العدد 35 السنة 86 الاثنين 28 كانون الأول 2020

 

 

تصفح بي دي اف

 

 

 

ص1

على طريق الشعب

على من تفرض الضرائب؟

تبرز على نحو ملح أهمية وضرورة التوجه نحو اصلاح اقتصادي، ضمن سياسة واضحة الأهداف والغايات، يراد منها في نهاية المطاف بناء اقتصاد قوي متنوع في مصادر موارده المالية، ومبتعد تدريجيا عن طابعه الريعي، مع تقليل الاعتماد على واردات النفط الخام كمموّل أساسي للموازنة. 

وارتباطا باوضاع البلد العامة ومنها الاقتصادية والمالية، وشح الموارد كما تتحدث عنه الحكومة نتيجة انخفاض كميات النفط المصدّر وعائداته، وبالإجراءات  الصادمة   التي أقدمت عليها الحكومة في انسجام مع “الورقة البيضاء”  المفرطة في ليبراليتها وتقيّدها بنصائح صندوق النقد الدولي لمعالجة  العجز الكبير في الموازنة العامة، وكان من تلك الاجراءات ما تسرب عن فرض استقطاعات (ضريبة الدخل الشهرية) في مشروع موازنة ٢٠٢١ على  رواتب الموظفين والمتقاعدين، المدنيين والعسكريين، فقد اصبح ضروريا تسليط الأضواء على النظام الضريبي في بلادنا.    

بدءاً يحتاج هذا النظام جدا الى اصلاح  حقيقي، يأتي ضمن رؤية عامة واستراتيجية واضحة  الأهداف وسياسة  مصادق عليها، وفي اطار إرادة للخروج من الاقتصاد الأحادي نحو التنويع وتفعيل القطاعات الإنتاجية، خاصة الزراعة والصناعة وميادين الخدمات الإنتاجية.  ومن المفترض طبعا ان يكون الاصلاح الضريبي وسيلة مالية فاعلة لتوزيع وإعادة توزيع الدخل والثروة بصورة عادلة، ولتحفيز قطاعات وانشطة اقتصادية محددة  وفقا لحاجات البلد.

 والمقصود بالضرائب هنا ليس ما يفرض عادة  على الرواتب، بل ما يشمل الدخول على اختلاف أنواعها، خاصة الكبيرة منها والمرتفعة، داخل  مؤسسات الدولة وخارجها. ومن ذلك الريوع وارباح المشاريع والشركات والبنوك والمصارف على تنوعها، كذلك العقارات،  وغيرها.

ويشمل اصلاح النظام الضريبي مسارات عدة، منها الإصلاح المالي والإداري، وتوفير معطيات دقيقة عن المكلفين، وتهيئة جهاز كفوء مع قدر من العدالة في الجباية، وسد الثغرات في ما يتعلق بالتهرب الضريبي، تشريعا وإدارة ورقابة.

ولا بد للنظام الضريبي كي ينجح، من ان يستند الى رضا المواطن. ولتحقيق القدر الضروري من الرضا لا بد من تأمين العدالة، وتأمين شفافية كافية لاوجه صرف الإيرادات الضريبية، وان يقترن ذلك بتقديم خدمات مقابلها.

وهناك اشكالات عدة ترافق جباية الضرائب عندنا في العراق، وتجعل نظامها غير فعال، ويحصر به غالبا جمع الضرائب المفروضة على الرواتب، وهي المعلومة والمحددة. اما تلك التي تخضع الى التخمين، فيرافقها الكثير من عدم الدقة ومن الفساد والرشى. وبسبب من هذا يتضاءل مردودها، بل وقد لا تصلها أجهزة الضريبة.

ان تطوير النظام الضريبي لا يعني فرض ضرائب جديدة على المواطنين، مباشرة اوغير مباشرة. على العكس، يعني ان يكون هناك توسيع لمساحة الإعفاءات للكادحين وذوي الدخل المحدود، واعتماد الضريبة المتصاعدة على الدخل بانواعه، وان يأتي ذلك في سياق اصلاح شامل ونظام حوكمة فاعل وبناء دولة المؤسسات والقانون، بما يجعل النظام الضريبي وسيلة لتحقيق العدالة وللاستثمار الأفضل لموارد الدولة وتقديم الخدمات العامة.

ان معالجة  الازمة المالية والاقتصادية توجب الاقدام على حزمة معالجات، بما يحول دون القاء تبعات الازمة  على عاتق المواطنين، خاصة الكادحين والفقراء ومن لا دخل لهم أساسا، والذين تضاعفت معاناتهم جراء عوامل عدة، منها تخفيض سعر الدينارالاعتباطي، وتفاقم نسب الفقر والبطالة، وندرة  فرص العمل او انعدامها، وسوء الخدمات وبضمنها الان الكهرباء والاجراءات الصحية.

ويقينا ان استمرار هذه السياسات  الأحادية والعرجاء لن يحل المشاكل، بل وسيفاقمها ويرفع من منسوب التذمر والسخط والاحتجاج، الذي يصعب التكهن بمساراته واشكال تجليه.

 

 

***********

3 ملايين عامل مهددون بفقدان الأجور

اجتماعات حكومية ـ برلمانية لحلحلة الأزمة المالية

بغداد ـ طريق الشعب

منذ أكثر من أسبوع تعيش الاسواق المحلية اضطرابا كبيرا في أسواق المواد الغذائية وغيرها، نتيجة الاجراء الحكومي المفاجئ في رفع سعر صرف الدولار أمام الدينار العراقي، ما انعكس ذلك على أسعار جميع ما يستهلكه المواطن، حتى البضائع التي تنتج محليا، تلك التي تحتاج لمواد أولية مستوردة.

 

 

وقبل أن تحدث تسويات معينة بين تجار الجملة والمفرد وأصحاب المعامل والمخازن ومذاخر الادوية، لإيجاد وسيلة تعايش مناسبة مع السعر الجديد للدينار، وما رافق ذلك من تسريبات على مسودة قانون الموازنة العامة للعام المقبل، التي لم تصل البرلمان، حتى الان، بحسب مسؤولين، قبل كل ذلك، سيطال ذوي الدخول المحدودة والفقراء وغيرهم، ضررٌ كبير من تلك الاجراءات، التي حمّلتهم وطأة الازمة المالية، وفشل السياسات الاقتصادية للحكومات المتعاقبة.

ويقرأ اقتصاديون الوضع العام في الاسواق بأنه يحتاج لشهرين حتى يمكنه حسم التعاملات المالية الجديدة والتعايش مع الحالة الجديدة للدينار.

وشهدت أسعار الأدوية والمواد الغذائية والدواجن، ارتفاعا في أسعارها بنسبة تتراوح بين 20 الى 40 في المائة.

ويحذر نواب من أن رفع سعر صرف الدولار بالمقارنة مع الدينار العراقي، قد يتسبب بفقدان 3 ملايين شخص لعملهم.

ومعلوم أن خفض سعر صرف الدينار سيتسبب للموظف بخسارة 25 في المائة من راتبه.

ولمناقشة تلك التداعيات، عقدت اللجنة الاقتصادية في مجلس النواب، اجتماعا مع رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، لبحث قيمة الدينار العراقي، وخفض سعر صرف الدينار أمام الدولار وانعكاساته على السوق، الى جانب مناقشة مواد مشروع قانون الموازنة الاتحادية للعام 2021، وأسعار النفط ايضا.

بينما قدمت اللجنة المالية في البرلمان، 35 توصية الى مجلس الوزراء لمعالجة الازمة الاقتصادية، من دون اللجوء الى استقطاعات رواتب موظفي الدولة وتخفيض قيمة العملة العراقية.

ويقول خبراء في الشأن الاقتصادي، ان تعديل سعر صرف الدولار مقابل الدينار “خارج صلاحيات مجلس النواب”.

ومؤخرا، أعلن وزير المالية علي عبد الامير علاوي، تخفيض سعر صرف الدينار أمام الدولار، ليصل الى 1450 دينارا للدولار الواحد المباع الى البنك المركزي، بينما الاخير حدد سعره بـ1460 للمصارف، و1470 للجمهور، بناء على الاجراء الحكومي.

************

احتفالات الميلاد تستذكر النازحين وشهداء تشرين

 

بغداد ـ طريق الشعب

أحيا المئات من المسيحيين، في بغداد ومحافظات أخرى، الجمعة الماضية، قداس عيد الميلاد، وسط اجواء احتفالية ودعوات لإعادة الأمان إلى البلاد وتخليص النازحين والمهجرين من محنتهم الحالية. فيما جرى استذكار الشهداء والمصابين في انتفاضة تشرين، والحديث عما تسبب به الفساد من اذى كبير للمواطنين.

وفي كنيسة مار يوسف بمنطقة الكرادة وسط بغداد، أحيا المسيحيون عيدهم بحضور رئيس وزراء الفاتيكان، الكاردینال بیترو بارولین.

وقبل احياء القداس في بغداد، نصبت أمانة العاصمة عددا من اشجار الميلاد في ساحات وشوارع منتخبة، فيما زينت شوارع أخرى.

أما في الموصل، فتوجه المسيحيون إلى الكنائس لإحياء القداس، في ظل حماية مكثفة وانتشار أمني واسع.

وفي بلدة القوش، احتفل المواطنون بتنصيب شجرة الميلاد وسط دعوات لإبعاد بلدتهم عن الصراع السياسي القائم على مناطق سهل نينوى.

من جانبها، أعلنت البطريركية الكلدانية في العراق, إلغاء قداس ليلة عيد الميلاد في عموم كنائس العاصمة بسبب الأوضاع الحالية والأمنية.

********

مشاكل مبكرة تعرقل جهود المعلمين

بغداد - طريق الشعب

لم يمض سوى اسابيع قليلة على بداية العام الدراسي الجديد، حتى طفت على السطح مشكلات كثيرة، تواجه المعلمين وتلاميذهم في المدارس الابتدائية، بسبب آليات التعليم الالكتروني (المدمج) التي اعتمدتها وزارة التربية، في ظل ظرف عصيب وخيارات محدودة.

ويرى عقيل التميمي، معلم في محافظة ذي قار، إن التعليم المدمج لم يقدم شيئا للعملية التربوية والتعليمية واثبت فشله مبكرا للأسف الشديد.

أما عامر محمد، معلم في بغداد، فيرى أن التقليص الذي طرأ على المناهج الدراسية، “خطر جديد يهدد العملية التربوية التي تعاني كثيرا”.

وذكر محمد، ان “خيارات المعلمين سيئة جدا، لأن الكثير من الطلبة يتحججون بعدم قدرتهم على الاشتراك بخدمات الانترنت، لذلك اصبحت المنصات الالكترونية شبه خالية، والكثير من الطلبة لا يدرسون سوى ليوم واحد في المدارس”.

وقال محمد، ان “عددا ليس بالقليل من الاهالي لا يهتمون بما يجري، وبالتالي نحن امام جيل جديد، سينشأ في ظل ظروف تعيسة تهدد المسيرة التربوية المربكة اصلا”.

**********

راصد الطريق

أما آن الاوان لتوقف الاستهتار بأموال الشعب؟

اعلنت وزارة التخطيط الأسبوع الفائت عن وجود ٦٢٢٥ مشروعا غير منتهٍ في عموم العراق، وان هناك “مئات المشاريع المتوقفة “. وقال المتحدث باسمها  ان تخصيص ٨ ترليونات دينار في موازنة ٢٠٢١ للمشاريع “غير كاف ولا يساوي شيئا بالنسبة لحاجتها” التي تبلغ “١٣٦ ترليون دينار“. وأضاف انه في حال توقفها “سنخسر الكثير من فرص العمل وتتجه المشاريع نحو الاندثار وخسارة كلف انشائها“ . 

وذكر المتحدث ايضا ان “٧٥٥ مشروعا منها لم تتجاوز نسبة إنجازه ٢٠ في المائة“، وان عدد “المشاريع المتلكئة يصل الى ٣٥٩ مشروعا، فيما يبلغ عدد المشاريع المتوقفة ١٨٢..”. وهي جميعا مدرجة في الخطط منذ 2013.

ويذكر تقرير للوزارة ان الكلفة الكلية للمشاريع  تزيد عن ٢٢٩ ترليون دينار.

كل هذا والاموال المصروفة عليه (٩٤ ترليون دينار حسب الوزارة) مهدد بالضياع.

ترى .. اما آن الاوان لأن يتوقف كل هذا الاستهتار باموال الناس؟ 

 

*******

ص 2

 

الداخلية: 15 ألف حالة عنف أسري في 2020

بغداد – طريق الشعب

أعلنت وزارة الداخلية، أمس، تسجيل 15 ألف حالة للعنف الاسري خلال العام الحالي، فيما تحدثت عن أهم الأسباب التي أدت إلى تزايد هذه الحالات.

ونقلت وكالات الأنباء الرسمية، عن مـديـر حـمـايـة الأســرة والـطـفـل مـن العنف الأســري فـي وزارة الداخلية، العميد علي محمد سالم، قوله: إن “هـنـاك حـالات مكتشفة فـي بـغـداد والمـحـافـظـات واوامـــر إلـقـاء قبض وصـلـت إلـى اكـثـر مـن 4 آلاف حـالـة خلال الـعـام 2020، وبـلـغـت حــالات اعـتـداء الــزوج على زوجـتـه اكثر مـن 9 آلاف حالة وتـم إلـقـاء القبض عـلـى مـرتـكـبـيـهـا، وبـعـض الــحــالات تـم الـتـراضـي والصلح فيما بينهم”، لافتا إلى أن “مجموع حالات الـعـنـف الاســري وصـلـت حـتـى الآن خــلال الـعـام الحالي إلى 15 ألف حالة، بينما شهد العام 2019 تسجيل اكثر من 17 ألف حالة عنف، بسبب الشك الذكوري والمشكلات الاقتصادية وتعاطي الكحول والمخدرات والعنف الجسدي والنفسي والجنسي الـــذي يــحــدث داخـــل الاســــرة ويـشـمـل الـضـرب والمــتــاجــرة بــالمــرأة، إلــى جـانـب ســوء اسـتـخـدام التكنولوجيا الحديثة (الانـتـرنـيـت) وغـيـرهـا مما يسبب في اغلب الاحيان لجوء المرأة إلى الانتحار بـسـبـب الــيــأس واسـتـفـحـال الـخـلافـات الـزوجـيـة، مـع وجــود حــالات اخــرى تتعلق بالـخـيـانـة الـزوجـيـة الــتــي وصــلــت الـــى اكــثــر مــن 227 حــالــة خـلال العام الحالي”.

 

**************

 

اضاءة

كفى إثارة لقلق الناس

 ومخاوفهم!

محمد عبدالرحمن

الطموح الى الامن والاستقرار هو ما يريد المواطن العراقي تحقيقه وتلمس نتائجه الإيجابية على ارض الواقع. من المؤكد ان الكثير تحقق على طريق مكافحة الإرهاب ومنظماته ومنها داعش الاجرامي، ولكن هذا الملف ما زال مفتوحا مع مساعي التنظيم الإرهابي لملمة صفوفه واقدامه على عمليات اثبات وجود، في هذه المنطقة او تلك، وما تسبب من اسقاط ضحايا أبرياء وعرقلة عودة الحياة الطبيعية الى تلك المناطق التي عانت كثيرا منه. الامر الذي يتطلب مواجهة شاملة للارهاب.

كذلك يبقى القلق كبيرا ازاء استمرار فوضى  السلاح، وانفلات الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون، واخذها دور الدولة وقرارها في ما يتعلق بقضايا الحرب والسلم والعلاقات الخارجية، وامتشاقها السلاح لتحقيق مآرب وغايات سياسية تبدو داخلية، لكنها متماهية مع اجندات خارجية.

ويتابع المواطنون باهتمام كبير التوترات بين أمريكا وايران، التي تتصاعد حدتها في هذه الأيام بالتزامن مع القصف الصاروخي للمنطقة الخضراء،  والذي يمكن القول ان الكل يرفضونه، وهو ما  يكاد يحصل في كل مرة، ولكن يتكرر وقوعه!

لماذا تكون ارض العراق ساحة لتصفية الخلافات بين البلدين، وما ينجم عن ذلك من ترويع للمواطنين وخشية من ان تُجَر بلادنا الى اتون صراع لا ناقة لشعبنا فيه ولا جمل؟!  وهذا ما نسمعه من الناس الذين لسان حالهم يقول: دعونا نعيش بسلام، فعندنا ما يكفي من المشاكل ويزيد!

وفِي الاثناء يتواصل استهداف الناشطين والمنتفضين والمشاركين في الحركة الاحتجاجية ،  والداعمين لهم والمساندين، اغتيالا واختطافا وتعذيبا وتهديدا، ويبقى رد فعل الحكومة محصورا  بتشكيل لجان تحقيقية مفتوحة، وبلا ضفاف او نهايات !

 وفيما يفترض ان تقدم الحكومة على خطوات وإجراءات فاعلة لضمان اجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة في أجواء آمنة وبسلاسة، وبما يمكّن المواطن من اختيار ممثليه بحرية  تامة ومن دون عنف واكراه، نقلت تقارير إعلامية  خبرا عن اغتيال  مواطن قبل انه كان ينوي الترشيح، واخبارا عن اكاديميين قالوا بالصوت والصورة انهم تلقوا تهديدات من جهات معروفة، لمنعهم من الترشح ؟! فلا بد لهذا الذي حصل ويحصل  من ان  يدان ويلاحق من جانب الحكومة، كون توفير شروط ومستلزمات اجراء الانتخابات  العادلة والنزيهة مهمتها الأرأس.

ان هذه وغيرها من التطورات المقلقة تضيف أعباء وهموما أخرى الى المواطنين المثقلين أصلا بالكثير منها، خاصة المعيشية والمتعلقة بتأمين مستلزمات الحياة اليومية، التي صعّبتها إجراءات الحكومة الاقتصادية والمالية، غير المكترثة بمصير الملايين. 

فهل المطلوب مفاقمة تلك المعاناة؟ ام التخفيف من وطأتها وتداعياتها؟!

ويبقى الامر المؤكد الوحيد ان لا خير يرتجى من حالة الفلتان واللادولة!

**************

 

تخللها رسائل الى الفاسدين وقوى المحاصصة الطائفية

احتفالات أعياد الميلاد

تستذكر النازحين وشهداء الانتفاضة

بغداد – طريق الشعب

أحيا المئات من المسيحيين، في بغداد ومحافظات أخرى، الجمعة الماضية، قداس عيد الميلاد، وسط اجواء احتفالية ودعوات لإعادة الأمان إلى البلاد وتخليص النازحين والمهجرين من محنتهم الحالية. فيما جرى استذكار الشهداء والمصابين في انتفاضة تشرين، والحديث عما تسبب به الفساد من اذى كبير للمواطنين.

بغداد تحتفل بالكريسمس

وفي كنيسة مار يوسف بمنطقة الكرادة وسط بغداد، أحيا المسيحيون عيدهم بحضور رئيس وزراء الفاتيكان، الكاردینال بیترو بارولین. وذكر مراسل “طريق الشعب”، إن المواطنين الذين شاركوا في القداس “تشاركوا أمنية واحدة وهي أن يعود الأمان والاستقرار الى العراق، فيما أبدوا مشاعر اختلط فيها الحزن والفرح بسبب ما جرى على البلاد، وعلى أبناء المكون المسيحي الذين تعرضوا للنزوح والتهجير”. وقبل احياء القداس في بغداد، نصبت أمانة العاصمة عددا من اشجار الميلاد في ساحات وشوارع منتخبة، فيما زينت شوارع أخرى.

الكاظمي: العراقيون أسرة واحدة

وفي غضون ذلك، حضر رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، القداس الذي اقيم في كنيسة سيّدة النجاة ببغداد، وفقا لبيان مكتبه الاعلامي. وأكد الكاظمي بحسب البيان “سعي الحكومة الدؤوب للعمل على إعادة المهجّرين بمن فيهم الذين هجّروا من أبناء المكوّن المسيحي إلى ديارهم”. وأوضح أن “كنيسة سيدة النجاة شهدت جريمة نكراء أقدم عليها الإرهاب، إلّا أن إرادة العراقيين لم تنكسر”. وشدد على، أن “العراقيين أسرة واحدة وشعب واحد”. 

الكلدانيون: نستذكر شهداء الانتفاضة

من جانبها، أعلنت البطريركية الكلدانية في العراق, إلغاء قداس ليلة عيد الميلاد في عموم كنائس العاصمة بسبب الأوضاع الحالية والأمنية.

وقال بطريرك الكلدان في العراق والعالم، الكردينال لويس روفائيل ساكو، في بيان اطلعت عليه “طريق الشعب”، أنه “نظراً للأوضاع الحالية والامنية الحساسة في بغداد، تقرر الغاء مراسم الاحتفال بقداس ليلة عيد الميلاد. وسيُحتفل بالقداس نهار العيد (الأربعاء 25)، حيثُ تُرفع الصلوات من أجل إيجاد حلّ مُشَرِّف للأزمة القائمة، وعودة الحياة الى مجراها الطبيعي”. وأضاف البطريرك “نُذكِّر الجميع بأننا سبق وألغينا كل مظاهر الاحتفالات كالحفلات الاجتماعية والزينات والتهاني الرسمية احتراماً لدماء الشهداء والجرحى وتضامناً مع عائلاتهم”.

 

وجاء ذلك بعد كلمة له القاها في كنيسة “مار يوسف” ببغداد، وجه من خلالها رسالة الى الفاسدين قال فيها: “لا تقتل لا تسرق لان الحرام لا يدوم وقليل الحلال هو بركة، وهذه رسالة لكل الفاسدين الذين سرقوا العراق. كما أن الوضع الراهن يتطلب تضامناً أخوياً بين شرائح المجتمع في ظل تدهور الخدمات والاقتصاد”. 

واقع مرير مشترك

وفي أثناء ذلك، أفاد المواطن، نينوس زيا، بأن المسيحيين يعانون كبقية العراقيين من تداعيات نظام المحاصصة الطائفية، ولكن قد يكون أبناء هذا المكون الأكثر معاناة بسبب خصوصيتهم والظروف التي تحيط بهم.

وأوضح زيا خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، أن المسيحيين “ليسوا بمعزل عن ابناء شعبهم، ويعيشون نفس الواقع المرير، ولكن ما يثير مخاوفهم فعليا، هو التضييق على الحريات في ظل السلاح المنفلت، فيما تغيب الدولة للأسف الشديد”، مردفا “الاغلبية من ابناء شعبنا يشاركونا افراحنا ونحن معهم في نفس المصير، ونواجه فعليا نفس التطرف الذي نرفضه جميعا”.

وأضاف المتحدث “ان الذين يمثلون المكون المسيحي داخل البرلمان لم يقدموا شيئا، علما ان مقاعد الكوتا المسيحية الخمس، جرى الاستحواذ على البعض منها بواسطة سطوة المتنفذين والمال السياسي”.

احتفالات الموصل

أما في الموصل، فتوجه المسيحيون إلى الكنائس لإحياء القداس، في ظل حماية مكثفة وانتشار أمني واسع. وفي بلدة القوش، احتفل المواطنون بتنصيب شجرة الميلاد وسط دعوات لإبعاد بلدتهم عن الصراع السياسي القائم على مناطق سهل نينوى.

وتحدث المواطن راني فلاح، من سكنة القوش، لـ”طريق الشعب”، قائلا: “ابناء المكون المسيحي كانوا يعتبرون انفسهم الاصل كبقية المكونات الأخرى، ولكن بسبب نهج الحكومات المتعاقبة والمحاصصة الطائفية، تم اضطهاد وتهجير المسيحيين قسرا أو طواعية في ظل انفلات الوضع الامني وتراكم الأخطاء السياسية التي تسببت بدخول داعش الى العراق”. وأضاف فلاح الذي شارك في الاحتفال “عانى المسيحيون وابناء المكونات الاخرى على يد الارهابين، من القتل والتهجير والنهب والاختطاف والسبي. وقبل ذلك كانت معاناة التهجير مستمرة بسبب استيلاء العصابات على بيوتهم في سهل نينوى وغيرها من الأماكن”، منوها بأن ذلك تسبب “بهجرة كبيرة ما زالت مستمرة بسبب المحاصصة والفشل، وهذا ما يجب أن تتحمل مسؤوليته القوى المتنفذة”.

احتفالات الاقليم

وفي اقليم كردستان، توجه المسيحيون الى الكنائس منذ الصباح الباكر لإحياء قداس العيد.

وبحسب ما تداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، فإن “الطقوس الدينية بدأت في كنيسة ماريوسف في عنكاوة ـ اربيل، واستمرت حتى منتصف الليل. ودعا المصلون من أجل دوام الأمن والسلام، وعودة المسيحيين النازحين جرّاء هجمات داعش إلى ديارهم”.

واستمرت الطقوس أيضا وفق ما ورد، في دهوك والسليمانية ومناطق متفرقة من البلاد ايضا.

 

****************

 

«الحبوبي» تدعو الى تحقيق مطالب تشرين

احتجاجات متواصلة.. أصحاب العقود يترقبون موازنة 2021

بغداد ـ طريق الشعب

تتواصل الفعاليات الاحتجاجية في عدد من المحافظات، للتأكيد على تنفيذ مطالب الانتفاضة بمحاسبة قتلة المتظاهرين، وتوفير فرص العمل وغيرها، فيما نظم عدد من اصحاب العقود في مفوضية الانتخابات تظاهرات حاشدة، مطالبين بتثبيتهم على الملاك الدائم.

احتجاجات في الحبوبي

وتوافد المئات من المحتجين على ساحة الحبوبي، وسط الناصرية، للتأكيد على استمرار الاحتجاجات لحين تحقيق مطالبها المشروعة ورفض تخفيض سعر الدينار العراقي.

وقال الناشط المدني حسين علي، لـ”طريق الشعب”، إن “الاحتجاجات في ساحة الحبوبي تتواصل في كل يوم جمعة على الرغم من رفع خيام الاعتصام، مطالبين بتحديد موعد للانتخابات المبكرة، وتشكيل مفوضية مستقلة للانتخابات، فضلا عن محاسبة الفاسدين وكشف ومحاسبة قتلة المتظاهرين”، مشيراً الى “رفض تخفيض سعر الدينار العراقي امام الدولار لما له من عواقب وخيمة على المواطن البسيط”.

في الاثناء، نظم العشرات من خريجي كليات الادارة والاقتصاد في المحافظة، اعتصاما مفتوحا امام دائرة صحة، مطالبين بتوفير فرص العمل.

وذكر المتظاهر حمزة قاسم لـ”طريق الشعب”، أن “احتجاجاتهم متواصلة منذ عدة أشهر، للمطالبة بشمولهم في التعيينات بالوزارة وتخصيص جزء من درجات الحذف والاستحداث لهم”، منوها الى أن “الاعتصام هو خطوة تصعيدية لإيصال صوتهم للجهات المعنية والالتفات لمعاناتهم”.

تظاهرات في واسط

وفي محافظة واسط، تظاهر العشرات من المواطنين، مطالبين بتنفيذ مطالب انتفاضة تشرين، والكشف عن قتلة المتظاهرين وتقديمهم للقضاء.

واشار المتظاهر عزيز نصار، الى “تواصل الاحتجاجات في المحافظة للتأكيد على تحقيق مطالب الانتفاضة، والكشف عن قتلة المتظاهرين وتقديمهم للقضاء”، مؤكداً “رفض اجراءات الحكومة فرض ضريبة على دخل الموظفين البسطاء وقرار تخفيض سعر صرف الدينار”، محذراً من “عواقب وخيمة في حال المضي في تطبيق هذه الاجراءات والانصياع لقرارات صندوق النقد الدولي”.

مهندسو البصرة يصعّدون

من جانبهم، واصل خريجو كليات الهندسة في محافظة البصرة، اغلاق مقر شركة توزيع المنتجات النفطية لليوم الرابع على التوالي، احتجاجا على تجاهل مطالبهم المتمثلة بتوفير فرص العمل.

وبيّن المتظاهر حسين فالح، في حديث لـ”طريق الشعب”، أن “اغلاق مقر الشركة هو خطوة تصعيدية بسبب تجاهل مطالب المهندسين في المحافظة منذ حوالي 4 اشهر”، مؤكداً “استمرار احتجاجاتهم لحين الاستجابة لمطالبهم بتوفير فرص العمل لهم في الشركات النفطية”.

غلق تربية ميسان

فيما اغلق عدد من المحاضرين العاملين في المجان، مبنى تربية محافظة ميسان، مطالبين بإبرام عقود وزارية معهم. وطالب المتظاهر احمد ناصر، في حديث لـ”طريق الشعب”، “مجلس النواب بإدراج مطالبهم ضمن موازنة العام المقبل، وإلزام الحكومة بتنفيذها”، مشيراً الى “استمرار احتجاجهم لحين تحقيق مطالبهم”.

متعاقدون يهددون بـ”استقالة جماعية”

في المقابل، نظم المئات من اصحاب العقود في المفوضية العليا للانتخابات في محافظات البصرة والديوانية والمثنى وميسان، وقفة احتجاجية للمطالبة بتثبيتهم على الملاك الدائم، فيما هددوا بتقديم استقالات جماعية في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.

وقال الموظف في المفوضية احمد قاسم، لـ”طريق الشعب”، ان “اصحاب العقود في مفوضية الانتخابات يقرب عددهم بحوالي 5 الاف شخص، نعمل لمدة 6 ايام في الاسبوع والى الساعة 5 مساء، ويعمل عدد كبير منا ضمن الفرق الجوالة الخاصة بتحديث بيانات الناخبين”، مشيراً الى ان “مطالبهم تتضمن تثبيتهم على الملاك الدائم للمفوضية وتضمين الامر في موازنة العام المقبل”.

 

**************

 

ص3

نقابة المحامين تستنكر قرار ترامب

بالعفو عن مرتكبي جريمة النسور

بغداد - طريق الشعب

استنكرت نقابة المحامين العراقيين، مؤخراً، قرار الرئيس الامريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، بعد اقراره عفوا عن الجناة المحكومين من عناصر الشركة الأمنية “بلاك ووتر” مرتكبي جريمة القتل العمد في ساحة النسور ببغداد عام 2007، والتي راح ضحيتها ١٧شهيداً و20 جريحاً. وقالت النقابة في بيان حصلت “طريق الشعب”، على نسخة منه، ان “قرار الرئيس الامريكي، يعبّر عن عدم احترام حقوق الانسان والحريات الأساسيّة ومبادئ العدالة وقواعدها”، مبيناً إن “جريمة ساحة النسور تعد واحدة من العديد من الجرائم الدموية التي نالت أبناء الشعب العراقي منذ وقوع الاحتلال”. ودعا البيان الى “مقاضاة القيادات السياسية والعسكرية والضباط والجنود مرتكبي الجرائم دولياً بدلاً من المحاكم العسكرية الأمريكية التي تولّت مقاضاة مرتكبي تلك الجرائم الدولية بتهمة مخالفة القواعد العسكرية المسلكية”، معتبرة ان “قرار ترامب القاضي بالعفو عن مرتكبي الجرائم لم يحترم سلطة القضاء التي دفعتهم للسجون”. وطالبت النقابة في بيانها “الحكومة بذل مزيد من الجهد، بالتعاون مع مفوضية حقوق الانسان والمنظمات الحقوقية والانسانية من أجل تحقيق مساءلة دولية لمرتكبي الجرائم الدموية ضد العراقيين وضمان تعويضات عادلة طبقاً للقانون الدولي، والتصدي لكل الطرق القانونية المتاحة لوقف قرار الرئيس الامريكي من التنفيذ”.

نائب: “جرائم المعلوماتية” سيمرر قريبا

بغداد - طريق الشعب

أكدت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، أمس، أن قانون جرائم المعلوماتية سيمرر داخل مجلس النواب خلال الأسابيع المقبلة. وقال عضو اللجنة النائب كاطع الركابي، إن القانون “سيوظف استخدام الأدوات الإلكترونية المختصة بالإعلام والتواصل الاجتماعي بشكل صحيح”، مضيفا أنه سيمرر داخل مجلس النواب “خلال الأسابيع المقبلة”. وتحدث النائب حول المرحلة التي تلي تشريع القانون، “أنه بحاجة إلى بعض الضوابط والقوانين الخاصة به، إذ يتوجب على القضاء الأعلى أن يشكل محاكم مختصة لهذا الأمر، ويكون هناك تدريب لبعض القضاة عليه”. وأضاف، أن على جهاز الأمن الوطني أن يتكفل بهذا الأمر، ويكون هو المراقب الحقيقي للصفحات وما ينشر في الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. وزاد كاطع أن اللجنة “رشحت أن يكون هناك معهد لمتابعة الجرائم الإلكترونية وتدريب اللجان المختصة من القضاء”. واعتبر عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، أن أحد الأسباب التي تؤكد عليها لجنة الأمن النيابية في تمرير قانون الجرائم الإلكترونية، هو “ضبط الفوضى الموجودة سواء أكانت على مستوى التواصل الاجتماعي أم الإنترنت المفتوح”. ولاقى قانون الجرائم الالكترونية اعتراضاً شعبيا واسعا ورفضا من منظمات ومراكز حقوقية، عدته “شرعنة رسمية للديكتاتورية وقمع الحريات”. وتتضمن معظم مواد “مشروع قانون الجرائم الالكترونية” غموضا مفرطا وتناقضا مباشراً مع المبادئ الواردة في الدستور العراقي أو العهد الدولي، ما قد يفتح الباب على مصراعيه للاعتداء على الحريات المدنية في العراق، حسب بيان المركز.

فريق عمل لدعم المنتج المحلي

بغداد - طريق الشعب

أكدت وزارة الصناعة والمعادن، يوم امس، وجود توجه لزيادة عدد المنتجات، وسد حاجة السوق المحلية، فيما أشارت إلى افتتاح ثلاثة مصانع خلال الأيام المقبلة. وقال المستشار العلمي في الوزارة عمار الجنابي، إن الوزارة “وضعت خطة وتشكيل فريق عمل، لدراسة السوق، وايجاد الفرصة المناسبة للصناعة المحلية لاثبات جدارتها، وسد حاجة المستهلك”. وأشار إلى أن “فرض التعرفة الجمركية على البضائع المستوردة، وفرض الضرائب، وزيادة سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي، جميعها عوامل تتيح لمنتجاتنا المنافسة بقوة في الاسواق، وان تكون منافسة للمنتج الاجنبي بالجودة والتغليف”، مؤكداً أنه “خلال الايام المقبلة سنضخُّ منتجات الوزارة للأسواق المحلية”. وأوضح أن “وزير الصناعة وضع 3 خطط، قصيرة المدى ومتوسطة وطويلة المدى”. وبين أن “الخطة القصيرة ضمن مدة اقصاها عام واحد، تم رسم خارطة زمنية لتشغيل 17 مصنعاً بالجهود الذاتية وبدون قروض خارجية”. وأكد أن “المبالغ كانت بالجهود الذاتية، اما من الشركة ذاتها او بالاقتراض من شركة شقيقة ضمن وزارة الصناعة والمعادن، ويعاد القرض بعد الانتاج واستحصال الأرباح مباشرة”.

***********

يتمحور أبرزها حول الفساد والفشل الإداري

التعليم الالكتروني.. مشكلات مبكرة تعرقل جهود المعلمين

بغداد - طريق الشعب

لم يمض سوى اسابيع قليلة على بداية العام الدراسي الجديد، حتى طفت على السطح مشكلات كثيرة، تواجه المعلمين وتلاميذهم في المدارس الابتدائية، بسبب آليات التعليم الالكتروني (المدمج) التي اعتمدتها وزارة التربية، في ظل ظرف عصيب وخيارات محدودة.

خيار سيئ

وبعد أن أربكت جائحة كورونا مسيرة التعليم، حدد الدوام في المدارس ليوم واحد أسبوعيا، لغرض مراجعة الدروس التي تقدم خلال الأسبوع عبر منصات التواصل الالكتروني، وهو ما يسمى بالتعليم المدمج. فيما رافق هذه العملية مشاكل عقيمة تتمثل بعدم تغطية الانترنت لجميع المناطق، لا سيما التي تقع في مناطق نائية، فضلا عن عدم احاطة المعلم والطالب ببرامج التعليم الالكترونية، ما أدى إلى توقف شبه كامل للتعليم.

ويرى عقيل التميمي، معلم في محافظة ذي قار، إن التعليم المدمج لم يقدم شيئا للعملية التربوية والتعليمية واثبت فشله مبكرا للأسف الشديد.

وقال التميمي لـ”طريق الشعب”، ان هذا النوع من التعليم “مأزوم” لأنه “غير مجد للتلاميذ وذويهم والمعلمين. فالتدريس ليوم واحد في المدارس واحالة باقي الايام على المنصات الالكترونية لا ينتج شيئا مهما، خصوصا وأن التلاميذ لم يتعلموا بما فيه الكفاية خلال العام الماضي بسبب المعرقلات الكثيرة”.

وأضاف “انا اقوم بالتدريس في منطقة فقيرة ونسبة الامية فيها عالية، ولا يتمكن الكثير من الاهالي هناك من الالتحاق بالصفوف الالكترونية، بسبب الفقر او الامية”.

ويتساءل التميمي: “هل فكرت الوزارة بهذا الواقع قبل ان تتجه نحو خيار التعليم المدمج؟”.

ويردف التميمي كلامه “من الصعب إعادة الدوام في ظل الجائحة ونعلم ايضا تداعيات الاستمرار بالتعليم المدمج، لكن الازمة الحالية اظهرت الفشل الحكومي المتراكم، وذكّرتنا بحجم الفساد الذي رافق عمليات بناء وترميم المدارس. فلو كانت لدينا ابنية مدرسية كافية وموازية لحجم المبالغ الطائلة التي صرفت لهذا الغرض، لتمكنا من إعادة الدوام في المدارس بعد التأكد من التباعد الاجتماعي”.

وأشار المعلم الى ان تلاميذه “نجحوا العام الماضي بعد دراستهم 5 حروف فقط في درس القراءة، والان يواجهون طرقا تدريسية ميتة، وسيرحلون الى صف جديد بينما هم لا يعرفون القراءة والكتابة”.

خطوة جديدة نحو الانهيار

من جانبه، أوضح عامر محمد، معلم في بغداد، أن التقليص الذي طرأ على المناهج الدراسية، “خطر جديد يهدد العملية التربوية التي تعاني كثيرا”. وذكر محمد لـ”طريق الشعب”، ان “خيارات المعلمين سيئة جدا، لأن الكثير من الطلبة يتحججون بعدم قدرتهم على الاشتراك بخدمات الانترنت، لذلك اصبحت المنصات الالكترونية شبه خالية، والكثير من الطلبة لا يدرسون سوى ليوم واحد في المدارس”.

وقال محمد، ان “عددا ليس بالقليل من الاهالي لا يهتمون بما يجري، وبالتالي نحن امام جيل جديد، سينشأ في ظل ظروف تعيسة تهدد المسيرة التربوية المربكة اصلا”.

ونبّه الى ان “الوضع الحالي وابتعاد التلاميذ عن معلميهم، قتل الجانب التربوي المهم جدا في تربية وتنشئة الاجيال الصاعدة”.

وشدد محمد على أن “التعليم المدمج لن يستطيع ان يقدم النتائج المرجوة، والوزارة امام مسؤولية يجب ان تتحملها قبل ان تعتبر ما يجري عاما دراسيا حقيقيا. كما ان حجم الخلل والانهيار ليس جديدا، انما له جذور عميقة تعود للسنوات الماضية، جعلتنا نحصد الان نتائج الفشل والاهمال وتهميش ملف التعليم في ظل الصراع السياسي والسباق نحو النفوذ وسرقة المال العام”.

شروط لم تتهيأ

وفي المقابل، أشار الباحث في الشأن التربوي، فليح عبدالعال، الى أن “حضور الطلبة في المدارس لا غنى عنه على الإطلاق. ولكن تفشي وباء كورونا أجبر العالم برمته على اللجوء للتعليم الإلكتروني وهو بالتأكيد ينطوي على إيجابية المحافظة على ديمومة التعليم ولكن يفرز مشاكل ليست بقليلة خصوصا بالعراق”.

وأوضح عبدالعال لـ”طريق الشعب”، أن مشاكل التعليم المدمج بيّنت “حجم الفجوة التقنية بين التلاميذ والمدارس، وعدم توفر اجهزة الاتصال الذكية وخدمة الانترنت للعوائل الفقيرة، فضلا عن حدوث إحراجات ومواقف مضحكة غير لائقة أثناء إلقاء الدروس بسبب عدم وجود ثقافة تقنية كافية خصوصا لتلاميذ الابتدائية”.

وتابع الباحث قائلا: “نلمس ايضا عدم التزام الجميع بحضور الحصص المقررة وكذلك تلكؤ الكادر التعليمي في تقديم المادة الدراسية لأسباب موضوعية، في حين تتطلب بعض المواد والتطبيقات درسا حضوريا لا محال. علما ان وزارة التربية غير قادرة على إدارة العام الدراسي الحالي (حضوريا) فهي تعلم جيدا مدى ضعف الالتزام الصحي، والتضخم في اعداد الطلاب والتلاميذ مقابل النقص الحاد في الأبنية المدرسية، وبذلك لا يمكن طبعا تطبيق الوقاية وتنظيم التباعد الاجتماعي”.

**********

شكوى مريرة من “الرعاية الاجتماعية”

مواطنون: رواتبنا ضئيلة وارتفاع الاسعار يفاقم معاناتنا

بغداد- نورس حسن

تحدث عدد من المواطنين المستفيدين من رواتب الرعاية الاجتماعية عن معاناتهم بعد ارتفاع اسعار السلع نتيجة رفع سعر صرف الدولار، معتبرين ان رواتبهم “بخسة ولا تسد شيئا من متطلبات الحياة اليومية “.

ومع ارتفاع نسب الفقر في البلاد تؤكد لجنة العمل والشؤون الاجتماعية البرلمانية ان”رواتب الرعاية الاجتماعية ضئيلة حتى مع مقترح الزيادة، التي وافق عليها مجلس الوزراء ضمن مشروع قانون موازنة العام القادم”.

تدهور الواقع المعيشي

المواطنة زهراء محمد، ارملة وام لثلاثة اطفال، تسكن في غرفة مستأجرة بمبلغ 150 الف دينار شهريا في مدينة الثورة، بيّنت لـ “طريق الشعب” ان ارتفاع اسعار المواد الغذائية ارتباطا برفع سعر صرف الدولار يفاقم كثيرا وضعها المعيشي.

قالت انها تتقاضى مبلغ 175 الف دينار شهريا من راتب الرعاية الاجتماعية، “وهو مبلغ لا يكفي لغير دفع ايجار الغرفة التي اسكنها”. وتابعت تقول:”حاجتي الى المال لاعالة اطفالي دفعتني الى العمل في بسطية بسوق شعبي في مدينة الثورة، ابيع فيها ادوات منزلية بسيطة اتسوقها من سوق الشورجة نهاية كل اسبوع “.

 واستدركت قائلة “لكن في هذا الاسبوع لم استطيع شراء شيء، بسبب ارتفاع الاسعار وبسبب عزوف الكثير من المواطنين عن الشراء في ظل تدهور اوضاعهم”.

محنة ذوي الاحتياجات

كذلك عبّر المواطن ضياء طراد من ذوي الاحتياجات الخاصة عن معاناته، واوضح لـ”طريق الشعب”ان “اغلب المستفيدين من رواتب الرعاية الاجتماعية هم من غير القادرين على العمل، ومع ذلك لم تلتفت الحكومات اليهم. فهم يتقاضون منذ سنوات ابخس الرواتب وبصورة غير منظمة “. واشار الى الاجراءات الحكومية بخصوص زيادة رواتبهم قائلا: “رواتبنا قليلة ولا تتجاوز 200 الف دينار شهريا، وحتى لو كانت الزيادة 100 الف دينار، فلن تفي بالغرض امام ارتفاع الاسعار الذي شهده السوق هذه الايام”.

 وتساءل قائلا: “اذا كان الموظفون الذين يتقاضون مليون دينار واكثر شهريا، يشعرون انهم تضرروا من ارتفاع الاسعار ويتوجهون الى مدخراتهم المنزلية،  فكيف بالمواطنين المعتمدين على رواتب الرعاية الاجتماعية المخجلة؟”.

تحت الخط .. فوق الخط

وتلفت المواطنة غازية ام عباس (73عاما) الى جانب آخر من المعاناة وتقول “قطع عني راتب الرعاية الاجتماعية منذ شهرين لاسباب لا اعلمها، وعند مراجعتي طلبوا مني تقديم شكوى الكترونيا، وانا لا ادري كيف افعل ذلك ولا اكاد اقوى اليوم حتى على السير”.

واضافت: “ قبل عدة اشهر زارني في حجرتي التي اسكنها في منطقة بغداد الجديدة عضو في فرقة تفتيش تابعة الى الرعاية الاجتماعية، ووجد عندي ثلاجة ومبردة وتلفاز”. واستطردت: “الرجل دوّن ذلك في اوراقه معتبرا اني فوق خط الفقر، على الرغم من ان الحجرة التي اسكنها ادفع عنها مبلغ 100 الف دينار شهريا كايجار، وان الحاجيات المنزلية التي رصدها وسجلها، تبرع بها لي جيراني مساعدة منهم”.

 واشارت الى انها تحاول الكسب عن طريق بيع بعض الحلويات الى اطفال المنطقة. وانها اليوم تفتقر حتى الى اجور النقل لمراجعة دوائر الرعاية الاجتماعية.

وطالبت ام عباس الحكومة باعادة راتبها، فوارد ما تبيعه لايكفي لسد ايجار حجرتها التي تراكمت الديون عليها بسببها، كما طالبت بتعزيز مفردات البطاقة التموينية التي تعتبرها مصدر قوتها اليومي.

ماذا يقول البرلمان؟

وفي هذا الشأن قال عضو لجنة العمل والشؤون الاجتماعية البرلمانية فاضل جابر لـ “طريق الشعب” ان “مشروع قانون موازنة عام 2021 التي صوت عليه مجلس الوزراء، يتضمن زيادة في رواتب المستفيدين من الرعاية الاجتماعية الى 400 الف دينارلكل عائلة، فضلا عن وجود مقترحات بزيادة عدد المشمولين بالرعاية الاجتماعية”.

وجوابا على السؤال عما اذا كان هذا المبلغ يسد حاجة المواطن بعد ارتفاع اسعار السوق؟ اكتفى جابر بالقول “الضائقة المالية التي تمر بها البلاد كبيرة، خاصة مع ارتفاع نسب الفقر بسبب جائحة كورونا”. وتحدث “عن مساع لتوزيع سلات غذائية على المستفيدين من الرعاية الاجتماعية، فضلا عن خطوات لتعزيز البطاقة التموينية حال تصويت مجلس النواب على مشروع قانون الموازنة للعام القادم”.

.. ووزارة الشؤون؟

ومن جانبه ذكر مدير المركز الاعلامي في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية نجم العقابي لـ”طريق الشعب” ان “الوزارة طالبت الحكومة برصد مبالغ ماليه للرعاية الاجتماعية، وافساح المجال لزيادة اعداد المشمولين ضمن موازنة عام 2021 “.

 لكنه اكد “عدم وجود زيادة في الوقت الحالي للمستفيدين من وراتب الرعاية الاجتماعية، والى حين تصويت مجلس النواب على مشروع قانون الموازنة”. 

 

*********

 

ص4

الوزارة تطرح ثلاثة خيارات لتجاوز الأزمة

الكهرباء تتراجع بسبب انقطاع الغاز الايراني 

وتركيا تبدأ التصدير اليوم

بغداد ـ طريق الشعب

حذرت وزارة الكهرباء من أن انقطاع الغاز الإيراني الموَّرد للعراق، سيسبب تراجعاً كبيراً ساعات تجهيز الكهرباء في محافظات بغداد والفرات الأوسط، محددة ثلاثة خيارات أمام البلاد لتجاوز الازمة، وعلى خلاف العادة تراجعت ساعات تجهيز الكهرباء الوطنية في فصل الشتاء هذا العام،  ما خلّف تذمرا كبيرا للمواطنين. وفي تلك الاثناء، أفادت أنباء تركية، أمس الأحد، بأن أنقرة ستبدأ تصدير الكهرباء إلى العراق بدءاً من اليوم ولمدة 11 شهراً، عبر دهوك.

زيارة مرتقبة

وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد العبادي في تصريح متلفز، إن “وزير الطاقة الإيراني سيزور العراق الثلاثاء المقبل، وسيحضر اجتماعاً في مقر الوزارة لبحث نسب الغاز والمستحقات الواجبة الدفع مع الجانب الإيراني”، مؤكداً أن “الوزارة تنتظر مجلس الوزراء لإطلاق المستحقات وكذلك تعويض وزارة النفط بالغاز المفقود”. 

وأضاف، أن “انحسار الغاز الإيراني الموَّرد للعراق من محطات الإنتاج سيسبب تراجعاً كبيراً بساعات تجهيز الكهرباء في محافظات بغداد والفرات الأوسط”، موضحاً أن “محطات الكهرباء تعمل على أكثر من نوع من الوقود، لكنها تعمل بشكل أفضل في حال استخدام الغاز لتشغيلها”.   وبيّن، أن “الحديث عن انقطاع تام للتيار الكهربائي في حال تقليل الغاز من الجانب الايراني عارٍ عن الصحة”، مشيراً إلى أن “الوزارة لديها من المنتج الوطني من إنتاج الطاقة من المحطات التي تعمل بالوقود السائل وتعمل على الغاز الوطني”.   وتابع أن “موضوع المستحقات طرح على كل المستويات، واعتبرت من المستحقات الحاكمة، وقد أوعز رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى وزارة النفط بتعويض الوقود من خلال النفط”. 

3 خيارات لحل الازمة

وحدد العبادي سبل حل الأزمة بـ 3 خيارات، هي إطلاق المستحقات المالية من قبل وزارة المالية، أو الإيعاز لوزارة النفط لتعويض الوقود المفقود، أو أن يتم إرسال وفد للتفاوض مع إيران. وكشف العبادي في وقت سابق عن قيام الجانب الايراني بتقليل تجهيز وقود الغاز من 5 ملايين متر مكعب إلى 3 ملايين متر مكعب لعدم تسديد الديون المترتبة على شراء الغاز. وانتقد موسى في وقت سابق، “غياب الخطة الوقودية لحقول الغاز العراقي دفعتنا إلى الاعتماد على الغاز المستورد من إيران”، منوهاً الى أن “جميع الحكومات السابقة لم تفكر في إحالة جولات التراخيص لتأهيل حقول الغاز، مما اتضحت تداعيات هذه المشاكل على المنظومة الكهربائية”.

أسباب أخرى

من جانبها، عزت شركة نقل الطاقة في المنطقة الجنوبية في البصرة، سبب تذبذب التيار الكهربائي وانقطاعه في اغلب مناطق المحافظة الى “ارتفاع ذروة الأحمال وزيادتها في فصل الشتاء ودخول العراق في موجة البرد، اضافة الى تخفيض كمية الغاز المجهز من قبل ايران”.

وذكر معاون مدير عام الشركة اسعد محير في حديث صحفي، تابعته “طريق الشعب”، أن “من بين الأسباب هو تخفيض كمية الغاز المجهز من إيران من 20 مليونا إلى 5 ملايين، وهذا ما اثر بشكل كبير على محطات الإنتاج في عموم العراق وخصوصاً في الوسط والجنوب”، لافتا الى أن “توليد العراق من الطاقة الكهربائية يصل إلى 9 آلاف ميغاواط ما يعني انه فقد نصف الطاقة بسبب أغراض الصيانة وكذلك بسبب نقص الغاز المجهز من إيران”.

تذمر شعبي

الى ذلك، شكا عدد من المواطنين في مختلف المحافظات من انخفاض تجهيز الكهرباء.

وبيّن المواطن نايف كريم، ان “ساعات تجهيز الكهرباء الوطنية تدهورت منذ بداية هذا الشهر، بالإضافة للأعطال المستمرة وانقطاع الاسلاك وتعطب المحولات”، مشيراً الى ان “ساعات التجهيز في بغداد غير مستقرة ومتذبذبة، حيث لا يزيد ساعات التجهيز عن ساعة واحدة في مقابل خمس ساعات، وفي افضل الحالات يتم تجهيزنا بالكهرباء لمدة ساعتين فقط”.

كهرباء تركيا تغذي العراق بعد قرار إيراني “يعدم” الطاقة في بغداد

تركيا مستعدة للتصدير

الى ذلك، أفادت وكالة الأنباء التركية الرسمية “الأناضول”، أمس الأحد، بأن تركيا ستبدأ تصدير الكهرباء إلى العراق بدءاً من اليوم ولمدة 11 شهراً.  وقالت إن تركيا تبدأ اليوم الاثنين تصدير الكهرباء إلى العراق، عبر خط سيلوبي- زاخو لمدة 11 شهرا.

واضافت أن “ذلك يأتي بعد منح هيئة تنظيم سوق الطاقة في تركيا، ترخيصا لشركة “أكسا أكسن” لتجارة الطاقة، بتصدير 150 ميغاوات من الكهرباء للعراق”. وتابعت، أنه “بموجب العقد المبرم مع الجانب العراقي سيبدأ تزويد العراق بالكهرباء اعتبارا من 28 ديسمبر الحالي وحتى 1 نوفمبر2021”، مشيرةً إلى أن “تركيا تصدر الكهرباء في الوقت الراهن إلى 3 دول هي جورجيا واليونان وبلغاريا”.

********************************

 

استخدام عراقي «طارئ» للقاح فايزر

بغداد ـ طريق الشعب

أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة سيف البدر، أمس، أن العراق وافق على الاستخدام الطارئ للقاح شركتي فايزر الأمريكية وبيونتيك الألمانية ضد «كوفيد-19»، لافتا إلى أنه تم الاتفاق على شراء مليون ونصف جرعة من اللقاح، كدفعة أولى. ونقلت سبوتنيك عن البدر قوله إن «الهيئة الوطنية لانتقاء الأدوية وافقت على استخدام لقاح فايزر بشكل طارئ في العراق، وستصل أولى الدفعات مطلع العام المقبل»، لافتا إلى أنه «تم الاتفاق مع الشركة على مليون ونصف جرعة كدفعة أولى». وأضاف أن «وزارة الصحة تسعى لتغطية احتياجات 20 % من الشعب العراقي من اللقاح، أي ما يعادل 8 ملايين شخص، لكن نحن لن نتعمد فقط لقاح فايزر وهناك جهات أخرى شرط أن تكون معتمدة من منظمة الصحة العالمية والجهات المعنية».

وحول إمكانية ترخيص وزارة الصحة العراقية لقاح «سبوتنيك V»، أكد البدر أن «هذا القرار يعود للجان الاستشارية المختصة والتحالف الدولي للقاحات».

**************************

التعليم تعيد طلبة «مرقنين» قبل 18 عاما

بغداد ـ طريق الشعب

أصدرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، قراراً بعودة المرقنة قيودهم من طلبة المراحل المنتهية فقط، في الجامعات الحكومية والأهلية ابتداء من السنة الدراسية  2002 ـ 2003 ولغاية 2008 ـ 2009 الى مقاعد الدراسة.

ونقل بيان صادر عن الوزارة، عن المتحدث الرسمي باسم الوزارة حيدر العبودي، قوله: إن هيئة الرأي قررت السماح لطلبة المراحل المنتهية المرقنة قيودهم في الكليات والمعاهد في الدراستين الصباحية والمسائية ابتداء من السنة الدراسية 2002 / 2003 ولغاية 2008 / 2009 بالعودة الى الدراسة باستثناء المستفيدين من قرارات سابقة أو المرقنين بسبب الغش أو التزوير أو العقوبات الانضباطية.

ووفقا للعبودي، أن على الطالب المشمول بالقرار تقديم طلب بالعودة الى الكلية أو المعهد في موعد لا يتجاوز أسبوعين ابتداء من يوم الأحد الموافق 2020/12/27.

********************************

 

البرد يهدد الاطفال النازحين

بغداد ـ طريق الشعب

قال عضو المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق فاضل الغراوي، أمس الاحد، ان حياة الآلاف من النازحين، باتت مهددة بخطر البرد والصقيع خصوصاً الاطفال والنساء منهم .

واضاف الغراوي في بيان تلقت “طريق الشعب” نسخة منه، ان “أغلب الاطفال يعيشون في مخيمات لا تتوفر فيها متطلبات التدفئة، ما ادى الى اصابة العديد من الاطفال وكبار السن في المخيمات بنزلات البرد وظهور اعراض صدرية وجلدية عليهم”.

واوضح الغراوي ان “الحكومة العراقية قد قامت بغلق العديد من المخيمات، ما يستدعي مطالبة وزارة الهجرة والمهجرين بتوفير الدعم وتقديم الكرفانات للنازحين المتبقين في المخيمات بدلا من الخيم وذلك للحفاظ على حياتهم”.

***************************

 

70 منصب سفير شاغر!

بغداد ـ طريق الشعب

كشف عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان مختار الموسوي، أمس الأحد، عن قرب حسم ملف تعيين السفراء داخل لجنته، مشيرا إلى وجود 70 منصب سفير شاغر.

وقال الموسوي، إن “جميع المرشحين لمنصب سفير ستتم مقابلتهم داخل لجنة العلاقات الخارجية النيابية لاختيار الأفضل والأنسب لشغل المنصب”.

وأضاف، أن “50 % من السفراء تحددهم الكتل السياسية و 50 % من قبل الوزارة”، مشيرا الى ان “جميع الأسماء ستخضع للدقيق والمقابلة قبل التصويت عليهم داخل مجلس النواب”.

ولفت الموسوي إلى أن “التأخير الحاصل في حسم ملف السفراء جزء منه تتحمله القوى السياسية”.

*********************************

 

الثقافة: 80 في المائة

من المواقع الاثرية متضررة

بغداد ـ طريق الشعب

افادت وزارة الثقافة والسياحة والاثار، امس الاحد، بتضرر نحو 80 بالمئة من المواقع الاثرية في البلاد.

وقال مدير عام دائرة الصيانة والحفـاظ عــلــى الاثار فـي الوزارة، اياد حسن عبد حمزة، في حديث صحفي، إن “المواقع الاثرية المــوجــودة فــي عـمـوم الـعـراق كـثـيـرة، بـيـد ان غـالبـيتهـا تـضـرر على مـــدى الاعـــوام الــســابــقــة”، مـبـيـنـا أن “بـعـض الاضــرار تسببت بها القوات الاميركية عند دخولها العراق الـعـام 2003 واتـخـاذ بعضها كقواعد لهم”. وأضاف عبد حمزة، ان “الصيانات السابقة كـان بعضها خاطئا، ما ادى الــى مـضـاعـفـة الاضــرار فـــي تــلــك المــــواقــــع، مـــع قـلـة التخصيصات الـتـي ادت الى عــدم الاهـتـمـام بـتـلـك المــواقــع، فـضـلا عـن الـعـوامـل المناخية من الامطار والـريـاح، ومـن ثم احـتـلال عـصـابـات داعــش الارهابية لعدد من المحافظات وتحطيم المواقع الاثـريـة قبل سرقة ونهب بعضها “.

*******************************

 

دعوات للتهدئة وابعاد العراق عن الصراع بين امريكا وايران

احتقان أمني عقب اعتقال متهم بإطلاق الكاتيوشا

بغداد - طريق الشعب

شهدت العاصمة بغداد، في وقت متأخر من ليل الجمعة، توتراً امنيا عقب انتشار عناصر مسلحة في مناطق معينة ببغداد، على خلفية اعتقال أحد المتهمين  بالضلوع في عمليات اطلاق الصواريخ على السفارة الامريكية في المنطقة الخضراء، قبل ان تعود للانسحاب، إثر دعوات متبادلة للتهدئة.

استعراض متبادل

واظهرت مقاطع فيديو وصور لرئيس الوزراء وعدد من القادة الامنيين وهم يتجولون في جانب الكرخ من بغداد، فيما تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي صورا وفيديوات لمسلحين ينتشرون في مناطق متفرقة من جانب الرصافة، مهددين رئيس الحكومة بالعقاب، على حد وصفهم.

ورد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، في تدوينة طالعتها “طريق الشعب”، بأن حكومته “اعادت الثقة بين الشعب والأجهزة الامنية بعد ان اهتزت بفعل الخارجين عن القانون”، معلناً “استعداد الدولة للمواجهة الحاسمة”. 

وأضاف أن “أمن العراق أمانة في أعناقنا، لن نخضع لمغامرات أو اجتهادات. عملنا بصمت وهدوء على إعادة ثقة الشعب والأجهزة الأمنية والجيش بالدولة، بعد أن اهتزت بفعل مغامرات الخارجين على القانون”. 

وتابع الكاظمي، “طالبنا بالتهدئة لمنع زج بلادنا في مغامرة عبثية اخرى، لكننا مستعدون للمواجهة الحاسمة إذا اقتضى الأمر”. 

تبرؤ من الاستعراض

من جانبه، نفى المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة صادقون، محمود الربيعي، وجود استعراض لعناصر العصائب في بغداد. 

وقال الربيعي في تغريدة عبر “تويتر”، طالعتها “طريق الشعب”، “لا يوجد أي استعراض عسكري لرجال العصائب في بغداد، وكل ما ينشر إما مقاطع فيديو قديمة أو لأشخاص لا نعرفهم”.

وزاد “هناك من يريد اثارة فتنة وضجة إعلامية فارغة”. 

وأكد الربيعي، “‏نحن نحترم القانون وندعو لتطبيقه بكل حزم وشفافية، وندعو وسائل الاعلام المحترمة الى توخي الدقة في نشر الاخبار”.

من جهته، اعتبر زعيم حركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، ان ما حصل جرت معالجته “بالعقل والحكمة”.

وبيّن الخزعلي في تدوينة عبر حسابه في تويتر، أن “‏ما حصل من اعتقال أحد أفراد الحشد الشعبي بتهمة كيدية جرت معالجته بالعقل والحكمة”. 

وأضاف “نجدد التزامنا بالدولة ومؤسساتها وفي نفس الوقت نؤكد حق المقاومة في إنهاء تواجد القوات العسكرية الأميركية مع الحفاظ على هيبة الدولة، بعدم استهداف البعثات الدبلوماسية”.

الصدر يدعو

ودعا زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إيران وأميركا إلى “إبعاد صراعاتهما عن العراق”. 

وذكر الصدر في تغريدة على “تويتر” طالعتها “طريق الشعب”، أن “العراق وقع ضحية الصراع (الامريكي – الايراني) وقد تضرر بصورة لا يصح السكوت عليها، وكأنه ساحة لصراعاتهم العسكرية والأمنية والسياسية والفايروسية وذلك لضعف الحكومة وتشتت الشعب”. ووجه الصدر “نداء لإيران لإبعاد العراق عن صراعاتها”، مؤكداً “عدم تركها في شدتها اذا ما حفظت للعراق وحكومته الهيبة والاستقلال”.

عجز الدولة!

الى ذلك، علّق الباحث والمختص في الشأن السياسي فراس إلياس، على تلك الحادثة بأن “الوضع يختصر عجز الدولة وقوة اللادولة، في مرحلة تاريخية أحوج ما يكون فيها العراق إلى الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي”.

****************************

ص 5

اعداد الفقراء في تزايد

“صدمة الدولار” تؤرق العراقيين وتقلقهم من المستقبل

بغداد – وكالات

أسواق كاسدة ووضع اقتصادي مرتبك ونفوس قلقة.. هكذا بدت ارتدادات صدمة رفع سعر صرف الدولار في العراق، التي نتج عنها انهيار لثقة المواطن في عملة بلده، وارتفاع في اسعار المواد وتقلبها باستمرار، وإلحاق أضرار إضافية بمستويات معيشة الطبقتين الوسطى والفقيرة.

أسلوب الصدمة فاشل

يقول الخبير الاقتصادي هلال الطحان، ان “ارتفاع سعر الصرف بهذه الطريقة فاجأ جميع متابعي الاقتصاد العراقي، وشكل صدمة كبيرة لهم وللمواطنين، فضلا عن العاملين في الصيرفة”، مضيفا في حديث صحفي، أن “أسلوب الصدمة اسلوب فاشل في إدارة السياسة النقدية في أي دولة في العالم”.

ويستدرك في قوله: “كان من المفترض أن يتم رفع سعر الصرف تدريجيا، كي لا تحصل مشكلات بين البائع والمشتري، ويحدث إرباك في حركة السوق بعامة”.

ويشير الطحان إلى أن “ارتفاع الدولار انعكس بشكل سلبي جدا على أسعار المواد في السوق، وأدى إلى زيادة جشع بعض التجار واحتكارهم للمواد ورفع سعرها اكثر من الضعف”، مؤكدا أن “هذا الارتفاع المفاجئ أثر على النشاط الاقتصادي بالكامل وعلى حركة السوق، وتسبب في حصول كساد، ما يؤدي الى انهاء الطبقة الوسطية وطبقة الموظفين. أما الطبقة الفقيرة فقد تتسع بشكل غير طبيعي أكثر من السابق، بسبب ارتفاع المواد الغذائية وجميع السلع والخدمات”.

أستاذ الاقتصاد السياسي في الجامعة العراقية، عبد الرحمن المشهداني، يرى ان “الصدمة كانت كبيرة في السوق المحلية وعلى المواطنين والتجار “، مبينا ان “هذا الارتفاع سيؤدي الى ارتفاع مؤشر التضخم، الذي لن تتمكن الحكومة من السيطرة عليه”.

ويوضح في حديث صحفي، أن “معدل الاسعار في الاسواق ارتفع إلى نحو 24 في المائة، وبالتالي فإن هذه الاسعار ستبقى حائرة لفترة من الزمن، وسيحتاج الدولار إلى فترة طويلة للاستقرار على سعر محدد”.

الأسواق أصابها الكساد

التاجر محمد الحسني، المتخصص في بيع الأطباق ذات الاستعمال الواحد، يشير إلى أن “جميع السلع التي نتعامل بها يتم استيرادها بالعملة الصعبة، وهي الدولار”، مبينا في حديث صحفي، ان “ارتفاع سعر صرف الدولار بهذا الشكل ادى الى رفع اسعار السلع الى ما يقارب من 20 في المائة من قيمتها”.

ويؤكد، أن “هذا الفرق في الاسعار سيدفعه المواطن وليس التاجر”، متابعا قوله، أنه “منذ الاعلان عن تثبيت سعر صرف الدولار من قبل البنك المركزي، والسوق في منطقة جميلة تشهد كسادا شبه تام، ليقتصر عملها فقط على الإجابة عن الاستفسارات حول الأسعار!”.

من جهته، يذكر تاجر المواد الغذائية في سوق جميلة، ابو سجاد، أن “السوق خلت تقريبا من الزبائن نتيجة ارتفاع سعر الدولار”، مؤكدا ان “معظم المواد الغذائية الموجودة في السوق، مستوردة، وبالتالي فإنها تأثرت بارتفاع الدولار”.

 ويلفت أبو سجاد، إلى أن “الارتفاع لم يشمل فقط المستورد، أنما شمل أيضا المواد الغذائية المصنعة محليا”، موضحا أن “سعر البيض المحلي زاد أكثر من 10 آلاف دينار، ليصل سعر الكرتونة الواحدة إلى 70 الف دينار”.

مخاوف من المستقبل

مواطنون عديدون أبدوا تخوفهم من المستقبل، خاصة مع تردي الوضع المعيشي، وتوقعات زيادة البطالة والفقر في البلاد.

ويرى المواطن محمد علي أمين، ان “الدولة اتجهت الى معاقبة المواطن المرهق ماديا بدلا من رفع مستواه المعيشي. فارتفاع سعر صرف الدولار سيرفع معه نسب البطالة والفقر”، مضيفا أن “كل القرارات التي جاءت بها الحكومة، وآخرها رفع سعر الدولار، كانت سلبية بحق المواطن”.

من جانبه، يذكر المواطن محمد حمزة، أن “المواطنين بدأوا يفقدون ثقتهم بالدينار العراقي بعد صدمة سعر الصرف. كما انهم سيستغنون عن كثير من السلع والخدمات، وسيقتصر دخلهم على الحاجات الأساسية”.

 

***************

 

لم يتسلموا الراتب منذ أيلول

عمال النظافة في “الوشاش”

يضربون عن العمل

بغداد – طريق الشعب

قام عمال النظافة في  مدينة الوشاش بجانب الكرخ من بغداد، أول أمس السبت، بالإضراب عن العمل، وذلك احتجاجا على عدم صرف رواتبهم منذ شهر أيلول الماضي.

وأوضح عدد من العمال لـ "طريق الشعب"، أن الراتب الشهري الذي يتقاضونه يبلغ 200 ألف دينار لكل 50 يوما من العمل، وهذا لا يسد حاجاتهم المعيشية في ظل الأزمات الاقتصادية وغلاء الأسعار، معربين عن استيائهم من حرمانهم من أبسط حقوقهم في العيش الكريم، بالرغم مما يتعرضون له من مخاطر صحية في عملهم، خاصة هذه الفترة مع تفشي وباء كورونا. 

وناشد العمال، مديرية بلدية المنصور/ قسم الوشاش، الإسراع في صرف رواتبهم كاملة، منذ شهر أيلول ولغاية الفترة الحالية.

 

**************

 

من “الأجور” إلى “الحصة”

مطلبان نجفيان.. هل من ينفذهما؟!

النجف – رياض الحمداني

شكا العديد من عمال الأجر اليومي في دائرة بلدية قسم الاحياء الشمالية في النجف، عدم تسلمهم اجورهم منذ شهر تشرين الأول الماضي، مؤكدين في حديث لـ “طريق الشعب”، أنه سبق لهم ان طالبوا بأجورهم مرارا، لكن الجهات المسؤولة أبلغتهم بأن الاستجابة لمطلبهم معلقة على إقرار موازنة ٢٠٢١.

وتساءل العمال، هل أن أجورهم اليومية “التي هي ضئيلة في الاساس” متعلقة بالموازنة المالية، أم بـ “المتعهدين”، مطالبين بحل عاجل لمشكلتهم هذه، وانتشالهم من ظروفهم المعيشية القاسية.

من جانب آخر، أعرب العديد من المواطنين النجفيين، عن معاناتهم جراء عدم تسلمهم مفردات الحصة التموينية للشهور الفائتة، مشيرين لـ “طريق الشعب”، إلى أنه بالرغم من دفعهم مستحقات الحصة، إلا أنهم لم يتسلموا سوى مادة أو مادتين.

وأوضحوا، أن لديهم حصصا سابقة لم يتسلموا أي مادة منها حتى الآن، رغم دفعهم أجورها لوكلاء الحصة التموينية.

وطالب المواطنون بالإسراع في صرف حصصهم الغذائية، مؤكدين اضطرارهم إلى شراء المواد من السوق بأسعار مرتفعة، ما يثقل كواهلهم في ظل الأزمة الاقتصادية وارتفاع الأسعار.

 

**************

 

مواساة

 

*تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الأعظمية، الرفيقين سعد ورعد جاسم برحيل شقيقهما عبد الكريم اثر مرض عضال. للفقيد السلام والطمأنينة وللرفيقين وعائلتهما مزيدا من الصبر والسلوان.

* بألم وحزن شديدين، تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في بابل، عضو اللجنة المحلية الرفيق عبد الرزاق كميل (ابو قمر)، سكرتير منظمة الحزب في المحاويل والشيوعي المناضل الذي سجل تاريخه بمداد العز والشرف وكافح من اجل شعبه ووطنه في صفوف حزبه منذ خمسينيات القرن الماضي، والذي اعتقل عدة مرات في سجون ومعتقلات العراق وظل وفيا لمبادئه حتى ساعاته الاخيرة. وقد شكل موته صدمة لرفاقه ومحبيه لما له من مواقف رفاقية وإنسانية.

 لرفاقه خالص العزاء ولأصدقائه السلوان ولعائلته الصبر وخالص العزاء.

*وتودع اللجنة المحلية في بابل أيضا، بقلوب يغمرها الأسى والحزن، الرفيق والناشط المدني والاعلامي كاظم الشيخ الذي انتمى للحزب في خمسينيات القرن الماضي وساهم في الكفاح الوطني واعتقل في زنازين واقبية الامن عدة مرات بسبب مواقفه، وظل مؤمنا بشعبه وحزبه مدافعا عن وطنه حتى ساعاته الأخيرة.

 للفقيد الذكر الطيب ولعائلته ورفاقه خالص العزاء.

*تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة ومنظمة الحزب في قضاء أبي الخصيب، الشخصية الوطنية والشيوعي المخضرم موسى محسن أبو جعفر، من سكان ابي الخصيب، الذي غادر الى مثواه الأخير اثر مرض عضال عانى بسببه فترة طويلة. وكان الفقيد قد واصل مسيرة الحزب منذ عام 1952 وعمل في منظمة اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي وتعرض لشتى المضايقات من قبل نظام البعث الصدامي.

 له الذكر الطيب ولذويه ورفاقه الصبر والسلوان.

*بألم بالغ وحزن عميق، تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الأولى، الشخصية الاجتماعية، وصديق الحزب حميد عبيد الفتلي، الذي فارق الحياة بعد معاناة مع المرض.

 بالغ التعازي إلى شقيقه الرفيق جبار عبيد الفتلي وعائلته، متمنين لهم الصبر والسلوان وللفقيد الراحة الابدية.

 

*************

 

ص6

وقفة اقتصادية

تنين الأسعار يلتهم مدخولات العراقيين

ابراهيم المشهداني

تلقى العراقيون صفعة غير مسبوقة وخاصة الفئات الفقيرة والمتوسطة من جراء الإجراءات المالية والنقدية الصادمة التي اتخذتها الحكومة والسلطة النقدية بعد أن أصدرت الحكومة ما أسمتها بالورقة البيضاء، التي مهدت أمام البنك المركزي الأرضية لإصدار قراره بتخفيض قيمة الدينار بصورة فاجأت الجميع، مما أحدثت قلقا كبيرا في الأوساط الاجتماعية التي سبق أن اكتوت بلوعة السياسات الحكومية الخاطئة ولاسيما المالية منها.

وبالرغم من المطالبات الشعبية بضرورة الاقدام على اتخاذ سياسات اصلاحية في اعادة بناء الاقتصاد الوطني على أسس أكثر متانة في مجال معالجة العجز المالي عبر منظومة إجراءات حاكمة تتعلق بتخفيض رواتب الدرجات العليا وامتيازات ذوي الدرجات الخاصة وحماية المنتج الوطني من مزاحمة المنتج الاجنبي المشابه، وتنويع مصادر الدخل الوطني، والأهم من كل ذلك محاربة صادقة للفساد واستعادة الاموال المنهوبة وفرض الضرائب التصاعدية، توطئة لتوزيع عادل للدخل وإعادة النظر بالطريقة التي يباع فيها الدولار في نافذة البنك المركزي التي تحتكرها بعض المصارف التي تملكها حيتان الفساد، لكن الإجراءات الحكومية جاءت عكس هذه المطالب المشروعة .

ومهما كانت التطمينات الحكومية بشأن تداعيات خفض قيمة العملة بذريعة عدم تأثيرها السلبي على الطبقات التي تعتمد على استهلاك السلع المحلية، إلا أن أحدا لم يقتنع بهذه الحجج لأن الطبقات المعدمة وحتى متوسطة الدخل كانت غارقة في أسوأ ازمة اقتصادية تشهدها البلاد منذ عقود، ذلك أن خطوة خفض العملة الوطنية ستترتب عليها تداعيات خطيرة أشد عمقا على حياة المواطنين لما فيها من شمولية التأثير وسعته يمكن اجمالها بالتالي:

• تقليل كلف الصادرات وزيادة كلف الواردات

• تأثير سلبي على ثقة المستثمرين سواء المحليين أو الأجانب

• ارتفاع معدلات الأسعار المصحوبة بارتفاع معدلات التضخم

• تأثير سلبي على الطلب الكلي فإن نسبة تخفيض رواتب موظفي الدولة بنسبة 20 في المائة خاصة وأنهم وعوائلهم يشكلون الشريحة الأوسع المحركة للطلب في سوق الاستهلاك وانعكاساته على انكماش اقتصادي يتبعه تقليص فرص العمل.

إن تخفيض قيمة الدينار ارتباطا بمنهج الحكومة المدرج فيما أسمته بالورقة البيضاء والذي يتضمن بين أمور اخرى زيادة أجور الكهرباء وأسعار بعض المشتقات النفطية واسعة الاستهلاك، ستقود تلقائيا الى ارتفاع أسعار كافة البضائع الاستهلاكية وأجور خدمات النقل والخدمات الصحية على النطاق الحكومي وعلى نطاق الخدمات الصحية التي تقدمها المستشفيات الأهلية واسعار الادوية التي اشتعلت بمجرد إعلان الخطوات الحكومية تلك.

إن وضع المواطنين في ظل هذه الخطوات الصادمة أمام خيارات شديدة الصعوبة لن تترك لهم الا الدفاع عن حقوقهم المشروعة التي سلبتها بتحد مقيت الطغمة المالية الفاسدة عبر أشكال متنوعة من الحراك الاحتجاجي السلمي كحق دستوري.

ولمنع المزيد من التداعيات الاجتماعية الخطيرة فإن الحكومة مطالبة بمراجعة هذه الاجراءات واتخاذ التدابر الضرورية للحد من مخاطرها، ونرى في هذه المجال اتباع إجراءات عاجلة ونذكر منها على سبيل المثال:

1.ايقاف نزيف العملة الاجنبية من خلال بيعها من نافذة البنك المركزي التي ثبت بالدليل القاطع انها كانت أداة لتهريب العملة وغسيل الاموال التي تحتكرها مجموعة من المصارف الأهلية التي يملكها حيتان الفساد، وترك تحديد سعر الصرف عبر آليات العرض والطلب وعبر سوق العراق للأوراق المالية أو العودة الى دائرة التحويل الخارجي.

2.اتخاذ اجراءات حاسمة لتقديم الدعم بهدف تمكين قطاعات الانتاج الحقيقي في تنشيط حركتها عبر الموازنات السنوية وما يطمئن المستثمرين المحليين والأجانب لتنشيط دور هذه القطاعات بهدف توفير السلع الاساسية التي يحتاجها المواطنون وتقليل استيراد البضائع المماثلة.

3.استخدام الأدوات الضرورية لغرض السيطرة على الأسعار والحد من غلوائها وتحسين الخدمات الحكومية خاصة في مجال الصحة والتعليم، فلم يعد في خزائن العراقيين ما يكفي لتسديد أجور المدارس والجامعات الأهلية وحتى التعليم الخصوصي!

*********

أسعار الأغذية والأدوية على صفيح ساخن

اجتماعات حكومية ـ برلمانية لحلحلة أزمة صرف الدينار و3 ملايين عامل مهددون بفقدان الأجور

بغداد ـ طريق الشعب

منذ أكثر من أسبوع تعيش الاسواق المحلية اضطرابا كبيرا في أسواق المواد الغذائية وغيرها، نتيجة الاجراء الحكومي المفاجئ في رفع سعر صرف الدولار أمام الدينار العراقي، ما انعكس ذلك على أسعار جميع ما يستهلكه المواطن، حتى البضائع التي تنتج محليا، تلك التي تحتاج لمواد أولية مستوردة.

وقبل أن تحدث تسويات معينة بين تجار الجملة والمفرد وأصحاب المعامل والمخازن ومذاخر الادوية، لإيجاد وسيلة تعايش مناسبة مع السعر الجديد للدينار، وما رافق ذلك من تسريبات على مسودة قانون الموازنة العامة للعام المقبل، التي لم تصل البرلمان، حتى الان، بحسب مسؤولين، قبل كل ذلك، سيطال ذوي الدخول المحدودة والفقراء وغيرهم، ضررٌ كبير من تلك الاجراءات، التي حمّلتهم وطأة الازمة المالية، وفشل السياسات الاقتصادية للحكومات المتعاقبة.

ويقرأ اقتصاديون الوضع العام في الاسواق بأنه يحتاج لشهرين حتى يمكنه حسم التعاملات المالية الجديدة والتعايش مع الحالة الجديدة للدينار.

وشهدت أسعار الأدوية والمواد الغذائية والدواجن، ارتفاعا في أسعارها بنسبة تتراوح بين 20 الى 40 في المائة.

ويحذر نواب من أن رفع سعر صرف الدولار بالمقارنة مع الدينار العراقي، قد يتسبب بفقدان 3 ملايين شخص لعملهم.

ومعلوم أن خفض سعر صرف الدينار سيتسبب للموظف بخسارة 25 في المائة من راتبه.

ولمناقشة تلك التداعيات، عقدت اللجنة الاقتصادية في مجلس النواب، اجتماعا مع رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، لبحث قيمة الدينار العراقي، وخفض سعر صرف الدينار أمام الدولار وانعكاساته على السوق، الى جانب مناقشة مواد مشروع قانون الموازنة الاتحادية للعام 2021، وأسعار النفط ايضا.

بينما قدمت اللجنة المالية في البرلمان، 35 توصية الى مجلس الوزراء لمعالجة الازمة الاقتصادية، من دون اللجوء الى استقطاعات رواتب موظفي الدولة وتخفيض قيمة العملة العراقية.

ويقول خبراء في الشأن الاقتصادي، ان تعديل سعر صرف الدولار مقابل الدينار “خارج صلاحيات مجلس النواب”.

ومؤخرا، أعلن وزير المالية علي عبد الامير علاوي، تخفيض سعر صرف الدينار أمام الدولار، ليصل الى 1450 دينارا للدولار الواحد المباع الى البنك المركزي، بينما الاخير حدد سعره بـ1460 للمصارف، و1470 للجمهور، بناء على الاجراء الحكومي.

وكان وزير الصناعة والمعادن منهل عزيز الخباز، أبرز المؤيدين للقرار الجديد، لأنه يعتقد ان رفع سعر صرف الدولار “يساهم في انعاش الصناعة العراقية”.

وعدّ الوزير “رخص سعر الدولار في العراق مقارنة بدول اخرى، ساهم وبشكل كبير في تعزيز اللجوء الى الاستيراد واهمال الصناعة المحلية”.

ووفقا للخبير الفني في الشركة العامة للمنتوجات الغذائية، نصر الدين محمد، فان بعض الشركات تضررت من قرار الحكومة الجديد، بسبب أنها تعتمد في صناعة منتجاتها على مواد أولية غير متوفرة محليا، وبالتالي قد تجبر التكلفة المرتفعة للمواد الأولية المستوردة، تلك الشركات على ايقاف الانتاج.

اجتماع حكومي ـ برلماني

من جهته، كشف رئيس لجنة الاقتصاد والاستثمار في مجلس النواب، النائب احمد الكناني، أمس الأحد، تفاصيل اجتماع عقدته لجنته مؤخرا مع رئيس مجلس الوزراء، مصطفى الكاظمي.

وقال الكناني في تصريح صحافي تابعته “طريق الشعب”، إن الاجتماع “بحث العديد من مواد قانون الموازنة الاتحادية لعام 2021، وأسعار النفط، وقيمة الدينار العراقي، وانعكاساتها على السوق”.

وأضاف، أن المجتمعين بحثوا توصيات صندوق النقد الدولي للحكومة بضرورة رفع سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي لتجاوز الأزمة الاقتصادية التي تعرضنا لها.

كما بحث الاجتماع، بحسب الكناني، رواتب الموظفين.

وتسعى اللجنة الاقتصادية، كما يقول رئيسها، لـ”إيجاد البدائل المطلوبة لتدارك هذه المشكلة الاقتصادية عبر تنشيط القطاع العام والصناعي والزراعي، والاعتماد على الإنتاج الوطني”.

الدولار يهدد 3 ملايين عراقي

وتشير عضو اللجنة الاقتصادية في مجلس النواب، ندى شاكر جودت، الى أن “3 ملايين شخص سيفقدون عملهم بسبب رفع سعر صرف الدولار بالمقارنة مع الدينار العراقي”.

وتقول جودت، إن “اتحاد مقاولي العراق، اكد في لقائنا معهم بأن 3 ملايين عامل سيفقدون اعمالهم، بسبب رفع سعر الصرف، وتعرضهم لخسائر كبيرة على اثر ذلك”.

وأضافت، أن “رفع سعر صرف الدولار دفع كل الاسعار للارتفاع ومنها المواد الأولية التي تعمل بها الصناعات المحلية”، مبينة أن “دعم الصناعة المحلية يأتي عبر خارطة طريق تدخل في مراحل متعددة، وليس من خلال قرار مفاجئ مثل رفع الدولار، وجعل الاسعار تلتهب في الاسواق”.

الموظف يخسر ربع راتبه!

وتوضح عضو لجنة النفط والطاقة البرلمانية، ابتسام محمد درب، أن رفع سعر الدولار سيتسبب للموظف بخسارة 25% من راتبه، مشيرة إلى أن هذا الإجراء انعكس سلباً على التعاملات المالية في جميع محافظات العراق، وبضمنها إقليم كردستان.

وقالت درب، ان “المواطن هو الضحية الوحيدة، لكن من الممكن أن تتضمن موازنة 2021 حلولاً للأزمة الاقتصادية”.

وأشارت درب إلى أن “هبوط قيمة الدينار العراقي أمام الدولار سيؤثر سلباً ليس بين محافظات العراق فحسب، بل حتى بين إقليم كوردستان وبغداد أيضاً”، مضيفة “المواطن يعاني بالأساس من تردي الوضع الاقتصادي، وجاءت هذه الأزمة مكملة لمعاناته”.

“35 توصية”

وقدمت اللجنة المالية في مجلس النواب، 35 توصية الى مجلس الوزراء “لمعالجة الازمة الاقتصادية من دون اللجوء الى استقطاعات رواتب موظفي الدولة ورفع سعر الدولار”.

وقال عضو اللجنة عبد الهادي سعداوي، ان لجنته “لم تتسلم مسودة موازنة 2021 بشكل رسمي، ولم تصل سوى تسريبات. لا احد يعلم مدى مصداقيتها وبانتظار وصول المسودة الرسمية المصوت عليها”.

ورغم ذلك، أضاف سعداوي ان “اللجنة المالية رفعت 35 توصية الى مجلس الوزراء بكتاب رسمي لمعالجة الازمة المالية في موازنة 2021، من دون اللجوء الى رفع سعر الدولار ولا فرض اي استقطاع”.

وبينما لم يكشف سعداوي عن تلك التوصيات، اكد انه لا يعلم، حتى الان، ان كان مجلس الوزراء قد أخذ بها أم لا.

ما هي خيارات البرلمان؟

الى ذلك، أكد الخبير الاقتصادي والاكاديمي عبد الرحمن المشهداني، أن تعديل سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الدينار العراقي هو خارج صلاحيات مجلس النواب “لكون القرار قد صدر من البنك المركزي وهو مستقل بشكل تام عن البرلمان ولا يتلقى التوجيهات منه”.

وبيّن المشهداني، ان “الخيارات المتاحة امام البرلمان هي اما ارجاع الموازنة الى الحكومة او قبولها كما هي او التعديل عليها وخفضها”، مضيفاً ان “الخيار الأخير وهو المتوقع والانسب، هو ان قيمة الموازنة تبلغ ١٥٠ ترليون دينار عراقي وهذا المبلغ يجب خفضه بأقصى الأحوال الى ١٠٠ ترليون فقط”، لأجل تخفيض نسبة العجز فيها. وذكر ان “مجلس النواب عليه ضغط النفقات غير الضرورية وحصر الانفاق بما هو ضروري والزامي فقط لتقليل حجم العجز في الموازنة، الذي لا يمكن سده بأي حال من الأحوال ومهما اتخذت الحكومة من إجراءات”.

**********

أزمة الدولار تتفاعل..

اشتراكات الانترنت ترتفع.. والمسؤولية ضائعة بين الاتصالات وأبراج الخدمة

بغداد - علي شغاتي

تسبب قرار تخفيض سعر صرف الدينار أمام الدولار برفع الاشتراكات المالية الشهرية للانترنت، بسبب أن أسعار تلك الاشتراكات محددة بالدولار من قبل الشركات المجهزة للأبراج الاهلية.

وبحسب مواطنين فإن أسعار الاشتراكات ارتفعت بحدود 5 - 10 آلاف دينار للاشتراكات الاقتصادية والمتوسطة. فيما ينتقد عدد من المختصين، غياب الرقابة من قبل وزارة الاتصالات، وترك تحديد الاسعار للشركات المجهزة للأنترنيت.

ارتفاع الاسعار

ويقول المواطن خلف حسين، إن “سعر الاشتراك الاقتصادي ارتفع الى 35 الف دينار، بعد ان كان في السابق 30 الفا”، منتقداً “غياب رقابة وزارة الاتصالات عن متابعة اسعار الاشتراكات والضعف المستمر في الخدمة”.

أما سلام كاظم (مواطن آخر)، فأكد “ارتفاع سعر اشتراكه الشهري في الانترنيت من 50 الف الى 60 الف دينار”.

وقال لـ”طريق الشعب”، يوم امس، ان “صاحب البرج المجهز للخدمة، يعلل ذلك بسبب انخفاض قيمة الدينار العراقي امام الدولار”.

الاتصالات: لا ارتفاع في الاسعار

وتنأى وزارة الاتصالات بنفسها عن تحمل مسؤولية رفع اسعار الانترنيت، من خلال بيان للمتحدث باسمها رعد المشهداني، طالعته “طريق الشعب”، جاء فيه،  إن “اجور البنى التحتية لمزودي خدمة الإنترنت باقية في الوقت الحاضر ولن تتغير مع تغيير سعر صرف العملة الأجنبية وتعاملنا بالعملة المحلية”.

وكرر المشهداني: “لا تغييرات بالأسعار في الوقت الحاضر، وان الوزارة لم تزِد في أسعارها بالبنى التحتية والإيجارات”.

ويؤشر المشهداني “وجود استغلال من قبل أصحاب أبراج الإنترنت والشركات، الذين اتخذوا من رفع سعر الصرف ذريعة لرفع الأسعار”، ملوحاً بأنه “ستتم محاسبتهم وفق القانون”.

التسديد بالدولار

من جانبه، يوضح صاحب مجموعة أبراج انترنيت، يدعى محمد كاظم، لـ”طريق الشعب”، أن “سعر الاشتراك الاقتصادي من الشركة المجهزة للخدمة هو 17 دولارا (25 الف دينار تقريبا) ونحن نقوم ببيعه للمواطن بمبلغ 35 الف دينار، بعد ان كان 30 الفا”، مبيناً أن “ارتفاع اسعار جاء نتيجة لكون الشركات المجهزة للأنترنيت تحدد قيمة الاشتراك بالدولار”.

ويضيف أن “خدمة توصيل الانترنيت للمنازل تبلغ حوالي 5 آلاف دولار وهي قيمة البرج الواحد وكابينات التوصيل للمنازل، فضلا عن تكاليف اخرى متعلقة بالصيانة وايجار اماكن نصب الابراج والمحال، وبالإضافة للحاجة الى تبديل بطاريات عاكسات الكهرباء سنوياً، ومعالجة الاعطاب في قطع الوايرليس نتيجة لتذبذب التيار الكهربائي”.

ويرد كاظم على تهديد الوزارة بمحاسبة اصحاب الابراج، بالقول: “كان الاولى بالوزارة إلزام الشركات المجهزة للخدمة بتحديد سعر الاشتراكات بالدينار العراقي، بدل تحميلها اصحاب الابراج مسؤولية التخبط والفساد وسوء الادارة في ملف الانترنيت”.

انتقادات للوزارة

في المقابل، ينتقد مهندس الاتصالات كرار ستار، ارتفاع اسعار الانترنيت من قبل وزارة الاتصالات، وغياب الرقابة على الشركات المجهزة للخدمة واصحاب ابراج الانترنيت.

ويقول ستار لـ”طريق الشعب”، إن “كلفة ايجار سعات الانترنيت مبالغ بها وهي اضعاف ما موجود في دول الجوار”، مبيناً أن “الوزارة تتقاضى مبالغ مرتفعة من شركات الانترنيت من أجل نقل الخدمة من خارج العراق لداخله، وتزويد الشركات بها”.

ويضيف أن “الوزارة لا تمتلك أدوات لمراقبة وقياس جودة الخدمة المقدمة للمواطنين”، مشيراً الى أن “المواطنين يتعرضون للاستغلال من قبل الشركات المجهزة للخدمة، لعدم معرفتهم بسرعة اشتراكاتهم، فضلا عن ضعف الخدمة والانقطاعات المستمرة”.

ويؤكد أن “الحل لمشكلة الانترنيت في العراق هو استخدام الكابل الضوئي كونه تتيح الرقابة والسيطرة للقطاع الحكومي على الاسعار وجودة الخدمة”، منوها أن “طريقة توصيل الخدمة للمواطنين عن طريق الابراج هي طريقة بدائية وغير معمول بها في كل دول العالم”.

وينصح ستار “الوزارة بتحديد سعر موحد للاشتراكات الشهرية بالدينار العراقي، وعدم ترك القضية للشركات المزودة للخدمة والتي تحدد قيمة اشتراكاتها بالدولار، ما يتسبب في ارتفاع الاشتراكات وفق لسعر صرف الدينار”.

ويدفع العراقيون 30 مرة ضعف ما يُدفع في دول أخرى للحصول على خدمة الإنترنت، بحسب ما أكده في وقت سابق، مركز مراقبة الإنترنت.

وقال المركز، إن “سرعة الـ2 ميغابايت لكل ثانية (2 Mbps) لخط الـ ADSLالمنزلي في تونس بمقدار 173 دولاراً، وفي العراق 9,097 آلاف دولار في السنة”.

********

 

 

ص 7

 

دوافع سياسية خلف النزاع الاثيوبي السوداني

الخرطوم-قرشي عوض

لا تزال المناوشات بين الجيش السوداني ومجموعات “ الشفتة” الاثيوبية متواصلة على الحدود بين البلدين. ورغم ان الجيش السوداني استطاع ان يجلي اعدادا كبيرة منهم عن مناطق “الفشقة الصغرى” و”الفشقة الكبرى” فان الحشود العسكرية تزداد مع الايام، بعد ان رشحت انباء عن نشر الجيش الاثيوبي اعدادا كبيرة من قواته على الحدود.

وفي تظاهرة وصفت بانها اكبر عملية انتشار للدروع في تاريخ المؤسسة العسكرية السودانية، قامت القوات المسلحة بارسال اعداد كبيرة من الدبابات الى الجبهة الشرقية، فيما صرحت الحكومة الاثيوبية بان النزاع بينها وبين السودان تسعّره دولة اخرى تقف ضد مشروع سد النهضة، الذي اثير حوله الكثير من الجدل بين دول حوض النيل الثلاث.

وكانت قد سبقت هذه الخطوة مناورات مشتركة لسلاحي الجو المصري والسوداني شمالي البلاد، سميت نسور النيل. وردت عليها الخارجية الاثيوبية قائلةً ان المناورات لا تخيفها.

ورغم وجود تسريبات تفيد بمساندة الجيش الاثيوبي لعصابات “الشفتة”، الا ان الموقف الاثيوبي الرسمي ما زال حتى الان الاعتراف بسودانية الاراضي المتنازع عليها، وهو يصف من يسيطرون عليها بالجماعات المنفلتة والخارجة على القانون، ما يعني ان الامر لم يتطور بعد الى نزاع بين الدولتين. الا ان اتساع دائرة العمليات الحربية وتزايد ظاهرة العسكرة تثير المخاوف المشروعة من احتمال ان يتطور الوضع الى حرب اقليمية قد تشمل اطرافاً اخرى، لأسباب تتعلق بتطورات الاوضاع السياسية في البلدين. ففي اثيوبيا تشير الحرب الاخيرة في اقليم التغراي الى ان التحالف الفيدرالي الذي اطاح بسيطرة الاثنية المهيمنة في الماضي واسس الدولة الحالية، يواجه هزات عنيفة.

  ثم ان المكون العسكري الحاكم في السودان يحتاج الى مشروع عسكري يقدمه في حلبة السياسة، حيث بات الجيش يوشك ان يفقد السيطرة على الاوضاع بسبب الضغوط الخارجية، التي قد تتزايد حدتها مع وصول الرئيس الامريكي الجديد الى البيت الابيض. خاصة وان بوادر ذلك ظهرت عبر قرارات الكونغرس الامريكي الاخيرة، التي تطالب بالحد من تحكم العسكريين في الاقتصاد السوداني، ووضع الشركات التابعة للقوات النظامية تحت تصرف وزارة المالية.

وقد اشارت قيادات عسكرية في بعض المناسبات الى استهداف خارجي تتعرض له القوات المسلحة وتستخدم فيه ايدي داخلية. وهناك التمليح للمكون المدني، الذي تحذر الادارة الامريكية عبر مؤسساتها المختلفة العسكريين في الخرطوم من وضع العراقيل امامه او تعطيل مهام الفترة الانتقالية، رابطة منح مساعداتها باستكمال مدنية السلطة. ويحدث هذا في وقت لا يستطيع فيه الحلفاء العسكريون الاقليميون تقديم المساعدة، نظرا لما يواجهون من ظروف اصعب ناجمة عن فتح ملفات عديدة، وقد يكون ثمن الصمت الامريكي رفع يدهم عن السودان.

والواضح امام العسكريين ان المجتمع الدولي ممثلاً بالاتحاد الاوربي والادارة الديمقراطية الجديدة في واشنطن، يميل نحو المدنيين وسوف يمارس علي العسكريين ضغوطاً عديدة تطال سيطرتهم على الاوضاع في السودان، الذي استباحوه منذ الاستقلال وظلوا يتحكمون في ادارته بفضل الدعم الدولي والاقليمي، وهم الان يواجهون ظروفاً لم يعتادوا عليها من قبل. ويبقى السؤال: هل يتخلى الجيش عن السلطة التي ظل بفضلها يستحوذ على 70 في المائة من موارد البلاد، حتى اخر ميزانية للعام 2021 تعرض حاليا امام مجلس الوزراء؟

لهذاً فالحديث عن استهداف الجيش باعتباره رمز سيادة البلاد وعزتها وكرامتها، يقصد به حماية الامتيازات التاريخية للمؤسسة العسكرية من خلال الجمع بين السلطتين السياسية والعسكرية. وهو وضع سيهتز اكثر بعد وصول البعثة الاممية المسنودة من ادارات الدول المتحكمة في القرارات الدولية، والتي تملك القدرة على خنق الحكومات حتى الموت.

وفي هذا الظرف يواجه المكون العسكري سخطاً شعبياً. ويحمّله السياسيون والمنظمات السياسية والمدنية مسؤولية فشل الفترة الانتقالية، نظرا لاستحواذه على ادوات السلطة وسيطرته على مفاصل الدولة واستحلابه مواردها.  كما انه يتحمل مسؤولية معظم الجرائم التي ارتكبت وما زالت ترتكب في حق الثوار. لهذا يطالبون بمحاكمة قادته محلياً او تسليمهم الى العدالة الدولية.

 ومن هنا تفكيرهم في تنظيم عرض عضلات عسكري، يحققون من خلاله مكاسب سياسية عبر مخاطبة عواطف الجماهير وتصوير الصراع وكأنه استهداف لرمز البلاد.  تساندهم في ذلك مجموعات ابعدت عن السلطة وتواجه سخط الجماهير، وتراهن على العودة الى السلطة بقوة البندقية. معتقدة ان الجيش سوف يحملها الى القمم التي سقطت منها، ان هي ساندته في احواله الصعبة الراهنة.

 

**************

 

دول عدة تبدأ

حملات التطعيم ضد كورونا

بروكسل ـ وكالات

بدأت معظم دول الاتحاد الاوربي، يوم أمس، حملات التطعيم ضد وباء كوفيد-19، بعد أقل من أسبوع من إعطاء الاتحاد الأوروبي الضوء الأخضر للقاح “فايزر - بايونتيك”.

ووصلت الجرعات الأولى من اللقاح ضد الفيروس الذي تتفشي سلالة جديدة منه من بريطانيا إلى دول عدة في العالم، إلى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي السبت الماضي.

وأكد وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران في تصريحات صحفية، “وصول  19500 جرعة إلى الصيدلية المركزية لمستشفيات باريس حيث قام الموظفون بنقل الصناديق إلى ثلاجات خاصة”.

وأضاف أن اللقاح الذي طورته شركتا فايزر الأميركية وبايونتيك الألمانية “يحمي 95 في المئة من الأفراد من الإصابة بالأشكال الحادة للفيروس وينقذ العديد من الأرواح”.

وكانت ألمانيا والمجر وسلوفاكيا الأولى في تطعيم سكانها قبل يوم من الإطلاق الرسمي للحملة.

مخاوف مستمرة

وفي مواجهة المعدلات المرتفعة لعدد الإصابات التي تعتبر مثيرة للقلق، فرضت العديد من الدول مرة جديدة تدابير تقييدية مثل النمسا التي فرضت حجرا على سكانها اعتباراً من يوم السبت الماضي وحتى  24 كانون الثاني.

وكانت إيطاليا وإيرلندا قد أعادتا التدابير التقييدية قبل عيد الميلاد، وقد أثرت عمليات الإغلاق المحلية أو القيود الشديدة على ملايين الأشخاص في المملكة المتحدة.

وأطلق رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس تحذيراته  في مقطع فيديو بمناسبة اليوم العالمي للتأهب للاوبئة، قائلاً  أن الوباء الناجم عن فيروس كورونا لن يكون الأخير. وأضاف إن محاولات تحسين صحة الإنسان “محكوم عليها بالفشل” إذا لم نتعامل مع مشكلة تغير المناخ ورعاية الحيوان.

 

*************

 

الجزائر.. مقترح قانون يمنع الترويج للتطبيع

 

الجزائر ـ وكالات

أعلنت النائب في البرلمان الجزائري، أميرة سليم، أمس، عن مقترح مشروع قانون لمنع ترويج التطبيع مع الكيان الصهيوني، عبر وسائل الإعلام والإعلام البديل.

وأعربت النائب عبر صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي، عن نيتها تقديم “مقترح مشروع قانون لمنع الترويج للتطبيع مع الكيان الصهيوني عبر وسائل الإعلام والإعلام البديل، إلى المجلس الشعبي الوطني”.

وقالت سليم، إن “هذا المشروع القانوني ينطلق من مواقف الدولة الجزائرية الرافضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني، خاصة وأن التطبيع قد مس بصفة خطيرة قضية الصحراء الغربية بطريقة المساومة السياسية، بتبريرات تجارية والصفقات المشبوهة”.

وأضافت النائب، بقولها: “لأن هذا التطبيع قد بدأ يشيع انقساما اجتماعيا حوله بسبب آراء مجهولة المصدر، وانتشار الأخبار الكاذبة، خاصة على وسائل الإعلام البديل على الصفحات الإلكترونية، توجب حماية المواطن الجزائري وتنوير الرأي العام على أن هذا الموضوع يقع ضمن دائرة المحظورات، وفيه مساس بالمواقف الجزائرية الثابتة اتجاه قضايا الأمة وعلى رأسها القضية الفلسطينية”.

وفي إطار الحديث عن أسباب المشروع، أضافة انه “يبتغي النص القانوني في مقاصده التحكم في هذه الظاهرة، ومنع فتح سجالات حولها داخل المجتمع، من شأنها أن تقود إلى خلافات إيديولوجية عميقة حول التطبيع مع الكيان الصهيوني، والمساس بالنظام العام و استقرار الدولة، والمجتمع، في الوقت الذي يقتضي فيه الحال رص صفوف الأمة، وليس زرع الخلافات، ولا الاختلافات من أجل حماية استباقية للجزائر، شعبا ودولة، في جانبي الأمن القومي والإقليمي”.

 

****************

 

في الهند..  جولة تفاوضية سادسة مع المزارعين المحتجين

نيودلهي ـ وكالات

أغلقت السلطات الهندية طريقين سريعين يؤديان إلى نيودلهي، على خلفية الاحتجاجات ‏المتواصلة للمزارعين ضد قانون الإصلاح الزراعي، فيما يُنتظَر الحسم في العودة إلى جولة ‏سادسة من التفاوض.

ودعت الشرطة، التي شددت تدابيرها الأمنية تحسباً للاحتجاجات، ‏المواطنين، في تغريدة عبر حسابها على موقع “تويتر” إلى اعتماد طرقات بديلة بعد إغلاق الطريقين ‏الرابطين بين العاصمة دلهي وغازي آباد ووزير آباد.

ويعتصم المزارعون في الهند ‏ويتظاهرون منذ نحو شهر رفضاً للإصلاح الزراعي الحكومي الذي يعتبرونه هدية للشركات ‏الخاصة على حساب مصالحهم، بسبب آليات تسعير وتسويق مثيرة للجدل، فيما تلح السلطات ‏المركزية في نيودلهي، وعلى رأسها رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، على أنه يخدم مصالح ‏الفلاحين. وزارة الفلاحة، التي أظهرت بعض المرونة بشأن مطالب معارضي الإصلاح ‏الحكومي، وجهت الخميس الماضي دعوة إلى المحتجين للدخول في جولة سادسة من التفاوض ‏مع الحكومة، تاركة لهم تحديد موعدها. ويُتوقَّع بعد مشاورات أجروها فيما بينهم، أن يلبوا الدعوة من أجل الخروج من هذه الأزمة، التي بات من الواضح أنّ ‏آثارها السياسية ستكون عميقة على الهند، وربما يكون مصير رئيس الوزراء الهندي والتيار ‏السياسي الذي يمثله قد بات مرتبطاً بشكل كبير بنتيجة الأزمة الحالية.‏

 

*******************

 

وفد مصري رفيع المستوى يصل طرابلس 

بعد تهديدات تركيا.. الجيش الليبي يتحدث

عن “رد مناسب وغير متوقع” 

متابعة ـ طريق الشعب

حذرت وزارة الدفاع التركية، أمس الأحد، من أن بلادها ستعتبر قوات خليفة حفتر  “أهدافا مشروعة”، إذا ما حاولوا مهاجمة القوات التركية في المنطقة، فيما قال المكتب الإعلامي للجيش الليبي،  أن الجيش سيرد على تركيا بشكل مناسب وغير متوقع، على أية استفزازات قد تحدث.

ووصل وفد مصري رسمي رفيع المستوى الى طرابلس، على رأسه قادة كبار في الجيش المصري، للقاء حكومة الوفاق، في زيارة هي الاولى من نوعها منذ مدة.

تهديدات تركية

وقال وزير الدفاع التركي، خلوصي أكار، خلال زيارة للقوات التركية في طرابلس،  إن “حفتر بدأ يدعو في الآونة الأخيرة لاستهداف قوات تركيا في ليبيا وشن هجمات عليها”، مطالباً جميع الاطراف بـ”دعم المحادثات السياسية بدلا من ذلك”. وأضاف ان “على حفتر وأنصاره أن يعلموا أنه في حالة وقوع أي محاولة هجوم على القوات التركية، فستُعتبر قوات القاتل حفتر أهدافا مشروعة في كل مكان”، مبيناً ان “يجب أن يضعوا هذا في رؤوسهم. إن فعلوا شيئا كهذا، فلن يجدوا أمامهم مكانا يفرون إليه، وأن يساهم في التوصل لتسوية سياسية هنا، وأي تحرك غير هذا سيكون خاطئا”.

وتبادلت تركيا وألمانيا الانتقادات الحادة إثر قيام مهمة عسكرية تابعة للاتحاد الأوروبي في البحر المتوسط تعمل على التأكد من تنفيذ حظر السلاح بتفتيش سفينة شحن تركية، في خطوة وصفتها أنقرة بأنها غير مشروعة. وذلك في الشهر الماضي.

وقبل اسابيع، اعترض الجيش الوطني الليبي سفينة تركية تحمل علم جمايكا كانت متجهة إلى ميناء مصراته، ما أثار انتقادا حادا من أنقرة. وتم الإفراج عن السفينة لاحقا.

وكانت وزارة الدفاع التركية أعلنت، يوم الجمعة الماضي، تقديم قواتها تدريبات عسكرية لقوات الوفاق، وسط ارتفاع حدة التوترات داخلياً في ليبيا.

كما أوضحت في بيان، طالعته “طريق الشعب”، أن “قواتها تواصل عمليات التدريب تلك في إطار اتفاقية التدريب والتعاون والاستشارات العسكرية الموقعة بين الوفاق وأنقرة”.

رد غير متوقع

ورد المكتب الاعلامي للجيش الليبي على تهديدات أكار، مؤكدا أن الجيش  سيرد على تركيا بشكل مناسب وغير متوقع.

جاء ذلك ردا على تصريحات وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، بأن “بلاده ستعتبر قوات القائد العسكري الليبي خليفة حفتر وأنصاره المتمركزين في شرق ليبيا أهدافا مشروعة إذا ما حاولوا مهاجمة القوات التركية في المنطقة”.

من جانبها، اعتبرت الحكومة الليبية المؤقتة أن وصول خلوصي أكار إلى العاصمة الليبية ما هو إلا “تأجيج للحرب”، ومحاولة لعرقلة أي تقارب ليبي.

وقال وزير خارجية الحكومة الليبية المؤقتة، عبد الهادي الحويج، في تصريحات صحفية، إن “زيارة العسكريين الأتراك لطرابلس مهينة لليبيين”، مؤكداً أن “التدخل التركي سبب رئيسي للأزمة الليبية”.

واعتبر الحويج، أن “تأخير الحل في ليبيا مصلحة تركية، وأننا قادرون لحل أزمة ليبيا بعيداً عن الأتراك”.

سباق الزيارات

وفي سياق دبلوماسي، وصل وفد مصري رفيع المستوى إلى العاصمة الليبية طرابلس، أمس الأحد، في زيارة هي الأولى من نوعها، يضم مساعد وزير الخارجية ومسؤولا أمنيا بارزا.

وتعد هذه الزيارة هي الأولى من نوعها لوفد مصري رسمي إلى طرابلس منذ بداية معركة طرابلس بين قوات المشير خليفة حفتر وقوات حكومة الوفاق.

وتأتي هذه الزيارة بعد يوم من زيارة وزير الدفاع التركي، خلوصي آكار، برفقة رئيس الأركان وقادة الجيش، إلى طرابلس، ولم يصدر اي بيان رسمي يوضح ما جرى خلال هذه الزيارة.

 

*************

 

ص8

 

الدكتورة نزيهة الدليمي رائدة الحركة النسوية

د. خيال الجواهري

ربما لا يعرف الكثيرون من مواليد العقود الاخيرة شيئاً عن حياة الشخصية البارزة المناضلة الدكتورة نزيهة الدليمي، إحدى رائدات الحركة النسوية العراقية، مناضلة سياسية واكبت النضال الوطني التحرري والديمقراطي على مدى أكثر من نصف قرن.

ولدت العام 1923 في بغداد، وهي الإبنة الكبرى مع ستة أولاد، في عائلة ذات دخل متوسط، حيث كان والدها موظفاً بسيطاً في دائرة إسالة ماء بغداد.

أكلمت دراستها الابتدائية والمتوسطة في تطبيقات دار المعلمات والثانوية في المدرسة المركزية للبنات، ثم دخلت كلية الطب عام 1941، وعن طريق صديقتها نزيهة رؤوف مخلص شقيقة عفيفة رؤوف مخلص تعرفت على نشاطات جمعية مكافحة الفاشية والنازية، وأتيح لها أن تختلط مع مختلف فئات المجتمع وتعرفت على الأفكار الشيوعية عن طريق الدكتور فاروق برتو أحد العناصر الطلابية في تنظيم الحزب الشيوعي العراقي في كلية الطب.

تم ترشيحها للحزب الشيوعي عام 1947 وفي عام 1948 تسلمت العضوية وتخرجت في كلية الطب وعينت في المستشفى الملكي في بغداد وتنقلت في الكثير من المحافظات “الألوية” منها كربلاء والسليمانية والعمارة.. وغيرها.

تعرفت من خلال عملها في العيادة على الكثير من معاناة المجتمع وبالأخص أوضاع المرأة ومشاكلها الاجتماعية والصحية، وكانت حريصة على إيجاد الحلول لمشاكل المرأة وأسرتها في ظل العادات والتقاليد البالية.

أثناء الحرب العالمية الثانية نشطت في تحويل جمعية مكافحة الفاشية والنازية الى “رابطة النساء العراقيات” العام 1945 مع السيدة عفيفة رؤوف والدكتورة رفد خدوري وعفيفة اسماعيل البستاني وأمينة الرحال وسعدية الرحال وفيكتوريا نعمان وآمال الزهاوي وسانحة امين زكي، اللواتي كن يتمتعن بوعي وطني وثقافي واجتماعي. كان هدفهن النضال ضد الاستعمار والصهيونية بالتزامن مع المطالبة بحقوق المرأة وهذه من اهداف الجمعية المذكورة.

تميزت الدكتورة نزيهة الدليمي من ضمن عشرات النساء بالوعي والروح الوطنية. ويسجل لها التاريخ باعتزاز مساهمتها في كثير من المواقف المشرفة والعمل بين النساء العاملات والفقيرات في تأسيس مراكز لمحو الامية من خلال حملة شملت عشرين مركزاً في المدارس الابتدائية، واصدار مجلة باسم “تحرير المرأة” التي ضمت بين دفتيها الكثير من الموضوعات التي تتناول أوضاع المرأة وتدعو إلى إدراك حقوقهن وحريتهن.

وذات مرة نشرت د. نزيهة موضوعات منها: “صحة المرأة العراقية” عرضت فيه أوضاع المرأة الريفية وما تعانيه من فقر وعدم تعلم.. وأثناء وثبة كانون الثاني العام 1948 ضد معاهدة بورتسموث كانت الدكتورة نزيهة في مقدمة المتظاهرات أيام 17-19 كانون الثاني اللواتي قمن بتوزيع المنشورات حتى الغيت الاتفاقية بعد سقوط شهداء ومنهم جعفر الجواهري حيث نظم الجواهري قصيدته المعروفة:

أتَعْلَمُ أمْ أنتَ لا تَعْلَمُ                بأنَّ جِراحَ الضحايا فمُ

فَمٌّ ليس كالمَدعي قولةً              وليس كآخَرَ يَسترحِمُ

وبرزت الدكتورة نزيهة وتميزت بحيويتها وفاعليتها بين الجماهير ومعها مجموعة من الوجوه النسوية المعروفة مثل: بشرى برتو وخانم زهدي وثمينة ناجي يوسف ونظيمة رشيد وهبي ومبجل بابان.

وبمبادرة شخصية منها قدمت مجموعة كبيرة من النساء في العراق بطلب الى وزارة الداخلية لتأسيس جمعية وطنية نسوية باسم “جمعية تحرير المرأة” ومن أهدافها: النضال من اجل السيادة الوطنية والعمل من أجل حقوق المرأة ومن اجل حماية الطفولة. وبعد مرور شهر على تقديم الطلب جاءها الرد بالرفض لكون الدكتورة تعمل في صفوف الحزب الشيوعي العراقي وتروج له. وفي 10/3/ 1952 أعلن عن تأسيس رابطة المرأة العراقية وتم انتخاب د. نزيهة الدليمي أول رئيسة لرابطة الدفاع عن حقوق المرأة ومما جاء في الاهداف:

1- النضال من اجل السيادة الوطنية.

2- العمل من اجل السلم والتحرر الوطنية الديمقراطي.

3- الدفاع عن حقوق المرأة العراقية وحماية الطفولة وسعادتها.

ساهمت الدكتورة نزيهة في الكتابة عن المرأة في مجلة “تحرير المرأة” والصحف الصادرة آنذاك. ومثلت النساء العراقيات في الكثير من المؤتمرات العالمية منها:

1- مؤتمر باكستان في 25 آذار 1952.

2- مؤتمر فينا من 12- 20 كانون الاول 1952.

كما شاركت د. نزيهة بالإضافة الى المؤتمرين السابقين في مؤتمر كوبنهاغن النسوي العام 1953، وذلك لشهرتها في مجال الطب بين النساء الكادحات والفقيرات من أجل تغيير واقعهن الصعب. وفي اليوم السادس والاخير ألقت الدكتورة نزيهة الدليمي خطاباً، استعرضت فيه اوضاع المرأة العراقية عامة وبالأخص الواقع الاقتصادي وعملها لساعات طويلة تتراوح بين 12 – 16 ساعة يومياً، وهي ساعات عمل تخالف قانون العمل وقد نال استحسان وتضامن الحضور، وصدر بيان جاء فيه: “ان مؤتمر النساء يدعو جميع النساء من جميع القوميات والمنظمات العالمية المختلفة لمضاعفة عملهن للضغط على حكوماتهن لأطلاق سراح اخواتنا واخواننا المدانين لدفاعهم عن السلم واستقلال شعوبهم”.

في العام 1954 عقدت الرابطة كونفرنسها الأول بحضور مندوبات يمثلن النساء من مختلف ارجاء العراق في (جديدة الشط) وهي منطقة بساتين ولغرض التمويه أقيمت حفلة زفاف ومن خلال الزفة الشعبية لإحدى الفتيات والتصفيق والغناء وبالأخص عند اقتراب السيارات من سيطرة الشرطة.

كان المؤتمر برئاسة الدكتورة نزيهة واتخذت في ختامه مجموعة من القرارات، أهمها توسيع اللجان المتوفرة في الرابطة، وسبق ذلك تشكيل لجنة تحضيرية لأنصار السلام برئاسة محمد مهدي الجواهري واصدرت بياناً الى الشعب العراقي للتوقيع عليه وتأييد النداء الصادر عن اجتماع أنصار السلام العالمي الذي عقد في ستوكهولم آذار 1950. وتشكلت لجنة تحضيرية في بغداد لعقد مؤتمر تأسيس أنصار السلام كانت الدكتورة نزيهة احدى العضوات فيها.

كما ساهمت الدكتورة في دعم ثورة الرابع عشر من تموز 1958، حيث سارعت الى اصدار بيان وفتح مقر للرابطة (رابطة الدفاع عن حقوق المرأة) في مبنى الاتحاد النسائي العراقي وجذب الشابات للانضمام الى الرابطة كونهن الجيل القادم وعملت على تشكيل فرق من العضوات للتوجه الى المناطق الريفية والصرائف من أجل توعية النساء صحيا واجتماعيا وفتح مراكز لمحو الامية، بالإضافة الى توفير الأدوية، كما تم فتح مراكز في بغداد وباقي المدن مثل: النجف وكربلاء والعمارة والبصرة والسليمانية وكركوك.

تميزت الدكتورة بنشاطها النسوي والوطني على حد سواء باعتبار ان القضية النسائية هي جزء من قضية الشعب سياسيا واقتصاديا، ولن ننسى دورها في المطالبة بسن قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959، إن لم تكن قد ساهمت بوضعه من قبل لجنة مختصة قانونية كانت تضم الدكتور الخالد صفاء الحافظ.

ونظرا لجهودها مع النساء والجماهير الكادحة، رشحها الزعيم عبد الكريم قاسم لتولي وزارة البلديات فكانت أول وزيرة في العراق والوطن العربي، وإثر انقلاب شباط عام 1963 تعرضت الى الكثير من الملاحقات، ووصفتها التقارير الأمنية بأنها فوضوية ورابطية ومن أنصار السلام، وعضوة في المجلس الوطني لحركة أنصار السلام في العراق وكان لها الدور الكبير في التصدي لهذا الانقلاب. وشهد ضدها وكيل وزارة البلديات المدعو عباس البلداوي حيث ذكر أنه كان يراجعها في الوزارة الشيوعي عبد القادر إسماعيل والنقابيون المرتبطون بالوزارة. وأصدرت المحكمة على الدكتورة نزيهة حكما غيابيا بالإعدام، ولوجود ظروف وأسباب تستدعي الرأفة وكونها امرأة وأن جريمتها سياسية استبدلت العقوبة من الإعدام الى الاشغال الشاقة المؤبدة. مما اضطرها إلى مغادرة العراق ولكنها عادت للوطن عام 1967 وبصورة سرية وبقيت فترة في بيت الدكتورة بثينة شريف، وبعد 17 تموز عام 1968 عاد حزب البعث الى السلطة، ومن أجل كسب ود القوى الوطنية والديمقراطية اصدر قوانين منها العفو عن السجناء السياسيين بتاريخ 5/ 9/ 1968 وإعادة المفصولين السياسيين الى وظائفهم، كانت هذه القوانين سببا في عودة الدكتورة نزيهة الى العمل العلني بعد إعلان العفو العام عن الاحكام الصادرة عليها، والمشاركة في المؤتمر الذي عقده الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي تحت شعار “دورة المرأة في عالمنا المعاصر” وكانت الرابطة مدعوة للحضور بشخص سكرتيرتها.

بعد عودتها من المؤتمر طلبت العودة الى الوظيفة كطبيبة وأعيدت بقرار (1682) الى الخدمة بوظيفة طبيبة في مفتشية الصحة العامة.

عام 1987 ترأست وفد رابطة المرأة العراقية للمشاركة في حضور مؤتمر اتحاد النساء الديمقراطي العالمي في موسكو حيث كانت على رأس لجنة السلم والتضامن والمشاركة في ورش المؤتمر بموضوع النزاعات الدولية والحروب.

كان عام 1999 متميزاً حيث كنت احدى المندوبات لحضور الكونفرنس الخامس للحزب الشيوعي العراقي ولقائي بالدكتورة نزيهة الدليمي على إثر دعوة للغداء عند الرفيق الخالد “سعدون”/ وضاح، في بيته مع زوجته دنيا وابنه كفاح الجميل، وتفاجأت بوجودها هناك رغم معرفتي بدعوتها لحضور الكونفرنس في شقلاوة. وتحولنا الى شقة هناك، ثم عدنا الى دمشق بعد عدة أيام بعد انتهاء من بعض الزيارات. قدمت الينا الدكتورة للبقاء معنا في البيت ولقائها في اجتماعين الأول مع سكرتارية الرابطة في الخارج، وكان في الطابق الثاني من العمارة وفيه تمت مناقشة مستجدات الوضع في العراق والتوجه لإصدار كراس بعنوان “ المرأة العراقية الواقع والتحديات عام 2000” وصدر عنه كراس بنفس العنوان وكان له تأثير إيجابي كبير واستنهاض لهمة الرابطيات في بلدان اللجوء.

والاجتماع الثاني كان لفرع رابطة المرأة العراقية / سوريا وبحضور حشد من النساء العراقيات القادمات من داخل العراق، وكانت الدكتورة تتحدث مع الحضور بكل عفوية وتلقائية وتدخل في صميم الموضوعات عبر سؤالها المباشر عن أحوال النساء ومعاناتهن من ألم الغربة والحنين الى الوطن، مع تخفيف آلامهن من قبلها بالحديث المنطقي والموضوعي وما يتحتم عليهن فعله.

استمرت الدكتورة المناضلة في مواصلة التوجيهات لزميلاتها وانا بالذات أتذكر اتصالاتها الهاتفية من برلين رغم مرضها تعطينا الارشادات حول التهيئة للوثائق من نظام داخلي وانشطة الرابطة في كافة الفروع، لعقد المؤتمر الخامس بعد عقد اجتماع الرابطة عام 1998 “سيمنر” في كولن بألمانيا، وفي عام 1999 تحت عنوان “نحو عام 2000 الواقع والتحديات” وعلى إثر ذلك تمت مشاركة وتفاعل فروع الرابطة مع المسيرة العالمية في نيويورك وبروكسيل عام 2000 ثم المشاركة في مؤتمر بكين + 5 من قبل الزميلة مبجل بابان في سويسرا.

وأخيرا تم عقد اجتماعات بممثلات الفروع مثل بشرى الحكيم وخانم زهدي وأم فرح وتقرر عمل لجنة تحضيرية وكانت تعاني من تدهور صحتها في مدينة بوتسدام بألمانيا واصيبت بجلطة في آذار 2002 وتوفيت يوم الثلاثاء 9/ 10/ 2007.

كانت صدمة قاسية على جميع المناضلات والناشطات في داخل العراق وخارجه لفقدان رمز من رموز الحركة النسائية العراقية.

********************************

 

تحالف 1325 يلتقي مدير عام دائرة

تمكين المرأة العراقية

بغداد - انتصار الميالي

زار وفد يمثل تحالف(1325) منتصف كانون الاول 2020 الدكتورة يسرى العلاق مدير عام دائرة تمكين المرأة، لتقديم التهاني بمناسبة تسنم الدكتورة العراق لمهام منصبها الجديد، بعدها عرفت السيدة سوزان عارف منسقة التحالف عن طبيعة التحالف والمنظمات الاعضاء،  والاشارة إلى مبادرة المجتمع المدني في  كتابة الخطة الوطنية الاولى للقرار 1325، مستعرضة بذلك أبرز الانجازات والتحديات وسبل العمل المشتركة لدعم أقرار وتنفيذ الخطة الوطنية الثانية للقرار 1325 في العراق، وقد جرى خلال اللقاء مناقشة نتائج مؤتمرات منظمات المجتمع المدني والتوصيات الخاصة به، بما يعزز  دور المرأة ضمن أجندة السـلام والأمن.

بدورها رحبت الدكتورة يسرى العلاق بالوفد، والتي أكدت على اهمية الشراكة الفعلية بين الحكومة والمجتمع المدني من اجل تفعيل خطة عمل القرار 1325 لما لها من أهمية في تعميم منظور النوع الاجتماعي، والضامن للمرأة بان تحصل على فرصها الحقيقية في المشاركة السياسية والتمكين الاقتصادي ولعب أدوار عدة في إحلال الامن والسلام وتحقيق اهداف التنمية المستدامة.

كما جرى في اللقاء التحاور مع السيدات ممثلات التحالف 1325 بكيفية تعزيز سبل التعاون المشترك والتواصل من اجل بناء شراكات واسعة ومتعددة مع كل الاطراف المعنية والتي يمكن ان تلعب دور في دعم قضايا المرأة ورفع مستوى مشاركتها على كافة الاصعدة والمجالات وفي القطاعين العام والخاص.

*****************************

 

الأمن البرلمانية: أغلب ضحايا جرائم الابتزاز الالكتروني «نساء»

بغداد - طريق الشعب

اكد عضو لجنة الامن والدفاع النيابية النائب عبد الخالق العزاوي، الى ان “جرائم الابتزاز الالكتروني في ارتفاع مستمر في البلاد”. وقال العزاوي في تصريح له ان”جرائم الابتزاز الالكتروني تعد من الجرائم المستجدة التي برزت مع ثورة الاتصالات وتعدد منصات التواصل الاجتماعي التي حولت العالم الكبير الى إطار صغير، وصار بالإمكان عبر (ضغط زر) التواصل مع اناس يبعدون عنا الاف الكيلومترات”.

واضاف العزاوي ” مع الاسف البعض استغل هذه المنصات في الابتزاز الالكتروني بشكل بشع للغاية لافتا الى ان العراق يعاني منذ سنوات من ارتفاع عال في الجرائم الالكترونية خاصة وان 70 في المائة من ضحاياها هن النساء”.

واشار العزاوي الى ان” الوضع يحتم الاسراع باصدار قانون الجرائم الالكترونية للحد من حالات الابتزاز والجرائم التي يراد منها الاساءة للأسر وخلق مشاكل لاتحصى داخل المجتمع”، مبينا “ان هذا النوع من الجرائم إذا لم تكن هناك اجراءات رداعة بصدده سيؤدي الى مشاكل أكبر في المستقبل القريب”.

*********************

 

هل يتعارض قانون العنف الأسري مع العادات والتقاليد والأعراف؟

بغداد - طريق الشعب

أثار قانون العنف الأسري جدلاً في الأوساط الحقوقية والاجتماعية، حيث يرى البعض فيه سبباً بتفكك المجتمع ويعده مخالفة للعادات والتقاليد، وهناك من يعتبره مكملاً لتلك العادات والأعراف.

المحامية رشا وهب ترى، أن “العادات والتقاليد خصوصاً في المجتمعات العشائرية ستبقى عائقاً أمام تطبيق قانون العنف الأسري في العراق، كونها تمنع الضحية أساساً من اللجوء إلى مراكز الشرطة أو المحاكم من أجل تسجيل شكوى تجاه المعتدين”.

وتضيف بان “التأثير الإيجابي للقانون يحتاج إلى وقت لكي يتضح تأثيره على أرض الواقع، حيث يحتاج مجتمعنا الى حملة توعية من قبل أجهزة المعنية بطبيعة القانون وطريقة تقديم الشكوى ومدى فاعليته على المجتمع”.

واستدركت المحامية رشا بقولها “ القانون لن يمنع جميع حالات العنف الأسري، لكنه سيكون سلاحاً فاعلاً بيد الضحايا وسوف يشكل نوعاً من الردع للمعتدين ويعرفون أن أفعالهم لن تمر دون مسائلة أو عقاب».

فيما تؤكد الباحثة الاجتماعية اثمار الشطري، الى أن “ قانون العنف الاسري لا يتعارض مع الأعراف الاجتماعية والدينية، لكونه يتعامل مع الجرائم المدانة في العرف الاجتماعي والعشائري كذلك العرف الديني، ولن يتسبب بانحلال المجتمع”.

وتفيد إلى أن “بعض حالات العنف الأسري تكون على شكل ضرب مبرح يؤدي إلى الموت، والطريقة المثلى للتعامل مع هكذا حالات تكون وفق القانون لمنع المشاكل الاجتماعية والعشائرية، والتي قد تتطور لتتحول إلى نزاع عشائري يسقط على إثره العشرات”.

وتشير الشطري إلى أن «الدول التي شرعت هكذا قانون لم تشهد تفككاً في الأسر مطلقاً، ولم تشهد خروجاً عن الأعراف الاجتماعية والدينية، بل على العكس، ساهم القانون بتقوية المجتمع والحفاظ على سلامته، وخير مثال على ذلك، إقليم كوردستان ودول مثل تونس ولبنان”.

********************************

ص9

الاحتجاجات ونقد غوستاف لوبون

ماجد الياسري

 دشن القرن الحادي والعشرون موجات من الاحتجاجات والانتفاضات الشعبية ومشاركة مميزة من الشباب والنساء ومنظمات المجتمع المدني تحت شعارات عالمية ووطنية. فمن الاحتباس الحراري وتأثيراته، الى قضايا السلام والحقوق الانسانية في الصحة والعمل والتعليم والسكن. وامتدت ايضا لتشمل المنطقة العربية بما سمي بالربيع العربي، وصولاً الى العراق الذي شهد اندلاع احتجاجات شعبية كان اوسعها التي انطلقت في تشرين ٢٠١٩ وحاولت السلطة اغتيالها عبر القمع المفرط واستخدام المليشيات والعصابات، وأودت بحياة مئات الشهداء والآلاف من الجرحى والمعوقين.

هذا الواقع طرح موضوعة الجماهير ودورها التاريخي، التي ينظر اليها لوبون من المنظور الشكلي المثالي كونها تجمع للأفراد يتحركون وهم ضمن الجماعات على أساس سلوكيات يمكن تفسيرها نفسياً، على خلاف المنظور المادي الذي يرى ان الجماهير تصنع تاريخها وفق شروط وقوانين موضوعية مرتبطة بالشروط المادية للتطور الاجتماعي وتعكس مصالح طبقية محددة وذات علاقة عضوية مع نشاط الافراد وليس مجرد وسيط ناقل لرغبات سيكولوجية لاشعورية كما يرى لوبون، او الروح المطلقة لدى هيجل.

والجماهير في المنظور المادي التاريخي مفهوم يختلف عن السكان، وهي ليست مجرد كم من الناس بل  تمتاز بقدرتها النوعية على صنع التاريخ، ويتغير تركيبها الطبقي حسب طبيعة النمط الانتاج السائد،  وتقف على النقيض من الطبقات السائدة. ففي فرنسا مثلاً، اثناء فترة الثورة الفرنسية (ايار ١٨٧٩)،  والتي تأثر بها لوبون، كانت الجماهير الداعمة للثورة على النقيض من قوى الاقطاع والكنيسة التي كانت خلف النظام الاقطاعي السائد. كما تغير مستوى تنظيمها ووعيها مع الانتقال من مرحلة الانتفاضة الى الثورة.

موضوعياً، في العراق أدى تغول البرجوازية الطفيلية وتبلور الطغمة المالية الى تعمق أزمة النظام الطائفي البنيوية الذي وصل الى السلطة بدعم من قوى الاحتلال بعد ٢٠٠٣، ووصولها الى طريق مسدود وفشل محاولات الالتفاف على الأزمة الاقتصادية والمالية والأمنية، مع احتواء وتقويض مطالب الاحتجاجات الجماهيرية خشية من استمرار الظروف الموضوعية التي ستؤدي لامحالة الى الارتقاء بالدور التاريخي للجماهير الشعبية العراقية لحل هذه الأزمة وإقامة نظام سياسي ديمقراطي بديل ينهي تسلط الطغمة الطائفية الحاكمة ويفتح الطريق امام مواصلة عملية الانتقال الى نظام اقتصادي عصري ينسجم مع الواقع العراقي. وهي جزء من العملية التاريخية التي قطعها الاحتلال الامريكي وحكم البيروقراطية الطفيلية الطائفي المغلف بشعارات دينية.

وهذا اول افتراق منهجي عن اطروحات غوستاف لوبون الذي يطلق على الجماهير الشعبية الغوغاء او الحشود، والتي حسب تعريفه لها اكبر من حاصل الجمع العددي للأفراد المكونين لها وتتميز بحالة نفسية سائدة وسلوكيات مغايرة لما يقوم به الفرد لأن شعور الفرد بذاته ضمن الجماعات يختفي ليصبح انتماءً مشتركاً للمجموعة التي تبقى كحالة مؤقتة. لكن عندما يترك الفرد الجماعة يعود الى طباعه وسلوكه السابق والتحول من حالة اللامعقول واللاوعي الى العقلانية والوعي.

السلوك الجمعي

ولد غوستاف لوبون في فرنسا (١٨٤١-١٩٣١)، وهو طبيب ومؤرخ فرنسي له مؤلفات عديدة اشهرها كتاب “سيكولوجية الجماهير”. واهتم لوبون ايضا بالطب النفسي وله دراسات عن سلوك الجماعة، ووسائل التأثير عليها، والتي اصبحت مرجعا ثقافيا وسياسيا في النصف الأول من القرن العشرين، خصوصاً وانه كان من الداعين الى التفوق العلمي والعقلي للعرق الابيض وكان أحد الذين استخدمتهم الفاشية الالمانية والايطالية في ايديولوجياتها. وتأثر لوبون بفرضيات فرويد حول اللاشعور. وقد كرّس فرويد اربعة مؤلفات في سنواته الاخيرة عن علم النفس الجماعي وتحليل الأنا، وتركز مقاربة التحليل النفسي الفرويدية في تكوين الجماعة على العناصر الانفعالية اللاشعورية التي تساعد على تماسكها او   تفرقها.

وكانت مشاركة لوبون حول سيكولوجية الجماعات مهمة في بدايات القرن العشرين كونها من أولى المحاولات لوضع أساس لعلم نفس الجماعات واستقراء تأثير الدعاية والتحريض على الوعي الشعبي، على الرغم من ان توصيفاته تستخف بدور الجماهير وتؤكد السهولة التي يمكن التلاعب بمشاعرهم وسلوكياتهم عبر تدفق معلومات مضللة وصور مبسطة ليس لها أساس علمي بل مجرد فرضيات ومشاهدات وافتراءات غير معللة. ومن مقاربات لوبون المهمة هي لاشعورية نشاط الجماعات الكبيرة،  والعوامل والميول لتكون جماعات غير متجانسة، مثل غوغاء الشوارع التي تنبثق بعفوية اكثر من تلك التي تتكون على أساس مجموعة متناسقة مثل التجمعات الدينية.

وجوهر فكرة لوبون هنا ان التجمعات البشرية او الجماعات (الجماهير) هي عبارة عن تجمعات بشرية تتغلب عليها المشاعر البدائية والاستقطاب والتطرف ورفض الرأي الآخر، والذي يؤدي بها ان تتغول وترفض الحوار وتتبنى مواقف غير معقولة او مفهومة لتأثرها بالإيحاءات والانفعالات.

وتؤدي الى تكون عقل جمعي خاص بهذه الجماعة أساسه لاشعوري من رغبات وانفعالات مشتركة تتأثر بالاشاعات وتنطلق منها المشاعر العدوانية المكبوتة نتيجة ضعف الضوابط المجتمعية، حيث يختفي الوعي داخل هذه الجماعات لتتشكل  روح جمعية مؤقته لاشعورية تجد لها مرتعاً داخل الجماعة وتمنح شعوراً بالقوة والتسلط، متأثراً بظواهر اشبه بالتنويم المغناطيسي التي تفرض على الفرد ان يضحي بمصالحة الشخصية لحساب الجماعة. فتتلاشى الشخصية السوية وتتمكن الجوانب اللاعقلانية بسبب تأثير التحريض وعدوى العواطف والانفعالات التي تنتشر بين الجماعات كالنار في الهشيم وتصبح اكثر عنفا وبربرية. ولكن خارجها يختلف سلوك الفرد كلياً، حيث يحل محل الوعي اللاعقلاني المتوحش للجماهير وعي الفرد العقلاني المنضبط اجتماعياً.

وعي  الفرد العقلاني

وينتقل تأثير التحريض وسط الجماعات كعدوى مرض الطاعون نتيجة اوهام مصدرها التذكر والتخيل الغامض الذي يغزو ساحة العقل. وكلما اجتمعت الجماهير على قضية ما كلما كانت أبعد عن الحقيقة. ومن هنا يؤكد لوبون على عدم مصداقية الجماهير او الثقة بها وبعدها عن الحقيقة. اما عن دور الفرد او الزعامات في التاريخ فهي ليست حقائق بل مجرد أساطير تتغير وتتحول نتيجة خيالات الجماهير متأثرة بالظرف التاريخي والاساس العرقي. وهو في رأي لوبون يشمل الزعامات الدينية والسياسية والعسكرية، فيتحول من قائد رحوم وطيب القلب الى دموي ومستبد لتحقيق طموحاته في السلطة والثروة والمجد. أي ان التاريخ لا يخلق القادة بل أساطير واوهام تنسجها مخيلة الجماهير.

لذا فان كتاب “سيكولوجية الجماهير” محاولة لتوصيف الديناميكية النفسية الداخلية لنشاط الجماعات ومقارنتها بالأفراد، ولكنه ينفي دور الوعي الاجتماعي الذي هو انعكاس للوجود الاجتماعي، والذي كان في ذلك الوقت سائداً في اوساط اليسار الاشتراكي، بل يعزيه الى العناصر اللاواعية التي تعكس روح العرق الابيض ويجمعها المزاج والعقائد الايمانية.

لوبون “وروح السياسة”

وتتكامل آراء لوبون حول سيكولوجية الجماعات مع تحليلاته في كتابه بعنوان “روح السياسة”، حيث ينعت ما يُكتب من معارف سياسية ويخص الأفكار الاشتراكية، مثل السان سيمونية، كونها ذات طابع تبسيطي نتيجة الاوهام والمزاعم الباطلة التي استحوذت عليهم. لقد جاء لوبون بملاحظة مهمة وهي ان تاريخ الشعوب ليس مجرد وصف للملوك والزعامات، وهي صحيحة، الاً ان ما قدمه من إجابة تتناغم مع المقاربة المثالية في تحليل نفسية الجماعات. حيث يرى ان المهم هو معرفة روح السياسة، والتي تعني لديه أساليب الحكم وفن السياسة، وخاصة العلوم النفسية. ويعزو الهفوات السياسية التي حدثت في التاريخ الى انها نتيجة الجهل بعلم النفس، فكما تخضع الفنون والعلوم لقواعد لا يمكن نقضها، كذلك قيادة الناس لها قواعد حيث يؤدي خرقها الى عواقب وخيمة. ويشيد بكتاب ميكافيلي الذي يعتبره عالماً سياسياً عبقرياً ذا نظرة ثاقبة لحقائق الأمور في بحثه عن الممكن. ويُسفّه لوبون دور المعرفة والوعي لدى الشعوب ويعزو مقبولية الفكر الاشتراكي الى اعتماده على مبدأ الأمل، أي تحسين القدر والمستقبل السعيد بين الجاهلين بشكل خاص ومن لديهم اعتقاد ضعيف بقدرتهم على تحسين أمرهم في الحياة الآخرة، فهي أشبه بديانات الأرض، ولكن تؤثر الأعراق والأجناس على التباين في الافكار الاشتراكية. لقد عاصر لوبون ثورات ١٩١٩ التي امتدت في اوروبا وصعود احزاب الاشتراكية الديمقراطية وبرامجها الاصلاحية التي يتهمها لوبون بإضعاف القدرات السياسية والاقتصادية والعسكرية بسبب سنّها قوانين لإستمالة الغوغاء.

************************

 

تدهور سعر الصرف وتنامي كوابيس الخوف

د. حيدر عبد الامير الغريباوي

كابوس تدهور سعر صرف الدينار مقابل الدولار هل يعد حقيقة أم حلم تساؤل مطروح.. غير أن الواقع فعلياً يؤكد أن تدهور سعر صرف الدينار مقابل الدولار يمس لقمة العيش وتأمين الحياة الكريمة، إلا أن أسوأ كوابيس الشعب لا يزال ماثلاً أمامه متمثلاً في حقبة التسعينات، خاصة مع تدهور سعر الصرف.

مر سعر صرف الدولار في العراق بأوقات عصيبة خلال المدة القليلة الماضية وتسارعت وتيرة ارتفاع أسعار صرف الدولار في أسواق البورصة الرئيسية والأسواق المحلية العراقية بمستويات غير مسبوقة في النصف الثاني من شهر كانون الأول من عام 2020 عندما وصل سعر الصرف ذروته 132 دينار/دولار مقارنة بـ 125.850 دينار لكل 100 دولار مرتفعا بنسبة تفوق 3% والتي تقع ضمن الحدود المسموح بها دوليا. وولد هذا الارتفاع هلعا للفقراء، والمحلات التجارية الكبيرة عند مبادلاتها التجارية، وأربكت التقلبات السريعة في سعر الصرف أصحاب الأعمال والتجار وصعبت عليهم تحديد التكاليف وأسعار بيع السلع.

حيث سبب التدهور الحاد الذي شهده سعر صرف الدينار العراقي مؤخرا تهديدا مؤثراً لعملية النمو والاستقرار المالي والاقتصادي في البلد، خصوصا مع تراجع النشاط الاقتصادي وارتفاع معدلات البطالة والفقر بسبب الانعكاسات الخطيرة لجائحة كورونا في العراق، ويبدو أن هناك محاولات لرفع سعر صرف الدولار في الأسواق العراقية، بحيث يكون لكل 100 دولار 150 ألف دينار عراقي.

جدير بالذكر أن العملة الوطنية تعرضت لصدمة شديدة أصابت الناس بالذهول وشلت حركة النشاط الاقتصادي وحيرت المهتمين بالشأن الاقتصادي في تفسير العوامل المستجدة التي قادت انهيار العملة بذلك المستوى خلال أيام وجيزة، وهذا يؤكد الدور الحاسم لوفرة النقد الأجنبي في التأثير على سعر الصرف.

علماً أن ارتفاع سعر الصرف في ظل ثبات سعر البنك المركزي يعكس جانبين رئيسين هما تزايد الطلب محليا على الدولار من جهة وزيادة ربحية المصارف الخاصة عبر رفع فارق سعر الصرف بين الرسمي والسوقي من جهة اخرى، وهو ما يعمل على ترسيخ حالة الفساد في المصارف التي تعد المسؤولة عن ضخ العملة الاجنبية للسوق بعد استلامها من البنك المركزي.

يضاف الى ذلك صدمات الأسعار الدولية وتقلبات سعر الصرف والإفراط في العرض النقدي وزيادة الأعباء الضريبية والفساد الذي يكتنف الرسوم الكمركية في أغلب المنافذ البرية والجوية والبحرية ضمن أهم العوامل التي تقود ديناميكيات التضخم في العراق، وعادة ما تنعكس الصدمات الخارجية للأسعار الدولية وسعر الصرف على معدل التضخم في المدى الآني والقصير، ما أدى إلى سعي الكثير لتحويل ما لديه من دينار الى دولار و شكل ضغطاً على سوق الصرف وزيادة الطلب الاضافي على العملة الصعبة، فضلاً عن نفقات الوقود المستورد لتغطية احتياجات السوق المحلي والتي تمثل أكبر السلع التي تستنزف النقد الأجنبي فضلاً عن الطلب لأغراض استيراد السلع الاخرى ودور المضاربين الذين يتزاحمون (يضاربون) لتأمين متطلباتهم من الدولار وكلما أرتفع سعر الصرف، تقاوم مؤسسات الصرافة انخفاضه لتفادي أي خسائر قد تلحق بها.

أثبتت صدمة سعر الصرف الأخيرة وجود علاقة طردية قوية بين ارتفاع سعر صرف الدولار والزيادة في أسعار السلع الغذائية الاساسية، فقد شهدت الأوضاع الاقتصادية والإنسانية مزيدا من التدهور منذ بداية جائحة كورونا واستمرار أزمة مرتبات موظفي الدولة، وجاءت الصدمة الجديدة لازمة العملة - التي ترتب عليها تصاعد ملحوظ في الأسعار وتآكل القوة الشرائية واضمحلال آليات التكيف – بمثابة ضربة مؤلمة للوضع الاقتصادي والمعيشي يصعب تحملها، حيث يشكل سعر صرف الدينار العراقي هاجسا مقلقاً لحياة المواطن البسيط؛ بسبب ارتباط معظم السلع المتاحة في الأسواق بسعر صرف الدولار، مما يعني أيضا الارتباط الوثيق بين سعر صرف الدولار ومستويات التضخم في البلد، فحين يرتفع سعر صرف الدولار (زيادة عدد الدنانير اللازمة لشراء دولار واحد) ترتفع تلقائيا أسعار السلع المستوردة في الأسواق بشكل أكبر.

فجوة سكانية

فلا يغيب علينا ضمن هذا السياق أن الاقتصاد العراقي يعاني من زيادة الفجوة بين معدل النمو السكاني الذي يبلغ (2.9%) ومعدل النمو الحقيقي السالب للاقتصاد العراقي، حيث ان المشكلة الرئيسية في الاقتصاد العراقي تكمن في الاختلال البنيوي وهي ترتبط بمتغيرات خارج قدرات ومهام السلطة النقدية يقف في مقدمتها الطبيعة الريعية للاقتصاد العراقي، وانحسار الطاقة الانتاجية المحلية المتمثلة بانكفاء أنشطة الصناعة والزراعة، بالشكل الذي أدى الى انحسار في العرض الكلي، مما فتح المجال امام الاستيرادات الواسعة في ظل غياب الإنتاج المحلي المكافئ لهذه الاستيرادات.

إن أزمة العملة من أخطر التحديات الاقتصادية التي تعصف بالاقتصاد العراقي وتزداد خطورتها أكثر في بلد يستورد معظم احتياجاته الأساسية من العالم الخارجي بما في ذلك الغذاء والدواء والكساء والوقود، مما يجعل الأسعار المحلية والظروف المعيشية للمواطنين رهينة للتغيرات في الأسعار الدولية وصدمات سعر الصرف المتتالية.

تدهور اسعار النفط

ويمكن حصر أهم العوامل التي ساهمت في تدهور سعر صرف الدينار العراقي مؤخراً بتدهور سعر النفط الخام في الأسواق العالمية وما خلّفهُ من شحّة في تدفق النقد الأجنبي للبلد، فضلا عن الفساد المالي والإداري الذي تخلل مزاد بيع العملة الأجنبية، وعجز الجهاز الإنتاجي للبلد في إنتاج أبسط السلع والخدمات، وتحول الاقتصاد العراقي إلى سوق كبير للسلع الصناعية والزراعية المستوردة، ودور المحاصصة السياسية التي أطرت المشهد السياسي في العراق وألقت بظلالها على المشهد الاقتصادي. واقع سعر الصرف اليوم يستدعي ضرورة معالجة الأزمة من خلال انتهاج البنك المركزي لسياسة نقدية تعمل على إعادة التوازن لسعر الدينار مقابل الدولار في المزادات اليومية لبيع الدولار من قبل البنك المركزي العراقي، وذلك عبر إنعاش السوق بعملة الدولار، لكي يثبت سعر الدينار بحدود معينة. مع استخدام البنك المركزي أدواته النقدية بشكل فاعل. مع أهمية إيقاف العشرات من المصارف الخاصة التي لم يكن لها أثر اقتصادي او ائتماني يذكر مما يوضح أنها تعتاش على فروقات سعر مزاد البنك المركزي العراقي.

طالما الاقتصاد العراقي يعيش منذ سنوات تحت تأثير صدمة هبوط أسعار النفط وتداعيات تراجع الإيرادات النفطية عن المستويات التي تطبع عليها الاقتصاد والإنفاق الحكومي العام بشقيه الجاري والاستثمار، لهذا لم يبق أمام السلطة النقدية في ميدان الحفاظ على سعر صرف مستقر سوى طريق إشباع الطلب على الصرف الأجنبي من خلال عرض الصرف الأجنبي ليقابل ذلك الطلب، لتعزيز التنمية المستدامة واتاحة فرص العمل وتحقيق الرخاء في العراق، ولكون أن الحكومة تعد المحتكر الوحيد لمصدر الصرف الأجنبي الداخل الى الاقتصاد العراقي بفعل الطبيعة الريعية للاقتصاد العراقي، هذا الى جانب أن استقرار سعر الصرف من شأنه أن يعزز  ثقة المستثمرين والشركات بالعملة بعد التخفيض لها أقل بكثير لأن ثبات العملة من العوامل التي تشجع على الاستثمار والدخول في المشاريع المهمة للاقتصاد القومي، وأن نضع في حساباتنا أن تحسين البنية التحتية الاقتصادية يبدأ بالعملة، واليوم العملة العراقية اذا ما استمر الوضع على ما هو عليه سوف لا تختلف عن أوضاع التومان الإيراني والليرة التركية أو السورية، لأن من المتوقع أن تصل قيمة الدولار الواحد إلى (1450) لكل (100 دولار) في العام المقبل 2021 .

وما يترتب عليه من عدم استقرار الذي يلقي بظلاله على اعاقة تنشيط الاقتصاد المحلي في حالة عدم استقراره وتذبذبه بشكل شديد بسبب دوره في عمليات التبادل التجاري في العالم. 

التضخم

فضلاً عن العمل الجاد على تخفيض قيمة المديونية الخارجية العراقية باعتبارها واحدة من العوامل التي تؤدي الى زيادة الضغوط التضخمية، وارى ككاتب مختص في الشأن الاقتصادي أهمية اتباع سعر صرف مدارا أقرب الى المرن، حفاظا على ما تبقى من الاحتياطيات بغية التوجه نحو التقنين في استخدام الاحتياطيات بإعطاء التحرك البسيط لسعر الصرف، كي لا نصل الى وضع كارثي جراء سياسة تعويم سعر الصرف وتحمل تبعات ذلك وتقبل كل مشكلة لأننا متيقنين  بوجود الاحتياطيات لدى البنك المركزي. فتعويم العملة بهذا الشكل يتبعه بالتأكيد تراجع في قيمة هذه العملة، فالانخفاض نتيجة تلقائية للتفاعل الحر بين العرض والطلب في سوق النقد الأجنبي دون تدخل مباشر من الحكومة او البنك المركزي، وليكن في حسبان المسؤولين ان  تخفيض العملة هو تخفيض قيمة الرواتب بشكل غير مباشر سيؤثر على ذوي الدخل المحدود وطبقات الفقراء عبر ارتفاع أسعار السلع، ومن المرجح ضمن هذا الاتجاه ان تقوم الحكومة، في حال تراجع الأوضاع الاقتصادية، بسحب كميات من أموال الاحتياطي المركزي والذي يعد أحد أكبر الكوابيس المرعبة التي تواجهها الحكومة مطلع العام الجديد على الرغم من محاولات الحكومة إظهار سيطرتها على مؤشرات الاقتصاد، فإن كابوس تدهور سعر الصرف يتجه إلى مسار تصاعدي قد يعرقل خطط الاصلاح .

اذ لابد للإصلاح الاقتصادي الحكومي من عدم الاستسلام أمام الكوابيس والتعامل معها بطريقة علاجية أو مواجهتها، وان تبدأ السياسة الاقتصادية بشقيها المالي بـ ” كتابة كوابيس تدهور سعر الصرف وقراءتها مباشرة عدة مرات، لأن التعود على الحلم بنفس الكوابيس سوف يقود الى سماع ومشاهدة هذه الكوابيس وتكون غير مؤثرة عليه، كما اشار الى ذلك هانس غونتر فيس رئيس مجلس إدارة الجمعية الألمانية لطب النوم وأبحاث النوم وبذلك يفقد الكابوس تأثيره على الشخص في الحياة اليومية”.

**********************************

ص10

دور التكتيك الصائب في تحقيق النصر الاستراتيجي

تجربة ثورة أكتوبر العظمى مثالا

د.صالح ياسر

في 7 /11 /2020 حلت الذكرى الـ 103 لثورة اكتوبر العظمى، الثورة التي طبعت بصماتها على الاتجاهات الأساسية لتطور عالمنا خلال القرن العشرين الذي انقضى معظمه في ظل القطبية الثنائية. فالمؤرخ الماركسي البريطاني المرموق (إريك هوبسباوم) ختم آخر أعماله قبل رحيله بعنوان مثير: “عصر التطرفات”، راسماً صورة القرن العشرين بأنه قرن أكتوبر، القرن القصير الذي ابتدأ، برأيه، متأخراً في 1917، وانتهى مبكراً في 1991، سنة صعود (بوريس يلتسن)، مثلما ان القرن التاسع عشر كان قرن الثورة الفرنسية.

ونظرا لأن الحديث يدور هنا حول دور التكتيك الصائب في تحقيق النصر الاستراتيجي متمثلا بانتصار ثورة اكتوبر العظمى، تقتضي الضرورة المنهجية في البداية الإشارة وبتكثيف الى رؤية الماركسية لأشكال النضال وكيفية اختيار التكتيكات الملموسة طبقا للوضع الملموس. يميّز لينين بين الماركسية والمرجعيات الفكرية – السياسية الأخرى في أنها، أي الماركسية “لا تربط الحركة بأي شكل وحيد ومحدد للكفاح، فهي تسلم بأساليب النضال الأكثر تنوعا، وهي لا تخترعها، بل تكتفي بتعميمها وتنظيمها وجعل الأشكال النضالية للطبقات الثورية، التي تنبثق عضويا من خلال الحركة ذاتها، أشكالا واعية”. 

ويعني ذلك أن الماركسية:

1. ترفض الصيغ المجردة التي لا تنبع من الواقع أو التي تريد أن تقفز فوقه.

2. وتستنبط أشكال النضال والتكتيكات الملموسة انطلاقا من حركة الجماهير وطبيعة نضالاتها ومستوى وعيها، التي تنبثق عنها طرائق جديدة دائما، متنوعة اكثر فأكثر، للدفاع والهجوم كلما تطورت الحركة الجماهيرية وتقدم وعيها واستفحلت الأزمات الاقتصادية – الاجتماعية والسياسية.

ولهذا السبب أكد (لينين) على أن “ الماركسية لا ترفض بصورة مطلقة شكلا نضاليا ما. وهي لا تعتزم في أي حال من الأحوال أن تقتصر على الأشكال النضالية الممكنة والموجودة في لحظة معينة، وهي تعترف بأن تغييرا للوضع الاجتماعي سيستتبع حتى ظهور أشكال نضالية جديدة لا يعرفها مناضلو الفترة المعنية بعد. ومن هذه الناحية تتعلم الماركسية، إن صح التعبير، من المدرسة العملية للجماهير، وهي أبعد من أن تدعي إعطاء الدروس للجماهير بعرضها عليها أشكالا نضالية تصورها صانعو الأجهزة في غرف عملهم”.

وإذ تؤكد الماركسية على هذه المبادئ المنهجية المتعلقة بأشكال النضال وتكتيكاته الملموسة، فإنها تؤكد، في الوقت ذاته، على بحث قضية أشكال النضال الملموسة في إطارها التاريخي الملموس. وبهذا الصدد يؤكد (لينين) على أن طرح “هذه المسألة خارج الظروف التاريخية الحسية، يعني جهل ألف باء المادية الديالكتيكية ... إن محاولة الرد بنعم أو لا حين تطرح مسألة تقييم وسيلة معينة للنضال دون أن تبحث بالتفصيل الظروف الحسية للحركة في درجة التطور التي بلغتها، يعني التخلي تماما عن الصعيد الماركسي”.

اعتبر لينين إن اختيار الطبقة العاملة وحزبها هذا الشكل للنضال أو ذاك أهم مسألة للتكتيك. ولا يمكن حل هذه المسألة مسبقا، في هدوء المكاتب الوثيرة، ولا يعطى الجواب عنها إلا تطور الحركة نفسها ومراعاة الخبرة التي كدستها الجماهير والظروف الوطنية الملموسة.

في حديث له مع (وليم بول) أحد مؤسسي الحزب الشيوعي البريطاني ملخصا ممارسة المعارك الثورية، قال (لينين): “إن ميدان النشاط الكفاحي هو أفضل مكان لاختبار آرائنا النظرية. والاختبار الحقيقي بالنسبة للشيوعي هو فهمه كيف وأين ومتى يحول ماركسيته الى فعل”.

ولم يكتف لينين بهذا التحديد بل أضاف إليه أطروحة مهمة أخرى وفحواها ما يلي: “ينبغي لنا أن نتذكر أن كل حركة شعبية تتخذ أشكالا متنوعة الى ما لا حد له، صانعة على الدوام أشكالا جديدة، نابذة الأشكال القديمة، محدثة تعديلات أو تركيبات جديدة من الأشكال القديمة والجديدة. وواجبنا أن نشترك بنشاط في هذه الصياغة لأساليب النضال ووسائله”.

بينت تجربة أكتوبر 1917 أن نجاحات النضال من اجل الاشتراكية لا تتوقف على الاختيار الصحيح للاتجاه العام للتقدم الاجتماعي وحده، بل أن ما ينطوي على مغزى كبير، بل وحاسم أحيانا، هو التكتيك الثوري المعتمد في النضال والبحث في أطر هذا الاتجاه العام عن أفضل الطرق والأشكال والوتائر لتصعيد النضال وتطويره لتحقيق الأهداف الاستراتيجية.

ومن المفيد الإشارة الى أن هذا البحث صعب بل ومعقد، ذلك لأن تعدد أشكال الحركة نحو الهدف الثوري وتغير ما يظهر من الأوضاع الناجمة عن الخاصية الدولية كبيران جدا.

ثمة إشكاليات عديدة تتعلق بقضية الطرق والتكتيكات المستخدمة لتحقيق الوصول الى الهدف – الاستيلاء على السلطة.

1. أولى هذه الإشكاليات تتعلق بمسألة استخدام ما يسمى بالطريق “المستقيم” أو الطريق “المتعرج” للتطور -حسب تعبير (لينين)-، اللذين يضع التاريخ أمام القوى المتصارعة تقرير اختيارهما.

- الطريق الأول – نضال الجماهير الثوري المباشر وإبداعها الثوري النشيط وهجومها الشامل الموجه نحو الإطاحة بالسلطة القديمة – هو الطريق “الأجدى بالنسبة للشعب، ولكنه يتطلب أكبر قوة أيضا”.

- والطريق الثاني هو الطريق “غير المباشر” و“الاضطراري”، حينما لا تكون القوى كافية ولابد من مساومة مؤقتة.

وإذ نظر (لينين) في هذين الشكلين قبل ثورة أكتوبر، نوه بأن “على الماركسي أن يناضل من اجل الطريق الثوري المباشر للتطور، حينما يفرض واقع الأمور الموضوعي هذا النضال”. وحينما أشار الى ضرورة مراعاة إمكان الطريق “المتعرج” أيضا، ركّز على أنه ينبغي في هذه الحالات “معرفة الإخلاص للمبادئ، للطبقة، للمهمة الثورية”.

إن هذه السياسة المرنة بشكلها، الصلبة والمبدئية بمغزاها الاجتماعي أعطت ثمارها في أكتوبر عام 1917.

2. أما الإشكالية الثانية فتتعلق بالعلاقة بين الطريقين السلمي وغير السلمي للانتقال الى الاشتراكية. كما تبيّن كتابات عديدة له، كان (لينين) يسعى الى البحث عن أقل الوسائل إيلاما وأكثرها فائدة بالنسبة للجماهير الشعبية من أجل تأكيد النظام الاجتماعي الجديد. ونوه مقتفيا أثر ماركس وأنجلز بأفضلية النهج السلمي، على الرغم من أن مفهوم “السلمي” لا يعني بأي حال من الأحوال حركة بدون نضال طبقي، أي الاقتصار على الأشكال “البرلمانية البحت”. إن استمرار إمكان تطور الثورة سلميا الذي اعتبره (لينين) “قيما للغاية”، قد ظهر أكثر من مرة في فترة ما قبل أكتوبر، بما في ذلك ازدواجية السلطة (آذار-حزيران/ مارس-يونيو عام 1917)، حينما فقدت البرجوازية وسائل العنف الفعالة وتحقق أقصى حد من الحريات الديمقراطية وتوفر شكل جاهز ممكن سلطة الشغيلة على شكل السوفيتات.

يرتبط ارتباطا وثيقا بهذه المسألة المفهوم الذي صاغه (لينين) حول الطريق الثوري – الديمقراطي الى الاشتراكية. وكان المقصود في هذه الحالة إمكانات التحرك السياسي والاقتصادي على مراحل من التنظيم البيروقراطي البرجوازي-الاحتكاري لمجالات الحياة الى التنظيم الثوري – الديمقراطي، على قاعدة التفاف الجماهير الشعبية حول المهمات الديمقراطية العامة.

ومن جهة ثانية تنطوي على مغزى تاريخي كبير تجربة أكتوبر المتعلقة بالطريق الآخر، غير السلمي، المسلح للانتقال الى الاشتراكية. فحينما استنفذت سياسيا الإمكانات السلمية لإقامة سلطة السوفيات، دعا (لينين) الحزب البلشفي والجماهير الكادحة الى الانتفاضة المسلحة. ولم يُقحِم لينين هذا الشكل النضالي على الحزب والجماهير، بل أن الجماهير كانت في ذلك الوقت قد اقتنعت من خلال تجربتها السياسية بأنه يستحيل من خلال الإصلاحات الديمقراطية – البرجوازية والاتفاقات مع البرجوازية إيجاد سبيل “أسهل” للخروج من الأزمة البنيوية الشاملة التي كانت تعتمل في مختلف جوانب المجتمع والاقتصاد الروسي آنذاك. لقد وصلت الجماهير الشعبية الى النضال في سبيل الاشتراكية من خلال النضال في سبيل المطالب الديمقراطية وتلبية حاجاتها المباشرة. وهكذا كانت آلية قيام الجماهير نفسها بالاختيار السياسي للطريق الجديد للتطور الاجتماعي. وجرت الانتفاضة المسلحة في (بتروغراد) بدون دماء تقريبا بفضل تفوق القوى الثورية.

وفي كتابه الهام: (من هم “ أصدقاء الشعب “ وكيف يكافحون ضد الاشتراكيين الديمقراطيين؟) لخص (لينين) الموقف من أشكال النضال وتكتيكاته بعبارات بسيطة وواضحة وذات مغزى عميق في الوقت ذاته حين قال: “لا يمكن إعطاء شعار النضال دون دراسة كل شكل من أشكال هذا النضال بكل تفاصيله، ودون التتبع خطوة فخطوة متى ينتقل من شكل الى شكل آخر، كي نعرف في كل لحظة محددة أن نقرر الوضع من دون أن نغفل الطابع العام للنضال وهدفه الإجمالي: القضاء التام والنهائي على كل استغلال وكل اضطهاد”.

لقد كانت المهمة الحاسمة هي صياغة برنامج سياسي واضح لكي يمكن ضمان وحدة الغالبية الشعبية وانخراطها في الثورة. وكان من الواجب تقديم مقولات المادية التاريخية والاقتصاد السياسي والاشتراكية العلمية بلغة بسيطة ومفهومة في بلاد كانت تعاني من أمية كبيرة. وقد نجح البلاشفة في إيجاد كلمات بسيطة مفهومة طرحوا من خلالها جوهر المطالب الاجتماعية والديمقراطية ومصالح الجماهير.

وكانت هذه الكلمات بالنسبة لروسيا ذلك العصر هي ثلاث كلمات:

- السلم الذي كانت تتطلع له بلاد عذبتها الحرب؛

- والخبز الذي كان النقص فيه يؤدي الى مجاعة تطوق عنق البلاد من أدناها الى أقصاها؛

- والأرض التي لم يكن الفلاحون ليستطيعوا أن يتصوروا العيش بدونها.

إن عام 1917 العاصف والمجيد خلق ذخيرة من الخبرة الملموسة ذات المغزى العالمي الشامل والقابلة للتطبيق. و(لينين) بوصفة ماديا/جدليا/تاريخيا أصرّ على أن يقيّم الشيوعيون بعناية الوضع الملموس في بلدانهم المختلفة. ولكنه بالمقابل انتقد بحدّة، أيضا، أولئك الذين سيشرعون بالثورة انطلاقا من “وصفة جاهزة”.

**********

هل هناك نموذج للاشتراكية ممكن اعتباره وصفة جاهزة لجميع البلدان؟

عادل عبد الزهرة شبيب

تندلع الثورات عند اجتماع عدة عوامل سياسية واقتصادية واجتماعية وغياب العدالة الاجتماعية والظلم والفقر والبطالة وغيرها وهذه العوامل تختلف من بلد لآخر. ومن الضروري ان تنضج الظروف للقيام بالثورة اذ ان عدم نضج الظروف الموضوعية والذاتية يسبب فشل الثورة، فكم من ثورة فشلت في التاريخ بسبب عدم نضوج ظروفها وعدم توافر عواملها الموضوعية. كما ان الثورة تحتاج الى آيديولوجيا تحدد المبادئ والأهداف المنشودة للثورة وتحتاج الى اعداد وتنظيم من قبل حزب معين يقوم بتعبئة الجماهير وتحريضهم على الانتفاض ضد السلطة وضد الظلم والفساد. وبالنسبة للثورات الاشتراكية فإنها تحتاج الى قيادة الأحزاب الشيوعية للنضال كما حصل في ثورة اكتوبر الاشتراكية في روسيا بقيادة حزب البلاشفة عام 1917.

ان الاشتراكية في فكر ماركس ليست صيغة منقولة من الخارج كما اقترحها الاشتراكيون الطوباويون وانما هي نتاج حركة الطبقة العاملة، لذا كان الاهتمام ينصب على استراتيجيات الصراع ضد الرأسمالية. وان تحرير الطبقة العاملة سيكون من صنع الطبقة العاملة نفسها، وان النضال السياسي هو وحده القادر على تأمين تحريرها الاقتصادي كما جاء في رسالة الأممية الأولى (1864 – 1872). وسبق لماركس ان عارض اي انتفاضة قبل اوانها بسبب عدم وجود حزب منظم للبروليتاريا لقيادتها. ان بناء الاشتراكية في بلد معين يكون بقوى ذلك البلد وحده، اذ ليس هناك من نموذج للاشتراكية في العالم يمكن اعتباره وصفة جاهزة يجب اتباعها نصا وروحا كوصفات صندوق النقد الدولي الجاهزة، دون ان تعني هذه الملاحظة اهمال التجارب التاريخية وضرورة الاستفادة من دروسها. كما يتعين على كل حزب دراسة خصائص بلده بعمق لكي يحدد اشكال واساليب العمل لتحقيق اهدافه الآنية والبعيدة المدى. ومن الضروري العودة الى الماركسية عند البحث الملموس في مشاكل الواقع الملموس واعتماد الجرأة والمبادرة في اختيار الأساليب والوسائل الملائمة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية والتخلي عن اشكال العمل التي تجاوزها الزمن.

من القضايا التي ينبغي الاستمرار في بحثها وتدقيقها امكانية تحقيق الاشتراكية في بلد يتسم بضعف تطوره الرأسمالي، ومدى تحقيق الاشتراكية في بلد واحد في ظل العولمة الرأسمالية المهيمنة عالميا، الى جانب مدى مشروعية الدعوة الى نظام حكم ديمقراطي الى جانب الدعوة الى تعزيز القطاع العام وجعله قطاعا رئيسا في الاقتصاد الوطني. ومن الضروري التأكيد على الجدلية بين الاشتراكية والديمقراطية حيث بين لينين: “ان من يريد السير الى الاشتراكية بطريق آخر خارج الديمقراطية السياسية يصل حتما الى استنتاجات خرقاء ورجعية سواء بمعناها الاقتصادي ام بمعناها السياسي ...”. وبينت التجربة ان الاشتراكية مستحيلة من دون اوسع قدر من الديمقراطية ومن حيوية الفكر والتمسك بالروح النقدية ونبذ العفوية في العمل.

ويرى الحزب الشيوعي العراقي بشأن الخيار الاشتراكي كون الاشتراكية عملية حياتية وتنموية مستقبلية ومتجددة مع تجدد الحاجات البشرية وسبل توفيرها. فهي ليست لحظة ثورية، بل عملية بناء متدرج ومتواصل قائم على تفعيل طاقات وابداع المنتجين الأحرار وعامة الجماهير. كما يرى الحزب أيضا ان تصوره للاشتراكية يتحقق من خلال: الدفاع عن مصالح العمال والكادحين وعموم شغيلة اليد والفكر والاسترشاد بالماركسية ومنهجها وبالتراث الفكري التقدمي الوطني والانساني لما فيه خير الانسان وتطلعه الى (وطن حر وشعب سعيد).

لقد طور لينين النظرة الى الاشتراكية من خلال تحليله للإمبريالية والنظام الرأسمالي في مرحلة تأزمه، فقال بحصول الثورة في الحلقة الامبريالية الأضعف “لا الأكثر تقدما كما ذهب ماركس” كما حصل في قيام ثورة اكتوبر الاشتراكية في روسيا القيصرية التي كانت أضعف حلقة، مؤكدا على سياسة التعايش السلمي بين الأنظمة المتصارعة بدلا من الدخول في معارك مفتوحة وصراع عنيف دائم مع الأنظمة الطبقية وذلك لحماية الثورة الاشتراكية حين تتحقق في اي بلد. كما ذهب لينين الى القول بإمكانية تحول الثورات الوطنية البرجوازية الديمقراطية الى ثورات اشتراكية، وحدد ملامح الثورة الاشتراكية في المفهوم الشيوعي في مرحلة دكتاتورية البروليتاريا وبالنسبة الى التحويل الاشتراكي في الريف والاقتصاد المخطط والثورة الثقافية ... الخ. الا ان العديد من الأحزاب الشيوعية والمفكرين الشيوعيين ادخلوا تعديلات جذرية على نظريات لينين.

والاستنتاج الذي نؤكد عليه هو ان نموذج الاشتراكية لا يمكن اعتباره وصفة جاهزة لكل البلدان، حيث ان بناء الاشتراكية في بلد ما يكون بقوى ذلك البلد وحده وحسب ظروف البلد الموضوعية والذاتية وضرورة قيادة الحزب الشيوعي للطبقة العاملة ومواصلة النضال، فلا يوجد نموذج للاشتراكية في العالم يمكن اعتباره وصفة جاهزة تطبق نصا وروحا.

***********

ص11

النص الانثوي والنقد النسوي

ضمن التطور الجاد والجديد الذي تشهده راهناً دار الشؤون الثقافية في وزارة الثقافة؛ صدر عدد جديد من سلسلة “الموسوعة الثقافية” بعنوان “ النص الانثوي والنقد النسوي/ مشروع قراءة في الابداع العراقي” تأليف: د. محمود خليف خضير الحياني. يرأس تحرير هذه السلسلة الكاتبة الدؤوبة د. رهبة اسودي حسن.

كما أصدرت الدار اعداداً جديدة من مجلاتها الفصلية: الأقلام، الثقافة الأجنبية، المورد، التراث الشعبي.

**************************

شِعريّة الكتابة

رعـد فاضل

(1)

ما الشِّعر. فحم أم ماس؟

ولكن هل للفحم والماس سحرٌ سوى ذلك التّحوّل من الشّائع (الأصلِ) تحت ضغط هائل من التفاعلات إلى النّادر(المستنبَطِ المبتَـكَر) الثّمين؟. وأيضاً ما هذا السِّحر الذي نسعى بكَـدّ إليه: سحرُنا في الشِّعر، أم أنّ للشّعر سحراً فينا؟.

من جهتي حتّى الآن هو: قصيدة النّثر، بوصفها قوّة جماليّة معرفيّة حرّة تبحث في ثقافات العالم والإنسان والأشياء؛ بحثَ مُتَـقصّ مُكتنِه راءٍ، لتؤسّس لأشكال افصاحٍ متواصلة التّحوّل للتعبير عن تلك الثّـقافات، بعيداً عن كلّ صِيانيّة وترميميّة. وبهذا يكون الشّعر وفقاً لهذه الرؤية هو عيشنا الجماليّ والثقافيّ الذي ليس لنا نحن شغِّيلتَه وجود شخصيّ مؤثّر من خارجه. الشّعر بوصفه سحراً هو ما لا نخفيه وما لا نعلنه، كي يظلّ ساحراً ونظلَّ ساحرين به ومسحورين، وبما أنّه وهمٌ لأنّه سحر فلا يمكن مطالبته بما هو خارج وجوده اليوتوبيّ هذا. من هنا تظلّ القراءات والدّراسات الدّارجةُ للشّعر في معظمها مسترخية، وغالباً ما تكون جبانةً لأنّها لا تجيد ألعاب مثل هذا النوع من السِّحر. ذلك هو سحر الشّعر الصّيروريّ الذي ما عاد مُتعيّناً عليه أن ينجز المعنى ذاتَه، بل التباسات هذا المعنى وظلالَه وحدوسه وآثارَهُ، أي إنّه أقرب ما يكون إلى الصّوفية التي تتناغم فيها حركاتُ المُتناقضات: العلويّ/ بالأرضيّ، الباطنيّ/ بالظاهريّ، الغاطس/ بالعائم، والعالَمُ الكائن/ بالعالَم الذي سيكون.

ذلك هو الشّعر بوصفه أرومَة سحريّة مُتعذّرةً على كلّ سطحيّة للفهم، لأنّه تشرّب بالميتافيزيقيّات (السِّحريّات) فصار مدهشاً بعد أن صار رائياً، وصار عَرَضاً بعد أن كان جوهراً ثابتاً. صار عابراً لحدود سحر جنسه إلى أسحار الكتابةِ، عابراً إلى شِعريّة النّثر. وليظلّ سحريّاً لا بدّ أن يظلّ فعلاً لازماً كونه قوّة مهذَّبة وغيرَ معقولةٍ، كونه نابعاً من عجزنا عن تفسيره تفسيراً نهائياً وحاسماً، وكذلك من قدرتنا على تأويله دائماً بأشكال ودلالات عدّة متباينة ومتواصلةٍ، كونه في الوقت نفسه موجوداً من خلال علاقاته مع ما حوله بوصف هذا الماحولَ فعلاً متعدّياً. من هنا يأتي التعلّق بالشّعر سحريّاً بوصفه رؤيا شمولية وشخصيّة معاً في النّظر إلى اللغة والمعرفة والعالم والإنسان والأشياء. إنّه بكلمةٍ: مثير اشكاليات لا واضعَ حلول. الشّعر يتطلّب اكتشافاً مستمرّاً وتخليقاً لأساليب تنسجم وهذا التّطلّب، بسببٍ من أنّ هذه الأساليب بوصفها أشكالاً لابدّ وأن تتحوّل إلى أعراف ترسَّخُ استخداماً بعد آخر فتضربها القَدامةُ والاستهلاك، وما من سحرٍ البتّة في كلّ قالب وعُـرْفٍ وتقليد.

سحر الشّعر يكمن في التّحوّل والغرابة والدّهش والذّهول واللعبِ في الأعماق بالجواهر، ومعاشرةِ عرائس البحر والجنيّات وترويض الكواسج وتلقين الدّلافين دروساً في الدّهاء. سحر الشّعر أن يتعلّم العالَمُ قراءة طوالع المجهول وفكّ طِلِّسماتهِ. من هنا يتموّن الشِّعر بسحره، ومن هنا أيضاً لا حدّ نهائيّاً لأشكاله وأساليبه وطرق تعبيرهِ، غير أنّ هذا السّحر لا يعني أن يلعب: (فوقَ) ذلك أنّ هذا اللعب لفوقيّته سيجعل الشّعر منعزلاً ومضجراً، كما أنّ لعبه: في (العمق) سيجعله منقطِعاً عن العالَم، مثلما أنّ عَـوْمه على (السّطح) سيجعله مألوفاً ساذجاً ومبتذلاً.

على وفق هذا الفهم لقصيدة النّثر: الشّعر حرثٌ في الاتّجاهات كلّها، وسَيّارٌ طيّار مَشّاء عوّام غوّاص وكشّافٌ في آن. من هنا يكون أعمق ما يتبنّاه الشّعر هو تلك الطبقات المسكوت عنها من العيش والثقافة والتّاريخ، من الأسطورة والواقع، من المألوف المُتحوّل إلى لا مألوف، أي من المُختلِفات والمُؤتلِفات في آنٍ معاً.

(2)

إنّ خروج الدّال الشعريّ إلى البريّة هو بالمعنى اللّازب للكلمة خروجُ المدلول نفسه إلى البرّية. وما تعثّرُ أغلب قراءاته إلّا بسببٍ من مفترقات هذا الخروج وانعطافاتهِ، مما عطّل فاعليّة هذه القراءات، التي يمكن تسميتها بالدّارجة، لانحراف الطريقة الشعريّة عن دارجها هذا الذي ضربته السّكونيّةُ فتحوّل بالتّـقادم من مُنتِج  إلى مُنتَج مُستعاد. وما هذا الخروج بالتّالي كما رآه هيثُ إلّا ((تأسيس صيغة لكتابة تحرث اللغة، مخلِّفةً شكّاً، وجاعلةً المدلول يترنّح دوماً في الدّال، لكي تبلغ في كلّ لحظة دراما اللغة نشاطَها المُنتِج)).

الشّعر هنا هو قبل كلّ شيء حياكة وتطريزٌ يدويّان فريدان، ولكن وفقاً لتلك العلاقة ما بين المُسمّى: الإنسان، الواقع، الحضور، الطّبيعة، الحياة، التاريخ...، وغير المُسمّى: المجهول والغياب. الشّعر بوصفه قصيدةَ نثر صيرورةٌ تؤسِّس لسحرها هذا، وترسّخ له لتكون كتابة نوعيةً من الفِكْر والشكل الفعّالينِ، ولتكون بالمغزى الأكثر خصوصيّة وسحريّةً للكلمة شعراً لا يُكـتَـب بالعادة والسّليقة ولا يُتلقّى، وإنّما يتطلّب قارئاً باصراً مُلِمّاً نوعيّاً، يديم ثقافته كما يفعل شاعر هذا النّوع من الكتابة الشعريّة.

ولكن أليس جوهر الأشياء- فلسفيّاً- بطبيعته ثابتاً كونه لا يتجزّأ، وهذا لا يمكن أن يعني إلّا تناقضاً في تكوين الشّعر كونه واحداً من هذه الأشياء؟. إذاً أين تكمن المقاومة، مقاومة الوجود الشعريّ لمثل هذا التآكل أو الانعدام الذّاتي؟. من هنا جواباً على ما تقدّم يجيء التأكيد على الكتابة والقراءة السّحريتين المعرفيتينِ للشعر، إذ إنّ السّحر لا جوهر ثابتاً له ذلك أنّه (عَرَض) دائماً. من هنا الشّعر بوصفه قصيدة نثر في تحوّل دائم من جوهريّته إلى عَرَضيّته، وهو بهذا متحرّك الجوهريّة إن جاز التّعبير، على العكس تماماً من الجوهر الأصيل للشّعر بعامّة الذي عندما تشكّل أوّل مرّةٍ لم يتغيّر ولم يتبدّل إلّا جزئيّاً، كونه فاقداً لحركيّة دالّه وبالتالي فقد حركيّة مدلوله.

**********

قصة قصيرة

أًجِنة

سعيد الروضان*

حين طلب مني حفيداي الصغيران، أن يلعبا كرة القدم في الساحة الأمامية للدار، التي لم تكن واسعة جداً ولا ضيقة جداً، لكنها بدت مناسبة لتلبية طلباتهم العادلة، فالحجر الصحي يُطبِقُ علينا بكماشتيه الصامتتين وشبح الفيروس يَنزّ من كل باب ومن كل نافذة ومن كل شاشة، قلت لهم :

-حسناً، يقول الأطباء إن الرياضة تُنشِط المناعة وتُطيح بالكآبة التي غزت أرواحنا.

كانت المعوقات كثيرة، وهما أفضل مني بكثير، ارتديا ملابس رياضية متيسرة مع قبعات ملونه، ومن جانبي خرجت بثوبي المنزلي التقليدي، فأنا لا أمتلك ملابس رياضية لشيخ تجاوز السبعين، وهذه ليست مشكلة. اندفع الصغيران نحو الساحة مع صرخات تصم الأذان...

- لكن أين الكرة؟ لا توجد لدينا كرة !

أخيراً وجد “غياث” الحل عندما لمح غطاء دلو الطلاء، كفأه على الأرض الصقيلة، وركله بإحدى قدميه، اندفع الغطاء إلى الأمام مصحوباً بصرير خافت، راحت الأقدام تتقاذفه وأنا أُشبعهم بنصائحي وتعليقاتي المملة، التي استقبلوها بضحكات عالية.

-ها، جدو، أسميتها “كرة غطاء دلو الطلاء” ها...ها... “كرة غطاء دلو الطلاء”

تبخرت الدقائق الستون التي خصصناها للرياضة، غير إن ركلة مباغتة دفعت الغطاء الأزرق بعيداً، ليمرق خلال شق الضوء الممتد أفقياً اسفل البوابة الكبيرة.

كانت تلك حجة مقنعة، أن يخرجوا إلى فضاء الشارع الرحب ويتنسموا هواءه النقي، امتطى “غياث” ناصية دراجة الرِجل “السكوتر” وراح ينزلق بسرعة ومهارة على بلاطات الجزيرة الوسطية الممتدة على طول الشارع الرئيس. ناديته أن يعود،  كان الشارع موحشاً وخالياً من العجلات والمارة، عاد بأنفاسه اللاهثة وهو يرشح بعرق غزير.

التفتت عيناي نحو النخلتين اللتين زرعتهما قبل عام أمام واجهة الدار، وتلقيت بخصوصهما ملاحظات صادمة، صدرت احداها عن فتاة حسناء، مرت وهي في طريقها إلى بيتها، تحمل كيساً من النايلون مليء ب “الصمون” الذي تندفع من رؤوسه البنية مثل الحلمات اليافعة، ممزقة رقائق النايلون بفعل حرارتها الكاوية، لتشم رائحة الأشجار العبقة بعطر الأيام الأخيرة من آذار .

-حجي أنصحك أن تقلعها لأنها سوف تُسِقط سياجكم.

تلت خطابها بكلمات باردة ومضت من دون أن تأبه لسماع ما أقول، لكني آثرت الصمت، وصديقي الذي حذرني من إن الأطفال سوف يرمونها بالحجارة عندما تثقلها أعذاق التمر المتدلية على جوانب النخلة، وملاحظات ابني الكبير الواخزة، الذي أعترض على العناية المفرطة بسقيهما.

-قابل تزرع بامياء !! هكذا سمعت وغَلَست.

بدأت عيناي بعملية مسح دقيقة للنخلة المجاورة لبيت الجيران وما تحيط بها من أجواء، غرسة ورود “الروز” الجوري لا أثر لها، توجت غرسة البرتقال الصغيرة بزهور قداح بيضاء زكية الرائحة، بدا مكان نبتة الريحان فارغاً...بعد أن شغلت موقعها في نفسي ونفس صغيري “حسن”، خاصة عندما تلونت بزهور بيضاء مرقشة بلون أحمر قانِ، لكن أكثر ما منحني متعة، مشهد أعداد كبيرة من النحل وهي تتطاير مرفرفة بأجنحتها الشفافة فوق بطونها المخططة بالأسود والأبيض، وهي تجثم على الزهور لتمتص الرحيق، كان ذلك أكثر متعة لصغيري “حسن” الذي حاول أكثر من مرة أن يمسك أحداهن بأصابعه المرتعشة غير مدرك لِلأذى الذي تلحقه لسعتها به، لكنه يردد لاثغاً :

-جدو ماذا تعمل النحلة بالعسير؟

أجيبه إنها تحوله إلى العسل اللذيذ، فيندفع نحوها صائحاً.

 -أريد العسل، أريد العسل.

تنبثق الفسيلة البكر من خاصرة النخلة مزدانة بخضرة مائجة، انتقلت عيناي إلى قلب النخلة باحثة عن أي أثر محتمل، لا شيء هناك سوى العرجون المتبقي من العام الماضي بشماريخه الطويلة المنعقفة والمتيبسة، وهي تنتأ على جنبات النخلة بلونها الأصفر الباهت مثل أصابع الساحرات. ودعتها بعيوني متذكراً قريبي الذي جَمّعَ أفراد عائلته ليُصّلوا الى الله أن تثمر نخلتهم.

استدرت نحو النخلة الثانية، شجيرة البمبر التي تحيط بها لم يتشكل جذعها الرئيس بعد، شجيرتا البرتقال لم يبدُ عليهما أي نوع من الخضرة، شتلات الصبار تنتصب بخضرة قاتمة بأذانها الشوكية المندفعة إلى شتى الاتجاهات.

 -لها روح قطة لا تموت.

 هكذا خاطبت حفيدي، الذي أجابني على الفور :

- وهل إن القطة لا تموت؟

 سكت محاولاً عدم الإجابة. وراحت عيناي تمسحان النخلة، كانت هناك سعفة ملتوية بعنف بعد أن رُبطت بها شجرة البمبر من أجل تقويمها، شعرت بشيء من الأسى يتسلل إلى روحي، وراحت عيناي تتفحصان قلب النخلة، الذي بدا مترعاً بخضرة فارهة تتخلله خيوط بنية بالغة الرقة، لكنه كان خالياً من الجانب الشرقي، تحولت نظراتي إلى الجانب الشمالي، ولم أستطع إلا أن أشهق بصوت مسموع...آه....آه...

 -ماذا بك يا جدي؟ قال حفيدي.

-أنظر يا “غياث “، إنها الأكمام.

 التفت نحوي ببشرته الطاغية الحمرة، محدقاً بعينيه العسليتين.

- ما هذا؟ قال مستفهماً.

لم أجد وقتا للإجابة، لأن فتنة الكم الأخضر الناتيء بين اصول السعفات الفتية في الجانب الشمالي امتصت كل كلماتي، وعلى مسافة يسيرة كان هناك كم آخر ينادي علي أن أراه، كان أكثر طولاً من الأول ومنتفخاً مثل امرأة بشهرها التاسع، وبخضرة تخمش القلب.

.... مشتل “ابو رياض” كما تشير اليافطة المعلقة بين الأشجار، الوحيد بين المشاتل، الذي شَرَعَ أبوابه أيام الحجر الصحي، وصلت ماشياً، تغطي نصف وجهي كمامة خضراء، احتفظت بها مثل نبض لا يسكن لتظاهرات تشرين، وقبعة سوداء بكلمات بيض.

- عندك لقاح نخل؟

- موجود، كم نخلة عندكم؟

- نخلة واحدة.

انكمشت اساريره، طلب مبلغاً كبيرأ، وهو يخرج كماً طرياً، قُصت منه مساحه تسمح بظهور مستطيل أبيض من حبوب اللقاح، وهو يردد:

-إنها أمانة صاحب البستان.

 ولما أدرك إني كشفت حقيقته، أرشدني إلى شاب يقف إلى جنبنا، الذي مَد َيده الى خابية مغطاة بكيس من الخيش تحاشياً لنور الشمس، أخرج شماريخ بيضاء يخالطها شيء من السمرة مطرزة بحبوب اللقاح، يتطاير منها غبار ذرات حبوب اللقاح التي راحت تعط برائحة الليل، كانت الشماريخ قليلة، أضاف لها عدداً آخر بعد أن قلت أنها لا تفي بالغرض، دسها في كيس من النايلون على شيء من القدم، نقدته الثمن، وتوجهت إلى نخلتي يملأني شعور لم أدرك كنهه من قبل....تفتحت الأكمام عن عذوق فتية، تبدو على شماريخها رؤوس أجنة بيضاء بصفرة دسمة، تنعقف إلى شتى الاتجاهات، دسست حبوب اللقاح الذكرية بين شماريخها، وَرَبتُ عليها برفق لتتطاير ذرات ناعمة من مسحوق اللقاح.... أربعة أو خمسة أيام مضت، لتبرز نقاط سود على كل رأس من رؤوس الأجنة، وتتحول إلى ما يشبه الأقماع.

-” كمع يمه كمع”

كانت الأمهات تناغي ابناءهن الرضع، وهن يمسكن بهم من تحت الآباط اللدنة، فتشرق الضحكات على الأفواه المنداة  بكركرات صادحة.

- “كمع يمه كمع “

وأتساءل هل هذه الإهزوجة تبارك البشارة، بشارة ولادة التمر منذ أزمان أزلية، أم هو الموت كما قالت أم أولادي عندما سألتها عن المعنى :

 -وهل إن الأمهات يتفاءلن بالموت؟

سكتت ولم تحر جواباً، أشرق فِيّ المعنى الأول الذي يتعلق بالبشارة، بشارة الحياة، وراحت عيناي تتأملان بحنو رؤوس الأجنة المرتمية على الشماريخ النحيفة، صفراء دسمة وبأقماعها التي لم تتشكل بعد.

ـــــــــــــــــــــــــــ

* صدر له حديثا أربعة كتب هي: العراق في لجنة الأمم (ترجمة)، الصورة في الرواية (تأليف)، عزيف الحوار (ترجمة)، قرى غامضة (ترجمة).

*********

سبع حجارات

فوزي السعد

لكم مشيتُ

على دروب جراحي

وأنا ملتصقٌ بك

لصْقَ قطار بسكّته

أيمشي القطارُ

يوماً بلا سكّة ؟

بيد أنّك قد تركتني

هائماً أركضُ فيك

بلا وجهةٍ

ومعي سبعُ حجارات احملُها

كانت امّي قبيل أن تغادرنا

اوصتني: بني إرمها

خلفك لو غادرت مكاناً

وقرّرت ألّا تعود

لا يهونُ عليّ أن

أرمي حجارتي عليك

أنت هواي وعمقُ أناي

هل يتخلّى المرءُ

يوماً عن أناه ؟

ألف حجارة اقذفها الآن

على الذين أجبروني

على ألّا أراك تهوي

تحت سكاكينهم

مثل بعير نافق ياوطني

وأشدّ حزام جراحي

على حقائبي الباكيات

وأبغي الرحيل الحزين

على وقْعِ

نواح

الراحلين

********

الأب 

عبد الاله الفهد

كنا مثل سرب قطا ..

 نجفل من سعاله الممتلئ بالطرقات والليل والحقول والاقمار الطينية وقمم النخيل وخفق اجنحة الاساطير .

 نستقر على ركبتيه بعيون مغمضة

وافواه مفتوحة واكف مضمومة .

 حين يهز عباءته -الچيت- تنهمر التعاويذ ..

ومن حبات مسبحته السوداء :كنا نرى الكون :

الكون بعيونه الجاحظة وهو يمد لسانه لنا ليسخر منا بجدية

ويهضم سخريتنا بتقلباته .

انه الجدار الطيني الشاهق ..

وآنية الفخار العملاقة

والبساتين التي يحملها الندى الى مآقي السماء لتمطر خبزا ودخانا وصغارا عراة :

نفرش لهم بساطا من الصبر

ونحلم بالصمت

وبالطيور الحليقة الرؤوس

 وبالماء:

الماء الذي يتدفق من الجلمود.

***********************

 

ص 12

كيف أنظم حياتي

صدر حديثا عن “دار الساقي للطباعة والنشر” في بيروت، كتاب بعنوان “كيف أنظم حياتي”، من تأليف هارييت جريفي وترجمة رائد الحكيم.

تقول المؤلفة في مقدمة كتابها: “سواء كنت والداً، أو طالباً، أو حتى مديراً تنفيذياً في شركة، ستكون إدارة الأمور أكثر سهولة عندما تكون منظّماً”. وترى أن كتابها “يساعدك في تحديد أسلوبك التنظيمي بخطوات بسيطة يمكنك القيام بها، لمعالجة الفوضى في مجالات حياتك كافة”.

يقع الكتاب في144 صفحة من القطع المتوسط.

 

**************

 

ليس مجرد كلام

قبل أن يضيع

الخيط والعصفور!

عبد السادة البصري

عندما كنا صغاراً، كانت زوجة أبي تحكي لنا كل ليلة حكاية، ونحن نتحلّق حول منقلة الخشب المشتعل.

 ذات شتاء قالت: سأحكي لكم حكاية الشيخ الظالم الذي كان يحكم هو واعوانه احدى القرى. وإذ كان يضيّق الخناق على أهلها ويثقل كاهلهم بطلبات وقرارات لا يستسيغها عقل بشري، من ضرائب ورسوم على محاصيلهم ومواشيهم وما يصطادونه من طيور واسماك، رغم أن اغلبهم يشتغلون أجراء عنده. وما أن يتذمروا أو يمتنعوا عن الدفع حتى يواجهوا عقوبات السركال القاسية جدا، والتي تصل احيانا الى القتل، مع سكوت الكثيرين. حنى باتوا عراةً حفاةً يخمصون بطونهم من أثر الجوع والفقر والمرض.

 وكاد الهلاك أن يفتك بهم لولا أن استفاقوا ذات يوم من نومهم المغناطيسي، على صرخات أطفالهم الغرثى، ليرفعوا اكفهم في وجه الشيخ وزبانيته، ويُعلوا أصواتهم قوية تهزّ كل ما كان يستند عليه. وقد تحمّلوا ردّه القاسي جدا، وفي آخر المطاف انتصروا فأنقذوا أنفسهم وقريتهم من الضياع، اثر تعنّت الشيخ وجلاوزته وفسادهم الذي أكل اليابس والأخضر. واستطاعوا أن يعيدوا الهيبة والكرامة والعزّة لأنفسهم أولاً، وان يعمرّوا قريتهم لينمو الزرع والضرع وتعلو الابتسامة الوجوه ثانياً!

تذكّرت هذه الحكاية ونحن نعيش الآن في أحلك الظروف وأقساها اثر تفشّي الفساد والمحاصصة والمحسوبية والتخبّط في كل شيء، قرارات تصدر يوما بعد آخر بلا دراسة أو تمحيص واستطلاع آراء أبدا. كلها تأكل من أجساد الفقراء، أبناء هذا الوطن الذين ذاقوا مرارات كثيرة من ظلم وتجويع وحروب. وسؤال يتبادر إلى أذهان الناس جميعا: ما حكايتنا ووطننا من أكثر الأوطان امتلاكا للثروات، الطبيعية والنفطية والحيوانية والصناعية والزراعية والسياحية والدينية والمنافذ الحدودية وما إلى ذلك من جوانب تجعل من اقتصادنا أقوى اقتصاد في العالم، لو استطعنا أن نستثمره جيدا، لكننا نعاني من أزمات لا مثيل لها؟!

وما القرارات الأخيرة وارتفاع سعر الدولار مقابل انخفاض سعر الدينار العراقي وبمباركة جميع الجالسين على الكراسي، إلاّ ضربة قاصمة للفقراء تحديداً، كذلك الضرائب والاستقطاعات التي سيواجهها الموظفون بعد أن سرقوا ثلاث سنوات من أعمار خدمتهم القانونية، والتي ستعيد الغالبية العظمى من أبناء الشعب إلى زمن الحصار الجائر الذي أكل اللحم وترك الجلد على العظام!

يا أيها السياسيون الذين تتحكمون بمصائر الناس في هذا البلد الغني الذي أفقرتموه!

التفتوا قليلا إلى الماضي وتأملوه جيدا، واتّعظوا من مصائر الظالمين والفاسدين والطغاة عبر التاريخ، قبل أن يضيع منكم الخيط والعصفور، ولن تجدوا حتى حفرة تلوذون بها!

 فمهما صبر الناس على الظلم والفساد، لابد أن يثوروا ذات يوم، وستكون ثورتهم بركان غضب ونار!

 

**************

 

على قاعة “الشهيد هندال” في البصرة

جلسة حوارية حول

“اشكالات قانون الجرائم الالكترونية”

البصرة - حيدر محمد

عقدت اللجنة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، و”ملتقى جيكور” الثقافي، أخيرا، جلسة حوارية حول “إشكالات قانون الجرائم الالكترونية”، ضّيفا فيها المحامي كاظم محسن.

حضر الجلسة التي التأمت على “قاعة الشهيد هندال” في مقر اللجنة المحلية، جمع من المهتمين في القضايا القانونية والمجتمعية. فيما أدارها الناقد مقداد مسعود.

المحامي محسن، وفي مفتتح حديثه أشار إلى أن هناك مشكلات وإشكالات “خفية” في مشروع قانون جرائم المعلوماتية الذي أنهى مجلس النواب العراقي قراءته ومناقشته الشهر الماضي، مقدما شرحا تفصيليا لأبرز مواد القانون.

وقال أن “هذا القانون يمثل إحياءً لقوانين النظام الدكتاتوري المباد، وأن بعض مواده مأخوذ من قوانين مصرية وتونسية، وهذه مخالفة للدستور العراقي”.

وتابع قائلا أن “هذا القانون يتضمن 31 مادة قانونية، أكثر من 60 في المائة منها ضد المواطن وحريته في التعبير عن رأيه وكشف الفاسدين”، لافتا إلى أن “القانون تضمن أيضا مواد تصب في صالح القضايا المجتمعية، وهذه جاءت من أجل التغطية على الانتهاكات الدستورية في المواد الأخرى”.

وأوضح الضيف، أن “الهدف الأساس من هذا القانون، هو قطع الطريق على المتظاهرين السلميين. فهو لن يسمح لهم بالتعبير عن آرائهم ورفضهم الفاسدين والقتلة”، مضيفا أن “القانون يشكل أيضا تهديدا واضحا لوسائل الإعلام كافة. ففي حال ذكر إعلامي اسم مسؤول فاسد أو وجه له اتهاما، سيعاقب وفق القانون، ليس هو وحسب، بل حتى الشخص الذي يؤيد منشورا ضد الحكومة في فيسبوك، أو يضغط على زر الإعجاب حتى”.

وانتهى محسن إلى أن “هذا القانون، عبارة عن رؤية سلطوية ليس من أجل تنظيم العلاقات في المجتمع أو بين المواطن والدولة، إنما لغرض تكميم الأفواه وقمع المعارضين وتعزيز التقسيم الطائفي”.

وشهدت الجلسة مداخلات قدمها العديد من الحاضرين.

 

**************

 

قضاء الهندية

استياء شعبي

من رفع سعر صرف الدولار

الهندية - غانم الجاسور

عبّر مواطنون من قضاء الهندية بمحافظة كربلاء، الاسبوع الماضي، عن استيائهم الشديد من “الإجراءات التعسفية” التي اتخذتها الدولة من خلال رفع قيمة الدولار الأمريكي على حساب الدينار العراقي، والذي أدى إلى حصول ارتفاع في أسعار المواد الغذائية والمشتقات النفطية.

جاء ذلك خلال لقاء ميداني بين فريق إعلامي جوال من منظمة الحزب في القضاء، وجمهور من المواطنين.

ووزع الفريق، الذي نظم جولات راجلة في الشوارع العامة والسوق الكبير، على المواطنين وأصحاب المحال التجارية ورواد المقاهي، نسخا من تصريح للمكتب السياسي للحزب، صدر الأحد الماضي تحت عنوان “إجراءات صادمة تضاعف معاناة الناس”، فضلا عن نسخ من ورقة تتضمن أبرز المطالب الملحة التي تواصل جماهير الشعب رفعها.

وتجاذب الفريق، الحديث مع المواطنين حول أهم ما جاء في التصريح، الذي يدعو إلى خطوات إصلاحية جذرية لاقتصاد البلد، ومعالجة العجز الفعلي في الموازنة، ومواجهة الفساد المستشري في مفاصل الدولة.

 

***************

 

في مدينة الحرية

الشيوعيون يوزعون كمامات على المواطنين والتلاميذ

بغداد – طريق الشعب

شكلت اللجنة الأساسية للحزب الشيوعي العراقي في مدينة الحرية/ اللجنة المحلية في الكرخ الأولى، اخيرا، فريقا جوالا قام بتوزيع كمامات على المواطنين في الأسواق الشعبية بالمدينة، وذلك في مبادرة للحث على الالتزام بشروط الوقاية من فيروس كورونا.

وتوجه الفريق الجوال أيضا إلى “مدرسة حذيفة” الابتدائية في المدينة، ووزع كمامات على التلاميذ.

وقد أعرب مدير المدرسة الأستاذ وسام جليل، عن شكره للشيوعيين على مبادرتهم هذه.

 

***************

 

“خذها إذا كنت تشعر بالبرد”

ملابس شتوية معلقة

في شوارع كربلاء

كربلاء – وكالات

أطلقت مجموعة من الشباب في محافظة كربلاء، مبادرة لتوفير ملابس شتوية للمحتاجين، وذلك بالتزامن مع انخفاض درجات الحرارة، ونظرا لكثرة أعداد المشردين في الشوارع.

وتم تدشين المبادرة بتعليق معاطف على الأعمدة في الشوارع، تحمل ملصقا مكتوبا عليه “مبادرة دفء.. خذها إذا كنت تشعر بالبرد”.

علي الميالي، صاحب المبادرة وأحد داعميها، كتب في تدوينة له على مواقع التواصل الاجتماعي، انه “في بعض الدول الأوربية، وبحلول فصل الشتاء، يضع الناس ملابس شتوية على الأشجار والأعمدة. فلماذا لا نفعل ذلك في العراق؟”.

واضاف قائلا انه “في وقت الليل كنت أرى أناسا ينامون في الشارع، وآخرين يباتون في عربات الدفع التي يعملون عليها وقت النهار، فضلا عن أطفال يبيعون في الشارع، وجميعهم بحاجة لجاكيت أو لفاف أو غطاء رأس”.

وتابع الميالي في تدوينته قائلا انه “لكي ننشر هذه المبادرة، قررت اليوم وضع جاكيت ولفاف على أحد الأعمدة في الشارع، وأدعوكم جميعاً إلى تنفيذ هذه المبادرة”.

 

*************

 

المواطنون مستاؤون من “رفع الدولار”

جولات راجلة في حي أور ومدينة الشعب

بغداد – طريق الشعب

شكلت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الثالثة، أخيرا، فريقين إعلاميين تجولا في حي أور ومدينة الشعب سيرا على الأقدام، ليعرفا المواطنين بموقف الحزب من الأوضاع الراهنة في البلد.

وانطلق الفريق الأول من “ساحة صباح الخياط” باتجاه سوق حي أور، ووزع على المواطنين وأصحاب المحال التجارية والورش، نسخا من “طريق الشعب”.

أما الفريق الثاني فقد تجول في “سوق شلال” بمدينة الشعب، ووزع على المتبضعين وأصحاب المحال التجارية، نسخا من الجريدة، وتبادل معهم الحديث حول واقع البلد من النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والخدمية، وموقف الحزب من كل ذلك. وأبدى مواطنون كثيرون، التقى بهم الفريقان، استياءهم من قرار رفع سعر صرف الدولار، مؤكدين أنهم لن يصمتوا ازاء هذا الوضع، الذي انعكس سلبا على واقعهم المعيشي، خاصة في ظل إغراق السوق بالمواد المستوردة مقابل ضعف دعم المنتج الوطني.

 

**********

 

ووهان تعانق الحياة بعد عام من تفشي كورونا

ووهان - وكالات

مر عام تقريبا منذ بدء تفشي وباء كورونا في مدينة ووهان الصينية، أول بؤرة للوباء، قبل أن ينتشر في كل أنحاء العالم. وقد شهدت هذه المدينة أكبر عملية إغلاق في تاريخ البشرية دامت شهورا.

وسارعت السلطات الصينية، بعد ظهور الوباء، إلى اتخاذ إجراءات وقائية غير معهودة. فلأول مرة في التاريخ، تم تحويل ووهان التي يقطنها أكثر من 11 مليون نسمة، إلى شبه سجن. إذ منعت الدخول والخروج منها وفرضت على السكان ملازمة منازلهم. كذلك جندت العاملين في القطاع الصحي، وسارعت في بناء المستشفيات وانتاج اللوازم الطبية للسيطرة على الوباء.

وقد تمكنت الصين من السيطرة على الوباء والتحكم فيه، وتوصلت أخيرا إلى تسجيل صفر وفيات، وإصابات لا تتجاوز العشرة في اليوم.

وبعد تفشي الوباء في كل أنحاء العالم، اضطرت أغلب البلدان إلى إغلاق حدودها واتخاذ إجراءات تقييدية لم يشهدها العالم من قبل، ووجد القطاع الصحي في كل الدول نفسه أمام صعوبات وظروف لم يتعامل معها من قبل.

ورغم ارتفاع أعداد ضحايا فيروس كورونا إلى الملايين، حيث حصد الوباء حتى الآن أرواح أكثر من مليون و750 ألف شخص، فيما بلغ عدد الإصابات 80 مليونا في جميع انحاء العالم، إلا أن العالم ينتظر العام المقبل بتفاؤل وأمل في اللقاحات التي تم إنتاجها ضد الفيروس والتي بدأ استخدامها في حملات تطعيم جماعية.