العدد 178 السنة 80 الخميس 23 نيسان 2015

 

تصفح بي دي اف

 
 

 

ر.

ص5
قتال عشائري في بغداد استمر أياماً دون تدخل الشرطة
 
متابعة "طريق الشعب"
في وقت سابق دارت معركة بالأسلحة الرشاشة بين عشيرتين في منطقة الزعفرانية، جنوبي العاصمة بغداد. استمر القتال لفترة أربعة أيام بسبب رفض إحدى العشيرتين ايقاف اطلاق النار، الامر الذي ادى الى سقوط عدد من الضحايا الابرياء ومن كلا الطرفين اثناء الاشتباكات الحاصلة، لكن ما يستغربه الاهالي في المنطقة هو عدم تحرك مفرزة الشرطة التي تتواجد قريبا من موقع الحادث لفض الاشتباك وبخاصة انها بالاسلحة النارية القاتلة، ومدى تاثيرها يصل لغاية المواطنين الذين لاذنب لهم سوى انهم من سكنة المنطقة. عدد من أهالي المنطقة طالبوا الجهات الامنية، بالتدخل وانهاء حالة الرعب التي يعيشونها، بسبب المواجهات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة وانتشار عدد من القناصين، الذي نجم عنه سقوط اربعة قتلى، واصابة مدنيين آخرين ليسوا طرفاً في النزاع. وناشدوا رئاسة الوزراء بحصر السلاح بيد الدولة وجعل منطقة الزعفرانية  منزوعة السلاح اسوة بمنطقة الكرادة والكاظمية، وذلك لخشيتهم  ضياع اطفالهم واولادهم بسبب الاشتباكات الفوضوية التي تحصل نتيجة للنزاعات العشائرية وهم لايد لهم فيها ولاناقة ولاجمل.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم تساهم في تحسين واقع النظافة في المنطقة
بلدية الزهور توزع حاويات نفايات منزلية.. ولكن!
لويس فؤاد العمّار
في خطوة غير مفهومة على الإطلاق وتنقصها بعض التفسيرات المنطقية, وزعت دائرة بلدية حي الزهور (الحسينية) قبل حوالي عام حاويات منزلية صغيرة الحجم على ساكني منازل المدينة لاستخدامها بطبيعة الحال في جمع النفايات المنزلية ولكن في ظل غياب تام لآليات تخصصية وكابسات لجمع  محتويات هذه الحاويات من القمامة بعد امتلائها،  حيث تفتقر مدينة الحسينية (شمال شرق مدينة بغداد) إلى وجود آليات جمع النفايات تجوب الأحياء والأزقة كما هو عليه الحال في باقي مناطق العاصمة بغداد مما يضطر الأهالي إلى رمي مخلفات المنازل والنفايات عند أطراف الأحياء السكنية للمنطقة أو في قطع الأراضي السكنية الفارغة داخل الأزقة وهذا بدوره يفرغ الخطوة التي أقدمت عليها دائرة بلدية الزهور في توزيع الحاويات المنزلية من جوهرها كونها لن تبدل الواقع الخدمي للمدينة في مجال النظافة إلى الأحسن كما يرى المواطنون الذين التقتهم طريق الشعب حول هذا الموضوع.
المواطن حسن شدهان انتقد قيام دائرة بلدية الزهور في مدينة الحسينية بتوزيع حاويات منزلية لجمع النفايات من دون مرور آليات البلدية داخل الأزقة من اجل نقل محتويات حاويات منازل المواطنين. مبينا أن الخطوة غير منطقية أبدا ولن تسهم في تغيير الواقع الخدمي للمدينة إلى أحسن مماهو عليه باعتبار أن الأهالي سيجدون أنفسهم في نهاية المطاف مضطرين مجددا إلى رمي محتويات الحاويات المنزلية بعد امتلائها عند أطراف الأحياء السكنية أو القطع السكنية الفارغة داخل الأزقة وبالتالي بقاء الحال على ماهو عليه كالسابق.
وبين ياسين أنور أن الأهالي في مدينة الحسينية كانوا يأملون أن تبادر دائرة بلدية الزهور إلى خطوة أكثر جدية في مجال النظافة وتخليص أحياء المدينة من ظاهرة تراكم النفايات في الأزقة والساحات الفارغة من خلال رفع النفايات من المنطقة ووضع الحاويات الكبيرة في مواقع مختلفة من المدينة وضرورة تسيير آليات جمع النفايات داخل الأزقة بالتزامن مع توزيع حاويات منزلية صغيرة على أصحاب الدور.. متسائلا عن جدوى وجود حاويات جمع النفايات المنزلية أمام بيوت المواطنين والتي سرعان ما تمتلئ بالنفايات من دون مرور آليات النظافة لتجمع ماموجود في هذه الحاويات.. أنور طالب دائرة بلدية الزهور إلى تدارك هذا الخطأ من خلال تسيير آليات جمع النفايات داخل الأزقة والأحياء السكنية لمدينة الحسينية.
فيما المواطن خالد إبراهيم استغرب من خطوة دائرة بلدية الزهورغير المدروسة باعتبار أن لاشيء سيتحقق بخصوص القضاء على ظاهرة تراكم النفايات داخل الأزقة بغياب الجهد الآلي المتمثل بالكابسات التي يأتي دورها بعد  توزيع الحاويات المنزلية، مبينا: أن غياب تسيير آليات جمع النفايات في مدينة الحسينية لن يحل مشكلة تراكم النفايات بالاكتفاء بتوزيع حاويات على منازل المواطنين.
وأكد المواطن داوود العصفوري أن قيام الدوائر البلدية في بغداد بتوزيع حاويات جمع النفايات على منازل المواطنين تعد خطوة جيدة في مجال النظافة والبيئة لما لها من أهمية وجمالية في آن واحد. مبينا: أن الخطوة لابد وان تتكامل جميع تفاصيلها من خلال ضرورة إكمالها بوجود جهد آلي يتبعها بغية تحقيق الهدف من توزيع الحاويات على منازل المواطنين. العصفوري يشير في حديثه إلى إمكانية نجاح الخطة في باقي مناطق وأحياء بغداد السكنية المخدومة بجهد آلي متمثلا بالكابسات واليات جمع النفايات وليس في مدينة الحسينية التي تفتقر لمثل هذه الخدمة وغيابها بشكل تام منذ سنوات طويلة مما جعل الأهالي يتعايشون مضطرين مع هذا الواقع المزري في مجال النظافة ويدفعهم تبعا لهذا الحال إلى رمي نفايات منازلهم في الساحات الفارغة عند أطراف الأحياء السكنية وكذلك داخل الأزقة..
المواطن أبو مهند طالب من خلال جريدة طريق الشعب توجيه سؤال إلى دائرة بلدية الزهور مفاده كما يعبر بكلامه: الم يتساءل المسؤولون في مجال النظافة في دائرة بلدية الزهور عن مصير النفايات التي ستمتلئ بها الحاويات المنزلية في ظل غياب آليات جمع النفايات من الأزقة والأحياء السكنية في مدينة الحسينية؟.
وتعد مدينة الحسينية التي يسكنها زهاء الخمسمائة الف نسمة من المناطق السكنية التي تعاني من واقع خدمي متدهور على جميع الصعد حيث لم يتغير واقعها نحو الأحسن حتى بعد قرار مجلس محافظة بغداد الأخير بتحويلها إداريا من ناحية إلى قضاء..
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجّدي وخنجره بحزامه !
 
اخواني «المگاريد».. مراسل راديو الشخابيط يتمنى لكم صباحاً جميلاً بدون «طلايب» و»ربايب». وهذا اليوم لن نسمّعكم الفيروزيات الصباحية، بل ستكونون معنا على الهواء مباشرة لنقل الوقائع والحكايات الصباحية من قلب السيطرات ونحن ننتقل من سيطرة الى اخرى بواسطة سيارة الاجرة الـ «كيا»..
اعزائي المستمعين.. صباحكم سيطرة. نحن الآن في سيطرة الاسكلات وقبل الوصول لجهاز فحص الضرس الذهب مكتوب على الچينكو «سيطرة الاسكلات ترحب بكم».. اخواني بعد الفاصل نعود اليكم.. اهلا بكم يا جماعة الخير في سيطرة الاسكلات، السيارات هنا كأنها دور يرافقها انتشار مكثف للناس، شيب وشباب، صبيان وبنات ومجدي ومجديات ولكل واحد من المتسولين «سايد» للسيارات خاص به «سرقفلية» ملك صرف!
واحدة من المتسولات المسكينة «خرسه وطرشه» ولما حصلت على المقسوم من ركاب سيارة «الكيا» رنّ جرس نقالها وكانت نغمة الجهاز اغنية المطرب عبدالحليم حافظ «بحلم بيك انه احلم بيك». المسكينة أخذت نقالها تحت أفياء شجرة وتحدثت مع مناديها.
الآن اخواني وصلنا الى سيطرة الواسطي، وهنا متسول أخرج سيكارة من علبة دخانه، لكن يبدو انه لا يملك قداحة. وهذا الأمر دفعه ان يقول لي: نارك قلبي نارك..
وبعد ان قدحت واشعلت سيكارته، لاحظت انها مكتوب عليها «مارلبورو»..
اخواني «المگاريد» وصلنا تواً الى سيطرة سوق «چماله» ويبدو ان الاخوة المتسولين في استراحة لتناول وجبة الفطور الثانية على حديقة الرصيف، مجتمعين ومجتمعات على شكل جماعات، وإفطارهم في غاية الفقر فهو مكون من قيمر السدة والعسل الاصلي والصمون الفرنسي مع بطل «ميراندا» عملاق.
وبعد الانتهاء من فترة الفطور الثانية توجه كل واحد منهم الى هدفه الثابت في السيطرة، وبعد فترة من الزمن حدثت «صتيته» أي «عركه» بين متسول ورجل اعطاه «ربع مشگوك» حيث قام المتسول بأرجاع الـ»ربع» الى الرجل وقال له بكل وقاحة: «شنو آني أجدي منك»؟ فاضطر الرجل الى القول: «لك إنت صدك مجدّي وخنجره بحزامه»!!
آخر القول: ان سائق سيارة أجرة دهس طفلا وفر هارباً، وعند إلقاء القبض عليه ثم أطلق سراحه بكفالة، صارت جلسة صلح عشائرية. وذوو الطفل اشترطوا على السائق ان «يجدّي» لمدة اسبوع في احد احياء بغداد لغرض الصلح. لكن حدث عند انتهاء الاسبوع ان السائق لم يعد الى داره، فذهب اولاده اليه لاقناعه بالعودة لكنه انبرى قائلا: ما ارجع للبيت، هاي شغلة الجداوة مال آوادم، تجيك الفلوس بدون صرف كاز ولا بانزين»!!
 
غالي العطواني
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سجناء سياسيون في البصرة: لمن نشكو أمرنا؟ 
 
متابعة "طريق الشعب"
ابدى عدد من السجناء السياسيين في محافظة البصرة استياءهم من بطء الاجراءات الادارية وتعقيداتها التي تحول دون شمولهم بالامتيازات التي حددها قانون رقم (35) لسنة 2013 الخاص بمؤسسة السجناء السياسيين، سواء ما يتعلق بالراتب التقاعدي أو قطعة الارض السكنية.
وأكد مسؤول حكومي: ان في المحافظة اكثر من 150 ألف سجين سياسي سابق مسجلين في المؤسسة أغلبهم لم يحصلوا على استحقاقاتهم، ومشيرا في الوقت ذاته الى: ان الحكومة المحلية تسعى لانصافهم إلاّ ان القانون حدد حقوقهم حيث يقف في كثير من الاحوال عائقاً لانصافهم، موضحا: ان البصريين تعرضوا الى غبن كبير وآن الآوان لكي ينصفوا.
ودعا احد السجناء السياسين البصريين مؤسسة السجناء ان تنظر بامره واقرانه الذين كانوا معارضين للنظام السابق،وهم اليوم لم يستفيدوا من قانون السجناء السياسيين لكثرة تعقيدات الاجراءات بحقهم.
فيما يعزو اسباب عدم دفع مستحقات السجناء لعدم وجود موازنة مالية كافية، مشيرا احد المراجعين لمؤسسة السجناء في البصرة الى استلام أغلب السجناء السياسيين السابقين العاملين في المؤسسة مستحقاتهم، عادا السبب ان المحسوبية تأخذ طريقها في كثير من المعاملات.
يذكر: ان مؤسسة السجناء والمعتقلين السياسيين في البصرة كانت قد وزعت مؤخراً عددا من الوحدات السكنية على المشمولين بالقانون ضمن مجمع الاحرار السكني الذي يتكون من الف  وحدة سكنية انشئت ضمن الخطة الاستثمارية للمؤسسة وبكلفة تقدر بـ 65 مليار دينار عراقي.
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مظاهر مدانة في بغداد  بحاجة لمعالجات الامانة
 
عبد الحق مظلوم
تفاءل سكان مدينة بغداد بقدوم الدكتورة المهندسة ذكرى محمد جابر علوش لاستلام مهام امين بغداد من اجل قطع دابر الفساد والمفسدين وتقديم افضل الخدمات الى العاصمة الحبيبة بغداد لما يعُرف عنها من حيوية ونشاط في اداء واجباتها.
وعليه لاحظت بعض المظاهر السلبية المنتشرة في العاصمة بغداد اود ان اشير اليها هنا وهي : 
* انتشار المحال الصناعية قرب الدور السكنية في بغداد وعلى سبيل المثال المحال التي تقع في الشارع الممتد من جسر حي العامل الى نفق الشرطة محلة 620 ومحلة 618 وخاصة زقاق 9 شارع الكنيسة وهي محال تصليح السيارات والسمكرة والميكانيك والصناعة وغيرها وكذلك في شارع 24 ، نتامل الاستجابة الفورية لغلق هذه المحال غير المجازة وايجاد اماكن بديلة لكي يمارس اصحابها عملهم نظرا لاعتماد معيشة عوائلهم من واردتها اليومية .  والسبب في رفع تجاوزات المحال الصناعية يرجع الى اضرارها السلبية على الصحة والبيئة كتدمير الارصفة وشوارع الازقة وسد انابيب المجاري بالدهون وزيوت السيارات الثقيلة التي يرميها اصحاب المحال في فتحات المجاري.
* اتساع رقعة التجاوز لعدد من المحال الصناعية التي تقع في محلة 618 حي حطين زقاق 9 شارع 24 ومحلة 601 والمحلات الواقعة ضمن منطقة سيد الحليب وسهام العبيدي اضافة لوجود باعة الاسماك على الشارع والارصفة  ممن يقومون برمي الفضلات في الشارع وباعة الفواكه والخضروات ايضاً وكذلك اصحاب المحال التجارية يرمون مخلفات الكارتونات والنفايات في الشارع،  ما يتطلب جهداً مضاعفاً من قبل دائرة البلدية لرفع النفايات يوميا.
*تكررت بعض الممارسات الخاطئة ومنها طلب مسؤول النظافة في المركز البلدي في شارع 14 رمضان ومسؤول النظافة في المركز البلدي في اليرموك جباية الاموال من اصحاب المحال والبسطيات الواقعة قرب سيد الحليب وسهام العبيدي.
ختاما أتامل من السيدة ذكرى علوش امينة بغداد باتخاذ الاجراءات الرادعة للحد من التجاوزات السلبية التي تشوه منظر بغداد  لكي تكون العاصمة تزهو بالنظافة والجمال والتألق.
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سوق بغداد الجديدة يستحوذ على الرصيف  !
 
تعد منطقة بغداد الجديدة  احدى اكبر المدن التابعة الى محافظة بغداد، حيث تتبعها عدد من الاحياء والمناطق السكنية،وليس هذا فحسب، بل  يقع في مركز المدينة السوق التجاري الكبير الذي يضم عدداً من المحال التجارية ولمختلف البضائع والسلع الكمالية والملابس والخضروات... الخ، كما تقع في المنطقة الكثير من عيادات الاطباء والمجاميع الطبية والمؤسسات والدوائر الحكومية وغيرها، فضلا عن وجود عدد من كراجات النقل الداخلي، ما جعل المدينة مركزاً تجارياً مهماً في العاصمة بغداد.
ومثل الاسواق الرئيسة في العاصمة بغداد انتشرت ظاهرة التجاوز على الارصفة من قبل اصحاب البسطات، اذ استحوذ اصحابها على عموم الرصيف مما يضطر المواطن الى السير وسط الشارع معرضاً حياته للخطر من قبل المركبات وسواق الاجرة، والمؤلم حقا انتشار الازبال وما تبقى من الخضراوات التالفة في المنطقة ، حيث يرمي باعة السوق الكبير النفايات وسط الشارع مما يجعل سير المارة اصعب بكثير، وذلك بسبب انتشار الازبال والنفايات وتراكم كراتين الفواكه من جهة، ومن جهة اخرى خطورة السير وسط الشارع ومرور السيارات مسرعة لوجود كراج النقل.
مناشدة الى دائرة البلدية العاملة في هذه المدينة الاهتمام جدياً بالمنطقة ورفع النفايات ووضع حاويات كبيرة في الاماكن المخصصة ليتسنى لبائعي الخضر رمي مخلفاتهم التالفة في الحاويات عوضاً عن رميها وسط الشارع ومن اجل سلامة المواطنين من المتسوقين والمشاة وعابري السبيل من حوادث المرور.
 
مواطنو بغداد الجديدة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مناشدة أهالي قرية الزهراء الى وزير التربية
 
يناشد اهالي قرية الزهراء الواقعة في منطقة جسر ديالى التابعة اداريا الى مدينة بغداد العاصمة  السيد وزير التربية المحترم لا يجاد حل لمشكلتهم التي تتضمن افتقار القرية لوجود مدرسة ثانوية للبنات حيث توجد في القرية متوسطة الحريري فقط، واللواتي يكملهن دراستهن من الطالبات في المتوسطة لا يقدرن على اكمال تعليمهن الاكاديمي بسبب بعد المدراس الثانوية عن القرية بمسافة كبيرة ونتيجة الطابع العشائري الطاغي في المنطقة ، ما يضطر ذويهن لاجبارهن على ترك الدراسة دون اكمال تعليمهن.
عليه اهالي القرية يرجون سيادة الوزير للالتفاتة الى بناتهم الطالبات والايعاز ببناء مدرسة ثانوية في المنطقة او قريبا منها كي يتنسى للبنات اكمال تعليمهن وبناء مستقبلهن من اجل خدمة البلد.
 
غنية فاضل ياس

ص 6
 
توطئة
 
من طفولة لافتة في "المهدية"، الى "لاهاي" المنفى والهجرة والشيخوخة، حكاية عقود طويلة، تزحف فصولها ببطء، مع خيط دخان سيكارته، حكاية أسطورة، تسرب منها شيئا، وظل منها الكثير، تتقافز فيها صور الشخصيات والأمكنة، لكنها محض ذكريات لا غير، يحاول أن يعيدها "خليل"، أو يعقد معها صلحا، لكنه يعزف في النهاية، أو ربما هي التي تعزف عنه بمكر، فيرى "قادر بك" مجبرا أن تبقى كما هي، رفيقة له في شيخوخته، وفي منفاه، محض ذكريات لا غير.
الماضي هناك يا خليل، في بغداد، وبقايا جسدك المتعب هنا، في لاهاي، طرفا حياة زاخرة ولكن بالمقلوب، في زمن مقلوب أيضا، السوي فيه، ويا للألم، هو الألم ذاته!
المسرح والسينما والتلفزيون والشورجة والسراي والمحلات القديمة وأصحاب المهن والأشقياء والديكور والتجارة والمكياج والتصوير الفوتوغرافي والتصوير السينمائي والصحافة والحيوانات البيتية.. أجراس تسعة عقود مكتظة بالجمال، صنع نسيجها "خليل" بمهارة "حائك"، فألبسته صاغرة وشاح الابداع والخلود.
هل يفي ملفٌ واحدٌ لكل هذا!؟، لا، لكنه كلمة حزينة في سطر يتيم لدفتر "خليل"، خليل الجمال الغارب، والمشرق معا.
 
«ثقافة»
 
 
************
 
من يحيي مسرحاً نقش خليل شوقي على خشبته حكايات بغداد
 
د.فاضل خليل
في العام 2004 كتب خليل شوقي موضوعا موسوما:»المسرح العراقي الحديث.. سيرة فنية»، يقول فيه:»وأنا أقف على أبواب الخامسة والثمانين، أشيد بالدور الجهادي الكبير الذي واجهه المسرحيون - المؤسسون من ضنك مالي، وعدم توفر مسارح خاصة، فضلاً عن النظرة المتدنية من المجتمع والدوائر الحكومية ذات العلاقة».
ظل الرأي والنظرة من دون تغيير حتى غادرنا، وظلت علاقته ببغداديته وثيقة، وكان ينحت في البحث عما يعزز تلك المثل القديمة ويقول أيضا وهو يدون سيرته المختصرة:»أوثر تناول مرحلة العشرينات من القرن العشرين، حيث أدركتها في طفولتي وشاهدت بضعة أعمال استهوتني فولجت باب هذا الفن النبيل، الصعب «.
 وعن تاريخه مع فرقة المسرح الفني الحديث التي ألغيت مع باقي الفرق المسرحية في عام 1963 يقول:» في عام 1964 أعيد قانون تشكيل الفرق المسرحية، واتفقت في عام 1965 مع الفنان ابراهيم جلال باعتباره أول رئيس لفرقة المسرح الحديث مع بعض الشباب من المجموعة نفسها الذين توسمت فيهم قدرات فنية متميزة فأعيد تأسيس _ فرقة المسرح الفني الحديث _ وأصبحت بعد ذلك مدرسة للتجارب والتيارات المسرحية تخرج منها مجموعة من الشباب انتثروا وروداً عطرة في الوطن وخارجه. ولما لم يكن بمقدوري اعادتها بنفس الاسم - أي باسم  «فرقة المسرح الحديث» - ?ثرت اضافة كلمة  «الفني» لتصبح «فرقة المسرح الفني الحديث». واعتزازاً مني باستخدام نفس شعار الفرقة السابق والذي صممه الفنان الكبير الراحل جواد سليم، قام الرسام صادق سميسم باضافة كلمة الفني على الشعار».
وعن أسباب تمسكه بالمسرح أو بالفن عموما يعزو ذلك الى أن حافزه وهدفه الأساس هو تعزيز ثقة الناس وتماسكهم ببعضهم في زمن يصفه خليل شوقي بأنه «حافل بالقتل والاعدامات والسجون».
هذا غيض من فيض خليل شوقي، بث فيه بعضا من أسباب الابداع الذي ميز مسيرته الطويلة والتي زادت على نحو أكثر من ستة عقود وتزيد كان فاعلا فيها بكل المجالات، المسرح، والتلفزيون، والسينما، والاذاعة. اذا ما أخذنا بنظر الاعتبار كونه واحدا من طلاب الدورات الأولى في معهد الفنون الجميلة الذي تأسس فيه فرع التمثيل في عام 1940 من قبل حقي الشبلي. وحقي الشبلي _ حسب خليل شوقي _ كان له الدور الأكبر في تحويل الهواية والعفوية الى منهج علمي بعد تأسيس فرع التمثيل بمعهد الفنون الجميلة في بداية الأربعينات.
وفي استذكارنا السريع للمبدع خليل شوقي لابد لنا من المرور على أحد الصروح المهمة في حياته والذي قدم عليه أهم عروضه المسرحية، أمثال: النخلة والجيران والقربان وأضواء على حياة يومية والحلم وخيط البريسم والينبوع والانسان الطيب والسيد والعبد، وسواها.
 انه مسرح بغداد، وإنها فرقة المسرح الفني الحديث، الفرقة التي كان واحدا من مؤسسيها وكانت الوحيدة التي امتلكت مسرحا خاصا بها هو «مسرح بغداد» وقدمت عليه عروضها الخاصة، وكانت كثيرة، اضافة الى عروض لفرق أخرى.
مسرح بغداد الذي حظي بشرف زيارات كبار المثقفين والسياسين من شعراء وعلماء وفنانين من أمثال: الجواهري، والبياتي، وفيروز، والرحابنة، وأسماء كبيرة وكثيرة أخرى، يكفي أن يكون «جواد سليم» من صمم شعارها وساهم مع إسماعيل الشيخلي، وفائق حسن، وكاظم حيدر في تصميم الديكورات والملابس والإضاءة لمسرحيات روادها من أمثال:إبراهيم جلال، يوسف العاني، جعفر السعدي، جاسم العبودي، سامي عبد الحميد، خليل شوقي، زينب، ناهدة الرماح، زكية خليفة، مي شوقي، آزادوهي صموئيل، روميو يوسف، مجيد العزاوي، وصولا لنا نحن أبناء الجيل الثالث للفرقة، و?يرنا مئات الأسماء بذات القيمة كان لها الأثر البالغ في تطوير حركة المسرح عراقيا وعربيا وعالميا.
 مسرح خليل شوقي الذي سعى بفضل الاهداف التي حددها كتاب يوبيلها الفضي 1952 - 1977، الذي أكد على:
1 . العمل على تقديم المسرحية العراقية  من أجل تطويرها. وتشجيع كتابة النص المحلي وتشجيع الطاقات الشابة في التأليف على الالتزام بالجوانب الانسانية � والاجتماعية - والسياسية.
2. العمل على تشجيع المخرجين الجدد من الاعضاء في دخول عالم الاخراج.
4. تعميق الوعي بالثقافة المسرحية وقيمها الفكرية والجمالية للأعضاء.
هذا وسواه الذي ميز العمل في فرقة المسرح الفني الحديث التي نقلت لغة المسرح نصا وأسلوبا من التقليدية الموغلة بالتبسيط، الى رحاب المسرح الملتزم ذي الأصول المعاصرة لغة والتزاما وتوازنا وأسلوب تفكير، الرافض لكل ما هو سائد ومكرور. وهو ما جعلها قريبة من الناس بأنواعهم، حاكتهم بمختلف ثقافاتهم فأصبح لها جمهورها الخاص والمعرف باسم جمهور فرقة المسرح الفني الحديث. لذلك وجدت بأني حين أستذكر خليل شوقي، لابد لي من استذكار الصرح الذي ساهم بتأسيسه «فرقة المسرح الفني الحديث»  ومقرها الرسمي «مسرح بغداد».
غادرنا خليل شوقي وتعتصره الغصة من أن هذا الصرح الذي شهد مجده ومجد زملائه يعاني الاهمال حتى  صار لشدة اهماله  «مكبا للنفايات».
 
 
***************
 
خليل شوقي.. وداعاً
 
- بعد أن أغلق المسرح الفني الحديث.. أبوابه، حين ساد الهرج والمرج وتحولت خشبات «بعض المسارح» الى ملاه.. رقص.. عري، غناء سمج.. نكات اباحية..
كتبت نصاً مسرحياً.. (بعنوان) «مسرح بغداد في المزاد العلني»، أفترضت فيه أن مالك المسرح عرض المسرح للبيع...!
وطبعاً.. كتبت لافتة سوداء.. كالتي يكتب عليها نعي الشهداء في زمن حرب صدام..
(مكتوب على جدار المسرح):
يعرض مسرح بغداد للمزاد العلني.. على من يريد الشراء الحضور في الزمان والمكان، الى مسرح بغداد الفني الحديث في المزاد العلني. هذا يعني..؟
خليل شوقي، يوسف العاني، قاسم محمد، سامي عبدالحميد، فاروق فياض، ناهدة الرماح... الخ!
- افترضت ان المزاد حدث..
وحضر المزايدون..
1- تجار
2- سياسيون
3- فنانون
في المشهد الاول طبعاً يرسي المزاد على التجار ويقررون تحويله.. الى بارك سيارات ومجموعة محلات..
وبدأوا.. بعملية الهدم..
- المشهد: حين يهدم عمود يخرج خليل شوقي..
- حين يفلش الجدار.. يخرج مشهد من مسرحية النخلة والجيران
حين يهدم «الستيج».. أي خشبة المسرح تصرخ ناهدة الرماح: يمه عيوني عمت.. (وهذه الحادثة حقيقية.. حدثت في احدى العروض المسرحية)
غادرنا الشوقي.. خليل..
واستغربت وأنا أحضر الحفل التأبيني والتشييع الرمزي، حيث قرأت «مرثية»
وانا اكره رثاء الشعراء والفنانون، استغربت إذْ لم اشاهد تلامذته.. وبعض النجوم الذين كانوا يتفاخرون أنهم يقدمون عملاً مسرحياً او تلفزيونياً معه..
رحل خليل شوقي.. خالداً..
وسيرحل البعض.. بصمت.
 
علي الطرفي
 
 
**********
 
خليل شوقي.. والتلفزيون
 
يوسف العاني
دخلت فرقتنا "المسرح الحديث" التلفزيون بعدد من مسرحياتها التي قدمتها على المسرح، قبل أن تقدم على شاشة التلفزيون.. وحين بدأت أكتب نصوصا معدة للتلفزيون أصلا... حاولت أن أكسر بعض ضوابط العمل المسرحي وعدم الالتزام بفصول أو مشاهد طويلة بل ان ايقاع العرض لابد وأن يظل متحركا لا يترك الملل عند المشاهد الذي لم يألف المشاهدة التأملية - ان جاز لي هذا التعبير. بصراحة كنت بحاجة الى المخرج الذي يكون الفة في العمل وانسجاما في التصور وفهما لما أريد لا من المشهد المكتوب أو الحوار المنطوق وحده... بل عبر كل مكونات العمل..
وحينما بدأنا بتمثيلية متواضعة هي "ولد هلوكت".. كان خليل شوقي قد استلهمها مني وكانه يديم.. بل يعمق الفة بيننا...
فهو ليس غريبا عن مجموعتنا أولا.. بل جزء منها وان تأخر بعض الوقت بالانضمام الى الفرقة-المسرح الحديث- نحن نلتقي بالرؤى وبالمواقف ويجمعنا هدف نشر الروح الشعبية الحميمة في اعمالنا سواء كانت في المسرح أم السينما... فكيف والتلفزيون كما نفهمه � وكما اشرت الى ذلك - الجمع بين هذين الفنين الكبيرين لا يختلف عنهما الا بتفاصيل تفرضها طبيعة العمل التلفزيوني نفسه... وأهمية خلق التواصل الحميم بين المشاهدين والعرض وسلاسة الطرح وقربه منهم.. وخليل شوقي القريب مني علاقة صداقة وعمل فني.. يدرك ما أريد ويعرف كيف يتناول ذلك الطرح?بصيغة لا تميل الى التعقيد بقدر ما تكون بسيطة، لكنها كما نقول.... "تضرب على الوتر الحساس".. وخليل فوق ذلك كله شخصية من صلب وأصالة الناس الذين نعرفهم ونتعامل معهم في الحياة وعبر أعمالنا المسرحية والتلفزيونية. وهكذا صار "خليل شوقي" ليس مخرجا لعمل فني يكتب للتلفزيون، بل راع له، محتضنا لكل مكوناته، أمينا على ما حملت السطور والكلمات متخذا من "الكاميرا" التي يدري كيف يتعامل معها بكفاءة "الاسطة" أولا.. وبسلاسة الطرح وكأنه يقدم مسرحية متماسكة الا من قطع هنا وانتقالة هناك.... فالعرض آنذاك وكما اشرت كان مباشرا وبتعبي? ادق "حيا" ليست هناك بعد العرض وسيلة أخرى لتركيب وبناء المشاهد أو الاحداث المطروحة فقد تمت المشاهدة... وتلك تخدم المخرج المسرحي لكنها تعيق احيانا التصوير السينمائي المفروض أن يتوفر لتركيبة الصيغة التلفزيونية.. خليل شوقي ظل يتلاعب في السياق دون ضياع ما يخدم كل مشهد بل كل لقطة احيانا وكانت العملية التلفزيونية عندنا حالة جماعية فيها روح التعاون والتفاهم المتبادل بيننا جميعا وبين "خليل" المخرج.. بل استطيع أن أسميه "المشارك" في كل مقومات العمل الذي هو دون شك "سيده".. لكن خليل ومعي بالذات كان يتعامل بحساب آخر وه? الحرص المشترك على الافضل والأعمق والأمتع... حتى ظلت مبادلة الرأي في صلب عمله الاخراجي تتكرر من باب الاستفادة من الراي الآخر.. كان خليل في المشاهد التي تؤدى بإجادة وابداع صادقاً، ولا سيما المجموعة منذ البداية كانت هي من أفضل عضوات وأعضاء الفرقة.. كانت هناك زينب وناهدة الرماح.. وكنت أنا مشاركا في كل الاعمال التي كتبتها... وكما أشرت.. ظلت العائلة العراقية هي المنطلق لفكر أرحب أن يصل حد انعكاس الطرح الى "الوطن... فالبيت هو الوطن.. وناسه هم أفراد أو أجزاء من الشعب... أقول كان "خليل" يرقص ويبتهج حين يصل الانسجا? وحسن الاداء تمثيلا الى المستوى المتخيل من قبله.. فسارت تلك "التمثيليات" بمحبة مقدميها.. واعجاب المشاهدين لها، وظل الترقب لها ولمواعيد عرضها يشغلهم ويشدهم الى شاشة التلفزيون... فكانت تمثيلية "بنات هلوكت" بعد أو قبل ولد هلكوت � لا أتذكر - فالحدث تجاوز زمنه الى أكثر من أربعين عاماً � ثم قدمت "واحد ثنين ثلاثة" و"مو وكتها".... وكتبت "الساقية".. عن نضال شعبنا الفلسطيني.. حيث كانت الثيمة.. "مادام الماء يجري فالساقية باقية" ثم الأغنية والراية الخضراء... عن شعبنا في الجزائر... وهكذا وخليل شوقي وراء كل هذه الأعمال ?قف بجدارة الفنان الواعي والحريص والمستوعب لما يريد رغم صعوبات تقنية كان يتجاوزها ويجد لها بدائل لا تقلل من قيمتها بقدر ما كانت تحمل مضاعفة في الجهد وبحثا عن ابداع يتغلب عن كل تلك المعوقات.. وخليل اولا وقبل كل شيء ممثل كبير... ولديه من القدرات ما تجعله ملما بكل متطلبات عمله.. في المسرح كما كان... وبجزء غير قليل من العمل السينمائي ثم استيعابه وتجربته الفنية منذ ان دخل التلفزيون. ولعل من الأمانة ان أشير الى عمل كبير تألق فيه "خليل شوقي، هو "ليطة"، ترك أثرا كبيرا عند المشاهدين، وراحوا يتحدثون عنه بتصورات فيها ?ن الغنى والاكتشاف غير المنظور.. وكان لخليل شوقي المخرج الأثر الكبير والمضاف الى اجادة التمثيل الخلاب الذي تألقت فيه زينب وناهدة وازاد... وكنت أنا لولب الأحداث فأنا "الأخرس" الذي لا ينطق لكنه يقول كل شيء.. بصمت وتعبير عرف كيف يستلبه خليل مني... بلقطات ذكية معبرة.. حتى كشف عن مشاعر المرارة والألم والظلم الذي مارسته زوجة أبو علي ببلاغة فنية.. ذات يوم وأنا في طريقي الى مقر فرقتنا المسرح الحديث وبعد أن عرضت تمثيلية ليطة.. التقيت رجلا.. "بناء" سلم عليّ وشكرني على ما قدمناه في تمثيلية "ليطة".. شكرته.. ثم سألني أو? الأمر ما معنى "اليطة" قلت له... "ليطة".. في اللغة "قشر الخشبة اللاصق بها".. قال: يعني كما نعرفها حين تدخل الأظفر فتكون مؤذية جدا.. ثم ضحك وقال:أستاذ نحن فهمنا التمثيلية.. قلت: كيف فهمتوها؟ قال: هذا الشاب الساكت المضطهد... هو الشعب العراقي!، تحمل ويتحمل الظلم والاضطهاد... لكنه لا يمكن الا أن يثور ذات يوم في وجه ظالمه.. وهكذا فعل الشاب الساكت وثار في وجه زوجة ابيه رمز الظلم!، وضحك ليقول باعتزاز:"نحن نقره الممحي"!، ثم شكرني مرة أخرى وهو يردد "لعنة الله على كل ليطة"!.
خليل شوقي كان بالنسبة لي المخرج التلفزيوني الأول الذي قدمت من خلاله وبنجاح وجدارة النصوص التلفزيونية التي كتبتها وحين كنت ممثلا أمام الكاميرا... عاونني كثيرا في كل ما قدمت من اجادة وابداع.
 
موقع "الحوار المتمدن"
 
 
********************
 
في رحيل خليل شوقي
وداعاً.. وداعاً أبا ميّ
 
 
حميد الخاقاني
كم تمنَيّْت على زماني هذا ألاّ يأتيَني بنَعْيِ أحد أحبتي من أهلٍ وأصـدقاء. لكنني أعرفُهُ زماناً وَغْـداً وأجْرَبَ، فها هو يجيئني حاملاً رايةَ الحِـداد سـوداءَ يركزُها في باب داري، ليقولَ لي بأنَّ صاحباً لك تُحبُّهُ، قد رحلَ عن هذه الدنيا مُغترباً، وإنَّه سيجد هدأتَه الأخيرةَ اليومَ الاثنين، في أرضٍ بعيدة عن أرض بغدادَ التي أحبَّها، وظلَّ، طوالَ العمر، سحابةً تسكُبُ روحَها عليها، وعلى بلاد الرافدين: محبةً وانتماءً وابداعاً.
في آخر لقاء لنا، في دار اغترابه في مدينة "لاهاي" الهولندية، حيث مضيتُ إليه قبل بضعة سنواتٍ يسوقني شوقي، بصحبةِ صاحبه وصاحبي، فناننا "قاسم حول"، ألحَحْتُ عليه، مرة أخرى، بحضور "مَيّ" والصديق الفنان "عبد الهادي الراوي" كذلك، أن يكتبَ سيرةَ حياته الفنية والتاريخية، قبل أن يفوته ويفوتنا معه الأوان. وحينها عرفتُ منه أنه مسكونٌ بفكرةِ أن يكتبَ عن بغداد، مدينتِه، قبل أن يكتبَ عن نفسه. أن يكتبَ عنها حين كانت مدينةً حقاً، تُمَـدِّنُ من يأتيها من الأطرافِ القريبة والبعيدة، مُزَوِّدَةً إياه بما يحتاجه كي يُصبِحَ مدين?اً ومَدَنياً أيضاً. أن يكتب عن بغداد حين كان غَنَجُ التبغدُدِ وروحُهُ ما يزالان يسْريان في عروقها، قبل أن يُغرقَها طوفانُ العقل المتخلّفِ بخرافاته وأعرافه وعاداته، وحتى لغتِه، ويُشوِّهَ صورتَها التي نعرفُ، سـالِباً إيّاها روحَها وهُويَّتَها المدنيَّتَيْن.
هل قَصَـدَ "خليل شوقي" من مشروعه هذا استعادةَ صورة بغداد التي عرفها وعشِقها، وعرفناها نحن معه وعشقناها، وانتزاعَها من أحوال الخراب الذي ألحقهُ بها، وبأهلها، هذا الطوفان الأحمَق؟ وهل أسعفَتْهُ ذاكرتُهُ وقلمُه، وصحتُهُ كذلك، على تحقيق هذا المشروع؟
فُقدانُ "خليل شوقي" الموجِعُ هذا، هو بالنسبة لي، كما لأصدقاء كثيرين، فُقدانانِ موجِعانِ: شخصيٌ وعامٌّ كذلك. قبلَ أن أعرفَ أبا مَيّ شخصياً، كنتُ أتابع اشتغالَه المسرحي والسينمائي. ومنذ البدء، وحتى آخر عمل مسرحي له "السيد والعبد" مع فقيدَيْنا الآخرَيْن: منذر حلمي ممثلاً، وعوني كرومي مخرجاً ومؤلفاً، وهو ما شاهدته في مدينة "لايبزيج" الألمانية، رأيتُ أنَّ "خليل شوقي" لا يُمثّلُ أدوارَه، بل يحياها، وكأنه يأخذها من النص، ومن خشبة المسرح وينتقل بها إلى الحياة، فتعيشَ هي حياتَها به ومعه. علاقته بشخصياته، وتمَثُّلُه? إيّاها، وتجسيدُه لها، كانت تمنحها، كما أرى، أبعاداً جماليةً قد لا تتحقَّق في قراءة ممثِّلٍ آخر لها. لهذه الشخصيات طعمُها الخاصُ، وظلالُها المختلفة معه.
عرفته عن قُربٍ نهايةَ 1969، كما أذكر. كنت ألتقيه، أولَ الأمر، في مبنى الإذاعة والتلفزيون في "الصالحية". كان مخرجا ومؤلفا وممثلاً في "قسم التمثيليات" آنذاك. وكنت قد بدأتُ، حينَها، في إعداد برنامج اسبوعي للقسم الثقافي هو "شاعر وديوان"، ظلَّ بثّهُ يتواصلُ حتى أُنْهِيَ عملي هناك مطلعَ 1974، ومُنِعْتُ من دخولِ المؤسسةِ لورود "إخبارية" تقول، في وقتها، بأنني أسعى في كَسْبِ أشخاص من العاملين، وتنظيمهم شيوعياً.
وصرتُ ألتقي به، فيما بعدُ، في أماكن مختلفة  أثناء عروض فرقته، فرقة المسرح الفني الحديث. في البيت عنده، أو في بيوت أخرى. أخذتنا لبعضنا هموم الفن والثقافة، ومشاغل السياسة، والحُلُمُ بعالم آخر أكثر جمالاً وحريةً وعدلاً. ومنذ تلك الأيام عرفتُ في هذا "الخليل" خِلاًّ صادقَ المودَّةِ لأصدقائه ورِفقتِه، وسميراً تحلو مُسامرتُهُ، ويغتني به سُـمّارُه: روحاً ومعرفةً، وحكاياتٍ وغناء. كما رأيتُ فيه انساناً لا يُطيق الإقامة في الضَيِّقِ من الأفكار والرؤى والتقاليد، وكلِّ ما يُقيمُ أسيجةً عاليةً بين الناس.
هل كان هذا الطبعُ فيه هو ما أخذهُ إلى الانساني الواسع من الأشياء والأفكار: إلى المسرح والسينما في الفن. وإلى البيت الوطني في السياسة، إلى الحزب الشيوعي؟
منذ أنْ أتاني رحيلُ أبي مَيٍّ وأنا ساهمٌ، كأني أتأمَّلُ في نهرٍ أسطوري قديمٍ توقَّفُ جريانُهُ، أو أقف عند بحرٍ سكنَتْ فجأةً أمواجُهُ، وأرى نخيلَ العراق يُلَطِّخُ سعفه بالطين، وينحني حزناً عليه وهو يمضي طريقه، هذه المرةَ، وحيداً، تحُفُّ به شخصياته، وتصاحبه الموسيقى التي أحَبَّ، والأغاني التي غنَّى.
 
من «الفيسبوك»
 
 
 
**************
 
الراحل خليل شوقي.. راهب السينما
 
 
الفريد سمعان
يظل غياب الأحبة أمراً مرعباً يثير الأشجان ويلتقط اللوعات من شتى الجهات، ويوقظ الذكريات النائمة أو المستقرة بشكل أو بآخر، ويزداد نحيب الجوانح عندما يكون الراحل مبدعاً.. أفنى سنوات عمره بعمل استثنائي حمل في ثناياه تباشير الفرح، أو اختار باقات من الأشجان ليعبر من خلالها عما تنشده النفوس الحائرة والقلوب النابضة بحب الحياة، لا للمباهاة، بل للتعبير عما تحمله أكتاف الحزانى من آلام وما تختزنه من جراحات عميقة.
ولا يكاد يمر يوم في دوامة الأحزان التي نعيشها حتى تداهمنا فاجعة تقوض الكيان وتتلاعب بالمشاعر وتحمل بيادر من الأمس، لعلها تذكرنا بما يجب أن نختار ونتأمل المسافات البعيدة التي ترغمنا على الرضوخ للاعتبارات الشعبية..
بالأمس ودعنا راهب المسرح خليل شوقي البغدادي الكرخي، الذي حمل مشاعل النضال وتأبط حقائب الابداع.. وآثر أن يرتقي خشبة المسرح لأنه مؤمن بأن سلوك هذا الطريق والانغماس في أعماقه والخضوع لمستلزماته، ابتداء من تعلم ألف باء عطائه، ومن ثم الغوص في عوالمه والسير في فيافيه وتسلق أشجاره، أو ارتقاء المصاعب التي تحتويه وينغمر في معاركه الابداعية وعطائه الانساني، كل ذلك جعل من الراهب العظيم سمفونية رائعة تهيمن على العواطف وتحرك الشجون وتلوح للحضارة، باننا قادمون.
 لقد عرفنا كيف نجند كل ما نمتلك من طاقات، كل ما يسيطر علينا من واجبات. كل ما يدعونا للإبداع لمقارعة الظلم، لرسم خطوط الحياة وبناء جنائن الانسانية، ووضع مستقبل البشرية على عتبات الحضارة، واقامة مجتمع يزهو بما يمتلكه ويقدمه.
لقد شيد هذا الراهب، مسلات للقيم الانسانية وصنع من أسرته الرائعة نموذجاً فذا بقناعة ذاتية، وعبر خطوات جريئة، مهذبة، واعية لمسيرة النضال، كان البيت المتواضع، محطة للقاءات الثقافة والنضال، ولا يدري أي زائر كيف صنع هذا المبدع الفذ مثل هذه التقاليد، كانت غرف المنزل تعج بالضيوف، ضيوف النضال، في كل غرفة اجتماع، مسؤول وعشاق الانتماء، أحاديث وآراء ووجهات نظر، في السياسة والثقافة والتربية الرفيعة، والمطبخ مفتوح للجميع يأكلون اذا جاعوا ويشربون ما يتوفر، وقد يكون بعض ما جاءوا به معهم، لأن الاجتماعات كانت تستمر ساعات ط?يلة قد تصل حتى منتصف الليل، وتوزع الأدوار.. وترتفع الصرخات الواعية من أجل حياة حرة كريمة للوطن وأبنائه ومستقبل أطفاله وحرية المرأة وكرامة العطاء وينعكس ذلك على خشبة المسرح..
مسرح بغداد في احضان فرقة المسرح الفني الحديث مع العمالقة ابراهيم جلال، صلاح القصب، يوسف العاني، سامي عبدالحميد، فاضل خليل، مي شوقي، زينب، ناهدة الرماح، ازادوهي، وعشرات الممثلين والممثلات اللواتي والذين غردوا للانسان وكان لأصواتهم في «اني امك يا شاكر»، و»النخلة والجيران»، وسواها من عشرات المسرحيات التي مثلت العصر الذهبي للمسرح العراقي ولاسيما بعد ان تألقت اكثر من فرقة مسرحية كانت تتنافس بشجاعة وشرف من أجل تقديم الأفضل.
لا أنسى كيف قمنا.. نحن رفاق  راهب المسرح وعلى رأسنا خالد السلام عندما كلفنا الحزب الشيوعي بإجراء لقاء مع أسرة شوقي وتكريمها بكل أفرادها وتقديم هدية مناسبة. وكانت فرحة لا حدود لها رافقتها دموع الاعتزاز وكلمات الابداع وباقات التكريم وابتسامات التباهي. ودار حوار بهيج، وكان الراهب مفتوناً، بكل التواضع الرفيع الذي عرف به بطل «بغداد الأزل  بين الجد والهزل» و»النسر وعيون المدينة» والأدوار الشعبية التي عرف بها وكان يتعامل معها بالتواضع والالفة والحنان الفني اذا  صح التعبير.
وحقيقة أخرى لابد من الاشارة اليها حيث قام هذا الراهب، بكتابة سيناريو عن الحزب يبدأ بحصان أبيض جميل، صبور وشجاع يجري بقوة، وجرأة نادرة، في فيافي العراق ويرتطم ويقاسي، ويعاني الجراحات المتراكمة، وقسوة الطبيعة والأجواء الطبيعية ولكن لا يتوقف، يظل منطلقاً من أجل فجر جديد.
لقد خسرناك أيها الراهب الرائع ولكن يبقى اسمك متألقاً أبداً وصوتك يغرد في أسماعنا وعطاؤك يملأ قلوبنا بالاعتزاز ونظل، نظل نتباهي بك، لأنك تاريخ المسرح العراقي الذي يعاني في هذه الأيام من الاضطهاد واعتقال دوره الابداعي «وينعم» بمحاربة أدعياء الوطنية وتصوراتهم العقيمة وأفكارهم السوداء.
 
*****************
ص7
 
الشاعر المنسي رياض أبو شبع
 
 
محمد علي محيي الدين
رياض جواد كاظم حمزة أبو شبع من الشعراء الشعبيين الملتزمين ولد في الكوفة عام 1947 وأكمل دراسته المتوسطة فيها ولم يستمر بالدراسة بسبب انغماره بالعمل السياسي واضطراره إلى التخفي وتعرضه للاعتقال والمطاردة،  وكان يعمل مع شقيقه في محل (تورنجي) في الحي الصناعي في النجف، وبعد انقلاب شباط الأسود 1963 أضطر للهرب وأنتقل إلى مدينة الحلة مع شقيقه حسين وعمل تورنجيا في الحلة، وتشاء الأقدار أن يتوفى زوج شقيقته الساكن في بغداد منطقة الشواكه ويترك أبنائه الصغار فدفعته الحمية لترك الحلة والانتقال للنجف لرعاية أبناء شقيقته، وبعد أن كبروا واستطاعوا القيام بأعباء العائلة عاد الى الحلة، وتزوج مخلفا ولدين وبنت، واخذ بالتنقل بين بغداد والحلة وهو يعيش حياة عابثة بين نواديها وملاهيها متخذا الصعلكة طريقا لمواجهة أعباء الحياة، وكان أولاده يتابعون مسيرته ويبحثون عنه ليعيش بينهم إلا انه ألف هذه الحياة، وتوفي مأسوفا عليه بعد أن أصيب بتشمع الكبد ودفن في النجف وكانت وفاته على الأكثر عام 2000.
 
وشاعرنا تربى في أكناف المدرسة الكلاسيكية، وتتلمذ على يد قريبه الشاعر الكبير عبد الحسين أبو شبع، وكان نزاعا للتجديد مواكبا للتطور فأصبح من أركان المدرسة الحديثة في الشعر الشعبي، التي نمت وتطورات في ستينيات القرن الماضي، واسهم في المهرجانات الوطنية شاعرا متميزا بالإلقاء واختيار المفردة واقتناص المعنى الجميل، وللأسف الشديد فأن جل قصائده ضاعت وعفي أثرها ولم يهتم بجمعها والحفاظ عليها وما وجد منها لا يشكل إلا النزر اليسير فقد ضاعت بين النجف والحلة وبغداد، ولكن ظل أسمه يتردد بين مجايليه شاعرا له نكهته الخاصة وأسلوبه الستيني، وتناول في قصائده الهم الوطني وكان في طليعة شعراء اليسار بحكم انتمائه للحزب الشيوعي وإيمانه بأفكاره ومبادئه، وجسدها في قصائده التي كانت تأخذ طريقها في الشهرة والذيوع منها قصيدته الشهيرة( صلاة الكاولي) الحافلة بالصور الجديدة والأفكار المثيرة والصياغة البديعة وظهرت فيها مقدرته على الولوج لعوالم الفن الشعري من خلال الرؤى المنسابة بين ثناياها.
لقد جسد في قصيدته حالة الضياع والتشرذم التي انطبعت فيها حياته القصيرة، وعبر من خلالها عن الهموم التي ينوء بها الفرد العراقي، واستوحي من الحياة الغجرية ملامح الغربة والتشرد والضياع، والنص الذي سأنقله للقارئ الكريم وجدته بخطه كتب على ورق مفكرة تعود لعام 1978 سلمني إياه قريبه حسين، إضافة لقصيدة من الشعر الحر، ويحتفظ الشاعر الشعبي عبد الستار شعابث بنص آخر وهو كل ما تبقى من أشعاره وربما يحتفظ بعض أصدقائه ومحبيه على قصائد أخرى.      
في قصيدته (صلاة الكاولي) ثمة رؤيا واضحة تنبئ عن توجه فكري، توجها بمقدمته المتفائلة بوجود الخير حتى في القلوب التي نتوقع خلوها منه فهو يرى إن الإنسان لا يخلوا من بقية خير تأخذ زاوية مهما صغرت في قلبه باعتبار الإنسان أثمن رأسمال كما يقول ماركس وهذا الرأسمال الثمين لابد أن يكون للخير مكان في قلبه مهما ضعف فيما يظهر للناس وهي فلسفة مؤمنة بالإنسان وجوهره الثمين.
 والقاسم المشترك في معاناته ذلك الهم الدفين الذي عشعش في نفسه جراء الرؤيا القاصرة التي صنفت البشر على مقاسات لا تخضع لرؤية إنسانية شاملة تساوي بين البشر بعيدا عن اللون والجنس والمعتقد والرؤيا وطبيعة العادات والتقاليد التي يعيش عليها الفرد بحكم بيئته التي نشأ فيها وعاش توجهاتها ورؤاها ومثلها التي أخذت في نفسه مكانا لا يمكن أن ينسلخ عنه بسهولة.
هذا الألم الشفيف جسده الشاعر في رؤيا تشاؤمية ترتكز في أبعادها وحيثياتها على ما تولد في نفسه من مرارات ضخمتها الأيام وعمقتها السنين وتنامت لتشكل هاجسا ينوء بثقله ولا يستطيع الخلاص منه، لذلك يحاول التمرد على الواقع والانقلاب على حالة الاستلاب التي يعيشها ليعلن أدميته التي هي الفيصل في تحديد موقعه الاجتماعي على أساس الأنسنة البعيدة عن الدعاوى التي قسمت البشر على أسس لا تستند لمنطق الحياة وأساس الكينونة.
والصور التي عالج من خلالها الشاعر قضيته الإنسانية، تفصح عن ثقافة مؤدلجة انعكست بشكل أو آخر بمقاييس تعتمد المنطق الجدلي الذي ينأى بنفسه عن السفسطة التي قلبت موازين الحياة لتحيلها إلى مسخ ليس له من الإنسانية إلا شكلها الناتئ، وأفرغتها من جوهرها لتتحول إلى تجاعيد مشوهه للمشهد الإنساني الجميل. 
والقصيدة قبل كل شيء رؤيا لشاعر مر بمنعطفات خطيرة في حياته واستمد منها تجربته التي انعكست على رؤاه وتوجهاته فأخذت طريقها لتشكل هذه اللوحة بمختلف أبعادها ومساراتها، وأدناه النص الكامل لقصيدة(صلاة الكاولي):
(هناك في كل قلب زاوية تحمل بنية باقية من الخير )
آنه أبحالين ...
حال الناس تنعاني على البيه
أوحال البيه يشچيلي العمر...
من ضيع أسنينه أبلياليه
وصلاة الغبشه فاتتني
وگلب ظل أبنواعيه
وألف ليل اليمر والآه...
تنگال أبتواليه
وحزن جَر الربابه أبليل
تحچي البيها والبيه
وأون ... لا طارش من الراح
ولا موت بطواريه
ولا چلمه التحاچي الروح
عن ذاك العزيز وروحي عاريّه
ولا نيسان عالتعبان مر فيّه
وظل والنار بجروحي
وشمس مصلوبه فوگ الروح ظهريه
وربابه ...
أونوح وسوالف غجر مابيها حنيه
وتنام الخيمه عالمامش..
ويوميه عرس عالمامش أبمامش
وآنه آبنادم
وأحط عيوني بعيون...
اليجيني أبليل ، ضيف ونازع الفشله
واگابح ... واليگابح ضيف خيمتنه
ويجينه وبالنواعي أنبيع لمتنه
ويحط جدمه
على أنفاس الربابه ويخنگ الچلمه
ويصيح ويثگل ألسانه
ويگول أبعين المواكح
يهنياله
ويهنياله اليغني  الليل كله وما يعرف النوح
ويهنياله.. اليغني وعيب شاف أجروح
وآنه آبنادم...
ينام الصبر بجروحي
وتنام حچايتي أبروحي
وينشدوني ...
أبوك أشچان ؟؟
وگلهم والشفاف أتموت بالحيره
وگلهم چان أبويه (الكاولي) ولا يگعد أبديره
وگلهم چان أبويه (الكاولي) ومايعرف الغيره
وگلهم كاولي...
ولاچن انه ابنادم..
ولي احچاية هوه ابدنياي
وليلية الربابه اتسولف ابلواي
وليلية الجرح ينشدني عن اهواي
ويغص العذر بشفافي
وتموت اعيوني عالسچه
وتبات احچايتي الباچر
وارد اردود ذاك انه
گلب حاير
وحزن متواعد الباچر
ربابه وتكسر الخاطر
وضواي بخيمتي مساهر
واصيح بدمعي يالوادم..
أنه ابنادم
وألي وياكم گلب بالدنية يتألم
وألي وياكم گلب ما شاف غير الهم
ولي وياكم... حرام أحلم..حرام أحلم
وأنه بنادم
***
وقصيدته الثانية(دللوك) التي كتبها عام 1972  لم اجد منها غير هذا المقطع:
دللوك ...
وشگوا أبروحي الدروب...
وخلوا أبراسي الذنوب
أوكبّروا بيه الصبر
وسووا الدنيه سوالف
وسووا أجروحي عمر
وحطوا أجدامي أعله خيط
وگالوا اليوگع يموت
وگالوا اليوگع زغير
وأنته...
وأنته ظليت الچبير
وأنته ظليت الچبير
 
 
...........
آمر ليغراد
الى مدينة آمرلي الباسلة ثورةً وصموداً
 
حسين جهيد الحافظ
 
شرف بدوي أو غيرة أمحبين
محروس الشرف بگلوب
وأبدان أو مهج  وأرواح
طاحت خوف شمس الكون
فوگ الگاعِ
بس هذا الشرف ما طاح
أمحصن بالصميده
وأببخت شطين
أبشيمة البردي أو وفه البلوط
إبنفحة الجوري إو شهگة القداح
شرف وادم شرف بحساس
شرف دم الشهيد حسين بيه
إو غيرة العباس
شرف نجمه أو ضوه گمره
أو تاج التاج فوگ الراس
أنكتب بالدم ..!!
ممنوع الشرف ينجاس
ما تنداس
آمرليغراد رفعة راس
آمرليغراد
شرف كل العراق إمن الجبل للهور
من بلوط زاخو إلثورة العگيد
من حنة الفاو
إلفرح خضر الياس
من بغداد للكوفه
إلموصل
إو كركوك
للأنبار
من لهفة لبن أربيل
مشتاگ ‘لرطب ذي قار
آمرليغراد !!!
إشكثر بيچ أسرار
إشكثر عندچ زلم
والزلم بيچ أچفوف
تلاوي الموت
رغم جور الليالي
أو قسوة السجان
تتغنه أو حلاة الصوت
يهون الموت
يهون الموت
شنهي الموت
آمرليغراد
إنتِ الموت
أشحده الموت بيچ إيمر
تسحگه أجدام زلم الموت
تتباهه أو عليه تعبر
آمرليغراد
فنه إو هيله أو فنه
جدم غاصب
ينوي إيدوس
أرض بغداد
تطگ گاع العراق
إمن الجبل للهور
وإتخضر ....
آمرليغراد
آمرليغراد ......
آمرليغراد
 
 
..........
آنــه ويــن
 
 
وجدان النقيب
 
طلعيت الظال بيه
ما لحت من چتفي حيل
حتى روحي استغربتني
دردمت يغناي ويل
كلش استاحش ضحكتي!
ضحكه عالون طيب هيل
واگفه الكلمه إعله شفتي
خايفه يفز بيها ليل
ماكو وجهه اتلفت الها
والدرب عثره وطويل
لملمت بوشال ناسي
وعاونت ظني العليل
كلها من عوزي تبرت
بس نده عيوني خليل
هنه عشرين وتعدن
بس عدال اثنعش جيل
آنه وين؟
مسودنه الصفنه اعله وجهي
وبين بروحي العطب
والخلگ كلش تعده
الآه واتحمل صعب
فرهديت الطيب من گلبي
العله طنوني لعب
وهمه كلهم ليل وادري
سوالف الظلمه چذب
وآنه حسراتي دليل الناي
من يوعى ويهب
وآنه صغت الآه غنوه
مو بطر لكن غصب
منها احلى وشال روحي
ومنها اتلافه العتب
ومنها اطيبلي عمر مگيود
بس سموه ذنب
 
............
اقدس محبه
 
الشاعر  مالك القريشي
 
يدري ولفي اتسودن اني من يغـيب
والمسودن بالعشك مسموحـله
آني حبي مو مثل بعض الـذوات
آني حبي صـافي ما مدغوشـله
زاد شوكي وغارك بنص الـغرام
هايم وچني صرت مسحـورله
هذا اول عشك واخر عشـك ولو اخر مطاف
ويظل سر بعشـكنه يصـومله
آني حالف واقسم قسم كلـش جبـير
اظل خـادم اله ومقسومـله
اليحب من الكلب يفدي الحبيبه الروح مو مندومله
اليحب يكتفي بنظرة غرام وغير هذا ما  اظن مسموحله
انا لوليفي اشوفه بطـارف العـين
وهل محبه وهاي اقدس محـبه تلـوكله
 
2/4/2014
 
..........
وقائع محاكمة شباط العلنية
اضواء على قصيدة: سعدي جبار مكلف/ محاكمة شباط
 
عيسى مسلم جاسم
وحسب سنين الاجواء المناخية، فان شهر شباط، يأتي في ذوائب الشتاء، لذا نراه عنيفاً متقلباً، يقسو على البشر والطيور والمدر، على الرغم من أنه لا يمتلك عنفوان الشتاء بشهريه المعروفين، الا أنه يستخدم الحيلة والخديعة، بعد أن تباطأت الاجراءات الاحترازية من وقاية الشرور البرد والثلوج، لذا فان زوابع شباط هي للأستهلاك المحلي، وهكذا فاذا كان فصل الشتاء لدى المبدعين هو "الفنتازيا" عن الاستبداد، ورمزاً للوحشية وعنواناً لليل الطويل وهو رديف عقود آلام الشعب ومعاناته، لذا فكانت ايام شباط هي الاكثر حلكة وعنفاً، وليله هندساً وظلمة، ومن البديهي ان الساعات التي تسبق الفجر الاكثر قتامة، وحسب السُنة الكونية، ودوران الارض لابد من بزوغ فجر الربيع، وهو المنتظر لدى شعوب العالم القديم والجديد معاً.
شمعة القدح قصيدة الشاعر الشعبي، والذي يكتب من سدني/ استراليا والموسومة "محاكمة شباط" وهي مهداة الى الشهداء الشيوعيين الذين كحلوا عيون التاريخ بصمودهم الاسطوري، لذا نرى الشاعر  يختتم قصيدته فيقول:
وحنا نهتف يا وطن حر وسعيد
بالحلم بالحلم
صارت اسطور وقلم
وحسب مقدمة الشاعر التي يقول فيها: "هجم الذئاب التتار الجدد على العراق وما زالت اعمالهم وجرائمهم الوحشية في ذاكرة كل العراقيين الذين تعرضوا الى تلك المآسي والاعمال الاجرامية التي اباحت القتل إنه التاريخ الاسود لعصابات شباط الاسود".
والقصيدة ظهرت يوم الخميس المصادف 19 شباط/ 2015 في الصفحة السابعة "ادب شعبي" لجريدتنا الأثيرة/ طريق الشعب، بعددها 133 لسنتها 80.
يقيناً ومن خلال سطور القصيدة نشعر بمرارة الانقلاب الدموي الفاشي في 8 شباط 1963، لذا نرى الشاعر يقدم الشواهد الميدانية للمقاومة الشعبية البطولية من لدن احياء بغداد الشعبية لذا نرى:
شباط يشهد عن زلمنا
عن نسور الشاكرية
عن اسود الكاظمية
الزويه تلهب نار
ما تخاف من المنيه
صاحت الثوره قيامه
وينكم أهل الحميه؛
والسطر الاخير هو دعوة لكل الشرفاء، واستغاثة لخطورة الموقف وشهر شباط ومنذ مولده، فهو ينز غدراً وينضح جريمة وظلماً، وصفحاته سوداء تقطر دماً، على الرغم من تكريس الشاعر القصيدة لانقلاب شباط النازي، واستذكار ضحاياه الأباة من الشيوعيين وجموع المثقفين والطيبين، الا ان شعبنا لم ولن ينسى الجريمة الكبيرة في 14 شباط/ 1949 باعدام من أرسوا الاساس للفكر الشيوعي في العراق فكان الرفيق الخالد فهد سباقاً لاعتلاء  سلم المجد، حيث اثبت "ان الشيوعية اقوى من الموت واعلى من اعواد المشانق" وتهمته ولسان حاله: "كنت وطنياً قبل ان اكون شيوعياً، وحينما أصبحت شيوعياً ازداد شعوري بالوطنية، وقد شاطره رفيقاه حازم، وصارم، ثلاثة رفاق بالوان مذهبية ودينية لكنهم عبروها واحتضنوا راية الوطن واستظلوا تحت خيمته، لذا فشهر شباط من اصحاب السوابق، لذا نرى أحد شعرائنا الشعبيين يسعى باصرار على رفع هذا الشهر العاق من تقاويم السنين.
القصيدة جاءت مكتوبة بتواصل ووحدة موضوع، وبلا فواصل او مقاطع، وان اسلوب الاسترسال وصفته الشاعرة الناقدة الرائدة والدكتورة نازك الملائكة بـ"التدفق" وعلى امتداد "ثمان واربعين" سطراً وهذا الرقم 1948 يعيد الى اذهاننا ايام "الوثبة" الخالدة وملحمة جسر الشهداء، والتلاحم العمالي الطلابي وجميع الشرائح الشعبية، وانعقاد المؤتمر الطلابي التأسيسي في ساحة السباع بغداد، مما اقض مضاجع الطغاة، فاقدموا على جريمتهم باعدام قادة الشيوعية، الا خابت ظنونهم الواهمة.
والقصيدة على امتداد سطورها سليمة اللغة، وهذا يسرنا، على الرغم من تواجد الهفوات في هذا اللون، وكأنهم في منأى عن قواعد النمو وضوابط اللغة، اضف لذلك جاءت القصيدة "حدثاوية" بامتياز، برغم تكرار حرف او اكثر كقافية الا انه جاء منساباً وبدون تكلف، واحتفظت بالشد والتواصل الجماهيري من لدن الجمهورين الافقي والعمودي لتفاوت التفعيلات في الطول، وانتقال الايقاعات التي  تحدث صدى طيباً على الاذن البشرية لدى التلقي من على المنبر او القراءة، كما اقترب الشاعر من اللغة الثالثة، لغة المثقفين، لذا جاءت سلسلة مفهومة على شتى المدارك.
وكما أشرنا فالشاعر، وكما مذيلة القصيدة فهو يكتب من بلاد الغربة، من سدني باستراليا، والتي تبعد عن الوطن بـ"مئات الاميال" اي معدن نقي، واي عود اصيل ومع بعد المسافات والكم الهائل من وسائل اللهو والمغريات، ولربما صالات الرقص والمنتديات والمدنية والبلاجات، بقيت عراقياً، كأنك تكتب تحت ظلال شجرة بلوط على ذرى كردستان، او تخصيب الاصابع عند الفاو، ومزارع الحناء، وانفاسك تستنشق عبير "خريط" القصب والبردي في اهوار الناصرية، او تتطلع الى علو النخلة الباسقة العراقية. او وصلتك رائحة الدخان والموت والنيران.
لم تغب عن بالك ويلات شباط، لا بد انك اكتويت بها او اهلك أو احبتك، وها أنت تعدد الحارات، الشاكرية، الكاظمية، الزوية، الثورة، وراسخون في وجدانك الشهداء الشيوعيون الخوالد: سلام عادل، والعبلي – راح عادل والعبلي، وراحت آلاف الزلم، وحنا نهتف يا وطن حر وسعيد – نتوقف عند هذه العينة فعندما يعلو الشهداء تبقى الراية مرفوعة على عكس اوهام الطغاة، ولا نحيد عن الهدف، تعزيزاً لقول أحد الشعراء الشعبيين "البير كلما غمگن المساحي ايزيد ماي" يقيناً واهمون هم اعداء الشيوعية.
وعلى ضوء اوضاع البلاد المزرية وضياع ثلث البلاد، والتهديد مستمر للثلثين فالشاعر وفي مقدمته، الى ان وحوش شباط الاسود اباحوا القتل ودشنوا الجريمة، ولا زلنا في ذوائب الشتاء الطويل، وعاصفات شباط الهوجاء.
* شلون دنيا الغدرت بلمة زلمنه
شلون دنيا وراح مشراگ الوكت ظلم دربنا
چانت الدنيا عشگنا، دلته هودج عرشنا –
هي السطور الاولى من القصيدة التي تعكس بزوغ الفجر الوضاء، بعد أفول الاستبداد والظلماء من خلال ثورة 14 تموز 1958 وتضميد جراحات الوطن وتنفس الصعداء، واستلام مقاليد الامور بيد الرجال الامناء، وقيادة قارب النجاة الى ضفة السلامة والعلياء. واذا كانت الويلات تنصب على رؤوس الشيوعيين، حتماً هم ليسوا طلاباً للسجون ولا عشاقاً للموت، لكن لا مناص، فتحقيق الهدف المنشود خلال الطرق الوعرة. فلا خيار.
* عشگ البريم وطلع نخلات جدي، كلها عندي، كلها تتنومس ابسدي – صور جميلة تحمل المعنى الظاهر والباطن، وهذا الرمز يشير به الشاعر؛ اننا ورثة شرعيون لامجاد ونضالات شعبنا، كذلك ومن الجانب الاممي، فالشيوعيون، هم حملة وصناع الفكر  الانساني منذ بدء الخليقة، ومن خلال الرمز "الانسان" الاول. ناهيكم عن مزاياها الاخرى التي يطول سردها. وفي الكتب المنهجية حينما كنا صغاراً على مقاعد الدراسة في أواخر الخمسينيات، الارقام تشير الى أن نخيل العراق 32 مليون نخلة ونسبة الانتاج 40بالمئة  من انتاج العالم، واي رمز أفضل من ذلك هي رديف الرجال الذين اعتلوا المشانق في صدقها وسمقها. كانت صوراً شاعرية جميلة.
* شباط يشهد چم شهيد الطاح منّا
يشهد الدم بالشوارع، صار حنّه،
على الرغم من خصال "شباط" السيئة وتاريخه الاسود، وافعاله الشنيعة، لكن نستحلفك – يا شباط – كن شريفاً ولو لمرة واحدة، بشهادة واحدة للتاريخ، تشهد عن بطولات الشيوعيين وعن خسة القتلة المجرمين. "قصر النهاية، مكتب التحقيق، فضوة عرب".
* حطني طلقه، حطني فشگه، خويه لا تسال عليه، أنا ذاك أنا – النص لسان حال الشيوعي لا يسأل عنه نفسه وهو "الثمن" ما زال والأهم "الهدف" يتحقق. عنوان الايثار ورمز التضحية، ولا تقلق على صيانة الامانة – أنا كما تعرفني أنا.


ص 8-9
 
بلاغ صادر عن الاجتماع الدوري للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي
 
 
ضرورة اعتماد استراتيجية متكاملة ومنهج جديد في التفكير
 
 
عقدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، يوم الجمعة 17 نيسان 2015 في بغداد، اجتماعها الاعتيادي الدوري.
افتُتح الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت تكريماً لشهداء شعبنا الذين فقدناهم في معارك النضال والتصدي للارهاب وداعش، ولضحايا العنف والاعمال الاجرامية، وللراحلين عنا في الفترة الماضية من رفاق الحزب واصدقائه، ومنهم الرفيق الغالي دلمان ئاميدي الذي عمل سنوات طويلة عضواً في قيادة الحزب وقيادة الحزب الشيوعي الكردستاني، والفنان الكبير المبدع خليل شوقي الذي نوه المجتمعون بعطائه الثر لخير الانسان العراقي والوطن العزيز.
 
ناقش الاجتماع باستفاضة التقارير الانجازية التقويمية المقدمة اليه بشأن العمل القيادي للحزب وأداء المكتب السياسي واللجنة المركزية، وعمل لجان الاختصاص المركزية ولجنة الرقابة المركزية ومنظمات الحزب. كما توقف عند التقرير المالي مؤكدا ضرورة بذل الجهود لدعم مالية الحزب وتنظيم مختلف الانشطة والفعاليات والمبادرات لهذا الغرض، بما يمكن الحزب من النهوض بدوره المنشود والمرتجى.
وعبر الاجتماع عن تقديره وتثمينه للنجاحات المتحققة في كافة مجالات عمل منظمات الحزب داخل الوطن وخارجه، واتخذ العديد من القرارات والتوصيات لتحسين الاداء والارتقاء به ومعالجة الثغرات والنواقص، بما يضمن بناء منظمات متماسكة قوية ورصينة، لصيقة بالجماهير وهمومها، ومؤهلة للدفاع عن قضايا الكادحين وشغيلة اليد والفكر والفقراء والمحرومين، وعن مصالح الشعب والوطن العليا.
وتوقف الاجتماع عند الاحتفالات والفعاليات الواسعة التي اقيمت في مناسبة الذكرى الـ 81 لتأسيس الحزب، وعبر عن شكره وتقديره لكل من ساهموا فيها، داعياً الى مواصلة زخم الفعاليات لتحقيق نجاحات اكبر، ولتوسيع قاعدة الحزب وشبكة اتصالاته وعلاقاته وادامتها، خاصة في صفوف النساء والشباب والطلبة.
ودرس اعضاء اللجنة المركزية بتمعن مشروع اللائحة الداخلية الانتخابية للجان الحزب المحلية واللجان والخلايا المرتبطة بها. وبعد مناقشة مستفيضة للمشروع، اتخذوا القرار في شأنه بما ينسجم مع روح النظام الداخلي للحزب ووجهة تعزيز الديمقراطية الداخلية، سيرا على نهج الديمقراطية والتجديد. كما دعوا الى التهيئة المبكرة لاجراء انتخابات سَلسة، تسهم في تنشيط العمل الحزبي على مختلف الصعد ودفعه الى امام.
ودرس الاجتماع باستفاضة وحرص ومسؤولية التطورات السياسية في بلدنا منذ الاجتماع السابق للجنة المركزية (تشرين الثاني 2014)،  وتوصل الى  أن بلادنا تشهد تطورات وأحداثا كبيرة تضعها أمام  تحديات جسيمة، يتوقف  تحديد معالم عراق المستقبل الى حد بعيد على طريقة مواجهتها وتوفير متطلبات النجاح في تخطيها. ويتواصل في الوقت نفسه الصراع على الاتجاهات اللاحقة في بناء الدولة  وادارة  شؤونها، وعلى منهج الحكم ونمط التفكير المطلوبين.
وفيما زادت التطورات الاخيرة الوضع في بلادنا تعقيدا وتشابكا وصعوبة ، ورسمت له  معالم فرادة  ناجمة عن تداخل العديد من العوامل الداخلية والأقليمية والدولية، كشف الانكسار في الموصل وتمدد داعش، بصورة جليّة، رخاوة بناء مؤسسات الدولة  العسكرية والمدنية، وفشل السياسات التي قادت إلى هذا الانهيار، ومسؤولية القائمين عليها من القوى المتنفذة بدرجات متفاوتة. كما جاء الانخفاض الحاد في عائدات النفط  نتيجة هبوط اسعاره عالميا، وما نجم عن ذلك من صعوبات  اقتصادية ومالية جمّة،  ليبين هشاشة الاقتصاد الوطني وبنيته الريعية والنتا?ج المريعة  لسوء الادارة وغياب التخطيط والفساد.
 وفي حين يتجاذب القوى المهيمنة على العملية السياسية ميلان، احدهما يسعى لتدراك الامور لكنه يبقى يدور في اطار المنهج والادوات والوسائل ذاتها، والآخر يتشبث بكل ما في العملية السياسية من ثغرات ونواقص، يكمن نظام المحاصصة في اساسها، رغم ما  عادت به على البلد من  نتائج كارثية.. يبرز  توجه آخر  يسعى الى تكبير" كوة الامل "، وصولا الى التغيير والاصلاح ومعافاة العملية السياسية ووضعها على السكة السليمة.
فما يحصل في بلدنا يدلل على انه بعد مرور 12 عاما على التغيير، لم يتحقق  ما تطلعت اليه وناضلت من اجله الجماهير الواسعة  والاحزاب والقوى الوطنية والديمقراطية، وهو اقامة بديل ديمقراطي وبناء دولة مؤسسات وقانون ومواطنة.
 
تطورات المعركة ضد داعش والارهاب
 
بعد  10 حزيران 2014، وتمدد داعش واحتلالها العديد من المحافظات، دخلت بلادنا مرحلة جديدة  ومختلفة، برزت فيها الى الصدارة مهمة وطنية لا تقبل التأجيل تتمثل في  وقف توسع داعش وقهرها ومباشرة معركة قد تطول لاقتلاع جذور الارهاب من وطننا.
ان تهيئة مستلزمات الانتصار في هذه المعركة الوطنية الكبرى، تتطلب التوقف مليا عند اسباب ومقدمات ما حصل. فالامر، بغض النظر عن موجة الصراخ والتخوين والحديث عن مؤامرات داخلية وخارجية، ليس بعيدا عن اوضاع البلد العامة عشية اجتياح داعش، ليس بعيدا عن سوء الادارة حينذاك وسلوك الحكام ومنهجهم المفرّق والاقصائي والمتسم بالغطرسة والفردية، وحالة الاستعصاء في العلاقة بين الكتل السياسة الحاكمة والمتنفذة، والمناكدات في ما بينها وحتى بين اطرافها، وتغليبها مصالحها الخاصة على مصلحة الوطن في مواجهة ما يحيط به من مخاطر. كذلك الع?اقة المتشنجة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم، وبين الاولى وبقية محافظات العراق، اضافة الى حالة التوتر بين التشكيلات العسكرية وابناء المناطق الغربية والشمالية. هذا فضلا عن الاشارة الى التآمر الداخلي المدعوم من قوى اقليمية ودولية، وهو بالاساس من طرف بقايا النظام السابق والمتضررين من التغيير سنة  2003، الذين اتخذوا موقفا معاديا من العملية السياسية، ومارسوا التخريب بكل اشكاله ضدها  ولاضعاف قدرات البلاد واشاعة اجواء عدم الاستقرار.
في غضون ذلك يظل العديد من الاسئلة عن اسباب ترك مدينة الموصل وغيرها من المدن تسقط بالطريقة المعلومة يبحث عن اجابات، في وقت تواصل فيه لجنة التحقيق  في تلك الاسباب، الاستماع الى الافادات ضمن سقوف زمنية  تبدو كما لو انها مفتوحة !
كما تبقى ساطعة حقيقة ان بناء القوات المسلحة  قام على الاسس الخاطئة ذاتها المعتمدة في الحكم وفي بناء مؤسسات الدولة الاخرى، اسس المحاصصة المقيتة، وشراء الذمم والولاءات، والتفكير البائس في تكوين مراكز للقوى واستخدامها في المعارك السياسية.
ونحن إذ نتوقف عند ما حصل، علينا عدم نسيان السلوك الخاطئ للحكومة آنذاك من الاعتصامات والحراك الجماهيري الذي استمر اكثر من سنة في ست محافظات، وشارك فيه الملايين من المواطنين، الذين جاء القسم الاكبر منهم بنوايا سليمة، مطالبين بحقوق مشروعة ورافضين التمييز والاقصاء والتهميش.
وفي مجرى التصدي للتنظيم الارهابي جرى استنهاض الهمم ولملمة  صفوف القوات المسلحة وابعاد بعض القيادات عنها، وتطوع الآلاف ضمن الحشد الشعبي وتشكيلات ابناء العشائر، وبدأ تنسيق افضل مع قوات البيشمركة، فيما حظيت المعركة ضد داعش بدعم  خارجي كبير، تجسد قبل كل شيء في صدور قرارات مجلس الامن لتجفيف منابع  داعش بشريا وماديا، وفي قيام التحالف الدولي.
وتحققت  انتصارات عدة  بفضل تضحيات مختلف الاطراف وبطولات منتسبيها، وتقديمها الشهداء. وقد اسهم ذلك في رفع المعنويات، وفنّد اسطورة داعش التي لا تقهر. وتم تحرير العديد من  المدن والمناطق ومنها  جرف النصر وآمرلي وسنجار وربيعة  وديالى وجنوب كركوك  والصمود في البغدادي وحديثة في الانبار، ثم ما احرز اخيرا بتحرير تكريت في معركة لم تكن سهلة مع عدو شرس، اسفرت عن نصر لا ريب فيه.
ان ما تحقق موضع اعتزاز وتقدير واشادة، لكنه ليس الانتصار النهائي  بعد، ولا يفترض ان تؤدي النجاحات المحرزة الى الخدر  وعدم اليقظة. فداعش مجرم وغدار،  وان من الملح الاهتمام  بمسك الارض وعدم اضاعة الجهد والوقت، الامر الذي  يستلزم حسن التعامل مع ابناء هذه المناطق وتحفيزهم على الدفاع عن اراضيهم، والاسراع  في اعادة الخدمات والبدء في اعمار المناطق المحررة وتقديم العون لعودة اهاليها من النازحين.
 
من اجل الانتصار على الارهاب
 
ان الانتصار على الارهاب وداعش يتطلب ردم كافة الثغرات التي يمكن ان يستغلها اعداء العراق وامنه واستقراره، ومن ذلك ضبط حركة الفصائل المسلحة في الحشد الشعبي وغيره، والاشراف على نشاطها وعملها  وعزل العناصر المسيئة والمثيرة للنعرات الطائفية  والتصدي بحزم لافعالها الخارجة عن القانون، وان يكون عمل تلك الفصائل في سياق الخطة العامة للدولة والحكومة، والاسراع في تشريع قانون الحرس الوطني لتنظيم حركة المتطوعين التي فرضتها  ظروف المعركة ضد داعش، وكي يصار في نهاية المطاف الى  حصر السلاح بيد الدولة. ولا يمكن تصور تحقيق تقدم حقيقي في ذلك من دون الاستمرار في ا?ادة هيكلة القوات المسلحة وبنائها على اسس سليمة ووفق معايير الكفاءة والنزاهة والوطنية، وتأهيلها لتأخذ دورها كاملا، ودون غيرها،  في الدفاع عن الوطن واهله وتحقيق الامن والاستقرار  وحماية العملية السياسية والحياة الدستورية. 
لكن ذلك كله يظل غير كاف ما لم يتم اعتماد خطة متكاملة متعددة الجوانب : سياسية واقتصادية واجتماعية واعلامية وثقافية ونفسية، تنسق جهود كافة الاطراف والجهات، وتتصدرها قيادة موحدة وفقا للدستور،  توفر الاجواء السياسية الداخلية المناسبة، وتوظف عناصر الدعم والاسناد الدوليين على نحو افضل بالاستناد الى قرارارت مجلس الامن، وتواصل نهج الانفتاح على دول الجوار والخارج وتحسين العلاقات معها، والنأي ببلدنا عن  كل ما يضعف وحدته الوطنية وعناصر قوته ، والعمل الحثيث على ان تكون المعركة ضد داعش هما وطنيا مشتركا، يحول في المستقب? دون ظهور داعش بمسمى آخر او باساليب جديدة.
ان  الانتصارات المتحققة خطوات هامة على طريق  تحرير كافة مدن الوطن ومناطقه من رجس الارهابيين، وتحقيق الامن والاستقرار، وتأمين عودة النازحين  والمهجرين الى مدنهم وبيوتهم، والحفاظ على  ارواحهم وممتلكاتهم، واعادة الاوضاع الطبيعية الى ربوع الوطن.
ومن الواجب ان يترافق حشد الطاقات جميعا في المعركة ضد داعش، مع  مضاعفة الجهود للتخفيف من معاناة ضحايا الارهاب من أبناء شعبنا، وتقديم كل الدعم والاسناد الممكنين لمن استهدفتهم جرائم داعش البشعة ضد الانسانية، خاصة من  الايزيديين وفي المقدمة النساء والسبايا والاسرى.
وفي هذا السياق تجدد اللجنة المركزية تضامن الحزب مع المطالب المشروعة لاهالي ضحايا مجزرة سبايكر، وتكرر المطالبة بالاسراع في التحقيقات الجارية للكشف عن حقيقة ما جرى، وتحديد الجهات والعناصر المشاركة في الجريمة  والمتواطئة والمقصرة.
كذلك يدين الاجتماع جرائم تدمير المواقع الاثرية والتراث العراقي والانساني ودور العبادة.
 
المليشيات وحصر السلاح بيد الدولة
 
ويكتسب العمل الجدي والملموس من أجل حصر السلاح بيد الدولة، الوارد  في البرنامج الحكومي، أهمية سياسية وعسكرية وامنية خاصة  في ظل الأوضاع الراهنة الحرجة للبلاد.  فلا رابط البتة يربط الحياة البرلمانية والديمقراطية بوجود الجماعات المسلحة المليشاوية، أيا كانت مسمياتها وعناوينها. ونحن نرحب بكل خطوة تتخذ لتحويل هذه الحقيقة الى واقع. كما يتوجب اتخاذ الخطوات الرادعة لأي تمرد على سلطة الدولة وهيبتها، ولأي مسعى يستهدف اضعافها، بما في ذلك التصدي بحزم لجماعات الجريمة المنظمة وعصابات السطو المسلح واختطاف المواطنين.
 
المصالحة الوطنية
 
وارتباطاً بالمعركة المحتدمة ضد الارهاب، وبما اصاب الوحدة الوطنية من تصدعات والنسيج الاجتماعي من شروخ، وباستمرار التأجيج الداخلي والخارجي، يكتسب موضوع المصالحة الوطنية اهمية فائقة. لا بل ان له الصدارة بين الاولويات التي تواجه الحكومة والكتل السياسية المشاركة فيها، وعموم قوى الشعب السياسية وجماهيره.
وترتبط الأهمية الراهنة للمصالحة وضرورتها  بالدور المطلوب من جانب ابناء المناطق المكتوية بنار داعش، ما يستلزم توجيه رسائل تطمين لهم، ومد الجسورنحوهم، وتشجيع روح المقاومة المتنامية في صفوفهم، الى جانب تبديد قلق ابناء المناطق التي تتحرر من قبضة داعش ومخاوفهم من الوقوع تحت أي تهديد.
وإذ تعتبر المصالحة  من اولويات وثيقة الاتفاق السياسي للحكومة، فلا بد أن ينعكس  ذلك في  مواقف وتصريحات الحلقات العليا في السلطات الثلاث والكتل السياسية، وان يتجسد في اجراءات عملية واضحة، ووان يتواصل السير في هذا السبيل حتى نهايته.
ان المصالحة الحقيقية  التي ندعو اليها ونعمل من اجلها هي تكامل نهج ونمط تفكير وطريقة اداء وتدابير عملية واجواء ثقة، وهي مطلب آني ملح غير قابل للتأجيل في الظرف الراهن الذي يمر به عراقنا، ومن دون تنفيذه يصعب الحديث عن اي استقرار سياسي واقتصادي واجتماعي ومؤسساتي.
وفي سياق السعي الى ذلك ندعو الى عقد مؤتمر وطني شامل، بعيدا عن الاستعراضات الخطابية والاعلامية. مؤتمر تساهم فيه القوى والاحزاب المؤسسة للعملية السياسية والمشاركة فيها، سواء كانت ممثلة في الحكومة اليوم او غير ممثلة، ويمكن توسيعه في وقت لاحق ليشمل قوى وشخصيات ومنظمات اخرى. ومؤتمر كهذا يتوجب التحضير الجيد له عبر لقاءات ومداولات ثنائية وجماعية، من أجل تهيئة الأجواء المناسبة وتقريب وجهات النظر وصولا الى إنضاج المقترحات والحلول، وان تتمثل مهمته الاساسية في تصحيح مسار العملية السياسية ووضعها على السكة السليمة، بما?يفضي الى الخلاص من المحاصصة الطائفية - الاثنية، ويفتح آفاق بناء ديمقراطي حقيقي.
ويقتضي توفير المناخ السياسي الملائم لإنجاح المصالحة الوطنية  ضبط الخطاب السياسي للمتنفذين والحاكمين بشكل خاص، واستبعاد الخطاب المحرض، الاستفزازي، المتشنج، والمؤجج للعداوات القومية والفتن الطائفية والنزعات العنصرية والتكفيرية، والالتزام بأعلى درجات الحذر والدقة في تناول القضايا العامة، خصوصا تلك المختلف عليها، لخلق مناخ وطني صحي يعتمد لغة الحوار والمكاشفة وتشخيص مواطن الخلل.
وان من بين الاجراءات المهمة المطلوبة لدفع عملية المصالحة إلى امام، إعادة النظر بوضع هيئة المساءلة والعدالة، على وفق روح الانصاف والمصالحة الوطنية، وتعديل قانون المساءلة والعدالة ووضع سقف زمني لانهاء العمل به، خصوصا وقد مرٌ على تشريعه والعمل بموجبه اكثر من عشر سنوات، مما سيسهل إعادة دمج أعداد كبيرة من المواطنين الذين لم يرتكبوا جرائم ضد الشعب العراقي. ومن الضروري هنا  أن يلعب القضاء دوره كاملا ً في الأقتصاص ممن تلطخت ايديهم بدماء الشعب العراقي.
 ان الظروف الراهنة تؤكد الحاجة الماسة لإجراءات شجاعة وجريئة لانجاح المصالحة، حيث ان الواقع يشير الى عدم اتخاذ خطوات تذكر حتى الآن على هذا الطريق، رغم الاعلان عن التقيد بالمصالحة وكونها ضمن برنامج الحكومة.
 
أزمة النازحين
 
اجبرت عصابات داعش بممارساتها الاجرامية الناس على النزوح والتوجه الى المجهول وسط ظروف  صعبة، فتعاظم عدد النازحين عن مدنهم ودورهم بعد ما حصل في 10 حزيران 2014 ليقترب من 3 ملايين، هم بحاجة الى السكن والغذاء والرعاية الصحية.
ومما يفاقم معاناة هؤلاء المواطنين المنكوبين، عدم  استعداد مؤسسات الدولة واجهزتها والمنظمات الدولية والمحلية غير الحكومية للتعامل مع أعداد كبيرة كهذه، وتعامل البعض معهم وكأنهم خرجوا من بيوتهم في ظروف طبيعية، ومطالبتهم بتوفير الوثائق الثبوتية كافة! يضاف إلى ذلك ما اعلن عن فساد كبير في الاجهزة التي تقدم المساعدات لهم، وهو ما تجسد في حقيقة ان الكثيرين منهم لم يتسلموا المنح المخصصة من الدولة،  فاضطر العديدون للبحث عن مأمن خارج الوطن.
إن واقع النازحين والمهجرين يمثل محنة انسانية ووطنية بمعنى الكلمة، وان معالجة ذلك ينبغي أن تستأثر بالأولوية لا بالنسبة للحكومة وحدها، بل ولعموم أبناء شعبنا على اختلاف انتماءاتهم، وأن تستثير فيهم مشاعر المواطنة الحقة وقيم التضامن الانساني الرفيعة، وهو ما نشهده فعلا في هبّة الدعم والاحتضان للنازحين من قبل اهالي المناطق التي نزحوا اليها، وتطوع المئات لتقديم العون والمساعدة لهم.
 ان الحل الامثل يكمن من دون شك في تحرير المناطق التي سيطر عليها داعش، وتسهيل عودة الناس اليها، وتوفير  الامان لهم وحماية مدنهم ومساكنهم، والبدء باعادة الاعمار فيها.  وحتى يتحقق ذلك يتوجب على الحكومة والمعنيين مباشرة بشؤون النازحين مباشرة، العمل الجاد وتخطي الروتين والبيروقراطية وتلبية مطالبهم، التي تتركز في توفير سكن مناسب وايصال المنحة الشهرية بانتظام وتمكين الطلبة من اكمال دراستهم، الى جانب السماح للعاملين في مؤسسات الدولة بالعمل في الدوائر ذات العلاقة في المناطق التي نزحوا اليها، وتوفير رعاية صحية فاعلة?لهم، ومنح النازحين كافة الهويات والوثائق المطلوبة، وعدم التمييز بين ابناء هذه المنطقة او تلك من النازحين.
ان التخفيف من معاناة النازحين مهمة تقع ايضا على عاتق الجهد الدولي، خاصة من جانب هيئات الامم المتحدة ذات العلاقة.
 
الاداء الحكومي والبرلماني
 
لقد جاءت الحكومة الجديدة حصيلة أوضاع معقدة  وصعبة، وتوافقات سياسية، وتركة ثقيلة. ونظرا الى كونها خرجت من رحم الحكومة السابقة، وباشرت العمل على وفق ما كان سائدا في الفترة السابقة من آليات عمل ، ومن محاصصة طائفية � إثنية، وسعي لتكريس مفهوم "المكونات" بديلا للمواطنة العراقية، فان عوامل الضغط التي دفعت الى تشكيلها لا زالت قائمة.
وجاءت حكومة العبادي ابنة ظرفها الملموس، وهي تتصدى لعبء ثقيل  يتمثل في تركة النظام المقبور، وما خلفه الاحتلال الامريكي، والآثار السلبية لسوء ادارة الحكومة السابقة للبلد. لكنها في المقابل حظيت بترحيب وتأييد واسعين دوليا وعربيا، واتخذت معظم القوى السياسية العراقية منها وتتخذ موقفا ايجابيا. وكانت التدابير التي اقدمت عليها حين مباشرتها العمل موضع ارتياح عام، كذلك التوجهات والالتزامات التي اعلنتها انسجاما مع وثيقة الاتفاق السياسي التي هي اساس برنامج الحكومة.
ويمكن الحديث عموما عن ان الحكومة الحالية  اعتمدت خطابا ينحو الى التهدئة، ويفتح فضاءات للتعاون والمشاركة. لكن هذا لا ينسحب بالضرورة على الكتل المكونة لها، حيث ان العديد من عناصرها، فضلا عن اخرى خارجها،  ما زالت تطلق التصريحات المؤذية، المؤججة والمثيرة للنعرات الطائفية والعنصرية، وكأنها لا تعي ان الوطن يئن، وانه في هذا المقطع الزمني تبرز الحاجة الى جمع الطاقات والامكانيات لدحر الارهاب، هذا الخطر الداهم الذي يهدد الجميع، وما من احد سيكون في مأمن من شروره اذا تمدد.
ومن المعلوم اننا سبق ان اشرنا الى ان حكومة العبادي، في ظرفها الملموس،  قد فتحت " كوة أمل "  يجدر ان تتوسع وتكبر لتعزيز السير على طريق التغيير والاصلاح المطلوبين، عبر اتخاذ اجراءات ومواقف من شأنها تجنب الأخطاء والخطايا التي وقعت فيها  الحكومات السابقة وتسببت في فشلها، حسبما اعلن المسؤولون عنها  بدون مواربة، ولكن بعد فوات الاوان وبعد ما الحقوه بوطننا من خسائر وما سببوه لشعبنا من مآسي. وهم الذين صموا آذانهم ازاء النصائح الصادقة والمخلصة التي كان يسديها لهم العديد من القوى والشخصيات الوطنية والديمقراطية. فالمط?وب الآن، في ظل حكومة السيد العبادي، ان تتسع دائرة التعاون والمشاركة، وان تكبر  قائمة القوى والاحزاب والشخصيات التي يتم التشاور معها،وبضمنها المشار لها اعلاه،  وان يغدو ذلك نهجا ثابتا وليس موسميا، نظرا الى ما تملكه هذه القوى من كفاءات وخبرات  يمكن ان تساهم في بناء البلد وانتشاله مما هو فيه من ازمات.
ان توجها كهذا يتطلب اعادة النظر في الكادر المحيط بمركز اتخاذ القرار والابتعاد  عن حصره بلون واحد، وتوسيع دائرته لتمتد الى الطيف العراقي الغني بابعاده  السياسية والفكرية والقومية والدينية، وان يجري الاعتماد على العناصر ذات الكفاءة والمشهود لها بالنزاهة والوطنية والاخلاص للتجربة.
ومن جانب اخر تبرز الحاجة الى اتخاذ قرارات حاسمة، وهذا يتطلب الاقدام على خطوات جريئة، مدروسة، خطوات غير انفعالية كما كان يحصل سابقا، وبعيدة عن روح المناكدة والمصلحة الآنية الذاتية والحزبية الضيقة، والانفتاح على الفضاء الوطني الذي هو وحده الكفيل بانجاح الخطوات ذات البعد العام وغير المنكفئة على الولاءات الفرعية، ومنها الطائفية والمناطقية.
وفي رأينا ان من غير الممكن تحقيق انجازات ذات اهمية من دون اعتماد استراتيجية متكاملة، ومنهج جديد في التفكير، ونهج ديمقراطي، ومن غير الشروع في بناء دولة المؤسسات والقانون، والفصل الفعلي بين السلطات واشباعها بصلاحياتها.
كذلك يتوقف النجاح في هذا التوجه إلى درجة كبيرة  على ادراك كافة الكتل السياسية مسؤوليتها الوطنية، وارتقائها الى مستوى التحديات والمخاطر المحدقة بالوطن، وكفـّها عن المناكدات والبحث عن المغانم والمكاسب الذاتية على حساب مصلحة الوطن والشعب العليا. فمثلما يتحمل رئيس الوزراء المسؤولية الاولى بحكم موقعه الدستوري، تتحمل الاطراف الاخرى مسؤوليتها، ومن غير المقبول ولا المعقول  التهرب من ذلك كما كان يحصل سابقا وحتى الامس القريب. وان على  الجميع الدفع في اتجاه  عدم بروز الميول الفردية ونزعات التهميش والاقصاء.
ان الكثير مما تمت الاشارة اليه يخص ايضا مجلس النواب وعمله بشكل او بآخر. ونحن نؤشر في هذا السياق  بطء المجلس  في القيام بواجبه التشريعي والرقابي على نحو مقنع، خاصة في تشريع القوانين المهمة المنتظرة بصبر فارغ، مثل قانون النفط والغاز، وقانون الموارد المالية، وقانون العمل، والمساءلة والعدالة، والحرس الوطني، وقانون الاحزاب. كما نشير الى المحاصصة التي فرضتها الكتل الحاكمة في تشكيل اللجان البرلمانية وانتخاب رؤسائها، وهو ما اثر على ادائها، واداء البرلمان. ومن جهة اخرى يلاحظ  سعي رئاسة المجلس لتأمين انتظام عقد الجل?ات، الى جانب  العديد من الملاحظات بشأن عمل اللجان البرلمانية ومدى ادائها واجبها التخصصي ومهمة انضاج مشاريع القوانين. ولا ننسى ان عمل المجلس واداءه يتأثران سلبا بالغياب المستمر، بمعدل ما لا يقل عن  100 نائب في كل جلسة.
من ناحية اخرى تتميز الدورة الحالية عما سبقها بحالة التعاون والتنسيق بين الرئاسات الثلاث  وعقدها الاجتماعات المشتركة، بدلا عن حالة المقاطعة والمناكدة.  ومن  المفيد بالطبع انتظام هذه الاجتماعات  واخراجها من طابعها البروتوكولي، لجهة معالجة مشاكل البلاد الملحة ومتابعة تنفيذ القرارات الاساسية، والحرص على تنفيذ القانون وروح الدستور. وينسجم هذا تماما مع الدور الفاعل  والمطلوب من الرئاسات الثلاث، خاصة رئاسة الجمهورية، كونها راعية للدستور وسلامة تطبيقه والتقيد بروحه. ولا يقل اهمية عن ذلك دور القضاء، والحرص على استق?اله وادائه  دوره الكبير، بعيدا عن الانحياز او ممالئة السلطتين التشريعية والتنفيذية.
 
حكومات المحافظات ومجالسها
 
تعاني مجالس المحافظات، والحكومات المحلية التي تقوم بتشكيلها بعد انتخابها كل اربع سنوات، من اشكاليات وصعوبات كبيرة  تعيق أداءها عملها. فمعظم هذه المجالس، وهي موضع تجاذبات وصراعات بين الكتل المختلفة المكونة لها  على المناصب  ولتأمين المصالح الشخصية والحزبية الضيقة، تعاني من عدم استقرار اوضاعها، وبعضها يعاني حتى من شلل واضح في اداء مهامه. وقد انعكس ذلك سلبا على ما تقدمه المجالس للمواطنين في محافظاتها، خصوصا وهي مسؤولة عن تنفيذ العديد من المشاريع.
وفي ظل هذه الأوضاع القلقة للمجالس والحكومات المحلية، بوشر بتحويل صلاحيات عدد من الوزارات اليها، ما يؤدي إلى توسيع  دورها ويضع تحت تصرفها  مبالغ مالية كبيرة، في وقت  يجري الحديث فيه عن حالات فساد في العديد من المشاريع المنفذة فيها. بل ان بعض الدوائر في بعض المحافظات وبحسب الارقام  التي تنشرها هيئة النزاهة متورطة في حالات الرشى والفساد، اضافة الى تفشي المحسوبية والمنسوبية والعشائرية والمناطقية، وطغيان ذلك على عمل عدد منها.
ان وضع المجالس  الحالي وما ينجم  عنه من سوء ادارة  وفشل في انجاز المشاريع وتقديم الخدمات واستشراء للفساد، تتحمل مسؤوليته الكتل المتنفذة المتصارعة. وان استمرارها في هذا السلوك وتدافعها على المناصب والمراكز والامتيازات، من شأنه أن يعرّض ايجابيات هذه التجربة إلى الضياع، ويحبط الآمال المعقودة عليها  في تطوير النظام الاداري في البلد وتخليصه من المركزية، وبما يساعد على تقوية النظام الفيديرالي الديمقراطي في بلدنا.
 
" التوازن "
 
رغم الأذى الكبير الذي يلحقه نظام المحاصصة الطائفية والاثنية  بعملية بناء الدولة ومؤسساتها، وما يسببه من تفريط بالمواطنة وتأجيج للتجاذبات والصراعات،  فان الكتل الحاكمة تتمسك بهذا النظام وتصر على تكريسه  وهي تتوجه نحو اعادة تقسيم الوظائف في الدولة العراقية على وفق منهج " لجنة التوازن " التي شكلها مجلس الوزراء وفقا لوثيقة الاتفاق السياسي.
ان هذا النهج الضار لا ينسجم مع مفهوم  "التوازن" الوارد في المادة التاسعة  من الدستور، التي  تنص على ان:" تتكون القوات المسلحة العراقية والأجهزة الأمنية من مكونات الشعب العراقي، بما يراعي توازنها وتماثلها دون تمييزٍ أو إقصاء".
فالممارسة الحالية تريد أن تفسر التوازن على انه حق للكتل المتنفذة وأحزابها الرئيسية في تقاسم مواقع السلطة المتعددة وبضمنها الهيئات المستقلة وجعلها حكرا لاعضائها ومن يوالونها، في حين تؤكد المادة  الدستورية مراعاة التوازن "دون تمييز أو اقصاء". كذلك تتعارض هذه الممارسة مع الديمقراطية وروح الدستور، التي تشدد على المساواة بين العراقيين دون تمييز، وعلى كون تكافؤ الفرص حقا مكفولا لجميع العراقيين..
ان مفردة "التوازن" اللطيفة والناعمة " لا يمكن ان تخفي المرامي الحقيقية للكتل الحاكمة، ولا مساعيها المحمومة للاستحواذ  على المغانم وتقاسمها. وهي وان نصبت نفسها وكيلا عن مكون معين بدون تفويض، فانها في ممارستها لا تمثل الا مصالحها واحزابها واختزال ذلك الى مجموعة من المريدين والمقربين.
كما ن طرح قضية "التوازن" مجددا، خاصة في الهيئات المستقلة، سيلحق ضرراً بالغا بادائها لمهامها، وسيعني  ذلك عملياً التخلي عن مبدأ المواطنة، وابعاد المئات من الكوادر المؤهلة والمجربة تحت عنوان "التوازن". وهو ما يذهب بالضد من مقتضيات بناء دولة المؤسسات، التي تتطلب اسناد الوظيفة العامة على وفق معايير مختلفة تماما.
واذا كان قد حصل تمييز سابقا واقصاء وتهميش وابعاد، فان العلاج لا يكمن في تكريس ما هو خاطئ وسيئ، متمثلا في المحاصصة التي هي اساس البلاء.
الحريات العامة وصيانتها
 
شهدت الاشهر الاخيرة تجاوزات عدة، قام بها افراد ومؤسسات رسمية أو غير رسمية. ومن ذلك مصادرة الحق في الحياة، وعدم الارتياح الى التظاهرات المطلبية والتضايق منها، والتجاوز على الاعلاميين والصحفيين، وفرض الحجاب عنوة، والتمييز ضد المرأة، وعزل الطالبات عن الطلاب، وغير ذلك من المظاهر غير الحضارية. والامر الاسوأ هو اللجوء الى العنف لفرض ذلك،خصوصا من قبل جماعات فرضت نفسها بديلا عن الدولة، وصادرت القانون واحتكرته.
ولكي لا يتسع التضييق على الحريات العامة باشكال واساليب مختلفة، وبعضها يتستر بالدين، اصبح مطلوبا من مؤسسات الدولة كافة  اتخاذ اجراءات حازمة في هذا الخصوص، ووضع الامور في  سياقها الدستوري والقانوني، والتعامل بحزم مع أي انتهاك لحقوق الانسان. كما ان على الرأي العام  ومنظمات المجتمع المدني تصعيد الضغط باتجاه منع هذا التضييق.
 
الازمة الاقتصادية والمالية
 
يقف العراق واقتصاده في مفترق طرق، وفي حال استمرار الأوضاع الاقتصادية ومسارات السياسة الاقتصادية وتوجهاتها  على ما هي عليها، فإن معضلات اقتصادنا   ستتعمق، وسيؤدي ذلك الى تداعيات سلبية جدية على عملية الاعمار والتنمية. وستشتد مظاهر التفاوت والاختلال في البنية الاقتصادية - الاجتماعية، بكل ما تعنيه من تعميق لطابعها الريعي، ومن ضعف وانحسار مستمرين في دور ومساهمة القطاعات الانتاجية الصناعية والزراعية والخدمية، ورواج للنشاطات الطفيلية وتفاقم للتبعية الى الخارج والاعتماد عليه، اضافة إلى الطبيعة القلقة وغير المستقرة?للعائدات النفطية الشديدة التأثر بتقلبات الأسعار في الأسواق العالمية.
وفي الأشهر الأخيرة تزامنت احداث وتطورات سياسية وعسكرية واقتصادية مع ما تعانيه مؤسسات ومرافق الدولة من سوء إدارة وفساد، لتشكل بمجموعها  حقيقة الوضع السياسي والاقتصادي العام للعراق. حيث أن العديد من الاحتمالات والمآلات، التي كان يجري التنبيه الى ضرورة  اجراء ما يلزم لمنع وقوعها، والتحذير من مخاطرها، اصبحت واقعاُ ملموسا يشدد من أزمات البلاد. وقد بات ضروريا وملحا لمواجهة هذه الأزمات المتعددة الأبعاد والمستويات وحصر تداعياتها، ان تتخذ خطوات واجراءات حازمة على مختاف الصعد السياسية والاقتصادية والمالية والسياسية ?التشريعية والمؤسسية.
لقد ارتبط توقيت تفجر الأزمة الاقتصادية والمالية مع احتلال " داعش " للموصل، وسيطرتها على بعض الآبار النفطية، وتعطيلها مصفى بيجي وإنتاج وتصدير نفط كركوك، وما نجم عن ذلك من إنخفاض في إنتاج وتصدير النفط. واقترن هذا بهبوط حاد وسريع في أسعار النفط، بلغت نسبته  أكثر من 40 بالمائة في أواخر كانون الأول الماضي، قبل ان تعاود الصعود ببطء في الشهرين الماضيين. كما ان ذلك تزامن مع تزايد الانفاق على العمليات العسكرية وعلى رواتب متطوعي " الحشد الشعبي " وتلبية متطلبات أكثر من 3 ملايين نازح.
ويواجه الاقتصاد العراقي حاليا مستويين أثنين من المشاكل والأزمات، الأول ذو طبيعة مالية ونقدية، ويتطلب معالجات وحلولا آنية يتوجب تحقيقها في الأمد القصير أو المتوسط القريب، والثاني يتعلق ببنية الاقتصاد العراقي الاحادية والريعية، الواجب إعادة هيكلتها بتنويع قاعدة الانتاج الوطني عبر تعزيز وتطوير مساهمة القطاعات الانتاجية  كالزراعة والصناعة وقطاع التشييد والبناء وتحديث وتطوير البنى التحتية. ويرتبط المستوى الأولارتباطا أساسيا بالموازنة العامة والسياسة المالية التي يتحدد على اساسها الانفاق الحكومي واولوياته وبنيته? اما المستوى الثاني فيعتمد على الرؤى والخيارات الاقتصادية الاستراتيجية للدولة، وترجمتها في خطط التنمية الوطنية والخطط القطاعية والبرامج والمشاريع الموضوعة، والتي خصصت الاموال والموارد لتنفيذها فعلا. علما ان المستويين غير مستقلين عن بعضهما، نظرا الى أن الموازنة العامة هي أداة رئيسة لتنفيذ التوجهات السياسية والاقتصادية والاجتماعية العامة للدولة، الصريحة والمضمرة.
أن اسباب الأزمة الاقتصادية والمالية الحالية لا تنحصر في استباحة داعش لثلث الاراضي العراقية وفي الانخفاض الحاد لأسعار النفط، وإنما تعود ايضا وبصورة اساسية، إلى الفشل البيّن للسياسة المالية المتبعة على مدى سنوات، وفي سوء إدارة المال العام والتصرف به، إلى جانب الهدر في الانفاق، والفساد المالي والاداري المستشري والذي ادى إلى انفاق مئات المليارات على مشاريع فاشلة أو وهمية، وإغراق دوائر ومؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، بعشرات آلاف المنتسبين "الفضائيين"، فضلا عن تمتع الرئاسات واصحاب الدرجات الخاصة بامتيازات فائق? وبأنماط انفاق حكومي باذخة.
فلولا السياسات الخاطئة وسوء الادارة والفساد وغياب الرؤية التنموية والاستراتيجية العلمية الواضحة طوال السنوات الماضية، لما وجدت البلاد نفسها أمام مسلسل الأزمات هذا، وقلة الخيارات البديلة المتاحة لتجاوزها.
لذلك ليس مقبولا أن تتحمل الفئات والشرائح الاجتماعية الضعيفة والكادحة واصحاب الدخل المحدود والفئات الوسطى، أعباء الازمة، سواء من خلال خفض مداخيلها أم بزيادة الضرائب المفروضة عليها.
ورغم تصريحات المسؤولين بأن الاجراءات التقشفية لا تمس الفئات سالفة الذكر، فإن التأثير التراكمي لتأجيل صرف الزيادة في رواتب اصحاب الدرجة الخامسة وما دون في سلم الرواتب، وفرض الضرائب غير المباشرة، وخفض تخصيصات البطاقة التموينية، سيلقي عبئا كبيرا على هذه الشرائح.
واننا إذ نشدد على جعل الأزمة الراهنة مناسبة للدعوة الى الإسراع في اجراء المراجعات والاصلاحات الادارية والمالية، وتكثيف عملية مكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين واسترجاع الأموال التي في ذمتهم، نحذر كذلك من اتخاذ هذه الأزمة مبررا للانقضاض على شركات ومؤسسات الدولة الانتاجية عبر الشروع بخصخصتها، عوضا عن التوجه بجد نحو تقديم الدعم لشركات وزارة الصناعة وللقطاعين الصناعي والزراعي، عن طريق العمل الجاد على تطبيق قانون التعرفة الكمركية، وتفعيل قرارات شراء منتجات الشركات العامة من قبل مؤسسات الدولة والقطاع العام.
 
موازنة 2015
 
لقد واجهت واضعي موازنة 2015 مجموعة تحديات تطلبت مراجعة اولويات الانفاق وإعادة ترتيبها وفق الظروف المستجدة، والقيام بعملية ضغط شديدة للنفقات الحكومية، والبحث عن مصادر ايرادية جديدة لتقليص عجز الموازنة الذي سيكون حقيقيا، وليس حسابيا كما في الأعوام السابقة، واللجوء إلى الاقتراض لتمويل العجز. وفي جميع هذه القضايا تكون الخيارات والانحيازات السياسية والمصلحية الفئوية حاضرة، لكنها غالبا ما تكون بصورة غير صريحة. ولقد نجح مجلس النواب في التصويت على قانون الموازنة العامة اواخر كانون الثاني 2015 بعد مخاض عسير. واعتمد? الموازنة سعر 56 دولارا لبرميل النفط، وحجم صادرات قدره 3.3 مليون برميل يوميا. وتم رفع الكمية المخمنة للنفط المصدر إلى هذا المستوى نتيجة  الاتفاق بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم، حيث بلغت كميات النفط المصدّر خلال العام 2014  اقل من مليونين وخمسمائة الف برميل يوميا.
وبلغت الايرادات التخمينية للموازنة حوالي 94 ترليون دينار، تشكل الايرادات النفطية منها نسبة 83.6 بالمائة. اما النفقات العامة فقد بلغت حوالي 119.5 ترليون دينار، موزعة إلى 41.2 ترليون للموازنة الاستثمارية، اي ما نسبته 34.5 بالمائة من اجمالي النفقات، و78.2 ترليون للنفقات الجارية، اي ما نسبته 65.5 بالمائة. وتسجل هذه التخمينات انخفاضا عن تخمينات موازنة 2014 نسبته 32.7 بالمائة في الايرادات و31.6 بالمائة في النفقات العامة.  ورغم اجراءات تقليص النفقات ظل العجز المخمن مرتفعا حيث بلغ 25.4 ترليون دينار، اي ما نسبته 21?3 بالمائة من اجمالي النفقات العامة. ومن المتوقع أن يكون العجز في الموازنة فعليا هذا العام، وليس  حسابيا وتخطيطيا كما في الاعوام السابقة
ويترتب على تغطية عجز الموازنة اللجوء إلى الاقتراض الداخلي والخارجي، ما يزيد من حجم المديوني. وكثيرا ما تغيب، عند الترويج لخيار تنفيذ المشاريع بالآجل، الاشارة الى أن هذه الطريقة في التمويل ترفع سقف المديونية، وعلى الأغلب تزيد تكلفة المشاريع. لذا يجدر الانتباه إلى محاذير تزايد  أعباء خدمة الدين، وضرورة اعتماد سياسة حكيمة ومتوازنة عند اللجوء إلى الاقتراض باشكاله المختلفة، خصوصا من الخارج.
لقد خصصت في موازنة 2015 نسبة 34.5 بالمائة للانفاق الاستثماري، وهي نسبة تزيد على مثيلاتها في الموازنات السابقة. وهذا جانب ايجابي، لكن معظم هذه المبالغ ستذهب لتغطية مستحقات الشركات النفطية وللانفاق العسكري، وهذه استخدامات ليس لها تأثير يذكر على القطاعات الاقتصادية المحلية. اما ما تبقى فيتوجب صرفه بصورة سليمة وفعالة على المشاريع، وفق اولويات تنموية. وللاسف لا يتوفر ما يضمن عدم تكرار ما حدث في السنوات السابقة، من تدنٍ في مستوى الصرف والتنفيذ. فذلك يتطلب الارتقاء بعملية دراسة جدوى المشاريع، والاشراف عليها، ومتا?عة تنفيذها.
ومن المتوقع أن تتأثر النشاطات الاقتصادية سلبا بموازنة 2015 نظرا لطبيعتها الأنكماشية. واذا لم تتخذ اجراءات فاعلة لتنشيط القطاعات الانتاجية والخدمية العامة والخاصة، وتشجيع الاستثمار الخاص الوطني والخارجي، ومكافحة الفساد والهدر بصورة حازمة، فستشهد معدلات النمو الاقتصادي للقطاعات النفطية وغير النفطية تراجعا كبيراً، وتتقلص فرص العمل ويتراجع سعر صرف الدينار وتنخفض القدرة الشرائية للدخول.
إن الموازنة العامة تمثل القوة المحركة الرئيسية للاقتصاد العراقي، لكنها فشلت حتى الآن في ان تلعب دورا تنمويا. ومن الصعب ان يطراً تحسن جدي في دور الموازنة اذا لم يتم تبني وتطبيق إستراتيجية تنموية حقيقية. وهذا يمر عبر اصدار خطة التنمية الوطنية بقانون، وضمان انسجامها وتوافقها مع الخطط الاستراتيجية القطاعية. وفي هذا السياق تستحق التوجهات الرامية إلى تطوير التنسيق والتكامل بين السياستين المالية والنقدية الثناء، ومثلها تفعيل دور البنك  المركزي في دعم النمو والاستفادة من الاحتياطي لهذا الغرض بطرق واساليب لا تتعارض?مع قانونه.
وفي ما يخص تسعيرة الكهرباء التي اعلنتها الوزارة اخيرا، فانها اصطدمت برفض شعبي واسع. ولم يكن ذلك مفاجئا، لأن التسعيرة جاءت مرهقة للشرائح ضعيفة الدخل والفقيرة، وثقيلة على شرائح واسعة من الفئات المتوسطة ايضاً. وعلى رغم سلامة مبدأ الربط بين سعر الوحدة ومستوى الاستهلاك بصورة تصاعدية، إلاّ أن التدرج في رفع سعر وحدة الاستهلاك لا يمثل وحده عبئا كبيرا على الدخول، ذلك ان الزيادة في اسعار الكهرباء جاءت متزامنة مع فرض ضرائب ورسوم جديدة، وارتفاع في الأسعار ناجم عن الانخفاض في سعر الدينار، وتلكؤ في دفع الرواتب وانحسار ف? النشاط الاقتصادي وارتفاع في مستويات البطالة. اضافة الى استمرار عجز الدولة عن تجهيز الكهرباء لمدة 24 ساعة، وارتفاع  تكلفة شرائها من اصحاب المولدات الخاصة.
لذلك نطالب باعادة النظر فيها بما يوسع من هامش دعم الدولة للفئات الفقيرة وذوي الدخل المحدود، مع تأكيد حق الدولة في جباية اجور ورسوم مناسبة لقاء الخدمات الفعلية التي تقدمها.
 
التصدي للفساد
 
لم يعد الفساد امرا يخفيه احد من المسؤولين في السلطات المختلفة، وان سعى بعضهم الى التخيفف منه ومن آثاره،  حيث انه تفشى في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، وفي المركز كما في المحافظات، كما وجد انعكاساته في المجتمع، وغدا اخطبوطا مخيفا وخطرا داهما لا يقل في عواقبه عما يسببه الارهاب وداعش، فاحدهما يغذي الآخر.
وازاء هذه الحقيقة المؤلمة، بات التشديد على موضوعة مكافحة الفساد أمراً في غاية الأهمية، خاصة مع تقلص الواردات المالية للبلد.
وان الشرط الأساسي الواجب توفره لتحقيق تقدم في التصدي للفساد، هو وجود ارادة سياسية حازمة لاتخاذ القرارات والاجراءات اللازمة لمعاقبة الفاسدين والمفسدين،     وتطبيق القوانين ذات العلاقة واعادة بناء الاجهزة المعنية وتخليصها هي نفسها من الفساد اولا، واسناد المهام الى العناصر الوطنية المخلصة التي ثتت خلال السنوات الماضية نزاهتها وقدرتها على حماية نفسها من اغراءات المال والسلطة.
كما اصبح واضحا الآن ان المكافحة الجدية لا بد ان تبدأ من قمة السلطة، وان تشمل جميع المسيئين والمتلاعبين بالمال العام، كبيرهم وصغيرهم، بغض النظر عن موقعهم الوظيفي ومسؤوليتهم السياسية والاجتماعية والدينية.
وأكدت تجربة السنوات الماضية  ان المحاربة الجذرية للفساد تتطلب منح العملية بعداً مجتمعيا، عبر إشراك قوى سياسية ومنظمات مجتمع مدني ورموز وشخصيات وطنية ثقافية واجتماعية، وعدم  الاعتماد حصرا على دور الدولة وآلياتها وجهاتها الرقابية، وانما ينبغي حشد طاقات وقدرات مجتمعية واسعة إلى جانبها في حملة وطنية شاملة لمكافحة الفساد.
 
الاوضاع في الاقليم والعلاقة مع الحكومة الاتحادية
 
يواجه الاقليم في راهن الحال، شأن العراق ككل، متطلبات التصدي لداعش وتهديداته الارهابية، وقد حشد بالفعل الكثير من موارده البشرية والمالية اضافة الى الدعم الدولي، لمحارية التنظيم الارهابي. وخاضت قوات البيشمركة  ضده معارك ضارية ضده وقدمت  شهداء وجرحى في هذه المعركة الباسلة. فيما تحققت انتصارات  شاخصة تمثلت في ايقاف تمدد داعش وابعاده عن مدن وقصبات الاقليم. كذلك تتوجب الاشادة بجهود البيشمركة  وتضحياتها في تحرير سنجار وبعشيقة  وربيعة وآمرلي، وفي كركوك وديالى.
وقد برهنت التجربة على الحاجة الى لملمة الصفوف وتوحيدها، وتعزيز اللحمة الوطنية داخل الاقليم والتنسيق والتعاون الافضل بين القوى والاحزاب الكردستانية،  ومواصلة مكافحة الفساد والبيروقراطية وحماية الحريات وتحسين الخدمات. فمن شأن ذلك كله تمتين الجبهة الداخلية، وتوفير مصادر دعم اضافية الى جبهات القتال، التي تتطلب هذا التنسيق والوحدة والتعاضد.
وفي هذا السياق لا بد من مواصلة التنسيق الامني للاقليم مع الحكومة الاتحادية والقوات الامنية العراقية، وهو ما تبين دوره وجدواه نظرا الى ان المعارك القادمة ضد داعش تتطلب تمتين التعاون وتبادل الخبر والمعلومات والتنسيق الميداني، خصوصا عند بدء تحرير مناطق كركوك التي يحتلها ارهابيو داعش، كذلك محافظة الموصل.
واذ تتجه العلاقات بين الاقليم والحكومة الاتحادية الى المزيد من الانفراج، ويخلي التوتر والجفاء مكانه للتعاون والتنسيق ، فان المطلوب هو الاستمرار في ذلك عبر المزيد من الحوار واللقاءات، وتطوير الاتفاق النفطي الموقع بين الطرفين، وصولا الى اتفاق نهائي يقطع الطريق على المتربصين والعنصريين والشوفينين، الذين لا تروق لهم  عودة الاوضاع الى حالتها الطبيعية  بما يخدم مصلحة كافة الاطراف، ويخدم في المحصلة الشعب العراقي وامنه واستقراره وتقدمه.
على ان اوضاع الاقليم تحتاج الى مزيد من العناية لجهة  توزيع افضل للدخل، وتطوير الحياة الديمقراطية في الاقليم، وبناء  مؤسساته التي تراعي مصالح جميع ابنائه.
 
التيار الديمقراطي
 
لقد طرأ نوع من الخفوت في عمل ونشاط التيار الديمقراطي بعد الانتخابات الأخيرة لمجلس النواب،  وشخص حزبنا في اجتماع اللجنة المركزية السابق (خريف 2014) كون التيار الديمقراطي يمثل النواة الصلبة للتحالف المدني الديمقراطي، واعتبر ان من المهمات الاساسية لمنظمات الحزب عموما السعي لتقوية التيار، ولترسيخ مكانته وتوسيع دائرة  التحالفات داخله والانفتاح على اوساط مدنية وديمقراطية جديدة، خصوصا المنخرطة في النشاطات الجماهيرية المطلبية وفعاليات الحراك المدني، وزيادة صلاته الجماهيرية وتبني المطالب المشروعة لمختلف الشرائح عبر?مبادرات ونشاطات وفعاليات سياسية واجتماعية وثقافية متنوعة، مع ايلاء اهتمام خاص لتطوير اداء هيئات التيار الديمقراطي القيادية، وتفعيل فروعه وتنسيقياته داخل العراق وخارجه.
وما يعزز اهمية هذا التوجه وضرورة العمل جديا على ترجمته إلى ممارسات عملية وخطوات ملموسة، اتساع دائرة الاوساط التي خيبت آمالها احزاب الطائفية السياسية المتنفذة، بفعل سوء ادائها في الحكم وتورط الكثيرمن عناصرها في الفساد السياسي والمالي والاداري على نطاق واسع، وفشل مشروعها السياسيٍ على مختلف المستويات: في الحكم وفي عملية بناء الدولة وإدارتها، وفي تأمين حاجات الناس وتحسين ظروف معيشتها، وتوفيرأجواء الأمن والاستقرار، وفي الحفاظ على اللحمة الوطنية وتمتينها.
وتعمل هذه الاتجاهات في تطور الأوضاع على ايجاد استعدادات أكبر لدى اقسام متزايدة من المجتمع، لتقبل طروحات التيار  المدنية الديمقراطية والتفاعل ايجابيا مع فعالياته ومبادراته.
وقد تركزت الجهود خلال الأشهر الماضية على تنشيط عمل هيئات التيار وتنسيقياته في اتجاه تعزيز دوره السياسي، والسعي لوضع آليات عمل داخلية واضحة للتحالف المدني الديمقراطي، سواء ما بين القوى والشخصيات المنضوية داخله، وما بين اعضاء مجلس النواب والهيئة السياسية للتحالف المدني الديمقراطي. وقد طرأ بعض التقدم على هذا الصعيد، ما يستوجب ترسيخه ومواصلته. ويشكل تطوير عمل التيار الديمقراطي عاملا رئيسيا في ضمان تحقيق اي تقدم في هذا الاتجاه.
ولقد شهد عمل بعض تنسيقيات التيار  تطورا ملموسا، تمثل في قيامها بسلسلة من الفعاليات الناجحة، التي اكتسب بعضها طابع الانتظام والحضور الجماهيري. وتوفرت مؤشرات موضوعية تؤكد وجود آفاق واعدة للتوسع، شريطة التحلي بالمبادرة والانفتاح والاستمرار في تعزيز البناء التنظيمي الداخلي على اسس سليمة.
وان من الضروري الشروع منذ الان بالتحضير لانتخابات مجالس المحافظات، ووضع خطة تحرك مبرمج لحزبنا ولهيئات التيار لهذا الغرض.
 
الحراك الجماهيري
 
شهدت الأشهر الماضية  حراكا جماهيريا واسعا شاركت فيه فئات وشرائح اجتماعية  في بغداد والعديد من المحافظات، مطالََـبة بالحقوق وضغطا على اصحاب القرار كي يستجيبوا الى ما هو مشروع وعادل من حقوق  اقرها الدستور والقوانين االنافذة.
وشمل  الحراك  ودوافع انطلاقه عناوين كثيرة منها  احوال البلد العامة، وما يواجه الناس من صعوبات ومشاكل سياسية واقتصادية واجتماعية، وموضوع الحريات والحيلولة دون  مصادرة  بعضها او تقييده تحت اي مسمى، والشكوى المتواصلة من عدم المساواة ومن التمييز في اعتماد الوظيفة العامة والتعيين  في مؤسسات الدولة، ومن سوء ونقص الخدمات، وتفاقم  البطالة وتزايد اعداد العاطلين لا سيما من خريجي الجامعات، وتفشي الفساد والرشى، والتفاوت الكبير في الرواتب بين الدرجات العليا والدنيا في السلم الوظيفي، والرواتب والمخصصات الكبيرة للرئاسات ?لثلاث والوزراء وذوي الدرجات الخاصة، وحجب رواتب منتسبي  شركات التمويل الذاتي، ومثلها منح الطلبة، وقضايا القبول في الجامعات، والتلكؤ في تسديد مستحقات الفلاحين عن تسويق منتجاتهم وخصوصا من الحنطة والشعير والرز، ومسألة حماية المنتوج الوطني، وتأمين حقوق المتقاعدين والسجناء وضحايا انقلاب 1963، وقضايا النازحين والمهجرين،  والقضايا المهنية للعديد من الفئات والقطاعات، وغير ذلك.
وكان الحراك العمالي الاوسع والاكثر انتظاما، وقد جاء بعد حجب رواتب العاملين في شركات التمويل الذاتي التابعة لوزارة الصناعة والمعادن، وهو ما  تطورت مطالبه من مجرد اطلاق الرواتب وتحويل تلك الشركات الى التمويل المركزي، الى اصل المشكلة المتمثل في سياسة الحكومة وتوجهها نحو خصخصة شركات القطاع العام واحالة العاملين فيها على التقاعد الاجباري. وقد حقق  هذا الحراك العديد من اهدافه ومراميه، وحمل الحكومة على مراجعة مواقفها واطلاق الرواتب، رغم التسويف والمماطلة من الجهات ذات العلاقة،كذلك بتفعيل قوانين  التعرفة الكمركية ?حماية المنتوج الوطني.
ولا بد من الاشارة الى تنامي الحراك الطلابي وشموله العديد من المؤسسات التعليمية في مدن ومحافظات عدة، وتزايد اعداد المساهمين فيه، مما يعكس وعيا متناميا باهمية الحراك لانتزاع المطالب وتصحيح الاوضاع في مؤسسات التعليم.
ان الحراك الجماهيري وغيره العديد من الفعاليات الجماهيرية، تشير بوضوح الى اهميته  في انتزاع الحقوق ووقف اي تماد في التجاوز عليها، وعدم انتظار هبة ومكارم الحكام. كما انه ضروري للضغط من اجل تنفيذ الوعود الانتخابية، وما يعلن من برامج للحكومة والكتل السياسية.
ان ما اقدمت عليه هذه القطاعات الجماهيرية الواسعة يشكل مدخلا صحيحا لادراك حقوقها والاصرار على المطالبة بها وحمايتها من التهميش والتقزيم والمصادرة. كما أنه ينسجم تماما مع الدستور، طالما بقي حراكا سلميا لا يلحق اي ضرر بالاموال والممتلكات العامة والخاصة.
ومن المرجح أن تؤدي السياسة التقشفية التي اعتمدتها الحكومة لمواجهة التقلص في ايراداتها المالية إلى  توسيع دائرة الاحتجاجات والحراك الجماهيري، نظرا للآثار السيئة التي ستتركها  الاجراءات المتخذة لتقليص النفقات وتعظيم الموارد، وما يستتبع ذلك من فرض ضرائب مباشرة وغير مباشرة على الخدمات المقدمة للناس، فضلا عن تضاؤل فرص العمل. 
ويلقي هذا على عاتق القوى الوطنية والديمقراطية خاصة، ومنها الحزب الشيوعي العراقي، مهمة رعاية ودعم هذا الحراك السلمي والسعي الى تنمية الوعي في اوساط اجتماعية وشعبية واسعة، ومساعدتها على ادراك اهميته وضرورته والمساهمة فيه كوسيلة مجربة لتصحيح الامور باتجاه وضعها على الطريق السليم.
ويمثل هذا الحراك شكلا من أشكال الضغط الشعبي والجماهيري الذي ينبغي العمل على الارتقاء به من حيث مضامين مطالباته، وتوسيع قاعدة المشاركة فيه ليشكل مع الدور الفاعل لمنظات المجتمع المدني والأشكال الأخرى من الضغط الشعبي، عاملا في بناء قاعدة جماهيرية واسعة تتمكن من تعديل موازين القوى والدفع في اتجاه فتح  "كوة الامل " على فضاءات اوسع، وتحقيق التغيير والاصلاح المطلوبين واقامة الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية المستقلة.
وعلى رغم تعقيدات الأوضاع والاختلال في موازين القوى لغير صالح القوى المدنية الديمقراطية، فان هناك مؤشرات متزايدة في اتجاهات تطور الأوضاع على وجود استعدادات أكبر لدى اقسام متزايدة من المجتمع لتقبل الطروحات  المدنية الديمقراطية والتفاعل ايجابيا مع المبادرات والفعاليات التي تحمل عناوينها.
تطورات المنطقة 
 
تحفل منطقتنا بكم هائل من التطورات والصراعات، و تعاني من عدم الاستقرار وتنامي النشاطات الارهابية. ولم يستطع البعض من بلدانها تلمس طريقه نحو اختيار حر وديمقراطي لانظمة الحكم فيها وفقا لخيارات شعوبها، وبما يتيح بناء حياة يظللها الرفاه والحرية والتقدم والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
وبرزت في الفترة الاخيرة احداث وتطورات تركت آثارها على دول المنطقة وشعوبها، وادخلت هذا الجزء من العالم  مجددا في اتون الحرب، وما تسببه من خسائر بشرية واضرار في البنى التحتية  وتدمير لما عمرته وشيدته شعوب المنطقة، بكدحها واموالها.
ان حالة الاستعصاء  في العديد من الدول ومعاناتها من ازمة الحكم، تعود اساسا الى نهج وسياسة العديد من حكام المنطقة، ونهجهم اللاديمقراطي  وفرضهم انظمة حكم دكتاتورية وفردية، تصادر الحريات وتحجب حق تشكيل الاحزاب وبناء المؤسسات الدستورية التي تمكن المواطنين من اختيار حكامهم وممثليهم بحرية تامة.
وهذا بالتأكيد لا ينفي دور التدخلات الخارجية واستراتيجيات عدد من الدول ومساعيها الخبيثة الى ادامة حالة عدم الاستقرار وتحقيق مصالحها، والسعي لابقاء هيمنتها على شؤون المنطقة والتحكم بمجرى التطورات فيها، وبما يبقيها ملتهبة ومجالا لتسويق اسلحتها وادامة نفوذها، ودعم الحكام الموالين لها، واستمرار دعم الغطرسة الاسرائيلية وتنكرها لحقوق الشعب الفلسطيني.
ان نهج الحكم في عدد من البلدان هو المسؤول الاساس عن الكثير مما تعانيه  شعوبها، على الصعد السياسية  والاقتصادية والاجتماعية، وعن حالة الاقصاء والتهميش  والتمييز وحالة الفقر والمستوى المتواضع للعديد من مؤشرات التمدن والحضارة.
وقد كان هذا في اساس التحرك وانطلاق الهبات الجماهيرية في العديد منها، وهذه وان لم تحسم لصالح  اجراء تغييرات جذرية تستجيب لمطامح شعوب المنطقة، فان من الانصاف القول انها  كانت روافع  لمواصلة العمل وتحفيز ملايين الجماهير على مواصلة الكفاح لتحقيق غاياتها وطوحاتها.
وفي هذه المعارك المفتوحة يبقى مهما بالنسبة للقوى الوطنية والديمقراطية وقوى اليسار الحقيقي، الدفع في اتجاه تغيير موازين القوى وحسم الامور لتحقيق تغييرات جذرية تصب في مصلحة الشعوب وكادحيها.
وفيما المعركة تحتدم على الخيارات يبقى العديد من القوى يقاوم ويرفض الخروج من مسرح الاحداث، رغم ما سببه الحكام من مآس ومظالم، وما تسببوا فيه من خسائر بشرية، وما يحصل في اليمن مثال على ذلك. فبعد استعصاء الحل سلميا حاولت اطراف معينة حسم المعركة لمصلحتها عن طريق القتل والعنف، وهذا بدوره قاد الى تدخلات عسكرية. وطبيعي ان شعوب المنطقة، وشعب اليمن بالذات، هي من يدفع الثمن غاليا.
ان الحرب المجنونة الدائرة في اليمن  والتدخل الخارجي العسكري  والاقتتال الداخلي يجب ان يتوقف فورا، وان تلجأ كل الاطراف، وبمساعدة الامم المتحدة الى طاولة المفاوضات، وتقدم التنازلات المتقابلة، وتتوصل الى حلول سياسية تجنب اليمن  والمنطقة ما هو اخطر، خصوصا وان الحرب قد تفتح  الشهية لتدخلات اوسع من دول الاقليم ومن خارجه، وهي المتحفزة على الدوام  للاقدام على ذلك دفاعا عن مصالحها ومآريها، وما تدعيه من الحفاظ على امنها الوطني الذي لا حدود له عند بعض منها.
ان على القوى الخيرة في المنطقة واصوات الاعتدال، من دول ومنظمات واحزاب، ان تدفع في اتجاه عودة الحياة الطبيعية الى  اليمن والى ليبيا، ووقف التدخل الخارجي في شؤونهما وتمكين شعبيهما من بناء مستقبلهما وفقا لارادتهما الحرة.
على صعيد آخر فتح الاتفاق النووي بين ايران والدول الكبرى وامريكا على وجه الخصوص الباب لاخماد بؤرة للتوتر في المنطقة، وصولا الى تحقيق الاتفاق النهائي وبما يساعد على رفع العقوبات عن شعب ايران وتسخير الموارد لتحقيق التقدم والازدهار.
وفي رأينا ايضا ان الاوان آن للتوصل الى حل سياسي وسلمي للازمة في سوريا، يقوم على حوار وطني شامل يجمع كل القوى المناهضة للتدخلات الخارجية والمنظمات الارهابية، لصيانة الوحدة الوطنية وتحقيق السلام وفتح طريق التغيير الديمقراطي في البلاد.
ويجدد حزبنا في هذه المناسبة موقفه الداعم للشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة، خاصة حقه المطلق في اقامة دولته الوطنية المستقلة على ارض وطنه.
ويحيي الحزب نضالات عموم شعوب المنطقة وقواها الوطنية والديمقراطية والاحزاب الشيوعية واليسارية، ويجدد تضامنه معها من اجل اقامة انظمة وطنية ديمقراطية، تؤمّن الحرية والتقدم، وتلحق الهزيمة بالتطرف والارهاب.


ص10

تكلفة ميناء الفاو 3 مليارات دولار والحكومة قادرة على تمويله
 
بغداد – طريق الشعب
انتقد مركز الاعلام الاقتصادي، (مؤسسة مجتمع مدني) قرار وزارة النقل باحالة مشروع ميناء الفاو الكبير الى الاستثمار، معتبرا القرار بانه تبديد للثروة الوطنية لفترة تزيد عن 15 عاما، فيما اكد ان المشروع يحتاج الى 3 مليارات دولار لانجازه.
وقال رئيس المركز ضرغام محمد علي، لوكالة "دنانير"، ان "مشروع ميناء الفاو الكبير يحتاج الى مبلغ 3 مليارات دولار لانجازه، وهو مبلغ زهيد قياسا بالعائدات المتوقعة من المشروع وان بالامكان بناؤه عبر طرح اسهمه للاكتتاب الوطني عير تأسيس شركة وطنية مساهمة تطرح اسهمها للعراقيين فقط".
واضاف ان "هذا الاكتتاب بامكانه ان يغطي تكاليف انشائه"، مشيرا الى ان "قرار احالة المشروع للاستثمار هو تبديد لثروة وطنية تمتد لفترات طويلة تزيد على الـ 15 عاما،لانه  يعد من المشاريع الاستراتيجية الضخمة في البلاد".
واعلنت وزارة النقل عزمها احالة مشروع ميناء الفاو الكبير الى الاستثمار بسبب الازمة المالية التي يمر بها البلد.
 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
النقل تتفق مع شركة استشارية بشأن مشروع سكك كربلاء والنجف
 
بغداد – طريق الشعب
اعلن وزير النقل باقر جبر الزبيدي، اتفاقه مع شركة ارنست اند يونغ الاستشارية في الشرق الاوسط على تقديم دراسة لمشروع سكك كربلاء والنجف الاسبوع المقبل. وكتب الزبيدي على صفحته في "فيسبوك" ان "وزير النقل باقر الزبيدي استقبل في مكتبه الاثنين بشير ابو بكر مدير فروع شركة ارنست اند يونغ الاستشارية في منطقة الشرق الاوسط والوفد المرافق له وجرى خلال اللقاء متابعة المشاورات التي جرت مؤخراً بين الوزارة والشركة الاستشارية في مجال اعداد الدراسات المالية لمشروع الربط السككي بين النجف الاشرف وكربلاء المقدسة بطريقة الدفع بالاجل من اجل توفير الخدمة اللائقة لزوار العتبات المقدسة ".
وتابع "تم بحث تقديم دراسة جدوى لعدد من المشاريع المتفق عليها مع الوزارة وخصوصاً ميناء الفاو الكبير وتوسعة مطار بغداد الدولي ومطار الامام الحسين (عليه السلام) ". وختم كلامه بالقول "تم الاتفاق على تقديم الدراسة الخاصة بمشروع سكك كربلاء المقدسة والنجف الاشرف خلال الاسبوع القادم لغرض المباشرة بالخطوات اللاحقة للمشروع".
 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقرير: سعرالنفط سيرتفع "بدرجة كبيرة" والأسوأ انتهى إلى "حد بعيد"
 
بغداد – طريق الشعب
توقعت شركة عالمية معروفة، ان أسعار النفط العالمية سترتفع "بدرجة كبيرة" في الشهور القادمة بعدما بلغت قبل عدة أسابيع القاع في موجة هبوط استمرت شهورا طويلة.
 
وفيما توقعت صحيفة التليغراف اللندنية، ارتفاع أسعار النفط الى 100 دولار للبرميل الواحد نهاية الصيف المقبل، أكدت أن ارتفاع الطلب والاضطرابات الأمنية في الشرق الأوسط أهم العوامل المؤدية لذلك.
وقال جاري روس، المؤسس ورئيس مجلس الإدارة التنفيذي لمجموعة بيرا انرجي، وهي شركة خدمات استشارية تتمتع بتأثير كبير في السوق، في تقرير نشرته، وكالة "رويترز"، إن "سحر السعر" سبب عودة سريعة للطلب العالمي على النفط وأدى الى انهيار حاد مفاجئ في عدد منصات الحفر العاملة في الولايات المتحدة بشكل قد يكون تغييره أصعب مما يتوقعه الكثيرون.
وتضاءلت الطاقة الانتاجية الفائضة في السعودية مع انتاج المملكة الخام بمعدل قياسي وهو ما يترك السوق العالمية تواجه ارتفاعا في الطلب وتزايدا في المخاطر السياسية خلال الصيف بطاقة فائضة قد تهبط إلى 700 ألف برميل يوميا فقط أو نحو 0.7 بالمئة من السوق.
واضاف روس "ركز العالم في الشهور الستة الماضية على التخلص من المعروض، وسوف تتغير هذه العقلية تدريجيا. سيتعين عليهم أن يبدأوا بالتفكير في تكوين إمدادات مرة أخرى وهذا سيترجم إلى أسعار أعلى بكثير من أسعار اليوم. أعلى بدرجة كبيرة".
وشركة بيرا واحدة من أولى شركات استشارات الطاقة الكبرى التي كانت قد توقعت الانخفاض الحاد في أسعار النفط في الخريف الماضي. وهي من بين شركات أخرى � منها شركتا تجارة السلع الأولية جانفور وفيتول � التي تتحدث عن بلوغ الأسعار منتهى الهبوط برغم ارتفاع مخزونات الخام الأمريكية إلى مستويات قياسية تتجاوز مستوياتها في العام الماضي أكثر من 20 بالمئة.
واردف روس "رغم أننا جمعنا قدرا لا بأس به من المخزونات وربما نجمع المزيد .. إلا أن الأسوأ قد انتهى إلى حد بعيد".
وتابع ان" الأسعار منخفضة أكثر من اللازم بكثير. ولا يمكن أن تظل كذلك لا سيما في ظل مثل هذه الطاقة الفائضة الضئيلة". ورفض إعطاء توقعات محددة من بيرا للأسعار.
وتشير تقديرات روس إلى أن الطاقة الانتاجية العالمية الفائضة قد انخفضت بالفعل إلى 1.2 مليون برميل يوميا فقط وهو أحد أقل مستوياتها على الإطلاق. وقد تحتاج السعودية لزيادة انتاج الخام بواقع 500 ألف إلى 600 ألف برميل يوميا في الصيف القادم لتلبية الطلب المحلي لتوليد الكهرباء وهو ما سيقلص الطاقة الفائضة بدرجة أكبر.
 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وزارة المالية تطّمن: العراق سيتجاوز حالة التقشف ورواتب الموظفين مؤمنة
 
 
بغداد – طريق الشعب
أكدت وزارة المالية، قدرة العراق على تجاوز حالة التقشف والازمة الناجمة عن انخفاض ايرادات صادرات النفط الخام.
وقال وكيل الوزارة، فاضل نبي، لوكالة "أين" "لا خوف من حالة التقشف لكن هناك انخفاضا لايرادات النفط بشكل كبير ما اثر على الموازنة، ومع هذا فان الامور تحت السيطرة، ولا سيما الامور الضرورية للبلد".
وأشار الى ان "الوضع المالي صعب لكن هذا لا يعني ان العراق غير قادر على تجاوز الازمة او أن يمر بسنوات عجاف"، مؤكدا ان "وزارة المالية لديها سياسيات خاصة للسيطرة على الوضع".
وجدد المسؤول في وزارة المالية "تأكيد وزارته على تأمين رواتب الموظفين ولا يوجد ذلك التخوف الكبير في هذا الجانب على الرغم من وجود مشكلة حقيقة متمثلة بانخفاض ايرادات النفط".
وكان وزير المالية هوشيار زيباري، قال في (26 من شباط الماضي)، ان "هناك اجراءات بدأنا نلمس نتائجها ونستطيع من خلالها عبور الازمة المالية الراهنة في البلاد"، مشيرا الى ان "العجز المالي الذي شخصناه في الموازنة وهو مخطط وليس فعليا، يقدر بـ 25 تريليون دينار ونحاول تمويله من خلال الاقتراض الداخلي وان اي ارتفاع لأسعار النفط فوق المعدل الذي حددناه في الموازنة والبالغ 56 دولارا للبرميل سينعكس ايجابا على وارداتنا". كما أكد رئيس الوزراء حيدر العبادي، خلال استضافته في مجلس النواب في (25 شباط الماضي) ان "الوضع الاقتصادي والمالي مسيطر عليه وسيكون جيدا في الاشهر المقبلة". ويعتزم العراق طلب تمويل طارئ بقيمة 400 مليون دولار إلى 700 مليون دولار من صندوق النقد الدولي، فيما اتخذت الحكومة قرارا بإصدار سندات حكومية بقيمة 5 مليارات دولار، واستمرارها التفاوض على الشروط الخاصة بها. وتمر البلاد في حالة من التقشف المالي وأزمة في توفير السيولة النقدية ما دعا الحكومة للتفكير والدراسة في تمديد فترة دفع رواتب الموظفين الى أربعين يوماً بدلا من الشهر وفرض ضرائب عديدة لسد العجز في الموازنة.
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبد المهدي يؤكد للسفير الياباني حرص العراق على توسيع التعاون المشترك
 
بغداد – طريق الشعب
أكد وزير النفط، عادل عبد المهدي، خلال استقباله السفير الياباني في بغداد حرص العراق على توسيع حجم التعاون المشترك مع اليابان في مجال النفط والطاقة .
وذكر بيان لوزارة النفط، اطلعت عليه "طريق الشعب"، ان "عبد المهدي استقبل بمقر الوزارة في بغداد السفير الياباني لدى العراق كازويا ناشيدا وجرى خلال اللقاء بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين وخاصة في المجالات الاقتصادية والطاقة وسبل تطويرها".
وأكد وزير النفط "حرص العراق على تعزيز العلاقات مع اليابان وتوسيع حجم التعاون المشترك لاسيما في مجال النفط والطاقة".
من جانبه جدد السفير الياباني "دعم ومساندة بلاده للعراق في جميع المجالات ، ورغبة حكومة بلاده في تعزيز ذلك ضمن اطار التعاون والعلاقات المتميزة بين العراق اليابان وبما يحقق مصالح البلدين".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الذهب في العراق
ينخفض الى 195 الف دينار
 
بغداد – طريق الشعب
سجلت أسعار الذهب في العراق، امس الأربعاء، انخفاضاً متأثرة بانخفاض مستمر في التداولات الاسيوية. وبحسب تصنيف كومكس لبورصة نيويورك التجارية, فقد بلغت اليوم (امس) العقود الآجلة للذهب خلال الدورة الآسيوية في شهر حزيران 1199 دولاراً للأونصة (31 غراما), مرتفعة بنسبة 0.33 بالمئة عن آخر اغلاق لها التي بلغت 1198 دولاراً للأونصة. وانخفض سعر مثقال الذهب الواحد عيار 21 الى 195 الفا و490 ديناراً.
وكانت أسعار الذهب قد بلغت مساء الثلاثاء، في العراق بعملة الدينار العراقي لمثقال الذهب الواحد عيار(21) 200 الف و500 دينار.
 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
امانة بغداد : تسعيرة جديدة لمواقف السيارات
 
بغداد – طريق الشعب
أعلنت امانة بغداد، امس الاربعاء، اعتمادها تسعيرة جديدة لمواقف السيارات تصل الى خمسة الاف دينار، فيما اشارت الى ان المخالفين للتسعيرة الجديدة سيحالون الى القضاء وقد تلغى عقودهم في حال تكرارهم المخالفة.
وقال مدير اعلام الامانة، حكيم عبد الزهرة، لوكالة "أوان"، ان "الامانة اتخذت اجراءات جديدة للتعاقد مع اصحاب مواقف السيارات بعد احالة هذه الساحات الى الاشخاص من خلال المزاد"، مشيرا الى ان "الضوابط تقتضي ان تكون الساحات ضمن مواقع نظامية ولها مداخل ومخارج، اضافة الى وجود لوحات دلالة يشير الى المبلغ الواجب دفعه، فضلا عن ارقام هواتف لأصحاب هذه المواقف".
وأضاف عبد الزهرة ان "الامانة اعتمدت تسعيرة جديدة لمواقف السيارات بسبب ارتفاع الاسعار وعدم التزام اصحابها بالتسعيرة السابقة والبالغة 1000 دينار"، مبينا ان "التسعيرة حددت بحسب عدد الساعات على ان تكون الساعة الواحدة بالف دينار وتصل الى خمسة الاف دينار للوقوف لخمس ساعات ويبقى هذا المبلغ حتى لو استمر توقف السيارة لأكثر من هذا الوقت".
وتابع عبد الزهرة ان "بعض مواقف السيارات لا تلتزم بالتسعيرة الرسمية التي حددتها الامانة، لان هذه الساحات لا تعود اليها وانما لاشخاص تابعين لوزارات او مطاعم او اسواق تجارية"، مشيرا الى ان "الساحات التابعة للأمانة في حال مخالفتها للتسعيرة فانه يتم تغريم القائمين عليها ومن ثم احالتهم الى القضاء وقد تلغى عقودهم في حال تكرار المخالفة".
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التجارة تشكل لجنة للتدقيق في الحنطة المستلمة لـ"ضمان العدالة وتقليل المعاناة"
 
 
بغداد – طريق الشعب
قررت وزارة التجارة تشكيل لجنة عليا برئاسة وكيل الوزارة الفني وعضوية دوائر الرقابة التجارية والمفتش العام للتدقيق في الحنطة المستلمة من الفلاحين ضمن الخطة التسويقية التي بدأت الاسبوع الحالي .
وقال الوزير ملاس محمد عبد الكريم في بيان اطلعت عليه "طريق الشعب"، بانه اوعز بتشكيل لجنة رئيسية ترتبط معها لجان نوعية مهمتها التدقيق في نوعية الحنطة المستلمة من المزارعين والفلاحين بما يضمن العدالة وتحسين نوعية الطحين الموزع ضمن مفردات البطاقة التموينية.
واضاف ان مهام اللجنة ستكون التدقيق في المحاصيل المستلمة واجراء زيارات الى محطات السايلو لغرض متابعة سير عملية الاستلام وتقليل المعاناة التي قد يتعرض لها المزارعون والفلاحون.
واشار الى ان الوزارة بدأت بعملية تنسيق مع وزارة المالية بهدف الاسراع في تسليم مستحقات الفلاحين وعدم تأخيرها بما يضمن حق الفلاح ويسهم في تحسين نوعية المحاصيل التي تنتج محليا.
وشدد الوزير على القيام باجراءات رادعة لكل من يحاول التاثير في تغير درجة ونوعية المحاصيل الزراعية بما يلحق ضرراً بقسم ويحقق الربح الفاحش لقسم اخر، مؤكدا على مواصلة العمل على مدى  24 ساعة لغرض الانتهاء من عملية الاستلام وتحديد نوعيات المحاصيل المستلمة.
 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التنمية المستدامة الشاملة وعوامل النهوض بها في العراق اليوم 
 
قاسم صالح البيك* 
(التنمية الشاملة هي التي توفر حاجات المجتمع الفعلية وتحقق الرفاه وتستثمر الثروة الوطنية دون هدر وتضمن اساسا" ورصيدا" للاجيال المستقبلية. والتنمية المستدامة الشاملة من سماتها واهدافها تطوير وتقدم كل نواحي الحياة الزراعية والصناعيةوالاجتماعية والثقافية والتربوية وتعنى بالحريات والقضاء على البطالة وتحقيق المساواة واشباع حاجات المجتمع الفعلية) (1)كما تحقق هذه التنمية اضافة ثروة او دخل جديد يضاف الى دخل البلد من عائدات النفط التي تساوي 85 بالمئة من الدخل القومي العراقي وبما ان اقتصادنا ريعي احادي الجانب فمن الضروري ان تفتح منافذ اخرى للدخل والنمو.                                                                      وتتضمن التنمية الشاملة المجال النفسي وتوجد تنمية مستدامة نفسية عرفها الاستاذ الدكتور مهند النعيمي بأنها ((عملية تفعيل متنام لكل مكونات المنظومة العقلية على وفق اطر فكرية متجددة واستراتيجيات سلوكية عصرية لتحقيق جودة في الحياة ))
(ان التنمية المستدامة النفسية  تهدف الى اعداد الانسان نفسيا" وصحيا" وتربويا" وتحقيق مجتمع المعرفة العلمية المتقدمة  ومكافحة الفقر وعدالة توزيع الثروة وتكفل الحريات وايجاد عقلية تتبنى التحول من عالم استهلاك المعلومات الى علم انتاجها وتغيير المناهج بما يثير التفكير والقدرة على صنع القرار والاهتمام بعلم نفس التفكير)(2).
عوامل النهوض بالتنمية :-
1-ايلاء مشاريع الاعمار والاستثمار الاولوية وتشجيع الشركات الاجنبية ورجال الاعمالالعراقيين على الاستثمار واعتماد التخطيط وان تتكون الهيئات المسؤولة من عناصر متخصصة وكفوءة لا على وفق المحاصصة التي دمرت الاقتصاد والتعاون بين الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية
2- استغلال الاراضي الصالحة واستثمارها في الزراعة والصناعة والخدمات التجارية واصلاح غير المستصلحة.
3- حماية السلع الوطنية واقامة وادامة المشاريع الزراعية والصناعية الوطنية وتجنب سياسة الاغراق او الدمبنك وتفضيل المنتوج الوطني ومنع المستورد الذي له مثيل وطني منتج                                                                                                              4- (دعم منضمات المجتمع المدني الوسيطة بين الدولة والشعب والتي تسهم في بناء التنمية والديمقراطية وتزيد من كفاءة الدولة .وان يكون هناك تشجيع على العمل الطوعي )(3)                                                                                                                          5- وضع سياسة اقتصادية واضحة (والاعتدال في تطبيق الخصخصة او الليبرالية المفرطة التي لا توفر العدالة  ولا الاستقرار وتفقر الشعب وتسبب تفاوتا" طبقيا")(4) لذا نفضل ان يتبع نظاما" وسطيا، وان يعتمد القطاع العام والخاص والمختلط ويكون بينها تنسيق لتحقيق نمو عال مثلما فعلت دول النمور الاسيوية مثلا".
6-اقامة مدن صناعية ومعالجة المشاريع العشوائية والتخطيط للحفاظ على البيئة ومنح مجلس حماية البيئة صلاحيات تنفيذية لتمنع مثلا" تجريف البساتين وتحويلها الى دور سكنية وغير ذلك                                                                                                              7-الحصول على سلف ميسرة وقروض من البلدان الصديقة والراغبة للاستثمار بسعر فائدة قليل.
8-تطوير الموانئ العراقية لتنمية وتسهيل التجارة ومضاعفة الانتاج  وكذلك الاهتمام بالمطارات                                                                                    9- احياء واكمال المشاريع المتلكئة في الزراعة والصناعة والتخطيط للمشاريع الجديدة بقدر يتناسب والضائقة او الازمة في السيولة المالية في العراق
10-تشجيع المشاريع الزراعية والصناعية التي تركز على الانتاجية وليس الاستهلاك.
11- تشجيع القطاع الخاص وبذلك يتم تشغيل قوة عاملة معطلة لا تسهم بالانتاج واعفاؤه من الضرائب مؤقتاً.
12-استغلال واستثمار المعادن والخامات من غير النفط كالغاز والفوسفات والاسمدة                                                                                                       13- الاهتمام بالريف وتشجيع الفلاحين وتزويدهم بالسلف وتوفير المبيدات والبذور والمكائن والدواجن والابقار وغيرها
14- محاربة الفساد وهدر المال العام.
15- ايجاد فرص معقولة للتشغيل والتعيين وعدم التمسك بحجج ان الميزانية فقيرة ومثقلة فنحن بلد غني وان تكون طريقة التعيين من قبل مجلس خدمة مستقل.
16- اعادة تشغيل  المشاريع والمعامل المعطلة وقد عطلت بحجة خسارة الشركات لغرض خصخصتها.
17-القيام بحملة ثقافية حضارية وتغيير المناهج الى مناهج علمية ومغادرة الطرق التلقينية التقليدية لتحقيق المعرفة العلمية والتأسيس لثقافة عابرة للطائفة والدين والعشيرة والاهتمام بالابنية المدرسية وتعميم التغذية المدرسية.
18- تشجيع المؤسسات الفنية والعلمية والصحية والرياضية على وفق اطر حديثة وعصرية.
19 � الاهتمام بمؤسسات الرعاية الصحية وتوسيع القبول في كليات الطب وعدم وضع العراقيل والحجج                                                                                                              20- دعم مؤسسات الرعاية الاجتماعية وتحسين البطاقة التموينية وتطبيق قانون الحماية الاجتماعية بجدية.
21- التعجيل باعتماد سياسة لامركزية المحافظات او الفدراليات وتوزيع الثروة الوطنية حسب النسب السكانية لتتمكن الحكومات المحلية من العمل لصالح ابنائها.                                                                                                                                         22- الاهتمام باماكن السياحة والمتاحف
23- الاهتمام بالثروة المائية والحفاظ والدفاع عن حصة العراق المائية والتركيز على طريقة التقطير والترشيد                                                                                                                            24- تفعيل  قانون حماية المستهلك من السلعة الرديئة.
25- ايجاد بيئة ملائمة للتنمية بتحقيق استقرار باللحمة الوطنية والقضاء على الارهاب وتوسيع التوافق الوطني لتحقيق الوحدة الوطنية لضمان تحقيق ارادة قوية تقف بوجه التحديات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*اختصاصي علوم اجتماعية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصادر حسب الهوامش
1- أ.د مهند محمد عبد الستار النعيمي-علم النفس المعرفي ص382 الطبعة الاولى 2014م
2- نفس المصدر السابق ص3863-
3-قاسم صالح البيك مجلة الشرارة العدد 79
4- صالح ياسر الاقتصاد السياسي للازمات الاقتصادية في النسق الرأسمالي العالمي ص546


ص11
 
نظرية الهوية الاجتماعية في تكوين الحزب الشيوعي
 
 
جاسم المطير
التاريخ العراقي الحديث يبين لنا أن أغلبية الاحزاب السياسية التي تشكلت بُعيدَ تأسيس الدولة العراقية الحديثة قامت بالتتابع، وانتهت بالتتابع،  خلال مراحل الحكم المتعددة، التي مرت ببلادنا.  لكن الحزب الوحيد الذي امتلك القيمة المؤهلة للبقاء والمواصلة والديمومة هو الحزب الشيوعي. رب من يسأل عن السبب، خاصة وأن هذا الحزب تنزّه،  وما زال نزيهاً حتى اليوم،  من الناحية المالية،   كما هو حال البعض النادر من الاحزاب العراقية الاخرى.  قامت ماليته منذ تأسيسه، حتى اليوم،  على اشتراكات اعضائه وتبرعات اصدقائه بعكس بعض الادعاءات المعادية للشيوعية التي قامت على نقص الدليل.  كما أن الحزب الشيوعي جابه الكثير من الاضطهاد والقمع،  العلني والسري،  بقصد حرمانه من مادته الفكرية الغزيرة ومن ثروته في كوادره الكفوءة ومن حكمةِ قادتهِ وتجاربهم،  الذين صهرتهم ساحات التظاهرات والاضرابات العمالية والانتفاضات الريفية و نيران منصات الاعدام ووسائل التعذيب المجنحة في اقبية الأجهزة البوليسية.
 
 
أكتب اليوم هذه السطور من خلال تجربتي السابقة في العمل الشيوعي منذ 65 عاما،  منذ كانت قد انتشرت اكاذيب وصور زائفة عن اخلاقية الشيوعي العراقي وعن نضالاته وعن الصاق تهمة العمالة السوفييتية بالحزب وبقادته.  سرعان ما اندحرت وزال خزين تلك الادعاءات من الاعلام المعادي. قضيت زمنا طويلا من حياتي لصيقاً بالحزب الشيوعي خلال ربع قرن من الزمان في بعض الفترات وقريباً منه في فترات اخرى ثم عدتُ لصيقاً به،  حتى في الفترات التي كنت بعيداً عنه،  ظلت حياتي كلها تحمل ذكريات قوية فيها الكثير من الرواء والمشاعر والأحاسيس المتغيرة بفعل الزمن. ذكرياتي عن الشيوعية في طفولتي هي غيرها في مراهقتي،  وفي فترة المراهقة هي غيرها في مرحلة نضوج الشباب،   وهي في الشباب غيرها في الكهولة والشيخوخة،  لكن الزمن ظل يعلمني شيئا واحدا أن (هوية الحزب الشيوعي العراقي) ظلت (هوية واحدة) استقرت عليها الشخصية الإنسانية داخل الحزب رغم كل التحولات والتغيرات التي مرت على الوطن.
من المعروف بداهةً أن لكل حزب من الاحزاب الوطنية (هوية خاصة) تكشف رؤيته للحياة وموقفه من العالم والانسان. في وسع كل قارئ أن يبحث في وطنه العراقي،  دائماً،  عن أفضل الأعمال النضالية وعن أحسن الهويات الوطنية. الكثيرون يسألون: هل هوية الحزب الشيوعي العراقي كانت واقفة في الصدارة الوطنية خلال 81 عاما من حيث قيمتها الفكرية ومن حيث ما واجهه من معضلات وما قدمه من تضحيات وما نشره من أفكار وما قدمه من أعمال..؟ أم أن القضية التي شغلته وسيطرت على تفكيره طيلة عمره لم تكن ذات علاقة بالشخصية الانسانية الفردية،  بل بالروح الوطنية الجمعية الاصيلة..؟  هل أن التحولات والتغيرات الكثيرة في المسيرة الطويلة كانت في مظهرها وجوهرها قضية (هوية) أم قضية (اجتماعية) أم  كلاهما..؟
هذا هو السؤال الكبير الذي تحاول مقالتي،  هذه،  الإجابة عليه.
طيلة 81 عاما من عمر الحزب تشكلتْ سلسلة من الوقائع والحقائق تكفي،  بذاتها،  لتقديم حجة مقبولة قدمها الشيوعيون العراقيون أن بقاء حزبهم كان وما زال مؤهلا في موقع متميز،  لا لآنه خبير في مهمات النضال اليومي،  وليس لأنه يضم مناضلين خيرين في قاعدته،  وحكماء صلبين في قيادته السياسية،   وليس لأن أفكار الحزب تميزت باهتمام مزدوج،  بمصالح الشعب كله وبمصالح الوطن كله فحسب،   بل السبب الرئيس هو أن الحزب أصبح تجمعا شعبياً وجد نفسه مناضلا وفق قاعدة (الخير المشترك) المنطلق من نشاط أعضائه، من أجل (الخير المشترك) للشعب كله. هذا هو الهدف،  الذي يسعى إليه الوطن العراقي بنفسه والشعب العراقي بنفسه بعد أن تبين لهما أن الحزب الشيوعي يحمل هوية الوسائل والغايات لتزويد الوطن والشعب بأجهزة النضال الخاصة،  أي بــ(الهوية) التي علمته (أن النضال فن) و(المعرفة السياسية علم) و (المناضل الشيوعي مهندس سياسي) يستهدف عملاً طيباً يعمله الإنسان لخير الإنسان.
في ثلاثينات القرن الماضي كان تماوج الجماهير الفلاحية في العراق،  مع الجماهير الكادحة في المدن الكبيرة والصغيرة في انحاء البلاد كافة،  يطالبون بالعدالة التي رفعت شعاراتها ثورة العشرين،  واحتوى بعضها دستوراً بعد تأسيس الدولة الحديثة. لكن كل مدينة وقرية وضاحية كانت تشهد تجمعات فيها سخط على الحكومة.. كان بعض العمال يعون واقع حالهم  ويتجمعون في جمعيات ونقابات بحثاً عن حياة جديدة خالية من وقاحة السلطة وسلاحها الموجه الى صدور المطالبين بالحرية،  والحق،  والعدالة،  الذين يقابلهم  رجال حكوميون لا ضمير لهم ولا شرف،  بل يواجهون اضرابات العمال وتمردات الفلاحين بأخلاق الضواري الوحشية. ازاء هذا الواقع كانت مجموعات من المثقفين الواعين،  المتسمة بالصدق والتنوير،   قد وجدت نفسها أمام مسؤولية وطنية كبيرة،  مسؤولية الدخول إلى  التاريخ العراقي الحديث لتوعية،  العمال والفلاحين وعموم الطبقة الكادحة والطبقة الوسطى وتجميع رؤاهم المستقبلية، بمنطق واحد موحد،  بهوية واحدة موحدة،  تحمل قيماً ومعايير وأفكاراً قادرة على دمج مصالح (الفرد) بمصالح (الجماعة) حيث يمكن تجميع الصفات الشخصية بالصفات الوطنية الجماعية ليكمل بعضها بعضا.
في ثلاث مدن عراقية رئيسة (البصرة والناصرية وبغداد) كانت مجاميع من الشباب يتجهون نحو التعرف على الفلسفة الماركسية.  أخذوا في دراسة بعض سردياتها،  بنوعٍ من حماس الشباب،   لتشكيل حلقات أولية ذات صلة بالمظاهر الثقافية،  والاجتماعية،  والسياسية،  والاقتصادية، عن تطور بلادنا في الفترة اللاحقة لنهاية الحرب العالمية الاولى وعقب تأسيس الدولة العراقية الحديثة،  وبعد بدء العمل بمشروع الدستور الأول (دستور عام 1925)  مع ظهور حالة من التفاؤل  البهيج باحتمال ظهور نظام الحرية والديمقراطية. نتج عن ذلك تجانس ثلاث حلقات بارتباطات حقيقية في ثلاثة أمكنة من العراق،   كما يلي:
(1) أول الحديث عن الأنساق والتصورات الماركسية. جرى بين مجموعة من الشباب في مدينة البصرة حيث بدأت في هذه المدينة بوادر نشوء غايات استعمارية محددة لجعلها ميناءً مهماً لاستيراد وتصدير البضائع لصالح الطبقات الاحتكارية البريطانية والغربية،  فصار الخط التطوري في البصرة قائما على إنشاء ارصفة الموانئ والسكك الحديد،  والبحث عن المصادر الطبيعية مثل نباتات عرق السوس المستخدمة في صناعة الأدوية و البحث عن منابع النفط كشريان رئيس في تغذية الصناعة الرأسمالية كلها. كان وجوه حلقة البصرة الماركسية قد شملت عدداً من المثقفين الشباب منهم: عبد الحميد الخطيب،  وزكريا إلياس،  وسامي نادر مصطفى وعبد الوهاب محمود.
(2) ثاني الحديث عن تلك الأنساق والتصورات الماركسية قد جرى في مدينة الناصرية ذات القواعد الفلاحية المتصارعة مع ملاكي الاراضي،  حيث المشكلة الوطنية الأولى هي معاناة الفلاحين،  مما دفع المثقفين الماركسيين فيها إلى دراسة وتحليل المشاكل الفلاحية،  الفردية والجماعية،  الاقتصادية والسيكولوجية.  كما صار البحث متركزاً لدى مجموعة الناصرية على جميع الأزمات في الشخصية الوطنية العراقية كنموذج قريب ممثل للشخصية العراقية في جميع المدن العراقية الاخرى. كانت مجموعة الناصرية تضم متناقشين شباناً هم:  يوسف سلمان يوسف(فهد) وغالي زويد وأحمد جمال الدين.
(3) في العاصمة بغداد كانت مجموعة ثالثة تجمع قدراتها لاستيعاب أفكار وتجارب الماركسية، من خلال رؤيتها الوطنية،  لواقع الجماهير العراقية وآدابها وتراثها. انصرفت هذه المجموعة الى البحث عن الصيغ والاشكال التنظيمية،  التي بإمكانها أن تخلق تنظيماً حزبياً قادراً على القراءة الاجتماعية للواقع الشعبي العراقي،  والإحاطة بكافة المعضلات المفروضة على هذا الواقع. كانت هذه المجموعة تضم: حسين الرحال،  عوني بكر صدقي،  مصطفى علي،  محمد أحمد المدرس،  عبد الله جدوع.
كانت الحلقات الثلاثة  تبحث عن شيء منظم موحد البناء قادر على توفير الشروط، السياسية والاجتماعية،  لكي تجعل (الفرد) متمكناً من اخضاع ذاته وفكره ومسعاه ونضاله الى متطلبات (الفكر المشترك) وإلى (المسعى الوطني المشترك) و(العمل الجماعي المشترك) لخلق حقيقة جماعية، بهويةٍ وطنيةٍ واحدةٍ مشتركةٍ،   تنظم العلاقة بين الفرد العراقي وكل المجتمع العراقي. كان اقدام النخبة على العمل من أجل ايجاد حزب يأتي من خلال برنامج ونظام داخلي قادرين على تحويل (عقل الفرد) الى جزء من (سلوك جماعي) .
في 31 � 3 � 1934 حدثت ظاهرة في العراق لا نظير لها،  فقد شع نورٌ جديد النوع،  في وضح ذلك النهار،  من مجموعة شخصيات عراقية،  قليلة العدد،  أرادت أن تخلق لها مكاناً مرموقاً في ساحة النضال الجماهيري. حمل هذا الحدث كلاماً اساسياً في بيانٍ انطلق من عقل عراقي خالص فخور بنفسه وبحروفه في سبيل نشر ذلك النور في كل المدن والارياف في بلاد الرافدين،   التي كانت في ذلك اليوم ملفوفة بالظل والظلام، بالجهل والخرافة. كان هدف تأسيس الحزب الشيوعي العراقي أن يفتح عيون الكادحين العراقيين بأكبر وأوسع مدى،  من أجل أن تكون بلادنا حضارية، وأن يكون شعبنا سعيداً وأن يكون وطننا حراً.
كانت تلك المجموعة، القليلة العدد،   قد اعلنت انحيازها،  فكرياً وعملياً،  إلى المجتمع العراقي كله،  باعتمادها على نمط التبادل الفكري بين افراد المجتمع العراقي من خلال وجود التاريخ المشترك بين ابناء الشعب العراقي، على اختلاف عقائدهم، وأيديولوجياتهم، ومذاهبهم، واقوامهم. كان نداء إلى العراقيين،  جميعا،  إلى فهم مشترك،  لصياغة توافقٍ،  متبادلٍ،   مشتركٍ،  مقبول من الجميع،  يتجنب أي مأزق بين هذه الفئة العراقية أو تلك.  كما يتجنب تصعيد أي اختلاف أو خلاف قد يدمّر العلاقة الأخوية بين جميع المواطنين. تميزت مجموعة تأسيس الحزب الشيوعي بصياغة استمارة طلب الانضمام الى الحزب الشيوعي بقدرة مقصودة على تجاوز صعوبات التكوين التعددي في المجتمع العراقي.  ركزت الاستمارة على تجسيد اسم طالب الانتماء باختياره الشخصي لاسم حزبي،   وعلى سنة ولادته،   حيث لا يُقبل عضواً في الحزب إلاّ من كان عمره 18 سنة فاكثر. كانت الاستمارة تطلب لمحة خاطفة عن ثقافته ولا شأن لها بأصوله الدينية أو العرقية. لكي تعزز الثقة والتعاون بين الجماعات العراقية المتنوعة دينيا ومذهبيا وقوميا.
في علاقات اعضاء الخلايا واللجان الحزبية نشأت،  منذ البداية،  أيضاً،    بيئة متمدنة متحضرة. علاقة الشيوعي بالشيوعي الاخر (علاقة رفاقية) تنعدم فيها المكانة الطبقية، والألقاب والمذهبية. كل واحد ينسجم مع الآخر الى ابعد الحدود. كل واحد يقدم نموذجاً فريداً في العلاقة الأخوية والإنسانية. اجتماعات الخلايا واللجان تسودها مشاعر المودة والعطف،  ليس فيها أي شكل من أشكال التصادم الديني او المذهبي او القومي. الجميع يشعرون بجدية الانتساب للهوية الوطنية الواحدة. كل عضو شيوعي يجد لذة في ممارستها وفي الدفاع عنها. كل انفعال داخل الخلية يكون بسبب الدفاع عن هوية الحزب الوطنية.  كل وجدان شيوعي ينذهل أمام شيء شيوعي واحد هو (الهوية الوطنية).  كل شيوعي يعيش حياته بسعادة حين ينضوي تحت الهوية الشيوعية ويمر المرشح الذي يتأخر قرار عضويته بأزمة نفسية من نوع ما تدفعه للمطالبة بها.
 قصة (الهوية الوطنية) داخل الحزب الشيوعي،  هي قصة تستحق الوقوف الطويل عندها.  إذا كان الباحث الموضوعي حنا بطاطو قد قدّم في كتابه عن الحزب الشيوعي بعض تفاصيل الأصول العرقية والمذهبية لبعض قادة الحزب في فترات مختلفة فكان يجدر به أن يستوفيها بالوصف الموضوعي الكامل لأن تركيب عضوية اللجنة المركزية في فترات اشار إليها في كتابه،  لم تكن مخططة ولا محددة من قبل اي قائد في الحزب أو في اية لجنة من لجانه،  بل كانت منبثقة بالأساس من السمة الوطنية للهوية الشيوعية،  حتى صارت سيرة حياة كل عضو قيادي في الحزب الشيوعي مستعدة لتضحية كاملة في سبيل الحفاظ على الهوية الوطنية. لم يكن يوسف سلمان يوسف او زكي بسيم او ستار خضير او سلام عادل أو محمد صالح العبللي او شاكر محمود أو عايدة ياسين،  وآلاف غيرهم يخافون من الموت بطريقة لا تفصلهم عن هويتهم الوطنية.
كانت اقسى الاتهامات قد وجهت الى الحزب الشيوعي من مختلف اصناف اعدائه في محاولة لتصويره انه موصول قسراً بالأممية الشيوعية تارةً،   وبالاتحاد السوفييتي تارةً اخرى،  أو انه غير موصول الجذور بالواقع العراقي،  أو انه ينسب الى هذا المذهب او ذاك من المذاهب السياسية،  التي يختلف الناس في تفاسيرها. في الخمسينات مثلا كنت اسمع وأقرأ نماذج دعايات متعسفة  تلصق بالشيوعية في محاولة للتأثير السيكولوجي على الشباب،  لمنع انتسابهم لعضوية الحزب أو حمل هويته. كان أعداء الشيوعية ينشرون بمختلف الوسائل مضامين واكاذيب لتصعيد العداء ضد الشيوعية باعتبارها ثقافةً وروحاً لا تعيش بأحاسيس الناس والمجتمع.  لكن الصراع مع الزمن ومع الأعداء ظل برهاناً في الحياة العراقية الواقعية كي يجد الناس حقيقة الهوية الوطنية الثابتة في الحزب الشيوعي. لقد حرر زعيم الحزب  (فهد) نصاً عن هذه الهوية (لقد كنت وطنياً وعندما أصبحت شيوعياً صرت أشعر بمسؤولية اكبر تجاه وطني).
بهذه الصورة ظلت استراتيجية التحيز التام إلى (الهوية الوطنية) داخل الحزب الشيوعي العراقي من خلال استراتيجية الدمج بين (الفرد) و(الجماعة) بين (المواطن) و(الوطن).  وقد استطاع الحزب الشيوعي العراقي طيلة 81 عاما أن يحقق تميزاً اجتماعياً ايجابياً من خلال حِراكه النضالي  بأعضائه المبدعين،  السياسيين والثقافيين،   ومن خلال حِراكه الاجتماعي � السياسي بهوية عراقية واحدة وثيقة الصلة بمصالح الشعب العراقي كله،   كأساس للمكانة الاجتماعية الواحدة في وطن متعدد الثقافات والحضارات،  محققا بذلك هيبة نضالية كبرى ومكانة نضالية كبرى أيضاً،  من دون أن تنحى ثقافته أي منحى تعصبي في كفاحه الوطني الطويل،  حيث انجذب الى جميع المواقف الوطنية التي يكون فيها الوطنيون الاخرون على حق وكفوءين  في توفير وسائل العمل النضالية،  الذاتية والموضوعية.
في الزمان الحالي حيث نشاهد جميعا وجود اتجاهات وأفكار نمطية سائدة في مجتمع الانقسام الطائفي والعرقي،  حيث التعصب المذهبي والمحاصصة الحكومية والبرلمانية، التي أوجدت حتمية (التعصب) داخل المجتمع، مع الاسف،  فأن ثقافة (الهوية الوطنية) للحزب الشيوعي ترفض تلك الاتجاهات،  ولا تقر بقبولها، خاصة وأن العالم من حولنا كبير جداً ومعقد جداً،  مما يجعل الأحداث السياسية في العراق وفي منطقة الشرق الاوسط، كلها،  في غاية التصلب والصعوبة. لذلك سيظل الحزب الشيوعي حاملاً لهويته الوطنية الخالصة لأنها الهوية الوحيدة القادرة على تجميع القدرات الوطنية للتخلص،  وإلى الأبد،  من اضطراب الصراع بين الهويات الطائفية والعرقية، لإنقاذ الوطن العراقي وشعبه من التعصب الطائفي ومن انماط المحاصصة الشكلية والاعتماد على محصلة خبرات وتجارب وتفاعلات الديمقراطية كسبيل وحيد للتطور والتقدم وتامين الحرية للفردية والسلم الاجتماعي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 9 نيسان 2015
 
 
...........
ملاحظات في جغرافية التنمية والتخلف
 
ترجمة: د. هاشم نعمة
منذ فترة طويلة اهتم الجغرافيون وعلماء الاجتماع الآخرون بالتفاوت الاجتماعي والاقتصادي الموجود سواء بين الدول أم بين المناطق. وقد ساهمت اعمالهم في فهمنا للتنمية، بتعريفها عموما بأنها عملية تحسن من خلالها الوضع الاقتصادي والاجتماعي لمواطنيها وكذلك معرفة حصيلة هذه العملية. وتبنى العلماء من مختلف التخصصات مثل الاقتصاديين، والسسيولوجيين، والانثربولوجيين ومن علم السياسة وجهات نظر مختلفة لدراسة التنمية؛ لكن المساهمة المميزة للجغرافيين تتحدد بأنهم ينظرون لعملية التنمية بإطارها الواسع والشامل والذي يدمج الخاصيات البشرية والبيئية للبلد مع إرثه التاريخي الفريد وعلاقاته مع البلدان الأخرى.
 
وبالرغم من أن المصطلح يستخدم على نطاق واسع، لكن مفهوم التنمية لا يزال مثيرا للجدل للغاية. وكانت فكرة التنمية قد أصبحت فكرة عامة في الخمسينات من القرن العشرين عندما بدأت الكثير من المستعمرات السابقة بالحصول على استقلالها. وبالنسبة لهذه البلدان، فإن نجاح خطة مارشال في أوروبا التي اعقبت الحرب العالمية الثانية أصبحت نموذجا يحتذى به. ركزت التنمية في الخمسينات والستينات على نمو الناتج الوطني الإجمالي لكل شخص من خلال الاستثمار في القطاعات الاقتصادية الرئيسة ومشاريع البنية التحتية، التبادل التقني، والتعويل على الأسواق المفتوحة. طريقة التنمية هذه أو هذا النموذج  اصطلح عليها بـ "التحديث" وكانت قد ارتبطت باسماء علماء مثل والتر روستو، الذي كتب مقالة مؤثرة للغاية بعنوان "مراحل التنمية الاقتصادية" عام 1959. 
في السبعينات بات واضحاً، بأنه على الرغم من جهود عقود من الزمن، لم يشهد الكثير من بلدان العالم الثالث نمط التنمية المتوقع بحسب نظرية التحديث. وفي العديد من هذه البلدان، ساءت أوضاع الفقر والتفاوت. وبدأت مجموعة اخرى من العلماء تؤكد بأن التحديث ببساطة قد عزز من الأنماط التاريخية الاستعمارية، لأن الطريق الوحيد للبلدان الفقيرة لتنمية رأسمالها المستثمر كان يتمثل في الاستمرار في تصدير المحاصيل الزراعية والمواد الخام إلى الدول الصناعية. وقد أكد العديد من الكتاب على ان هذا الوضع قد اطلق عملية التخلف بسبب أن اسعار صادرات القطاع الأولي من البلدان الفقيرة كانت تتجه للانخفاض عبر الوقت، في حين ان هذه البلدان مضطرة لدفع اسعار عالية مقابل الواردات الصناعية. وقد استخدم والرشتاين هذا الإطار ليتوصل إلى أن "النظام العالمي" يضم المركز، وشبه الهامش والهامش، مكانيا يتمثل نمط الدول الصناعية  "أو المركز" بالدول التي تطورت على حساب العالم الثالث أو بلدان "الهامش" التي تزود هذه الدول بالمواد الخام. أما بلدان شبه الهامش فكانت تلك التي تشترك بمميزات مشتركة مع كلا المجموعتين من الدول. واستنادا إلى فرانك ووالرشتاين، فإن طبيعة النظام العالمي تقضي على جهود بلدان الهامش لتنمية اقتصادياتها.
هذا النقد الموجه لمشروع التحديث اصطلح عليه بأشكال مختلفة منها منهج البنيوية، التبعية أو منهج الأنظمة العالمية. وهو يقترح بدلا من نمو الصادرات الأولية، ينبغي أن تسعى بلدان الهامش لتصبح معتمدة على نفسها في إنتاج السلع المصنعة بواسطة فرض ضرائب عالية أو تعريفات على السلع الصناعية المستوردة، مترافقة مع تأميم الصناعات الرئيسة كوسيلة لكسر دائرة الاعتماد على دول المركز. وعلى نطاق أوسع، يستخدم مصطلح البنيوية، في الوقت الحاضر، للإشارة إلى أي منهج يقر بأن التفاوت في التنمية ناجم عن النظام العالمي المترابط والذي تكون فيه التنمية في بعض البلدان على حساب البلدان الأخرى. ومقالة غرانت وناجمان المعنونة "إعادة قياس التنمية غير المتوازنة في غانا والهند"، مثال جيد لوجهة النظر هذه، حيث أشار الباحثان بأن اتجاهات العولمة المعاصرة فاقمت عمليات التنمية غير المتوازنة في غانا والهند. 
في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات نتج عن انهيار الإتحاد السوفيتي التحول إلى نهج السوق الحرة في الكثير من البلدان الاشتراكية والشيوعية السابقة. وقد سقط نموذج الدولة المركزية للتنمية الذي دعا له البنيويون باتجاه زيادة الاستياء، وتحول سياسة التنمية إلى الليبرالية الجديدة، مع التأكيد على خفض مساهمة الحكومة، وخصخصة الصناعات التي تملكها الدولة، والتوقف عن ضبط الاسعار والمساعدات، وتعزيز الصادرات من خلال تخفيض قيمة العملة. هذه الحزمة من الوصفات السياسية، اصطلح عليها بالتكيف الهيكلي، وقد دُعمت بقوة من قبل الوكالات الدولية المانحة مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي باعتبارها إجراءات صعبة ولكنها تمثل "دواء" ضروريا لتمكين البلدان النامية من تقوية اقتصادياتها. في الوقت الحاضر، وبعد أكثر من عشرين سنة على برامج التكيف الهيكلي ظهرت فقط نتائج مشكوك فيها في معظم الحالات، لذلك بدأت تتزايد الانتقادات الموجهة لهذا النهج.
أخيرا، اقترح عدد متنام من العلماء مناهج بديلة للتنمية تتجاوز ثنائية البنيوية مقابل الليبرالية الجديدة. مقالة آ. ببنغتون ود. ببنغتون المعنونة "بدائل التنمية: الممارسة، المعضلات، والنظرية"، تفحص معرفة التنمية البديلة. حيث ينتقد الباحثان نظريات التنمية البديلة بالقول أن علماء التنمية يجب عليهم التعامل مع السياسة العالمية الحقيقية. هذه المقالة أيضاً تتناول دور المنظمات غير الحكومية في عملية التنمية. البعض يسأل فيما إذا يمثل تزايد دعوات المشاركة والبحث عن بدائل للتنمية تغييرا حقيقيا، أو أنه مجرد إعادة تعبئة بسيطة لمفهوم التنمية دون معالجة القضايا البنيوية الأساسية للتفاوت والفقر. 
رد فعل آخر على فشل الإصلاح الاقتصادي المستند إلى الليبرالية الجديدة كان قد تمثل في صعود "الجغرافية الاقتصادية الجديدة". والمفارقة الكبيرة هي أن أكبر عدد من العلماء الباحثين في هذا الحقل الفرعي الذي برز بسرعة هم اقتصاديو التنمية، وليس الجغرافيون. وقد دعا الاقتصاديون العاملون في هذا الميدان إلى إعادة اكتشاف أهمية الجغرافية وهم يستخدمون هذا المنهج لتفسير لماذا تشهد بعض مناطق العالم الجنوبية أداء باهتا في التنمية رغم الاصلاح الاقتصادي المستند إلى الليبرالية الجديدة. ويشير الكثير من الجغرافيين بأن هذا المنهج يمكن أن يحيل اساس الاختلاف في أداء التنمية إلى "الطبيعة". وهذا يمثل مشكلة بسبب أنه يحجب التباينات القوية الموجودة داخل وبين الدول، والعلاقات التجارية غير العادلة، التي تمتلك تأثيرا هائلا على مسارات التنمية. هذه البراهين المعارضة ملخصة بشكل دقيق بمقالة بعنوان "الجغرافية، الثقافة، والنماء" للباحث اندريس أوبنهايمر.
من هذه القراءات يصبح واضحا بأنه لا توجد نظرية واحدة يمكن أن تفسر بشكل كامل لماذا توجد تباينات جغرافية في التنمية عبر العالم؟ ومع ذلك، اخذ هذه النظريات مجتمعة، يزودنا بمادة غنية عن الكثير من العوامل التي تساهم في التنمية، وكذلك يفيدنا بتعريف هذه العملية الذي يوصف بالمهمة المعقدة، ويستفزنا للاستمرار بالبحث في هذا الميدان الهام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الترجمة عن كتاب:  William G. Moseley et al.,(eds.)The Introductory Reader in Human Geography (Malden, Oxford, Victoria: Blackwell Publishing, 2007)
 

ص12

ضجيج يستبيح "مقبرة تلكيف"
 كمال يلدو
سيذكر التأريخ  الجريمة التي اقترفت يوم الثاني من آذار  ٢٠١٥  وستحتاج الى أجيال كي تطوي آلامها،  فيما ستبقى  تفاصيلها عالقة  بذاكرة الآلاف، في إشارة لعقلية جسدت اعلى درجات الأستهتار بمشاعر الناس، وأظهرت حقدا دفينا  تكشّف في تسيير الشفلات والتراكتورات  بمقبرة (مدينة تلكيف التابعة لمحافظة نينوى ١٠ كم) ليتم تخريب قبورها وتجريفها بالكامل ومسح أي معلم من معالمها.
لايمكن للأنسان العاقل أن يصف حجم الألم الذي ضرب عوائل الموتى،  عميقا في افئدتها وتأريخها ومشاعرها، حينما يجري استهداف من لا شأن لهم بمشاكل العراق وما يجري فيه الآن، اولئك هم الناس الذين خدموا وطنهم وأهلهم يوما،  وحانت ساعة رحيلهم فأودعوا في مقبرتها الواقعة على تلّة تطل على باقي المدينة،  وخلف كنيستها، منذ عشرات السنين.
لقد تعددت الجهات والأساليب التي تستهدف ابناء المكونات الصغيرة، من المسيحيين (الكلدان والسريان والآشوريين) وأبناء الديانتين الأيزيدية والمندائية، خاصة بعد التغيير عام ٢٠٠٣، ان كان من العصابات  أو الميليشيات أو بقايا البعث المقبور أو في تنظيم القاعدة وأخيرا بما يسمى الدولة الأسلامية (داعش). ولعل الهدف يصب في مجرى واحد ، محزن ومؤلم ويمثل خسارة للوطن والمواطن، الا وهو تضييق الخناق عليهم، واتباع كل الأساليب، اما لأنهائهم قتلا أو بدفعهم للرحيل عن العراق. يحدث هذا تارة بهدوء وبلا ضجيج، وتارة أخرى بدوي عال ومرعب، ?الفاعل في كل  مرة معلوم  لكنه غير منظور، موجود لكن لم يلق القبض عليه. في توليفة حيكت بأياد ماهرة تريد الوصول الى هدفها دون أن تترك اية بصمات في مسرح الجريمة.
فمن هي الميليشيات ومن راعيها؟
ومن هي العصابات وما هي اماكنها؟
ومن هي القاعدة وأين مقراتها؟
ومن يقف خلف بقايا النظام المقبور وأين هم؟
ومن هي داعش وأين مكاتبها؟
هذه هي الجهات التي كانت ومازالت تستبيح وتستهدف ابناء وبنات المكونات الصغيرة، وللأسف  بقيت ردود افعال الدولة وأجهزتها الأمنية  قاصرة خجولة  ودون فائدة تذكر.
 ورغم اصوات الأدانة والأستنكار من العديد من المثقفين والأحزاب الوطنية والمنظمات المدنية ورجال الدين من كل المذاهب وحتى من المواطنين  بكل اطيافهم ، الا ان حملة الأستهداف تتصاعد تصاعدا منذرا بقرب المعركة الحاسمة لأنهاء وجودهم في العراق كليا. هذا المسلسل الذي بدأ بالعديد من المحافظات الجنوبية (البصرة نموذجا) ثم في بغداد وبعدها في الموصل وصولا الى احتلال بلداتهم ومدنهم وقراهم في سهل نينوى، وامتدادا الى تدمير آثار أسلافهم الآشوريين في متحف الموصل ونمرود والحضر ، وأنتهاء (على الأقل الآن) بتجريف مقابر آبائهم وأجد?دهم، قاصدين دون ادنى شك، قطع أي جذر يمكن أن يجعلهم يفكرون في بلد أسمه العراق أو وطنا كانت سماؤه يوما خيمتهم لآلاف السنين!
ان بقاء ملف استهداف المكونات الصغيرة الأصيلة مفتوحا على مصراعيه نحو مجهول غامض يثير الريبة والشكوك في الجهات المستفيدة منه، في الطريقة التي تجري تنفيذها  والتصفيات التي لم تشهدها  المجتمعات المتحضرة منذ قرون، لابل ان عدم تداول الأمر بجدية معقولة، وبنتائج ملموسة يجعل الأنسان يطرح استنتاجات كثيرة ولعل اقلها ، هو اشتراك (جهات) محسوبة على العملية السياسية في هذه الجرائم، فيما يجري التستر عليها  وألقاء التهم على جهات اخرى مجهولة وغير معروفة أو طارئة على اقل تقدير، من اجل التهّرب من مواجهة المسؤولية الحقيقية في ?وفير الأمن والأمان وحماية المواطن وممتلكاته.
ليس سـرا بأن نتائج  الحرب الشعواء على هذه المكونات، سـتُفقد العراق ، وقواه الوطنية المخلصة حليفاً هي بأمس الحاجة اليه في مواجهة التحديات، وسـتُفقد الوطن قدرات وكفاءات كبيرة ، إذ انها  في النهاية ستضطر يوما الى اختيار طريقة اخرى للحياة، بديلا عن حياة الذّل والقهر والأهانة والقتل والتدمير  في وطنها الأصلي وأمام انظار شركائها .
مع إن الكثير من ابناء الوطن المخلصين يشعرون بحجم هذه الخسارة التي يعبرون عنها بأحاسيس وطنية دافئة ومخلصة،  لكنها وللأسف عجزت عن وقف تدحرج كرة اللهب التي تضرب بنيرانها اولئك الناس المسالمين.  و لا يبدو أن هناك في الأفق  وقفة مع الضمير أوالأخلاق لوقف هذا الأنحدار المريع في القيم والأعراف ، ودون أن نمتلك الحصانة ضد هذه الأفكار والممارسات الهمجية المتكررة.  ربما لن تنفع تلك الحسرات، لأنها ستكون على شاكلة الحنين الى اليهود، والى الأكراد الفيلية، واليوم للمسيحيين والأيزيدية والمندائيين.. فمن سيكون القادم؟
يقبع اليوم موتى (مقبرة تلكيف) في أحد أطرافها، بعد ان تم تجريف قبورهم وتخريب معالمها، مجتمعين والحيرة تأخذهم على ما جرى لهم، فيما ابصارهم تتجه نحو المدينة الفارغة من ناسها، والسوق الذي امتلأ بالغرباء، وناقوس الكنيسة الذي لم يدق منذ أشهر، والى مراعيها وأراضيها الزراعية وقد فرغت من غلاتها الذهبية،  يقف شيبها وشبابها وأطفالها، رجالا ونساء،  صفوفا بأنتظار انجلاء الأمور.  فقد مّر زمن غير قصير منذ ان زارها الناس، ومنذ ان مروا بمباخرهم على احبابهم وأهاليهم فيها، ومنذ أن افترشتها عوائلهم في مشهد أُريد له ان يكون ام?دادا للبيت الذي رحل عنه هؤلاء الأحبة، وفي رسالة معنوية  انسانية تؤكد للأب والأم والحبيبة او الحبيب، للزوجة أو الزوج للأبن أو البنت الغائبين، بأنكم معنا ونحن معكم، نأكل سوية ونضحك ونبكي، ونشارككم حكاياتنا كما لو كنتم لم تغادرونا!
  لقد تُركوا وحدهم في هذا المشهد، فلا اهاليهم موجودون حتى يعيدوهم الى قبورهم، ولا هم قادرون على العودة اليها لأنها خُربّت، ولا أحد يريهم النور في نهاية هذا النفق!
الى متى سينتظرون؟
 
 
 
الفساد درع الفساد
د.حاكم محسن محمد الربيعي
الفساد درع الفساد, هذا ما كان يتهامس به اثنا ن من ركاب احدى الحافلات وقد جلب انتباهي حديثهما فأمعنت  بالاستماع الى ما  دار بينهما,    وبدأ احدهما بالحديث قائلا: منذ الاحتلال الامريكي للعراق دخلت جماعات كانت تطلق على نفسها (المعارضة ) حيث بدأ النهب والسلب للأموال العراقية وبمختلف الاساليب، ابرزها نهب المصارف ومؤسسات الدولة المختلفة وقال اخر ليس المعارضة بل هي جماعات خارجة على القانون واشترك ثالث ليؤكد ان المعارضة اشتركت بالنهب والسلب ايضا وهناك اسماء اصبحت بارزة حيث لم تكن كذلك قبل الاحتلال فنهبت اموال الدولة وانقاض الشركات الصناعية?وتحديدا شركات التصنيع العسكري ويبدو ان القادمين الجدد لا يعيرون اي اهتمام للصناعة وقد نقلت المكائن والمعدات الى اماكن معلومة منها داخل العراق واغلبها الى دول الجوار. هكذا عمل المحتلون بالعراق , ساعدهم من تعاون معهم باية وسيلة سواء كانت المساعدة مادية ام معنوية وهي خيانة عظمى للوطن والشعب والمصيبة ان بعضهم يتبوأ اعلى المناصب في الدولة  وعن هؤلاء يذكرني جواب هتلر ردا على سؤال وجه اليه وكان السؤال من رأيت احقر الناس؟ قال اولئك الذين ساعدوني على احتلال بلادهم. لقد استمر مسلسل استباحة اموال الدولة دون رادع من ق?نون او سلطة او ضمير او مخافة من سلطة الهية او دنيوية, حيث تزامن الفساد مع كل الحكومات التي تعاقبت على حكم العراق منذ ما بعد 2003 ولغاية اليوم وبدأ المتحدثون يعددون حالات الفساد خلال حوالي اثني عشر عاما بدءاً بما كشفته تقارير هيئة النزاهة ولكن لم يحصل للفاسدين ما يجب ان يحصل وفقا للقوانين , وتوالت حالات الفساد وهي كثيرة والشعب عرف عنها الكثير من خلال احاديث المسؤولين عنها والحملات الاعلامية للفضائيات  وكل ذلك دون جدوى  بل يزداد الفساد قوة وعنفونا,  وقال احد المتحدثين لم يتم محاسبة احد وسوف لن تم محاسبة احد ?السبب ان الجميع مشتركون وبالتالي الفساد هو الذي يحمي الفساد، نعم الفساد موجود ومستمر , لا اعمار والخدمات في تراجع طالما ان الجميع مشتركون في الفساد. ويختتم احد المتحدثين بقول سليم اذ يقول انتم من انتخب الفاسدين تعيدونهم في كل مرة وبالتا لي الافضل لكم ان تصمتوا او ان تكونوا من الشجاعة والحيادية بان تصححوا خياراتكم وان تبتعدوا عن التأثر بالخطابات الدينية والطائفية  اذ ان الدين واضح والانسان مع ربه لا يقف معه عند الحساب، فلان ولا علان بل هو وعمله , بعد كل هذه المدة والعراق يتعرض الى هجمة شرسة من ما يسمى داعش ?يث يحتل هذا التنظيم ثلث العراق والقطاعات الاقتصادية معطلة تنفيذا لاجندة خارجية ضمن مقرراتها ان يبقى العراق سوقا لتصريف منتوجات الاخرين ولذلك بقيت شركات القطاع الصناعي بلا تشغيل لا بل اصبح منتسبوها فائضين في نظر المسؤولين لتدخل البضاعة الرديئة الى الاسواق العراقية. الا يعد هذا فسادا من نوع آخر؟ نعم صح القول: الفساد درع الفساد.
 
 
 
هل نحن حقا شركاء في العراق ؟
زهير كاظم عبود
يقول نص الجملة الأولى من المادة ( 3 ) من الدستور: أن العراق بلد  متعدد القوميات والأديان والمذاهب ، هذه التعددية من قبل المكونات المختلفة قوميا أو دينيا أو مذهبيا  تستوجب أن تتساوى في الحقوق والواجبات  أمام القانون دون تمييز بسبب القومية أو الدين أو المذهب ، بمعنى أن افراد هذه المكونات جميعا تتساوى في الحقوق والواجبات مع جميع المكونات الأخرى ، اي انها تتشارك مشاركة سياسية ووطنية متساوية مع الجميع .
الشراكة في الوطن أن يكون لكل شريك حصة من هذا العراق ، باعتباره ملكا شائعا لكل الشركاء ، وهذه الحصص متساوية ، لا يمكن ان يتم احتسابها على أساس الأكثر والأقل ، او الأوسع والأقل سعة ، فالشراكة مستقرة لا يمكن أن تتم دون عملية التكافؤ بين الشركاء .
والشركاء في العراق يمكن ان تكون وطنيتهم ومقدار عطائهم وتضحياتهم  ونشاطهم هي المقياس الحقيقي في معايير الشراكة الحقيقية ، والشراكة لاتلغيها الانفعالات ولاتصريحات طارئة او ردة فعل ، الشراكة تعني العلاقات المتشابكة والمستقرة ، والشراكة تعني التعاون المخلص والتفاني الجمعي في سبيل مصلحة الجميع ، والشراكة تعني المرجعيات الأنسانية المشتركة .
حين تلغي حسابات الفوارق العددية ، وحين يتسابق الجميع لتحقيق المصالح العليا تتحقق الشراكة ، وحين لا يكون حساب المصلحة والربح الهاجس الذي يطغي على العلاقة بين الشركاء ، وحين لا يتمكن متطفل يثير غبار الفوارق والاختلافات من بث مزاعمه وامراضه ، حينها تكون الشراكة في معانيها الحقيقية .
الشركاء الحقيقيون في المشاركة الفعالة في أدارة دفة الدولة ، والشراكة لا يمكن أن تكون بعيدا عن الثقة ،ولا تبتعد عن  الأهداف المشتركة ، ولاتتجاوز على المستويات والقدرات ، والشراكة لا تتحقق بالنصوص والتمنيات إنما بالفعل وبالإرادة .
ومن يريد أن يتحقق من الشراكة الحقيقية في العراق ، عليه أن يعود الى التاريخ العراقي الحديث ، حين كان يقدم الكوردي روحه دفاعا عن العراق ، ومن أجل تحقيق الديمقراطية ، وحين يقدم العربي والتركماني حياتهما من أجل قضية حقوق الكورد .
حين كانت الوطنية  والخبرة والكفاءة هي المعيار الحقيقي في الشراكة ، وحين كانت أواصر النضال والمواقف بين الشركاء تقوم على أسس توسيع قواعد المشاركة في الحكم ، وحين كانت الشراكة طريقا لتحقيق الأهداف والتمنيات المستقبلية ، ولعل احداث العراق التي عصفت به بعد ثورة 14 تموز 1958 ابعدت الجميع عن طريق الشراكة الحقيقي ، ولعل التباعد بين الأطراف والقوى السياسية أضعف الاستناد الى الشراكة ، وجعل قيم هجينة لا تتناسب مع تاريخ العراق الحديث تطغي على بقية القيم ،  فأبرزت التخندق القومي والطائفي مما عمق من هذه الاختلافات، وجع? اسنانها مغروسة في جسد كل الشركاء .
ما يتعرض العراق له اليوم يصيب كل الشركاء ، وليس لنا الا الدفاع عن كل الشركاء وهو ما تقوم به قوات البيش مركة الباسلة وقوات الجيش العراقي والحشد الشعبي وفصائل قوات حماية جبل سنجار ، ونحن احوج ما نكون للموقف الموحد ، ونحن بأمس الحاجة لنستعيد شراكتنا الحقيقية بهذا العراق الجميل ، ونستعيد أصالتنا وننبذ كل التطرف القومي والديني والمذهبي ، ونستعيد عملية التعايش والتسامح وقبول الآخر ، وفي سبيل نهضة العراق وانتصارنا على الهجمة الشرسة من أعتى مجموعات متطرفة وحاقدة تريد النيل من العرب والكورد والتركمان والكلدان والسر?ان والآشوريين والأرمن ، فليس لنا في سبيل الحفاظ على بقائنا الى أن نستعيد شراكتنا الوطنية ، وان نبتعد قليلا عن التصريحات الجوفاء والتهديدات العقيمة ، وان ننبذ التنابز والاستفزازات ، ولتكن شراكتنا ردا على وجود داعش في اراضينا يتحكمون برقاب اهلنا واخوتنا من كل الشركاء ، ولتكن شراكتنا داعمة للسلاح وللقتال في كل الجبهات ، حفاظا على عراقنا الذي يعتمد الفيدرالية أسلوبا دستوريا، فهل نحن مستعدون لأن نكون شركاء حقيقيين في هذا العراق؟ 
 
تحت مسمى التوازن!
رعد محمد حسن
ما ان انتهت انتخابات مجلس النواب الاخيرة على خير وسلامة , حتى بدأت عملية تشكيل الحكومة تحت مسمى الاستحقاق الانتخابي , فتوزعت الرئاسات الثلاث , و الوزارات , على الكتل الفائزة , بكل أمانة , فاخذت كل كتلة حصتها من المناصب العليا , و الوزارات , وفوق  الحصة زيادة وزارة او اكثر سيادية حسب الرغبة والطلب , و لم يراع في ذلك لا الكفاءة , ولا النزاهة , ولا الخبرة , حتى رأينا الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب فما كان منا الا ان نعلق هذا الامر  على شماعة الانتخابات التي انتابها الكثير من التزوير والتلاعب , وعلى قانون الانتخابات المفصل على?مقاس القوى المتنفذة , ولأننا لم نقبل بالجزة كان علينا لاحقا ان نقبل بالجزة والخروف فتم توزيع اللجان النيابية التي تتشكل في مجلس النواب على قاعدة الاستحقاق الانتخابي ذاتها فتقاسم الفائزون اللجان فيما بينهم وهم يبوسون ايديهم وجهاً وقفى , وقلنا الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه عسى ان يتوقف هذا التمادي , وصلافة العين , الى هذا الحد ,  لكنهم كمن في حلبة ملاكمة , يتوق الى ايقاع خصمه بالضربة القاضية , وما هي سوى شهورمعدودات حتى تمكنت القوى المتنفذة من تسديد الضربة القاضية لكل معايير الوطنية , والنزاهة و والخ?رة , ليشرعوا في اقتسام الدرجات الخاصة فيما بينهم ورئاسات الهيآت المستقلة , والتي لم تعد مستقلة بالتأكيد بعد الان , والسفراء , وغيرها من المناصب النافذة في الدولة وهذه المرة تحت راية التوازن , بعد أن تم تأويل مفهوم التوازن بما تشتهي الانفس وعلى غير ما ورد في الدستور. يا ترى هل بقي لاصحاب الخبرة والكفاءة والنزاهة ممن يزخر بهم العراق نصيب  يذكر ؟
يبقى ان اذكر المهيمنين انهم فاتهم اقتسام تشكيلة المنتخب العراقي لكرة القدم الذي يحضى بجمهور واسع من المحبين فلماذا لا يتقاسمون بينهم خطوط الدفاع والوسط والهجوم فيكونوا بذلك يحققون العدالة التي لم يحققها اي نظام ديمقراطي على وجه البسيطة على ان لا ينسوا في اخر الأمرحارس المرمى الذي يصد عنهم الفضائح حين يجد الجد!
 
 
شميران حبيبتنا
وليد ابراهيم
عادت الينا صديقتنا العزيزة شميران مروكل لمزاولة عملها من جديد كمعاون لمدير القسم الاعلامي في وزارة الثقافة بعد ان لازمت البيت لفترة بسبب وعكة صحية حاة.  تعرفت على شميران قبل سنوات مضت فتوطدت الصداقة الطيبة معها لحين مباشرة عملي في قسم الاعلام كمصحح لغوي لاخبار الوزارة ، وشاءت الصدفة ان تكون غرفتها الصغيرة البسيطة ملتقى لانجاز عمل مطبوع بأعياد المرأة فوجدتها مثابرة، رقيقة المشاعر اكثر مما تتصور ، امينة وحريصة على العمل ، بسيطة ومتواضعة ومتسامحة في التعامل مع الآخرين ، طيبة ، بشوشة جدا ، امرأة قوية ، واعلامية ناجحة ، وشيوعية مكافحة ، ?مسيحية مسالمة ، وعراقية رائعة ، وانبارية اصيلة ، وتفتخر ان لديها عدداً كبيراً من الاصدقاء ، بينهم عدد من اطفال مدينة ( جبة ) الهادئة على نهر الفرات قرب قضاء هيت.
لها اصدقاء كثر من شعراء وادباء فنانون ومخرجون ، جامعيون وصحفيون ووجدت ان اقرب اصدقائها هي الشاعرة الشقراء الجميلة فالنتينا وكذلك الفنانة السمراء المحبوبة ليلى محمد ، وكانت الاخيرة اقصد ( السمراء ) تسأل عنها كلما راجعت وزارة الثقافة .  نعم اسعدني العمل معها كثيرا لعمق ثقافتها وتنوعها ولحسن اصغائها وحب تعاونها ، فتعاونا معا على انجاز اول مطبوع عن اعلام وزارة الثقافة يخص عطاء نساء الوزارة فنجحنا معا في انجازه .. وكنت اتفق معها في الكثير من طروحاتها واحيانا اختلف معها وبعناد! واحلى ما فيها انها تصرخ في وجهي عن?ما اعاندها ، ثم تصمت ، ثم تسألني بهدوء ..
 هل تأكل ( خبز عروك ) ؟
لقد عادت الينا وما زالت تعاني   بقايا الآمها متمنين لها جميعا دوام الصحة والعافية .
 
 
الاعلامي والمسؤول
فاروق بابان
الاعلام علم حضاري عرفته الأمم.. قبل ظهور الصحيفة والمذياع والمشواف "التلفزيون" يومها كان الشاعر صوت قبيلته وامنه.. يؤرخ بقصائده.. همومها وحياتها ورؤيتها المستقبلية، وللإعلام أدوار ايجابية وسلبية، تارة يؤجج الفتنة وتارة أخرى يشيع ثقافة السلام والمحبة والتسامح ولعل قصيدة زهير بن ابي سلمى دليل واضح على دور الاعلام المسؤول حيث دعا الى التصالح ونبذ الحروب.. ومرت اصابع الزمن وظهرت وساخة "غوبلز" وجاء ضيم عراقي متراكم بدءاً من عصر فجر السلالات وصولا لحروب "صدام" العبثية وكثرة "البواقين والطبالين" الذين ساهموا في عملية نفخ الرجل صوب الألو?ية بأغان وقصائد وصور، ها نحن نقف على عتبة زمن عراقي متكرش بالأزمات محتقن بالصدأ والعفن.. أردناه ديمقراطياً مدنياً يحترم الانسان معطياً إياه الكرامة والعدالة الاجتماعية ولكن طغت الفوضى والأحتراب والمحاصصة ونُسي الوطن وهُدد السلم الأهلي.. وثانية يعود "البواقون والطبالون" بأقنعة جديدة.. يطلون علينا من خلال شاشات الفضائيات وبعض اعمدة الصحف بلسان وقلم يؤسس لثقافة الكراهية.. نحن نفهم الاعلام مسؤولية وطنية.. يكشف الحقائق بموضوعية.. معتمداً الشفافية والمصالحة.. لغةً ونهجاً.. ومن المفترض ان يكون الاعلامي صاحب رسالة?انسانية مزوداً بثقافة معرفية رصينة.. وخادم شعبه بتواضع.. والحال ايضا مع المسؤول عليه ان يدرك انه موظف وخادم لشعبه.. لأن الناس اختاروه لينجز اعمالهم ويقدم لهم ما يتابعونه.
واحدٌ من اعلاميي آخر زمان.. دخل على مسؤول وقت الدوام لأجراء  مقابلة.. المسؤول جلس    ليغرد أمام الكاميرا وبابه مغلق والناس ينتظرون.. مواطن تجرأ واقتحم مكتب المسؤول ليلقي على الاثنين درساً في الوطنية والمسؤولية واحترام الناس والوقت، لأن وقت المسؤول ملك للناس.. اذاً ما أحوجنا الى اعلامي يعرف اصول المهنة وأخلاقياتها، ومسؤول يحترم الشعب.. بوضوح الاعلامي خادم للشعب والمسؤول ايضا.. والعبرة في قول الشاعر:
"الناس للناس من بدوٍ ومن حضرٍ
بعضٌ لبعضٍ وان لم يشعروا خدمُ".
 
 
 
سبحان مغير الأحوال!
جواد وادي
إن خير استهلال يمكن أن يتصدر هذه المساهمة هي مقولة الإمام علي (ع):
"اعلم أن الدهر يومان، يوم لك ويوم عليك، فان كان لك فلا تبطر، وان كان عليك فلا تضجر"
يظل التشفي والغل ومراقبة ما يؤول له مسلسل الرعب اليومي في العراق من قتل وتدمير ومفخخات وقطع الرؤوس وسبي الصبايا والقتل الجماعي للأبرياء، من قبل داعش ومجرمي البعث وكل فلول الاجرام القذر، من كل الأطراف الحاقدة والمباركة لهذه الأفعال الشنيعة ضد شعب مسالم وشقيق، صفحة سوداء في سلوكات العديد من الأخوة العرب، كموقف أردني، في جزئيته، وعربي بشكل عام، وما آلت إليه أوضاع العراق بعد سقوط الصنم واندحار حزب البعث الفاشي، لتظل الضغينة والتشفي والأحقاد التي لا نعرف لها مبررا معقولا، واقع حال هؤلاء الأخوة العرب، وبقي مشروع?تصفية الحساب مع الشعب العراقي قائما ومدعوما بشكل يومي وعلى جميع الأصعدة، الجماهيرية والإعلامية، بشن حملات تشهير ضد الوضع الجديد واطلاق شتى التوصيفات الظالمة، وكأن المقبور صدام وأزلامه، هم الوطنيون، وباقي أعدائه ممن لفحت جلودهم نيران القمع اليومي المخيف، هم الخونة والمتآمرون. ولا نعرف المعايير التي اعتمدها العرب المؤازرون للبطش البعثي في هذا التصنيف السريالي الغريب، فكانوا يسدون وما زالوا كل مجساتهم باتجاه ما كان يفعله الطاغية بحق الأبرياء من قتل وتصفيات وتهجير وملاحقات واعدامات وابادة جماعية بكل الأسلحة ال?حظورة وغيرها، في الوقت الذي كانوا يخرجون زرافات ووحدانا ما أن تقترب من أحد منتسبي هذه الأحزاب، دينية كانت أم قومية أم يسارية، كما كانوا يطلقون على أنفسهم واليسار برئ منهم، سياط الحكم في بلدهم، مما جعلنا هذا الموقف الازدواجي الغريب وغير المفهوم في حيرة ودهشة وتساؤل!!
 
لماذا هذا التفريق بين قسوة وقسوة، وظلم وظلم، وقمع وقمع، وطاغية وطاغية؟
 
ففي عراقنا كان القمع بنظرهم مبررا، في حين كان ذات القمع مدانا ومرفوضا، وينعتونه بشتى التهم.
كنا نحن المقيمين في المغرب دائما نوجه هكذا تساؤل للقوى التي تدعي أنها يسارية وتقف إلى جانب الدفاع عن حقوق الانسان، وفي الوقت ذاته تمارس الازدواجية العجيبة نفسها، ولماذا هذه المواقف، فيأتي جوابهم صادما، بأن نظام البعث القائم هو "وطني وقومي ومدافع عن الحق العربي، وغيرها من التسميات التي أقل ما يقال عنها، بأنها مرائية وكاذبة، مبطنة بالخبث والنفاق، غرضها الشحن الجماهيري من أجل كسب الأصوات في الانتخابات والحصول على عطايا صدام جراء هذا التزلف الفاضح، شأن كل الأحزاب التي كانت أبواقا للنظام الفاشي وداعمة لكل مساوئ? وشططه الرهيب، وعلى امتداد جغرافية البلاء العربي، حيث كانت تكرس كل طاقاتها لخدمة ذلك النظام الفاشي الأهوج.
ورغم ما جرى وما ظهر من واقع مرير، ومعرفة وحشية ذلك النظام المجرم بكل تفاصيله المريرة، ما زالت هذه القوى المريضة، تدافع عن ولي نعمتها، وتنظم بين الحين والآخر تجمعات وملتقيات تؤبن طاغية العراق المجرم وتأسف لما حصل له ولحزب البعث الفاشي.
وما حدث في الأردن مؤخرا من إقامة حفل تأبين كبير وهام اشتركت فيه أطراف حزبية من اتجاهات مختلفة، بمباركة التيارات الإسلامية وخصوصا السلفية منها، وفلول البعث وغيرها، وبتمويل أموال العراق المهربة طبعا، إلا دليلاً على وقاحة المواقف وصلف الممارسين لها.
رافق ذلك ما شاهدناه من تظاهرات تأييد واستقبال حافل لمقاتلي داعش من الأردنيين، وإطلاق الأعيرة النارية والزغاريد، لأن هذه الثلة المنحرفة بنظر الأردنيين من سلفيين وشوفينيين، هم أبطال الأردن الذين قاموا بنحر آلاف العراقيين بمعية المخبولين من العرب وبقيادة فلول البعث المجرم، والهتاف بحياة داعش والداعشيين، آخذي الثأر من العراقيين الذين قاموا بإعدام سيدهم الجرذ، وباركوا سقوط أعتى نظام قمعي كوني.
ولم تمر أيام قليلة حتى انحرفت البوصلة تماما، بسبب اعدام مجرمي داعش للطيار الكساسبة، وباتت داعش هدفهم المعلن، طبعا ما عدا بعض المجانين الذين بقوا أوفياء لهذا الفكر التكفيري الظلامي، وبظني أن جل المواقف كانت منافقة وما زالت، وتعلن خلاف ما تضمر، ومع ذلك تحولت المواقف برمتها باتجاه الثأر لحرق هذا الشاب المسكين، مهما كانت النوايا، بسبب الخوف من الشارع الذي احتقن بالبغضاء من هذا الفعل الأرعن.
فهل من المعقول أن تتحول كل المواقف بين ليلة وضحاها بسبب حرق شاب أردني واحد باتجاه تصفية الحساب مع داعش؟ ولماذا لم تتحرك ذات المشاعر بإدانة ما قامت به داعش وفلول البعث المجرم لتصفية 1700 شاب عراقي بأعمار الزهور وبأبشع الصور وأكثرها سادية وهمجية؟
وأين كانت هذه الحشود الأردنية المنتفضة الآن، وهي تسمع وترى وتعلم عن مسلسل النحر والتفجيرات والقتل اليومي والسبي بحق الأبرياء من العراقيين على يد قوى الظلام الداعشية، وهي في صمت مطبق كصمت القبور؟
سبحان مغير الأحوال، وعسانا أن نلكز الضمائر الأردنية والعربية الميتة لعلها ما زالت تملك ذرة مروءة لمراجعة المواقف بعد أن أصبحت النار تزحف نحوهم وفي عقر دارهم من ذات المصدر الذي كانوا وما زالوا يباركونه ويصفقون له وبكل الممكنات.
فالإرهاب لا قيم ولا مبادئ ولا مناصرة له مطلقا
والعاقل من يتعظ بما يجري.        

ص13

إضافة 8 بالمائة من درجة اللغة الفرنسية واللغات الاخرى الى المجموع التنافسي
بغداد- طريق الشعب
اعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، الموافقة على إضافة نسبة 8 بالمائة من درجة  اللغة الفرنسية واللغات الأجنبية الأخرى، الى المجموع التنافسي للطلبة من خريجي الدراسة الإعدادية للسنة الدراسية 2014 / 2015. وقال المدير العام لدائرة الدراسات والتخطيط والمتابعة الدكتور سهيل نجم عبد الله في بيان نشر على موقع الوزارة الالكتروني إنه "تقرر إضافة نسبة 8 بالمائة من درجة  اللغة الفرنسية واللغات الأجنبية الأخرى الى المجموع التنافسي للطلبة من خريجي الدراسة الإعدادية للسنة الدراسية 2014/ 2015 المتقدمين للقبول في الجا?عات والمعاهد ابتداءً من السنة الدراسية 2015/ 2016. واضاف المدير العام لدائرة الدراسات، إن هذا القرار جاء استنادا الى توصيات اللجنة التنسيقية بين وزارتي التعليم العالي والتربية في اجتماعها الثاني، والتي صادق عليها  وزيرا التعليم العالي والتربية.
 
 
 
طلبة المستنصرية يحتجون على انقطاع الكهرباء
بغداد- وكالات
تظاهر العشرات من طلبة الأقسام الداخلية في الجامعة المستنصرية فجرا يوم الثلاثاء، احتجاجاً على انقطاع التيار الكهربائي منذ يومين عن الأقسام التي يسكنونها.
ونقلت وكالة "القرطاس نيوز" عن شهود عيان قولهم ان "المتظاهرين الذين تقدر أعدادهم بـ150 طالباً وصلوا إلى مبنى رئاسة الجامعة المستنصرية, مرددين هتافات تدين عدم دفع الجامعة أجور الكهرباء الوطنية ,ما سبب انقطاع التيار الكهربائي عنهم".
وأضافوا ان "المتظاهرين أمهلوا رئيس الجامعة حتى الساعة الرابعة من عصر (الثلاثاء) لحل مشكلة الكهرباء في الأقسام وبخلافه فإن تظاهراتهم ستتحول إلى اعتصام لن ينتهي إلا باستقالة رئيس الجامعة أو إقالته".
 
 
تعرضنا لحملة تضليل طوال السنوات الخمس الماضية
طلبة كلية بلاد الرافدين الأهلية يتظاهرون احتجاجاً على عدم الاعتراف بأقسامهم
ديالى- ابراهيم احمد
هدد مئات الطلبة في كلية بلاد الرافدين الاهلية في ديالى بتنظيم اعتصامات مفتوحة أمام وزارة التعليم العالي ردا على قرار الوزارة عدم الاعتراف بخمسة اقسام في الكلية من اصل تسعة، فيما طالبت حكومة ديالى المحلية التعليم العالي باعادة النظر في قرار عدم الاعتراف ببعض الاقسام لتجنب خسارة مئات الطلبة مستقبلهم بعدما اكمل عدد كبير منهم الدراسة في الكلية.
وقال محمد سمير (45 عاما) احد طلاب الكلية ان لجنة وزارية من التعليم العالي زارت الكلية مؤخرا وقررت عدم الاعتراف بخمسة اقسام من اصل 9 في الكلية, ما يهدد مصير اكثر من 1500 طالب في مختلف المراحل الدراسية في تلك الاقسام بخسارة مستقبلهم الدراسي.
واكد سمير ان "طلبة الاقسام غير المعترف بها هددوا باعتصامات مفتوحة أمام وزارة التعليم العالي في حال عدم استجابة الوزارة لمطالبهم المشروعة".
وأشار إلى ان مطالب الكلية وزعت على جميع المفاصل الحكومية والمسؤولة في ديالى الى جانب المنظمات المدنية الاخرى لحشد الدعم واستحصال حقوق الطلبة.
ونقلت وكالة "شفق نيوز"، عن الطلبة المتظاهرين قولهم انهم "تعرضوا لحملة تضليل منتظمة من قبل مستثمر الكلية وعمادتها خلال السنوات الخمس الماضية".
وأوضحوا أنهم خسروا زهاء عشرة ملايين دينار أجورا سنوية تُدفع لعمادة الكلية فضلا عن الجهد وتكاليف السفر والمستلزمات الدراسية والملابس وسواها من الامور المتعلقة بالدراسة.
وأضاف الطلبة ان مجلس الوزارة وافق على منح اجازة تأسيس لكلية بلاد الرافدين بحسب كتاب الامانة العامة لرئاسة الوزراء في آب 2014، مشيرين إلى ان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وافقت هي الاخرى على فتح الكلية ابتداء من العام الدراسي 2014-2015 بحسب كتابها الصادر في شهر أيلول 2014.
وبينوا أن "كتاب وزارة التعليم تضمن الموافقة على افتتاح اقسام (الاعلام ، الادارة الاعمال، اللغة الانكليزية، المحاسبة)، الا ان الوزارة اشترطت على منح الاجازة وفتح الاقسام المذكورة آنفا غلق الاقسام غير المجازة والمخالفة لشروط الاستحداث وهي (القانون، هندسة تقنيات الحاسبات، التحليلات المرضية، الهندسة الكهربائية والالكترونية، التربية الرياضية) وهذا ما لم تتلزم به الكلية حتى الان".
وطالبوا وزارة التعليم العالي بالاعتراف الكامل باقسام الكلية الحالية وخريجيها ,في حين طالبوا جامعة ديالى بصفتها المشرفة على الكليات الاهلية في المحافظة ببيان رأيها، والزام كلية بلاد الرافدين ببذل المزيد من الجهد والسعي لضمان الاعتراف بشهاداتهم. وهدد الطلبة باللجوء الى القضاء اذا لم تستجب وزارة التعليم العالي لمطالبهم لتعويضهم عن الاضرار المالية التي تكبدوها خلال الفترة الماضية,فضلا عن الضرر المعنوي الفادح الذي سيدمر مستقبلهم الدراسي والحياتي، بحسب قولهم.
من جانبه، اكد رئيس لجنة التربية والتعليم في ديالى احمد رزوقي انه "اتفق مع عمادة الكلية والمتظاهرين على تشكيل وفد مشترك للقاء المسؤولين في وزارة التعليم العالي لايجاد رؤية مشتركة تسهم في حل هذه المعضلة".
ودعا التعليم العالي الى اعادة النظر في قرارها حيال بعض اقسام كلية بلاد الرافدين والاعتراف بجميع الاقسام وضمان مستقبل الطلاب العلمي في 5 اقسام علمية بكلية الرافدين. وطالب رزوقي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي "بحسم مصير قرابة 1600 طالب في كلية بلاد الرافدين بعدما تكبدوا خسائر مادية وعناء على مدار السنوات الماضية لاكمال دراساتهم ونيل الشهادات التي تسهم في تحسين الواقع المعيشي".
من جهته، اكد محافظ ديالى عامر المجمعي ان "ادارة المحافظة تقف الى جانب طلبة كلية بلاد الرافدين الجامعة في المطالبة بالاعتراف بأقسام الكلية من دون استثناء وهو حق قانوني واداري".
وأكد انه "سيتوجه الى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي خلال الايام القليلة المقبلة لنقل اصوات الطلبة المعتصمين ومطالبة الوزارة بإنصاف المئات من طلبة الكلية ممن تضرروا جراء عدم الاعتراف ببعض الاقسام".
 
 
طلبة وشباب العراق يشاركون في اجتماعات اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي
بيروت- حيدر صبي
اقام اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي مؤتمره الدولي في العاصمة اللبنانية بيروت بحضور وفود من مختلف البلدان العالمية من بينهم العراق الذي شارك بوفد اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق ممثلا بـ"اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي".
ونوقش في المؤتمر, على مدار اربعة ايام, التحديات التي يواجهها الشباب في كل دول العالم والمتغيرات التي طرأت على واقع الحركة الشبابية والسبل الكفيلة بالارتقاء بواقع الحركات الشبابية والعمل على مزج الأفكار والاطروحات التي يحملها الشباب العالمي وصبها في بوتقة العمل وايجاد الحلول للمشاكل والعقبات التي تعترض العمل الشبابي.
والقى الوفد العراقي كلمته في المؤتمر التي اكد فيها على التحديات الكبيرة التي يعيشها شباب العراق من خلال ما يمر به البلد اليوم من هجمة فكرية شرسة من الجماعات المتطرفة تريد اخضاع المنظومة الفكرية للعراقيين الى قوانين ظلامية ﻻتمت الى المدنية بصلة . وطالب الوفد العراقي المؤتمرين بادانة العمليات الاجرامية كافة التي قامت بها ما تسمى الدولة الاسلامية في العراق " داعش" 0 يذكر ان اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي كان قد تأسس عام 1945 خلال اجتماع دولي لممثلي الشباب من الدول التي خاضت الحرب العالمية الثانية، وهو منظمة ?بابية عالمية تضم في صفوفها عشرات التنظيمات الشبابية من مختلف أرجاء العالم. تعرف نفسها بأنها منظمة شبابية عالمية معادية للامبريالية، ويهدف الاتحاد الى العمل من أجل عالم جديد يسوده السلم والاستقرار والتقدم بعد حروب أودت بحياة الملايين. المقر الرئيس للاتحاد في مدينة بودابست بهنغاريا.
 
 
 
نشاطات طلابية وشبابية ...
في الزبير.. احتفال بالذكرى الـ67 لتأسيس اتحاد الطلبة
البصرةـ احمد العكيلي:
وسط أجواء مفعمة بالفرح والنشاط, أقامت لجنة الزبير لاتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق حفلا فنيا على شرف الذكرى السابعة والستين لتأسيس اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق. وافتتح الحفل الذي اقيم على قاعة اتحاد شباب ورياضة الزبير بالوقوف دقيقة صمت للاستماع الى النشيد الوطني، بعدها قام رحب عريف الحفل الناشط ثائر علوان بالضيوف والزملاء الذين دعاهم للوقوف دقيقة صمت حدادا على ارواح شهداء الحركة الطلابية وشهداء العراق. والقى سكرتير لجنة الزبير للاتحاد احمد ستار كلمة الاتحاد التي جاء فيها: "تأتي ذكرى تاسيس اتحادنا والعراق يمر باصعب م?حلة في تاريخه اذ يخوض معركته ضد اعتى طغاة الارض وهي معركة البقاء وفي هذه المناسبة لابد من توجيه التحية الى من امتشق السلاح وصوبه بوجه داعش الارهابي".
واضاف ان "ذكرى تأسيس الاتحاد تأتي في وقت لايزال فيه الوضع التعليمي والتربوي يعاني تراجعا حادا في كل المستويات، بل يعاني ازمة عميقة ويعيش في واقع مرير". بعدها اعلن بدء الفقرات الفنية والشعرية للحفل حيث اعتلى المنصة كل من الشعراء بدر العامري وسيف الحمداني وسيف اللامي وسجاد العبودي وانور السويعدي ومهدي بهاء ومحمد المالكي ومصعب محمد الذي تغنت قصائدهم بحب الحياة والوطن، وقدمت فرقة الاجيال للفنون المسرحية اوبريت (النداء العظيم) الذي جسد بطولات قواتنا الامنية والحشد الشعبي والبيشمركة في انتصاراتها ودحر داعش, ووصل? تهان من منظمات وشخصيات وهي مجلس الاسناد العشائري واتحاد الشبيبة الديمقراطي- فرع البصرة والنقابة الوطنية للصحفيين العراقيين- فرع البصرة ورئاسة تحرير مجلة الغد والملتقى الثقافي لشبيبة الزبير والحزب الشيوعي العراقي والكاتب الساخر عبد الحسين طاهر
وفي نهاية الحفل قدم سكرتير لجنة الزبير للاتحاد احمد ستار شهادة تقديرية لمخرج الاوبريت وسام جايان العبادي.
 
 
 
..وطلبة الديوانية يحتفلون
الديوانية- عادل الزيادي:
على قاعة النشاط المدرسي احتفل اتحاد الطلبة العام� فرع الديوانية بمناسبة مرور 67 عاما على تأسيس الاتحاد, بحضور جمع غفير من الطلبة والشباب وعدد من الضيوف.
وبعد عزف النشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت وحداد على ارواح شهداء العراق والحركة الطلابية، قرئت كلمة فرع الاتحاد من قبل السكرتير احمد الاعسم , التي جاء فيها: "في ساحة السباع عام 1948 اعلن الطلبة المنتفضون ضد الاستبداد تشكيل اتحادنا الذي قدم الكثير من الضحايا والشهداء من اجل تعزيز وحدة الحركة الطلابية وصيانة استقلال الوطن". ثم اشار في كلمته الى "مثابرة الاتحاد في الدفاع عن حقوق الطلبة ولاسيما تطبيق قانون المنح الطلابية واسكان الطلبة بما يناسبهم وتوفير الاجواء الدراسية لانجاح مهامهم بالشكل الامثل". وشارك اتحاد ?لشبيبة الديمقراطي في الحفل بمسرحية "المواطنة" من تاليف الفنان الشاب امير حبيب، التي اعتمدت على اولوية العمل من اجل سعادة الاخرين ووحدة الوطن والابتعاد عن المصالح الضيقة والصراعات الثانوية الاخرى, بعدها شهد الحفل مشاركة عدد من الشعراء, منهم امين ابو غربان، سيف بيان، محمد الشمري، بقصائد نالت استحسان الحضور. تلت ذلك مشاركة الفنان عازف الناي محمد حمزة، واختتم الحفل بهدية من الحزب الشيوعي العراقي قدمها الرفيق مالك البرقعاوي لفرع اتحاد الطلبة في الديوانية, كما وزعت الشهادات التقديرية على المشاركين في انجاح الفعا?ية.
 
 
 
طلبة كربلاء يحتفلون بتأسيس اتحادهم في ذكراه الـ67
كربلاء- علي النواب
أقام اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، الجمعة الماضية، احتفالا طلابيا لمناسبة الذكرى السابعة والستين لتأسيس اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق بحضور العشرات من الطلبة.
وقد اعد برنامج خاص احتضنته قاعة قصر الثقافة والفنون, وابتدىء الحفل بالوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح شهداء الوطن الذين قاتلوا عصابات داعش الإرهابية وشهداء الحركة الطلابية، بعدها القى رئيس الاتحاد  الطالب غفار كلمة الذكرى, معرجا على التاريخ النضالي المشرف ومساهمة الطلبة في النضال ضد اشكال الاستغلال والاستبداد جنبا الى جنب مع الحركة الوطنية باعتبارهم فصيلا واعياً، وكان للشعر حصة من الحفل حيث القى الشاعر الشاب علي النواب قصائد في المناسبة وتلقى الحفل عددا من برقيات التهنئة من رابطة المرأة العراقية واتحاد الشب?بة الديمقراطية ومن الهيئة المشرفة على نادي الكتاب في المحافظة.
 
 
 
فرع كركوك يشارك في المعرض السنوي لطلبة الجامعات
كركوك- ايبك اغلار
شارك اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق/ فرع كركوك بلجنته الاعلامية وعدد من اعضاء الاتحاد في معرض سنوي للاعمال اليدوية لطلبة الجامعات اقامته جامعة كركوك- كلية التربية بفروعها واقسامها كافة على حدائق الكلية وبحضور رئيس جامعة كركوك وعدد من اساتذة الجامعات وجمع غفير من المثقفين والفنانين البارزين في المحافظة.
وشهد المعرض حضور عدد من الصحفيين والإعلاميين في محافظة كركوك، كما تخلل المعرض عرض جميع الفنون والاعمال والاشغال اليدوية للطلبة من خلال عمل لوحات وزخارف فنية رائعة وفنون ابداعية اخرى ومناقشة الانجازات الفنية للجامعة والكلية وعرض صور وملفات خاصة بنشاطات الاقسام الفنية والعلمية الخاصة بالجامعة, وفي ختام المعرض تم توزيع شهادات تقديرية ودروع ذهبية للطلبة المشاركين في المعرض وكل من ساهم وبادر في انجاح مثل هذه النشاطات الشبابية والابداعية, مطالبين فيه وزارة التعليم العالي والحكومة الاتحادية بتقديم الدعم اللازم لل?لبة من اجل بناء جيل مثقف اكاديمي حر.
 
 
حفل تخرج لطلبة إعدادية المحاويل الصناعية
بابل- محمد صادق المحاويل
أقام طلبة ثانوية المحاويل الصناعية لمناسبة  تخرجهم حفلا فنيا كبيرا شارك فيه الطلبة والأهالي، تناول الاحتفال الإعلان عن دعم الحاضرين لقواتنا الأمنية الباسلة وهي تخوض حربها العادلة لتحرير محافظاتنا من رجس داعش الإرهابي وحضر الحفل نائب رئيس مجلس المحافظة عقيل الربيعي وعضو المجلس رفلاء الجحيشي وقائممقام المحاويل وأعضاء مجلسه البلدي ونخبة من الشخصيات السياسية والتربوية والثقافية واستغل الحفل للمطالبة بفتح قسم للزراعة في الإعدادية لطابع القضاء الزراعي والفلاحي، مبارك لطلبتنا تخرجهم, متمنين لهم النجاح.
 
 
اعتصام مفتوح.. لطلبة الكليات التقنية الحديثة
بغداد – علاء عبد الوهاب
يستمر طلاب الكليات التقنية الطبية في تنفيذ اعتصام مفتوح كان آخره في ساحة القشلة (شارع المتنبي) الجمعة الماضية.. اما مطلبهم فأنه يتمثل في ضرورة تنفيذ نظام السنة الدراسية الخامسة (الأستاجير) اسوة بباقي دول العالم التي تعمل بهذا النظام، وتحدث لفيف من الطلبة الى مراسل "طريق الشعب" الذي التقاهم في ساحة القشلة , قائلين ان الاهتمام وبالتالي تنفيذ هذا المطلب له انعكاسات ايجابية مثل العنوان الوظيفي والتقديم للدراسات العليا واضافة العديد من الاستحقاقات التي تترتب على ترجمة هذا المطلب.. وهناك اشارة مهمة تتمثل في ان االعنوان الوظيفي غير واضح في?المجموعة الطبية وغير مثبت لدى نقابة ذوي المهن الصحية.. ويقول الطلاب انهم مستمرون في مراجعة دائرة التخطيط والمتابعة في وزارة التعليم العالي , ولجنة المتابعة والتخطيط تبرر عدم تنفيذ السنة الخامسة بسبب الانشغال بتغيير قرارات الوزير السابق، وانهم لن يتراجعوا عن مطالبهم وسيكون اعتصامهم مفتوحاً لحين تنفيذها .

ص15
 
نور صبري : فانيلة المنتخب الوطني للأفضل
 
 
 
متابعة «طريق الشعب»  
قال الحارس الدولي نور صبري، أمس الأربعاء، أن ارتداء فانيلة المنتخب الوطني استحقاق للاعب الأفضل، مبيناً أن جل اهتمامه الآن ينصب في مصلحة ناديه نفط الوسط.
وأضاف صبري على صفحته الشخصية على الـ (انستغرام) "جمهور العراق الكبير هذا توضيح بشأن كل ما يثار في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي حول العودة إلى صفوف المنتخب الوطني، فالمنتخب استحقاق للأفضل إضافة إلى أن المنتخب الوطني ليس في تفكيري بهذه الفترة، لان جل اهتمامي ينصب في ذهاب فريقي نفط الوسط إلى المرحلة النهائية من الدوري الممتاز".
 
 
.....
شخصيات ونجوم من الرياضة العراقية
ناصر جكو.. ساحر الكرة عبر ثلاثة عقود من الابداع
 
منعم جابر
استكمالا لما بدأناه قبل عشرين شهرا واحتفالا بالذكرى الثمانين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي باستذكار شهداء الرياضة من الشيوعيين وأصدقائهم وأنصارهم، ومن اجل استكمال الفائدة من ذلك وانصافا للمبدعين من الشخصيات الرياضية ونجومها منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة عام 1921 وحتى الساعة، قررنا استمرار الكتابة عن هؤلاء تخليدا لذكراهم وتعظيماً لعطائهم بعيدا عن الحزبية الضيقة والطائفية المقيتة واعتماداً على الهوية العراقية الاصيلة ولكل ابناء الوطن. آملين تعاونكم بالكتابة عن مبدعي الرياضة وروادها وابطالها من الراحلين والاحياء ممن كان لهم دور رياضي ووطني من عموم مناطق ومدن العراق اعتزازا منا بعطائهم الثر الجميل للرياضة ولعراقنا المناضل.
 
من هو المبدع ناصر جكو؟
 
هو احد عظماء عصره بكرة القدم، ولد عام 1917 وبدأ اولى خطواته في مدرسة الطاهرة الابتدائية، وفي العام التالي مثل فريق القوة الجوية واستمر معه حتى عام 1957 دون ان ينتقل الى فريق آخر، وفي عام 1938 استدعي لمنتخب العراق (منتخب المعارف) لمواجهة نادي بردى السوري عام 1943 ولعب للمنتخب العسكري في دورة ثلاثية ضمت فرق انكلترا وبولندا والعراق. عام 1950 استعاره فريق الحرس الملكي ليشارك في لقاء الحرس والمنتخب الباكستاني، وهو اول منتخب دولي يزور العراق، وشارك جكو في اول منتخب عراقي تشكل عام 1951. عام 1954 سجل خمسة اهداف بمرمى منتخب لبنان. لعب المباراة الكبيرة بين المنتخب العسكري العراقي امام العسكري المصري عام 1955 والتي انتهت مصرية 3- 2. وبذلك نقول ان جكو لعب ثلاثة عقود � الثلاثيني والاربعيني والخمسيني � وهذه ظاهرة نادرة الحدوث في العالم!
 
في عام 1963 يعتزل جكو العمل الرياضي
 
تميز ناصر يوسف جكو باخلاقه العالية وصفاته الطيبة وتواضعه فلم يتعرض خلال حياته الرياضية لاي حالة طرد او انذار او توبيخ، وعلى الرغم من علو كعبه وقدراته الفنية العالية لم نجده متعالياً او مصاباً بالغرور. وكانت مسيرته الطويلة عامرة بالاهداف والاهداف وقد شكل في زمانه ظاهرة فريدة ومستوى راقياً كما هو حال مبدعي كرة القدم في العالم اليوم، مثلما هم ميسي ورونالدو وبيكهام. كان جكو نجما لامعاً وفريدا في الساحة العراقية. وفي عام 1958 بدأ خطواته الاولى مدربا لفريق امانة العاصمة، حيث احرز بطولتي الكأس والدوري 58- 1959.
 
هل سجل جكو أهدافا توازي اهداف بيليه؟
 
ظل ناصر يلعب حتى تجاوز الاربعين عاما اي انه تفوق على نفسه وعلى الكثيرين من لاعبي العالم امثال: ستانلي ماثيوز الانكليزي، وكاربا خال المكسيكي، وياشين الروسي. والكثيرون يتذكرون جكو والاهداف التي سجلها، فالبعض يرى ان جكو سجل اهدافا تتجاوز ما سجله بيليه البرازيلي � بيليه سجل اكثر من ألف هدف � ولاننا لا نملك معلومات دقيقة بشأن عدد الاهداف التي سجلها جكو، الا اننا نتذكر انه استطاع في مباراة واحدة ان يسجل 10 اهداف! وهذه حالة نادرة.
 
صور لا تنسى عن ناصر جكو
 
ان حياة ناصر حافلة بالابداع والانجازات وسنحاول ذكر بعض الاحداث في مسيرة شخصيتنا الرياضية المرموقة..
* لعب ناصر مع ثلاثة اجيال كروية، الاول جيل هادي عباس وعبد الجبار الجومرد، اما الجيل الثاني فكان طه عبد الجليل واديب نجيب. اما الجيل الثالث فكان جمولي وعمو بابا ويورا.
* اصغر لاعب عراقي لعب لمنتخب العراق عام 1935 وهو ما زال طالبا في المتوسطة.
* كانت لقاءات الحرس الملكي والقوة الجوية تظاهرات بالوطنية تعكس الحس الوطني للجماهير.
 
ليست نفسي ملكا لنفسي وانما لوطني العراق
 
لقد كان الحس الوطني لدى مبدعنا الكبير ناصر عظيما فقد كان لاعبا فذا وموهوبا ونتيجة لذلك انفتحت امامه الابواب، حيث جاءه في اربعينات القرن الماضي عرض من احد الاندية الانكليزية وبمبلغ 20 ألف جنيه استرليني، لكنه فضل راتبه المحدود ولسان حاله يقول: " ليست نفسي ملكا لنفسي، وانما لوطني العراق". لقد اكد جكو وطنيته العالية ولم تهزه الجنيهات الاسترلينية.
هكذا هم المبدعون من نجوم الامس، عراقيون ولا شيء عندهم اغلى من الوطن.. المجد والخلود لابناء العراق المخلصين والشجعان والموت لاعداء الحياة والشعوب.
 
..........
اتحاد القدم يكشف عن آلية الدور النهائي
 
متابعة «طريق الشعب»
كشف الاتحاد المركزي لكرة القدم عن آلية الدور النهائي لمسابقة الدوري الممتاز الذي سينطلق في السادس عشر من أيار المقبل بمشاركة 8 فرق.
وقال عضو الاتحاد ونائب رئيس لجنة المسابقات يحيى كريم ان «متصدري المجموعتين الاولى والثانية سيكونان على رأس المجموعتين للدور النهائي فيما سيعتمد إلى وضع ثاني المجموعة الاولى بعد ختام دوري المجموعات في المجموعة الثانية وثاني المجموعة الثانية في المجموعة الاولى».
واضاف ان « الثالث والربع من المجموعتين سيتم تحديدهما بموجب القرعة التي ستتم لاحقاً».
 
تعاون عراقي � برازيلي في الأفق
 
متابعة «طريق الشعب»
استقبل رئيس اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية رعد حمودي سفير العراق في البرازيل عادل مصطفى، حيث تم التباحث في العديد من القضايا ومنها ملف اولمبياد البرازيل 2016 بحضور النائبين الاول والثاني لرئيس اللجنة الاولمبية إضافة إلى الأمين العام .
 وقال الامين العام للجنة الاولمبية عادل فاضل، في تصريحات صحفية ان "من بين القضايا التي تمت مناقشتها بين رعد حمودي والسفير العراقي في البرازيل هي توحيد الجهدين الحكومي والرياضي لتفعيل جميع الأمور الإدارية لاولمبياد 2016".
وأضاف ان "السفير وجه دعوة رسمية إلى رئيس اللجنة الاولمبية رعد حمودي لزيارة البرازيل لتفعيل العديد من القضايا الرياضية التي تصب في مصلحة الرياضة العراقية، لان البرازيل من الدول المتطورة في جميع الانشطة الرياضية".
 
سيروان بطلاً للأندية الشمالية بالكيك بوكسنك
 
متابعة «طريق الشعب»
أقام الاتحاد العراقي للكيك بوكسنك بطولة الأندية الشمالية للعبة في السليمانية بالقاعة الداخلية للمجمع الرياضي كولكا، وشارك في البطولة التي فاز بلقبها نادي سيروان الجديد عشرة اندية هي دهوك وشيخان وزاخو من محافظة دهوك ، ومن السليمانية أندية نيروز وسيروان الجديد واشتي وشهيدان وشيروانه ورانيا ، ومن محافظة صلاح الدين نادي العلم.
وقال رئيس الاتحاد قاسم الواسطي إن "سيروان الجديد جمع 44 نقطة وتوج بلقب البطولة تاركا المركز الثاني لنادي نيروز من السليمانية جامعا 32 نقطة ومن ثم دهوك ثالثا بـ 26 نقطة".
وأضاف أن "البطولة التي جرت على مدى يومين قادها مجموعة من الحكام هم : توظيب احمد قرو وجمال كريم امين وخالد عثمان حمه امين و ارام ابراهيم كريم".
 
...........
بوفون يختار تشكيلة أحلامه
في دوري الأبطال
 
 
متابعة «طريق الشعب»
قام الدولي الايطالي جانلويجي بوفون حارس يوفنتوس، متصدر ترتيب الكالتشيو، باختيار أفضل تشكيلة تمنى أن يشاهدها تنافس على مدار الـ20 عاما الماضية في بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
ووفقا لصحيفة (ديلي ميل) البريطانية، فإن الحارس الايطالي فضل عدم إدراج اسمه في التشكيلة مفضلا الاعتماد على حارس ريال مدريد، الاسباني ايكر كاسياس.
ولم يكتف بذلك فحسب، وانما استبعد ايضا البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم ريال مدريد الاسباني، والمتوج بالكرة الذهبية 3 مرات من التشكيلة، بينما تواجد البرغوث الارجنتيني ليونيل ميسي نجم فريق برشلونة، متصدر ترتيب الدوري الاسباني لكرة القدم.
وجاءت التشكيلة التي فضل الحارس الايطالي صاحب الـ (37 عاما) مشاهدتها في التشامبيونز وفق خطة اللعب (4-3-3) على النحو التالي:
حراسة المرمى: ايكر كاسياس، في خط الدفاع ليليان تورام وكانافارو ومالديني وروبيرتو كارلوس، ولخط الوسط  جاتوزو وباجيو وبيرلو، اما في الهجوم فتواجد  ليونيل ميسي والظاهرة رونالدو ونيدفيد.
 
.............
انييستا يربح قضيته ضد نادي دهوك لدى الفيفا
 
 
متابعة «طريق الشعب»
ذكر مصدر من داخل الجهاز الفني والتدريبي لنادي دهوك أن لاعب الفريق الكاميروني الجنسية انييستا ربح قضيته التي رفعها ضد الهيئة الإدارية لنادي دهوك الموسم الحالي.
وقال مدرب الفريق حازم صالح في حديث صحفي تابعته "طريق الشعب": إن "اللاعب الكاميروني انييستا يطالب إدارة نادي دهوك بـ 40 ألف دولار أمريكي هو المتبقي من عقده مع نادي دهوك للموسم الحالي".
 وأضاف صالح أن الجهاز الفني طالب الإدارة بإحضار اللاعب الكامروني انييستا بغية الاستفادة من خدماته طالما أن النادي ملزم بدفع مستحقاته المالية حسب قرار الفيفا.  يذكر أن نادي دهوك يحتل المركز الرابع في المجموعة الثانية للدوري العراقي الممتاز بكرة القدم.
 
لويز: قضيتي مع سواريز تحدث مع المميزين فقط
 
 
 
متابعة «طريق الشعب»
قلل مدافع فريق باريس سان جيرمان الفرنسي لكرة القدم ديفيد لويز من أهمية الكرات التي مررها الأوروغوياني لويس سواريز مهاجم برشلونة الإسباني بين قدميه (كوبري) في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، وذلك بعد خسارة مباراة الإياب بهدفين نظيفين في مباراة الإياب التي أقيمت على ملعب كامب نو، معقل البرسا. وأثارت هذه الكرات السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن ديفيد لويز أكد في تصريحات للتلفزيون الإسباني عقب المباراة "هذا أمر طبيعي، يحدث فقط مع المميزين، وأصحاب الشخصية". وأقر اللاعب البرازيلي بأفضلية برشلونة، قائلا "أعتقد أن لاعبي برشلونة قدموا أداء جيدا في المباراتين، وسيطروا طوال الوقت تقريبا، وهم أفضل". وأشار "لا أعتقد مطلقا أن غياب اللاعبين الجيدين أمر جيد، حينه يكون الوضع صعبا للغاية، افتقدنا جهود (فيراتي وإبراهيموفيتش)، ولكن برشلونة لعب بصورة جيدة للغاية، اللاعبون استوعبوا فلسفة اللعب جيدا، ويطبقونها".
 
 
..........
لمناسبة الذكرى الـ81 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي
بطولة كرة القدم في أبو غريب
 
بغداد - ماجد مصطفى
نظمت المختصة الرياضية في محلية الكرخ الاولى بطولة الشهيد فيصل لكرة القدم للفرق الشعبية في قضاء ابوغريب - ناحية عكركوف، على ملعب قرية البو معيدي، بمشاركة 24 فريقاً يمثلون مناطق (عكركوف، الشعلة، الحمدانية، قرية البو معيدي، قرية مديليلة ).
افتتحت البطولة يوم 5 آذار واختتمت يوم 11 نيسان 2015 وكانت المباراة الختامية بين فريقي الشهيد ماجد وشباب مديليلة وانتهت المباراة بفوز فريق شباب مديليلة بـ 4 اهداف مقابل لاشيء وقد اشرف على البطولة الرفيق مهند علي ابراهيم وصديق الحزب مروان.  في الختام تم توزيع الهدايا على الفائزين من قبل الرفيق جراح صكر سكرتير محلية الكرخ الاولى والرفيق عبد الرزاق ابراهيم المشهداني مسؤول اللجنة الرياضية في المحلية والرفيق علي ابراهيم المعيدي سكرتير منظمة ابو غريب والرفيق باسم المنذري.  هذا وحضر البطولة جمهور كبير من محبي كرة القدم ووجوه عشائرية في المنطقة واثنى الجميع على مبادرات حزبنا في تقوية أواصر العلاقات الاجتماعية واهتمامه الكبير بشريحة الشباب.
 
 
..........
عرض رسمي من مانشستر يونايتد لهولمس
 
 
متابعة «طريق الشعب»
ربطت العديد من التقارير الصحفية انتقال الدولي الالماني ماتس هوملس مدافع بروسيا دورتموند الى مانشستر يونايتد الانجليزي خلال فترة الانتقالات الصيفية المقبلة.
وتأكيدا لما تداولته وسائل الاعلام المختلفة في الفترة الماضية، أعلنت صحيفة (بيلد) الالمانية ان "ادارة مانشستر يونايتد قدمّت اول عرض رسمي لضم هوملس في حزيران المقبل، حيث بلغت قيمته 30 مليون جنيه استرليني".
ووفقا لأكثر الصحف شعبية في ألمانيا، فإن مانشستر يونايتد قريب جدا من خطف هوملس صاحب الـ (26 عاما)، على الرغم من تبقي عامين على انتهاء عقده مع اسود الفستفالين والممتد حتى العام 2017.
ومع إعلان المدرب الالماني يورغن كلوب رحيله عن تدريب بروسيا دورتموند مع نهاية الموسم الحالي، يبدو أن هجرة جماعية تلوح في الافق من ملعب (سيجنال ايدونا بارك) لأبرز اللاعبين، خاصة اذا ما اشرف كلوب على تدريب احد فرق الدوري الانكليزي الممتاز لكرة القدم كما هو متوقع.
 
 
بيع نادي بارما الايطالي بعد الإفلاس
 
 
متابعة «طريق الشعب»
ذكر نادي  بارما متذيل ترتيب دوري الدرجة الأولى الايطالي لكرة القدم إنه حصل على موافقة قضائية من أجل عرض النادي المتعثر ماليا للبيع بعد اشهار افلاسه وإنه في انتظار عروض لا تقل عن 20 مليون يورو (21 مليون دولار) بحلول 6 أيارالمقبل. وأضاف بارما في بيان بموقعه على الانترنت "في حالة عدم وصول عروض سليمة قانونيا فربما يمر النادي بـ 4 جولات أخرى من العروض مع تقليص سعر للبيع بنسبة 25 بالمئة في كل جولة. ولم يحصل لاعبو بارما على مستحقاتهم المالية طوال الموسم وهو ما اضطرهم في وقت ما الى تنظيف ملابس الفريق على نفقتهم وقيادة الحافلة الخاصة اضافة الى تأجيل مباريات بسبب عدم قدرة النادي على دفع مستحقات المشرفين ومسؤولي الأمن في الاستاد الخاص به. ولم يسبق لبارما الفوز بالدوري الايطالي لكرة القدم، لكنه توج بكأس الاتحاد الاوروبي في مرتين في العامين 1995 و1999 وأحرز لقب كأس الأندية الاوروبية أبطال الكؤوس العام 1993 اضافة الى الفوز بالكأس المحلية 3 مرات في فترة ناجحة بين عامي 1992 و2002.
 
............
بعد 100 مباراة من الأفضل غوارديولا بايرن أم برشلونة؟
 
 
متابعة «طريق الشعب»
لم يكن بيب غوارديولا، مدرب نادي بايرن ميونيخ، متصدر الدوري الألماني الحالي، ينتظر هديَّةً لمباراته رقم 100 مع ناديه أجملَ من الفوز العريض الذي حققه الفريق على حساب بورتو البرتغالي، والذي تأهل من خلاله الى الدور نصف النهائي من بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.
ويُعبر الانتصار على بورتو هو الانتصار رقم 77 لبيب غوارديولا مع بايرن ميونيخ بعد مرور 100 مباراة رسمية له مع الفريق.
ويتفوق سجل المدرب الإسباني الشاب في أول 100 مباراة له مع النادي البافاري بصورة واضحة على سجله في أول 100 مباراة له مع فريقه السابق برشلونة، حيث حقق مع الأول 77 انتصاراً فيما كان قد حقق 71 انتصار مع الأخير.
أمَّا تفاصيل مبارياته الـ 100 الأولى مع برشلونة فكانت إلى جانب 71 انتصار هي 19 تعادل و10 خسائر.
على الجانب الآخر، مع بايرن ميونيخ وإلى جانب 77 انتصار خرج غوارديولا من 12 لقاء بنتيجة التعادل مقابل 11 هزيمة في مسيرته حتى الآن مع الفريق.

ص16
 
سلاما.. أيها الحزب
 
أعادت "دار الروسم للصحافة والنشر والتوزيع" هذه الأيام، طباعة كتاب "سلاما.. أيها الحزب"، بعد 41 عاما على صدوره في مناسبة الذكرى الـ40 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي.
يضم الكتاب قصائد حب ثورية لمجموعة من الشعراء الوطنيين، بينهم حسين محمد الشبيبي، السياب، عبد الله كوران، محمد مهدي الجواهري، محمد صالح بحر العلوم، حسين مردان، ألفريد سمعان، هاشم الطعان، بلند الحيدري، رشدي العامل، هاشم شفيق، فوزي كريم، فاضل العزاوي، خليل المعاضيدي، وغيرهم. وأهدت "الروسم" هذا العمل إلى الحزب الشيوعي العراقي في مناسبة الذكرى الـ81 لتأسيسه.
يقع الكتاب في 143 صفحة من القطع المتوسط.
 
 
........
 
تسريحة !
 
طفل في بيتي له خمسة أعوام، أصرّ على أن يقصّ له الحلاّق شعره مثل قصّة شعر نجم الكرة «بنزيما!»، وحين حاول الجميع قمعه تطوّعت للوقوف معه من أجل تشجيعه على أن يمارس نوعاً من الحرية الشخصية وفي النهاية هي مجرّد قصة شعر سرعان ما تختفي من واجهة الرغبة.
في الحقيقة لم اعرف لحظتها أنها قصّة بشعة فنطازية تتضمن حلق نصف الرأس بينما يبقى باقي شعر فروة الرأس منتصباً..والسبب أنني لا أعرف بنزيما نفسه، ولو حدث أن رأيته لما عرفته.
لكني في النهاية تقبّلت الموضوع بنوع من المُكابرة والتمسّك بدعم حق هذا الطفل الذكي في أن يختار لنفسه ما هو شائع، لأن اللياقة والرواج و»العيب» والمقبولية حين تدخل عالم المُودة فهي ستدخلها من باب النسبية حصراً.
ما أراه مقبولاً قد يراه جيل آخر مضحكاً للغاية، بالضبط مثلما كنّا نرى ونحن طلاب في الإعدادية أن سُترة أحد الأساتذة هي سُترة»تاريخية» لا علاقة لها بالعصر الحاضر، في حين كان يتمسّك هو بها ويحرص على ارتدائها نظيفة مكوية.
قلت في نفسي: حان الوقت لنطبق مفاهيمنا» الديمقراطية!»عن حركة الزمان والمكان وربما هذه فرصة أن نقبل بها داخل منازلنا أصلاً، بدلاً من الإكتفاء بالكتابة عنها وتصديع رؤوس الناس بها على صفحات الجرائد.
أما الشاب الذي أثق به ليستبدل لي قناني الغاز فكانت تسريحته أكثر من صادمة بالنسبة لي. ورغم أنه غاية في الأدب واللياقة في التعامل إلا أن الهيجان الذي يبدو عليه رأسه وتسريحة شعره تدفعان الى عدم الثقة به ظاهرياً. حين سألته، هل يصادفك كثيراً من ينصحك بأن تسريحة شعرك غير مقبولة؟... أجاب: نعم الكثير...وأكتفي بالإبتسام بوجوههم رغم أنهم يُمعنون في تجريحي بعض الأحيان بسبب قصّة شعري.
«أنا لا أهتم... فكل واحد حرّ بشعره!». هكذا ختم هذا الشاب رأيه حين حاولت جرجرته كلامياً كي أعرف ردود فعل المحيطين به.
القِصة متكررة في كل الأزمان، لكنها تبقى وسيلة للتعبير عن الذات، يتفهمها البعض ويرفضها البعض ويتعايش معها على مضض البعض الآخر.
وحتى لا تكون هذه المظهريات هي الأصل في التعبير عن الذات، تؤسس المجتمعات وسائل تعبيرية واسعة للشباب، مثل النوادي والنشاطات الرياضية والفنية والموسيقية، والسينما والمسرح و مقاهي الألعاب الشعبية وكل انواع التنافس المقبول والإختلاط الطبيعي.
حين تضيق الحياة على الشباب في ريعان نشوتهم بالبهجة، فإنهم حتماً سيعاقرون البؤس في كهولتهم..هنا مكمن الخطر.
 
قيس قاسم العجرش
 
 
........
شيوعيو الرصافة الثانية يزورون المناضلين الرواد
 
 
بغداد – طريق الشعب
على شرف الذكرى الـ 81 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي، نظمت اللجنة المحلية للحزب في منطقة الرصافة الثانية، أخيرا، وفدا قام بزيارة عدد من الشيوعيين الرواد في منازلهم، وقلدهم أوسمة رمزية في المناسبة.
واستقبل الرفاق الرواد أعضاء الوفد بالترحاب، وتحدثوا إليهم عن تاريخهم النضالي في صفوف الحزب، واستذكروا مواقفهم الوطنية، معاهدين على الاستمرار في النضال من أجل وطنهم وأبناء شعبهم.
 
.....
نقطة ضوء ...

العقول النظيفة!
 
الاعلام كفيل بتحقيق ما لم تحققه الرصاصة سواء كانت طائشة أم موجهة .. وتتجلى أهمية الإعلام وخطورته هذه الأيام أكثر من أي فترة أخرى لأن العراق يتعرض لاشرس هجمة في تاريخه اعلاميا وعسكريا .. هذه الهجمة تستهدف تاريخه الذي يمتد لالاف السنين. وقد رأى الجميع معاول الحقد الداعشية وهي تنهال على تاريخنا المضيء في المتاحف والمساجد وعلى قبور الأنبياء والأولياء التي تشكل ألوان قوس قزح تميز به العراق عن كل بلدان المنطقة. هذه الهجمة أثارت حفيظة العديد من الأصدقاء والاشقاء خارج العراق والذين تظاهروا احتجاجا، فيما المثقف العراقي، في الغالب الاعم،  اكتفي بتداول تلك الصورة المؤلمة على الفيس بوك! واليوم أصبحت تلك الجريمة الشنيعة في عداد الماضي المنسي.. وهنا لا نلوم الناس البسطاء على نسيانهم تاريخهم لانهم يجهلونه، ومرد ذلك يعود لتعنت الحاكم والمسؤول ليس اليوم فقط، بل منذ فتح العراق وضمه الى  العالم الاسلامي. لكننا نلوم من يمتلك أدوات المعرفة، ومن يخطط ويبرمج الكتب والدروس والمحاضرات المرئية والمقروءة والمسموعة.
 انزلوا الى لشارع واجروا استفتاء بسيطا حول تاريخنا السومري أو البابلي ..اسألوا الناس عن حمورابي، مشرع اول شريعة حكم في العالم وستتفاجؤون لا عن جهل العامة بل العديد من المتعلمين. تاريخنا، الذي يفترض ان نفتخر به، نمنع بقصد أو بدون قصد أن يتعلمه أبناؤنا. كيف تريدون لهم أن يدافعوا عن تاريخ يجهلونه ؟ عن وطن قضم من تأريخه الثلثين على أقل تقدير؟ عن بلاد توزعت آثارها بين عواصم مختلفة وأصبحت هناك قبلة للناس. لم يقولوا لنا بأن باب عشتار في بابل ليست الباب الأصلية! والأصل منها موجود في برلين، ليست على شكل بوابة بل مدينة كاملة ! ولم يقولوا لنا بأن مسلة حمورابي موجودة في متحف اللوفر، والتي بين ايدينا لم تكن سوى نسخة صنعناها قبل فترة قريبة! واذا قبلنا على مضض بوجود هذه الآثار خارج العراق لانها باياد أمينة ولكننا لا يمكن أن نقبل بتعميم الجهل بهذه الحضارة .. احصوا الافلام الوثائقية التثقيفية الاوربية عن هذه الحضارة وقارنوها بما انجزناه نحن فستجدون الفارق مذهلا. تصفحوا الكتب المدرسية في كل مراحل الدراسة وستجدون ربما اسطرا بائسة، وإن وجدت، فلا تنسجم بالمطلق مع تاريخنا المشرق. وربما أبالغ في طرح مثل هكذا تساؤلات فلأن معاول الحقد الأسود لداعش والتي انهالت على تاريخنا، وترى في تلك التماثيل اصناما، لا تختلف كثيرا، أو بالأحرى تتطابق مع تصورات مماثلة لعدد لا يستهان به ممن كان مسؤولا الى وقت قريب عن تربية أبنائنا! سأذكر هذه الحادثة : مر وزير ، متهم بالتلكؤ في  إنجاز مجموعة كبيرة من المدارس التي نلاحظها منتشرة في أكثر من مكان على شكل أعمدة فقط ومنذ سنوات! مر هذا الوزير وشاهد تماثيل في واجهة معهد الفنون الجميلة في المنصور، فأمر بتعلية الجدار كي لا يشاهد المارة هذه الأصنام على حد قوله. منو انت يا وزير؟ ومن أي نفق خرجت لنا وما فرقك عن ذلك الداعشي في موقفه من تراثنا؟ هل هذا قدرنا أن نتحول لحقل تجارب فاشلة على يد هذا المسؤول أو ذاك؟ هؤلاء الذين يحاولون جهد امكانهم تعميم الجهل لا العلم وتعميم التخندق لا الانفتاح! وتعميم الكراهية لا المحبة!  املنا بجديد اليوم في ان لا ينقطع شرط أن تكون هناك حركة موازية لهذا الجديد،منظمة أو عفوية، لصناع الثقافة الحقيقية، لمبدعي الجمال، ولخالقي الفن الراقي  .. الشعب الذي يجهل تاريخه المضيء لا يمكن أن يبني مستقبلا مضيئا. والفتن الطائفية التي تتصاعد بين فينة واخرى تتعكز على جهل العامة لهذا التاريخ المضيء.ولبناء مدينة نظيفة، ملزمون بالحفاظ على تأريخها، لا بد من وجود عقول نظيفة قبل كل شيء!
 
طه رشيد
 
............
في البصرة
ندوة عن سبل تطوير الصناعات العراقية
 
البصرة - فالح ياسين الربيعي
ضيّف فرع جمعية الاقتصاديين العراقيين في محافظة البصرة، السبت الماضي، نائب رئيس فرع الجمعية في بغداد د. باسم انطوان، الذي ألقى محاضرة بعنوان "السبل الكفيلة بتطوير الصناعات العراقية"، أمام جمع من المهتمين بالجانب الاقتصادي.
 
 
أدار المحاضرة رئيس فرع الجمعية في البصرة علي العضب.
تطرق د. انطوان في معرض حديثه إلى المصانع والمعامل التي توقفت عن العمل منذ عام 2003، وقال انها توقفت بسبب التخريب المتعمد، والإهمال من الجهات الحكومية، وعدم الشروع بإعادتها الى العمل، "ما أفقد الاقتصاد العراقي أحد أهم روافده وأركانه، وأصبح وحيد الجانب معتمدا على الموارد النفطية فقط، التي تهيمن على انتاجها وتسويقها شركات احتكارية كبرى تسيطر على الاقتصاد العالمي، وتتحكم بأسعار النفط حسب هواها".
 وأوضح د. انطوان انه "من الضروري وقبل كل شيء، لا بد من التفكير بإصدار التشريعات والقوانين المهمة التي تحمي الإنتاج الصناعي الوطني، ليكون قادرا على الصمود، ومنافسا الصناعات العالمية المتطورة، وحتى لا تكون الساحة العراقية سوقا مفتوحة بدون ضوابط اقتصادية". 
وتابع قائلا: "كذلك يجب وضع دراسة مستفيضة من قبل خبراء اختصاصيين، قبل التفكير في تأهيل وتطوير الصناعات الوطنية".
هذا وقدم عدد من الحضور مداخلات، وطرح أسئلة أجاب عنها المحاضر بصورة ضافية.
 
 
..........
ودعه الآلاف في الإسماعيلية إلى مثواه الأخير
عبد الرحمن الأبنودي يبارح أشعاره ومحبيه
 
 
..........
طريق الشعب – خاص
توفي أول أمس الثلاثاء، في أحد مستشفيات مصر، الشاعر المعروف عبد الرحمن الأبنودي عن عمر ناهز 76 عاما، بعد صراع مع المرض. وقد شيع جثمانه، مساء اليوم نفسه، الآلاف من أهالي قرية الضبعية في محافظة الإسماعيلية شرق مصر، في جنازة عسكرية، ليواري الثرى في مقابر "جبل مريم" ضمن المحافظة.
وكان الراحل قد نقل، أخيرا، إلى المركز الطبي العالمي التابع للقوات المسلحة، حيث أجريت له عملية سريعة لإزالة تجمع دموي في المخ.
ولد الأبنودي عام 1938 في قرية أبنود بمحافظة قنا في صعيد مصر. ومن أشهر أعماله "السيرة الهلالية" التي جمعها من شعراء الصعيد ولم يؤلفها، بينما أشهر مؤلفاته هو ديوان "أيامي الحلوة" الذي يروي فيه قصصا وأحداثاً مختلفة من حياته في صعيد مصر.
وقدم الأبنودي العديد من الأعمال الغنائية الدرامية لعدد من المسلسلات، وكتب أغنيات للكثير من المطربين أمثال عبد الحليم حافظ، محمد رشدي، فايزة أحمد، نجاة الصغيرة، شادية، وردة الجزائرية، صباح، وماجدة الرومي، وله قرابة 22 ديوانا شعريا.  وحصل الأبنودي على لقب "تميمة الثورات المصرية"، فهو "مغني الشعب" بعد نكسة 67 بأغنية "وبلدنا على الترعة بتغسل شعرها". وقد حصل على جائزة الدولة التقديرية عام 2001، ليكون بذلك أول شاعر شعبي مصري يفوز بهذه الجائزة، وفاز أيضا بجائزة محمود درويش للإبداع العربي عام 2014.
 
 
..........
حسام الدين الأنصاري عن تاريخ السيمفونية العراقية
 
تضيّف "الجمعية العراقية لدعم الثقافة"، غدا الجمعة، الخبير الموسيقي حسام الدين الأنصاري، ليتحدث عن تاريخ الفرقة السيمفونية الوطنية العراقية، ويوقع نسخا من كتابه عن تاريخ الفرقة.
يشارك في الجلسة مدير الفرقة عبد الرزاق العزاوي. وتكون البداية في الساعة الحادية عشرة صباحا على قاعة الجواهري في مبنى الاتحاد العام للأدباء والكتاب � ساحة الأندلس.
والدعوة عامة.
 
"ملافسينت" في نادي السينما
 
يعرض نادي السينما، هذا اليوم الخميس، الفيلم الفانتازي الأمريكي "ملافسينت"، من إخراج روبرت سترومبرغ، وإنتاج والت ديزني، وبطولة انجلينا جولي.
يبدأ العرض في الساعة الرابعة عصرا على قاعة منتدى "بيتنا الثقافي" في ساحة الأندلس.
والدعوة عامة.
 
"أنت لست أنت" في سينما الأدباء
 
يعرض نادي السينما في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، غدا الجمعة، فيلم الدراما الأمريكي "أنت لست أنت".
يبدأ العرض في الساعة الرابعة عصرا في مبنى الاتحاد � ساحة الاندلس.
والدعوة عامة .
 
استذكار الناشطة الراحلة أنعام الحمداني
 
تقيم اللجنة المحلية للمثقفين في الحزب الشيوعي العراقي، بعد غد السبت، جلسة استذكار للناشطة الراحلة أنعام الحمداني.
تبدأ الجلسة في الساعة الحادية عشرة صباحا، على قاعة منتدى "بيتنا الثقافي" في ساحة الاندلس.
والدعوة عامة.
 
شعر شعبي في "بيتنا الثقافي"
 
يقيم "منتدى الناس للشعر الشعبي الشبابي"، بعد غد السبت، أمسية شعرية تشارك فيها نخبة من الشعراء الشباب.
تبدأ الأمسية في الساعة الرابعة عصرا، على قاعة منتدى "بيتنا الثقافي" في ساحة الأندلس.
والدعوة عامة.
 
ستار الزكم يوقع "مدافن الرغبة"
 
يحتفي ملتقى الخميس الإبداعي في الاتحاد العام للأدباء والكتاب، بالشاعر والإعلامي ستار الزكم، ليوقع مجموعته الشعرية الجديدة "مدافن الرغبة"، ويتحدث عن منجزه الإبداعي.
يدير جلسة الاحتفاء الشاعر علي الاسكندري. وتكون البداية في الساعة الواحدة بعد ظهر هذا اليوم الخميس، على قاعة الجواهري في مبنى الاتحاد � ساحة الأندلس.
والدعوة عامة.
 
"طلبة بابل" يحتفل بذكرى تأسيسه
 
يقيم اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق � فرع محافظة بابل، غدا الجمعة، حفلا في مناسبة ذكرى تأسيسه الـ 67.
يبدأ الحفل في الساعة الرابعة عصرا، على قاعة منتدى الرعاية العلمية في حي الحسين، خلف جامعة الحلة الدينية، في مركز محافظة بابل.
والدعوة عامة.
 
ندوة عن "الواقع المائي في العراق"
 
تعقد نقابة الجيولوجيين العراقيين، بعد غد السبت، ندوة بعنوان "الواقع المائي في العراق والسيناريوهات المحتملة مستقبلا".
يتحدث في الندوة خبير من وزارة الموارد المائية، وتكون البداية في الساعة الخامسة والنصف مساءً، على قاعة النقابة في منطقة المنصور� شارع النقابات. 
والدعوة عامة.
 
دورة رياضيات مجانا
 
تقيم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في منطقة الكرخ الثانية، دورة مجانية لمادة الرياضيات للصف الثالث متوسط.
تباشر الدورة عملها اعتبارا من الاحد المقبل، الساعة العاشرة صباحا.