العدد 33 السنة 86 الاثنين 21 كانون الأول 2020

 

 

تصفح بي دي اف

 

 

 

ص1

تصريح المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي:

إجراءات صادمة تضاعف معاناة الناس

بدأت منذ الآن تداعيات القرارات الحكومية غير المدروسة جيدا والمستعجلة، بخفض سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار. فقد سجلت الاسواق ارتفاعاً سريعاً وحادا في الاسعار، شمل مواد اساسية وتراوحت نسبه بين 20 و40 في المائة.

ومن المؤكد في ظل الظروف الراهنة، حيث حالة الانكماش الاقتصادي وشحة الموارد المالية وانعدام فرص العمل وانخفاض القدرة الشرائية للمداخيل الفعلية وحالة التضخم وعدم استقرار الاسعار، ان تكون للقرارات آثار بالغة الضرر على الاحوال المعيشية لعموم المواطنين. ويُرجح ان يتفاقم هذا عند اقرار موازنة 2021 بصيغتها المقدمة من الحكومة الى مجلس النواب، والتي تتضمن زيادات في الضرائب والرسوم على موادٍ وسلع وخدمات اساسية، الى جانب خفض شامل لمخصصات فئات موظفي الدولة كافة، ما يتسبب في خفض فعلي كبير لرواتبهم.

ويجب القول ان اتخاذ مجموعة الخطوات هذه، وعلى نحو متزامن، وفِي ظل ازمة مالية واقتصادية، لن يؤدي فقط الى تدهور المداخيل الحقيقية للمواطنين، وانما سيترك آثاره على مجمل النشاط الاقتصادي، ويطلق العنان لمضاربات تعظّم خفض سعر الصرف وتفاقم التضخم، وانها لا توزع أعباء مواجهة الازمة المالية والاقتصادية بعدالة كما تصرح الحكومة، وانما تلقي العبء الأكبر على عاتق الفقراء والكادحين ومحدودي الدخل والعمالة غير المنظمة، ما يضاعف من نسب الفقر المتفاقمة أصلا.

لقد سبقت لنا المطالبة مع غيرنا، بضرورة الاقدام على خطوات اصلاحية فعلية لاقتصاد البلاد ومعالجة  العجز الفعلي في الموازنة، وان البديل  يتحقق عبر حزمة اجراءات تتضمن تخفيض الرواتب العليا وامتيازات ذوي الدرجات الخاصة، وتنمية وحماية المنتج المحلي ، وتنويع مصادر الدخل الوطني، ومحاربة الفساد بصورة جدية، واستعادة الاموال المسروقة، وفرض ضريبة تصاعدية، ومراقبة مآل الدولار الذي يباع عبر “نافذة مزاد العملة” وغيرها من الاجراءات، وان تترافق مع حزمة تدابير اخرى داعمة لذوي الدخل المحدود والفئات الهشة في المجتمع. لكن اجراءات الحكومة جاءت بشكل لا يميز بين الفئات المختلفة، ووضعت الجميع في سلة واحدة، سواء من خلال فرض الضرائب غير المباشرة او التخفيض الشامل للمخصصات.

يضاف الى ذلك ان مشروع موازنة 2021 لا يتضمن اية تخصيصات، تعكس اهتماماً حكومياً بتنشيط القطاع المنتج، الصناعي والزراعي.

وكنا نأمل ان نجد مثل هذه الجرأة في المعالجات الصادمة، في مواجهة الفساد، وفي السيطرة على موارد الكمارك والمنافذ الحدودية، ووقف التهريب بأنواعه، واصلاح المنظومة الضريبية وغير ذلك.

ان ما يجري سيترك آثاره السلبية على المواطنين وحياتهم ومعيشتهم، وسيثير القلق الشديد في صفوفهم، ويراكم المزيد من السخط والتذمر اللذين يمكن ان يتفجرا باشكال مختلفة.

وبديهي ان وضع المواطنين امام خيارات صعبة كهذه، لن يترك لهم الا الدفاع عن لقمة عيشهم وحقوقهم ومصالحهم المشروعة، عبر اشكال الحراك الاحتجاجي السلمي الدستوري.

فهذه الاجراءات وبالصيغ المعلنة لا يمكن السكوت عليها ويجب ان لا تمر!

20 - 12 – 2020

***********

رائد فهمي:

توترات لا ضرورة لها

الصراع في بلادنا صراع من أجل الحقوق والحريات ودولة المواطنة والعدالة الاجتماعية، لا صراع هويات.

هناك خطورة تكمن في محاولات حرف الصراع السياسي والاجتماعي المحتدم في البلاد وتشويه طبيعته، ودفعه في اتجاهات طائفية او قومية متعصبة، بما يؤزم العلاقات بين التيارات السياسية: الدينية من جهة والمدنية من جهة أخرى، ويؤدي الى توترات لا ضرورة لها، تؤذي البلاد والسلم الأهلي.

فجوهر المطالب الشعبية ينحصر في تحقيق قدر من العدالة الاجتماعية، وتأمين فرص عيش كريم للملايين من أبناء الشعب، الذين يقاسون الامرّين في سعيهم للحصول على قوت يومهم، ولتوفير التعليم لابنائهم والعلاج لمرضاهم والسكن لمستوطني الوف العشوائيات، المحيطة بالبيوت والقصور الباذخة.

لقد ظل المحتجون المتظاهرون والمنتفضون وما زالوا يطالبون بوطن. وطن لا يتحكم في مصائره الفاسدون والفاشلون المتماهون مع منتهكي استقلال البلاد وسيادتها، على حساب الوطن وكرامته وسلامة شعبه. وطن يتم فيه التعامل مع الجميع، على اختلاف انتماءاتهم وهوياتهم الدينية والمذهبية والطائفية والقومية والعقائدية، كمواطنين تضمن لهم الدولة  الحقوق والحريات التي ينص عليها الدستور، خصوصا حرية التعبير والتظاهر السلمي وتوفير ظروف آمنة للتمتع بهذه الحرية، كذلك لممارسة الشعائر والطقوس الدينية ولاحترام التنوع في المجتمع العراقي.

وتلك هي المشتركات التي تجمع تظاهرات بغداد والبصرة والناصرية والنجف والسليمانية وغيرها من المحافظات.

ان العراق اليوم يواجه تحديات سياسية واجتماعية واقتصادية كبرى، وعلى طريقة التعامل معها وإيجاد الحلول لها يتوقف راهن البلاد ومستقبلها وآفاق تطورها.

وقد حظيت انتفاضة تشرين الباسلة منذ لحظة انطلاقها بدعم شعبي منقطع النظير، وتضامن مع مطالبها بالتغيير والخلاص من منظومة المحاصصة والفساد وإقامة دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية، وبإجراء الانتخابات المبكرة باعتبارها الطريق السلمي والدستوري لإحداث التغيير المنشود. الامر الذي يوجب تهيئة المستلزمات لضمان عدالتها ونزاهتها، ولتمكين المواطن من الاختيار وفقا لإرادته الحرة، من دون عنف واكراه.

ولابد من التنبيه إلى أن كل ما من شأنه الالتفاف على إرادة الشعب وجر البلاد الى توترات واستقطابات طائفية وقومية ومناطقية، ستكون له عواقب وخيمة على السلم الأهلي والاستقرار في البلد، وقد يفتح الأبواب على صراعات لا نهاية لها، ولا خاسر فيها اكثر من الوطن والمواطن.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

• ما كتبه الرفيق رائد فهمي على صفحته في الفيسبوك

*-************

ان الإسراع في انضاج البديل وتغيير الواقع المأساوي، يتطلب جهدا شعبيا وجماهيريا واسعا وعملا مثابرا من كافة القوى الوطنية والديمقراطية واليسارية، ومن قوى الانتفاضة ونشطاء الحركة الاحتجاجية وجميع القوى التي تنشد الخلاص للبلد، لبناء أوسع اصطفاف سياسي وشعبي لتغيير موازين القوى وتحقيق الاختراق والسير قدما على طريق التغيير الذي بات ملحا.

 من التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية

للحزب الشيوعي العراقي (كانون الاول ٢٠٢١)

-*************

لجنة برلمانية: كابينة الحكومة متلكئة بنسبة فاقت الـ 82 بالمئة

 

بغداد ـ طريق الشعب

أكدت لجنة مراقبة البرنامج الحكومي والتخطيط الاستراتيجي النيابية، ان الحكومة نفذت 17 في المائة من المنهاج الوزاري فقط.

وكشف التقرير الذي عرضته اللجنة، في مؤتمر صحافي عقدته في مجلس النواب، امس الأحد، عن تلكؤ حكومي كبير ومخالفة للدستور والقانون والنظام الداخلي لمجلس الوزراء رقم 2 لسنة 2019 من خلال عدم إرسال برنامج حكومي يفسر المنهاج الوزاري بأهداف ومشاريع بمدد زمنية محددة.

وقال رئيس اللجنة حازم الخالدي، إن “نسبة إنجاز الحكومة للمنهاج الوزاري بلغت 17 في المائة وبنسبة تلكؤ فاقت الـ 82 في المائة رغم مرور أكثر من ستة أشهر على تقديم المنهاج والتصويت عليه من قبل مجلس النواب”.

وأضاف ان “ الإحصائيات والوثائق الواردة في تقرير اللجنة نفت تصريحات رئيس الوزراء التي أكد فيها تنفيذ حكومته ما نسبته سبعين بالمئة من المنهاج الوزاري وبناء على تفاصيل التقرير فقد أوصت اللجنة باستضافة رئيس الحكومة والوزراء ورؤساء الجهات المستقلة للإطلاع على خططهم للمنهاج الوزاري وإتخاذ الإجراءات اللازمة وفق الدستور والقانون”.

وشدد تقرير اللجنة على “ضرورة إرسال التشريعات المهمة ذات الاولوية للمواطن والدولة بشكل عام، بينما أكدنا على أهمية تأمين متطلبات إجراء الانتخابات المبكرة بما يضمن التمثيل الحقيقي والعادل”.

وبخصوص ملف الإدارة المالية، أشرت اللجنة البرلمانية “مجموعة مخالفات” تستدعي وجوب إعادة النظر في سياسة الانفاق العام لإنهاء سياسة الاقتراض والحد من المصروفات غير المبررة، والتي ترهق كاهل الدولة وتساهم بزيادة العجز، سيما وإن الحكومة لم تعتمد على خطوات حقيقية وفاعلة للإصلاح ومكافحة الفساد، فضلا عن تهميش دور مجلس الخدمة الاتحادي وتعيين المناصب العليا خلافا للقوانين النافذة.

************

الشيوعي العراقي والتيار الاجتماعي: جهد مشترك لتفعيل نشاط القوى المدنية والديمقراطية

بغداد ـ طريق الشعب

التقى وفدا الحزب الشيوعي العراقي والتيار الاجتماعي الديمقراطي في بغداد، يوم أمس، للتداول في مجريات الاوضاع السياسية في بلادنا.

وتطرق لقاء الوفدين الى الاجراءات الحكومية الاخيرة بتخفيض سعر الدينار مقابل الدولار، وتأثيراته على اوضاع المواطنين المعيشية وعموم الاقتصاد الوطني.

كما توقف الطرفان عند الانتخابات القادمة، وشددا على اهمية التسجيل البايومتري وتحديث السجلات الانتخابية، وان تقوم الجهات المعنية، والحكومة في المقدمة، بتوفير الشروط الضرورية لإجراء انتخابات عادلة ونزيهة، وتحفيز المواطنين على المشاركة فيها واختيار ممثليهم بحرية تامة، بعيداً عن الضغوطات والاكراه والمال السياسي.

واتفق الوفدان “على المضي قدماً لاستنهاض التيار الديمقراطي وتفعيل اطره وعقد اجتماعاته والتحضير لها، وكذلك التوجه الى عقد المؤتمر الثالث للتيار الديمقراطي”.

وفي هذا الشأن، أشار الطرفان الى اهمية التنسيق والتعاون والانفتاح بين القوى المدنية والديمقراطية التي تتبنى اقامة الدولة المدنية ودولة المواطنة والعدالة الاجتماعية والديمقراطية الحقة.

كما اتفقا على مواصلة اللقاءات، وتنسيق المواقف والرؤى.

هذا وضم وفد التيار الاجتماعي الديمقراطي السادة: د.احمد ابراهيم، كامل مدحت، مناضل عبدالله، وعقيل التميمي.

اما وفد الحزب الشيوعي العراقي فكان برئاسة الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب، وعضوية الرفاق: د. صبحي الجميلي، د. علي مهدي، وياسر السالم، اعضاء قيادة الحزب.

*************

الدولار يسبب خسائر للقطاع الزراعي

بغداد - طريق الشعب

قال رئيس الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية التعاونية في العراق، حيدر العصاد، أمس، إن خفض سعر الدينار مقابل الدولار، تسبب بخسائر كبيرة في القطاع الزراعي.

واضاف العصاد في بيان صحفي، طالعته “طريق الشعب” أن “الفلاح العراقي هو أكثر من تضرر من ارتفاع سعر العملة الذي عملت عليه وزارة المالية، ويبدو ان هذا الاجراء غير مدروس، خاصة أن الوزارة ما زالت مدينة للفلاح بمستحقاته للموسم الزراعي الماضي”.

وأضاف، أن “الفلاح العراقي يعتمد على المواد المستوردة بنسبة كبيرة في العملية الزراعية مثل البذور والاسمدة والاغطية البلاستيكية وغيرها من المواد والتي تحسب عليه بالدولار الأمريكي بينما هو يسوق منتجه بالدينار العراقي وهذا ما سيولد فجوة كبيرة ما بين تكلفة العملية الزراعية وما بين سعر تسويق المنتج في الأسواق المحلية”.

ودعا البيان وزارة المالية الى “تسديد ما بذمتها للفلاحين من مستحقات للموسم الزراعي الماضي والتي تبلغ تريلوني دينار تقريباً قبل أن تبدأ برفع سعر الصرف للدولار الامريكي وتتسبب بخسارة فادحة للفلاح والمواطن على حد سواء”.

 

**********

راصد الطريق

مزاح ثقيل .. ثقيل! 

عمدت الحكومة ووزراؤها، خاصة منهم المعنيون بالمال والاقتصاد، في الايام الماضية، الى مزاح اكثر من ثقيل مع ملايين العراقيين، وعموم اقتصاد البلد واستقراره.

فالعلاج بالصدمة الذي أقدمت عليه ورفعت به سعر صرف الدينار امام الدولار، تسبب في تداعيات خطيرة متواصلة.

 المحللون الجادون يتفقون على ان السعر المعتمد للدينار في السوق حتى الآن ليس الطبيعي. انما هل يصح العلاج بهذه الطريقة المفاجئة، دون ممهدات ولا تدرج، ولا إجراءات لتلافي التأثيرات السيئة على ملايين الفقراء من الكادحين وذوي الدخل المحدود والمهمشين؟

يزعمون ان الاجراء لن يؤثر على الفئات الفقيرة الا اذا تعاملت مع السلع المستوردة!

فهل يجهل السيد الوزير ان حجم المواد المستوردة يكاد يفوق ٩٠ في المائة من المعروض في السوق، بعد ان جرى ما جرى من اهمال وتدمير للمنتج الوطني؟! 

خلاصة القول ان الاجراء غير حكيم بالمرة، وانه القى ظلما تبعات الازمة على عاتق من يعانون منها أصلا.

لهذا تتوجب معارضته ورفضه، والمطالبة باعتماد البدائل وهي عديدة ومتوفرة ! 

**********

 

ص 2

 

“شباب اكتوبر” يدين الاعتداء على المهندسين المعتصمين في البصرة

بغداد – طريق الشعب

دان فريق شباب أكتوبر المدني، أخيرا، الاعتداء الذي طال مهندسي البصرة المعتصمين منذ أكثر من مائة يوم أمام مصفى الشعبية للمطالبة بتعيينهم.

وذكر الفريق في بيان تلقته “طريق الشعب”، إن “العنف المفرط الذي وجهه فوج حماية مصفى الشعيبة، ضد المهندسين والمهندسات المعتصمين، مدان ومستنكر ومنافٍ للأعراف والدستور العراقي الذي كفل حق التظاهر والاعتصام”، مبينا إن “الاعتداء تم باستخدام الهراوات والعصي والضرب المبرح”.

وحمّل البيان، حكومة البصرة ومحافظها ورئيس اللجنة الامنية العليا في المحافظة “ما حصل تجاه المهندسين امام بوابة مصفى الشعيبة”، مطالبا الجهات المعنية بأن “تتحمل مسؤوليتها، وان تبادر بمحاسبة المعتدين وضمان الحق الدستوري للمواطنين وعدم تكرار هذه الاعتداءات واطلاق سراح الموقوفين والمعتقلين، والاستجابة السريعة لمطالب المعتصمين المشروعة”.

 

***************

 

اضاءة

تلال من الهموم  وبصيص أمل

محمد عبد الرحمن

جمعي في بيت عراقي كريم ، وبالصدفة، لقاء مع مجموعة من العراقيين التقيهم للمرة الأولى. هم من فئات عمرية متباينة، نساء ورجالا .

تشعب الحديث  وذهب في كل الاتجاهات، وتناول مواضيع شتى ، ولكن كالمعتاد هيمنت السياسية على المشهد وتطايرت في أجواء اللقاء مفردات وكلمات منها: الفساد الطانب، الكهرباء ، قلق كبير بشان رواتب الموظفين  والمتقاعدين، البطاقة التموينية، فشل الحكام منذ ٢٠٠٣ وعدم كفاءة الكثير منهم، السلاح وتغول فصائل مسلحة  ومليشيات، الانتخابات والموقف منها وتشكيك في إمكانية ان تحدث تغييرا واسعا، التهريب بانواعه   وخصوصا النفط، ناقلين قصصا عن ذلك اشبه بالخيال ، تساؤلات وحسرات بخصوص  الزراعة والصناعة ويجزمون بوجود ايادي مخربة وراء تدهورها، كورونا وعدم الاطمئنان الى ما يعلن رسميا من نتائج عنها، استغلال المناصب، الأراضي والعقارات والاستيلاء عليها عنوة من دون  رادع، احتكار التوظيف لجماعات معينة  متحاصصة، التعبير عن حالة من القلق  وعدم الاطمئنان الى المستقبل وخشية من انفلات الأوضاع وذهاب البلد الى الفوضى.

بعضهم لا يريد حتى ان يتذكر أيام  ٢٠٠٥ - ٢٠٠٨ العجاف وما حصل فيها ويمني النفس ان لا تعود ولا تتكرر.

وفسحة  كبيرة من الحوار  دارت حول سعر صرف الدينار واثاره الكبيرة على محدودي الدخل والكسبة ومن يعيش من كدحه اليومي ، وان ذلك يأتي في وقت انكماش اقتصادي وأزمة مالية  وقلة او انعدام فرص العمل، وان توفرت وظائف  فتحتاج الى واسطة او شراؤها  بمبالغ كبيرة ، فوق طاقة  عموم الناس الا القلة التي تكاد تحتكر كل شيء. وبين كلمة وأخرى يبرز تساؤل كبير يقول: اين الدولة ؟ وأين  الحكومة .

 وعند  الحضور متابعتهم الخاصة وتقديراتهم   للقوى والكتل السياسية، جميعها من دون استثناء حتى تشعر ،وانت المتابع، ان الناس تعرف تفاصيل التفاصيل (وتتفاجأ عندما يعزز القول بوثائق).   رغم كل هذه الصورة تلمس تعاطفا كبيرا وواسعا  مع المنتفضين والمحتجين  وتحميل الحكومة وقوى منفلتة مسؤولية الاغتيالات وتصفية المشاركين في الحراك الاحتجاجي وعجز مؤسسات الدولة عن حماية المواطنين، بل تحدثوا عن اشكال من الدعم قدموها للانتفاضة وهي في ذروتها قبل ان تمتد ايادي الغدر لتشتيت  قواها.

وفِي هذه الجلسة كانت هناك  حديث أيضا  عن الحزب الشيوعي العراقي والشيوعيبن، رغم عدم إشارة أي منهم الى انتماء تنظيمي اليه الان.  فالشيوعيون، مع العتب طبعا الذي شمل  هذا الجانب او ذاك، كما قالوا: 

- لم  تتلطخ اياديهم بدماء  المواطنين العراقيين .

- اياديهم نظيفة وبيضاء ولَم تتلوث بالسحت الحرام .

- المسؤولون منهم كانوا قدوة  في النزاهة والإخلاص والكفاءة

- هم صادقون مع انفسهم ، ومع الاخرين.

- لا يكذبوا على الناس  او يقدموا الوعود الطنانة.

- متعففون  عن المناصب ومواقع المسؤولية.

- بساطة مسؤوليهم ، بلا حمايات، ولا سيارات رباعية الدفع.

-  حريصون على ما يلتزمون به،  وتاريخهم يشهد على ذلك فليس فيه خلف للوعود ونكث للعهود.

- ضحوا وقدموا الشهداء من اجل الشعب

- حقا اثبتوا بانهم يحترمون الناس ومعتقداتهم وشعائرهم.

- وجودهم يبعث على الثقة والتفاؤل والامل

والان اضيف الى ما قالوه بان الشيوعيبن جديرون بالثقة على الدوام.

 

****************

 

ساحات المحافظات تواصل رفض تكميم الأفواه

بغداد - طريق الشعب

جدد المواطنون تظاهراتهم الاحتجاجية، يوم الجمعة، في عدد من المحافظات، لرفض محاولات “تكميم الافواه”، مؤكدين استمرار حراكهم السلمي، لحين تلبية مطالبهم المشروعة.

وطالب المحتجون، الجهات الحكومية بـ”حماية المتظاهرين والكشف عمّن يستهدفهم”.

الحبوبي تعود للواجهة

وشهدت ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية، توافدا لمئات المحتجين من مختلف الاقضية في المحافظة، مطالبين بإيقاف حملات تكميم الافواه.

وقال الناشط المدني ميثم صادق، لـ”طريق الشعب”، إن “التظاهرات مستمرة في المحافظة، رغم رفع خيم الاعتصام”، مبيناً ان “مطالب المتظاهرين تتلخص بإطلاق سراح المتظاهرين المخطوفين والمعتقلين، وايقاف الاعتقالات، والكشف عن قتلة المتظاهرين وتحديد موعد ثابت للانتخابات المبكرة”.

مسيرة صامتة في واسط

وفي محافظة واسط، نظم العشرات من المواطنين مسيرة صامتة وسط مدينة الكوت، تستهدف الكف عن “التضييق على المتظاهرين ومحاولات استهدافهم”.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، علي جبار، أن “المشاركين في المسيرة نددوا بعمليات الاغتيال الاخيرة، التي طالت ناشطين بارزين في التظاهرات”، مؤكدين “استمرار التظاهرات لحين تحقيق مطالب الانتفاضة المشروعة”.

وطالب متظاهرو الكوت، بحسب جبار، “الجهات المعنية بالتحقيق في ملف قتلة المتظاهرين، بالكف عن المماطلة والتسويف وكشف الجهة التي تقف وراء استهداف المتظاهرين”.

وقفة احتجاجية في المثنى

من جانبهم، نظم عدد كبير من المواطنين في محافظة المثنى، وقفة احتجاجية، لاستنكار عمليات الاغتيال ضد المتظاهرين.

وأفاد مراسل “طريق الشعب”، عبدالحسين السماوي، بأن “المحتجين تجمعوا في كورنيش السماوة مطالبين بحماية حرية التعبير المكفول دستورياً، واستنكار عمليات الاغتيال الاخيرة بحق عدد من المتظاهرين”.

وأكد المتظاهر يحيى طربال في حديث لـ”طريق الشعب”، أن “لغة الرصاص اصبحت سائدة، وهي المتحكمة في حياة كل من يحاول الاعتراض على السياسات الخاطئة للأحزاب المتنفذة”، مشيراً الى أن “خوف المتنفذين من الاحتجاجات جعلهم يفقدون صوابهم ويوجهون اسلحتهم صوب الجميع”.

محاولة اغتيال فاشلة

في غضون ذلك، تعرضت الناشطة ريم علي، الى محاولة اغتيال فاشلة، وسط العاصمة بغداد.

وقال مصدر أمني في تصريح صحافي، إن “الطبيبة والناشطة ريم علي تعرضت لمحاولة اغتيال (فاشلة) في بغداد”، مضيفاً أن “مسلحين فتحوا النار على الضحية اثناء تواجدها في منطقة بغداد الجديدة، ما تسبب بتعرضها الى اصابة بليغة، نقلت على اثرها الى المستشفى لتلقي العلاج اللازم”.

وقفة احتجاجية في البصرة

وفي البصرة، نظم عدد من خريجي كليات الهندسة، وقفة احتجاجية امام مصفى الشعيبة، احتجاجا على الاعتداء القوات الامنية عليهم في وقت سابق.

وطالب المحتجون في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، “نقابة المهندسين ورئيس مجلس النقابة بدعوة كافة المهندسين في النقابة وأعضاء المؤتمر ورؤساء الأقسام والأساتذة الجامعيين في الكليات والمهندسين في مختلف القطاعات والدوائر الحكومية والنفطية إلى وقفة تضامنية مع زملائهم الذين تعرضوا إلى الاعتداء والاعتقال قرب المصفى”.

واستنكر مكتب المفوضية العليا لحقوق الانسان في البصرة، الحادثة، مطالباً المحافظ بفتح تحقيق عاجل في قضية تفريق تظاهرات خريجي كليات الهندسة “بالقوة”.

وذكر مكتب المفوضية في بيان طالعته “طريق الشعب”، إنه “يتابع الحراك الذي تنظمه شريحة المهندسين منذ أشهر دون حوار جاد أو حلول صادقة لهم وهم من الخريجين العاطلين عن العمل للمطالبة بحقوقهم الأساسية في مدينة يقصدها الآلاف من الايادي العاملة الأجنبية والعربية في أكبر حقول العالم النفطية في العالم دون النظر الجاد إلى قدرات أبنائها”.

وأردف أن “القوات الأمنية ومنها شرطة النفط تدخلت لفض وقفتهم بالقوة، ودون حوار معهم”، مشيراً الى “تعرض عدد منهم حتى من النساء للضرب والاعتقال لبعضهم”.

وطالب البيان “محافظ البصرة بفتح تحقيق عاجل للوقوف على أحداث يومي 16 و17 من كانون الأول الجاري، ومتابعة مطالب هذه الشريحة”، داعيا الى “احترام وحماية حقوق الانسان”.

****************

 

شمالاً وجنوباً.. الاحتجاجات المطلبية تتصاعد

بغداد ـ طريق الشعب

استمرت الفعاليات الاحتجاجية بالتصاعد في مختلف المدن العراقية، وبالتزامن مع ذلك بدأ الحراك الاحتجاجي يتنامى شمالا، نتيجة لتردي الواقع الخدمي، وفي الاثناء احتج عدد كبير من أصحاب العقود في البصرة، قاطعين الشوراع الرئيسية.

احتجاج لسائقي الشاحنات

وأقدم عدد من سائقي الشاحنات على قطع طريق الرابط بين محافظتي اربيل والموصل.

وافادت وكالات أنباء محلية، بأن “أصحاب شاحنات نقل البضائع قطعوا الطريق الرابط بين محافظتي اربيل ونينوى، من امام السيطرة الرئيسية، ومنعوا اصحاب العجلات من عبور السيطرة”.

وطالب اصحاب الشاحنات بـ”تسهيل حركة دخولهم وخروجهم، وتنفيذ مطالبهم وايجاد حلول سريعة لمعاناتهم من الاجراءات، وتحسين الطرق، نظراً للحوادث الكثيرة التي تتعرض لها الشاحنات بسبب رداءة الطرق”.

كركوك تشكو الظلام

وفي الاثناء، نظم العشرات من المواطنين في محافظة كركوك، وقفة احتجاجية، للمطالبة بتحسين واقع الكهرباء.

وطالب الاهالي في بيان طالعته “طريق الشعب”، الحكومتين المركزية والمحلية، بـ”الكف عن تهميش محافظة كركوك و أهلها، فالمدينة تعاني من ظلام دامس ولا نور فيها إلا ضوء النار الأزلية في بابا گرگر والتي ينهب خيراتها المجهولون، ويستنشق دخانها أهل كركوك المظلومون”.

ودعا الاهالي الى “بيان أسباب قلة تزويد المحافظة بالكهرباء للرأي العام في أسرع وقت، وتزويد المحافظة بنسبة كهرباء تنسجم مع متطلبات أهلها”، مشيرين الى ان “الانقطاع المتزايد اثر سلبا على عمل المعامل والمصانع والمواطنين الكسبة”.

ودعا البيان الى “ضرورة التنسيق بين مديرية كهرباء كركوك والمولدات الاهلية، والايعاز لهم في زيادة ساعات التشغيل”.

وقفة احتجاجية للتربويين

كما نظم عدد من الكوادر التربوية في محافظة واسط وقفة احتجاجية امام مبني مديرية التربية، مطالبين بوقف تدخل الحكومة المحلية في عمل المؤسسات التربوية.

وذكر المشارك في الوقفة ناصر قاسم، لـ”طريق الشعب”، ان “هناك تدخلاً مباشراً من قبل المحافظ في عمل المديرية يصل الى حد التنقلات بين الاقسام والاوامر الداخلية”.

تظاهرة لمنتسبي وزارة العدل

وتظاهر العشرات من منتسبي سجن العمارة المركزي، مطالبين بتخصيص قطع أراضي لهم، أسوة بباقي اقرانهم في المحافظات.

وانتقد المشارك في التظاهرة جاسم البيضاني، “مديرية بلدية المحافظة لعدم تعاونها في موضوع تخصيص قطع اراض لهم أسوة بأقرانهم في باقي المحافظات، رغم وجود امر ديواني صريح بتخصيص قطع اراضٍ لهم”.

قطع للطرق في البصرة

وفي محافظة البصرة، صعد أصحاب العقود ضمن مبادرة الـ 30 الف وظيفة من احتجاجهم على تأخير صرف رواتبهم، بقطع عدد من الشوارع الرئيسة.

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “المحتجين اغلقوا عددا من الشوارع الرئيسية، بينها الطريق الدولي لمنفذ الشلامجة الحدودي من خلال حرق الاطارات، احتجاجاً على تأخر اطلاق رواتبهم منذ 9 اشهر”، مطالبين “مجلس النواب وممثلي المحافظة بعدم تمرير موازنة العام المقبل ما لم تضمن حقوقهم وتحويلهم الى عقود”.

وهدد المتظاهرون بـ”خطوات تصعيدية في حال عدم الاستجابة لمطالبهم المتضمنة اطلاق صرف رواتبهم، وتضمين حقوقهم في موازنة العام المقبل”.

 

**************

 

ص3

ناشط طلابي: النظام المعتمد لا يحقق العدالة

 القبول المركزي .. حلم الـ 12 عاما

ينتهي في تخصصات «غير مرغوبة»

بغداد ـ علي شغاتي

يتكرر مشهد الانتقادات، سنوياً، عند اعلان وزارة التعليم العالي نتائج القبول المركزي في الجامعات، حيث اعلنت الوزارة قبولها اكثر من 200 الف طالب ضمن قناة القبول المركزي، فيما شكا عدد من الطلبة من ارتفاع معدلات الحدود الدنيا للقبول في الجامعات.

وأبدى عدد من المختصين والمراقبين انتقادا للنظام، مؤكدين أن توزيع الطلبة يتم على وفق الطاقة الاستيعابية للجامعات، وليس وفق حاجة سوق العمل.

إعلان نتائج القبول

وأعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قبول (211402) طالب وطالبة في الجامعات ضمن قناة القبول المركزي للدورين الأول والثاني للسنة الدراسية 2020 ـ 2021.

وذكرت الوزارة في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، إن “عدد الطلبة المشتركين في الامتحانات الوزارية لفروع الدراسة الإعدادية بلغ (453267) طالبا وطالبة، تمكن من النجاح منهم في الدورين الأول والثاني (262593)”.

غضب طلابي

وقد لاقت نتائج القبول المركزي ردود فعل غاضبة من قبل الطلبة بسبب ارتفاع معدلات القبول في المجموعة الطبية، فضلا عن عدم قناعة البعض الاخر بدراسة اختصاصات غير مرغوب فيها في سوق العمل.

وقال الطالب علي قاسم، لـ”طريق الشعب”، أنه “رغم معدله هو 98 في المائة، فأنه لم يتمكن من تحقيق حلم حياته في دخول احدى كليات المجموعة الطبية”، مبيناً أن “معدله العالي لم يؤهله سوى للدراسة في المعهد الطبي في المنصور”.

من جهتها، بيّنت الطالبة زهراء محمد لـ”طريق الشعب”، أن “معدلها هو 99.33 في المائة وبالكاد تم قبولها في كلية الصيدلة”، واصفةً نظام القبول المركزي بـ”غير العادل”.

فيما شكا الطالب محمد حسين لـ”طريق الشعب”، من “منح درجات مبالغ فيها لفئات اجتماعية تؤهلهم لأخذ مقاعد غيرهم في المجموعات الطبية”، مشيراً الى أن “معدله الذي يبلغ 98.45 أهله لدخول كلية التقنية الطبية، فيما هناك طلبة يبلغ معدلهم 92 تم قبولهم في كليات طب الاسنان، بسبب بعض القوانين النافذة، التي تتيح اضافة 7 درجات على المعدل لبعض الطلبة”.

وانتقدت الطالبة هدى كاظم عبر “طريق الشعب”، التفاوت في القبول بين قسمي الفرع العلمي (الاحيائي والتطبيقي)، بالقول إن “كلية علوم الحاسبات قامت بقبول خريجي فرع التطبيقي بمعدل 70، فيما قامت بقبول طلبة الاحيائي بمعدل 78”، عادّةً ذلك يشكل “غبنا لحقوق الطلبة وخللا في نظام القبول”.

أما الطالب محمد رائد، الذي حصل على معدل 85، فقد تم قبوله في الجامعة التكنلوجية في قسم الكهرومغناطيس، لكنه يؤكد عدم رغبته في المباشرة في الجامعة “بسبب انعدام فرص العمل لخريجي هذا القسم” حسب قوله.

تفشي البطالة

وفي السياق، أكد المهتم في الشأن التعليمي علي ابراهيم، لـ”طريق الشعب”، أن “سياسة وزارة التعليم العالي الخاصة بقبول الطلبة في الجامعات هي احد اسباب تفشي ظاهرة البطالة في العراق”، مؤشرا “عدم وجود جهة متخصصة تعمل على تحديد حاجة سوق العمل للتخصصات المطلوبة” وهذا من واجب وزارة التخطيط.

واضاف أن “خطة القبول في الجامعات العراقية يتم إعدادها علـى ضـوء الطاقـة الاستيعابية للجامعات، ما جعل العديد من الطلبة يرفضون اكمال دراستهم في اختصاصات غير مطلوبة، لتأكدهم أن مصيرهم هو البطالة”.

اتحاد الطلبة العام: نظام غير عادل

الى ذلك، علّق عضو اللجنة التنفيذية في اتحاد الطلبة العام حسين علي، على الموضوع، قائلا “حذرنا منذ سنوات من استمرار الاعتماد على نظام القبولات في شكله الحالي، لعدم تحقيقه العدالة المطلوبة في توزيع الطلبة، فضلا عن إجباره عددا كبيرا منهم على دراسة اختصاصات بعيدة عن رغبتهم، وفي كثير من الاحيان يتم توزيع الطلبة على اختصاصات غير مرغوب فيها في الدوائر الحكومية، والقطاع الخاص”، مؤكداً “وجود خلل واضح في بنية النظام التربوي والتعليم في العراق”.

وتساءل علي في حديث لـ”طريق الشعب” عن “خطط الحكومة وحديثها حول البحث عن اقتصاد غير ريعي، وهي تقوم بقبول 55 طالبا فقط في كلية الزراعة/ جامعة الموصل، موزعين على اقسامها الاحد عشر، فيما يتم قبول حوالي 3284 طالبا في كليات الصيدلة، و7106 طلاب في الطب العام”.

ويعتقد علي “وجود تعمد في هدر الطاقات البشرية من خلال عدم توفير فرص عمل لمئات الالاف من الخريجين”.

ويخلص علي الى أن “سياسة التوظيف في العراق تتم على اساس الفساد والمحاصصة للقوى المتنفذة، ما جعل مصير الالاف من خريجي الجامعات بأيدي تلك القوى”، مطالباً بـ”إعادة النظر في خطة القبول المركزي، وفقاً لحاجة سوق العمل والتنسيق مع وزارة التخطيط، فضلا عن تفعيل مجلس الخدمة الاتحادي، لضمان ذهاب الدرجات الوظيفية لمستحقيها”.

***********************************

اليوم.. اجتماع يبحث دوام المدارس

بغداد ـ طريق الشعب

اكدت لجنة التربية البرلمانية أمس الاحد، انها ستجتمع بوزير التربية اليوم الاثنين، لبحث موضوع زيادة ايام الدوام الرسمي في المدارس، وآلية اعطاء المواد المنهجية.

وذكر عضو اللجنة عباس الزاملي، في تصريح تابعته “ طريق الشعب” ان “لجنته ستجتمع اليوم بوزير التربية لبحث قرار زيادة ايام الدوام للطلاب ليومين بدلا من يوم واحد، وطريقة اعطاء المنهج التدريسي وتراكم المواد على الطلاب”، مبينا ان “اللجنة تطمح ان يكون الدوام لمدة 3 ايام في الاسبوع لكل مرحلة”. واضاف الزاملي ان “اولياء الامور يعانون من كثرة الواجبات التي تمنح الى ابنائهم الطلبة، لان هذه معاناة جميع العوائل”.

ديالى: معدلات الادمان ترتفع؟

ديالى ـ طريق الشعب

كشف مدير مكتب حقوق الانسان في محافظة ديالى، صلاح مهدي، مؤخراً، عن احصائية صادمة لعدد المتعاطين للمواد المخدرة من النساء والرجال في المحافظة. وقال مهدي، في تصريح تابعته “طريق الشعب”، إن “معدلات الادمان على المخدرات في محافظة ديالى خلال العام الجاري 2020 ارتفعت بنسبة 50 في المئة، وهذه النسبة تعد الاعلى بعد 2003”، مبينا أن “اجمالي من جرى اعتقالهم حتى الان في ديالى بتهمة الحيازة والتعاطي 320 متهما يشكل المدمنين منهم 75 في المائة”. واضاف أن “معدلات الادمان ارتفعت في المحافظة مع تنوع أكثر من 7 انواع من المخدرات ابرزها مادة الكرستال”، مشيرا إلى أن “اعمار المدمنين تتراوح من 25- 40 سنة”.

تراجع عودة النازحين الى سنجار

بغداد ـ طريق الشعب

قال مسؤول محلي، يوم امس، ان نسبة عودة النازحين من مخيمات محافظة دهوك الى مناطقهم الاصلية في قضاء سنجار انخفضت رغم اتفاق حكومة اقليم كردستان مع الحكومة الاتحادية على تطبيع الاوضاع في القضاء.

وأضاف خوديدا جوقي، مدير ناحية الشمال بقضاء سنجار، ان معدل 20 عائلة نازحة تعود يوميا الى مناطقهم في سنجار، بعد الاتفاق المبرم بين اربيل وبغداد، فيما كانت اكثر من 100 عائلة تعود الى مناطقها قبل الاتفاق،  واكد ان الاوضاع في مناطق سنجار “مستتبة امنيا مع استمرار عمل المنظمات الانسانية داخل مدن وبلدات القضاء”.

تلاعب في رواتب المتقاعدين

بغداد – طريق الشعب

أعلنت هيئة النزاهة، امس الاحد، ضبط ملاكاتها في الأنبار حالات تلاعب وتزوير في قوائم توزيع رواتب المُتقاعدين في فرع أحد المصارف الحكومية بالمحافظة.

وقالت الهيئة في بيان اطلعت عليه “طريق الشعب”، إن “فريق العمل الميدانيّ كشف تلاعباً في 55 قائمة راتبٍ”، مُبيّنة أن “الفريق وجد مُستمسكات لعدَّة أشخاص تحمل رقم التسلسل نفسه في (33) قائمة خاصَّة بتسليم رواتب (اليدوي) للمتقاعدين للأشهر(أيَّار وحزيران وتموز 2020).

**********************************

حصاد الأرواح بالآلاف واجراءات المكافحة قاصرة 

«مدينة البتران» .. ثمرة مرّة لحقول الألغام

 

بغداد ـ نورس حسن

خلفت الحروب التي نُكب بها العراق في العقود الماضية مساحات شاسعة من الأراضي المليئة بالمخلفات العسكرية، خاصة الالغام الحربية، التي وقع ضحيتها كثير جدا من المواطنين، حتى بلغ الحال اطلاق تسمية “مدينة البتران” على احدى حواضر محافظة البصرة، لفرط ما بُتر من أطراف أبنائها الباحثين عن لقمة العيش في الزراعة والرعي.

وعدّت منظمة دولية العراق في مقدمة الدول الملوثة من حيث مساحة المناطق الملغومة. ومن جهتها رأت وزارة الدفاع ان الجهود التي تبذل لتطهير تلك المناطق من الألغام “ليست بالقليلة، الا ان هناك حاجة الى مزيد من الجهود للسيطرة على الوضع”.

لهذا سميت “البتران”

ويقول المواطن عبد الله إبراهيم من أهالي “البتران” لـ”طريق الشعب” انه تعرض الى بتر احدى قدميه إثر انفلاق لغم من مخلفات الحرب الإيرانية في احد الحقول الزراعية بمحافظة البصرة. واوضح انه يعمل راعي اغنام وله عائلة من 3 أبناء وزوجة، وقد “انفجر عليّ اللغم اثناء مزاولتي عملي اليومي قبل 7 سنوات”. واضاف ان الحادث ادى الى بتر قدمه اليمنى فضلا عن اصابات اخرى في جسمه، مما حال دون مواصلته رعي الماشية.

وعن حال المنطقة عموما ذكر ان اغلب العوائل تعرض أبناؤها الى بتر في الأطراف “وهناك بينهم من سقط ضحية الألغام”. واستطرد ابراهيم يقول ان الاصابات لم تقتصر على البالغين “فهناك العديد من الأطفال تعرضوا الى إصابات بالغة، ولهذا سميت “مدينة البتران”.

البصرة في الصدارة

وفي هذا الخصوص ذكرت دائرة مكافحة الألغام “UNMAS” التابعة للأمم المتحدة في بيان اصدرته مؤخرا ان “المساحة الملوثة بالألغام والمخلفات الحربية في العراق تبلغ حوالي 3 مليارات متر مربع”. ولذلك يعد العراق من اكثر دول العالم تلوثا بالالغام”.

وتعد محافظة البصرة الأكثر تلوثاً بين المحافظات، نظرأ لوجود حقول الغام من مخلفات حروب سابقة على مساحة 883 مليون متر مربع، بحسب منظمة رصد الألغام الأرضية. وتجد وزارة الدفاع ان “نجاح الجهود المبذولة لمعالجة مشكلة حقول الألغام يحتاج الى تعاون جميع المنظمات المختصة، للسيطرة على الوضع بشكل افضل واسرع”. وقال المتحدث باسم الوزارة يحيى رسول لـ”طريق الشعب” ان  الحرب ضد داعش الإرهابي هي “حرب هندسية عسكرية بامتياز”. واوضح “ان عصابات داعش مارست عمليات التلغيم باساليب مختلفة”، وان الجهود الجارية من قبل كتائب الهندسة العسكرية في هذا الشأن والتي لايستهان بها، بحاجة الى إمكانيات إضافية للسيطرة على الوضع”. وجوابا على سؤال عن حقول الألغام التي خلفتها الحرب مع ايران اكتفى رسول بالقول “ان الوزارة تعمل بإمكانياتها المتوفرة”.

 تطهير2872 كم مربع

في السياق ذاته قالت مديرة قسم الإعلام والتوعية في دائرة شؤون الألغام التابعة لوزارة الصحة والبيئة منتهى خضير، في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب” ان “أعمال مسح وإزالة الالغام تتم من قبل جهات دولية ووطنية، ومن خلال شركات ومنظمات تعمل بالتنسيق مع دائرة شؤون الألغام، وأن تمويلها يأتي من جهات دولية مانحة”. وتابعت ان هناك جهات مانحة “أعطت الأولوية إلى المناطق الشمالية إبان وجود عصابات داعش الإرهابية” واكدت أن “ملف الألغام كبير ويحتاج إلى تضافر الجهود الوطنية والدولية”. واوضحت منتهى خضير ان هناك منحة من الاتحاد الأوروبي تخص المناطق الزراعية في محافظة البصرة. وقالت ان “المساحات الملوثة في عموم المحافظات باستثناء إقليم كردستان تبلغ 2743 كيلومتراً مربعاً، وان المساحات التي تم تطهيرها تبلغ 2872 كيلومتراً مربعاً، ويجري العمل الآن على تطهير مساحة 237 كيلومتراً مربعاً”.

للدفاع المدني دوره

من طرفه افاد مدير قسم معالجة القنابل غير المنفلقة في مديرية الدفاع المدني العميد شهاب احمد عبد، في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب” ان ملاكات مديريته “نفذت هذا الـعام 567 واجـبـاً بمختلف المـحـافـظـات”، وبيّن ان  “عـدد المـخـلـفـات التي رفـعت في محافظة نينوى بلغ 783 مقذوفا، بينما بلغ في البصرة 961 مقذوفا، وفي محافظة واسط رفع 1353 مقذوفا، فيما كانت حصة محافظة الديوانية 1487 مقذوفا”.

 وأضاف أن “المـجـمـوع الـكـلـي لـلـواجـبـات الـتـي نـفـذتها شعب الـقـسـم بـبـغـداد والمـحـافـظـات مـنذ الـعـام 2005 حـتـى الان، بلغ 19 ألفا و911 واجبا، رفع خلالها مليون و295 ألفا و941 مقذوفا غير منفلق”، مبيناً ان “القسم مختص بمعالجة ورفـع المخلفات الحربية والقنابل والحاويات والصواريخ، اضافة الى الذخائر الحربية كالرمانات والقـذائـف”.

لا امكانيات لمكافحة الالغام

وارجع الخبير الأمني أعياد الطوفان أسباب التأخر في معالجة حقول الألغام الى “محدودية الإمكانيات”.

واشار ايضا في تصريح  لـ “طريق الشعب” الى ان “العراق يفتقر الى خرائط واضحة لحقول الألغام على اراضيه”. واوضح انه “عندما تنتهي الحروب تقوم اطرافها عادة بتبادل خرائط الألغام التي زرعتها مع معلومات عن نوعيتها وباشراف الأمم المتحدة”، مشيرا الى ان ذلك لم يتم بين العراق والجانب الإيراني.

واضاف في ختام تصريحه ان العراق “يفتقر الى الإمكانيات المادية والبشرية والتقنية، التي تؤهله لتطهير حقول الألغام “.

 

 

ص4

تساؤلات عن الوعود بحصر السلاح والكشف عن قتلة المتظاهرين

استهداف الناشطين يتزايد ونتائج التحقيقات مركونة جانبا

بغداد ـ طريق الشعب

اعادت عمليات الاستهداف الاخيرة التي طالت عددا من الناشطين في أكثر من محافظة، التساؤلات عن الوعود الحكومية التي قدمت بشأن حصر السلاح المنفلت، وملاحقة قتلة المتظاهرين والكشف عنهم ومحاسبتهم. وزادت الأسئلة خصوصا بعدما تم تنفيذ أكثر من عملية اغتيال خلال الأيام الماضية، وسط غياب شبه تام لدور القوات الأمنية، وتجاهل التقارير “الرسمية” التي وثقت حجم الانتهاكات، فضلا عن غياب نتائج التحقيقات التي ركنت جانبا.

واقع مخالف للوعود 

ووفقا لأولويات المنهاج الحكومي، جرى التأكيد على “حصر السلاح بيد المؤسسات الحكومية والعسكرية”، فضلا عن “الشروع بحملة شاملة للتقصي والمساءلة بشأن احداث العنف التي رافقت الاحتجاجات وتطبيق العدالة بحق المتورطين بالدم العراقي”، إلا إن ذلك لم يترجم كنتائج، بينما واصل الجناة ومنذ بداية تشكيل الحكومة بعد استقالة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي، استهداف الناشطين، وصولا لاغتيال المتظاهر “صلاح العراقي” قبل أيام في منطقة تغص بقوات الأمن.

الكثير من عوائل الشهداء والمغيبين يؤكدون علم الحكومة بمجريات الجرائم التي طالت أبناءهم وبناتهم، والجهات التي تقف خلفها، لكنها (الحكومة) لا تريد الاعتراف بذلك بسبب الضغوط السياسية التي تحمي المجرمين.

وخلال فترة تولي الكاظمي مسؤولية منصب رئاسة الوزراء، جرى اغتيال المحلل الأمني المعروف هشام الهاشمي، في عملية اثارت غضبا واسعا، ما دعا الكاظمي  الى اعلان الوعد علنا بالكشف عن القتلة، في حين مرت شهور طويلة دون نتيجة تذكر.

أما في الناصرية، فتحولت جريمة اختطاف المتظاهر “سجاد العراقي” إلى قضية رأي عام، خصوصا بعد معرفة الجهات التي نفذت الخطف وارسال الحكومة قوة معززة من جهاز مكافحة الارهاب للقبض عليهم، ليتحول الأمر لاحقا الى مفاوضات مع عشيرة الخاطفين، ومن دون نتيجة أيضا.

ويقول المواطن عباس، (شقيق سجاد العراقي)، في حديث خص به “طريق الشعب”، “نحن الان كعائلة، نواجه واقعا مأساويا، لأننا لا نعلم مصير سجاد إن كان حيا أم ميتا”.

ويضيف عباس، أن الحكومة “تعرف من هي الجهة الخاطفة، ومدير الشرطة السابق، حازم الوائلي، فاوض عشيرة الخاطفين لكن لم يطلق سراح سجاد”، لافتا الى ان “اثنين من الخاطفين معروفان لدينا، وزودنا مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي بالأسماء والخيوط الدالة على مرتكبي الجريمة، ولم نحصد غير الوعود”.

ومن الناصرية أيضا، شدد المتظاهر أحمد حسن، على أن الغاية من الاغتيالات وعمليات الاختطاف هو “لإسكات المحتجين وترويعهم، وهذا الأمر اثبت عدم فاعليته خصوصا وان الاحتجاجات زادت، بل وان المحتجين اصبحوا يسمّون المجرمين بأسمائهم دون خوف”.

المفوضية: تقاريرنا لا تلقى الاستجابة

وبشأن عدد الجرائم التي طالت المتظاهرين ونوعيتها، أوضح عضو مفوضية حقوق الانسان، فاضل الغراوي لـ”طريق الشعب”، إن دائرته قامت بـ”توثيق الجرائم وتقديمها الى الحكومة ومؤسسات الدولة المعنية عبر خمسة تقارير رسمية. وطالبت آخذها بنظر الاعتبار واكمال التحقيقات بشأنها والكشف عن النتائج، إلا إنها اهملت ولم تلق الاستجابة اللازمة”.  وبيّن الغراوي أثناء حديثه لـ”طريق الشعب”، إن اللجان التحقيقية الحكومية “لم تكشف نتائجها حتى الآن، والاغتيالات مستمرة بحق الناشطين”.

تمادي القتلة

وخلال فترة عمل الحكومة الحالية، شهدت البصرة ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ محاولات اغتيال قبل ثلاثة أشهر طالت المتظاهر تحسين اسامة، والناشطة ريهام يعقوب، التي جرحت زميلاتها ايضا. وفيما تعرض كل من الناشطين، عباس صبحي، لوديان ريمون، فهد الزبيدي، ورقية الموسوي، منتصف آب الماضي لاعتداء مسلح تسبب بجروح بليغة لديهم، جرى قتل المتظاهر عمر فاضل، قبل حوالي 45 يوما ايضا. بينما استمرت عمليات الاغتيال في محافظات عدة، وطالت استاذ جامعي في ميسان قبل أيام، والمتظاهر عباس قاسم في الديوانية، وأيضا تفجير عبوة صوتية على منزل أحد المتظاهرين في ذي قار، وهكذا الأمر في مناطق متفرقة من البلاد.

جهات متنفذة “متورطة”

يقول عمر العلوان، عضو مركز”نماء” لحقوق الانسان، إن “استهداف الناشطين له جزءان”. ويؤكد لـ”طريق الشعب”، إن “الجزء الأول يتعلق بمنهجية الاستهداف ووضوحه من قبل جهات متنفذة، بغية اسكات صوت المحتجين. بينما الثاني يتمثل بتقاعس الجهات الأمنية والمسؤولة عن تأدية مهامها للكشف عن تفاصيل الجرائم، بسبب ضغوط المتنفذين والاذعان لهم”.

ويستشهد العلوان خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، بعملية الاغتيال التي طالت المتظاهر صلاح العراقي، مؤخرا في بغداد، بعدما “تم تعطيل كاميرات المراقبة وافلات القتلة رغم أن مكان الجريمة يعرف عنه بأنه محصن أمنيا”. ويجد المتحدث أن مطالبات المنظمات “اصبحت غير مجدية لأن الجهات المسؤولة لم تعد تكترث لها”.

**************************

 

عمليات نهب مستمرة

اقرار سياسي ونيابي بحجم الفساد دون الكشف عن المتورطين

بغداد – وكالات

رغم الاجماع السياسي والنيابي بشأن حجم الفساد الهائل في العراق، والذي تم بموجبه نهب مليارات الدولارات من خزينة الدولة ومواردها على مدار 17 عاماً، والحديث من قبل هذه الأطراف عن وجود “حيتان” كبيرة تشرف على ملف الفساد وفق أدلة دامغة تثبت تورطهم، إلا إن الحديث هذا لا يتجاوز حدود التعميم والاشارات غير الواضحة التي لا تسمي المتورطين بأسمائهم الصريحة.

فاسدون في مأمن كبير

وخلال الأزمة المالية الخانقة التي تواجه البلد منذ شباط الماضي، إثر انهيار أسعار النفط وتداعيات جائحة فيروس كورونا، ونتائج النظام الريعي الذي يكرس الطابع الاستهلاكي، زادت المطالبات من قبل المواطنين المتضررين بفتح ملفات الفساد واسترداد الأموال المنهوبة، فيما أيدت قوى سياسية هذا المطلب بنوايا مختلفة.

وفي الشهر الماضي، طالب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، اثناء كلمة له، المتورطين في قضايا فساد بـ”إعادة ما أخذوه ولن تكون هناك أي مشاكل”، دون أن يتحدث عن أسماء المتورطين بالفساد.

وبخصوص فتح ملفات الفساد الكثيرة والجهات المسؤولة عن ذلك، قال النائب سلام الشمري: “هناك أكثر من جهة رسمية تعمل لمكافحة الفساد، وهي كل من ديوان الرقابة المالية، هيئة النزاهة، لجنة النزاهة في البرلمان، والمحاكم المختصة، إلا أن هذه الجهات لم تتمكن من الإعلان عن شخص واحد من سراق المال العام أمام الشعب لغاية الآن”.

وأضاف الشمري بحسب تصريح لوكالات الأنباء، أنه “غالبا ما تتحدث الحكومات المتعاقبة عن مكافحة الفساد، وتشكل لجانا لذلك، لكن إلى الآن لم تتخذ أي منها خطوات نحو الأمام في ما يتعلق بمحاسبة الفاسدين وتقديمهم للقضاء واسترداد المال العام”، مطالبا حكومة الكاظمي “بالعمل بجد والمضي بخطوات ايجابية لمكافحة الفاسدين حتى نطمئن الشعب العراقي بأن هناك مبدأ للثواب والعقاب، وأن المحاسبة مفعلة”.

وتابع المتحدث، إن “الإصرار على عدم كشف أسماء الفاسدين يمكن أن يفهم على أكثر من جانب، فقد يتعلق بوجود شبكات للفساد، أو بسبب الخشية من الجهات التي تقف وراء السراق، وهذا مؤشر خطير جداً”، مبينا أن “جميع الحكومات المتعاقبة لم تقم بمحاسبة أي فاسد على الملأ، إذن من الذي سرق العراق؟”.

اموال منهوبة بأرقام فلكية

وتقدر الأموال المنهوبة في العراق بنحو 450 مليار دولار، وفق عضو اللجنة المالية في البرلمان السابق رحيم الدراجي.

وأشار الدراجي في تصريح صحفي، الى ان “قادة  وزعماء سياسيين يقفون وراء عمليات السرقة والنهب. وهناك وثائق تؤكد وجود السرقات، والجهات السياسية المتنفذة هي عبارة عن منظومة واحدة مشتركة في الفساد”.

وفي السياق، نقلت وكالات الأنباء، عن مصدر نيابي تأكيده “وجود عدد كبير من ملفات الفساد المتراكمة التي توجد بشأنها أدلة واضحة، لكن يجري التحفظ على أسماء الفاسدين أو المتهمين بالفساد في كثير من الأحيان استجابة لرغبات كتل سياسية متنفذة لا تريد الكشف عن الأسماء المتهمة بالفساد خشية تراجع شعبيتهم، أو خسارة جزء من جماهيرهم خلال فترة الانتخابات”.

من جانبه، قال عضو لجنة النزاهة البرلمانية عبد الأمير المياحي، إن هناك “تلكؤاً حكومياً تسبب في استمرار مشكلة الفساد بالمنافذ الحدودية”، موضحا في تصريحات صحافية قبل أيام أن شركات تابعة لأحزاب لم يسمها أيضا “تحظى بإعفاءات تشكل ما نسبته 70 في المائة من المواد التي تدخل إلى البلاد”.

وأضاف أن “هذه الأحزاب موجودة حالياً في الحكومة وفي مجلس الوزراء وفي دوائر الدولة وفي مجلس النواب”.

*****************************

 

التصاريح الامنية.. متى تتخلص نينوى من «ورقة الابتزاز»؟

بغداد ـ عبدالله لطيف

أعلنت محافظة نينوى، أخيرا، عن إصدار أمر إداري بإلغاء التصاريح في جميع الدوائر الأمنية، تنفيذا لقرار مجلس الأمن الوطني، لكن جهات متنفذة لا تزال تعمل به، طمعا بالأموال وممتلكات المواطنين النازحين.

والتصريح الأمني هو ورقة تصدر عن الاجهزة الامنية في المحافظة، تؤكد سلامة الموقف الأمني لحامل تلك الورقة، ودونها لا يمكن للمواطن الموصلي النازح ان يعود لمنطقته، أو أن يفعل شيئا في ممتلكاته ضمن منطقته. ومحافظة نينوى، آخر محافظة ترفع القيود الأمنية “رسميا” عن سكانها، الذين يشكون صعوبة الحصول على التصريح الامني.

إدارة نينوى تنهي القصة

وقال محافظ نينوى نجم الجبوري في بيان تابعته “طريق الشعب”، إنه “وجّه كتابا رسميا الى الدوائر الأمنية في المحافظة، يقضي بتفعيل العمل بقرار مجلس الأمن الوطني رقم 31 لسنة 2019 الخاص بإلغاء العمل بالتصاريح الأمنية في نينوى”.

المواطن ضياء الدين حمدي، الذي يسكن في منطقة الجذعة جنوبي الموصل، قال لـ”طريق الشعب”،  ان جهات متنفذة طلبت منه “مبلغ 15 مليون دينار” مقابل استخراج التصريح الامني.

وحمدي هو موظف حكومي، لديه خدمة لمدة 30 عاما، لكنه يعاني الان أمراضا عدة جعلته طريح الفراش.

ويؤكد حمدي، انه “فقد ابناءه وهم ضمن صفوف القوات المسلحة في معارك تحرير الموصل ضد تنظيم داعش الارهابي”.

مواطن آخر، رفض الكشف عن اسمه، قال لـ”طريق الشعب” ان جهة متنفذة استخدمت منزله لمدة سنة ونصف لأغراض متعددة، “لذلك أخذت تعرقل تلك الجهة امكانية حصوله  على التصريح الأمني لوقت طويل”، عبر حجة “اشتباههم بانتمائي لأحد التنظيمات الارهابية” ولاحقاً جرى تدقيق موقفه الأمني وثبت انه غير مطلوب للقضاء العراقي بتهمة الارهاب.

ورقة ضغط

وعدّ النائب عن محافظة نينوى، جاسم محمد، في حديث لـ”طريق الشعب”، التصريح الامني “ورقة ضغط سياسية وإزعاجا لأهالي الموصل”.

وقال محمد، ان “كل الدواعش من محافظة نينوى هم مكشوفون، فمنهم من اعتقلته القوات الامنية، واخرون قتلوا في أثناء معارك التحرير”.

وذكر النائب ان التصريح الامني “لم يستثنَ منه احد، حتى من تجاوز عمره الـ 90 عاما”.

وزاد، أن “بعض الفاسدين والمتنفذين في الدولة استغلوا التصريح الامني لتحقيق أرباح مالية، عبر ابتزاز المواطنين لا علاقة لهم بالتنظيمات الإرهابية من أجل إعطائهم التصريح الأمني”.

وأردف انه “قبل مدة عندما زار مستشار الامن الوطني محافظة نينوى، وقال إن من الان فصاعداً سيتوقف العمل بالتصريح الامني، لكن في الواقع لم يتمكن المواطنون من تسيير اي معاملة من دون ورقة التصريح الامني”.  وبخلاف ما ذكره النائب، يعتقد النائب السابق، محما خليل، في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “الغاء التصريح الامني يشكل تهديدا على امن المحافظة”، مردفا “لكن الروتين السائد الذي أدى الى تأخير إصداره، جعل المواطنين في حالة استياء منه”.

ووفقا لخليل، فان “الهدف من فكرة التصريح الامني هو انشاء معلومات عن الناس التي تفاعلت مع التنظيمات الارهابية، لكن استغلال هذا الموضوع حال دون تحقيق ذلك”.

واختتم خليل حديثه بان “التصريح الامني لو استخدم بصورة صحيحة لكان بإمكانه تصفيه الارهابيين المحليين، وإبعادهم من الدخول الى الموصل، لكن جهات نافذة ابتزت المواطنين لتحقيق ارباح مالية عبر تلك الورقة”. 

*****************************

ص 5

“قناة الجيش”..  من مشروع حلم جميل

إلى كابوس يقض مضاجع البغداديين!

بغداد – وكالات

قبل نحو تسعة أعوام، أعلنت السلطات العراقية انها ستقدم على تنفيذ مشروع ترفيهي ضخم على جانبي “قناة الجيش”، من شأنه تغيير وجه بغداد، ما راود الكثيرين من سكان العاصمة حلم التنزه والاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة ووسائل الترفيه المتعددة للأطفال والكبار على حد سواء!

إلا أن السنوات مرت تباعا دون تحقيق هذا الحلم، الذي تحوّل إلى كابوس بعد أن أصبح المشروع حاضنة جديدة للنفايات والأنقاض الكبيرة ومياه المجاري.

مواطن من سكان منطقة بغداد الجديدة المقابلة للمشروع، يقول في حديث صحفي أن “الانقاض ترمى يوميا في موقع المشروع”، مبينا أن “المشروع أصبح مكباً للنفايات والأنقاض ومأوى للكلاب السائبة، وأن المكان برمته بات يشكل خطرا على السيارات التي تعبر الشارع الرئيس ليلاً، والتي تواجه النفايات المتراكمة والظلام. وقد حصلت حوادث سير عديدة جراء ذلك”.

وتعد “قناة الجيش” ممرا مائيا صناعيا متصلا بنهر دجلة، تم تدشينه أول مرة عام 1961 في عهد الزعيم عبد الكريم قاسم. وتبدأ القناة من منطقتي “سبع أبكار” و”السيفية”، وتجري نحو شرق بغداد ثم إلى جنوبها، حتى تصب في “نهر ديالى” بمنطقة الرستمية.

في حزيران 2011، أحالت أمانة بغداد تطوير القناة إلى شركتي “المقاولون العرب” المصرية، و”الغري” العراقية بكلفة 146 مليون دولار ضمن خطة لتطوير العاصمة.

وباشرت الشركتان العمل في المشروع، الذي يمتد على طول 23 كيلومترا، بدءا من كري القناة، وغلق المياه الآسنة التي كانت تصب فيها، فضلا عن إكسائها بالحجر ذهابا وايابا، وانشاء مساحات خضراء على جانبيها.

ويتضمن عقد المشروع، إقامة 21 موقفا للسيارات و12 نفقا و16 ملعبا للأطفال واللياقة البدنية و4 مسابح مع ملحقاتها كافة و4 مسارح صيفية، و11 مطعما صغيرا و40 كشكا، ونصب 4700 مصطبة للجلوس، وزراعة اعداد كبيرة من الاشجار التي تتحمل حرارة الجو، فضلا عن منظومات ري حديثة تعمل بالتنقيط وغيرها.

وكان من المقرر إنجاز المشروع في عام 2013، إلا أن التنفيذ ظل متواصلاً حتى عام 2015 حين غمرت مياه الأمطار بعض مناطق شرق القناة، فاضطرت أمانة بغداد إلى صرف المياه في القناة، ما تسبب في تخريب الجزء المنفذ من المشروع، وتوقف العمل إلى حين تخصيص أموال لاستئنافه من جديد!

وفي 11 حزيران الماضي، قال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، في مؤتمر صحفي عقد ببغداد، إن كلفة مشروع قناة الجيش تجاوزت مليار دولار، مضيفا أن كشفه لهذه الحقيقة سيزعج بعض السياسيين من بينهم أصدقاؤه!

من جانبه، يرى عضو لجنة الخدمات والإعمار البرلمانية، عدي شعلان، أن “أبرز أسباب إهمال مشروع القناة وتحويله لمكب نفايات، يتمثل في الفساد وسوء الإدارة وعدم وجود رقابة على المشاريع الإستراتيجية، التي تصرف عليها ملايين الدولارات”، مضيفا في حديث صحفي أن “هناك عوامل كبيرة خلف إهمال المشروع، لكن العامل الابرز هو الفساد والصفقات المشبوهة”.

وأوضح شعلان، أن مجلس النواب يعتزم تشكيل لجنة خاصة للتحقيق في أسباب إهمال هذا المشروع، الذي صرفت عليه “أموال خيالية” طيلة الفترة الماضية.

 

**************

 

في الكوت.. شكاوى

من تردي الانترنيت

الكوت – وكالات

شكا عدد من المواطنين في مدينة الكوت، تردي خدمات الاتصال والانترنيت المقدمة من شركات الاتصال، مشيرين في حديث صحفي، إلى أن هذا التردي ازداد خلال الفترة الأخيرة في ظل الحاجة إلى خدمة الانترنيت للتواصل مع منصات التعليم الالكتروني. وشدد المواطنون على أهمية أن توجه الجهات الحكومية المختصة، شركات الاتصال بإطلاق خدمات الجيل الرابع بشكل فعلي مطلع العام الجديد، لافتين إلى ان الشركات حددت باقات الانترنيت بحزم معينة مع ارتفاع أسعارها مقابل زيادة سرعتها “الأمر الذي لم يتحقق، بل تراجع كثيرا”، بحسب قولهم.

 

*************

 

النفايات تزاحم البضائع في سوق النجف!

النجف – طريق الشعب

شكا لفيف من الكسبة وأصحاب المحال التجارية في سوق مدينة النجف، تراكم النفايات في طرقات السوق وأمام المحال، الأمر الذي يشوّه المكان الذي يقصده زائرون من الداخل المدينة وخارجها، وكذلك يؤثر سلبا على الواقعين الصحي والبيئي.

وقال علي حسين، وهو أحد الكسبة في السوق، إن النفايات باتت تعيق حركة المتبضعين، فضلا عما تخلفه من روائح كريهة وأوبئة، مطالبا عبر “طريق الشعب”، مديرية البلدية بمعالجة هذه المشكلة من خلال رفع النفايات بانتظام، وتوفير أعداد كافية من حاويات جمع الأنقاض.

 

***************

 

صيادو السمك في الفاو يشكون  قلة الدعم

البصرة ـ وكالات

شكت جمعية الصيادين في قضاء الفاو جنوبي البصرة، عدم تلقي صيادي السمك دعما من الجهات الحكومية، خاصة في ما يتعلق بالوقود.

وقال رئيس الجمعية، بدران التميمي، إن “سعر الوقود المباع من وزارة النفط إلى زوارق الصيد، يصل إلى 90 ألف دينار للبرميل الواحد، بينما يقوم الصيادون بشرائه من السوق السوداء عبر زوارق صيد الدول المجاورة بـ25 أو 30 ألف دينار”.

وأوضح التميمي في حديث صحفي، أن “من أبرز المشكلات التي تواجه صيادي السمك في ممارسة مهنتهم، هي ان الحكومة لا تبيع لهم الوقود بأسعار مدعومة حتى عند انخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية”، مطالبا وزارة النفط بدعم صيادي السمك بالوقود، من اجل زيادة الإنتاج، وبالتالي خفض أسعار الأسماك ليتسنى لجميع شرائح المجتمع شراؤها.

 

**************

 

في المثنى

مناطق “آل عبس”

تفتقر للطرق والمياه!

السماوة – وكالات

نظم أهالي مناطق “آل عبس” شرقي محافظة المثنى، الثلاثاء، وقفة احتجاجية طالبوا فيها بتحسين الخدمات الأساسية في مناطقهم، مشددين على أهمية الإسراع في تصليح الطرق وتوفير المياه.

وفي حديث صحفي، ذكر عدد من أهالي المناطق، أن وقفتهم هذه تهدف إلى إيصال صوتهم للجهات ذات العلاقة، كي تقوم بواجبها في توفير الخدمات بشكل عام، مبينين أن مناطقهم تسكنها خمس عشائر.

ولفتوا إلى أنهم كانوا قد ناشدوا، أكثر من مرة، المسؤولين الحكوميين معالجة مشكلاتهم الخدمية “لكن مناشداتنا لم تجدِ نفعا”، مؤكدين أن مطالباتهم ستستمر حتى تتم الاستجابة لها، وبخلاف ذلك سيضطرون إلى نقل وقفتهم لمركز المحافظة.

 

****************

 

في العمارة

خسائر بسبب جسر!

العمارة – وكالات

أبدى العديد من أصحاب المركبات في مدينة العمارة، استياء من تردي حال “جسر السدة” أو ما يعرف بـ “جسر المحافظة”، مبينين في حديث صحفي، ان المفاصل الحديدية للجسر تحتاج إلى إعادة صيانة، بينما تحتاج أرضيته إلى إكساء جديد.

وأوضح أصحاب المركبات، أن مفاصل الجسر تحولت إلى مطبات عميقة حادة، ما أضر بمركباتهم وكبّدهم خسائر فادحة، مشيرين إلى أن هذا الجسر يستقبل يوميا أعدادا كبيرة من السيارات، وان عدم صيانته تثير الاستغراب!

 

***************

 

في صحراء الزبير

مدرسة توشك على السقوط فوق رؤوس التلاميذ!

الزبير ـ وكالات

ناشد أهالي منطقة “صليلي” التي تبعد عن قضاء الزبير غربي البصرة 90 كيلومترا، الجهات المعنية، إنقاذ مبنى “مدرسة التآلف الابتدائية المختلطة”، المهدد بالانهيار نتيجة لتقادمه، ما يشكل خطرا على حياة التلاميذ والكادر التعليمي.

وبحسب وكالات أنباء، فإن هذه المدرسة شيدت عام 1995 في تلك المنطقة الصحراوية، وبدأت تفقد ملامحها تدريجيا حتى صارت تقترب من الانهيار.

فهي متهالكة وبلا سياج وتخلو من الأبواب والشبابيك. ويصف أهالي المنطقة، هذه المدرسة بـ “المنسية”، مبينين أن سجلاتها لم تدوّن فيها زيارات لمسؤولين في التربية أو الحكومة المحلية. 

عكلة الجشعمي، أحد سكان المنطقة، ذكر في حديث صحفي، أن الأهالي كانوا قد بادروا إلى إعمار مبنى المدرسة لغرض توفير مكان لتعليم أطفالهم، موضحا انه بالرغم من ذلك فإن المدرسة لا يمكنها المقاومة أكثر وهي في وضعها الحالي مفتقرة لمجمل الخدمات في ظل ظروف جوية قاسية.

فيما تحدث المواطن جاسم الحميدي، عن معاناة معلمي المدرسة، وقلقهم على أنفسهم وتلاميذهم من انهيار السقوف على رؤوسهم في أي لحظة، داعيا إلى إنشاء مدرسة جديدة في المنطقة من أجل مواصلة التعليم، ودرء الخطر عن التلاميذ.  ولفت الحميدي إلى أن المدرسة تعطل دوامها بشكل نهائي خلال أيام الأمطار، لصعوبة  الوصول إليها وخوفا من انهيارها على التلاميذ.

 

***************

 

أمام أنظار وزير المالية ومدير مصرف الرشيد

نحن لفيف من المتقاعدين في محافظة النجف، نشكو تضررنا من الإجراءات غير الصحيحة التي يتخذها مصرف الرشيد و”شركة النخيل” في عملية تبديل بطاقات “كي كارد” بأخرى جديدة من نوع “ماستر كارد النخيل”.

والمصرف يستوفي من كل متقاعد مقابل هذه العملية، 15 ألف دينار، في حين تستقطع “شركة النخيل”، مبلغ 10 آلاف دينار من المتقاعد، اثناء تسليمه راتبه، ولا نعلم ما سبب هذه الاستقطاعات ولا نعرف شيئا عن مصيرها!

إنّ هذه الاستقطاعات غير منصفة بحق شريحة المتقاعدين، التي خدمت البلد طوال سنوات عمرها. لذلك نرجو من وزير المالية ومدير مصرف الرشيد، متابعة هذا الأمر واتخاذ ما يلزم من إجراءات حياله.

عن لفيف المتقاعدين

محسن عزيز

 

****************

 

 

الناصرية.. ارتفاع أسعار المواد الغذائية وتراجع حركة البيع

الناصرية – وكالات

أفاد العديد من تجار المواد الغذائية في مدينة الناصرية، بارتفاع الأسعار، تزامنا مع ارتفاع صرف الدولار أمام الدينار العراقي.

وأوضح التجار في حديث صحفي، تابعته “طريق الشعب”، أن اغلب المواد الغذائية ارتفعت أسعارها، ومنها الرز الذي بلغ سعر الكيس الواحد منه 50 ألف دينار، بعد أن كان بـ 38 ألفا، والسكر الذي ارتفع من 31 إلى 40 ألف دينار.

وأضافوا أن السمن النباتي ارتفع من 14 إلى 25 ألف دينار، والحمص الناعم من 15 إلى 25 ألف دينار والحمص الخشن من 40 إلى 55 ألف دينار، فيما ارتفع كيس الفاصوليا من 48 إلى 60 ألف دينار.

ووفقا للتجار، فإن بقية المواد الغذائية سجلت ارتفاعا واضحا، مشيرين إلى تراجع حركة البيع والشراء وعدم قدرة المواطنين على التبضع في ظل هذا الارتفاع.

 

**************

 

مواساة

• تتقدم منظمة الحزب الشيوعي العراقي في هولندا وبلجيكا بأحر التعازي والمواساة إلى الرفيق العزيز جبار الشامي (ابو سارة) لرحيل أخته الفقيدة هناء عبد الغني إثر مرض عضال. الصبر والسلوان للعائلة الكريمة ولرفيقنا العزيز قوة الارادة في تجاوز هذه الفاجعة المؤلمة.

* تنعى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الناصرية، بمزيد من الحزن والألم، وفاة الرفيق سيد طاهر سيد جاسم (ابو تضامن) الذي فارق الحياة، إثر مرض عضال. للفقيد الذكر الطيب ولأهله ورفاقه الصبر والسلوان.

* تنعى لجنة قضاء قلعة سكر للحزب الشيوعي العراقي، الرفيق طاهر السيد جاسم (أبو ثائر)، صاحب السجل الناصع والتاريخ المشرف، الذي فارق الحياة بعد معاناة مع مرض لم يمهله طويلا. للفقيد دوام الذكر الطيب ولأهله جميل الصبر والسلوان.

* تعزي محلية المثنى للحزب الشيوعي العراقي الرفيق صباح نعيم بوفاة ولده محمد اثر حادث مؤسف. للراحل الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.

 

 

**************

ص6

 

سجالات حكومية واتهامات متبادلة.. والبرلمان يفتح ملف الاستجواب

موازنة 2021 تُدخل العراقيين في نفق «الدولرة»

بغداد ـ طريق الشعب

قوبلت الدعوات الشعبية للاحتجاج على قرار رفع قيمة صرف الدولار الأمريكي أمام الدينار العراقي، بتحصين مقر البنك المركزي العراقي، وسط العاصمة بغداد، بواسطة قوات مكافحة الشغب. وعلى مبعدة أمتار لا تتجاوز أصابع اليد، عن بناية المركزي، أخذت أسعار السلع المستوردة في سوق الشورجة ـ أبرز مركز تجاري في العراق ـ تلتهب متأثرة بالارتفاع المفاجئ لأسعار صرف الدولار. وبدا سوق الشورجة، خالياً من المتبضعين، مع بدء التعامل بالسعر الجديد لصرف الدولار، صباح أمس الأحد. وحتى ساعة إعداد هذا التقرير مساء يوم أمس، مرّر مجلس الوزراء، في جلسته الاستثنائية، أكثر من نصف موازنة العام 2021. وذكر مصدر حكومي، ان “مجلس الوزراء أقر 20 بنداً من أصل 35، في مشروع قانون الموازنة العامة للعام 2021”.

وتضمنت مسوّدة مشروع قانون موازنة 2021، المسرّبة الى الاعلام، بينما ينتظر مجلس النواب ارسالها من الحكومة، تضمنت سعراً مفاجئاً في صرف الدولار حيث اقترحت الحكومة تثبيته بـ 1450 ديناراً للدولار الواحد. كما تضمنت خفض المخصصات الممنوحة لموظفي الدولة.

ووفق المسودة، فانه سيتم احتساب الايرادات المخمنة من تصدير النفط الخام على أساس معدل (42) دولارا للبرميل الواحد. وتتضمن ايضا فرض ضريبة على البنزين ووقود الطائرات بنسبة 20 ٪، وسيصبح سعر لتر البنزين العادي 540 دينارا بدلا من 450 دينارا، ورفع سعر وقود الكاز بنسبة 15 ٪. كما سيتم فرض ضريبة مبيعات 10 ٪ على جميع المولات التجارية والسكائر والسيارات والمشروبات الكحولية ومحلات الحلاقة الرجالية والنسائية.

الشارع “متفهم” للأزمة!

وتعقيبا على تلك التسريبات، قال وزير المالية عبد الأمير علاوي: إن “الشارع بات متفهما للوضع الراهن في البلاد”، فيما استبعد “انفجاره”. 

وقال علاوي في لقاء متلفز بثته فضائيات عدة، يوم السبت: إن الشرائح المعتمدة على “السلع المحلية” لن تتأثر بتلك الخطوة. بينما معروف عن الجهاز الانتاجي المحلي، لا يملك مرونة مناسبة، بل ربما تكاد تكون معدومة في إنتاج السلع، عدا أنواع من المحاصيل الزراعية.

الفقراء.. “المتأثر الأكبر”

لكن المستشار المالي لرئيس الوزراء، مظهر محمد صالح، دحض كلام الوزير بالقول: ان “المتأثر الأكبر من تخفيض سعر الصرف وفي الأحوال كافة سيكون ذوي الدخل المحدود والفئات الفقيرة والهشة في المجتمع”. وفسّر ذلك بأن “القوة الشرائية لمدخولاتهم بالعملة المحلية ستهبط بنسبة انخفاض القيمة الخارجية للنقود، بسبب ارتفاع الأسعار ولا سيما المستوردة الضرورية وهي السلع المنخفضة المرونة في الطلب عليها كالمواد الغذائية والضرورات والأدوية”.

ويقترح الدكتور صالح في حديث نقلته الوكالة الرسمية، أن تلجأ الحكومة الى “برنامج يعوض المتضررين من الطبقات الفقيرة والهشة والمحدودة الدخل”.

ويعلل وزير المالية اضطرار الحكومة الى تغيير سعر الصرف، بأن هذا القرار سيمنع احتياطات البنك المركزي من النفاد “بعد 6 أشهر”. ويشير الوزير الى ان “الفئات الفقيرة ستدعم في موازنة 2021”.

البنك المركزي يتبرأ

من جهته، أكد محافظ البنك المركزي مصطفى غالب مخيف، امس الأحد، أن وزارة المالية طلبت رسميا زيادة سعر صرف الدولار إلى 1450 دينارا، مبينا أن الاحتياطي العراقي من العملة الصعبة “لا يزال في وضع جيد”.

وقال مخيف، إن “وزارة المالية طلبت رسميا زيادة سعر الصرف إلى 1450 دينارا مقابل الدولار ما أدى إلى اضطراب السوق هذه الأيام”، مشيرا إلى أن “البنك المركزي طلب حضور وزير المالية لتبيان أسباب رفع قيمة صرف الدولار مقابل الدينار”.

وأضاف، أن “البنك الدولي كان قد طلب من العراق عام 2014 رفع سعر صرف الدولار إلى 1500 دينار”.

وتابع محافظ البنك المركزي، أن “ارتفاع سعر صرف الدولار أثر على السوق العراقية وستتضرر الطبقات الفقيرة ووزارة المالية هي المسؤولة عن دعم هذه الطبقات حيث ستضاعف مبالغ الرعاية الاجتماعية”.

القوة الشرائية تدخل الركود

وبدأت الاسواق المحلية تتوجس مرحلة الركود الاقتصادي إثر خفض قيمة العملة، وبالتالي فإن تقليص القوة الشرائية لا يضر سوى الفقراء.

يقول قيس حسن، كاتب وأديب: “وصلنا إلى النهاية، هذا ما يحصل اليوم. هدموا العراق طابوقة بعد طابوقة”.

ويضيف حسن في منشور على صفحته في “فيسبوك”، ان الحكومات المتعاقبة “هدموا كل شيء، ولم يتبق لنا ولهم سوى استقرار السوق وها هو يهدم على رؤوس الفقراء”.

ويعقب حسن على حديث وزير المالية، والذي ذكر فيه ان “الفقير لن يتأثر والغني الذي يأكل المستورد هو من يتأثر.. هذه إجابة تكفر بكل قواعد الاقتصاد، بل تسخر من عقل الانسان”.

ويشير حسن الى أن “العامل الذي يحصل على ٢٠ حاجة بـ ١٥ الف دينار، سيحصل على ١٠ حاجات إن بقي أجره على حاله. بينما الغني الذي يحصل على ٢٠٠ حاجة بدخله، سيحصل عليها ولو ارتفع سعرها، ببساطة لأنه غني”.

ويخلص حسن الى ان “كل ارتفاع بالأسعار يمس أولا الفقير، هذا ما درسناه في الاقتصاد”.

تظاهرات ترفض “التعويم”

وبينما ترفض أوساط سياسية وثقافية وشعبية تخفيض القدرة الشرائية للدينار، وتثبيت سعر الصرف السابق، حاول الوزير علاوي، طمأنة تلك الاوساط بأن حكومته بصدد اتخاذ إجراءات لخلق نوع من التوازن في “سلم الأسعار”.

وتضمنت دعوات التظاهر، التي تبنها أوساط عدة، شعارات تطالب بـ”مساواة جميع المصارف والبنوك في حصة بيع العملة، وشفافية البيع، ومنع الحكومة من إجبار البنك على تعويم العملة”. كما شددت على “منع الحكومة من تخفيض رواتب ومستحقات الموظفين، ومحاربة الفقراء في أقواتهم”.

وفيما وصف ناشطون في مجال حقوق الانسان والحريات، حكومة الكاظمي بأنها “حكومة الفشل الاقتصادي، وحكومة الاقتراض والتعويم والأوراق السوداء”.

ومن المرجح أن تنطلق التظاهرات اليوم الاثنين في ساحة التحرير، وسط بغداد، وفي ميادين الاحتجاج بالمحافظات.

ويبرر علاوي توجه الاجراءات نحو الموظفين في القرارات الاقتصادية الجديدة بـ”كونهم يشكلون الجزء الأكبر من حجم الموازنة”، مبينا أن “مئة تريلون دينار سيصبح العجز في الموازنة لو بقينا دون اية خطوات استباقية”. 

ويشير الى ان “120 في المائة من الموازنة تذهب لرواتب الموظفين، وان كلفة التقاعد ستزيد بنسبة 40 في المائة بموازنة 2021”.

والقطاع العام في العراق هو صاحب العمل الاكبر مع نحو أربعة ملايين موظف، بالإضافة إلى ثلاثة ملايين متقاعد ومليون شخص يتقاضون مرتبات الرعاية الاجتماعية.

سلة الغذاء تشتعل

وذكر حيدر صالح، مدرس، انه تفاجأ بالارتفاع المفاجئ لبعض المواد الغذائية في السوق، مبينا ان سعر طبقة البيض وصل لـ8 الاف دينار، بعد ان كان يتراوح بين 5 ـ 6 آلاف.

وزاد صالح في حديث لـ”طريق الشعب”، يوم أمس، انه قام بشراء عبوة زيت عباد الشمس بـ2500 دينار، مرتفعا عن 1500 دينار، في اليومين الاخيرين.

خمسة بدائل

وجرى بناء موازنة العام المقبل على حجم يصل إلى (150) تريليون دينار، وبعجز يصل إلى (58) تريليون دينار. وقد اقترحت اللجنة المالية في مجلس النواب “خمس خطوات” على الحكومة، لتقليل نسبة العجز.

وقال رئيس اللجنة البرلمانية النائب هيثم الجبوري، يوم امس، إن “هناك خطوات أخرى لخفض نسبة العجز في موازنة العام المقبل”، مشيراً إلى أن “الحكومة إذا نفذت جميع التزاماتها خلال هذا العام، فقد يصل حجم العجز المتوقع إلى 49 في المائة في الموازنة، أما إذا قامت ببعض الخطوات التقشفية، فيمكن أن تتراوح نسبته بين 40 إلى 42 في المائة”.

وأضاف أن “الحكومة مطالبة بالعمل على خطوات اكثر فاعلية، فالعراق بحاجة إلى جدولة بعض الديون الخارجية، والتحرك لإعادة حصة العراق ضمن (أوبك)، وأتمتة الضرائب والجمارك، وتفعيل الجباية وإيجاد موارد أخرى لتحسين الوعاء الضريبي أو الرسوم، وبقية الأمور بحسب القوانين النافذة”.

95 في المائة من السلع “ستتأثر”

ويقول النائب عن تحالف الفتح، احمد الكناني، إن “الاسواق العراقية تستورد 95 في المائة من المواد والبضائع  التي يحتاجها العراقيون”، مضيفا انه “مع ارتفاع الدولار بمعدلاته الحالية، سينعكس بشكل مباشر على القيمة الشرائية للمواطنين ضمن شريحة الفقراء والمتعففين”. وشدد الكناني على ضرورة حماية المواد الاساسية، وخاصة الغذائية “لتفادي ارتفاعها كونها على تماس مباشر بحياة الفقراء وهذا حل أول”.

استجواب الحكومة

وأثار قرار تخفيض قيمة الدينار العراقي أمام الدولار بنسبة 18 %، حالة من الجدل والاستياء داخل مجلس النواب.

وأعلن مقرر اللجنة المالية في البرلمان، أحمد الصفار، أن أغلب الكتل الكبيرة تدعو إلى استجواب حكومة الكاظمي في البرلمان “بل تذهب حتى إلى سحب الثقة من الحكومة” بحسب قوله.

وقال الصفار، إن أكثر من 10 نواب، طالبوا خلال جلسة مجلس النواب يوم السبت،  باستجواب الحكومة وسحب الثقة منها، بسبب تخفيض قيمة الدينار أمام الدولار، وما يعقبها من تداعيات اقتصادية “إضافة إلى الفقرات التي تمس الموظفين في مشروع موازنة 2021”.

**********

وقفة اقتصادية

الكهرباء اللغز!

ابراهيم المشهداني

في هذه الايام تزداد أزمة انقطاع التيار الكهرباء عن بيوت العراقيين بشكل لافت، وعلى مدى سبعة عشر عاما تحولت الأزمة الى لغز محير عجزت الحكومات المتعاقبة على تفسيره وتخليصه من عقدة أوديب، على الرغم من سنوات الرخاء في الموارد التي دخلت إلى خزينة الدولة والتي انتقلت بقدرة قادر إلى خزائن الفاسدين الذين راهنوا على صبر العراقيين غير آبهين بصرخاتهم الاحتجاجية.

إن هذا اللغز عبارة عن أزمة مستدامة ناتجة في الأساس عن حزمة من العوامل التي تدور نفسها في كل عام بسبب عمليات فساد وهدر في الأموال المخصصة لإنتاج الطاقة، فقد كشف التقرير الصادر عن اللجنة البرلمانية المشكلة لدراسة أوضاع الكهرباء، أن مجموع المبالغ  المخصصة لوزارة الكهرباء للفترة بين 2005 و2019 بلغت 81 مليار دولار، وأن الفرق بين المبلغ المصروف من مجموع القروض الدائنة للوزارة كان أكثر من مليار دولار خاصة وأن اعتماد الوزارة على القروض الخارجية مع عدد من المؤسسات المالية الاجنبية ومن ضمنها البنك الدولي في تمويل بعض مشاريعها والتي وصل مبلغ ضمان الدين السيادي إلى عدد من الشركات الاجنبية والمحلية 5 مليارات دولار، كما أن الاختلاف بين التخصيصات السنوية المصروفة لوزارة الكهرباء والمصروفات الفعلية المثبتة في سجلاتها مقارنة مع التخصيصات السنوية والمثبتة في وزارة التخطيط بلغ وفقا لتقرير اللجنة 8،7 تريليون دينار.

وكشف التقرير بوضوح عن عمليات الفساد وهدر هذه الأموال في إبرام عقود فاشلة بعيدا عن جوهر متطلبات العملية الانتاجية الرشيدة في قطاع الكهرباء ومنها على سبيل المثال العقد المبرم مع شركة جنرال الكتريك الذي كلف الوزارة 6 مليار دولار   لإنتاج 7 الاف ميكا واط عبر شراء محطات توليد ولكن ليس بصيغة تعاقد التجهيز والنصب والتشغيل كما هو دارج في العقود الأصولية في مثل هذه الحالات وأيضا في سوء العقود المبرمة مع بعض الشركات الاستثمارية (بسماية وشمارا).

 والأمر الآخر الذي يقف وراء فشل انتاج الطاقة هي أزمة الوقود التي تحتاجها الوزارة سواء الإشكالية مع وزارة النفط وتعسر التنسيق بين الوزارتين مما اضطر الحكومة إلى الاتفاق مع إيران بتجهيزها بالغاز لديمومة عمل المحطات الغازية وما يصاحب ذلك في بعض المواسم من تقليص هذه الامدادات من الوقود والطاقة المستوردة منها التي تصل الى 1300 ميكا واط  وغالبا ما تحصل الأزمة في التجهيز عندما يتخلف العراق عن تسديد التزاماته البالغة 2،5 مليار دولار حاليا، مع العلم أن استيراد الطاقة  حسب إعلان الجهاز المركزي لوزارة التخطيط  قد ازداد في الربع الأول من عام 2020 بنسبة 35 في المائة مقارنة بالربع الأول من عام 2019 .  

إن سوء التخطيط يعد من العوامل التي ألحقت هدرا كبيرا بالأموال المخصصة لإنتاج الطاقة وأتاحت الفرصة لإبرام العقود الخارجة عن القوانين والأنظمة وأنتجت ثروات متضخمة للعناصر البيروقراطية المعشعة في الوزارة، ولأجل تجاوز هذا الفشل المستدام يستلزم منها الانتقال الى مرحلة جديدة وتغييرا في إجمالي مفاصل عملها من خلال:

• ربط استراتيجيات إنتاج الطاقة الكهربائية بالاستراتيجيات التنموية وسياساتها ومتابعة تحقيق قدر أعلى من التكامل بين هذه الاستراتيجيات وبالخصوص معالجة توفير الوقود بالتنسيق مع وزارة النفط فيما يتعلق بالغاز وزيت الغاز عبر التوجه لتحقيق الكفاية من الإنتاج المحلي.

• تصحيح تصاميم المدن وقوانين البناء وفقا للتصاميم التي يتوجب أن تضعها الدولة بما يتماهى مع التصاميم العالمية مع الأخذ بعين الاعتبار مواصفات العزل الحراري لتخفيض مستوى استهلاك الطاقة الكهربائية وإعادة النظر باستيراد الاجهزة الكهربائية الاقتصادية في استهلاك الطاقة.

• استكمال المشاريع المتوقفة التي تعمل بطاقتها التصميمية قبل وبعد 2003 لتمكينها من الحصول على 1400 ميكا واط، فضلا عن إعادة تأهيل المحطات الحرارية وإنشاء وحدات جديدة في هذه المحطات الموجودة لقلة تكاليفها وطول عمرها الانتاجي.   

*********

 

 

ص 7

 

الشباب الأكثر تعرضا للمخاطر

فرنسا: قرابة 400 ألف مشرد

رشيد غويلب

أصدرت مؤسسة آبي بيير الفرنسية المهتمة بملف المشردين ونقص المساكن، دراسة حول وضع المشردين في البلاد، أشارت الى تضاعف عدد المشردين منذ عام 2012. وأن عددهم وفق أحدث المعطيات وصل الى 300 ألف. ويعيش أكثرهم في مساكن طوارئ. وهناك قرابة 30 ألف منهم يعيشون في الشوارع. وتعد أزمة عام 2008 المالية من العوامل الرئيسية في مضاعفة عدد المشردين. ومنذ ذلك الحين، لم يعد بإمكان العديد منهم دفع إيجار مساكنهم، ونتيجة لذلك تفجرت عمليات الإخلاء القسري. وكان عام 2019 عامًا وصلت فيه الأرقام الى حالة قياسية، حيث تم طرد 16700 شخص من مساكنهم. بالإضافة إلى ذلك يمكن ملاحظة أن الطبقات الاجتماعية الدنيا تزداد فقرا، وأن ظروف العمل تزداد خطورة. وأصبح الحصول على مسكن بالحدود الدنيا، لكثير من الناس، غاية في الصعوبة، فضلا عن قيام مؤسسات مثل السجون أو مستشفيات الأمراض النفسية أو دور الشباب بطرد نزلائها دون تقديم المساعدة المطلوبة. وغالبًا ما ينتهي الأمر بهؤلاء المحتاجين الى الشارع. ولا يجب نسيان أن فرنسا غير قادرة على توفير أماكن نوم مناسبة لآلاف اللاجئين. وبالإضافة إلى الأعداد التي احصتها الدراسة، يمكن إضافة 100 ألف من الذين يعيشون فيما يشبه الثكنات العسكرية. وهناك عشرات الآلاف يعيشون بشكل مؤقت عند الأصدقاء أو العائلة. ويعيش 400 ألف شخص في شقق انتقالية غير مستقرة. لذا فإن عدد الحالات التي لم يتم الإبلاغ عنها مرتفع للغاية.

الأكثر تضررا

ويعتبر اللاجئون أكثر هذه المجموعات تضررا، الى جانب أغلبية من الرجال العزاب، مع تصاعد مستمر لنسبة النساء والعوائل في السنوات الأخيرة. والخطر ينال الشباب بشكل استثنائي، فإذا لم يتمكنوا من العثور على وظيفة بعد إكمال الدراسة، او التأهيل المهني، فيمكن أن ينحدروا بسرعة كبيرة إلى عالم التشرد.

لقد ارتفعت الإيجارات بشكل متزايد، بحيث لا يستطيع ذوو الدخل المحدود في كثير من الأحيان تحملها. ومنذ أن تولى الرئيس إيمانويل ماكرون مهام منصبه، خفضت الدولة معونات السكن، وكذلك بناء مساكن اجتماعية جديدة. وضمان المعيشة الأساسي أصبح غير كاف على الإطلاق. ونتيجة لذلك تتسع الفجوة بين أسعار الإيجارات والدخل. ولمواجهة هذه المشكلة، يرى المختصون ضرورة بناء 150 ألف مسكن اجتماعي جديد كل عام على الأقل.

اثار كورونا

وفي سياق الإجراءات المرتبطة بمواجهة الوباء، أنشأت الحكومة المزيد من الملاجئ. وهذا يعني أن العديد من الأشخاص الذين كانوا في الشارع لفترة طويلة حصلوا أخيرًا على مكان للنوم. ولكن في الوقت نفسه، ونتيجة للأزمة، فإن المزيد والمزيد من الناس يتصلون برقم الطوارئ الخاص بالمشردين لأنهم فقدوا وظائفهم ومنازلهم. وهناك خشية أن يتصاعد هذا الاتجاه في الأشهر المقبلة.

“مكافحة الفقر”

في نهاية عام 2018، قدم ماكرون “خطة لمكافحة الفقر” بقيمة 8,5 مليار يورو. ولكن بعد أن ضغطت احتجاجات “السترات الصفر” على الحكومة، تم توظيف معظم هذه الأموال لرفع الأجور المنخفضة. ونتيجة لذلك، انخفض الفقر بشكل طفيف في عام 2019. لكن هذا الانخفاض لا يعوض الاتساع الانفجاري للفقر في 2018 بسبب خفض إعانات الإسكان عموما، وإعانات الإسكان الاجتماعي بشكل خاص. وتخلى ماكرون مؤخرًا عن وعوده خلال الحملة الانتخابية باستبدال أشكال الضمان الاجتماعي المختلفة بدخل أساسي.

كان أحد الوعود في ملف الإسكان السعي لتطبيق مفهوم “الإسكان أولاً”. كانت هذه فكرة جيدة، لأن الأولوية هنا هي تقديم شقق خاصة بالمشردين في أسرع وقت ممكن حتى لا تستمر المشكلة عبر ملاجئ الطوارئ. لكن ما يتم عمله حاليًا هو عكس ذلك تمامًا.

وفي هذه الأثناء استمرت واتسعت الاحتجاجات ضد السياسات الاقتصادية والتنظيمية الليبرالية الجديدة التي تستمر حكومة الرئيس بتنفيذها. وأخيرا وقعت اشتباكات خطيرة في باريس ومرسيليا ومدن أخرى بين المتظاهرين وقوات الطوارئ التي نشرتها وزارة الداخلية. واحترقت سيارات في العاصمة واعتقل 42 شخصا بشكل مؤقت. وجاءت الاحتجاجات التي اخذت طابعا وطنيا تلبية لنداء النقابات العمالية ضد السياسة الاجتماعية للرئيس إيمانويل ماكرون، وضد عنف الشرطة وقانون “الأمن الشامل” الجديد الذي خططت له الحكومة.

 

*************

 

10 قتلى في اشتباكات “حكومية” وسط مقديشو 

مقديشو ـ وكالات

اندلع اشتباكات عنيفة يوم أمس، وسط العاصمة الصومالية مقديشو، بين عناصر من القوات الحكومية، قتل على اثرها 10 أشخاص على الاقل، وأصيب آخرون، أغلبهم من القوات المتقاتلة. 

ونقل وكالات أنباء عالمية، عن شهود عيان، قولهم إن "الطرفين استخدما مختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة، خلال الاشتباكات التي استمرت ساعتين"، وأشاروا إلى أن "سبب النزاع يعود إلى خلاف على ملكية أراض".

وتدخل محافظ إقليم بنادر وعمدة العاصمة مقديشو، عمر محمد محمود فنش، ومسؤولون عسكريون، لإيقاف القتال الدائر بين القوات الحكومية.

كما كشف الموقع وفقا لمصادر مطلعة، أن طرفي الصراع المتورطين في القتال، الذي شاركت فيه السيارات الحربية، هما ضابطان في الجيش.

هذا ولم تذكر أية مصادر رسمية الخسائر الناتجة عن القتال حتى الآن.

 

***************

 

"الطلاب في مقدمة

الصراع السياسي"

متابعة “طريق الشعب”

"الطلاب في مقدمة الصراع السياسي".. الشعار الذي رفع على يافطة من التظاهرة الطلابية في "يوم الغضب الطلابي"، في بيروت، والتي انطلقت عصر يوم السبت تحت شعار "لأجل وقف دولرة الأقساط، ولأجل جامعتنا الوطنية"، من شارع الحمرا أمام مسرح المدينة. مع هتافات "وحد صفك وحد صفك وكتفي بكتفك". وشارك في التظاهرة أهالي الطلبة في الخارج، لعدم تمكنهم من تحويل الدولار الى أبنائهم لتحصيل علمهم. وعند وصول التظاهرة إلى المدخل الرئيسي للجامعة الأميركية، منعت عناصر القوى الأمنية، طلاب الجامعة من الدخول، فيما أطلقت عناصر مكافحة الشغب قنابل الغاز المسيل للدموع، وحاولت اعتقال عدد من الطلاب.

 

**************

 

الصحة العالمية

تعلن تفشي “كورونا الجديدة” في 4 دول

جنيف ـ وكالات

أكدت منظمة الصحة العالمية، أمس، رصد تفشي السلالة الجديدة من فيروس كورونا، الذي تم اكتشافه في بريطانيا، مؤخرا، في ثلاث دول أخرى.

وقالت الخبيرة الأمريكية المتخصصة في الأمراض الطارئة المعدية، ضمن برنامج الطوارئ الصحية والمدينة التقنية لمواجهة جائحة فيروس كورونا في المنظمة التابعة للأمم المتحدة، ماريا فان كيرخوف، في حديث مع الـ “بي بي سي”، إن “تلك الدول هي الدنمارك وهولندا وكذلك أستراليا حيث سجلت حالة إصابة واحدة بالسلالة الجديدة”.

وأطلقت المسؤولة تحذيرات من أن “السلالة الجديدة ذات قدرة متزايدة على التفشي”، مؤكدة أن “الدراسات جارية للكشف عن مدى هذه القدرة”.

وشددت على ضرورة “بذل قصارى الجهد لمنع انتشار السلالة الجديدة”، موضحة أنه “كلما توسعت رقعة تفشي الفيروس كلما زاد خطر ظهور طفرات جديدة منه”.  وأبدت فان كيرخوف قلق منظمة الصحة العالمية إزاء ظهور سلاسل جديدة من كورونا، مؤكدة أن خبراء المنظمة مستمرون في دراسة السلالة الجديدة، بهدف زيادة معرفتهم بشأن قدرة الوباء على التغير.

وأعلنت السلطات البريطانية عن رفع درجة التأهب الوبائي في العاصمة لندن، وجنوب شرقي إنجلترا حتى أعلى مستوى على خلفية ظهور السلالة الجديدة من كورونا التي أقر وزير الصحة مات هانكوك، يوم أمس، بأن تفشيها خرج عن السيطرة.

 

****************

 

مع اعلان بايدن النصر.. استمرار التوترات في امريكا

بقلم: فلاديمير پروخفاتيلوف

ترجمة: عادل حبه

في الرابع عشر من كانون الأول، انتخبت الهيئة الانتخابية الأمريكية جوزيف بايدن رئيساً للولايات المتحدة. ومع ذلك، فإن القول بأن حمى ما بعد الانتخابات في أمريكا قد خفت، سيكون ضربا من قبيل المبالغة. وعلى وجه الخصوص، كانت علامات هذه الحمى هروب الشركات ذات التكنولوجيا المتقدمة، التي كانت تعتبر في السابق من أنصار الديمقراطيين، إلى تكساس “الجمهورية” المتمردة.

واقترح رئيس حزب تكساس الجمهوري ألين ويست، رداً على قرار المحكمة العليا الأمريكية برفض دعوى مراجعة نتائج الانتخابات، إقامة “اتحاد دول” يلتزم بمبادئ الدستور الأمريكي. وفي الوقت نفسه، نأى ويست نفسه عن الدعوات الانفصالية، قائلاً إن “تكساس يجب أن تقود أمريكا، لا أن تنفصل عنها”. فأمريكا بحاجة إلى تكساس لقيادتها وليس الانفصال. في حين صرح عضو مجلس النواب بتكساس الجمهوري كايل بيدرمان في اليوم نفسه في مقابلة مع قناة فوكس نيوز إنه يعتزم تقديم مقترح بإجراء استفتاء على انفصال تكساس عن الولايات المتحدة.

يبدو أن عدداً من الشركات الكبيرة سمعت هذه الكلمات وأعلنت عن نقل مقارها وأنشطتها من وادي السيليكون في كاليفورنيا إلى تكساس، في هذه الولاية التي حصل ترامب على جميع الأصوات الانتخابية الـ 38.

في الأول من كانون الأول، قررت ولاية كاليفورنيا التي صوت 55 ناخباً من هذه الولاية لصالح بايدن، نقل قسم شركة HP، Hewlett Packard Enterpriseمن كاليفورنيا في 8 كانون الأول إلى تكساس، وأعلن الرئيس التنفيذي لشركة Tesla Elon Muskالانتقال من كاليفورنيا إلى تكساس. وفي وقت سابق وصف ماسك إجراءات كاليفورنيا بشأن قيود فيروس كورونا بأنها “فاشية”، ودعا سلطات كاليفورنيا إلى “إعادة الحرية الملعونة إلى الناس”. وفي 11 كانون الأول، أعلنت أوراكل، إحدى أكبر شركات المطورة للبرمجيات، أنها ستنقل مقرها الرئيسي من كاليفورنيا إلى هيوستن، عاصمة تكساس. وتتبع نفس النهج شركة SignEasyو QuestionProو DZSو Zohoو CBREو JetSuite. وهو نهج يثير الدهشة.

بشكل عام، بدأت في وقت سابق عملية نقل الشركات الكبيرة من ولاية كاليفورنيا “الديمقراطية” إلى ولاية تكساس “الجمهورية” في نهاية عام 2019، وأعلن عملاق الوساطة تشارلز شواب نقل أعماله من كاليفورنيا إلى تكساس. وتعمل شركة Appleو Googleأيضاً على توسيع وجودهما في تكساس. لذلك، قامت شركة Appleببناء حرم جامعي في أوستن مقابل مليار دولار في عام 2018، ونقلت تويوتا مقرها الرئيسي من جنوب كاليفورنيا إلى بلانو، إحدى ضواحي دالاس.

وأعلن جو لونسديل، الذي عمل بالتناوب في وكالة المخابرات المركزية والبنتاغون وفي شركة Palantir Technologies، انتقال شركته في عام 2020 إلى تكساس بدعوى أن شركته قد سئمت من “اليسار المتطرف غير المتسامح” في كاليفورنيا.

وفقًا للاستفتاء الذي أجرته وكالة TechRepublic Premium، فإن 70 بالمائة من الموظفين في مجموعة (FAANG، المكونة من Facebook، Apple، Amazon، Netflix، Googleستنقل قدراتها التكنولوجية من وادي السيليكون.

فهل ستؤثر الهجرة الجماعية المتسارعة للشركات العملاقة من وادي السيليكون (التي أنجبت بالفعل علامة تصنيف Valley Exodus) إلى تكساس بعد فوز بايدن في السباق الرئاسي على مصادقة الكونجرس الأمريكي على 538 صوتاً انتخابيًا، مما أدى إلى فوز بايدن بنسبة 306-232؟

في يوم إعلان نتائج الانتخابات من قبل الهيئة الانتخابية، هدد أنصار ترامب بتنظيم احتجاجات حاشدة؛ اتخذت ست ولايات وهي أريزونا وجورجيا وميتشيغان ونيفادا وبنسلفانيا وويسكونسن - إجراءات أمنية غير مسبوقة. في ميشيغان، حيث أبلغ أعضاء الهيئة الانتخابية عن التهديدات الموجهة ضدهم، تم إغلاق جميع المباني التشريعية أمام الزوار. وفي جورجيا، وضعت الجمعية التشريعية في الولاية تحت حراسة الشرطة، وفي نيفادا، تقرر إجراء التصويت في طريقة التداول بالفيديو. وقررت عدة ولايات إبقاء مواقع التصويت الانتخابي سرية، ورافقت الشرطة المندوبين إلى الاجتماعات.

ومع ذلك، فقد عقدت جميع اجتماعات الهيئة الانتخابية دون أي حوادث تذكر. وقامت مجموعة من أنصار ترامب، فقط في ولاية أريزونا حيث فاز بايدن، بتزوير بروتوكول الاقتراع الانتخابي. تم توثيق الوثيقة المزيفة التي أعطت 11 صوتاً انتخابياً لترامب وإرسالها بالبريد إلى واشنطن. وسرعان ما تم العثور على واضعي البروتوكول المزور، بينما صوت الناخبون الرسميون في أريزونا لصالح بايدن.

في السادس من كانون الثاني من كل عام بعد الانتخابات الرئاسية، يعقد الكونغرس الأمريكي اجتماعاً مشتركاً لفرز الأصوات الانتخابية وتأكيد نتائج الانتخابات الرئاسية. وبموجب قانون عد أصوات الناخبين لعام 1887، يمكن لأعضاء الكونغرس الاعتراض على نتائج التصويت الانتخابي في أية ولاية، بعد أن يقدم أحد أعضاء مجلس النواب وعضو في مجلس الشيوخ اعتراضاً ضدها، يجتمع المجلسان للبحث في هذا الاعتراض.

ويجب أن يصوت كلا المجلسين بالأغلبية البسيطة بالموافقة على الاعتراض. إذا ما أكد كلا المجلسين، الكونغرس والشيوخ، على الاعتراض، ولم يحصل أي مرشح على الأغلبية المطلوبة البالغة 270 صوتاً من أصوات الهيئة الانتخابية نتيجة للاعتراض، فإن التعديل الثاني عشر للدستور ينص على انتخاب الرئيس ونائب الرئيس من قبل الكونغرس. ويصوت مجلس المندوبين على انتخاب الرئيس، ويصوت مجلس الشيوخ على انتخاب نائب الرئيس.

وتولي صحيفة نيويورك تايمز أهمية بالفعل على السؤال التالي: “هل يستطيع الكونجرس قلب نتائج الهيئة الانتخابية؟”. علماً أنه لم يحدث قط مثل هذا الانقسام في المجتمع كما هو الحال الآن في التاريخ الأمريكي.

ترامب مصمم على مواصلة النضال من أجل عدم الاعتراف بنتائج الانتخابات. وإذا ما كان قد وعد في وقت سابق بالاعتراف بهزيمته بعد التصويت الانتخابي، فقد غيّر الآن تكتيكاته، وأصر على إرسال أصوات الناخبين الجمهوريين من الولايات المتنازع عليها إلى الكونغرس للتحقق منها.

وبالإضافة إلى ذلك، يحث ترامب وأنصاره على قضية الاتصال بأعضاء الكونجرس والمطالبة بإجراء تحقيق في تزوير الانتخابات، ولا سيما ما يتعلق بقرار محكمة ميشيغان الفيدرالية، التي سجلت عمليات تزوير جسيمة أثناء فرز الأصوات.

بالنسبة للديمقراطيين، فإن الوضع معقد بسبب حقيقة أن وسائل الإعلام ألغت الرقابة الذاتية على الانتخابات وبدأت في الحديث عن التحقيق الفيدرالي في هانتر بايدن.

وأوضحت صحيفة الواشنطن بوست سياسة هيئة التحرير هذه قبل فترة وجيزة من الانتخابات: “يجب أن نتعامل مع تسريبات هانتر بايدن كما لو كانت عملية استخبارات أجنبية - حتى لو لم تكن كذلك”، (ربما ليست كذلك).  وأعلنت قناة سي أن أن قبل الانتخابات على سبيل المثال، “انتشار شائعات مثيرة للشبهة حول هانتر بايدن”، ولكن بدأت بعد الانتخابات بالتحدث حول “كيف يحقق المدعون العامون الفيدراليون في مخططات أعمال هانتر بايدن”. وحدث الشيء نفسه في “عيد الغطاس” وفي نشرات أخرى.

يستعد أنصار ترامب لخوض معركة أخيرة لمراجعة نتائج الانتخابات. ومع اقتراب اجتماعات مجلسي الكونجرس والشيوخ في كانون الثاني القادم، سيصعد أنصار ترامب من هجماتهم على المشرعين. ومع ذلك، إن الخسارة المحتملة لن تجعلهم يتوقفون عن القتال. الانقسام بين أمريكا بايدن وأمريكا ترامب أعمق مما شهده هذا البلد من قبل. ففي 12 كانون الأول، غرد ترامب على التويتر قائلاً: “لقد بدأنا للتو في القتال! ..... لقد بدأنا للتو القتال!

 

 

** **************

 

ص8

 

طرحت معالجات بعيدا عن إلحاق الضرر بالفقراء

في بيتنا الثقافي.. ندوة «نوعية» حول الأزمة المالية والاقتصادية

بغداد – المركز الإعلامي للحزب الشيوعي العراقي

بالتزامن مع ما يمر به بلدنا من أزمة اقتصادية، مالية ومعيشية وشحة واردات النفط جراء انخفاض أسعاره عالميا وانخفاض انتاجه، وفيما تتضاعف نسب البطالة والجوع والفقر، أقامت اللجنة الثقافية في منتدى بيتنا الثقافي، صباح الخميس الماضي، ندوة نوعية، تناولت ورقتين تخصصيتين حول “الأزمة المالية والرواتب” و”الأزمة الاقتصادية والورقة البيضاء”.

في الورقة الأولى، “الأزمة المالية والرواتب” والتي قدمها الخبير المالي الدكتور ماجد الصوري، أشارت بشكل تفصيلي إلى سياسة الإيرادات والإنفاق بعد عام 2003، فضلا عن الموازنة العامة باعتبارها الأداة الأساسية لتوزيع الدخل، وغياب الشفافية في ظل غياب الحسابات الختامية وتعاظم الإنفاق الاستهلاكي في جميع المجالات.

وطرح الصوري، في رؤيا بحثية من خلال الورقة، مسار الاقتصاد العراقي، واستمرار الإصرار على الإدارة الخاطئة للاقتصاد، والتبذير الكبير في الموارد المالية، وعدم الالتفات بشكل جدي لعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلد، فضلا عن استعراض تفصيلي، بالأرقام الرسمية، لحسابات موازنة 2020.

وفي الورقة الثانية، “الأزمة الاقتصادية والورقة البيضاء” والتي قدمها الخبير الاقتصادي باسم جميل أنطون، استعرض من خلالها نبذة تاريخية عن الاقتصاد العراقي، انطلاقا من كونه أحد الاقتصادات الواعدة، فضلا عن ما يتمتع به من توازن كبير بين مساحته وعدد سكانه وموارده الطبيعية.

ويوضح أنطون، أن المسارات سارت عكس اتجاه الإعمار والبناء، عن طريق “الاقتصاد الطفيلي” الذي تبنته الأحزاب السياسية الطائفية والقومية والإثنية، وحولت من خلاله أموال العراق إلى خزاناتها الخاصة على حساب التنمية.

وذكر أنطوان أيضا، أن انتكاسات أسعار النفط، في اعوام 2008 و2014 و2019 – 2020، ساهمت هي الأخرى بهذا التراجع، والذي دفع حكومة الكاظمي الى تقديم “الورقة البيضاء” بعد أن دفع الشعب العراقي ثمن المزايا المالية التي تمتعت بها احزاب السلطة.

الخبير الصوري قدم استفاضة بحثية من خلال ورقته الموسومة “ المالية العامة وتوزيع الدخل في العراق” مبينا ما تعانيه عملية توزيع وإعادة توزيع الدخل في العراق من مشكلة أساسية، تتمثل في عدم عدالتها وعدم شمولها لفئات كبيرة من الشعب العراقي، انطلاقا من المادة الدستورية “النفط ملك للشعب”. باعتبار أن النفط هو المورد الأساس للإيرادات المالية للحكومة العراقية. وكان المفروض استغلال هذه العوائد لخلق قاعدة اقتصادية أساسية يمكن الارتكاز عليها في تقليل النتائج السلبية التي يمكن أن تحصل في حالة انخفاض العوائد النفطية، مع تحقيق العدالة في توزيع الدخل على أفراد الشعب.

سيادة مطلقة للواردات النفطية

ويرى الصوري أن سياسة الإيرادات لموازنات الحكومة العراقية بعد عام 2003، كانت في الغالب، السيادة المطلقة للواردات النفطية على الموارد الاخرى، حيث تبلغ حوالي 96-97 % من الإيرادات العامة، إذا ما اعتبرنا أن الجزء الأكبر من الضرائب يكون مصدرها الواردات النفطية. حيث بلغ إجمالي الايرادات النفطية من عام 2003 وحتى الآن، وحسب المعلومات التي تنشرها شركة سومو والمعلومات الأخرى حوالي ترليون دولار. اما الإيرادات الأخرى فعادة ما يتم تقديرها بأكثر من الإيرادات الفعلية، ونظرا لعدم وجود حسابات ختامية، فلا يمكن معرفة الحجم الحقيقي لإجمالي الإيرادات.

ويضيف الصوري، أن التسيب الكبير في تجميع وضبط الإيرادات غير النفطية، وخصوصا الضريبية، بما فيها المباشرة وغير المباشرة، قد أدى الى ضعف هذه الإيرادات، والسبب الأساس في ذلك تفشي الفساد الإداري والمالي، وعدم تطوير المهنية في هذه الاجهزة، وعدم استخدام البرامج المعلوماتية المتطورة في ضبط الإيرادات والنفقات، وينطبق ذلك على بقية الإيرادات من الرسوم والأجور التي تتقاضاها المؤسسات الخدمية الحكومية، إضافة إلى الأموال الأخرى المتعلقة بتصريف المنتجات وتقديم الخدمات الحكومية الأخرى، مثل أجور الكهرباء والماء وبيع النفط ومنتجاته في السوق الداخلية.

تعمد في اخفاء ارقام الإيرادات والنفقات

ويشير الصوري إلى أن الموازنة العامة للحكومة العراقية الأداة الأساسية لتوزيع الدخل الحكومي، ومن المظاهر الاساسية للموازنة العامة العراقية، هو عدم وجود شفافية في الأرقام، وهناك تعمد في إخفاء الكثير من الأرقام والمعلومات المتعلقة بالإيرادات والنفقات، وخصوصا فيما يتعلق بالإيرادات غير النفطية، فضلا عن عدم وجود حسابات ختامية، وعدم مناقشتها من قبل مجلس النواب، وحتى لو تمت مناقشة بعضها في مجلس النواب، إلا أنه لم يتم نشر نتائج هذا النقاش، ولم يتم نشر الحسابات الختامية حتى لو وجدت.

ويذكر أن تعاظم الإنفاق الاستهلاكي في جميع المجالات، وهي الطريقة التي استخدمت لتفعيل الطلب، دون وجود قاعدة إنتاجية للسلع والخدمات لتغطية هذا الطلب أو العمل على تنميتها. ولذلك تم الاعتماد، وبشكل مقصود، على الاستيرادات. وقامت الحكومات المتعاقبة بإضعاف القاعدة الانتاجية، بسبب المصالح الاقتصادية والسياسية لبعض الفئات المتسلطة، إضافة الى تفشي الفساد الإداري والمالي في جميع أجهزة الدولة، وفي النفقات التشغيلية والاستثمارية. فقد بلغ اجمالي الإيرادات النفطية، من عام 2003 وحتى نهاية شهرتشرين الثاني من عام 2020، حوالي ترليون دولار. عدا الموارد غير النفطية، والمنح، والقروض الداخلية والخارجية، التي تسلمها العراق خلال هذه الفترة والتي تتجاوز مبالغها 300 مليار دولار بكثير. مع العلم أنه لا توجد أي أرقام رسمية منشورة حولها، عدا بعض المصادر الأجنبية.

 أما إجمالي حجم موازنات الحكومة العراقية التي أقرها مجلس النواب، من عام 2004 وحتى عام 2020، عدا الموازنات التكميلية لبعض السنوات، فقد بلغت 1634.2 ترليون دينار، منها 1165.530 ترليون نفقات تشغيلية و468.667 ترليون نفقات استثمارية. إن هذه المبالغ، لو تم استخدامها بشكل رشيد، لاستطاعت أن تنهض بالعراق لتضعه في مصاف الدول المتقدمة والمؤثرة في العلاقات الاقتصادية الدولية.

عملية جراحية كبرى

ويلفت الصوري، أن العراق يمر الآن في ظروف غير مسبوقة، فبالإضافة إلى الصراعات السياسية وسيطرة السلاح المنفلت، وثورة الشباب على الأوضاع التي وصل إليها البلد، وغياب الدور الفعال لمؤسسات السلطة لتلافي التردي في جميع النواحي السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية، وبالاضافة الى ذلك، تكالبت المشاكل على العراق بالصراع الدولي على أراضيه وانتشار فيروس كورونا، الذي شل الحركة الاقتصادية والاجتماعية في البلد والعالم، وتدهور أسعار النفط الخام، المورد الأساس لتغطية النفقات الحكومية المتورمة والملتهبة، واستمرار الإصرار على الإدارة الخاطئة للاقتصاد العراقي، والتبذير الكبير في الموارد المالية، وعدم الالتفات بشكل جدي لعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلد.

كل هذه أدت الى الوصول الى هذه النتائج الكارثية، التي كانت متوقعة وتم التنبيه عليها منذ عام 2005، عن طريق كل الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية، بما فيها ما تم وضعه من استراتيجيات متكاملة في جميع المجالات، وبالمشاركة مع منظمات ومؤسسات دولية التجأ اليها العراق للمساعدة.

ان التراكم المستمر لسوء الإدارة المالية والاقتصادية منذ عام 2004 وحتى الآن، قد أدى إلى ما وصلنا اليه، وإلى تفاقم المشاكل إلى درجة كبيرة، لا يمكن السيطرة عليها إلا بإجراء عملية جراحية كبرى للوضع القائم، وباتخاذ إجراءات صارمة يستطيع العراق من بعدها التعافي من الوضع الحالي، ووضع القواعد الاساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية لقيادة العراق إلى المستويات العليا التي يستحقها، عن طريق استخدام كل الموارد البشرية والمالية والمادية بإدارة رشيدة متكاملة.

“ورقة بيضاء” تحمل معها تناقضاتها

ويذكر الصوري أن الورقة البيضاء التي قدمتها الحكومة الى البرلمان، رغم جميع التناقضات التي وردت فيها، وبعض الأفكار غير المتكاملة وغير المنسجمة مع الواقع العراقي، إلا أنها اقترحت بعض الحلول الجذرية الآنية والمستقبلية، حيث أكدت الورقة البيضاء التي قدمتها الحكومة الى مجلس النواب، على أن أحد أبواب الإصلاح المالي هو تخفيض نفقات الرواتب من 25% من الناتج المحلي الاجمالي الى 12.5%، ورغم أن هذا المقياس غيردقيق لأنه متغير، إلا أنه يعني حسب الظاهر تخفيض حجم الرواتب بنسبة 50%.

وفي نفس الوقت قدمت اللجنة المالية البرلمانية إلى الحكومة مقترح إعادة النظر بالرواتب والمخصصات والامتيازات للدرجات العليا، من أجل تخفيف العبء على الموازنة، وحل مشكلة العجز فيها، وعدم اللجوء إلى الاقتراض أو تخفيض قيمة الدينار العراقي، ذات الآثار الاجتماعية السيئة إلى درجة كبيرة على الاقتصاد والشعب العراقي، والتي قد تكون كارثية.

وأهم هذه الحلول الآنية هو تقليل النفقات التشغيلية. ومن الممكن تحقيق مثل هذه الخطوة بوقت سريع جدا، مع عدم المساس برواتب المستوى الادنى من الموظفين والمتقاعدين، من الدرجة الرابعة فما دون، إضافة الى التخلص من تعدد الرواتب للشخص الواحد، ومن رواتب الفضائيين. إن تحقيق هذه الخطوات وحدها ستؤدي الى توفير 25-30 ترليون دينار. وسيزداد التوفير في النفقات إذا ما تم تقليص النفقات الخدمية والسلعية وجميع النفقات التشغيلية الاخرى.

وقبل ختام الندوة التي قدمتها الأكاديمية الدكتورة جبرة الطائي، وحضرها الرفيق رائد فهمي، سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، والرفيق د. صبحي الجميلي عضو المكتب السياسي للحزب، طـُرحت العديد من المداخلات والأسئلة، تناولت غياب الرؤية الاقتصادية الاستراتيجية فضلا عن ضياع عشرات مليارات الدولارات، وضياع فرص ثمينة للتنمية وللانطلاق الفعلي لعملية الإعمار والبناء والاستثمار.

************

«طريق الشعب» وافتتاحياتها في أيادي المواطنين

طريق الشعب – خاص

نظمت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في مدينة الثورة (الصدر)، جولة إعلامية راجلة في شوارع المدينة وأسواقها.

ووزع المشاركون في الجولة، على المواطنين وأصحاب المحال التجارية، نسخا من “طريق الشعب”.

منظمة الحزب في المنصور، نظمت هي الأخرى جولات راجلة في منطقتي الوشاش والإسكان الغربي بجانب الكرخ من بغداد.

ووزعت المنظمة على المواطنين وأصحاب المحال التجارية ورواد المقاهي، نسخا من “طريق الشعب”، ومن مقالها الافتتاحي المعنون “معا لإسقاط منظومة المحاصصة والفساد”. كما شرحت لهم مضمون المقال، الذي دعا فيه الحزب إلى أن تكون ذكرى يوم النصر، حافزا لاتخاذ مزيد من الإجراءات في مكافحة الفساد والمفسدين.  

وفي السياق، أقامت هيئة المقرات للحزب في بغداد، طاولة إعلامية عند تقاطع “مستشفى ابن النفيس”.

ووزع كادر الطاولة على المواطنين، نسخا من “طريق الشعب” ومن مجلة “الثقافة الجديدة”. كما تجاذب معهم الحديث حول أهم المستجدات على الساحة السياسية في البلد، وموقف الحزب منها.

وفي النجف، أقامت خلية المدينة القديمة التابعة إلى لجنة حسن عوينة الأساسية للحزب، طاولتين إعلاميتين في شارعي “الصادق” و”الرسول” وسط المدينة.

ووزع كادرا الطاولتين، على المواطنين نسخا من “طريق الشعب”، ومن مقالها الافتتاحي المعنون “لا للعنف في العمل السياسي”، فضلا عن نسخ من مجلة “الشرارة”.

كما نظمت، لجنة الشهيد علي العذاري الأساسية للحزب، جولة راجلة في “شارع المثنى” وسط النجف، وزعت فيها على المواطنين نسخا من المقال الافتتاحي المذكور.

**********

اتحاد نقابات العمال ضيفا على شيوعيي الموصل

الموصل – طريق الشعب

استقبل مقر الحزب الشيوعي العراقي في مدينة الموصل، أول أمس السبت، وفدا من فرع اتحاد نقابات العمال في نينوى.

ورحب الشيوعيون بالوفد الزائر، الذي ضم رئيس فرع الاتحاد مقداد عبد الأمير، وأعضاء المكتب التنفيذي قصي جاجان ومروان عمر وأحمد زكي.

وخلال اللقاء، قدم الوفد نبذة عن نشاطات فرع الاتحاد بإدارته الجديدة المنتخبة أخيرا. وألقى الضوء على دور الاتحاد في تبني مطالب الطبقة العاملة، والتنسيق المشترك مع النقابات المهنية الأخرى.

كما شدد الوفد على أهمية أن يحصل العمال على الضمان الاجتماعي، وأن تطلق حملات توعية تعرّف بقانون الضمان الاجتماعي، الذي يتوجب أن يشمل جميع الشرائح العمالية.

سكرتير اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في نينوى، الذي كان في مقدمة مستقبلي الوفد، نقل من جانبه رؤية الحزب للعمل النقابي، الذي يجب أن يكون مهنيا تتحد فيه جميع الجهود من أجل تحقيق تطلعات الحركة العمالية وتعزيز دورها في بناء الوطن.

*********

في ذكرى شهداء تشرين

الشيوعيون ينظمون مباراة كرة قدم

بغداد – طريق الشعب

نظمت هيأة المقرات للحزب الشيوعي العراقي في بغداد، أخيرا، مباراة كرة قدم بين فريقي “نجوم قسم التخطيط” و”شباب الأبيض الكندي”، وذلك في ذكرى شهداء انتفاضة تشرين.

وشاهد المباراة التي جرت على ملعب “ساحة زمزم” في مدينة الثورة (الصدر)، جمهور من محبي كرة القدم.

وبعد منافسة محتدمة، تعادل الفريقان بأربعة أهداف لكل منهما، ليتم بعدها الانتقال إلى ركلات الترجيح، التي انتهت بفوز فريق “شباب الأبيض الكندي” على نظيره.

وفي الختام، وزع سكرتير الهيئة الرفيق جراح الصكر، جوائز تشجيعية على الفريقين.

**********

شيوعيو ديالى يزورون البيت الثقافي في بعقوبة

بعقوبة – محمود العزاوي

زار وفد من لجنة العلاقات الوطنية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة ديالى، أخيرا، البيت الثقافي في مدينة بعقوبة، وذلك للاطلاع على واقع عمله ومناقشة اسباب تجميد نشاطاته.

واستقبل القائمون على البيت الثقافي، الوفد بحفاوة وترحاب، ونقلوا لهم صورة عن وضع هذه المؤسسة الثقافية الرسمية، التي تعاني خلوها من المسرح والسينما وغير ذلك من مستلزمات العمل الضرورية، مبينين أن السبب في تجميد الفعاليات والنشاطات، هو ضعف التمويل.

الوفد، أكد من جانبه أهمية أن يكون للبيت الثقافي دور في تحريك عجلة الثقافة بمدينة بعقوبة، من خلال حصوله على تمويل يمكنّه من إقامة النشطات الثقافية.

**********

 

 

ص9

 

محمد البوعزيزي .. من شرارته اندلع الربيع العربي 

إعداد: طريق الشعب

شاب تونسي أضرم النار في نفسه يوم الجمعة 17 كانون الأول 2010 أمام مقر ولاية سيدي بوزيد احتجاجا على مصادرة شرطية عربته التي كان يبيع عليها الفواكه والخضر، بعد صفعها له.

وأشعل تصرف محمد البوعزيزي نار الاحتجاجات في المدينة، لتجتاح باقي مدن ومناطق تونس، ووصفه كثيرون بأنه مطلق شرارة ثورات الربيع العربي.

المولد والنشأة

ولد محمد البوعزيزي - واسمه الكامل طارق الطيب محمد البوعزيزي-  في 29 آذار 1984 بسيدي بوزيد، من أسرة تعاني من ضيق ذات اليد، وتتكون من تسعة أفراد، أحدهم معاق، وعمل والده بليبيا قبل أن يتوفى وطارق ما زال في الثالثة من عمره.

الدراسة والتكوين

تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة بقرية سيدي صالح، ولم تسمح ظروفه المادية بإكمال دراسته، واضطر للخروج الى سوق العمل في سن مبكرة لإعالة أسرته.

المسارفي صباح الجمعة 17 كانون الأول 2010 كان محمد البوعزيزي - بوصفه بائعا متجولا - يسوق عربته وعليها الخضر والفواكه في سيدي بوزيد، فاعترضت شرطية سبيله، وأرادت مصادرة عربته وبضاعته بمبرر أنه يبيع في مكان لا يسمح فيه للباعة الجوالين بالتجارة فيه.

ولما رفض سلوكها، وحاول ثنيها عن ذلك، دفعته وصفعته أمام الناس بحجة أنه تهجم عليها، فسألها، والحسرة والغضب يزلزلان كيانه، عن سبب سلوكها تجاه إنسان بسيط همه أن يعيل أسرته، وقرر بعدها أن يلجأ الى مسؤول في البلدية لتقديم شكوى في الشرطية التي أهانت كرامته، لكن دون جدوى، وهو ما زاد من نار غضبه، فقرر إحراق نفسه أمام مبنى البلدية.. (ساعة ونصف الساعة) حتى التهم الحريق جل جسده.

ونفت الشرطية أن تكون صفعته، لكن نفيها وتبرئة المحكمة لها لم يمنعا انتقال النار التي أحرقت البوعزيزي إلى منطقة سيدي بوزيد ثم كامل البلاد لاحقا، وتحولت الكلمة التي قالتها الشرطية له بالفرنسية “Dégage” -أي ارحل- إلى شعار لثورة شعب بكامله ضد رأس الدولة ونظامه طلبا للكرامة والحرية ورفضا للفساد.

في اليوم التالي لاحتراق البوعزيزي، خرجت احتجاجات لأهالي سيدي بوزيد للتضامن معه، وطالبت أيضا بحل إشكالات البطالة والتهميش والفقر.

اصطدمت الاحتجاجات مع قوات الأمن، وتوسعت رقعتها الجغرافية، ولم تنفع بعض القرارات الحكومية، وزيارة الرئيس زين العابدين بن علي لمحمد البوعزيزي في المستشفى في تراجعها، بل ازدادت وتحولت الى انتفاضة شعبية اجتاحت معظم مناطق تونس وصولا لقصر قرطاج، وأجبرت ساكنه الرئيس بن علي - بعد 23 سنة من الحكم - على ترك السلطة والهروب للخارج( السعودية) في 14 كانون الثاني 2011.

تكريم

أعلن عمدة العاصمة الفرنسية باريس بيرتراند ديلانو في الرابع من شباط 2011 عن إقامة تمثال تذكاري تخليدا للبوعزيزي، ووعد بإطلاق اسمه على أحد ميادين باريس، وعدّه “رمزا لكفاح تونس من أجل الديمقراطية والعدالة والحرية”.

واختاره البرلمان الأوروبي في 27 تشرين الأول 2011 للفوز بجائزة ساخاروف لحرية الفكر.

ورفض سالم أخو محمد البوعزيزي عرضين من رجلي أعمال لشراء عربة شقيقه التي كان يبيع عليها الخضر الفواكه، وفضل احتفاظ العائلة بها كذكرى لفقيدهم، أو وضعها في إحدى الساحات كمعلم في مدينة سيدي بوزيد.

الوفاة

توفي محمد البوعزيزي الثلاثاء في الرابع من كانون الثاني 2011 متأثرا بحروقه. وخلّف موته غضبا لدى الشباب التونسي، وأشعل جذوة الاحتجاجات ضد نظام بن علي، وأصبح سلوك البوعزيزي في الاحتجاج ورفض الظلم والإهانة محط تحليل، وتقليد كذلك، حيث تكررت حالة الاحتجاج بإحراق الذات أكثر من خمسين مرة في أكثر من بلد عربي.

***************************

 

الربيع العربي في ذكراه العاشرة 

الشعوب على وشك الانفجار من جديد

متابعة: طريق الشعب

قال مارتن شولوف، مراسل صحيفة (الغارديان) البريطانية في الشرق الأوسط في تقرير له، بعنوان “الربيع العربي في ذكراه العاشرة: غضب متفجر وأحلام محطمة”، إنه في مثل هذا الأسبوع منذ عشرة أعوام، أضرم بائع فواكه شاب يدعى محمد البوعزيزي النار في نفسه خارج مقر البلدية في بلدته في تونس، احتجاجا على مسؤولي الشرطة المحليين الذين استولوا على عربته ومنتجاته.

وانتشرت روايات العمل الصادم الذي قام به الشاب البالغ من العمر 26 عاما في جميع أنحاء وطنه، حيث وجد مئات الآلاف من الأشخاص، الذين تعرضوا للإذلال أيضا من قبل الدولة ومسؤوليها، الشجاعة لرفع أصواتهم.

ويضيف التقرير، أنه في الأيام الـ 18 بين قيام البوعزيزي بالتضحية بالنفس ووفاته، اندلعت الاضطرابات الاجتماعية الأكثر دراماتيكية في تونس منذ عقود، ما أدى إلى ركوع حكومة الديكتاتور زين العابدين بن علي وإجباره في نهاية المطاف على التنازل عن السلطة بعد 10 أيام من وفاة بائع الفاكهة.

ويقول إن ذلك كان بداية تغيير أكبر بكثير، إذ أثارت الأحداث في هذا البلد الساحلي الصغير ثورات في جميع أنحاء شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وأصبح موت البائع المغلوب على أمره رمزا للغضب الجماعي الذي حدد ملامح حقبة.

وتابع الكاتب أنه سرعان ما تحولت الاحتجاجات إلى ثورات، تجذرت عبر الولايات البوليسية في المنطقة. في مصر والبحرين واليمن وليبيا وسوريا، أصبحت الديكتاتوريات، التي كان يعتقد أنها حقائق حياتية منيعة لمواطنيها الذين عانوا طويلا، مجرد قشور ضعيفة.

ويقول الكاتب إن صرخات الاحتجاج تلك، التي سرعان ما عرفت باسم الربيع العربي، جاءت بمثابة صدمة غير عادية، إذ أزالت عقودا من السبات وسلطت الضوء على قوة الشارع وصوته.

ويضيف أن الانتفاضات كانت مدعومة بقدرة الناس على التنظيم بسرعة، غالبا عبر الهواتف الذكية وتطبيقات الإنترنت التي يسهل الوصول إليها والتي هزمت بسهولة هياكل أمن الدولة.

“لقد صممت هذه الأنظمة للتحكم في مجموعة محددة من التركيبة السكانية”، حسب ما قال إتش إيه هيليير، الزميل الأول في معهد رويال يونايتد للخدمات البحثية، للصحيفة.

وأضاف هيليير “لم يتم إعدادهم لمواكبة التغيرات الديموغرافية على الإطلاق. بحلول عام 2010، كانت قد مرت بالفعل سنوات من هذه الأنظمة الكهلة المتداعية، التي تحاول مواكبة هذه التغييرات الديموغرافية من ناحية، والتأكد من أن توزيع الثروة لا يزال مقصورا على القمة من ناحية أخرى. أضف إلى ذلك الحكم الاستبدادي المستمر، وشعاره “لا تضغط من أجل الحريات السياسية، لأننا حمايتك من الإرهاب”. اخلط تلك الأمور جميعا، تصبح لديك وصفة لكارثة كاملة”.

ويقول الكاتب إنه بعد فورة الأمل وزهوته، تحول الأمر إلى خيبة أمل عارمة. لا يزال الأسد في السلطة، واتخذت كل من روسيا وإيران وتركيا حصصا بارزة في الصراع الذي دمر منذ ذلك الحين جزءا كبيرا من سوريا وأجبر نصف سكانها على عبور الحدود أو النزوح داخليا.

كما عانت مصر من اضطرابات شهدت نهاية مبارك، الذي استبدل بحكم قصير للرئيس الإسلامي محمد مرسي، تلاه “انقلاب عسكري” للإطاحة بمرسي بقيادة عبد الفتاح السيسي، الذي أعاد فرض سلطة الحكم. الهياكل الأمنية المصرية تخنق الكثير من الحياة المدنية...

وبحسب مراقبين فإن الأسباب التي أدت إلى ثورات الربيع العربي تلوح في الأفق مرة أخرى، وبسبب الانتهاكات التي تمارس على الشعوب فإن الغضب يغلي في صدورها ويوشك أن ينفجر من جديد...

*********************************

 

شقيقة البوعزيزي تدعو إلى مواصلة النضال

تدعو ليلى البوعزيزي (34 عاما)، شقيقة الشاب الذي أضرم النار في جسده محمد البوعزيزي في تونس عام 2011 لتنتشر إثر ذلك احتجاجات عمت المنطقة في ما عرف بـ“الربيع العربي”، الشباب إلى مواصلة “التظاهر” والمطالبة “بحقوقهم”، إزاء الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به البلاد.

وتتحدّر ليلى من عائلة فقيرة، وقد غادرت سيدي بوزيد المهمشة، مهد ثورات “الربيع العربي”، في عام 2013 عندما كانت طالبة، واستقرت في كندا. في كيبيك، تحدثت عن نظرتها لبلادها والتحول الحاصل فيها خلال العقد الفائت.

وتقول ليلى، وهي تتذكر يوم وفاة شقيقها، إن الثورة لم تستجب لتطلعاتها لا سيما منها “الاقتصادية”. وتعبّر في الوقت نفسه عن أمل “في أن يتغير” الوضع.

ويوم أضرم شقيقها النار في جسده، سمعت ليلى، التي كانت طالبة في ولاية مجاورة، أن شقيقها تعرض للصفع على يد شرطية. وحين طلب التوصل إلى حلّ مع السلطات المحلية لاسترجاع بضاعته المصادرة “لم يحصل على إجابة”.

وتقول ليلى إن محمد كان “غاضبا جدا… لذلك جلب البنزين وأقدم على فعل ذلك”.

تهديدات

وتروي ليلى: “عندما قام أخي بحركته، تفجرت احتجاجات ضد النظام”، مشيرة إلى أن شقيقها كان يعاني من “الظروف نفسها” التي يعيشها العديد من الشباب. “لم يكن أخي الوحيد، هناك العديد من الذين لقوا حتفهم” وهم يطالبون بحياة أفضل.

على مواقع التواصل الاجتماعي، تلقت عائلة البوعزيزي “تهديدات عدة” بما فيها القتل، وتعرض أفرادها لمضايقات في الطريق من جانب معارضي الثورة، كما اتهموا بالاستفادة من وفاة محمد لتكوين ثروة.

وتقول ليلى: “كان الوضع خطيرا”. فانتقلت العائلة كلها إلى كندا حيث “اندمجوا جيدا”. وتعمل ليلى في شركة لصناعة مكونات الطائرات في كندا، ولا تزال تتابع أخبار تونس من بعيد والتحولات التي تشهدها.

وتقرّ ليلى بأنه رغم ما تحقق من انجازات في بلدها فان الحكومات المتعاقبة لم تتمكن من إيجاد حلول للوضع الاقتصادي الصعب. وتضيف: “في كل مرة ننتخب يقولون إننا سنغير، ولكن حال تمكنهم من السلطة لاشيء يتغيّر”.

قوّة كبيرة للتغيير

وتنتقد ليلى غياب الإصلاحات الضرورية التي لم تقم بها الحكومات، سواء في قطاع الصحة الذي يواجه مشاكل كثيرة، أو إصلاح الطرق وقنوات المياه لتفادي الفيضانات التي تودي بحياة أشخاص كل سنة.

وترتفع نسبة البطالة في الولايات الداخلية في البلاد وتتضاعف مقارنة بالمعدل الوطني الذي يبلغ 16 في المئة تقريبا.

وتعلّق ليلى: “ربما الوضع أسوأ حاليا”، لا سيما في ما يتعلق بمستوى العيش الذي تراجع بشكل ملحوظ لدى الموظفين.

وتؤكد أن العشرات من الشباب يحتجون بإضرام النار في أجسادهم سنويا في تونس، أو عبر هجرة غير نظامية.

وتتمنى ليلى أن يبقى “هناك من لا يتوقف عن التظاهر والتعبير من أجل التغيير”، مشيرة إلى أن محمد منح الشباب التونسي “قوة كبيرة لتغيير النظام”.

وتخلص “من المحتمل أن يستغرق ذلك أكثر من عشر سنوات. على الشباب أن يواصلوا التظاهر والتعبير ليتمكنوا من نيل حقوقهم”.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“أ ف ب” – 7 كانون الأول 2020 (مقتطفات)

*************************

 

ماذا بقي من الربيع العربي بعد عشر سنوات على انطلاقه؟

قبل عشر سنوات، انطلقت ثورات شعبية لم يتوقع أحد حدوثها في العالم العربي، وأثارت أحلاما بالحرية، قبل أن تتدحرج كرة الثلج هذه في معظم الدول التي انتقلت اليها وتحطم آمالاً كثيرة. لكن هذا الحدث التاريخي غيّر وجه المنطقة برمتها.

وشهد الشرق الأوسط انهياراً سريعاً لأنظمة بدا أن الخلاص منها مستحيل، قبل أن يعلن تنظيم الدولة الإسلامية إقامة “دولة الخلافة” على أراض واسعة من سوريا والعراق، وما لبث أن أفل نجمه بعد سنوات أثار خلالها الرعب في العالم...

غير أن روحية الثورة لم تمت بعد، وهو ما تجلى بعد ثماني سنوات في اندلاع موجة ثانية من الانتفاضات الشعبية في كل من السودان والجزائر والعراق ولبنان. وتعتبر لينا منذر، وهي مؤلفة ومترجمة لبنانية، أن شيئاً ما “في نسيج الواقع نفسه” تغير منذ اندلاع الثورات. وتقول “لا أعلم إن كان هناك ما هو أكثر إثارة للمشاعر أو نبلاً من شعب يطالب بصوت واحد بحياة كريمة”.

وتضيف “يثبت ذلك أن أمراً مماثلاً ممكن، وأنه يمكن للناس أن يثوروا ضد أسوأ الطغاة، وأن هناك ما يكفي من الشجاعة لدى الناس الذين يقفون ويعملون معاً لمواجهة جيوش بأكملها”.

شرارة تونس

بدأت شرارة “الربيع العربي” بعود ثقاب أشعله البائع المتجول محمد البوعزيزي بجسده ... وأثار ذلك غضباً واسعاً غير مسبوق. وانتشر على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

لدى وفاة البوعزيزي متأثراً بإصابته، كانت حركة الاحتجاج ضد الرئيس زين العابدين بن علي الذي بقي في السلطة لمدة 23 عاماً، عمّت أنحاء البلاد. بعد عشرة أيام، أجبر بن علي على الفرار إلى المملكة العربية السعودية. وفي الشهر ذاته، اندلعت احتجاجات مطالبة بالحرية والديمقراطية في كل من مصر وليبيا واليمن.

في ذلك الحين، كتبت الروائية المصرية أهداف سويف في صحيفة الغارديان البريطانية “أنظروا إلى شوارع مصر الليلة، هذا ما يبدو عليه الأمل”.

تسونامي

بعد سنوات من اندلاع الموجة الأولى، خرجت العام الماضي تظاهرات حاشدة في السودان والجزائر والعراق ولبنان. رفعت الاحتجاجات بعض الشعارات ذاتها التي رفعت قبل عشر سنوات وبينها “الشعب يريد اسقاط النظام”، ما أعاد إلى الذاكرة الثورات الأولى وأكد أن تأثيرها لا يزال قائماً بين الشباب العربي.

ويقول الأستاذ في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية التابعة لجامعة لندن أرشين أديب مقدم إن المطالب الرئيسية للتظاهرات ستعود وتخرج إلى العلن “في أقرب فرصة وكأنها تسونامي سياسي”.

ويظهر التاريخ أن الثورات تحتاج عادة إلى سنوات طويلة، غالبا ما تكون صعبة، لبلوغ نتائجها. إلا أنه ليس من السهل العودة عن التغييرات التي تطرأ على أشخاص شاركوا في تلك الثورات أو كانوا شهودا عليها.

وتقر لينا منذر أنه بغض النظر عما ينتظرها، فإن الطريقة التي تنظر بها الشعوب إلى قادتها أو إلى العالم أو حتى إلى نفسها، قد تغيرت إلى الأبد.

وتقول “عشنا فترة طويلة في عالم حاول أن يغرس فينا فكرة أن الفكر المجتمعي مشكوك بأمره، بل أن الفردية هي مرادف للحرية، لكن هذا ليس صحيحاً. الكرامة هي مرادف الحرية”.

دروس

وتضيف منذر “هذا ما علمنا إياه الربيع العربي، في أيامه الأولى المثالية. (...) ندفن الدرس أو نبني عليه، هو أمر يبقى أن ننظر فيه... لكن لا أتمنى بتاتاً أن أعود إلى الأيام السابقة”.

خلال السنوات الماضية، كان دائماً ينظر إلى “ثورة الياسمين” في تونس على أنها الثورة التي يجب الاحتذاء بها.

ويعتبر محللون أنه بالمقارنة مع الفشل في مصر والكارثة في سوريا، تبدو تونس وكأنها العلامة الفارقة في الظاهرة الإقليمية”.

ورغم أن الدولة الصغيرة في شمال إفريقيا بقيت أفضل حالاً من الدول الأخرى، إلا أن مكاسب ثورة 2010 لا تزال غير ظاهرة.

في مدينة سيدي بوزيد في وسط البلاد حيث كانت الشرارة الأولى التي أطلقت التظاهرات، يقول أشرف عجمي (21 عاماً) إن “شعار الثورة كان “عمل، حرية، وكرامة وطنية”. لكننا لم نر أيا منها”.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

“فرانس برس” – 17 كانون الأول 2020 (مقتطفات)

************************************

ص10

 

لهذا نناضل ضد العولمة الرأسمالية

د. إبراهيم إسماعيل

لم يمض وقت طويل على زلزال إنهيار المعسكر الإشتراكي حتى شددت العولمة الرأسمالية من جهودها كي تحدث نمطا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وإعلاميا واحدا وتفرضه على البشرية.

ورغم المساعي الخائبة لمنظريها لإعطائها سمة الظاهرة الموضوعية الناتجة عن التطابق بين البشر وحاجتهم لسياسات تتخطى الأعراق والثقافات، فإن العولمة، في الحقيقة، ليست سوى طور جديد من التوسع الرأسمالي المتوحش، يسعى الى تعميم الرأسمالية والترويج لقيم السوق والتجارة الحرة والانفتاح الاقتصادي والتبادل التجاري وانتقال السلع ورؤوس الأموال وتقنيات الإنتاج والمعلومات، وفق نظام مقّيد ومهيمن عليه من قبل الولايات المتحدة الامريكية، التي قامت، وحلفاؤها، من أجل تحقيق ذلك، بتحويل الثورة التقنية والمعلوماتية الى أهم مصدر من مصادر الثروة للرأسماليين، بغض النظر عما تسببه من خراب للبشر والبيئة والثقافات.

كما عمدت الى إنشاء التكتلات والمنظمات الاقتصادية والتجارية التي تمرّر من خلالها السياسات لصالح الرأسمالية العالمية كاتفاقية “الغات” وتكتل “النافتا” و”إيباك” ومنظمة التجارة العالمية وغيرها. وسخّرت التشريعات الدولية ومنظمة الأمم المتحدة وجميع المؤسسات التابعة لها كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة اليونسكو وحقوق الإنسان وغيرها لخدمة الرأسمالية العالمية وشرعنة سياسات الهيمنة ونهب الشعوب وسن مجموعة قوانين وانظمة لها العلوية على القوانين والانظمة المحلية. كما تم استخدام وسائل الدعاية والإعلام وشبكات الاتصال الحديثة، كالأقمار الصناعية والفضائيات والشبكة العنكبوتية وغيرها، لتحقيق هذه الهيمنة. وتكفي الإشارة هنا الى أن 65 في المائة من مجمل المواد والمنتجات الإعلامية والإعلانية والثقافية والترفيهية، عالميا، هي من إنتاج أو تحت سيطرة الولايات المتحدة.

ومن أبرز نتائج العولمة الرأسمالية المتوحشة تعاظم دور الشركات متعددة الجنسيات وهيمنتها على النشاط الاقتصادي في دول متعددة وإشاعة ثقافة استهلاكية موحدة، وتحكمها في النزاعات الاجتماعية داخل كل بلد وعلى الصعيد العالمي. وتشير لغة الإرقام الى سيطرة هذه الشركات على الاقتصاد العالمي حيث تفوق مبيعات شركة جنرال موتورز الإنتاج الاقتصادي لتركيا، وتعد شركة آي بي إم للإلكترونيات أكثر ثراءا من الاقتصاد الباكستاني. وفي ما تعود ملكية 172 شركة من مجموع 200 شركة عملاقة الى خمس دول هي الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، تستأثر 350 شركة كبرى لتلك الدول بما نسبته 40 في المائة من التجارة الدولية. وتسيطر هذه الشركات اليوم على 85 في المائة من قطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية و 85 في المائة من قطاع المبيدات، و70 في المائة من قطاع الحاسبات و60 في المائة من قطاع الأدوية البيطرية و35 في المائة من قطاع الأدوية الصيدلانية و34 في المائة من قطاع البذور التجارية.

وبموازاة إتخاذ الوحدة الاقتصادية للتشكيلة الرأسمالية طابعا عالميا، تمثل في سيادة علاقات الإنتاج الرأسمالية على الصعيد العالمي والوطني، مع الأخذ بالأعتبار إختلاف الأنماط وتفاوت مستويات التطور، أُحتكرت القوة العسكرية والاعلامية والتكنولوجية، وحُوّلت الى ذراع ضارب لمصالح الرأسمال العالمي، بغية فرض أفكار الليبرالية الجديدة، وتقليص الديمقراطية الاجتماعية في الدول المتقدمة وتهميش واقصاء القوى المنتجة ومنظماتها، وإضعاف مبدأ السيادة الوطنية، وحسم التناقض بين العمل ورأس المال في الدول النامية لصالح أنظمتها الإستبدادية وتفكيك هذه الدول وإعادة دمجها في التكتلات الاقتصادية الكبرى من موقع التابع، وفرض الهيمنة عليها وخلق إمتدادات دولية للنزاعات الطبقية الوطنية، توفر ذرائع “مشروعة” للتدخل الأجنبي المباشر في الصراع الطبقي على الصعيد الوطني.

وعبر تمزيق قوى الإنتاج في الدول الوطنية وتخريب وحدتها الطبقية، بتعزيز الهويات الفرعية والطائفية وإفتعال صراعات ثقافية وإشعال حروب أهلية، تم تخريب هذه الدول والهيمنة عليها بواسطة شرائح كومبرادورية تابعة. واتسعت، جراء هذه الجرائم، الفجوة بين أغنياء العالم وفقرائه ووقعت الدول المتخلفة في براثن التبعية نتيجة القروض والمجاعات والتصحر والأوبئة وغيرها، مضحية بإستقلالها السياسي كي تستمر بالحياة.

وتجدر الإشارة الى أن هناك في العالم 358 ملياردير يمتلكون ثروة تساوي ما يملكه أكثر من نصف سكان العالم وإن  20 في المائة من دول العالم تستحوذ على 85 في المائة من الناتج العالمي الإجمالي، وعلى 84 في المائة من التجارة العالمية وعلى 70 في المائة من الطاقة و75 في المائة من المعادن و60 في المائة من الغذاء، ويمتلك سكانها 85 في المائة من المدخرات العالمية، فيما يعاني مليار إنسان من الجوع ومليار من الأمية ويفتقد 3.1 مليار لمياه الشرب في الدول التي يسكنها 82 في المائة من البشرية وليس لها سوى 19.5 في المائة من رؤوس الأموال و8 في المائة من التجارة الدولية فقط!

وبديهي أن يقف اليسار العالمي، وفي طليعته الشيوعيون، مناهضاً بكل قوة لهذه العولمة المتوحشة ولنتائجها الكارثية، مدركاً لطبيعة التغييرات التي أحدثتها في طبيعة الصراع الطبقي وتركيبة القوى الاجتماعية ومواقعها. وبديهي أيضا أن لا يصبح ممكنا اليوم إعتماد اليسار كمنهج لأي كان، مالم يربط بين الديمقراطية السياسية والديمقراطية الاجتماعية، ليس على صعيد محلي فقط وإنما على الصعيد العالمي أيضا. ولن يكون هناك مستقبل واضح لقوى اليسار ما لم ترفض المساومة مع العولمة المتوحشة - مهما كانت ذرائع وظروف تلك المساومة – وما لم تربط بين برامجها من جهة وبين التضامن الأممي والديمقراطية والسعي لإعادة توزيع الثروة وفائض القيمة والسلطة على الصعيد الوطني والعالم من جهة أخرى.

وتجد الدعوات لبناء روابط فكرية مناهضة للعولمة المتوحشة بين أطراف اليسار إستجابات إستثنائية، وذلك لإقامة عولمة نقيضة، عولمة إنسانية، عبر الإستفادة بأقصى ما يمكن من الأستقطاب الهائل الذي تخلقه العولمة المتوحشة لتجسير العلاقة بين اليسار وقاعدته الاجتماعية، والجمع بين سياسات اجتماعية متعددة تضمن مصالح قطاعات واسعة من البروليتاريا والطبقة الوسطى، الذين تهدد مصالحهم اليوم العولمة الرأسمالية المتوحشة.

********************************

 

لنقرأ ماركس وانجلز معا

«الشيطان» الثوري

ثامر الصفار

في عام 1841، كانت الأمور تبدو جيدة لكارل ماركس، فهو في الثالثة والعشرين من عمره، يحمل لقب الدكتوراه بعد ان أنهى أطروحته في الفلسفة، ذائع الصيت كنجم فكري صاعد خصوصا في نطاق الأوساط الليبرالية الأكثر نفوذا في ألمانيا، وكان يمنّي نفسه بالحصول على منصب أكاديمي في احدى الجامعات بمساعدة صديقه برونو باور.

لم تستمر الأوضاع الجيدة، فبعد مضي عام واحد على اعتلاء الأمير الشاب فريدريك فيلهلم الرابع العرش الألماني، أخذت وعوده الإصلاحية بالتلاشي وتغيرت نظرته الإيجابية الى الفلسفة الهيغلية وأتباعها. وتجسد هذا العداء بتنصيب واحد من اشد خصوم هيغل، الفيلسوف المثالي فردريك شيلينغ، كي يقوم «بتحطيم بيضة التنين الهيغلية» ووضع الأساس لعملية تطهير داخل الجامعات الألمانية. وكانت واحدة من نتائج هذه الحملة تنحية برونو باور من منصبه الأكاديمي عام 1842، وبالتالي حرمان ماركس من أية فرصة أكاديمية.

لم يبق أمام ماركس سوى العمل في الصحافة، فقبل العمل محررا في الصحيفة الرينانية التي كان هدفها جذب «كل الشباب، الجدد، ذوي التفكير الحر ... والمواهب الثورية التي تمتلكها بروسيا وألمانيا». وعلينا ان ندرك أنها لم تكن مطبوعا شيوعيا، بل صحيفة خاصة لمواضيع «السياسة والتجارة والصناعة»، وكانت ممولة من قبل الطبقة الرأسمالية في مقاطعة الراين، التي تعتمد بشكل أساسي على صناعة المنسوجات الناهضة، مما جعلها من أكثر المقاطعات المتطورة اقتصاديا في كل أوروبا.

سيبرز أمامنا سؤال: لماذا يوظف الرأسماليون شخصا مثل ماركس؟ جواب ذلك باختصار، هو رغبتهم في تسخير طاقة الشباب الراديكالي للضغط من أجل الإصلاحات الاقتصادية التي من شأنها أن تعود بالنفع على مصالحهم الخاصة داخل النظام الملكي. ولهذا السبب أيضا قدموا دعما خجولا لإصلاحات أوسع، مثل حرية التعبير والمزيد من السلطة الديمقراطية للهيئات التشريعية للمقاطعات التي لا أسنان لها، ضد السلطة الملكية.

زواج المصلحة هذا هو الذي جعل أحد المحامين الداعمين لتوظيف ماركس يكتب: «على الرغم من أن الدكتور ماركس شيطان ثوري، إلا أنه من أكثر العقول التي أعرفها قدرة على اختراق الصفوف».

في احدى مقالاته حول حرية الصحافة، كتب ماركس مهاجما سياسة المحافظين: «عندما يتم التشكيك في حرية معينة، يتم التشكيك في الحرية بشكل عام. عندما يتم رفض شكل من أشكال الحرية، يتم رفض الحرية بشكل عام ... تظل الحرية هي الحرية سواء وجدت تعبيرها في حبر المطبعة أو في الملكية أو في الضمير أو في التجمع السياسي».

لاحظوا، ان هذا الدفاع الصريح عن الحريات المدنية في ظل ظروف النظام الملكي البروسي القمعي قد وضع ماركس ضمن الجناح اليساري للديمقراطيين الألمان. لكنه من ناحية أخرى، كان لا يزال يؤمن بحرية الملكية. وهذا يعني انه، الى غاية تلك اللحظة، لم يكن يجد غضاضة في الملكية الخاصة. كان يعتقد، كما فعل هيغل، أن عدم المساواة في الثروة أمر مفروغ منه، وأن مهمة الدولة هي التخفيف من حالة عدم المساواة، ولكن ليس القضاء عليها بطريقة أو بأخرى. وان مهمة الفيلسوف - أو الصحفي - تصحيح إخفاقات الدولة من خلال النقد، الأمر الذي يتطلب صحافة حرة.

ومع ذلك، كما كتب بعد بضع سنوات في مقدمة مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي، سرعان ما وجد نفسه: «في موقف محرج من الاضطرار إلى مناقشة ما يعرف بالمصالح المادية. ان المناقشات التي جرت في مجلس مقاطعة الراين حول سرقة خشب الحطب وتجزئة ملكية الأرض ... أوضاع فلاحي منطقة الموزيل، وأخيراً المناقشات حول حرية التجارة ورسوم الحماية الجمركية، دفعتني في المقام الأول إلى تحويل انتباهي إلى دراسة القضايا الاقتصادية».

توصل ماركس، بعد أن سخر من جهله المبكر بالواقع الاقتصادي الذي يعيشه الجزء الأكبر من السكان، الى بضعة أمور أساسية: بدأ في فهم قوة الثروة في المجتمع؛ أخذ يطور من حالة تعاطفه مع الفقراء والمضطهدين؛ بدأ في فهم أن المواقف السياسية للحكام ترتبط بمصالح طبقتهم الاقتصادية، وبالتالي هناك أساس طبقي لكل حجة يطرحها أصحاب الثروات.

والاهم أنه رأى، لأول مرة، أن دوره لا يقتصر فقط على المشاركة في النقاشات الآيديولوجية، بل عليه اختيار موقعه في معركة ملموسة بين الطبقات. وهذا يعني بداية تحزبه للدفاع عن الفقراء والمضطهدين. بل إن مفهومه عن «الحق الطبيعي للفقراء في جميع البلدان» أخذ يثير التساؤلات حول شرعية الملكية الخاصة نفسها!

لقد أصبح واحدا من أوائل المثقفين الراديكاليين، بين معاصريه، الذين أدركوا الحاجة إلى ربط النقد السياسي بقاعدة جماهيرية ملموسة بين السكان.

مع ذلك، وكما يلاحظ الفيلسوف الفرنسي مايكل لوي بحق في كتابه نظرية الثورة في شباب ماركس: «يرى ماركس في فقر الفلاحين جانبه السلبي فقط: محنتهم واحتياجاتهم ومعاناتهم. ويمكن تفسير هذا الموقف من خلال بداياته الهيغلية (الروح النشطة مقابل المادة الخامدة)، ولكن يجب أيضا التأكيد على أن الهدف الفعلي لاهتمام ماركس في مقالات الصحيفة الرينانية هو فقر الفلاحين، الذي كان ولا يزال طوال القرن التاسع عشر، وهو قرن سلبي بشكل عام، وليس فقر العمال، الذي لم يظهر الجانب النشط منه بالفعل إلا في فرنسا وبريطانيا. وهذا هو السبب في خلو مقالات ماركس في الصحيفة من مفهوم البروليتاريا العالمية».

بعبارة أخرى، لا يزال ماركس يرى الفلسفة على أنها القوة المحركة للتاريخ (الروح النشطة)، حتى بعد ان أصبح مؤمنا بضرورة توظيف هذه الأفكار لصالح الفقراء (المادة الخامدة). وظل مؤمنا بفكرة أن المثقفين – حتى وإن تم طردهم من الجامعات، فأنهم كصحفيين ونقاد - سيغيرون العالم، من خلال قوة حججهم.

لم ير ماركس أي بديل لهذه الثنائية بين الجانبين السلبي والنشط للنضال السياسي لأنه، على الأقل في تلك المرحلة من التاريخ، لم يكن فلاحو راينلاند يحتجون للمطالبة بحقوقهم. لقد كانوا ببساطة ضحايا بحاجة إلى بطل. علاوة على ذلك، فان الطبقة العاملة في ألمانيا، حتى العمال في منطقة راينلاند المتطورة نسبيا، لم تظهر بعد جانبها النشط - أي قدرتها على المقاومة.

لنا ان تتخيل كيف كان العديد من ممولي الصحيفة يؤنبون أنفسهم على توظيف شيطان ثوري أصلا، على الرغم من أن موقف ماركس هذا كان بالنسبة للجماهير موقفا نخبويا.

لم تستمر الصحيفة بالصدور فقد أغلقتها الرقابة البروسية بحلول آذار عام 1843. ومرة أخرى، كان أمام ماركس خياران: إسكات قلمه، أو إيجاد مكان آخر يستطيع فيه التعبير عن رأيه. والخيار الأخير كان يعني المنفى. لهذا نجده يكتب إلى صديقه أرنولد روغه في كانون الثاني عام 1843: «لا يمكنني فعل أي شيء أكثر في ألمانيا».

انتقل ماركس إلى باريس، وهو حديث الزواج وعاطل عن العمل. وبمجرد وصوله إلى هناك، شرع في العمل على تسوية الحسابات مع هيغل وجذوره الهيغلية الشابة، وشكل شراكة مدى الحياة مع فريدريك أنجلز، وأصبح على دراية بأكثر حركات الطبقة العاملة راديكالية في العالم.

*****************************

ص11

 

في وزارة الثقافة: إقرار مشروع صندوق التنمية الثقافية

في وزارة الثقافة والسياحة والآثار، وخلال الاجتماع الاستثنائي الذي قدمته هيئة الرأي، قدم الأستاذ فلاح حسن شاكر مدير عام دائرة العلاقات الثقافية ثلاثة مشاريع لقوانين استراتيجية أهمها ما يتعلق بانشاء صندوق التنمية الثقافية الوطني، وذلك ضمن مناقشة الهيكل الجديد الذي سيتم اعتماده في الوزارة كما تم خلال الاجتماع استحداث تشكيل مركز معني بالتنوع الثقافي والعمل على توثيق المعلومات عن الثقافة العراقية كقاعدة بيانات رقمية ثقافية، وتشمل الاعمال الفنية واوصافها والقطع الاثرية المخزونة والمعروضة والمفقودة واعداد لوائح بالمبدعين الرواد والشباب.

****************

قصة قصيرة

سلام طويل الأمد

ساطع راجي

إستسلم، ترك جسده للكسل، غاصت سيقان الكرسي في التراب.. ومد ساقيه، ارتدى قبعته ونظر الى الدرب، مر قطيع سيارات مسرع، مر فصيل بط صاخب، عبرت نساء انيقات أمامه لوحن للريح بفساتين صيفية باردة، تذكر نساءه وسياراته وظل مستسلما، اراد ان يقول شيئا عابرا لكنه تكاسل، اراد ان يرفع ساقيه قليلا على اي شيء ثم توقف، مد يده الى كتاب قريب وتراجع، اقفل عينيه وحاول تذكر اغنية يدندنها بقية النهار، اغنية مناسبة لرجل مستسلم ترك جسده للكسل ويرغب برفع ساقيه على اي شيء ليتحرك الدم فيهما، حاول ان يتذكر اغنية لكنه فشل، ذاكرته تكاسلت، أراد ان يهش نحلة اقتربت منه، تذكر طيوره، ببغاواته وفواخته وديكته وهدهده الوحيد، رفع يده فضربت الهواء وهبطت مستسلمة على ذراع كرسيه، هربت النحلة، شعر بحرارة الذراع المكوية بشمس العصر، مد يده الى منديل كبير رطب، مسح وجهه بكسل ووضعه على ذراع الكراسي ثم استسلمت ذراعه فوقه، ازعجته الرطوبة، أراد التخلص من المنديل فتراجع، مر أمامه اطفال صاخبون صوبوا اليه حصى لم تصله، فتح فمه ليصرخ بهم وتكاسل، لم يخرج صوته، شفتاه كانتا متيبستين وجلدهما متشقق، رطبهما بلسانه، تألم، كانتا مجروحتين، عض اطراف الجلد المتيبس فسال دم، بصق، تعب مما فعله، قرر الاستسلام من جديد، عادت النحلة للاقتراب ثم ابتعدت قبل ان تلمسه، تمنى لو يقبض عليها بكفه، لم يحاول، مسح وجهه، تعب، هبطت الشمس، صار الهواء ابرد ولزوجة المنديل الرطب لا تطاق، رفع ذراعه ودفع المنديل عن ذراع الكرسي، تعب، سقط المنديل على الارض فأراد ان يرفعه، لكنه لم يفعل، عبره رجال يدخنون ويتحدثون بأصوات عالية، توقفوا قريبا منه واستمروا في الحديث، رغب في الانصات لكنه لم يفعل، كان مستسلما بهدوء للكسل، تشاجروا، تضاربوا، حطموا وجوه بعضهم بعضا، سال دم، فكر بالنهوض ولم يفعل، تدافعوا حتى اقتربوا منه، اراد ان يطلب منهم الابتعاد لكنه بقي صامتا، سقط احدهم على الارض وتفرق البقية بسرعة، حاول الساقط ان ينهض، ففشل أكثر من مرة، اراد هو ان يساعده ثم تراجع وبقي في مكانه، على كرسيه، مستسلما بهدوء للكسل، نهض المضروب وغادر، وبقي هو، عبره قطيع دراجات نارية صاخب، استنشق دخانا كريها، وبقي مستسلما بهدوء للكسل، أراد الغضب لكنه فكر: لاشيء يستحق الاسراف في العواطف، لا أحد يستحق الحب ولا الكراهية، لا مبرر لبقاء شيء ولا لزواله، عبرته كلاب وقطط وابقار ونساء جميلات وقبيحات ورجال شرطة ومخمورون ومصلون ولصوص وعمال المخبز القريب وعربات الطعام الرخيص وتلاميذ المدارس، كانت الشمس قد نهضت منذ ساعات عندما فتح عينيه وهو متعب، مازال عماله يبنون بيته، فكر بتحريك جسده او رفع ساقيه قليلا، اراد ابلاغ العمال ببعض الاخطاء التي يرتكبونها امام عينيه، اراد اخبارهم انه لا يحتاج الى بيت عملاق كهذا، لكنه رفع يده الى وجهه ليمسحه، عادت يده لمكانها، استسلم، اقترب الغروب، العمال ينهون يوم بناء آخر ويرحلون، ازعجه الكرسي، حاول التململ او تغيير جلسته، لم يتمكن،  النحلة تدخل أنفه وتخرج، تقف على شفته قرب الدم المتيبس، تطير، تدخل انفه، تخرج، تدخل أنفه...تخرج..تقف على شفته..تدخل أنفه..تخرج.. عماله يعودون لبناء بيته، النحلة تدخل وتخرج وتدخل.

*************

قصيدتان

د. هشام عبدالكريم

وهم

العيون الزرق

هي ليست

عيونا زرقا

بل إنعكاسات

بحر جميل

النمور

ليست نمورا

هذا ما علمتني

إياه القطط

البياض

ليس بياضا

هذا ما أكده السواد

النائم ليس نائما

هذا ما نصحتني

به الذئاب

المدينة

لم تعد جميلة ً

هذا ما أخبرني به الخراب

كلانا

اعرف انني

لست ُ وحيدا ً

حتى وإن ابتعدت

في براري الله الشاسعة

ثمة صديق مُتلبسني

يؤنسني في وحدتي

وينثر

على بساط روحي

ورود َ الطمأنينة

ويردد على مسمعي

- طب نفسا ً

أيها المُحَلق ُ عاليا ً

فلك السماء كلها

أيها الطائر الأبهى

كنت أضحك احيانا َ

من خطابه

الذي يذكرني

بأحد (السياسيين)

قميئي الوجوه والكلمات

وحينما يشعر بذلك

يروح هامسا ً في أذني

- اعرف انك غير مقتنع

واعرفك تسخر

في سرك مني

لكنني اعرف انني أحبك

كنخلة باسقة

في وطني الجريح

كالفرات الذي

أصابه الهزال

احبك

لأنك تحب الأشياء كلها

على الرغم من وحدانيتك

تحبهم ويؤذونك

تريدهم ويقصونك

ترفعهم ويخفضونك

يا ألله

من أية طينة خلقت ؟

احببتك

لأنك أحببتهم

لذا ساتعلق

بأردان قلبك ما حييت

**************

قراءة

(وجوه وحكايات) لـ حسن العاني

رنا صباح خليل

 

في كتاب حسن العاني “وجوه وحكايات” نتلمس منذ البداية الجمال عن قرب وبين السطور والتخلي بترفع، وفن صياغة المآزق الحقيقية والمقالب المحرجة بتذوق فني تغدو فيه الخفة صنوا للثقل، هو يستعيد ذكريات قلمه الصحفي كمن يروض الألم حتى يحببه لقارئه محولاً مرارة القساوة الى اللامبالاة على الرغم من اكتنافها للكثير من الخوف والضياع، كتاب يعلمنا أن نقول كل شيء أو الكثير منه بكلمة عابرة أو نص مكثف، وعليّ الاعتراف هنا إني لم أكن أعرف هذا الكاتب سوى قاصًا مهمًا وبارزًا من قصاصي العراق إلا أنني بعد أن قرأت كتابه هذا شعرت وكأني تعرفت على سيرته أو جالسته فحدثني بعفوية عن سنين مضت وأيام لن تعود، رغم أننا هنا لسنا أمام سيرة ذاتية بالمعنى الحرفي للكلمة، بل مجموعة من المقالات والنصوص والأعمدة الصحفية التي تضمت مشاهد ومواقف وتعريف بطباع وشخصيات، كتبها العاني منذ أوائل الستينات الى الألفية الثالثة بطريقة منمقة بشكل رهيف، توريات وكنايات تتدفق مع خفة قلم بأسلوب ماكر في بعض الأحيان، ساخر في البعض الآخر ومن المؤكد هي ليست كل ماكتبه إلا أنها تمثل بشكل من الأشكال واقعنا النفسي بكل همومه ومخاوفه وأحلامه وآماله، فشلنا قبل نجاحنا، خوفنا من السلطة، حرصنا على الصداقات الصادقة العميقة منها والسطحية، ذر التراب على هلعنا ونحن نواجه ما تبقى فينا من قوة لم تنكسر وأمل لم يتفتت بسبب بطش النظام أو اشتراطات الفقر والحاجة، والحفاظ على القيمة العليا للمهنية وازدراء قضايا التنصل عن المبدأ  التي نشعرها حين نقرأ  قراءة حرة  تتجاوز المكتوب في كل سطر منها، لنجد في هذه المقالات نهايات مباغتة تأخذنا نحو ذكريات مشتركة في جزء وجيز منها، ذلك أنها أوجه الحكايا الطويلة التي لامست رعيلاً من مثقفينا وأدبائنا في مراحل مختلفة من عمر العراق الذي أغدق تاريخه.. حكايا ومشاهد كانت آمال اكتمالها على وجهها،  وواقع ترسمها في قصص وأحداث مبتورة وكأنها سلخت من المعنى والضمير بصورة مبسطة مطواعة تذكرني بقول لغسان كنفاني مفاده أن ليس بالضرورة أن تكون الاشياء العميقة معقدة وليست بالضرورة أن تكون الأشياء البسيطة ساذجة.. إذ يقول: “إن الانحياز الفني الحقيقي هو كيف يستطيع الانسان أن يقول الشيء العميق ببساطة. “

وقد واجهت كتابات حسن العاني مصدات عديدة فيما ارتقى سلالم حفرت اسمه في مدونة الثقافة والإبداع.. مانحا الآخرين رخصة الدخول الى ابوابه ودهاليزه وهو الذي عرف بدماثة خلق ومعبأ بالحزن من دون ان يظهره الا ساخرا فكها قاهرا .

الكتاب ضم أبواب أربعة قسمها كاتبها إلى ( شخصيات سياسية وأدباء وفنانون وصحافة واعلام وشخصيات عامة) وجاءت مقالاته غضة طرية تصف الحالة العامة وتداعياتها على الحالة الخاصة للفرد والتي لا تخلو دائما من وجهة نظر تظهر على شكل طرفة مرتبطة بحدث لا ينسى في مخيلته وبما تحمله من أثر نفسي كبير كالشعور بالأسف أو الندم أو الخوف أو الدهشة أو الامتنان والثناء،  فهو يعرض الأحداث بتفاصيلها وإلتباساتها ولا يذكرها ذكرًا عابرًا على الرغم من أن مقالاته تميزت بقصرها فهو محدد بعمود وعدد من الكلمات التي كثفها صاحبها باتقان ملموس ودراية تختصر الطريق .

المؤلف لم يكن دَعيّا ولم يطلب بطولة من أي نوع لغرض التباهي أو إضفاء شرعية ما على مسلكياته اللاحقة لأي مقال يكتبه ولم يسخّر قلمه للتشهير بالآخرين بل تحدث عن مسيرة عمل في مجلة “ألف باء” وكتابة في الصحف مثل الزمان والصباح والصباح الجديد والحياة اليوم وصوت الآخر ومجلة الشبكة العراقية والكثير من الصحف الأخرى التي دوّن فيها تردده إلى جانب شجاعته وثباته، وانتظاراته وانكساراته وخيباته، ولعل هذا كما يقول إلياس فركوخ “يشكل بطولة وموقفًا يتوازيان مع كل أشكال استنفاد رصيد الماضي وإخفاقاته”.

وفي علمنا أن العمود الصحفي يتميز بتقديم الرأي في كل المواضيع المثارة في وقت معين مما يحتم عليه التصاقه بالاحداث الجارية مع اهمال المرجعيات والتوثيق بالتواريخ والامكنة وهذا ما تجاوزه العاني حفاظا على العمر الافتراضي للعمود بدلالة تأثرنا به في الوقت الحاضر الامر الذي يبين أن العمود الصحفي لدى العاني واضح المعالم ولا يشوبه الالتباس. انه يقدم حالة نقدية مبطنة لوضع يسعى لتغييره أو يلفت الانتباه نحو شخصية أدبية تأثر بها أو يعرض لأسماء  يلتمس فيهم نبوغا ويستبشر بهم خيرا  أو يؤرخ مواقف لسياسيين وأدباء وفنانين بل وحتى الناس العاديين.

************

محطات ثقافية

* للكاتب الإنكليزي دوغلاس دان، صدرت حديثاً مجموعة قصصية بعنوان “قرى غامضة” نقد وترجمة: سعيد الروضان، منشورات الورشة/ بغداد.

* “قراءات في السرد العراقي – زمن كورونا” كتاب جديد لحمدي العطار صدر حديثاً عن دار الورشة الثقافية- بغداد.

* شاكر السامر: بدعم من دار غاليري كلمات في إسطنبول/ صدرت رواية “صفحات الوداع” للأديب العراقي شاكر السامر، وبتصميم الفنان العراقي المقيم في السويد كريم سعدون. تعتمد الرواية التداعي المتداخل والمتكرر في اغلب فصول الرواية مما يجعلها ذات نمط متحرك قابل للازاحة والعودة الى مركز التشظي للسرد. وثيمتها شيء من الواقع السياسي والاجتماعي والعاطفي في العراق للفترة الزمنية 1970- 2003، لأبطال مختلفين في الرؤى والمواقف والمشاعر.

* ثائر هادي جبارة: صدر له كتاب بعنوان “في مآل النقد المسرحي” عن دار الفرات/ بابل. الكتاب يضم مقالات مسرحية لـ (23) ناقداً عراقياً تناولوا فيها العديد من العروض المسرحية التي قدم معظمها في مسارح بغداد في التسعينات.

* “شذرات إنسانية” كتاب لطارق احمد السلطاني / ط2/ مكتب زاكي للطباعة- بغداد. الكتاب دعوة مخلصة للتعايش بين الأديان واطياف المجتمع كافة. السلطاني يشير في هذا الكتاب وسواه من كتبه الأخرى بعبارة: “بحوث دولية”!

* كتابات جديدان للأديب سالم محسن صدرا مؤخراً. الأول مجموعة قصصة بعنوان “رمال ناعمة” والثاني مجموعة شعرية بعنوان “قالت الروح” وهما من اصدار مطبعة البصرة.

*************************

 

 

ص 12

للعولمة مآرب أخرى

عن “دار الينابيع للطباعة والنشر”، صدر أخيرا كتاب بعنوان “للعولمة مآرب أخرى”، من تأليف عبد الأمير شمخي الشلاه.

يقول المؤلف في مقدمة الكتاب: “في ظل العولمة تتحول وظيفة الدولة الرخوة إلى دور (الخفير) ليبقى اقتصاد الدول متخلفا وسيادتها منقوصة، بل مصادرة ليبقى الشمال غنيا والجنوب فقيرا، وتبقى هذه المعادلة الجائرة تعمل لصالح الرأسمال العالمي ومؤسساته الاحتكارية، ما لم تنتفض شعوب الأرض وتبني دولتها الوطنية ذات الاقتصاد الوطني والإرادة الوطنية.

ويقع الكتاب في 331 صفحة من القطع المتوسط.

 

**********

 

ليس مجرد كلام

أبناؤنا ومستقبلهم المجهول ..!

عبد السادة البصري

 

منذ اللحظة الأولى لدخول الطالب إلى المدرسة وهو يُمنّي النفسَ بمستقبلٍ باهرٍ وشهادةٍ جامعيةٍ يستفيد منها في حياته!

ويرسم الطالب شخصيته على وفق الشهادة التي يتمناها ليصقل موهبته بالدربة والمران والقراءة ثم يعززها بالشهادة الجامعية!

وقد تأتي الرياح ذات يوم بما لا تشتهي السفن!

وقد تتحطم الأحلام عند صخرة صماء!

وقد يأخذه التيار بعيدا عن مبتغاه! وقد تصادفه ظروف صعبة تقلب وجهة حياته رأساً على عقب! وقد.. وقد..

لكن أن يدرس ويتعب صيفاً وشتاءً موصلاً الليل بالنهار، ثم يتخرّج حاملاً شهادته الجامعية التي حلم بها، مؤطرا اياها بفرحته وفرحة عائلته ليعلّقها في غرفة الاستقبال .. دون أدنى فائدة منها، فتلك هي الصدمة الكبرى لكل واحد منا ؟! وهذا ما حصل ويحصل الآن.

فمنذ اكثر من سبع عشرة سنة وأبناؤنا الطلبة يتخرّجون بالآلاف من الجامعات والمعاهد الحكومية والأهلية ، ولا تعيين أو عمل، ليصبحوا عالة على أهلهم .. والطامة الأكبر طبعا إذا كانوا متزوجين!

 شبابٌ بعمر الورود حالمون بمستقبلٍ كبير، لكنهم يصدمون بجلوسهم عاطلين عن العمل، يتسكعون على الأرصفة ويقتلون الوقت في المقاهي واللعب، دون أدنى فائدة لهم ولعوائلهم، لأنهم اصطدموا بعقبة كأداء هي توقف التعيينات الحكومية ومحسوبيتها ومنسوبيتها، ونادراً ما يحصل أحدهم على عملٍ في شركة أهلية. وحينما تظاهروا مطالبين بحقّهم المشروع سماوياُ وارضياً ومنطقياً ومهنياً وانسانياً، قوبلوا بالماء الحار والهراوات والضرب والاعتقال وحتى القتل، أيعقل هذا ؟

في كل دول العالم وضمن دساتيرها وخططها المالية سنوياً، نجد قوائم مُعدّة وأرقاما محسوبة مالياً وإدارياً وخدمياً للتعيين في دوائر الدولة ومؤسساتها التربوية والتعليمية، وفي الشركات الإنتاجية والخدمية، كُل حسب اختصاصه. بمعنى انه يتخرّج اليوم ويتعيّن غداً، لأنّه درس وتعلّم ليكون رجل المستقبل في بناء الوطن!

لهذا نجد إن جميع الأوطان تعتمد على أبنائها في تقدّمها وازدهارها، ولا تتركهم عرضة لأهواء الحاجة واليأس والقنوط والانتحار بسبب مجهولية المستقبل، وكأنهم لم يحلموا ذات يوم، ولم يدرسوا ويتعلّموا ويتعبوا في الحصول على الشهادة المعلّقة في غرفة الاستقبال!

على السادة المسؤولين ومَنْ يقود البلد ان يتوقفوا لحظة ويتأملوا الى اين سيصلون بالبلد؟  وحتما تقع المسؤولية الإنسانية في التفكير بمستقبل البلاد عليهم بالذات، من خلال التخطيط والعمل الجاد على تعيين هؤلاء الخرّيجين وأمثالهم، وتشجيع الآخرين على الجدِّ والاجتهاد للحصول على الشهادة، ومن ثم ليقدّموا خبراتهم علمياً وفكرياً وثقافياً ويضعوها في خدمة عجلة البناء والأعمار.

 

*************

 

على قاعة “بيتنا الثقافي”

اتحاد الطلبة يقيم حفلا في مناسبة بدء العام الدراسي الجديد

بغداد- طريق الشعب

اقام اتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق، الاربعاء الماضي في بغداد، حفلا فنيا في مناسبة بدء العام الدراسي الجديد.

حضر الحفل الذي احتضنته قاعة منتدى “بيتنا الثقافي” في ساحة الأندلس، جمع من طلبة الجامعات والإعداديات، إلى جانب عدد من روّاد الاتحاد وأعضائه.

وبعد أن استمع الحاضرون إلى النشيد الوطني، ووقفوا دقيقة صمت إكراما لشهداء الوطن، ألقيت كلمة الاتحاد في المناسبة. وقد ركزت على أهم القرارات التي انطلق بمقتضاها العام الدراسي الجديد، واستأنفت الدراسة في المدارس بعد القيود التي فرضتها جائحة كورونا.

وسلطت الكلمة، الضوء على الاعباء الاقتصادية التي بات يتحملها الطلبة وعائلاتهم نتيجة قرار وزارتي التربية والتعليم العالي، القاضي بإتباع نظام التعليم المدمج.  وشهد الحفل فقرات فنية وأدبية عديدة، منها قراءات للشعر الشعبي والشعر الفصيح، وعرض مسرحي وآخر موسيقي، بالإضافة الى فقرة سرد قصص من “ذاكرة انتفاضة تشرين”، ساهمت فيها مجموعة من الطلبة الناشطين في الحراك الشعبي.

 

***************

 

في الهندية

احتفاء بالقاص سلام القريني و”القادم إلى الضوء”

 

الهندية – غانم الجاسور

تحت شعار “بالوعي تنهض الشعوب”، احتفت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الهندية بمحافظة كربلاء، أخيرا، بالقاص سلام القريني، في مناسبة صدور مجموعته القصصية الجديدة “القادم إلى الضوء”.

وحضر جلسة الاحتفاء التي التأمت على “قاعة انتفاضة تشرين” في مقر المنظمة، جمع من الأدباء والمثقفين والمهتمين في الشأن الأدبي. وقد أدارها الأستاذ عبد الرزاق جليل، وألقى في بدايتها الضوء على تجربة المحتفى به في كتابة القصة القصيرة والمقال السياسي.

بعد ذلك، قرأ الناقد بسيم السعيدي، ورقة نقدية عن مجموعة القريني القصصية، أعقبه القاص والناقد جاسم عاصي بتقديم دراسة تحليلية، تتناول جوانب زمانية ومكانية في المجموعة، وأحداثا رافقتها. 

ثم دُعي المحتفى به إلى الحديث عن مسيرته في كتابة القصة، وعن أبرز الأحداث والأمكنة التي يستلهم منها موضوعات قصصه.

وفي جانب من الجلسة، قدم عدد من الحاضرين مداخلات عن تجربة القريني في الكتابة السردية.

وفي الختام، قدم الرفيق هادي عودة الكفري، باقة ورد باسم منظمة الحزب إلى القاص سلام القريني، الذي وقع بدوره نسخا من مجموعته القصصية ووزعها على الحاضرين.

 

***************

 

الشاعر سعد الواسطي يوقّع “وطن الأبجدية”

الكوت – محمد موزان ضباب

أقام اتحاد الأدباء والكتاب في محافظة واسط، أخيرا، حفل توقيع للمجموعة الشعرية “وطن الأبجدية”، للشاعر سعد الواسطي.

وقد حضر الحفل الذي أقيم على قاعة “المركز الثقافي” في مدينة الكوت، نخبة من الأدباء والمثقفين.

في البداية، تحدث الواسطي عن مسيرته النضالية، وسنين اغترابه في السويد، حتى عودته إلى بلده العراق مجددا، ملقيا الضوء على ما عانه من ملاحقات واضطهاد على يد أزلام البعث، بسبب معارضته سياسة النظام الدكتاتوري المباد.  ثم تحدث عن مجموعته الشعرية الجديدة، التي ضمت 25 قصيدة بعضها كتبه في المهجر، وقرأ مختارات من قصائدها.

وقد كانت بين القصائد واحدة مهداة للشهيد الأديب حميد ناصر الجيلاوي، وأخرى لشهيد الثقافة كامل شياع.

وفي سياق الحفل، قدّم الشاعر حيدر حاشوش، مداخلة اشاد فيها بالسيرة النضالية للشاعر الواسطي وتجربته الشعرية، وعرّج على بعض قصائده في قراءة نقدية.

أعقبه رئيس اتحاد أدباء واسط، طه الزرباطي، بالحديث عن تجربة الواسطي أيضا.

وفي الختام، وقع الشاعر سعد الواسطي نسخا من مجموعته الشعرية، ووزعها على الحاضرين.

 

**************

 

تعليم لعبة “أور” في متحف الناصرية

الناصرية – وكالات

أعلن متحف الناصرية الحضاري، أخيرا، افتتاح دورات لتعليم لعبة “أور”، التي كان يلعبها سكان مدينة أور الأثرية في الماضي، مشيرا إلى أن هذه اللعبة قد تضاهي الألعاب الالكترونية الحديثة.

وقال مدير المتحف، عامر عبد الرزاق، إن هذه اللعبة تم اكتشافها في عشرينيات القرن الماضي، على يد فريق آثاري من المتحف البريطاني، مضيفا أن “اللعبة متوفرة الآن في المتحف، الذي قام بتصنيعها من خلال ورشة خاصة، وذلك بهدف نشرها في البلاد والعالم”.

وأوضح مدير المتحف، أن هذه اللعبة يعود زمنها إلى أكثر من 4 سنة، وأن الفريق الآثاري اكتشفها في المقبرة الملكية بمدينة أور.

وعن شكل اللعبة، ذكر عبد الرزاق أنها عبارة عن قطعة من الخشب مستطيلة الشكل، فيها انحناءات مقسمة إلى مربعات تحمل رسوما مختلفة، مبينا أن اللاعب يستخدم النرد لينتقل بين تلك الرسوم بواسطة أزرار بلونين مختلفين، ما يعني أن اللعب يتطلب وجود لاعبين اثنين.

وتابع قائلا: إن اللعبة تتضمن رموزا سومرية، توضح كيفية ضرب الخصم في منطقة معينة، مشيرا إلى أن المربع الذي يحمل رسم النجمة مثلا، يتيح للاعب الانتقال خطوتين اضافيتين.

ولفت عبد الرزاق إلى أن المتحف حصل في البداية على نسخة من اللعبة، من شاب عراقي مغترب في الولايات المتحدة الامريكية، قام بشرائها من موقع “أمازون”. كما وصلتهم نسخ أخرى من دكتور عراقي وفتاة هولندية.

 

*************

افتتح مكتبة وسط الحلة

عسكري مصاب يكرّس وقت فراغه لإشاعة ثقافة المطالعة

الحلة – وكالات

بعد إصابة تعرض لها اثناء خدمته العسكرية أقعدته عن مهنته، كرّس الشاب رامي عدنان، وقت فراغه لإشاعة ثقافة مطالعة الكتب بين الشباب، وذلك من خلال افتتاحه مكتبة وسط مدينة الحلة، تضم الكثير من العناوين العلمية والأدبية.

يتحدث رامي، الذي يحمل شهادة البكالوريوس في القانون، عن مشواره مع الكتاب، مشيرا إلى انه في العام 2017، قبل أن يتعرض إلى الإصابة، اطلق “حملة تحدي القراءة”، وهي تتمثل في قراءة 100 كتاب في السنة.

ويضيف في حديث صحفي، ان ما حفزه على إطلاق هذه الحملة، هو قيام أحد أصدقائه بقراءة نحو 40 كتابا، في الوقت الذي لم يكمل فيه هو نفسه، سوى 10 كتب، ما دعاه إلى هذا التحدي والشروع بقراءة المزيد، حتى استطاع أن يكمل 100 كتاب في عام واحد.

ويوضح رامي، انه استغنى عن بعض الأشياء التي تشغل الشباب أحيانا عن هواياتهم، كتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، وكرّس أوقات فراغه في قراءة الكتب، سواء اثناء استراحته في العمل أم خلال وجوده في البيت.

ولإشاعة ثقافة المطالعة بين الشباب، أطلق رامي عددا من الحملات في هذا الشأن، أحداها تدعو كل من يمتلك كتابا انتهى من قراءته، إلى إعارته لغيره من القرّاء. كما أن لديه حملة بعنوان “البحث عن الثقافة في العراق”، تهدف إلى تسليط الضوء على نشاطات الشوارع الثقافية الموجودة في المحافظات، والتي لا تتلقى دعما حكوميا.

وبعد أن أقعدته الإصابة عن مهنته العسكرية، افتتح رامي مكتبته التي أصبحت قبلة للشباب من هواة المطالعة.

من جانبه، يتحدث حسن الأسدي، وهو صديق رامي، عن تجربة صديقه مع مطالعة الكتب، وكيف انه بات يحفز الشباب على التوجه نحو الكتاب، لافتا إلى ان رامي لم ينقطع عن القراءة وعن مواصلة حملاته الثقافية، حتى عندما اقعدته الإصابة على كرسي متحرك.