المحرر السياسي لطريق الشعب: بالوحدة الوطنية نهزم حملات الاعداء / 16 حزيران 2014

في اطار درء ودحر الحملة الارهابية لداعش ومن يساندها ويدعمها، في الداخل والخارج، نشهد حراكا شعبيا مساندا للجهد العسكري الوطني العراقي، الذي نريد له ان يتكامل ويأخذ مداه، ويتجاوز صدمة ما حصل في نينوى ومناطق اخرى، وان يأخذ زمام المبادرة لدحر مخططات الاشرار، ومن يريد سوءاً بشعبنا ووطننا. وهذا هو هاجس ومنطلق الوطنيين العراقيين، وكل من يشعر بالمسؤولية ازاء حاضر ومستقبل بلدنا، ويتحسس المخاطر التي تهدد وطننا في هذه اللحظات الحرجة والحاسمة.
ان ما يجرى الان من تصد لمخططات الارهابيين، هو جهد نبيل من اجل الوطن ووحدته، وللحفاظ على نسيجه الاجتماعي، وفي سبيل تعزيز الاخوة بين العراقيين، ولضمان مستقبل البلد الذي لن يأتي لمصلحة ابنائه، وبما يحقق الامن والاستقرار والحياة الكريمة، ويرسخ الممارسة الديمقراطية، ويصون حرية المواطنين على وفق ما جاء في الدستور، الا بعيدا عن التعصب والتأجيج الطائفيين، وعن اجواء التخندق القومي الضيق والنفخ في النعرات الشوفينية، المفرّقة للصفوف والمبعثرة للجهود والطاقات، والتي لا تخدم، شاء مطلقوها ام ابوا، الا اعداء الشعب والساعين الى تخريب وحدته الوطنية، التي تتوجب الآن وبالحاح، صيانتها والحفاظ عليها وتمتينها.
لقد عاش ابناء شعبنا ايام الفتنة الطائفية الحالكة، واكتووا بنارها، وعانوا مما خلفت من مآسٍ وويلات، ما زالت آثارها شاخصة، وكانت وتبقى سلاح داعش والمنظمات الارهابية الاخرى، في شق الصفوف، وفرض الخطط التي لا جامع يجمعها مع مصلحة الاغلبية الساحقة من ابناء شعبنا، التي تريد الخلاص من الارهاب والارهابيين، وتجفيف منابعهم.
في هذا المقطع التاريخي الصعب، نضم صوتنا الى الاصوات الخيرة التي حذرت وتحذر من مخاطر التأجيج الطائفي والقومي، وما يجلبه اليوم وفي الغد من اضرار بالغة.
ونحن في الحزب الشيوعي العراقي، ومن منطلق الشعور بالمسؤولية، والحرص على الوحدة الوطنية، ولانجاح الحملة الوطنية ضد الارهاب وتحقيق اهدافها باسرع وقت، وبأقل الخسائر، ندعو جميع الاحزاب والقوى السياسية، والشخصيات الوطنية والاجتماعية، ووسائل الاعلام، وسائر ابناء شعبنا الحريصين على امنه ومستقبله، الى رص الصفوف وتوحيد الكلمة، والكف عن التصريحات المؤججة للمشاعر والغرائز البدائية، وابداء الحرص على دعم ابناء قواتنا المسلحة في معركتهم ضد الارهاب، وجعل هذه المعركة، بالقول والفعل ، معركة العراقيين جميعا، على اختلاف قومياتهم واديانهم وطوائفهم ومذاهبهم، ومنحدراتهم الفكرية والسياسية.
فالحذر.. كل الحذر من التأجيج الطائفي، ومن التعصب القومي والنعرات الشوفينية