العدد 27 السنة 86 الاثنين 30 تشرين الثاني 2020

 

تصفح بي دي اف

 

 

 

ص1

«طريق الشعب» تواكب بدء العام الدراسي الجديد

معلمون وطلبة يشكون الاجراءات الترقيعية

بغداد ـ نورس حسن

توافد مئات التلاميذ والطلبة على مدارسهم، صباح يوم أمس، وسط إجراءات وقائية تراوحت بين التشديد والتجاهل، من جانب إدارات المدارس، بحسب جولة ميدانية أجرتها “طريق الشعب”، في اليوم الاول لبدء العام الدراسي الجديد 2020/ 2021.

التعلم وليس النجاح

ولاحظ مراسل “طريق الشعب” تذمرا كبيرا لدى أولياء الامور وبين أوساط تربوية من قرارات وزارة التربية في ما يخص دوام المدارس.

وعد المتحدثون للجريدة، تلك القرارات بأنها “غير مدروسة وبعيدة عن الواقع”، في اشارة الى التدريس عبر الانترنيت.

وقالت المواطنة اوراس علي (ام لأربعة تلاميذ)  ان “وزارة التربية تأخرت في اطلاق العام الدراسي الحالي، وهذا سيشكل ضغطا كبيرا على التلاميذ واوليائهم والكوادر التدريسية”.

واضافت، ان “اختصار المناهج ليس في مصلحة الطلبة. فالغاية من المدرسة التعلم وليس النجاح”.

وتعليقا على التعليم الالكتروني، قالت اوراس لـ”طريق الشعب” انها لا تجد صعوبة في ذلك خاصة وان أولادها متمكنين من التعامل مع المواقع الالكترونية المختلفة.

وطالبت المواطنة وزارة التربية بالسماح لتلاميذ الصف الأول الابتدائي “الدوام لأكثر من يوم خلال الأسبوع، لكي يتسنى لهم تقبل المدرسة والتعلم فيها”.

التعليم الالكتروني غير مجدٍ

وتتفق أسماء فاضل “معلمة في مدرسة ابتدائية” مع ما قالته أوراس علي، إذ أكدت حاجة تلاميذ المرحلة الابتدائية، وخاصة الصف الأول الابتدائي الى “انضباط ونظام ومعلم يسمعون صوته ويعتادون على وجوده معهم يوميا”، لأنها تعتقد أن خلاف ذلك “يستحيل تعليمهم”.

وعدّت أسماء في حديثها لـ”طريق الشعب”، دوام تلاميذ المدرسة الابتدائية ليوم واحد في الأسبوع “لا يضيف شيئا لهم، كما أن التدريس عبر المنصة الالكترونية، آلية غير مجدية في العراق، خاصة وان هناك كثيرا من العوائل محدودة الدخل، ولا تستطيع توفير هذه الخدمة لأبنائها”.

الدوام ليس ضرورة

أما ميلاد إبراهم (طالبة في الصف السادس الاعدادي)، فذكرت لـ”طريق الشعب” ان اغلب طلبة مرحلتها “يعتمدون على الدروس الخصوصية والمعاهد الخارجية، وليس المدرسة”، وبالتالي فإنها تجد ان “الدوام في المدارس ليس بضرورة إلزامية”، حسب تعبيرها.

وأشارت ميلاد الى أن أغلب أقرانها ينتظرون وصول قرار “الانتساب”، الذي صدر من وزارة التربية، الى المدارس للتقديم عليه.

الزام الطلبة بإحضار مواد التعقيم

وعارضت الطالبة ميلاد قرار “تقليص المناهج الدراسية”، معللة ذلك بأنه “سيعيد ما جرى العام 2020، وبذلك تذهب جهود الكثير من الطلبة، ويصبح النجاح بالجملة”.

وأوضحت الطالبة مريم علي، كيف مرّ اليوم الاول للدوام قائلة انه “اقتصر على توجيهات الوقاية الصحية وتقسيم الصفوف على المراحل الدراسية”.

وقالت مريم (طالبة في الصف الرابع الاعدادي) لـ”طريق الشعب”، ان إدارة مدرستها “الزمت الطلبة بإحضار مواد التعقيم اللازمة واتباع إرشادات السلامة”.

وبشأن قرار الوزارة المتعلق بالدوام ليوم واحد من كل أسبوع، لجميع المراحل الدراسة، عدّت أطياف مصطفى (مدرسة)، ذلك “قرارا غير مجدي، لأنه يهلك المدرس، ولا يستفيد منه الطالب”.

ورأت أطياف “من الاجدر إلزام جميع التلاميذ بالدوام يوميا”.

وقالت ان المدارس التي تعمل بالدوام الثنائي والثلاثي ستكون أمام مشاكل كبيرة.

كرفان و80 طالبا في كل صف

من جانبها إيمان قاسم (معلمة في مدرسة ابتدائية)، تنسجم مع ما ذهبت اليه المدرسة أطياف، قائلة ان الإجراءات التي اتخذتها الوزارة هذا العام يبدو انها “غير المدروسة”. وقالت إيمان لـ”طريق الشعب”، ان الكوادر التدريسية كانت تعمل خلال الاعوام السابقة على تكثيف المواد واعادتها اكثر من مرة على الطالب خلال الأسبوع الواحد وصولا الى الامتحان “ومع ذلك نجد هناك إخفاقات”.

وتتساءل إيمان “كيف لنا السيطرة على التلاميذ، في هذا العام، بخاصة في المدارس الابتدائية”، مستبعدة ان ينجح التعامل معهم في يوم واحد من الاسبوع.

وبيّنت المتحدثة أعداد الطلبة في مدرستها التي هي عبارة عن “كرفان”، قائلة “لدينا في كل صف ما يقارب 80 طالبا”. ومع هذا الحال، تتساءل “كيف سنتعامل مع الطلبة هنا؟”، وهي تشير بيدها الى أحد الصفوف الكرفانية.

وأشارت إيمان الى أن أغلب تلاميذ الصف الأول الابتدائي “غير متقبلين للمدارس. بينما ستكون العمل بآلية عبورهم أمرا سلبيا، لكون ان الصف الاول هو اهم مرحلة للإنسان، ففيه يبدأ تعلم القراءة والكتابة”.

تعليمات الوزارة شكلية

عامر فيصل، مدير اعدادية في إحدى مناطق شرق بغداد، علّق على بدء العام الدراسي الجديد بأن “أغلب مناطق اطراف العاصمة تفتقر الى إجراءات التعفير”.

وأشار الى أن البيئة التي تحتضن مدرسته “بسيطة”، كما أن أغلب عوائلها “محدودة الدخل، وبالتالي فان تحقيق عمليات التباعد الاجتماعي صعب جدا”.

وعن العام الدراسي الجديد، قال مدير المدرسة إن “تعليمات الوزارة شكلية وغير واقعية”.

ولفت عامر الى ان “نسب النجاح هذا العام كانت مثيرة للاستغراب”.

ووفقا لعامر فإن اعداد الطلبة في الصف الرابع الاعدادي، لهذا العام، تجاوزت “الفا و 150 طالبا”، متسائلا “كيف سنتعامل مع قرار الوزارة بتباع إرشادات السلامة، والا يتجاوز عدد الطلبة 20 طالبا في الصف الواحد؟” في هذه الاعداد الكبيرة للطلبة، والازمة المتواصلة في ما يتعلق بمحدودية الكوادر التدريسية.

**************

تصريح المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي:

كفى ملاحقة وتقتيلا للناشطين والمحتجين

شهدت بلادنا في الأيام الاخيرة احداثا مؤلمة، أُهدرت فيها دماء زكية وأُزهقت ارواح بريئة.. احداثا طرحت من جديد مسألة قدرة الدولة والحكومة ومؤسساتهما العسكرية والأمنية، على صيانة أمن المواطن وسلامته، وتأمين مستلزمات ممارسته للحقوق التي كفلها له الدستور، وفِي مقدمتها حقه في الحياة وفي التعبير عن الرأي بشكل سلمي، وبضمنه الاحتجاج والتظاهر السلميان.

فقد حصلت ملاحقات واعتداءات واغتيالات بحق الناشطين في الحركات الاحتجاجية وفي اوساط الرأي العام، وإحراق لخيم المعتصمين في ساحات الاحتجاج والتظاهر، وإقدام مجاميع معينة، مسلحة في الغالب، على مصادرة القانون وفرض نفسها بديلا للدولة بصلاحياتها الحصرية، وهو ما حدث في الناصرية والكوت وبغداد.

ان هذه الأفعال جميعا، بغض النظر عن مرتكبيها وألوانهم ومسمياتهم، مرفوضة كليا ومدانة ومستنكرة، ولا يمكن تبريرها او الدفاع عنها بأي حال من الأحوال.

واننا إذ نؤكد من جديد مسؤولية الحكومة عن حماية المتظاهرين ومنع مثل هذه الاعتداءات،  نشدد على ان لا حق لأية قوة سياسية او مسلحة، ان تمنح نفسها صلاحية فض التظاهرات والاعتصامات واستخدام العنف والسلاح في ذلك. كذلك الامر بالنسبة الى بعض النشاطات الاعلامية او التجارية، التي يعتبرها البعض مسيئة او خادشة للأخلاق. فلئن كان فيها تعارض مع الدستور والقانون، فمعالجتها يجب ان تأتي من طرف الحكومة والقضاء ووفقا  للدستور والقانون، مع احترام الحريات والحقوق المثبتة دستوريا.

ومن غير الممكن هنا الجمع بين الدعوة الى تعزيز هيبة الدولة ومؤسساتها الامنية والقضائية من جانب، والقيام بما يعد  تعديا وتجاوزا صارخا على هذه الهيبة من جانب آخر.

ان على القوى السياسية التي تعلن حرصها على الممارسة الديمقراطية، وعلى اجراء الانتخابات في ظروف تضمن تجسيدها ارادة الناخب الحرة، عليها جميعا ان تلتزم باحترام حرية التعبير والتنظيم والتظاهر المنصوص عليها دستوريا.

ان وطننا يئن اليوم تحت وطأة احوال بالغة الصعوبة والتعقيد، ولم يعد يتحمل تعريضه الى أزمات ونكبات جديدة، والى مزيد من سفك الدماء ومن الضحايا. وهذا يفرض تضافر جهود كل العراقيين الوطنيين المخلصين لوطنهم وشعبهم، والحريصين على مستقبلهما ومصيرهما، للحيلولة دون انزلاق الأوضاع الى ما هو اسوأ واخطر، وما يؤدي الى ضياع كل شيء ويلحق الخسارة بالجميع. 

المجد للشهداء البررة، والشفاء العاجل للجرحى والمصابين.

2020-11-29

**********

الشيوعي الكردستاني يطالب بحماية المتظاهرين السلميين

اعرب المكتب السياسي للحزب الشيوعي الكردستاني عن قلقه تجاه الاحداث التي حصلت في ساحة اعتصام الحبوبي وادت الى استشهاد عددٍ من المتظاهرين وجرح آخرين.

وقدم الحزب في البيان الذي صدر امس الاول تعازيه لعوائل الشهداء، مطالباً الحكومة بحماية حق التظاهر والاعتصام السلميين، والمطالبة بالتحقيق الفوري في ما حدث وتقديم المتسببين الى العدالة.

واكد المكتب السياسي للشيوعي الكردستاني ضرورة حصر السلاح بيد الدولة، وانهاء دور المليشيات والكشف عن مصير المختطفين.

وشدد البيان الذي حصلت “ طريق الشعب” على نسخة منه، على اهمية التوجه الجاد لرسم سياسة اقتصادية عقلانية، تحقق التنمية المستدامة، وتتجاوز الاقتصاد الريعي والتبعية الاقتصادية، وتحد من خطاب الكراهية المقيت وتضع حدا للمحاصصة الطائفية، والشعبوية السياسية التي تمارسها جهات سياسية تعتاش على اذكاء التوترات، بغية خلط الأوراق وتمرير سياسات تبعية، تعمق الأزمة الحالية للدولة العراقية.

*********

راصد الطريق

المهازل لا تأتي فرادى !

المتحدث باسم وزارة الكهرباء اعلن في  بيان مؤخرا ان “ المنظومة الكهربائية فقدت ما يقارب الـ ٣٥٦٥ ميغاواط من طاقتها التوليدية “، وان هذا  “ أثر سلبا على عدد ساعات تجهيز المواطنين بالطاقة الكهربائية في مناطق بغداد والفرات الأوسط والجنوب “. واختتم موصيا “ المواطنين بترشيد الاستهلاك لحين تدارك الوضع “، دون التطرق الى المعالجة  وكيف تجري!  علما ان هذه ليست المرة  الأولى التي تتوقف فيها محطات انتاج الطاقة بسبب قلة الوقود وعدم التجهيز، وكم شهدنا ارتباطا بذلك تبادلا للاتهامات  بين وزارتي الكهرباء والنفط .

المتحدث لم يطلعنا على  سبب انخفاض ضغط الغاز، ومن الجهة المجهزة له، وهل لذلك علاقة بديون العراق لإيران جراء استمرار استيراد الكهرباء والغاز منها ؟

  ونذكّر ان  الفساد والصفقات المشبوهة وتعمد استيراد مولدات تعمل بالغاز غير المتوفر عندنا هي من أسباب ذلك، فيما المسؤولون عن هذا التخريب  القصدي يبقون بعيدا عن  متناول النزاهة والقضاء، وقد يظلون كذلك طالما بقيت منظومة الحكم الحالية ذاتها !

************

«قانون حرية التعبير» يعود الى الواجهة

بغداد – طريق الشعب

عاد الحديث مجددا، عن قانون حرية التعبير والتظاهر السلمي، الذي اعلنت لجنة حقوق الانسان النيابية مؤخرا عن الانتهاء من اعداده والاقتراب من تقديمه الى البرلمان لغرض التصويت عليه.

وابدت جهات عدة مخاوفها من المضامين التي ستكون في مواد هذا القانون الذي بقي في ادراج مجلس النواب لأكثر من دورة برلمانية بسبب ما تضمنه من فقرات تسعى الى لجم حرية التعبير والتظاهر وحصرها بطرق تتناقض مع ما يكفله الدستور.

*********

ص 2

مستشار الكاظمي: موازنة 2021 سترسل الى البرلمان خلال أسبوع

بغداد – طريق الشعب

قال مظهر محمد صالح، المستشار المالي والاقتصادي لرئيس الوزراء، أمس، ان الحكومة عازمة على إرسال مسودة مشروع قانون موازنة 2021 الى مجلس النواب، خلال الاسبوع الحالي، تمهيدا لإقرار الموازنة ومنع حصول تأخير بصرف الرواتب.

وذكر صالح، في تصريح صحفي، أن “ما يؤخر ارسال موازنة 2021 الى البرلمان، هو الظروف الاستثنائية المالية في الربع الاخير من السنة الحالية، ولهذا الحكومة تعمل في زحمة من الوقت على تدبير الشؤون المالية”.

واضاف “ان هذه الظروف دفعت الى اعادة النظر في الكثير من الامور والقضايا، منها تعظيم الموارد غير النفطية واعادة النظر في بعض النفقات، وهذا يحتاج الى عمل وجهد ووقت طويل”، مؤكدا “جدية الحكومة في إرسال مسودة مشروع قانون الموازنة الى مجلس النواب، خلال الاسبوع الحالي”.

 

********

اضاءة

أوضاع البلد تحتاج افعالا .. وليس استشارات !

محمد عبدالرحمن

نشر موقع الكتروني امريكي مؤخرا - حسبما نقلت  وكالات الانباء - تقريرا يفيد ان رئيس مجلس وزرائنا اسس في تشرين الأول الماضي خلال زيارته لندن مع وفد رسمي، تحالفا جديدا  اطلق عليه اسم “مجموعة الاتصال الاقتصادي للعراق”، وهي تتكون من “مجموعة الدول السبع، وصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، والبنك الأوربي للانشاء والتعمير، ووزارة المالية العراقية، والبنك المركزي العراقي، واللجنة المالية ابرلمانية العراقية “. والملاحظ هنا غياب وزارة التخطيط، وهي الجهة التي يفترض انها مسؤولة، على الأقل، عن المشاريع الاستثمارية وما يخصص لها من أموال وعن مراقبة التنفيذ والصرف. 

هذا التحالف ماذا يفعل وما هي أهدافه ؟ التقرير المنشور يقول انه “يجتمع كل ثلاثة أشهر لرصد التقدم الاقتصادي في العراق، وسيقدم خارطة طريق لدعم الأولويات على صعيد الإصلاح، ولحشد الدعم الدولي والاستفادة من الخبرات الدولية في تعزيز الاستقرار الاقتصادي، وإضافة تغييرات حيوية لتحقيق النمو الاقتصادي. ومن المقرر أن يعمل التحالف لمدة ثلاث سنوات”.

لكن وزير المالية العراقي يضيف مهمات أخرى لهذا التحالف، حيث يقول المصدر ذاته إنه “سيوفر خبراء في إدارة القطاعات الاقتصادية، يعملون كمستشارين للحكومة، مع التركيز بنحوٍ أساس على إصلاح الاقتصاد وتحسين الأداء الإداري للقطاعين العام والخاص”.

وأضاف الوزير ان التحالف “سيساعد العراق على استعادة الأموال التي سُرقت قبل عام 2003 وبعده، والتي بلغت أكثر من 150 مليار دولار منذ ظهور المؤسسة السياسية الحالية”.

وارتباطا بهذا “ التحالف الجديد “ نقول ان هناك هيئات ووزارات ومستشارين عديدين يعملون في الدولة العراقية  لهم صلة بالمال والاقتصاد مباشرة، نذكر منهم وزارة المالية، ووزارة التخطيط، واللجنة الاقتصادية في مجلس الوزاراء، والأمانة العامة لمجلس الوزراء، والبنك المركزي العراقي ، واللجنة  الاقتصادية البرلمانية، واللجنة المالية البرلمانية، ولجنة النزاهة البرلمانية، وديوان الرقابة المالية، وهيئة النزاهة، وهيئة الاستثمار، وهيئة المستشارين ( ذات القوام المترهل )، والمستشارين الماليين والاقتصاديين في مجلس الوزراء ومجلس النواب ورئاسة الجمهورية، ومثلهم المستشارون  في الوزارات، خاصة الزراعة، والصناعة والتجارة، فضلا عن عشرات  غيرهم من المتخصصين العراقيين في الجامعات العراقية، ما يتوفر من كوادر اخرى متخصصة خارج مؤسسات الدولة ، داخل الوطن وخارجه. 

فهل كل هذا الجيش العرمرم فاشل وعاجز عن تحديد أولويات وحاجات بلدنا، وعن رسم السياسات الصحيحة الضرورية لانتشال البلاد التي تكاد تغرق في ازمة مالية واقتصادية، حذر منها وزير المالية نفسه؟ ولماذا نلجأ الى آخرين فيما العاملون في الدولة الذين يتسلمون الرواتب منها باقون في مواقعهم ولا يقدمون شيئا ؟ وهل ان مستشاري “ التحالف الجديد” هذا يعملون مجانا لوجه العراق ؟

والغريب أيضا ان ما اعلن على لسان الوزير من رقم عن حجم السرقات قبل وبعد ٢٠٠٣ متواضع كثيرا. فالاموال المهدورة والمسروقة بعد ٢٠٠٣  وحتى ٢٠١٩، بلغت ٤٥٠  مليار دولار حسب تصريح لرئيس الوزراء المستقيل ، فيما بلغ حجم الموازنات العامة  ٨٥٠ مليار دولار!

وإذ لا نجد ضيرا في الاستفادة من خبرات الغير، نشدد على الاسس التي يتم ذلك بموجبها،  ولمصلحة من توضع السياسات والخطط . فاذا كانت على غرار”الورقة البيضاء”    المفرطة في نهجها الليبرالي، فان الكتاب يُقرأ من عنوانه كما يقال !

************

تحذيرات من تداعياتها

أحداث دامية في ذي قار وواسط

بغداد - طريق الشعب

تعرض المتظاهرون في محافظتي ذي قار وواسط، الى اعتداءات دموية، تسببت باستشهاد 8 مواطنين، وإصابة 90 آخرين، وسط عجز ملحوظ للقوات الامنية عن أداء واجباتها في حماية أمن وسلامة المحتجين.

وعلى خلفية تلك الاحداث، أصدرت الحكومة قرارات عدة بغية السيطرة على الوضع الامني في الناصرية والكوت.

هجوم سافر في الناصرية

وهاجمت عناصر مسلحة، المتظاهرين المتواجدين في ساحة الحبوبي الجمعة الماضية، مستخدمة الرصاص الحي، ما تسبب باستشهاد وإصابة العشرات.

وقال الناطق باسم دائرة صحة ذي قار عمار الزاملي، في حديث صحفي، ان “عدد الشهداء الذين سقطوا خلال التوترات والأحداث التي جرت في ساحة الحبوبي ارتفع إلى 5 شهداء، فيما ارتفع عدد المصابين إلى 80 مصاباً بجروح متفاوتة”.

الحبوبي تعج بالمتظاهرين

وفي إجراء هو الأول من نوعه منذ تفشي جائحة كورونا، وتراجع مستوى الاحتجاجات في العراق، فرضت الشرطة العراقية في محافظتي ذي قار وواسط، حظرا شاملا للتجوال في  مدن المحافظتين وجرى رفعه لاحقاً.

ورغم وجود حظر التجوال، عاد متظاهرون غاضبون الى ساحة الحبوبي، قبل ان ينظموا تشييعا رمزيا لشهداء التظاهرات في ذكرى أحداث جسر الزيتون العام الماضي.

وقال الناشط المدني علي النواس، لـ”طريق الشعب”، إن “المتظاهرين يسعون للتهدئة وللحفاظ على ساحة الحبوبي، ولكن يجب على القوات الامنية اخذ دورها في تأمين الساحة، من الاعتداءات المتكررة التي تستهدف الحبوبي منذ احداث الجمعة”، مؤكداً “ضرورة حصر السلاح بيد الدولة وفرض سلطة القانون على الجميع”.

تشييع الشهداء في واسط

وفي محافظة واسط، ارتفع عدد ضحايا الاحداث الاخيرة الى  3 شهداء.

وافاد مراسل “طريق الشعب”، علاء البعاج، بأن “مئات المواطنين قاموا بتشييع جثمان المتظاهر حسين علي الذي استشهد بعد أن اضرم النار في جسده، احتجاجا على قيام عناصر مسلحة بمهاجمة ساحات الاعتصام”، مشيراً الى “ارتفاع عدد ضحايا الاعمال الاخيرة في المحافظة الى 3 شهداء، بعد تعرض الاول لقنبلة دخانية، والثاني لدعس بمركبة تابعة لقوات الامن، فيما أحرق الثالث نفسه، احتجاجاً على القمع الذي نفذته عناصر مسلحة”.

تدابير حكومية

وعلى خلفية الهجوم على ساحة الحبوبي، وجه رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، الجمعة، بفتح تحقيق في احداث ساحة الحبوبي، فيما أمر بإقالة قائد شرطة محافظة ذي قار والغاء اجازات حمل السلاح.

وذكر الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة يحيى رسول، في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، إن الكاظمي “اصدر قراراً بإقالة قائد الشرطة في محافظة ذي قار وتشكيل لجنة للتحقيق في احداث التي جرت في المحافظة، واعلان حظر التجوال فيها، فضلا عن الغاء إجازات حمل السلاح، لمنع المزيد من التداعيات التي تضر السلم الاهلي في العراق”، مؤكداً أن “توتير الاوضاع في العراق ليس في مصلحة البلد”.

خلية طوارئ

وفي تطور لاحق، أمر الكاظمي، يوم السبت، بتشكيل خلية طوارئ تتمتع بـ”صلاحيات إدارية ومالية وأمنية لحماية المتظاهرين السلميين، ومؤسسات الدولة، والممتلكات الخاصة، وقطع الطريق أمام كل ما من شأنه زرع الفتنة”، وفقاً لبيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء.

ردود فعل سياسية

وحول الاحداث، أعرب ائتلاف النصر عن رفضه ما اسماه “صدامات سياسية ومجتمعية”، داعياً الحكومة لممارسة مسؤولياتها.

واعرب الائتلاف في بيان حصلت “طريق الشعب”، على نسخة منه، عن رفضه لأية “صدامات سياسية ومجتمعية نحن في غنى عنها، ولأي إراقة دم بريء أو تخريب يهدد الإستقرار المجتمعي والأمني برمته”، محذراً من “جر الشارع لمعارك سياسية تعرّض الوحدة والسلم الأهلي إلى الخطر”، وفي الوقت ذاته أكد على ضرورة “حق التظاهر السلمي”.

من جهته، حذر النائب عن الاتحاد الوطني الكردستاني، حسن آلي، من تصاعد وتيرة الفتنة بعد أحداث مدينة الناصرية.

وقال آلي في تصريح صحافي، إن “الجميع في النهاية هم أبناء بلد واحد ومدينة واحدة وعلى الحكماء التدخل لأن الدم الذي يراق هو دم عراقي غالٍ، ولشباب يتطلعون لحياة أفضل”، مشيراً إلى أن “الاتحاد الوطني والكرد بشكل عام دائما مع التهدئة وضد التصعيد واللجوء للسلاح، ونطالب الحكماء من أهل المدينة بالتدخل، لمنع وقوع اقتتال داخلي”.

***********

من جديد.. الأمطار تغرق 6 محافظات

بغداد ـ طريق الشعب

اضطرت بعض الحكومات المحلية في المحافظات، مؤخرا، الى تعطيل الدوام الرسمي فيها بسبب غزارة الأمطار التي اغرقت الشوارع والبيوت. وخلال مشاهد الغرق الذي اجتاح مناطق واسعة، تعرض مواطنون الى حوادث مختلفة ابرزها الصعق الكهربائي الذي اودى بحياة طفل بعمر عشر سنوات في منطقة جسر ديالى شرق بغداد.

وفاة مواطن في الديوانية

وبعد ساعات من هطول الأمطار بغزارة، على محافظة الديوانية، تعرض أحد المواطنين ايضا الى صقعة كهربائية أودت بحياته في مشهد مؤسف.

ووجهت حكومة الديوانية بـ”تعطيل الدوام في الدوائر والمدارس، باستثناء الامتحانات الوزارية والدوائر الامنية والخدمية، بسبب الأمطار”، وبعد تفاقم الأزمة، وجهت المحافظة بـ”فتح القاعات الرياضية امام العوائل وتوجيه الدوائر الخدمية باستنفار جهودها لمواجهة الامطار”.

غرق مناطق في السماوة والبصرة

وذكر مراسل “طريق الشعب”، في السماوة، عبد الحسين السماوي، أن الكثير من احياء المحافظة تعرضت للغرق، بما فيها مناطق: حي الحكم والرسالة والجربوعية، فضلا عن الارياف التي لم تسلم ايضا.

ولفت الى ان هذا الأمر، ساهم بتعثر أول ايام العام الدراسي، ومنع الطلبة من الالتحاق بمدارسهم. في حين شكا مواطنون كثيرون من انقطاع الكهرباء في مناطق آل باني والخشابة والعسكري بسبب الاعطال التي نتجت عن غزارة الامطار.

ومن البصرة، بيّن مراسل “طريق الشعب”، حافظ الجاسم، إن المحافظة تعرضت منذ ساعات المطر الأولى الى الغرق، خصوصا في قضاء الزبير الذي يواجه اهمالاً مستمراً لشبكات المجاري وقنوات التصريف الصحي.

وبحسب الجاسم، فإن الطلبة ايضا لم يستطيعوا الالتحاق بمدارسهم في بداية عامهم الدراسي الجديد، فضلا عن غرق بعض المدارس المتهالكة وخروجها عن الخدمة.

قوارب في النجف

وفي محافظة النجف، اظهرت مقاطع فيدوية تجول قوارب صيد في المدينة بعد غرق الأحياء الشعبية، فيما شلت حركة السير، بعد أن وصلت مياه الامطار، الى المنازل.

وانتقد مواطنون ظهور محافظ النجف في احد الشوارع الطافحة وهو يرتدي بدلة عمل ويطمئن المواطنين، محمّلين إياه “مسؤولية ما يجري من ازمة مأساوية”.

وأعتبر مدير مجاري النجف، ريسان الخزعلي، “غزارة الامطار” كانت السبب الرئيسي وراء غرق مناطق المحافظة.

ميسان وبابل

وشهدت محافظتا ميسان وبابل، فيضانات في أغلب الشوارع والمناطق، جرّاء الامطار المتواصلة. 

واظهرت صور اطلعت عليها “طريق الشعب”، غرق أغلب شوارع المحافظتين، حيث غطت المياه أرصفة الطرق، وهو ما دفع بعض المواطنين إلى استخدام السواتر الترابية لمنع تدفق المياه لمنازلهم ومحالهم التجارية.

**********

ص3

قانون حرية التعبير

مجدداً على طاولة البرلمان

بغداد - طريق الشعب

تحاول بعض القوى السياسية «تقنين» حريات النشر والتظاهر والتعبير، على وفق مقاسات تلائم توجهاتها، من خلال العمل على العودة الى قوانين طالما أثارت جدلا كبيرا بين أوساط سياسية وشعبية، من بينها قانونا الجرائم والالكترونية وحرية التعبير أو «التظاهر السلمي».

وتتضمن هذه القوانين، التي تسعى كتل سياسية الى تمريرها في مجلس النواب، مواد اعتبرها مسؤولون وصحافيون «قمعية ومناهضة للحقوق والحريات».

وعدا اللجان المعنية في مجلس النواب، تشكو الاطراف الاخرى التي تشمل المنظمات غير الحكومية والمفوضيات المستقلة، ومعنيين، تغييب دورها في إعداد تلك المواد، ما أثار «هواجس كثيرة» لديها، حسب تعبيرها.

يشار الى ان هناك مشروعين للقانون، واحد لدى الحكومة بعنوان «حرية التعبير»، والاخر لدى البرلمان تمت تسميته بـ»التظاهر السلمي».

وينتظر قانون «الجرائم المعلوماتية» الذي تم تغيير اسمه الى «الجرائم الالكترونية»، تصويت مجلس النواب، بعد عرضه للقراءة الثانية، في جلسات البرلمان الاخيرة، الامر الذي أثار سجالا كبيرا وغضبا شعبيا، نتيجة لما تضمنه مواد «مجحفة» بالحقوق والحريات العامة.

في انتظار التصويت

وأعلنت لجنة حقوق الانسان في مجلس النواب، اخيرا، عن الانتهاء من اعداد مشروع قانون حرية التعبير عن الرأي، الذي سيعرض قريباً الى التصويت البرلماني.

وقال رئيس اللجنة، النائب ارشد الصالحي ان لجنته «انهت كل المفاصل المتفق عليها في قانون حرية التعبير عن الرأي، ولم يبق الا ان ندرجها للتصويت».

واضاف الصالحي، ان» هناك اجتماعا اخيراً سنأخذ فيه آراء اللجان الأخرى، اما من طرفنا كلجنة فاقد أنهينا كل الفقرات الخاصة بالقانون، وسيعرض قريباً على المجلس البرلماني للتصويت».

واشار النائب الى وجود اختلاف في وجهات النظر بين أغلب الكتل السياسية واللجان البرلمانية المعنية، في ما يخص التظاهر هل يكون مطلقا او محدودا.

وتابع ان «المشروع المقترح من الحكومة ينص على ان تكون التظاهرات من خلال اخذ الموافقة من الحكومة او رئيس الوحدة الادارية، ومن ثم بعد موافقة الاخيرة، ممكن ان يتم التظاهر. ولكن هناك مقترح آخر اعتمدته اللجنة من خلال اخذ تجارب بعض الدول، وهي اخبار الوحدة الادارية بالتجمع او التظاهر، وكذلك على الطرف المنظم ان يعطي رسالة واضحة عن الاهداف ومكان التجمع، كذلك اضفنا الى القانون تغيير العنوان، وهو قانون التظاهر السلمي، المأخوذة من المادة 38 من الدستور».

وكشف رئيس لجنة حقوق الانسان عن «اضافة بعض النقاط الى القانون، التي تتيح للإعلامي والكتل السياسية والمواطن ان يبرز دوره وما يريده، وفرضنا قضية الاعتصام، الذي لم يكن موجودا في الدستور؛ اذ اضفنا فقرة من حق المتظاهر ان يحول تظاهرته الى اعتصام، وهذه ممكن ان تقابل بالرفض من البعض».

وأردف كلامه بأن لجنته «لن تسمح» لأي شخص بالاعتراض على تلك الاضافات، «لأننا أخذنا بوجهات نظرهم بل سنوات».

 المفوضية: لم نطلع

من جانبه، اكد عضو مفوضية حقوق الانسان، انس العزاوي، عدم اطلاع المفوضية على مسودة هذا القانون حتى اللحظة، رغم اهميته والسعي لتمريره.

وقال العزاوي لـ»طريق الشعب»، يوم امس «خاطبنا الامانة العامة لمجلس الوزراء بشأن عرض مسودة هذا القانون علينا، فهي ما زالت لدى مجلس الدولة، ولم نحصل على النسخة الحكومية، وكذلك الحال مع نسخة البرلمان»، مشيرا الى «وجود مخاوف فيما يتعلق بالمواد التي سربت للنسخة الحكومية بشأن حق التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي، فهذا الامر يجب صياغته وفقا للفصل الثاني من الدستور الذي كفل الحقوق والحريات، وضمان عدم سماحه للجهات الحكومية بمساومة المتظاهرين اذا ما تمت صياغة المواد بطريقة غير مرنة».

حرية التعبير مهددة

وقال الصحفي والناشط في التظاهرات، خالد البياتي، ان «حرية التعبير التي كفلها الدستور، جعلتنا من حيث الشكل والمضمون واحدا من أفضل البلدان واكثرها تقدما بهذا المجال»، مردفا كلامه بأن هذا «الحال يختلف على الواقع؛ إذ ان القوى المتنفذة تعمدت الى مزامنة الحديث عن قانون حرية التعبير مع الضجة التي اثارها من قبل قانون الجرائم الالكترونية».

وعقّب البياتي في حديث لـ»طريق الشعب»، على حديث لجنة حقوق الانسان البرلمانية بشأن اقترابها من مناقشة هذا القانون، بينما هي «لم تشرك فيه المختصين والقريبين من الوسط الاحتجاجي لضمان الخروج بأفضل نسخة».

وقال البياتي انه يجهل «الاشياء الجديدة التي ستطرح في القانون»، مضيفا «يبدو اننا امام دوامة جديدة لهذا القانون الذي رفض منذ سنوات لما تضمنه من مواد خطرة تهدد الحريات بشكل كبير».

****************************

 

الأمم المتحدة تطالب بـ «تجريم» الاختفاء القسري في العراق

بغداد ـ طريق الشعب

دعت الأمم المتحدة، مؤخرا، السلطات العراقية إلى إدراج جريمة الاختفاء القسري في التشريعات الجنائية المحلية.

وأبدت المنظمة الدولية، في تقرير لها أسفا «لاستمرار نمط الاختفاء القسري في العراق، مع الإفلات من العقاب»، داعية السلطات إلى «التعجيل في مراجعة مشروع قانون حماية الأشخاص من الاختفاء بما يتوافق مع الاتفاقية الدولية المعنية بالأمر، إلى جانب ضمان التشاور مع جميع أصحاب المصلحة».

وأعربت المنظمة عن قلقها ازاء «عدم وجود بيانات موثوقة عن حالات الاختفاء في العراق، حيث يتطلب ذلك من السلطات إنشاء قاعدة بيانات رصينة».

الشبيبة الديمقراطي : لا وصاية على الشعب

أبدى اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي، قلقا بالغا، من تطورات الاحداث في الناصرية

وقال في بيان تسلمته «طريق الشعب»، ان «الدستور العراقي كفل حق التظاهر السلمي والحريات»، وان «الاستهداف الممنهج للتظاهرات يعبّر عن ادخال عمد للعنف في الممارسة السياسية»

وطالب الاتحاد بـ»حصر السلاح بيد الدولة ومحاسبة المقصرين من القيادات الأمنية»، مشيرا الى ان «الشعب بمختلف اطيافه هو المالك الحقيقي للبلد ولا وصاية لأي جهة على مقدراته تحت اية ذريعة كانت».

دعوة نيابية لتحديد اعداد الموظفين وكشف «الفضائيين»

 بغداد – طريق الشعب

أشّر  عضو اللجنة المالية البرلمانية النائب جمال كوجر ، يوم أمس، عدم وجود قاعدة بيانات بأعداد الموظفين، داعيا الحكومة لوضع «آلية بايومترية» لمعرفة الأعداد، وتشخيص «الفضائيين».

وقال كوجر، في تصريح صحافي، إن «وزير التخطيط، أكد عدم امتلاكه العدد الدقيق لموظفي الدولة، وعليه يجب أن تكون هناك حلول بهذا الخصوص، منها أن تلجأ الحكومة الى آلية معينة، كأن تعتمد على النظام البايومتري لإثبات عدد الموظفين، أو أن يتم تأسيس قاعدة بيانات لكل مؤسسة في الدولة».

النزاهة تضع يدها

على «اختلاسات» في البصرة

بغداد – طريق الشعب

أعلنت هيئة النزاهة، ضبطها اضابير تتضمن اختلاسات مالية خاصة بعلاجات فيروس كورونا، في البصرة.

وأوضحت الهيئة، في بيان لها إن «مديريَّة تحقيق البصرة تمكَّنت من ضبط 10 أضابير تؤكد اختلاس علاج (اكتيمرا ڤيال) المُخصَّص لعلاج المصابين بوباء كورونا في مستشفى البصرة التعليمي من قبل موظفي الردهة الوبائية».

وبينت، أن «العلاج الذي تم اختلاسه يصل سعر (الإبرة) فيه إلى مليون و250 ألف دينار».

ضبط شاحنات محملة بمواد ممنوعة الاستيراد

بغداد ـ طريق الشعب

أعلن وزير الزراعة محمد كريم الخفاجي، أمس، ضبط عشرات الشاحنات المحملة بالمواد المهربة.

ونوّه الخفاجي في بيان طالعته «طريق الشعب»، بـ»الجهود التي أسفرت عن الحجز والقبض على الشاحنات المحملة بالمواد المهربة وخاصة الزراعية منها، والتي دخلت البلاد عبر المنافذ والمعابر غير المسيطر عليها»، معتبرا ذلك «نقطة تحول لصالح المنتج الوطني».

ودعا الى «استمرار هذه العمليات لتكون رادعا لمن يحاول ادخال المواد غير المسموح باستيرادها».

******************************

القمصان البيض تناصر محتجي الناصرية  والكوت.. والنجف ترفض «تكميم الافواه»

بغداد ـ طريق الشعب

جدد اصحاب القصمان البيض احتجاجاتهم الاسبوعية، في محافظتي بغداد وبابل، وطالبوا بوقف الاعتداءات الدموية في الناصرية والكوت.

وشهدت محافظات أخرى، فعاليات احتجاجية متنوعة، للتأكيد على المطالب المشروعة للانتفاضة، فضلاً عن رفض محاولات التضييق على الحريات وتكميم الافواه.

رفض الاعتداءات

وشهدت العاصمة بغداد، تظاهرة طلابية، يوم امس، للتضامن مع المتظاهرين ورفض الاعتداءات التي طالت المحتجين في الناصرية والكوت.

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “العشرات من الطلبة انطلقوا في مسيرة احتجاجية من امام وزارة التعليم العالي صوب ساحة التحرير، للتأكيد على رفض الاعتداءات على المتظاهرين في مدينتي الناصرية والكوت”، مؤكدين “مواصلتهم السير في طريق تحقيق التغيير الشامل”.

من جانبهم، جدد طلبة محافظة بابل، تظاهراتهم الاسبوعية، المطالبة بتنفيذ مطالب المنتفضين.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، أن “العشرات من الطلبة توافدوا على ساحة مجسر ثورة العشرين، للتأكيد على رفض التدخل الخارجي في شؤون البلد، وحصر السلاح بيد الدولة، وفرض القانون، والحزم في مواجهة الفاسدين”.

رفض كبت الحريات

يُشار الى ان عددا كبيرا من المواطنين في المحافظة، نظموا وقفة احتجاجية لرفض محاولات تكميم الافواه، والتضييق على الحريات التي كفلها الدستور والمبادئ العامة لحقوق الانسان، مشددين على رفض قانون “ الجرائم الالكترونية” الذي جرت قراءته للمرة الثانية في مجلس النواب.

والى جانب ذلك، نظم عدد من المواطنين في محافظة النجف، وقفة احتجاجية لرفض إصدار قانون جرائم المعلوماتية.

وأشار مراسل “طريق الشعب”، الى ان “العشرات من المواطنين نظموا وقفة احتجاجية في ساحة ثورة العشرين، لرفض محاولة مجلس النواب التصويت على قانون جرائم المعلوماتية”، معترضين على “مسودة القانون التي تقيد الحريات وفقا لمصالح الكتل السياسية وضمان بقائها في السلطة”.

******************

ص 4

جراحها لا تزال تنزف ..

الموصل.. معاملات تعويض المتضررين بين التأخير والإهمال

الموصل – وكالات

تكافح مدينة الموصل منذ تحريرها عام 2017، كي تستعيد حياتها الطبيعية التي سلبتها “النكبة الداعشية”، إلا أنها لا تزال تعاني مشكلة إنسانية عميقة تتمثل في تأخير وإهمال معاملات تعويض المواطنين الذين تعرضوا إلى خسائر بشرية ومادية فادحة على يد الإرهاب، وخلال معارك التحرير. فهناك آلاف الضحايا، من قتلى وجرحى ومفقودين، ومن متضررين بمنازلهم وسياراتهم.

وتشير الاحصاءات الأخيرة، الى تضرر ما يقارب 11 ألف وحدة سكنية في المدينة، بعضها سوي بالأرض والآخر لحقت به أضرار كبيرة.

وكان من الطبيعي أن تتحرك الحكومة لتعويض خسائر المواطنين، وأن يباشر المتضررون تقديم طلبات التعويض. فليس لدى هؤلاء خيار لإعادة إعمار منازلهم سوى اللجوء الى المنظمات الدولية وترويج معاملات التعويض من قبل الحكومة العراقية.

يقول المحامي محمد العكيدي، وهو احد المتخصصين في معاملات التعويض، أن “تسيير معاملة التعويض أشبه بالكابوس الذي لم يستيقظ منه الموصليون حتى اليوم. فأبسط معاملة تحتاج الى اجراءات روتينية تستغرق ما يقارب عاما ونصف العام وحتى عامين”.

ويوضح العكيدي ان “أحد الاجراءات التي انهكت المواطنين، هو التصريح الامني الذي يتأخر صدوره عاما أو أكثر”، واصفا ما يحدث بـ “المهزلة، فمن غير المعقول ألا يحصل مواطن على وثيقة رسمية تثبت براءته من داعش إلا بعد سنة أو أكثر”.

إلى ذلك يتحدث أحمد محمود، وهو من سكان الموصل، عما جرى معه اثناء عمليات التحرير، حيث خسر زوجته ومنزله وسيارته ايضا. ومنذ سنوات وهو “يقاتل” من اجل اكمال معاملات التعويض، ومن دون جدوى.

ويضيف بحسرة: “لا اعلم ما الذي أقوله حول التعويضات والإجراءات. فالحكومة ظلمتنا كثيرا ونحن بأمس الحاجة الى حقوقنا التي أصبحت أشبه بالأحلام”، متابعا قوله: “أنا بين شبابيك هذه الدائرة (الجهة المعنية بمعاملات التعويض) منذ عامين، ولا أعلم متى سأكمل المعاملة، وحتى لو أكملتها لا اعلم متى ستصرف الحكومة مستحقاتي”.

وحول سبب تأخير المعاملات، يقول مدير سكرتارية اللجنة الفرعية لتعويض المتضررين في الموصل، محمد عكله، أن “ما يحدث من تأخير تتحمل بغداد مسؤوليته. وعلى الحكومة تخصيص مبالغ مالية لتعويض المتضررين، فغالبيتهم اما مشردون في الايجارات او غرقى في الديون التي أجبروا عليها لإعادة بناء منازلهم”.

ويوضح في تصريح لوكالة “شفق نيوز”، انه “في السابق كان المواطن يضع اللوم علينا في التأخير، لكن اليوم بعد ان اكملنا اكثر من 50 ألف معاملة للمنازل والعجلات واكثر من 10 آلاف معاملة للشهداء والجرحى، صرنا غير مقصرين في شيء”.

ويستدرك: “لكن من بين عشرات الآلاف لم يستلم التعويضات الا ما دون الألف فقط. فمن هو المقصر؟!”.

وبحسب قرار البرلمان الأخير بخصوص قانون التعويضات، فان كل معاملة تبلغ قيمة التعويض فيها أكثر من 30 مليون دينار، يجب ان تصادق عليها بغداد، اما ما دون ذلك، فيجب ان يصادق عليها الادعاء العام في الموصل.

ويلفت عكله إلى انه “في كلا الحالتين اعتقد ان الامر سيستغرق سنوات حتى يتم اكمال هذه المعاملات”.

وما تزال مئات المنازل في الموصل اشبه بالخرائب ولم يعد إليها اصحابها آملين في نيل التعويضات أولا. فمن لم يكن لديه إمكانية لإعادة إعمار منزله، ليس له سوى الجلوس على اطلاله في انتظار أمل لا احد يعلم متى سيأتي!

***********

اكول

شريحة واسعة من شبيبتنا تعاني الكسل!

ودود عبد الغني داود

 

تعرضت شبيبة العراق الى جملة انتكاسات مؤثرة، نتيجة تخبط الانظمة الدكتاتورية والرجعية المتخلفة التي تعاقبت على حكم البلد عقودا من الزمن، والتي لم تفكر حتى في إطلاق مشاريع مناسبة لرعاية الشبيبة وتطوير قدراتها. بل أن تلك الحكومات عمدت إلى تهميش ومحاربة الشخصيات الوطنية الاكاديمية والمهنية، المعنية برعاية شريحة الشباب وتقويمها.

وتفاقمت الأزمة اكثر بعد التغيير في 2003، خاصة عندما ألغي قانون التجنيد الالزامي. ومما زاد الطين بلة، اتساع وسائل الاتصال ومنصات التسلية الالكترونية، التي بات الشباب يستغلونها بشكل سلبي، مهدرين الوقت والجهد. فنجدهم منكبين معظم ساعات اليوم على أجهزة النقال، ما أثر سلبا على حيويتهم ونشاطهم وسلوكهم أيضا. ووصل بهم الكسل حد التثاقل من السير على الأقدام للذهاب إلى مكان قريب، واستصعاب إنجاز اية مهمة بسيطة.

كل ذلك جعل الكثيرين من أصحاب المصالح التجارية والحرف، يعدلون عن تشغيل شبيبتنا، مفضلين العمالة الأجنبية.

وأمام هذه المشكلة الخطيرة، يفترض من الجهات المعنية أن تباشر فورا في رعاية شريحة الشباب وتأهيلها، على أن تسبق ذلك دراسة المشكلة ووضع الحلول المناسبة لها، بالاستعانة بخبرات المتخصصين في هذا الشأن.

ونقترح أن تكون أولى تلك الخطوات، إعادة التجنيد الإلزامي، لكن بصيغة حضارية بعيدا عن سلوكيات القسوة والتعسف والإذلال التي كانت يتبعها النظام الدكتاتوري المباد.

كذلك يتطلب الامر الاكثار من المراكز الشبابية الثقافية والرياضية والاجتماعية والعلمية، التي تساهم في تأهيل الشباب، باعتبارهم أهم الثروات الوطنية المعوّل عليها في بناء المستقبل.

************

شكاوى من تأخر إنجاز “مستشفى الحكيم” في ميسان

العمارة – وكالات

شكا مواطنون في مناطق الماجدية والكرامة والدبيسات بمحافظة ميسان، تأخر إنجاز “مستشفى الحكيم” الذي تنفذه شركة تركية منذ أكثر من 11 عاما.

وطالب المواطنون في حديث صحفي، الجهات المعنية بضرورة اكمال انجاز المستشفى، مشيرين إلى انهم بحاجة ملحة إلى مستشفى قريب من مناطقهم يقدم لهم الرعاية الصحية، بدلا من الذهاب إلى المستشفيات البعيدة، التي يتحملون مشقة كبيرة للوصول إليها.

 

**************

بمبادرة من شيوعيي الرصافة الثالثة

أهالي منطقة “الشيشان” يوصلون مطالبهم إلى المعنيين

بغداد – حسين علوان

لبّت قناة “العراقية”، الجمعة الماضية، دعوة وجهتها إليها اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الثالثة، لغرض تغطية وقفة جماهيرية نظمها أهالي “منطقة الشيشان”، ورفعوا فيها مطالب خدمية عدة.

وكان الرفيق صدام عطاالله، من اللجنة المحلية، قد اتصل برئيس شبكة الإعلام العراقي، د. نبيل جاسم، ودعاه إلى الإيعاز للقناة بلقاء الأهالي ونقل مطالبهم للجهات المعنية. ثم اتفق مع الأهالي كي يتجمعوا في الموعد المقرر.

وتصدر الرفيقان عطاالله وحسين حبيب، الوقفة، وتبنا مهمة الحديث أمام كاميرات القناة عن مشكلات المنطقة، التي أبرزها عدم تسجيل ملكية المواطنين لأراض بنوا عليها منازلهم، “وذلك لأسباب غير معروفة”.

في حين تحدث الرفيق ابو جهاد، وهو من سكان المنطقة، بشكل مسهب عن مشكلة تدهور الخدمات، خاصة المتعلقة بالبنى التحتية، كشبكات الصرف الصحي والشوارع.

وفي السياق، تحدث الكثيرون من المواطنين إلى القناة، عن واقعهم الخدمي القاسي، ومعاناة أطفالهم وهم يخوضون في المياه الآسنة ليصلوا إلى مدارسهم، مؤكدين انهم شبعوا “من الوعود غير المجدية، التي يطلقها المسؤولون خلال فترات الانتخابات”.

وكان للنساء حضورهن في الوقفة، بينهن الرفيقة كريمة الساعدي، التي شجعتهن على أخذ دورهن في تقديم المطالب المشروعة.

وفي ختام اللقاء، أكد رئيس شبكة الإعلام، انه سيشرف بنفسه على إنجاز اللقاء وإيصال مطالب الأهالي إلى رئيس الوزراء كي يتخذ اللازم.

 

***************

مواساة

* تعزي منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المحاويل، عائلة الرفيق كامل تايه بوفاة عقيلته. والفقيدة والدة كل من محمد ومنير واحمد، وهم اصدقاء للحزب. للفقيدة الذكر الطيب وللعائلة الكريمة جميل الصبر والسلوان.

* تنعى محلية الرصافة الثالثة للحزب الشيوعي العراقي، بألم بالغ، رحيل الرفيق والشخصية الوطنية المعروفة صبحي لعيبي (ابو بسام)، الذي واكب النضال مع حزب الكادحين، منذ نعومة أظفاره، وظل متواصلا ليوم رحيله. لروحه السلام والذكر الطيب، ولرفاقه وعائلته الكريمة جميل الصبر والسلوان.

* بمزيد من الحزن والأسى تنعى محلية بابل للحزب الشيوعي العراقي، الرفيق المناضل والمعتقل السياسي والشخصية الوطنية التقدمية الاجتماعية المحبوبة جبار مزعل، الذي غادرنا في ذمة الخلود بتأريخ ناصع، وهو يقارع ويتصدى لأعداء الشعب والوطن. للفقيد الغالي الذكر الطيب، ولروحه السلام، وللعائلة الكريمة والرفاق الصبر الجميل.

* تتقدم منظمة الحزب الشيوعي العراقي في هولندا وبلجيكا بأحر التعازي والمواساة

للرفيق العزيز علي محمد (ابو سعد اعلام) لمناسبة رحيل أخيه اسماعيل محمد وابن عمّه سالم يحيى. للفقيدين الذكر الطيب، والصبر والسلوان للعزيز أبو سعد والعائلة الكريمة.

• تعزي محلية الكرخ الثانية رفيقها صبيح البهادلي بوفاة اخيه الرفيق سالم يحيى، الذي توفي اثر مرض عضال. الذكر الطيب للفقيد، ولذويه الصبر والسلوان.

• تنعي محلية واسط للحزب الشيوعي العراقي الدكتور زيدان الحركاني، صديق الحزب، وتقدم التعازي لأخوته وعائلة الحركاني. الذكر الطيب للراحل، والصبر الجميل للعائلة الكريمة.

• تعزي اللجنة المحلية للمثقفين، الرفيق منهل عبد الرحمن (ابو عمار) من هيئة المعلمين، لوفاة شقيقته حنان عبد الرحمن العطار، إثر سكتة قلبية. للفقيدة الذكر الطيب، ولرفيقنا والعائلة الكريمة الصبر والسلوان.

*************

ص5

عَدّت خطة الوزارة طريقة جديدة لـ”الاقتراض الخارجي”

لجنة برلمانية تطرح 5 حلول بدل عقود «الدفع المسبق» للنفط وخبراء يدعمون القرار «مؤقتا»

بغداد - علي شغاتي

أثار إعلان وزارة النفط تخطيطها لإبرام عقود “الدفع المسبق”، عن طريق “المزايدات” لدعم خزينة الدولة، انتقاد لجنة برلمانية، عدّت تلك الآلية المحتملة، طريقة أخرى لـ”الاقتراض الخارجي”.

فيما قال خبير نفطي ان هذه الآلية “إجراء آمن”، لكنها تشجع الى البقاء في اطار الريع النفطي   

وقدمت اللجنة البرلمانية، خمسة مقترحات لتجاوز الازمة المالية التي تعاني منها الحكومة، من بينها مكافحة “أنشطة الفساد” في مزاد العملة لدى البنك المركزي، وفي المنافذ الحدودية، وأيضا مراجعة عقود جولات التراخيص النفطية، وغيرها.

رفض نيابي

وأبدت لجنة مراقبة تنفيذ البرنامج الحكومي والتخطيط الاستراتيجي، رفضا شديدا لمساعي وزارة النفط، بيع الخام وفقاً لآلية عقود طويلة الأجل وبالأسعار الحالية. 

وعبّر رئيس اللجنة، النائب حازم الخالدي في بيان صحافي، تلقت “طريق الشعب”،  نسخة منه، عن رفض لجنته “بشدة” مساعي الحكومة لبيع النفط العراقي بعقود طويلة الأجل لسنوات قادمة بالأسعار الحالية المنخفضة كثيرا، معتبراً، مثل هذه العقود “اقتراضا خارجيا بضمان النفط”، لأنه “يتم تسديدها بأسعار مضاعفة مستقبلًا”. 

واضاف ان “الحيف والخسارة المترتبة على تلك العقود تتمثل في بيع النفط بأسعار هذه الأيام وهي أثمان بخسة للغاية بينما تستمر تلك الشركات المشترية باستلامه خلال خمس سنوات قادمة، قد تتغير أسعار النفط فيها الى ضعف ما عليه الان، خصوصًا فيما لو تخلص العالم من وباء كورونا، وتأثيراته على حركة الاقتصاد”.

وتابع البيان، أن “احتساب عقود تصدير النفط بكميات أربعة ملايين برميل شهريا وفق أسعار السوق الحالية سيقدم فوائد بمقدار (١،٥) مليار دولار سنويا لتلك الشركات من ثروات العراقيين، ويكون مجموع الخسارة للسنوات الخمسة (مدة عقود التصدير) حوالي سبعة مليارات دولار”.

ودعا الخالدي الى إيجاد مصادر لتعزيز إيرادات الخزينة العامة بمبالغ أكبر ويمكن تحصيلها في مدة اقل، مثل “مكافحة أنشطة الفساد المتفشية في مزاد العملة للبنك المركزي”، مشيرا الى ان هذه العملية “ستوفر على الأقل (٢،٥) تريليون دينار سنويا”.

واقترح الخالدي أيضا “اعتماد آليات رقابية مشددة على عمل جميع المنافذ الحدودية بما فيها الإقليم وحكومتها”، مخمنا “توفير من ٨ الى ١٠ تريليون دينار سنويا، على الاقل”.

كما رأى أن “اعفاء العراق من تخفيض صادراته وفق اتفاق اوابك بلص البالغة مليون برميل يوميا، يوفر اكثر من (١٧) تريليون دينار وفق معدل سعر أربعين دولارا للبرميل”، مشددا على ضرورة “مراجعة جولات التراخيص التي ضاعفت كلفة انتاج النفط العراقي الى معدلات تصل الى ما يقارب ثلث مجموع الإيرادات النفطية في بعض أوقات هبوط أسعار النفط، فضلا عن مراجعة تراخيص الهاتف النقال بمعادلة عادلة للدولة العراقية، وتسديد شركاتها المستحقات المالية بذمتها من ضرائب وديون، لأن هذه توفر ـ على الأقل ـ عدة تريليونات من الدنانير”.

توضيح وزاري

من جانبها، أصدرت شركة سومو لتسويق النفط، ايضاحا بشأن دعوتها الشركات المتعاقدة مع العراق لشراء النفط العراقي عبر “المزايدات”. 

واشارت الشركة في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، الى أنه “استمراراً لإجراءات وزارة النفط في دعم الموارد المالية لخزينة الدولة خلال الفترة الحالية، ولغرض تنويع وتعجيل استحصال الإيرادات المالية من بيع النفط الخام الى الأسواق العالمية، قامت وزارة النفط بدعوة الشركات المتعاقدة مع شركة سومو لشراء النفط الخام العراقي، والشركات المؤهلة وشركات عقود الخدمة، لشراء النفط العراقي عبر المزايدات”.

ونوّهت بأن “الكمية المباعة تمثل ما نسبته 5 في المائة من الكميات الكلية المتاحة للتصدير من النفط الخام العراقية، ولمدة سنة واحدة”.

وأكد البيان، أن “الشركات الفائزة في العرض مطالبة بدفع كامل قيمتها المالية مقدما خلال (30) يوماً من تاريخ توقيع العقد على وفق سعر تقديري اولي للبرميل الواحد ويساوي (المعدل الشهري او السنوي لنفط برنت للفترة التي تسبق تاريخ توقيع العقد) تودع في حساب البنك المركزي العراقي لدى البنك الفدرالي الأمريكي”، مشيراً الى أن “السعر النهائي للشحنات يكون مساوياً للتسعيرة الرسمية المعلنة لشركة تسويق النفط لشهر التحميل وحسب وجهة الشحنة بالإضافة الى الفارق السعري المقدم من قبل الشركات المتنافسة”.   

تشجيع على الكسل

وتعقيبا على إيضاح الوزارة، عدّ الخبير النفطي حمزة الجواهري، توقيع هذه العقود “أمرا طبيعيا وخاليا من الخطورة”، مردفا “لكنها طريقة تشجع على الكسل وبقاء الاعتماد على الريع النفطي”.

 وقال الجواهري في حديث لـ”طريق الشعب”، يوم امس ان “بيع النفط وفق الطريقة المقترحة من قبل سومو تشمل 5 في المائة من النفط المصدر سنويا، ويتم البيع بعد تقديم العروض ودفع قيمة النفط وفقاً لسعر تخميني أولي، ولكن يتم حساب السعر الحقيقي في يوم التحميل ويؤخذ الفرق”.

وأضاف معقبا “في حال كان السعر التخميني هو 40 دولارا للبرميل، فان الشركة تدفع هذا المبلغ، ولكن في يوم تحميل الشحنة وبحسب الجدول، اذا كان السعر 60 دولارا فان العراق يأخذ الفرق 20 دولارا مضافا له العلاوة او ناقصا الخصم حسب العقود التي اقترحتها الشركات والتي تم التعاقد معها”. وتابع “في حال كان السعر أقل من 40 دولاراً، فان الفرق سيدفعه العراق نفطا لصالح المشتري”.

وزاد الجواهري أن “هذه العقود توفر شحنات للمشتري لغاية نهاية 2025، بشكل مستقر، ومن دون تأخير، وهذا الامر غاية في الاهمية وخاصة للمصافي لأنها في العموم لا تمتلك السعات التخزينية الفائضة”، مؤكداً أن “اسلوب البيع المقترح من قبل سومو آمن جدا للعراق والمشتري في جميع الظروف نتيجة لتقلب اسعار”.

ورأى الخبير النفطي أن “التوسع في البيع من خلال زيادة الكميات المخصصة يعتمد على حاجة البلد للنقد حاليا، لكن يجب عدم اللجوء لهذه الطريقة في جميع الأوقات”.

موازنات صفرية

وحض الخبير على “وضع موازنات صغيرة للسنوات القادمة، ومن دون أي عجز مالي متوقع، ووضع سياسة مالية لا تسمح بالاقتراض في اي حال من الاحوال”، كما نصح بـ”توجيه الاموال الفائضة من العائدات نحو الاستثمار على أن ينظم ذلك بقانون”.

وأشار الى ضرورة وضع “موازنات صفرية، وفق السعر الافتراضي الاقل للنفط، من أجل تحقيق فائض مالي، يدور لصالح الاستثمار في قطاع الخدمات، وخلق قطاعات انتاجية يمكن أن تدر موارد مالية للدولة، وتقلل من البطالة المقنعة، وتعمل على تشغيل الأيدي العاملة والعاطلين”.

********************************

 

«الصدمة»

 توقف هدر 4 مليارات

بغداد – طريق الشعب

ذكر المتحدث باسم وزارة الاتصالات، رعد المشهداني يوم امس، أن «عمليات الصدمة أسهمت في إيقاف هدر 4 مليارات دينار شهرياً».

وقال المشهداني، ان تلك العمليات «كشفت بعض السعات غير القانونية، التي تمت السيطرة عليها عبر الشبكة الالكترونية».

وأضاف أن «سرقات الشركات تقدر بالمليارات شهرياً».

27 في المائة

من صادرات ايران تذهب الى العراق

 بغداد ـ طريق الشعب

أعلن مدير عام مكتب الشؤون العربية والأفريقية في منظمة التنمية التجارية الإيرانية فرزاد بيلتن، ان العراق استحوذ على 27 % من صادرات إيران، ليتفوق على الصين التي حلت في المرتبة الثانية بقائمة المستوردين.

وأضاف بيلتن في تصريح اطلعت عليه «طريق الشعب»، ان العراق استورد 17.6 مليون طن من السلع الإيرانية، خلال 8 اشهر من العام الحالي. 

واوضح أن «حجم الصادرات الإيرانية للعراق سجل زيادة بنسبة 26 في المائة عن الفترة نفسها من عام 2019».

*****************************

السيول تسد الحاجة لموسمين زراعيين

بغداد ـ طريق الشعب

قال المتحدث باسم وزارة الموارد المائية عون ذياب، امس، إن كميات المياه المتوقع وصولها من السيول والامطار «كافية لموسمي الزراعة الصيفي والشتوي المقبلين»، متوقعاً ارتفاع المناسيب في البصرة، إثر المياه القادمة من نهر الكارون.

وأضاف ذياب في تصريح صحافي، أطلعت عليه «طريق الشعب»، ان «تلك المياه ستندفع نحو قضاء السيبة والفاو، ما يؤدي الى ارتفاع مناسيبها لغرض الاستفادة منها في موسمين زراعيين».

*************************************

 

لايحل أزمة البلاد ارتفاع اسعار النفط الاقتصادية

بغداد - طريق الشعب

اكدت عضو لجنة الخدمات النيابية منار عبد المطلب، بان ارتفاع اسعار النفط لن يغير من ازمة العراق الاقتصادية، مؤكداً على ضرورة تعلم الدرس قبل فوات الأوان. وقالت عبد المطلب في تصريح صحفي، تابعته «طريق الشعب»، ان «انخفاض اسعار النفط العالمية وبروز جائحة كورونا خلال العام الجاري 2020 كانت بمثابة درس قاس جدا للاقتصاد العراقي كونها سببت ازمة مالية حادة اثرت على قدرة الحكومة في تسديد الرواتب وخلق مديونية عالية جدا نتيجة تكرار الاقتراض بمبالغ مالية كبيرة”. واضافت عبد المطلب، ان «ارتفاع اسعار النفط المحدود ربما يجلب زيادة في الايرادات المالية لكنها لن تغير من واقع الازمة المالية التي تحتاج الى قرارات جريئة جدا من ناحية تعظيم الايرادات الغير نفطية وخاصة ملف الكمارك والمنافذ والاتصالات والزراعة والسعي الى بلورة قطاع خاص قادر على النهوض بالمشاريع الاستثمارية ودفع وتيرة العمل للامام من خلال توفير الالاف الفرص العمل». واشارت عبد المطلب الى انه «بدون اصلاحات حقيقية سيكون الاقتصاد العراقي في وضع صعب جدا لان الاعتماد عن النفط كمورد اساسي وسط تضارب الاسعار امر في غاية الخطورة ويجب الاهتمام ببقية النوافذ التي تدر ايرادات مالية تسهم في خلق استقرارية في ملف تسديد الرواتب وادامة المشاريع الاقتصادية في البلاد».

***********************************

كيف تحقق الوفرة المالية

رفاهية المجتمع؟

ابراهيم المشهداني

يظن الكثير من الناس أن الوفرة المالية في أي دولة تشكل الضمانة الاكيدة لتحقيق الرفاهية الاجتماعية بوصفها الوسيلة المباشرة لزيادة دخل الأفراد وانتاج أفضل للخدمات الضرورية التي يطمح لها المواطنون وصولا الى توافر القوة الشرائية وزيادة الطلب الكلي بزياد الاستهلاك وتنشيط عملية الاستثمار وإنعاش الاقتصاد.

 بيد أن الحياة لم تزك هذه الظنون في غالب الاحيان لأنها اثبتت بالدليل العلمي القاطع أن الوفرة المالية قد تصبح في ظروف معينة وانظمة سياسية معينة نقمة وعبئا على حياة الناس.

وللتدليل على ذلك، كان مجموع الأموال المخصصة في بلادنا في الموازنات السنوية للفترة من عام 2003 ولغاية عام 2019 قد بلغ 1258 مليار دولار، ومجموع الموازنات الاتحادية للفترة من 2006 ولغاية عام 2014بلغ 563 مليار دولار، وأن أعلى وارد تحقق في عام 2012 وصل الى 106 مليار دولار،  في مقابل ذلك فان مجموع الهدر المالي لسنوات ما بعد عام2011 قد بلغت 175 مليار دولار، هذا عدا الأموال المهربة الى الخارج التي تقدر ب 360 مليار دولار للفترة من 2006 ولغاية تموز من عام 2020 حسب تصريحات عضو المجلس الاعلى لمكافحة الفساد سعيد يأسين موسى في 18 اب 2020، وأن النسبة تحت خط الفقر قد بلغت 31 في المائة حسب احصائيات وزارة التخطيط. زد على ذلك أن الخزينة العراقية باتت عاجزة عن تسديد رواتب موظفي الدولة ناهيك عن تعثر آلاف المشاريع الحكومية التي تحتاج حسب التقديرات الحكومية الى 100 مليار دولار، وبذلك تكون الحكومة العراقية في ورطة حقيقية أمام توفير المتطلبات الضرورية لتوفير رواتب الموظفين والايفاء بالتزاماتها تجاه الدول والمؤسسات الدائنة وعقود التراخيص والمدفوعات العسكرية.

إن الاجابة على السؤال السابق والعشرات من الاسئلة عن مصير هذه الثروة نجدها في الكثير من الابحاث الاقتصادية سواء في الداخل أو الأبحاث الخارجية المهتمة بالشأن الاقتصادي العراقي، حيث لخصت الأسباب الكامنة وراء هذه الخيبات تتجلى اقتصاديا في عدم مرونة قطاع الانتاج مع هذا الكم الهائل من الانفاق بسبب السياسات المالية والنقدية المتمثلة بزيادة عرض النقد وسوء الادارة المالية والنقدية فضلا عن الفروقات الكبيرة في رواتب موظفي الدولة ونفقات هائلة غير مبررة لكبار موظفي الدولة من رؤساء جمهورية ووزراء سابقين وبرلمانيين خارج البرلمان الحالي، ليس فقط في حجم الرواتب وانما نفقات حماية مع عدم وجود أي مخاطر  أمنية حقيقية تهدد حياتهم زد على ذلك فشل الادارة الحكومية في التوظيف الصحيح لمصادر التمويل والتغاضي عن مصادر كثيرة لتعظيم موارد الدولة ..

ولمعالجة كل هذه الاختلالات ولغرض وضع أي وفرة مالية التي يمكن تحقيقها في قادم الايام نقترح الاتي:

• تفعيل قانون (من اين لك هذا) المدرج في أروقة مجلس النواب الذي يعالج ظاهرة انتفاخ خزائن المسئولين والمصارف العائدة لهم والمسجلة بأسماء ذويهم وتفعيل الاجراءات القضائية بهذا الخصوص.

• اعادة السيطرة على اصول الدولة المبعثرة هنا وهناك وتلك التي يسيطر عليها مسؤولون حكوميون وسياسيون أو المباعة بأبخس الأثمان واستحصال ديون الدولة واستحقاقاتها في شركات الهاتف النقال وتنفيذ القرارات القضائية الصادرة بها الشأن.

• تنشيط السياسة الادخارية واجتذاب الاموال المكتنزة لدى المواطنين التي تشكل 70 في المائة من الكتلة النقدية والتي تشكل 34 تريليون دينار عبر زيادة سعر الفائدة لتكون عاملا مهما في وفرة السيولة النقدية.

*********************

ص6

ورقة حول مكافحة الفساد

تدل كلمة الفساد على السلوكيات المشينة كاستخدام النفوذ للإثراء غير المشروع والابتزاز والاختلاس والرشوة والإتاوات. فالفساد هو كل فعل غير شريف وغير مستقيم يرتبط أساسا بإساءة استخدام السلطة (الموقع، المنصب) وجني المنافع الشخصية والحزبية خارج إطار القانون، وقد عرفته المنظمة الدولية للشفافية بأنه: «إساءة استعمال السلطة التي يؤتمن عليها (المكلف) لمكاسب شخصية». فيما يذهب تعريف الأمم المتحدة إلى أنه «استغلال السلطة العامة لتحقيق مكاسب خاصة، أو تغليب مصلحة صاحب القرار على مصالح الآخرين. فمتى ما تم تقديم المصالح الخاصة لصانعي القرار على المصالح العامة، كان ذلك دليلاً على وجود فساد سياسي».

لقد وضع هذان التعريفان القاعدة التي أكدت أن استغلال السلطة وإساءة استخدامها ينتج الفساد السياسي، وهو الذي يسمى كذلك الفساد الكبير، حيث «الاستيلاء على الدولة» وفق تعبير البنك الدولي، أو إنه «فساد يجتاح الأطر العليا للحكم، بما من شأنه اتاحة استغلال كبير للسلطة»،  حسب تعريف الأمم المتحدة، وذلك باعتباره يدار من أعلى مستويات الحكم. ونحن إذ نركز في هذه الورقة على الفساد الكبير، الفساد السياسي، كونه الأساس والمحرك والغطاء لكل أنواع الفساد الأخرى الذي ابتلي بها العراق منذ العهد الدكتاتوري، حيث كان يصعب الفرز بين موارد الدولة وما ينفقه الدكتاتور وما يتصرف به حسب هواه من رشى وهبات للدول والمؤسسات والافراد، دون أي شكل من أشكال الرقابة، وقد تفشى بعد فرض العقوبات الاقتصادية على العراق، وبشكل أوسع مع تطبيق برنامج النفط مقابل الغذاء.  

وتصاعدت وتيرة الفساد بعد التغيير في مطلع عام ٢٠٠٣، وأسهم جيش الاحتلال وسلطة التحالف في تفشيه عبر إنفاق الأموال وفق معايير ضبابية، الأمر الذي سمح باختفاء مليارات الدولارات الأمريكية والأموال العراقية.

وأكملت المحاصصة الطائفية والإثنية السير في طريق الفساد، وهيأت الأجواء بشكل كامل للفساد الذي تمترس في مؤسسات الدولة ومرافقها، وانتشر واتسعت دائرته وتشابكت حلقاته حتى نشأ تشابك مريب بين منظومة الفساد والمتنفذين الفاسدين في أجهزة الدولة ومؤسساتها من جهة، وفئات البرجوازية الطفيلية والبيروقراطية وأوساط من التجار الكومبرادور وبعض أصحاب المصارف والمتاجرين بالعملة ومالكي الفضائيات ومهربي النفط. وتوسعت هذه الظاهرة لتكتسب أبعادا مجتمعية.

ومما ساعد على اتساع هذه الظاهرة الخطيرة وتفشيها في مؤسسات الدولة، المدنية والعسكرية، إخفاق المنظومة الرقابية المكلفة بالتصدي للفساد والحد منه ومعاقبة الفاسدين، في انجاز مهمتها لحماية المال العام وصيانة حرمته، وعجزها عن ردع المفسدين ومنعهم من التطاول عليه. ورغم تضمين الدستور العراقي لعام ٢٠٠٥ نصوصا تتعلق بديوان الرقابة المالية، الجهاز الرقابي للدولة العراقية منذ تأسيسه في عام ١٩٢٧، وهيأة النزاهة التي أنشأت بقرار من سلطة التحالف المؤقتة في عام ٢٠٠٤، فان الجهازين بقيا عاجزين عن كبح الفساد وايقافه عند حد.

وانعكس تفشي ظاهرة الفساد بشدة في حياة الناس ومستوى معيشتهم، وتجلى في انخفاض قدرتهم الشرائية، وفي ارتفاع معدلات البطالة، وزيادة أعداد المهمشين، وفي سوء الخدمات، وتفاقم الأزمات في الكهرباء والماء والنقل والسكن والتعليم والصحة، وتصاعد نسبة من يقعون تحت خط الفقر. ونظرا إلى ذلك شكلت محاربة الفساد وفضح ومحاسبة رؤوسه، ولا تزال، مطلبا أساسيا ملحا من مطالب الحراك الجماهيري، وعنصرا رئيسا في تحقيق الإصلاح والتغيير المطلوبين. وبات التصدي للفساد المالي والإداري المستشري في عموم مفاصل الدولة، أولوية لا ريب فيها، إلى جانب مواجهة الإرهاب وأعوانه، وفرض سيادة القانون في عموم البلد. كما بات بديهيا أن يتحسس حتى المواطن البسيط أن الإرهاب والفساد وجهان لعملة رديئة واحدة، وحليفان متلازمان في تخريب الوطن.

اولا‌- أسباب الفساد

1 - إرث النظام الدكتاتوري قبل عام 2003، وتفرده بالحكم، وسياساته الهوجاء، وحروبه، والحصار الاقتصادي، التي شكلت أساسا للفساد المقنن وغير المقنن لذلك النظام، ولعملية إفساده القيمي والأخلاقي الممنهج للمجتمع.

2 - ممارسات سلطة الاحتلال.

3 - المحاصصة الطائفية والإثنية التي اعتُمدت كأساس في بناء النظام السياسي، بدلا عن المواطنة التي هي أساس بناء الدولة الديمقراطية.

4 - الحزبوية الضيقة، والتخادم الطائفي، اللذان أشاعا التستر على ملفات المفسدين.

5 - اعتماد الاقتصاد الريعي حيث تأتي معظم العائدات من مصدرٍ واحد، وفي غياب آليات الرقابة والإشراف الكافيين، ما سهل التلاعب بمليارات الدولارات من الموارد المالية.

6 - الفساد الذي رافق الانتخابات، وتنامى في جسد المنظومة الانتخابية التي كرست هيمنة المتنفذين، وسهلت إعادة انتاجهم وبقاءهم متشبثين بالسلطة، التي استغلوها لزيادة ثرائهم وتعظيم نفوذهم، واستغلال الحصانات التي يتمتعون بها لحماية الأعمال غير الشرعية التي يقومون بها.

7 - الاحتكار السياسي للسلطة والاقتصاد بيد أقلية تتحكم بالقرار السياسي والمالي.

8 - البيروقراطية والروتين وغياب الشفافية في الانفاق الحكومي، وفِي تنفيذ الموازنة العامة.

9 - ضعف هيبة الدولة ومؤسساتها وقدرتها على فرض سلطة القانون.

10 - عدم قيام الأجهزة الرقابية بالدور المطلوب منها.

11 -  فوضى السلاح وتغوّل الميليشيات.

12 - غياب المعارضة البرلمانية الحقيقية.

ثانيا‌- أشكال الفساد ومظاهره 

إن من غير الممكن حصر الفساد في شكل محدد أو مظهر معين، فقد بات تمظهره، بما يعنيه من «إساءة استخدام السلطة لتحقيق مصالح ومكاسب شخصية على حساب المصلحة العامة»، في انحرافات واختلاسات واحتكار ورشوة وتربح وإهدار للمال العام، يشكل ظاهرة متفشية في بلادنا على صعيدي الدولة والمجتمع، وتهديدا جديا وخطيرا للبلاد واستقرارها السياسي والاجتماعي.

ويمكن الإشارة هنا إلى عدد من تلك المظاهر:

1 - شيوع ظاهرة الغنى الفاحش والمفاجئ للنخبة المتنفذة، وارتفاع المستوى المالي لبعض الأشخاص بطريقة كبيرة وغير منتظرة دون وجود أسباب واضحة لذلك. وهناك أرقام ووقائع فساد مفزعة تخص كبار المسؤولين في دولة النفوذ والتحكم بالثروة، القائمة على التحازب والمحاصصة الطائفية الإثنية.

2 - المحسوبية والمنسوبية: منح الوظائف المهمة لأقارب المتنفذين وأتباعهم، واعتماد الولاء في شغل الوظائف والمناصب بديلاً عن معيار المواطنة والخبرة والكفاءة والنزاهة.

3 - غياب مبدأ تكافؤ الفرص في شغل الوظائف العامة.

4 - شيوع ظاهرة الرشوة التي صارت تبدو واحدا من «المستمسكات» المطلوبة في أية معاملة، وتعتبر المظهر الأول والأهم من مظاهر الفساد.

5 - ظاهرة بيع الوظائف الحكومية، ابتداء من الوظيفة البسيطة وصولا في بعض الأحيان إلى منصب الوزير.

6 - المحاباة: وهي تتجلى في تقديم خدمة لطرف ما بغير وجه حق.

7 - نهب أموال الدولة: الاستحواذ عليها بدون وجه حق وتحت مسميات عديدة.

8 - غسيل الأموال: إخفاء المصدر غير القانوني للأموال وإضفاء الشرعية عليها عبر إدخالها في مشاريع اقتصادية متنوعة.

9 - انتشار ظاهرة الابتزاز التي يقوم بها بعض النواب والهيئات، بدعوى ممارسة الرقابة.

10 - استغلال المنصب لتحقيق مكاسب مادية شخصية على حساب المصلحة العامة. وغياب مبدأ تكافؤ الفرص في الأشغال العامة.

11 - بيع ممتلكات الدولة لتحقيق مكاسب خاصة لبعض الأشخاص والشركات.

12 - شيوع شكل آخر لظاهرة الابتزاز باستخدام البيروقراطية والتعقيدات الحكومية.

13 - الفساد في ميدان العقود والمشاريع الحكومية في المجالات المختلفة.

14 - الفساد المرتبط بالجهات الأجنبية، دولا وشركات واشخاصا في تنفيذ العقود وتهريب العملة وصفقات الغش والتحايل، وفي غسيل الأموال وتهريب المخدرات وغيرها.

15 - التزوير وكل ما يخص تزييف الشهادات والوثائق والكتب الرسمية.

16 -  سوء التخطيط للمشاريع، الذي يعكس تقصيرا متعمدا مسبقا غايته الكسب غير المشروع. وتتجلى شواهد ذلك في تراكم المئات من المشاريع المعطلة أو الوهمية لدى وزارة التخطيط.

17 - التفاوت في الأجور والمخصصات، الناجم عن وجود مستويات عدة لتصنيف العاملين في مؤسسات الدولة ووزاراتها. فهناك أجهزة الدرجة الأولى، وأجهزة سيادية، ودرجات وظيفية خاصة، وأخرى متوسطة، وثالثة متدنية تضم النسبة الغالبة من الموظفين.

ثالثا  معوقات مكافحة الفساد السياسي  

1 - المحاصصة الطائفية والتنافس السياسي والتخادم بين المتنفذين، لحماية مصالحهم كفئة تستأثر بالحكم وتتقاسم ريع الفساد.

2 - الترابط العضوي بين منظومات الفساد والعصابات المسلحة والمليشيات والجريمة المنظمة.

3 - اعتماد القوى المتنفذة آلية المساومة للتغطية على الفساد، بما في ذلك وقوف كتلهم السياسية ضد اتخاذ الإجراءات الواجبة بحق من يدان في ملفات الفساد.

4 - ممارسة رئاسة البرلمان وقادة الكتل السياسية الضغط على البرلمانيين، كي يسحبوا تواقيعهم عند المطالبة بعرض قضية فساد ما على التحقيق البرلماني.

5 - عدم اهتمام الحكومة بالتقارير الخاصة بالفساد، وعدم جدية الأحزاب الحاكمة في مواجهته.

6 - ضعف هيئة النزاهة وآليات الردع التي تعتمدها، إلى جانب تهيبها إزاء سطوة المتنفذين.

رابعا  آليات وأولويات مكافحة الفساد

إن مهمة مكافحة الفساد ليست سهلة، وهي تتطلب قبل كل شيء إرادة سياسية حازمة، وعملاً متكاملا ذا أبعاد سياسية وتشريعية وقانونية وإدارية وتنظيمية، وانسجاماً في شأنها بين مؤسسات الدولة والسلطات الثلاث. وهذا يتطلب إصلاح المؤسسات المذكورة، وتحويل مهامها وإدارتها إلى عناصر وطنية مخلصة، أثبتت نزاهتها ومناعتها إزاء الفساد وقدرتها على حماية نفسها من إغراءات المال والسلطة. وقد أصبح واضحا الآن أن المكافحة الجدية لا بد أن تبدأ من قمة السلطة، وأن تشمل جميع المسيئين والمتلاعبين بالمال العام، بغض النظر عن مواقعهم الوظيفية ومسؤولياتهم السياسية والاجتماعية والدينية.

1 - تعزيز الإرادة السياسية، التي تعد أحد أهم عناصر مواجهة الفساد والاقتصاص من الفاسدين، وتشكل المدخل الأساسي لإرساء النزاهة في عموم الوطن.

2 - تعزيز الشفافية والعلانية بما يتيح للشعب الاطلاع على كيفية إدارة موارد الدولة وكشف الحسابات الختامية.

3 -  المحاسبة وإخضاع من يتولون المناصب العامة للمساءلة القانونية والإدارية والأخلاقية عن قراراتهم وأعمالهم.

4 -  المساءلة التي تتجلى في واجب الموظفين العامين تقديم تقارير دورية عن حصيلة أعمالهم، ومدى نجاعتهم في تنفيذها.

5 -  المعالجة الجدية لموضوع كشف الذمم المالية، وسد الثغرات التي ترافق إفصاح المسؤولين في الدولة عن ممتلكاتهم قبل تولي المنصب، والإعلان عن أي نوع من تضارب المصالح الذي قد ينشأ لاحقا. مع فرض عقوبات صارمة على الذين لا يلتزمون بكشف الذمة المالية، وبضمنها الاعفاء من المنصب.

6 - حصر ثروات كبار المسؤولين وعوائلهم ومعرفة مصدرها من قبل الأجهزة الرقابية، والتحقق من صحتها قبل وأثناء وبعد تولي المسؤولية العامة.

7 - إبعاد زعماء الكتل السياسية عن الجهات والهيئات المتخصصة بمكافحة الفساد.

8 - تفعيل قانون «من أين لك هذا».

9 - إتمام تدقيق الحسابات الختامية.

10 - فتح ملفات الفساد الكبرى.

11 - مراقبة أموال الأحزاب السياسية وأبواب تمويلها، ورصد ما ينفق منها على الحملات الانتخابية.

12 - إصلاح نظام التعيين في الوظائف وجعله مركزياً وعبر مجلس الخدمة فقط.

13 - اعتماد مدونات سلوك ومواثيق شرف أو أخلاقيات عمل في إطار المؤسسات العامة.

14 - اعتماد نظام شفاف في إحالة المقاولات والمشاريع العامة، ومنح السلف للشركات والمقاولين بقدر العمل المنجز فعلا.

15 -  تفعيل الدور الرقابي للمؤسسات الرسمية، ومنها هيئة النزاهة وهيئة الرقابة المالية، وعدم التدخل في شؤونها.

16 - تفعيل عمل لجان مجلس النواب في مراقبة الوزارات وأداء الحكومة الإداري والوظيفي.

17 - تعزيز استقلال القضاء ودوره في حسم الدعاوى الخاصة بالفساد، والتصدي لمحاولات التأثير على السلطة القضائية كاستصدار أو تأخير الأحكام القضائية لصالح الفاسدين، اضافة إلى تشديد العقوبات في قضايا الفساد وسوء استخدام السلطة، وتوفير الحماية للمواطنين الذين يقدمون معلومات عن الفساد بمختلف تجلياته.

18 - إنشاء محكمة خاصة بالفاسدين من قضاة مشهود لهم بالنزاهة والخبرة والشجاعة، وتوفير الحماية الكافية لهم.

19 - مراجعة قرارات العفو الخاصة بمن أدينوا بالسرقات، ومنعهم من تبوء أي وظيفة حكومية، أو الترشح في الانتخابات المحلية والنيابية.  

20 - تعزيز المساءلة والرقابة الشعبيتين، ومنح العملية من خلال ذلك بعدا مجتمعيا. فدور الرقابة الشعبية أساسي وفعال، وينبغي أن تشارك فيه وسائل الإعلام والجمعيات والاتحادات النقابية والمهنية ومنظمات المجتمع المدني إلى جانب الأحزاب السياسية.

21 - التطبيق السريع لمنظومة الحوكمة الالكترونية وخصوصا في خدمات الكمارك والمنافذ الحدودية والضريبة.

22 - مراجعة السياسة المالية وآلياتها، وبضمنها ما له صلة بالبنك المركزي وعموم المنظومة المصرفية وبمزاد العملة.

23 - تأكيد أهمية الجانب التربوي في تعزيز قيمة النزاهة، واعتبارها من المعايير الأساسية للشرف، وتنمية وعي مجتمعي نابذ للمرتشي والفاسد.

24 - تفعيل دور الإعلام الصادق في تصديه للفساد، وتأمين حق المواطن في الوصول إلى المعلومة. 

25 - التعاون الدولي والإقليمي في مكافحة الفساد وغسل الأموال، وفي كل ما له علاقة بحماية الأموال العامة، والتنسيق مع الشرطة الدولية (الانتربول) لاستعادة المجرمين الذين ارتكبوا جرائم الفساد داخل العراق وهربوا من العدالة، واستعادة الأموال المسروقة والمهربة.

خامسا  التحرك الشعبي تصديا للفساد

1 - إدامة مطلب محاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين كعنوان رئيسي في الحركات الاجتماعية، ومواصلة الأنشطة المدنية والشعبية حول ذلك باعتماد أساليب الضغط السلمي وحملات المدافعة، وجميع أشكال الاتصال مع الجهات ذات العلاقة والمؤثرة والفاعلة.

2 - محاربة الفساد السياسي والعمل على الخلاص منه، وهذا لا يتم الا عبر مراحل استراتيجية واضحة وصارمة، وعبر كفاح شعبي متواصل بلا هوادة، يتوَّج بإزاحة الفاسدين من سُدة الحكم عبر عملية تغيير جذرية، يتجلى أحد أهم أدواتها في دورات انتخابات حرة ونزيهة، بعد توفير بيئة سليمة وإصلاح المنظومة الانتخابية.

3 -  تنظيم حملات شعبية واسعة تحت عناوين عامة حول ملفات الفساد الكبرى، ومنها: سقوط الموصل، جهاز كشف المتفجرات، بغداد عاصمة الثقافة، بناء المدارس غير المنجز، المنافذ الحدودية، مزاد العملة، الحسابات الختامية، الميزانيات التكميلية، أرصفة ميناء أم قصر، قروض المصرف الزراعي، ملف الاستحواذ على ممتلكات الدولة باسم الاستثمار، وغيرها.

4 - إطلاق حملات ضد الفساد تتركز على هدف واحد محدد، بحيث تبدأ الحملة ولا تتوقف إلّا بإنجاز هدفها بشكل كامل.

5 - اختيار ملف كل حملة بدقة، شرط توفير المعلومات الدقيقة والمعطيات المطلوبة لتحريك الرأي العام الشعبي.

6 - تشجيع تأسيس منظمات مجتمع مدني تعنى بمتابعة وكشف مظاهر الفساد المالي والإداري، وتعمل على إشاعة مباديء الشفافية وتكريسها، والاستفادة في هذا وذاك وغيرهما مما له علاقة، من تجربة الدول المتقدمة في هذه المجالات.

7 - فضح حيتان الفساد واحدا بعد آخر، شرط نشر معلومات دقيقة جدا عن كل منهم تبين الفرق بين واقعه المعيشي السابق والغنى الفاحش والمفاجئ الذي ينعم به اليوم.

8 - إطلاق حملة منظمة للمطالبة بالحسابات الختامية وبالمصادقة عليها.

9 - مطالبة القضاء بعدم التأخر في إصدار الأحكام القضائية الصارمة بحق من أساء استخدام السلطة وأثرى على حساب المال العام.

10 - مطالبة هيئة النزاهة باستكمال التحقيقات في قضايا الفساد التي تبحثها، ومطالبة القضاء بالإسراع في اتخاذ اجراءاته.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

21-9-2020

************************

ص7

سليمان البكري... إيقونة جمال مقدادية

سالم الزيدي

 

كانَ يشعر وهو يشارك في العرس الأسبوعي لمراسيم تحية العلم، وإنشاده الأناشيد الوطنية، وقراءته قصيدة معروف الرصافي (تحية العلم) يقف وبشموخ ومكابرة وبصوت جميل ذو نغمات تحمل مشاعر وعواطف تعبر عن قدرات صوتية جميلة.

كانَ نشطًا وبحضور متميز في الفعاليات المدرسية، والثقافية، وقائدًا ميدانيًا في صفوف الكشافة، لقد حظي الكاتب والفنان (سليمان داود الشّيخ محمد الشّيخ سليمان البكري) المتولد في المقدادية عام 1937، والذي يفتخر وما زال بأجداده، وبعائلته، ومدينته، التي كانت لها مواقف وطنية؛ إذ شاركوا في الانتفاضات الوطنية ضد قوى الاحتلال، التي غزت العراق؛ مِمَّا دفعت قوات الاحتلال الأجنبي بإبعاد جده خارج المدينة، وقد تأثر كثيرًا بتلك الحادثة، وانعكست على مسار حياته، ونمت باتجاهاته الثقافية، والاجتماعية، وأثرت فيه وتأثر بها، وانعكست على عطائه في ضمن الأنشطة المدرسية في مُدّة دراسته في دار المعلمين الابتدائية في بعقوبة الذي تخرج فيه عام 1957، وكانت تلك المُدّة ميدانًا، ومختبرًا، وفضاءً لتطوير طاقاته، وإبراز نشاطاته، وتوسعت تلك العلاقات مع الطلبة؛ إذ إِنَّ الدار كانَ الوحيد في العراق ويضم طلبة من مدن العراق جميعها، و(للبكري) مكانة متميزة في الفعاليات التي كانت تقام في الدار ممثلًا في الفرقة التمثيلية التي كانَ يشرف عليها الرائد المسرحي العراقيّ (حقي الشبلي)، وعضوًا في فرقة الإنشاد والموسيقى التي كانَ يشرف عليها الدكتور (طارق حسون فريد)، ورسامًا أَخذ بيده الفنان الراحل (ناظم الجبوري) و(صالح قدس)، وعُيّن بعد تخرجه معلمًا في مدينة المقدادية، وشاركَ مع (عبدالستار الجوراني) و(سالم الخياط)، و(حسيب عبدالسّلام) بتشكيل فرقة مسرحية قدمت العديد من الأعمال المسرحية المدرسية، وأسهم بتلك الأعمال كاتبًا، ومخرجًا، وممثلًا، التي حملت مضامين كتاباته شكلًا في الالتزام بقضايا المجتمع السياسية، والتربوية، والاجتماعية، وقضايا الثورة، والواقع الذي ساد البلاد بعد 14 تموز 1958، والتزم بمنهجية علمية، ومواقف رافضة لكُلّ أشكال الظلم والدكتاتورية، والدفاع عن قضايا الوطن، والإنسان، والحرية، والسّلام.

عام 1963 توقفت تلك الفعاليات واعتقل، وأُبعد المعلم (سليمان داود البكري) من مدينة المقدادية إِلى مدينة الناصرية؛ لأسباب سياسية، وبدأت معه مرحلة جديدة لمثقف مؤمن وملتزم بقضايا يناضل من أجلها، وتساءل وهو يدخل مدينة الناصرية، مبعدًا، غريبًا، ومراقبًا من لدن رجال الأمن، كيف ستكون علاقاته مع النَّاس؟ هل يبقى بعيدًا عن القراءة ولقاء المثقفين والأدباء والفنانين، ويتوقف عن نشاطاته الثقافية؟ في مدينة تُعدُّ قلعة للفكر، والثقافة، والنشاط الإبداعي، واتجاه تلك المحنة قرر حضور الأنشطة التي تقام، وأصبح عضوًا في الفرقة المسرحية في مدينة الناصرية، وشارك ممثلًا في مسرحية (سبارتكوس) تأليف وإخراج (مهدي السماوي)، كما نشر نقدًا لرواية (ردّ قلبي) للكاتب (يوسف السباعي) في جريدة الأيام التي كانت تصدر في مدينة الناصرية، ويشرف عليها الصحفي (عبدالغفار العاني)، ويعدّ ذلك المقال أوّل منجز لَهُ ينشر في مجال النقد، وارتبط بعلاقات مع الكاتب (عبدالرحمن مجيد الربيعي)، والمخرج المسرحي (محسن العزاوي)، والفنان (عزيز عبدالصاحب)، والشاعر (قيس لفتة مراد)، والمطرب (حسين نعمة)، و(سلمة داود)، واستمرت تلك النشاطات على الرغم من أَنَّ الأجهزة الأمنية قد حذرته لمرات، وطلبت منهُ عدم اللقاء مع بعض الأسماء الذين ارتبط بهم بعلاقات صداقة.

وفي عام 1966 تَمَّ إلغاء الإبعاد وعاد إِلى ديالى، وسكن مدينة بعقوبة، وبدأت مرحلة جديدة في حياته، وبدأت علاقتي به عن طريق الراحل (عزيز عبدالصاحب)؛ إذ كُنا نشاهد عرضًا لإحدى المسرحيات في مسرح الرشيد في بغداد، وبدأنا العمل بوضع خطة للنهوض بالحركة الثقافية (أدبيًا وفنيًا)، وأنجزنا ما يأتي:

1. شكلت رابطة أدبية تحمل اسم (الرابطة الأدبية في بعقوبة)، واتخذت مقرًا لها في دار بالقرب من سينما ديالى يعود للدكتور (طالب العاني)، وكُنا نعقد أسبوعيًا جلسات تتضمن قراءات شعرية، وقصصية، ودراسات في مجالات الأدب، والفن، والمجتمع لرؤى متنورة ومتجددة، وكُنا فريق عمل تعاوني، نتحمل مسؤولية الرابطة ماديًا، ومعنويًا، وتألفت الرابطة من: (سالم الزيدي، وسليمان البكري، والمرحوم حسين الجليلي، والشاعر أحمد الخفاجي، والكاتب محسن الكَيلاني، والروائي ياسين حسين، والقاص خالد الخشالي، والشاعر هادي الربيعي، والباحث أحمد الرجيبي، وأسامة الصالحي، ومحمد حميد، وصبري سعيد).

2. شكلت مجموعة مسرحية تحمل اسم (مسرح المجددين)؛ كرد فعل على هزيمة الأنظمة العربيّة في 5 حزيران 1967، تحت شعار (من أَجل مسرح عراقي جديد) وقدمت عروضها المسرحية لمنفعة العمل الفدائي؛ إذ قدمت عروضها في بعقوبة، والمقدادية، وخانقين، وتضمنت العروض وشارك (البكري) بمسرحيتين تأليفًا وإخراجًا هما:

    أ. مسرحية (الأرض).

    ب. مسرحية (الأمل).

3. شكلت مجموعة قصصية تحمل عنوانًا (أسرة القصّة)، بتشجيع ودعم من القاضي (محمود العبطة)؛ لإصدار مجلة للقصة حملت شعار (القصّة فكر مفتوح لكُلّ تجارب الأدب القصصي)، وكُلف كُلّ من: (سالم الزيدي) و(سليمان البكري) للإشراف عليها، التي جرى طبعها في مطبعة (الغري) في مدينة النجف الأشرف، وتحمل أعضاء الأسرة مصاريفها.

4. بعد توقف (القصّة) قمنا بالاتفاق مع الأديب والإعلامي (مؤيد البصام) بإصدار مجلة (الفنون المعاصرة) في بعقوبة، وصدر منها ثلاثة أعداد، وتوقفت عن الصدور بقرار من الحكومة.

5. قدمنا طلبًا إِلى وزارة الإعلام للحصول على إجازة جريدة تحمل اسم (المدينة)، وتألفت هيأة تحريرها من: (سالم الزيدي) رئيسًا للتحرير، و(سليمان البكري)، و(السيد عبدالحليم السيد عبدالكريم)، و(منذر الجنابي)، و(أسامة الصالحي)، وحصلت على إجازة الإصدار بكتاب متصرفية لواء ديالى المرقم (2371) في 2 /3 /1969.

سليمان البكري مسرحياً

 أعطى البكري للمسرح مساحة كبيرة من ثراه الأدبي، وأصبح رافدًا ثريًا ومهمًا في حركة المسرح الديالي حين شارك مع (سالم الزيدي) بتشكيل مسرح (المجددين)، وانعكست تلك الملامح على عطائه المسرحي التي تضمنت معالجة القضية الفلسطينية، ونضال شعبه ضد الحركة الصهيونية واحتلالها لفلسطين.

 هو يؤمن أَنَّ الفن المسرحي تجربة ذات بُعد جمعي يتولد من فعل ذاتي بمضمون (وطني وإنساني)، ويعكس المشكلات والصراعات بمضامين تعتمد على التفاعل والتعامل بعلمية في مسار بناء يحمل الصورة الواقعية للناس، ويجعل العرض طقسًا احتفاليًا شعبيًا يسهم بترسيخ النهج التعليمي والتربوي، والمتعة، تمرد وابتعد عن النمطية التقليدية في الشكل الفني؛ إذ أدخل التراث الشعبي في العرض المسرحي، وجعله ميدانًا بعيدًا عن الشعارات والمباشرة.

 ويؤمن (البكري) أَنْ يكون المسرح أداة تدفع الإنسان للتغيير برؤى فكرية وفلسفية، واستثمار الفضاء المسرحي؛ لإثارة الشعور بالمعاناة، وترسيخ علاقات مع الجمهور، والارتقاء بالمنجز المسرحي إِلى سمة جمالية.

كانَ متفائلًا جدًا عندما يبدأ بالعمل مع فريقه مع الممثلين، مدركًا لأهمية التمرين، ودور الممثل في إبراز طاقاته؛ لأَنَّهُ يؤمن أَنَّ المسرح هو الإنسان.

 سليمان البكري حالة ذات عطاءات فكرية، وثقافية، وجمالية، يمتلك موقفًا خاصًا، متولدًا عنده بقرار ذاتي اقتنع به، على الرغم من الواقع الذاتي والموضوعي الذي هو فيه ويعيشه حتّى الآن؛ إذ يمر بظرف صعب جدًا؛ بسبب مرضه، والعملية التي أجريت لَهُ في عينيه، وأبعدته عن القراءة والكتابة.

 إِنَّهُ يرفض سيطرة الآخر، ويحترم شخصيته وتاريخه، وحبه لمدينة المقدادية التي قال عنها: (لن أفارق عاشقتي المقدادية حتّى آخر لحظة من حياتي).

****************************

شيوعيو دربندخان واستمرارية النضال

أحمد رجب

من تأريخ مدينة دربندخان بين اعوام 1947 ــ 1949 عن طريق {علي أفندي ـ المضمد وحسين عول} الفراش ومن ساكني دربندخان (سليم بيرك وكانى توو) بدأت الأفكار الشيوعية تنتشر، وفي تلك الأيام وبمساعدة ملا احمد بانيخيلاني {ابو سرباز} وشقيقه ملا أسعد استطاعوا تشكيل خلية حزبية، وكانت لملا أحمد وملا أسعد مكانة محترمة‌ عند الناس في المنطقة لكون والدهما ملا قادر صوفي شخصية دينية معروفة، واستطاع الشقيقان نشر الأفكار الشيوعية بمراحل في القرى المجاورة لقرية بانيخيلان وقرى هورين وشيخان.

في الخمسينات من القرن الماضي توجه الى دربندخان عدد من الشركات الأجنبية صغيرة وكبيرة، وتطورت الحركة العمالية، وبعد ثورة 14 تموز عام 1958 تأسست النقابات العمالية في دربندخان فتأسست نقابتان للبناء والمشاريع،  الأولى كانت صغيرة ولها مايقارب 300 ــ 350 عضو والثانية { الكبيرة} فيها اكثر من 3000 عضو، وقد أطلق العمال على الصغيرة ـ النقابة الصفراء لان قيادتها كانت من الحزب الديمقراطي الكوردستاني، وسميت الثانية بالحمراء لأنها تسير بادارة المنتمين للحزب الشيوعي العراقي، وتشكلت الهيئة الادارية من : 1 ـ ابراهيم كريم { ابراهيم باقر ـ ابو ثورة} 2 ـ دنخا البازي { ابو يعقوب}  3 ـ عمر رشيد 4 ـ ميخائيل 5 ـ  سيادور الأرمني ، وكانت هناك نقابة أخرى لعمال سد دربندخان { نقابة الري}  وادراتها مشتركة بين الشيوعيين والبارتيين ( حدك) وهم كل من : قادر احمد، حسين فتاح، نجم كاكه سعيد، ابراهيم النجار وعمر سريع.

كان من ضمن العدد الكبير للعمال عشرات الكوادر ومئات الشيوعيين الذين استطاعوا تشكيل عدة لجان وخلايا حزبية إذ كانت بصمات أياديهم واضحة.

ان الشيوعيين ومنذ تأسيس حزبهم  وفي كل الاوقات كانوا وما زالوا مع أمنيات ورغبات وآلام الشعب، وبالرغم من قساوة أوضاع البلاد بسبب الانظمة القمعية والدموية ومؤسساتها وجواسيسها، فان الشيوعيين كانوا في المقدمة للدفاع عن الشعب ومصالحه وناضلوا ببسالة وسط نيران الأعداء وقدموا التضحيات الجسام من أجل القضاء على الرجعية وانهاء الدكتاتوريات والانظمة الدموية، ومن أجل تحقيق المهمات الوطنية للشعب والوطن ومن أجل الحريات والاستقلالية، وهم الذين حرضوا ودفعوا الجماهير وخاصة العمال والكادحين وكل فئات وشرائح المجتمع من اجل تحقيق أهدافهم ومطامحهم.

ومن أجل ان لا تختفي متاعب ونضال الشيوعيين أحاول من الان فصاعدا التذكير بالشيوعيين الذن رحلوا عنا وشهدائهم، واليوم أتحدث عن شيوعيين بواسل من شيوعيي مدينة دربندخان:

الرفيق علي أحمد سعيد: ولد الرفيق في هه له بجه {حلبجة} في يوم 1/7/1930 وهو من عائلة فقيرة وكادحة، ومن أجل مساعدة عائلته ترك الدراسة في الصف السادس الابتدائي وأخذ هذا الصبي يعمل بجد ونشاط مع اخوته: حمه رشيد، عمر ومصطفى، وللحصول على العمل توجه الى دربندخان وتم تعينه عاملا في سد دربندخان {دائرة الري}.

كان الرفيق علي انسانا نزيها ونظيفا يحب الناس، وكان فعالا ومثالا رائعا وصارما ومقتدرا في تأدية أعماله الحزبية، وكان ايضا بشوشا وصاحب صدر رحب، وفي نفس الوقت وبشهادة ممن عرفه عن قرب ومن الجماهير كان له وزنه وثقله في المجتمع، انسانا حافظ على مواقفه ومناضلا وطنيا شامخا ووفيا للشعب والوطن وحزبه المجيد، وكان طليعيا لتنفيذ مهماته الحزبية ويعمل من أعماق قلبه لتحقيق غاياته.

كان للرفيق علي مع شريكة حياته عائشة عبد القادر أحمد بنت واسمها برشنك و6 اولاد وهم: أحمد، محمد، ياسين، تحسين، بهيزو بريز، وللأسف أن تحسين رحل عنا.

الرفيق المناضل علي بالنظر لجسارته وشجاعته وتنفيذه أعماله الحزبية بحيوية ونشاط تعرض للاعتقال والتعذيب، وبقي لمدة (سنتين وتسعة أشهر) في سجون الحزب الديمقراطي الكوردستاني في رانية، وعند جماعة النور أي الجلاليين في السليمانية: كما اعتقل (3) مرات من قبل السلطات الحكومية لمدة 4 أشهر، 5 أشهر و9 أشهر وكان نموذجا ومثالا للبطولة في الحفاظ على الأسرار الحزبية وسلامة رفاقه وخيب آمال الاعداء، وتوفي إثر جلطة في 23/12/1973.

الرفيق نجيب الشيخ محمد الملا قادر :  ولد نجيب في بانيخيلان عام 1953 وكان من عائلة كادحة، وفي الصف الثالث المتوسط ترك الدراسة وهو لا يزال صبيا وتوجه للعمل لمساعدة عائلته الكبيرة، وذهب الى بغداد ليجلس مع عمال البسطة لعله يجد عملا ولكنه بعد فترة عاد الى دربندخان، وفي تلك السنوات انخرط في تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي وعمل مع شقيقه لطيف في صفوفه، وكان نجيب نقيا ونظيفا ومرحا يبتسم للحياة دائما، وقد عمل هذا الفتى بحيوية ونشاط ودون خوف من السلطات والأعداء، وأصبح جسرا بين المدينة والقرى، بين منظمة الحزب في دربندخان و الهيئة القيادية جوتياران، وكان الرفيق يحمل الرسائل و المستلزمات العسكرية للسرية العاشرة الباسلة للحزب، ويعود برسائل اللجنة القيادية و المنشورات والادبيات الحزبية.

في عام 1970 وبمناسبة الذكرى المئوية لميلاد العالم والعبقري ومعلم البشرية  الفذ فلادمير ايليتج لينين،  قام الرفيق نجيب وبمساعدة الرفاق الآخرين بالكتابة على الأعمدة والأشجار والحيطان بشكل مذهل بحيث زرع الرعب في قلوب الأعداء، وفي نفس اليوم وبينما كان نجيب جالسا في مقهى الحي السفلي في دربندخان وخلسة قام معاون الشرطة الذي كان معاون أمن المدينة  ايضا المدعو ( نصرالدين علي) بضرب الرفيق الذي ثار ضده، ولما علم المعاون بأن شيوعيي المدينة والأطراف عازمون انزال العقاب به ارتعد المعاون وبادر فورا  بطلب العفو.

نعم، كان الرفيق نجيب يقظا وفعالا إزاء الأعداء وهو يؤدي عمله الحزبي على أكمل وجه، وهذا الأمر لم يعجب الأعداء وقاموا بمراقبته وملاحقته واعتقاله، ولكن الحزب استطاع ارساله الى موسكو للدراسة في معهد العلوم الاجتماعية ككادر حزبي، وفي عام 1979 وأثناء اشتداد الحملة البوليسية الدموية ضد الشيوعيين العراقيين واعتقالهم عاد الرفيق نجيب، وسرعان ما توجه الى الجبال ليلتحق برفاقه الانصار، وعمل في التنظيم المدني في محلية السليمانية وتبوأ فيما بعد مناصب حزبية وعسكرية. عند حدوث مجزرة بشتاشان  قامت ایادي خبیپة‌‌ بنصب كمین لرفاقنا في 2/5/ 1983  حيث استشهد الرفيق نجيب والرفيق كامل احمد سمين كاني ساردي.

الرفيق نجيب تزوج  من حميدة حسن ولهما ولد واحد { ساريژ}.

***************************

الشهيد الشيوعي العراقي

الدكتور عبدالرزاق مطلك

بتاريخ ١٢/ ١٠ /١٩٦٨م الساعة ٣ فجرًا تسللت عناصر إجرامية من منظمة حنين سيئة الصيت إلى الحرم الجامعي في مدينة الموصل حيث شقة د. عبد الرزاق مطلك، لينالوا منه بكل وحشية، حقد اسود دفين رجعي طائفي عنصري سعى بالقضاء على أي رمز وطني يحلم في وطن يسعد فيه الجميع، و هكذا التحق الشهيد البطل د. عبد الرزاق مطلك في قافلة شهداء الحزب الشيوعي العراقي، شهداء الحرية، شهداء الوطن.

ولد الشهيد في قضاء الشطرة محافظة ذي قار عام ١٩٢٩م أنهى دراسته الابتدائية فيها، وأنهى مرحلته الثانوية في الكوت

 التحق بكلية التجارة في بغداد عام ١٩٤٦م.. دفعته الظروف الاقتصادية الصعبة للعمل كقاطع تذاكر في سينما الحمراء، عمل مدرسًا في إعدادية التجارة في النجف الاشرف، ترأس فيها منظمة اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي ستة ١٩٥٩م كان ضمن وفد الشبيبة الى الاتحاد السوفيتي، لنشاطه السياسي المميز تم استبعاده من النجف..

 سنة ١٩٦١م كانت رحلته إلى ألمانيا الديمقراطية لاكمال دراسته العليا التي توجت بالنجاح َو بامتياز، تزوج من ألمانية وانجب منها ولده الوحيد ( أكرم) الذي كان شاهدًا على الجريمة وهو بعمر ٤ سنوات، هكذا انتهت حياة المناضل الشيوعي د. عبد الرزاق مطلك وهو بعمر ٣٩ عامًا، لكن  ذكراه ما تزال شاخصة في ضمائر عاشقي هذا الوطن المجد والخلود والذكر الطيب لجميع شهداء الحزب الشيوعي العراقي خالدون في قلوبنا وضمائرنا.

*********************************

الناشط البيئي ئارارات مجيد... باق كالأشجار التي زرعها في كل مكان!

يوسف أبو الفوز

 رحل مؤخرا، في 24.10.2020، في مدينة السليمانية، أثر اصابته بفايروس الكورونا، الشخصية الاجتماعية والناشط البيئي السيد ئارارات مجيد رحيم (مواليد 1950) من مؤسسي وسكرتير لعدة دورات، (جمعية كردستان الخضراء) التي تأسست عام 1991 بعد انتفاضة اذار. كان كتلة من النشاط، ووصفته (طريق الشعب) في لقاء صحفي نشر عام 2009 كونه (عدة رجال بثوب واحد، فهو معلم مدرسة وناشط بيئي وفنان مسرحي وتلفزيوني، ورب اسرة يتميز بعلاقة صداقة مع ابنائه المتفوقين دراسيا وفي عملهم. البيئة عالمه الاول، لا شاغل عنده الا تعليم الناس احترام البيئة والاساليب الصحيحة للتعامل معها. ينتقل بين الأحياء والمدارس والقرى والجمعيات، يقدم المحاضرات، يوزع المنشورات، ...). كان حلمه، الذي سكنه ليل نهار: ان تستعيد كردستان، بهاءها وتزدهر غاباتها التي تعرضت للعسف مثلها مثل الانسان، أولا بسبب سياسات النظام البعثي الديكتاتوري، الذي كان يرى في الغابات صديقا حاميا للمعارضين، فجرف مساحات كبيرة منها وأحرق وقصف بدون رحمة في كل مكان، وثم الإهمال الذي تعرضت له الغابات، بسبب سياسات الحكومات التي تعاقبت في كردستان وغياب أي خطط للاهتمام بالبيئة. حين بدأت تراوده فكرة الاهتمام ببيئة كردستان، وبدأ بنشر ثقافة الاهتمام بالبيئة وأهمية التشجير، لم يسانده الكثيرون. كانوا مجموعة قليلة، سخر منهم البعض ورأى في نشاطهم بطرا وسط المشاكل العديدة الجدية التي تحيط بالناس ومعيشتهم ومستقبلهم ومعالجة آثار النظام الديكتاتوري وما خلفه من خسارات وجروح. حين التقيت به لأول مرة، شتاء عام 2004، بسط لي أفكاره، وكونه سوف لن يتوقف لإقناع الناس بها. وتابعت كيف بمجهوده الشخصي، وطلبه والحاحه، زار المدارس، ظهر في الصحافة والتلفزيون، وزار المؤسسات الرسمية، لأجل جمع المريدين ممن يتفقون معه في الرأي، فلطالما أوقف سيارته ويترك عائلته وحتى ضيوفه لينبه شخصا:

ـ انت تؤذي الأشجار بغسلك سيارتك في هذا المكان!

وإذ تنظر الآن، وتجد ان للمنظمة التي ساهم بتأسيسها من انفار قلة، فروعا وناشطين تعمل في اغلب مدن كردستان الرئيسة، وان مؤسسات رسمية اقتنعت بأفكاره، وصارت تفرض غرامات على بعض المخالفين بزرع الأشجار وتوزيع شتلاتها، وإذ تزور مناطق عديدة وأزقة وشوارع ومدارس، وتنظر الأشجار الباسقة التي ساهم بزراعتها، وتوزيع شتلاتها بنفسه، ستعرف كم هو مخلص لأفكاره وكم محب للحياة.

كان يحلم بأن يمتد نشاطه وحلمه لبقية مدن العراق، فسعى لإقامة العلاقات مع جمعيات ومنظمات مختلفة في العاصمة بغداد، ولأجل تعزيز التجربة والحصول على الدعم سعى لإقامة علاقات مع منظمات بيئية دولية.

يقول المثل الصيني، لأجل خلود الانسان يحتاج ان يكتب كتابا أو يزرع شجرة، فكيف بمن كرس حياته ووقته لأجل ان تكتسي بلاده بالثوب الأخضر؟ لن يموت حلمه ولن يموت أسمه، لن يرحل من يزرع شجرة فكيف بمن زرع المئات وترك شجرة في اغلب شوارع مدينته السليمانية ومدارسها وباحت بيوتها، فله المجد دائم الخضرة.

*******************

ص8

في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني

تضامن متجدد مع شعب فلسطين

حلت يوم امس (29 تشرين الثاني) الذكرى السنوية لليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي أقرته الأمم المتحدة عام 1977. ففي مثل هذا اليوم اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 1947 قرار تقسيم فلسطين والذي أقيمت بموجبه فعلياً دولة اسرائيل، فيما لم تتم حتى الان إقامة دولة فلسطين.

في هذا اليوم تؤكد الأمم المتحدة التزامها بحقوق الشعب الفلسطيني، كما اقرتها قراراتها، ولكنها ما زالت بعيدة عن التطبيق والواقع جراء سياسات اسرائيل العدوانية والتوسعية والاستيطانية، والدعم الأمريكي الرسمي المكشوف لها.

وفيما لم يحقق الشعب الفلسطيني طموحه في إقامة دولته الوطنية المستقلة على ارضه، سارع العديد من الدول العربية الى التطبيع مع حكام إسرائيل، وكأنها تكافأهم على مواقفهم وجرائمهم المرتكبة بحق فلسطين وشعبها.

في هذا اليوم، نجدد التضامن مع شعب فلسطين ونطالب بالمزيد من الضغط الدولي والإسلامي والعربي على دولة الاحتلال، كي تنصاع لقرارات الشرعية الدولية الخاصة بالانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة وعودة اللاجئين وتوفير الدعم المطلوب لقيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.

كل التضامن والدعم والاسناد لنضال شعب فلسطين المفعم بالتضحيات الجسام.

«طريق الشعب»

****************

حزب الشعب الفلسطيني: مقاومة الاحتلال حتى تحقيق الأهداف الوطنية كاملة

دعا حزب الشعب الفلسطيني إلى بذل المزيد من الجهود لاستثمار حالة التضامن الواسعة، والعمل على تعزيز صمود الشعب الفلسطيني ونضاله ضد الاحتلال الصهيوني.

وقال الحزب في بيان صحفي، صباح امس الأحد: “في التاسع والعشرين من تشرين الثاني(نوفمبر) يؤكد  أحرار العالم مجددا على الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني، حيث يصادف هذا التاريخ صدور قرار التقسيم عام 1947 والذي أقر بحق شعبنا الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة، وقد حالت المؤامرة الكبرى التي نفذتها الامبريالية العالمية والحركة الصهيونية بالتواطىء مع الرجعية العربية دون تحقيق ذلك بل حاولت أطراف المؤامرة تصفية القضية الفلسطينية برمتها، لكن شعبنا بكفاحه الدؤوب وتضحياته المستمرة ووقوف الاحرار معه دفع بالأمم المتحدة عام 1977 للإقرار بأن يكون هذا اليوم هو يوماً للتضامن مع الشعب الفلسطيني تقديراَ لكفاح الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال والعدوان الصهيوني والامبريالية العالمية”.

وأضاف الحزب “ان يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني هذا العام، يأتي ونظم الرجعية العربية  تجدد دورها التآمري عبر ركوب قطار التطبيع مع دولة الاحتلال، لكن الشعوب العربية ما زالت  تؤكد يوماَ بعد يوم وقوفها الثابت مع الشعب الفلسطيني واعتبار القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة العربية”.

كما دعا الحزب في بيانه القيادة الرسمية الفلسطينية إلى “بذل المزيد من الجهود لاستثمار حالة التضامن مع شعبنا وقضيته العادلة، والكف كلياَ عن بيع الوهم حول طبيعة العلاقة مع دولة الاحتلال، مشدداَ على ضرورة التزامها بتنفيذ قرارات المجلسين الوطني والمركزي والاتفاق على استراتيجية وطنية موحدة، تقوم على إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية، وتؤكد على استمرار الصراع بين شعبنا والاحتلال ومقاومته حتى تحقيق كامل أهدافنا الوطنية العادلة”.

وفي ختام بيانه، طالب الحزب “الجمعية العامة للأمم المتحدة بإدانة دولة الاحتلال الإسرائيلي وعدوانها المستمر على شعبنا، والبدء بخطوات عملية  لتطبيق قرارات الشرعية الدولية، وفي مقدمتها حق شعبنا في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على أراضيه المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس، وضمان عودة اللاجئين إلى ديارهم طبقا للقرار الأممي 194”.

************

الجمعيات السياسية البحرينية تجدد رفضها التطبيع

أصدرت الجمعيات السياسية في البحرين بياناً في مناسبة اليوم العالمي للتضمن مع شعب فلسطين، جاء فيه:

“إن هذه المناسبة التي تشكل فرصة للتعبير عن كل أوجه التضامن مع الشعب الفلسطيني، ومناصرة قضيته العادلة، وحقه في استرجاع كافة حقوقه المغتصبة. كذلك التأكيد أمام العالم أهمية القضية الفلسطينية كقضية قومية وإسلامية مصيرية، ولفت انتباه المجتمع الدولي إلى الثوابت المتعلقة بهذه القضية، وتسليط الضوء على الجرائم الإرهابية التي يرتكبها الكيان الغاصب بصورة يومية ضد الشعب الفلسطيني، الذي يكافأ اليوم مقابل كل هذه الجرائم من قبل بعض الأنظمة العربية بالتطبيع معه، وفتح أبواب السلام الموهوم معه”.

إن “اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني يأتي هذا العام وسط مؤامرات صهيونية ودولية لتصفية القضية الفلسطينية، ووأد حقوق الشعب الفلسطيني من خلال ما يسمى بصفقة القرن المخزية، بينما يستمر الكيان الصهيوني في قضم الأراضي المحتلة وتحويلها إلى مستعمرات للمستوطنين، ومساعيه الاجرامية لتهويد القدس، والاستيلاء على الأموال الفلسطينية ومحاصرة البلدات والقرى اقتصادياً وأمنياً، علاوة على جرائم القتل والتعذيب والاعتقال. لذلك، فإن ما يسمى باتفاقيات السلام مع هذا الكيان سوف تشجع هذا الكيان على تصعيد كافة هذه الجرائم وتعطيه الضوء الأخضر لبناء المزيد من المستوطنات ومصادرة الأراضي الفلسطينية، وهو ما نشهده بالفعل في الوقت الحاضر”.

واكد البيان على “رفض شعب البحرين لكافة أشكال التطبيع مع الكيان الغاصب لفلسطين، فإن هذه القضية ستظل راسخة في وجدان شعب البحرين، وشعبنا كان ولايزال وسيبقى صاحب المواقف التاريخية المشرّفة تجاه القضية الفلسطينية مهما حاول البعض تشويهها، متوجهين له بالتحية والتقدير وترجمة هذه المواقف في مقاطعة كافة أشكال التطبيع.

ووقع على البيان

الجمعيات السياسية:

المنبر التقدمي

التجمع الوطني الديمقراطي الوحدوي

التجمع القومي الديمقراطي

الوسط العربي الإسلامي

الصف الإسلامي

***********

ودع العالمُ ساحرَ الكرة الجميل

دييغو مارادونا.. صديق الفقراء ونصير السلام

عادل محمد

استقبل العالم بالحزن والفزع نبأ وفاة اسطورة الكرة العالمية دييغو أرماندو مارادونا، الذي توفى الأربعاء الفائت  بنوبة قلبية في منزله في تيغري ، شمال العاصة الأرجنتينية بوينس آيرس.  وفور اعلان نبأ وفاته، ألغى الرئيس الأرجنتيني ألبرتو فرنانديز جميع المواعيد المقررة وأمر بحداد رسمي لمدة ثلاثة أيام. وقي صباح اليوم التالي وُضع نعش مارادونا في القصر الرئاسي الخميس، ليودعه مئات الآلاف من الأرجنتينيين خلال النهار. وكان المشيعون قد تجمعوا في الساعة العاشرة من مساء الأربعاء في وسط العاصمة، في إشارة للقميص رقم 10 الذي ارتداه الفقيد، ليقولوا بصوت عال “وداعا”. لقد صفق البلد بأكمله لمحبوبه من النوافذ والشرفات.

ودفن الجثمان الخميس الفائت بعد تشيع مهيب كان في مقبرة جاردين دي باز حيث دفن والديه أيضا. وفي هذه الأثناء، طلب محاميه فتح تحقيق في ملابسات وفاته. وقال ماتياس مورلا إنه لا يستطع تفسير سبب عدم فحص حالة صديقه لمدة “اثني عشر ساعة” ولماذا استغرقت سيارة الإسعاف أكثر من نصف ساعة للوصول إلى منزله. وكان مارادونا قد خرج من المستشفى قبل أسبوعين فقط بعد أن أجرى الأطباء عملية جراحية له بسبب نزيف في المخ.

وأعرب شخصيات يسارية وتقدمية في أمريكا اللاتينية والعالم على الفور عن تعازيهم. مذكرين بموقف مارادونا المناهضة للإمبريالية، والداعية للسلام وللتضامن مع فقراء العالم. لقد رحل مارادونا بالضبط بعد أربع سنوات من وفاة صديقه زعيم الثورة الكوبية فيدل كاسترو. قال الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل على تويتر إن 25 تشرين الثاني أصبح الآن “يومًا مؤلمًا بشكل مضاعف: أربع سنوات بدون حضور فيدل المادي، واليوم يغادرنا مارادونا. أصدقاء إلى الأبد، يلهموننا كل يوم “. وقال وزير الخارجية الفنزويلي خورخي أريزا إن مارادونا كان “بلا شك أعظم لاعب كرة قدم وعملاق من حيث الإنسانية والأحلام والمثل. لقد كان متمردا عادلا. ومن أتباع الأمل والمساواة والابتسامات “.

التقى مارادونا مع فيدل كاسترو في عام 2000 في كوبا، أثناء معالجته من حالة ادمان كادت ان تطيح. ولقد عمقت فيه ت الصداقة مع الزعيم الثوري الكوبي، نزوعه للعدالة الاجتماعية، نتيجة الفقر المدقع الذي عاشه في طفولته. وعندما رحل كاسترو قال مارادونا: “مات أبي، مات الرجل الأكثر حكمة في الدنيا”. “إنه السياسي الوحيد، إذا أردنا تسميته هكذا، الذي لم يفكّر يوماً في السرقة من الفقراء”.

لقد أصبح مارادونا داعما ومتحمسًا للحركات اليسارية التقدمية في أمريكا اللاتينية. “أنا شافزي”، اعلنها في عام 2005 بعد اجتماع مع الرئيس الفنزويلي الراحل هوغو شافيز، الذي تظاهر إلى جانبه، في نفس العام، ضد قمة الدول الأمريكية في مار ديل بلاتا، وضد سياسات الولايات المتحدة الأمريكية.

في العام الفائت، تضامن مارادونا مع الرئيس بوليفيا السابق إيفو موراليس، وادان الانقلابيين بكلمات واضحة. في الأربعاء الفائت قال موراليس: “ بالم روحي شديد، علمت بوفاة صديقي. لقد كان انسان احس بالفقراء وناضل من اجلهم. لم يحزن عليه عالم كرة القدم فقط، بل شعوب العالم اجمع”.

وفي مقال للجريدة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي وصفته سياسيا بالتالي: “ كان مناضلا يساريا بالروح والجسد. وعندما تعرضت فنزويلا لهجمات امريكية في عام 2017 بهدف زعزعة استقرارها، أعلن نفسه جنديًا للثورة البوليفارية وأوفى بوعده”. و” مارادونا يشبه إلى حد كبير اصحاب الصور التي رسمها على جسده. على الكتف تشي غيفارا وعلى الساق اليسرى التي لا تقهر والتي سجل بها أهدافه، فيدل كاسترو.

تصريحات ومواقف لا تنسى

بعد الحصار الجائر ضد شعبنا العراقي اقترح مارادونا في نهاية التسعينيات اجراء مباراة كرة قدم بين العراق والولايات المتحدة: “إذا فاز العراق يُرفع الحصار فوراً وإذا خسر فالوضع يبقى كما هو. سألعبُ مع المنتخب العراقي ولتجمع الولايات المتحدة أفضل نجوم اللعبة، وسوف نرى من ينتصر في النهاية، لا بدّ سينتصر الأطفال المحرمون من الغذاء والدواء”.

أعلن مارادونا مرارا وتكرارا تضامنه مع نضال الشعب الفلسطيني في سبيل حقوقه المشروعة، ورفع العلم الفلسطيني على المدرجات. وأعلن تضامنه الواعي مع ضحايا التفجيرات الإرهابية في فرنسا، معلنا في الوقت نفسه عن التضامن مع الضحايا في سوريا ولبنان وفلسطين، رافضا العنف أينما كان. وعند زيارته للفاتيكان، وسماعه البابا يتباكى على الأطفال الفقراء، صرخ: “بِع السقف إذاً، افعل شيئاً يا رجل” في الإشارة للسقف الذهبي لمقر البابا. وفي مناسبات عدة يتذكر مارادونا طفولته والجوع الذي كان يعانيه واخوته الثمانية وانتظار عودة الأب من العمل، وعاد الأخير ولم يكن معه ما يسد رمقهم: “كنا ننتظره بصمت، لأنه لم يكن لدينا طعام. لا يمكن لأولئك الذين لم يتضوروا جوعاً، ولو لمرة واحدة، أن يفهموا ذلك. لم نحتفل يوماً بعيد ميلاد أحدنا. كان الأصدقاء والأقارب يمنحونك قبلة بمناسبة عيد ميلادك، وتلك القبلة كانت أكبر هدية، فالفقراء لا يخذلونك ولا يتخلون عنك قطّ، أما السياسيون وأولئك القريبون من الحكومة، فقد أصبحوا أغنى وأغنى. لقد أتيحت لي الفرصة أن أصبح أحدهم، لكنني رفضت وقلت لا، لأنّ ذلك يستلزم السرقة من الفقراء”.

********

ص 9

عراك ديكة .. أم صراع طبقي ؟

أزمة طائفية.. ام أزمة اجتماعية؟

د. صالح ياسر

كما معروف، من ضمن مهام الخطاب الطائفي هو انه يقوم بوظيفة إيديولوجية مغلفة بلغة مخاتلة قادرة على اجتذاب بسطاء الناس، ليس بناء على تعريفهم بخصومهم الطبقيين الفعليين، ولكن بـ «خصومهم» من « الطائفة أو الطوائف الأخرى». قد تكون هذه اللعبة الإيديولوجية حاذقة في لحظة ما، ولكنها ستستمر الى حين تزول غمامة الوعي الزائف أو المفوّت ليحل محله الوعي الصحيح، وعي الصراع الاجتماعي واكتشاف قوانينه، والنضال من اجل حل تناقضاته المتوترة دوما.

لذلك يمكن القول ان الأزمة البنيوية التي تعيشها بلادنا ليست أزمة طائفية، بل هي أزمة اجتماعية حقيقية ناجمة عن ثلاثة عوامل رئيسية:

- الاستراتيجيات التي اعتمدها النظام الديكتاتوري السابق؛

- استراتيجيات الاحتلال بعد 2003؛

- وممارسات القوى المهيمنة في الطوائف «المتصارعة» التي منعت لحد هذه اللحظة تبلور دولة ديمقراطية عصرية تقوم على فكرة المواطنة.

لذا فالتصور أن جوهر المشكلة هو الخطر الذي تواجهه الطوائف» إنما هو تصور وهمي، وبالمقابل فإن التركيز على العامل الطائفي، رغم «خصوصيته» في بلادنا، سيساعد على إخفاء العوامل الأخرى، الأكثر فعالية في التطور الحقيقي لبلادنا وللأزمة في آن.

ارتباطا بالملاحظات السابقة يمكن القول أن صائغي الخطابات الطائفية، رغم «الصياغات الأنيقة»، يضعوننا أمام خيار وحيد دائما: أما القبول بمقارباتهم للإشكالية الاجتماعية ضمن رؤيتها بمنظار مقلوب باعتبارها مشكلة بين طائفتين دينيتين متصارعتين، أو اتهام خصومهم بالوقوف مع الطائفة الأخرى ! منذ البداية، نحن إذن أمام دور واضح، هو مصادرة التحليل والمقاربة التي ترتكن الى رؤية اجتماعية للمشكلات التي يواجهها مجتمعنا العراقي في لحظة تطوره الملموس، ليتم بعدها تكريس المقاربة الطائفية التي تستبعد أصلا الجماهير ونضالاتها الاجتماعية ( وليس «الطائفية»)، وتعيق طرح الأسئلة الحقيقية عن المشكلات الحقيقية التي تواجه نضال المجتمع اليوم، ذلك النضال الهادف الى بناء بديل وطني – ديمقراطي وليس استبدال هيمنة طائفة بأخرى.

هكذا إذن وفي لجة الخطابات الطائفية المتصارعة، تراجعت الى المرتبة الثانية مفاهيم مثل: الحرية، والشعب، والديمقراطية، والنضال السياسي، والطبقات الاجتماعية لتحل محلها مفاهيم أخرى من قبيل: التمييز الطائفي، الاضطهاد الطائفي، مظلومية الطائفة .... الخ. 

هناك بعض هذه الخطابات تقول أن «ما وصل إليه العراق من أزمات كان نتيجة سياسة التمييز الطائفي للأنظمة الحاكمة «. وإذا دفعنا هذا القول الى نهايته المنطقية أمكننا الاستنتاج، طبقا لهذا الطرح، بما يلي:

1.إن الأزمات التي مرت بها بلادنا هي نتيجة لسياسات « التمييز الطائفي « أساسا.

2.واستنادا الى ذلك فإن « فرادة « هذه الأزمات تقوم على أساس انتفاء وجود طبقات اجتماعية في بلادنا. لقد حلّت – بحسب هذا الطرح– « الطوائف « محل الطبقات الاجتماعية، في تحديد تركيبة المجتمع العراقي.

3. واستنادا الى القول أعلاه، فإن الصراع بين «الطوائف» يحل محل الصراع بين الطبقات، ويكون بالتالي هو المحرك لتاريخ التشكيلة العراقية منذ نشوء الدولة العراقية الحديثة !

4. ووفقا لهذا الطرح فإن أي حل للأزمة الراهنة يجب أن يقوم، إذن، على تحقيق «التوازن» بين الطوائف المتصارعة ! أي أن فكرة « التوازن الطائفي « يجب أن تكون ركنا جوهريا في أي برنامج لحل المشكلات التي تواجه بلادنا الآن وفي المستقبل، وهي على أي حال مشكلات ليست طائفية بل سياسية – اجتماعية. إن لهذا التمويه الإيديولوجي عاقبة مهمة هي تغييب سؤال السلطة وطبيعتها، بوضعها خارج النظر والتحليل، أو إضفاء طابع «طائف» عليها، رغم أنها القضية الجوهرية في التحليل، كما في النضال. 

وطبيعي أنه تترتب على هذا التحليل نتيجة هي أن إلغاء وجود الطبقات، بقرار إيديولوجي، وإحلال «الطوائف» محلها، هو، بالتحديد، الذي يقود، منطقيا، الى إلغاء الشعب العراقي، كأن في إلغاء هذا الشعب، كشعب، يعد شرطا أساسيا لديمومة سيطرة الائتلاف الطبقي الحاكم (الذي يضم طبعا ممثلين للطائفتين الكبيرتين، إضافة الى المكونات الأخرى). هكذا تتأمن للائتلاف الطبقي السائد المتمظهر طائفيا وحدة تماسكه، وتتأمن له ديمومة سيطرته على «طوائف» لا تشكل خطرا على نظام هيمنته الطبقية إلا بمقدار ما تتفكك كـ «طوائف» لتتماسك ضد هذا الائتلاف كطبقات كادحة في حركة صراعاتها الطبقية.

وهكذا فإن هذه المقاربة الخاطئة تولد الوهم عند القوى التي تتحدث باسم هذه الطائفة أو تلك بأن لهذه المجموعة قوة سياسية لأنها «طائفة»، وأن قوتها السياسية هذه هي قوة ممثليها «السياسيين» الذين يتحدثون باسمها. والحقيقة أن تلك القوة السياسية التي يستمدها الزعماء التقليديون من تمثيلهم لـ «طوائفهم» ليست «طائفية» وليست فردية. إن هذه القوة تتمظهر هنا على أساس من إخفاء طابعها الطبقي الفعلي، وعلى أساس من إخفاء شرط وجودها الذي يكمن في انعدام وجود قوة سياسية لـ «الطوائف».

نقطة مقتل التحليل الطائفي، إذن، هي اختزاله العلاقات الاجتماعية-الطبقية الى علاقات بين «الطوائف». وهكذا بدلا من توصيف النظام السائد توصيفا سياسيا/طبقيا دقيقا وبالتالي الكشف عن القوى المسيطرة فعلا فيه، والتناقضات الفعلية الناظمة له وفي مقدمتها التناقض الرئيسي الناظم للمرحلة، يجري النظر إليه باعتباره نظاما «طائفيا». ومن المؤكد أن هذا النظام «الطائفي» ليس سوى الشكل الاجتماعي المحدد الذي يتمظهر فيه النظام السياسي السائد في البلاد في اللحظة التاريخية الملموسة.

والخطأ الثاني لهذا التحليل الطائفي هو افتراضه التعبير عن «رؤية أغلبية الطائفة « وهو افتراض غير دقيق لأسباب عديد من أهمها أن الطوائف عندنا ولجملة أسباب مقسّمة الولاءات، وانه لا توجد أية علاقة خطية بين انتماء أي شخص الى طائفة بعينها، كمواطن عادي، وبين انتمائه الى «الأحزاب الإسلامية». إذ ان التجربة التاريخية تشير الى أن قطاعات واسعة من أبناء مختلف الطوائف تمارس العمل السياسي ضمن أحزاب أخرى علمانية وليس «إسلامية».

ان آيديولوجيا الخطاب الطائفي مثالية، فقد اعتمدت مرحلة ماضية، وتحولت الى آيديولوجيا ما قبل تاريخية تقوم على الارتداد القسري على الواقع والحاضر الرأسمالي التبعي في بلادنا، حيث تتشكل الطبقات وبالتالي تتبلور الصراعات الاجتماعية وتتخذ طابعا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ملموسا وليس طابعا طائفيا (وان إتخذ هذا الصراع شكل طائفيا، ولكن هذا الاخير لا يعبر عن جوهر الصراعات الاجتماعية الفعلية).

ولعل سؤالا مهما يطرح نفسه باستمرار وهو أين تكمن ضرورة الهيمنة «الطائفية « ؟ هل تكمن في بنية العلاقات بين «الطوائف»، أم أنها تكمن في بنية الدولة «الطائفية» من حيث هي دولة برجوازية، وفي طبيعة العلاقة بين هذه الدولة وبين البنية الاجتماعية في بلادنا؟ وبأي فكر تقارب تلك الضرورة: بفكر «طائفي»، أم بفكر نقيض ؟ سؤال بحاجة الى إعمال الذهن بصدده لإعادة التحليل الى سكته الصحيحة، وبما يمكن من رؤية المشكلات الحقيقية لمجتمعنا، وهي مشكلات اجتماعية – سياسية، وليس مشكلات انعدام التوازن بين «الطوائف».

*********

ماركسية  انجلس *

(في الذكرى المئوية الثانية لولادة فريدريك انجلس - 28 / 11/ 1820)

ميشائيل بري**

ترجمة واعداد: رشيد غويلب

في الفترة من خريف 1842 إلى نيسان 1845، نجح فريدريك انجلس في الجمع بين مجموعة متنوعة من الأساليب التي جلبها معه إلى إنكلترا أو التي وجدها هناك، الديمقراطية الراديكالية، والتوجه نحو الحركة العمالية والاشتراكية / الشيوعية، في شكل تنظيم اجتماعي وحضارة. ومنهجيا جمع بين الديالكتيك الهيغلي الثوري المتحول كفلسفة للسير نحو الحرية والعلوم الاجتماعية الحديثة في ذلك الوقت. لقد أكمل انجلس في نيسان 1845 أجزاء كبيرة من مسار “تطور الاشتراكية من يوتوبيا إلى علم” والى برنامج سياسي استراتيجي للشيوعية النقدية البروليتارية.

إن الأطروحة القائلة بأن انجلس هو من “اخترع” الماركسية، فكرة مسببة جيدا. ومما لا شك فيه، وصحيح أيضا، أن انجلس سعى مرارا وتكرارا، ومنذ سبعينيات القرن التاسع عشر وحتى وفاته، الى أن يدخل تفكير ماركس في الرؤية الثورية للعالم، التي طور معالمها بنفسه في سنوات 1842- 1845. ولكن هذا ما لا ينبغي أن يساء فهمه. وكما كتب أستاذ التاريخ البريطاني تريسترام هانت مصيبا: “سواء أعجب أحدهم ذلك أم لا، فإن النظام النظري العظيم لـ “ضد دوهرنغ” يعكس وجهة النظر الماركسية الأصيلة والناضجة”. إن المفاهيم التي طورها انجلس بشكل منهجي في كتابات هذه الفترة هي أيضا مفاهيم ماركس. لقد اخذ انجلس على عاتقه المهمة التي حددها لنفسه، حتى قبل عمله المشترك مع ماركس، في دفع كامل الاستراتيجية الثورية إلى الواجهة. وبهذا الخصوص وضع الاقتصادي البريطاني ويليام هندرسون النقاط على الحروف: “لقد كان انجلس هو الذي جعل، عن طيب خاطر، يده السهلة متاحة، لكي تصبح الصفحات الجافة لرأس المال في “ضد دوهرنغ” أكثر حيوية، ويتمكن آلاف القراء من فهم المبادئ الأساسية للتعاليم الماركسية”. القول بأن انجلس “اخترع” الماركسية ليس صحيحا فقط في ما يتعلق بعمله المتأخر، بل ينطبق أيضًا على أعمال انجلس بين تشرين الثاني 1842 ونيسان 1845، على الأقل، إذا فهم المرء الماركسية على انها وحدة التفكير الديالكتيكي والتحليل الاجتماعي العلمي والتفكير الموجه استراتيجيا لتحقيق التحول الاشتراكي للمجتمعات الرأسمالية على أساس الانخراط العملي التحرري لحركات الطبقة العاملة. لقد رأى انجلس أن “اندماج الاشتراكية” مع الحركة العمالية، في إنكلترا الشارتية، الشرط المركزي لكي “تصبح الطبقة العاملة الحاكمة حقا” في المجتمع الإنكليزي. ان كتاب “حالة الطبقة العاملة في إنكلترا” الصادر في ربيع 1845 هو “أول وثيقة رئيسية” للاشتراكية العلمية، وهو عمل لإنجلس وليس لماركس. لقد رأى انجلس بحق أنه كان الأول “الذي منح وثيقة أساسية للاشتراكية الألمانية القائمة حينها (منتصف عام 1840- الكاتب)، والتي كانت تطوف في عبارات جوفاء من خلال وصف الظروف الاجتماعية التي أوجدتها الصناعة الكبيرة الحديثة”.  حتى في مصادرها، كانت الماركسية، ماركسية انجلس. إن الكثير مما بحثه ماركس بالتفصيل أو عمّمه قد اكتشفه بالفعل انجلس. تحدث الكاتب النمساوي غوستاف ماير عن انجلس: “غريزة كلب الصيد الفطرية التي استوعبت الأساسيات بسرعة”. عندما يبرز انجلس دائما “اكتشافين” لماركس هما المفهوم المادي للتاريخ ونظرية فائض القيمة، فإن إنجاز انجلس كمن باستمرار في تطوير مجالات جديدة في التحليل والاستراتيجية من ناحية، وفي القدرة على “الابتكار في “الاشتراكية العلمية” كعمل شامل.

في عمله “حالة الطبقة العاملة في إنكلترا” في ربيع 1845 رسم انجلس الخطوط الأساسية للاشتراكية التي سعت إلى تبرير مواقفها علميا (تاريخيا، وكذلك في السياسة الاقتصادية) ورأى في الحركة العمالية القوة الحاسمة للثورة الاجتماعية. لقد نجح في صياغة سرد عملي وملموس وراسخ سياسياً. لقد طور انجلس من تاريخ الثورة الصناعية وانفجار إنتاج الثروة والبؤس الجديد، ومن الانقسام الطبقي للمجتمع ومن التنظيم الذاتي للطبقة العاملة، التي تدافع عن نفسها ضد بؤسها وحرمانها من حقوقها، منظورا للتحولات الشيوعية في المجتمع وأسس تطبيق الملكية المشتركة كبرنامج عملي.

لا أحد يعلم أي طريق كان سيسلك انجلس، وكذلك ماركس لو لم يلتقيا. بدأ انجلس شراكة العمر مع ماركس، بعشرة أيام صيفية قضاها انجلس في باريس، التي مر بها، ليلتقي ماركس في طريق عودته الى المانيا. دخل انجلس في هذه الشراكة بإنجازات تقف على قدم المساواة، ولا يحتاج لغض طرفه عنها، مقارنة مع تلك التي كان ماركس، الذي كان يكبره أكثر من عامين بقليل، قد انجزها في ظل ظروف أكثر ملاءمة. لقد قدم شيئا مختلفا عن ماركس، لكن هذا لا يجعل جهده، بأي حال من الأحوال، أقل أهمية. كان لأنجلس الأسبقية على ماركس في نواحٍ عديدة في استكشاف المسار، وفتح ميادين البحث في تاريخ الصناعة والاقتصاد السياسي والطبقة العاملة، فضلاً عن ترجمة المعرفة المكتسبة إلى سرديات فعالة للدور التاريخي للحركة العمالية من أجل الاشتراكية. في مقدمة “العائلة المقدسة” التي كتبها ماركس وانجلس نقرأ:” لذلك نقدم في هذه المناظرة الرئيسية تمهيدا لمؤلفات مستقلة سوف نقدم فيها - كل على حدة طبعا – نظرتنا الإيجابية وبالتالي علاقتنا الإيجابية بالنسبة لأحدث المذاهب الفلسفية والاجتماعية “. في الواقع تم انجاز عمل غير مسبوق في تاريخ العالم من حيث وحدة مفكرين اثنين.

ومع انتقال انجلس إلى بروكسل في نيسان 1845، انتهى التوازي والعمل المنفرد لبعضهما البعض. (عاش ماركس وانجلس في بروكسل متجاورين – المترجم) وقد أنهى هذا أيضا الانفتاح الكبير الذي كان يميز انجلس حتى تلك اللحظة، تجاور مقاربات الايضاح والتوجهات الاستراتيجية، والتجريب المستقل، والبحث المستقل. حتى ذلك الحين، كان انجلس يوجه نفسه نحو الحركة العمالية والمثقفين وأيضا أجزاء من البرجوازية. لقد أسس موقفه الشيوعي بشكل رئيسي على أساس إنساني عام، حتى لو كان يرى في الحركة العمالية القوة الدافعة للثورة الاجتماعية. وفسر التاريخ في سياق عمليات مختلفة للغاية. ان الأهمية الخاصة لما سماه هو وماركس في ما بعد قوى الإنتاج، بالنسبة للعمليات التاريخية، رآها في الثورة الصناعية والانتقال من البرجوازية إلى مجتمع رأس المال والعمل المأجور. ولم يكن هناك تعميم على الإطلاق لتاريخ البشرية. لقد قلب انجلس الاقتصاد السياسي الإنجليزي بشكل نقدي، دون تسبيب بديل علمي داخلي.

وفي تموز 1845، سافر ماركس وانجلس معا من بروكسل إلى مانشستر. لقد كانت رحلة لدراسة المدينة والبلاد التي استكشفها انجلس بشكل مكثف. عرف انجلس ماركس بالعالم الذي اكتشفه وايضا بأهم السياسيين والمفكرين وكتاباتهم في إنكلترا. ومنذ ان كانا يعملان في „الأيديولوجيا الألمانية” في تشرين الأول 1845 وصاعدا، امسكا بالخيط قطعة بعد أخرى، وظل انجلس متمسكا بهذا الخيط حتى وفاته بعد 50 عاما. إنه بوصلة ماركس-انجلس. إن عمل الحياة بالنسبة لأنجلس وماركس، مثل قطعة فنية بالكامل.

تحدث انجلس عن “التراخي في القضايا النظرية”، حيث نشأ هذا “القصور الذاتي، على الأقل جزئيا، كتعبير عن تقسيم العمل بين الصديقين. كان اهتمام انجلس أقل بإيجاد الحل النظري المثالي بقدر اهتمامه بالوصول إلى الجماهير، وعرض مناقشات مقنعة و”سرديات” صارمة، حتى يتمكنوا من أخذ القضية بأيديهم. أثارت هذه السرديات بدورها قضايا نظرية أساسية ناقشها مع ماركس ولاحقا مع إدوارد برنشتاين وكارل كاوتسكي وبول لافارغ وآخرين. وفي عام 1905 راى فرانس ميرنغ “ان الخطر كبير جدا” في التقليل من دور انجلس، منه في المبالغة فيه. ولخص أنجلس نفسه التناقض المرتبط بذلك في رسالة إلى ميرنغ: “ان من حالفه الحظ وعمل طيلة 40 سنه مع رجل مثل ماركس، لا يتمتع عادة في حياته بذلك التقدير الذي يمكنه، على ما يبدو، ان يأمل به. ولكن عندما يموت الرجل العظيم، يحدث بكل سهولة أن يشرعوا في تقدير رفيقه الأقل شأنا منه بأكثر مما يستحق، وهذا ما يحدث لي الآن على ما يبدو. بيد ان التاريخ سيضع كل شي في مكانه في آخر المطاف، ولكن حتى ذاك الحين، سأمضي مع السلامة الى العالم الآخر، ولن اعرف شيئا عن أي شيء”. مالت الأجيال اللاحقة لفترة طويلة إلى عدم الاعتراف بدور انجلس كما يستحق. ولذلك يجب أن تكون ذكرى ميلاده الـ 200 مناسبة لإنصافه أخيرا.

لقد دفع انجلس ثمنا لان يصبح ماركسيا،. وركز على الطريق الذي سلكه سوية مع ماركس. وبعد أن تحرر انجلس أخيرا، عام 1869 من الالتزامات التي ربطته بشركة “ارمان – انجلس” (مصانع والده - المترجم)، بدأ تقسيم جديد للعمل بينه وبين ماركس. وليس صحيحا أنه كان هرميا كما يشير توصيف “الكمان الثاني”. لقد كان لأنجلس طريقته الخاصة في التأثير على الحركة العمالية، وكانت الماركسية المبكرة في سبعينيات وتسعينيات القرن التاسع عشر، بدءا من “ضد دوهرنغ” ، بالتأكيد عمله الحاسم، الذي كان مشتقا من الوعي والروحية المشتركة  التي جمعته بماركس.

ــــــــــــــــــــــــ

*فصل من كراس بعنوان “ كن اشتراكيا، فردريك انجلس في مانشستر وبارمن الألمانية، 1842 – 1845” - مؤسسة روزا لوكسمبورغ - 2020 

** فيلسوف وباحث ماركسي في مؤسسة روزا لوكسمبورغ

*************

ص10

في ذكرى رحيله الخامسة والثلاثين

مصطفى عبود .. معنا

حضور الراحل الأثير مصطفى عبود، يعنينا، نحن أبناء الحاضر.. لا لأن الحاضر بهي بحيث نرى عن طريقه مستقبلنا؛ وإنما لأن هذا الحاضر لا يختلف في مأساويته وضغوطه الملحة يومياً عن الماضي العراقي الذي عاشه مصطفى عبود وعشناه معه كذلك.

وكنا إجتمعنا على أمرين:

ثقل الماضي، وإرادة أن نتعلم على تجاوز محنه بالمزيد من النضال على مستوى الفكر والثقافة والابداع والبحث عن أفق سلمي يمكننا عن طريقه الانتقال الى صفحات جادة وجديدة في الحياة.

مصطفى عبود، إختط لنفسه هذا الطريق على الرغم من كل الصعوبات والمنغصات ووطأة المرض عليه.

كان يقاتل بالفكر النيّر – تأليفاً وترجمة – وموقفاً صلباً بعيداً عن كل الاحباطات التي كانت تواجهه.

من هنا نقدم صوراً  من الاشراقات التي عاشها وأنجزها في محطات حياته، علّها تكون نبراساً امام جيل يمتحن الحاضر ويتعلم من تلك الصفحات المشرقة في راهن لا تقل قسوته ومحنه عن ذاك الماضي الذي عاشه فقيدنا الخالد مصطفى عبود.

حسب الله يحيى

*************

الراحل مصطفى عبود

وجه من مدينتي   يتخطى الزمن

جميل الشبيبي

يقترن اسم الراحل مصطفى عبود في ذاكرتي  بكوكبة مشرقة من الأسماء التي لمعت اسماؤها في سماء مدينة البصرة في زمن اشكالي تعددت فيه المتاهات الفكرية والأدبية وانتشرت فيه الأفكار الوجودية والعبثية، واصبح المثقف العراقي تحت سطوة الكتب والمجلات التي تبشر بهذه الأفكار والتيارات، وقد دشنت الهجمة الشرسة لانقلاب الثامن من شباط عام 1963 جوا من الهزيمة والضياع وفقدان الامل في مستقبل، اسنمر الى عام 1965، وهو العام الذي تعرفت فيه على الراحل (عبد المحسن براك) في موقف مديرية الامن في البصرة (يطلق عليه الكراج) مع مجموعة من السياسيين المنتمين الى أحزاب متفرقة، في ذلك الصيف القائض من ذلك العام.

كان عبد المحسن براك ابرزهم في حضوره الثقافي المتميز وصوت المثقف الطاغي على الأصوات الأخرى في الحوارات اليومية المتنوعة في السياسة والادب والفن.

ومن خلال شخصية هذا المثقف تعرفت على الأسماء اللامعة:

مصطفى عبود، صالح الشاييجي، محمد سعيد الجنابي، يوسف المبيض، الدكتور عبد العزيز البسام، وخليل المياح وغيرهم ممن لا تحضرني الان أسماؤهم... وكلهم يستحقون استذكارا مناسبا يليق بكل واحد منهم.

كانوا اكبر سنا من أصدقائي واكثر تجربة وثقافة، وكانوا يشغلون مواقع وظيفية حساسة في الدولة او في القطاع الخاص، اذ كان اغلبهم يعملون في الحسابات، اما انا واصدقائي فقد كنا في بداية الطريق، كنت قد تخرجت في معهد اعداد المعلمين منتظرا التعيين، لكني كنت أشارك جلساتهم المثمرة ، وحواراتهم الغنية عن الادب والسياسة والفن،وخلال الفترة نفسها تعرفوا على أصدقائي: جاسم العايف الذي لازم جلساتهم فترة طويلة من الزمن والشاعر عبد الكريم كاصد، والشاعر مصطفى عبد الله والروائي إسماعيل فهد إسماعيل قبل رحيله الى الكويت...

كان الراحل مصطفى عبود قطبا في ذلك التجمع المثقف والمتميز ،وكان حضوره النادر بين أصدقائه ملفتا للنظر، اذ يسود الجلسة نقاش منضبط يكون موقع الراحل فيه طاغيا، تنصت اسماع أصدقائه المثقفين ليكون هو المتحدث الوحيد وينحسر دور الأصدقاء بالأسئلة والاستفسارات فقد كانت ثقافته موسوعية تؤهله للحوار في شتى مجالات الثقافة: في الادب والمسرح والفن ومدارسه اما  السينما فكانت من اهم اهتماماته  اذ كان مطلعا على تقنياتها واتجاهاتها الفكرية والجمالية، وكان الحوار معه عن السينما يشكل متعة كبيرة لنا لمعرفته الموسوعية بعالمها وتطور صناعتها في العالم والجديد من انتاجها ، وكان يتحدث عن جديدها بسبب  اجادته للغة الإنكليزية واطلاعه على المصادر الاصلية لها، كما اهلته اجادته للغة الإنكليزية بالاطلاع على الادب العالمي في مجال الرواية والقصة القصيرة والفن التشكيلي فضلاً عن السياسة والاقتصاد والفلسفة.

كان الراحل مصطفى عبود اسما معروفا في المجلات الصادرة في العراق والوطن العربي وفي الصحافة المحلية والعربية اذ ترجم عن الإنكليزية: لاليوت وفوكنر، وجويس وهمنغواي، وجاك لندن ووليم سارويان، وجنكيز اتماتوف وماركيز.. وآخرين، كما وترجم في ميادين شتى منها: السياسة والاقتصاد والفلسفة، ونظريات الأدب والفن والاجتماع.

ومن اهم الكتب التي ترجمها كتاب (تحت اعواد المشانق) للصحفي الجيكي يوليوس فوتشك الذي اعدمه النازيون مع اعداد كبيرة من التشيكيين.

ولم يقتصر نشاطه على الترجمة بل كتب العديد من القصص القصيرة والمقالات في الصحف المحلية الى جانب عمله في الصحف العراقية : طريق الشعب والفكر الجديد ومجلة الاديب المعاصر والثقافة اجديدة وغيرها

عانى الراحل مرارة السجن والتعذيب الجسدي بسبب انتمائه للفقراء والمعدمين، وقد اتصف نضاله بالصلابة والجلد على الرغم من اعتلال جسده الضعيف وابتلائه بالأمراض المزمنة.

كان شخصية مرنة في حواراته بما يمتلك من الأدلة والبراهين عن وجهة نظره من دون تعصب او تعنت وكان يقابل التحجر وضيق الأفق بالمعرفة الإنسانية وذخائرها التي تشبع بها وامن بها ويقابل الميوعة الفكرية والأفكار العبثية بالأفكار والمبادىء التي ترسم مستقبلا متفائلا وزاهرا للإنسان.

***************

مصطفى عبود : مبدع ومفكر ومناضل رحل مبكراً

فاضل ثامر

كان ذلك عام 1964، وتحديداً في سجن نقرة السلمان الصحراوي، سيئ الصيت كانت المنافسة شديدة بين اثنين من اللاعبين البارعين في لعبة الشطرنج، وكنا نتابع بحماسة كل حركة. وفجأة صاح أحد المتنافسين بلهجة واثقة: “كش ملك” تلقى الخصم هذه الكلمات بهدوء، تطلع يمنة ومسيرةً وأعلن استسلامه، وأعلن حكم المباراة فوز زميل إسمه مصطفى عبود بمسابقة الشطرنج بين لاعبي سجن نقرة السلمان.

تأملت جيداً في هذا اللاعب الهادئ، بوجهه الممتلئ، وشعره الاشيب، وأبتسامته الخفيفة. وعندما سأله أحد السجناء عن سر تفوقه الدائم قال بهدوء : الشطرنج لعبة تعتمد على المهارة، والانتباه والتخطيط المسبق، وربما اختصر ذلك بالقول أن لعبة الافتتاح هي التي تقرر مسار اللعبة، وفجأة امتدت يده الى كتاب باللغة الانكليزية عن فن الشطرنج: في هذا الكتاب الكثير من اسرار لعبة الشطرنج، ومنها أشكال “الفتحات” الناجمة التي كان يعتمدها لاعب الشطرنج الروسي الكسندر أليخين. وراح يتحدث، بلغة الموسوعي، عن هذا اللاعب الروسي اللامع أمام نظرات اعجاب زملائه من السجناء عشاق لعبة الشطرنج الذي بدأوا المغادرة، واحداً واحداً. وعندما أوشكت على النهوض قال بهدوء شفاف “مالك في عجالة” ودعاني الى البقاء: يشرفني التعرف اليك استاذ فاضل : فانا معجب بنشاطك الثقافي في تنظيم المحاضرات والندوات والفعاليات الثقافية التي كانت تنظمها اللجنة الثقافية التي كنت سكرتيراً لها.

وهكذا بدأت مرحلة جديدة من تعارف مثمر بيني وبين هذا الانسان الرقيق والموسوعي، المتعدد المواهب. فهو مترجم ممتاز وكاتب قصة قصيرة، وناقد، ومفكر يمتلك عقلاً سياسياً متنوراً. وعلى الرغم من طبيعته الانطوائية، وعدم ميله للظهور في دائرة الأضواء، ولانشغاله الدائم بالقراءة والكتابة والترجمة، فقد أصبح صديقاُ دائماً للمجموعة الثقافية من أدباء السجن التي كانت تضم أسماء كبيرة مثل الفريد سمعان ومظفر النواب وسعدي الحديثي، وجمعة اللامي وعزيز سباهي وعصام غيدان، وصالح الحافظ ويوسف الصائغ وزهدي الداودي وسلمان حسن العقيدي، وعبد المنعم المخزومي، وفيصل السعد، وناظم السماوي، وزهير الدجيلي ونعيم بدوي ومكرم الطالباني وسامي أحمد وشهاب التميمي وغيرهم.

ولاحظت اهتمام المرحوم مصطفى عبود (أبو النور) بالترجمة، فاعلن عن عزمه على ترجمة رباعيات ت. س. اليوت، وعبر عن اعجابه بترجمتي، أنا وزميلي سلمان حسن العقيدي لقصائد (لوركا) والمقدمة التي كتبها (جيلى) للمجموعة الشعرية التي نشرتها دار نشر (بنغوين) المعروفة وأخبرني حينها انه كان مكلفاً من اللجنة الحزبية في السجن بالمساهمة في تحرير الجريدة الاخبارية اليومية التي يعدها السجناء، وكانت مهمته الاساسية تتحدد في الاستماع الى عدد من الاذاعات الاجنبية باللغة الانكليزية، وتدوين ما هو مهم من أخبار تتعلق بالعراق والعالم، وهي عملية معقدة، وكانت عملية الانصات تتم بسرية تامة، وقد كتب الزميل السجين آنذاك في نقرة السلمان الأستاذ جاسم المطير فصلاً كاملاً عن مراحل اعداد الجريدة اليومية في كتابه الموسوعي عن نقرة السلمان، ودور المرحوم مصطفى عبود في تحرير القسم الأجنبي فيها. وقد توطدت عرى صداقتنا، من خلال اهتماماتنا المشتركة وبشكل خاص في تبادل الكتب الانكليزية، القليلة جداً آنذاك.

وعندما عادت جريدة “طريق الشعب” الى الصدور في مطلع السبعينات التقينا ثانية محررين في صفحاتها الثقافية والسياسية والدولية.

كنت آنذاك أعمل محرراً في اعداد الصفحة الثقافية التي كان يقوم بمهمة سكرتاريتها الزميل الشاعر حميد الخاقاني (حالياً الدكتور) ويضم القسم مجموعة من الأدباء، منهم القاص المرحوم غانم الدباغ، والشاعر نبيل ياسين كما كان يدعم الصفحة الأدباء الذين يعملون في صفحات أخرى أمثال الشاعر يوسف الصائغ والشاعر سعدي يوسف، وسامي محمد، وياسين النصير وزهير الجزائري، وفاطمة المحسن، ومخلص خليل ورضا الظاهر وغيرهم. أما مكانة الزميل مصطفى عبود فكانت تتعزز وتتوسع خاصة بعد أن تفرغ كلياً للعمل في الجريدة بعد أن استقال من عمله محاسباً في احدى الشركات الأيطالية، حيث استدعته احدى الجهات الاستخبارتيه واشترطت عليه التعاون معها من خلال كتابة تقارير عن الشركة، أو الاستقالة، وقد اختار الاستقالة، رافضاً أي شكل من أشكال التعاون وكيلاً أمنياً ولأية أسباب، وقد أستقبل في الجريدة بحفاوة وكان مقرباً من الاستاذ عبد الرزاق الصافي رئيس التحرير والاستاذ فخري كريم مدير التحرير، وكانت تناط به العديد من المهمات منها الترجمة وكتابة التقارير السياسية العالمية، والاشراف على بعض الأقسام الصحفية في الجريدة، وترجم خلال هذه الفترة رواية “تحت أعواد المشنقة” للمناضل الجيكي يوليوس فوجيك ترجمةً دقيقة وشعرية ومؤثرة، وكانت مشفوعة بمقدمة كتبها خصيصاً الأستاذ فخري كريم، أكد فيها على رمزية استشهاد فوجيك الذي عده رمزاً لكل مناضل سياسي يدافع عن قضية شعبه العادلة.

ومن الأعمال الأدبية المتميزة التي ترجمها الاستاذ مصطفى عبود آنذاك رواية “ عاصفة الأوراق “ لماركيز، كما كتب بعض الدراسات النقدية، منها دراسة عن ديوان للشاعر شفيق الكمالي، أثارت أعجابه، لكنه قال أن الناقد كان قاسياً معه.

وعندما بدأ النظام الدكتاتوري بتشديد قبضته على الحياة الثقافية والصحفية والسياسية في نهاية السبعينات أضطر عدد كبير من الصحفيين والأدباء الى الهجرة خارج العراق، تجنباً للاعتقال والتعذيب والقتل، وكان مصطفى عبود من بين الأدباء الذين اختاروا المنفى، حيث حط به المقام في جيكوسلوفاكيا، ليبدأ مرحلة جديدة من حياته وعطائه. وكان خلال وجوده يعمل مترجماً في مجلة “قضايا السلم والاشتراكية” وساهم في عمل (رابطة الكتاب والصحفيين والفنانين الديمقراطين في المنفى) ونشر الكثير من الدراسات الفكرية والسياسية والنقدية، فضلاً عن ترجمته للكثير من الأعمال الأدبية العالمية.

لقد كان الراحل مصطفى عبود يعاني من مرض عضال، بعد اصابته بنوبة قلبية شديدة، ومما فاقم من مرضه وهو في منفاه تدهور الاوضاع السياسية والاقتصادية في ظل دكتاتورية صدام حسين، لكنه ظل يحلم بالأمل لشعبه، وبزوال السلطة الاستبدادية وهو يقاوم بالكلمة حتى فارق الحياة في الثلاثين من شهر تشرين الثاني عام 1985 في منفاه الأخير في مدينة براغ، وهو لم يكمل عقده الخامس بعد.

ونحن اذ نستذكر هذه القامة الثقافية المعطاء التي رحلت مبكراَ، حريَ بنا، أن نعمل من أجل جمع كتاباته وآثاره الثقافية، وتعريف الأجيال الثقافية الجديدة بها. كانت حياته ونضاله وحضوره مصدراً دائماً للاًمل والتطلع الى المستقبل من أجل غدِ أفضل للانسان.

***********

الأديب الراحل مصطفى عبود

من سيرة حياته

• ولد عام 1937.

• اكمل دراسته الثانوية في ثانوية البصرة- القسم التجاري.

• دخل كلية الآداب عام 1954- 1955 ولم يكمل سنته الدراسية بسبب نشاطه السياسي.

• في السنة التالية دخل كلية التجارة.

• اعتقل اثر انقلاب شباط الفاشي عام 1963، وعذب بوحشية. وظل يتنقل من سجن الى آخر، حتى استقر به الحال في سجن نقرة السلمان.

• قبل انقلاب 1968 بقليل اطلق سراحه.

• تعرض لملاحقات جديدة ومضايقات في العمل منذ عام 1969.

• اضطر لمغادرة العراق عام 1978، مع تصاعد موجات القمع الفاشي، رغم اصابته بأزمة قلبية.

• نشر مئات المقالات والقصص والدراسات النقدية.

• متزوج وله طفلان: نور وزيد.

• توفي في المنفى في 30/ 11/ 1985.

•••••

ترجم الكتب الآتية

• فوتشيك/ تحت اعواد المشنقة/ دار ابن خلدون- بيروت 1980 ط2، والطبعة الأولى صدرت في بغداد 1978.

• شعر عالمي- مرثاة عامل القصب- غيين/ ابن خلدون 1980.

• عاصفة الورق- رواية لماركيز- ابن خلدون 1981/ كما صدرت بطعة ثانية عن دار المدى عام 2008، ضمن سلسلة (الكتاب للجميع) التي توزع مجاناً. وكان ماركيز قد كتبها في العام 1955 وتعد اول رواية له بتأثير مسرحية “انتيكونا” لـ سوفوكليس.

• شعر عالمي- قصائد الكوارث والامل/ غيلفك.

• شعر عالمي- فوزنيسنكي.

• جورج آرتزل/ حول الدور القيادي للماركسية في السياسة الثقافية.

• رسائل الى رفيق- دار ابن خلدون.

• مرثية عامل قصب/ للشاعر الكوبي نيكولاس غيين.

•••••

كما اسهم في ترجمة

 

• تجربة المجر.

• لينين والصحافة.

فضلاّ عن عشرات القصص والبحوث والدراسات النقدية في الرواية والشعر والفن والنقد وفن الترجمة وقصص الأطفال.

•••••

من كتاباته

• لا.. للغة الخوذ على مسرح الثقافة العراقية اليوم توجد “عقول” تفكر بلغة الخوذ، انها طابور خامس حقيقي تابع الى أجهزة القمع. نوع من الفرقة الأجنبية هدفها اهراق دم وكرامة المثقف، لكننا أيها السادة وصلنا الى مرحلة من العناد الفريد..

لقد حان الوقت لانتزاع شأفة العرق الفاشي من تراب العراق المترع بركة وخصباً ونضجاً..

في محنتنا لا نحتاج الى الحداد والتعزيات انما نحن بأمس الحاجة الى العزيمة والوضوح.

 

• ان العقلية الإرهابية تعلم علم اليقين بأن الدائرة المفرغة التي يدور فيها دولاب نموذجها الثقافي لن ينتج أية ثقافة حرة او نظيفة او مبدعة.

**************

ص11

تداعٍ

“تداعٍ” عنوان رواية للكاتب الاسباني انتونيو غارثيا انخيل، ترجمتها اشراق عبد العال، وصدرت عن دار المدى مؤخراً.

الرواية تتحدث عن مدينة اسبانية عاشت الكثير من المحن، ومع انها تذكرنا بعوالم كافكا الكابوسية الا انها تقدم ابعاداً لحياة جديدة.

الرواية صدرت في كولومبيا عام 2016، وقد ترجمت عن الاسبانية مباشرة من قبل هذه المترجمة التي اغنت المكتبة العربية بالعديد من النصوص والكتابات الاسبانية، وترأست بتفوق تحرير جريدة “المترجم العراقي” التي تصدر راهناً عن دار المأمون في وزارة الثقافة- بغداد.

************

رواية “هزائم وانتصارات”.. لمحمود سعيد

في مواجهة حرب لا ترحم

سماح عادل

رواية “هزائم وانتصارات” للكاتب “محمود سعيد”، والتي صدرت ضمن سلسلة “سرد” التي تصدرها دار الشؤون الثقافية العامة. هي رواية مميزة، تحكي عن حرب الثمانينات، التي دارت بين العراق وإيران، لكنها تحكي من خلال زاوية مميزة، لا تنشغل برصد مشاهد القتل الوحشية أو بتفاصيل معاناة الجنود داخل معسكرات الجيش، أو في ساحات الحرب، وإنما تناولت موضوع الحرب بحرفية عالية، حيث صورت الحكاية في سياقها الإنساني، الذي يشد القارئ ويجعله يكمل الرواية دون أن ينفطر قلبه، أو تنكسر روحه، وإنما يتعاطف ببطء وهدوء مع ضحايا الحروب عامة، وضحايا حرب العراق وإيران.

الشخصيات..

سامر: هو البطل الرئيسي في الرواية، تبدأ به وتنتهي به، شاب من الموصل يذهب إلى العسكرية بعد قيامه من مرض طويل، يخاف ما ينتظره، وتصدق توقعاته، حيث يموت شابين في أول يوم وصول له، لكنه بدلا من أن يكتوي بنار الحرب كأي جندي عراقي سيئ الحظ، يختلف مسار حياته كلية. ياسين: قابله سامر أول وصوله إلى المعسكر الذي سيبقى فيه، وشاء القدر أن تجمعهما أحداث كثيرة، ويصبحان صديقان لسنوات طوال.

وهناك شخصيات كثيرة داخل الرواية، يقابلها سامر على مر رحلته الطويلة في الرواية، وتتسم معظم الشخصيات بالإنسانية والود، والشخصيات النسائية في الرواية على الرغم من جمالها الذي يبدو أن الكاتب ما كان ليستغني عنه كصفة أصيلة في  الشخصيات النسائية، إلا أنه يرسمهن بإرادة قوية، وتفاعل وندية مع الرجل.

الراوي..

الراوي عليم، يحكي عن مشاعر البطل الرئيسي وما يدور داخله، لكنه يحكي عن الشخصيات الكثيرة الأخرى من خلال تفاعلها مع سامر وعلاقتها به.

السرد..

الرواية محكمة البناء، وعلى قدر طولها، فهي طويلة تبلغ 511 صفحة من القطع المتوسط، إلا أنها تحافظ على التشويق داخل الرواية، نتيجة الأحداث المتسارعة والكثيرة، ونتيجة الشخصيات الكثيرة والثرية على المستوى الإنساني، ونتيجة لتعدد الأماكن وكثرة حركة البطل بينها، وتتميز الرواية بوصف دقيق للأماكن المختلفة التي زارها سامر (كردستان- إيران- باكستان- الهند- نيبال- تايلند) وصف شبه تفصيلي لأماكن طبيعية ساحرة، يشعر القارئ وكأنه يراها أمام عينيه.

وأيضا قصص الحب المتوالية لسامر ربما في رأيي هي ما أبقت على جاذبية الرواية، وتميزها، حيث تميزت تفاصيل علاقات العشق بين سامر وشخصيات نسائية متعددة بالعذوبة والرقة، وقد وصفت تفاصيل دقيقة في العلاقة الجسدية بين سامر وهؤلاء النساء، ولا أحب أن اسميه وصفا أيروتيكا كما يسميه البعض، وإنما هو تفصيل دقيق لا يخلو من جاذبية لبعض القراء.

وفي العموم تتميز الرواية بسرد ثري، سلس وسهل لا يشعرك أن الكاتب يبذل مجهودا في الحكي، وإنما هو يحكي بسلاسة وتتوالي حبات الحكاية بين يديه دون مجهود.

الحكي عن الحرب بعذوبة..

عند قراءة الصفحات الأولى توقعت رواية عن الحرب ستصيبني بالاكتئاب أياما عدة، وأجلتها بالفعل قليلا، لكن وحين الغوص في ثناياها اكتشفت رواية عذبة ورائعة، أهم ما يميزها أنها لم تتناول الحرب بطريقة تؤذي القارئ وتفقده صوابه، وتشعره بعدم الأمان، وإنما بينت وحشية الحرب وقسوتها من خلال رحلة سامر وياسين، بدأ من الهروب من جيش العراق وحتى الذهاب إلى كردستان شمال العراق، ومساعدة بعض المناضلين هناك ثم الانتقال إلى إيران، والبقاء في معكسر هناك للجنود الهاربين، تفاصيل إنسانية بسيطة تظهر مدى معاناة العراقيين والإيرانيين من حرب استمرت لسنوات، وتعذب منها الكثير من العائلات والشباب من الجانبين.

رصدت تفاصيل هامة مثل حسابات المصالح بين بعض الكرد والسلطة الإيرانية، ثم قرر الهاربان الفرار من إيران لأنها ليست أحسن حالا من جحيم العراق الذي هربوا منه، ليذهبوا لباكستان ويجدوا بعض الأمان مع مساعدة كثير من الناس الذين يقدمون العون دون مقابل، لترسخ الرواية فكرة التعاون الإنساني بين البشر والذي لا يهتم بحسابات أو مصالح.

لكن سامر لا يحب باكستان ويقرر المواصلة، ليقابل عدداً من الهاربين وكثير من الناس الذين يتنقلون بغرض السياحة أو بغرض العمل، يتقن مهارة تزوير جوازات السفر ويساعد من خلالها كثير من الهاربين وينقذ حياة البعض بحب، كما يعمل في بيع الأشياء والتحف والمجوهرات وأشياء أخرى، لكنه يحتفظ بأخلاقه، ولا ينحدر ليبيع المخدرات، ولا يؤذي أحدا مهما حصل، ويتعرف على خبرات كثيرة ويستمر في تقديم العون للآخرين مثلما تلقى هو المساعدة من قبل.

العشق..

ثم يكتشف ولأول مرة عالم النساء بعد أن كانت كل معرفته بهن قبلات صغيرة وشغف، يقع في حب أكثر من واحدة، لكن حياته غير الآمنة تتحكم في عدم استمرار تلك العلاقات، لكنه يحب كل امرأة اقتربت منه، يحبها بصدق، لكن لا يستطيع التخلي عن صديقه ياسين الذي يتعرض للسجن، ثم يجد نفسه مرهونا بظروف أخرى ترتبط بأن يساعد الآخرين ويفضل المساعدة على اختيار حياة آمنة ومستقرة. ثم في تايلند يقرر مساعدة السجناء الذين يحتجزون بسبب فساد الشرطة وفساد النظام الذي يجعل الابرياء يدخلون السجن، ويتعرضون لأحكام تمتد لسنوات طويلة.

يساعد هو وصديق له هؤلاء السجناء، ثم يضم أصدقاء جدد، ويقع في حب هيلين، ويتورط في عمل علاقة مع امرأتين في وقت واحد، يصرح لنفسه أنه يعشق الجمال، يأسره جمال الأنثى، لكنه مع ذلك لا يؤذي أية واحدة قابلها، هي من تختار الابتعاد بعد أن تمل حياته غير المستقرة.

وتنتهي الرواية نهاية مفجعة بالنسبة لي حيث تنتحر هيلين من دون أن تتقابل مع سامر، وتحقق حلمها الذي انتظرته طويلا.

السلام الإنساني..

الرواية تسحب القارئ لعوالم المدن والأماكن التي زارها سامر، ولعالم الصداقة البريئة التي لا تعتمد على حسابات أو مصالح، كما تؤكد على فكرة السلام الإنساني،  وأن البشر لا يحبون الحروب، باستثناء من يكتسبون منها ومن يستخدمونها لتحقيق مصالحهم. وأن هناك بشر كثيرون يسعون لأن يحققوا السلام الإنساني، ويساهمون بدورهم في تحقيقه عن طريق مساعدة من يحتاجون للمساعدة.

الرواية كشفت عن المؤامرات التي كان يقوم بها النظام العراقي تجاه الهاربين من العراق، وكيف كانت مخابرات العراق تتعاون مع مخابرات دول أخرى لكي تقتل هؤلاء الهاربين، أو تؤذيهم بشكل أو بآخر، وكأن النظام الذي كان يحكم في ذلك الوقت في فترة الثمانينات، كان من الوحشية والقسوة التي تجعله لا يكتفي بتخريب حياة الناس، وفقدانهم لأمانهم ولحضن عائلاتهم ووطنهم، وإنما يريد أن يبيدهم من على وجه الأرض.

*********

الشــاعر الإيطالي الراحل إدواردو سانغوينيتي: الاتحاد يساراً..

عَلَم في مسيرة الشعر الإيطاليّ المعاصر... ومفكرٌ مكافحٌ من أجل الحقوق ...!! *

ترجمة عبد اللطيف السعدي

روما / خاص

ولد الشاعر الإيطالي، سانغوينيتي، في مدينة جنوه شمالي غرب إيطاليا، على ساحل البحر الأبيض المتوسط، عام 1930، وغادر عالمه الشعري المتميز، عام 2010.

كان سانغوينيتي واحداً من خمسة شعراء، ضمن الأنتولوجيا الهامة، التي عمل على إصدارها، آليفريدو جولياني، وبعنوان “الشعراء الأكثرُ حداثةً” وذلك عام 1963. وعلى إثر ذلك تشكلت مجموعة للشعر الحديث أطلق عليها اسم “مجموعة 63”. و كان أستاذاً للأدبِ الإيطالي في جامعات، تورينو وساليرنو وجنوه.

أصدر الشاعر العشرات من المجاميع الشعرية، والكتب النقدية. ومن أهم دواوينه: “أبو رينتوس”، عام 1956 و “ الشبقية” عام 1960، و “الظهور في الجحيم” عام 1963. ولاحقاً جُمعت أكثر وأهم مجموعاته في كتابٍ واحدٍ، بعنوان “مرجِعية”، عام 1982. قبل رحيله  صدرت “ متنوعة وممكنة”، كتب تصوصاً مسرحية، وترجم أخرى. وكتب في النقد، وفي ميادين الدراسات الأكاديمية، وتحديد مواقف فكرية، أو أيديولوجية في الأدب، كتابه “الأيديولوجيا واللغة” الذي صدر عام 1965. وأيضاً “تحقيقات وقراءات” عام 1966. وترجم للفيلسوف والكاتب (ألبيرتومورافيا).ونُشركتابه “واقعية دانتي” عام 1966. و “دانتي الرجعي” عام 1992.

ملأ سانغوينيتي عالم الشعر، والأدب الإيطالي بشكلٍ عام، وساهم بوضع سمات الحداثة، وأرسى أسساً للتجديد. وصار علما أو فناراً في عالم الثقافة الإيطالية المعاصرة.

أحدثت وفاته أثراً كبيراً في أوساط المبدعين وعلى المستوى الشعبي، حصل على الجائزة الشعرية “ليبريكس مونتالي”، عام 2006، وعلى إثر ذلك أصبح رئيساً فخرياً لما أطلق عليه “الإتحاد يساراً”.

وبسبب فهمه، دور المثقف والأديب، في واقع مجتمعه، أسهم سانغوينيتي بدوره في عالم السياسة. فقد دخل البرلمانِ، عضواً، بين عاميّ 1979 و 1983، عن قوى اليسار الإيطالي. وبدعم من حزبيّ “إعادة التأسيس الشيوعي”، و”الشيوعيون الإيطاليون”، وفي إطار تحالف “الزيتون” لليسار الإيطالي.

دُفن في مقبرة مشهورةٍ “ستاليينو”، ووضع جثمانه إلى جانب قبر قائد الأنصار الإيطاليين (آلدو كاستالدي).  ويذكر أن حركة الأنصار الإيطالية، قاتلت وقاومت بفعالية يشهد لها التأريح الإيطالي والعالمي، ضد النازية والفاشية خلال أعوام الحرب العالمية الثانية. هذه احى قصائد:

أُغنيةٌ للنساء

 

وإذ أفكـــرُ بالزمنِ

ماضٍ

بالأُمهاتِ المسنّاتِ

أُمهاتنا اللاتي حملننا

وإذ أفكرُ بالصبايا بعدهنّ

يستحلنَ حباً.

وإذ أفكرُ بالزوجاتُ، والبنات، وبالكنّات

تحضرني الأُنثى

وأعيش الفرح كلهُ.

وإن فكرتُ بالذكرِ

حاصرني الضجـر

وحين يحينُ الوقتُ

أتذكرُ تلك المقاتلةَ

تلك النصيرةُ ... التي قاتلت هنا

وقد أصيبت ... أو جُرحت مرةً

أو غادرتنا ودفنّا جسدها

حينها تحضرني امرأةً

فأعود أفكرً بالسلام

ولكني مع الذكرِ

أفتقدُ الرغبة بالحياة

حين أفكرُ ... أتفكّرُ

أن الزمن يعود

وأن اليوم

هو يوم حديث

أرى المهدَ

أرى بطنَ امرأةٍ

يغطيها ملبسٌ

ربما تنورة

هي بيتٌ

بطنها

صندوق حياةٍ

يبقى خالداً

حتى الخلاصِ ... الختام

ومع حلولِ النهــارِ

ألجأ للنومِ.

أتساءلُ مع نفسي

لم المرأةُ ليست سماءً

أرضاً

فهي لحم الأرضِ

يُنثر فيها البذرُ

لتظهر نبتةٌ ... حياةٌ

عشتها

أبحثُ اليوم عن حرٍ

ينعشُ قلبي

فالليلُ طويـــل

وحتى موعد النهاية

العدم.

بالأُنثى أفكــرُ

إذ، أفكرُ بالإنسان

فهيّ الرفيقةُ

رفيقتي .. رفيقتك

التي تأخذ بأيدينا

نحو حياة أجمل

**********

لماذا ؟

لماذا تتصل بعض الأسماء الأدبية بمحرري الصفحات الثقافية، تسألهم عن نشر مقالات (نقدية) تتعلق بكتبهم؟

ثم لماذا لا يعتد أصحاب هذه المقالات باحترام أنفسهم وكتاباتهم بدلاً من عرضها قبل النشر على المؤلفين؟

ألا يعني أن هذه الظاهرة، ظاهرة سلبية في حياتنا الثقافية، وانتشار فاضح لـ(النقد الاخواني) الذي لا يليق بالمؤلف وبالناقد كذلك؟

*********

ص 12

مكتبة بعقوبة المركزية

الإهمال أفقر محتوياتها

والأكشاك أخفت معالمها

بعقوبة – حسين البعقوبي

تعد المكتبة المركزية في بعقوبة، التي تأسست عام 1944، منهلا ثقافيا وعلميا وفكريا مهما، وهي تشغل منذ العام 1960 مبنى في مركز المدينة. 

والمؤسف أن هذا المبنى الذي أعيد افتتاحه بعد 2003، والذي شكل قبلة للأدباء والمثقفين والطلبة والباحثين، بات يختفي يوما بعد آخر خلف بسطات وأكشاك بيع السلع. أما من الداخل، فقد أصبحت المكتبة مهملة، ولم تعد تحتضن رفوفا رصينة وتعمل بنظام الفهرسة كالسابق.

وبالرغم من متانة مبنى المكتبة فان هناك من يدعي أنه آيل للسقوط، ويروج لهذه الفكرة من أجل الاستحواذ على مساحته المهمة لأغراض تجارية.

ولم تكن المكتبة تهتم فقط بالكتب الموجهة للكبار والبالغين، إنما كانت تهتم أيضا بأدب الأطفال. وكان المعلمون يحثون تلاميذهم على زيارتها ومطالعة كتبها ومجلاتها، ما ساهم في غرس حب الأدب والعلم لدى نسبة كبيرة من أبناء بعقوبة.

ولأن المكتبة كانت تضم نحو 22 ألف عنوان بينها مصادر مهمة، كان يزورها طلبة وباحثون من مختلف أقضية محافظة ديالى، بل حتى من بغداد وبقية المحافظات. هذا بالإضافة إلى المهرجانات والفعاليات الثقافية التي كانت تعقد على القاعة الكبيرة داخل المبنى.

هذا كله أصبح اليوم ذكرى من الماضي الجميل! وللأسف، لم يتخذ مثقفو بعقوبة وأدباؤها وأكاديميوها، أي موقف حيال الخراب الذي لحق بمكتبتهم، ما يفرض عليهم اليوم التحرك لإنقاذها عاجلا.

********* 

ليس مجرد كلام

هل نكره المطر حقاً ؟!

عبد السادة البصري

لم يدر بخلدي ذات يوم أنني سأكره المطر، لما أشعر به وهو يتغلغل بين كل مسامات روحي فرحا وانتعاشا كلّما سرت تحته!

منذ أن فتحت عينيّ على المطر، وأنا طفل أحبو في باحة بيتنا الطيني في أقصى جنوب القلب، عشقت المطر، وعشقت رائحة الأرض بعد سقوطه، لهذا أجدني منتعشاً ومبتهجاً وحالماً لحظات هطوله!

كانت قريتنا تزدان بالمطر، وهو يطرق الشبابيك والسطوح ويجعل من المزاريب آلات موسيقية تعزف أجمل الألحان وهي ترمي بالماء على الأرض ليحفر أخدودا يأخذ مسارب شتى!

كنّا ساعتها مجبولين بالعشق القروي للمطر، نلعب، ونفتح اكفّنا لنتلقف حبيباب الحالوب جاعلين منها حلوى باردة في أفواهنا!

كانت البساتين تلبس حلّتها الخضراء المبتلّة، يقطر الماء من سعف النخيل وأغصان الأشجار والأوراق ليلثم خدّ الحشائش والأزهار!

كبرنا، وكبر هذا العشق المطريّ في أرواحنا. ولكن .. و(آه من لكن) أصبحنا الآن نتهرب منه، بل نتذمّر وننزعج حين تمطر، وندعو من كل قلوبنا أن لا تمطر أبداً، مع أننا نعرف جيدا أن المطر حياة الأرض، وان السبب في الخراب هو سوء الخدمات!

عند أول قطرة تطفح المجاري المسدودة، وتفيض الشوارع، وتغرق البيوت والأسواق، ويتسرب الماء من السطوح (يخرّ سطح البيت) وتسقط منازل عديدة!

لهذا نتوقف ونقول: ماذا قدّمتم للناس خلال هذه السنوات، غير الخراب والقلق والأمراض والموت؟!

كان الناس يدعون لزوال حكم الطاغية الفاشي الذي جرّ البلاد إلى حروب وموت وخوف مزمن، وينتظرون ساعة الخلاص منه، وقد رقصوا وغنّوا في الشوارع والبيوت فرحين بسقوطه، حالمين بأيام خير وسعادة وهناء. لكنكم بددتم فرحتهم، وسرقتم سعادتهم، وضيعتم أحلامهم! جئتم باحترابكم الطائفي، ومحاصصتكم المقيتة التي شرعنت الفساد، ولا تزال تشرعن كل يوم قانونا لا يقبل به عقل ولا منطق ولا ضمير إنساني أبدا!

لم تفكروا ببناء الإنسان بناءً حقيقياً بعدما أنهكته الحروب والفاشية، ولم تقدموا له العلم والمعرفة والخدمات والحقوق!

لم تفكروا ببناء الوطن بناءً حقيقيا، من خلال إعادة الحياة إلى المصانع والمعامل والمزارع والعمران والعدالة والحرية والتقدم في كل شيء!

بناء الوطن يأتي من خلال بناء الإنسان ،، وعشق المطر يعني عشق الحياة  والجمال !

فسادكم ، وانتشار الخراب وسوء الخدمات واللامبالاة، وعدم التفكير الحقيقي والصحيح ببناء الوطن، جعلنا نكره المطر مرغمين لأنه بسبب سوء الادارة والخدمات يفسد علينا كل شيء !

*************

اتحاد أدباء العراق يشارك في معرض السليمانية للكتاب

بغداد - طريق الشعب

شارك الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق في معرض السليمانية الدولي للكتاب، الذي عقد ايام ١٨ إلى ٢٧ تشرين الثاني الجاري بمشاركة دور نشر عراقية وعربية.

وعرض الاتحاد في المعرض أكثر من ١٥٠ عنوان كتاب ومجلة من منشوراته. وشهد جناحه حضورا متواصلا من الجمهور الثقافي، ووفود أدباء من العاصمة والسليمانية والمحافظات الأخرى.

ويواصل الاتحاد – بحسب ما ذكره في تقرير له - مشروعه الخاص بطباعة الكتب والمشاركة في المعارض العراقية والعربية. وهو يستعد حاليا لإظهار منشوراته للعام المقبل 2021 بحلة جديدة، من حيث العناوين وتطوير البعد الفني تصميما وطباعة.

كما يتهيأ الاتحاد للمشاركة في معرض العراق الدولي للكتاب/ دورة الشاعر مظفر النواب، الذي ستنظمه “مؤسسة المدى” للإعلام والثقافة والفنون، في الفترة من ٩ كانون الأول المقبل حتى ١٩ منه.

 

************

الكوت تستذكر الشهيد حميد ناصر الجيلاوي

الكوت – محمد موزان الجعيفري

احتضنت قاعة الرعاية العلمية في مدينة الكوت ندوة استذكار للشهيد حميد ناصر الجيلاوي، اقامها المكتب الصحفي لـ “طريق الشعب” في واسط.

وشهدت الندوة مداخلات عن سيرة الشهيد الجيلاوي النضالية، ومواهبه المتعددة في الصحافة والرسم والزخرفة والادب، قدمها العديد من الحاضرين من رفاقه وأصدقائه.

وفي سياق الندوة التي حضرتها نخبة من مثقفي واسط وأدبائها، والتي أدارها الشاعر زهير البدري، ألقيت قصائد في ذكرى الشهيد، من قبل الشعراء سليم الخناق وعبد صبري طخاخ وقاسم عبد وعباس صحن وخالد سلمان الهيتي.

**************

“منتدى غني محسن” يقيم أمسية شعرية موسيقية

بغداد – طريق الشعب

اقام “منتدى غني محسن” الشعري، بالتعاون مع “منتدى الكرادة” الثقافي، أخيرا،  امسية شعرية موسيقية غنائية، حضرها جمهور من محبي الشعر والموسيقى.

الأمسية التي أقيمت في مقر الحزب الشيوعي العراقي في الكرادة، تضمنت قراءات شعرية وجدانية صدحت بها حناجر شعراء شباب، بمرافقة أنغام عود الفنان أحمد حسن.

كما شهدت الأمسية، وصلات غنائية للفنانين سعد هادي وحسين جابر.

وساهم في القراءات الشعرية كل من صادق عباس وعلي شاكر الانباري وكرار سعيد.

***********

“لون العالم برتقالي” في العراق

حملة دولية ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي

بغداد – وكالات  

أعلن مكتب حقوق الإنسان التابع لـ (يونامي) في بغداد، عن إطلاق حملة “لون العالم برتقالي” الهادفة إلى مناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي.

وذكر بيان صادر عن المكتب، أن الحملة التي انطلقت الأربعاء الماضي، والتي نظمت بالتعاون مع فنانين عراقيين، ستستمر 16 يوماً، وستتضمن نشاطات ضد العنف القائم على النوع الاجتماعي، تتمثل في نشر صور ورسوم باللون البرتقالي، تعبر عن الحملة.

وأضاف أن الحملة تهدف إلى “رفع الصوت ضد العنف الأسري، ومعالجة الوصمة القائمة على النوع الاجتماعي ضد النساء في سياق جائحة كورونا، وتشجيع النساء على البحث عن علاج والاشادة بدور المرأة العاملة في مجال الرعاية الصحية”.

وتابع ان هذه الصور نشرت على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي، فضلا عن ملصقات وجداريات تم نشرها في المناطق الريفية والحضرية المزدحمة بالسكان في جميع أنحاء العراق”.

 

**************

شيوعيو بابل يهنؤون رئيس نقابة الفنانين الجديد بمنصبه

 

الحلة - مائدة جميل

زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة بابل، مقر فرع نقابة الفنانين في المحافظة وهنأوا رئيسه الجديد في مناسبة فوزه بالانتخابات الأخيرة. واستقبل رئيس الفرع الفنان محسن الجيلاوي، ومعه الهيئة الإدارية الجديدة، الوفد بالترحاب، وتبادل معه الحديث حول الدور الريادي للفنان في المجتمع، وما يتعلق بسبل الارتقاء بواقع الفن في بابل. الوفد الذي ضم كلا من الرفاق بهجت الجنابي وشاكر عوض ومحمد علي محيي الدين وسلوان الاغا، قدم في ختام الزيارة باقة ورد إلى رئيس فرع النقابة.

************

توصيات للاهتمام بشناشيل البصرة

البصرة – وكالات

نظم قسم الجغرافية في كلية الآداب بجامعة البصرة، أخيرا، دورة تدريبية حول سبل الحفاظ على مباني الشناشيل التراثية في مدينة البصرة القديمة.

وقال رئيس القسم، حميد عطية، أن “هذه الدورة هي الرابعة التي يقيمها القسم حول كيفية الحفاظ على المباني التراثية، خاصة انها تعرضت إلى الإهمال والتدمير والتجاوز”.

وأضاف في حديث صحفي قائلا، أن الدورة تضمنت جولة ميدانية بين المباني التراثية، من أجل جمع البيانات عنها، واللقاء بالاختصاصيين المعنيين بها، لافتا إلى أن الدورة قدمت توصيات حول سبل الاهتمام في الشناشيل، سعيا إلى رفعها للحكومة المحلية بغية تنفيذها.

ونظمت الدورة بالتعاون مع وحدة التعليم المستمر ونظم المعلومات الإدارية، وبحضور طلبة دراسات عليا وممثلين عن دائرة ماء البصرة ومديرية المجاري، كذلك دائرة الكهرباء ومديرية التخطيط العمراني.

***********

صنعت في كركوك

سيارة مرسيدس

من خشب السليمانية

كركوك – وكالات

جائحة كورونا وظروف الحظر الوقائي دفعت ابن كركوك عبد الله أحمد، إلى شغل وقت الفراغ بتحقيق إنجاز شيء ملفت ومثير للدهشة. وبالفعل اندهش الكثير من الكركوكيين اليوم، وهم يشاهدون سيارة خشبية تقطع الشوارع وتزاحم السيارات الحديثة الفارهة، خاصة انها نسخة من سيارة مرسيدس موديل 1953.

هذه السيارة التي صنعها أحمد (44 عاما)، بخشب جلبه من السليمانية، كان يفكر في إنجازها منذ سنتين، ويقول أن الحجر المنزلي هذه السنة أتاح له الفرصة لتحقيق مشروعه. واضاف انه، وهو يعمل ميكانيكي سيارات، استعان بخبرته في الميكانيك في صنع سيارته الجديدة، التي احتاج الى 6 شهور لانجازها بمساعدة أحد عمال ورشته.

واكد أن سيارته تتمتع بالمتانة، وهي آمنة في القيادة وتتحمل مختلف تقلبات الطقس. واوضح أنه اشترى المحرك وأجزاء السيارة الاخرى من بعض مصلحي السيارات، الذين يمتلكون أدوات احتياطية قديمة.

هذا ووضع أحمد على واجهة مرسيدسه الخشبية علامة تحمل حروف اسمه الأول، مصممة بالخط الكوفي.