المعركة.. والمتطلبات الضرورية / 7 ايار 2016

تواصل قواتنا المسلحة، بكافة صنوفها، ومعها المتطوعون في الحشد الشعبي وابناء العشائر، معركة تحرير قضاء الفلوجة، وتحرز كل يوم نجاحات جديدة، رغم الظروف المعقدة المحيطة. فهي تتقدم لاستكمال تحرير كافة المدن والقرى من دنس داعش والارهاب، واعادتها جميعها الى احضان الوطن، بعد ان اختطفتها ايادي الارهاب الآثمة لفترة تزيد على السنتين، وجعلت سكانها الابرياء يعيشون في اوضاع غاية في القسوة، تحدث عنها تفصيلا النازحون من سيطرة داعش الى المناطق الآمنة. حيث تتعاون سلطات وجهات عدة متكاتفة لاستقبالهم وتوفير السكن والغذاء لهم، فيما تبقى الحاجة قائمة وملحة الى جهد وطني اوسع، ودعم دولي أكبر لانقاذ الآلاف التي تبحث عن مكان آمن لها. فداعش يسعى الى استخدام ابناء الفلوجة الابرياء دروعا بشرية، او اجبارهم على التجنيد في صفوفه، بعد أن مارس بحقهم طيلة الفترة الماضية، كل اشكال القمع والاضطهاد، وكل ما يحط من كرامتهم وانسانيتهم.
واننا اذ نبارك هذا الجهد الوطني الكبير، ونتطلع مع ابناء شعبنا الى الانتصار النهائي، واذ نشيد بالتضحيات الغالية ومآثر الشهداء الابطال، ونتمنى للجرحى الشفاء العاجل، نشدد في ذات الوقت على اهمية الادارة الجيدة للمعركة، والتوظيف السليم العقلاني والمدروس لكافة مستلزمات نجاحها، والارتقاء بالاداء بما يسرع في حسمها ويقلل الخسائر في صفوف المقاتلين والمدنيين، وصيانة ارواح الابرياء وعدم أخذهم بجريرة افعال غيرهم.
ان المعركة الراهنة تتطلب توحيد القيادة والتنسيق الجيد بين مختلف المقاتلين، كذلك توحيد الخطاب السياسي والاعلامي وحصر التصريحات بشأن سير المعركة بالجهات المعنية، والحرص على دقتها وتجنيبها اثارة الحساسيات، او استغلالها لتحقيق مصالح سياسية وحزبية وشخصية ضيقة على حساب دماء العراقيين ومعاناتهم على يد داعش وسائر الارهابيين.
ان ابناء المناطق المحررة، والفارين من جور وارهاب داعش يحتاجون الى من يخفف عنهم معاناتهم، وان اية اساءة لهم، مهما كانت محدودة، مرفوضة وغير مقبولة ابداً، ولا يمكن تبريرها والدفاع عنها. وحسنا فعل رئيس الوزراء بمتابعته ما اثير عن وجود انتهاكات ومطالبته بملاحقة المسؤولين عنها. وهذا هو المطلوب كي تأخذ معركتنا ضد الارهاب بعدها الوطني كاملا، بدون نتوءات او خدوش تسيء الى هذه الانتصارات والنجاحات الكبيرة او تنتقص منها.