد ما توصل إليه ماركس وانجلز من أن الرأسمالية لن تؤدي إلا إلى زيادة حدة الصراعات القومية والطائفية. ويكتسب هذا الاستنتاج أهمية خاصة، في الفترة الراهنة، التي تشهد تصاعد الخطاب، الديني الذي يطرح حلولا غامضة لقضايا الأقليات القومية والدينية في الدول العربية والإسلامية، حلولا تقول بـ "الأخوة الإسلامية" و "الوحدة الدينية".
إن سعي قوى اليسار، في الظروف الراهنة، إلى لاستفادة من المبادئ التي طرحتها الماركسية لإيجاد الحلول للقضية القومية، هو جزء من النضال الوطني الديمقراطي العام للمجتمع؛ وهو يتطور تبعاً للظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية للبلد المعني، إضافة إلى تأثيرات العوامل الخارجية، الإقليمية والدولية. وبناءً على ذلك فإنه يتخذ صيغا عديدة تبعا للحالة الملموسة وليس تبعاً للوصفات الجاهزة.
وبسبب الحاجة للاستفادة العملية، في ظروفنا الراهنة ، من دروس التجربة السوفيتية في مجال حل القضايا القومية التي تواجه الشعوب العربية، خاصة عندما تختار القوميات المعرضة للاضطهاد شكلاً محدداً من العلاقة مع القوميات الرئيسية، في ظروف تاريخية معينة. ومن أجل أن يكون الموقف الماركسي أكثر وضوحاً، ينبغي أن تتم إعادة النظر بالاشتراطات والقيود والأفكار التي استخدمت لربط الحل الماركسي للقضية القومية بالهدف النهائي للمشروع الاشتراكي، لصالح فك هذا الارتباط. فصحيح أن الماركسية، أيديولوجية ذات أهداف عالمية وتبعاً لذلك لها مصالح "عامة، عالمية وأممية " لكن الوقائع وتطور الأحداث التي أدت للانهيار أكدت، بشكل لا لبس فيه، أن تحقيق الأهداف الكبرى للبشرية، يحتاج إلى وقت طويل جدا.
وأخيراً تلعب التأثيرات الإقليمية الناتجة عن التداخل القومي، الناجم عن انشطار بعض القوميات في أكثر من بلد، عوامل مساعدة لتبرير التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لكثير من دول منطقة الشرق الأوسط وغيرها من الدول النامية. إن ذلك يشكل مخاطر جدية على الوحدة الجغرافية والسياسية، ويمكن أن يؤدي إلى تفكك هذه البلدان، خاصة وإن الدول الرأسمالية، تستغل تعنت الأنظمة الاستبدادية، المتمثل في رفض إيجاد حلول تلبي الحقوق المشروعة للأقليات القومية، لاختراق السيادة الوطنية تحت تبريرات "التدخل الإنساني" وما حدث ليوغسلافيا السابقة، يبرر هذه المخاوف.
ـــــــــــــــــــــــــــ
*أغلب النصوص الواردة أخذت من لينين، مسائل السياسة القومية والأممية البروليتارية ،دار التقدم ، موسكو 1969
********
ص 8
في البصرة.. رفض تعديل قانون الأحوال الشخصية
حافظ الجاسم – البصرة
نظمت تنسيقية الشباب المدني ورابطة المرأة العراقية في البصرة، الجمعة الماضية، وقفة احتجاجية في شارع الفراهيدي للثقافة والكتاب، رفضاً لمشروع تعديل قانون الاحوال الشخصية 188 لسنة 59.
وقالت سكرتيرة رابطة المرأة في البصرة الناشطة النسوية منى مسعود لـ"طريق الشعب"، "اننا نرفض التعديل المطروح لقانون الاحوال الشخصية رفضاً قاطعاً لأنه بالضد من حقوق المرأة حيث يتيح هذا التعديل زواج القاصرات حتى سن 9 سنوات, وهذا يعد مرفوضاً وهو خرق للدستور العراقي لالتزام العراق بتوقيع قرار 1325 الذي يحافظ على حقوق الطفل والمرأة".
وأضافت "اننا اذ نرفض هذا القانون لكونه يعتبر اداة للتفرقة بين ابناء الشعب الواحد على اساس الدين او المذهب حيث يسمح هذا التعديل للمسلم ان يرث زوجته ان كانت على غير ديانة في حين لا يسمح للمرأة ان ترث زوجها المسلم".
من جانبه، قال الناشط السياسي المحامي كاظم محسن، "يعد قانون الاحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 59 أفضل قانون في المنطقة العربية وقد حاولت السلطات التنفيذية فيما بعد العام 2003 تحريف هذا القانون واستبداله بقانون الاحوال الجعفري الذي يعتبر في جوهرة المذهبية والطائفية, وقد عادت السلطات وصوتت على هذا القانون في جلسة البرلمان الاخيرة المنعقدة في 31 تشرين الاول وبعد كل الاعتراضات والرفض الذي واجهه فيما مضى من قبل منظمات المجتمع المدني والمنظمات النسوية".
وأضاف حول التعديل المطروح لقانون الاحوال الشخصية، "يحمل هذا التعديل نوايا سيئة جداً للمرأة ويحمل نقطة تخلف ونكسة كبيرة لها, ومن ضمن نقاط التخلف واللا دستورية المطروحة فيه هي اعتبار رجل الدين هو المرجع للمشاكل العالقة, وهذا ما سيعزز نهج الطائفية والمذهبية على حساب حقوق المرأة, كما وان هذا التعديل سيحد بشكل كبير من دور القضاء العراقي لصالح رجال الدين مما يجعل دور القضاء دوراً ثانويا وغير ذي اهمية".
الصحفي احمد ستار العكيلي قال لـ"طريق الشعب"، ان "التعديل ينص على خرق مبادئ حقوق الانسان والطفل والمرأة على السواء وخاصة وان العراق قد وقع على القرار رقم 1325 للأمم المتحدة".
واضاف ايضاً، انه "لا خلاص من نظام المحاصصة والطائفية الاثني المبني على ازمة المكونات وغيرها الا بإحلال البديل المرتقب, الدولة المدنية الديمقراطية, دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية".
وقال مراسل طريق الشعب في البصرة انه "كان هنالك بعض المداخلات من قبل الحضور وقد ركزت هذا المداخلات على دور المرأة في المجتمع الحديث، على جميع الاصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
*********
مسيرة احتجاجية راجلة في المتنبي
بغداد - طريق الشعب
انطلقت صباح يوم الجمعة الماضي، مسيرة راجلة نظمتها رابطة المرأة العراقية بمشاركة العشرات من المدافعات والمدافعين عن حقوق المرأة والطفل، أبتدأت من المركز الثقافي البغدادي لتجوب شارع المتنبي ذهابا وإيابا للتوقف عند منصة المتنبي، احتجاجا على مشروع التعديلات المقترحة على قانون الأحوال الشخصية العراقي.
وعبرت النساء المشاركات في لافتات رفعوها، عن استيائهن من مشروع التعديلات الذي صوت عليه البرلمان مبدئياً ما يشكل خطرا على حياة ومستقبل الفتيات وطفلات العراق، وأكدن أنه لا ضرورة لتشريع مثل هذا القانون كونه يدفع لتفتيت اللحمة الوطنية.
واختتمت المسيرة الاحتجاجية ببيان لرابطة المرأة العراقية (ننشر نصه على الصفحة الثالثة)
يذكر إن الحركة النسوية تتابع بقلق كبير التحولات التي من شأنها الأضرار بالمجتمع العراقي وبواقع النساء خصوصاً، حيث تجري عشرات الاجتماعات واللقاءات التي تناولت الموضوع ومناقشته، من جانب أخر أكدت شبكة النساء العراقيات في اجتماع خصص لهذا الأمر على موقفها الرافض لمقترح مشروع التعديل، والتوجه للرأي العام الدولي ( ألأمم المتحدة ووكالاتها والهيئات الدبلوماسية المعتمدة في بغداد) لبيان مخاطر مقترح مشروع التعديل على مبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية ومدى تعارضه مع الدستور والتزامات العراق الدولية خاصة اتفاقية سيداو.
من جانب أخر، طالبت لجنتي المحاميات المركزية وشؤون المجتمع المدني والمكتب الإعلامي في نقابة المحامين العراقيين رئيس الجمهورية بعدم المصادقة على تعديل القانون، في حال إقراره.
***********
شيوعيو الشامية يشاركون
في حملة "كلا لزواج القاصرات"
الديوانية - حازم الجعفري
قامت مجموعة من شيوعي الشامية بجولة راجلة في سوق الشامية، الجمعة الماضية، التقوا خلالها بمواطني المدينة واصحاب المحلات وشرحوا لهم مخاطر محاولة تعديل قانون الاحوال الشخصية الصادر عام 1959والقاضي بالسماح بزواج القاصرات والغاء د ور المحاكم".
وقال مراسل "طريق الشعب" ان "رفاق الحزب شرحوا للمواطنين الاضرار الصحية والنفسية للفتيات الصغيرات جراء زواجهن وهن بسن صغيرة اضافة الى الاخطار الاجتماعية".
واضاف، ان "المواطنين تفهموا مخاطر التعديلات، مطالبين اعضاء البرلمان بعدم التصويت على التعديل"، مضيفا انه "قام بعض اصحاب المحلات بتعليق البوستر الذي اعدته منظمة الحزب الشيوعي على ابواب محلاتهم".
وتابع، "ثم وزع الرفاق على المواطنين في السوق المقال الافتتاحي الذي حملته جريدة طريق الشعب والذي أدان محاولة البرلمان تعديل قانون الاحوال الشخصية لأنه يقضي على كل المكاسب التي تحققت للمرأة العراقية على مدى عقود طويلة".
***********
ذكرى...
حزب الشعب الفلسطيني: رغم ويلات وعد بلفور
شعبنا قادر على استعادة حقوقه المسلوبة
قال حزب الشعب الفلسطيني، إن وعد بلفور جريمة ومؤامرة استعمارية مازالت ويلاتها مستمرة منذ مائة عام بحق شعبنا، مؤكداَ على مسؤولية بريطانيا عن هذه الجريمة، وكذلك مسؤولية للمجتمع الدولي السياسية والقانونية والأخلاقية تجاه ما يتعرض له شعبنا من عدوان وإنكار لحقوقه.
جاء ذلك في بيان صدر عن حزب الشعب الفلسطيني، تزامناَ مع الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم في الثاني من تشرين الثاني عام 1917، حيث سمحت ودعمت بريطانيا بموجبه إقامة ما يسمى بـ"وطن قومي" لليهود في فلسطين على حساب حقوق أصحابها الأصليين.
في ما يلي نص البيان:
بالتزامن مع الذكرى المئوية لوعد "بلفور" المشؤوم في الثاني من تشرين الثاني عام 1917، حيث سمحت ودعمت بريطانيا بموجبه إقامة "وطن قومي" لليهود في أرض فلسطين على حساب حقوق أصحابها الأصليين، أصدر حزب الشعب الفلسطيني، يوم الأربعاء الماضي، البيان التالي:
يعيش شعبنا الفلسطيني وكل أحرار العالم والشعوب المتضامنة معه، في الثاني من تشرين الثاني من هذا العام، الذكرى المئوية المؤلمة لصدور وعد بلفور المشؤوم، مستحضرين ويلاته وفصول المعاناة التي خلفها وأهدافه العميقة والكبيرة والمحفورة نتائجها في الواقع المعاش اليوم، وما رافق ذلك من ظلم ما زال مستمراَ بحق شعبنا الفلسطيني، حيث قدم وزير المستعمرات البريطاني "اللورد بلفور" في الثاني من تشرين الثاني عام 1917 وعده الشهير القاضي بالسماح للحركة الصهيونية بإقامة دولة لليهود في فلسطين على حساب حقوق أصحابها الأصليين.
لقد تمكنت الحركة الصهيونية بالاستناد الى هذا الوعد المشؤوم الذي شكّل نقطة ارتكاز مفصلية بالإضافة الى الدعم الذي قدمته الدول الامبريالية والرجعية العربية، من ارتكاب مئات المجازر وحملات التشريد بحق شعبنا الفلسطيني وتحويل غالبيته إلى لاجئين، وهو الأمر الذي أدى إلى استمرار حرمانه حتى يومنا هذا من حقوقه الوطنية والانسانية المشروعة. إن جرائم الاحتلال الصهيوني وما يرافقها من تطهير عرقي ونهب للأراضي والعقارات واستيطان وحصار ومحاولات تهويد القدس وعمليات قتل وحملات اعتقال، لن تنال من إرادة شعبنا الفلسطيني وصموده فوق أرضه في مواجهة هذا المشروع البائس وتداعياته المأساوية، وتصميمه على مواصلة كفاحه المشروع ضد كل ممارسات ومظاهر الاحتلال ومستوطنيه، واستعادة حقوقه المسلوبة التي بها فقط يتحقق الأمن والسلام في المنطقة.
إن حزب الشعب وهو يرى أن شعبنا الفلسطيني ما زال يعيش الويلات الناجمة عن وعد بلفور وتنامي مخاطرها بما قد يبدد حلمه الوطني، فإنه يؤكد مجدداَ على ما يلي:
1- تحميل بريطانيا المسؤولية التاريخية والقانونية والسياسية والمادية والمعنوية الكاملة عن هذا الوعد، وما ترتب عليه من ظلم وإجحاف بحق شعبنا، ويدعو الحكومة البريطانية الى عدم الاحتفال بهذا الوعد العار، والعمل على إصلاح هذه الخطيئة التاريخية والتكفير عن جريمتها بالاعتذار للشعب الفلسطيني من خلال إقرارها الفوري بحقوقه في الحرية والاستقلال والعودة، والاعتراف الرسمي بدولة فلسطين وعاصمتها القدس.
2- يؤكد على مسؤولية المجتمع الدولي بمؤسساته المختلفة وفي المقدمة منها مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، تجاه ما يتعرض اليه شعبنا الفلسطيني من نكران ومصادرة لحقوقه ونهب لمقدراته وعدوان متواصل، ويطالبه بالتوقف عن الكيل بمكيالين تجاه قضية شعبنا، وبالتدخل الفعلي من أجل رفع الظلم عنه وتمكينه من استعادة حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وعودة لاجئيه إلى ديارهم طبقًا للقرار 194.
3- إن استعادة الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا الفلسطيني وعلى رأسها حقه في العودة وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على كافة الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس، هو وحده الكفيل بإعادة الأمن والسلام والاستقرار إلى هذه المنطقة، وهو الأمر الذي لا يمكن أن يتحقق إلا بإلزام إسرائيل بالانسحاب من الأراضي العربية المحتلة عام 1967 وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية بهذا الخصوص.
إن حزب الشعب وفي الذكرى المئوية لهذا الوعد المشؤوم وفي ظل الوضع الراهن الذي يعيشه شعبنا وتمر به قضيته الوطنية، يدعو إلى الآتي:
أولاَ: ربط التحرك الفلسطيني ضد وعد بلفور الاستعماري بأهداف النضال الوطني الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وبناء الدولة الوطنية الفلسطينية المستقلة وحقها في ممارسة سيادتها الكاملة على جميع أراضيها المحتلة بعدوان 1967 بما فيها القدس الشرقية باعتبارها العاصمة الأبدية لدولة وشعب فلسطين ومواصلة التحرك السياسي على مختلف المستويات لتحقيق ذلك.
ثانياَ: المضي قدماَ باتجاه التطبيق الفعلي للمصالحة عبر خطوات ملموسة على الأرض، على طريق تعزيز صمود المواطنين والتخفيف من معاناتهم وصون كرامتهم وحقوقهم وحرياتهم وضمان الحياة الديمقراطية، بما يمكن شعبنا ويعزز من قدراته في مواجهة التحديات الماثلة أمامه. ومن أجل استعادة وحدة وعافية النظام السياسي الفلسطيني، والشروع في تطبيق قرارات المجلس المركزي لـ م.ت.ف في آذار 2015، وترسيخ استراتيجية وطنية موحدة لمواجهة التحديات والضغوط التي يتعرض لها شعبنا وحماية قضيته الوطنية.
ثالثاَ: البدء الفوري بمعالجة القضايا الحياتية والمطلبية للمواطنين والتخفيف من معاناتهم التي سببها الانقسام، والعمل على حل مشكلات الكهرباء والمياه والصحة وقضايا الفقر والبطالة وضمان تكافؤ الفرص لكل أبناء شعبنا دون تمييز، وإخراج قضاياهم وحقوقهم الأساسية في العيش الكريم من دائرة التجاذبات السياسية، مؤكدين أن هذا من شأنه أن يسهم في تعزيز القاعدة الاجتماعية للمصالحة، وإكسابها زخماَ جديداَ وحاضنة شعبية توفر لها الحماية تجاه أي محاولة للتعطيل والارتداد.
وفي الختام، يتوجه حزب الشعب بالتحية الى كل الاحرار والمتضامنين مع شعبنا في أنحاء العالم، بما فيهم اصدقاء شعبنا في بريطانيا بالتحرك لتشكيل حملة دولية ضاغطة على بريطانيا واجبارها على الاعتذار لشعبنا والاعتراف بحقوقه، بدل احتفالها بمأساته.
***********
صحيفة الشيوعيين البريطانيين:
تيريزا ماي لا تختلف عن بلفور في الخداع والتضليل
يفضح تصريح تيريزا ماي، رئيسة وزراء بريطانيا، بأنها ستحتفل "بفخر" بالذكرى المئوية لوعد بلفور السيئ الصيت، نفاق التزام حكومتها المفترض بحل الدولتين. وحقيقة انها، الى جانب بنيامين نتانياهو الملطخة أياديه بالدماء، ستحيي ذكرى خيانة بريطانيا سراً للشعب الفلسطيني تصم بلادنا بالتواطؤ مع التوسع الصهيوني.
وكان نتانياهو قد تعهد للناخبين خلال الانتخابات العامة الاخيرة في اسرائيل بأنه لن يسمح ابداً بإقامة أي دولة فلسطينية خلال فترة حكمه. وحالما اعيد انتخابه طلب منه حلفاؤه الدوليون ان يؤكد مجدداً التزامه المفترض بصيغة تواجد اسرائيل وفلسطين جنباً الى جنب، وهو ما فعله واثقاً بأن لا أحد سيتحدى خداعه الوقح.
ليس هناك أي مبرر للتعبير عن الفخر بغايات وعد بلفور او الطريقة التي تم بها تدبيره. ففلسطين - التي كانت حينها جزءاً من الامبراطورية العثمانية المتداعية – لم تكن مقاطعة تابعة لبريطانيا كي تمنحها. فكان ينبغي ان يقرر الفلسطينيون مستقبلهم بأنفسهم، لكن خطةً حيكت بمكر دون علمهم.
ولولا قرار قادة روسيا الثوريين نشر كل الاتفاقات السرية التي ابرمتها خلال الحرب العالمية الاولى الاوتوقراطية القيصرية في روسيا، التي اُطيح بها، مع حلفائها الفرنسيين والبريطانيين، لكان الفلسطينيون ظلوا يجهلون هذه الخيانة لحقوقهم القومية.
يشار الى الحكومة البريطانية برئاسة تيريزا ماي رفضت في وقت سابق طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس تقديم اعتذار عن وعد بلفور. وقالت ان "إقامة وطن لليهود في الارض التي كانت لهم فيها روابط تاريخية وقوية كان الشيء الصائب والاخلاقي الذي ينبغي فعله، خصوصاً ازاء خلفية قرون من الاضطهاد".
ويتجاهل هذا التصريح حقيقة ان اضطهاد اليهود على مدى قرون حدث في اوروبا المسيحية وليس في فلسطين. كما ان فلسطين لم تكن عقاراَ شاغراً او، كما يدعي الصهاينة، "أرضاً بلا شعب لشعب بلا أرض". وما عدا القليل من اليهود فان الاغلبية الساحقة من سكان فلسطين كانوا عرباً، بأغلبية مسلمة واقلية مسيحية.
وتغير هذا الوضع جراء الهجرة اليهودية الى فلسطين في ظل حكم الانتداب البريطاني، ثم المجازر والتطهير القومي ضد العرب الفلسطينيين عندما قامت الوحدات العسكرية اليهودية بإرغام 700 ألف شخص على الرحيل من وطنهم قبل انشاء دولة اسرائيل. واستمر التطهير القومي على قدم وساق منذ حرب الأيام الستة العدوانية التي شنتها اسرائيل ضد جيرانها العرب في 1967.
وادعت تل ابيب ان الأرض التي تم احتلالها آنذاك سيتم اخلاؤها لاحقاً، لكنها استعمرت مرتفعات الجولان السورية واعلنت ضم القدس الشرقية، وتهيئ الآن لنتيجة مماثلة لمستوطناتها غير الشرعية في الضفة الغربية التي لا يقطنها سوى اليهود والتي تتوسع دون انقطاع.
ان تيريزا ماي وغيرها من المدافعين عن النزعة التوسعية لإسرائيل، الذين يكتفون بالتأييد اللفظي لحل الدولتين ولكن يرفضون ان يفصحوا اين حدودهما، لا يختلفون في الخداع والتضليل عن بلفور وشركائه في التآمر. انهم يدركون ان المشروع الصهيوني يتضمن أقصى توسيع ممكن لحدود اسرائيل مع ابقاء الفلسطينيين حبيسين في ما يشبه البانتوستانات التي كان يزعم انها تتمتع بحكم ذاتي في جنوب افريقيا في ظل حكم التمييز العنصري.
ومع ذلك فان "الوسطاء" الدوليين يعطون الأولوية لتوجيه أوامر الى الفلسطينيين بنبذ العنف فيما تقمع قوات الاحتلال الاسرائيلية المدنيين بوحشية وتستخدم القوة المميتة ضد اطفال يرمون الحجارة وتواصل بلا رحمة إقامة المستوطنات على الاراضي الفلسطينية.
لا يمكن التوفيق بين الاحتفال بوعد بلفور ودعم الحقوق القومية للفلسطينيين. ولهذا السبب يتعين على أميلي ثورنبري، وزيرة الخارجية في حكومة الظل العمالية، ان تحذو حذو جريمي كوربن زعيم حزب العمال برفض حضور هذا الاحتفال المشين بهذه المناسبة.
27/10/2017
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
• افتتاحية صحيفة "مورنينغ ستار" الناطقة بلسان الحزب الشيوعي البريطاني حول الذكرى المئوية لوعد بلفور.
*********
الرئاسة الفلسطينية توجه بمقاضاة الحكومة البريطانية فورا
متابعة "طريق الشعب"
وَجّه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتحريك دعوى قانونية ضد بريطانيا بسبب وعد بلفور، بوصفه جريمة سياسية بحق الشعب الفلسطيني، وذلك في الذكرى المئوية لهذا الوعد الذي أعطاه وزير الخارجية البريطاني الأسبق، آرثر بلفور، في الثاني من (تشرين الثاني) من عام 1917، لزعيم الجالية اليهودية آنذاك ليونيل روتشيلد، يتعهد فيه بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
وقال محمود العالول نائب الرئيس الفلسطيني في حركة فتح، لـصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية: «سنقاضي الحكومة البريطانية بأسرع وقت على جريمتها بحق الشعب الفلسطيني، المتمثلة بوعد بلفور».
وأضاف: «سنتوجه أولاً أمام القضاء البريطاني ثم الدولي والأوروبي».
وأكد العالول أن دوافع التحرك الفلسطيني بسبب تمسك بريطانيا بهذا الوعد بعد 100 عام على صدوره، وإصرارها على الاحتفال به.
ويفترض أن يوقع وزير الخارجية، رياض المالكي، في وقت قريب جداً، تفويضاً لمكتب محاماة بريطاني لمتابعة هذه الإجراءات القانونية.
وستطلب السلطة إلزام الحكومة البريطانية بتقديم الاعتذار، وتقديم تعويضات مناسبة بدل المأساة التي حلت بالشعب الفلسطيني بسبب الوعد، بما يشمل وجوب الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
كما ستلجأ السلطة الى التعاون مع فلسطينيين يحملون الجنسية البريطانية، وتضرروا من الوعد بطريقة أو بأخرى من أجل تحريك قضايا شخصية بالتزامن.
وسيتم رفع القضايا أولا أمام المحاكم البريطانية، على أن تتم دراسة إمكانية رفع قضايا أمام محاكم دولية.
وتحرك الفلسطينيون ضد بريطانيا بعد أن رفضت حكومتها طلباً سابقاً بإلغاء احتفال رسمي بمئوية الوعد، وهو الأمر الذي استفزهم إلى حد كبير، إلى جانب أنها رفضت اقتراحاً بالاعتراف بدولة فلسطين من أجل نزع فتيل الأزمة.
وقال وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، إن الحكومة الفلسطينية بذلت كل جهد ممكن لإقناع الحكومة البريطانية بالعدول عن قرارها الاحتفال بمئوية وعد بلفور «لما يمثل ذلك من فقدان للحساسية التي يمكن أن يولدها مثل هذا الاحتفال لأبناء الشعب الفلسطيني الذي اكتوى بنتائج هذا الوعد، ودفع ثمناً باهظاً تمثل في حالة الشتات وفقدان وطنه ولا يزال يدفع هذا الثمن وانعكاساته حتى اللحظة».
وأضاف: «للأسف فغياب الحساسية والإحساس بالمسؤولية السياسية والأخلاقية تأكد أنه ما زال يشكل الموقف البريطاني الرسمي حتى اللحظة، وعلى الرغم من مرور مائة عام على ذلك الوعد».
وعلى الأرض تظاهر الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات، منددين بالوعد والحكومة البريطانية التي تصر على الاحتفال به.
وخرج الفلسطينيون في تظاهرات في شوارع المدن الرئيسة في رام الله وبيت لحم ونابلس والخليل وطولكرم وجنين ورفعوا الإعلام الفلسطينية وصوراً للشعب الفلسطيني قبل وعد بلفور وبعده، في إشارة إلى الشتات الذي سببه الوعد، وشعارات تؤكد على أن الحق الفلسطيني لن يسقط بالتقادم.
وبدأت الفعاليات بإطلاق صفارات الإنذار منتصف النهار لمدة 100 ثانية بعدد سنوات الوعد، ثم اعتصم الفلسطينيون في الميادين العامة.
وفي القدس قدم طلبة فلسطينيون رسائل موجه لماي تحتج على الاحتفال بمئوية بلفور، وتطالب بتصحيح الخطأ التاريخي.
وتظاهر الفلسطينيون كذلك في قطاع غزة، ورفعوا الأعلام الفلسطينية وأعلام الفصائل وشعارات ضد وعد من «لا يملك لمن لا يستحق».