|
|
تصفح بي دي اف |
|
![]() |
|
سوريا.. الجيش والأكراد طردوا داعش من الحسكة
دمشق- وكالات:
تمكن الجيش السوري ووحدات حماية الشعب الكردية من طرد عناصر تنظيم الدولة الإسلامية من مدينة الحسكة بعد معارك عنيفة.
وقالت مصادر ميدانية لوكالة "سانا" تمكن الجيش والمسلحون الموالون له من استعادة السيطرة على حي الزهور عند المدخل الجنوبي لمدينة الحسكة، وطردوا "داعش" من كامل القسم الجنوبي للمدينة حتى أطرافها الجنوبية.
ومع ذلك لا تزال الضواحي الجنوبية للمدينة تشهد بعض الاشتباكات مع عناصر التنظيم في المنطقة. وفي سياق متصل، أشار مصدر في قيادة شرطة الحسكة إلى مقتل شخص وإصابة طفلة بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة زرعها مسلحو "داعش" في محيط قرية الصلالية الواقعة على طريق الهول في الريف الشرقي.
وفي تصريح لـ"سانا"، أكد محافظ الحسكة محمد زعال العلي أن الجيش والقوى الوطنية المؤازرة له "أصبحت فى المرحلة الأخيرة من إعلان مدينة الحسكة آمنة بشكل كامل". يذكر أن المقاتلين في وحدات حماية الشعب الكردي كانوا يتقاسمون السيطرة على المدينة مع الجيش السوري قبل أن يسيطر "داعش" على عدد من الأحياء الجنوبية للحسكة.
من جانب آخر، قال نشطاء إن مقاتلي المعارضة شنوا هجوما واسعا على مناطق تسيطر عليها القوات الحكومية في شمال غرب سوريا في محاولة للتقدم نحو منطقة ساحلية ذات أهمية استراتيجية. وحسب المصادر العسكرية السورية فإن الهجوم يعتبر الأكبر والأوسع في المنطقة من قبل المسلحين.
********
تعليق نشاط 80 جمعية بشبهة الإرهاب
عتاد عسكري ألماني الى تونس بقيمة تفوق مليون يورو
"متابعة طريق الشعب"
في إطار الزيارة التي تقوم بها وزيرة الدفاع الألمانية لتونس، أعلنت برلين تزويد تونس بمعدات وآليات عسكرية تساعدها على مراقبة الحدود، وذلك في إطار حملة أطلقتها ألمانيا لدعم تونس في مواجهة الإرهاب بعد عملية سوسة، ياتي في وقت اعلنت الحكومة التونسية تعليق نشاط جمعيات تحوم حولها شبهة الارهاب.
وعقب الهجمات الإرهابية التي استهدفت سائحين في تونس، أعلن الجيش الألماني تزويد تونس بعتاد عسكري بقيمة مليون و200 ألف يورو، حيث ستحصل القوات المسلحة التونسية على حوض عائم لصيانة القوارب وزورق للدوريات وخمس شاحنات صغيرة من طراز "يونيموغ"، بالإضافة إلى 3 آلاف خوذة و700 منظار مزدوج.
وتدرس الحكومة الألمانية كيفية دعم تونس في تأمين حدودها مع ليبيا التي يبلغ طولها 600 كيلومتر، كما أنها تبحث في المقام الأول دعم تونس بمهمة شرطية. ولم يتضح بعد إلى أي مدى من الممكن أن يسهم الجيش الألماني في دعم تأمين الحدود التونسية. تجدر الإشارة إلى أن البلاد تعرضت نهاية حزيران الماضي إلى هجوم على منتجع سوسة الساحلي أودى بحياة 38 سائحا. كما قتل أكثر من 20 سائحا في هجوم إرهابي آخر على متحف "باردو" الوطني في العاصمة تونس في آذار الماضي.
وكانت ألمانيا قد تعهدت في زيارات سابقة هذا العام للرئيس يوآخيم غاوك ووزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير بتقديم مساعدات فنية لتونس لإحكام مراقبتها لحدودها الشرقية مع ليبيا، إضافة إلى دعم جهودها في مكافحة الإرهاب من خلال تزويدها بتجهيزات.
وعلقت الحكومة التونسية نشاط 80 جمعية تحوم حولها شبهة الإرهاب وعلاقات مع المتطرفين، وكشف وزير تونسي أن عدد الجمعيات التي يشتبه في أن لها صلات بالإرهاب والجماعات التكفيرية يصل إلى 157 جمعية.
قال كمال الجندوبي، الوزير المكلف بالعلاقات مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني أنه "تم إحصاء 157 جمعية تحوم حولها شبهة الإرهاب والعلاقات مع الجماعات التكفيرية، وتم تعليق نشاط 80 جمعية والتنبيه على 83 جمعية أخرى بتسوية وضعيتها القانونية إضافة إلى حل عدد آخر من الجمعيات بقرار قضائي".
وشدد الجندوبي على أن "القانون ينظم تعامل الحكومة التونسية مع الجمعيات التي تحوم حولها شبهة الإرهاب أو ثبت تورطها في أعمال إرهابية أو تربطها علاقات مع جماعات تكفيرية تهدد أمن البلاد ". وأضاف "يقع في مرحلة التنبيه علي الجمعية بتسوية الوضعية ثم مرحلة تعليق النشاط في غضون شهر من التنبيه الأول وبعد ذلك حلها نهائيا بمقتضى قرار قضائي".
وأكد الجندوبي على ضرورة اعتماد إستراتيجية واسعة لمحاربة آفة الإرهاب واعتبر أن الجهود التي بذلت في الفترة السابقة "آتت أكلها وسجلت نجاحات في مستوى العمليات الاستباقية وتتبع الخلايا النائمة".
وتلقت تونس إشارة لإقرارها دستورا جديدا وإجراء انتخابات حرة واتباعها سياسة التوافق عقب ثورة عام 2011 التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي، وتشهد البلاد صعودا للحركات الإسلامية المتشددة والتي ازدهرت في بداية الانتفاضة.
*******
تقرير...
مراقبو الهدنة يتعرضون للمضايقة والتهديد بالقتل
الأمم المتحدة: 7 آلاف قتيل و17 ألف جريح حصيلة النزاع شرقي أوكرانيا
كييف- وكالات:
أعلن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن حوالي 7 آلآف شخص قتلوا وأصيب أكثر من 17 ألفا آخرين في جنوب شرق أوكرانيا منذ اندلاع النزاع المسلح فيها قبل 15 شهرا
وفي حديث لوكالة "نوفوستي" الروسية قالت المتحدثة باسم المكتب سيسيل بويي في جنيف إنه "منذ أواسط نيسان عام 2014 وحتى الـ27 من تموز عام 2015 قتل ما لا يقل عن 6832 شخصا (بين مدني وعسكري)، وأصيب 17087 شخصا على الأقل بجروح في منطقة النزاع شرق أوكرانيا"، ويشمل عدد القتلى الضحايا الـ298 لكارثة طائرة "بوينغ" الماليزية.
وقالت المتحدثة "هذه الإحصاءات ليست دقيقة وتعتمد على معلومات مقدمة من قبل كل من البعثة الدولية لمتابعة حقوق الإنسان في أوكرانيا، ومنظمة الصحة العالمية وسبب عدم اكتمالها يعود إلى غياب معلومات عن بعض المناطق الجغرافية وبعض الفترات الزمنية"، مضيفة أن بعثة المتابعة ومنظمة الصحة العالمية تعتبران أن عدد الضحايا الحقيقي أكبر من العدد المسجل.
وبدأت السلطات الأوكرانية في نيسان عام 2014 عملية عسكرية ضد سكان منطقة دونباس (جنوب شرق البلاد) المناهضين للانقلاب في كييف، وبحثت سبل تسوية النزاع في محافل عدة، من بينها اللقاءات التي تجريها مجموعة الاتصال بشأن الأزمة الأوكرانية (روسيا، أوكرانيا، منظمة الأمن والتعاون في أوروبا) في العاصمة البيلاروسية مينسك، وقد تبنت هذه المجموعة منذ أيلول الماضي ثلاث وثائق تحدد الخطوات الرامية إلى حل النزاع.
أعرب رئيس منظمة الأمن والتعاون الأوروبي إيفيتسا داتشيتش عن قلقه إزاء الحادثين الأخيرين اللذين حصلا لمراقبي بعثة المتابعة الخاصة التابعة للمنظمة في جنوب شرق اوكرانيا المتمثلان في إطلاق النار عليهما، مطالبا طرفي النزاع بالتمسك بضمانات سلامة المراقبين وحرية تنقلهم في المنطقة.
ونقل المكتب الصحفي للمنظمة قول داتشيتش "إنني قلق ومضطرب جدا من الحادثين اللذين وقعا في بلدتي ستشاستيه في الـ26 من تموز وشيروكينو في الـ27 تموز، وخاصة لانهما استهدفا مراقبينا المدنيين العزل".
وذكر رئيس المنظمة أن على جميع الأطراف في شرق أوكرانيا، بموجب التزاماتها وفقا لاتفاقات مينسك أن يضمنوا سلامة بعثة المتابعة وحرية تنقلها".
وأشاد داتشيتش بـ"شجاعة" عاملي البعثة و"مثابرتهم" وهم يؤدون مهماتهم في ظروف صعبة، كما أنه دان جميع التصرفات التي تعرقل عمل البعثة.
هذا وأكد أنه يتوجب على طرفي النزاع التمسك الكامل بوقف إطلاق النار ومواصلة سحب أسلحتهما من خط التماس وتفعيل الحوار السياسي تلبية لبنود اتفاقات مينسك.
وكان أحد مراقبي البعثة قد جرح جراء تعرض مجموعة منهم لإطلاق نار وقصف في بلدة شيروكينو جنوب شرق أوكرانيا الاثنين 27 تموز.
وقبل يوم من ذلك، تعرضت مجموعة من المراقبين وعلى رأسها توني فريش، منسق اللجنة الفرعية المعنية بالشؤون الإنسانية لدى مجموعة الاتصال بشأن أوكرانيا، لقصف بقذائف هاون من جهة القوات الأوكرانية، دون وقوع إصابات.
*******
ص 5
في ديالى.. ناحية تشكو أضراراً بالغة بسبب الخنازير البرية
ديالى – وكالات
شكا عدد من اهالي القرى في محافظة ديالى تعرض بساتينهم لأضرار كبيرة بسبب تزايد أعداد الخنازير البرية، فيما عزوا مشكلة تزايد قطعان الخنازير البرية في المحافظة، إلى تراجع النشاط الزراعي فيها جراء الاضطرابات الأمنية التي مرت بها المحافظة خلال السنوات الماضية، ونزوح الفلاحين عن مزارعهم التي تعرضت للإهمال وتحولت الى مستوطنات للخنازير البرية التي تتكاثر بسرعة قياساً بالحيوانات البرية الأخرى. وقد اتخذت قطعان الخنازير البرية، التي تحتمي بمناطق زراعية، مواقع من البساتين والأراضي الزراعية الواقعة على نهر ديالى الممتدة من منطقة الشاعورة حتى سايلو الحبوب في أطراف مدينة بعقوبة خلال الفترة الماضية. فيما يشير الفلاحون إلى أن تلك الخنازير أخذت تهاجم المزارع وتأكل المحاصيل لاسيما الذرة والخضراوات كالطماطم والبطاطا والرقي والخيار وغيرها، كما تقوم بإتلاف نباتات الحنطة والشعير والماش والسمسم من خلال الرعي الجائر في حقولها بأعداد كبيرة. وقد طالبوا بتنظيم حملة أمنية بالتعاون مع الأجهزة الإدارية للناحية وأهالي القرى الزراعية المطلة على نهر ديالى التي تتكاثر فيها الخنازير البرية لغرض الحد من ظاهرة انتشارها، وتعويض المزارعين عن ما أصابهم من ضرر نتيجة لتلف محاصيلهم جراء عبث هذه الحيوانات بها.
*********
بغداديون: كل صيف مع ارتفاع الحرارة.. تختفي الكهرباء
عباس رحمة الله
مرة أخرى أثبتت وزارة الكهرباء فشلها الذريع في حل مشكلة عويصة اسمها الكهرباء خلال فصل الصيف وعلى غرار الأعوام السابقة، حيث عجزت وبشكل صارخ من توفير خدمات الطاقة للمواطنين في الصيف الحالي.
وقد تلمس المواطن هذا الواقع المرير حين وصلت ساعات التجهيز بالكهرباء المتقطعة في بعض المناطق وفي أحسن الأحوال أربع ساعات يوميا وموزعة بين النهار والليل.
وبحسب قول بغداديين، ان هذا القطع غير المبرمج ولساعات طويلة من النهار هو عقوبة مبرمجة وتعسفية بحق المواطنين من قبل الجهات المعنية، اذ فسحت المجال امام أصحاب المولدات الأهلية لاستغلال المواطن البسيط وابتزازه في حاجاته الأساسية وهي الكهرباء حين تعمدوا على رفع أسعار الأمبير بما لا يتناسب مع دخل المواطن الشهري، فيما المشتركون في خطوط الكهرباء الاهلية مجبرون على القبول بـ"اهون الشر" والا كان مصيرهم الخضوع للحر اللاهب والشمس الحارقة.
ويقول المواطن سرمد حسين لـ"طريق الشعب ": أن وزارة الكهرباء تتعمد اذلال الناس من خلال قطع التيار الكهربائي خلال الصيف وارتفاع درجات الحرارة، إذ لم تتعد ساعات التجهيز في اليوم الواحد أربع ساعات فقط. وأتساءل كيف يتم تجهيز التيار الكهربائي لمناطق الخضراء وبيوت المسؤولين دون غيرهم؟ هذا يعني ان الوزارة باستطاعتها تحسين خدماتها، لكنها لا ترغب في تقديم خدمات للناس بسبب الفساد الإداري والمالي وتفضيل المصلحة الشخصية على العامة.
اما المواطن ماجد العكيلي فيؤكد على ان واقع الكهرباء في فصل الخريف وبالتحديد تشرين الاول يتحسن بالنظر لاعتدال الطقس في البلد حيث يستغني المواطنون عن الكثير من اجهزة التبريد والتدفئة وقتها، مضيفا، يتباهى الكثير من المسؤولين عند تحسن واقع الكهرباء ما بين الفصلين، ويأخذ بعضهم الغرور حين يصرح إعلاميا ببطولاته وبجهوده الجبارة في تأهيل منظومة الكهرباء المتهالكة وبان المشاكل ستنتهي وينعم المواطنون بصيف لاحر فيه، لكن كل التصريحات تكون هباء مع اول اختبار حقيقي وحار، وهذا ما لمسناه خلال الاعوام السابقة والعام الحالي.
من جانبها تقول المواطنة ام احمد: يستغل أصحاب المولدات الأهلية تردي خدمات الكهرباء الوطنية وارتفاع درجات الحرارة بفرض اسعار كيفية للامبير الواحد مع تقليل عدد ساعات التشغيل حيث يتراوح سعر الأمبير الواحد في المناطق بين 20 - 25الف دينار ونحن مجبرون على القبول بالأسعار بالنظر لتهديد صاحب المولدة بقطع خط الكهرباء.
فيما يطالب السيد فريد عبد الله باقالة وزير الكهرباء والمسؤولين الذين فشلوا في تقديم الخدمات للمواطنين خلال السنوات الفائتة لانهم جزء من المشكلة، وداعيا مجلس الوزراء لاختيار عناصر مهنية ووطنية نزيهة وكفوءة في مجال الكهرباء لغرض رفع مستوى الخدمات في الوزارة وانتشال المواطنين من ظلم وابتزاز الوزارة، واخيرا تساءل عن مصير المبالغ الطائلة التي رصدت وخصصت لتأهيل منظومة الكهرباء دون جدوى، ما يتوجب محاسبة المقصرين في هذا المجال وكائن من يكون مركزه او الجهة التي تدعمه.
ويدعو المواطن علاء جبار مجلس محافظة بغداد للكف عن إصدار القرارات والتعليمات لأصحاب المولدات الأهلية لعدم التزامهم بتلك المقررات، واعتبرها مجرد حبر على ورق وتصريف اعلامي.
ويقول: تناقلت القنوات الإخبارية في وقت سابق خبراً عن وجود صفقات مالية وراء الكواليس بين أصحاب المولدات الأهلية ومجالس البلدية ودوائر الكهرباء، وكل له حصة من الغنائم المالية ، فيما الحكومية المعنية تلتزم الصمت المطبق إزاء هذه الاحداث وتغفل عن محاسبة المخالفين.
ويستغرب المواطن مالك سعيد من دعوات وزارة الكهرباء لترشيد استهلاك الطاقة، والتي هي مفقودة اصلا ، حيث تتجاوز ساعات القطع الست او عشر ساعات للمرة الواحدة ، وفي بعض المناطق تكون متذبذبة او منخفضة واطئة لا تشغل الأجهزة الكهربائية ولا يستفيد منها المواطن. مضيفا، الانكى من ذلك تم تحديد اسعار الوحدات الكهربائية من قبل وزارة الكهرباء والاسعار عالية جدا، و حينا اخر تطالب الموطنين بالديون المترتبة على ذمتهم ولسنوات ماضية.
ويطالب المواطنون في مدينة بغداد انتشالهم من واقعهم المزري المسمى بالكهرباء الوطنية، وتحسين الخدمات بما يتناسب مع بلد يرفل بالثروات والخيرات المادية والبشرية الوفيرة.
*********
شخابيط ...
سمكة الحكومة!
اخواني «المگاريد».. عند عودة صديقي د. عقيل الناصري من غربته، دعوته لتناول غداء في بيتي، والغداء «بنيّة عمارة» مشوية بالتنور الطيني مع الخبز الحار الخارج من التنور نفسه. الرجل رقص لهذه الدعوة بمنديله، وبعد الانتهاء من تناول السمكة تردد في غسل يديه قائلاً عجبت لقوم يقولون: «السمك مأكول ومذموم». فاختصاصي الامراض القلبية الراحل د. جعفر الكويتي كتب لافتة صغيرة في غرفة فحص المرضى بعيادته مكتوباً عليها «السمك حبيب القلب». وللاسماك اسماء عديدة مثل: البني، الشبوط، الگطان، الزبيدي الصبور، الزوري، الشلج، وقد تنوع طبخها على وفق شهية اصحابها. فمنهم من يطبخه «تطبيگ على تمن» وآخر يقليه بالزيت أو يشويه.
وفي فلم سعيد افندي «گنبص» الفنان المعروف يوسف العالني قبالة «كوم اسماك» ماسكاً سمكة وهو يشمها من ذيلها، ويتهكم فقال له بائع السمك: يا غشيم السمكة تُشم من الرأس وليس من الذيل، وبتهكم ايضاً اجابه ابو يعگوب: يا غشيم انا اعرف جيداً ان رأس السمكة «خايس» لكني اود ان أرى هل وصل الـ»خياس» الى الذيل!
وفي ثمانينيات القرن الماضي ارسلني اهلي «طارش» الى العمارة وبالتحديد الى ناحية السلام في عمق الاهوار. وقبل انتهاء الزيارة أصر أقربائي على تزويدي بـ»صوغة» الى بغداد وهي «گونية اسماك». وهكذا انحدر «كريم» بالمشحوف وانا برفقته حيث اخذ يرمي شباك «سليته» وعند سحبها يضع البني والشبوط في المشحوف، أما سمكة «الشلج» فأخذ يعيدها الى الماء وتبين لي ان الصوغة تصبح معيبة ان كان فيها سمك «الشلج».
اما والدتي فكانت تشتري «كوم سمك» بأرخص الاثمان ويسمى «السمك الغاب» الذي فيه رائحة نتنة، وبأم عيني شاهدتها تفتح السمك الغاب وتغسله جيداً بعدها تذر الملح عليه وبكثرة، وفي المرحلة الاخيرة تقوم بتعليق السمك على الحبل ثلاثة ايام وتحت اشعة الشمس ليجف حتى يتحول الى خشب. بعدها تطبخ لنا أكلة لذيذة جداً تسمى «مسموطة السمك».
اصدقائي.. وحديثي هذا اليوم عن سمكة الحكومة التي دبّت النتانة فيها من الرأس مروراً بـ»السنسول» لتستقر في الذيل.. وهذه النتانة تسمط «المگاريد» سمطاً مبرحاً في حرارة تجاوزت درجتها الخمسين مئوية!
غالي العطواني
***********
في بابل.. أقدم مدرسة تتحول الى مكبٍ للنفايات
مراقب
انتقد عدد من مواطني قرية برنون التابعة لقضاء المحاويل شمالي محافظة بابل تلكؤ أعادة بناء مدرسة خالد بن الوليد في القرية وبعد مرور ثلاث سنوات على هدمها من قبل الشركة المنفذة التي لم تلتزم بتعهداتها.
وقد اشار احد المواطنين من سكنة القرية الى ان المدرسة رممت ثم تم هدمها لاعادة بنائها مجددا، فيما اليوم تحولت الى مكب للنفايات نظرا لعدم اعادة بنائها وتركت أرضاً خالية لتكون موقعاً لرمي النفايات والانقاض. مع العلم ان مبنى المدرسة كان جيدا خصوصا بعد ان تمت إضافة عدد من الصفوف اليها قبل تهديمها بشكل تام. اذ ترتب، جراء هدم مدرسة خالد بن الوليد، انتقال الطلبة الى مدارس اخرى في القرية اصبح الدوام فيها ثلاثياً، ما نجم عنه معاناة وعراقيل مضافة على طلبة المدرسة وذويهم بسبب زحام المدارس وبعدها عن محل سكناهم .
أما رياض عداي عضو مجلس محافظة بابل، فأوضح ان هناك اكثر من 30 مشروعا متعثرا يخص بناء مدارس من ضمنها مدرسة خالد بن الوليد، وان هناك مقترحا لحل هذه الازمة وهو بناء قاعات جاهزة للطلبة.
يشار الى ان مدرسة خالد بن الوليد وبحسب تربويين تعد من اقدم مدارس محافظة بابل، إذ يعود تأريخ بنائها الى خمسينيات القرن العشرين
*********
مجزرة خانقين تحيط بها المياه الآسنة والنفايات
يشكو اهالي مدينة خانقين من التلوث الحاصل قريبا من مجزرة اللحوم النظامية في المدينة ، والتي هي محوطة بفضلات الحيوانات ومخلفات الذبح وبقايا الحيوانات المذبوحة والمتعفنة بالاضافة الى بركة المياه الآسنة التي تنبعث منها الروائح الكريهة وبصورة مقززة جدا، ناهيك عن انتشار الحشرات الناقلة والمسببة لكثير من الامراض بسبب وجود النفايات ومخلفات الحيوانات، هذا الامر بات هاجسا يقلق سكنة الاحياء القريبة واثار مخاوفهم من الاصابة بالامراض بسبب التلوث البيئي الواضح في المنطقة.
سكنة الاحياء القريبة من مجزرة خانقين يطالبون الجهات صاحبة العلاقة ودائرة البلدية برفع المخلفات والنفايات وتجفيف المياه الآسنة، وإلزام ادارة المجزرة بالمحددات البيئية والشروط الصحية في جزر الحيوانات والتخلص من مخلفات الجزر للحد من التلوث، وتجنيب الناس الامراض الوبائية وغيرها.
جوهر كرميان
*********
ملاحظات على مقتربات مجسر باب المعظم الجديد
صادق كاظم
وأخيرا تم افتتاح مجسر باب المعظم في مركز العاصمة وبعد سنوات طويلة بين العمل والتوقف، لكن هناك بعض الملاحظات والمؤاخذات التي تشوب هذا المنجز الكبير والذي يصب في مصلحة الناس ما توجب الاشارة اليها وهي كالتالي:
�في منتصف الجسر العلوي وبالتحديد استخدمت الجهة المنفذة مادة البليت ( الحديد ) بدلا الصب المسلح الكونكريتي وهو ما يخالف الشكل والعمل المنظم والتصميم الإجمالي للمجسر .
�المقتربات الارضية تحت الجسر وامتدادات الشوارع لها حكاية أخرى ، والتي لم تنجز بشكل صحيح ولغاية الان.
�المنهولات التي تصرف المياه تم وضعها في وسط الشارع وهذا مخالف لابسط التصاميم المعمول فيها في انشاء المجسرات، لانها سوف تؤثر على حركة سير المركبات إذ كان بالامكان وضعها بجانب الرصيف كي لا تؤثر وتتأثر بحمولة السيارات ولكي لا تكون عائقاً لحركة السيارات مثل المطبات. كان من المفروض بالشركة المنفذة معالجة كل ذلك الخلل قبل الاكساء والتبليط .. الى الجهات صاحبة العلاقة النظر في الملاحظات ومعالجتها بالممكن والمقبول .
**********
علل خدمية في منطقة سبع قصور
بحاجة الى معالجات عاجلة
عندما تروم الدخول الى منطقة سبع قصور من الشارع الرئيس والذي يمتد الى شارع السريع وصولاً الى المنذرية سيلاقيك الشارع الترابي الذي يخلو من معالم الارصفة، حيث يبلغ طوله حوالي عشر كيلومترات، خمسة كيلو مترات مبلطة والاخرى ليست كذلك، فيما الشارع الثاني والذي يسمى بشارع ابو علي فهو شارع ترابي يمتد وصولا الى منطقة بوب الشام، اما الشوارع الفرعية في المنطقة فهي غير مبلطة على الاطلاق.
تفتقر منطقة سبع قصور الى الخدمات، ومنها انعدام شبكات المجاري لتصريف المياه الثقيلة وغيرها، والمنطقة عبارة عن برك ومستنقعات من المياه الآسنة منتشرة هنا وهناك، حيث يضطر الاهالي الى سحب المياه الآسنة بواسطة شافطات اهلية ومن جيبهم الخاص وباجور تتراوح بين 4 � 5 الاف دينار لكل فرد منهم.
فيما يدفعون اجرة ثلاثين الف دينار لكي ترفع الانقاض والتراب لردم احد تلك المستنقعات. والحديث عن الاوساخ المتراكمة في الساحات والشوارع الفرعية يطول ولا يقصر وقته لعدم اهتمام سيارة البلدية برفع اكوام النفايات من المنطقة.
كريم جولان
*********
مناشدة الى وزارة المالية
اني المواطنة غنية فاضل، زوجة المتوفى عادل محمود ياسين الموظف في شركة القادسية العامة احدى شركات هيئة التصنيع العسكري سابقا، وحاليا احدى شركات التمويل الذاتي التابعة لوزارة الصناعة والمعادن. كنت في وقت سابق قد قدمت معاملة الى ادارة الشركة لغرض احتساب رصيد زوجي المتوفى من الاجازات المتراكمة، لكن بسبب تأخر المعاملة أشهراً عدة ودون معرفة أسباب التأخير، اضطررت الى مراجعة الشركة لغرض الاستفسار عن مصير المعاملة، في كل مرة أسأل عن نتائج المعاملة، كنت اسمع الجواب ذاته لا غيره: «لا تزال المعاملة في وزارة المالية.. لم يصل الرد لغاية الان». عليه اناشد وزارة المالية كي تسعف أسئلتي عن مصير المعاملة بأجوبة واضحة وشفافة. علما ان هذه المعاملة هي الثانية التي اعيدت صياغتها وتقديمها، اذ سبقتها معاملة كان مصيرها الضياع، وآخر ما أخشاه هو فقدان المعاملة الثانية الى مصير مجهول كسابقتها.
*******
مواساة ...
� تعزي محلية الكرخ الثانية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق خير الله كاظم جاسم (ابو عمر) لوفاة ابن اخيه اثر حادث مؤسف، للفقيد الذكر الطيب ولرفيقنا وعائلته ومحبيه الصبر والسلوان.
ص6
أول الطريق الى النهضة النسوية
أول الطريق الى النهضة النسوية في العراق، لصبيحة الشيخ داود، هو الكتاب الصادر عن "دار الشؤون الثقافية"، ضمن سلسلة علم وأثر، تضمن الكتاب مقدمة للسيد منير القاضي، وزير المعارف السابق، ورئيس المجمع العلمي، ثم مقدمة ثانية للمؤلفة، وقد احتوى الكتاب على عناوين عدة، أولها العراقية في ثورة العشرين والتعليم النسوي ومعركة العراقية مع الحجاب، ثم الملك فيصل ينشىء مدرسة في بيته، ومن المقالات أيضا سوق عكاظ ومفكرون انتصروا للمرأة، ثم الجمعيات النسوية، وأخيرا العراقية في التيارات الأدبية والفكرية. يقع الكتاب في 207 صفحة من القطع الكبير.
المؤرخ ابراهيم فاضل: أمنيتي أن تأخذ تكريت استحقاقها كمدينة تاريخية
حاورته: شهد مولود الرفاعي
يعد المؤرخ والآثاري ابراهيم فاضل الناصري من أبرز الناشطين في مجالات توثيق التاريخ وتمحيص التراث، لا سيما في محافظة صلاح الدين عبر مشاركاته واصداراته ومساهماته الفاعلة في المؤتمرات العلمية والأكاديمية التي تتناول مواضيع التاريخ والتراث وما ينتج عن ذلك من طروحات متجددة تخالف المألوف أحيانا، عبر رؤية تأريخية تستمد مقوماتها من مرجعيات رصينة وعلمية تتعامل مع الحقيقة التأريخية بكل تجرد وحياد، واضعا نصب عينيه الحقيقة الكاملة من دون رتوش أو أسطرة..
سألناه أولا:
كونك مؤرخا وباحثا في تراث محافظة صلاح الدين، كيف تتعامل مع الحقائق التاريخية وتوثق الأرجح والأقرب إلى الصواب؟
في تحقيق وتوثيق وتقويم الخبر التاريخي والأثر التراثي، أجمع ما بين سبل مؤرخينا القدماء باعتماد النظر والاستبانة والجرح والتمحيص والتعديل والإقرار، وبين سبل بحث وتحقيق التراث الحديثة باعتماد طرائق البحث العلمي للوصول إلى الحقيقة الغائبة أو المندثرة أو لترقيع أو اصلاح ما تهرأ أو تلف منها ثم الوصول الى مرحلة التوثيق للصواب نفسه بعد العثور على ما تبقى منه أو كله وليس الأرجح، لأن المؤرخ ينشد الحقيقة ذاتها ولا يجد نفسه قد حقق شيئا للتراث اذا ما اكتفى بالأقرب للصواب، انما همه وبغيته الصواب الضائع أو المندثر أو التالف.
تقترن الحرية دائما مع الأبداع.. متى يجد المؤرخ والباحث نفسه حرا وموضوعيا؟
يجد المؤرخ نفسه حرا وموضوعيا في صياغة منجزه عندما تتوافر له العوامل المساعدة أو لنسمها مرتكزات الانتاج الفكري وأقصد فيها: امتلاكه للاكتفاء المادي الذي يمكنه من اتمام العمل، "قدرته على الوصول لمنابع ومنافذ ومكامن الوثيقة والخبر العتيق بلا موانع أو مقيدات وامتلاكه للعزيمة وتحرره من الخوف وتجرده من العاطفة.
تناولت في العديد من كتبك السيرة التاريخية لمدينتك "تكريت" وأثرت الكثير من اللغط والاستنكار في طروحاتك.. ترى ما الذي يثير القارئ عندما يتعامل الباحث مع بعض الحقائق؟
حقيقة أنا في كتابتي لتاريخ تكريت وتراثها كنت قد أثرت مفاجآت تاريخية من خلال كشفي لحقائق مندثرة واظهاري لنتائج جديدة كانت مطمورة أو مفقودة، وليس لغطا كما تذكرين، الأمر الذي أثار الذهول لدى البعض والاعجاب لدى البعض الآخر، وهذا الأسلوب حقيقة هو الوسيلة المفيدة والمجدية للوصول الى الحقيقة الغائبة، وان الذي يثير الاعجاب هو الوصول للحقيقة وليس مقاربتها.
قدمت العديد من البرامج عبر الاذاعة والتلفزيون .. كيف وجدت استجابة المتلقي وتفاعله مع المواضيع التراثية والتاريخية التي تناولتها بموضوعية وعلمية؟
وجدت استجابة إيجابية وتفاعلا حيا ومتصلا.
بعد أن تعرضت تكريت إلى تدمير كبير طال بناءها العمراني ونسيجها الاجتماعي، ومع عودة النازحين من أهلها، كيف ستتعامل كمؤرخ مع واقعها الجديد؟، وما هي معطيات المستقبل، ﻻسيما ان هذه المدينة عاشت تحت ظل أحقاب متنوعة؟
سأتعامل مع الواقع الناتج كما تعامل المؤرخون والمحققون والخططيون والمصنفون والاخباريون من سلفنا التالد من الذين عاصروا محنة المغول ومحنة التتار ومن الذين شهدوا حقبا مرة وقاسية قد مرت.
أما معطيات المستقبل فتقررها جهود الناشطين في التراث، ولكن العلامة الفارقة لها أن تكريت باتت مدينة تاريخية وليست أثرية بمعنى أنها مدينة يتحدث عنها التاريخ بالكر والخبر ولا يصعب على التراث أن يتحدث عنها بالأثر لانعدام أو لزوال الأثر.
كيف تجد الواقع الثقافي في محافظة صلاح الدين؟، هل تعتقد أن للثقافة دورا في الارتقاء بوعي الناس؟ وكيف؟
الواقع الثقافي في الوطن كله وليس في المحافظة مريض بل مترد في العلل ولو كان واقعا سليما لما حصل الذي حصل ولما كان الخطاب والتصرف بهذا الشكل واللون والطعم.
هل غابت ثقافة الاهتمام بالتراث والآثار لدى عموم الناس في وقتنا الراهن أم مازال هناك متلقون؟
لا، بالعكس هنالك ثقافة اهتمام وهنالك متلقون كثر، لكن الذي يغيب هو وسائل وأدوات وقنوات بث ونشر هذه الثقافة.
لديك تجربة رائعة وفريدة في اسهاماتك الفاعلة في كتابة موسوعة تكريت التي صدرت عن قصر الثقافة والفنون في المحافظة.. كيف وجدت صدى هذا الجهد الطيب على صعيد المحافظة والعراق؟
ليست مجرد اسهامات بل انها جهود فردية تجشمت عناءها لوحدي. والحقيقة ان هذه الموسوعة هي ابنتي الشرعية، اذ أنني كتبتها بمفردي من الجلد الى الجلد بحركاتها وسكناتها، بأخبارها وآثارها، بآرائها وطروحاتها، بمباحثها ومفاصلها، بلغتها وصياغتها، بأسلوبها ومطلوبها، بهيأتها ونمطها، بشكلها وشاكلتها، ولكن لدواع ادارية ظهرت بالمشاركة.
أما صداها فكان باهتا وخافتا بسبب أنها وزعت بشكل غير صحيح فذهبت نسخها الى أدراج غير معنية بالموضوع وكان وراء ذلك الدافع الرسمي وليس الثقافي والا فإنها كانت أيقونة معبرة عن تراث المدن الثمانية لصلاح الدين.
ماذا أضافت لك تجربة وجودك في مصر؟، هل وجدت آفاقا جديدة في التعامل مع معطيات الثقافة؟
لم يضف وجودي في مصر أي اضافة فكرية أو ثقافية لي .. بل بالعكس انه حجرني وأبعدني عن الفكر والثقافة لأن مصر ليست هي مصر التي كانت تكتب والعراق يقرأ.. تراث شارع الثقافة اليوم بمصر يتحكم به اللهو وتتقدمه التسالي خان الخليلي، ما عاد شارع فكر ومعرفة، انما صار شارع تجارة هدايا وأنتيكات
تصوري أنني قد كتبت لمدينة المنصورة التي أقطن فيها كتابا عن تاريخها لأنها قبلي لا تمتلك كتابا يتكلم عنها في مجال التاريخ أو التراث مطلقا علما انها مدينة أسسها الملك الكامل وبنتها الملكة شجرة الدر وشهدت معركة حاسمة ضد الصليبيين.
هنالك العديد من غير المتخصصين الذين كتبوا في التأريخ حتى أصبحوا عالة على المكتبة العراقية بل أساءوا للتاريخ .. ما هو دوركم في التصدي لمثل هؤلاء المتطفلين؟
ان التصدي لمثل هؤلاء وهم كثر ولهم أثر سيىء هو ضرورة توافر دوريات متخصصة في التراث والتاريخ تعتمد كمنابر موضوعية للرد والدحض والتصدي والنفي والتصحيح والتعديل، وحقيقة أنا بكتاباتي في النت قد رددت على ما كتبوه بقوة، ولم أجد من يتكفل بنشر بحوثي، كما أقدم الأخ العزيز "أسامة محمد" مشكورا في نشره لعنوانين من عناويني لكان ردي أكبر وأكثر قوة.
هناك حلقة مفقودة في تاريخ تكريت... حيث نجد ذكر تاريخ وأثار تكريت تكاد أن تكون معدومة الذكر مقارنة مع سائر المحافظات، ما هو السبب برأيك؟
ان الحلقة المفقودة والتي هي الآثار كان السبب وراءها هو تعرض تكريت للمحن أكثر من غيرها ولك أن تقيسي الماضي بالحاضر حينما تعرضت المدينة للزوال والتدمير ونجت مدن قريبة منها كسامراء وبلد مثلا وهكذا كان حالها على مر الأعصر والحقب، لهذا لم يخلد أو يبقى منها أي شيء يدل على الذي كانت عليه.
الأمر الذي يعني أنها دائما ما كانت هدفا مزمنا لمواقف أهلها المعتدلة، مما سبب الحلقة المفقودة.
ان أكون مؤرخا يعني أن أظهر للحضور الصورة الحقيقة لمدينة تكريت العتيقة بلا رتوش أو تزويق بمعنى اظهار صورتها الحقيقية وليست الفوتوشوب.
أين وضع ابراهيم فاضل تاريخ تكريت وبين أيدي من؟
ابراهم فاضل يسعى ويجهد في أن يضع تاريخ تكريت في مكانه ومكانته اللذين يستحقهما في أدراج التراث الانساني العالمي، وأن يكون في أيدي المهتمين والمعنيين بالتراث.
أخيرا.. أمنية المؤرخ والباحث ابراهيم فاضل؟
أمنية ابراهيم فاضل الأولى أن يطبع كل كتاباته في تراث صلاح الدين وتاريخ تكريت، وأن تصل الى أدراج كل المثقفين من المهتمين بالتراث.
أمنية ابراهيم فاضل الثانية في أن تدرج تكريت ضمن قائمة المدن ذات التراث العالمي خاصة وأنها تعد واحدة من أقدم المدن في التاريخ.
أمنية ابراهيم فاضل الثالثة أن تأخذ تكريت استحقاقها كمدينة تاريخية خالدة.
محمد الجزائري مناضلا ومفكرا وانساناً
ألفريد سمعان
ليس الأول وليس الأخير، فقدخلت أكاديمية الأدب والفكر الانساني من الكثيرين الذين حملوا تبعات الايمان بالكلمة، وبمسؤولية الأديب، وافتقاد الحصانة والاحترام المطلوب من قبل الجهات الرسمية التي ينقصها العطاء الثقافي وهي تعيش على الرذاذ المتطاير من الأحلام والنبوءات البائسة والوفاء لجنون العظمة وهم يعتقدون أن الأقلام لا بد أن توظف لمصلحتهم، وأن تمهد لهم الدروب وتزرع الورود وترش أغصانهم اليابسة بالماء أو تلون حدائقهم بالخضرة لكي يستمتعوا بها.
هذه الكلمات أرفعها اليك أيها الحبيب محمد الجزائري، وأنا أستعرض بعض ما أعرفه عنك وهو جميل ورائع ومذهل رغم الاساءات التي القت عباءتها عليك وكنت مرغما على تقبلها بكل ما ترتب على ذلك من اتهامات ومحاولات للتركيع واخضاع قلمك الذي بدأ متحديا وأنيقا وصادقاً، وظل رغم كل ما فعلوه بك علامة فارقة مع قافلة الفكر التقدمي واللمحات الانسانية وجذوات المحبة، والآمال الكبار والسموات التي تضج بنجوم العمل وتحمل الشجون وشتى أنواع الاضطهاد والأحزان.
عرفت محمد الجزائري الطيب الدؤوب الذي لم يترك حديقة في اطار الأدب والمعرفة الا وكان فارسا مغامراً فيها، يمتلك روح التحدي ويسعى الى تثبيت الوقائع بالمعرفة والاتكاء على من سبقوه في عالم الفكر الانساني. لقد كان خزانا كبيرا للمعرفة، قرأ كثيرا لأدباء العالم: شعراء، وروائيين، وسيناريوهات الافلام وآراء النقاد الأجانب والعرب. كان مولعا بالبحث والتنقيب عن الكلمة الجميلة، عن الفكرة الوضاءة، عن الشجن المغروس في فيافي الزمن، وكان يعالج كل شيء، ويحاول أن يعرف كل شيء، ويجلس على مقعد الدراسة أمام كل المعلمين الكبار في مدارس الفكر الانساني، وحتى الذين يسلطون سيوفهم على رقاب الحقائق ويتجاهلون نوابض الحياة ومرافئ المستقبل ولسعات العقارب.
هذا البحث المتواصل أدخله في أروقة متنوعة بعضها مظلم والبعض الآخر بأضواء ساطعة، كتب الشعر، غازل القصة، تابع المسرح، دخل عوالم الفن، رج قلمه في أغوار النقد، رسم بألوان مختلفة، ولكنها رصينة في لوحات فكرية ناضجة وتتميز بالقناعات دون ان ينكر تأثيره بما اعطاه الكبار من النقاد واصحاب الاقلام الفضية والذهبية ولم يبتعد عن ملاحقة الأدعياء وتجار الكلمات المدفوعة الثمن.
كنا معا في اللجنة الثقافية في نقرة السلمان وقدمنا مئات المحاضرات في شتى المجالات وأخذنا بيد العديد من الكتاب الشباب والشعراء. من جملة تلك الوجوه جمعة اللامي، قدوري العظيم، ناظم السماوي، وكان من مبدعينا مظفر النواب وفائز العبيدي وسعدي الحديثي ومصطفى عبود، وفاضل ثامر، وكنا نتابع ما ينشر في مجلة الآداب التي حملت على صفحاتها مقالات وقصائد لأدباء السجون والمطاردات الفكرية، وكان عنصرا فاعلا ومؤثراً.
وتدور المناقشات، تحلق حولنا الضباط الذين كانوا يتطلعون لزيادة معارفهم ومشاركتهم في ميادين الفكر الجميل. وبعد ذلك التقينا أيضا في جريدة "طريق الشعب"، و"الفكر الجديد"، واتحاد الأدباء ومسرح بغداد وفرقة مسرح اليوم و(الستين كرسي) وفي مجالات أخرى، نتابع ونقرأ ونلوم بعضنا، يأخذنا الحماس والمغالاة أحيانا، ولكننا لم نتخل عن حب بعضنا ولم تفرقنا الظنون والهواجس.
وللتاريخ، كان بيت الجزائري موقعا لاستلام الرسائل الحزبية والبريد الشامل القادم من أنحاء العراق كافة، وكنت أقوم بهذه المهمة بعد أن أستلم هذه الرسائل وأودعها لدى "محمد" ليأتي أحد الرفاق المسؤولين لاستلامها، وبعبارة أخرى كان الجزائري يقوم بجهد كبير،رغم خطر عقوبة الاعدام لو كانوا يعرفون ذلك عنه، وعن العاملين في هذا المجال عبر تلك الأيام البعثية السوداء.. المضنية، المكتظة بالرعب والخوف والترقب الدامي.
وتصحيحا لما ورد في ببلوغرافيا محمد الجزائري عن كونه أحد مؤسسي اتحاد الادباء عام 1958 اعتقد ان في الأمر خطأ كبيرا غير مقصود، كما لم يكن عضوا في مجلة الاتحاد.
ان الجزائري يستحق منا كل الاحترام والاجلال لا لما قدمه فقط في مجالات الفكر وزرع البراعم على غضون الثقافة وتنوع العطاءات الفكرية والنضال الدؤوب وبلا كلل في خضم البحار الادبية الواسعة.
لقد كان الجزائري انسانا رائعا ومناضلا شهما وناقدا يشار له بالبنان وباقة من الطيبة والعواطف السامية والأفكار النبيلة رغم كل ما تعرض له من مآس وأحزان واعتقال لدوره الفكري وتأثيره على ساحة الثقافة العراقية وفي ساحات النضال الوطني.
حين علمت اني مرساك
اسلام عادل
أهيم بقصص مسلسلات الكارتون المهووسة بمغامرات القراصنة وغرق السفن. رواية "جزيرة الكنز" وأفلام جوني ديب وتوم هانكز. أرى الرجل البحار قويا، يستطيع التعامل مع الأمور الطارئة، وهو ما حفَّز حبي للسفن وللبحار، فحلمت برؤية سفينة عن قرب، والصعود على ظهرها. فغالبا ما تضطرم في فؤادي روح المغامرة، رغم أنني مازلت أخشى البحر حين تتلاطم عبابه، كأنها تشق الماء شقا، لترسم لها ذيلا.
عبق الهواء الرطب، اللامحدود، والنهاية المفتوحة، ورعشة التضرع الى القدر، فأما الاستمرار أو الاحتضار. الوفاة أو النجاة. الصدف، وكيف لها أن تغير مجرى الرياح. الغموض والالتباس.
البوصلة.
نسجت من المراكب الشراعية التي تأخذني بجولات قصيرة في شط العرب وما قرأته في رواية روبينسون كروسو عالم مختلف من الرحلات البحرية. أريد رحلة بحرية أقضي بها أشهراً من عمري، أقرأ روايات على متن سفن تغوص في النهاية في نفق.
ينتابني شعور أن من يمضي بهكذا رحلة هو مثل شخص حافي القدمين، يسير فوق قطع زجاج بخطوات وئيدة وحذرة، يمشي متضعضعا، يهرق دمه ويتجشم عناء الوصول الى هدف ليس له ممر آخر.
السفينة لها هيبتها، تفرض أنوثتها على غضب البحر وفتكه. تسير بكبرياء وأنفة، وتسحقه وهي تمخر، لا يوقفها اذ ما رغى أو زبد. أشرعتها سامقة، تدوس على كنوز البحر، وتكمل الطريق حتى وان تضعضعها الريح وترتطم بأنفاس بلاد جديدة، لا تجفل أبدا، تكمل الطريق، ربما تتيه، ولكنها تبقى امّا فوق البحر أو تغرق, فتكون معلما من معالمه، يتربع على عرش باطنه الخفي وتزدان بطحالبه وتلتصق بها أروع كائناته..
كنت أفكر بهذا وذاك حين استقبلت اتصالا من شركة أجنبية تعمل في الخدمات اللوجستية. انتشيت وتهللت أساريري، سأتعامل مع السفن أخيرا، سأصعد على ظهر أي سفينة مهما كلفني الأمر، سأذهب الى الميناء، وليكن ميناء أم قصر، المكتظ بالسفن الراسية.
تكاد أطرافي تتجمد وأنا أقتعد كرسيا قدام مديري الأجنبي. رجل يتحدث بجدية تتخللها روح دعابة، ملامح وجهه تتشح بالغبطة. كنت أسرح بتحليل انكليزيته العقيمة وأحاول أن أعين نقاط ضعفه والأصوات الانكليزية التي لا يستطيع ان ينطقها.. أحلل شخصيته من لغة ملامح وجهه أيضا.
-انستي، يبدو أن سيرتك تناسب العمل هنا، فكل ما نريده هو الاجتهاد واجادة لغة أجنبية مناسبة
-انني ممتنة، ولكن ما هو الهدف من الشركة؟
-نحن نقوم باستيراد تجهيزات معينة لشركات في البصرة.
محاولة الا أيأس من عدم سماع كلمات كسفينة، باخرة، مركب..
-طيب.
-نقوم باستراد المواد المطلوبة للشركات المتعاقدة من الصين.
-و ما علي فعله في خضم هذه العملية؟
-ستقومين بمراقبة وصول الباخرة من الصين الى ميناء أم قصر.
-نعم.
-كذلك اكمال معاملة ادخال المواد الى مكان العمل legality issues.
-و ما هي طبيعة عملي خلال هذا؟
-أغلب الأحيان يتم العمل في المكتب office lady!
لم أفهم مراميه.. نادى أحد مساعديه طالبا منه احضار بعض المعاملات أو كما أسماها files. ثم وضع أمام ناظري مجموعة كبيرة من المستندات، قال:
-هذه الباخرة اسمها Neptune أبحرت من شنغهاي قادمة الى البصرة.
-وعلى متنها حمولة لنا، ستقومين بكل الاجراءات اللازمة كي تضمني وصول الحمولة قانونيا.
أكثر ما علق في مخيلتي هي عبارة office lady كان مرماه أن لا اتعامل مع أي سفينة مباشرة الا ما ندر. كل ما يجري متوقف على سفينة.. بينما سفينة أحلامي أكبر من المصطلحات التقنية التي ذكرها، لكني أحببت العمل.
مضت أيام وأنا أتابع مسار السفينة وبقية السفن التي كان على عاتقي التعامل معها، أرى مسارها والموانئ العالمية التي تتوقف عندها من خلال موقع marine traffic فتنتابني نشوة، ويصطخب رأسي بالأحلام والأوهام حين تقترب من شواطئنا. مصوبة ناظري الى شاشة الحاسوب لساعات.. أريد الخلاص.. أريد سفينة تبحر بي الى النهاية, النهاية التي رآها قبطانها.. استسلمت لها في سهادي أيضا،
تأسرني هيبتها, كبرياؤها وأنوثتها.
الخطوط الملاحية العالمية، الموانئ والبواخر أكثر الكلمات التي أحرص على نطقها بانكليزية صحيحة، بدون لكنة عربية. استهجن مديري الذي يبتلع بعض الأصوات أو يخطئ بلفظ الاسم جملة و تفصيلا.
الحدود بين البحار وبين البلدان.. القفص الذي أمكث به، والمخلص الذي أراه ولا ألمسه، أحسه ولا أسمعه. الخلاص والحرية. سفن نقل البضائع, سفن حربية, سفن نقل الناس, سفن سفن وسفن، أو كما يسميها مديري vessel. كلها سفن, كلها تسافر وتقطع البحار، تظل شامخة في المحيطات.
كلها.. كلها.. تطفو فوق اليأس, تصبر وتمضي قدما.. السفن لا ترجع الى الوراء, بل تنظر الى الأمام بأنفة واصرار وشموخ وعلو.. انها ليست عربات تطفو.. انها أحلام لا تسير على الأرض, تسير على الماء وتعانق الهواء.. تبحر فوق الصعاب, تشاكس المستحيل..
أحبك لأنك سفينة لم ترسو الا حين علمت اني مرساك...
لم تصطدم قدماي حتى بأمواج صغيرة, لم ألامس دفء الماء, بقيت متسمرة أمام شاطئ لم أعلم قبل أن أراك بأنك تبحر فيه..
في منتصف أحلام اليقظة صاح مديري: عذراء. وكأنه استل الوسادة من تحت رأسي, فقمت لأرى سبب ازعاجه. لم يكن يجلس وحيدا بل حور كرسيه ليقابل رجلا آخر قدمه الي بصفة عميل جديد.
يبدو الرجل عارفا متمكننا من عمله, خاض في الحياة كما خاضت تجارته في محيطات الله الواسعة. عب نفسا من سيجارته ونظر الي بشزر ممتزجة نظراته بتفكر عميق وهو ينفث الدخان من منخريه.. ارتشف كوبا من القهوة... وازدرد ريقه بعد آخر رشفة.
مضت أيام لم أشاهد الرجل, الا اني اتذكره بين الحين والآخر.. الى أن التقيته يوما, في اجتماع ترأسه:
-كيف عملك؟
-جيد.
-هل تحبينه؟
-أجل.
-مالذي تحبينه به؟
-ال vessels
رد بصوت متهدج:
-Fantastic my lady.
-لمَ السفن بالتحديد؟
-أحبها
-هل أبوك بحار؟
-لا.
-اذن.
-الحب في زمن الكوليرا.
-غابرييل ماركيز مجنون.
-لا انه عاشق.
-عاشق!
-اجل, فلورنتينو عاشق مبدع.
عب نفسا ونفثه في الهواء بصلف.
-هل تريدين هكذا حب؟
-بدون كوليرا؟ و ما علاقة فلورنتينو بحبك للسفن؟
-لأن السفينة مثلت له اللانهاية والنهاية في الوقت نفسه. السفينة كانت القفص الذي احتضن حبه لفرمينيا ومنعه من أن يفلت من يديه. المطاردة, مطاردة الحب والقدر ومحاولة مصارعته. السفينة هي العلبة التي يحفظ فيها الحب من أن تطأه ملامح الاندثار وألوان الصدأ، ونهاية البحث.. الاستقرار..
-طيب.. وهل وجدتي ماركيز في حياتك؟
-لا
-كيف عرفتي كل هذا اذن؟
-المرأة لا تحتاج لرجل حقيقي كي تفهم الحب..
-وما تحتاج اذن؟
-الى رجل ترسمه في الخيال.
-Imaginary!
-نعم..
-لكن رجال الواقع يختلفون عن رجال الخيال!
-رجال الواقع ليس بالضرورة أن يكونوا رجالا رجال! لطالما كانت المرأة تعيش مع رجل بخيالها فترسم من ملامح الرجال ومزاياها ما قد يعجز عنه رجال الواقع. لذلك فان تجربة الخيال ممتعة وتجربة الواقع موجعة.
-وأي منهم سفينة؟
-حين يكون رجل الخيال رجل واقع, يحطم خيالها، فتغدو المرأة واقعية ولا تحتاج الى الخيال بعد ذلك.
انتهى آخر لقاء بيني وبينه، لم أره بعدها. ولم أسمع عنه الا حين سلمني الحارس شيئا بعدها بيومين.
سفينة صغيرة من الخشب.. وورقة صغيرة كتب عليها "تعالي لنبحر معا".... أبحرت معه بخيالي قبل أن يطلب مني الابحار..
انتظرت.... انتظرت... ...
ثم أبحرت لوحدي.
ص7
في عيد الصحافة الشيوعية
ذكريات المنشورات الأولى
إحسان شمران الياسري
هي الساعةُ الخامسةُ عصرا من يومٍ تموزيٍّ لاهب.. والموقعُ بيتٌ طينيٌ في ريف الكوت ضمن مشروع الدجيلة، وتحديدا ضمن (الشاخة 8) وهي نهر متوسط يتفرع من نهر الدجيلة المرتبط بنهر دجلة العظيم عند مقدم سدة الكوت الرائعة.
يجلس أبوگاطع وأذنه على المذياع يستمع لإذاعةٍ مشوشةٍ يغطُ فيها صوتُ المذيعِ ويعلو.. لأن البثَ على الموجةِ القصيرةِ، يتطلب الأمر تحريك موقع المذياع وتعديل وضع الهوائي (الأريل) ليلتقط ما أمكنه من البث البعيد..
ما أتذكره الآن، ليس صوت المذيع، ولا ما يُذاع، بل ذلك العرق الذي يتصببُ منا ونحن نجلس حابسي الأنفاس، في جوٍ خانق بالحرارة، وهواء غائب، حتى تنتهي نشرة الأخبار، فننتشر بين الأشجار أو في (الحوش)بحثا عن ظلٍ، أو قيلولة.
كان هذا منتصف الستينيات من القرن الماضي، ربما بعد شباط الاسود عام 1963 وحتى عام 1966 حيث غادرنا بعدها هذه الدار وانتقلنا الى دار أخرى ضمن مشروع الدجيلة أيضا (شاخة 10)..
الدار الطينية الجميلة، والبستان الكبير الذي تتوسطه، والفقر الشديد، والعائلة البسيطة الجميلة المترابطة بالحب والعوز والثقافة المتوازنة، كانت أركان البيئة التي مارس فيها الأديب والصحفي الراحل شمران الياسري � أبوگاطع عمله الصحفي مراسلا لإذاعة صوت الشعب العراقي ولعدد من الصحف والمجلات السرية، وربما العلنية ولكن بأسماءٍ مستعارة. وقد علمت لاحقا أنه كان يرسل تسجيلات بصوته الى الإذاعة التي كانت تذيعها في يوم معين من الأسبوع، وربما كان هذا سبب تحلقنا حول المذياع.
كان شمران الياسري متخفيا عن أعين السلطة، يمارس عمله الصحفي والتنظيمي في ريف الكوت وفي مدن وأرياف الوسط والجنوب عموما، متنقلا مع رفاقه على ظهور الخيول، تلك الحيوانات الجميلة التي سطرت مع المناضلين قصصا لا تنسى عن قوة تلك الكائنات ووفائها، وحمايتها أحيانا للمناضلين عندما تحيق بهم المخاطر، وعن قدرتها على التفاهم معهم بالإشارة أو الصوت أو حتى بلغة العيون.
وكنا نتصرف مع (الفرس) وكأنها أختنا، نتحدث معها ونلعب، نطعمها ونسقيها ونسرح (معها !) أحيانا في المرعى عندما تأخذ استراحة من صاحبها..
وفي عيد الصحافة الشيوعية، ترد إلى ذاكرتي تلك الساعات التي ينفقها أبي في البستان وهو يكتب بيده (مُحرَرا) في صيغة نشرة حزبية أو ثقافية، لم أكن أفقه، ثم يسحبه على جهاز اسمه (الرونيو)، على شكل انبوب يعيد طبع المكتوب.. ثم يكلف أخواني (جبران أو رياض أو فائز) بإيصال المطبوعات الى مكان ما (كانت طبيعة عمله السرية لا تسمح بكشف بعض الأمور لي باعتباري (زعطوط !))، رغم أني كنت ألازمه وهو يكتب أو يسحب الرونيو في إحدى زوايا البستان والعرق يتصبب منا نحن الأثنين.. وكان يحب أن يدندن إحدى الأغاني وهو يعمل، ثم بين وقت وآخر ينظ? الي ويبتسم أو يغمز لكسر الرتابة التي يعتقد أنها أصابتني، بينما أنا في غاية السرور والشد مع ما يقوم به. وكانت أمي تبعث غداءه إليه في البستان أحيانا.
بعد ذلك، حدث تطور مهم في وسائل عمله، وفي آلية النشر والكتابة، فقد وصلت (طابعة) إلى ريف الكوت قادمة من الاتحاد السوفيتي، كما علمت لاحقا.. لقد حدث الانقلاب في التكنولوجيا، وولّت الكتابة اليدوية وأصبح السحب بالرونيو يتم لحروف مطبوعة وجميلة، وأصبحت النشرات أكثر إناقة وأصغر حجما.
بعد انتقالنا الى مكان آخر من ريف الكوت، الشاخة 10، بدأت أكبر، وأرى رفاق أبي يحضرون على خيولهم الى بيتنا، يشقون صمت الليل بحفيف قلوبهم التي تلامس تربة الأرض وزرعها ودبيب كائناتها.. كانت الأرض والزرع يأنسان بهم ويشتاقان اليهم.. وما أن يصلو ويتناولوا أي شيء متاح من الطعام، يبدأ العمل والمناقشات.. يتحاورون في قضايا التنظيم، وفي الصحافة والمنشورات، والمواد المطلوب إيصالها للجماهير.. وهناك متسع من الوقت قبل الفجر ليقرأ أبوگاطع أجزاء من مسودة روايته، ويستمعون ويصوبون، وهو يدون الملاحظات..
لم يكن هذا العمل الإبداعي بعيدا عن القلق اليومي، بل القلق في كل ساعة. ومع أني كنت صغيرا لأنشغل بها، إلا أن واجبات المراقبة والحراسة و(النطارة) الليلية كانت قائمة من كل العائلة، والدتي بالدرجة الأولى ومن أعمامي وأخوالي ومن أخوتي الذين كانوا شبابا وربما يافعين.. كان رجال الأمن ومخبروهم موجودين في الأنحاء، لكن الريف كان مكانا مفتوحا للتخفي والمناورة والخداع، والإنسلال حتى من (خرم الأبرة) إن اقتضى الأمر ذلك.
ومن أجل هذا، كان لابد من إيجاد آليات وترتيبات لتغيير مكان الراحل أبوگاطع في أية لحظة، ونقل أدوات عمله ومعداته، خصوصا الطابعة، وكنا نسميها (المطبعة)، والرشاشة (السمينوف) التي لم تكن تفارقه.
وقد تحدّث الراحل عن الطابعة في إحدى الندوات، بعد أن غادر العراق، وكيف كان الحزب مضطرا الى تغيير مكانها عدة مرات لحمايتها من دهمات الأمن.
يقول أبوگاطع: كنا نتلقى المعلومات من أصدقائنا عن تحركات الأمن وجواسيسهم قبل وقت مناسب، فنرتب الأوضاع وننقل الطابعة والمنشورات بالوسائل المتاحة، ومنها التراكتورات التي كانت متوفرة لدى بعض رفاقنا أو أصدقائنا، وأحيانا نستخدم حمارا قويا كان يملكه أبو حسين، وهو أحد أصدقاء الحزب والمتعاطفين معنا، ولم يكن شيوعيا، رغم أن كل أخوته كانوا شيوعيين منظمين.
ويضيف أبوگاطع: أن «أبو حسين» لم يكن يبخل علينا بـ(المطي)، غير أنه (المطي) يكون عزيزا في أيام الحصاد، لأن (ربطة المطايا) تستند اليه في (المِدار) فوق البيدر لقوته وذكائه.. لذا نحرص على أن لا نطلبه منه في تلك الأيام.. غير أن يوما أسود حل بنا في موسم الحصاد، وأُبلغنا أن هجمة (زرگة) كبيرة للأمن ستدهم المنطقة، و(مطبعتنا) الثقيلة لا يحملها إلا (عبيّان) وهو (مطي) أبو حسين الأثير. وأرسلنا على عجل من يبلغ «أبو حسين» بأن (الحزب) يرجوه أن يقوم (عبيّان) بهذه المهمة المقدسة!..
وعندها صاح أبو حسين مستغيثا (الله أكبر.. حتى المطي ما خلص من الحزب!!).
***************
الصحافة اليسارية والشيوعية في العراق
ودورها في العطاء والبناء
فائق بطي
نحتفل في هذه الايام بالذكرى الثمانين لميلاد الصحافة الشيوعية في العراق، وسوف نحتفل بعد تسع سنوات بالعيد المئوي لميلاد الصحافة اليسارية في العراق، حيث ارست كوكبة من المثقفين العراقيين العائدين من فرنسا وبعض دول اوربا، لبنة اول صحيفة يسارية تبذر الفكر الاشتراكي في العراق، وذلك باصدارها جريدة (الصحيفة) في شهر كانون الاول من عام 1924 وهم كل من حسين الرحال وعوني بكر صدقي ومصطفى علي ومحمد سليم وعبد المجيد رفعت والكاتب الروائي محمود احمد السيد وعبد القادر اسماعيل.
لقد نشر هؤلاء الاوائل من رواد الفكر الاشتراكي في ستة اعداد من المجلة، وقبل تأسيس الحزب الشيوعي العراقي بعشر سنوات، مقالات مهمة تنويرية وبرؤية ماركسية تتناول "التطور كناموس للحياة" في خمس حلقات، و"الاخلاق كعلم" كصفحات للتطور التاريخي، وعن التطورات الاقتصادية في العالم بمقال "الشعور الملي � الاقتصاد الملي"، و"نظرية التاريخ" وغيرها من الموضوعات ذات الافكار الاشتراكية العلمية.
لم يقف الماركسيون الاوائل اتجاه نشر افكارهم، مكتوفي الايدي بعد الغاء السلطات الرجعية امتياز الجريدة، بل واصلوا في مسيرة اصدار صحف ومجلات يسارية ذات مستوى راق، كمجلة (الحديث) الصادرة في تشرين الثاني عام 1927 وكان محمود احمد السيد من ابرز محرريها، ومجلة (الشباب) الصادرة في شباط 1929 لمديرها المسؤول عبد القادر اسماعيل، ومجلة (المعول) في ايلول 1930 لثلاثة اعداد فقط اصدرها مصطفى علي، وزير العدل في حكومة ثورة 14 تموز 1958، ومجلة (الوميض) لصاحبها لطفي بكر صدقي في تشرين الثاني 1930 لثلاثة اعداد ايضا. كما اصدر هؤلا? المثقفون اعدادا محدودة من مجلة (عطارد) و (فينيس) و(العقاب) بسبب تعطيل الحكومة لتلك المجلات حال صدور اعدادها البكر.
وفي نهاية شهر تموز من عام 1935 صدر العدد الاول من جريدة (كفاح الشعب) كاول جريدة يصدرها الحزب الشيوعي العراقي كلسان مركزي سري وكان على صدرها رمز الشيوعيين، المطرقة والمنجل، وشعار ماركس "يا عمال العالم اتحدوا" ومقتطف من البيان الشيوعي "فلترتعش الطبقات الحاكمة من شبح الثورة الشيوعية، فليس للبروليتاريا ما تفقده سوى اغلالها وتربح عالما باكمله".
لم يصدر من الجريدة سوى خمسة اعداد بسبب حملة الحكومة الرجعية على الحزب، الا انها نجحت في تلك الاعداد من خلال طرح شعاراته الاساسية وفي مقدمتها الغاء معاهدة 1930 العراقية البريطانية وتصفية قاعدتي سن الذبان والشعيبة العسكريتين وشعار الاستقلال الوطني والحريات الديمقراطية وحقوق العمال النقابية و8 ساعات عمل في اليوم والمطالبة بالأرض للفلاحين والحقوق القومية للشعب الكردي.
وبالرغم من غياب كفاح الشعب، نجح الشيوعيون واليساريون في اصدار عدد من المجلات ، افتتحها رؤوف الجبوري باصدارمجلة (الحكمة) في شهر تشرين الاول عام 1936 لستة اعداد ولتعلنها حربا على العناصر الرجعية بكل صراحة وجرأة، "فالفكر الحر في العراق يجب ان لا ترتعش اعصابه ويتراجع عن ابداء فكرته في التجديد اذ رأى بعض الرجعيين يعترضون سبيله"، ويقف حسين الرحال الى جانب الجبوري ويوضح الفارق بين الحرية الفكرية والتفكير الحر.
وفي حزيران 1937 واصل رؤوف الجبوري تحديه السلطات الرجعية فيصدر مجلة (الغد) لتقول في صدر صفحتها انها : "مجلة تقدمية حرة شعارها مكافحة الاوهام" لعدد واحد فقط، فيواصل الشيوعيون تحديهم باصدار مجلة (العصر الحديث) في ايار 1937 لصاحبها سليم رؤوف وكتب فيها كل من عبد الفتاح ابراهيم وكامل قزانجي وذنون ايوب وناظم الزهاوي.
ومن المجلات اليسارية المهمة والتي استمرت ثلاث سنوات، (المجلة) الصادرة في مدية الموصل في كانون الاول 1938 الى حين بادر الحزب الشيوعي العراقي مجددا الى اصدار جريدته المركزية باسم (الشرارة) في كانون الاول 1940 والتي صدر منها 51 عددا لترفع شعارت تندد بالفاشية وحربها الاستعمارية ضد العالم الحر واستمرت بالصدور لمدة ثلاث سنوات نشرت خلالها: الدعاية والكفاح ضد النازية، والمطالبة بالحريات الديمقراطية بما فيها حرية التنظيم والصحافة، والمطالبة بتوفير الخبز للشعب، ونشر الدعاية الماركسية اللينينية وفضح الافكار والاساليب?المعادية للشعب، والدعوة لتوحيد الجهود ضدها وفضح المسؤولين عنها، وغيرها من الامور الاخرى. كما رفعت الجريدة دعوتها الى العمل عن طريق النضال الوطني الثوري المبني على اساس الجبهة الوطنية الموحدة.
وفي اعقاب سيطرة الانشقاقيين عن الحزب على الشرارة، قررت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في اجتماعها في شهر كانون الاول 1942 اصدار جريدة (القاعدة) حيث صدر عددها الاول في شهر كانون الثاني 1943 حتى اذا ما وضعت الحرب العالمية الثانية اوزارها، وانتصار المعسكر الديمقراطي بعد اندحار الفاشية، بادر وزير الداخلية الوطني المعروف سعد صالح في الثاني من شهر نيسان 1946 الى اجازة الاحزاب السياسية في العراق عدا الحزب الشيوعي، الا ان الحزب نجح في تأسيس عصبة مكافحة الصهيونية واصدرت جريدتها (العصبة) في 7 نيسان من العام المذكور ?تى عددها 51 في حزيران، اي بعد شهرين فقط من صدورها.
لقد لعبت نشرات الحزب الشيوعي دورا رياديا في المعارك الوطنية وفي تأجيج الرأي العام ضد الاستعمار والحكومات الرجعية المتعاقبة على الحكم، كما حدث في وثبة كانون الثاني 1948 ضد معاهدة بورتسموث الجائرة مع بريطانيا والتي قبرها الشعب في مهدها، ونجح بعد ثلاثة اشهر من انتصار الوثبة في اصدار جريدة (الأساس) في الثالث من نيسان لمديرها المسؤول شريف الشيخ مكرسة اعدادها القليلة لقضية التحرر الوطني ودور الحركة الوطنية العراقية في تلك المرحلة. واصدر بعد ذلك، جريدة (الهادي) لعدد واحد فقط في 29 تشرين الثاني من العام المذكور.
وسجلت احداث 1953 و1954 في اعقاب انتصار انتفاضة تشرين 1952 وانتزاع الشعب بعض المكاسب، شكلا من اشكال النضال الجماهيري بعد صدور الوثيقة الوطنية للحزب في مطلع عام 1952 والتي رسمت الطريق امام الجماهير وفق اهداف سياسية واقتصادية آنية لانتزاع حقها عن طريق العمل التنظيمي واتحاد القوى الوطنية وتصعيد النضال الصدامي على كافة المستويات، ومنها، العمل النشط داخل صفوف القوات المسلحة والذي تطور في نهاية عام 1954 الى تشكيل اللجنة الوطنية العليا لاتحاد الضباط والجنود، واصدر جريدة سرية باسم (حرية الوطن) في كانون الثاني 1955،?كما اولى اهتماما بالسجناء السياسيين فاصدر صحف سرية مخطوطة (السحين الثوري) في سجن نقرة السلمان عام 1953 و(كفاح السجين الثوري) في 7 تشرين الثاني 1953 في سجن بعقوبة، ونشرة باسم (الجبهة الوطنية) في سجن بعقوبة ايضا.
واهتم الحزب الشيوعي بالمثقفين والادباء فاصدر مجلة (الثقافة الجديدة) في تشرين الثاني 1953 تحت شعار � مجلة التفكير العلمي والثقافة الحرة � لثلاثة اعداد فقط اذ كبست الشرطة العدد الرابع في المطبعة ولم يصدر الا بعد ثورة 14 تموز 1958، ولا تزال تصدر حتى الآن، وهي من انجح المجلات الثقافية في العراق.
في الكونفرنس الثاني للحزب عام 1956 قررت اللجنة المركزية تغيير اسم جريدته الى اسم (اتحاد الشعب) وصدر عددها الاول في ايلول من العام المذكور، وفي 9 اذار 1957 تشكلت جبهة الاتحاد الوطني وفق البرنامج والاهداف التالية:
1 � تنحية وزارة نوري السعيد وحل المجلس النيابي.
2 � الخروج من حلف بغداد وتوحيد سياسة العراق مع سياسة البلاد العربية المتحررة.
3 � مقاومة التدخل الاستعماري بشتى اشكاله ومصادره وانتهاج سياسة عربية مستقلة اساسها الحياد الايجابي.
4 - اطلاق الحريات الديمقراطية الدستورية.
5 � الغاء الادارة العرفية واطلاق سراح السجناء السياسيين والمعتقلين والموقوفين السياسيين واعادة المدرسين والموظفين والمستخدمين والطلاب المفصولين لاسباب سياسية.
وبعد سنة واحدة وثلاثة اشهر، فجر الشعب العراقي وبتضامنه مع الجيش ثورة 14 تموز الوطنية الديمقراطية، لتصدر جريدة الحزب المركزية (اتحاد الشعب) بشكل علني في كانون الثاني 1959 لتدافع عن منجزات ومكاسب الشعب واهمها: تأسيس الجمهورية � قبر حلف بغداد العسكري العدواني � الخروح من منطقة الاسترليني � اجلاء القوات البريطانية من قاعدتي الشعيبة والحبانية - اطلاق الحريات الديمقراطية وتشكيل النقابات العمالية والجمعيات الفلاحية والنقابات المهنية � تشريع قانون الاصلاح الزراعي � اصدار الدستور الجديد الذي نص على ان العرب والاكرا? شركاء في الوطن - تشريع قانون الاحوال المدنية الذي ساوى المرأة باللرجل � صدور القانون رقم 80 لاستثمار النفط وتأسيس شركة النفط الوطنية، وغيرها من الانجازات. الا ان الجريدة لم يكتب لها الاستمرار بعد تكرر المؤامرات الرجعية ضد الثورة، كمحاولة اغتيال قائد الثورة الشهيد عبد الكريم قاسم، ومؤامرة الشواف في الموصل، ومؤامرة شركات النفط في كركوك بمناسبة العيد لاول للثورة.
وكانت قد صدرت ومنذ اسابيعها الاولى للثورة، صحف يسارية ناجحة كصوت الاحرار لـ (لطفي بكر صدقي)، و14 تموز لنعيمة الوكيل، والثبات لمحمود شوكت، والحضارة لمحمد حسن الصوري، والانسانية للشاعر كاظم السماوي، والرأي العام للجواهري الكببير، والتقدم لمحمود البريفكاني، الى جانب صحف ومجلات المنظمات الديمقراطية كالشبيبة والطلبة والمرأة والمنظمات المهنية.
اعتبرت جريدة (اتحاد الشعب) بالرغم من عمرها القصير، جريدة متطورة من الناحيتين المهنية والسياسية، وكانت توزع باعداد كبيرة وصلت بحدود 25 � 30 الف نسخة يوميا، بالرغم من منع بيعها في الكثير من مدن جنوب العراق، بل ومنع تداولها في دوائر الدولة، الا ان اقبال الجمهور على شرائها، اقلق القوى الرجعية التي نجحت في تأليب عبد الكريم قاسم ضدها، فعمد الى اغلاقها بحجج واهية.
وبعد احتجاب (اتحاد الشعب) العلنية، استبدل الحزب أسمها الى (طريق الشعب) السرية، والتي لا تزال تصدر الى يومنا هذا، وهي تواصل العطاء خلال 50 عاما من عمرها، في سوح المعارك الوطنية من اجل تحقيق شعارها المركزي "وطن حر وشعب سعيد". وصدرت الى جانب مجلة الثقافة الجديدة العلنية، جريدة (الفكر الجديد) لقاسم حسين العزيز وفخري كريم لفترة طويلة.
عمد الحزب الى تسمية صحفه المركزية باسماء تتماشى ومقتضيات المراحل السياسية التي تمر في البلاد. فعندما اصدر اول صحيفة له بعد التأسيس عام 1935 اطلق عليها اسم (كفاح الشعب) ضد الاستعمار ومشاريعه وضد الحكم الملكي الرجعي الذي كان ينفذ تلك السياسة، وان يرفع الشعب من وتيرة نضاله وبشتى الطرق النضالية للتخلص من النظام. وعند اختياره اسم (تحاد الشعب) انما اراد تجميع وتوحيد كل القوى الوطنية في بوتقة النضال الوطني التحرري، فكان له ما اراد في التحضير لثورة 14 تموز 1958. وهذه التسمية جاءت لتحل بديلا عنها فيما بعد جريدة (طر?ق الشعب) وهو الطريق الذي سلكته قوى الشعب ولا تزال، بابا لتحقيق كامل حقوق واهداف هذا الشعب.
وكانت قد صدرت الى جانب طريق الشعب في سنوات المنفى، جريدة (عراق الغد) في لندن، وجريدة (رسالة العراق) بعد انتقالها من دمشق الى لندن لمدة عشر سنوات وهي شهرية وذات مستوى متطور استمرت بالصدور حتى سقوط النظام الدكتاتوري عام 2003 حيث لعبت دورا مهما في تعرية النظام الدكتاتوري وفضح ارهابه، ومد الجسور بين المعارضة الوطنية في الخارج، وقوى الداخل التي تقارع اعتى دكتاتورية عرفها العالم في العصر الحديث.
لقد لعبت الصحافة اليسارية والشيوعية، السرية منها والعلنية، دورا متميزا وهي تزرع الافكار التقدمية والخيرة بين صفوف ابناء الشعب العراقي في معارك الاستقلال والعمل الوطني المتواصل ضد الاستعمار والنظام الملكي، وفي حماية وصيانة منجزات ومكاسب ثورة 14 تموز 1958، والدفاع عن الثورة ضد اعدائها، والوقوف بجرأة وثبات وهي تقارع انقلابيي شباط الأسود عام 1963، ولم تتوان لحظة واحدة في اداء دورها المطلوب لمقاومة حركات الردة، ابتداء من انقلاب تموز 1968 ومرورا بسنوات المنفى الطويلة ابان فترة حكم صدام حسين التوليتاري. وواصل الح?ب في اصدار مطبوعاته خلال سنوات الكفاح المسلح في جبال ووديان كردستان العراق، ومن ابرزها جريدة (نهج الانصار).
واليوم ونحن اذ نحتفل بالعيد الثمانين للصحافة اليسارية والشيوعية في العراق، علينا ان ننحني اجلالا لشهداء هذه الصحافة: جمال الحيدري، عبد الرحيم شريف، عدنان البراك، ابو سعيد، نافع يونس، خليل اسماعيل، سامي العتابي، وآخرين.
لقد عرف العراق ثلاث مدارس صحفية طيلة تاريخ الصحافة الطويل، اي منذ منتصف عشرينيات القرن المنصرم حتى يومنا هذا، وهي:
اولا: مدرسة (البلاد) المهنية التي دربت خيرة الصحفيين الذين اصدروا فيما بعد صحف ومجلات عدة، ومنهم من يزاول العمل في ايامنا هذه في مختلف مجلات العمل الاعلامي.
ثانيا: مدرسة (الاهالي) الديمقراطية في اصداراتها الاهالي وصوت الاهالي ونداء الاهالي، والتي تدرب فيها البعض من الصحفيين والكتاب الشيوعيين.
ثالثا: مدرسة (طريق الشعب) التقدمية الاشتراكية، التي تربى في سنين صدورها اكثر من خمسين اعلاميا يشغلون اليوم رئاسة تحرير صحف يومية مهمة كالصباح والمدى وقنوات فضائية مختلفة، بل وفي وسائل اعلامية عربية.
********************
ص8
الشهيد الدكتور صفاء الحافظ.. لمحات من حياته
فريال احمد سعيد*
ولد صفاء الحافظ في شهر آب سنة ١٩٢٣في مدينة هيت حيث كان والده يعمل في محكمة هيت.توفي والده عندما كان عمره 4 سنوات وأخوه الوحيد عدنان كان بعمر سنة واحدة. تكفل عمهما أحمد الحافظ رعايتهما وانتقلا للعيش في مدينة الحلة حيث كان عمهم يعمل معلماً في أحدى المدارس في الحلة. درس في مدارس الحلة وتخرج منها وكان تسلسله في الإعدادية الأول على محافظة بابل.
بعدها انتقل للعيش في بيت خالته فخرية وبعدها في بيت ابنة خاله زكية خيري حيث عاش حياة قاسية في مدينة بغداد ليكمل دراسته الجامعية في كلية الحقوق - جامعة بغداد حيث اكمل دراسته الجامعية سنة ١٩٤٦، وبسبب ترتيبه الثاني على الدفعة حصل على بعثة الى فرنسا على حساب الدولة. سافر الى باريس ودرس في جامعة السوربون وحصل على شهادتي ماجستير: الاولى في الإقتصاد والثانية في القانون ، ولم يتوقف الى هذا الحد في التحصيل الدراسي فقد حصل على شهادة الدكتوراه في القانون الدولي وبوقت قياسي وبترتيب الأول على دفعته بالنسبة للفرنسيين وا?أجانب. وبسسب كفاءته عرضت عليه احدى المؤسسات الحكومية الفرنسية في حينها العمل في باريس وبراتب مغر جداً ولكنه رفض واصر على العودة الى العراق وخدمة الوطن.
عاد الى العراق في سنة ١٩٥٣ وقام بتدريس مادة القانون الدولي في كلية الحقوق في بغداد.رشح نفسه لانتخابات مجلس النواب نائبا عن منطقة باب الشيخ ولكنه أودع التوقيف في حينها من قبل السلطات الملكية لأنه كان من المعارضة لسياسة الحكومة، ومن ثم اسقطت عنه الجنسية العراقية هو ومجموعة من المثقفين آنذاك.ترك العراق وعاش متنقلا (بطرق غير شرعية) بين فرنسا وسوريا ولبنان، ولكنه لم يتمكن من الحصول على عمل في هذه البلدان لأنه لا يملك اي اوراق ثبوتية الى ان حصل على عمل في إحدى الصحف السورية وبدوام ليلي يبدأ من الساعة الثانية عشر? ليلاً وينتهي في الساعة السادسة صباحاُ.
بعد ثورة تموز عام ١٩٥٨ عاد الى العراق واعيدت اليه الجنسية العراقية وعاد للتدريس في كلية الحقوق ومحاضرا في كلية التجارة لحين انقلاب ٨ شباط ١٩٦٣، حيث أصبح مطارداً من قبل الحرس القومي والحكومة ولكنه تمكن من الإفلات منهم وأختفى لمدة خمس سنوات عن انظار أهله وذويه والعالم وهو في بغداد حيث أختفى في بيت ليلى البياتي لفترة ومن ثم انتقل الى شقة مجاورة غير مسكونة في منطقة الكرادة خارج. وبعدها نقل الى منطقة الصرائف مدينة القاهرة في الأعظمية. وبمساعدة عمه احمد الحافظ بقي هناك لمدة ما يقارب السنة بعدها انتقل الى دار في ?نطقة الشيخ عمر بمساعدة زوجته وأخيه عدنان الذي كان دوما سنداً له معنوياً ومادياً. وبقي هناك لمدة سنة ايضاً ومن ثم انتقل للعيش في بيت أهل زوجته حيث كانت هي هناك وبقى مختفياً هناك الى سنة ١٩٦٨. بعدها أعيد الى الوظيفة وأصبح يعيش في العلن وسكن في حينها ف منطقة الداوودي في المنصور هو وزوجته وأولاده، وبقي استاذا في الجامعة - كلية الحقوق الى سنة ١٩٧١.
نقل بعدها الى وزارة العدل مدونا قانونيا ومستشارا في مجلس شورى الدولة وعنصرا مهما في دائرة الإصلاح القانوني. ومن أهم القوانين التي انجزها في حينه هو قانون الرعاية الإجتماعية المعمول به حتى الآن والذي يخدم شريحة كبيرة من الشعب خصوصا الاشخاص عديمي الدخل.
حصل على شهادة دكتوراه هابيل من جامعة لايبزك في المانيا وهي أعلى شهادة دكتوراه في العالم ليصبح لقبه بروفيسور. وفي فترة مكوثه في المانيا اتصلت به الحكومة العراقية طالبة منه الرجوع الى بغداد وتعيينه وزيراً للعدل لكنه رفض وبقي في المانيا هو وعائلته لحين انتهاء الاجازة الدراسية وعاد الى العراق سنة ١٩٧٤. حيث كان العراق يعيش في أجواء الجبهة الوطنية والصحف العلنيه لجميع الأحزاب حتى سنة ١٩٧٩ حيث تسلم صدام حسين السلطة بعد احمد حسن البكر وبدأت الإغتيالات والإعتقالات للعناصر المعروفة بنشاطها الوطني وكان نصيبه منها كثي?اً إذ أحيل الى التقاعد في حينها ومن ثم اعتقل في الأمن لمدة 35 يوماً أو بالأحرى اختطف من الشارع , حينها تم اطلاق سراحه بسبب تدخل رئيس مجلس السلم العالمي (روميش جاندرا).
عاد الى عمله الحزبي وعمل في حينها على إعادة هيكلة الحزب الشيوعي ثانية خاصة بعد الهجمة الشرسة على جميع كوادر الحزب المهمة وإدخالهم السجون او بالاحرى غيبوا في السجون حيث لا يعرف عنهم اي شئ ، في اي سجن ، حوكموا ام لا ، احياء ام اموات.
بتاريخ ٤ شباط ١٩٨٠ القي القبض عليه بطريقه اشبه بالاختطاف حيث اختطف من الشارع وهو يقوم بتوصيل زوجته الى مقر عملها في شارع الرشيد، ولم يعد بعدها والى حد الان لا تُعرف اي معلومة عن مصيره هل اعدم ام توفي ، كيف ومتى توفي ، ولا يعرف له قبر مثل جميع البشر، ما ألحق خسارة كبيرة بعائلته أولاً وبمحبيه الكثيرين ثانياً وبوطنه.
أنه مناضل شيوعي وطني الى حد النخاع عانى كثيرا في حياته من أجل الدفاع عن الأفكار التي كان يؤمن بها حتى قدم في النهاية حياته وهي أغلى شئ ممكن ان يقدمه الانسان من أجل الحفاظ على وحدة وسلامة الحزب الشيوعي العراقي من جهة، وخدمة وطنه العراق من جهة أخرى وبكل صدق وأمانة.
كان عضوا في الكثير من المنظمات الوطنية سواء في الداخل او الخارج فهو عضو في مجلس السلم العالمي وعضو بارز وفعال في مجلس السلم العراقي وكذلك في نقابة الحقوقيين بأعتباره حقوقيا وفي نقابة المحامين محاميا وفي نقابة الإقتصاديين اقتصاديا وفي نقابة المعلمين باعتباره من الهيئة التدريسية في كلية الحقوق وانتخب في حينها سكرتيراً لنقابة المعلمين وفي نقابة الصحفيين صحفيا نشيطا يكتب المقالات دائما في جريدة "اتحاد الشعب" ومن ثم جريدة "طريق الشعب" وهي لسان الحزب الشيوعي العراقي وكان من مؤسسي مجلة الثقافة الجديدة التي هي ايض?ً تمثل لسان الحزب واصبح سكرتير المجلة ولفترة طويلة، وعمل في فترة اختفائه الطويلة التي دامت خمس سنوات في اذاعة صوت الشعب العراقي التي كان مقرها في حينه في صوفيا عاصمة بلغاريا وكان يمدها بالاخبار والمواضيع الكثيرة التي تمس الشعب العراقي وهو في بغداد.
من كل ذلك اصبح معروفاً في جميع هذه المجالات وله علاقات كثيرة جداً مع الآخرين حتى مع البعثيين بأعتباره كان دائما ممثلاً للحزب الشيوعي العراقي ومفاوضاً معهم وكان على علاقة قوية مع الحزب الوطني الديمقراطي برئاسة كامل الجادرجي وكان يزوره دائما ويتباحثان في القضايا السياسية التي تمس البلد وكثير من الناس كانوا يشكون في أنه عضو في الحزب الوطني الديمقراطي لقربه منهم في كثير من المواضيع المطروحة.
كان انسانا ذكيا دمث الاخلاق محبوبا من الجميع حتى من قبل خصومه السياسيين، دبلوماسيا بكل معنى الكلمة لا يعرف الحدية في الأمور , مفاوضا جيدا كما انه يتميز بصفة قليلا ما يتميز بها الآخرون , انه بسيط في التعامل مع الآخرين يجالس ابسط الناس من الفلاح الى العامل ويدخل معهم في حوارات كأنه واحد منهم وبجانب ذلك يجالس أعلى المستويات من المثقفين والمتنفذين في الدولة وكأنه واحد منهم وهذا دليل على الثقافة العالية التي كان يتمتع بها ، كان هادئاً قليل العصبية حتى انه حينما يغضب يكتم ذلك في داخله ولا يظهره للآخرين ابداً.
يجيد ثلاث لغات إجادة تامة هي الفرنسية والأنجليزية والألمانية بالاضافة الى لغة الأم وهي العربية طبعا، وهذه الميزات جميعاً جعلته ممثلاً للحكومة والحزب في المحافل الدولية، يحب بلده العراق كثيراً ولم يخرج منه مع الذين خرجوا في حينها لأن الحكومة في حينها اتخذت قرارا هو تسهيل سفر الشيوعيين الى الخارج لكي تتخلص من معارضتهم في الداخل ورحل الكثيرون ولم يبق الا القليل منهم وكان هو احدهم أراد ان يخدم العراق ورفض السفر الى الخارج وكانت النتيجة انه قدم حياته قرباناً للعراق وهذا ما كان يتمناه دائما في الوقت الذي لديه من?الإمكانيات الثقافية والشهادة واللغات ما يمكنه من العيش في بلدان عديدة ولكنه رفض ذلك وبقي في الوطن حتى كانت نهايته فيه.كان زوجاً مثالياً وأباً رائعاً بكل معنى الكلمة. رزق بعمار الابن البكر وريم وثلاثة توائم نوار وعلي ورند.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
* زوجة الشهيد صفاء الحافظ
*****************
صحافة الحزب الشيوعي العراقي.. خارطة طريق وطنية
ياسين النصير
كنت أحد العاملين الثانويين في مجلة الثقافة الجديدة يوم أتيت بغداد منتقلا إليها من البصرة، وشكلنا أنا والزميل فاضل ثامر نواة للمثقفين الشعبيين الذين يشكل حضورهم وتواجدهم في الوسط الثقافي صلة للحداثة النقدية، وكانت الثقافة الجديدة أول مدرسة أكاديمية لي حين تعرفت فيها على نحبة من العاملين الرموز:صلاح خالص، صفاء الحافظ، ابو كاطع، عبد الرزاق الصافي، فخري كريم، هاشم الطعان، الفريد سمعان، ابراهيم اليتيم، هذه النخبة العملاتية كانت واحدة من خلايا العمل الميداني اليومي، حيث شكلت اجتماعاتها الاسبوعية أهم مصدر للتعرف على حركة المجتمع من كل جوان?ها السياسية والثقافية، وفي حينها كانت ثمة خطوط حوار تمتد مع السلطة ، في الوقت نفسه كانت بنادق السلطة تصوب للرفاق أيضًا، وعليك ان تجد الطريق بين الحوار الذي تستهدفه البندقية والحوار الذي يحتاجه الوطن، وبما انني لا أعرف يومذاك الكثير، كنت اشهد عبر الحركة لقادة الحزب اهمية أن تستمر الثقافة الجديدة، وان يستمر الحوار وان يتوقف العنف، وأن تزداد صلتنا؛ خاصة انا والناقد فاضل ثامر بالوسط الثقافي، وبالرغم من أن ذلك لم ينجز كما نريد او نتصور، كانت حركتنا مرصودة من قبل الأمن العام، وكانت خطواتنا محروسة أيضا ?الأعين والمدونات ونحن نمر في شوارع وكازينوات ابي نواس وحواف بيوتنا البعيدة، من هنا بدأت، - بالنسبة لي- معركة الفكر ميدانيًا، هل تقطع العلاقات أم يتواصل الحوار؟ وكان الخط الجدلي محورا للحوارات اليومية لنا مع مجموعة من المثقفين العراقيين الذي كانوا يجلسون بالقرب من مقر الثقافة الجديدة � مقهى المعقدين- أوكازينوهات شارع ابي نواس- مقهى ياسين-.
وإذ يغيب الدكتور صلاح خالص ويستلم المهام الدكتور صفاء الحافظ، تشعر ان ثمة قامتين ثقافيتين تقودان الثقافة يحضران عبر الثقافة الجديدة، وطوال سنوات وجود مقرها في ساحة التحرير كنا نقطع الطرق إليها عبر دوائر متداحلة بين ساحة التحرير والباب الشرقي وشارع الرسيد، وشارع الجمهورية، وشارع السعدون، وجسر الجمهورية، وساحة الطيران، ومدخل ابي نواس، هذا التشابك الفضائي يختصره نصب الحرية مستوعبًا فضاء المدينة بغداد، فتشعر وأنت تعمل في مثل هذا الفضاء؛ أن الثقافة الجديدة علامة من علامات ساحة التحرير، ورمزا من رموز مد?نة بغداد.
أذكر كنا في اجتماع ثقافي واسع، وبعد الاجتماع خرجنا لنتعشى في كازينو في ساحة نصب الجندي المجهول، وكانت ثمة خطوات تتبع قافلتنا الثقافية، وبعد اقل من نصف ساعة أفتعل النظام معركة صغيرة بين اشخاص في الكازينو كان من نتيجتها اطلاقات نار في الفضاء، لم يكن المقصود غير اشعارنا بان السلطة موجودة، واصلنا عشاءنا وتركنا اصحاب المعركة المفبركة يتسلون بما فعلوا.وفي مناسبة أخرى كنا مدعويين في احتفالية سياسية، وكان الامن يتابع خطواتنا، وللصدفة تعطلت كامراتهم تلك الليلة، فما كان منهم إلا إخبارنا وسط ممازحة: خلصتم هذه الم?ة من التصوير، هكذا يختلط العمل الثقافي بالعمل السياسي فلا تجد فرقًا كبيرًا بين أن تقرأ كتابًا أو تكتب مقالة أو تتخلص من عين متربص، أو تقول ما تؤمن به في لقاءات عامة. ومن الثقافة الجديدة إلى طريق الشعب، وقبل أن ندخل في دوامة العمل كانت البيروقراطية قد نهضت لتعزل بين رفاق ورفاق، الذين عملوا في الثقافة الجديدة لا يعملوا في طريق الشعب، هكذا ابلغنا ....، وإلى أن انتقلت طريق الشعب من زاوية ما في شارع السعدون إلى بنايتها بجوار سينما النصر، انتقلت الثقافة الجديدة إلى جوارها حينها انفتحت آفاق التداخل حين زادت ?سؤولية الصحيفة اليومية على قدرات العاملين المختارين، ووجدت نفسي مرة ثانية في حقلي الثقافة الجديدة، وثقافة طريق الشعب، وسط تداخل وفصل منهجيين تمكنا ان نجد أكثر من زاوية للعمل المشترك.
لايمكن تصور العمل دون تداخل الشخصانية فيه، ففي بداية السبعينيات وبالذات حينما اصبحت طريق الشعب مركز استقطاب المثقفين، حدث ما يشبه الاستقطاب الداخلي، بين شخصيات ثقافية متميزة، كان من شأن ذلك أن يؤثر على سياق منهجية مرسومة عمل ابو كاطع على تثبيتها بمدونة عن كيفية تسيير العمل اليومي، واعتمدت من قبل هيئة التحرير بحيث كنا نعرف في القسم الثقافي ماذا سننشر بعد شهرين او ثلاثة حتى وصل الأمر إلى ستة اشهر من نوعية المقالات وتغطية الأنشطة واختيار القصائد وتكليف المثقفين، بمعنى أن المدونة التي عمل عليها ابو كاطع ونا?ت رضا الصافي، هيئة التحرير كانت تضع خطوات للعمل المنظم اليومي والاسبوعي والشهري والفصلي ونصف السنوي، بمعنى أن الصحيفة كانت بمهجية اكاديمية.ووسط هذه البنية التنظيمة تبرز بين الحين والآخر شللية صغيرة وكالعادة يكون تاثيرها مؤقتا ثم تتلاشى طموحاتها الذاتية بالعمل المنظم والاجتماع اليومي لكل قسم في الجريدة.
صحيفة الحزب الشيوعي العراقي" طريق الشعب" كنت فيها منذ بدايتها في السبعينيات ، وحتى يوم أغلقت، كنت فيها ايضًا، و بمعية الاستاذ عبد الروزاق الصافي رئيس التحرير، والشاعرنبيل ياسين، ولكني كنت اقف في جانب آخر من الموقف الذي يقف فيه عبد الرزاق الصافي، فهو الوحيد الذي ابقى العلاقة قائمة معي بعد خروجي في الشهر الرابع من عام 1978 من الأمن العامة، حين جمدت من العمل التنظيمي، لقد ابقى الصافي صلتي بالحزب عبر الدكتورة سلوى زكو قائمة، أما رفاقي في القسم الثقافي � عدا فاضل ثامر- كانوا يتجنبون حتى الحديث معي، ي?للمرارة ؟؟ ما يعني ان وجودي في الجريدة يوم أغلقت وبدأ دخان حرائق الوثائق والمدونات يتصاعد، لم يكن رسميًا، إنما مجرد موقف شخصي مني، لقد كنت هناك، اشهد تصاعد الدخان من براميل حرق الوثائق التي كانت تتقد بنيران تجربة عريقة، وكان جارنا واقفا يطل علينا هذه المرة مصوبًا كاميرته لتصوير الحرائق والأشخاص، وقصة هذا الجار طريفة فقد كان يطل بين فترة وأخرى من نافذة بيته العلوية ليشاهد مجموعة من الصحفيين يفترشون الأرض والزوايا وهم يأكلون وجباتهم اليومية، وكان يبتسم لمرأى هذه المجموعة المختلطة وهي تأكل سويه المأكو?ات نفسها، وفي أحد الأيام اشتكى هذا الجار من كثرة الدخان المتصاعد من البراميل التي تحرق فيها الأوراق بعد نهاية عمل يوم، تذكرت ذلك وانا اشاهده في آخر يوم ارى فيه باب بناية الجريدة، قبل أن تصلني توصية عامة على لسان الاستاذ عبد الرزاق الصافي بالابتعاد عن الظهور العلني - كلمن يشوف دربه ولكن بحذر- كيف أن هذا الجار لم يشتك ولم ينزعج، حين رأى النار تتصاعد هذه المرة من براميل المحرقة الورقية لأنه لا يرى وثائق تحترق فقط، إنما تجربة كاملة، وحزب كامل، وجريدة ناطقة بلسان الشعب، وعاملين كانوا يفترشون الأرض أمامه? وها هو الفراغ بعد هذه المحرقة يمتد من الجريدة � حيث لا موائد تفرش على مصطبات للأكل- إلى كل البيوت والمقرات التي كنا نلجأ إليها بعد انتهاء عملنا اليومي.
لم يكن أغلاق الجريدة، مجرد أمر سياسي بغلقها، كأية صحيفة تخالف النظام، إنما كان الإغلاق تكميمًا لصوت شعبي، اعتقدوا أنهم سيغلقون به دفاتر الإنشاء الثقافي والسياسي والفلسفي والتحريضي، وسيغلقون الذاكرة والأناشيد والأغاني والقصائد والقصص، والاحتفالات وصور الشهداء وذكريات السجناء ومئات الجرائد المناطقية، هكذا تصوروا، ولم يدركوا أن الانتشار اللاحق للصحفيين الشيوعيين سواء في مدن العراق أو خارجه ، اعادوا كل حسب امكانياته هوية الصحافة الشيوعية من جديد، فاداموا حضورها وأكدوا مشروعها، وواصلوا نهجها، ومع مئ?ت الكوادر التي عملت لمجموع الفكر الماركسي، عمل البعض مشروعًا لذاته، خاصةعندما تكاثرت الرؤوس خارج العراق.
لا أحد يستطيع ملء فراغ العمل، وليس من المعقول أن تتقول ما لم يكن قد شاهدته ومارسته واشتركت فيه، هذه الجريدة، ليس جريدة عادية يعمل فيها مجموعة من الصحفيين والمثقفين، إنما هي اكاديمية للصحافة بحق، أكاديمة كانت ترسم خارطة طريق للصحافة العراقية، وللثقافة العراقية، وللعلاقة مع الفئات والطبقات الإجتماعية العراقية والعربية، ولترتيب العلاقات المتباينة مع تدرج هوية المثقفين وانتماءاتهم، ثم وهذا هو الأهم كانت تجربة- اكاديمية- وورشة عمل سياسية، لترسم خطوط العلاقة مع شرائح من الحكومة، وشرائح من القوى الاجتم?عية المختلفة، خاصة القوى الكردستانية والعربية. فالجريدة ليست مقرًا للكتابة أولاخراج الصحيفة اليومية التي كانت تطبع بأعداد يخفيها المسؤولون عنا، لأنها كانت صوتا ومكرفونا شعبيًا للعراقيين في كل مدنهم وقراهم واقضيتهم وبيوتهم، ومن شهد وجود "الجريدة الحزبية" باسمائها المختلفة "اتحاد الشعب " طريق الشعب " يعرف كم كانت الجريدة ميدانًا شعبيًا ليس لإنتاج المعرفة، إنما لتخريج كوادر مهنية شكلت لاحقًا عصب الصحافة العراقية.
لا شك ثمة مرارة سأخفيها عمدا، قد تأتي من رفيق او زميل، فالحرص كان اكبر من الخلافات الشخصية، وفي كل مساء كنا نطرح ما نختلف عليه لينتهي مع أخر رشفة من كاس العلاقة، هذه الجريدة واحدة من النوافذ الفكرية التي تعلمت منها الكثير وما زلت، ولعل الرأي الذي يستخلصه المعنيون أنها ليس جريدة اشخاص ولافئات، بالرغم من أنك تسمع بين أونة وأخرى أن فلانًا كان رئيسًا للتحرير وفلانًا كان مديرًا للتحرير، وفلانًا كان رئيسًا لقسم...الخ، فالعمل الجماعي كان يلغي الاسماء ويستحضر الأفعال، هكذا عندما تأتي الجريدة لتمارس عملك، ?تشاهد الاسماء الأتية: سعدي يوسف، الفريد سمعان، مصطفى عبود، زهير الجزائري، فاضل ثامر، ابراهيم أحمد، حميد الخاقاني، سلوى زكو، يوسف الصائغ، هاشم الطعان، خالد السلام، وآخرين، وكنت من بين الآخرين، وحين بدأت جريدة الفكر الجديد وانتدبت الدكتورة سلوى زكو لرئاسة تحريرها، وجدت نفسي أخوض معها تجربة جديدة، دون أن افقد صلتي بالقسم الثقافي الذي رأسه حميد الخاقاني بعد مداولات شخصانية لم تكن دقيقة في الاختيار لتعيينه مسؤولا للقسم الثقافي.
سيكون الحديث عن تجربة الصحافة الشيوعية حديثًا عن تداخل الثقافي بالسياسي وكلاهما بالمجتمعي والفلسفي والذاتي، ومثل هذه الحقول لم تستوعبها تجربة تتداخل فيها مجموعة رؤى مختلفة لمجموعة من المثقفين وجدوا انفسهم للمرة الثانية- بعد تجربة اتحاد الشعب- في تاريخ العراق، يعملون في صحافة الحزب الشيوعي العلنية. لذلك سيكون ثمة اكثر من زاوية لتنظر من نافذتها إلى هذه الخلية المتفانية وهي تعمل، دون أن يدعي أحد منها أنه صاحب منصب أو جاه، اذكر مرة أن الرفيق عبد الرزاق الصافي جاء القسم الثقافي وبيده مقالة لأحد المثقفين كان?القسم قد رفضها لضعف ما فيها، فذهب صاحبها رئيس التحرير يطلب منه نشرها، فما كان من الصافي إلا أن يبلغه بأنه لاسلطة له على اي قسم في الجريدة، وان وجوده لا يمنحه سلطة على أحد لأن تعيينه رئيسًا للتحرير لايمنحه ذلك، قالها مصحوبة بنكته "يا أخي أنا مجرد خلك رئيس تحرير" لذلك لا استطيع نشر ما يرفض. ووسط ضحكات الجميع، كانت النكتة رسالة واضحة أن لامركزا يمنح صاحبه سلطة على الآخرين.
************
ص9
أشهد أني عشتُ تلك التجربة الغنية .. "طريق الشعب" العلنية
عدنان حسين
في يوم ما سبق الحدث السعيد بنحو شهرين، جاءني الراحل حامد جبر الحسن، الموظف الإداري في الجامعة المستنصرية، وصلتي الحزبية، بخبر أفرحني كثيراً، هو تلبية رغبتي في الالتحاق بطاقم "طريق الشعب" التي كان يجري الإعداد لإصدارها علنية.. أعطاني عنواناً لأذهب إليه في يوم محدد لم يكن بعيداً.
في ذلك المكان المحدد واليوم المحدد تفاجأت بأن مَنْ كان في استقبالي والآخرين، أبو كَاطع (شمران الياسري). ومَنْ لم يكن في ذلك الوقت يعرف أبو كَاطع الذي ذاع صيته من خلال برنامجه الإذاعي الشهير "إحجها بصراحة". كما عرفته شخصياً من خلال والدي الشيوعي العتيق.. ضمّني أبو كَاطع إلى مجموعة كانت تتهيأ للاجتماع برئاسته .. الوحيدة من حضور الاجتماع التي كنت أعرفها من قبل هي فاطمة المحسن، فقد كنّا قد عملنا سوية بعض الوقت في مجلة الإذاعة والتلفزيون قبل ذلك.
ظلّ ابو كَاطع لفترة من الوقت رئيسي في العمل .. حتى بعد أن تولّى غيره رئاسة القسم الذي أعمل فيه، بقي كلما صادفني يبادر برفع يده اليمنى إلى مستوى رأسه محيياً ومنادياً بصوت عذب: رئيسيييييي! .. لكنّه كان يفعل هذا مع الجميع تقريباً .. هو شخصية مميزة للغاية، ودود ومتواضع وصاحب حنو على أصحابه ورفاقه وشجاع في التعبير عن رأيه واتخاذ موقفه .. كل هذا كان يأتي منه بأقصى الحدود.. كان متمرداً، حتى انه عندما تكرر منع عموده اليومي من النشر عمد الى انشاء صحيفة حائطية كانت تُعلّق على أحد جدران مقر الجريدة.. تواطأ معه في ذلك?رشدي العامل ويوسف الصائغ.
تميّز عمود أبو كَاطع بأنه قوي و"نابت"، لم يكن في تاريخ الصحافة العراقية مثيل له .. حتى عمود عبد الجبار وهبي "ابو سعيد" في "اتحاد الشعب" لم يكن بقوة عمود أبو كَاطع الذي تميّز باستخدام "الحسجة" والحكايا الشعبية وباختراع شخصية خلف الدواح الشعبية.. وحسجته كانت سارية المفعول حتى في حياته العامة .. أتذكر الآن أنه عندما كان يطلب حاجة ولا يجد من يلبيها له في الحال يصيح بصوت عال لكن بنبرة ودودة: "هلبت أكو بهالجريدة عدالة أو إنصاف"... لم يكن ليذكر هذين الاسمين جزافاً فإنصاف رفيقة كانت تعمل في قسم الاستعلامات وعدالة ?لمالح كانت شابة متدربة في القسم الخاص بالبريد .. كان أبو كَاطع مدرسة صحفية بذاته، وكان مناضلاً من الطراز الرفيع.
دخلتُ "طريق الشعب" في البداية بصفة محرر تحقيقات غير متفرغ، فقد كنتُ أعمل بدوام مسائي في "مجلتي" و"المزمار" التي كان واسطتي إليها أستاذي السابق في قسم الصحافة بكلية الآداب (الراحل) زكي الجابر الذي شغل لفترة من الوقت وكيلاً لوزارة الثقافة.
بعد فترة قصيرة أُلحقتُ بقسم المنوعات، برئاسة يوسف الصائغ الذي شاء بعد فترة أن يسجّل لـ "طريق الشعب" ريادة في نشر صفحة إسبوعية للأطفال بإسم "مرحباً يا أطفال"، مسمياً نفسه في البداية "العم حمدان"، لكن سرعان ما أوقف استخدام هذا الإسم، فقد اكتشفنا أن "العم حمدان" هو أحد شخصيات الإذاعة الإسرائيلية، على غرار شخصية "ابن الرافدين" الشهير بتعليقاته على الأوضاع العراقية باللهجة العراقية، وتغيّر الاسم الى "العم حسان" .. عملتُ مع الصائغ، أو بالأحرى "تحت يديه" في هذه الصفحة وفي صفحة المنوعات. ويوسف الصائغ صحفي من الطرا? الأول، بل مدرسة صحفية حقيقية، فضلاً عن أنه شاعر وكاتب رواية ورسام.
بعد سنتين أو ثلاثة من بدء عملي في "طريق الشعب" فتح يوسف الصائغ أمامي طريق كتابة العمود الصحفي.. كان إسبوعياً، وفي الذكرى الثالثة أو الرابعة لصدور "طريق الشعب" علنية كتبتً في ذلك العمود أنني في غضون ستة أشهر من عملي في الصحيفة تعلمتُ من فنون الحرفة الصحفية ما لم أتعلمه خلال أربع سنوات من دراستي الصحافة في كلية الآداب بجامعة بغداد. لم أكن أقصد، وهذا ما نبّهت إليه في العمود، التقليل من أهمية وجدوى دراسة الصحافة في الجامعة، لكن قسم الصحافة كان في سنواته الأولى فقيراً للغاية، فلم تتوفر له الوسائط التي تتيح لطلب?ه التدريب بنحو جيد على الفنون الصحفية، والصحافة فن لا يمكن إجادته من دون تدريب طويل ومتواصل ومُجهد.
الآن وقد أصبحتُ صحفياً "مرموقاً"، كما يرى البعض، فإنني أشعر بأن المدرسة التي جعلتني أتقن هذا الفن وأحترف هذه المهنة هي "طريق الشعب"، فقد كان مسؤولو الأقسام، وهم من الصحفيين والمثقفين المرموقين، حريصين على أن نتعلم المهنة على أصولها، وأول هذه الأصول، اللغة. كان يوسف الصائغ معلماً بارعاً في اللغة، كما هو بارع في فن التحرير، يصحّح لنا أخطاءنا ويقترح علينا صياغات في التحرير أفضل من صياغاتنا .. كان يفعل ذلك بطول أناة وبمحبة محسوسة لنا، وكان يُظهر كل الاهتمام في أن نتعلم جيداً ولا نكرّر الخطأ. وبالطبع فان مما ك?ن يشجّع يوسف الصائغ وسواه من أساتذتنا أو زملائنا الكبار على المثابرة في تعليمنا أننا كنا حريصين على التعلّم .. كنا نحب المهنة كما نحب حبيباتنا، بخلاف ما ألاحظه من معظم شباب المهنة هذه الأيام.. الكثير منهم يبدون لي كما لو قد ألقي بهم في ساحة المهنة رغماً عن أنوفهم. قليلاً ما ألحظ صحفياً شاباً لا يكرر خطأ نبّهته إليه، وقليلاً ما ألحظ صحفياً شاباً منكباً على القراءة .. أغلبهم لا يقرأ حتى الصحيفة التي يعمل فيها، فيما كنّا نحرص على قراءة ثلاث صحف أو أربعاً يومياً فضلا عن المجلات والكتب.
الآن لا أتردد أبداً في الإعلان عن أنني صنيعة تجربة "طريق الشعب" العلنية ويوسف الصائغ.
وإلى جانب يوسف الصائغ هيأت لي "طريق الشعب" العلنية التي واصلت العمل فيها إلى ما بعد يوم إغلاقها في العام 1979، فرصة العمل والعيش مع شخصيات صحفية وثقافية مرموقة .. في قسم المنوعات مثلاً كان هناك بالإضافة إلى يوسف الصائغ شمران الياسري، أحياناً، ومصطفى عبود ومؤيد نعمة ونبيل يعقوب وعفيفة لعيبي وفاضل السلطاني وحميد عبد الحسين وصادق باباخان، قبل أن يلتحق نبيل ياسين وسعاد الجزائري وإبراهيم رشيد.
في مقابل غرفة المنوعات في الطابق العلوي في تلك البناية المطلة على شارع السعدون في منطقة بستان الخس، كانت غرفة رئيس التحرير عبد الرزاق الصافي ثم غرفة مدير التحرير فخري كريم، وهي أيضا غرفة اجتماعات هيئة التحرير، ثم غرفة القسم العربي والدولي والترجمة حيث عبد المجيد الونداوي وعبد الحميد بخش (أبو زكي) وفالح عبد الجبار وإبراهيم الحريري ورجاء الزنبوري ويحيى علوان وإقبال القزويني ومنى سعيد، بعدها تأتي غرفة القسم الثقافي حيث ألفريد سمعان وفاضل ثامر وسعدي يوسف ورشدي العامل وسلوى زكّو وحميد الخاقاني وصادق الصائغ، ثم ?رفة حياة العمال والفلاحين حيث عبد السلام الناصري ومحمد كريم فتح الله ومخلص خليل وسمير سالم داوود.
في الطابق الأرضي كان قسم حياة الشعب حيث زهير الجزائري وفاطمة المحسن والشهيد إسماعيل خليل ومحمد خلف وجمعة ياسين وجمعة الحلفي وعبد جعفر وحمدي العاني(أبو حمادة).. وهناك أيضاً غرفة الأرشيف بسيدتها الدائمة سهام الظاهر ورفيقها أموري عطية فضلاً عن عدد غير قليل من المتطوعين والمتدربين. وفي ستوديو التصوير كان قتيبة الجنابي وحسين السلمان وجلال رومي.
من أهم الغرف كانت غرفة الحديقة، وهي غرفة إعداد الشاي حيث الشغيلة أم جاسم ومساعدها (الصبي آنذاك) قاسم خضر الذي تدرب في أوقات ما بعد الدوام على التحرير الصحفي وأصبح صحفياً لا يباريه الكثير من صحفيي اليوم الشباب ومتوسطي العمر والخبرة (كتب هو عن تجربته قطعة ممتعة منذ ثلاثة أسابيع).
لا يمكنني أن أتجاوز غرفة الصفحات المتخصصة حيث حسن العتابي المسؤول عن صفحة حياة المعلمين. هذا الرجل الذي كان في عمر آبائنا نحن شباب الجريدة كان يبدو لنا كما لو انه مقيم أبدي في الجريدة .. كان مخلصاً لها وللحزب الى أبعد الحدود حتى انه زجّ بنصف عائلته تقريباً في العمل معنا.. جمال والشهيد سامي وصفاء (أبو الصوف) كانوا من شخصيات الجريدة اللامعة... هذه الغرفة كان من روّادها الدائمين أيضاً رواء الجصاني وجماعته في صفحة الطلبة والشباب، وعصام الخفاجي وآخرون من المتخصصين في الشؤون الاقتصادية.
ليس هذا هو الطاقم الكامل ـ لـ "طريق الشعب"، هناك الطاقم الإداري: نوزاد نوري وأميرة وسواهما.. وفي المطبعة كانت هناك غرفة للصفحة الأولى التي يعمل فيها عبد المنعم الاعسم وآخرون، والقسم الفني الذي يضم ليث الحمداني وآل العتابي وعبد الرحمن الجابري وانتشال هادي وجابر سفر ، فضلاً عن عمال المطبعة والمسؤولين عنها ومنهم حيدر فيلي والشهيد هادي صالح (أبو فرات) وزوجته كوريا.
هؤلاء جميعاً، وغيرهم ممن لم تسعفني الذاكرة بتدوين أسمائهم، عملتُ معهم وتعلّمت من كل واحد منهم.. إنني مدين لهم ولـ طريق الشعب" بالكثير مما عندي الآن من تجربة مهنية وحياتية، اغتنت أيضاً بتجربة حياة المنفى في بيروت وقبرص ودمشق ولندن والكويت، مثلما تغتني الآن بتجربة مؤسسة "المدى".
************
انباء الموصل*
ابراهيم الحريري
فرحان ! من منكم يعرف فرحان ؟ اين باستطاعتي ان اجد فرحان ؟
كنت ادور على محلات السراجة في سوق السراجين, خلف المتحف الوطني القديم (متحف التراث الشعبي الأن) اسألهم واحدا, واحدا.
كان أحدثهم على المهنة, بعضهم, الأكثر تقدما في العمر، كان يحك رأسه، ثم يجيب : اختفى . لا نعرف عنه " . واحد فقط قال انه مريض, يعيش عيشة مزرية, بعد ان لم يعد بامكانه مزاولة المهنة, لكنه لا يعرف اين بامكاني ان اجده. اجتاحني اليأس. كدت اكف عن البحث حتى قّادتني الصدفة البحت الى سرّاج كهل، عند نهاية شارع الجعيفر التقيته في ساحة جسر الأمين - جهة الكرخ.
:قلت له " تعرف فرحان " ؟ كَصني بنظرة مستريبة، من فوق لتحت. توقف هنيهة ليضيف: " فرحان النقابات ؟ فرحان الشيوعي ؟ "
جفلت، كدت اغادر على الفور، لولا انني تذكرت.اننا في اواخر 2003. صدام ونظامه ولّيا. وانا عائد من المنفى ابحث عن الرفاق والأصدقاء القدامى, كان فرحان احدهم .
سحب الرجل نفسا عميقا من سيكارته. قال مبتسما وهو يحاول ان يطمئنّني: يرحمه الله. كان رجلا طيبا، لكن لماذا تسأل ؟ " أجبته " صديق قديم..." وغادرت.
تعود علاقتي بفرحان الى اواخر شتاء عام 59 عندما تأسس الإتحاد العام لنقابات العمال في العراق، او كان تحت التأسيس، وتقدم بطلب اجازته. كنت اتردد على مقر الأتحاد، اول شارع ابو نؤاس من جهة شارع الرشيد، بحكم عملي، مراسلا ومحررا عماليا لصحيفة " اتحاد الشعب ". كان اكثر قادة الأتحاد, آرا خاجادور، طالب عبد الجبار،عبد القادر العياش،حكمت كوتاني، كاظم الدجيلي، وغيرهم، من الرفاق والنقابيين الذين التقيتهم في السجون والمواقف والمعتقلات، قبل ثورة تموز. خلال تنقلي بين غرف الإتحاد، لالتقاء هذا القائد النقابي او ذاك، كدت اصطد? بشاب ربعة، في اواسط العشرينات، مهدل الكتفين ، ينظر بنظرة مواربة، كأنه يتجنب ان تلتقي عيناه بعينين اخرتين، تكتشف في عينيه مكرا ودهاء، تنم عنهما ابتسامة جانبية. سألت. قيل لي انه فرحان، واحد من شغيلة الأتحاد، فراش، شايجي، مصلح لأي عطب، من النجارة ، البواري الى الأقفال، يعني، بكلمة واحدة، " بتاع كله ", من بين سائر قادة الأتحاد، اختصه الشهيد طالب عبد الجبار بالأهتمام والرعاية، كما عرفت فيما بعد.
تقلب الأتحاد، بين مجازٍ وغير مجاز. يعتقل قادته حينا ويطلق سراحهم ليلتقيهم "الزعيم "، حسب مزاج قيادة السلطة, حتى خاضت السلطة معركتها الحاسمة، ضد النقابات والمنظمات الديمقراطية تعاونها اجهزة الأمن وعصابات الشقاة.
سيطرت السلطة على مقر اتحاد النقابات وسلّمت مفاتيحه للحاج ابراهيم، بينما تشتت القادة النقابيون، بين معتقلٍ ومسجون او مختفٍ،اما فرحان فلا حس ولا خبر، كأنه فص ملح وذاب
أُغْلِقَتْ الجريدة, وتنقلتُ بين منظمات مختلفة، حتى أُلحِقتُ باللجنة المحلية للحزب في الموصل ، فكنت اتردد، بين الآن والآن، على بغداد، في مهمات حزبية. كُلّفْتُ ان اذهب الى احد محلات السراجة لألتقي رفيقا، سيقدّم لي تسهيلات في مجال اخفاء البريد الحزبي والنشرات.
هناك التقيت فرحان، مرة اخرى. كان فنانا مبدعا في هذا المجال، كان يقعّر الصناديق، يضيف طوابق مخفية للحقائب، يخترع جيوبا سرية في حقائب الكتف، لا يكف خلال ذلك عن" دندنة " مقام او بسته، كأنه يقوم بعمل عادي، كانه خُلِقَ لهذا النوع من العمل.
غادر ابو زيد (الرفيق طالب عبد الجبار) الى بغداد وتـأخر بعض الوقت (بعد عودته صدر بيان عن الاجتماع الكامل للجنة المركزية، اي يضم الأعضاء والمرشحين، ولما كان الرفيق طالب مرشحا لعضوية اللجنة المركزية وقدرنا ان لغيابه علاقة بالاجتماع).
التقينا على فطور عمل في بيت الرفيق الشهيد ستار خضير, عضو اللجنة المحلية ومساعد لمسؤولها (خلف الساعة) كان قريبا من بيت الرفيق طالب (المياسة). لا اتذكر ما اذا كان الرفيق (الشيخ) معروف البرزنجي، الذي كان التحق بمحلية الموصل منقولا من كركوك التي كان مطاردا فيها، وكلف بعدها بالصعود الى الجبل لملاقاة البارزاني الأب كان قد عاد. تداولنا بعض الآمور، عندما دعانا طالب الى مرافقته. قال انه يدخر لنا مفاجأة. تبعناه الى باحة في احدى محلات الموصل (لا اتذكر اسمها). قرع احد الأبواب فانفتح عن...فرحان!
كانت مفاجأة من العيار الثقيل! تعانقنا. دعانا الى الدخول. كانت تقتعد احدى زوايا الدار سيدة في منتصف الأربعينات, متينة البنيان الى بدانة, تميل الى القِصَر. ارادت ألنهوض للترحيب لكن ثقلها البادي اعاقها.
قدمها لنا فرحان: خالتي " ابتسم طالب ابتسامة ذات مغزى واضاف: " واحدة من خالاته الكثر"، ! فهمنا التلميح عندما اطرق فرحان خجلا.
المفاجأة الأخرى كانت تنظرنا في السرداب الذي تقدمنا فرحان اليه. كشف فرحان فرحا، فخورا، كما يكشف العرّيس نقاب عروسه ليلة عرسهما. غطاءً فبان عن آلة رونيو، كانت، بالرغم من قدمها، نظيفة.
كيف تم ذلك ؟ كيف ؟ في ظروف الموصل العصيبة، اوائل الستينات، تم نقلها ؟ قطعة قطعة ؟ مرة واحدة ؟ ومتى تم استئجار الدار ؟ الى غير ذلك من الأسئلة التي ظلت دون اجابة، اذ كان السؤال محظورا. لكن كان يمكن تخمين ان الكثير من الإجابات كانت تكمن في صدري فرحان وابو زيد
قال ابو زيد وهو لا يخفي فرحه: بامكاننا، الآن، ان نصدّر نشرتنا "! وهذا ما حصل.
كان كل شيء جاهزا. العروس (الرونيو) يصحبها جهازها ( صحائف الستانسيل وألأحبار) وكاتب الطابعة (محمد، ابو جاسم، رفيق منقول من بغداد، للألتحاق بعمله في واحدة من محاكم الموصل) والمحرر، سكرتير التحرير (الداعي) ورئيس التحرير. الرفيق طالب. اما الأسم فقد اخترته ولم اكن ميالا إلى الأسماء الطنانة الرنانة: " انباء الموصل ".
و بدأ العمل!
لم نكن نعاني تجهيز المواد. كان لدينا الكثير من المواد الأولية، سواء ما يردنا من المركز، بغداد، أو من الأقضية والنواحي التابعة للمحافظة، المشكلة كانت في الطبع.
كان محمد، ابوجاسم، كما كنت اسميه تدليلا، مع انه كان في اوائل العشرينات، يقيم في دار صغيرة, من طابقين في الدواسة، الطابق الأول كان يضم المطبخ وباحة مسقوفة كأنها الصالة، والطابق الأعلى غرفة لنومه ووالدته.
كان محمد يعود من عمله في المحكمة وعندما كنت اقرع الباب وقت الغروب بالطريقة المتفق عليها كنت أجد كل شيء : الوالدة في الدور السفلي، تعد لنا الشاي. بينما كان العمل يتم في غرفة النوم، يحكم محمد اغلاق باب الغرفة ويغطي الشبابيك ببطانيات ثقيلة لمنع تسرب صوت الطابعة.
تطلّب انجاز النشرة، بضعة ايام. سلمت الستانسيل المنجز الى فرحان صباحا لاعود لأستلم النشرة في المساء واذهب الى بيت ستار.
كان كل شيء معدا للاحتفال: ام مي، زوجة الشهيد ستار التي اعدت المزات الشهية مشغولة في الباحة تعد الشواء، ابو مي يقتعد ارضية غرفة الجلوس على واحدة من ركبتيه بنته، مي، يجاوره ابو زيد، تلتمع عيناه زهوا، وعندما ابسط " انباء الموصل "على الطبلية، يتداولها القعود..
ثم ترتفع الأنخاب! يتخلّلها صوت ابو مي، الشجي، يغني ابوذية او اثنتين. تتناهبني اللوعة والفرحة. اتذكر حبيبتي التي لا تبادلني الحب فاغني " أشكَر وشعرو ذهب! في حبو شفت العجب! كنا كأننا فتية لاهون! كأن الموت لم يكن ينتظرنا، في ايام الموصل العصيبة تلك, عند كل عطفة!
(كتبت فيما بعد قصة بعنوان " الوليمة " اصف فيها واحدة من سهراتنا، نشرتها في صحيفة مجلة " صوت الخليج " الكويتية عام (64)
الآن، وبعد 53 عاما من اول اصدار لـ " أنباء الموصل "، وانا انجز، على بعد آلاف الأميال من الموصل، الجريحة، الذبيحة (ايّ قدر اسودَ، دامٍ، يلاحق الموصل!) الاصدار الأخير من " انباء الموصل "، استدعي الشهيدين:طالب عبد الجبار, ستار خضير، والراحل فرحان، وكاتب الطابعة ابو جاسم (لا اعرف ما اذا كان ما يزال حيا)، ارفع كأسي واهتف:
نخبكم ايها الرفاق! نخب الكلمة الخيرة ، النيّرة! نخب الصحافة الشيوعية في عيدها الثمانين!
ــــــــــــــــــ
* نشرة صادرة عن اللجنة المحلية
للحزب الشيوعي العراقي في الموصل
سكرتير التحرير: ابراهيم الحريري
آذار 1962
******************
صفحة التعليم والمعلم..
كوة أمل وسط ظلام التبعيث
علي عبد الكريم حسون
متطوعون كنا جميعا , ملبين نداء تكليف الحزب لنا بالعمل في صفحة التعليم والمعلم , التي تصدر أسبوعيا مرة واحدة في طريق الشعب . ولم تتوقف عن الصدور لحين إغلاق الجريدة على يد أزلام البعث الفاشي ..
نجتمع اسبوعيا كهيئة تحرير , نعد الصفحة مقالة مقالة , ندققها ونفحصها , لنرى مدى تطابقها مع سياسة الحزب التربوية , آخذين بنظر الأعتبار ترصد " الحليف " الغادر لكتاباتنا .. مرة أبلغنا الحزب بأن البعث وفي احد اجتماعات " الجبهة " , اعترض على صفحة التعليم والمعلم , بإعتبارها تشير دائما, لمقولة أحد المفكرين الماركسيين كلازمة ثابتة في كل عدد اسبوعي , ولا تؤشر لمقولة أخد التراثيين العرب المسلمين . عرفنا أنها كلمة حق أريد بها باطل , , فعندما وازنا في النشر , لم يتوقفوا عن إنتقادنا .
المسؤول عن الصفحة كان الرفيق الراحل حسن العتابي , وكان لايؤشر فقط لأخطائنا اللغوية والأملائية فحسب , بل يحاول جاهدا التوفيق بين حماسة عاطفية لدينا نحن الرفاق الشباب , وبين إيصال سياسة الحزب التعليمية الى جمهور المعلمين والمدرسين والأساتذة والطلبة , في ظل أجواء محمومة لسياسة شمولية وصلت ذروتها بتبعيث التعليم , وجعله مغلقا أمام نشاط الحزب الشيوعي العراقي .
المشرف على الصفحة هو الرفيق الدكتور غانم حمدون "العمر المديد والصحة الوافرة له", المتواضع في التعامل معنا , للأرتقاء بخبرتنا في مجال التحرير, وصولا لأن نكون محررين أكفاء .. يتحدث معنا مجتمعين أو فردا فردا , بعد أن يرفع من صوت مؤشر الراديو , واضعا إياه جنب جهاز التليفون , للتشويش على تنصت أجهزة البعث علينا . يؤشر لنا على كل فقرة من مقالاتنا وتهميشنا على الكتابات التي تردنا . ملاحظاته لنا تنبع من قلب شيوعي كبير يحمله بين ثنايا جسده الناحل , ونظرته الثاقبة التي لاتفارقه , وهي تفصح عن نية غادرة للحليف المفت?ض سيوجهها لنا عن قريب .
أبو حافظ ابراهيم رشيد , الحامل لقلب شاب في جسده الخمسيني , كان لولب الصفحة نشاطا وكتابة , تتعداها للكتابة النظرية والفكرية الجادة في صفحات الثقافة الجديدة , والتي دفع ثمنها غاليا بالسجن في أبو غريب أثناء عمله معنا .
كانت هيئة تحرير الصفحة برفاقها المحررين تضم الشيوخ ذوي الخبرة والكفاءة , جنبا الى جنب مع الشباب المتدرب . فالرفيق أبو عصام بشعره الأبيض وهدوئه المميز , يشير دائما وبحذر لما يراه ضروريا للتطوير .
البقية من الرفاق وهم عز الدين أبو سردار، وعلي جاسم أبو سعد، وعلي عبد الكريم،وحسون أبو وليد، والرفيق المدرس شقيق الرفيق عبد الرزاق الصافي ، وأظن أن اسمه عبد اللطيف، و خليل الفخري, والرفيق الأعرجي. كلهم شكلوا خلية نحل دؤوبة للارتقاء بالعملية التربوية والتعليمية في العراق ولنشر الفكر التقدمي العلمي.
البقية من الرفاق وهم : عز الدين أبو سردار / علي جاسم أبو سعد / الرفيق الأعرجي / علي عبد الكريم/ حسون أبو وليد / الرفيق المدرس شقيق الرفيق عبد الرزاق الصافي وأظن اسمه عبد اللطيف / خليل الفخري . كلهم شكلوا خلية نحل دؤوبة للأرتقاء يالعملية التربوية والتعليمية في العراق ولنشر الفكر التقدمي العلمي . في محاولة للأستفادة من فسحة العمل العلني , والمرصود من أجهزة الفاشيست .
*************
ص10
وعيون من طراز آخر
صادق الصائغ
احيانا، يمكن حتى للصدفة ان تكون طريق استدلال، فهي ما اوصلتني الى شاكر اسماعيل المعروف بين ابناء محلتنا بلقب مازح هو شاكروف شاكروفسكي وهذا بدوره اوصلني الى الحزب الشيوعي ، وشاكر لمن لا يعرفه هو كاركتر خاص غير اعتيادي ، ظهر في محلتنا ( الازرملي ) نزيلا في بيت ام عزيز، وهي كأبنائها الاربعة تؤمن بالحزب وتنظر اليه كباب للفرج . المرويات التي تحكي عن شاكر تقع، بالنسبة لي، في باب المدهش والمثير للفضول، وهي كافية، بعد اضافة تنقيحات قليلة او كثيرة ، لتجعل منه مختلفأً ، فهو صحفي يكتب في الجرائد ،وانا ( لحيمي غشيم ) يحلم بالصحافة، هو صاحب غرابا? يختلط فيها الجد بالهزل ، وانا خجول لا اجرؤ غلى قولٍ بين من هم اكبر مني سناً، هو حسب المرويات ايضاً ، عصامي حقيقي ، ورغم انه خريج مدرسة للأيتام، ، فقد استطاع ان ينتزع جائزة وزارة المعارف لأفضل قصة قصيرة، مع انه لم يكن يقرأ القصص، كما ذكر لي لاحقاً . وأليوم وانا ابحث في ذهني عن سبب لـ (تلك الميانة) التي طبعت علاقتنا السريعة ونقلتها من موقع العشوائية الى موقع الجد، لا اجد سبباً يفسرها غير تلك الفطرة التي تتصف بها شخصية شاكر والتي تلغي منذ اللحظة الاولى، المسافات بين الصغير والكبير. لقد ظننته هازلاً حفاً ي?م طلب مني بعد ان عرضت عليه ، وأنا في غاية التردد ، بعض محاولاتي الشعرية، ان اذهب الى سجن بغداد المركزي، الواقع في باب المعظم، لتغطية مباراة رياضية في كرة السلة تجري بين فريق السجناء السياسيين وفريق السجناء العاديين لصالح الجريدة التي كان يعمل بها واظنها كانت جريدة الشعب لصاحبها يحيى قاسم ، ومع كل دهشتي التي، تحولت الى رفض قاطع ، بسب جهلي بالف باء الرياضة، فكيف لي وانا اجهل حتى الف باء الرياضة ان اكتب عن مباراة رياضية، وما سيكون نوع هذه الكتابة التي تبدأ بدخول سجن، وكيف سأدخله وانا لا احمل هوية صحفيين ووو..?الخ الخ! لكن- ومن يصدَق هذا؟!- ها هي فكرة شاكر العجيبة تتحول، بين الجد والهزل، الى مغامرة لا ينقصها حب الاستطلاع، صحيح انها مغرية وفي نقس الوفت غير مأمونة العواقب، الا ان شاكر كان يقول، بعد ان زودني بقصاصة تزعم اني فلان الفلاني ومكلف بتغطية المباراة
اجلس في الصف الامامي ، مرحباً بي ، على ارتباكي، من قبل مدير السجن نفسه ، وفي نفس الوقت ، مورطاً بورطة لا اخت لها، فبين اعضاء الفريقين المتنافسين كان هناك شخصان ضاعفا قلقي الذي تلبسني منذ البداية، الاول هو نهودي ، ابن محلتي، الذي اهلته معاركه التي لا تعد ولا تحصى بحمل لقب " شقاوة " ، وهو استحقاق خطر لا يحصل علية الا من له سجل رجولي مشهود ودخل السجن مرات ومرات ، وهو الآن بمركز كابتن في فريق السجناء العاديين ، والثاني � ويا للمفاجأة � كان المناضل الشيوعي الدكتور صباح الدرة الذي اغتيل بعدئذ على يد البعثيين، ?يومذاك كنت اعرفه بالشكل ولا يعرفني هو ، والمشكلة القائمة هنا هي ماذا لو خاطبني نهودي، باعتباري احد ابناء محلته بأسمي الحقيقي امام الآخرين، وأي ظنٍ سيحمله عني الثاني فيما لو التقينا في مناسبة اخرى خارج السجن ؟!!
اجهل كيف مر الوقت يومذاك ، فما كنت افكر في تلك الساعة الا بكيفية الافلات من هذا المأزق، وكما يبدو، فأن لحالات الحصار بريق يطلق مضادته لمن هو في مثل حالي، فما ان انطلقت صفارة الحكم ، معلنة الاستراحة الاولى يتبادل فيها الفريقان المواقع،حتى نهضت،وعلى شفتي نفس الابتسامة التي تسلحت بها حين دخلت، مستأذنا مدير السجن الذهاب الى دورة المياه. ولم يكن تعليق شاكر على هذه الرواية التي حكيتها له وانا غاضب الا ضحكة صاخبه اعقبها بالقول
- صدقني، هذا سيكون درسك الاول في الصحافة ، وتأكد انك لن تنساه ولن تندم على ما ستدفعه من اثمان في المستقبل، مقابل دروس اخرى .
قال ذلك بنوع من الاحترام، على غير عادته التي تخلط الجد بالهزل، وهذا ،كما اعتقد،لأني ضمّنت تقريري الذي كتبته، اعتمادا على ما تتبعته في الفصل الاول من المباراة ، تلميحاً غير مباشر يشير الى اوضاع السجن والسجناء, وطبعا دهشت حين رأيت ما كتبته مع بعض التنقيح ونتائج المباراة التي اضافها شاكر، منشوراً على صفحات الجريدة .
*****
درسي الثاني تعلمته ايضا من شاكر اسماعيل ، وهذه المرة لأعرف ان الشجاعة التي يتحلى بها شاكر هي فضيلته الاولى، وأ نه، على خلاف "حسجاته" السياسية التي تتجاوز في احيان كثيرة ممنوعات ذللك الزمن ، والتي هي جزء من حياته اليومية، كان جادا اشد الجد في ما يتعلق بمواقفه السياسية ازاء الحكومة، فقد تسنى لي عام 1952ان المحه ، بعد أن ترك سكناه في الازرملي وانقطعت عني اخباره لفترة ما ،يتحرك قلقاً بين جموع كانت تتهيأ لإطلاق تظاهرة من منطقة سيد سلطان علي بمناسبة تأميم محمد مصدق رئيس وزراء ايران حقول النفط الايراني واضطرار ?لشاه الى الهرب الى بغداد طالبا نجدة من حكومة بغداد . كان واضحاً ان حظ التظاهرة في الاكتمال ضئيل ،فقد تسربت اخبارها الى الشرطة السرية التي اختلط افرادها بجموع العابرين، ولم ينفع تغيير مكان انطلاقها من سيد سلطان علي الى شارع الشيخ عمر في ان تستكمل نفسها في التئام ناجح، شاكر لمحني كما لمحته لكنه تجاهلني عمدا وفعلت انا الشيء عينه، و اثناء تنقله القلق من رصيف الى رصيف ، كانت الشرطة عند انطلاق الهتاف الاول بسقوط الشاه ونوري السعيد قد سدت مداخل ومخارج الطرق والازقة المتفرعة من شارع الشيخ عمر وفوجئت بشاكر ، والرص?ص يلعلع بين الارجل ، ينطلق لينشر شعار المظاهرة صارخا برفيقه الممسك بالطرف الثاني من اللافتة أن يصمد والا يسقط الشعار، وفي نفس الوقت يهيب بالمتظاهرين الا يغادروا، ولست اعرف لحد اليوم ، بعد ان تفرقت الجموع كيف افلت شاكر من قبضة الشرطة ، وقد روي لي حين التقيته في اليوم الثاني في مقهى صيفي في الباب الشرقي كيف انه نجح في اختراق الحصار الى جامع عبد القادر الكيلاني ليختفي في احدى زواياه،، ولم يكن هذا المكان بالغريب عليه ، فقد كان معروفا انه، ايام تشرده، كان، كلما عاد متأخراً في الليل ووجد باب الميتم مغلقاً في و?هه، ينام في صحن الجامع المذكور وانه في الشتاءات الباردة كان ينام في التوابيت الفارغة المعدة للدفن في صباح اليوم التالي ، وتقول المرويات - وهو احيانا يكذبها ضاحكا واحيانا لا- انه كان يحرص عندما ينام في تابوت،على ان يسيقظ فجراً لئلا يتكرر ما حدث له مرة ، فقد حدث ان استيقظ مرة فزعا لحركة رجلين
جاءا لنقل التابوت الفارغ ،وحين قفز منه وهو شبه نائم، راكضا باتجاه باب الجامع ، كان الرجلان يركضان، وقد اخذهما الفزع والرعب الى الاتجاه المعاكس، ظناً ان الميت استيقظ !!!
*****
ايام مضت بعد التظاهرة وانا ابحث واسال عن ما حل بشاكر، عرجت على مقهى في الباب الشرقي وكان شاكر قد اوصل لي عن طريق احد ابناء المحلة يخبرني فيه انه موجود في المقهى الفلاني وانه سيكون في انتظاري في الساعة كذا ، هناك دس لي، وكانت عيناه تجسان المحيط مطبوعا كنت حتى ذلك الحين اسمع عنه وكنت أظن ان الشوط الذي قطعته في الحركة الطلابية يؤهلني لأن اعتبر عضوا في الحزب الشيوعي حتى وان لم اكن حاملا البطاقة الحزبية.
كان المطبوع بورقه الاسمر الخشن وبعلامة المطرقة والمنجل يحمل اسم " القاعدة " ومن سطوره تحسست صرخة شقاء كنت اعرفها في نفسي ويعرفها، بالحس،كل عراقي خبر سياسة الافقار التي تمارسها الطبقة الحاكمة بحق شعبها المغدور، وبحق العمال الفلاحين على الاخص ،وكل الطبقات المسحوقة التي اعتبر نفسي جزءا منها ،وبالنسبة للشاب الباحث في حيرته وفي قصائده الاولى عن كينونة انسانية سحقتها الاقدام وعن طريقة تعيد لهذا العالم التعيس توازنه ، لم تكن القاعدة الا مدخلا لطريق ارحب ، ينقل رؤياي من لغة الاطراف الضيقة الى اممية ماركس الشاملة،?الى نظريته الكبرى التي تقدم اكثر التفسيرات واقعية لكل الظواهر الاجتماعية ، وهي بالنسبة لي موجودة بطريقة لا يمكن تجنبها في الرواية والفلسفة والاجتماع وكل ما يمت الى الحداثة الجديدة بصلة، وازعم انها موجودة حتى شعري الذي يراه البعض وجوديا او سرياليا بقدر ما هو موجودة في طريقة عيشي اليومي.
لأبن طرفي شاكروف شاكروفسكي الذي دلني على هذا الطريق و لاحبتي الذين رافقتهم ورافقوني اثناء مسيرة طريق الشعب اشعل، عن بعد، في عيد الصحافة الشيوعية، شمعتي الصغيرة، مع الحب والاحترام العم
************
البداية الاغنى
سعاد الجزائري
الحرف الاول يشكل الاتجاه للكلمة التي نريدها..
الكلمة تشكل البؤرة لكل انعكاس ومعنى يأتي بعدها او حولها لنصل الى سطرها..
السطر يمتد ليعبر بحور التنوع الفكري كقارب يرفع شراعه كي يواجه عواصف تريد كسر ساريته..
السارية تتمايل دائما مع امواج ورياح تسوقها بين خوف مختبىء ومجهول كامن في مكان ما، قد يعرفه القارب...
قارب السارية تهزه الريح وتتقاذفه الامواج، لانهما يسيران بعكس الاتجاه، وهذا التضاد قد تقود نهايته الى الموت او البدء...
بهذا القارب المحاصر بالرياح والعواصف بدأت خطواتي الاولى في عالم صار مجهول الاهداف والغايات.. عالم الصحافة..
بدايتي كانت في اهم مدرسة اعلامية في سبعينيات القرن الماضي، وتحديدا في صيف عام 1974 عندما التحقت بثاني دورة اعلامية تقيمها جريدة «طريق الشعب»، وعينت بعدها مباشرة محررة في صفحة منوعات وصفحة المرأة عام 1975 لاكمل في هذا العام 2015 اربعين عاما في هذا العالم الذي اصبحت فيه الكلمة شهيدة قبل ان تكتب، لان كاتبها يغتال بسبب فكرة لم يسجلها بعد..
البداية عبارة عن جذر ينبت ما ستعطيه التربة التي ينمو فيها، وانا زرعت في تربة ضمت اهم الاسماء في عالم الثقافة والصحافة العراقية، فالدورة التي التحقت بها، حاضر فيها الاعلامي المخضرم،عبد الرزاق الصافي رئيس تحرير جريدة «طريق الشعب»، ومدير تحريرها آنذاك (مردوخ العراق) في عالم الاعلام فخري كريم، واشرف على الدورة مؤرخ الصحافة العراقية وصاحب الموسوعات الدكتور فائق بطي والدكتور كاظم حبيب الكاتب المعروف.. وحينما التحقت بالعمل في «طريق الشعب»، كانت تزهو يومها بألمع الاسماء من مثقفي واعلاميي العراق، بل الاسماء التي?تصنف في مقدمة الاسماء الثقافية والاعلامية في ذلك الوقت.
الدورة التي التحقت بها، وهو اسلوب تفردت به جريدة «طريق الشعب»، التي كانت تقيم دورات سنوية تمتد لمدة شهر ضمت عشرين زميلا وكنت المرأة الوحيدة بينهم، واختيار المتدربين لا يتم اعتباطا، وانما يتم الانتقاء من المشاركين والمساهمين في رفد الجريدة بتقارير ومواد صحفية، ولها علاقة بعملهم المهني، او المدني وربما السياسي، ويتم تدريب هذه الكوادر لتشكل حزاما صحافيا ثانيا اضافة الى العاملين في الجريدة، وبهذا يشكل هذا الفريق شبكة اوسع لرفد الجريدة بمعلومات تتعدى العاصمة الى المحافظات كافة ، لان الكثير من المتدربين جاءوا م? المحافظات وتم ترشيحهم على وفق معايير دقيقة من قبل منظمات الحزب الشيوعي في المحافظات.
تبدأ الدورة من الصباح حتى وقت متأخر من اليوم، اضافة الى التدريب النظري، يخضع المتدربون الى التدريب العملي ايضا.
جريدة «طريق الشعب» آنذاك تفردت بالكثير من الامتيازات والمهارات المهنية، فأضافة الى الدورات، كانت الجريدة التي تمتلك مكاتب صحفية في انحاء العراق كافة ، ويجتمع مدراء هذه المكاتب شهريا او بحسب الضرورة في مبنى الجريدة المركزي، خاصة عندما يبدأ وضع برنامج الاشهر الستة، وهو احد الامور التي تفردت بها «طريق الشعب»، حيث يضع كل قسم برنامجه والمواد التي ستنشر لستة اشهر مقبلة، وتوزع المهام على العاملين داخل الجريدة اضافة الى المكاتب الصحفية، هذا الاسلوب لا تخضع اليه الصفحات السياسية والاخبارية وانما الصفحات المتخصصة فق?: حياة الشعب، صفحة العمال، المعلمين، المرأة، الطلبة، الشبيبة، الاطفال.. الخ.
بداية غنية، وغالبا ما اقول اني كنت محظوظة لأني ابتدأت بمكان يصح ان نطلق عليه مدرسة اعلامية خرّجت اهم الاسماء في عالم الصحافة والاعلام وفي عالم الثقافة ايضا..
حينما يبدأ الانسان مع الكبار، عليه ان يجد ويجاهد لكي يصل الى اطراف ما وصلوا اليه، لذا كنت اقرأ واقرأ لكي اغني مفرداتي، واستمع لكل ما يقال حولي، وانتظر بلهفة الملاحظات التي توجه الي، لم اعترض يوما على نقد وجه الي لان من ينتقد في مثل هذه المدرسة يريد ان يبني خبرتنا، لا يهدم ما تعلمناه..
منذ عام 1974، السنة التي التحقت بها بتلك الدورة حتى الان اقول اني مدينة لذلك المكان الذي يقع وسط شارع السعدون، قرب سينما النصر، هناك تعثرت في البداية، واخطأت في اكثر من موضوع , لكن الجذر الذي نبت بهذا المكان اورق في حياتي معرفة مهنية، وصدقية في التعامل مع الاحداث التي مرت وتمر بي، هناك تعلمت ان الكلمة لا تباع ولا تشترى، والفكرة تصل الى مداها حينما تطرح بنقاوة لا تقل عن صفاء الزجاج..
لا ادري ما الذي حل بزملائي العشرين، لكني اعرف ان ذكرى هذه المجموعة ستبقى معنا طوال حياتنا، وحينما ذهبت الى مدينتي لنقيم دورة مركز الاعلاميات العراقيات بالتعاون مع مؤسسة المدى عام 2012، اقترب مني احد المتدربين، وقد بدا التعب واضحا على وجهه، وسألني:
- هل تتذكريني؟ نظرت في وجهه فترة طويلة لكني لم اتذكر ملامحه، فقال لي تلك الصورة ستذكرك بشخصي... كان احد الزملاء العشرين، واعطاني الصورة المنشورة مع تلك الخاطرة. فعلقت قائلة:
- كيف لي ان اتذكر وجوها رأيتها قبل اكثر من 38 عاما.. العتب على العمر، قد ننسى الوجوه لكن الذكرى تبقى راسخة لانها البداية، البداية الاغنى..
«طريق الشعب» مدرسة خطوتي الاولى في عالم الصحافة والاعلام الذي لم امتهن غيره طوال حياتي..
اين تختبىء تلك الاماكن التي يدور حولها البحث، والبحث يدور حول الهدف، والهدف يتمحورحول الغايات السامية
*************
طريق الشعب علمتني دروس الوطنية والكتابة الصحفية
د. علي الخالدي
تعرفت عليها في أواسط الخمسينات وأنا طالب في المتوسطة بلباسها السري المكتوب باليد عن طريق زميلي متي عبد الله على ما أتذكر وزميل آخر لا يحضرني اسمه ، كنا نلتقي في حديقة على نهر الديوانية وأتذكر أننا كنا نقرأ قصيدة أين حقي لبحر العلوم ، ونحن ندرك أن من يُمسك وبيده القصيدة يسجن ستة أشهر.
في رحلتها العلنية اﻷولى سهرت على قراءتها ، واحتفظت بأعدادها اﻷولى ( إذا لم تخني الذاكرة فأنها كانت تطبع بورق أسمر ) وأصبحت من المدمنين على قراءتها . فقد جذبتني مواضيعها المتماهية مع هموم الشعب ، وبصورة خاصة الفقراء منه .
أعتبر نفسي ابنها وما زلت مدينا لها ، لأنها لم تلقنني دروس الوطنية ، وخدمة الشعب فحسب، بل عرفتني بطرق كيفية نيل حقوق المواطنة . لقد رافقتني في غربتي أينما حللت ، فقوت أواصر إرتباطي بالوطن في بلدان أجنبية وعربية . وكانت وما زالت بلسماً لمعاناة بعدي عن الوطن ، تروي عطشي بسماع أخباره . وهي كطائر تحط بين يدي في أي بلد مكثت فيه لأجل العمل . تصلني بطرق مختلفة منها العلنية ومنها السرية ، ولا أبالغ عند قولي انها أول جريدة عراقية تنطق بإسم الشعب تدخل كوبا في أوائل السبعينات . حيث كان يرسلها الشهيد ، الطيب الذكر دكت?ر صباح الدرة ممثل أتحاد الشيبة الديمقراطي العراقي لدى اتحاد الشبيبة الديمقراطي العالمي (وفدي ) ، حيث أسهمت مع فريق شبابي أممي، للاطلاع على منجزات الثورة الكوبية في ظل الحصار الامريكي الجائر الذي صارت بوادر التخلص منه قريبة بعد صمود الشعب الكوبي لمدة تزيد على نصف قرن .
عند مواصلتي دراسة اختصاص في المجر، كنت أقوم بتوزيعها على العراقيين والعرب ، وأجمع التبرعات لها منهم.
تعلمت على يديها المراسلة الصحفية فأتذكر، نشرت لي ريبورتاجا على صفحتها اﻷخيرة عن مهرجان الشبيبة العالمي الذي عقد في صوفيا عام 1968. ما زلت أتذكر حيثيات هذا الريبورتاج ﻷني كنت أحتفظ بهذا العدد الى أن فقدته مع تراثي العراقي عند خروجي النهائي من ليبيا القذافي . وصلتني الى صنعاء حيث كنت اعمل بطريقة تدل على حنكة وذكاء موزعيها من الرفاق، نادرا ما غابت عني طلعتها فقد كانت تصل وبشكل معقول حتى الى ليبيا القذافي صاحب مقولة ، "من تحزب خان" . ومع هذا كان أحد زملائي من الاطباء الليبيين معجبا بها لدرجة انه كان يأخذها م?ازفا الى بيته ليقرأها.
لقد درست فيها الفكر الملتزم والثقافة الديمقراطية اللصيقة بقضايا شعبي ووطني، وبها ترسخت وتعمقت محبتي للوطن وتبني قضاياه. أما على الصعيد الصحفي ، كانت مدرسة صحفية خَرَجت كوادر التزمت بضمير الشعب ، وهنا لا يفوتني أن أتقدم بشكري الجزيل لكل من علمني طريقة الكتابة الصحفية وتصحيح مقالاتي اﻷملائية والنحوية وإرسالها لي للتعرف على اﻷخطاء التي إرتكبتها ، قبل نشرها ظهورها على صفحاتها. والشكر موصول ﻷم نادية التي كانت تبدي رأيها بما أكتبه وتصحح اﻷخطاء النحوية واﻹملائية ، في بداية تطفلي على الكتابة الصحفية ﻷشغل فراغ وق?ي الذي نتج عن تقاعدي من المستشفى قبل خمس سنوات ، وتقاعدي الكلي عن العمل قبل سنتين.
ان ما ينشر بها يتماهى مع صميم حاجات الجماهير ، وهي تثقف الناس على كيفية انتزاع حقوقهم من السلطات. وهي الجريدة الوحيدة التي كانت ترفع شعار الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان العراق . لقد سجلت عبر صفحاتها مآثر شعبنا النضالية و عايشت ظروفه السياسية والمعاشية الصعبة ، ولم تخضع ﻷية إغراءات مادية من أية جهة كانت ، وكان الكثير من الساهرين على إصدارها متطوعين لا يتقاضوا غير الملاحقة وأﻷعتقال ، وفي علنيتها ، تحجب عنها اﻷعلانات ، وتحارب بكل الوسائل ، ولم يستطع قائد الفرقة اﻷولى الذي كان يدعى حسين حصونة على ?ا اذكر أن يعرقل وصولها الى عمال وفلاحي مدن وأرياف الفرات اﻷوسط والجنوب.
لقد كانت المعين الذي لا ينضب لتعزيز قيم التآخي بين مكونات الشعب العراقي فهي الناطقة باسمها والمدافعة عن حقوقها كافة . إنها اﻷولى في الصحافة الملتزمة ، منذ صدورها الى يومنا هذا وهي تحافظ على الثقة التي منحها إياها الشعب ، فلا غرابة من أن تكون أول جريدة تتلقفها الجماهير ، بعد سقوط الصنم، وتعود وبشكل علني ، ليستلهم منها محبو الوطن مواصلة الاخلاص والتضحية في سبيله في هذه اﻷوقات العصيبة التي تمر فيها البلاد والمتمثلة بالفساد وتغييب الكفاءات نتيجة نهج المحاصصة الطائفية ، وحاليا تتصدر صفحاتها الدعوات الى مع?ضدة قواتنا اﻷمنية التي تقود معركة التحرير من فلول العصابات اﻹرهابية
ستبقى طريق الشعب الغذاء الروحي والفكري التقدمي الملتزم ، الف تحية لمن سهر على مواصلة إصدارها ولمن ترك بصماته في سجل تاريخها النضالي من اللذين غيبتهم الحكومات الرجعية الدكتاتورية ، مع أطيب التحيات والتمنيات الصادقة للعاملات والعاملين فيها بالمزيد من النجاحات في تطويرها لمواصلة طريق خدمة الشعب العراقي في عيد الصحافة العراقية.
**********
ص11
يعرب الزبيدي
شاعر في ذاكرة الشعر الشعبي العراقي الحديث
ريسان الخزعلي
*.. يا روحي ...
يا روحي دظلّي إدموع
ظلّي إدموع
صبيني إعله چف المالگاني إدموع
طشّيني إبعتب..
وانباع..،
خنصر وي وتر مگطوع
دگوني إعله ناي أخرس.. سكت..،
وآنه حچتني إضلوع
تنذرني حزن للماي..
وإليا (خضر) روحي إشموع..؟!
* من قضية سفر وسيوف*
( 1 )
*.. في قوة التزاحم الشعري التجديدي نهاية الستينيات والعقد السبعيني من القرن الماضي، كان الشاعر الراحل / يعرب الزبيدي/ يقف على مقربة وتماس مع شعراء الخطوة الثانية في تجديد الشعر الشعبي العراقي. كان منصتاً للتحولات والهزات التي حصلت في نوع القصيدة الشعبية بهدوء وتمعن عميقين، واستطاع ان يكيّف شعريته بتدرج فني مع هذه التحولات، وأنتج قصائد تصطف مع مثيلاتها من شعر الآخرين: (شصير آنه، سفر وسيوف، أحله دنيه، إلي إو للناس والليل،.. وغيرها) واستطاع ان يلفت اليه الانتباه، انتباه الذائقة والتلقي، بعد ان نشر العديد من القصائد في (طريق الشعب، الراصد، المجتمع، وغيرها)، ورغم مقربته وتماسه مع شعراء الخطوة التجديدية الثانية. الا أنه لم يقع تحت تأثير اي منهم اسلوبياً وبنائياً، بل اكتفى بنموذج التجديد، على مستوى التحرر من الاشكال القديمة وموضوعاتها المتكررة، وبذلك حقق حضوره الشعري الخاص بتطور محسوس.
( 2 )
*.. الشاعر / يعرب الزبيدي/ كان يولي اهتماماً واسعاً للانصات الغنائي الريفي، ويحتفظ بتسجيلات صوتية كثيرة، ساعدته في المران على التنوع الايقاعي، وبذلك استطاع ان يمنح قصيدته ثراءً غنائياً، مدفوعاً ببعض عزلة حياتية خاصة تستجيب لمثل هذه الغنائية:
*.. شصير آنه..
شصير آنه.. سفينة نوح..،
أشيلن نوحك إو نوحي..*
*.. اذن، كان الشاعر في محنة حياتية (نوحيّة) مزدوجة، يعاجلها بالتعجب والغنائية. ومثل هذه المحنة، قد تمكنت منه جسديا، بفعل انعدام الاجابات غير الممكنة، الاجابات الوجودية العصيّة على التحقق. لقد رحل الشاعر مبكراً، تاركاً صراخه المدوي.. /شصير آنه/. رحل دون ان تسعفه اللحظات بان يصدر مجموعته الاولى، الا ان بعض أصدقائه وذويه، تمكنوا من جمع قصائده واصدارها بمجموعة حملت عنواناً تقليدياً (نبض الوجد) بطبعة محدودة، غير ان فضلهم يكمن في المبادرة والوفاء. ولم أستطع الحصول على هذه المجموعة، الا اني تصفحتها سريعاً، عندما لوّح لي بها صديق، وكان حريصاً على عدم إعارتها.
( 3 )
*.. في شعرية الشاعر /يعرب الزبيدي/ تكون العناصر الفنية متراوحة بين الغنائية، والايحاء الرمزي (نوح، الخضر)..، واللغة المدينية، والتنوع الايقاعي وكذلك بعض التشكيلات الصوريّة. وكل هذا يحصل بفعل إدراك، وملاحقة ما آلت اليه التحولات الفنية والجمالية في مشهد الشعر الشعبي العراقي فترة السبعينيات، هذه الفترة التي ما زال شعراؤها يمثلون الارتكاز الحقيقي للشعرية الشعبية الموازية للشعرية العربية، الموازية هي الاخرى للشعرية العالمية.
( 4 )
*.. في غنائية الشاعر / يعرب الزبيدي/..، يكون الوصف هو السائد، الوصف الذي يتمنى الوصول الى لحظة الاقتراب، والتعليل كامن في ذات الشاعر، حيث الوحدة والعزلة، وبذلك تنعدم المجاورة مع المشتهى:
*.. خيزرانه..
خيزران إو طولچ إعذيبي شمال..
إيفزز ابروحي الحنان.
يصعد إبگلبي وأتيهن:
آنه وين.؟
مدري وين.!
إبيا زمان .. إبيا مكان.؟
إتخضر اللهفه إمن اشوفچ عالشفاف
إتخضر البسمه ابطريقي..،
او ينترس گلبي أمان.
...،
يم شَعَر .. كت ليله بيّه..،
إبريسم إو عطره نهر..*
.........،
ان الشاعر، باستمرار، في لحظة من الانتظار والتشتت، لا يقوى على غيرها، سواء كان ذلك في غنائية الحب، او في الايحاء الترميزي:
*.. تنذرني حزن للماي.!
وليا (خضر) روحي إشموع..؟!
وهكذا، كثيراً ما يستطرد الشاعر بالتفاصيل والشرح، في مواجهة الاسرار والأحلام، معلناً تعبه الروحي دون مواربة، وبذلك يحقق صدق حياته، ومن ثم صدق قوله الشعري:
*.. أظل ابهيمتي إمغرب.. وأدور أسرار..،
ويّه أسرار.. بين أسرار
يطويني التعب والروح..، بيهه إشچم طريق إنذار..؟!
ورگه اليلم الروح..،
واتشوف الچفوف إكبار
يل جزرك چمن بعضاي.. هلبت للجزر مشوار..؟!
عطشان..
إو گصه إبروحي.. عطش..
واشچم عطش بالدار..؟!*
..........،
*.. ان الشاعر مسكون، بالاضافة الى الانتظار والتشتت، مسكون بفكرة الموت مبكراً، غير انه، ليس الموت ببعده الوجودي/ الفلسفي، فالشاعر ليس من اصحاب التجارب الروحية الباطنية، انما الموت/ الغياب:
*.. أموتن بالچذب مرتين..
موت الله اليمر بالناس.. إو موت ابنادم العشرين
مسحون العطش بالماي.. ودروب السواجي إمنين..؟
بالماي العيون إمنين..؟! ..*
فهل أمرّ من ذلك، حينما يكون العطش في الماء ذاته..! وإن الغريق تتعطل عيونه عن الرؤية/ النظر..؟!
( 5 )
*.. في استحضار واستذكار الشاعر الراحل / يعرب الزبيدي/..، نكون قد منحنا القصيدة الشعبية الجديدة حضوراً اضافياً من خلال لعبة الاستحضار والاستذكار هذه، غير ان الذي يشفع لهذه اللعبة، قدرتها على التكرار، فالموت معبر لليقين في عالم اللايقين:
*.. روحي إويه العذاب اتطوف
لا چف ابضمير أبيض يگف.. ويشوف:
فجري إليا وكت مصلوب..؟
يا روحي السفر مفتاح سرّچ..
والعمر مشحوف..*
*.. نعم أيها الشاعر، لقد اكتشفت مفتاح اللعبة وصندوقها الأسود بهذا السفر، غير أنك، مرّة اخرى تسافر شعراً.
قصائد قصيرة
شعر : طارق حسين
# شباچ
الشباچ ..
مو بس ضوة
وتيار من الهوا
الشباج ..
يعني الآمل
ومرسال يوصل زحل
يتجاوز المحتوى
# حيرة
منين أبوسك ..
وأنته كلك مشتعل
وجه وگفه
يللي ماشايف شمس
طيلة حياتك
من ستر في السدر
ماخذ حلاتك
والله بس بيك أكتفه
# عشگ
نفسي بيك ..
حتى بالموت اشتهيك
أنت مو نزوة وعبرك
أنته باب
يدخل التاريخ منهه
وينتهي بأسمى عذاب
# وصيه
الناس اجناس
و (الفشخه ) اوگعت بالراس
وأنت يا هذا الفصيح
أنطيها ظهرك وستريح
وكفر بكل الحواس
# حذر
للحايط اذان
تستفزها الاغنيات
أحذر البوح
بخفايا الامنيات
( الحظ والبخت )
لفقراء العراق ولمن أوعد وأخلف!
حامد كعيد الجبوري
اشمالك يا بخت ما ألجت فد يوم
سولفلي بصراحه بلكن أقنع بيك
بيش أتوفقت كاشفني خل ارتاح
وحدك منفرد والگول عشر أمتار
كلها أمحزمه وترگض ركض معتام
على باب الفگر علگت سبع أعيون
جزع مني (الفلق) من كثر ما أقراه
كل الناس عيدت ودعت رمضان
اليتيم أبن اللطم يا عيد يفرح بيه
چدر فوگ الهظيمه وچدر للشوغات
عفتها بالتأني وهاي تشبه ذيچ
خابرت المنيه ورمشت عالموت
گضت بين الحرز والنذر والدعيات
غفيت أعله النواعي وأصحه ع البستات
ناصب للفرح هلبت شبچنه أيصيد
الفقير أعله البعير وچلب ينهش بيه
ولد متعه أنحسبنه وأمنه بت السوء
أزرعت دونم فرح حد ما وصل ينحاش
غلط مره الفرح تايه ودگ الباب
نويت أعله البخت خيره أفتحت قرآن
زاعلت الفرح والكيف طلگناه
لا ماشي الفرح ما ريده يحچي اوياي
(إبن شداد) صاحوا حزموني أحزام
ومن صارت مغانم حصة الأسياد
گالولي القناعه أكنوز فوگ كنوز
طرزت الفرح بگلوب كل الناس
على كثر الغسل غير هدمنه اللون
شفت البير عمدا يرمي بيه أحجار
ابسياسة هالوكت مسكين ابن العاص
لا تامن الفقره الطولتلك بال
من تغلي الضماير تشتعل ثورات
آنه إبعازة أبو ابيمناه يگص يسراه
آنه أبعازة أبو أبگلبه اليتامه أتبات
آنه بعازة أبو أيلملم شتات الناس
آنه ابعازة أبو خلگه أبو ساعة كون
آنه أبعازة ابو مو بس صلاة وصوم
ولا مره أخجلت ما چنصت سيد
زماطك بس سوالف ترعد وتزبد
سياسة لو علم لو شعرك اتربد
فاضحنه وتناول خصمك ايسدد
ويرجع ليوره بس (حامد گعيد)
أنخاف أمن الغنايه أعيونهم تحسد
و(شر غاسق وقب) و(النافثه) تعگد
ورمضاني سنه وما نلحگ أنعيد
يتامه واليتامى أبضيمها أتجدد
وچدر يطفح دمع مي الملح نثرد
سمايّ أمغيمه وبلا مطر ترعد
وتابوت النفاهه أبدارنه أمدد
عمت عين العمر من يخلص أتركد
وكاروكي جمر والوحّده أيعدد
فرحه ومن تصل حلگ الشبچ تشرد
ويهز ذيله أبمذله وللخجل يسجد
وهو أبن الحراير طاهر المولد
النايم للظهاري اتشله ويحصد
تأسف وأعتذر عن غيرنه ينشد
طلع (تب ولهب) وأحبالها أتقيد
وميثاق الشرف ويّه الحزن أعقد
ولذة دنيتي أبمسجد صبر أعبد
وصعدت غيرتي وثوب الحزن أسرد
نسبوني (الزبيبه) وحصتك منعد
وجربت القناعه وبوبها أتسدد
أشعاري ابقفص مخنوگه وتغرد
ملحه ومن بياض أوجوهنه أتوّرد
الزنيم وخنجره أبچبد البشر يغمد
كشفوا عورته وظل الدثو ايعربد
احذرك والأرانب عيب تستأسد
الأخضر يحترگ واليابس أيوقد
يخاف النيه سوده وظنته أتفرهد
ويحضنها أبرحمته وراسها ايمسد
ويفرش خيمته وللموطن أيوحد
ولا أبمال الحرام أبهدمته أيجدد
قرآنه ضميره وقبلته الموعد
يمته اشوفك
مالك الخافور
يمته اشوفك
وابتدي الحب من جديد
گلبي ينبض بسمك أنته
وغير حبك ما يريد
يمته اشوفك وأبتعد
عن عذابي وانسعد
يلصرت للعين ضيهه
وروحي غيرك ما تريد
تالي حبنه أحنه نرسمه
ونترك أعله الشفه بسمه
أي عشگ بعدك محال
بس الك يحله الدلال
يا غصن ثمرة محبه
شما نشف حبهه يزيد
اكتب الجيتك أغاني
وما أظل أتعب وعاني
وفرح بجيتك يغالي
وأعلگ شموع احتفالي
يا أمل عمري وحياتي
يا فرح ليلة العيد
من الشعر الشعبي المصري
هوانا يساري
ماهر عياد عبدالنور
وصيت النخله عليكي
لو مريتي تحتها
ترمي تمرها فايديكي
ولما تشوفي قدامك
عصفوره جايه بابتسامه
قربي من عينيها
حتقري حاجة فيها
حتلاقي سلام شاعر
وورده حمره زعلانه
منك يا أرق انسانه
حتسيبك العصفوره وتطير
قبل ما تاخذ جواب
طبع راقي في العصافير
ما يعجبهاش طعم العتاب
حتشوفي نسمة جنوب
في جمال ابن يعقوب
تحط على خدك
وتشم عطر وردك
وتجيني فعز النوم
تقوللي يا شاعر قوم
سكة هواك تناديك
والمواعيد بتسال عليك
قوم وهات وياك
شوقك وساعة رضاك
هات بايدك شموع
واحرق بابتسامتك دموع
داحنا هونا يساري
الابتسامه تطفي ناري
العدل سيف او مسطره
ميسون نعيم الرومي
لو رايد اتصير ابحكم
أحكم أحكام امعتبره
ميزان لازم ينعدل
من ينعوج أحكامه عوجه مسخره
أعوج اوتسند مفتري
تصبح احكامك طرطره
ليش التحيز بالحكم؟
والعدل سيف اومسطره
واحد يجر واحد يعر
واتصير تالي قشمره
ينحاز للباطل وقح
أحكام كلهه امزنجره
مگرود يالمالك ظهر
لحمك اتنهشه الگنبره
للفكر عنده اوينتسب
يحترم فكره المفخره
سراق باعوه البلد
باعو إبآثاره أشكره
لابس درع كله چذب
ماعنده فد شيء يخسره
ينفخ ابصدره اومنتشي
يحسب ابنفسه العنتره
العتب ع اللي يسنده
موش العتب ع الشرشره
والقلم لو جف ماكتب
تتبره منه المحبره
------------------------
حزيران / 2015 / ستوكهولم
**************
قراءة في ديوان «فوبيا الدم»
احمد معن الزيادي - الديوانية
حيدر العوادي يكتب ويكتب ويحفر في ذاته، وفي صور الزمن، بشراسة الشاعر الشفاف، وبرؤية الكاتب المتمرد، انه في الديوانية مدينة الالف فقير او ربما يزيدون، في منزله المتواضع بين اشيائه الحميمة واوراقه وطاولته وكرسيه وعلبة سكائر ممتلئة الى النصف وتلك المناخات العابقة بالعزلة الحية، تلك العزلة المفتوحة على العالم برهافة، والقلب المتوثب بجروح هذا الزمن العربي..
صدر مؤخرا للشاعر ديوان شعر شعبي بعنوان (فوبيا الدم) تعبيرا عن معاناة ابناء جلدته الفقراء وتصويرا لمآساتهم في قالب رائع وشيق يتميز بجودة الصياغة وسلاسة الاسلوب وبساطته ليصل الى مايسمى (السهل الممتنع)
في القراءتين اللتين كانتا لي للديوان امعنت النظر فيه وارتشفت الكثير من المعارف والعلوم والابداع الاكثر من رائع في هذا الكتاب الذي يحمل بين طياته رسالة الفقير الى المسؤول والعامل الى رب العمل والشعب الى الحاكم لم ار قصيدة تخلو من ذكر مفردة (الناس) ذات الدلالة المؤثرة في اسماع المتلقين كما في الابيات القائلة (ناس... ديرم دمها لشفاف الحراير) و(الناس من ديرتنه والبلبل غريب) في الحقيقة هذا الديوان ليس فيه كلمة غير صالحة للاستعمال كما يقول محمد الماغوط فهو شعلة متوهجة من الاحاسيس والمشاعر والاحتراقات الداخلية والانفجارات الصامتة داخل رأسه، لم تكتب نصوص هذا الديوان تحت السقوف الثانوية وداخل غرف مؤصدة فعندما يحل الليل الذي يبتلع الصمت ومد البحر وجميع التلال تظهر هذه النصوص على وجنات الشاعر لا اراديا معبرا عن نفسه الحالمة والذات المتألمة، الديوان لم يحمل بين طياته سوى الدفاع عن الفقراء والتعبير عن معاناتهم الا ماندر.
عندما تسرق الاحلام في وطننا يكون للشاعر دور في التعبير فيقول لنا: (الحرامي الباك صبحك لابس الضحكه لثام) وايضا (جان حتى الموت برد وسلام) فالشاعر يتميز بشفافية العبارة ودقة اختيار الالفاظ فيقول:
براسي جامع بكلبي بار
بيا كتر منهن افوت
على مذهب كاس لو محراب اموت
زاوية خلصت عمري بغرف بيت العنكبوت
وهل الى سوى الحيرة من سبيل، يظهر الشاعر حيرته وسط ركام الملاهي وزحام مدعو الاديان ومن لايمت الى الله بصلة فاين المفر ولامفر.
وهل يخلو الديوان من ذكر الحب؟ لا اعتقد ذلك يقول شاعرنا:
غلطة الشاطر بالف
غلطة العاشك جرح
وزعلتك وياي موتي
زعلة الظلمة صبح
وايضا يصور لنا قوله:
كلشي مات والصور عاشت رغم ماكو هوة
يختتم ديوانه بارهاصات املتها عليه روح الثقافة الكامنة بداخله او ما اسماه هو (فوانيس) وهي عبارة عن خواطر بالعربية الفصحى ومعالجات ممتعة بلغة جميلة وهادفة، اذكر منها على سبيل المثال قوله (الدينار اكثر وسامة في نظر النساء) و(لو كان حكام العرب يصلون لوجدنا مبرراً لركوعهم) و(اذا اردت ان ترى الحياة والناس بمنتهى الكمال... تلوث)
هذا هو شاعرنا الواعد بالكلمة الصادقة والاحساس النقي الخالي من الشوائب ولن تلوثه ادران السياسة ومستنقعات الفتنة، ينهل عذبا من ثقافته وانها لتجربة يحتذى بها ومشرفة في سماء الحرية..
ص 12
استبعاد تطبيق التعرفة الكمركية الشهر المقبل
بغداد – طريق الشعب
ذكرت النائب عن ائتلاف الوطنية، زيتون الدليمي، ان اللجنة المالية البرلمانية، ناقشت خلال الايام الماضية، تطبيق قرار التعرفة الكمركية, الا انها استبعدت تطبيق القانون، الشهر المقبل، بسبب الوضع الاقتصادي المتدهور.
وقالت الدليمي، لوكالة "الغد برس", إن "هناك بعض المؤسسات الحكومية تتأخر في تسديد رواتب موظفيها بالإضافة إلى التقشف والضغوط على النفقات المالية ما يكون هناك صعوبة في تطبيق قرار التعرفة الجمركية في الوقت الحالي".
وأضافت أنه "في حال تم تطبيق التعرفة الجمركية سترتفع جميع الاسعار في السوق والوضع الاقتصادي لا يسمح بزيادة مصاريف المواطن"، مطالبة الحكومة الاتحادية ان "تتخذ قرارا بالتريث بدلا من تطبيق قانون التعرفة الجمركية الذي لا يصب في مصلحة الشعب في هذه المرحلة وان يؤجل إلى وقت اخر ليتناسب مع الوضع الاقتصادي للبلد".
********
نفقات سيارات المسؤولين تكلف الدولة نحو 150 مليار دينار
بغداد – طريق الشعب
ذكر عضو اللجنة المالية البرلمانية، مسعود رستم، ان نفقات سيارات اغلب مسؤولي الدولة تفوق رواتبهم، مناشدا الحكومة ان تلتفت الى هذا الامر.
وقال رستم لوكالة "الغد برس"، ان "الاستقطاعات اذا قارناها بنفقات سيارات مسؤولي الدولة، المدراء العامين والمستشارين ووكلاء الوزراء نجد ان بعض المدراء العامين لديهم سبع سيارات وان آخرين تصل سياراتهم الى عدد كبير ومجموع هذه السيارات ربما يصل الى 60 سيارة، وهذه السيارات تكلف الدولة العراقية من الموازنة العامة حوالي 100 -150 مليار دينار عراقي".
واكد ان "نفقات هذه السيارات تكلف ارقاما عالية ما بين صيانة ووقود اضافة الى نثريات الوزراء والمدراء العامين ووكلاء الوزراء"، مشددا على اهمية "الالتفات الى هذه النفقات الضخمة وليس الى الرواتب".
********
خبير يدعو إلى التنسيق بين السياستين المالية والنقدية للسيطرة على التضخم
اقتصاديون: إصدار فئتي 50 و100 ألف دينار يسهل التعامل في السوق المحلية
بغداد – طريق الشعب
رحب خبراء اقتصاديون، باعلان البنك المركزي، عن قرب اصدار فئتي الخمسين الف دينار والمئة الف دينار، مؤكدين ان هذا الاصدار لا يؤثر على سعر الصرف وليس له علاقة به، كما انه لا يؤثر على تعاملات السوق المحلية، فيما دعا خبير الى التنسيق بين السياسة المالية والنقدية، من أجل النهوض بعملية التنمية والاستثمار والسيطرة على التضخم.
وقال الخبير الاقتصادي، ماجد الصوري، لـ"طريق الشعب"، ان "اصدار فئة الخمسين الف دينار لا يؤثر اطلاقا على السوق، لان هذا له علاقة بنظام المدفوعات واصدار تلك العملة يخفف العبء عن العمليات التجارية الكبيرة"، مضيفا "الاصدار لا علاقة له بسعر الصرف، ولا بالتنمية، وهو بالتالي ينفع في تحسين عمل المدفوعات وذلك عن طريق اختصار العملة وتسهيلها وهو لا يؤثر حتى على المواطن البسيط ذي الدخل المحدود".
واردف "التعامل هو ذاته بالعملة العراقية وبدل أن يدفع النقود بعملة أصغر سيدفعها بالعملة الاكبر وحسب حاجة السوق، وأنا بدوري مع أصدار فئة الخمسين".
بدوره، قال الباحث الاقتصادي، أحسان الياسري، لـ"طريق الشعب"، ان "اصدار فئة ٥٠ الف دينار من المؤمل أن يكون في منتصف شهر كانون الاول من عام ٢٠١٥ أو قبله بقليل ويليه أصدار فئة ١٠٠ الف دينار وبهذا نكون قد وضعنا أرضية رصينة وعالية للتعاملات من خلال هاتين الفئتين ومن المحتمل نستغني بها عن الدولار".
وأضاف الياسري، أن "اصدار هذه العملة مؤشر أيجابي لان العملة العراقية من العملات ذات الرصيد العالي، ولكن هيكلها صغير ففئة ٢٥ الف دينار، تعادل ٢١ دولارا، ما يدفع المواطن الى حمل الدولار لسهولة تعامله وحمله، واذا أصدرنا فئة ٥٠ أو١٠٠ الف دينار سيكون هيكلها مريح وتعاملها أفضل".
وأكد الياسري أن "هذا الاصدار لا يؤثر على سعر الصرف وليس له علاقة به مطلقا، بل هي مجرد وسائل لخزن القيمة، ولا يؤثر على تعاملات السوق المحلية بل على العكس فهو يمتلك فائدة كبيرة".
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي، ابراهيم المشهداني، لـ"طريق الشعب"، ان "اصدار هذه العملة لا يؤثر كثيرا على السوق المحلية، ولا تمثل مشكلة أبدا ونحن في العراق ومن خلال البنك المركزي العراقي كانت لنا فكرة تقليل (الصفر) من العملة مثلما حدث في ايران وتركيا والكثير من الدول ولكن العراق لم يعمل به".
وأضاف المشهداني، أن "كمية النقد المتداول الان والذي يقارب ٤٠ ترليون دينار ولو أصبح أكثر ووصل الى الـ ٥٠ مثلا فسيكون المواطن بحالة رفاهية أكثر ومن خلال شريحة معينة من المجتمع ولو أن عملية التصريف ستكون صعبة قليلا على المواطن أو الموظف البسيط، ولكنها ذات فائدة للتاجر والمستثمر العراقي". وبين المشهداني، أن "هذه الفئة ستكون من نصيب الموظفين ذوي الرواتب العالية وخاصة الرئاسات الثلاثة وأعضاء البرلمان والوزراء والمسؤولين. وهذا الاصدار لفئة الخمسين الف هو سياسة نقدية تدخل ضمن السياسة المالية والتي بدورها تفتقد إلى الانسجام فيما بينها ويجب التنسيق بين هاتين السياستين من أجل النهوض بعملية التنمية وألاستثمار والسيطرة على التضخم". وكشف البنك المركزي العراقي، في (20 حزيران الماضي) عن طلبه بالتريث في استصدار فئة 100 الف دينار ، مشيرا الى ان اصدار فئة 50 الف دينار من العملة المحلية سيكون نهاية العام الحالي. وقال محافظة البنك المركزي ، علي العلاق، إن �البنك ماض في اصدار فئة أعلى من العملة و في نهاية العام ربما سيتم اعلان طبع فئة الـ50 الف دينار� ، مشيرا الى ان � فئة الـ100 الف دينار ربما ستصدر في وقت لاحق بعد ان طلبنا بتأخيرها لتفادي حدوث اي تضخم�.
**********
النفط تفتتح معمل غاز الحبيبية
وتؤكد إيقاف استيراد الغاز السائل
بغداد – طريق الشعب
أعلنت وزارة النفط، افتتاحها معمل غاز الحبيبية بطاقة 1200 أسطوانة في الساعة، وأكدت إيقاف استيراد الغاز السائل بعد زيادة إنتاجه في الداخل وبما يغطي الحاجة المحلية.
وقال وكيل وزارة النفط لشؤون الغاز حامد يونس، لوكالة "السومرية نيوز"، انه "تم افتتاح معمل غاز الحبيبية في جانب الرصافة بطاقة 1200 اسطوانة في الساعة"، مشيرا الى أن "المشروع يأتي ضمن خطط الوزارة في تحديث وتطوير معامل تعبئة الغاز وتحويلها من التقليدية الى الاوتوماتيكية ووفق المواصفات القياسية العراقية والأوروبية".
وأضاف يونس أن "الوزارة انجزت في اطار تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين سبعة مشاريع لمعامل الغاز من بين 15 مشروعا في بغداد والمحافظات سيتم انجازها خلال الفترة المقبلة ومنها معمل غاز السماوة الذي سيتم افتتاحه الاسبوع المقبل".
من جهته، قال المتحدث باسم الوزارة عاصم جهاد، إن "الوزارة قررت ايقاف استيراد الغاز السائل بعد تمكن الكوادر الوطنية العاملة في قطاع الغاز من زيادة انتاج الغاز السائل وبما يغطي الحاجة المحلية".
وأوضح جهاد أن "ايقاف استيراد الغاز يعتبر انجازا كبيرا وخاصة انه يأتي في ظل تحديات امنية واقتصادية، فضلا عن توقف مصفى بيجي بسبب العمليات الارهابية والذي كان يغطي اكثر من نصف حاجة العراق".
وأكد جهاد أن "الاشهر المقبلة ستشهد انجاز وافتتاح مشاريع واعدة في قطاع الغاز".
وأعلنت وزارة النفط، في عام 2012 عن استيراد ثلاثة معامل لصيانة اسطوانات الغاز في العراق وبطاقة إنتاجية تبلغ تسعة الاف اسطوانة في اليوم، مشيرة الى سعيها الى تحويل جميع معاملها لتعبئة الغاز من اليدوية الى معامل اوتوماتيكية.
**********
قالت ان محصول الحنطة لا يسد حاجة البلد البالغة أكثر من أربعة ملايين طن
الزراعة: سنمنع استيراد أي منتج في حال تحقيق الاكتفاء الذاتي منه
بغداد – طريق الشعب
كشفت وزارة الزراعة، امس الاربعاء، عن إنتاج أكثر من ثلاثة ملايين طن من الحنطة المحلية، واكدت أنها لا تسد حاجة البلد البالغة أكثر من أربعة ملايين طن، فيما اشارت الى أنها ستمنع استيراد أي منتج في حال تم تحقيق الاكتفاء الذاتي منه وسد حاجة السوق المحلية.
وقال الوكيل الفني لوزارة الزراعة، مهدي ضمد القيسي، لوكالة "المدى برس"، إن "إنتاج الحنطة في العراق تجاوز الثلاثة ملايين طن العام 2015 الحالي، بحسب معلومات وزارة التجارة"، مبيناً أن ذلك "لا يغطي حاجة البلد أو البطاقة التموينية، التي تحتاج الى أكثر من أربعة ملايين طن سنوياً".
وأضاف القيسي، أن "الوزارة تعمل على ايجاد موازنة بين العرض والطلب من خلال استيراد الخضروات والفواكه من الخارج"، مشيراً الى أن "الوزارة ستمنع استيراد أي منتج من الخارج في حال تحقق الاكتفاء الذاتي منه، وإلا ستكون مضطرة إلى مواصلة الاستيراد لسد النقص الفعلي وتأمين حاجة السوق".
وأوضح أن "عملية الاستيراد مشروطة تحدد فيها الكمية والبلد المنشأ ومنفذ الدخول"، مؤكداً أن "وزارة الزراعة مسيطرة على الاستيراد المقنن للفواكه والخضروات لمنع ارتفاع أسعار المنتجات في السوق وتضرر المواطنين".
وعد القيسي، أن "التنمية الزراعية في العراق تسير بصورة جيدة نتيجة الخطط التي وضعتها الوزارة وابرزها نشر البيوت البلاستيكية لمحاصيل الخضروات في أغلب المحافظات، مع التوسع بإقراض الفلاحين لتنشيط الزراعة"، لافتاً إلى أن "المنتج من تلك المحاصيل يسد جزءاً كبيراً من الاحتياج اليومي".
وتابع الوكيل، أن "الوزارة ركزت أيضاً على محاصيل الحنطة والشعير والذرة الصفراء وقدمت برامج دعم خاصة لزيادة إنتاجها"، لافتاً الى أن "80 في المئة من ميزانية الوزارة مخصصة لدعم بذور الحنطة للفلاحين والمزارعين، فضلاً عن دعمها المكننة الذي يصل إلى حدود 50 في المئة وتقديمها المبيدات مجاناً ومنظومات الري بالتنقيط بنصف سعرها".
وبشأن استحصال أراض زراعية جديدة، شدد الوكيل الفني لوزارة الزراعة، أن هذا "الملف مناط بوزارة الموارد المائية"، مستدركاً أن "النجاحات المتحققة في الاستصلاحات ضعيفة ولا تتناسب مع التخصيصات والإمكانيات المتاحة".
واشار القيسي الى أن "الوزارة تسعى إلى التعايش مع الملوحة"، مؤكداً أن "الوزارة تعمل على زراعة نباتات تتحمل البيئة الصحراوية والمالحة لتحقيق مردودات ايجابية".
وكان اتحاد الجمعيات الفلاحية في ذي قار دعا في (25 من تموز الجاري)، إلى إعادة النظر في السياسة الزراعية وتوفير الدعم الكافي للفلاحين، مؤكداً أهمية حماية المنتج المحلي من المنافسة الإقليمية، في حين بيّنت مديرية زراعة المحافظة أن استيراد المحاصيل يخضع إلى حجم الناتج المحلي وقدرته على سد حاجة السوق، مبينة ان منع الاستيراد يعود إلى تقويم وزارة الزراعة.
وأكدت وزارة الزراعة، في (الأول من تموز الحالي)، أن العراق بحاجة إلى أكثر من أربعة ملايين حنطة طن سنوياً، فيما أكدت انها تعمل على تنمية هذا المحصول والاستغناء عن استيراده.
**********
الطاقة البرلمانية تحمل بغداد وأربيل مسؤولية الإخلال بالاتفاق النفطي وتصف البصرة بـ"المظلومة"
بغداد – طريق الشعب
حملت لجنة النفط والطاقة البرلمانية، الحكومة الاتحادية، وحكومة إقليم كردستان مسؤولية الإخلال بالاتفاق النفطي نتيجة "انعدام الثقة" بين الطرفين، وفيما أكدت قيام الإقليم ببيع النفط بشكل مستقل، وصفت محافظة البصرة بـ"المظلومة".
وقال رئيس اللجنة آريز عبد الله، في حديث لبرنامج "بربع ساعة" الذي تبثه السومرية الفضائية، إن "هناك مشاكل عالقة بين بغداد وأربيل بسبب عدم وجود ثقة بين الطرفين"، محملاً الطرفين مسؤولية "الإخلال بالاتفاق القديم".
وأضاف عبد الله، أن "صادرات نفط كردستان ارتفعت في أيار إلى أكثر من 500 ألف برميل، وفي نهاية الشهر لم ترسل الحكومة الاتحادية مستحقات الإقليم كاملة، وعندها بدأ الأخير بتصدير النفط بحدود 600 ألف برميل"، مؤكداً أن "كردستان تبيع النفط حالياً بشكل مستقل، لكننا مع الاتفاق النفطي وتطبيقه".
وبشأن سؤاله عن إمكانية تصدير نفط البصرة بشكل مستقل أجاب عبد الله، أن "البصرة مظلومة، وهي التي يجب أن تطالب بحقها الدستوري".
وكان وزير النفط عادل عبد المهدي وصل، الأحد (26 تموز 2015)، إلى أربيل والتقى رئيس الإقليم مسعود البارزاني لبحث الاتفاق النفطي بين المركز والإقليم، فيما اعتبرت لجنة النفط والطاقة النيابية الزيارة بأنها محاولة لتطبيق الاتفاقية النفطية أو التوصل إلى اتفاق جديد بصيغة ترضي الأطراف كافة.
يذكر أن مجلس الوزراء قرر، في (2 كانون الأول 2014)، الموافقة على الاتفاق النفطي بين بغداد وإقليم كردستان الذي ينص على تسليم الإقليم ما لا يقل عن 250 ألف برميل نفط يومياً إلى بغداد لغرض التصدير، وذلك عقب توصل الوفد الكردي برئاسة نيجرفان البارزاني مع الحكومة العراقية إلى اتفاق بشأن حصة الإقليم في الموازنة وتصدير النفط.
**********
تقرير...
الاقتصاد البرلمانية: قانون الاستثمار سيعدل للمرة الثالثة
النقل تدرس العروض المقدمة من شركات استثمار لتشييد ميناء الفاو
بغداد – طريق الشعب
افتتح وزير النقل باقر الزبيدي، امس الاربعاء، جلسة للاستماع إلى العروض المقدمة من شركات عالمية للاستثمار في ميناء الفاو الكبير بمحافظة البصرة.
وفيما أكدت اللجنة الاقتصادية البرلمانية، أن قانون الاستثمار رقم 13 لعام 2006 سيتم تعديله للمرة الثالثة، كشفت أن جلسات مجلس النواب المقبلة ستشهد التصويت على القانون.
وقالت وكالات انباء محلية، إن "الزبيدي افتتح، اليوم (امس)، جلسة للاستماع الى عروض مقدمة من قبل شركات عالمية للاستثمار في ميناء الفاو الكبير لبناء خمسة ارصفة كبيرة". واضافت، أن "خمس شركات عالمية قدمت عروضها للاستثمار في ميناء الفاو"، مشيرة الى ان "شركتين من الصين تعذر وصولهما بسبب تعطل اجراءات الفيزا للدخول الى البلاد". وبينت انه "سيتم استقبالهما في وقت لاحق".
وأعلنت وزارة النقل، الاثنين (30 اذار 2015) طرح مشروع ميناء الفاو الكبير كأكبر مشروع استثماري في العراق، وذلك ضمن سياستها لتعزيز الاستثمار والتشغيل المشترك في شركات الوزارة.
يذكر أن وزارة النقل وضعت في نيسان عام 2010 حجر الأساس لمشروع ميناء الفاو الكبير الذي يحتوي وفقاً لتصاميمه الأساسية التي وضعتها شركة استشارية إيطالية على رصيف للحاويات بطول 3500 متر، ورصيف آخر بطول 2000 متر، فضلاً عن ساحة لخزن الحاويات تبلغ مساحتها أكثر من مليون متر مربع، وساحة أخرى متعددة الأغراض بمساحة 600 ألف متر مربع. وتبلغ الطاقة الاستيعابية القصوى للميناء 99 مليون طن سنوياً، وتقدر الكلفة الإجمالية للمشروع بأربعة مليارات و400 مليون يورو، ويعد المشروع أكبر مشروع استثماري في العراق لما له من اهمية اقتصادية كبيرة. من جانب اخر، قالت قالت عضو لجنة الاقتصاد البرلمانية، نورة البجاري، لوكالة "الغد برس"، ان "وضع الاستثمار في العراق لا يزال دون مستوى الطموح وهنالك مشاكل واجهته لا سيما مع قانونه الذي يحمل الرقم 13 للعام 2006 وينظم عمله". وأضافت أن "القانون عدل مرتين لكن متطلبات الوضع الحالي تدعو إلى تعديل ثالث لذا قدمت هيئة الاستثمار الوطنية نسخة معدلة واللجنة الان تدرسها بمشاركة خبراء، لكن القانون في ظل النسخة الحالية يحتاج الى دراسة معمقة لأنه يحتوي على الكثير من المشاكل ومن اجل ان نجعله يتلاءم مع وضع البلاد". وأكدت البجاري ان "جلسات مجلس النواب المقبلة ستشهد القراءة والتصويت على القانون"، متوقعة ان "يكون حسم القانون خلال العام الحالي".
واشارت الى ان "اطلاق التعديل الثالث لقانون الاستثمار من الممكن ان يحدث طفرة نوعية في مجال الاستثمار، بسبب ان العراق يمتلك البنى التحتية للعمل ووفق القانون المعدل". يذكر أن مجلس النواب أقر في العام 2006 قانون الاستثمار العراقي، الذي قيل عنه في حينه أنه سيفتح الأبواب على مصراعيها أمام الاستثمار الأجنبي، بسبب تقديمه الكثير من التسهيلات للمستثمرين الأجانب، إلا أن العديد من الشركات الأجنبية لا تزال مترددة بسبب تخوفها من الواقع الأمني غير المستقر في العراق.
********
ص13
هل الرأسمالية نهاية التاريخ؟
عبد الرزاق الصافي
صدر مؤخراً عن دار الفارابي في بيروت كتاب بعنوان "الرأسماليةّ ..الوغد الوسيم .. في بعض مستجدات العصر" للباحث الكويتي الأستاذ وليد الرجيب.
والرجيب هو كاتب وروائي نشر عدداًمن المجموعات القصصية والروايات ومنها رواية "بدرية"التي نالت شهرة كبيرة في الساحة الادبية العربية منذ عام 1989. كما ان للرجيب اهتمامات واسعة بالاضافة الى كونه روائياً صدرت له خمس روايات وربما اكثر، فقد نشر كتابين عن فن وعلم التنويم والعلاج بالطاقة الكونية ، وهو يعمل إستشارياً نفسياً واجتماعياً واستاذاً ً دوليا ًبالتنويم وممثلاً للجمعية الامريكية للمنومين وعضو البورد فيها، إضافة الى تخصصات اخرى في العلاج والتنمية الذاتية.وهو حاصل على جائزتين في الأدب ، الاولى من مؤسسة التقدم العلمي في الكويت عام 1994 والثانية جائزة الدولة التشجيعية من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت عام 1997 وهو مستشار لسلسلة "ابداعات عالمية"التي يصدرها المجلس الوطني للفنون والآداب في الكويت.
وبرغم كونه اسماً مرموقاً في جميع هذه الاهتمامات الموسوعية فانه يتسم بتواضع جم ويقول في نهاية مقدمته لكتابه الجديد"ولا ندعي انناقدمنا إجابات شافية كافية للمسائل المطروحة في هذا الكتاب، كما لاندعي اننا استطعناحصر جميع الاسئلة والموضوعات المستجدة والشائكة لما تمر به الماركسية والماركسيون في هذا العصر ، فالامر يحتاج الى مزيد من الدراسة والتعمق والمناقشة بعقول مفتوحة ".
اربعة فصول
الكتاب يحوي مقدمة واربعة فصول، استغرقت 256 صفحة .تحدث الفصل الاول عن " علاقة الرأسمالية بالتطور التكنولوجي" وبيّن إن الرأسمالية لم تستهدف من التطور التكنولوجي تحقيق سعادة الإنسان، بل تحقيق الربح وزيادته.ولا تتورع عن كبحه اذا ما تعارض مع هذا الهدف، الذي هو تحقيق ربح اكبرمن المتحقق حتى ظهور التطور التكنولوجي. فهي ، اي الرأسمالية،تستخدم التكنولوجيا بادىء الأمرفي مجال الاستخبارات دون اي اعتبار خلقي في التجارب العلمية ، وفي الإستفادة من الإختراعات الجديدة. وضرب مثلاً بما قامت به الشركات الكبرى التي تنتج البترول ومشتقاته ، إذ رفضت تعميم نموذج السيارة التي تعمل بالكهرباءوالطاقة الشمسية ، ورفعت قضايا أمام المحاكم ضد تصنيع السيارة الكهربائية وربحتها بالإستعانة بالحكومة الامريكية وتم وأد الوليد الجديد في 24ابريل/نيسان 2003.وتحدث الكتاب عن استقطاب شركات المال في وول ستريت لخريجي الرياضيات المتفوقين او خريجي العلوم للعمل لديها بإجور عالية بدلاًمن خدمة المجتمع بإختراعات علمية او العمل في المختبرات العلمية بإجور اقل .
وكرّس المؤلف الفصل الثاني لـ"تأثير التطور التكنولوجي في بنية الطبقة العاملة" واستعان بورقة اعدها التيار التقدمي في الكويت تحت عنوان "التطورالرأسمالي التابع والمشوّه والطفيلي في الكويت ـ الطبقات الاجتماعية والصراع الطبقي"عام 2012 ، وهي ورقة غنية جداً بمضمونها العلمي ومعالجتها لموضوع الصراع الطبقي في الكويت وسائر بلدان الخليج، وتغير بنية الطبقةالعاملة عبر التاريخ وعدم سقوط النظرية الماركسية وإستمرار مبرر وجود الاحزاب التقدمية التي تعبر عن مصالح الطبقة العاملة وكل شغيلة اليد والفكر، ودورها الطليعي من اجل التغيير.على الضد من إدعاءات منظري الرأسمالية الذين زعموا ان الرأسمالية هي نهاية التاريخ وان لا مكان للنظرية الماركسية بعد الآن، ولا واقعية الزعم بعدم وجود طبقة عاملة في الخليج،ودورها الطليعي من اجل التغيير.ولا يمكن ان يفي هذا العرض الورقة حقها ، بل ينبغي الرجوع الى عرض الكتاب للورقة إن لم يكن العودة اللى الورقة نفسها.
جوهر الرأسمالية لم يتغير
اما الفصل الثالث فقد سمّاه المؤلف (العولمة ّ"الاممية الرأسمالية")، وناقش فيه إدعاءات البعض بأن الماركسية في تحليلها للرأسمالية وطبيعتها قد توقفت عند مرحلة الامبريالية في إشارة الى كتاب لينين " الامبريالية اعلى مراحل الرأسمالية "، في حين ان النظام الرأسمالي جدد نفسه وتطور الى مرحلة "العولمة " التي لم يرد ذكرها في الادبيات ا لماركسية ، على حد زعمهم. علماًان هناك سيلاً هائلاًمن الادبيات التي تتحدث عن موضوع العولمة .واستشهد المؤلف بمساهمات الاجتماعيين والفلاسفة والفنانين وعلماء البيئة وغيرهم الكثيرالذين تناولوا العولمة من جميع جوانبها واورد المؤلف اسماء العديد من من الاقتصاديين واليساريين العرب من امثال د.سمير امين واللبناني كمال حمدان والدكتور فؤاد مرسي الذي الّف كتاب الرسأسمالية تجدد نفسها، الى جانب الكتاب الغربيين الذين بلغت مؤلفاتهم وابحلثهم ودراساتهم الالوف. والرأسمالية، رغم انها جددت نفسها، كما تنبأ ماركس، لم تغير قانونهااو جوهرها. وتطرق المؤلف الى ما قام به ميخائيل غورباتشوف عندما دعا خمسمئة من قادة العالم الى فندق فير مونت في كاليفورنيا في ايلول / سبتمبر 1995ليشكلوا هيئة جديدة يطلب منها تبيان الطريق الى القرن الحادي والعشرين. هذه الطريق التي " ستفضي الى حضارة جديدة ". وكان من بين المدعوين جورج بوش الاب ومارغرت تاتشر وجورج شولتس ورئيس مؤسسة سي ان ان وغيرهم.
وفي الاجتماع المذكور جرى رسم السياسة الاقتصادية الجديدة التي اقرّت ،بلا حياء ولا انسانية، ان 20بالمائة من السكان العاملين ستكفي في القرن 21 للحفاظ على النشاط الاقتصادي الدولي. وان لا حاجة لآيدي عاملة اكثر من هذا، فخمس قوة العمل سيكفي لإنتاج جميع السلع ، وليظل ثمانون بالمئة عاطلين!
وبيّن المؤلف كيف ان العولمة الرأسمالية ومنظماتها معادية للديمقراطية .وتطرق الى الحديث عن تطور الرأسماليةالاحتكارية الى الرأسمالية المعولمة. وتحدث عن تمركز رأس المال وعن ازمة 2008التي هي اشد خطورة واستدامة من كل الازمات تاسابق بما فيها ازمة 1929.وكيف انه في "ظل التطور الهائل للقوى المنتجة العالمية الذي بات يكفي لتأمين حاجات البشرية كلها،ما زال اكثر من ثلث البشرية يعيش عند حافة الفقر ، وما زال ملايين البشر يبحثون عن فرص عمل في ظل تعطيل طاقات هائلة ".
العولمة الرأسمالية والمعاناة الانسانية
واشار المؤلف الى ان الولايات المتحدة استطاعت ان تخلق داخل الدول العربية "طبقة " كومبرادورية تقوم بالتخديم على مصالح الولايات المتحدة وتعمق فجوة توزيع الدخل في الدول العربية. وكيف تعاني شعوب الخليج من تزاوج السلطة والمال وعدم العدالة في عملية توزيع الثروة والدخل حيث تركزت الثروة عند الاقلية القليلة وتزايد نسب البطالة وارتفاع الاسعاروتدني مستويات المعيشة سنة بعد اخرى،وما رافق ذلك من سياسات قمعية بوليسية وتجيير قوانين الانتخابات لإقامة ديمقراطية شكلية في كل من الكويت والبحرين.
واشار المؤلف الى ان العولمة الرأسمالية تحمل في جوفها كل سمات الرأسمالية وتناقضاتها وازماتها، وبشكل اوسع واعمق مما كانت عليه في السابق.وبيّن ان الرأسمال الامريكي والتابع لبقية الثماني الكبار يسيطر على 70 بالمائة من اسواق العالم . وكيف ا ن البلدان الفقيرة تخسر يومياً مليارا و300 مليون جنيه استرليني في التجارة بسبب القوانين التي تطالب برفع حواجز التعريفات وإنهاء الدعم في البلدان الفقيرة. وكيف تحولت منظمة التجارة العالمية لبتي تضم142 بلداًالى حكومة عالمية يديرها الاغنياء(واشنطن بالدرجة الاولى)وان سياستها ترسم من قبل 21 بلداً فقط.وذكر ان الرأسمالية دخلت مرحلة جديدة هي امبريالية العولمة التي تستهدف ليس فقط الاستيلاء على الاراضي واقامة المستعمرات بل السيطرة على كل اقتصاد العالم.
واشار المؤلف ان هذه اللوحة السوداءليست قدراً لا يمكن رده. إذ يمكن التصدي له . وذكر ما اورده تقريرالتنمية البشرية للعام 2013 الصادر عن برنامج الامم المتحدة الانمائي تحت عنوان" نهضة الجنوب تقدّم بشري في عالم متنوّع ان عدداً كبيراًمن البلدان النامية مثل البرازيل والصين والهند قد حققت تحولاً في التنمية البشرية واصبح لها اقتصادات قوية ونفوذ سياسي متزايد. وفي هذا السياق اورد المؤلف قدرة بعض دول الجنوب او الاطراف على السير في طريق التنمية الذاتية واستغلال مواردها لمصلحة شعوبها دون ان تضطر الى الارتهان للإمبريالية المعولمة او الاستمرارفي اقتصاد طفيلي متخلف وتابع للرأسمال العالمي.واسهب في الحديث عمّا حققته فنزويلا بقيادة هوغو شافيزمن منجزات كبيرة في انخفاض نسبة معدل الفقر وارتفاع مؤشر التنمية البشرية ارتفاعاً كبيراًوانخفاض معدل البطالة . وكيف ان فنزويلا لم تتأثر بالازمة الاقتصادية الرأسمالية العالمية.
الشعوب تكتب تاريخها الجديد
ولم يقتصر المؤلف على ذكر فنزويلا ونجاحاتها بل ذكر ايضاً الاكوادور بقيادة كورييا ونهجها المخالف للنهج النيو لبرالي وكذلك ما حققته شيلي من منجزات واستشهد بما كتبه سمير مرقص في مقال له بعنوان"شيلي واخواتها:عدالة اجتماعية + تداول السلطة - (تقدم)". واخوات شيلي هي البرازيل والارجنتين وكوستاريكا التي حققت منجزات يجدر الإقتداء بهاالى جانب ماحققته الاكوادور. وكيف ان السياسات المناقضة للنيولبرالية تنجح بتحقيق الاستقرار الإقتصادي والرفاء الاجتماعي ويمكن ان تنقذ الدولة بأقل الخسائرمن ازمة الرأسمالية العالمية المستمرة منذ 2008 .
والحديث يطول بما لايتحمله هذا المقال لو اردنا ايراد كل الامثلة التي حققتها البلدان التي انتهجت نهجاً مناقضاً للنهج النيولبرالي الذي تسعى الولايات المتحدة لفرضه على كل الدول.وختم المؤلف هذا الفصل بالقول"ان شعوب العالم في هذه الفترة التاريخية تبدأ بكتابة تاريخ جديد لها يسعى الى إستبدال النموذج الرأسمالي المعولم اللاانساني والغارق بأزماته. وان هذه الشعوب تدرك ان الطريق الى الاشتراكية طويل.واشار الى اهمية الاستفادة من تجربة الاتحاد السوفييتي والمنظومة الاشتراكية والتوقف عندها ودراستها وتحليلها ونقدها بجرأة وبعقلية متجردة من الجمود والنصية وعدم التفكير المبدع والخلاق لبناء اقتصادها وتقدم شعوبها.
اما الفصل الرابع ،الذي جعل المؤلف عنوانه"الثورات العربية بداية تاريخ عربي جديد والذي يبدو للوهلة الاولى ان لا علاقة له بالفصول الثلاثة الاولى التي تطرقنا اليها، فقد ذكر المؤلف انه لم يستطع استبعاد "الثورات العربية "، التي بدأت في العام 2011 كمستجد على عصرنا. ولذا كرّس لهذا الفصل مايزيدعن ثلث صفحات الكتاب، تطرق فيه الى كون التفكير التغييري ليس غريباً على العرب ،إذ بدأه المثقفون العرب التنويريون بدءاً من رفاعه الطهطاوي وانتهاء بعلي عبد الرازق وسلامة موسى وطه حسين ومروراً بخير الدين التونسي وبطرس البستاني وجمال الدين الافغاني ومحمد عبده وقاسم امين واحمد لطفي السيد وعبد الرحمان الكواكبي وشبلي شميل وفرح انطون وآخرين. وما اعقب ذلك في منتصف القرن العشرين من "ثورات"وانقلابات عسكرية في العديد من الدول العربية التي حققت طرد المستعمرين واقامت حكومات افتقرت الى الديمقراطية وصولاًالى "الثورات"في العام 2011 التي اطلق عليها تسمية الربيع العربي والتي كانت حصيلة نضالات مديدة خاضتها الشعوب العربية على مدى عشرات السنين. ورد المؤلف في هذا الفصل على تسمية هذه الثورات بأنها ثورات شبابية او تكنولوجية وتحدث عن الوضع العربي قبل الثورات والاحزاب السياسية قبل الثورات وعن احزاب الاسلام السياسي قبل الثورات.
وتطرق الى الكيفية التي استغل بها الاخوان المسلمون تطور الاوضاع وانضمامهم الى الثورات بعد اندلاعها وتمكنهم من السيطرة على نتائجها بدعم من الولايات المتحدة الامريكية ،التي سارع الاخوان المسلمون الى تطمينها على حماية مصالحهم وأمن إسرائيل .وافرد المؤلف جزءاً من هذا الفصل وجعل عنوانه :لأول مرة الاخوان المسلمون على رأس السلطة ( الثورة المضادة). وبيّن كيف انهم استعجلوا في السيطرة على مفاصل السلطة وسعوا الى "اخونة"الدولة خلافاً للوعود التي قطعوها بعدم الاقدام على ذلك . الامر الذي إستفزالملايين التي حققت الثورة ،ومكنت الاخوان المسلمين من الصعود الى السلطة ، فكانت موجة 30 حزيران/يونيو الثورية التي شهدت خروج30 مليون مصري الى الشوارع والساحات لإزاحة ممثل الاخوان المسلمين الدكتور مرسي الذي مارس السلطة لمدة سنة وكشف النهج الخطير للإخوان المسلمين وخطره على مستقبل مصر كدولة. الامر الذي حمل الجيش على التدخل وإزاحة مرسي وتقديمه للمحاكمة على ما ارتكبه من آثام.
الربيع العربي والاخوان المسلمون
وناقش المؤلف الادعاء بأن ما حدث انقلاب وليس ثورة والادعاء بأن الثورات التي حصلت في البلدان العربية في مصر وتونس وليبيا واليمن انما هي حصيلة مؤامرة امبريالية صهيونية . وفند هذه الادعاءات واكد ان ما حدث فاجأالدوائر الامبريالية واجهزة مخابراتها التي سعت للاستفادة مما جرى لتنفيذ مخططاتها ، وخصوصاًالمخططات الامريكية لتمكين الاخوان المسلمين للإحتفاظ بالسلة بعدالتطمينات والتعهدات التي قدمها لهم الاخوان المسلمون. وتساءل المؤلف هل حصدت الثورات العربية الثمار النهائية؟واجاب ان خطر الردة والثورات المضادة ما زال ماثلاً. إذ ما تزال الآلة الاعلامية الضخمة للاخوان المسلمين تبث الاكاذيب،كما لا يزال الاعلام الامريكي والاوربي والاسرائيلي يحاول ارباك موقف الشعب المصري. كما ان" فلول" نظام مبارك من البورجوازيين انتعشت وفرحت بسقوط الاخوان الذين نافسوهم على " كعكة مصر"واستحوذوا عليها فأصبحوا بديلاً لتلك الفلول في تنفيذ سياسة النيوليبرالية وخداماً اكثر طاعة من بورجوازيي نظام مبارك. واستطردالمؤلف في الحديث عن عمالة الاخوان المسلمين وعلاقتهم التاريخية بالغرب الاستعماري. وغيابهم عن كفاح شعب مصر طيلة تاريخهم.
وحملت الفقرة الاخيرة في هذا الفصل عنوان "بماذا نصف ثورة 30 حزيران/يونيو 2013؟ واستعان المؤلف للاجابةعلى هذا السؤال بمقتبس من التقرير السياسي للحزب الشيوعي المصري يقول" اننا نعتبران ثورة الشعب المصري في 30 حزيران/يونيو لتصحيح مسار ثورة 25 كانون الثاني / يناير إنما هي امتداد لكل مراحل الثورة الوطنية الديمقراطية التي بدأت مع الثورة العرابية (المقصود فيها ثورة احمد عرابي ضدالخديوي توفيق والانجليزوالاوربيين في الفترة ما بين 1879 الى 1882) وتواصلت عبر ثورة 1919 (التي قادها سعد زغلول) الى ثورة 30 حزيران/يونيو التي جاءت لإنجاز المهام التاريخية لهذه الثورة ، التي لمّا تكتمل وتأخرت كثيراً، خصوصاً بعد الردة الرجعية الشاملة التي إجتاحت مصر والمنطقة منذ منتصف السبعينات واستمرت لأكثر من ثلاثين عاماً، وما حدث اثناءها من انهيار لحركة التحرر العربية وكذلك انهيار الاتحاد السوفييتي وصعود التيار الديني الفاشي في المنطقة في ظل نظم حكم استبدادية جثمت على انفاس شعوبنا لعشرات السنين".
واخيراً مهما كان استعراضنا للكتاب وافياً، وهو ليس كذلك، فإنه لا يغني عن قراءة الكتاب والاستفادة من التحليلات القيمة لكل ما تناوله من مستجدات العصر الرأسمالي.
"دعوى مسؤولية الدولة عن أعمالها الضارة في القانون العراقي والمقارن"*
عرض- المحامي جبار عبد الخالق الخزرجي
يتناول هذا الكتاب وكما ورد في مقدمته مسالة مهمة وحيوية هي وجوب مسؤولية الدولة عن اعمالها الضارة وضرورة المساهمة في اغناء وتطوير النظام القانوني العراقي الذي يحكم انشطة الدولة المختلفة عموماً والرقابة القضائية على هذه الانشطة خصوصا.
ان هذه الرقابة لها اهميتها على اعمال ونشاط الدولة وتحصينها من اللامشروعية من جهة وحماية حقوق المواطن من تلك الاعمال والانشطة الضارة واقرار مسؤولية الدولة عن تعويض المتضررين من جهة اخرى. وتزداد اهمية الرقابة القضائية لاعتبارات كثيرة يرتبط بعضها بتطور وظيفة الدولة العراقية وازدياد نشاطها في المجالات المختلفة ويتصل بعضها بحقوق المواطنين الذين يتعرضون للاضرار الحاصلة بفعل تلك الاعمال والانشطة واعتبارات اخرى تتعلق بطبيعة النظام القانوني القائم الذي يحكم هذا النوع من المسؤولية المدنية التي تتحملها الدولة حيث ما زالت قواعد المسؤولية في القانون المدني العراقي المعدل رقم 40 لسنة 1951 تحكم مسؤولية الدولة واجهزتها المختلفة على الرغم من قدم هذا القانون وعدم تطوير اسسه تبعا للمتغيرات في وظيفة الدولة.
ويرى المؤلف ان دراسة دعوى مسؤولية الدولة عن اعمالها الضارة في القانون المقارن تستلزم بيان الشروط اللازمة لقبولها شكلا امام الجهة القضائية المختصة وبعد قبولها شكلا من قبل القضاء يفصل في موضوع الدعوى.
ان الفصل في موضوع الدعوى يستوجب بالضرورة تحديد نطاق المسؤولية وبيان اساسها القانوني عندئذ يتمكن القضاء من بيان علاقة هذا الاساس بالضرر الحادث ومن ثم تقدير مدى هذه المسؤولية لكي يحدد الجزاء الذي يقرره القانون والتعويضات الواجبة الاداء للمتضرر.
عالج المؤلف هذه المسائل في اربعة فصول: الاول الشروط اللازمة لقبول الدعوى، والثاني نطاق مبدأ مسؤولية الدولة، والثالث الاساس القانوني لمسؤولية الدولة، وفي الفصل الرابع الضرر وجزاء المسؤولية.
في الفصل الاول: عالج المؤلف ثلاثة مباحث، في المبحث الاول تطرق الى ضرورة اقامة الدعوى امام المحكمة المختصة من ناحية الاختصاص المكاني والاختصاص القضائي (الموضوعي). وبصدد الاختصاص المكاني فقد تم رسم هذا الجانب في قانون المرافعات المدنية رقم (83) لسنة 1969 المعدل وقانون اصول المحاكمات الجزائية رقم (23) لسنة 1971.
في المبحث الثاني عالج الاختصاص القضائي في دعوى المسؤولية وهذه المسألة في العراق وبسبب عدم توفر اساس النظام القضائي والقانوني المزدوج كما هو عليه الحال في فرنسا ومصر، فان محكمة البداءة تنظر في دعاوى مسؤولية الدولة عن اعمالها الضارة شأنها شأن دعاوى الافراد واشخاص القانون الخاص وتطبيق القواعد العامة المقررة في القانون المدني العراقي الا ما استثني بقانون خاص. ويرى المؤلف ضرورة تأسيس قضاء متخصص في المنازعات التي تكون الدولة طرفا فيها وشرح مبررات وجود قضائي متخصص بمنازعات الدولة في العراق.
وفي المبحث الثالث تم توضيح الشروط الشكلية لقبول الدعوى حيث ان دعوى المسؤولية امام القضاء المختص يجب ان تتوفر فيها بعض الشروط الشكلية كاحترام المدد القانونية التي يقررها المشرع لرفع الدعوى خلالها وكذلك توفر الصفة والمصلحة وعدم تقادم الحق موضوع الدعوى ومن ثم دفع الرسم القضائي.
الفصل الثاني: نطاق مبدأ مسؤولية الدولة
ان مبدأ مسؤولية الدولة عن تصرفاتها الضارة لم يكن مقبولا حتى اواخر القرن التاسع عشر لاعتبارات عديدة، غير ان هذا المبدأ لم تبق له سيادته القديمة، بل بدأ ينهار ويفقد قيادته في بداية القرن العشرين بفعل تظافر عوامل عديدة، وعلى الرغم من الاعتراف بمبدأ مسؤولية الدولة الا ان هذا المبدأ لم يكن شاملا لكل اعمال وتصرفات الدولة، بل بقيت الكثير من هذه الاعمال والتصرفات خارج نطاق هذه المسؤولية كأعمال السلطة التشريعية والقضائية وبعض اعمال السلطة التنفيذية. عالج المؤلف هذا الفصل في ثلاثة مباحث: الاول مسؤولية الدولة عن اعمال السلطة التشريعية، والثاني مسؤولية الدولة عن اعمال السلطة القضائية، والثالث مسؤولية الدولة عن اعمال السلطة التنفيذية.
في المبحث الأول عالج الباحث اولا مسؤولية الدولة عن الاعمال البرلمانية فالفقه يعرف الاعمال البرلمانية بانها جميع الانشطة القانونية والمادية التي تقوم بها هيئات واعضاء البرلمان اثناء اداء وظائفهم ومع استبعاد الاعمال الصادرة في صورة تشريع المبدأ العام السائد في العراق وهو عدم مسؤولية الدولة ما لم يقرر نص صريح بخلاف ذلك.
المبحث الثاني: "مسؤولية الدولة عن اعمال السلطة القضائية" وفيها توصل الكاتب الى ان اغلب التشريعات المعاصرة تحيط القضاء بضمانات فعالة بقصد تحقيق العدل واداء وظيفة القضاء على اكمل وجه.
وفي المبحث الثالث: "مسؤولية الدولة عن اعمال السلطة التنفيذية"، يرى الدكتور ان جميع التشريعات في مختلف الدول تقر بالمسؤولية المدنية عن اعمال السلطة التنفيذية وذلك حصيلة التطور التشريعي المعاصر وان الاساس القانوني الرئيسي الذي قامت عليه مسؤولية الادارة في الوقت الحاضر يتمثل بالخطأ، وان مسؤولية الادارة تقوم استنادا لهذا الخطأ الواقع منها متى ما نتج عنه ضررا للغير. وان مسؤولية الادارة في العراق تؤسس على الخطأ المفترض وفق المواد (215 و 219)، من القانون المدني العراقي.
وبهذا الصدد فان المادة (211) من القانون المدني تتيح تشديد مسؤولية الادارة بحيث تتحمل تبعة السبب الاجنبي ايا كان مصدره، سواء كان هذا التشديد بموجب نص قانوني او باتفاق بين الادارة والمتضرر.
ــــــــــــــــــــ
* للدكتور رياض عبد عيسى الزهيري- كلية القانون / جامعة بغداد
ص14
حتى لا نظل نبكي على الأطلال
عاصي دالي
احتل العثمانيون العراق في سنة ١٥٤٣م واستمر حكمهم حتى الاحتلال البريطاني عام ١٩١٧م وكانت الدولة العثمانية بطبيعة الحال تسعى الى بسط نفوذها على كل أرجاء العراق لأنه يملك ثروة مالية تمثلت بقطعان كبيرة من المواشي والجمال والخيول بالنسبة للقبائل البدوية المتنقلة بينما كانت القبائل الجنوبية المستقرة في الأرض الزراعية تنتج كميات كبيرة من الحبوب كالحنطة والشعير وغيرها من المنتجات الزراعية بسبب خصوبة أرضها ووفرة المياه وسهولة السقي. كل هذا أدى إلى فتح شهية الولاة العثمانيين فأخذوا يسعون جاهدين الى ملء جيوبهم من جهة ودفع الأموال إلى مركز الخل?فة من جهة أخرى من خلال الضرائب الباهظة التي كانت تفرض حتى على بيت السكن للمواطن وقد زجت السلطة العثمانية الشعب العراقي في معارك دامية راح ضحيتها الكثير من أبنائه في حربها ضد القوات البريطانية التي احتلت البصرة في تشرين الثاني عام 1914 واتجهت لاحتلال بغداد الذي تأخر نتيجة الإعاقة الكبيرة التي واجهتها حركة قطعاتهم اثر تعرضها لمقاومة شعبية عنيفة وأعمال دفاعية فعالة بدءاٌ من معارك الشعيبة وتل اللحم والقرنة واستمرارا على طول المحور الذي تقدمت فيه والذي دام ثلاث سنوات قدم فيه شعبنا المجيد الآلاف من أبنائه بجميع?فصائله الذين سالت دماؤهم دفاعا عن تربته الغالية.
واستمرت نضالات شعبنا التي كانت تطالب بالاستقلال والسيادة الوطنية وقدم خلال هذه المسيرة الطويلة دماء زكية أخرى مهدت لثورته المجيدة في تموز 1958 التي لم يتسن لها الوقت ولا الظروف لانجاز كافة مشاريعها وان أبرز المشكلات التي أعاقت تقدمها هو التآمر الخارجي والداخلي وتمزق العلاقة بين الأطراف السياسية المختلفة مما أدى إلى الإطاحة بها في شباط الأسود الذي جعل من ارض العراق انهارا من الدماء.
وبعد ضياع الثورة لا بد من استلهام الدروس والعبر الثمينة منها وأهمها ضرورة التمسك بالوحدة الوطنية شعاراً وممارسة عبر بوابة المصالحة الوطنية وبإجراءات وخطوات مدروسة وملموسة ليس بين النخب السياسية رغم أهميتها وحسب وإنما بين الكتل والاتجاهات المجتمعية ونبذ المحاصصة الطائفية- الاثنية أس بلاء الشعب العراقي وإشراك الجميع في صناعة القرار السياسي من دون تهميش أو إقصاء لأحد وضمان استقلاليته بعيداً عن الاستقواء بالأجنبي عربياً كان أم إقليميا أم دولياً والاعتماد على الجماهير الشعبية العراقية قبل فوات الأوان وحتى لا ?بقى نبكي على الأطلال.
مرة اخرى.. الاعتداء على الحريات العامة والخاصة
عادل الزيادي
وبعد الذي جرى من مداهمة واعتداء غير مبرر على المقر العام لاتحاد الادباء في وضح النهار ومن قبل قوى ميلشياوية , ومر الامر بسلام ( وبغض الطرف عنه ) دون مساءلة قانونية او محاسبة لمرتكبيها , وطوي بالادانة واللوم المتواضع على الفاعل، عاد الامر ثانية بمداهمة فندق ميريديان السياحي من قبل جهات امنية ودون مسوغ قانوني وبدعوى اقامة حفلة في عيد الفطر ( لكننا لم نعلم ان الحفلات قد منعت في فنادق الخمسة نجوم , ومتى؟) حيث قامت الجهة الامنية بمداهمة المحتفلين من الباب الخلفي وتحطيم الزجاج واقتياد بعض مسؤولي ادارة الحفل واستخدام الاساليب العنفية معهم.
فيا ترى هل القانون يجيز للقوات الامنية تنفيذ المداهمات دون اذن قانوني او امر قضائي بالرغم من ان ادارة الفندق قد استحصلت الموافقات الرسمية من الجهات المسؤولة لإقامة الحفل ( فهي لم تكن خلسة ) والفندق معروف لدى الجهات السياحية جميعها انه من الفنادق الترفيهية التي تقيم الحفلات في المناسبات ويستقطب الزائرين والسياح والاجانب وهم يقيمون حفلاتهم الترفيهية.. فلماذا التقتير في هذا الحق القانوني؟
وهنا يثار تساؤل هل نحن باتجاه بناء دولة دينية , حتى تفوض الاجهزة الامنية نفسها لمحاربة المنكر ( كما تدعي)؟ ام ان دستورنا يتكفل وينص على بناء دولة مدنية ديمقراطية تستوعب الجميع وخارج الاطر التعسفية .. وسبق ان تكررت هذه الحالات ولكنها تنتهي بتشكيل لجان لمعرفة الجناة لغرض محاسبتهم ويبقى الملف قيد التحقيق , والجناة طلقاء , والقول الصريح نحن بأمس الحاجة الى محاسبة المفسدين والقبض عليهم ووضعهم تحت مساءلة القانون لردعهم وبناء الدولة الحديثة ولسنا بحاجة الى فتح جبهات اخرى مفتعلة تشوه نظرة الدستور الى بناء الدولة ك?ا وان هذه التجاوزات المفتعلة تتسابق نحوها قوى الارهاب والظلام لانها من ضمن مخططاتها واجندتها , فلماذا نتزاحم مع هذه المخططات المشبوهة؟ و ياترى من فوض الاجهزة الامنية ان تكون لجاناً للمعروف والنهي عن المنكر او ليس مهمتها اكبر من هذه في ظروفنا الاستثنائية والارهاب يعبث في اراضينا وضحايا خان بني سعد قد بلغوا 300 ما بين شهيد وجريح وملفات سبايكر لا تزال قيد الكشف والمفسدون مازالوا على الكراسي وجيوبهم قد انتفخت من سرقة قوت شعبنا .. اليسوا هم الاحق بالحساب والعقاب اليوم قبل الغد , ام ان دوران عقارب الساعة قد اختل? في وطني؟ .
الشبيشه حلوة
عبد علي الخليفة*
من الحوادث الطريفة التي انفرطت مما تبقى في ( سبحة ) الذاكرة المتعبة والتي مازالت عالقة من مرحلة 1963 وانقلاب شباط ، التي تنقلتُ خلالها معتقلا تارة وسجينا تارة أخرى، انني كنت اقف مندهشا من ظاهرة الولع المفرط عند البعض من السجناء والمعتقلين السياسيين بصناعة الحقائب اليدوية متوسطة الحجم أو الصغيرة (الجزدان ) من خيوط ( مبرومة ( برما، خاصا، ونوع من الخرز الملون يسمى ( النمنم ). وقد برع قسم منهم برسم تشكيلات جميلة من مناظر وأسماء تزين المصنوعات وتضفي عليها مسحة الذكرى والحرفية العالية وتشير الى دقة ( وطولة البال ) كما امتهن البعض الآخر?بيع المواد الأولية ( الخيط والنمنم ). أو المنتج الكامل. وقد كان من بين من تميزوا ببيع هذه المواد في سجن ( نقرة السلمان ) سجين عرف بتأليف وتأدية المنلوجات وبترتيب بضاعته وتبويبها حسب الألوان في (صينية) مع تخصيص خانة لمخلوط من جميع ألوان النمنم. وهذا المخلوط هو (الشبيْشه) التي غالبا ما يكون المقبلون على شرائها من هواة الصنعة (غير المحترفين) وقد صادف يوما وإثناء قيام صاحبنا طيب الذكر بعرض بضاعته على حافة ساحة كرة القدم ان سقطت كرة مركولة بقوة في وسط (الصينية) وبعثرت ما فيها وخلطته بتراب الأرض فكانت طامة كبرى? حيث استشاط صاحبنا غضبا واعتبر الكرة ولاعبيها معتدين وان صاحب الركلة منحرف عن المبادئ التي سجن من اجلها لأنه تسبب بضرر ( لكادح ). ولم يكف عن الصراخ وتهدأ فورته الا بعد أن تناخى له الحاضرون وجمعوا النمنم الذي تحول جميعه إلى ( شبيْشه ) كما أن اللاعبين بادروا إلى إرضائه بشراء كل بضاعته تطييبا لخاطره. وفي حينها اقتنع ان هذا الحادث الجلل جاء نافعا ، وانفرجت أساريره وتمخض هدوءه بعد (فورته ) عن منلوج أتذكر مطلعه:
أتعس يوم يوم الطاحت الطوبه على النمنم
واسعد لحظه لمن صارت شبيْشه علاج الهم
والآن ومن باب استثمار الموروث وحيث يمر الوطن وشعبه بمحنة ( داعش ) التي شملت الجميع بكارثة همجية يتصدى لها العراقيون ممثلين بالجيش والشرطة والبيشمركه والحشد الشعبي المساند بتميز وبطولة، أتمنى مخلصا أن لا يظل ذلك مصبوغا بلون خاص بل أعيد التمني ملحا أن يتناخى من يهمهم أمر الوطن والشعب بالسعي الى صياغته صياغة ( شبيْشه شعبيه ) مقصودة .. بعيدة .. بعيدة .. بعيدة عن اللون الواحد وعن عشوائيات المناطق والأديان والمذاهب والقوميات والولاءات الخارجية، في حياكة سداها وطن موحد ولحمتها شعب تواق للحرية والتقدم بالضد مم? انفتحت شهيتهم بشراهة على التدمير والتجزئة بالخفاء والعلن.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*عضو اتحاد الادباء والكتاب في العراق / البصرة
متى.. متى يا سادة يا كرام؟
محمد موزان الجعيفري
من المعروف ان اغلب الحكومات والبرلمانات في مختلف دول العالم المتحضر يعملون جاهدين من اجل تشريع القوانين والقرارات التي تخفف عن كاهل مواطنيها وبالذات من ذوي الاحتياجات الضرورية والخاصة كما وان هؤلاء المسؤولين في مختلف دول العالم يضحون براحتهم ووقتهم ويهب البعض حياته في سبيل خدمة شعوبهم وابناء جلدتهم سعيا وراء ردم الهوة بينهم وبين مواطنيهم، على العكس مما يجري في بلادنا فمعظم المسؤولين ينشغلون بخلافاتهم وتناقضاتهم التي وراءها اجنداتهم ايضا، ان علاقاتهم يسودها التنافس على بسط النفوذ والمغانم والبلد يعج بالازمات والمشاكل وينزف دما وهم يتم?عون بعطلهم التشريعية ليجوبوا هم وعوائلهم مختلف دول العالم .
لقد حدثني احد الاصدقاء والذي يعيش في المهجر ان برلمان احدى الدول شرع قانونا سمح بموجبه للمواطنين ممن تجاوز ( 65 سنه ) باستخدام وسائط النقل الحكومية مجانا وان رواتب المتقاعدين تصل الى منازلهم .
انه لمن المؤسف والمحزن ان نسمع ونشاهد المزيد من تلك الخدمات الانسانية التي نطالعها يوميا عبر مختلف وسائل الاعلام والاتصال ونقارن بيننا وبينهم فياخذنا العجب كيف يفكر القوم هناك في خدمة مواطنيهم وشعوبهم ، وكيف يقدمون يد العون والمساعدة لهم في مختلف مجالات ومفاصل حياتهم ، وعلى العكس تماما من ذلك فان المسؤولين عندنا يبحثون عن تشريعات تنمي مصالحهم الخاصة وتذل المواطن وتفقره ، فبين الحين والاخر يقترحون زيادة اسعار الوقود والغاز والكهرباء والماء متناسين انها تمس صلب حياة الناس الفقراء ناهيك عن تعقيد انجاز المعامل?ت وارهاق المواطن بسلسلة من المراجعات والروتين الممل، ان الكثير من القوانين عندنا تحتاج الى مراجعة وتحديث على ضوء المستجدات في الوضع الراهن وجعلها تخفف من وطاة العيش عليهم وتصون كرامتهم ، اذ على المسؤولين في الحكومة كل من مكان عمله ان يضع مصلحة المواطن نصب عينيه حينما يجري التفكير في تشريع قانون او قرار، بحيث يقاس نجاحه بما يخدم المواطنين والفقراء خاصة. ومع الاسف الشديد اعتقد ان الكثير من القوانين التي تخص حياة عامة الناس مازالت قابعة على رفوف مجلس البرلمان في وقت ينشغل البرلمانيون بجدل وصراعات لا اول لها و?ا آخر بقوانين وقرارات تافهة على حساب القوانين التي تخدم المواطن فعلاً، ومن ضمنها ما يتعلق بتسهيل اجراءات المعاملات التي تمس حياة المواطنين اليومية كاستخراج وثائق ثبوتية او صحة صدور او تحويل ملكية عقار او مراجعة دوائر ومؤسسات خدمية او تحويل ملكية سيارة او ارض زراعية او اصدار جوازات وغير ذلك.
فمتى يا سادة يا كرام يا نواب الشعب الذي انتخبكم ستسمعون انات هذا الشعب الجريح وتضمدوا جراحاته او على الاقل تخففوا عذاباته بقرارات موضوعية تدخل البهجة والحبور الى قلوب الناس اجمعين .. متى.. متى؟
ما نوعية الثقافة التي نريدها ؟
سارة الجعيفري
تعد الثقافة عالما متنوعا من المعلومات يوازيها ترجمتها على ارض الواقع، والمثقف الحقيقي هو من يملك اداة التاثير لكي يعمل ويغير السلب الى ايجاب. وفي سنوات مضت كانت الثقافة تحمل نكهة التواصل بين المثقف والمجتمع بشكل طوعي غير مفروض لانها بعكس ذلك تفقد محتواها المجتمعي والحياتي .
لقد برز الكثير من المثقفين من اوساط وطبقات وشرائح شتى واختلف تاثيرها بشكل نسبي بين مؤثر حقيقي واخر شكلي وشهدت ساحات العمل السياسي مطاردات فكرية عميقة قادتها ايديولوجيات مختلفة تبعا لمنبعها والاطر النظرية لها. فمن امتلك وقائعها بشكل صميمي كانت له الغلبة وايضا كان مقياس مصداقيتها ودرجة انتشارها بين صفوف الناس .
ويبدو ان مصطلحات ثقافية كثيرة غادرتنا بفعل التاثير العولمي الذي احدثته ثورة المعلومات والذي اصبح غزوا ثقافيا منظما مقبولا او مرفوضا لكنه يفعل وسائل الاتصال بشكل حتمي. ومن هذه المصطلحات الجماهير � الثورة � المؤامرة � الثقافة الجماهيرية والكثير الذي بات منفيا او غادرنا بفعل دخيل علينا. لكن يبقى السؤال ما نوعية الثقافة التي نريدها ؟ هل ثقافة المعلومات هي تلك الملفات التي تحفظ بشكل ببغائي وتطرح في الندوات والامسيات والاحاديث الخاصة لغرض ابراز العضلات الفكرية فقط؟ ام هي ثقافة تغيير المجتمع نحو الافضل والاحسن من?خلال تهذيب السلوك؟ وبديهيا فان الثانية هي المقبولة واقعيا ومن يحسن اداءها يستقطب الناس ويصبح مرجعهم في التغيير والتطور. والسؤال الآخر هل مطلوب التعالي على المجتمع والنظر له على اساس الدونية لما يشكله وعي البعض من قفزات في مستوى الفهم والنظرة للحياة؟ ام المطلوب التفاعل وعدم دفع الاعلمية كفواصل بين المثقف والعامة؟ هنا ايضا النوع الثاني هو المرغوب وخاصة للحركات السياسية الجماهيرية .
نحن تعلمنا من خلال المسيرة العمرية ان الثقافة هي في معناها واهدافها وغاياتها كيفية فهم الحياة وتسييرها بالشكل الذي يلاقي اقبالا مجتمعيا عليها واقصد الوعي الذي يجعلك او يمنحك القدرة على القيادة او رضا الناس ، ومن يرى نفسه انه اخترق الوعي الانساني وبات من الصعوبة ان يعيش في الوسط الحياتي فهؤلاء حكموا على انفسهم ومسيرتهم بالموت .
لتكن مع الناس معلما وتلميذا، فالواقع مدرسة حضارية هائلة تمنحنا علما لا ينضب وبشكل مجاني .
المتغير المستقل والمتغيرات التابعة في العلاقات الوظيفية
في الجهاز الإداري
اد حاكم محسن محمد الربيعي
المعروف ان الجهاز الإداري في الدولة يضم تشكيلات مختلفة ومتباينة في هياكلها التنظيمية وانشطتها الاقتصادية والاجتماعية والصحية والثقافية ... الخ، حيث تصنف كل الأنشطة مهما اختلف نوعها ضمن هذه المجموعة ولكي تحقق الإدارات النجاح في اعمالها لابد من هيكل تنظيمي ، يبنى على أساس وصف وتحليل الوظائف ووفقا لذلك تحدد المسؤوليات والصلاحيات للمسؤولين عن هذه الادارات ، اما كيفية اختيار القيادات لهذه الإدارات فهي المحنة في العراق، انها المحاصصة التي حلت محل الوحدانية حيث كان هناك حزب واحد لا يستلم المسؤولية في زمانه ما لم يكن المراد تعيينه من أ?ضاء الحزب، ولم تكن هناك أحزاب لأنها غيبت من قبل الحزب الحاكم الذي انفرد بالسلطة وطارد بقية القوى بين الإعدام والسجن والتشريد ، اما بعد عام 2003، فقد ظهرت على الساحة تشكيلات ليس لها وجود وبعضها نسمع بها في دول اخرى خلال الحرب ضد الجيش العراقي الذي ورط في حرب استمرت ثماني سنوات مع ايران كانت خسائرها ارقاما خيالية. ان التشكيلات التي ظهرت وجدت معها المحاصصة وتبعا لذلك كان تعيين القادة الذين اطلق عليهم البعض المتغير المستقل ، هو متغير مستقل بالنسبة لمن يديرهم ولكنه متغير تابع لمن هو اعلى منه ومن كان السبب ف? توليه المسؤولية.
هذه الظاهرة ربما يستغرب البعض الحديث عنها لكنها وكما يشير اغلب زملائنا وتحديدا الاكاديميين بانها واقع مريب وغريب على هذا الوسط الذي كان يتمنى الكثير ان يكون بين ظهرانيه ، وعلى هذا المنوال يسير المركب فهل هناك من يأمل ان ينجو هذا المركب من الغرق بعد ان غرق كما يؤكد الكثيرون نصفه، وللرد على التشاؤم نقول نحن العراقيين تعودنا على المواجهات والظروف القاسية وفي اغلب الأحيان ننجح ونتغلب على اشكال القهر السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، في ظروف الحر نشرب الشاي الحار وندخن وفي البرد نتحاور ونتبادل الاحاديث وفي زم? الجوع نتبادل النكات لما وصلنا اليه لأننا نعرف اننا نعيش في بلد نفطي ولكن الفقر يتجاوز نسبة 30بالمئة بفعل سرقة ونهب الثروة دون حساب، وهذا الذي اوصلنا الى حالة التابع والمتبوع حتى في يومياتنا وهي حالة تعبر عن التردي الذي وصلنا اليه. اللهم ندعو لهذا البلد العظيم النهوض من كبوته على ايدي المخلصين والنظيفين من أبنائه ممن كانت وما زالت اياديهم بيضاء، لم تتلوث بالمال العام والخيرون من أبناء هذا الشعب كثر .
ص15
بلاتيني يترشّح رسمياً لرئاسة الفيفا
متابعة-طريق الشعب
أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) امس ترشح رئيسه الفرنسي ميشيل بلاتيني لرئاسة الاتحاد الدولي للعبة (فيفا).ومن المقرر انعقاد جمعية عمومية استثنائية للفيفا في 26 شباط 2016 لانتخاب الرئيس الجديد بعدما أعلن السويسري جوزيف بلاتر أنه سيرحل عن المنصب ، بعد أيام من انتخابه لفترة ولاية خامسة في 29 أيارالماضي.وقال بلاتيني "لقد كان قرارا شخصيا ومدروسا بعناية كبيرة للغاية ، قرار قمت فيه بمناظرة مستقبل كرة القدم مع مستقبلي. واسترشدت أيضا بالدعم والتشجيع الذي أظهره الكثيرون منكم تجاهي."وأضاف "هناك فترات في الحياة يتحتم عليك فيها تحديد مصيرك بنفسك. إنني أعيش الآن واحدة من هذه للحظات الحاسمة ، إننى أقف عند منعطف في حياتى وسط الأحداث التي تشكل مستقبل الفيفا." وسيخوض بلاتيني بذلك منافسة مع الكوري الجنوبي تشونج مونج جوون النائب السابق لرئيس الفيفا، وهو الوحيد الذي أعلن ترشحه قبل بلاتيني. ويسعى الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)،الى الانضمام إلى قائمة تضم ثمانية أشخاص تناوبوا على رئاسة الفيفا منذ تأسيسه في عام 1904 وحتى الآن.
المشرف العام على المركز الوطني لرعاية الموهبة الرياضية
علاء عبد القادر: نسير بخطوات جادة صحية وعلمية ونحتاج الى الصبر في بناء المواهب
عمار فاروق عبدول
بعد تأسيس المركز الوطني لرعاية الموهبة الرياضية من قبل وزارة الشباب والرياضة أخذت الوزارة على عاتقها تطوير الرياضة العراقية من خلال الاهتمام بالموهوبين الصغار، فقد يسعى المركز الوطني الذي يضم أثنتا عشرة مدرسة رياضية متنوعة في مختلف الألعاب الرياضية منها كرة القدم والسباحة والعاب القوى وكرة السلة والمصارعة والتايكواندو وكرة اليد والكرة الطائرة وتنس الطاولة ورفع الأثقال والملاكمة والمبارزة، الى اكتشاف وانتقاء وتربية الموهوبين رياضياً وأعدادهم أعدادا شاملاً مهارياً وبدنياً وسلوكياً للتسريع في عملية تحقيق الانجاز العالي في المحافل الدولية سواء كانت على المستوى العربي او الآسيوي والاولمبي.
الدكتور علاء عبد القادر المشرف العام على المدارس قال: "في البداية لا بد أن نقدم شكرنا وتقديرنا لكل من وضع يده لتأسيس المركز الوطني من اجل بناء جيل رياضي عراقي صحيح، وذلك لان الجميع يعلم أن العراق ابتعد كثيرا عن منصات التتويج ورياضة الانجاز منذ زمن بعيد، فبالتالي أن خطوة مشروع البطل الاولمبي والرياضي الموهوب تتحمله الحكومة ولا تتحمله الأندية ولهذا السبب يجب أن تكون ميزانيته ميزانية ثابتة لا تخضع إلى أية ظروف وان خضعت يجب أن تكون بنسبة قليلة جداً، فالمشروع مشروع وطني كبير مشروع الأمل يجب أن تتضافر فيه جميع الجهود وليس وزارة الرياضة والشباب فقط ومنها وزارة التجارة والصحة والداخلية والتربية وكل الأطراف وخلاف ذلك لا نستطيع أن نحقق الانجاز".
وأضاف الدكتور "مشروع المدارس الرياضية معمول به في الكثير من البلدان المتقدمة وجميعها تمتلك مدارس لتعليم الصغار وتطويرهم، ومن منهاجنا أن نبدأ بأعمار من خمس سنوات وأربع فليس من المعقول أن نبدأ بلاعب عمره 14 سنة، فمع اعتماد الأعمار الصغيرة ووضع الأسس العلمية سنستطيع أن نبني جيلا رياضيا مميزا".
مضيفا "خلال سنوات الحصار التي عاشها العراق ضعفت الخبرات والمواهب واصبحت الخبرات المحلية لا تكفي فمن المفترض أن نوفر طاقات أجنبية للاستفادة من خبرتهم إضافة إلى المنهج العلمي الصحيح في عملية التخطيط المبرمج الطويل المدى للسير بالشكل السليم، وأوضح أن السنوات الثلاث التي مضت في تدريب المواهب كان هناك ابتعاد قد تجاوز الموهوب لان القاعدة مفقودة بسبب عدم وجود دوري للفئات العمرية للسلة والطائرة وحتى كرة القدم اللعبة الأولى، فبالتالي أن عملية انتقاء الموهوب عملية صعبة فالمشروع هو فتح القاعدة التي يوجد فيها الموهوب وغير الموهوب فمن الآن يجب أن نركز على الموهوب فقط، فعندما ادخل إلى مدرسة واجد لاعب لا تنطبق عليه صفة الموهوب فهذا يجب أن يخرج ففترة الثلاث سنوات كافية لاختيار الموهوبين و يجب أن نركز في العمل وان يكون العمل احترافيا بمدربين جيدين والاعتماد على الموهوب الصحيح لنبدأ خطوات جادة وسليمة".
وختم حديثه "نحن نتجه إلى المدارس التي عملت بهذا الاتجاه سواء كانت عربية او أجنبية مثل مصر وقطر والإمارات او الأجنبية مثل روسيا وأمريكا وألمانيا فيجب ان يخضع الموهوب الى جملة من الاختبارات منها المهارية الذهنية البدنية الخاصة والعامة حتى يكون العمل مبرمجا الى أعلى مستوى ولهذا السبب تم تكليف اللجنة الاستشارية العلمية العليا بإيجاد السبل للاطلاع على المدارس التي سبقتنا في هذا المجال والاستفادة من خبراتها ونقل الخبرات من خلال الاتصال بهم وزيارتهم وان تكون بخطوات مدروسة، فأول نقطة يجب ان نعتمدها في هذا المشروع هي الصبر فهو يحتاج الى وقت وان نتعامل مع المواهب من البداية فكريا وصولا الى الجانب التكتيكي، فهناك أساتذة وأكاديميين أكفاء في عملنا".
***********
الدوري العام هو الأصلح
بالرغم من مضي عشرات السنين على تأسيس الاتحاد العراقي لكرة القدم وانطلاق مسابقاته الا ان الملاحظ هو ضعف الاستقرار وتغير أساليب المسابقات حسب المستوى العام وعدد الفرق والنظام المعتمد يومها حيث كانت الخمسينات بداية بسيطة وفرق محدودة تطورت إلى الأحسن في الستينات وكان النموذج العام الجيد والناضج في السبعينات حيث اعتمد اسلوب الاندية والدوري العراقي العام الا ان غياب المنهج وتدخل اصحاب النفوذ اضعف الاستقرار وغير الاحوال وكثيرا ما انشغل اهل البيت الكروي بالقضايا الادارية والاسلوب المناسب للمسابقات بدلا من اهتمامهم بالجانب الفني والتطويري للعبة وما هو الاسلوب الأكثر تأثيرا في تطوير المستوى الفني للفرق المشاركة في المنافسات وما اثر ذلك على المنتخبات العراقية الوطنية وانجازاتها وقدرتها على اكتشاف المواهب وصناعة النجوم الكبار؟ .
اليوم نعود الى ذات المشكلة ايهما الاصلح الدوري العام أم نظام المجموعات مع توجهات عامة لتقليص وإلغاء بعض المسابقات واختصار المنافسات بحجج شتى منها التقشف وقلة الاموال او قلة الملاعب وامكانيات الفرق وقدراتها المالية والوضع الامني والمناسبات الدينية والوطنية وغيرها من المبررات المقبولة وغير المقبولة . وهنا يتوجب النقاش بشكل هادئ وموضوعي واضعين ظروف البلد الخاصة واثر المنافسات على المستوى الفني للكرة العراقية حيث ان خبراء اللعبة والمختصين بها يرون ان الواجب الاساسي لاتحاد اللعبة هو العمل على الارتقاء بمستوى الكرة العراقية . فلو تحدثنا عن الظروف الموضوعية لوجدناها في السنوات العشر الماضية ذاتها، فالملاعب مشكلة مزمنة وربما تحسنت قليلا ويوم الفيفا موجود في الجدول الاتحادي منذ سنوات ولكننا لم نستثمره والعطل والمناسبات ذاتها والاحتراف دخل بقوة واضاف لاعبين جدد صار لهم دور وتأثير في الدوري العراقي وعدد الفرق العشرين انتظم في الممتاز بشكل جيد وحالة ملعب الشعب حالة مؤقتة وقد يكون جاهزا خلال شهر او شهرين . فالاعذار اظنها ضعيفة وغير مقنعة لكن الامر المهم والضروري هو ان علماء كرة القدم والمختصين بها يؤكدون على ضرورة واهمية مشاركة لاعبي كرة القدم بعدد من المباريات في الموسم الواحد لا يقل عن الستين وهذا العدد هو الذي يؤهل نجوم المنتخبات ويطور المواهب ويرفع القابليات فكيف نفرط في الدوري العام الذي سيوفر لنا هذا العدد من المباريات ونكتفي بعدد ضئيل ومباريات بائسة تسهم في اضعاف المستوى العام وتراجع اللعبة الى الصفوف الاخيرة اسيويا وعربيا.
احبائي في الاتحاد العراقي لكرة القدم قليلا من الهمة والتعاون وتجاوز بعض المشاكل الصغيرة وستجدوننا جميعنا معكم في دوري عام ومستوى متقدم. ولنا عودة ..
منعم جابر
طاقم عراقي يقود مباراة فلسطين والإمارات في تصفيات المونديال
بغداد-طريق الشعب
أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم تسميته طاقم تحكيم دولي لقيادة مباراة منتخبي فلسطين والإمارات في تصفيات مونديال روسيا. وسيتولى الهندي غوتام مهمة الإشراف على المباراة فيما سيقوم الأردني إسماعيل الحافي بمهمة تقييم حكام اللقاء.
وقال الحكم الدولي المساعد لؤي صبحي، إن�الاتحاد الآسيوي لكرة القدم اختار الطاقم التحكيمي الدولي المؤلف من علي صباح حكما للساحة ولؤي صبحي مساعدا أول والدكتور نجاح رحم مساعدا ثانيا وواثق محمد حكما رابعا، وذلك لقيادة مباراة منتخبي فلسطين والإمارات ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال روسيا عام 2018 وبطولة أمم آسيا في الإمارات عام 2019.
وأضاف صبحي إن �اللقاء المذكور سيقام يوم الثامن من شهر أيلول المقبل على ملعب الشهيد فيصل الحسيني في فلسطين ضمن منافسات المجموعة الآسيوية الأولى التي تضم أيضا منتخبات السعودية وماليزيا وتيمور الشرقية�.
يشار إلى أن العديد من الطواقم الدولية العراقية أسهمت مؤخرا في قيادة منافسات العديد من البطولات والمهمات الخارجية.
***************
متابعة-طريق الشعب
أثار الفرنسي كريم بنزيمة، مهاجم فريق ريال مدريد الإسباني، الجدل حول مستقبله مع النادي الملكي، وجاء ذلك عبر نشره صورة له في طائرة خاصة، إلى جانب عدم سفره مع بعثة النادي إلى مدينة شنغهاي الصينية. ونشر بنزيمة عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "انستغرام" صورة وهو في طائرة خاصة قائلا "فلنترك الماضي للماضي" ولم يسافر بنزيمة مع بعثة الفريق الملكي إلى شنغهاي من أجل التحضير لبدء الموسم الجديد، وارتبط بالانتقال إلى صفوف أرسنال خلال فترة الانتقالات الجارية. تغريدة بنزيمة على إنستغرام جعلت "المراقبين يؤكدون على أنه بات قاب قوسين أو أدنى من مغادرة ناديه الحالي ريال مدريد" معتبرين تلك "التغريدة وداعا للنادي الملكي ورجح بعض المراقبين أن يكون نادي أرسنال الانجليزي وجهته المقبلة". وكان نادي أرسنال الإنجليزي قام بمحاولة جديدة لضم بنزيمة، خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية، فيما رجحت تقارير صحفية إسبانية أن يكون بنزيمة خارج التشكيلة الأساسية لرافا بنيتيز المدرب الجديد للنادي الملكي والذي يريد أن ينقل رونالدو إلى مركز المهاجم الصريح.
ريفالدو يفتح النار على ميسي وكريستيانو رونالدو بسبب الكرة الذهبية
متابعة-طريق الشعب
أثارت تصريحات أسطورة كرة القدم البرازيلية ريفالدو حول قدرته على الفوز بالكرة الذهبية ثلاث مرات في العصر الحالي، غضب عشاق الارجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة والبرتغالي كريستيانو رونالدو هداف ريال مدريد. وادعى ريفالدو صاحب الـ (43 عاما) في تصريحات نقلتها شبكة (فوكس سبورتس) أنه يستطيع كسر هيمنة ميسي ورونالدو على الكرة الذهبية، مشيرا أن شكل المنافسة بين النجمين كان سيتغير مع وجوده. وقال ريفالدو: "شكل كرة القدم حاليا يختلف كثيرا عن السابق، استطيع ان أجزم بأنني لو كنت متواجدا في العصر الحالي لتمكنت من التتويج بجائزة افضل لاعب في العالم مرتين او ثلاثة على اقل تقدير".
واضاف ريفالدو، المتوج بجائزة افضل لاعب في العالم عام 1999: "انا متأكد، كنت سأسجل 50 هدفا على الاقل في الموسم الواحد، كرة القدم لم تعد كما كانت في عصرنا الذهبي".
واستطرد: "ميسي ورونالدو يسجلان اهدافا كثيرة في الموسم الواحد تفوق حاجز الـ 50 هدفا، وهذا خير دليل على انخفاض مستوى كرة القدم".
وتراجع ريفالدو - الذي توج بلقب كأس العالم مع منتخب السامبا عام 2002 في اليابان - عن قرار الاعتزال ليلعب مع فريق في دوري الدرجة الثالثة البرازيلي موجي ميريم.
والجدير بالذكر ان ريفالدو سبق وأن مثل فرق برشلونة الاسباني وميلان الايطالي وبالميراس البرازيلي واولمبياكوس اليوناني، وتوّج بجائزتي هداف دوري ابطال اوروبا وافضل لاعب في القارة العجوز عام 2000، فضلا عن حصوله على جائزتي افضل لاعب وهداف كأس كوبا امريكا عام 1999 مع منتخب بلاده البرازيل.
طاولة العراق تتغلب على البحرين في معسكر الصين
بغداد-طريق الشعب
أعلن اتحاد تنس الطاولة، أمس الأربعاء، أن المنتخب العراقي تمكن من الفوز على نظيره البحريني في لقاء ودي بمعسكر المنتخب في الصين، مبينا أن المنتخب يواصل تدريباته ومبارياته الودية في المعسكر.
وقال رئيس الاتحاد كاظم خزعل في حديث تابعته "طريق الشعب"، إن "المنتخب العراقي تمكن من الفوز على نظيره البحريني في لقاء ودي بمعسكر المنتخب المتواصل حاليا في الصين"، مبينا أن "المنتخب فاز بنتيجة بثلاثة أشواط نظيفة ومثله كل من عمر اياد ومحمد زياد واحمد عبد الحسين".
وأضاف خزعل أن "المدربين الصينيين أشادوا بقدرة اللاعبين وتطور مستواهم الفني وخصوصا فئات البراعم والزهرات"، مشيرا إلى أن "المنتخب العراقي يواصل تدريباته ولقاءاته الودية في المعسكر الذي أقيم في ضوء بروتوكول التعاون مع الجانب الصيني".
خمسة مدربين مرشحون لخلافة هودجسون في تدريب انجلترا
متابعة-طريق الشعب
بالرغم من فشله في قيادة منتخب انجلترا إلى تحقيق حلم جريج دايك رئيس الاتحاد الإنجليزي في التتويج بلقب كأس العالم، إلا أن المدرب روي هودجسون يأمل في تمديد عقده لقيادة منتخب الاسود الثلاثة حتى مونديال روسيا 2018.
ويرتبط هودجسون صاحب الـ (67 عاما) بعقد مع الاتحاد الإنجليزي بكرة القدم يمتد حتى بطولة كأس الأمم الأوروبية المقبلة (يورو 2016) في فرنسا، بيد أنه يتطلع إلى الحصول على فرصة جديدة لقيادة حلم الجماهير الانجليزية في التتويج بلقب المونديال للمرة الثانية بعد انجاز عام 1966.
المؤشرات الحالية في اتحاد الكرة الانجليزي تؤكد عزمه على التعاقد مع مدرب جديد ليخلف (العجوز) هودجسون بعد انتهاء منافسات يورو 2016، وفي سياق التقرير التالي نستعرض اسماء ابرز خمسة مدربين مرشحين لخلافة روي هودجسون في تدريب منتخب انجلترا على النحو التالي:
1- غاري نيفيل
سيكون قرار اتحاد الكرة الانجليزي بتعيين غاري نيفيل مدربا للمنتخب اشبه بالانتحار، بسبب عدم اشراف اللاعب السابق لاسود انجلترا على تدريب اي فريق، بيد أن الفرصة قائمة وبقوة لاستبدال هودجسون بمساعده نيفيل اذا أنه تعلم من الاخير اساسيات التدريب فضلا عن معرفته الكاملة باحتياجات ونقاط قوة وضعف المنتخب، كما أن انجلترا تفضل في الغالب تعيين مدرب انجليزي لقيادة حلم مواطنيها إلى رفع كأس العالم لانها يبادلها نفس الشعور.
2- آلان باردو
يمتلك المدرب الانجليزي صاحب الـ (54 عاما) ما يكفي من الخبرة الكافية لخلافة هودجسون في تدريب منتخب الاسود الثلاثة، حيث سبق وأن اشرف على تدريب ويست هام ونيوكاسل، ويعمل حاليا مع كريستال بالاس، حيث تولى باردو مسؤولية بالاس بعد بداية مهزوزة الموسم الماضي وضعتهم على حافة منطقة الهبوط، لكنه نجح في انهاء الموسم بالمركز العاشر على سلم ترتيب اندية البريميرليج.
3- سام الاردايس
النجاح النسبي لبيغ سام مع ويست هام وبلاكبيرن وبولتون، بالرغم من وصمة العار مع نيوكاسل، يجعل من المدرب صاحب الـ (61 عاما) خيارا مثاليا للاشراف على تدريب منتخب انجلترا، بسبب صلابته وقدرته على توظيف قدرات اللاعبين بشكل مثالي داخل المستطيل الاخضر.
4- بريندان رودجرز
استلام المدرب الايرلندي مهمة تدريب منتخب انجلترا ستكون اضافة قوية بلا شك، خاصة ان رودجرز دائما ما يهتم بعنصر الشباب لدى استلامه تدريب اي فريق، بيد أن فرص تدريبه منتخب الاسود الثلاثة ستكون مرهونة بنجاحه مع ليفربول في تحقيق انجاز جديد او الانكسار والخروج من حسابات دايك.
5- جوزيه مورينيو
يرى بعض النقاد والمحللين أن فرص مورينيو لاستلام مهمة قيادة منتخب بلاده البرتغال اقوى بكثير من توليه مهمة تدريب منتخب انجلترا استنادا إلى تصريحاته السابقة، بيد أن منتخب الملاحين ليس بحاجة إلى مدرب مع وجود المحنك فرناندو سانتوس، لذلك من المرجح أن يشرف السبيشال وان على تدريب منتخب الاسود حال حدوث اي سقوط مدوي وكارثي لتشيلسي من منصات التتويج في الموسم المقبل.
ص16
الخضوع السني والاحباط الشيعي
عن "بيت الياسمين للنشر والتوزيع" في القاهرة، صدر أخيرا كتاب "الخضوع السني والاحباط الشيعي.. نقد العقل الدائري" من تأليف د. فالح مهدي.
يضم الكتاب أربعة أبواب، وهي: الحيز الفردي � الحيز الجماعي"، "الخضوع السني"، "الإحباط الشيعي"، و"الخروج من بابل.. ملاحظات وانطباعات".
يقع الكتاب في 388 صفحة من القطع الكبير.
عُمّال السكك
كثيرون القوا باللائمة على عمّال السكك كونهم قطعوا بعض شوارع العاصمة في تظاهراتهم إحتجاجاً على تأخّر صرف رواتبهم.
وهذه اللائمة لها وجهٌ مُحقٌ خاصّة مع نتيجة مباشرة تمثلت بالإزدحامات وانقطاع الطرق واضطرار الناس الى ترك عرباتهم والسير على الأقدام لمسافات طويلة تحت الشمس اللاهبة.
لكن لنسأل السؤال التالي: ما هي الطريقة الأنسب، في هذا البلد لأي مجموعة كي توصل صوتها؟ ربما نقول إنه التظاهر والاحتجاج السلمي في الشوارع وجذب انتباه وسائل الإعلام. ويمكن لنا أن نقول أيضاً إن افضل وسيلة هي الصحافة التي تعرض حال من يشعر بالظلم وتبرز مشكلته للجميع. أو يمكن أن نقول إنها النقابات، التي نشأت في الأصل لغرض المطالبة الجماعية والتفاوض الجماعي لنيل حقوق المنخرطين في مهنة محددة.
الإضراب، والتظاهر ورفع الصوت للمطالبة بالحقوق إنما هو روح الأنظمة الديمقراطية ذلك ان كل حكومات العالم وكل سلطات التاريخ تمتلك مَيلأً طبيعياً للإنحدار باتجاه الدكتاتورية لولا مكابح آليات الديمقراطية نفسها التي تحول دون ذلك.
نفوس من في السلطة يبدو أنها دائماً أمارة بالإستبداد. فالديمقراطية مثل حديقة جميلة نامية، لا حيلة لجمالها أن يبقى ويستدام دون ريّ وسقاية وعناية.
باختصار إن تنظيم عمّال السكك مُطالبات بحقوقهم ورواتبهم المتأخرة هو فرصة ذهبية لصحوة الهامش المعطّل في حياتنا الديمقراطية والمتمثل بمؤسسة النقابة المهنية.
الى غاية هذه اللحظة لم يشترك العراق في التوقيع على إتفاقية العمل الدولية المعروفة بالرقم 87 لسنة 1947. هذه الاتفاقية التي ترسم اعترافاً وإقراراً دولياً وأممياً بدور النقابات وأهمية وجودها لنشوء بيئة سليمة للعمل وحقوق العاملين.
ولنتذكر أن قرار تحويل العمّال الى مُسمى (الموظف) مازال سارياً منذ عهد النظام المُباد، رغم انها كانت فذلكة للخلاص من وجود عمّال وبالتالي الخلاص من الالتزامات الدولية تجاه حقّهم في تشكيل نقابات تدير عملية مطالباتهم.
عمّال السكك لهم كلّ الحقّ في التظاهر، سواء كانوا أجراء يومين أو بعقود سنوية أو موظفين دائميين، لكن عليهم إبداء مسؤولية أكبر تجاه عدم إعاقة حياة الناس اليومية وسيكسبون كل الناس الى جانبهم في مطالبهم المشروعة.
لا نملك إلا أن نقف احتراماً لحق هؤلاء العمال بالعيش الكريم ونيل رواتبهم في مواعيدها، في وقت يرون فيه مسؤولين في الحكومة تورطوا بتبديد موارد مهمة، ويرون الهوّة تتسع بين رواتب المسؤولين من جهة وعموم الموظفين والعمّال من جهة أخرى.
لكن لو اضطلعت النقابات المعنية بهذا الأمر، لوجدنا تنظيماً افضل ونتائج أسرع ينالها اصحاب الحقوق.
قيس قاسم العجرش
فضائية ريكا
قناة ريكا الفضائية بالعربية
التقطوها بين الخامسة والسابعة مساءً، وتعاد بين الواحدة والثالثة بعد منتصف الليل، كما تعاد بين الثامنة والعاشرة صباحاً على القمر نايل سات، التردد 11158، معدل الترميز 27500، الاتجاه عمودي V
من برامج اليوم الخميس 30 تموز 2015
تغطية خاصة .. صحافة الأنصار ..
ضيف الحلقة: محمد جاسم اللبان
من برامج يوم الجمعة 31 تموز 2015
تغطية خاصة .. ثمانون عاماً على تأسيس الصحافة الشيوعية
في العراق ضيف الحلقة: مفيد الجزائري
من برامج يوم السبت اول آب 2015
برنامج «بوتريه» ضيف الحلقة: قاسم الشمري
جثمان الراحل محمد الجزائري يصل اليوم إلى بغداد
خينت (بلجيكا)- طريق الشعب
يصل الى مطار بغداد الدولي اليوم الخميس جثمان الأديب الراحل محمد الجزائري الذي وافاه الأجل يوم الجمعة الماضي في مغتربه البلجيكي اثر أزمة قلبية عن عمر يناهز الـ 76 عاما. وكان الفقيد الأديب يرقد آخر الأسبوع الماضي في مستشفى الجامعة في مدينة خينت البلجيكية حيث أجریت له مساء الخميس عملیة جراحية، لكنها للأسف لم تنجح ففارق الحياة في حوالي الساعة التاسعة من صباح السبت.
وقد أقيمت مجالس عزاء للأديب الراحل في عدة مدن بلجيكية تقطنها الجالية العراقية، منها خينت وانتويربن، كما يسعى عدد من معارف ومحبي الفقيد الى اقامة مجلس تأبيني في العاصمة بروكسل، يوم الأحد القادم، ومن المقرر أن يتم فيها قراءة عدد من الشهادات والاستذكارات والنصوص الشعرية التي تشيد بحياة ومنجز الفقيد الابداعي.
في ندوة عقدها "منتدى الكرادة الثقافي"
غالب الشابندر: على الحكومة الاستعانة بالكوادر الشيوعية
بغداد - طريق الشعب
دعا الباحث غالب الشابندر الى الابتعاد عن لغة البطولات و"الينبغيات" في حل الأزمة السياسية العراقية، لأن الوضع - حسب قوله - بحاجة الى "خلق رؤى والبحث عن الممكنات".
جاء ذلك في الندوة الحوارية التي ضيّف فيها "منتدى الكرادة الثقافي" الباحث الشابندر مساء الجمعة الماضية، وكانت بعنوان "رؤية للخروج من المأزق العراقي".
وأكد الشابندر في حديثه أن الخارطة التي يطرحها لحل الأزمة العراقية تتضمن شروطا، وقد لخصها بأن يمتلك العراق قراره السياسي السيادي المستقل، وأن تستعين الدولة بالخبراء الاستراتيجيين، وأن يتم ترشيد العسكرة وتأهيلها، وإقامة الحكومة المدنية المعتمدة على الكفاءة والمواطنة، مع خلق نشاط اعلامي لا يثير المشاكل، وكذلك الاعتماد على نظام الأولويات، وأن يكون حل المشكلة الأمنية مفتاحا لحل المشاكل والمعضلات الأخرى.
وفي معرض حديثه عن الاستعانة بالخبرة والكفاءة والاخلاص، أوضح الباحث الشابندر أنه دعا مرارا وتكرارا أصحاب القرار السياسي العراقي، الى الاستفادة من كوادر الحزب الشيوعي العراقي.
وقبل الختام طرحت جملة من المداخلات والتساؤلات التي تفاعل معها المحاضر الشابندر في الندوة النوعية المتميزة، التي احتضنتها حديقة مقر الحزب الشيوعي العراقي في الكرادة الشرقية، وحضرها حشد واسع من المهتمين، رغم الجو الذي كان يمطر حرارة!
المؤتمر الثامن لرابطة الانصار الشيوعيين في بغداد
بغداد – طريق الشعب
تحت شعار"نناضل من اجل عراق ديمقراطي موحد مستقل"، عقدت رابطة الانصار الشيوعيين في بغداد، السبت الماضي، مؤتمرها الثامن.
حضر المؤتمر الذي عقد على قاعة الصراف في مقر الأندلس للحزب الشيوعي العراقي، عضو المكتب السياسي للحزب الرفيق محمد جاسم اللبان، وعضو اللجنة المركزية الرفيق صباح المندلاوي.
سكرتير الرابطة د. عودت ناجي، ألقى كلمة افتتاح المؤتمر، ثم جرى انتخاب هيئة لرئاسة المؤتمر، وهيئة اعتماد وهيئة تدقيق مالي. بعد ذلك جرت نقاشات مستفيضة ومكثفة، وأقر المؤتمر بالإجماع التقريرين الإنجازي والمالي. وقد خصص المؤتمر فقرة حول الأوضاع السياسية والعسكرية والاقتصادية في البلد والمنطقة، تحدث فيها الرفيق اللبان، مجيبا عن أسئلة الحضور. وكان آخر فقرات برنامج المؤتمر، انتخاب هيئة قيادية جديدة، حيث تم انتخاب خمسة اعضاء اصليين وعضوين احتياط وفق الاقتراع السري. وخرج المؤتمر بقرارات وتوصيات عدة، منها ان يعقد ?ؤتمر الرابطة في بغداد كل سنة بدلا من سنتين، وتشكيل هيئة رقابة مالية. وفي الختام جرى التشديد على أهمية تحويل قرارات المؤتمر وتوصياته، الى برنامج عمل يومي من اجل تنفيذه بجدية.
شبيبة المدحتية وفنانوها يستذكرون شهداء "سبايكر"
الحلة - كاظم النجار
تحت شعار "بالفن والإنسانية والوحدة الوطنية يتم القضاء على عصابات داعش الإرهابية"، أقام فرع اتحاد الشبيبة الديمقراطي في ناحية المدحتية بمحافظة بابل، بالتعاون مع نقابة الفنانين في المحافظة، مهرجان استذكار لشهداء مجزرة "سبايكر".
أقيم المهرجان على قاعة منتدى شباب المدحتية، وألقيت فيه كلمتا الاتحاد والنقابة، وبعدهما قدمت الفقرات الأدبية والفنية، التي افتتحها شاعر الحلة موفق محمد بقصيدة مؤثرة. أعقب ذلك افتتاح معرض تشكيلي شاركت فيه نخبة من فناني الناحية، تضمن أعمال رسم وكاريكاتير ونحت.
وعلى هامش المهرجان نظمت وقفة تضامن مع القوات الأمنية وأبناء الحشد الشعبي، الذين يقاتلون ضد قوى الظلام والهمجية المتمثلة بداعش وحلفائها.
بين المعرقلات الروتينية والرسوم المالية
تشكيليون يشكون صعوبة تسويق أعمالهم خارجيا
بغداد - عماد جاسم
يشكو فنانون ومهتمون بالفن التشكيلي من غياب الخطط الحكومية الداعمة لآليات تسويق الأعمال الفنية داخليا وخارجيا، ومن الرسوم والضرائب التي تفرضها دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة، على الأعمال المشاركة في المعارض الدولية، ما يشكل عائقا أمام تسويقها.
الفنانة التشكيلية ذكرى سرسم تشير إلى إن "دائرة الفنون التشكيلة تفرض رسوما مالية على الفنان التشكيلي دون وجه حق، وتضع عوائق إدارية وروتينية تمنع بموجبها عمليات نشر وتسويق الأعمال الفنية العراقية خارجيا".
أما الفنانة التشكيلية زينة سالم فتشدد على أهمية سعي الدوائر الحكومية المعنية بالثقافة والفن، إلى مساعدة الفنانين التشكيليين في تسويق أعمالهم، ومشاركاتهم الدولية، "لأن الفنان هو سفير الجمال والإبداع لبلده، وهو ما تعرفه وتحترمه الشعوب والحكومات التي تقدر قيمة وأهمية الفن، إلا إن المؤسسات العراقية تجتهد في وضع المعوقات لعرقلة محاولات تسويق الإبداع، وتمثيل العراق خارجيا".
من جهته قال مدير عام دائرة الفنون التشكيلة شفيق المهدي، ان الإجراءات التي تتخذها دائرته مع الفنانين الراغبين بتسويق أعمالهم، قانونية، مشيرا إلى ان المبالغ التي تفرض على الأعمال التي ترسل خارج البلد عبارة عن رسوم رمزية لرفد الدائرة التي تعمل وفق نظام التمويل الذاتي.
احتفاء بـ كريم صدام
وبسيرته الكروية
بغداد – طريق الشعب
يضيّف الملتقى الثقافي في اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الثالثة، غدا الجمعة، الكابتن كريم صدام، ليتحدث عن سيرته في فضاء لعبة كرة القدم.
تبدأ الجلسة في الساعة السادسة مساءً على قاعة مقر الحزب في منطقة حي أور وسط بغداد، قرب "ساحة صباح الخياط".
والدعوة عامة.
عادل العرداوي في ملتقى الخميس
بغداد – طريق الشعب
يحتفي ملتقى الخميس الابداعي في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، بالباحث التراثي عادل العرداوي، ليتحدث عن تجربته الإبداعية في مجال الموروثات الجمالية.
يدير جلسة الاحتفاء الشاعر طارق حسين، وتكون البداية في الساعة الواحدة بعد ظهر هذا اليوم الخميس، على قاعة الجواهري في مبنى الاتحاد.
والدعوة عامة.