شهدت بلادنا في الفترة الأخيرة حوادث امنية عديدة في مناطق مختلفة، سقط جراءها شهداء وضحايا بررة، بينهم مدنيون ومن منتسبي المؤسسات الأمنية.
فقد قامت عصابات داعش الإرهابية بترويع المواطنين ومهاجمة مواقع امنية وعسكرية ونقاط سيطرة، ومساء امس الاول الثلاثاء جرى اطلاق موجة جديدة من صواريخ كاتيوشا استهدفت مناطق في العاصمة بغداد، مثل ساحة الاحتفالات في المنطقة الخضراء والمناطق المحيطة بها وقرب مدينة الطب ومتنزه الزوراء.
وعن اطلاق الصواريخ هذا قالت قيادة العمليات المشتركة في بيان، انها أدت الى استشهاد طفلة واصابة خمسة مدنيين آخرين، وتوعدت الفاعلين بان مثل هذه الحوادث لن تمر” من دون ملاحقة وحساب“.
ان ما حصل ويحصل يزيد من قلق المواطن، المهموم بما يواجه من صعوبات اقتصادية ومالية ومعيشية وصحية، والحائر في تدبير قوت يومه.
وفيما يخص داعش الإرهابي تتأكد كل يوم حقيقة انه يحاول لملمة صفوفه وعناصره، ويقوم بعمليات بائسة ومنعزلة لرفع معنويات افراده، وحقيقة ان تحقيق الانتصارالعسكري عليه يتطلب جهدا مركبا ومقاربات متعددة : سياسية واقتصادية وامنية وعسكرية ولوجستية واجتماعية وثقافية وإعلامية. كما يتطلب الإسراع في غلق ملف النازحين وعودتهم الى ديارهم ومدنهم، وتأمين ذلك وتحقيق مستلزماته ، ومعالجة الموضوع بعيدا عن الكسب والابتزاز السياسيين، والحسابات الطائفية والانعزالية هنا وهناك. فمن شأن استمرار ذلك ان يهدد الامن والاستقرار، ويؤجج النزعات الطائفية التي ذاق العراقيون جميعا مرارتها، ولَم تجلب الا الخسائر والنكبات لكل العراقيين، بضمنها فقدان آلاف المواطنين ارواحهم وتغييب مثلهم قسرا، والكثير منهم ما زال مصيره مجهولا.
من جانب آخر تتأكد يوما بعد يوم صحة وسلامة وراهنية المطالبة بحصر السلاح بيد الدولة، وملاحقة العناصر المتمردة على الدولة وسياستها، الداخلية والخارجية، وفرض هيبة الدولة وسلطة القانون.
وبات ملحا ان توجه الحكومة والأجهزة الأمنية رسائل تطمين الى المواطنين، بشأن قدرتها حقا وفعلا على حمايتهم ووضع حد لفوضى السلاح وحفظ السلم المجتمعي وصيانة الامن العام في البلد.
من الضروري ان تتضافر جهود مختلف الأطراف السياسية والشعبية والحكومية والعسكرية والأمنية، وجميع القوات على اختلاف صنوفها وتشكيلاتها ، مع الحرص على عدم التفريط بالنصر المتحقق على داعش والمضي قدما على طريق دحره ووأد فتنه ، وتجنيب المواطنين المزيد من الضحايا والمزيد من زعزعة استقرار البلاد وامنه وسيادته ، وان يكون هناك تنسيق وتعاون في ما يخص الملف الأمني المعقد والشائك، والحؤول دون حصول انتكاسة فيه، خصوصا وان بلدنا يواجه المزيد من المصاعب، التي تتكالب عليه من كل حدب وصوب