التدخل الخارجي العسكري يعقّد مسار السلام في سوريا / 09 نيسان/أبريل 2017

اقدمت الولايات المتحدة الامريكية على شن غارات صاروخية على مطار الشعيرات في سوريا، بحجة الرد على استخدام النظام السوري اسلحة كيمياوية ذهب ضحيتها العشرات من المدنيين . ويعد هذا عدوانا على سيادة الدولة السورية ، وتطورا حادا وخطرا على مسار الاحداث في هذا البلد المثخن بالجراح تحت وقع عمليات عنف متواصلة لعبت فيها التدخلات الخارجية، الاقليمية والدولية ، دورا تصعيديا خطيرا منذ سنوات.
اننا اذ ندين أي استخدام للاسلحة الكيمياوية، ومن اية جهة جاء ، ونتضامن مع ضحاياها من ابناء الشعب السوري الشقيق الذي يدفع فاتورة غالية للصراعات المحتدمة في بلده وللتدخلات الخارجية فيه ، فاننا ندين ، ايضا ، وبنفس القوة أي عمل عسكري ، خارج القوانين والاعراف الدولية لمعالجة هذا الاستخدام للاسلحة الكيمياوية . وكان من الصواب والصحيح ان تتضافر الجهود الدولية للتيقن من الجهة التي استخدمتهـا ، ومعاقبتها وفق القانون الدولي وميثاق الامم المتحدة .
ان ما اقدمت عليه امريكا من اجراء عسكري سوف يعقد الامور اكثر ، ويؤخر فرص الحل السلمي للازمة السورية التي طال امدها ، خصوصا وان سوريا غدت ساحة تتصارع عليها قوى اقليمية ودولية .
ومن جانب اخر فان هذا العمل سيضعف كثيرا من التنسيق والتعاون الدوليين في مكافحة داعش والارهاب ، خصوصا وان التنظيم الارهابي يلفظ أنفاسه الأخيرة في بلدنا العراق بعد الانتصارات التي تحرزها قواتنا المقاتلة على اختلاف صنوفها وتشكيلاتها .
ونحن في الوقت الذي نساند فيه حق الشعب السوري في الإصلاح والديمقراطية، نرفض وندين الأعمال الارهابية واللجوء الى العنف والتدخل الخارجي، وندعو الى الاستجابة لمساعي الأمم المتحدة والوساطات الدولية من اجل حل سياسي وسلمي للأزمة يقوم على حوار وطني شامل يجمع كل القوى المناهضة للتدخلات الاجنبية والمنظمات الاصولية الارهابية ولمشاريع تفتيت البلاد، من اجل تحقيق السلام والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية . اما شكل الحكم اللاحق فان الشعب السوري هو من له الحق في تحديده بما ينسجم مع مصالحه وتطلعاته الى حياة آمنة، وتمتعه بحقوقه .