78 عاماً من عمر الحرف والطباعة والنضال

في الحادي والثلاثين من تموز 1935، صدر العدد الأول من "كفاح الشعب" أول جريدة سرية في تاريخ العراق، ويظل هذا "الأول" مرادفاً مشعاً لكثير من محطات سفر الصحافة الشيوعية العراقية.
لقد بزغت شمس "كفاح الشعب" من أقبية مستشفى السكك الحديد بكرخ بغداد في عهد وزارة ياسين الهاشمي، وقدمت نفسها في ترويستها أنها (لسان حال العمال والفلاحين) وتصدر عن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، وبعد سنة واحدة من صدورها بلغ توزيعها (500) نسخة من كل عدد، وكل أعدادها هي خمسة فقط، وكانت تكتب بخط يدوي وتسحب بآلة رونيو بقطع صغيرة وبثماني صفحات، ومع ذلك أدت رسالتها في نشر أفكار الحزب وجذب انتباه الجماهير، وطرحت أهداف الحزب وشعاراته آنذاك ومنها: توزيع الأراضي على الفلاحين، إلغاء ديون الأراضي ورهوناتها، مصادرة "أملاك المستعمرين" من المصارف، تحقيق حكومة العمال والفلاحين، الاستقلال الذاتي للأكراد، ضمان الحقوق الثقافية للأقليات، إطلاق الثورة الاجتماعية، وتحرير الناس من كل أشكال الخضوع.
ثم تنوعت أسماء الصحف الشيوعية العراقية وتعددت، ولكن بقيت رسالتها الوطنية والمهنية ذاتها في الدفاع عن مصالح الشعب والنضال، لغد أفضل، وفي تبني القضايا السياسية والمطلبية الأكثر ارتباطاً بحياة الناس والكادحين ومعاناتهم وهمومهم اليومية.
وفي السفر الصحفي الخالد، أصدر الشيوعيون أول مرة في تأريخ العراق صحفاً تنظيمية داخلية فكانت وما زالت "مناضل الحزب". كذلك هم أول من أصدر صحفا في السجون والمعتقلات مثل "كفاح السجين الثوري"، ويعد الكاتب الشهيد عبد الجبار وهبي "أبو سعيد" أول من كتب العمود الصحفي في تأريخ صحافة العراق. فيما صار عمود الكاتب الشهيد شمران الياسري "أبو كاطع" أشهر عمود صحفي ـ حتى الآن ـ في مسيرة الصحافة العراقية كلها.
واليوم، وبعد أن سجلت نفسها أنها أول صحيفة عراقية تحرر وتطبع وتوزع في بغداد ـ مباشرة ـ بعد الخلاص من الدكتاتورية، تقف "طريق الشعب" وفيّة لسلالتها ورسالتها وناسها، وتعاهد قراءها بأنها ستبقى كما كانت أمينة على العهد والوصية والمبادئ والدماء الزكية وآلام الناس وآمالهم في عراق آمن حر كريم عصري.
المجد والخلود لشهداء الصحافة العراقية وصحافة الحزب الشيوعي العراقي.