العدد 26 السنة 86 الخميس 26 تشرين الثاني 2020

 

تصفح بي دي اف

 

 

 

ص1

كتب المحرر السياسي :

عن " مهزلة " الكهرباء .. نتحدث !

ما ان تهدأ ازمتها المزمنة قليلا، حتى تعود وتستفحل. عن ازمة الكهرباء العصيّة على الحل نتحدث ، رغم ان كل حكومة جديدة تعلن ان حلها له الأولوية .
" مهزلة الكهرباء " بلا حلول حتى الان. هذه هي الحقيقية المرة بلا رتوش. وهي ازمة ذات عناصر متعددة ، داخلية وخارجية .
ملفها ذو امتدادات اخطبوطية ، ومفتوح النهايات. فما ان تذهب الى "غوغل" وتكتب عبارة " ازمة الكهرباء في العراق " حتى تجد الغرائب والعجائب التي يشيب لها الولدان .
صحيح انها ازمة متراكمة، ولكن لماذا لم يتمكن ما بين ٤٠ و45 مليار دولار من معالجتها، رغم ان دولا عدة ، بعضها في منطقتنا ، استطاعت تجاوزها بمبالغ اقل كثيرا ؟! ولماذا تنجح شركة او شركات عالمية في معالجة تجهيز الطاقة الكهربائية في دولة عربية في مدة زمنية قصيرة نسبيا ، ولا تتمكن من ذلك في بلادنا المنكوبة ، رغم توقيع عقود مع الشركات ذاتها من قبل حكوماتنا ؟!
ورغم ان الجو ما زال في مرحلة الانتقال ، فان ساعات انقطاع كهربائنا الوطنية طويلة الى حد يجلب السخط والتذمر ، ويثير العديد من التساؤلات المشروعة. ومما يزيد الهم والكرب عدم التزام أصحاب المولدات بالأسعار المحددة ، فيما يقدر ما يستنزفونه ، هم ومن وراءهم، من المواطنين ، بأكثر من ٤مليارات دولار سنويا.
الازمة مستمرة وتلقي بثقلها على كل مناحي الحياة ، وفئات ومجاميع كبيرة تتأثر بها لانها تعرقل أعمالهم وتشلها ، ومثلها الصناعة والزراعة والورش والمحلات ، فعلى من نعتب
ومن نلوم ؟!
وهل يكفي ان نتحدث عن الفساد والصفقات المشبوهة والتعمد في استيراد مولدات تشتغل بالغاز مثلا ، الذي لا يتوفر عندنا( ونحن نحرق الغاز المصاحب )، فنضطر الى استيراده من الجيران مع الكهرباء ، وهو ما يكلف الدولة اكثر من ٣ مليارات دولار سنويا؟!
وهل يكفي القول ، كما إشارات مصادر عدة ، ان جهات سياسية متنفذة لها باع طويل في الفساد الذي يعشعش في الوزارة ، التي هي من الوزارات الحارقة لوزرائها ومسؤوليها ، وبعضهم تلاحقه هيئة النزاهة ولا نرى أحدا منهم خلف القضبان حتى الان ؟!
لقد كانت الكهرباء الشرارة التي اججت لهيب الحراك الشعبي والجماهيري وانتفاضة تشرين ٢٠١٩، فكيف الآن وقد تضخمت الازمات وتعددت : ازمة اقتصادية ومالية ، ازمة رواتب ، ازمة كورونا ، بطالة وفقر وجوع، وفِي المقدمة الاستعصاء السياسي والاحتقان الاجتماعي .
المواطن ، ونحن معه ، يبحث عن حلول وليس تبريرات او تشكيل لجان ، مثل تلك التي شكلها البرلمان بشأن ازمة الكهرباء ، ولَم نعد نسمع عنها ولا ماذا أنجزت!
ازمة الكهرباء وصمة عار ، فمتى تمحى الوصمة بحل الازمة ؟
************

نصائح للحكومة بدك معاقل التنظيم وعدم ترك المبادرة
ارتفاع مقلق للهجمات الإرهابية والحكومة تطلق عملية أمنية في 4 محافظات
بغداد - طريق الشعب
ارتفعت وتيرة هجمات تنظيم داعش الإرهابي في الأشهر الماضية، من خلال استهداف المدنيين العزل والقوات الأمنية، ما دفع الحكومة لإطلاق عملية أمنية في 4 محافظات لفرض السيطرة وتضييق الخناق على الجماعات الإرهابية، والتي قدر عددها وزير الدفاع بألفين مقاتل.
ودعا خبير استراتيجي الى مهاجمة معاقل التنظيم، وعدم ترك المبادرة لهم، في الوقت الذي تجري فيه الحكومة تنسيقا مع دول الجوار لأيقاف تمويل الإرهابيين.

سلسلة من العمليات
أعلن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول، مؤخراً، عن سلسلة عمليات أمنية متزامنة في 4 محافظات لملاحقة عناصر تنظيم داعش الارهابي.
وذكر رسول في بيان تلقت "طريق الشعب"، نسخه منه، أنه "حسب توجيهات القائد العام للقوات المسلحة، نفذت قوات جهاز مُكافحة الإرهاب حملة كُبرى لمُلاحقة بقايا عصابات داعـش الإرهابية في مُحافظات ديالى، وكركوك، ونينوى، والأنبار"، منوهاً الى أن "جهاز مُكافحة الإرهاب، باشر عملياته بإلقاء القبض على عُنصر إرهابي في مدينة الموصل، تلاه واجبان آخران، أسفرا عن إلقاء القبض على ثلاثة إرهابيين، اثنان منهم في قضاء الفلوجة والآخر في مُحافظة كركوك".
وأضاف البيان، أنه "تنفيذًا لأمر القائد العام للقوات المُسلحة بالاهتمام في الملف الأمني في مُحافظة ديالى، باشر جهاز مُكافحة الإرهاب، بسلسلةٍ من الواجبات، أسفرت عن إلقاء القبض على 4 إرهابيين بينهم عُنصر خطير ينتمي لعصابات داعـش الإرهابية".
من جانبه، كشف وزير الدفاع، جمعة عناد، عن عدد عناصر تنظيم داعش الارهابي وأماكن تواجدهم في العراق.

عدد الارهابيين في العراق
كشف وزير الدفاع جمعة عناد عن أعداد عناصر التنظيم الارهابي وأماكن تواجدهم في البلاد.
وقال، عناد في تصريح تلفزيوني تابعته "طريق الشعب"، عقب أيام على استشهاد عناصر أمنية وعسكرية ومدنيين في هجوم مزدوج لمسلحي التنظيم الارهابي، "لدينا معلومات بوجود قرابة 1500 - 2000 مقاتل من داعش في المناطق المحررة وشمال بغداد وبابل ومحافظة ديالى"، مضيفاً، أن "هذه الأعداد تعمل على شكل مفارز صغيرة لا يتجاوز عدد المفرزة الواحدة أكثر من 7 عناصر، يضربون أهدافا معينة ويلوذون بالفرار".
وتابع عناد، أن "التنظيم الارهابي بدأ يتبع سلوكا جديدا في تنفيذ هجماته، من خلال استخدام سلاح القناص الحديث والكاميرا الحرارية الذي تحتويه، والذي من خلاله يستطيع ضرب هدفه عن ‏مسافة تبعد 2 كم"، مبيناً، أن "التنظيم خسر خاصية مسك الأرض بعد السيطرة المحكمة للقوات الأمنية على المناطق المحررة، وبات أمرا مستحيلا أن يتمكن عناصر التنظيم من ضرب نقطة أمنية والسيطرة عليها"، لافتاً، إلى أن "قوات الجيش بحاجة إلى إعادة تدريب بشكل صحيح، وهذه كانت خطتنا خلال استلامنا الوزارة ، إلا أن ذلك لم ينجز بسبب جائحة كورونا".
ثلاثة مستويات
وارتفعت خلال الأشهر الماضية، وتيرة الهجمات الارهابية في مناطق عدة من البلاد، ويقسم الخبير الاستراتيجي علي أغوان في حديث لـ"طريق الشعب"، خطر التنظيم الارهابي الى 3 مستويات "المستوى الأول هو وجود العناصر الإرهابية داخل المدن وهذا الخطر تم القضاء عليه بصورة كبيرة بعد فقدان التنظيم لغالبية عناصره نتيجة لعمليات تحرير المدن، اما المستوى الثاني هو امتلاك التنظيم تأثير محدود يتراوح بنسبة 10-20 في المائة على الطرق الرئيسية بين المحافظات"، مشدداً، على أن "التهديد الأكبر يوجد في المستوى الثالث والذي يمتلك التنظيم الارهابي فيه تأثير كبير، وهي مناطق الصحراء والوديان والتلال وبعض الجبال، التي يستخدمها التنظيم للتخفي والتنقل وتوفير مصادر للتمويل، ويتراوح تأثيرهم على هذا المناطق بنسبة 60-80 في المائة".

ضرورة استمرار العمليات
ويؤكد أغوان على "ضرورة استمرار زخم العمليات للقوات الامنية، ودك معاقل الجماعات الإرهابية في المستوى الثالث من قبل الأجهزة الأمنية، وملاحقتهم في مناطق تواجدهم بصورة مستمرة، وعدم انتظار حدوث الهجمات على المستويين الأول والثاني، سيحد من خطوة التنظيم الارهابي".
ويشير الخبير الى أن "الاجراءات الحكومية في هذا الصدد خجولة، نتيجة كونها مرهونة بوجهات نظر سياسية، لاسيما أن جزءا كبيرا من القوات الأمنية الرسمية تتحرك ايضا، وفق للأمزجة السياسية، ودائما ما يحد هذا القرار من حركتها"، مبينا، أن "ترك العناصر الإرهابية بدون معالجة سيمكنها من تأسيس طرق جديدة تمكنهم من توفير ظروف مناسبة لتطوير قدراتهم وتجميع الأموال والتدريب وتلقي الدعم".
تنسيق استخباراتي مع دول الجوار
من جهته، أعلن مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، عن وجود تنسيق استخباري مع دول الجوار لإيقاف تمويل الإرهابيين.
وأشار الاعرجي، في تصريح صحفي، تابعته، "طريق الشعب"، الى "وجود تنسيق وتبادل للمعلومات الاستخباراتية بشكل رسمي مع دول الجوار لتجفيف منابع الإرهاب وإيقاف تمويله".
ونوه الى "وجود توجه لاستبدال القيادات التي تتهاون في أداء الواجب، وأن الفترة الحالية ستشهد تغيرا كبيرا في عمل الأجهزة الاستخبارية والقوات الميدانية".

*******************


ملف الرواتب المزدوجة.. متى ينتهي؟
قالت المتحدثة باسم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، أحرار زلزلي، في تصريح خاص لـ"طريق الشعب"، إن "الوزارة اتخذت العديد من الإجراءات، الإدارية والرقابية وتمكنت من كشف عن 26 ألف اسم يحصل على راتب رعاية اجتماعية، وفي الوقت ذاته يحصل على راتب آخر من الحكومة"، مبينةً أن "المشمولون في الرعاية الاجتماعية مليون و400 ألف أسرة وهؤلاء فعليا هم ممن لا يملكون أي دخل أو راتب حكومي آخر". >>>>4
*******
راصد الطريق

خطوة سليمة .. ولكن !
قرر مجلس الوزراء الثلاثاء " عدم تعيين أي مرشح لتسنم إحدى الوظائف العليا ، مدير عام صعودا)، في حال ثبوت ارتكابه جريمة منصوصا عليها في قرار مجلس قيادة الثورة المنحل ( ١٨ لسنة ١٩٩٣) أو في قانون الخدمة المدنية ( ٢٤ لسنة ١٩٦٠) بحكم قضائي بات، حتى وإن شمل بالعفو العام أو الخاص " .
كل الترحيب بخطوة كهذه تستهدف مكافحة الفساد ومحاربة الفاسدين، خاصة الحيتان منهم ، والحيلولة دون تسنمهم اية مناصب . ومع انها خطوة يفترض ان تكون تحصيل حاصل استنادا الى القوانين المؤشرة في القرار، فان هناك شكوكا كبيرة في إمكانية تطبيقها وتوفر الإرادة لذلك ، خاصة مع سيادة المحاصصة والكتل المتنفذة التي ما برحت تحمي انصارها لدوافع معلومة!
من جانب اخر تثير هذه الخطوة تساؤلات مختلفة : متى يبدأ تطبيقها؟ وهل تشمل من هم في موقع المسؤولية حاليا، ومن المعينين الذين تحوم حولهم شبهات فساد ؟ وهل يمكن ان تشمل من يترشحون للانتخابات البرلمانية القادمة ؟ وغيرها.
*********************
ص 2

تأجيل التصويت على قانون الجرائم الالكترونية

بغداد – طريق الشعب
كشف النائب محمود الزجراوي، يوم أمس، عن تأجيل التصويت على تمرير مشروع قانون الجرائم الالكترونية في البرلمان، فيما بين أسباب ذلك.
وقال الزجراوي، في تصريح صحفي اطلعت عليه “طريق الشعب”، انه “بعد الانتهاء من مناقشة وقراءة مشروع القانون بشكل كامل، تأجل تمريره بشكل مؤقت لمراجعة بعض فقراته، وكذلك لتسويقه إعلاميا وتعريف المجتمع العراقي عليه وعلى مضمونه، وذلك يحتاج الى وقت، ربما شهر أو أكثر من ذلك بقليل”.
وفي السياق، عدّ الكثير من الناشطين والمدونين، هذا التأجيل، هو نتيجة طبيعية للرفض الشعبي والغضب الذي وجه لبعض فقرات مسودة القانون، التي وصفوها بـ”المقيدة لحرية التعبير” والتي جعلت البرلمان في موقف محرج.


************

كل خميس

قانون جرائم المعلوماتية تنظيم للمعلوماتية أم تجريم!

جاسم الحلفي

استغربت أجوبة شقيقي الأصغر حينما سألته عن الاوضاع الحياتية لبعض معارفنا، وكان ذلك عندما التقيته أول مرة أواسط تسعينات القرن المنصرم، بعد فراق بيننا دام عقدا من الزمن أثناء الحقبة الدكتاتورية .. استغربت حين تركزت أجوبته على استعراض عدد أبناء كل من اردت معرفة أحواله. وردا على سؤالي عن سبب كثرة الإنجاب، رد بتلقائية: هذا وحده هو المتاح في ظل الحصار، والمسموح به تحت حكم الدكتاتورية!
تذكرت ذلك وانا اطلع على مشروع قانون جرائم المعلوماتية! حيث لم تُبقِ طغمة الحكم من حقوق الشعب سوى حرية الرأي، ويبدو ان الامر عندها وصل الى محاولة النيل من هذه الحرية ومصادرتها، ومنع المواطن من الوصول الى المعلومة، وهي عودة غير مشرفة الى حقبة الاستبداد والتضييق على أصحاب الرأي.
وقبل تناول عيوب هذا المشروع، لابد من السؤال عن مغزى إعادة طرحه وهو الذي سبق ان رفض شعبيا ونظمت ضده حملات مدنية واسعة، أجبرت مجلس النواب آنذاك على سحبه من جدول الاعمال. وكان ذلك في اعقاب احتجاجات ٢٥ شباط ٢٠١١، حين بدا الهدف من تشريعه جليا، وهو التضييق على المعارضة الشعبية للنهج الطائفي والتسلطي ذي النزعة الاستبدادية.
أما أهم الملاحظات التي تسجل على المشروع فهي وسريعا:
- من حيث التوقيت: جاء ضمن صفحات الثورة المضادة لإنتفاضة تشرين، وضمن سياق إجراءات تصفيتها التي بدأت يوم ٢٦/١١/٢٠٢٠، برفع الخيم من ساحة التحرير بواسطة قوة عسكرية مجحفلة.
- من زاوية صاحب المصلحة في القانون: يأتي طرح المشروع في هذا الوقت ضمن أوليات تمسك طغمة الحكم بالسلطة وبمصالحها، وترسيخ حكم الأقلية المستبدة (الاولغارشية)، التي لا تضمر الا العداء للرأي المعارض.
- من باب الأولويات: لا موقع له في اطار ما حددته الحكومة بشأن إجراء الانتخابات المكبرة يوم ٦/٦/٢٠٢١. وكان يجب على مجلس النواب ان يركز على تعديل قانون المحكمة الاتحادية، وهو القانون الأهم في المصادقة على الانتخابات، بالإضافة الى أولويات مهمة أخرى تلبي مصالح المواطنين، منها قوانين السكن والضمان الاجتماعي والضمان الصحي وغير ذلك.
- من جانب الصياغات: جاءت الصياغات مختلة غير واضحة، وعمومية غير محددة وتتحمل التأويل، ومن امثلتها النص على ان هذا او ذاك “يمس” الامن القومي او الاقتصادي للبلد وغير ذلك العديد.
- من حيث الأسباب الموجبة للقانون، لا يمكن اخفاء المواربة والتدليس والتستر على المضمر، فقد ذُكرت جرائم الإرهاب والاتجار بالبشر والابتزاز للتغطية على جوهر ما يهدف اليه المشروع، فالجرائم المذكورة عالجتها قوانين خاصة بها.
- من جانب توافقه مع الدستور: ينافي المادة ٣٨ منه، كما ان الأصل هو حرية الرأي وليس تجريم المدافعين عنها، والأساس هو حق الوصول الى المعلومة وليس حجبه، علما ان الأنظمة الديمقراطية تنظم ذلك ولا تجرمه.
أبدا لم تنجح تبريرات طغمة الحكم في إخفاء دوافعها الى تشريع هذا القانون، والتي تصب في تعزيز نزعة الاستبداد، وإستكمال شروط تحولها بشكل كامل الى سلطة حكم الأقلية المستبدة (الاولغارشية)، والمضي قدما في الانحراف عن الديمقراطية وتجاوز قيم حقوق الانسان وضماناتها. وهم إذ ينطلقون من وهم قوتهم، حيث السلطة التي وفرت لهم المال والنفوذ وعززت قبضتهم في الامساك بمفاصلها، يحاولون اليوم تمرير هذا القانون وهم في نشوة نصر، نصرهم الموهوم على إنتفاضة تشرين، التي هزت في اشهرها الأولى أركان نظامهم القائم على المحاصصة والفساد. فهم كما توهموا بتغييب صوت الشعب ومصادرة إرادته، يتوهمون اليوم مرة أخرى.
فالشعب الحي لا يقهر ولا يمكن مصادرة إرادته الحرة.

************
احتجاجات متنوعة تطالب بصرف المستحقات وإيجاد فرص عمل وتوفير الخدمات

بغداد – طريق الشعب
شهدت بغداد وعدد من المحافظات خلال اليومين الماضيين، تواصل للفعاليات الاحتجاجية المطالبة بصرف مستحقات أصحاب العقود والأجور اليومية، وإيجاد فرص عمل للخريجين وحملة الشهادات العليا، وتوفير الخدمات.


احتجاج الخريجين يتواصل
وقال مراسل “طريق الشعب”، إن “المئات من حملة الشهادات العليا، وخريجين في اختصاصات الهندسة والإعلام والإدارة والاقتصاد، والمعاهد التقنية، تظاهروا، أمام مقر رئاسة الوزراء في منطقة العلاوي وسط بغداد، للمطالبة بتوفير فرص عمل لهم، والالتفات لمطالبهم المشروعة، والكف عن تجاهلهم”، مطالبين “وزارة التخطيط والمالية بوضع الحلول اللازمة لتوفير فرص العمل للعاطلين عن العمل وخاصة الخريجين منهم”.

تظاهرة كبيرة في البصرة
من جانبهم، تظاهر المئات من خريجي كليات الهندسة والعلوم في محافظة البصرة، للمطالبة بتوفير فرص العمل.
وذكر مراسل “طريق الشعب”، أن “المئات من خريجي كليات الهندسة والعلوم، نظموا مسيرة راجلة انطلقت من امام مقر شركة نفط البصرة موقع الزقورة صوب مجسر التربية، للمطالبة بتوفير فرص عمل لهم، ورداً على تصريحات وزير النفط التي شككت بأعدادهم”، مؤكدين “استمرارهم في الاعتصام أمام المؤسسات النفطية لحين إبرام عقود وزارية معهم”.
يُشار الى أن عددا من الناشطين المدنيين وشيوخ العشائر في المحافظة، نظموا وقفة احتجاجية قرب تمثال الشاعر بدر شاكر السياب، للمطالبة بعدم التصويت على قانون جرائم المعلوماتية، مستنكرين محاولات قوى سياسية التضييق على الحريات وتكميم الأفواه”.

اضراب عن العمل في ذي قار
من جهتهم، أغلق محتجون من أصحاب العقود والأجور اليومية، دائرة توزيع كهرباء قضاء سوق الشيوخ التابع لمحافظة ذي قار، معلنين استمرار اضرابهم عن العمل، احتجاجا على عدم صرف رواتبهم منذ 6 أشهر.
وبيّن المتظاهر علي قصي لـ”طريق الشعب”، “استمرار الإضراب عن العمل منذ اسبوع، احتجاجا على عدم صرف رواتبنا منذ 6 أشهر”، مطالباً “الحكومة والجهات المعنية النظر الى معاناتهم ومراعاة ظروفهم الاقتصادية الصعبة وصرف رواتبهم للأشهر الماضية”.
يُذكر ان العشرات من منتسبي فرع توزيع كهرباء محافظة ذي قار، نظموا إضرابا جزئيا عن العمل في مقر الفرع احتجاجا، على عدم صرف رواتبهم للشهرين الماضيين.

وقفة احتجاجية في المثنى
في غضون ذلك، نظم عدد من موظفي دائرة كري الأنهار في المحافظة، وقفة احتجاجية للمطالبة بصرف مستحقاتهم المالية.
وطالب الموظف، حمزة الحجيمي، في حديث لـ”طريق الشعب”، بـ”صرف مبالغ الخطورة المتأخرة منذ شهر تموز الماضي، ومستحقات الموقع الجغرافي، فضلا عن صرف الحوافز السنوية والعلاوات وتعديل سلم الرواتب”، مشيراً إلى “استمرار احتجاجهم لحين انصافهم أسوة بباقي زملائهم في وزارة الموارد المائية”.
في الأثناء، واصل أهالي قضاء السلمان الواقع في بادية محافظة المثنى، احتجاجهم على قرار هيئة المنتجات النفطية بقطع حصة الوقود المخصصة للقضاء.
وهدد المتظاهر مرتضى قاسم في حديث لـ”طريق الشعب”، بـ”أيقاف عمل الشركات النفطية العاملة قرب القضاء، في حال عدم إعادة الحصة النفطية المقررة للقضاء، لتشغيل مولدات الكهرباء ومحطات المياه”.

************

خبير اقتصادي: الأزمة مُتعّمدة ولها علاقة بالفساد
انقطاعات طويلة للكهرباء تثير غضب المواطنين
بغداد – طريق الشعب
نقل مراسلو “طريق الشعب”، خلال الأيام الماضية، شكاوى كثيرة للمواطنين من مختلف المحافظات، بخصوص انقطاعات التيار الكهربائي التي وصل بعضها الى ساعات طويلة جدا، مؤكدين تفاقم هذه الأزمة وعدم وضع الحلول لها، فيما عدّ خبير اقتصادي هذه الانقطاعات “متعمدة”، لأنها ترتبط بجهات سياسية متنفذة تربح من عملية الاستيراد، والتي تتنافى مع النهوض بالواقع الكهربائي وتحسينه.

انقطاعات طويلة في بغداد
ونقل مراسل “طريق الشعب”، في بغداد، عن مواطنين متذمرين، إن منطقة السيدية “تعاني من انقطاعات طويلة للكهرباء منذ 3 أيام وما زال الوضع كما هو عليه. كما أن وقت التجهيز الحكومي ضئيل جدا في مناطق متفرقة من العاصمة”.
وأوضح المراسل، أن الانقطاعات “تكررت في جانب الكرخ خلال الأيام الماضية، خصوصا بعد الساعة 12 ليلا وغياب التجهيز بعدها لأوقات طويلة”.
وفي جانب الرصافة بين مراسلي طريق الشعب ان، “ منطقة البلديات تعاني من نفس المشكلة، والتجهيز بساعتين مقابل انقطاع يطول الى ثمان ساعات” وبحسب المراسل فان تدهور وضع الكهرباء مستمر في منطقة حي القاهرة التي تشمل حي المعلمين ومنطقة الدلفية. حيث أن هذه المناطق تعاني وضعا مزريا والانقطاعات مستمرة لساعات طويلة، مقابل تجهيز حكومي لنصف ساعة فقط”.
وأشر مراسل طريق الشعب في منطقة الحسينية الى انها تشكو من الواقع نفسه مع اشكالية اخرى تتعلق بالتأخير في اصلاح الأعطال الكهربائية المستمرة. في حين تنقطع الطاقة عن منطقة الزعفرانية لثلاث ساعات مقابل تجهيز لساعة واحدة فقط.
وبيّن أن هذا الوضع جعل أصحاب المولدات الأهلية “يتأخرون في التشغيل بحجة انتظار عودة الكهرباء الحكومية، وبالتالي تعطلت أعمال المواطنين ايضا في محالهم التجارية”، منوها بأن “طول الانقطاع الكهربائي جعل المواطنين يعانون من الحصول على الماء الساخن، لغرض الاستحمام أو الاستخدام المنزلي خلال هذه الأيام الباردة”.

نسب متفاوتة
وتباينت ساعات الانقطاع بين المحافظات، فمنها التي ما زالت تعاني من انقطاعات مستمرة ولأوقات طويلة، بينما أخرى تشهد وضعا أفضل من حيث التجهيز.
ورصد مراسلو “طريق الشعب”، بعد التجوال والحديث مع المواطنين، تفاصيل عديدة بهذا الخصوص، أوضحت أن محافظة الموصل يتم تجيزها بـ 18 ساعة يوميا ويتم تعويض البقية بالمولدات الاهلية، أما في ديالى فيتم التجهيز لمدة 23 ساعة، وكذلك الحال مقبول في محافظة السماوة وميسان والبصرة.
وعزا المواطنون في هذه المحافظات، تحسن الطاقة الكهربائية الى برودة الجو وعدم تشغيل اجهزة التبريد، وهذا ما أدى الى قلة الاحمال على الشبكات المغذية واخفاء العيوب التي تظهر بشكل فاضح خلال فترة الصيف في كل عام، خصوصا في المحافظات الجنوبية.

الفساد سبب المشكلة
وتعليقا على سوء التجهيز الكهربائي في بغداد ومحافظات أخرى، يقول الخبير الاقتصادي، ماجد الصوري، إن “التقديرات تشير الى صرف 60 مليار دولار على الكهرباء، بينما كان الفساد المالي والاداري سببا في عدم تحقيقها لخدمات جيدة”.
وأضاف الصوري في تصريح اطلعت عليه “طريق الشعب”، أن مشكلة الكهرباء متعمدة “لأن أساس التنمية الاقتصادية والاجتماعية تعتمد على الطاقة الكهربائية، وهذا ما يتقاطع مع جهات سياسية متنفذة تربح اموالا طائلة من عملية الاستيراد”، مبينا ان “العراق يفتقر الى كهرباء على الرغم من المبالغ الكبيرة التي تم صرفها على القضايا الاستثمارية، في حين كانت التصريحات لبعض النواب تفيد بانه تم صرف أكثر من 60 مليار دولار للاستثمار في هذا المجال، ولكن دون نتائج تذكر”.


**********
ص3
بلاسخارت: الوضع المالي والاقتصادي في العراق يدعو للقلق
بغداد – طريق الشعب
قدمت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، أمس الأول، إحاطة الى مجلس الأمن، أشارت فيها الى جملة من التحديات التي تواجه العراق، فيما أكدت أن بقاء المحاصصة والمحاباة والمحسوبية، يمثل عائقا كبيرا أمام إحراز أي تقدم في البلاد.

وذكرت بلاسخارت في احاطتها إن “الحكومة العراقية تعمل في قلب عدة عواصف في آن واحد، ومنذ البداية أود أن أشدد على أن الوضع ما زال كذلك إلى حد كبير. ولا تزال عدة أزمات واضحة، لكنها مترابطة ويعزز بعضها بعضاً - على الجبهات السياسية والأمنية والاقتصادية والمالية والاجتماعية، وبالطبع الصحية”.
وقالت “نبقى في حاجة لمعرفة المزيد بشأن (خطة اللعبة) السياسية. كما ان هناك شيء واحد جلي: في غياب إجماع سياسي واسع لتحويل الورقة البيضاء إلى حقيقة، هناك مجازفة أن تبقى (كلمات) على ورق فحسب”، وانه “سيتعين على الحكومة والبرلمان والأحزاب السياسية وغيرهم أن يرتقوا مجتمعين إلى مستوى مسؤوليتهم”.

اهمية التنمية ومحاربة الفساد
وتابعت الممثلة الدولية ان “الإصلاحات تحتاج إلى تنويع الاقتصاد العراقي وتقليل اعتماده على النفط، وتحتاج إلى تعزيز الفرص الاقتصادية مع الدفع بالتنمية المستدامة قدماً، وتحتاج إلى تحقيق تطلعات العديد من العراقيين ممن خرجوا إلى الشارع متظاهرين. بيد أن القانون (قانون الاقتراض)، كما عدّله وأقره البرلمان في الواقع، يحدد بشكل كبير المجال المتاح أمام الحكومة للمناورة، لذا على المرء أن يتساءل: هل تبرر الغاية الوسيلة؟”.
وأردفت “كما أن علينا دائماً ألّا ننسى الأهمية الجوهرية لمحاربة الفساد، مع الحفاظ على الحقوق الأساسية عند القيام بذلك، وبكلمات أخرى: لا بد أن يترافق أي جهد لإصلاح الاقتصاد العراقي مع تحسين الحوكمة والشفافية”.

المحاصصة تسرق امال العراقيين
إضافة إلى ما تقدم، يبقى شيوع “المحاصصة” والمحاباة والمحسوبية عائقاً أمام إحراز تقدم في العراق. وهذا ما يجب معالجته كذلك على نحو عاجل، وإلّا استمرت سرقة الموارد العامة وكذلك آمال وتطلعات الشعب العراقي”.
وقالت في “نهاية المطاف، تعد القدرة المحلية على مواجهة الأزمات أفضل دفاع ضد أي شكل من أشكال التدخل الخارجي”.
واضافت بلاسخارت: “لا تزال عمليات الاختفاء القسري والاغتيالات تشكل جزءاً من الواقع. وفي هذا السياق، أود أن أؤكد مرة أخرى على الحاجة الملحَّة للعدالة والمساءلة. وتم الآن تفعيل لجنة لتقصي الحقائق. ومع ذلك، فإنه لم ينتج عنها لحد الآن نهاية سريعة للإفلات من العقاب”.
انتخابات ذات مصداقية
وفيما يتعلق بالانتخابات، اكدت بلاسخارت انه “في الواقع، لا تقع مسؤولية إجراء انتخابات ذات مصداقية على عاتق السلطات العراقية فحسب، بل تقع على عاتق جميع الجهات العراقية المعنية بعملية الانتخابات وجميع الجهات السياسية الفاعلة وجميع المواطنين العراقيين المدعوين للعب دور أكبر في المجال العام. وبدافع من الرغبة الوطنية في تحسين بلدهم، يمكن للشعب العراقي، ولا سيما النساء والشباب، اغتنام هذه الفرصة لإسماع أصواتهم، بصفتهم ناخبين أو بصفتهم مرشحين”.

رواتب الموظفين بعيداً عن النزاعات السياسية
وأشارت الى إن “مركزية العراق في بناء الاستقرار الإقليمي حقيقة قائمة. ويجدر بنا ان نكرر بأن العراق يجب أن يكون بمنأى عن منافسات القوى الأجنبية - وأنه يجب إعطاء العراقيين مجالًا للتركيز على قوتهم في الداخل. وفيما يتعلق بالعلاقات بين بغداد وأربيل: نتفق جميعًا على أن العلاقة الإيجابية والبناءة بين العراق الفيدرالي وإقليم كوردستان تشكل عاملاً رئيسياً في استقرار البلد بأكمله. ومع ذلك، فقد أظهر التصويت الأخير في البرلمان بشأن قانون الاقتراض - مرة أخرى - مدى هشاشة هذه العلاقة”.
ومضت تقول “يجب ان تكون رواتب موظفي الخدمة المدنية بمنأى عن النزاعات السياسية، فلا يمكن ولا ينبغي أن يقعوا جميعهم ضحية”.
ودعت إلى “مواصلة التضامن مع الشعب العراقي. وبالطبع، مع استمرار الجائحة العالمية، فإننا نتفهم فهماً جيداً التحديات الكثيرة التي تواجهها الدول، ومن السهل إغفال آمال وأحلام العراقيين في هذا المنعطف المهم في تاريخهم الحديث. ولكن إذا ما علمتنا هذه الجائحة أي شيء، علمتنا بأن المشاكل المحلية نادرا ما تبقى محلية وتتحول بسرعة إلى مشاكل في الخارج. وبعبارة أخرى: إن دعمكم المستمر لا يزال حيويا وموضع تقدير كبير “.

دعوة صينية لمساعدة العراق
في الانتخابات
إلى ذلك، أوضحت الحكومة الصينية، أمس، رأيها بالحكومة العراقية الحالية التي تشكلت قبل حوالي 6 أشهر، فيما دعت المجتمع الدولي إلى دعم العراق، من أجل دفع العملية السياسية الداخلية بشكل مستقل، بعد تأكيدها على أن هدف إجراء الانتخابات المبكرة بموعدها، خطوة سياسية مهمة في البلاد.
وقال غنغ شوانغ، نائب المندوب الدائم للصين لدى الأمم المتحدة، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي: “أملنا هو أن تجري الانتخابات بسلاسة، وتحقق تطلعات الشعب العراقي”.
وأضاف، أن “المجتمع الدولي، يتعين عليه تهيئة بيئة مواتية لهذا الغرض، والإصغاء التام لوجهات نظر العراق، واحترام استقلاليته عند تقديم المساعدة”.
وتابع قائلاً: “منذ تولي الحكومة العراقية الجديدة، فقد حققت نتائج إيجابية في دفع الانتقال السياسي، والتحضير لانتخابات مبكرة، ومواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، وتطوير علاقات خارجية سلمية وودية”.
وأشار إلى أن “الاضطرابات الإقليمية المستمرة، والعنف الذي تسببه بقايا الإرهاب، وانتشار كوفيد-19، قد تسببت معا بخلق تحديات خطيرة لاستقرار العراق ونموه”، داعيا “لحماية السلام والاستقرار اللذين تحققا بشق الأنفس”.

ولفت إلى إن “فلول الإرهابيين شنوا هجمات عديدة في العراق، مسبّبين خسائر كبيرة”، مؤكداً أن “المجتمع الدولي عليه أن يواصل دعمه للجانب العراقي في تنفيذ عمليات مكافحة الإرهاب، ومحاربة الإرهاب، ومعالجة قضية المقاتلين الإرهابيين الأجانب، وتقديم الإرهابيين إلى العدالة وفق القوانين المحلية، وتفادي عودة وانتشار قوى الإرهاب وأنشطتها”.
وأوضح، أنه “لا يمكن تحقيق السلام والتنمية في العراق في ظل غياب الاستقرار بجواره”، مبيناً أن “الصين تشيد بجهود العراق لتطوير علاقات ودية ذات منفعة متبادلة مع دول المنطقة”.
وأكمل قائلاً: “نأمل بأن تستجيب جميع الأطراف المعنية لمناشدة الأمين العام (للأمم المتحدة)، وأن تحل خلافاتها بالوسائل السلمية مثل الحوار والتشاور، من أجل التعزيز المتواصل للثقة المتبادلة، وتفادي تصعيد التوتر”.
وبيّن، أن “أي عمل عسكري على الأراضي العراقية يجب أن يخضع لموافقة الحكومة العراقية، وأن سيادة العراق ووحدة أراضيه يجب احترامها بالكامل”.
وأكد شوانغ، أن “مهمة الساعة للعراق هي التعامل مع جائحة كوفيد-19، وتسريع إعادة الإعمار الوطني وتحسين الوضع الاقتصادي والإنساني”.
وشدد على ضرورة “تشجيع المجتمع الدولي للعراق على استكشاف مسار تنموي يناسب ظروفه الوطنية، ومساعدته على مكافحة الوباء، وإعادة إعمار البنى التحتية الأساسية، وتحقيق التنويع الاقتصادي، وتعزيز بناء القدرات، وحماية الفئات الضعيفة مثل النساء والأطفال، وتعزيز السلام من خلال التنمية”.

**************
نائب: كتل سياسية تعرقل قانون مناهضة العنف الأسري
بغداد – طريق الشعب
أكدت النائب، ريزان الشيخ دلير، يوم أمس، وجود كتل سياسية تعمل ضد قانون مناهضة العنف الأسري، رغم ازدياد أعداد ضحايا العنف داخل المنازل خلال فترة قياسية، مشددة في خطاب وجهته الى رئيسي الوزراء ومجلس النواب، على تسجيل 5 آلاف حالة عنف خلال النصف الأول من عام 2020 فقط.
وذكرت الشيخ دلير في بيان اطلعت عليه “طريق الشعب”، إنه “تنطلق في الخامس والعشرين من تشرين الاول من كل عام، حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة، حيث تستمر حتى العاشر من كانون الأول. وأن هذا العام يختلف عن كل الأعوام السابقة بسبب الحظر الذي فرضته إجراءات الوقاية من كورونا، حيث تسبب بقاء المواطنين في منازلهم بازدياد حالات العُنف الأسري”.
وتابعت النائب، أن “إحصاءات وزارة الداخلية العراقية أظهرت حصول 5 الاف حالة عنف أسري في النصف الاول من هذا العام، وكانت حصة النساء منها أكثر من 3 آلاف و600 حالة تقريباً، أدت بعضها إلى الوفاة”.
وفيما طالبت رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي “الاسراع بتشريع قانون مناهضة العنف لحماية الاسرة”، أشارت إلى “وجود كتل سياسية تعمل على عرقلة القانون والمماطلة في اظهاره للنور بداعي مخالفته بعض التعليمات الدينية”.
ووجهت الشيخ دلير رسالة الى رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي دعت فيها الى “الاهتمام جديا بقضايا المرأة، وزيادة نسب تمثيلهن في الوزارات والهيئات المستقلة والإدارات العامة التي بدأت تقل يوماً بعد يوم منذ 2003 ولحد الان”.
وأوضحت أنه “انتهى الأمر بإلغاء وزارة الدولة لشؤون المرأة والتي تعد الممثل الوحيد للنساء على المستوى المحلي والدولي وتحويلها الى دائرة تابعة للأمانة العامة لمجلس الوزراء”، مستغربة “عدم تعيين إحدى الشخصيات النسوية لرئاسة الهيئة العليا والتي يفترض ان تكون على معرفة ودراية تامة بمشاكل النساء في البلد”.
**********
برلماني ينتقد إجراءات الحكومة في المنافذ الحدودية
مستشارون وخبراء يحددون شروط نجاح «أتمتة الكمارك»
بغداد ـ علي شغاتي

يعود ملف السيطرة على المنافذ الحدودية للواجهة من جديد، على خلفية إعلان وزارة المالية أخيراً، عن نظام أتمتة الكمارك.
ويربط عدد من المسؤولين والخبراء، نجاح المشروع بتطبيق قواعد العمل الكمركي الصحيحة، فيما وصف عضو في لجنة الخدمات البرلمانية، الإجراءات الحكومية في معالجة الملف بأنها “تلامس القشور”.

نظام متقدم
وتعقيبا على قرار الأتمتة، يقول المستشار المالي لرئيس الوزراء، مظهر محمد صالح، إن الموضوع “مطروح منذ عام 2006، لكن عدم الاهتمام والفوضى والفساد عرقل تنفيذ المشروع في حينه”، مشيراً الى “استعداد العراق وبالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة لمؤتمر التجارة والتنمية (الاونكتاد) في جنيف، المسؤولة عن وضع قواعد العمل وتنظيم التجارة، لتطبيق نظام (اسيكودا) وهو نظام رقمي معلوماتي للتوثيق الكمركي وبلوغ التعريفة الكمركية الصحيحة”. ويشير الى أن أغلب الدول المتقدمة تعتمد هذا النظام في منافذها.
ويضيف صالح في حديث لـ”طريق الشعب”، أن “الترتيبات جارية مع (الاونكتاد)، لإدخال نظام الاتمتة الكمركية على المنافذ الحدودية في العراق”، مؤكداً أن “الأمر ضروري ولا مناص من تطبيقه، كون الحكومة أدرجت هذا الملف في المناهج الحكومي”.
شروط النجاح
وحول الجهة التي تتولى إدارة هذا النظام، يوضح المستشار، أن “الأمر متروك للحكومة، وتستطيع الاستعانة بشركة عالمية لإدارة المشروع، أو توكل الأمر الى شركة وطنية”.
ويشترط صالح نجاح تطبيق نظام الاتمتة، وزيادة موارد الدولة وتحقيق جباية صحيحة بـ”تطبيق قواعد عمل الكمارك الصحيحة، نفاذ القانون، فرض سيطرة عسكرية على الكمارك، واغلاق المنافذ والنقاط غير الشرعية التي تمثل تهديدا للأمن الوطني، فضلا عن الاقتصادي”.

انتقادات حادة للحكومة
وفي معرض تقييم الاجراءات الحكومية للحد من الفساد في المنافذ الحدودية، يعتقد عضو لجنة الخدمات والإعمار في مجلس النواب، برهان المعموري، انها “في القشور ولم تمس اللب”.
ويشير المعموري، في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، الى أن “أغلب المنافذ الحدودية ما زالت سائبة ولو كانت بأيدي أمينة لغطت وارداتها العجز المالي الحاصل في خزينة الدولة”.
لافتاً إلى أن “شبهات الفساد مازالت تشهد انتعاشاً في معظم المنافذ الحدودية”.
وتابع البيان، أن “على الرغم من كل الاجراءات إلا إن التهريب ما زال موجوداً”، منوهاً إلى أن “التغيير الذي أجراه رئيس مجلس الوزراء في المنافذ الحدودية كان في القشور ولم يمس اللب”.
ويكمل المعموري، أن “العراق بلد زراعي بنسبة 70 في المائة من أراضيه، إلا أن الاستيراد العشوائي وضعف الرقابة الحكومية على المنافذ كان السبب الرئيس لتردي الواقع الزراعي في البلد”، مبيناً، أن “غياب السيطرة على الحدود وعدم حماية المنتج المحلي دفع الكثير من الفلاحين إلى ترك أراضيهم الزراعية”.

جدوى الأتمتة
وعن جدوى تطبيق النظام، يوضح المختص في إدارة المنافذ الحدودية رعد النمراوي، أن “اعتماد الأتمتة هو طريقة عالمية للحد من التلاعب والفساد في المنافذ الحدودية، كون النظام يتعامل مع دائرة الكترونية تحدُ من التدخل الخاطئ للإنسان، مع بقاء هامش بسيط للتلاعب، كون الانسان هو من صمم هذه البرامج الألكترونية”.
ويجد النمراوي أن “تطبيق النظام سيحد من الفساد الموجود حاليا بصورة كبيرة، ولن يكون في مقدور الفاسدين التلاعب في المعاملات الكمركية والاصناف والأوزان، او تغيير شهادة المنشأ”.
ويردف كلامه بأن هناك “صعوبة في مكافحة الفساد بالمنافذ دون الاعتماد على شخصيات كفوءة ونزيهة”.
ويشير الى ان “حلقات الفساد في المنافذ الحدودية مرتبطة مع بعضها، وفي حال معالجة حلقة او اثنتين منها، ستنهار منظومة الفساد”.
ويقترح المختص في إدارة المنافذ الحدودية على الحكومة “تجزئة المشاكل وحلها على انفراد، لتسهيل التعامل معها”.
*************

ص4
31 ألفاً في وزارتين فقط
ثلاثة شهور على تشكيل لجنة
ملف مزدوجي الرواتب !
بغداد – عبد الله لطيف

بينما تعجز الحكومة عن توفير رواتب الموظفين في وقتها المحدد، تشهد الإجراءات التي تحد من التلاعب في كشف الفاسدين تباطؤاً كبيراً، ولم تعلن الى الآن نتائج اللجان المشكلة بخصوص كشف “ مزدوجي الرواتب”.
ويؤكد خبير اقتصادي أن المستثنين من موضوعة ازدواج الرواتب يأخذون الحصة الأكبر من الميزانية.

إجراءات مبهمة
وذكر مصدر ذو منصب رفيع في الحكومة لـ”طريق الشعب”، أن “الحكومة لا ‏تملك رؤيا واضحة بشأن التعامل مع هذا الملف”. ‏
وبين المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، أن “كل الاجراءات التي اتخذتها ‏الحكومة غير جدية، وأن اللجنة التي شكلت لمتابعة هذا الملف لم تعلن ‏أي نتائج رغم مرور وقت طويل على عملها”. ‏
وكان المتحدث الرسمي باسم حكومة مصطفى الكاظمي، أحمد الملا طلال قد أكد في مؤتمر صحفي، في وقت سابق، أن “وزارة التربية كشفت عن 18 ألف مزدوج الراتب، وبعد التدقيق، تم التأكد من 5 آلاف منهم هم من أصحاب الرواتب المزدوجة”.
وبناءً على، ذلك أكد المتحدث تشكيل لجنة حكومية لمتابعة هذا الملف مع كل الوزرات، ولكن مرت ثلاثة شهور على تشكيل اللجنة من دون أن تكشف لنا عن العدد الحقيقي لمزدوجي الرواتب، وعن الإجراء الذي يجب أن يتخذ معهم.
26 ألف مزور
وقالت المتحدثة باسم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، أحرار زلزلي، في تصريح خاص لـ”طريق الشعب”، إن “الوزارة اتخذت العديد من الإجراءات، الإدارية والرقابية وتمكنت من كشف عن 26 ألف اسم يحصل على راتب رعاية اجتماعية، وفي الوقت ذاته يحصل على راتب آخر من الحكومة”، مبينةً أن “المشمولون في الرعاية الاجتماعية مليون و400 ألف أسرة وهؤلاء فعليا هم ممن لا يملكون أي دخل أو راتب حكومي آخر”.
وأضافت المتحدثة، أن “الوزارة أوقفت الصرف عن أصحاب الرواتب المزدوجة وأحالت ملفاتهم الى القضاء لينالوا جزاءهم”، مشددة على أن “الوزارة حريصة على استرداد المبالغ منهم مهما كان قدرها”.
وأشارت الى أن “التنسيق الحكومي بين مختلف الوزارات مكننا من الكشف عن اصحاب الرواتب المزدوجة. وفي الأيام القادمة نحتاج الى المزيد من التنسيق”، موضحة أن “ما نفعله الآن هو جزء من الإصلاح ومحاربة الفساد قضيتنا الفعلية هي أن نمكن الأسر الفقيرة ونشملها في رواتب الرعاية الاجتماعية”.

للاستثناءات الحصة الأكبر
ويتحدث مسؤولون عن أن نحو 20 في المائة من موازنة الرواتب 43.3 مليار دولار سنويا، تذهب إلى جيوب الفاسدين، وأن العديد من حيتان الفساد شركاء أساسيون في هذا الملف، وهم المسؤولون عن توظيف اسماء وهمية في مؤسسات الدولة.
من جانب آخر، أكد الخبير الاقتصادي، صالح الهماش، أن الحاصلين على استثناءات، هم من أرهق الميزانية براتبين أو ثلاثة كبيرة جداً.
وذكر الهماش لـ ”طريق الشعب”، أن “المشكلة الأولى في ملف مكافحة أصحاب الرواتب المزدوجة، هو أن العراق لا يملك قاعدة بيانات واضحة بهذا الشأن، كما أن الرواتب المزدوجة هو قانون وليست مخالفة”، مشيراً إلى أن “هناك العديد ممن يستثنيهم القانون ويحصلون على رواتب مزدوجة، منهم السجناء السياسيون ورفحاء واصحاب الخدمة الجهادية”.
وبين الخبير، أن “هؤلاء الذين يحصلون على استثناءات هم يأخذون الحصة الأكبر من الميزانية المخصصة للرواتب. في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية على مجلس النواب أن يشرع قانونا يمنع ازدواج الراتب وعليه ايضاً أن تحرص على احصاء عدد الموظفين في الدولة”.
وتحدث وزير المالية علي علاوي في وقت سابق عن وجود فضائيين مسجلين في قوائم الرواتب من دون مزاولة عمل أو أسماء وهمية يتقاضى رواتبها بعض المسؤولين، يأخذون رواتب من الدولة يتراوح عددهم بين 200 ألف و250 ألف شخص.
أما الموظفون الذين بلا دوام فأعدادهم أكثر من ذلك. ويضيف الوزير، أن هاتين الفئتين تشكلان 15 إلى 20 في المائة من الموظفين، وتخصص لهم 20 في المائة من موازنة الرواتب سنويا.
اتصلت “طريق الشعب” على مدار يومين بوزارة المالية، إلا أنها لم تجب على كل الاتصالات، كما أن معظم أعضاء اللجنة المالية البرلمانية، لم يجيبوا على الاتصالات.
***********
السبت المقبل.. عواصف وسيول متوقعة في مناطق الوسط والجنوب

بغداد – طريق الشعب
توقعت هيئة الأنواء الجوية والرصد الزلزالي، يوم أمس، حدوث سيول وعواصف رعدية في بعض الأماكن بالمنطقتين الوسطى والجنوبية، خلال السبت المقبل.
وذكرت الهيئة في بيان اطلعت عليه «طريق الشعب»، انها تتوقع ان «يتأثر العراق اليوم الخميس بمنخفض جوي من البحر المتوسط ليكون الطقس في عموم البلاد غائماً جزئياً، وأحيانا غائم مع تساقط زخات مطر خفيفة في المنطقة الشمالية والأقسام الشرقية من المنطقة الوسطى.
مضيفة أنه «من المتوقع أن يكون في يوم غد اندماج منخفض البحر المتوسط مع منخفض جوي آخر من البحر الأحمر، ليسبب تساقط أمطار خفيفة في أماكن متعددة من البلاد، وتزداد شدتها في المنطقة الجنوبية بعد ظهر السبت المقبل».
وأشارت إلى أن «تأثير هذا المنخفض الجوي، يستمر على البلاد، ليكون الطقس غائماً مصحوباً بتساقط أمطار متوسطة الشدة - من ضمنها بغداد- وتزداد شدتها خاصة في الأقسام الشرقية من المنطقتين الوسطى والجنوبية - دیالى، والكوت، والعمارة، والناصرية، والبصرة - ومن المحتمل أن تشهد بعض هذه المناطق حدوث سيول فيها لغزارة الأمطار مع حدوث عواصف رعدية».

في الديوانية
السجن لمسؤول سابق اعتدى
على المتظاهرين

بغداد – طريق الشعب
قضت محكمة الشامية في محافظة الديوانية، أمس الأربعاء، حكما بالسجن 9 سنوات على عضو مجلس المحافظة السابق حسين جاهل البديري، إثر دعاوى تقدم بها متظاهرون بسبب اعتدائه عليهم بالضرب.
ونقلت وكالة “بغداد اليوم”، عن مصدر في المحافظة قوله، إن “محكمة الشامية في محافظة الديوانية، أصدرت حكما بالسجن الغيابي ٩ سنوات على عضو مجلس محافظة الديوانية السابق حسين جاهل البديري، إثر دعاوى تقدم بها متظاهرون، بسبب اعتدائه عليهم بالضرب، خلال إحدى التظاهرات في العام الماضي”.
وفي حينها، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، فيديو يوثق اعتداء البديري على الشباب المتظاهرين، وركضه وراءهم حاملا للعصا بغية ضربهم، حيث اعتدى على بعضهم أمام تصوير الكاميرات.


طعن جديد في قرار ايقاف تجديد عقود “الهاتف النقال”

بغداد – طريق الشعب
أعلن النائب، محمد شياع السوداني، أمس الأول، تقديم الوكيل القانوني لرئيس مجلس الوزراء، طعنا بلائحة استئنافية بخصوص تجديد عقود تراخيص الهاتف النقال.
وقال السوداني في تغريدة على منصة تويتر، اطلعت عليها “طريق الشعب”: “في يوم الثلاثاء الماضي (أمس الأول)، قدّم الوكيل القانوني لرئيس مجلس الوزراء، طعنا بلائحة استئنافية على قرار محكمة البداءة القاضي بإبطال تجديد عقود تراخيص الهاتف النقال، وتمديدها أمام هيئة استئناف محكمة الكرخ الاتحادية”، فيما وسم تغريدته بعبارة “القضاء العراقي هو الفيصل العدل”.
**********
كلامُ حق اُريدَ به باطل!
مهدي العيسى*

عانى العراقيون على مر السنوات، الاجتهادات الخاطئة في تفسير القوانين التي لها مساس مباشر بحياتهم، ومنهم المتقاعدون الذين لحق بهم حيف كبير في هذا الشأن، آخره تفسير المادة ١٤ من التعديل الاول رقم ٢٦ لسنة ٢٠١٩ لقانون التقاعد رقم ٩ لسنة ٢٠١٤. إذ فسرت تفسيرا جانب الحق والحقيقة، لكنه ألحق الظلم بالمتقاعدين المحالين الى التقاعد قبيل نفاذ التعديل الاول المشار اليه، بادعاء ان هذه المادة جرى تنفيذها عام ٢٠١٤.
يا له من خلل قانوني لم يسبقنا فيه احد، اتحفتنا به هيأة التقاعد الوطنية بكتابها المعنون الى الامانة العامة لمجلس الوزراء بتاريخ ١٤ أيلول ٢٠٢٠، وذلك اجابة عن شكوى مقدمة الى رئيس الوزراء الكاظمي.
وقبل أن ندحض هذا الكتاب بالأدلة القاطعة، نود توجيه سؤال للخبراء القانونيين: هل يمكن ان يسبق الاجراءُ التنفيذي التشريع القانوني؟ فهيأة التقاعد ادعت أن هذه المادة التي وردت بالتعديل رقم ٢٦ لسنة 2019، جرى تنفيذها عام ٢٠١٤ بعد تشريع قانون التقاعد رقم ٩، ما يعني أن التنفيذ هنا سبق التشريع!
ولغرض توضيح حقيقة ما تم تنفيذه في القانون رقم 9، والذي تعكزت عليه هيأة التقاعد، نقول: من منا لا يعرف ان الراتب التقاعدي لمن أحيل على التقاعد قبل تاريخ نفاذ القانون رقم 9 يرتبط ارتباطا وثيقا بسلم الرواتب الوظيفية؟ فهكذا جرى الحال في سلمي رواتب ٢٠٠٤ و٢٠٠٧. فقد شمل المتقاعدون بذلك مباشرة، اسوة بالموظفين، وهذا سياق قانوني صحيح. لكن بعد تشريع القانون رقم ٢٢ لسنة ٢٠٠٨ لرواتب ومخصصات موظفي الدولة مع سلم الرواتب لسنة ٢٠٠٨، تأخر تعديل رواتب المتقاعدين في اجراء مفاجئ، فيما جرى التنفيذ فورا على الموظفين من قبل وزاراتهم، مقابل تباطؤ هيأة التقاعد في التنفيذ، بخلاف ما جرى في سلمي رواتب ٢٠٠٤ و٢٠٠٧. وبعد المتابعة مع الجهات التنفيذية، ادعت الهيأة أنها تنتظر الإيعاز من الامانة العامة لمجلس الوزراء لغرض تعديل رواتب المتقاعدين اسوة بالموظفين على سلم ٢٠٠٨. وأضافت ان الموضوع سيصار تنفيذه من تاريخ نفاذ القانون ٢٢. إلا أن الجهات التنفيذية استمرت في المماطلة وعدم التنفيذ، ما دفعنا كجمعية (الجمعية العراقية للمتقاعدين)، الى لقاء اللجنة المالية البرلمانية للاستفسار عن حقيقة ذلك، فالتقينا رئيسها، وكان وقتذاك د. حيدر العبادي، الذي أبدى استغرابه من عدم تنفيذ هيأة التقاعد القانون، وقال: «سوف اشتغل على هذا الموضوع».
لكن بالرغم من ذلك، لم ينفذ القانون، وبقي المتقاعدون يستلمون رواتبهم وفق سلم عام ٢٠٠٧ الملغي، في ظاهرة غير مسبوقة، إلى ان نفذ القانون عام ٢٠١٤. وكان من المفروض أن يعوض المتقاعد عن فروقات الرواتب للفترة من ٢٠٠٨ حتى ٢٠١٤، والتي ابتلعتها هيأة التقاعد بدون وجه حق!
نتساءل: لماذا شرعت المادة ١٤ من التعديل الاول رقم ٢٦ لسنة ٢٠١٩، والتي تنص على اعادة احتساب الرواتب التقاعدية للمحالين الى التقاعد قبل نفاذ التعديل في ٢٠١٩ بالتساوي مع الذين يحالون الى التقاعد بعد نفاذه؟ ألا يعني أن الهدف من ذلك هو إلغاء التمييز بين متقاعد قديم وآخر جديد؟
وحتى نبرهن على أن التمييز لا يزال حاصلا إلى اليوم، وندحض الوجه المظلم في تفسير هيأة التقاعد الذي لا يستند الى اي مسوغ قانوني، نسوق المثال التالي:
متقاعد محال الى التقاعد قبل نفاذ التعديل الاول رقم ٢٦، وهو بالدرجة الوظيفية الثانية ولديه خدمة تقاعدية عمرها ٤٠ سنة، ومؤهله العلمي بكالوريوس. فما هو راتبه التقاعدي الذي يتقاضاه حاليا؟
الجواب هو أن معدل الراتب الوظيفي يكون في المرحلة الاولى أقل من الدرجة الوظيفية الثانية، وهي ٧٢٣ ألفا. وتطبق المعادلة على النحو التالي: «معدل الراتب الوظيفي ٧٢٣٠٠٠ × مخصصات غلاء المعيشة ٤٠% × ١٠% مخصصات الشهادة = ٧٢٣٠٠٠ + ٣٦١٥٠٠ =١.٨٤٠٥٥».
أما قرينه المساوي له في الدرجة الوظيفية وسنوات الخدمة والشهادة، الذي يحال إلى التقاعد ابتداء من عام ٢٠٢٠، فيجري احتساب راتبه التقاعدي كالاتي: معدل الراتب الوظيفي يحسب على اساس معدل رواتب الثلاث سنوات الاخيرة وليس كما يجري التعامل به مع المتقاعد عندما يؤخذ راتب المرحلة الاولى الاقل وهي ٧٢٣٠٠٠ . فهناك امتياز آخر للموظف، وهو ان الموظف القرين تستمر علاواته السنوية لغاية نهاية المرحلة الاخيرة من الدرجة الوظيفية الاعلى، ولنقل انه وصل الى المرحلة السادسة من الدرجة الوظيفية الاعلى (الاولى) وهي 1.030000 دينار، وعند استخراج معدل الراتب الوظيفي للسنوات الثلاث الاخيرة، سيصبح المعدل ٩٧٠٠٠٠ ألف دينار، وبعد تطبيق المعادلة لاحتساب راتبه التقاعدي، سيكون الناتج كالآتي: «٩٧٠٠٠٠ + ٤٨٥٠٠٠ = ١.٤٥٥٠٠٠».
لنلاحظ الفرق بين الاثنين، وهو ١.٤٥٥٠٠٠ – ١.٠٨٤٠٠٠ = ٣٨١٠٠٠ ألف دينار. فأين المساواة!؟
وكذا الحال للدرجات الوظيفية. إذ يزداد الفارق بين الاثنين كلما وصلنا للدرجات الخاصة. حيث يصل بين المدير العام القديم والذي سيحال لاحقا إلى التقاعد، إلى مستويات عالية.
نتمنى على رئيس الوزراء ووزارة المالية واللجنتين المالية والقانونية، اتخاذ موقف لانصاف المتقاعدين في هذا الجانب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*رئيس الجمعية العراقية للمتقاعدين
**************
ص 5

الوشّاش
إحدى أقدم مناطق بغداد
تعاني سوء الخدمات وصعوبات العيش

بغداد – ماجد مصطفى عثمان

“الوشاش” من المناطق البغدادية القديمة جدا. تقع في جانب الكرخ، وتضم الوشاش الصغيرة وتسمى “العتيكة” والسوق الشعبي (سوق مفتن) ومنطقة الحكام والوشاش الجديدة.
غالبية بيوتها قديمة، وليس فيها سوى شارع رئيس واحد ضيق، فضلا عن المحال التجارية والمطاعم والمقاهي الشعبية، التي تحتل رصيفيه.
الوشاش، التي يسكنها في الغالب الفقراء والمعدمون وذوو الدخل المحدود، تعاني ظلما وتهميشا واضحين. فهناك ضعف في الخدمات البلدية الأساسية ومجمل مقومات العيش. فيما تتفاقم الأزمة الصحية في المنطقة هذه الفترة مع تفشي وباء كورونا.
للوقوف عن قرب على مشكلات الوشاش ومعاناتها جراء تدهور الواقع الخدمي، التقت “طريق الشعب” عددا من سكانها. لفتة عباس، وهو معلم، يقول ان معظم شوارع محلات وازقة الوشاش تخسفت بسبب تقادم الأسفلت وعدم إدامته، إلى جانب تعرضه لمياه الأمطار والمياه الآسنة، مبينا أن المياه تتجمع باستمرار في الشوارع، الأمر الذي يشل حركة المواطنين.
ويضيف قائلا، أن الأهالي كانوا قد راجعوا مديرية بلدية المنصور من أجل تبليط الشوارع، ففاجأتهم مدعية بأن هذه الشوارع غير موجودة على الخارطة!
ويلفت عباس، إلى أنه “بسبب تكسر بعض أجزاء شبكة المجاري، صارت المياه الآسنة ومياه الصرف الصحي، تدخل إلى بيوتنا، ما يضطرنا إلى مغادرتها هربا من الروائح الكريهة!”.
واقع صحي بائس
المواطن حازم فخري يذكر من جانبه أن الواقع الصحي في الوشاش ليس بالمستوى المطلوب، مبينا انه يوجد في المنطقة مركز صحي واحد، لا يسد الحاجة أمام الكثافة السكانية العالية جدا.
ويشير إلى أن مواطنين كثيرين يضطرون إلى قطع مسافات طويلة لمراجعة المركز الصحي في منطقة “دور السود” أو مستشفى الطفل في الإسكان، وأن مركز الوشاش يعاني شحا في العديد من الأدوية المهمة، خاصة أدوية الأمراض المزمنة التي يضطر المواطن إلى شرائها من الصيدليات الأهلية بأسعار باهظة.
كما يفتقر مركز الوشاش إلى بعض أجهزة الفحص الأساسية، كالأشعة والسونار، علما ان المركز عبارة عن بيت مستأجر. فالمبنى الجديد لم يتم إكماله بسبب الفساد كما يقول الناس في الوشاش، فبقي هيكلا ترمى فيه الأزبال وتنتشر في أرجائه الكلاب السائبة!
ويلقي المواطن فخري الضوء على مشكلة أخرى في الوشاش، تتمثل في عدم وجود متنفس للأهالي، كالحدائق العامة والمتنزهات، مشيرا إلى أن هناك أراضي واسعة في المنطقة كان بالإمكان استغلالها لهذا الغرض، بدلا من تركها وإهمالها، حتى تحولت إلى مكبات للنفايات.
وفي ما يتعلق بمشكلة النفايات، يقول سيد محمد، وهو متقاعد، أن معظم الشوارع الرئيسة والفرعية في المنطقة تغص بالنفايات، موضحا أن سبب هذه المشكلة هو عدم توفر حاويات كافية، إلى جانب عدم إرسال البلدية كابسات للمنطقة، سوى واحدة، وهذه تنفذ عملها في الصباح الباكر، وعلى وجه السرعة، ما يصعب على المواطنين اللحاق بها وتسليمها ما لديهم من نفايات، فيضطرون إلى رميها في الشارع!

الفقر قاسم مشترك في الوشاش!
ويعيش أهالي الوشاش ظروفا اقتصادية صعبة، كون معظمهم من الفقراء وذوي الدخل المحدود. وما يزيد الأعباء عليهم عدم توزيع مفردات البطاقة التموينية، التي هي في الأساس غير كافية ورديئة النوعية، وتأتي في الغالب ناقصة مادتين أو أكثر.
وبهذا الصدد تقول المواطنة أم سرمد، انهم يضطرون إلى شراء المواد الغذائية من السوق، بأسعار مرتفعة تثقل كواهلهم.

المدارس غير كافية
ولم يكن الواقع التعليمي في الوشاش بمعزل عن المشكلات الخدمية العامة. فالمدارس الابتدائية والمتوسطة الموجودة في المنطقة، قليلة ولا تستوعب الأعداد الكبيرة للتلاميذ والطلبة.

*************

اكول

معاناة شعبنا متنوعة والسبب واحد!


ودود عبد الغني داود

عند دراسة مسببات اي مشكلة من المشكلات الرئيسة التي يعانيها شعبنا اليوم، سواء كانت صحية أم خدمية أم اجتماعية أم ادارية أم امنية، نجد ان التكدس السكاني الكبير عامل رئيس فيها، يقابله اخفاق كبير في الدوائر المعنية بمواكبة تبعات ذلك التكدس، الذي يتواصل نتيجة سوء التخطيط والحلول الترقيعية والفساد الاداري والمالي وغير ذلك.
وقد اتتبين لي من خلال متابعاتي أن القرى والارياف كانت تحتضن ما يقارب 70 في المائة من نفوس العراق، وأن هذه النسبة بدأت بالتراجع تدريجيا خلال خمسة عقود من الزمن، نتيجة الإهمال المريع للريف، الذي تسبب في نزوح الملايين من سكان مناطقه نحو مراكز المحافظات ومدنها بشكل عام، والى بغداد على وجه الخصوص – وفق ما ذكرته دراسة رأت ان الغرض الأساسي من النزوح هو البحث عن فرص عمل، حتى “انعكست الآية” لتغص المدن اليوم وتختنق بأكثر من 70 في المائة من نفوس العراق.
ومما يزيد من حجم المشكلة هذا الإفراط في الانجاب. وقد اكدت مديرية الاحوال المدنية العامة أن نفوس العراق تزداد سنويا ما يقارب المليون نسمة، وهذا رقم مخيف. فالمدن العراقية الآن محاطة بألوف العشوائيات المكتظة بالسكان، والتي صارت تتمدد أفقيا.
وبسبب هذا الاكتظاظ السكاني، اختفى الكثير من معالم المنازل، كالحدائق ومرائب السيارات والأسطح، لتبدو أشبه بالوحدات السكنية. كذلك تم تحويل العديد من الاراضي الزراعية القريبة من المدن أو المتداخلة معها، إلى أحياء سكنية، ما تسبب في مشكلات خدمية واجتماعية وأمنية في غاية التعقيد.
أن هذه المشكلات تتطلب اليوم أن ينصب الاهتمام على القرى والارياف، التي تعد اهم مصدر للإنتاج الزراعي والحيواني والصناعات الشعبية. ومن الواجب أن ترفد هذه المناطق بالخدمات ومستلزمات الحياة الضرورية، كي يتشجع أهلها على العودة إليها مجددا وفي المقابل يخف الضغط السكاني على المدن، ويسهل تزويدها بالخدمات كاملة.
ومعلوم أن شركات عالمية رصينة كانت قد قدمت عروضا لتشييد مدن او قرى زراعية وصناعية متكاملة، تستوعب الملايين من السكان، بأسعار مغرية.

**********

في مدينة السماوة
اهالي الجربوعية: نفذوا مطالبنا أو استقيلوا

السماوة – وكالات
طالب أهالي منطقة النصر (الجربوعية)، في مركز مدينة السماوة، الحكومة المحلية بالوقوف عند مشكلات واقعهم الخدمي ومعالجتها، خصوصا ما يتعلق في قطاعي المجاري والطرق.
وذكر الأهالي، في حديث صحفي، أن المنطقة تعاني جراء انتشار البرك الآسنة وأكوام النفايات، فضلا عن تدهور الطرق وعدم إكسائها، مطالبين الجهات البلدية بردم البرك، وزيادة جهد التنظيف، ومعالجة مشكلة الطرق.
وأشاروا إلى أن منطقتهم تعاني منذ سنوات إهمالا في الجانب الخدمي، رغم شكاواهم المتكررة، مؤكدين أنهم سيخرجون في تظاهرة أمام مبنى مجلس المحافظة، يطالبون فيها بإقالة مدراء الدوائر الخدمية، في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.

**************

المطر يشوّه رصيفا جديدا في الزبير

البصرة – وكالات
شوّهت الأمطار الأخيرة، رصيفا جديدا في قضاء الزبير غربي البصرة، بعد أن تسببت في تفكك أجزاء من بلاطاته. وانتقد المواطنون عدم جودة الرصيف، الذي هو عبارة عن جزرة وسطية في الشارع الرئيس المحاذي لـ “شط البصرة”، مشيرين إلى أن الأمطار اقتلعت أجزاء منه “ما يدل على سوء تنفيذ المشروع وعدم قدرته على الصمود في أول اختبار”. وأوضحوا في حديث صحفي، أن الرصيف نفذ ضمن مشروع محال من شركة غاز الجنوب إلى إحدى الشركات العامة للمقاولات، داعين الجهات الرقابية إلى متابعة جودة المشاريع “سيما أن البلد يمر بضائقة مالية، ما يتطلب صرف الأموال بشكل مدروس”.

*************

إلى هيئة التقاعد الوطنية
مجلس تدقيق قضايا المتقاعدين

اني السجين السياسي والمعتقل عبد القادر احمد عبود حسين. لدي راتب تقاعدي واحد عن هاتين الصفتين، وهو راتب السجين السياسي. كما أني اتسلم راتبا آخر بموجب الامر الوزاري 1-1 الصادر في 22/3/2009 والمرقم بالرقم التقاعدي 0006170811 في 27/10/2010.
وكسجين سياسي، فقد حكم علي عام 1963 بالسجن المؤبد، وقضيت خمس سنوات في سجن “نكرة السلمان”، ثم أطلق سراحي عام 1968. وفي عام 1969 تم اعتقالي في “قصر النهاية” مدة سنة ونصف السنة، وكل ذلك موثق لدى مؤسسة السجناء السياسيين، ضمن الوجبة الرابعة لمحافظة البصرة، باعتباري معتقلا. كما تم توثيق تفاصيل سجني في هيئة الطعن التابعة لمؤسسة السجناء السياسيين، باعتباري سجينا ضمن الوجبة 26 بموجب مقتبس الحكم الصادر ضدي. وبناء على ذلك، وحدت مدتا السجن والاعتقال بموجب الهوية التقاعدية المرقمة 800076253 بصفتي سجينا سياسيا، وذلك في 19/8/2014. وبهذا اصبح لدي راتبان مدمجان، احدهما بموجب الامر الوزاري والآخر بموجب قرار هيئة الطعن.
بعد صدور القرار رقم 27 لسنة 2020 ، الذي يتضمن نصا يسمح للشهداء والسجناء السياسيين وضحايا الارهاب الجمع بين راتبين, قامت هيئة التقاعد، منذ خمسة شهور، بقطع راتب الامر الوزاري مني بدون وجه حق. فراجعتها اكثر من مرة، لكن دون جدوى. علما ان مؤسسة السجناء ارسلت بالبريد الرسمي إلى الحاسبة المركزية، كتابا يقضي بتثبيت صفتي كسجين سياسي. وهو يحمل الرقم ت - 883 - 8351 في 26/8/2020، الا ان هيئة التقاعد لم تصرف لي الراتب الثاني.
ونظرا لصعوبة وضعي الصحي، وأنا في الـ 77 من عمري، أتعبني السفر من البصرة إلى بغداد لمراجعة هيئة التقاعد، لذلك أرجو النظر في طلبي وإعادة راتبي المقطوع الذي استحقه أسوة بأقراني من السجناء السياسيين.

**************

دعوات لتنظيف
نهر دجلة في العمارة

العمارة – وكالات
دعا مواطنون في مدينة العمارة، الدوائر الخدمية المعنية إلى معالجة مشكلة تكدس النفايات على ضفاف نهر دجلة عند “كورنيش الشبانة”، مشيرين إلى أن نبات “الشنبلان”، ينتشر أيضا على سطح ماء النهر قرب الكورنيش.
وذكر عدد من المواطنين، في حديث صحفي، أن هذا المشكلة مضت عليها فترة طويلة دون معالجة تذكر، موضحين أن النفايات صارت تعلق بالحشائش ونبات “الشنبلان” على ضفاف النهر، حتى تراكمت وشوّهت المكان وحوّلته إلى مرتع خصب لنمو القوارض والحشرات.

***************

مواساة

 

*تعزي اسرة “طريق الشعب” الزميل عماد شريف بوفاة والدته بعد معاناة مع المرض، للفقيدة الذكر الطيب ولرفيقنا والعائلة الكريمة جميل الصبر والسلوان.
*الرفيق العزيز كمال يلدو
بمشاعر الألم والمواساة نشاطركم الحزن برحيل شقيقكم الفقيد نوري يلدو، تعازينا للعائلة المناضلة بهذا المصاب الأليم، السلوان لجميع ذوي الفقيد نوري يلدا ولروحه السلام وعاطر الذكرى.
مكتب اعلام الخارج
*تنعى محلية ميسان للحزب الشيوعي العراقي بمزيد من الحزن والأسى الرفيق والأنسان الرائع طالب خلف (أبو مشتاق) الذي وافاه الأجل، لروحه السلام والسكينة، والصبر والسلوان لرفاقه وعائلته الكريمة.
*تنعى محلية بابل للحزب الشيوعي العراقي الشخصية الوطنية الاستاذ هادي برير الذي عمل في صفوف الحزب الشيوعي في سبعينات القرن الماضي وهو شقيق الرفيق حميد برير، للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.
*تعزي منظمة سوق الشيوخ للحزب الشيوعي العراقي الرفيق رحيم بوفاة شقيقته (ام علي) للفقيدة الذكر الطيب ولأهلها الصبر والسلوان.
*ببالغ الأسى والحزن تعزي محلية ديالى للحزب الشيوعي الرفيق ابراهيم الشفتاوي بوفاة شقيقه حليم (حلومي) أثر مرض عضال ألم به، للفقيد الذكر الطيب ولعائلته في قرية شفته الصبر والسلوان.
*تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في هولندا وبلجيكا الرفيق الفقيد حسن الحسني (أبو لندا) الذي توفي بعد صراع مرير مع جائحة الكورونا
نعزي عائلته السيدة أم لندا، وابنتيه لندا ولينا، وأخاه الرفيق هاشم الحسني وبقية الأخوة، ورفاق دربه.
لروحه السلام والراحة الأبدية ودوام الذكر الطيب، ولعائلته ورفاقه جميل الصبر والسلوان.

*************

ص6
ظاهرة تفاقمت أثناء الجائحة وحملة تضامن واسعة
العنف ضد النساء.. أغلبية تلتزم الصمت واعداد الضحايا في تصاعد
بغداد - سيف زهير

تؤكد جهات حقوقية وحكومية أن حالات العنف الأسري تزايدت مؤخرا بشكل كبير، ونالت المرأة منها النصيب الأكبر. ويأتي هذا الاعتراف بزيادة أعداد الضحايا في وقت يعجز البرلمان فيه عن تشريع قانون مناهضة العنف الأسري رغم المطالبات المستمرة، وذلك بسبب التجاذبات السياسية والمواقف المتشددة لبعض الأطراف النيابية بشأن القانون. ويوم أمس، نظمت مجموعة من المنظمات النسوية والحقوقية، حملة تخللتها مجموعة من الفعاليات لتسليط الضوء على حقوق المرأة، والتركيز على ما تتعرض له المرأة من عنف وتهميش.

أغلبية معنفة صامتة
تقول المنسقة لشبكة نساء العراق، أمل كباشي، إنه من خلال العمل الميداني والرصد، لمسنا “ارتفاع كبير في مستويات العنف ضد المرأة خصوصا في فترة جائحة كورونا. علما أن الأرقام الحكومية التي تقدم بهذا الشأن، لا تغطي جميع الحالات لأسباب اجتماعية تحول دون التبليغ عنها لدى مراكز الدعم أو التسجيل، لذلك فإننا نؤكد وجود أغلبية صامتة معنفة من النساء، كما أن الجهات الحكومية والمنظمات المدنية تقر بها وتشير ايضا إلى شمولها الأطفال والفتيات الصغار بأشكال متنوعة تهدد السلم الاجتماعي”.
وفي وقت سابق، أصدر مجلس القضاء الأعلى العراقي عقب تصاعد حالات العنف الأسري تعميما يدعو القضاة إلى استخدام جميع الأحكام القانونية لردع هذه الحالات. لكن مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في العراق اعتبر ذلك ليس كافيا لسدّ الثغرات، وشدد على أن المطلوب هو “اتخاذ الحكومة خطوات فورية لحماية النساء ومحاسبة المعتدين”.

حملة الـ ١٦ يوم
وتضيف كباشي قائلة لـ”طريق الشعب”: “شبكة نساء العراق، ومنظمات عديدة، أطلقت حملة الـ ١٦يوم الدولية لتنظيم مجموعة من النشاطات بدأت يوم أمس (الأربعاء) وستستمر لغاية العاشر من كانون الأول، هدفها تسليط الضوء على قضايا المرأة العراقية، حيث تتزامن فترة هذه الحملة مع ذكرى صدور قرار مجلس الأمن الدولي الخاص بالأمن والسلام للمرأة، وكذلك ذكرى الاعلان العالمي لحقوق الانسان”.
وتؤكد المتحدث أن الحملة تضمنت اشكالا عديدة مثل “المسيرة الراجلة التي انطلقت يوم أمس في بغداد وتوجهت نحو الأزقة الشعبية في منطقة الزعفرانية بالتنسيق مع الشرطة المجتمعية، فضلا عن نشاطات توعوية في بابل وكركوك والديوانية والبصرة وغيرها، تهدف إلى التعريف بهموم المرأة وإدانة العنف ضدها والمطالبة بحقوقها وفقا للدستور والمواثيق الدولية. لذلك فإن النشاطات هذه تجري الآن في الكثير من دول العالم ونحن كجزء من إطار الحركة النسوية قمنا بمزامنة نشاطنا مع الجهود الدولية النبيلة، وسنعقد أيضا مؤتمرا صحفيا خلال أيام وجلسات حوارية عديدة”.
وفيما يتعلق بمسؤولية الأطراف الحكومية والنيابية لمناهضة هذه الظاهرة الخطيرة، تشدد كباشي على أن منظمات المجتمع المدني لفتت بعد عام ٢٠٠٣ أنظار صناع القرار الى “خطر العنف القائم على النوع الاجتماعي بشكل عام، والأسري بشكل خاص. لكن قانون العنف الاسري لم يقر إلى الآن وبقيت الأطراف النيابية تماطل به لأسباب غير مقنعة”، واصفة جهود الحكومة والبرلمان بهذا الشأن بـ” غير الملموسة”.
ووفقا لدانييل بيل، رئيسة مكتب حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة في العراق، فإن “النساء العراقيات أمام معاناة جديدة تضاف اليهن بعد انتشار جائحة كورونا، فخلال فترة الحظر الصحي التي شهدت زيادة في العنف المنزلي وعدم القدرة على التبليغ عليه بسبب اجراءات التقييد، ظهرت حالات عنفية جديدة تتمثل بمنع النساء المصابات بالفايروس من مغادرة المنزل للحصول على الرعاية الطبية بسبب الوصم والعار الذي قد يجلبنه لأسرهنّ، وذلك بسبب بعض العادات الاجتماعية التي لا تسمح للمرأة بأن تكون وحدها في مراكز الحجر في ظل غياب ذكر من أقربائها”.

قانون معطل ومشكلة قائمة
يحظر الدستور العراقي جميع أشكال العنف والإساءة داخل الأسرة والمدرسة والمجتمع، إلا أن قانون العقوبات ينصّ في المادة ٤١ / أولا، على أن عقاب الزوج لزوجته هو حق قانوني وبالتالي فهي ليست جريمة، لذلك كثيرا ما يفلت الجناة من العقاب، بحسب ما يقال. إلا أن الحكومة العراقية تُظهر التزاما إزاء تغيير ذلك، إذ يبحث البرلمان حاليا قانون مكافحة العنف المنزلي والذي يشهد سجالا وتعطيلا غير منطقي.
وترى الناشطة والحقوقية، هديل العزاوي، أن قانون مناهضة العنف الأسري أصبح ضروريا ولا بد من تشريعه سريعا لأن “حالات العنف داخل المنازل تصاعدت بشكل كبير مؤخرا والاعتماد على الآلية الحالية يزيد من أعداد الضحايا”.
وتوضح العزاوي لـ”طريق الشعب”، أن الآلية الحالية للإبلاغ عن حالات العنف للضحايا ما دون الثامنة عشر “تكون مشروطة بمرافقة أحد أبوي الضحية، ما يقلل من الكشف عن هذه الحالات خصوصا وأن الكثير منها ضد الفتيات”، مبينة ان تشريع القانون سيضمن وجود “محاكم خاصة بالعنف المنزلي تعالج هذه الإشكالية المرعبة”.
وفي الفترة الأخيرة، أصدرت الشرطة المجتمعية بيانا تفصيليا عن أعداد حالات العنف داخل المنازل أكدت رصد “٣٦١ حالة عنف أسري وإعادة ٧٥ فتاة هاربة، وهي حصيلة النصف الأول من عام ٢٠٢٠ فقط”، موضحة أن” من بين تلك الحالات ١٠٠ حالة عنف وقعت بحق النساء، و١٢٣ حالة عنف كان ضحيتها أطفال، فضلا عن إعادة ٤٠ طفلًا هاربا لذات السبب. اضافة إلى منع ٢٣ شخصا من الانتحار بسبب العنف الأسري الواقع عليهم”.

لا تغطي جغرافية العنف
وقبل حوالي أسبوع، أكد عضو مفوضية حقوق الانسان، أنس العزاوي لـ”طريق الشعب”، أن العراق “سجل ٢٩٨ حالة انتحار خلال عام 2020 توزعت على أسباب عديدة بينها العنف الأسري”.
وتعليقا على احصائية الشرطة المجتمعية، تشدد الحقوقية على أن هذه الأرقام “لا تغطي جغرافية العنف وحالاته جميعا، فهنالك تزايد ملحوظ نلمسه كمراقبين ومتابعين على أرض الواقع، وأغلب الحالات لا يتم تسجيلها”.
وفي المقابل، تدعو الناشطة في مجال حقوق المرأة، صابرين عبد، الحكومة الى “توفير تدابير خاصة فورية للنساء، بما في ذلك الخدمات الآمنة والسريّة عبر الإنترنت لتقديم الشكاوى، أو تخفيف المتطلبات أمام النساء للإبلاغ عن سوء المعاملة والبحث عن ملجأ وقت الطوارئ”.
وتتحدث عبد لـ”طريق الشعب”، قائلة: “منذ بداية الحظر بسبب فايروس كورونا، فإن النساء يواجهن صعوبات كبيرة للإبلاغ عن العنف الذي يتعرضن له داخل المنازل، وأصبح شعور الكثير منهن ينصب في الاعتقاد الكامل بإفلات مرتكبي هذه الجرائم من العقاب”، لافتة إلى أن “الكثير من الحالات التي تتم فيها محاسبة الجناة، غالبا ما يتم إجبارهم على التوقيع على وثيقة تشير إلى أنهم لن يكرروا جرمهم. والحل الآخر هو أن يُطلب من الضحايا التصالح مع الجناة”.
وتطالب الناشطة القضاء العراقي بـ”ملاحقة المعتدين. وتقليل أعداد الضحايا الكبيرة، التي تعاني الالم والقسوة بصمت داخل المنازل”.
**************
نساء يتظاهرن مطالبات بحقوقهن
تشريع قانون مناهضة العنف الاسري ضرورة ملحة
بغداد ـ هالة عمار

تتزايد حالات العنف والتهميش التي تتعرض لها النساء في المجتمع، فيضطر الكثير منهن الى الاحتجاج والمشاركة في التظاهرات بشكل ملفت، فيما تواصل الجهات التشريعية المماطلة في تشريع قانون مناهضة العنف الاسري، بحجج غير مقنعة.
وتحت شعار (اسرتنا نحميها) اطلقت جمعية “نساء بغداد” مؤخرا حملة تطالب فيها بتغيير التشريعات والقوانين التي تنال من المرأة، وبتوفير مؤسسات متخصصة للعناية بالنساء المعنفات والمشردات. وبمناسبة اطلاق الحملة عقدت الجمعية مؤتمرا صحفيا شاركت فيه ناشطات اضافة الى زميلات لهن من خارجها.
المستشارة القانونية للجمعية رشا خالد ذكرت ان “الجانب التوعوي والاهتمام الصحي مفقودان في المجتمع وبنسب مرتفعة، وهناك سلوكيات مورست اتجاه الكثير من النساء أدت الى وفاة وإعاقة الكثير منهن”.
30 ألف حالة لم تقدم الشكوى
وأضافت ان “ارتفاع معدلات العنف الاسري في الآونة الأخيرة خاصة، شكل مصدر قلق للكثيرين. فهناك 20 ألف حالة سجلت في المحاكم المختصة عن تعرض نساء لأبشع انواع التعنيف، وهناك 30 ألف حالة اخرى لم تتقدم ضحاياها من النساء بشكاوى ولم يرفعن دعاوى لدى المحاكم، بسبب الاعراف والتقاليد وعدم توفرهن على مكان بديل يلجأن اليه. وفي نهاية المطاف تغلق القضية بتراضي الطرفين على حساب مشاعر من واجهن الاساءة والعنف”.

نساء يتعرضن للاستغلال
ولفتت خالد الى ان هناك الكثير من النساء اللاتي يتعرضن الى الاستغلال من قبل اصحاب العمل، خاصة في القطاع الخاص “فهناك اعداد غير قليلة منهن خضعن لمختلف انواع الضغوط ليستجبن لغايات غير اخلاقية، وفي حال عدم الرضوخ يجبرن على ترك العمل وتنهى خدماتهن دون الحصول على حقوق. والعامل الحاسم هنا هو غياب القانون”.
المرأة تتظاهر
وبخصوص مشاركة المرأة في التظاهرات افادت السيدة خالد ان “النساء ما زلن يتظاهرن امام بوابات المنطقة الخضراء وبنايات الوزارات، مطالبات بحقوقهن وبتوفير فرص عمل للخريجات في مختلف التخصصات”. واشارت الى “استطلاع صحفي متخصص يذكر ان 60 بالمائة من الخريجات عاطلات عن العمل، وان الكثير منهن يواجهن ظروفا معيشية صعبة، وهذا ما دفع الى مشاركة للنساء في مختلف ساحات الاحتجاج”.

القضاء لم ينصف المرأة
بدورها تطرقت الناشطة سليمة كرم الى الناجيات من داعش الارهابي، وقالت ان “السياسيين ما زالوا يتاجرون بقضايا من تعرضن الى السبي والتعذيب والاكراه من قبل عناصر داعش الارهابي، لكنهم حتى الان ورغم مرور 6 اعوام، يضعون المعرقلات امام تشريع قانون تعويض المتضررين ومساعدتهم على العودة والاندماج المجتمعي” ومضت قائلة: “ان السلطات القضائية هي الاخرى لم تنصف المرأة خاصة بعد قرار الغاء محاكم العنف الاسري الذي اتخذ قبل ثلاث سنوات”. ومن جهتها أشارت الناشطة وداد الطائي الى معاناة النساء الارامل والمطلقات، وقالت ان” اعدادهن تجاوزت ثلاثة ملايين، واغلبهن يتم استغلالهن وفق اجتهادات باسم الدين، وهن يواجهن اوضاعا صعبة نتيجة فقدان أزواجهن لاسباب مختلفة”.
اعباء اضافية
فيما اوضحت الناشطة سهيلة الاعسم من رابطة المرأة العراقية ان “ارتفاع نسبة الفقر الى اكثر من 37 بالمائة بحسب إحصائيات عدة، ألقي على كاهل النساء اعباء اضافية، فضلا عن المشاكل الاسرية الناجمة عن الضعف الاقتصادي للعائلة العراقية”. واردفت مشيرة الى ان “هناك الكثير من النساء اللواتي فقدن ازواجهن واصبحن بلا معيل او راتب من الرعاية الاجتماعية ولا حتى تقاعد يضمن لهن حياتهن ومستقبلهن”.
**********
في مناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة
رابطة المرأة العراقية: نطالب بتشريع قانون يحمي النساء من العنف والتمييز
أصدرت رابطة المرأة العراقية بياناً في مناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة 25 تشرين الثاني من العام 2020 والذي يجري استذكاره من قبل المدافعات والمدافعين عن حقوق المرأة عبر فعاليات مختلفة، للتعريف بأشكال العنف ومخاطره، كذلك الكشف عن البعض مما تتعرض له النساء والفتيات، وتسليط الضوء على معاناتهن واحتياجاتهن، والتذكير بضرورة محاسبة ومعاقبة مرتكبي جرائم العنف. تطرق البيان الى حجم المشكلة والمحنة التي تعيشها المرأة والفتاة العراقية ، أذ انها لازالت تعيش المزيد من الحيف والإجحاف وهي تتعرض للكثير من صور العنف الأسري والمجتمعي الذي باتت مؤشراته تسجل أرقاما مخيفة وأشكالا أكثر رعباً وخطورة على حياة المرأة والاطفال وحتى الاسرة، مما يؤدي إلى تراجع كبير وانحسار لدورها ومساهمتها في كافة المجالات، بالمقابل يؤثر سلباً على مستقبل مشاركتها المدنية والاجتماعية نتيجة الإقصاء والتهميش المتعمد لها، ويضعف من دورها في البناء الاقتصادي والسياسي والثقافي والاجتماعي ويحجم مساهمتها في عملية التغيير المنشود لبناء دولة مدنية ديمقراطية تتساوى فيها النساء والرجال بالحقوق والواجبات. وطالب البيان الجهات الحكومية بضرورة الاسراع بأقرار قانون الحماية من العنف الاسري مع وضع آليات للحماية والتعافي، ومتابعة تنفيذ توصيات لجنة سيداو في ضرورة موائمة القوانين العراقية مع المواثيق الدولية والمباشرة بإلغاء المواد والنصوص التي تكرس انتهاك خطير لحقوق المرأة في قانون العقوبات العراقي رقم 111، وتحسين آلية الوصول إلى العدالة وتوفير الرعاية والبيئة الآمنة لهن، والمضي بمتابعة تنفيذ الاستراتيجيات والخطة الوطنية الثانية للقرار 1325 وتوفير الموازنات الكاملة لدعم تنفيذ برامج التأهيل لتمكينهن وزيادة مشاركتهن في التنمية وأعادة بناء دولة المؤسسات القائمة على اساس سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان وتكافؤ الفرص لبناء مجتمع خالٍ من العنف تتمتع فيه النساء والفتيات بالعدالة والمساواة في الحقوق الإنسانية في عراق أفضل ينعم بالسلام والأمان.
**************

ص7
احتمالات عودة الاسلاميين الى السلطة في السودان
الخرطوم : قرشي عوض

تجددت الدعوة لمشاركة الاسلاميين في السلطة بعد عودة الحركات المسلحة للخرطوم تنفيذاً لاتفاق جوبا الموقع بينها وحكومة السودان في 3 اكتوبر 2020.
علماً بان اصوات ظلت تنادي بضرورة اشراك حزب النظام السابق والكيانات المتناسلة عنه عقب نجاح ثورة ديسمبر. ولكنها تراجعت امام ضغط الثوار الرافضين لاي مشاركة لعناصر الحركة الاسلامية في الوضع الجديد. الذي من ضمن اهدافه تفكيك التمكين واستعادة دولة الوطن التي اختطفها حزبهم لمايقارب الثلاثة عقود من الزمان. وقد صدر قانون وتكونت لجنة قومية لهذه المهمة.
وتلك الدعاوي التي يزكي نارها عناصر النظام المباد انفسهم وتجد مناصرة من احزاب في اقصى اليمين والمكون العسكري في السلطة، علها تحد من سيطرة اليسار وقوى الثورة داخل الحكومة وحاضنتها السياسية، يرجح بعض المراقبون انها تستند الى مساومة وقعت بين قيادات في النظام السابق وعناصر نافذة في الحرية والتغيير. وتشير الاصابع الى لقاء ضمهم وصلاح قوش مدير جهاز الامن والمخابرات السابق الذي يدور همس في الخرطوم بانه ضالع في سيناريو الاطاحة بالبشير.
و عادت الدعوة الى العلن الان من خلال تحركات قيادات الجبهة الثورية بعد وصولهم الى الخرطوم. حيث قام (جبريل ابراهيم) رئيس حركة العدل والمساواة باول زيارة له الى منزل الراحل الشيخ حسن الترابي زعيم الحركة الاسلامية السودانية لاداء واجب العزاء. وهي زيارة قوبلت باستنكار في وسائط التواصل الاجتماعي لانها سبقت زيارته الى معسكرات النازحين والمتاثرين بالحرب في اقليم دارفور. ويرجعها اخرون الى الروابط الايديولوجية التي تربط الحركة بالجماعة الاسلامية التي كانت معظم عضويتها تندرج تحت راية الاسلاميين قبل المفاصلة التي وقعت وسطهم، و ظهرت بعد ها حركة العدل والمساواة بقيادة الراحل خليل ابراهيم شقيق القيادي الحالي جبريل ابراهيم.
لكن المطالبة بمشاركة الاسلاميين في السلطة تمددت الى حركات اخرى ، حيث طالب (مني اركو مناوي) قائد حركة وجيش تحرير السودان في حوار اجرته معه بعض القنوات المحلية بضرورة اشراك المعتدلين من الاسلاميين دون الذين اجرموا في حق الشعب. منوهاً الى اهمية الابتعاد عن الاقصاء الذي مارسته السلطة السابقة وقاد الى تقسيم السودان.
وكرر نفس المطلب قيادي اخر في الجبهة الثورية. حيث ذكر (مالك عقار) قائد الحركة الشعبية والجيش الشعبي شمال الى التمييز بين التيار الاسلامي ومن ارتكبوا جرماً في حق اهل السودان. واستيعاب الاسلاميين المعتدلين في التغيير. وهذه الافكار غير مستغربة في اروقة هذه الحركة ، فقد ظل ياسر عرمان الامين العام يطالب بها حتى قبل عودتهم الى الخرطوم. مشيراً الى ان هناك اسلاميين قطعوا مع التجربة السابقة ولابد من استيعابهم في النظام الجديد. وان اجتثاث التيار الاسلامي من ارض السودان مستحيل. و المطلوب تخليص السلطة من سيطرة حزب بعينه وجعلها دولة كل الوطن ومفتوحة لمشاركة الجميع.
لكن الخطوة قوبلت بالرفض من بعض القوى السياسية ابرزها الحزب الشيوعي. فقد اكد القيادي الشيوعي د/ (صدقي كبلو) في تصريح لصحيفة الجريدة الصادرة في الخرطوم بتاريخ 23/ نوفمبر 2020 بان قضايا الشهداء لايمكن تجاوزها بالمصالحات والمساومات. واضاف بان الاسلاميين هم السبب الرئيسي في ارتكاب الجرائم التي حدثت في ثورة ديسمبر وفي اقليم دارفور. وقال ان نظرة بعض الحركات المسلحة للاسلاميين كما تجلت في تحركات قياداتها ومطالبتهم بمصالحة الاسلاميين رغم كل ما ارتكبوه من جرائم تضع السلام في خطر حقيقي. وشدد على ضرورة تصفية النظام السابق وليس المصالحة مع جزء من قياداته. لان تلك المصالحة لن تحقق السلام والعدالة وتعوق انطلاقة السودان الجديد الذي تنادي به حركات الكفاح المسلح.
ويتجدد الخلاف حول مشاركة الاسلاميين في الحكومة في وقت من المتوقع ان تحدث فيه تبدلات مهمة في تركيبة السلطة قد تضع المطالبين بالتسوية في وضع افضل. يساندهم في ذلك المكون العسكري واحزاب في الحرية والتغيير، يسميهم من يختلفون معهم بقوى الهبوط الناعم، لانهم كانواعلى وشك الدخول في حوار مع نظام البشير، وسخروا من الثورة التي قطعت عليهم الطريق. مع ملاحظة ان الاسلاميين في الامس كانوا في السلطة والمطالبين بعودتهم اليوم في المعارضة. وهذه عودة للتناظر القديم قبل ثورة ديسمبر، قد ترتب الساحة السياسية بشكل مختلف.
*********
تظاهرات في تونس
من أجل فرص العمل
وكالات
تزايدت التظاهرات مؤخرا في جنوب تونس ووسطها الغربي للمطالبة بتوفير فرص العمل والاستثمارات ولدعوة الحكومة إلى الوفاء بوعودها. وتأتي التحركات الاحتجاجية بعدما توصّل سكان تطاوين (جنوب) في أعقاب أشهر من إعاقتهم إنتاج النفط في الصحراء، إلى اتفاق مع الحكومة التي تعهّدت في السابع من تشرين الثاني (نوفمبر) توفير فرص عمل وأرصدة مالية لتمويل مشاريع في هذه الولاية.وبعد مرور يومين على الاتفاق قال رئيس الوزراء، هشام المشيشي، إن النهج الذي “تم اعتماده في تطاوين والقائم على الحوار سيعمم على كافة الولايات خاصة منها المتأخرة في سلم التنمية”. وتونس، التي فاقمت الجائحة صعوباتها الاقتصادية، سجّلت تراجعا قياسيا بنسبة 7 في المئة في إجمالي ناتجها المحلي، وتتوقّع عجزا قياسيا في موازنتها للعام 2020.
وبعدما شكل اتفاق تطاوين حافزا لهم، يتظاهر منذ 9 أيام عشرات من سكان القصرين الواقعة في وسط غرب البلاد أمام حقل الدولاب النفطي، وفق مراسل وكالة فرانس برس.ويشارك فيه محتجون من مختلف الفئات العمرية، وهم يطالبون خصوصا بتوفير وظائف وبتنفيذ استثمارات موعودة من أجل تحسين الحياة اليومية لسكان هذه المنطقة المهمّشة. وتمكنوا بالضغوط، التي مارسوها من وقف الإنتاج في الحقل النفطي، وفق ما أفاد والي القصرين عادل المبروك لوكالة فرانس برس.
*********
مشروع قانون فرنسي جديد يصطدم برفض واسع
وكالات
مرر البرلمان الفرنسي، بقراءة أولى، امس الاول، مشروع قانون “الأمن الشامل” المثير للجدل إزاء تقييده حرية الصحافة وإطلاقه أيدي رجال الأمن.ووافق على القانون 388 نائبا، فيما رفضه 104 آخرون (من إجمالي 577) خلال جلسات مناقشته المستمرة منذ 17 تشرين الثاني/ الجاري.ومن المقرر أن يعرض مشروع القانون على مجلس الشيوخ في كانون الثاني المقبل.وإذا تم تمريره من مجلس الشيوخ أيضا، فسيتم طرحه للتصويت أمام الجمعية الوطنية للمرة الأخيرة في وقت لاحق.وفي كلمة له قبل التصويت، قال رئيس الوزراء، جان كاستكس، أن اعتماد مشروع القانون سيمنع التقاط صور ضباط الشرطة من قبل “الأشخاص الخبثاء”، وأن المشروع سيتضح أكثر في الجلسات البرلمانية الجارية.اقرأ أيضا: فرنسا “ماكرون” تسجل أكبر حملة إغلاق مساجد بعموم البلادويجرم مشروع القانون الأمني نشر أي شخص، سواء من الصحفيين أم غيرهم ذلك، صور عناصر الشرطة بوجوه واضحة المعالم.علاوة على ذلك، فإن نشر الصور على وسائل التواصل الاجتماعي بقصد تقويض “السلامة الجسدية أو النفسية” للضابط المناوب، يمكن أن يُعاقب عليه بالسجن لمدة عام، أو بغرامة تصل إلى 45 ألف يورو، بحسب شبكة “يورو نيوز” الأوروبية.
وأثار القانون، الذي قدمته حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون، في تشرين الأول ، احتجاجات في مدن بجميع أنحاء فرنسا، بما في ذلك باريس وليون وبوردو ومرسيليا.
كما أنه أثار انتقادات منظمات حقوقية وصحفيين ينظرون إلى مشروع القانون على أنه وسيلة لإسكات حريات الصحافة وتقويض الرقابة على الانتهاكات المحتملة للسلطة من قبل الشرطة.
**********
على الرغم من مخاطر اندلاع أزمة مالية جديدة
قمة مجموعة العشرين: لا حل لمشكلة الديون
رشيد غويلب

في أيام 21 -22 تشرين الثاني استضافت العربية السعودية قمة افتراضية لدول مجموعة العشرين، ودول مجموعة العشرين صدرت ما قيمته أكثر من 17 مليار دولار أسلحة إلى المملكة، اي ثلاثة أضعاف ما تستطيع مجموعة العشرين حشده لتقديم المساعدات الإنسانية لليمن. وفي هذه القمة أيضًا، لم يتم التعهد بتخفيف أعباء ديون البلدان الأفقر في العالم، ولكن جرى تمديد مدة تأجيل سداد الديون المقرة سابقا.

ديون متفجرة
اهتمت القمة بتأثير وباء كورونا على الاقتصاد العالمي. ويشعر قادة أقوى مجموعة اقتصادية في العالم بالقلق بشأن الزيادة الهائلة في الإنفاق الحكومي الذي أجبرت عليه الحكومات للحد من تأثير الأزمة التي أحدثها الفايروس على الشركات الكبيرة والصغيرة، وعلى العاملين. ويقدر صندوق النقد الدولي أن مجموع الحزم المخصصة للتحفيز المالي والنقدي تشكل 20 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي للبلدان المتقدمة. وتمكنت البلدان ذات الدخل المتوسط في العالم النامي من القيام بأقل من ذلك، ووفقًا لصندوق النقد الدولي، فإن ما خصص يمثل 6 إلى 7 في المائة من الناتج الإجمالي المحلي لهذه البلدان.
وفي البلدان الأفقر، تكون استجابة الحكومات أكثر تواضعًا. لقد تم تخصيص ما معدله 2 في المائة فقط من الناتج الوطني، لعدم توفر أموال أكثر لتغطية تدابير مكافحة كورونا محليا. وهذا يجعل اقتصاداتها أكثر عرضة لركود طويل الأمد، ويدفع بملايين الناس إلى الفقر.
وفي العديد من البلدان الأفريقية، تشكل تخصيصات خدمة الديون مساحة أكبر في الموازنة من الاستثمارات في قطاعات التعليم أو الصحة أو الضمان الاجتماعي. وهذا يعني أنهم لا يفتقرون فقط إلى إمكانية مالية لاتخاذ إجراءات فاعلة ضد أزمة كورونا في بلدانهم، بل وفي أسوأ الحالات، فإن هذه البلدان مهددة بالإفلاس.

الإفلاس الأول في سياق الأزمة
في 13 تشرين الثاني الجاري، كانت زامبيا أول دولة تعلق سداداها في سياق أزمة الوباء. وسبق لها أن طلبت من دائني سندات اليورو، البالغة قيمتها3 مليارات دولار أمريكي، تأجيل دفع الفوائد لمدة ستة أشهر. ولم يتمكن البلد المنتج للنحاس، نتيجة للركود المرتبط بالوباء، من دفع فوائد تبلغ 42.5 مليون دولار. لقد رفض المعنيون طلب التأجيل حتى نيسان 2021. وعلى إثر ذلك قامت وكالات التصنيف، بأنزال البلاد الى مستوى مرحلة “إفلاس انتقائي”، أي أن إعادة التمويل في الأسواق المالية أصبح أكثر تكلفة.
وتعد زامبيا مثالاً على إخفاق مجموعة العشرين في إشراك دائني القطاع الخاص في “مبادرة تعليق خدمة الدين”.
وفي نيسان 2020 وافق البنك الدولي ووزراء مالية ومجموعة العشرين على تعليق خدمة ديون البلدان الأفقر حتى يتمكنوا من تركيز مواردهم في مكافحة الوباء. وناشدت مجموعة العشرين دائني القطاع الخاص للمشاركة في مبادرة تعليق خدمة الديون، ولكن دول المجموعة لم تلزم دائني القطاع الخاص بذلك.
وزامبيا سادس دولة نامية تتخلف عن السداد أو تعيد هيكلة الديون في عام 2020، ومن المتوقع أن يكون هناك المزيد، لارتفاع تكاليف الوباء الاقتصادية. وفي عام 2020، سيصل الدين العام في 35 دولة أفريقية مشمولة بمبادرة تأجيل دفع الفوائد إلى أكثر من 480 في المائة. وهناك 19 دولة أفريقية على وشك الإفلاس أو هي تعيشه بالفعل.

غياب الحلول
لم تقدم قمة مجموعة العشرين الى البلدان الأشد فقرا سوى احتمال تخفيف أعباء الديون، من خلال النظر بتمديد فترة تأجيل سداد الفوائد المقرة حتى حزيران 2021، لستة أشهر أخرى. وهذا يعني ان الأهداف التي طرحتها بعض بلدان المجموعة قبل القمة قد أهملت، والتي تمثلت أهمها بـ: إلزام دائني القطاع الخاص بتأجيل سداد الفوائد، وإذا تطلب الأمر تخفيف الديون. وكذلك شمول الديون العامة لبلدان داخل وخارج المجموعة بما مر ذكره. وتوسيع دائرة البلدان المستفيدة لتشمل جميع البلدان النامية والناشئة التي تعاني من مشاكل الديون، بدلاً من الاقتصار على البلدان الأشد فقرا.
لقد انتقد رئيس البنك الدولي ديفيد مالباس، حقيقة أن المبادرة لا تشكل حلا للبلدان الـ 73 المشمولة بها، لأن تأجيل سداد الفوائد يعني بقاء الديون، وحتى إذا ذهبت حكومات مجموعة العشرين إلى مزيد من التيسير، فإن الدائنين من القطاع الخاص (البنوك، وصناديق التقاعد، وصناديق التحوط) سيواصلون الإصرار على دفع خدمة الدين. هذه المبادرة تؤجل التسديد الى حين، لكنها لا تخفض الديون.
***********

ص8
عن الجائحة.. الواقع والتساؤلات والآمال
د. مزاحم مبارك مال الله


اولا مدخل:
هذا الفايروس معروف لدى العلماء منذ ستين عاما لكن المفاجئ هو ذلك المرض الناتج عن أحد انواعه مستهدفا الجهاز التنفسي، والذي أطلقوا عليه كوفيد 19 فهو:
• سريع الانتشار عن طريق التلامس.
• حجمه كبير نسبيا بالمقارنة مع باقي الفايروسات ولا يمكنه ان يبقى بالهواء بسبب وزنه فهو يسقط ويوجد على سطوح مختلف الاجسام الحية وغير الحية وعلى الأجزاء المكشوفة، بعد عطاس أو سعال مريض مصاب به.
• بسبب عدم وجود دراسات وبحوث عن هذا الفايروس ومساراته المرضية فقد أصبح العلماء والاطباء في حيرة من أمرهم، وعليه بدأت تلك المتابعات البحثية العلمية عنه وعن أضراره بعد أن أخذ بالانتشار مما فسح في المجال واسعا للاجتهادات وخصوصا تلك التي لم يتسنَ لها التدقيق والمقارنة.
• لم تواجه البشرية جائحة أو حالة مرضية بمثل هذه الصورة منذ قرن من الزمان.. لذلك أصيب مليارات الناس بالدهشة والفزع والخوف، فالغالبية العظمى منهم لم يعش هذه الأجواء المرعبة خصوصا وهي تحصل في ظل تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

ثانيا من أين جاء مرض كوفيد 19:
• استعراضات تفاسير كورونا والأمراض التي تسببها ـ يشبه الى حدٍ ما واجهه أسلافنا والعلماء في القرون الوسطى من تفسير ما يجري من معضلات، وأصبحنا نعيش مارثون نظريات ومنها على سبيل المثال: مؤامرة لقتل الناس، فايروس تم تصنيعه، خفافيش الصين، استعراض كتيبة عسكرية أميركية عائدة من افغانستان، تطور طبيعي وطفرة جينية، حرب جرثومية ...الخ
• لكن المؤشرات العلمية الناتجة عن الخبرة البحثية المتراكمة وبالمقارنة فإنها يمكن أن تدلنا إلى حصول تطور جيني في الطبيعة الهيكلية للفايروس جعله يمتلك قدرة عدوانية مرضية، ويعتقد طيف واسع من العلماء أن التخريب الذي حصل في الطبيعة على يد الانسان مهما كانت دوافعه وعبر عقود وعقود أدى الى حصول تغيرات جغرافية ومناخية وبيئية كالاحتباس الحراري، التصحر، ذوبان القطب الشمالي، ثقب في طبقة الاوزون ...الخ

ثالثا حقائق لا يمكن اغفالها
• ما جرى هو تسييس لحالة مرضية. وأصبح فايروس كورونا أحد ادوات الصراع بيد الأنظمة المختلفة.
• تساوت الإمكانيات المضادة للجائحة بين الدول ذات الاقتصاد والإمكانيات المتواضعة مع تلك الدول التي يشار لها بالبنان في قوة اقتصادها وامكانياتها العلمية والتكنولوجية، وهذا يدل دلالة واضحة على فشل الأنظمة الرأسمالية وكشف عوراتها بل وكذبتها الكبرى في نظام الرفاهية والسعادة.
• ضراوة الفايروس ما زالت أكبر من الإمكانيات العلمية الحالية، لكن المحاولات جارية على قدم وساق من أجل حل الألغاز والتوصل الى مركز مقتل هذا الفايروس.
• مما يؤسف له ايضا فقد تم استخدام موضوع الجائحة كأداة انتخابية أو أداة استثمارية اقتصادية بل وحتى كتجارة اجتماعية ومنها غيبية.

رابعا قراءة في التطبيقات
• التبست الأمور على الأطباء والعلماء حينما انتشر المرض إلى وباء ومن ثم الى جائحة وأصبحوا أمام مهمة تاريخية انسانية مهنية اخلاقية لا يعرفون أين المخرج، مما ساعد على نشوء أو بروز حالات الاجتهاد. وفعلا بدأت الاجتهادات تترى جرّاء الضغوطات الحكومية التي تنعكس عن المواجهات الفكرية الآيديولوجية من جانب وجراء الضغوط الجماهيرية والتي تنظر الى مراكز البحوث والمختبرات متوسلة في العثور على الحل المنقذ من جانبٍ اخر، وراح العلماء يجربون العلاجات تبعا لمعلوماتهم المرتبطة بالنظريات والاكتشافات السابقة عن عائلة فايروس كورونا، وكان كل مركز يصرّح بما يراه مناسبا وفق تقييماته. فبدأ العالم الفرنسي”ديدييه راوول” بنظرية (الكلوروكوين) المستخدم في علاج الملاريا، والغريب بالأمر أن هناك حالات استجابة للكلوروكوين في عدد محدود من حالات كوفيد 19.
• أصبح كل مركز بحثي أو علاجي أو أي مركز صيدلاني وحتى على مستوى المستشفى الواحد، وأصبح موضوع “التجارب” أحد العناوين المهمة في التعامل مع عدد الإصابات الهائل فراح البعض يستخدم المضادات الحيوية رغم معرفة الأطباء أن المرض فايروسي والمضادات الحيوية لا تؤثر بالفايروسات، ربما هناك حالات نادرة استجابت ولكن السبب في ذلك هو حصول المضاعفات البكتيرية الثانوية التي تستجيب للمضادات الحيوية.
• تمر الأيام وتتضاعف مهمة العلماء والاطباء في الحل الذي تنتظره البشرية وتزداد وتتراكم المعلومات المتأتية من أنحاء العالم وكل يوم يكتشف العلماء أمرا جديدا والذي لا يبتعد كثيرا عن الضغوط السياسية.
خامسا معطيات على أرض الواقع وتساؤلات مشروعة
• الزلزال الذي احدثه كوفيد 19 هز أركان السياسة الصحية لكل بلدان العالم المبنية أساسا على طبيعة النظام الاقتصادي السائد في كل بلد.
• تعاظم أعداد الوفيات زعزع الثقة بأداء الجهات الصحية والتي أحدثت شرخا كبيرا في الحالة النفسية لعموم الناس والتي تمثل أمامها أمران:
الاول-إدانة الحكومات حيث وجهت الشعوب إصبع الاتهام الى تقصير وفساد تلك الحكومات.
الثاني – القبول بقضاء الله وقدره.
• أطلق العلماء في بدايات انتشار المرض تحذيرات بان المرض يتمكن من الداخلين في دائرة الخطر (المتقدمون بالعمر، ذوو الامراض المزمنة، والمشخصون بالهبوط الشديد بالمناعة كالذين يعالجون بالعلاج الكيمياوي)، ولكن الأمر الصادم الذي شهدناه، هو إصابة أعداد ليست قليلة من الشباب الذين يتمتعون بصحة جيدة.
• انتكاس حالة أعداد من الذين يكتسبون الشفاء، مما زاد مخاوف الناس من المرض وزاد من عدم قناعاتهم بما يجري من محاولات ايصالهم الى بر الامان.
• شلّ مرض كوفيد19 حركة الاقتصاد العالمي بما في ذلك التسريح الاحترازي من العمل مما أثر سلبا على الحياة الاجتماعية.
• تأثيرات بالمطلق:
1. توقف حركة التبادل التجاري ومساراتها بما فيها البرية والبحرية والجوية.
2. توقف السياحة والسفر بكل الوسائط.
3. توقف نسبي وجزئي في المدارس ومعاهد الدراسة.
4. حصول تباعد اجتماعي غير مسبوق.
5. تأثيرات مباشرة متصاعدة في سلوكية الأفراد والجماعات حتى في أنشطتهم اليومية المعتادة.

سادسا الفعل السياسي في مسارات كورونا:
منذ البدء أطّر قادة الأنظمة الرأسمالية مجريات اخبار كورونا المتواترة المتصاعدة، وفي محاولة تغطية فشل اداراتهم بالمعرفة المسبّقة بمجريات الأحداث. حاولوا محاولات بائسة زهيدة في تغيير مسار تفكير ووجهة انظار الناس والمختصين عن الحقائق التي تكشف عورة انظمتهم الفاشلة الفاسدة/ فاتضح ذلك من خلال:
• الاستهزاء والاستخفاف بالأخبار الواردة عن ظهور مرض جديد ناتج عن فايروس مدمّر على اعتبار أن الفايروس ظهر في الصين وكأن الأمر لا يعني ادارات الأنظمة الرأسمالية.
• التربص المتبادل بسياسة النظامين الاقتصاديين العالميين.
• تباطؤ الاجراءات الوقائية التي اتبعها ادارات بعض الانظمة.
• الرئيس الاميركي أطلق عليه اسم “الفايروس الصيني “في حين انتشر الفايروس بين الأمريكان وبمختلف الولايات كانتشار النار في الهشيم! وهذا يدل على أن النظام الصحي الأميركي لم يصمد امام هذه المحنة.
• الجائحة هزّت ادارات النظام الرأسمالي، فبالإضافة إلى أزمتها المزمنة تولدت أزمة جديدة، فراحت قراراتها لمواجهة الجائحة تتخبط ذات اليمين وذات الشمال وبدأت حمى السباق لإيجاد الحل خائفة مرتعدة من انهيارها التام، مسخرة عقول علمائها دافعة بهم في آتون البحوث واللهاث من أجل تصنيع لقاح أو إيجاد علاج، كل ذلك من أجل اثبات أن النظام الرأسمالي ما زال معافى.
• استُثمرت الجائحة وبارومتر تسجيل أعداد المصابين والمتوفين بسببها من قبل السياسيين في العالم الرأسمالي كبضاعة انتخابية.
• الهستيريا التي ضربت ادارات بعض الدول الرأسمالية وهي تتلمس الفشل الذريع الذي تعيشه، فقد ساندت الباطل ضد الحق، من خلال تثنيتها على طلب الرئيس ترامب من معاقبة القيادة الصينية وكذلك رفع دعوى ضد الحزب الشيوعي الصيني!
• ولزيادة الإمعان من أجل الوصول الى الهدف من قبل دوائر النظام الرأسمالي (والهدف هو إدانة أي نظام اقتصادي – اجتماعي يتقاطع مع تلك الدوائر)، فقد سخرّوا الإعلام أيما تسخير، بما فيها إنتاج أفلام (هوليودية) على أن هناك كائنا غريبا يظهر في الصين تحديدا ينقل الموت والدمار الى البشرية!!
• عمدت أجهزة المخابرات الرأسمالية الى سياسة شراء الذمم في استجلاب بعض الباحثين والاطباء للتصريح بما يتماشى مع سياساتهم الخارجية المشاغبة وسياستهم الداخلية المخادعة.

سابعا الرعب الذي انتاب العالم
• يعيش سكان الأرض الرعب من هذا المرض لعدة اسباب:
الأول ـ الإجراءات الصارمة والغريبة التي لم يعهدوها سابقا.
الثاني ـ أعداد المتوفين المتصاعد.
الثالث – بدا للناس أنه لا يوجد في الأفق من مخرج لهذه المحنة فدخلوا في دهاليز الاجتهادات الفطرية في استنباط تفاسير لما يجري وراحوا ينشرون تفاسير واجتهادات تتقاطع جذريا مع العلم وحتى لا تخطر ببال العلماء.
الرابع – سرعة انتشار اخبار كورونا والمتابعات اليومية للمرض من قبل الناس.

ثامنا أطباء بلا ضوابط
• انبرى بعض الأطباء أو ممن امتهن الطبابة في الاتصال بمختلف الوسائل الإعلامية لينشروا الأوهام بين الناس على أنهم وجدوا علاجا لكورونا ولربما لأغراض تجارية مستغلين بذلك تراجع الوضع النفسي للناس والهلع الذي انتابهم، وقد تنوعت تلك الادعاءات وفق ما يلي:
• استخدام بضع قطرات من مادة الكلور في الماء وشربها.
• استخدام بضع قطرات هايدروكسي كلوروكوين في أي عصير وشربها.
• استخدام جل الزايلوكائيين المخدر في الأنف.
• استنشاق بخار بعض الاعشاب الطبية.
• استخدام خلطات من أعشاب طبية غريبة على مسامع الناس.
• إن استخدام الهيدروكورتيزون=خطا=مع أن هذا الطبيب لم يفهم آلية استخدام الهيدروكورتزون في كوفيد 19 ولماذا.
تاسعا تجارب متنوعة في أساليب الوقاية اتبعتها الجهات الصحية المختلفة
• ويمكن تلخيصها:
- الصينيون اتبعوا أسلوب التعقيم والتعفير مع حظر التجوال بمختلف درجاته ووفق المعطيات، وتمكنوا من السيطرة الفعلية على المرض.
• الانكليز أول من أطلق مصطلح (مناعة القطيع) وهي باختصار فسح المجال لانتشار المرض من أجل أن يكتسب افراد المجتمع المناعة الذاتية ضده من خلال آلية تكوين الأجسام المضادة في أبدان البشر حتى لو راح ضحية ذلك أعداد منهم.
• الامريكان وخصوصا ادارة الرئيس ترامب اعتمدت اعتمادا كليا على النمط التجاري في التعامل مع الأحداث وبذلك فضّل استخدام الأدوية التي اثبتت الأحداث أنها ليست مؤهلة في الوقت الحاضر للتصدي للجائحة ومن ثم عوّلت على لقاح يتم استنباطه لهذا الغرض متجاهلة كل الدعوات العلمية في فرض أسلوب التباعد الاجتماعي أو منع التجوال الجزئي او الكلي.
• الأسلوب الاوربي.. اختلف حسب اختلاف البلدان الاوربية ذاتها.. ففي ايطاليا تفاوتت الإجراءات بين الإيمان بمناعة القطيع وبين الإجراءات الاحترازية الجزئية، وبين عدم الاكتراث. أما في السويد فقد اعتمدوا على الاجراءات الوقائية الشخصية ووضعوها في المقدمة من الإجراءات.
• الأسلوب الشرقي والعربي في التعامل فكانت الإجراءات تصطدم بقناعات الناس وولاءاتهم الفكرية وعقائدهم الدينية، فجاءت الإجراءات كسيحة مثبتة على الورق دون التطبيق العملي بسبب من جهل الناس وغياب وعيهم واتكالهم بالعقل والتفكير على الغيب المطلق.

عاشرا التوعية الصحية
• بذلت منظمة الصحة العالمية جهودا جبارة وبالتعاون المحلي للدول كافة من أجل جعل المعلومة متوفرة لدى كل الناس من خلال جملة من الإجراءات الاعلامية.

أحد عشر منظمة الصحة العالمية
• WHO – من أهم مهماتها تحديد الخارطة الوبائية في العالم ورسم الخطط والبرامج للسيطرة على الوضع الصحي العالمي بما فيها الجائحات. اضافة إلى إجازة أو رفض أي علاج جماعي أو لقاح يستخدم لهذه الاغراض.
• وقد حاولت البلدان الشمولية أن تجيّر عمل المنظمة لها من خلال تسييس دَور المنظمة ضد دولة الصين والذي أراده الرئيس ترامب أن تلعبه المنظمة في الإعلان أن الصين هي المسؤولة عن مرض كورونا وما أنتج من جائحة. ولما رفضت المنظمة تلك الضغوط، كانت ردت الفعل الأميركية والدول الدائرة في فلكها بما يلي:
• تشويه صورة وتاريخ رئيس المنظمة، حتى ادعوا أن رئيس المنظمة ليس طبيبا.
• فبركة قصص ضد رئيس المنظمة ومعاونيه.
• ادعى الرئيس ترامب ان WHO متآمرة مع الصين ضده، وأن المنظمة ضللت العالم ولم تعلن عن الوباء حينها.
• جمّدت الولايات المتحدة الاميركية دعمها المالي إلى المنظمة بحجة تضليل المنظمة للرأي العام العالمي.
إثنا عشر تأثيرات جائحة كورونا:
• الإيجابية:
- تغيرات مناخية وبيئية ملموسة تمثلت بتخفيف الضغط على طبقة الأوزون وعلى درجات الحرارة.
- عودة التوازن للمحميات الطبيعية للكائنات الحية.
- اعتاد الناس على اساليب صحية واتبعوا النصائح الطبية التي كانت مهملة أو مركونة جانبا.
- وعي الناس بأهمية المحافظة على البيئة.
- تطوير وتطويع التكنولوجيا لخدمة البشر والاستفادة من معطيات البيئة الثمينة.
• السلبية:
- الاقتصادية – من خلال توقف جزئي او كلي لأعداد كبيرة من المعامل والمصانع.
- ركود اقتصادي زاد في الأزمة الاقتصادية لكل دول العالم، محليا واقليما وعالميا.
- زيادة التفاوت بين الأغنياء على حساب محدودي الدخل او الفقراء.
- أزمة اقتصادية عالمية (بعضها ظهر والبعض الباقي سيظهر لاحقا) وخصوصا في البلدان الرأسمالية.
- تغيير نمط معيشة الناس من خلال: التباعد الاجتماعي ومعاناة التعليم من مشاكل حقيقية كون التجربة جديدة على الجانبين. وغير مسار الحياة اليومية للأطفال والمراهقين خصوصا، فأصبح الليل عندهم نهارا وبالعكس، وهذا غيّر من العادات المعروفة كالأكل والشرب والدراسة والتسلية ومشاهدة التلفزيون وتجمع العائلة.. الخ فأصبحت الأجهزة الالكترونية الحديثة هي الصديق المقرب لهذه الأجيال. عانى الناس من أوقات فراغ طويلة كانوا يقضونها في نشاطات اخرى. تراجع ممارسة الرياضة لأعداد غفيرة من الناس وقد أثرت على مساراتهم الصحية. أصبح الناس يقضون أوقاتا طويلة في البيوت. مما زاد الضغط النفسي الذي أدى الى حصول مشاكل كثيرة منها ارتفاع نسبة العنف وزيادة في الوزن جراء قلة الحركة والمكوث في البيوت.

ثلاثة عشر العلاجات واللقاحات:
• طفت الى السطح تجارب محدودة في فعالياتها لاستخدام بعض العلاجات ضد المرض، كـ (هيدروكسي كلوروكوين والايزوثرومايسين)، اضافة الى الأوكسجين ولا يمكن اعتبارها بروتوكولا علاجيا معتمدا من قبل منظمة الصحة العالمية.
• ظهرت مقولات عدّة:
- إن الفايروس ينتهي مع ارتفاع حرارة المناخ.
- إن الفايروس يكون وقعه أقل لدى الملقحين ضد التدرن.
- الفايروس لا يصيب الأطفال.
- الشباب أقل تأثرا من المتقدمين بالعمر.
• ونتيجة للفراغ العلمي الدقيق في كيفية التعامل مع هذا العدو وفي كل الظروف، وعلى اعتبار أن الاصابة بالفايروس له علاقة بالجهاز التنفسي فقد اتخذت منظمة الصحة العامة قرارا بالاتجاه الصحيح للحد من انتشار المرض وتقليل اضراره، القرار فحواه إبداء النصح بالتباعد الاجتماعي (مترين بين شخص واخر) وغسل اليدين باستمرار اضافة الى ارتداء الكمامة.
• المختبرات الرصينة مازالت تعمل على قدمٍ وساق ومنذ بداية الجائحة وستستمر في البحث العلمي الصحيح وكما اعتادوا سابقا بعيدا عن الفوضى الاعلامية والتأثيرات السياسية والتدخلات الدينية، من أجل الوصول أولا – إلى فهم متكامل لهذا الفايروس وسلوكه المرضي وطبيعته العدوانية وتطوره وانتقاله وشراسته وتغيراته الجينية..الخ ، ثانيا – إلى علاج ناجع ومصل لقاح فعال يحصّن الناس ضد هذا المرض الذي صار بعبعا أكثر من أي مؤثرات حياتية اخرى، وعليه فقد تعددت نتائج البحوث في سباقٍ محموم ولأسباب سياسية – اقتصادية بالدرجة الاساس في محاولة لإنقاذ ما يمكن انقاذه بعد أن كشفت الجائحة عورة النظام الرأسمالي من جانب، أما من الدول التي لا تدور في الفلك السوق الرأسمالي فقد تسابقت من أجل اثبات أنهم هم الصح وهم الذين سينقذون البشرية. وقد استخدم كلا الجانبين الإعلام أبشع استخدام، فظهر اللقاح الامريكي، والاخر الروسي، والاخر الفرنسي، والبريطاني الكندي، والصيني..الخ
• بالمقابل لم تعتمد منظمة الصحة العالمية أيا من هذه اللقاحات كون تعضيد وتسمية هذا الاكتشاف لا يمكن ان يُمنح الا بعد مروره بسلسلة التجارب والاختبارات العملية والتي ربما تمتد الى فترات طويلة نسبيا والمعمول بها مع كل لقاح وكل علاج.
• ** واخيرا:
• إننا ما زلنا في بداية مواجهة هذا المرض.
• مازال العلم يجهل الكثير.
• ستظهر في يوم التفاسير لكل الاستفهامات التي تجول في خاطر البشرية عمّا جرى.
** وفي اللمسات الاخيرة من كتابة هذا الموضوع اعلنت منظمة الصحة العالمية عن ان تجارب المرحلة الثالثة والاخيرة من اللقاح الجديد (الماني – اميركي) تبشر بالخير حيث حققت نسبة نجاح في منح الحماية تصل الى 90%، كما أن شركات أميركية وأخرى روسية تصل نسبة نجاح اللقاحات التي اخترعوها بين 92 و95%. ولكن الى أن يحين تعميم هذه اللقاحات تبقى الحاجة الى الاستمرار في تطبيق القيود الوقائية من هكذا امراض فتّاكة.
************

ص9
75عاما على انطلاقها في نورمبرغ
أكبر المحاكمات في التاريخ في التاريخ
في 20 تشرين الثاني 1945، بدأت في نورمبرغ بألمانيا أكبر محاكمة في التاريخ، حوكم فيها 21 من كبار القادة النازيين، بينهم هرمان غورينغ الذي سمّاه هتلر لخلافته، للمرة الأولى أمام العدالة الدولية.
اعتباراً من عام 1943، راح الحلفاء يفكرون بمصير مجرمي الحرب الألمان. وقبل الاستسلام حتى، اتفق على مبدأ محاكمة لا سابق لها أمام محكمة دولية وعلنية.
بعد ستة أشهر فقط على نهاية الحرب، راح المدّعون الذين يمثلون الدول الحليفة الأربع، يجمعون 300 ألف شهادة وحوالى 6600 قرينة مدعومة بـ 42 ملفاً من الأرشيف.
ونظمت المحاكمة في مدينة مدمرة صمد فيها قصر العدل الموصول بسجن. وتشكل نورمبرغ خصوصاً رمزاً للنازية، إذ كان هتلر ينظّم فيها تجمعات ضخمة. وأقرت فيها أيضاً، عام 1935، القوانين المناهضة لليهود.

افتتاح المحاكمة
في 20 تشرين الثاني 1945، في العاشرة قبل الظهر، افتتحت المحاكمة في القاعة 600 بحضور مئات الصحافيين. وأعلن المدعي العام الأميركي روبرت جاكسون، “المدعي الفعلي هنا، هي الحضارة”.
في قفص الاتهام جلس كبار المسؤولين النازيين الذين كانوا لا يزالون على قيد الحياة بعد انتحار أدولف هتلر وجوزف غوبلز وهاينريش هيملر.
جلس هيرمان غورينغ الرجل الثاني في النظام، إلى جانب رودولف هيس مساعد الفوهرر، وألفرد روزنبرغ منظّر الحزب، وفريتز سوكل المسؤول عن العمل القسري، ويواكين فون ريبنتروب وزير الخارجية، وغيرهم.
وُجّهت إليهم تهمة التآمر وارتكاب جرائم حرب وأخرى ضد السلام، إلى غيرها ضد الإنسانية للمرة الأولى في التاريخ.
وحدّدت هذه الجرائم الأخيرة على أنها “اغتيالات وإبادة واستعباد وترحيل وكل فعل غير إنساني ضد المدنيين قبل الحرب أو خلالها أو الاضطهاد بدوافع سياسية وعرقية ودينية”، علماً أن مفهوم الإبادة الجماعية لم يعتمد في القانون الدولي إلا اعتباراً من عام 1948.

عرض أفلام صادمة
دفع جميع المتهمين ببراءتهم. إلا أن عرض أفلام صورها الحلفاء الغربيون حول معسكرات الاعتقال، أعطت سريعاً بعداً آخر للمحاكمة.
وكتب عالم النفس في السجن خلال فترة المحاكمات، ج. م. غيلبرت، في “يوميات نورمبرغ” (1947)، “ارتجف سوكل عندما رأى فرن حرق الجثث في نورمبرغ. وعندما عرض غطاء مصباح مصنوع من جلد بشري، قال شترايشر (قائد نازي): “لا أصدق ذلك”، في حين هزّ (فيليم) فريك (المسؤول النازي السابق) رأسه غير مصدّق أيضاً عندما وصفت طبيبة العلاج المطبّق قسراً على المعتقلات في بلسن والتجارب التي أجريت عليهن”.
من بين شهود الادعاء الـ 33، المقاوِمة الفرنسية ماري- كلود فايان- كونورييه، الناجية من معسكرَي أوشفيتز ورافينسبروك. قدمت رواية فظيعة امتدت لساعتين، عن نساء يلدن ليقتل المولود الجديد أمام أعينهم بإغراقه بالمياه، ومعتقلات مضطرات على الشرب من مياه البرك الموحلة قبل الاستحمام فيها، والاستدعاءات عند الساعة الثالثة صباحاً.
وقالت لصحيفة “لومانيتيه” الفرنسية، “قبل أن أتولى الكلام في المحكمة، مررت أمام المتهمين ببطء شديد. أردت النظر إليهم عن كثب. كنت أتساءل ما عساهم يكونون هؤلاء الأشخاص القادرون على ارتكاب جرائم بهذه الفظاعة”.

رودولف هيس وحيداً
عُقدت الجلسة الأخيرة في 31 آب 1946، وحاول خلالها المتهمون التخفيف من ضلوعهم في الجرائم.
قال غورينغ فيها، “لم أصدر الأوامر بإبادة اليهود، لم أصدر الأوامر يوماً برمي طياري الدول الحليفة بالرصاص، كنت أجهل ذلك وأنا أعارض ذلك...”.
وكان رودولف هيس الوحيد من بين المتهمين الذي لم ينفِ أن يكون ضالعاً في ما حصل، وبقي وفياً لهتلر متعهداً أن يعيد الكرة. نطق بالحكم في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) 1946، وشمل 12 حكماً بالإعدام وثلاثة بالسجن مدى الحياة، وإثنين 20 عاماً وواحداً 15 عاماً وآخر 10 سنوات.
أفلت ثلاثة متهمين من أحكام بالسجن. وفاجأت هذه التبرئات المراقبين في تلك الفترة، إلا أنها أتت رداً على منتقدي المحاكمة التي أرادها القيمون عليها أن تكون “عادلة”.

انتحار هرمان غورينغ
لم تفلت محاكمة نورمبرغ من الانتقاد، وأخذ عليها أنها “عدالة المنتصر”، ولم تخل من بعض نقاط الغموض، مثل مجزرة كاتين التي حاول الادعاء الروسي تحميل مسؤوليتها للنازيين.
في 16 تشرين الأول 1946، في الواحدة صباحاً، نفّذ حكم الإعدام شنقاً بعشرة محكومين. وانتحر هرمان غورينغ قبل ساعات في زنزانته، مبتلعاً حبة “سيانيد” للإفلات من الشنق الذي لا يعتبره جديراً بعسكري.
حرقت كل الجثث، بما فيها جثة غورينغ، ونثر رمادها في أحد روافد نهر إيسار، لتجنب أن تصبح قبورهم محجاً.
نظّمت في نورمبرغ 12 محاكمة أخرى لمسؤولين نازيين، من بينهم أطباء ووزراء وعسكريون.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أ ف ب – 20 تشرين الثاني 2020
*********
كتاب «ذات مرة في العراق»
ضمن الأفضل في العالم
متابعة “طريق الشعب”
اختارت الشركة البريطانية المعروفة لبيع الكتب (ووتر ستونز)، ومقرها العاصمة لندن، كتاب (ذات مرة في العراق) للباحث والخبير في الشؤون العراقية الدكتور ريناد منصور والمخرج البريطاني المعروف جيمس بلوميل، ضمن أفضل الكتب السياسية في العالم لعام 2020.
وقد اعتمدت الشركة منذ عام 2012 تقليدا سنويا يقوم على ان يقدم أصحاب المكتبات، من جميع أنحاء العالم، قائمة مختصرة تضم افضل كتب العام في مختلف المجالات.
ولشركة ووتر ستونز، التي تأسست في عام 1982، أكثر من 283 مكتبة لعرض وبيع الكتب في المملكة المتحدة ودول العالم، ويعمل فيها 3500 موظف.
وكتاب (ذات مرة في العراق) الواقع في 416 صفحة من القطع المتوسط، عبارة عن تاريخ تراجيديا معاصرة، صدر باللغة الانكليزية عن دار نشر هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي، التي قامت، بدورها، بتحويله إلى فيلم وثائقي، عرضته شاشاتها في سلسلة حلقات تلفزيونية.
يتحدث الكتاب الذي جاء في تعريفه: في الحرب لا يوجد نصر سهل، عن الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 وتداعياته على حياة الملايين من الناس سواء في العراق او في الغرب وظهور “الدولة الإسلامية”، وتزايد حدة الإرهاب واشتداد العنف في الشرق الأوسط، وزيادة الهجرة الجماعية، وغير ذلك.
وقد قام المخرج جيمس بلوميل، الحائز على عدة جوائز عالمية، بتوثيق شهادات حية لأولئك الذين تضرروا وعانوا من أهوال الغزو، وجمعَ شهادات لجنود على الأرض ولصحفيين في العراق، وأجرى مقابلات مع العوائل الأمريكية التي فقدت فلذات أكبادها، واكتوت كثيرا بنار الغزو وتبعاته الكارثية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وكالات – 22 تشرين الثاني 2020
************
سقوط عريس تركيا
أحمد مصطفى*

ما زال الأتراك، والمعنيون بأمر تركيا خارجها، يقرأون الصعود السريع والوقوع المفاجئ لصهر الرئيس رجب طيب أردوغان ودلالة ذلك على المستقبل السياسي لحكم “العائلة الأردوغانية” ومستقبل الحزب الحاكم نفسه.
رغم سيطرة أردوغان وأهله وعشيرته، على الإعلام التركي تقريبا إلا أن ذلك لم يحل دون تلمس ما يناقشه الأتراك عن سقوط “العريس”، حيث يوصف بيرات ألبيرق منذ دخوله البرلمان والحكومة عام 2015.
ورغم أن والد بيرات، الكاتب “الإسلامي” صادق ألبيرق، صديق أردوغان وممن ساعدوه في اختطاف حزب الرفاه من الراحل نجم الدين أربكان، فإن تصعيد أردوغان له لم يكن رد جميل، بل كان في الواقع كما يصفه كثير من الأتراك بالعريس، لأنه زوج ابنة أردوغان الكبرى إسراء ووالد أحفاده.
بل ليس ذلك فحسب، إنما لأن بيرات فيه كثير من رجب نفسه – خاصة العنجهية والصلف والاعتقاد بأنه يعرف كل شيء ويفهم في كل شيء.
بعد مظاهرات غازي بارك ضد أردوغان في 2013، بدأ مسار جديد من تعزيز السلطة في يد الحاكم لإدراكه أن منحى التحسن الاقتصادي آخذ في التراجع، وأن قاعدة مؤيديه من متديني الأرياف البسطاء قد يمنحوا الحزب الحاكم أصواتا لكنهم لا يمثلون أي قوة حقيقية في بيروقراطية الدولة.
وهكذا، ضاقت دائرة أردوغان ولم يعد يثق بأحد سوى أهله وعشيرته فزاد نفوذهم أكثر. ولأن ابنته الصغرى، سمية، التي عينها مستشارة له من قبل فأثار الأمر تندرا في الساحة السياسية التركية، لن تدخل البرلمان أو الحكومة، فكان الصهر موضع الاختيار.
ولا ننسى أن ذلك تزامن أيضا مع حملة على فساد أهل أردوغان وعشيرته (اعتبرها حربا من “الدولة العميقة” عليه) طالت شظاياها ولديه أحمد وبلال. وما زال ابنه متورطا مع مصرفي تركي في قضية في نيويورك تتعلق بالمليارات الإيرانية في عمليات التفاف على العقوبات.
يحدثك كثير من الأتراك عن بيرات ألبيرق، الذي يرأس مجلس إدارة مجموعة اقتصادي يدير جناحا للنشر والإعلام فيها أخاه الأكبر سرحات المسؤول عن شبكة من ناشطي مواقع التواصل مهمتهم الترويج لأردوغان واستهداف معارضيه، فلا تجد أحدا يرى ميزة في بيرات سوى أنه صهر الرئيس (العريس) وأن طموحه يتجاوز جهله بكثير.
مع دخوله البرلمان نائبا عن حزب أردوغان العدالة والتنمية عين وزيرا للطاقة، لكنه عينه كانت على إدارة الاقتصاد كله حتى ضم له حماه وزارتي المالية والخزانة في وزارة واحدة وعينه فيها في 2018.
ومنذ ذلك الحين فقدت الليرة التركية نصف قيمتها تقريبا، ونفدت احتياطيات البنك المركزي الذي ضخ أكثر من 140 مليار دولار لدعم العملة، وفرت رؤوس الأموال خارج تركيا وأصبحت الشركات تعاني تحت وطأة ديونها بالدولار وفقد الأتراك في الأعمال الصغيرة والمتوسطة وظائفهم.
لكن أردوغان لم يطلب من صهره الاستقالة بسبب تلك الكوارث المالية والاقتصادية، فقد حدثت كلها تحت عينه ويمكن لزوج ابنته أن يحاجج بأنه فقط كان “ينفذ تعليماته”، إنما هي الانتهازية الإخوانية التقليدية التي ينطبق عليها المثل الشعبي الشائع: “إذا جاءه الطوفان وضع ابنه تحت قدميه”.
والواضح أن الطوفان القادم على تركيا بسبب سياسات أردوغان لن يكفي أن يضع الرئيس كل أهله وعشيرته تحت قدميه ليطفو رأسه فوق الماء ويتنفس.
وقد لا ينتظر الوضع حتى انتخابات عام 2023 ليتم اختبار مدى استمرار التأييد الريفي لحزب أردوغان، فمع تبعات أزمة وباء كورونا التي يضاعف من تأثيرها في تركيا مغامرات أردوغان الخارجية يمكن أن يضرب الطوفان أركان حكمه في أي لحظة. ولم يعد من بين أهله وعشيرته من يمكنه أن يستخدمه “منصة” يطفو فوقها بعد.
لم يقتنع كثير من الأتراك بأن إقالة بيرات ألبيرق (العريس) خطوة تصحيحية من جانب أردوغان، تشبه ما وصفه هو بالعبارة الشهيرة للخميني عند قبوله وقف إطلاق النار في الحرب الإيرانية العراقية: تجرع المر. وقصد أردوغان بتجرع المر هو القبول بوصفات الاقتصاديين المحترفين لمحاولة وقف التدهور، فلربما فات الأوان بالفعل لإمكانية عكس منحى التدهور الاقتصادي.
إنما السقوط الحقيقي سيأتي من من عنجهية أردوغان، وكل أهله وعشيرته، الذين لا يدركون أنهم السبب فيما وصلت إليه الأمور، لذا، تجد بعض أنصار بيرات ألبيرق يتحدثون عن إمكانية عودته للحكومة، بل إن بعضهم لا يستبعد حتى الآن خلافته لحماه رجب الذي لم يعد ممكنا أن ينقل السلطة لأي من ولديه أو ابنته الصغرى.
لا مبالغة في الامر، فهذا ما يدور فعلا في إطار حكم العائلة والأهل والعشيرة، ويتناقله الأتراك بمرارة.
ـــــــــــــــــــــــــــ
* كاتب صحفي مصري
“سكاي نيوز” – 22 تشرين الثاني 2020
********
تشومسكي: الاجابة في أيدي نشطاء اليسار *
ماذا تتوقع من إدارة بايدن، وكيف تعتقد أن الناشطين الليبراليين والراديكاليين يجب أن يروه ويعاملوا ادارته؟

تشومسكي: علينا أن ننظر إلى الوراء، إلى أوباما. عندما تم انتخاب أوباما، حيث نطق بالكثير من الكلمات اللطيفة التي خاض فيها حملته الانتخابية - “الأمل” ، “التغيير”، “سنفعل أشياء رائعة” - انسحب مجتمع النشطاء وقالوا “حسنا، سوف نثق به” وكان ذلك خطأ كبيرا.
إذا كنت تثق في الرئيس، فسوف يخونك. وأول ما فعله أوباما هو خيانة الطبقة العاملة والطبقة الوسطى واليسار. باع نفسه بالكامل لطبقة المتبرعين في “وول ستريت”. كان بمقدورنا رؤية ذلك على الفور.
ونتذكر أن أوباما كان يسيطر على مجلسي الشيوخ والنواب معا خلال العامين الأولين. كانت هذه فترة أزمة السكن والازمة الاقتصادية. سن الكونجرس قوانين لإنقاذ أولئك الذين تسببوا في الأزمة: البنوك، وبيوت الاستثمار، وأولئك كانت ممارساتهم الاستغلالية والفاسدة - الرهون العقارية عالية المخاطر التي كانوا يعرفون أنه لا يمكن سدادها - هي التي تسببت في الأزمة. لذلك أنقذهم المشرعون في كونغرس أوباما. كان هناك جزء آخر من وعود اوباما التشريعية، القوانين المخصصة لدعم ضحايا المستثمرين، الأشخاص الذين طردوا من منازلهم، الذين لم يعد لديهم مكان للعيش فيه، بدون وظائف جيدة. لم ينفذ أوباما هذا الجزء أبدا من وعوده. لا شيء منه البتة. فقط انقذوا الأغنياء الذين تسببوا في الأزمة، وألقوا بالضحايا في النار. وكانت النتائج واضحة. في غضون عامين تقريبا، انقلبت الطبقة العاملة والفقراء ضده، وبحق. لقد تعرضوا للخيانة الكاملة. وهذا ما وضع الأساس لصعود ترامب. تشبع الناس بخيبات الأمل، اصبحوا غاضبين وبحق، وعرفوا أن الحزب الديمقراطي باعهم. يطرح نفس السؤال اليوم. إذا عاد النشطاء واليسار إلى بيوتهم وقالوا “نثق ببايدن” ، ستعود البلاد مباشرة إلى سيطرة اليمين، تحت ضغط من طبقة المتبرعين الديموقراطيون في “وول ستريت”. إذا استمر النشطاء في العمل، وبقوا على أهبة الاستعداد للنضال، واستمروا في الضغط وما إلى ذلك، فيمكنهم إحداث فرق. لذا أعتقد أن الإجابة على سؤالك إلى حد كبير في أيدي نشطاء اليسار. نحن نعلم ما سيفعله الجانب الآخر. سوف يدفعون بالسياسة إلى اليمين، بغض النظر عما يفعله الناخبون. إذا ظلت الحركات الشعبية نشطة وقوية، فيمكنها تغيير الأمور.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
* مقتطف من حوار موسع أجرته ليلاخ بن دافيد من موقع “سيحا ميكوميت”، وترجمه حسن مصاروة مع المفكر الأمريكي المعروف نعوم تشومسكي حول الانتخابات الأمريكية الأخيرة، ونتائجها وتداعياتها المحتملة. نشر الحوار على موقع (الاتحاد) الحيفاوية بتاريخ 18 تشرين الثاني 2020.
**********

ص 10

فضاء شعبي

شوكَ الورد .. المناخ الأول

ريسان الخزعلي

إمعاتبين ..
إجدامكم عَتَب الشواطي إمعاتبين
منتهين ..
صرنه سبّاح ابجرفكم ..منتهين
يلّي شوفتكم عزيزه إعله المضايف
يلّي جيتكم طعم فوكَ الشفايف
ماينَه انتم..واحنه ليكم معتنين..امعاتبين .
ما تقدّم مقطع من القصيدة – الأغنية ( امعاتبين ) ..، وجدته مناسباً لإستهلال القول في مجموعة الشاعر المعروف ( محمد عبد الرضا الذهبي ، اللامي سابقاً ) الموسومة ب ( شوكَ الورد ) وذلك لرسوخ هذه الأغنية في الذاكرة الغنائية العراقية ، لِما توافرت عليه من شعر غنائي مختزل ولحنية عالية واداء متمكن ..، وقد كانت سبباً اضافياً في شهرة الشاعر الذي ابتدأ مشواره الشعري منذ الستينيات ، وواصلَ النشر في الصحافة العراقية بتواز ٍ مع الشعراء االمجايلين له ، الشعراء الذين يكتبون القصيدة الحديثة ، حتى أصدر مجموعته الأولى / جلمات للمسافر / في السبعينيات .
من بواكيره الشعرية ، قصيدة لفتت اليه الانتباه ، الا وهي قصيدة ( الولاية ) لِما تمثله من مواجهه حادّة مع المدينة التي فاجأت الشاعر بما لا يألفه ، وهو المكتنِز لعادات الجنوب الاجتماعية ، حتى وقف منبهراً امام هذا التحوّل المكاني المديني : يلولايه..يلولايه ،اجيتج شايل اهمومي إو لكَيت اهمومج اهوايه .
مجموعة / شوكَ الورد / تُمثّل المنجزالشعري المتحقق للشاعر ، حيث ضمّت قصائدة الأولى واللاحقة بما في ذلك مجموعته / جلمات للمسافر /..، ومن أهم الملامح الفنية والموضوعات التي توافرت عليها المجموعة : الغنائية ، البساطة العميقة ، الندم والتأسي ، المراوحة بين الاشكال الشعرية ، الذات والآخر ، الوطن والمرأة ، المقاربة بين اللهجة واللغة ، ذاكرة المكان الأول وصدمة المكان الجديد ،الحلم وجرح الصحو المستمر ، الإكتفاء بالتدبير الذاتي في بناء القصيدة . ومثل هذه الاشتغالات مجتمعة ، تُمثّل القدرة الشعرية ذات الخصوصية ، خصوصية الشاعر في أن لا يستعير توصلات وممكنات الآخر . والشاعر لايتردد من الافصاح عن ذلك : محاولتي هذه مغامرة أخرج فيها عارياً أمامك حاملاً كل التناقضات ، فخفف ْ عنّي حدّة التطلع وإرحمني ثقل التقريع ، فأنا انسان ولدت ُ بين ظهرانيك متأثراً بالبيئة التي ولدت ُ فيها وفطرت ُ على ثقافتها ، لا أحمل عقل الانبياء . والشاعر في اعترافه هذا يتجرد عن ( الأنا ) مُعلناً :
(عطشان إو هيمة هجرانك ،تمطر بيهه اغيوم الصيف . اشمدريني الدنيه امخليتك شفرة سيف..؟!)
شوكَ الورد ، هي قصائد المناخ الأول، المناخ الذي تطامنت فيه حياة الشاعر شعراً من دون إدعاءات بالأضافة والتجاوز ، حتى أنه ألحق فصلَ أبوذيات في نهاية المجموعة لتأكيد هذا المناخ . وهكذا تمنحنا ايقاعها بهدوء يشير الى سريتها : غركَت كل فيافي الناس بالناكَوط .. واحنه امجاتل الغربان ع الكَطره ...


**************

محنة العمرعند الشاعرالراحل
صاحب الضويري

ثامر الحاج امين

موت المبدعين ــ على وجه التحديد ــ بأعمار قصيرة ، قضية حظيت باهتمام عدد من الدارسين الذين بحثوا فيها وتناولوا اسبابها برؤى مختلفة ، بعضهم عزاها لأسباب تتعلق بدواخل المبدع نفسه حيث يرى هذا الفريق ان الاحساس العالي بالعبء والحزن واعتصار المبدع فكره الابداعي لتنشيط الخيال يؤدي الى استنزاف مناعته ومقاومته ويحيله هذا الجهد الانساني الى كائن هش لايقوى على مواجهة تحديات الحياة ، في حين يطرح الكاتب المصري” أحمد سويلم “ في كتابه ( شعراء العمر القصير ) تصوراً آخر لأسباب موت الشعراء بأعمار قصيرة يتلخص بتمرد هؤلاء الشعراء على واقعهم والاتجاه الى العزلة التي يقضونها في تدمير النفس من خلال تعاطي الخمور وتغييب العقل بطرق مختلفة ، ومع ان هذا التصور يحتمل جانبا من الصواب من خلال تشابه نهايات عدد من الشعراء الاّ انه لايمكن اعتماده لوحده وتعميمه بشكل مطلق ، حيث ان نهايات متعددة غيبّت عدد من المبدعين في ظروف مختلفة، فعلى سبيل المثال لا الحصر فان الشاعر لوركا ( 32 عام ) مات معدوما والشاعر ماياكوفسكي ( 35 عام ) مات منتحرا والشاعر بوشكين ( 32 ) مات مقتولا بالمبارزة والشاعر لوتريامون ( 24 عام ) موت غامض والشاعر جون كيتس ( 26 عام ) مات بمرض السل والشاعر بدر شاكر السياب ( 38 عام ) مات نتيجة تفاقم الآلام في الظهر والشاعر ابو القاسم الشابي ( 25 عام ) مات بمرض القلب والشاعر أمل دنقل ( 43 عام ) مات بمرض السرطان والقائمة تطول .
الشاعر صاحب الضويري (1947 ـ 1985) يمكن تصنيفه ضمن مجموعة الشعراء الذين ماتوا بأعمار قصيرة وبنهاية تنسجم مع تصور الناقد سويلم ، فقد مات هذا الشاعر وهو بعمر ( 38 عام ) بعد ان عاش حياة غارقة بالهموم والأزمات الشخصية والاجتماعية ، وهو بحدسه الفطري تنبأ برحيله المبكر من دون ان يساوره شك ولو لمرة واحدة بانه سيعيش سعيدا يوما ما ، حيث عاش هذا الهاجس في مرحلة مبكرة من حياته ، جسدت ذلك قصيدته ( متعوب ) التي تعد من بواكير شعره والتي كتبها في مطلع السبعينيات وكان في العشرين من عمره ، ففي هذه القصيدة ترد مجموعة من الصور توحي بان الشاعر مقبل على حياة عاصفة بالأزمات والانكسارات ابتداءً من عنوان القصيدة ( متعوب ) الذي يحمل دلالة الاستسلام وعدم القدرة على مواجهة التحديات وصولاً الى البوح المباشر بالخواء وفقدان الأمل :
وبكه عمري حماده وبس عراجيب .. وكصور الأمل صارت خرايب
يأخذنا الشاعر في رحلة عذاباته التي من ابرزها فقدان الاحساس بجدوى الحياة التي هي ظاهرة سلوكية تجعل الانسان محبطاً وتدفعه الى النفور من حياته والتفكير بالخلاص منها ، وللأسف هذا الاحساس لازم الضويري منذ وقت مبكر من حياته وظل ينموفي داخله حتى وصل به الى محاولة انتحاره الفاشلة ، وقصيدة ( متعوب ) المبكرة بالذات انطوت على الكثير من اشارات تمرد الضويري على واقعه وشعوره بالمرارة والحيف ، فالقصيدة كانت مثقلة بالشكوى من ظلم ومعاكسات الزمان له ( عفه كلبي شحمل لوعات وشال ) ( يفر بيه الوكت فر المحاجيل ) ( يدولبني الزمان شلون ماراد ) ( نشف ريجي ) ( واظل ملجود ) ( اسهر والدموع مرافجه الليل ) ( جره بيه الألم مجرى المرازيب ) ( جاهذا العمر منبت عواجيل ) ، وهذا الحشد من الصور السوداوية التي وردت في القصيدة كانت مؤشراًعلى خيبة الشاعر وشعوره باليأس والضياع . وهناك مصادفة غريبة تستحق التوقف عندها وتأملها بعمق هي التقاء بعض جوانب تجربته مع تجربة الشاعر الروسي “ ماياكوفسكي “ بالرغم من المسافة الزمنية والمكانية بينهما ، فكلاهما عاش أزمة شخصية حادة دفعت بهما الى الاقدام على الانتحار في غرفة معزولة باطلاق الرصاص على نفسيهما وهما في سن الخامسة والثلاثين من العمر ، مع الاختلاف في النهاية حيث لم يستجب القدر للأول فنجا باعجوبة من تلك المحاولة المرعبة في حين انتهت حياة الثاني فيها .
والقاريء لشعر الضويري يكتشف انه كثّف من استخدام مفردة ( العمر ) في مواقع متعددة من قصائده وبدلالات مختلفة وكما اسلفنا انه بحدسه الفطري تنبأ بأن رحلة العمر قصيرة وكأن القدر وافقه في تنبؤه فرحل وهو لم يتم الثامنة والثلاثين من عمره :
صبّح عندنا ياكوم خطار .. الموت ومن فرش للموت داره وفي معظم قصائده تشعر انه يعيش محنة مع العمر حيث تقرأ فيها الشعور بالاحباط واليأس من ايجاد شريك يتمتع بعذوبة الضمير ( انه الذي عيّه وعجز ضامري .. لن ماشفت واحد عذب ضامره ) وبالتالي هو غير ملزم بالانسجام مع هذا العمر وتحمل المزيد من الضربات :
صبر النوك لابد ما اله حدود .. ومو مطلوب اظل عمرين صابر
وحتى مرحلة الشباب التي تمثل ربيع الانسان وانطلاق احلامه الجميلة نحو المستقبل فان الضويري لم يستثمرها بتجديد روحه والتفرغ لبناء مستقبله انما اعلن القطيعة مبكرا مع شبابه :
يدولاب العمر دني الثلاثين .. تراني عله الشباب الحين زعلان
لقد عاش الشاعرقلقا ( خاف غصن الشوك ينهيه الهلاك ) نادما ( حسافه عله السنين تروح تغريب ) يائسا ً ( لاطال عمره الي يداعي بعمر ) ( من اكلك مابعد بالروح جمار ) وينتهي من هذه العذابات الى التوسل بالموت مستعجلا الرحيل :
كل ليلة احث اعله السفر محملي
وآخذ متاعي من الشراب ابعجل
وللضويري فلسفته الجميلة في تجسيد مراحل العمر بوسيلة ايضاحية يلتقط مفرداتها من الواقع الشعبي فهو يقول ( العمر حايط تمايل وارتجه وطاح ) فيشير الى مرحلة الشباب التي تمتاز بالقوة والصلابة فيشبهها بالحايط ولكن بعد توسط العمر تبدأ قوى الانسان بالضعف والاهتزاز فيحتاج الى من يتكأ عليه فيعبرعن الحال بـ ( تمايل وارتجه ) الى ان يحل الموت الذي يشير اليه بانهيار ذلك الكيان بـ ( طاح ).
وهو حتى في الاجناس الاخرى من الشعر ( الموال ، الابوذية ، الدارمي ) لم يغادر ساحة الهواجس المرعبة التي أحالته الى كائن محبط ويائس من صلاح أيامه ففي أبوذيه له يجمع فيه شكواه وعجزه ويأسه :
روحي الضيم الي عليهه شجرهه
بروك شمرد اعتنهه شجرهه
الوادم زرعت وخضر شجرهه
وانه ماظن يخضر عود اليه
الضويري استخدم الشعر كعلاج ذاتي لافراغ همومه والتخلص من الضغط النفسي الذي كان يؤرقه ويدفع به الى النهاية الحتمية لشاعر عاش الشعور بالمرارة في مرحلة مبكرة من عمره ، و ظلت مفردة ( العمر ) تضيء اغلب قصائده ومذكرا العراقيين بانطفاء ضوء العمر يوما ما .
العمر ماتدرون تاليته الفراك .. كلي شيكضي الطيب ويه أهل العراك


**************

دخيل الله

حامد كعيد الجبوري

دخيل الله ودخيلج يا سنة عشرين
كورونا الوباء وساسة الصدفه
يمته الفرج ربي وترفع الآفات
عبادك ترتجي وباب الصبر كلفه
إنكسر كلب الصخر من الفقير يلوع
وعيون السياسي امغمضه وصلفه
باعونا شلع قبضوا ابدمنه فلوس
ولئيم المشتري ولا نكدر انكَفُه
علينا تحالفوا بايع وشاري السوء
نصحه بيا نواعي ويا حزن نغفه
جبناهه صبر من المهد للموت
وبكاس العمر ما باقي بس رشفه
نهرين العراق دموع تجري سيول
مات الزرع بيها وذبلت السعفه
الجمل يحمل ذهب حال العراقيين
ويخدم للأحزاب ويا حزب وفه
العراق اغنه بلد وافقر شعب بالكون
وحيتان الفساد الخيرنه اتلفه
نرجه الفرح بيكم يا بزر شيطان
وانتوا بيا زنيم وظالم انوصفه
بيضتوا وجه طاغوت سافل طاح
وأصابع للندم عضينه جم وسفه
ضاكت بينه وسعه ولا أمل نرجاه
ولا صاحب بخت نترجه ونكلفه
من ظيم اليمر عالناس مجبورين
عبدت جم هبل وتقدم الزلفه
عراقيين نشمخ ما نطخ الراس
نموت وما نذل مثل النخل وكفه
غداً تشرق شمسنه والعراق النور
يحاسبكم شعبنه وترجح الكفه
بساحات التظاهر ساحة التحرير
سلميه المطالب نهتف ابلهفه
الخانع ما يهم باجر نردها حكوك
الخاين للشعب بحبالنه انجتفه
بعدنه بحيلنه ونسحك سياسي الجُور
الصبر بينه جبير وماكو كل رأفه

***************

تهت والضيّفوني
طلعوا أشباح

الشاعر الراحل محسن الخياط

انا شوكَ الغريب الكَرّب ولاح
انا حسرة هذاك الأيّس وراح
تعنّيت اليخوّف جلمتي سلاح
انا العن الشماتة بوجعته ارتاح
انا الكلما تحصده يردله سباح
ذهب من زيج حلوة وبالدرب طاح
هوه عذيبي على روحي الشكر فاح
يفارين المرارة هنا يالوكاح
اجر بالليل جن مجرار ملاح
يطلّيعه البعد ماضاكَت اللكَاح
يفيضة وبحضنها خيار قداح
يسلطان الحباري الفارش جناح
يماي الدلع صدره وطفطف وساح
رهم عشكَك عليه ارهام مفتاح
وانا وهمي عرايا ثنين بوشاح
كَصت روحي على جرحي ولحت الحاح
اخذني بطيبتك ياريع مسطاح
تعت بيه ومرامي بياكتر داح
ازر وحدة على وحدة ابميبر انياح
نمت وكَفة شكَف عن لجم الصفاح
تهت والضيفوني طلعوا اشباح
اداور بالمرادي وكَيش ماصاح
علت هامتي الخورة وماكو ملواح
يهالتحلب بروحي منيلها امناح
هلب ويدوخ بي قباض الارواح
انا المامش وراها جنازتي صياح


*************

هلاهل ايدك السمره


غسان الفاضل

هلاهل ايدك السمره
نثرن كل رسالاتك عوافي وزفه للفقره
تاريخك غميج ايفرفح النبره
محطاتك غصن زيتون
بصدور الحمام تغاوي ضحكاتك سمار الدم !!!
جدايل ريح حس ليل وشمع مقفول و مكدر !!
شهكَ الها النخل دخان لون احمر ..!!
هلال العيد يِغَسّل وجهه من هورك
ملائكتك تسبح خطوة الجمره !!
حزنك من ونين الكاع جن (عادل) يشابك
موت خل الخل
غمزت عين منجل يم وحي السنبل ..
الليل وضوه الجاكوج
صوت ابيض بشوك العامل السندانه من يجبل ..
(وطن حر) وشعب مايملي كلبه الخوف
شعارك حرز المتيهين
نبي وراسم قرابينك
علت اصوات متخورس فناجينك
اعواد المشانق زوكت طاريك
ندى كرنفل يطوف بصحوة سنينك ..
شمس اذارك المهيوب
تذل وجه الاقطاعي وليله وسراره
تظفر للمجد من خيط جيفارا
تحنّي كل نخلنا اتمشط انهاره..
تكاسر ثوبك الابيض غصن جوري
ومطر خير وشعب الوان
قضيتك يبقى حر وعايش الانسان ...

**************

شخبارج يبصره

هيفاء الاميري

اخبار
مينائج
اشو سنطه
وهدوء وانتي ماتحجين
بس بالعين
دمعاتج
بجيتي عله المدير
اهواي
وشعلتيله
شمعاتج
مايطفن اذا مرت عليهن
ريح
يضون عالبحر
والليل
نجماتج
يابصرة هلي ياكمر
فوگ الروس
ينثر بالامل
تضحك
حماماتج
حمامات السلام
اتشيل
فوگ الجنح
ورداتج
يفتحن للاماني يصوغن
الجلمات
من الشمس
جلماتج
يادرة خليج ولؤلؤة
بمحار
اطلعي وقهري
شماتج
ميعرفون انتي منين
شگد عمرج
وميلادج مكتوب
بسماواتج


***********

ص11

«اطفال الأنفال» لـ يوسف ابو الفوز
عن دار سردم في السليمانية، صدر كتاب “أطفال الانفال”، للكاتب يوسف أبو الفوز، مترجما الى اللغة الكردية، من قبل الاستاذ محمد حمه صالح توفيق، الذي كتب مقدمة للنسخة الكردية، والذي رفد المكتبة الكردية بترجمة العديد من المؤلفات العربية، وشارك الكتاب في معرض الكتاب الدولي، الذي اقيم في السليمانية في الفترة 27-18 تشرين الثاني 2020. والكتاب الذي قدم لنسخته العربية الصادرة في 2004 الشاعر الكردي عبد الله بشيو، وهي شهادة كتبت خلال وجود الكاتب مقاتلا في كردستان. وسجل من خلالها معاناة الأطفال الكرد وجريمة الإبادة الجماعية التي حملت اسم الانفال، التي نفذها النظام الصدامي ضد الكرد. الكتاب سجل شهادة الكاتب وانطباعاته عن جريمة الانفال وسجل شهادة وقصص الأطفال أنفسهم، بلغتهم ممهورة بالبراءة والرعب، والى جانبها رصد حياة المقاتلين الأنصار الذين واجهوا مجازر النظام. المؤلف يوسف ابو الفوز من مواليد 1956، مدينة السماوة، غادر العراق صيف عام 1979 لاسباب سياسية وثم التحق بقوات انصار الحزب الشيوعي العراقي، التي اشتركت في حركة الكفاح المسلح ضد النظام العراقي السابق، وبقي هناك حتى احداث الانفال عام 1988، حيث بدأت رحلته مع المنفى واستقر في فنلندا منذ مطلع 1995.
**************
بلغات الشعوب
مؤيد طيّب: مهما وضعت سكراً.. لا يصير الشاي حلواً مثل اطفالي
سبع قصائد ترجمها عن الكردية: د. ماجد الحيدر

(فزّاعة)

فزّاعةٌ منسيّةٌ
في حقلٍ مهجورٍ
ما حرثه أحدٌ أو بذره
...
ينتظرُ السرابَ كي يزرعَهُ
ويملأُ ساحته بألوان الورود
...
أسطورةٌ هي ولكن
مِن مِنّا
لم يُصدِّق يوما بأسطورةٍ
من منا لم يضحك مرةً على نفسه
ولم يبكِ عشراً عليها؟!

(شلال من نور)

شلاّلٌ من النور
اقتحم نافذتي
فأشرقت شمسانِ معاً:
واحدةٌ أمام نافذتي
والأخرى على الوسادة.
لم يكن الكرى قد غادر عينيّ
حين غربتا معا
في فنجان قهوة الصباح

(لوحةٌ على جدارِ قلبي)

كان القمرُ خنجراً فضيّاً
في قبضةِ الليل،
وكان قلبي قُبَّرةً بريّةً
حبيسةَ القفص
وثمة نسماتٌ عِذاب
تمشِّطُ الخصلات
عند البحيرةِ الغافية
وعلى ضفافها
كانت شجرةٌ سكرى
تراقصُ النار.
...
ثلاثون عاماً وهذه اللوحةُ
عالقةٌ على جدارِ قلبي
كنقشٍ على حجر.
شابَ الجدارُ
بهتت ألوانه
وامّحى وجهه
بَيدَ أنّ اللوحةَ لمّا تزل
طفلا رضيعا
وعلى ضفاف البحيرة الغافية
لم تزل سكري
تلكم الشجرة،
لم تزل ترقص وترقص
ممسكةً يدَ النار
(بائعُ الشاي)

كادحا كان:
في الليل يصنع الأطفال
ويصنع الشاي في النهار
يبيعه ويحدّث نفسه :
يا للعجب
مهما وضعتُ سُكّرا
لا يصير الشاي
حلوا مثل أطفالي!

(قابيل والغراب)

مرة أخرى
ها هي جثة هابيل
ملقاة بين أقدام أخيه.
مرة أخرى
ينتظر قابيلُ الغراب.
بيد أن الطائر
يرفع وجهه ويقول:
لا لن ألطخ منقاري من جديد
بدمِ غرابٍ آخر،
ولن أحفر قبرا ثانيا.
فدع رائحة جُرمكَ
تصعدُ لسابعِ سماء
دع الذي هناك
يرى ما فعلتَ وما فعَل
ودعه يرى
لماذا لم يسجدْ إبليس
أمام أبيك!

(القصيدةُ طفلةٌ)

أثقلَ الكرى عينيّ، لم يثقلهما..
قصيدتي التي لم تكد تولد
وصغيرتي التي فطمت لتوها
استيقظتا معا
وشرعتا معا.. بالبكاء.
طفلتي عندها أم ولكن
من لقصيدتي سواي؟

(تفاحةٌ حمراء)

كل يوم تحلُّ في قلبي
فصولٌ أربعة
لكن في كل يوم
يغدو الشتاء أطولها.
أما من أحدٍ يخبّر الشمس
أن هذا الذي بصدري
قلبٌ.. تفاحةٌ حمراءَ
لا قطبٌ شمالي؟!
************
قصة قصيرة
ليلة الوباء

 

اسماعيل سكران*

 

 


وجه القمر الشاحب يلقي بنوره الشحيح فوق أسطح وواجهات البنايات في المدينة الساكنة فتغدو وكأنها عبارة عن مبنى لمستشفى كبير يحتضن في جوفه نزلاء عجزة. كنت أقيم في الطابق الثالث من عمارة تقف عند فوهة نفق التحرير، تخطيت عتبة باب شرفة شقتي وأنا أحمل كرسياً صغيراً وضعته هناك وجلست لاتخذ موقع الراصد لبعض المشاهد التي تقع في مدى رؤيتي وبخاصة تلك التي تطل أمامي من شرفات ونوافذ مضيئة في العمارات التي تقع في الجانب المقابل لي من الشارع العريض الخالي من المارة والسيارات.
ركزت نظري على العمارة الواقعة في ركن استدارة النفق ذات النوافذ المضاءة التي تتيح لي رؤية ما بداخل تلك الغرف وما يتعذر عليّ رؤيته يتكفل خيالي بنسج قصة ما له، هنالك على ما يبدو شخص ما مثلي، ينظر إليّ مستطلعاً راصداً ما يدور خلف نوافذ شفق عمارتي من حركات وأحداث وهو أيضا ربما مثلي يترك الخيال يتصرف بالمشاهد الغامضة التي يتعذر عليه رصدها بشكل واضح. لفت نظري وجود فتاة تقف في شرفة منزل ذويها وهي تنقل بصرها بين ساحة التحرير وهاتفها النقال، ويبدو لي أو هكذا خيل إليّ أنها منكبة بجد على التركيز على هاتفها النقال وهي ترسل رسائل نصية لشخص ما تهتم لأمره الى درجة أنها لم تنتبه الى نداءات والدتها المتكررة والتي بدت لي نافذة الصبر وهي تصرخ مطالبة ابنتها اللاهية بانجاز مهمة منزلية ما دون أن تحظى باستجابة ما من ابنتها التي كانت كما قلت تنقل بصرها بين هاتفها النقال وبين الخيام التي نصبها المعتصمون في ساحة التحرير احتجاجا على فساد الطبقة السياسية الحاكمة، تلك الخيام تبدو هذه الأيام شبه خالية من الثوار الذين التزموا بأوامر حظر التجوال الوقائي بسبب تفشي وباء (كورونا) حيث غادروا عائدين الى منازلهم باستثناء بعض الشبان الذين رابطوا في تلك الخيام لحراستها ومنع تكرار حرقها من قبل القوات الأمنية أو بعض الذيول، وخاصة وأنهم قدموا أكثر من سبعمائة شهيد على مذبح الحرية.
لا نور ينبعث من الخيام التي احتضنت الآلاف من المشاركين في ثورة 2019، بيد أنهم نظموا جدولا بأسماء الخفراء الذين ينبغي عليهم التواجد لحراسة مقتنياتهم البسيطة في المطعم التركي، والتي باتت بالنسبة اليهم رموزا نضالية، أراهم من شرفتي من خلال وميض سكائرهم وأسمع هسيس أحاديثهم وهم يجلسون على مبعدة من بعضهم حفاظاً على مبدأ التباعد الاجتماعي الذي أملته ظروف انتشار الوباء، لا تجمعات لأكثر من ثلاثة أشخاص، يتبادلون أقداح الشاي والقهوة فيما بينهم ومن ثم يعودون كل الى خيمته، أحدهم يتفرج على التلفاز وآخرون يعبثون بهواتفهم النقالة وكان من بينهم ثمة شاب انفرد أمام خيمته التي يمضي فيها نوبة خفارته وهو منشغل بالضغط المتواصل على أزرار هاتفه النقال وينقل بصره باتجاه شرفة شقة الفتاة. في تلك الشرفة التي تقف عندها الفتاة، كان المنظر كالآتي: تقتحم الأم خلوة ابنتها التي كانت ساهمة في إرسال رسائلها النصية ويخيل لي على ما أظن أنني أسمع صراخ الأم الحاد وهي تختطف بعصبية هاتف ابنتها من يدها “ماذا دهاك، ألا تسمعين، هل أنت صماء” أرى البنت وكأنها أخذت على حين غرة فقد بوغتت بالهجوم الأمومي لذا فقد بقيت جامدة لبرهة قبل أن تلتقط هاتفها الذي رمته الأم أرضا.
نقلت بصري باتجاه خيام المعتصمين لأرى إن كان ثمة صلة بين ما يحدث في الشرفة وفي ساحة الاعتصام، لا شك بحسب خبرتي في ذلك الربط، فقد لاحظت أن الشاب الذي انفرد قبل لحظات عن رفاقه وجلس أمام خيمته وهو يعبث بهاتفه النقال، قد نهض بانفعال وتراجع الى الخلف بارتباك وكأنه هو الذي هوجم في الشرفة وليس الفتاة، وكان يحدق نحو الشرفة بقلق وانفعال فأيقنت أن استنتاجي فيما يتعلق بالربط العاطفي كان صحيحاً، فقد بقي الشاب ينظر بقلق نحو شرفة فتاته.
في الشارع الفرعي المجاور لتلك العمارة وفي المنزل القديم الذي يمثل التسلسل رقم واحد وكان معروفاً تماماً لسكان الحي، تقطنه السيدة (هزار) وهي شخصية معروفة، والبيت مبني على الطراز الملكي القديم، حديقة شاسعة مضاءة على الدوام وينبعث من خلال نوافذه نور باهت، والبيت في نهاية المطاف ربما سيكون على قيد الهدم فهيكله آيل للسقوط، بإمكانها أقصد (هزار) أن تسكن في أماكن أكثر رقياً، كالمنصور أو الجادرية، ولكن يبدو لي أنها تمتلك ذوقاً شاذاً، حتى في ليلة الوباء هذه، لم تتوقف عجلة الحياة في منزل السيدة الموقرة (هزار)، أغلب الظن أنها تستضيف الليلة، ليلة الوباء، زبائن تسللوا الى بيتها خلسة من منازلهم وغادروا وهم يمرون من نقاط التفتيش الأمنية بكشف هوياتهم الرسمية لكي يسمح لهم بالمرور بوصفهم مسؤولون حكوميون يقومون بواجبهم تجاه الوطن، لكي يصلوا بأمان الى منزل السيدة الغانية (هزار)، ليمضوا ليلتهم هناك ويمكنني تخيل ما يحدث بين جدران ذلك المنزل الفخم، فقد صادف وأن حضرت يوما بدعوة كريمة من لدن السيدة (هزار) وشاهدت مظاهر البذخ والفجور الذي تقدمه بسخاء فتيات السيدة، وعدت الى شقتي بعد منتصف الليل وأنا أترنح، بعد كل اعتبار جارتي وصديقتي وفي الواقع فأنا أكن لها كل الاحترام.
انطفأت بعض أنوار الشقق وبخاصة شقق السكان المسنين الذين يخلدون الى النوم في وقت مبكر من المساء، معظم الشقق كانت قد أزاحت ستائر نوافذها لتحصل على بعض الهواء الذي يتسلل أحياناً اليها من الشارع، والتي تظل ترسل أضواءها الخافتة لتكشف عن بعض الحركات الروتينية في جوفها، فيما كان نور القمر الشاحب يلون واجهات تلك البنايات بلونه الأصفر وينعكس أيضا على صحون أجهزة الاستقبال التي تكتظ بها أسطح تلك العمارات والمنازل القديمة، المدينة تبدو ميتة الآن، فيما كانت، أي في زمنها الجميل، مزدهرة وضاجة بحركة الناس والسيارات، السينمات والمطاعم والبارات تعج بروادها، لكنها في ليلة الوباء هذه، توقفت حركة الحياة فيها فور إعلان حظر التجوال الوقائي، لم يعد يسمع فيها صوت بشري، باستثناء صرخة طفل رضيع واهنة أو زعيق رجل تلبسته حالة العنف الأسري التي تولدت بفعل المكوث القسري في شقته الضيقة، الفتيات سأمن من التكرار المتواصل لمصادرة حرياتهن بسبب التواجد الكامل لأعضاء الأسرة في الشقة نفسها وتنافر الأذواق في متابعة فقرات القنوات الفضائية، فكنّ يلجأنَ الى العبث بأجهزة هواتفهن النقالة ليتركن التلفاز لأفراد الأسرة الآخرين، لا دوام مدارس أو جامعات أو دوائر حكومية قد يخفف من وطأة الاحتقان والكبت النفسي الذي تولد بفعل الحجر الذي ربما سيطول أمده الى أجل غير معلوم كما تؤكد أخبار الصحة العالمية.
كنت أرقب كل شاردة أو نأمة تتحرك في المجال الذي يقع تحت مرمى بصري، حيث أسكن في الطابق الثالث من بناية تشغل حيزاً في شارع السعدون، بضعة أمتار من نفق التحرير المجلل بخيام الثوار المعتصمين منذ شهور في سبيل الحرية من أجل الوطن المسلوب. بالطبع كنت أتعاطف معهم وقدمت لهم على الرغم من محدودية إمكانياتي الكثير من الإعانات المادية لكي أساهم في إدامة زخم تظاهراتهم الشبابية، وحين تم انسحابهم من أماكن اعتصامهم شعرت بمسؤوليتي في الوقوف الى جانبهم من خلال مراقبتي لتلك الخيام بمعنى تطوعت لحراستها فكنت أذهب هناك ليلاً خلسة لأطوف الخيام التي تم إغلاقها بإحكام لأتأكد من عدم العبث بها واذا صادفت وجود أحد الثوار الحراس أحييه وأستعلم منه عما اذا كانت به حاجة الى دعم فكنت أسأله قائلا: “قل لي رجاء ان بك بحاجة الى وجبة عشاء خفيفة أو علبة سكائر فبيتي قريب من ساحة الاعتصام”.
تنطفئ معظم أضواء نوافذ العمارات فقد انتصف الليل وملّ الناس من الاستيقاظ القسري وهم يأملون بأن يسرع المساء بالرحيل لينبلج فجر يوم ربما سيحمل لهم أملاً من نوعٍ ما. لا صوت يسمع في مثل هذا الوقت الميت من الليل، تخمد كل الأصوات باستثناء صوت الليل الغامض. الفتاة التي كانت منكبة على هاتفها الخلوي في شرفة شقتها الواقعة أمامي، تنسل بعد أن تهجع والدتها الى النوم وتخرج من باب شقتها، أنقل بصري الى الشارع فأرى من بعيد وميض سكارة وحيدة في أسفل البناية وعند مدخلها المظلم، انه الشاب القلق الذي كان يرنو الى شرفة حبيبته ويتبادل معها الرسائل النصية، جاء متقدماً بحذر شديد وهو يلوذ بجدران العمارات لئلا يجذب نظر أحد وهو يدنو خلسة من باب عمارة سكن حبيبته التي ظهرت مثل شبح عند مدخل العمارة بالتزامن مع اقتراب حبيبها، يلتقيان في ذلك المدخل المظلم والخالي، يجلسان فوق درجاته تشتبك أيديهما في عناق صامت، في تلك اللحظة ذاتها يخترق صوت نشاز سكون الشارع منبعثاً من ضلفة الباب الحديدي لبيت صديقتي (هزار) حيث يغادر آخر زبائنها سهرته وهو يترنح في الشارع الخالي من الحياة وأغادر أنا أيضا مكاني في الشرفة عائدا الى داخل شقتي بعد أن رصدت آخر مشاهد الحياة في المدينة التي هبط فوق جسدها الموت وأفل قمرها متوارياً وراء غيمة بيضاء كالقطن وكان الوقت قد تجاوز منتصف الليل معلناً نهاية شريط ليلة من ليالي الوباء.
ـــــــــــــــــــــــــــ
* قاص من واسط، صدرت له مؤخراً مجموعة بعنوان: “مصحة الوادي” عن مكتبة عدنان- بغداد.
************

ص 12

نقطة ضوء

لا تصوير ولا تصريح!

طه رشيد

رغم انشغال العالمين المتقدم والمتخلف بجائحة كورونا وبظلالها الاقتصادية والمعيشية والصحية، المخيمة على حياة الناس بشكل عام، الا ان هناك حكومات استغلت هذا الواقع لتصدر قوانين على مزاجها، وبما يضمن بقائها فترة اطول.
على سبيل المثال هناك قانون “الامن الشامل” الذي عُرض اخيرا على البرلمان الفرنسي، والذي يتضمن مواد لا تتماشى مع دستور البلد ولا مع لائحة حقوق الانسان، خاصة الفقرة ٢٤ منه، التي توفر الحماية للشرطة حين تستخدم الاساليب التي تعجبها. وتنص هذه الفقرة على “منع تصوير” رجال الشرطة وهم يقومون “بمهامهم الامنية او القمعية”. ويدعي كاتب القانون، وهو عضو في البرلمان، وكان سابقا شرطيا من مجموعة حزب الرئيس الحالي ماكرون “الى الامام”، ان هذا القانون يوفر الحماية لرجال الشرطة ولا يعطي المواطنين فرصة نشر صورهم او تهديدهم جسديا (!) وهم يقومون باداء واجبهم في قمع التظاهرات او الاعتداء على المواطنين!
فماذا كان رد فعل المواطن الفرنسي على هذا القانون؟ لقد اشتعلت المدن الفرنسية بتظاهرات عارمة ضد تمريره، ولا يبدو الآن انه سيمر لان المواطنين يعتقدون انه يمس حقهم في مراقبة اداء السلطة التنفيذية، خاصة جهازها القمعي. والقانون من جانب آخر يعد تجاوزا على حق الصحفي في توثيق اي حدث، ما يعني انه يحد من حرية الرأي!
هذا في فرنسا وقد جرى في الايام الاخيرة.
اما في العراق المبتلي بالفساد والفاسدين فان البرلمان ما زال يصر على قضم بعض فقرات الدستور التي تقف بجانب المواطن، واهمها المتعلقة بحرية التعبير!
لم ار في حياتي برلمانا يصبح مشروعا للثراء، بالحلال وبالحرام، الا في العراق! ولم ار برلمانا يعمل ضد ارادة ناخبيه الا في عراق اليوم.
ها هو برلماننا العتيد، بدل ان يبذل جهودا قصوى في مراقبة اداء السلطة التنفيذية، وبدل ان يحاسب الحكومة على تدني الواقع الصحي بشكل مرعب، او على اسباب غرق احياء عديدة من مدينة بغداد وغيرها من المدن بعد ليلة من الامطار، وبدل ان يستدعي امين بغداد او اي مسؤول آخر وصولا الى رئيس الوزراء، راح هذا البرلمان يعد العدة لتمرير “قانون جرائم المعلوماتية”، الذي يحاول عبره ان يقضم ما تبقى في الدستور من حقوق المواطنين في مجال حرية التعبير!
انها عودة واضحة الى ممارسات الانظمة الدكتاتورية ضد اي متنفس ديمقراطي. وهي تعني في المطاف الاخير حرمان الشعب من حرية التعبير.
لكن لا نعتقد ان هذا الشعب سيقبل بقانون سيء كهذا، يحجّم عمل الإعلاميين والصحفيين والاتحادات والنقابات العمالية والمهنية، ومنظمات المجتمع المدني، والقوى المدنية والديمقراطية والأحزاب الوطنية.
تقولون ان الشعب منحكم ثقته، وها انتم تفرطون بهذه الثقة! فان سكت عنكم مرة او مرتين سابقا، فانه لن يسكت اليوم، خاصة ونحن نعيش الذكرى السنوية الاولى لانتفاضة تشرين.
واذا ما انفجر الاستياء الشعبي فلن يحميكم قانون او قناص!

**********
‬في ضيافة شيوعيي الهندية
علي الدعمي يتحدث عن “بثينة”

الهندية - غانم الجاسور

أقامت منظمة الحزب الشيوعي العراقي في قضاء الهندية بمحافظة كربلاء، الأسبوع الماضي، أمسية ثقافية ضيّفت فيها الشاعر والناقد علي الدعمي، ليتحدث عن رواية “بثينة” “للروائية السورية منتهى العيادة.
الأمسية التي أقيمت على “قاعة انتفاضة تشرين” في مقر المنظمة، حضرها سكرتير اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء الرفيق سلام القريني، إلى جانب نخبة من الأدباء والمثقفين بضمنهم القاص والروائي جاسم عاصي ود. صافية ابنة الروائية منتهى العيادة، ود. ليندا من سورية، والشاعر عادل الياسري والأستاذ علي عبد الحسين.
وبعد أن رحب مدير الأمسية، الشاعر والتشكيلي حاتم عباس بصيلة، بالحاضرين، قدم نبذة عن الدعمي وتجاربه في فضائي الشعر والنقد.
بعد ذلك، قدم الضيف دراسة عن رواية “بثينة”، التي تتحدث عن طالبة جامعية اعتقلت من قبل قوات الأمن بتهمة الانضمام إلى حركة يطلق عليها “العيش بكرامة”، مبينا أن الطالبة “بثينة”، تعرضت خلال سنوات اعتقالها العشرين، إلى أشد واشرس أنواع التعذيب الجسدي والنفسي، في زنازين مظلمة لا تميز فيها بين الليل والنهار، حتى أفرج عنها وهي في سن الأربعين.
وأضاف قائلا، أن الروائية منتهى العيادة، وصفت في روايتها عملية الاعتقال بغاية الدقة، كاشفة عن تفاصيل التعذيب والتنكيل اللاإنساني الذي يمارسه الجلادون بحرية مطلقة، ضد السجناء الذين يحملون أفكارا تقدمية، أو يرفضون سياسة الأنظمة القمعية، لافتا إلى أن البطلة، وبالرغم مما واجهته من تعذيب وتهديد وترهيب، أبت أن تبوح بأسماء الذين عملت معهم وناضلت، ما جعلها تقضي سنوات ربيع عمرها في السجن.
واشار الدعمي إلى ان الرواية جسدت وقائع التعذيب والتنكيل ضد القوى التقدمية في البلدان العربية، وما يواجهه الفرد التقدمي حينما يقول “كلا” للطغاة او يرفض الدكتاتورية والتسلط.
وتخللت الأمسية مداخلات قدمها عدد من الحاضرين، وسلطوا فيها الضوء على أدب السجون وعلى الانتهاكات التي كان يمارسها حزب البعث بحق الوطنيين، خاصة الشيوعيون.

**********


مبرمج عراقي ينال جائزة فيسبوك لـ “الذكاء الاصطناعي”

بغداد – اعداد “طريق الشعب”
تربع المبرمج العراقي مأمون رسول عبد علي على عرش الصدارة في تحدي “دوائر المطورين” الذي ترعاه شركة فيسبوك، وذلك عن مشروع للذكاء الاصطناعي يساهم في الكشف عن صور العنف في مقاطع الفيديو.
ووفقا لنتائج المسابقة، فإن المشروع الذي تقدم به المبرمج العراقي، والذي حمل اسم “violence Detection in videos using CNN + LSTM” يستطيع كشف حالات العنف في الفيديو عالي الدقة والسرعة.
وقال مركز الاعلام الرقمي العراقي، في بيان له الخميس الماضي، أن المبرمج مأمون فاز في التحدي بالمرتبة الأولى للمستوى المتقدم في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والمرتبة الأولى للمستوى المتقدم في تصنيف مشاريع اللغة العربية، داعيا الجهات المختصة في العراق، إلى تطبيق مشروع مأمون واستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة في مجال الأمن، من أجل الكشف السريع عن حالات الجريمة التي تحدث في الشوارع، أسوة ببقية دول العالم.
وبيّن المركز، أن تحدي فيسبوك هذا، يتمحور حول المشاركة في مقالات أو مشاريع برمجية تستخدم إحدى تقنيات فيسبوك، مبينا أن المشاركين يتنافسون حسب المنطقة الجغرافية التي تقع فيها بلدانهم أو حسب اللغة.
وأوضح أن مشروع مأمون يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي للكشف عن حالات العنف في الفيديوهات، سواء كانت مصورة عبر كاميرا مراقبة أم مأخوذة من مصادر تصوير أخرى.

**************

دعوة الى إعادة فتح المكتبات العامة في المحافظات

بغداد – طريق الشعب
اقترحت وزارة الثقافة على مجلس الوزراء الإيعاز إلى الحكومات المحلية في المحافظات، بإعادة افتتاح المكتبات العامة.
وقالت الوزارة في كتاب وجهته إلى المجلس، أن إعادة تفعيل عمل المكتبات العامة، يمكن أن يوفر “بيئة آمنة وخصبة لرعاية الشباب، وينأى بهم عن سلوك طرق أخرى قد تضر بنسيج المجتمع”. ودعت مجلس الوزراء إلى “الإيعاز للمحافظات بإعادة افتتاح المكتبات العامة الموجودة في الأقضية التابعة لها”.
وأكدت الوزارة في كتابها الاستعداد لتقديم الدعم اللوجستي لهذه المكتبات، حسب مذكرات تفاهم بينها وبين الحكومات المحلية.

************

“لن نتراجع”
مهرجان في البصرة
يستذكر شهداء التظاهرات

البصرة – وكالات
جدد متظاهرو البصرة إصرارهم على تحقيق المطالب المشروعة، سيما المتعلقة بمحاسبة قتلة المتظاهرين والناشطين. جاء ذلك خلال مهرجان “لن نتراجع”، الذي أقيم أخيرا في “ساحة البحرية” وسط المدينة، استذكارا لشهداء التظاهرات.
المهرجان الذي حضره متظاهرون وناشطون ومواطنون داعمون للحركة الاحتجاجية، شهد قراءات شعرية، وفعاليات ثقافية منوعة، فضلا عن كلمات شددت على ضرورة الكشف عن قتلة المتظاهرين والناشطين، والاقتصاص منهم.

**************

بعد عامين من التجارب
مزارع من السليمانية ينجح في زراعة الكركم

السليمانية – وكالات
أعلن مزارع من محافظة السليمانية، عن نجاحه في زراعة نبات الكركم، بعد جهود وتجارب استمرت عامين.
وقال المزارع ازاد كردستاني، المعروف بـ «ازاد حلبجة»، انه نجح اخيرا في انتاج الكركم في مزرعته»بعد سنتين من التجارب والمحاولات»، مؤكدا في حديث صحفي، استعداده لتقاسم الخبرة مع بقية المزارعين في المناطق المختلفة من أجل توسيع الاختبار، خاصة أن العراق لم يسبق له النجاح في زراعة هذا المحصول.

***************

“ميشا” مجلة مجانية للأطفال في ميسان

العمارة – وكالات
أصدر اتحاد الأدباء والكتاب في ميسان، منذ آذار الماضي، مجلة ورقية بعنوان “ميشا”، تعنى بثقافة الأطفال.
ووزعت المجلة، التي صدر منها حتى الآن 7 أعداد، مجانا على المكتبات العامة ورياض الأطفال في المحافظة. كما تم نشرها بصيغة الكترونية على الانترنيت.
وعن محتوى المجلة، أوضح رئيس اتحاد أدباء ميسان، حامد عبد الحسين، انه يحاكي الجانب الحيوي للأطفال، والذي يمثل الركيزة الأساسية في بناء المجتمع من حيث تنمية الشغف بالقراءة وحب المطالعة، مشيرا في حديث صحفي، إلى أن المجلة تحتوي على قصص مصورة ورسوم للتمرين على التلوين، فضلا عن أشعار ومسرحيات موجهة للأطفال.

****************

الإعلامية نور الزيدي:
لا استبعد أن يتخلى الناس عن التلفاز

بغداد –طريق الشعب
نور الزيدي، إعلامية شابة عملت في عدد من القنوات التلفزيونية، متنقلة بين مجالي العلاقات والتقديم.
لالقاء ضوء على تجربتها التقتها “طريق الشعب” وأجرت معها الحوار الآتي:
* بعد دخولك مجال الإعلام بدأت في قسم العلاقات، ثم انتقلت إلى تقديم البرامج.. حدثينا عن تجربتك هذه؟
- في بداية دخولي التلفزيون، نصحني صديق بالعمل في قسم العلاقات، بعد أن شرح لي محاور هذه المهنة، فبدت سهلة بالنسبة لي، وصرت أتواصل مع الوسطين السياسي والخدمي. وبعد أقل من سنة أصبحت مديرة علاقات في إحدى القنوات، وهنا قمت باستضافة شخصيات كثيرة. ثم انتقلت إلى قناة أخرى، وزاولت مهنتي ذاتها، بالرغم من كوني راغبة في العمل كمقدمة برامج.
* ما الأصعب بالنسبة لك، العمل في العلاقات أم في التقديم؟
- الاثنان فيهما الصعوبة والمسؤولية أيضا. لكنني أجد التقديم أصعب، فهنا اتحمل مسؤولية اختيار موضوع البرنامج واختيار الضيف. كما ان هذا العمل يتطلب مني زيارة المحافظات للقاء بالمواطنين والمسؤولين. ورغم ذلك استطعت إنجاز حلقات تلفزيونية تتناول مواضيع تمس حياة الناس.
* في زمن التطور التكنولوجي المتسارع، ومنافسة وسائل التواصل الاجتماعي القنوات الفضائية.. هل سنشهد قريبا مرحلة التخلي عن التلفاز؟
- ممكن جدا. فنحن في قنواتنا الفضائية ركزنا أكثر على البرامج التلفزيونية المجدولة زمنيا وليس على البث المباشر في وسائل التواصل. وبذلك فقدنا جمهورا من المتابعين. ورغم هذا، هناك الكثير من المواطنين لا يزالون متمسكين بمشاهدة البرامج التلفزيونية.
* ما الأسهل بالنسبة لك، الحوار مع الرجل أم مع المرأة؟
- لا أرى هناك اختلافا. فأنا أفضّل دائما التحاور مع شخصيات ممتلئة ثقافيا وأخلاقيا، بغض النظر عما إذا كانت نساء أم رجالا. كما أسعى دوما إلى اللقاء بأشخاص من ذوي القرار، كي أحصل منهم على إجابات تهم حياة المواطنين. وقد ركزت على هذا في برنامجي “هامش” و”السابعة” على قناة “آسيا”.
*لماذا تهتمين أكثر في البرامج الاجتماعية والخدمية والمطلبية؟
- كي أكون قريبة من المواطن وأساهم في طرح مشكلاته، هذا بالنسبة لي أهم مما لو كنت مع سياسي أو نائب أو وزير. فالناس اليوم شبعوا من مشاهدة البرامج السياسية، وصاروا يفضلون البرامج التي تتناول مشكلاتهم اليومية وتساهم في حلها. وهذا ما عملت عليه في برنامجي “هامش”، الذي استطعت من خلاله تقديم المساعدة للمواطنين، وتحقيق انعطافات إيجابية في حياتهم.

***************

عن مشروع قانون
الجرائم الالكترونية

بغداد – طريق الشعب
تحتضن قاعة منتدى بيتنا الثقافي في ساحة الاندلس ببغداد بعيد ظهر السبت المقبل ندوة حول مشروع قانون الجرائم الالكتروني.
يتحدث في الندوة التي تبدأ في الساعة الواحدة ظهرا الباحث القانوني زهير ضياء الدين.