لكي لا تبقى داعش تعيث فسادا / ! 28 شباط/فبراير 2015 20:04

تحوّل العالم في اليومين الاخيرين الى شاهد على جريمة العصر، التي اقترفتها عصابات داعش وهي تدمر كنوز الموروث الثقافي والحضاري في نينوى، وتبيد معالم تراث يفخر به العراقيون جميعا ، وتعتز الانسانية باسرها .
هذه العصابات التي سفحت الدماء البريئة، ونحرت الناس واحرقتهم، واستباحت الاعراض، وازالت المعالم التاريخية والحضارية ، وتسببت في نزوح الملايين ، وعملت وما زالت على العودة بالمناطق التي اجتاحتها الى عصور الظلام .. هذه القطعان المنفلتة لا تتورع عن اقتراف المزيد من الجرائم كل يوم، وكيف لا وهي تسير على خطى سليلتها "القاعدة"، بل وتبزها في الرجوع الى منابع التخلف والوحشية والحقد على الحياة والبشر وكل ما يمت اليهما بصلة .
نعم، انها خسارة لا افدح منها ان يدمر هذا الارث العظيم النادر لشعوب بلاد الرافدين، وان تطمس معالم لا تقدر باثمان ، وتمحى ذاكرة متجذرة في تاريخ آلاف السنين ، وان تذهب هباء .. فلن يمكن استردادها او تعويضها!
لكن يبقى السؤال الذي يفرض نفسه في كل الاحوال ويلح: هل ان هذا الذي حدث وما زال يحدث على يد داعش، قدر لا مرد له؟ وهل كان سيحدث لو لم يجد من يسهل لداعش النجاح في غزوتها، بسياساته الفاشلة غير المسؤولة، وادارته السيئة، وتبنيه نظام المحاصصة والتأجيج الطائفيين والعنصريين، وإهماله التصدي للفساد والمفسدين الذين ينهبون الدولة ويفتكون بالمجتمع، وغيرها؟
وستبقى داعش تعيث فسادا وخرابا، ما لم تهيأ مستلزمات هزيمتها على الصعد كافة، السياسية والفكرية وغيرها الى جانب العسكرية. وان كل تهاون في ذلك انما يشكل تشجيعا لهذا التنظيم المتوحش على المضي في نهجمه البربري، المعادي للانسان والحضارة، واقتراف المزيد من الموبقات .
وليكن ما حصل ويحصل اليوم في الموصل وغيرها، حافزا اضافيا على بلورة خطة متكاملة ناجعة، للخلاص من داعش وشرورها ومن كل قوى الارهاب والظلام.