العدد 25 السنة 86 الاثنين 23 تشرين الثاني 2020

 

تصفح بي دي اف

 

 

 

ص1

ناشطون يسخرون من “استعراضات” المسؤولين

 الأمطار تخلّف مشاهد «مأساوية»

بغداد ـ سيف زهير

بعد ساعات قليلة من هطول الأمطار على مناطق العاصمة بغداد، تحول الكثير من الشوارع ـ الرئيسة والفرعية ـ الى بحيرات مائية، وبرك طينية، تعامل معها ضحاياها من العراقيين على أنها ملهاة في تعليقاتهم على “فيسبوك”.

واثناء غرق بعض البيوت والشوارع ودوائر رسمية، بأمطار تعتبر بداية متواضعة لموسم شتوي يتوقع ان يكون غزيرا بالأمطار، ابدى مواطنون سخرية من حضور بعض المسؤولين والنواب الى أماكن الغرق، والتصوير قربها.

حملة للسخرية من “الاستعراض”

وشن ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، حملة واسعة للسخرية من عمليات “الاستعراض” التي قام بها مسؤولون ونواب في البرلمان، بعدما نزلوا الى الشوارع التي غرقت نتيجة الاهمال وعمليات الفساد الاداري والمالي.

وعدّ الناشطون ذلك “دعاية انتخابية على حساب المعاناة المريرة للمواطنين”.

وأضافوا ان “الفشل أضر بالجميع. انما انعكست تداعياته على المواطنين الذين يطالبون بالخدمات”.

وتساءل الناشطون: “أين وعود امانة بغداد السابقة، حول استعداداتها المبكرة لموسم الأمطار؟”، مشيرين الى انها “اخفقت في اول اختبار، والأيام القادمة ستظهر المزيد من الفشل”.

مدينة الصدر ومحيطها

وتعرضت مدينة الصدر ذات الكثافة السكانية العالية، إلى فيضان في الكثير من قطاعاتها، بينما كان الأكثر ضررا هو قطاع 42، إضافة إلى مناطق الأورفلي والحبيبية والدور الأولى. هذا ما أكده المواطن محمد قاسم.

وقال قاسم ان “المناطق المحيطة بمدينة الصدر تعرضت للغرق ومن ضمنها منطقة الأمانة التي تطل على قناة الجيش، حيث دخل الماء هناك الى بيوت المواطنين”.

ولاحظ مراسل “طريق طريق”، ان منطقة البلديات كانت “أولى مناطق العاصمة التي غرقت في جانب الرصافة، بينما يفترض ان تكون هذه المنطقة محصنة لوجود شبكة مياه الامطار التي تربطها بمدينة الصدر”.

كما شملت موجة غرق الشوارع منطقة العبيدي، التي تحولت الى “بركة مائية”، بحسب المراسل .

المنصور تتضرر

اما المواطن علي خيون، وهو من سكنة منطقة المنصور، التي تعد من الاحياء الراقية في بغداد، فاوضح ان شوارع منطقته “تعرضت للفيضان ووصل الماء فيها الى مستوى تجاوز ارتفاع الرصيف، ليدخل الى المنازل والمحال التجارية التي تعرضت بضائعها للتلف خصوصا في شارع الرواد”.

وبحسب خيون، تسبب عمليات غرق الشوارع بأضرار للمواطنين؛ حيث سقط عدد من النساء والاطفال والرجال المسنين في الشوارع.

الحسينية والشعب وحي أور

وفي الحسينية شمالي بغداد، تحولت معظم شوارع المدينة إلى اطيان وأوحال، لا يمكن السير عليها، بعد دقائق من هطول الأمطار.

وذكر المواطن علاء الربيعي، ان مدينة الحسينية وكما هو معروف عنها “تحولت الى مدينة طينية بامتياز، نتيجة لغياب التبليط والخدمات عنها، حيث بقيت شوارعها بلا تبليط، نتيجة الفساد المستمر”.

فيما تعرضت مدينة الشعب الى غرق الكثير من مناطقها، خصوصا في شارع الصحة، وكذلك الحال في حي أور التي تجاورها؛ حيث نالت الامطار منها وكانت منطقة الـ 600، الأكثر ضررا فيها.

الأعظمية والحرية.. غياب حكومي

أشارت المواطنة، زينب سلمان، وهي من سكنة منطقة سبع أبكار، إلى ان منطقتها “تضررت بشكل كبير نتيجة الامطار وغرقت بالكامل”، فيما خرجت الناس الى الشوارع للسيطرة على امواج المياه التي اجتاحت بيوتهم، مقابل غياب تام للآليات الحكومية والجهات المعنية.

كما ان مناطق اخرى للأعظمية غرقت مثل سوق السمكة، والسفينة وشارع 20 ومنطقة مستشفى النعمان وغيرها.

ونقل باقر مهدي، مواطن من سكنة مدينة الحرية، المعاناة ذاتها، حيث أرجع غرق مدينته الى “حفر شوارع الفروع داخل الأزقة، لإنجاز مشروع المجاري والمقرنص الذي لم يكتمل منذ شهور برغم امتداد طول الحفر الذي يبدأ من الشارع العريض، وصولا الى منطقة السلام”.

 

مناطق أخرى

وتابعت “طريق الشعب” بقية المناطق التي أكد مواطنون يقطنون فيها غرقها، مثل حي المستنصرية، وحي النصر الذي غرق بالكامل بسبب التلكؤ في اتمام مشروع المجاري منذ سنوات، إثر مشاكل كثيرة بين المقاول وامانة بغداد، فضلا عن تضرر مناطق الزعفرانية، السيدية، الشرطة الخامسة، زيونة، الدورة، حي العامل، وغيرها.

وأظهرت فيديوهات تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، غرق مدخل مستشفى اليرموك  وعدم استطاعة المرضى الدخول اليها ايضا.

**********

كتب المحرر السياسي

«جرائم المعلوماتية» وتكميم الافواه !

من المفترض ان يكمل مجلس النواب القراءة الثانية لمشروع قانون ما كان يعرف بـ“جرائم المعلوماتية”، واطلق عليه حاليا اسم جديد: “الجرائم الالكترونية”.

مشروع القانون ليس جديداً، فقد قدمته حكومة السيد المالكي في ولايتها الثانية سنة 2011، عقب موجة الاحتجاجات في شباط من العام ذاته.

واليوم، أعاد مجلس النواب مشروع القانون إلى الواجهة من جديد، بذريعة “الحاجة المُلحّة اليه”، رغم الاعتراضات الواسعة التي تقدمت بها منظمات المجتمع المدني وناشطون وحقوقيون، على العديد من بنود مسودته الأساسية.

لكن مجلس النواب يقول إنه أجرى تعديلات جوهرية على مسودة مشروع القانون، من دون أن يُطلع الرأي العام عليها.

بطبيعة الحال، لا أحد ينكر الحاجة إلى قانون ينظم تكنولوجيا المعلومات، ويكافح الجرائم الالكترونية بأشكالها المختلفة، ويحد من التحريض السلبي بأنواعه، ويتصدى لخطاب الكراهية، في وقت باتت فيه منصات التواصل الاجتماعي فاعلاً اساسياً في المجتمعات كافة.

لكننا نميّز بشكل واضح بين قانون يهدف الى استخدام تكنولوجيا المعلومات، وبين قانون يهدف إلى الحد من استخدام تلك التكنولوجيا، وبالتالي تقييد حرية التعبير.

فمسودة قانون جرائم المعلوماتية، تنطوي على العديد من المفارقات، وفيها من التعابير المطاطة الكثير مما يمكن تأويله وفق الاهواء والاعتبارات السياسية وغيرها .. من قبيل “تكدير الامن العام” و“الإساءة لسمعة البلاد” و”افعال مخلة بالآداب العامة”، وغيرها.

كما أنها تتضمن عقوبات قاسية تصل إلى السجن المؤبد والغرامات المالية التي تتراوح بين 25 مليونا و 50 مليون دينار.

إن مشروع القانون هذا، لا ينفصل عن رؤية سلطوية تسعى حقا إلى تكميم الافواه، والحد من الأصوات المعارضة لنهج المحاصصة الطائفية والاثنية والفساد. فهو جزء من منظومة قوانين تريد القوى السياسية المتنفذة تمريرها، ومنها ايضاً قانون حرية التعبير عن الرأي والتظاهر السلمي، سيء الصيت.

كما أن توقيت إحالة القانون إلى التصويت، مباشرة بعد الحملة متعددة الاشكال بما فيها استخدام القوة، التي جرت لإنهاء حراك تشرين الاحتجاجي، يشير إلى مسعى السلطة لقمع الأصوات المحتجة والرافضة للنهج الحالي في إدارة الحكم.

إن إقرار مشروع القانون من دون إجراء تعديلات جوهرية متفق عليها مع المنظمات والنشطاء، وتصون حرية التعبير وتحمي حق استخدام التكنولوجيا، سيكون فعلا مخالفاً للدستور والمواثيق الدولية التي يلتزم بها العراق.

إننا نؤكد موقفنا الثابت بشان احترام حق حرية التعبير وضرورة توفير مستلزمات التمتع بها ، كما نؤكد رفضنا لأي مشروع قانون يقيد هذا الحق الدستوري الأصيل، الذي يتوجب أن يتمتع به كل مواطن عراقي.

*********

لجنة العمل البرلمانية توصي بالحد من العمالة الأجنبية

بغداد ـ طريق الشعب

طالبت لجنة العمل والشؤون الاجتماعية النيابية، بضرورة تقليل أعداد العمالة الأجنبية الوافدة إلى العراق لتوفير فرص عمل للعاطلين، فيما شددت على أهمية وضعِ حدٍ لهدرِ المال العام.

وقال عضو اللجنة النائب فاضل الفتلاوي في تصرح صحفي اطلعت عليه “ طريق الشعب” امس الاحد، إن “ملف الشباب العاطلين لا يخص وزارة العمل وحدها وإنما تشترك فيه وزارات أخرى من بينها الصناعة والمعادن، لكون هناك عشرات المصانع والمعامل مازالت معطلة.

واضاف، أن “قانون العمل سيوفر فرصَ عملٍ للمواطنين بمشاركة وزارات متعددة لكون العراق يُعَدُّ سوقاً مفتوحةً.

وشدد على ضرورة الحدِّ من العمالة الأجنبية التي تغزو شركات النفط وغيرها من القطاعات، مبيناً، أن لجنة الأمن والدفاع النيابية ستستضيف وزير الداخلية لتقليل أعداد العمالة الأجنبية من أجل توفير فرص عمل للعاطلين.

وأشار إلى أن هناك هدراً للمال العام فلابدَّ من ايقافه، وقد تم تشكيل لجنة للحدّ من الهدر إلا أنها انتهى عملها بسبب عدم وجود إرادة حقيقية.

*********

راصد الطريق

بغداد تغرق من جديد !

وكما في كل سنة سقطت امانة بغداد في اول اختبار لسقوط الامطار هذا العام!

وفيما قصة الاستفادة من مياه هذه الامطار تطول، وتلوح لها مداخل ومخارج عدة، نركز هنا على قضية تصريفها.

يقول المعنيون ان كمية الامطار التي هطلت الجمعة فاقت الطاقة الاستيعابية لمحطات تصريف المياه، حيث بلغت 72.8  ملم فيما الطاقة التصميمية للمحطات تبلغ  24.4   ملم . والفرق كبير بين الرقمين.

ولنتذكر ان بغداد ومدنا أخرى تغرق عادة مع الزخات الأولى، وان الناس يتبرمون كل سنة من حديث المسؤولين المكرور الممل عن الطاقات التصميمية، فيما المدن تتوسع وتتمدد.

ولكن هل حقا ان المحطات تعمل بطاقاتها التصميمية الكاملة وبكفاءة عالية؟

وماذا عن المشاريع الاستراتيجية في الرصافة مثل خط الخنساء وخط القدس، وفِي الكرخ الخطان الغربي الإضافي والجنوبي الغربي؟ واين انتهى مشروع القناة الذي فاقت تكاليفه عشرة مليارات دولار؟

ان من واجب الحكومة وامانة بغداد الكشف عما انجز حتى الآن، وكم كلف الدولة.

***********

 

ص 2

نائب: إجراءات مزاد العملة “الغامضة” تزيد ثروة المصارف الأهلية

بغداد ـ طريق الشعب

قال النائب عمار طعمة أمس الأحد، إن المصارف الأهلية تحصل على أرباح طائلة من دون أي نشاط، من خلال الاجراءات الغامضة لمزاد العملة.

ودعا طعمة في بيان، اطلعت عليه “طريق الشعب”، الى “اعادة العمل بالنشرة التفصيلية للبنك المركزي التي تذكر مقدار مبالغ الدولار المباعة لكل مصرف والتحقق من واقعية نشاطها المتناسب مع شراء تلك المقادير من الدولار، دون الاكتفاء بنشرة تذكر اجمالي المبيعات في مزاد العملة لان ذلك يبقي الصورة غامضة ومشوشة ويمنع الرقابة والمتابعة”.

ولفت النائب الى أن “مبيعات البنك المركزي من الدولار تقارب أربعة مليارات دولار شهريا تذهب منها 4 في المائة كأرباح للمصارف الوسيطة دون أي نشاط يذكر، علما ان هذا المقدار من ربح تلك المصارف يكفي لصرف راتب 500 ألف دينار لأكثر من 350 الف مواطن شهريا”.

 

**********

اضاءة

كورونا الخبيث يبقى يدق  الابواب!

محمد عبد الرحمن

حذرت وزارة الصحة العراقية في بيان اصدرته الجمعة الماضية من التهاون في إجراءات الوقاية من فيروس كورونا ، مذكّرة بما يسجل الان من ارتفاعات مقلقة في عدد الإصابات والوفيات حول العالم .

وجاء هذا التحذير في وقت لا تزال فيه الاعداد المعلنة رسميا للاصابات مرتفعة ، ويقول البعض ان الارقام الحقيقية اكبر بكثير مما تعلنه الوزارة ، ذلك ان المواطنين  ما عادوا يراجعون المؤسسات الصحية ، ولا يجرون الفحوصات المطلوبة في المراكز المعتمدة والمعلنة ، وهذا في جميع الأحوال أمر معقد وشائك،  يرتبط عموما بوضع القطاع الصحي في بلدنا ومدى ثقة المواطن من تلقيه العناية والرعاية والتشخيص السليم عند مراجعته المؤسسات  الصحية. والمعطيات المتوفرة تقول انه لا  يراجعها اليوم الا من تقطعت به السبل ، ولم يعد يجد سبيلا الى العلاج لدى القطاع الخاص سواء في بغداد او أربيل او الأردن والهند وتركيا وايران وغيرها .

واشارت الوزارة الى ظواهر التزاحم  وعدم التباعد الاجتماعي، والاستمرار في إقامة حفلات الاعراس ومراسيم العزاء بتجمعات بشرية كثيفة ، ومثلها ما يحصل في المناسبات الدينية .

كما ان من اللافت عموما شيوع العزوف عن ارتداء الكمامة، في وقت يقول فيه العالم انها “ اللقاح “ الناجح الوحيد المتوفر حاليا.

من جانب آخر لاحظت الوزارة ان من أصيبوا وتعافوا  يضربون بعرض الحائط كل ما يتوجب عليهم القيام به من إجراءات وقائية ، وكأن شفاءهم ابدي ، فيما لا دليل علميا قاطعا على ذلك حتى الان، رغم وجود دراسات متفائلة تقول ان المناعة قد تمتد اشهرا وربما سنين.

من ياترى يتحمل مسؤولية استمرار هذه الإصابات بمعدلات عالية ، كذلك حالات الوفاة ، مع عدم التقليل من شأن حالات الشفاء المتزايدة أيضا ؟

ثم ان ما يذكر من ملاحظات محقة لا يقلل على الاطلاق من الجهد المضني الذي يبذله “الجيش الأبيض “ في ظروف صعبة ، تتضمن التهديد والقتل والفصل العشائري ، فضلا عن  عدم توفير المقومات الكافية لإداء المهام والوقاية والدعم المطلوب، بما فيه انتظام صرف الرواتب وتكريم المبدعين والمتفانين في عملهم.

والظاهر من جانب آخر ان كورونا ينتعش في الأجواء الباردة، وها نحن نقترب من الشتاء - الفصل  المناسب جدا لانتشاره وسائر الفيروسات - بما فيها المسببة للانفلونزا العادية.

ويخطئ من يظن ان الاسهل هو الإصابة بالمرض، واكتساب المناعة التي تعطيه الكارت الأخضر الى الاختلاط وعدم التقيد باجراءات الوقاية.  ففِي ذلك جهل كبير بحقيقة هذا الفيروس التي لم تستقر على حال، وبما يمكن ان يخلف في جسم الانسان حتى بعد التعافي منه ، كما  تشير الى ذلك دراسات طبية موثوقة.

ويعد  تصرف هذا البعض استهتارا بحياة الناس الاخرين، خاصة من كبار السن المصابين بامراض مزمنة  .

وان على وزارة الصحة ليس فقط إصدار بيان تحذيري ، بل كذلك وضع اجراءاتها مع الجهات الأخرى الحكومية، موضع التطبيق الفعلي والعملي. ولن يحصل هذا بالطبع من دون دعم واسناد جهات عدة، فِي مقدمتها المواطن نفسه، الذي يتوجب ان يتصرف بمسؤولية إزاء وباء كارثي غير معروف جيدا بعد ، ولا يتوفر حتى الان العلاج الواقي منه، رغم ما يعلن من نجاحات هنا وهناك .

 ان كورونا في اوج ذروته اليوم ، فلنتقِ شره وغدره.

 

***********

الامطار الغزيرة لم تمنع المطالبة بفرص عمل

الزخم الاحتجاجي يتواصل..

 والمد الابيض يتجدد في بغداد والحلة

 

بغداد ـ طريق الشعب

يتواصل تصاعد نشاطات الحراك الاحتجاجي في العاصمة بغداد، وعدد من المحافظات، لا سيما من طرف أصحاب العقود والاجور اليومية، وفي ذات الوقت جدد الطلبة في بغداد وبابل مسيراتهم الاحتجاجية للتأكيد على مطالب انتفاضة تشرين، ورغم سقوط عدد من خيام المعتصمين امام الوزارات، الا انهم واصلوا الاحتجاجات متحدين الظروف الجوية.

احتجاج واسع في بغداد

وشهدت العاصمة بغداد، تواصلا للفعاليات الاحتجاجية المطالبة بتوفير فرص العمل ورفض مسودة قانون جرائم المعلوماتية.

وقال مراسل “طريق الشعب”، ان “العشرات من الطلبة انطلقوا في مسيرة احتجاجية من امام وزارة التعليم العالي صوب ساحة التحرير، للتأكيد على المطالب المركزية للانتفاضة، ورفض المواد التي تسهم في كبت حرية التعبير في مسودة قانون جرائم المعلوماتية، والاسراع في انجاز ميناء الفاو”.

وأضاف، أن “المئات من أصحاب العقود من مختلف المحافظات، تظاهروا أمام وزارة الكهرباء، احتجاجا على قرار وزير الكهرباء بنقل 37 الفا من أصحاب العقود والاجور اليومية من شركات الانتاج والنقل الى دوائر الجباية والصيانة” واضاف انه من الممكن ان تتحول هذه التظاهرة الى اعتصام في وقت لاحق.

بينما لم تمنع الامطار الغزيرة التي هطلت على العاصمة بغداد يوم السبت الماضي، وأدت الى سقوط بعض الخيام المعتصمة أمام عدد من الوزارات، حملة الشهادات العليا، وخريجي كليات الهندسة والزراعة من مواصلة اعتصاماتهم، للمطالبة بتوفير فرص العمل.

إضراب في البصرة

ونظم العشرات من أصحاب العقود والاجور اليومية، في بلدية البصرة، إضرابا عن العمل، احتجاجا على عدم صرف رواتبهم منذ شهرين.

وذكر المتظاهر علي سعد، في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “الرواتب لم تصرف منذ تحويلنا الى عقود وزارية بحسب قرار مجلس الوزراء رقم 315 لسنة 2019، قبل شهرين”، مشيراً الى أن “اضرابهم عن العمل مستمر لحين الاستجابة لمطالبهم”.

في الاثناء، تظاهر عدد من أصحاب العقود في شركة ابن ماجد، التابعة لوزارة الصناعة والمعادن، احتجاجا على عدم صرف رواتبهم منذ 8 أشهر.

وبيّن المتظاهر قاسم فالح، لـ”طريق الشعب”، أن “وزارة الصناعة ترفض صرف أجورنا، بحجة أن شركتنا ربحية، وتمتلك سيولة مالية”، مستغرباً من “صرف الشركة أجور 50 متعاقدا من اصل 200، في تفضيل غير مبرر”.

مصير سجاد العراقي

وتوافد المئات من المحتجين الى ساحة الحبوبي، وسط الناصرية، مطالبين بمحاسبة قتلة المتظاهرين، والكشف عن مصير الناشط المدني سجاد العراقي.

وذكر الناشط المدني، حسين علي، لـ”طريق الشعب”، أن “التظاهرة شارك فيها وفد من متظاهري محافظة البصرة، جاءت للتأكيد على محاسبة قتلة المتظاهرين، والكشف عن مصير الناشط المدني المختطف، سجاد العراقي، فضلا عن تفعيل قرارات مجلس النواب والحكومة المركزية، بإعلان محافظة ذي قار (منكوبة)، وتخصيص الاموال اللازمة لتحسين الواقع الخدمي فيها”.

الى ذلك، اغلق محتجون من اصحاب العقود والاجور اليومية في محطة كهرباء الناصرية ابواب المحطة، احتجاجا على عدم صرف رواتبهم منذ 6 اشهر.

وشكا محمد السعداوي (محتج)، لـ”طريق الشعب”، معاناتهم “من عدم استلام رواتبهم منذ 6 اشهر”، مشيرا الى ان ذلك “تسبب في ازمة مالية خانقة لنا وبعوائلنا”.

احتجاجات متفرقة في الديوانية والمثنى

وفي محافظة الديوانية، احتجت شرائح اجتماعية متنوعة للمطالبة بصرف الرواتب وتحسين المعيشة.

وأفاد مراسل “طريق الشعب”، ميعاد القصير، أن “العشرات من اصحاب العقود والاجور اليومية في المحطة الغازية، نظموا إضرابا عن العمل، احتجاجا على عدم صرف رواتبهم منذ 6 أشهر”، مشيراً الى “إقدام العشرات من أصحاب المحال في الحي الصناعي، على غلق الباب الرئيسي للبلدية، مطالبين بتخفيض بدلات ايجار محلاتهم، وفق قرار مجلس الوزراء رقم 83 المتعلق بتخفيض ايجار المحال الصناعية التابعة للبلدية”.

يُشار الى أن عددا من ذوي الاحتياجات الخاصة، نظموا وقفة احتجاجية، امام مكتب مفوضية حقوق الانسان في المحافظة، لمطالبة مجلس النواب بتعديل المادة 19 من قانون ذوي الإعاقة، وجعل الحد الأدنى للراتب 300 الف دينار، بدلاً من 170 الفا.

فيما، جدد المهندسون الباحثون عن فرص عمل في محافظة المثنى، تظاهراتهم قرب مبنى المحافظة.

وأشار مراسل “طريق الشعب”، عبدالحسين السماوي، الى ان “العشرات من المهندسين تظاهروا قرب مبنى المحافظة، مطالبين بتوفير فرص العمل، وتخصيص درجات الحذف والاستحداث، الناتجة عن حركة الملاك لغرض تعيينهم”.

 

***********

في يومهم العالمي.. أطفال العراق بلا حقوق

بغداد ـ طريق الشعب

اساليب عنيفة، وحقوق منتهكة، هذا ما يواجه الطفولة العراقية في مناسبة يوم الطفل العالمي، الذي تحث فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة، البلدان الى تعزيز التفاهم لضمان رفاه الأطفال.

وفي هذه المناسبة، برزت أرقام عديدة تخص الانتهاكات التي يتعرض لها اطفال العراق، فضلا عن انواعها التي اصبحت لا حصر لها.

مشكلة عمالة الأطفال

الازمات التي تواجه الطفولة كثيرة جدا ومتشعبة، إلا أن ابرز ما يتم الحديث عنه بشأنها، هو ظاهرة عمالة الأطفال التي تنامت مؤخرا بشكل مخيف.

وتعتقد رئيسة لجنة المرأة والطفل والأسرة البرلمانية انتصار الجبوري، ان اسباب انخراط الاطفال في التسول والأعمال الشاقة، يعود الى “تفشي حالات العنف، وغياب الملاذات الآمنة، وعدم توفر الأموال الكافية لشمولهم بشبكة الحماية، وفقدان أحد الأبوين أو تفكك الأسرة، وتزايد حالات الطلاق”.

وضمن المشهد، يحذر نائب رئيس اتحاد نقابات عمال العراق، عدنان الصفار، من استمرار عمالة الاطفال التي “تعرضهم لكل انواع العنف والاستغلال اثناء العمل”.

ويقول الصفار خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، إن صعوبة الظروف الاقتصادية والاجتماعية “أجبرت العوائل على دفع اطفالها الى العمل، رغم ان مكانهم الطبيعي هو المدارس”.

ويبيّن أن الاطفال العاملين “يواجهون أسوأ الظروف؛ اذ يعانون من عمل شاق وصعب واوقات طويلة بالنسبة لأعمارهم تصل الى 8 ساعات، مع اجور متدنية”.

ويشير الصفار الى ان التقارير الصادرة عن اليونيسيف ومنظمة العمل الدولية اثبتت “تعرض عدد كبير من الاطفال العاملين الى العنف خلال العمل، فضلا عن قيام مجاميع مسلحة بتجنيد الأطفال الذين يبلغون 13 عاما في صفوفها للقتال”، محذرا من تداعيات “عسكرة الاطفال”.

وفي تقرير صدر مؤخرا عن وزارة التخطيط، جرى تداوله على نطاق واسع، وُجد أن “4.5 مليون طفل عراقي يواجهون خطر الوقوع تحت خط الفقر نتيجة التأثير الاجتماعي الاقتصادي لجائحة كورونا”.

 

************

 

تعزية

الرفاق الاعزاء في اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة المثنى

تلقينا بألم وأسى خبر وفاة رفيقكم الشاعر السماوي المبدع محسن الخياط ، الذي غدر به قبل ايام فايروس كورونا اللئيم.

برحيله هوت قامة اخرى من قامات الشعر الشعبي العراقي العالية، وفقدنا أنسانا كبيرا، وخسرنا مناضلا باسلا لم يطأطئ رأسه يوما للطغاة، وفضل الحياة الطليقة في البوادي، رغم شظف العيش فيها، على البقاء في ظل حكمهم.

نشارككم الاحزان في هذه المناسبة الموجعة، ونتوجه بخالص المواساة اليكم والى كل من فجع برحيل الشاعر من رفاقه واصدقائه ومحبيه الكثر في المثنى والعراق عموما.

وتبقى ذكرى محسن الخياط حية أثيرة وعزيزة علينا جميعا.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

21/11/2020 

 

*************

ص3

مسيرة احتجاجية تندد بـ«كاتم التعبير»

قانون الجرائم الالكترونية يعود الى الواجهة 

صحافيون وناشطون يؤشرون فقرات «مفخخة»

بغداد ـ طريق الشعب

تنتظر مسوّدة قانون جرائم المعلوماتية، القراءة الثانية والتصويت على القانون، بعد أن جرت الأولى العام الماضي، وبسبب معارضات سياسية وشعبية شديدة لأغلب مواده “الفضفاضة”، أدت الى ترحيله من دورتين انتخابيتين.

وأبدى ناشطون وصحافيون، خشية كبيرة من تمرير قانون “جرائم المعلوماتية” المطروح للتصويت في قبة البرلمان، لما يحتويه من فقرات، وصفوها بالـ”مفخخة”، والتي تنص على إجراءات تسلب حرية الرأي والتعبير، بينما تمنح السلطة صلاحيات واسعة لإصدار عقوبات تكمم الأفواه. ويهدف القانون الجديد إلى معالجة القضايا المرتبطة بجرائم الابتزاز على مواقع التواصل الاجتماعي، وقضايا النشر، والإنترنت والهاتف النقال.

وتضمن القانون فقرات حول حرية الوصول إلى المعلومة، ونوع المعلومات المسموح بنشرها وتعريف معنى التشهير الذي جاء بصورة مبهمة؛ وهو ما أثار غضب نشطاء وحقوقيين، وسط تحذيرات من تمريره.

مسيرة احتجاجية ضد “كاتم التعبير”

وشهدت بغداد يوم أمس مسيرة احتجاجية لمعارضة القانون، أمام مبنى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. واعتبر المشاركون في المسيرة، انه “يشرعن سياسة قمع الحريات وتكميم الافواه، واصفين اياه بأنه “كاتم التعبير”.

.ويقول عضو لجنة الامن والدفاع في البرلمان، بدر الزيادي، إن القانون الجديد “تضمن تشكيل محكمة خاصة بجرائم المعلوماتية”.

ويشير الزيادي، في تصريح صحافي تابعته “طريق الشعب”، الى ان “الغرض من تشريع القانون، هو القضاء على مئات حالات الابتزاز الالكتروني التي تسجل يوميا”.

“يهدد الصحافة”

ويقول عمر الجنابي (صحافي)، ان مشروع القانون يمكن عده “وسيلة للحد من حرية التعبير والسيطرة على الرأي العام لصالح الأحزاب الحاكمة”.

وكانت منظمات حقوقية وهيئات مستقلة، حذرت من اعتماد مسودة القانون، التي طرحها البرلمان العام الماضي، حين تمت قراءته للمرة الأولى، في أيلول 2019.

ويشير الجنابي الى، أن القانون المرتقب “يهدد حرية الصحافة، وينتهك حق الخصوصية للمواطنين، لأنه يعطي السلطات الحكومية الحق في إجبار الصحافيين والمواطنين على الإفصاح عن كافة المعلومات والبيانات”، لأن الممتنعين سيواجهون أحكام الحبس أو الغرامة الكبيرة، بحسب بعض الفقرات.

ويقول أحمد جعفر، مراقب وباحث اجتماعي، إنه قرأ بعض مواد القانون التي وجدها “فضفاضة”، في اشارة الى إمكانية أن يصبح أداة للقمع بيد السلطات.

ويوضح جعفر في حديث لـ”طريق الشعب”، أن إحدى مواد القانون ينص على أنه “يعاقب كل من حاول استخدام شبكة المعلومات لتكدير الأمن والنظام العام بالسجن المؤبد أو بغرامة تتراوح بين 25 و50 مليون دينار عراقي”. كما يعاقب القانون بـ”الحبس لمدة سنتين ودفع غرامة لا تقل عن مليوني دينار ولا تزيد على خمسة ملايين دينار، لمن نسب إلى الغير عبارات أو أصوات أو صورا تنطوي على القذف والسب من خلال شبكة المعلومات”، حسب ما ينقل جعفر.

مسودة مرفوضة منذ 9 سنوات

ويعبّر “تحالف المادة 38 من الدستور العراقي”، عن رفضه تمرير القانون، وعدّ مساعي تمريره محاولات لإعادة البلاد إلى حقبة “الدكتاتورية”.

وقال التحالف في بيان طالعته “طريق الشعب”، إنه يتابع بقلق محاولات بعض الكتل واللجان البرلمانية تمرير قانون جرائم المعلوماتية “سيئ الصيت”، متجاوزة بذلك كل الوعود التي سبق وأطلقتها رئاسة البرلمان بإشراك منظمات المجتمع المدني في إعداد فقرات القانون.

وأضاف البيان: “إننا في تحالف المادة 38 سبق وأن نجحنا في إيقاف التصويت على هذا القانون لدورتين برلمانيتين، ونستغرب إصرار الحكومة والبرلمان على إعادة إدراج نفس المسودة التي سبق رفضها لأكثر من مرة”.

وأكد التحالف “رفضه وبشدة أية محاولات للالتفاف على حرية التعبير التي كفلها الدستور وفق المادة 38، ونعتبر المسودة المدرجة للقراءة هي محاولة للعودة بالعراق إلى حقبة الدكتاتورية والمخبر السري”.

معارضة برلمانية قد تطيح به

من جهته، قال عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، كاطع الركابي، إن هناك معارضة داخل البرلمان لقانون “مكافحة الجرائم الالكترونية” قد تطيح بمشروع القانون، وتمنع تمريره. وذكر الركابي، وهو عضو اللجنة المعنية بالقانون، إن “البرلمان أكمل القراءة الثانية لقانون مكافحة الجرائم الالكترونية، وهي التسمية الجديدة لقانون (الجرائم المعلوماتية)”. وبحسب الركابي، فإن “القانون تضمن مقترحات لإدخال مواد دراسية في الجامعات والمدارس، للتعريف بالجرائم الالكترونية”.

قانوني: أغفل الجرائم الخطرة

ويشير الخبير القانوني، علي التميمي، الى أن القانون “أغفل الكثير من الجرائم الخطرة التي عليه معالجتها، مثل التحريض على الطائفية، ومسائل غسيل الأموال وانتحال الصفات وغيرها، فضلا عن الإرهاب باستخدام تلك الوسائل”.

 ويقترح التميمي، أنه “يجب عرض القانون على الرأي العام العراقي، ومنظمات المجتمع المدني، وإشراكها في وضع صياغته النهائية، وعدم الاكتفاء بآراء أعضاء مجلس النواب”.

**************************************

نقابة المعلمين تتهم الوزارة بـ”الغموض” في قرار الدوام المدرسي

خطة التربية تثير حفيظة نواب.. و «حقوق الانسان»  قلقة على الطلبة والتلاميذ

بغداد ـ علي شغاتي

يحتدم الجدل بين الجهات المعنية بالملف التعليمي والتربوي، إثر موافقة اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية على استئناف الدوام في المدارس لمدة يوم واحد من كل أسبوع للصف الدراسي الواحد، “وفق شروط صارمة”. ولاقى قرار وزارة التربية ردود فعل متباينة، إذ قال عضو في لجنة التربية البرلمانية ان آلية الدوام المقرة “غير كافية” للكوادر التربوية والطلبة، في ما يخص المنهج الدراسي، فيما اشار عضو في مفوضية حقوق الانسان الى عدم وجود “ضمان لسلامة الطلبة في حال استئناف الدوام”.

خطة متكاملة

وكشف وزير التربية، علي حميد، عن “وضع خطة متكاملة تم اعدادها استعداداً للعام الدراسي الجديد، والتوجه نحو نوع جديد من التعليم يمزج بين التقليدي والالكتروني”، مشيراً الى أن “الدوام في المدارس سيكون يوماً واحداً في الأسبوع وأربعة أيام بالمنزل عبر الانترنت، مع إلغاء عطلة يوم السبت، وفي حال تعذر على الطالب الحصول على الانترنت، بإمكانه متابعة الدروس عبر التلفزيون التربوي”. واضاف، في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، أن “مديرية المناهج التابعة لوزارة التربية أعدت منهج الطوارئ، بشكل مختصر، مراعاة لظروف تواجد الطالب في الصف الدراسي”.

آليات متعددة

وقال المتحدث باسم وزارة التربية، حيدر فاروق، إن وزارته “ستعتمد آلية الدوام بالانتساب، كإحدى الآليات المتبعة في السنة الدراسية الجديدة”، موضحا ان الالية تعني “قيام الأسر بتعليم أبنائهم المناهج الدراسية في المنزل، بعد أخذ تعهد من ولي أمر الطلبة، حول تعليم أبنائهم في المنزل، مقابل تأدية امتحانات نصف السنة وآخرها في المدرسة”.

لا استثناءات

وتعقيبا على الحديث عن منح استثناءات للمدارس الاهلية بالدوام لأكثر من يوم في الاسبوع، أكدت وزارة الصحة، “التزام جميع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية بقرارات اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية ومن ضمنها ضوابط وتعليمات البدء بالعام الدراسي وهو يوم واحد لكل مرحلة دراسية مع التنفيذ الدقيق للتعليمات الصحية الوقائية”.

وكررت الوزارة في بيان لها تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، ان “هذه الضوابط والتعليمات تشمل جميع المؤسسات التربوية الحكومية والأهلية للمرحلة الحالية”.

يوم واحد غير كافٍ

ويقول عضو لجنة التربية في البرلمان، النائب رعد حسين، ان لجنته والوزارة “تملكان مقترحات بخصوص بدء العام الدراسي، ولكن الامر مرتبط بشكل مباشر بقرار اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية، التي تعتقد ان الوباء قد يسهم في تفشي فايروس كورونا على نطاق واسع في حال بوشر دوام المدارس على مدار الاسبوع”.

ويردف حسين كلامه بان “الدوام في المدارس ليوم واحد في الاسبوع، غير كافً للكوادر التربوية والتدريسية في اعطاء المناهج المقررة، فضلا عن عدم قدرة الطلبة على استيعابها في هذا الوقت القصير”.

ويدعو عضو اللجنة البرلمانية الى إعادة الدوام في المدارس، شرط توفير المواد الصحية والالتزام في الاجراءات الوقائية”، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة “زيادة وتيرة العمل في المدارس التي مازالت قيد الانشاء في موازنة عام 2019، لغرض استيعاب الاعداد المتزايدة للطلبة وخاصة في مناطق اطراف المدن”.

تحذيرات من استغلال الملف

من جهتها، أبدت نقابة المعلمين، على لسان عضو مجلسها المركزي احمد جاسم، استغرابا من آلية الدوام الموضوعة من قبل الوزارة، واصفاً إياها بأنها “غير واضحة”.

وأشار جسام في حديث لـ”طريق الشعب”، الى ان “الوضع التربوي في البلاد مربك جداً، وهناك اشكالية حقيقية في التعامل مع الموضوع، نتج عنها ارتفاع في معدلات الطلبة، ونجاح للغالبية العظمى دون تقييم حقيقي لمستويات الطلبة”.

وحذر من محاولات الكتل السياسية المتنفذة استغلال هذا الملف “لأغراض انتخابية، من خلال تسهيل عملية النجاح للطلبة، عبر القرارات التي تصدر عن الجهات المسؤولة عن ذلك”.

وأضاف جسام ان “التعليم الالكتروني يواجه تحديات حقيقية، وخاصة التلاميذ في المدارس الابتدائية لغاية الصف الرابع”، موضحا انهم “غير قادرين على متابعة المواقع الالكترونية واستيعاب المواد الدراسية”.

عدم وجود ضمانات

وعن توفير مواد التعقيم والوقاية يقول عضو المفوضية العليا لحقوق الانسان، علي البياتي، ان “الحكومة لم توفر وسائل الوقاية والتعفير ضد فيروس كورونا للأسواق والمرافق العامة فكيف يتم توفيرها بشكل يومي في المدارس”، منتقداً “عدم وجود ضمانة من قبل الحكومة لصحة 11 مليون طالب في حال استئناف الدوام الرسمي”.

وتابع مسؤول الملف الصحي في المفوضية، أن “البنى التحتية للمدارس معروفة ولا يمكن الاعتماد عليها في مسائل التباعد الاجتماعي”.

مؤكداً ان “الحل الوحيد هو الاعتماد الكلي على التعليم الالكتروني ومنع الاختلاط مع الزام شركات الهاتف النقال والانترنيت بتوفير الانترنيت بشكل سريع ومعقول”.

ويعتقد المعلم علي عباس، أن “اعتماد التعليم الالكتروني، زاد من المشاكل التي يعاني منها قطاع التربية بشكل عام، نظراً لضعف أغلب الكوادر التربوية في التعامل مع التكنلوجيا الحديثة، وانعدام وجود البيئة الدراسية التفاعلية والجاذبة والتي ترفع من استجابة الطلبة في هذا النوع من التعليم”.

وينتقد عباس في حديث لـ”طريق الشعب”، “غياب الرؤية والتخطيط في وزارة التربية، للتعامل مع الوباء”، فيما يتوقع “فشل تجربة التعليم المدمج أسوة بالتعليم الالكتروني”.

مضيعة للجهود

من جانبها، أظهرت المواطنة ندى كاظم، استغرابا من استمرار اغلاق المدارس الحكومية، في حين ان معاهد التدريس الخصوصي تعج باعداد كبيرة من الطلبة، فضلا عن استمرار المدارس الاهلية بمنح دروس تقوية للطلبة، مقابل مبالغ مالية كبيرة.

وتضيف كاظم، وهي أم لولدين في المرحلة الابتدائية، أن “تطبيق آلية التعليم المدمج في المدارس بحاجة الى تغيير اسلوب التعليم والقاء المحاضرات، واعتماد نمط جديد في المتابعة من قبل الاهالي”.

وتتابع، انه “نتيجة لاعتمادنا منذ سنوات على اسلوب التعليم المباشر، اعتقد ان اعتماد اي اسلوب اخر هو مضيعة للجهد والوقت”.

*********

ص4

الهجرة: بقيت 7 مخيمات تضم 7300 عائلة في أماكن متفرقة

خطة حكومية «عاجلة» تضع النازحين بين كماشتي الموت والدمار

بغداد - مصطفى عبادة

مع اقتراب نهاية العام 2020، بدأت الحكومة تزيد وتيرة العمل على حملة إعادة النازحين الى مناطقهم الاصلية، لكن تلك الخطة العاجلة، يبدو أنها تفتقد الحد الأدنى من متطلبات الحياة الكريمة التي تنشدها الناس في منازلها المدمرة.

وتحاول حكومة الكاظمي أن تُلحق محافظتي كركوك وصلاح الدين ببغداد وكربلاء: محافظات خالية من المخيمات، مؤكدة أنها تريد إنهاء هذا “الملف الانساني المؤلم”، لكن مؤسسات رسمية مستقلة ومنظمات دولية، رصدت من خلال فرقها الجوالة “انتهاكات قانونية”. وقد وثّقت تلك المنظمات، أحاديث كثير من النازحين عن “عدم رغبتهم في العودة إلى مناطقهم، لأنها غير مؤمنة، وبلا خدمات”.

لكن خطة وزارة الهجرة والمهجرين تشمل “منح قروض للعوائل النازحة، للمساعدة على بناء منازلها”.

وفي وقت سابق، أعلنت الوزارة إغلاق الخيام في محافظتي بغداد وكربلاء. وقالت إنها تسعى لإعلان كركوك وصلاح الدين، مناطق خالية منها “قبل أن يتم إغلاق باقي المخيمات بحلول العام 2021”.

وتلقت محافظة الانبار، أخيرا، توجيها من رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، “بالبدء بعمليات تسريع عودة الاسر النازحة”.

وتهدف الحكومة لإعادة حوالي مليون ونصف مليون نازح إلى مناطقهم الأصلية، لكن مرصد حقوقي دولي عدّ تلك الخطة “غير آمنة”.

ومنذ صيف 2014، فرّ ملايين العراقيين من محافظات نينوى وكركوك وصلاح الدين، والأنبار، وديالى، وبابل، الى مناطق آمنة، إثر سيطرة تنظيم “داعش” على مساحات واسعة من البلاد.

وتقول الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 5.5 ملايين عراقي اضطروا إلى النزوح، جراء المعارك مع تنظيم “داعش”، ولجأ بعضهم إلى دول الجوار، مثل تركيا أو دول الاتحاد الأوروبي.

ورغم إعلان العراق تحقيق النصر على “داعش”، لا يزال الكثير من النازحين غير قادرين على العودة إلى مناطقهم الأصلية، جراء الدمار وعدم توفر البنى التحتية الأساسية للخدمات، وعدم استقرار الوضع الأمني.

خطة وزارية لإغاثة «العائدين»

ويقول المتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجرين، علي عباس جيهاكير، لـ”طريق الشعب”، ان “غلق مخيمات النازحين بصورة عامة باستثناء مخيمات اقليم كردستان، مرتبط بخطة وزارية تنسجم مع البرنامج الحكومي”.

ويضيف جيهاكير، ان خطة وزارته شملت حتى الان “غلق 15 مخيما، فيما تمت إعادة 25 الف مواطن الى ديارهم”.

ويؤكد المتحدث، “بقيت لدينا 7 مخيمات، تضم بحدود7300 عائلة في أماكن متفرقة، عدا مخيمات إقليم كردستان”.

ويشيد جيهاكير بتلك الخطة قائلا ان “بقاء العوائل في المخيمات يفاقم من الازمات التي يتعرضون اليها من تقلبات الجو والامراض الانتقالية، خاصة وأننا مقبلون على فصل الشتاء”.

ويشير الى ان الوزارة ستعمل على إغاثة العوائل النازحة، بعد عودتها الى مناطقها الاصلية، على مدى عام كامل”.

ويردف جيهاكير كلامه، ان هناك عوائل نازحة “تواجه مشاكل قانونية وعشائرية، عملت الوزارة على عزلهم في “مخيمات خاصة، بينما جرت إحالة أوضاعهم الى الجهات الأمنية، التي عليها ان تأخذ دورها في حسم ملفاتهم القانونية”.

أما العوائل التي هدمت منازلها بالكامل اثناء عمليات التحرير من تنظيم داعش، فان الخطة الوزارية تسمح لها “باصطحاب خيمهم والعيش بها في قراهم” بحسب المتحدث باسم الوزارة؛ إذ قال ان الحكومة “لا تمنح أي تعويضات، انما هناك منح مالية، ستسلم الى المتضررين، حال توفر تخصيصات مالية لدى الوزارة”.

وقبل تدشين تلك الخطة، يذكر المتحدث بأن وزارته “اجرت استبيانا بين النازحين، والذي جاءت نتائجه باجماع اغلب العوائل على العودة الى ديارهم، وإزالة المخيمات”.

«عودة قسرية»

وتعقيبا على استبيان الوزارة، قالت عضو مفوضية حقوق الانسان فاتن الحلفي، ان المفوضية أشرت “عودة قسرية” للعوائل النازحة، في بعض المحافظات.

وقالت الحلفي، ان فرق المفوضية الخاصة بالرصد “سجلت غلق العديد من مخيمات النازحين والتقت مع العوائل التي تسكنها، التي اكدت ان مناطق سكناها غير صالحة للسكن، بسبب الخراب الذي لحقها نتيجة العمليات الإرهابية وعمليات التحرير العسكرية، وعدم وجود بنى تحتية كافية للمعيشة”. ونبّهت الحلفي الى ان “تلك العوائل أصبحت تواجه مصيراً مجهولاً بعد اغلاق تلك المخيمات، وعدم إمكانية عودتهم الى مناطقهم الاصلية”، مشددة على الجهات المعنية بضرورة “التحرك ووقف عمليات غلق المخيمات واستقبال تلك العوائل لحين توفير البديل المناسب لها”.

وفي وقت سابق، أعلنت المفوضيّة 1710 مناشدات من الأسر العائدة، تتضمن شكاوى على جهات “لم تسمها” تمنع عودة النازحين الى مناطقهم الاصلية. واعلن وكيل وزارة الهجرة والمهجرين كريم النوري، في تصريح صحافي، اطلعت عليه “طريق الشعب”، ان محافظتي بغداد وكربلاء “خاليتان من المخيمات”، فيما اشار الى “وجود مشكلات تتعلق بعودتهم منها خدمية او تهدم منازلهم وأخرى مشاكل عشائرية في ناطق سكناهم”.

ملف لـ«الكسب الانتخابي»

“كان على الوزارة حسم ملف مخيمات النازحين، بعد توفير الظروف المعيشية الملائمة، وليس المضي في إعادتهم تحت تبرير التأقلم مع الواقع”، هكذا بدأ نائب رئيس مفوضية حقوق الانسان، علي ميزر الشمري حديثه لـ”طريق الشعب”.

ويقول الشمري ان “ملف النازحين استغل من قبل بعض الجهات، واصبح ملفا تشوبه صفقات فساد كبيرة، بخاصة في ما يتعلق بالمنح وسلال الغذاء وغيرها”.

ويضيف انه “تم استغلال الملف من الناحية السياسية والكسب الانتخابي”.

ويعد نائب رئيس مفوضية حقوق الانسان، خطة الوزارة بغلق مخيمات النازحين “متسرعة”، مشيرا الى ان الوزارة عليها ان تفي بالتزامها السابق في ما يخص المنح المالية التي وعدت بها النازحين الراغبين في العودة الطوعية الى مناطقهم.

خطة «غير آمنة»

وضمن السياق ذاته، عدّ المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، خطة العراق لإغلاق المخيمات وإعادة النازحين إلى مناطقهم الأصلية “غير آمنة على حياتهم”.

وأفاد المرصد (منظمة حقوقية أوروبية مقرها جنيف)، في تقرير طالعته “طريق الشعب”، بأن “هذا القرار قد يترك مئات الآلاف من النازحين بلا مأوى بعد تدمير منازلهم أثناء المواجهات مع تنظيم داعش الإرهابي، لا سيما في ظل عدم وجود خطة واضحة لإعادة إعمار مناطقهم الأصلية التي تفتقر إلى مقومات الحياة”.

وأشار الى أن “النازحين العراقيين لا يرغب كثير منهم في العودة إلى مناطقهم، لعدم وجود ضمانات بحمايتهم من هجمات انتقامية أو عشوائية”.

ودعا التقرير الأوروبي، الحكومة العراقية إلى إلغاء “القرار التعسفي” بعودة النازحين، والعمل على تقديم خطة واضحة لإغلاق المخيمات وإعمار المناطق المدمرة، ومنح النازحين مهلة كافية لاتخاذ التدابير الملائمة لعمليات الانتقال.

ويقول عاملون في المجال الإنساني، هناك “تجارب سابقة مقلقة، فالعام الماضي، تعرض مئات نقلوا من المخيمات إلى تهديدات وحتى هجمات بالقنابل”.

وبيّنت دراسة نشرت حديثا، أن 60 % من النازحين الذين عادوا إلى مناطقهم، يصفون عودتهم بغير الطوعية، و44 % منهم نزحوا مرة أخرى.

وتعرب بلقيس والي من منظمة “هيومن رايتس ووتش” عن تفهمها لرغبة السلطات في إعادة دمج المواطنين النازحين في المجتمع، قائلة: “لكن ذلك لا يتم عبر إرغام الناس على العودة ضدّ إرادتهم، وإلى أماكن قد يكونون فيها أكثر عرضة للخطر”.

الايزيديون بانتظار التسويات

ووفقا للمتحدث باسم وزارة الهجرة، فان ملف مخيمات النزوح في مناطق إقليم كردستان، لا يمكن حسمه قريبا، مبينا أن حملة العودة تتطلب “إجراءات أمنية لضمان عودة العوائل التي اغلبها من الايزيدين”.

وتبقى تلك الاجراءات ملحة أيضا في مناطق أخرى ضمن محافظتي ديالى وصلاح الدين.

وعادت 200 أسرة نازحة مسيحية في إقليم كردستان، إلى محافظة نينوى، مؤخرا، عقب رحلة نزوح امتدت نحو أربع سنوات.

وقال قائمقام قضاء الموصل، زهير الأعرجي، في تصريح صحافي، إن “الأسر كانت نازحة في محافظات إقليم كردستان، وعادت إلى منازلها في مدينة الموصل القديمة والجانب الأيمن منها، بعد استتباب الأمن وتأهيل الخدمات ما بعد التحرير”.

وأضاف أن “هناك عشرات الأسر المسيحية بصدد العودة أيضا إلى مناطقها في سهل نينوى خلال الأيام المقبلة بعد سنوات طويلة من النزوح القسري الذي سببه إرهاب عصابات داعش”.

 

مطيبيجة.. «إمارة الشر»

ويبدو أن الخطة الوزارية تواجه معضلا كبيرا في 15 قرية تتوزع بين محافظتي ديالى وصلاح الدين، وتحديدا ضمن قاطع “مطيبيجة”، الذي مرارا ما يتعرض الى تهديدات امنية.

بدوره، كشف عضو لجنة الامن والدفاع النيابية عبد الخالق العزاوي، عن صدور قرار امني بتريث عودة القرى النازحة في الشريط الحدودي بين ديالى وصلاح الدين، مشيراً الى وجود خطط لمسك الارض و”انهاء وجود داعش في الشريط الحدودي الذي يعد ملاذاً امنا لعناصر داعش منذ 6 سنوات”.

واشار العزاوي في تصريح صحافي الى “وجود اكثر من 70 الف دونم بين ديالى وصلاح الدين خالية من التواجد الامني، ما يجعل عودة النازحين الى مناطقهم عرضة لمخاطر ارهابية كبيرة”.

وتعد مناطق مطيبيجة الحدودية بين ديالى وصلاح الدين اخطر بؤر واوكار الارهاب، بسبب الطبيعة الجغرافية الوعرة التي مكنت عناصر داعش من اتخاذها ملاذا ومعاقل، ومنطلقا للهجمات الارهابية في مناطق اطراف ديالى وكركوك.

***********

غسيل الأموال وتداعياته على الاقتصاد والمجتمع

ابراهيم المشهداني

يعد غسيل الأموال واحدا من أخطر أساليب هدر الثروة على المستويين المحلي والعالمي مما دفع مختلف الحكومات لبذل مزيد من الاهتمام في مكافحة هذه الآفة الخطيرة وتحشيد كافة الجهود لمكافحتها لإبعاد خطرها على الاقتصاد الوطني وضغطها على حياة الناس المعيشية وتداعياتها في خلق فجوات طبقية واسعة في النسيج الاجتماعي.

 وقد أكدت المعطيات المتوفرة عن غسيل الأموال من قبل الفاسدين وبطانتهم  الى جملة من الحقائق التي لا تحتمل التغطية عليها، ومنها على سبيل المثال أن بيانات صندوق النقد الدولي تشير الى وجود فرق حسابي قيمته مائة مليار دولار ما بين عامي 2006 و2016 من خلال عمليات التحويل والاستيراد، وغياب مراقبة عمل مكاتب تحويل العملة والصيرفة الأهلية بعضها وهمي وتؤشر سحب أموال ضخمة من قبل المصارف الأهلية مقابل فواتير مزيفة لبضائع لا تصل الى ربع قيمتها، فضلا عن التربح من فرق العملة بين سعر الشراء وسعر السوق، وتؤكد بعض المصادر أن مجموع المبالغ المباعة منذ عام 2003 ولغاية عام 2018 بلغ  نصف تريليون دينار ذهبت 80 في المائة منها لأغراض الاستيراد أما الباقي فمكرس للبيع النقدي.

وتشير احصاءات وزارة التخطيط الى أنه خلال عام 2009 بلغت قيمة السلع المستوردة 21 مليار دولار وأن قيمة الاعتمادات المستندية لتغطية الاستيرادات بلغت قرابة 45 مليار دولار بفجوة قيمتها 24 مليار دولار.

لقد أسفر تعاظم عمليات غسيل الأموال عن مخرجات متعددة الاشكال، فقد عكست ضعف دور مكتب مكافحة غسيل الأموال في البنك المركزي في متابعة الفوارق المالية بين قيمة المستورد وتزييف قوائم الاستيراد، وتقدر الجهات الرسمية ضخامة حجم غسيل الأموال في عمليات غير مسبوقة لتهريب العملة، مما أثارت احتجاجات أوربية على المخاطر المالية التي تسببها السياسة الاستيرادية التي تتبعها الحكومة والبنك المركزي، والتي حققت مكاسب للمصارف الأهلية تقدر بمليون دولار اسبوعيا من مزاد العملة، زد على ذلك أن غسيل الأموال بحجمه الكبير قد تسبب في تدهور الاقتصاد العراقي وأزمة مالية أربكت عمل الحكومة وقادت الى تداعيات أخلاقية وفكرية وفوضى أمنية وقصص مثيرة للدهشة في أساليب غسيل الأموال لدى قادة سياسيين وعسكريين في عمليات تهريب العملة، واختلال في التوازن بين الادخار والاستثمار واضطراب أسواق المال والتهرب الضريبي. ويبدو أن صدور قانون مكافحة غسيل الأموال وتمويل الارهاب رقم 39 لسنة 2015 لم يثمر عن فاعلية حقيقية شأن العديد من القوانين الأخرى بسبب تعاظم الفاسدين وخاصة بين القوى السياسية المهيمنة.

إن تعاظم ظاهرة غسيل الأموال وتداعياتها تحتم على الحكومة وكافة أجهزتها المالية والأمنية والرقابية بذل المزيد من الجهود والإرادة الحقيقية الصلبة في اتخاذ منظومة من التدابير نذكر منها ما يلي:

1. ضرورة قيام وزارة المالية والبنك المركزي وهيئة النزاهة والادعاء العام وديوان الرقابة المالية والأمن الوطني وجهاز المخابرات والملحقيات الاقتصادية بدور ملموس في مراقبة ومنع غسيل الاموال وكافة وسائله وخاصة نافذة البنك المركزي وحركة النقل داخل العراق وخارجه والتعاملات النقدية بين البنوك من خلال التنسيق المنظم.

2. قيام الجهات المذكورة بتفعيل قانون مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب وقانون من أين لك هذا وتقديم تقارير شهرية بالنتائج المتحققة وعرض الحقائق كاملة بالأشخاص والجهات التي تمارس غسيل الأموال والإجراءات القانونية المتخذة ضد مرتكبيها.

*******

ص5

اليونيسف تخشى من عدم حصول الدول الفقيرة على لقاح فيروس كورونا

الصحة: قرار الحظر بيد اللجنة العليا.. وتوقعات بارتفاع الإصابات

بغداد ـ نورس حسن

تنشر وزارة الصحة معلومات يومية عن “ارتفاع وانخفاض” نسبة الاصابة بفيروس كورونا المستجد. وبحسب المختصين فإن نشاطاً ملحوظاً للفيروس يتزايد مع حلول موسم الشتاء.

ويبلغ عدد الفحوصات المختبرية اليومية، بحسب نقابة الاطباء، 25 ألف حالة.

صلاحية قرار الحظر

وحول موضوع العودة الى “حظر التجوال” سواء كان جزئيا او مناطقيا او شاملا يؤكد المتحدث باسم وزارة الصحة د. سيف البدر لـ”طريق الشعب” ان هذا يعود الى اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية، والتي يرأسها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.

وبين البدر، ان “الوزارة تتابع المستجدات والتطورات الوبائية وفي حال وجود حاجة الى اتباع إجراءات كتلك المتبعة في كثير من بلدان العالم، ستعمل اللجنة العليا على اتخاذ القرار مع ما يتماشى ورأي الخبراء في الصحة العامة، وخبراء علم الوبائيات”.

وأكد المتحد باسم الصحة ان وزارته “رصدت عدم التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية، خصوصاً في المناطق الشعبية والتي تشهد تجمعات سكانية”، لافتا الى ان “العراق ضمن دائرة الخطر من العالم والمنطقة، ومع عدم توفر لقاح معتمد فأن أفضل الأساليب المتبعة هو مبدأ الوقاية من ناحية التباعد الاجتماعي ولبس الكمامة وغسل اليدين”.

ولفت سيف البدر الى ان “الوزارة اطلقت حملة مسح ميداني فعال في جميع المحافظات العراقية منذ الجمعة الماضية، مع حملات توعية وتثقيف صحي، وتم اكتشاف الكثير من الحلات وسيتم الإعلان عنها الاحصائيات قريبا”.

الصحة تستورد اللقاح

واعلن وزير الصحة والبيئة، حسن التميمي، أمس الاحد، تهيئة كل الخطوات والمتطلبات المالية واللوجستية، للحصول على لقاح كورونا.

وقال التميمي، في تصريحات صحافية تابعتها “طريق الشعب” ان وزارته “متواصلة مع كلِّ الشركات، وكلِّ الدول التي ترعى تجارب تطوير اللقاحات وتنتظر إقرارها من قبل التحالف الدولي للقاحات”.

وبخصوص آخر تفاصيل التعاقدات العراقيَّة مع شركات إنتاج اللقاحات العالميَّة، اكد الوزير ان “اللجنة المختصة في الوزارة أعلنت تهيئة كل الخطوات والمتطلبات المالية واللوجستية وحسب المعايير المعتمدة عالمياً”.

العلاجات المستخدمة “تجريبية”

ويقول مدير إعلام نقابة الاطباء جاسم العزاوي، في حديث لـ”طريق الشعب”، ان “توقعات ارتفاع الاصابات بالفيروس خلال فصل الشتاء كبيرة”، مبينا ان العلاجات المستخدمة “تجريبية ومخصصة لعلاج فيروسات اخرى”.

وشدد العزاوي على عدم وجود لقاح او علاج فعلي مكتشف الى الان لاقتلاع فيروس كورونا من جذوره، داعيا المواطنين الى “الحرص على اتباع اجراءات الوقاية خاصة خلال فصل الشتاء”.

وقلّل المتحدث من أهمية الحديث عن دخول موجة ثانية لفيروس كورونا، لكنه نبّه الى ان “حلول فصل الشتاء يساعد على انتقال عدوى كورونا اكثر من ذي قبل، بسبب ان انخفاض درجات الحرارة يساعد على بقاء الفيروس مدة اطول على الاسطح”.

زيادة الفحوصات تزيد عدد الاصابات

وعملت وزارة الصحة على اتخاذ إجراءات عدة، شملت زيارة عدد الأسرّة بواقع 12 الف سرير، الى جانب افتتاح مراكز حجر جديدة لمصابي كورونا في بغداد والمحافظات، لكن تلك الجهود عادة ما تصطدم بمشكلات أخرى تخص المواطنين الذين أخذ كثير منهم يهمل الالتزامات الصحية الوقائية، بحسب أطباء.

فيما تواصل اعداد الاصابات بفيروس كورونا، انخفاضها مسجلة 1766 خلال الـ 24 ساعة الماضية، فيما اقتربت حصيلة الوفيات من 12 الف حالة منذ دخول الوباء.

وذكرت وزارة الصحة في بيان حصلت “طريق الشعب” على نسخة منه، إنه تم تسجيل 1766 إصابة جديدة بفيروس كورونا خلال الـ 24 ساعة الماضية، ليرتفع العدد الكلي للمصابين بالفيروس منذ بدء انتشاره في البلاد إلى 535321 إصابات.

أما عدد حالات الشفاء الجديدة من فيروس كورونا فقد بلغت 2412 حالة، ليرتفع عدد حالات الشفاء الكلي من الجائحة في العراق إلى 465452 حالة.

وتعقيبا على الموقف الوبائي اليومي، بيّن العزاوي أن “الفحوصات المختبرية اليومية لا تتجاوز 25 ألف حالة”، لكنه أردف كلامه بأن زيادة الفحوصات تعني ارتفاع اعداد الاصابات الى أرقام مضاعفة.

اعادة الثقة بالمؤسسة الصحية

ويلجأ الكثير من المصابين الى الحجر المنزلي، لأسباب عدة في يتعلق بالإهمال الطبي في غالب الاحيان، وفي هذا السياق، يذكر طبيب الخيمة الطبية للحزب الشيوعي العراقي، الدكتور فاضل عباس المندلاوي، أخصائي الامراض التنفسية والصدرية، ان “النظام الصحي بصورة عامة يعاني من وجود الشخص غير المناسب في المكان غير المناسب، وهذا ما ادى الى ضعف الادارة الصحية”.

وأشار المندلاوي في حديث لـ”طريق الشعب”، الى “غياب التوعية الصحية في المستشفيات، حتى وصل الحال الى عزوف الكثير من المواطنين عن مراجعتها”، موضحا أن الناس تتصور ان المستشفيات “الناقل الاول للأمراض”.

ودعا المندلاوي وزارة الصحة وبالتعاون مع المؤسسات الاعلامية الى “العمل على اعادة الثقة بالمؤسسات الصحية”، لافتا الى ان “هناك متطلبات لمرضى فيروس كورونا يصعب توفيرها منزليا، وان توفرت فهي ذات تكلفة مرتفعة كأجهزة الأوكسجين”.

الصحة: “بُحَّ صوتنا”

وفي وقت سابق ذكر مدير عام الصحة العامة في الوزارة رياض الحلفي، في تصريح صحفي، ان “الوازرة قد تضطر الى التوصية بإعادة فرض حظر التجوال مع استمرار تفشي الفيروس” مبيناً أن “الوزارة لطالما كتبت برامج توعوية ولكن لا مجيب وللأسف وزارة الصحة بُحًّ صوتها من المناداة بالالتزام وجميع الوزارات تكتفي بالتفرج فقط”.

وقال الحلفي، إن “الوزارة أعدت العديد من البرامج التوعوية ولكن لا مجيب وبقية الوزارات تتفرج”، مضيفاً إنه “من المؤسف أيضا أننا عندما نطالب بالحظر ونطبقه نجد أن المواطنين لا يبالون ولا يلتزمون بالتباعد ولا بارتداء الكمامات”، لافتا إلى أن “رفع الحظر لا يعني أن الخطر قد زال أو انتهى الوباء”.

كورونا تساوي بين الاغنياء والفقراء.. ولكن

وفي وقت سابق نشر موقع DWالألماني تقريراً طرح فيه سؤالاً بخصوص التوزيع العادل للقاح بين الدول الغنية والفقيرة؟ بعد اعلان شركتي “فايزر” و”بيونتيك” هذا الأسبوع تطوير لقاح “فعال بنسبة 90 في المئة”. وهو سؤال يحمل بين عناصر إجابته معطيات مالية وأخرى أخلاقية ولوجستية.

وفيما تخطط الدول الغنية لبرامج تلقيح حتى نهاية العام 2021، يحذر الخبراء من العقبات التي ستواجه البلدان الفقيرة. ويوجد حالياً أكثر من ثلاثين لقاحاً محتملاً آخر لكوفيد-19 قيد التطوير؛ 11 منها كانت في المرحلة الثالثة من التجارب، أي قبل الأخيرة التي تمنح خلالها الموافقة.

ويأمل مختبرا “فايزر” الأميركية و”بيونتيك” الألمانية في توفير الجرعات الأولى في غضون أسابيع قليلة، بمجرد استلام تصاريح الاستخدام الطارئ من الوكالات الصحية.

وتتوقع الشركتان توفير ما يصل إلى 1,3 مليار جرعة العام المقبل.

مبادرة “كوفاكس”

وبكلفة 40 دولارا لكل برنامج علاج “يعطى على جرعتين”، سارعت الدول الغنية إلى طلب ملايين الجرعات مسبقا، قبل أن يعرف ما إذا كان هذا اللقاح سينجح. لكن ماذا عن الدول الفقيرة؟

وقالت مديرة شبكة الصحة العالمية في جامعة أكسفورد ترودي لانغ، لوكالة “فرانس برس”: “إذا كان لدينا لقاح فايزر فقط ويحتاج كل شخص إلى جرعتين، فمن الواضح أننا أمام معضلة أخلاقية”.

وأنشأت منظمة الصحة العالمية مبادرة “كوفاكس” في نيسان، لضمان التوزيع العادل للقاحات. وهي تجمع الحكومات والعلماء والمجتمع المدني والقطاع الخاص.

 وبحسب مديرة المشروع في مركز التنمية العالمية رايتشل سيلفرمان، فأنه “من غير المرجح أن يتوافر جزء كبير من الدفعة الأولى من اللقاحات في أفقر البلدان”. وبالنظر إلى اتفاقات الشراء المسبق الموقعة مع شركة “فايزر”، هناك 1,1 مليار جرعة تم شراؤها من قبل الدول الغنية. وقالت سيلفرمان للوكالة ذاتها “لم يتبق الكثير للدول الأخرى”.

مسألة أخلاقية ولوجستية

وبعض البلدان طلبت مسبقاً، مثل اليابان وبريطانيا، والتي هي جزء من “كوفاكس”، لذلك من المحتمل أن تصل بعض الجرعات على الأقل إلى البلدان الأقل تقدماً من خلال اتفاقات الشراء الخاصة بها. وبخلاف ذلك، فإن الولايات المتحدة التي طلبت 600 مليون جرعة، ليست عضوا في “كوفاكس”، لكن هذا الأمر قد يتغير مع الرئيس المنتخب جو بايدن.

وقال منسق شؤون لقاح كوفيد - 19 في منظمة اليونيسف بنجامين شرايبر: “علينا تجنب أن تحصل الدول الغنية على كل اللقاحات، وبالتالي لا تتبقى جرعات كافية للبلدان الأفقر”.

وبالإضافة إلى مسألة الأخلاقيات، تؤكد البيانات الوبائية الحاجة إلى التوزيع العادل للقاح، لكن حتى لو تحقق التمويل للدول الفقيرة، ستظهر مشكلة نقل الجرعات. فيجب تخزين اللقاح في مكان تبلغ حرارته - 70 درجة مئوية، بينما “معظم الثلاجات ـ في غالبية المستشفيات حول العالم ـ تصل حرارتها إلى ـ 20 درجة مئوية”، وفق ترودي لانغ.

أوروبا مهددة بموجة ثالثة

فيما يستمر عدد الإصابات بعدوى فيروس كورونا المستجد في الارتفاع، رغم القيود في كثير من الدول الأوروبية؛ إذ حذر مسؤول كبير من منظمة الصحة العالمية، أوروبا من موجة ثالثة، إذا ما “تقاعست” عن القيام بما يجب.

وتوقع مبعوث منظمة الصحة العالمية الخاص بفيروس كورونا ديفيد نابارو، موجة ثالثة من الجائحة في أوروبا في أوائل عام 2021، إذا كررت الحكومات ما قال إنه “تقاعس عن القيام بما يلزم لمنع الموجة الثانية”.

وقال نابارو في مقابلة مع صحف سويسرية نشرت امس الأحد، “لم تعمل (الحكومات) على إقامة البنية التحتية اللازمة خلال أشهر الصيف بعد السيطرة على الموجة الأولى”.

وأضاف “الآن نواجه الموجة الثانية. إذا لم تعمل (الحكومات) على تجهيز البنية التحتية اللازمة فستكون لدينا موجة ثالثة في أوائل العام المقبل”.

وشهدت أوروبا انخفاضا لفترة وجيزة في معدلات الإصابة التي عاودت الارتفاع مرة أخرى حاليا، فقد أعلن معهد “روبرت كوخ” الألماني امس الأحد أن “مكاتب الصحة في ألمانيا سجلت 15741 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا في غضون 24 ساعة، أما في بريطانيا فقد ارتفع إجمالي عدد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد إلى نحو 1,5 مليون حالة حتى الساعة السابعة والنصف من صباح امس بتوقيت لندن، وذلك بحسب بيانات لجامعة جونز هوبكنز الأمريكية ووكالة بلومبرغ للأنباء.

وأظهرت البيانات، أن إجمالي الوفيات في البلاد جراء الإصابة بمرض “كوفيد19-” الناجم عن الإصابة بالفيروس، وصل إلى 54 لفا و721 حالة.

خلو كوريا الشمالية من كورونا

وما زالت كوريا الشمالية خالية من فيروس كورونا، بحسب سلطاتها. لكنها أبقت على إغلاق حدودها المشدد منذ بداية هذا العام.

وفي هذا السياق دعت بيونغ يانغ، يوم امس، إلى تشديد الرقابة على الحدود ضد فيروس كورونا. وحثت مسؤوليها على البقاء “في حالة تأهب قصوى في جميع الأوقات” في ظل عودة حالات الإصابة بالفيروس على الصعيد العالمي، وفق وكالة “يونهاب” الكورية الجنوبية.

وقالت صحيفة رودونغ شينمون، الناطقة باسم الحزب الحاكم، امس، إن “بناء حاجز حصار منيع، استعدادا للجائحة المتفاقمة هو قضية حاسمة في تكثيف حملة مكافحة الفيروس”.

وأضافت: “يتعين علينا الاستمرار في الحفاظ على حاجز حديدي لحماية سلامة بلادنا وشعبنا”.

ودعت الصحيفة المسؤولين إلى “إيجاد وسد أي حيز مهما كان صغيرا لأي انتقال محتمل للفيروس”، محذرة لهم من الإهمال وعدم المسؤولية.

لقاحات جديدة

الى ذلك، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، لزعماء مجموعة العشرين، السبت، إن روسيا مستعدة لتقديم لقاح فيروس كورونا “سبوتنيك في” لأي دولة تحتاجه.

وأوضح بوتن أن روسيا تجهز أيضا لقاحين آخرين، مضيفا أن صنع مجموعة من اللقاحات هو “هدفنا المشترك”، حسب ما أشارت وكالة رويترز.

في هذه الاثناء اعلنت شركة “مودرنا” الأمريكية عن بيع لقاحها ضد فيروس كورونا بما يتراوح بين 25 و37 دولارا للجرعة.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة “مودرنا” ستيفان بانسل في تصريح لصحيفة “فيلت أم سونتاغ” الألمانية، “هذا سعر عادل عندما تفكر في ارتفاع تكاليف النظام الصحي إذا أصيب شخص بفيروس كورونا. لسنا مهتمين بأقصى ربح”.

**********

ص6

في ضيافة شيوعيي النجف

وفد من المفوضية وآخر من اتحاد نقابات العمال

النجف – أحمد عباس

زار وفد من قسم شؤون الاحزاب والمرشحين في مفوضية انتخابات محافظة النجف، أخيرا، مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في المحافظة.

ورحب سكرتير اللجنة المحلية ونائبه بالوفد الزائر، الذي ضم كلا من السادة مصطفى الموسوي وحسن الخالدي ومحمد محبوبة. وقد تبادل الطرفان، الحديث عن الانتخابات المقبلة وموضوع تحديث البيانات الانتخابية (التحديث البيومتري).

وأعلن سكرتير اللجنة المحلية، استعداد مقر الحزب لاستقبال فريق التحديث البيومتري، ودعوة رفاق الحزب وأصدقائه وجماهيره، لتحديث بياناتهم.

كما تحدث الطرفان عن قانون الانتخابات وما يتعلق بالدوائر الانتخابية.

وفي السياق، زار وفد المفوضية مقري الحزب في قضائي الكوفة والمناذرة.

من جانب آخر، استقبلت اللجنة المحلية وفدا من اتحاد نقابات عمال النجف، ضم كلا من رئيس الاتحاد أحمد الجنابي والعضوين علي الرماحي وسعد البديري.

وتطرق الطرفان خلال اللقاء، إلى ظروف الطبقة العاملة، ومعاناتها في ظل الأزمة الاقتصادية والفساد المستشري في مفاصل الدولة، فضلا عن أزمة وباء كورونا وأثرها على الواقع المعيشي للعمال.

*******

شيوعيو كربلاء يزورون جمعية مراقبة حقوق الإنسان

كربلاء – طريق الشعب

زار وفد من اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء، الخميس الماضي، مقر جمعية مراقبة حقوق الإنسان في المحافظة.

وكان في استقبال الوفد، مسؤول الجمعية أحمد الأسدي، الذي رحب به وقدم له نبذة عن الجهود التي تبذلها الجمعية للمساهمة في الحد من الانتهاكات التي ترتكب بحق الإنسان، مشيرا إلى أن الجمعية تقوم بإيصال المعلومات عن تلك الانتهاكات إلى المنظمات الحقوقية الدولية.

سكرتير اللجنة المحلية، الرفيق سلام القريني، عبر من جانبه عن قلقه جراء تعرض النسيج الاجتماعي في كربلاء، منذ ٢٠٠٣ حتى الوقت الراهن، إلى سلسلة من الخروقات الناجمة عن سوء إدارة البلد لأهم الملفات، كالتي تتعلق بإصلاح الاقتصاد الوطني وانعاش الحياة العامة.

هذا وتبادل الطرفان، الحديث حول قانون الانتخابات الأخير وتداعياته السلبية.

******

المحمودية تستذكر

الشهداء التربويين

 

المحمودية – طريق الشعب

عقدت نقابة المعلمين العراقيين/ فرع الكرخ/ قطاع المحمودية، السبت الماضي، جلسة استذكار للشهداء التربويين في قضاء المحمودية، الذين راحوا ضحية العمليات الإرهابية. حضر الجلسة التي التأمت على إحدى القاعات وسط القضاء، رئيس فرع النقابة في الكرخ كريم التميمي، ونقيب المعلمين عباس السوداني ود. قيس إسماعيل الكلابي، إلى جانب جمع من التربويين وعائلات الشهداء. وخلال الجلسة، ألقيت كلمات من قبل التميمي ود. الكلابي، فضلا عن الأستاذ عقيل عبد الخالق الممثل عن المتقاعدين التربويين، ود. عقيل التميمي الممثل عن الإشراف التربوي، ود. جمال جليل الممثل عن الأساتذة الجامعيين.  واستذكرت الكلمات الشهداء التربويين، وثمنت دورهم في العملية التربوية التعليمية. وفي الختام، تم تكريم عائلات الشهداء بألواح تقديرية تحمل صور أبنائها.

*******

توزيع «طريق الشعب» في الكرادة

بغداد – حميد المسعودي

شكّلت لجنة جمال الحيدري الأساسية للحزب الشيوعي العراقي/ اللجنة المحلية في الرصافة الأولى، الجمعة الماضية، فريقا جوالا جاب منطقة الكرادة بمسيرة راجلة.

ووزع الفريق على المواطنين، نسخا من “طريق الشعب”، وتجاذب معهم أطراف النقاش حول المقال الافتتاحي في الجريدة، الذي يركز على أولوية أمن المواطن والوطن، ودور الأجهزة الأمنية في مواجهة النشاطات الإرهابية.

وأبدى المواطنون، قلقهم من انتشار الجماعات المسلحة، التي تفرض سطوتها على الناس، معربين عن تضامنهم مع توجهات الحزب نحو بناء دولة القانون والمؤسسات.

********

جولات إعلامية راجلة في أرجاء بغداد

بغداد – طريق الشعب، مهدي العيسى

نظمت هيئة المقرات للحزب الشيوعي العراقيجولة إعلامية راجلة في ساحة الأندلس وسط بغداد.

ووزع المشاركون في الجولة، على المارة وأصحاب المركبات والمحال التجارية، نسخا من كراس صادر عن الحزب يحمل عنوان “لتكن الانتخابات المبكرة أداة للتغيير المنشود”.

كما تجاذبوا الحديث مع المواطنين حول الظروف السياسية الراهنة في البلد، وموقف الحزب منها.

وفي السياق، نظمت لجنة الشهيد سعدون الأساسية/ اللجنة المحلية للحزب في الكرخ الثانية، جولات راجلة في منطقة الرسالة وشارع قطر الندى.

ووزع الفريق الجوال، على المواطنين وأصحاب الورش والمحال التجارية، أكثر من 100 نسخة من الكراس المذكور، وشرح لهم مضمونه.

*******

مهرجان «تشرين قصيدة وطن» في العمارة

العمارة – وكالات

أقيم في مدينة العمارة، أخيرا، مهرجان شعري في ذكرى شهداء انتفاضة تشرين. المهرجان الذي حمل عنوان “تشرين قصيدة وطن”، والذي اقيم على قاعة النشاط المدرسي في مركز المدينة، شاركت فيه نخبة من الشعراء الشعبيين من محافظات ميسان وذي قار والبصرة. واستمع الحاضرون، الذين غصت بهم القاعة، إلى قصائد استذكرت شهداء الانتفاضة، وأخرى وطنية ووجدانية.

********

في السليمانية

«مهرجان جيان»

لدعم المنتجات المحلية

السليمانية – وكالات

افتتح في مدينة السليمانية، أخيرا، “مهرجان جيان” للمنتجات المحلية، الزراعية والغذائية.

وجاء المهرجان الذي احتضنته “حديقة آزادي” العامة وسط المدينة، لتشجيع الناس على شراء المنتجات المحلية، بما يساهم في إنعاش الاقتصاد والإنتاج المحليين وتطويرهما، وتقليل الاعتماد على المنتجات المستوردة، لا سيما أن معظم ما يتوفر في أسواق إقليم كردستان من سلع أساسية وكمالية، مستورد من تركيا وإيران.

وحضر افتتاح المهرجان محافظ السليمانية وممثلون عن مديرية الزراعة في المحافظة وعن غرف التجارة والصناعة واتحادات وهيئات الاستيراد والتصدير، فضلا عن العديد من الفلاحين وممثلي النقابات المهنية والحرفية والشركات والمصانع.

*********

ذي قار: متطوعون يشيدون بيوتا للعائلات الفقيرة

الناصرية – وكالات

دشن متطوعون ناشطون في مجال حقوق الانسان، في محافظة ذي قار، حملة خيرية لبناء “ألف دار” للعائلات المتعففة والمعدمة في مدينة الناصرية.

ووفقا للمتطوع في جمعية “مجانا في ذي قار”، حسين صالح، فإن مشروعهم أخذ على عاتقه إطلاق حملة لبناء “ألف دار” للعائلات المتعففة والمعدمة في مدينة الناصرية، مضيفا أن هذه الحملة تتم بالاعتماد على “تبرعات الخيرين من أبناء الناصرية”.

ويلفت صالح إلى أن “الحملة مستمرة، وتم إنجاز ما يقارب عشرين منزلا حتى الآن”.

يشار الى ان الجمعية الخيرية تعتمد في تمويلها على تبرعات الميسورين. وتتولى مساعدة ذوي الحاجة.

من جهتها، تقول الأرملة الفقيرة أُم صادق، وهي من أهالي الناصرية المستفيدين من الحملة: “عايشين غصبا علينا، وين نروح، نأجر؟ ما نكدر، الإيجار صعب”.

وتضيف قائلة بلهجتها: “بالشتا مطر وطين، بيتنا تعبان لو مطرت الدنيا نغرك، أي والله.. يخر علينا، ما عدنه مسكن وهذي حالتنا ما عدنه شغلة نشتغل بس آني وابني.. كل شي ما عدنه عايشين بذاك البيت واجونا الجماعة ساعدونا وسووا لنا هذا البيت”.

*********

طاولة «طريق الشعب» في المتنبي

 بغداد – طريق الشعب

نظمت اللجنة المحلية للمثقفين في الحزب الشيوعي العراقي، الجمعة الماضية، طاولة إعلامية في شارع المتنبي.

ووزع كادر الطاولة، على رواد الشارع نسخا من عددي “طريق الشعب” ليومي الاثنين والخميس الماضيين، فضلا عن نسخ من التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب في حزيران الماضي، ومن كراس يتضمن حوارا كان قد أجراه عضو اللجنة المركزية الرفيق سوران قحطان، مع د. صلاح نوري خلف، لصالح مجلة “الثقافة الجديدة”.ؤ

ص 7

 

لم يستقبل مريضا رغم قص شريط افتتاحه

المستشفى التركي في كربلاء.. هل سيُحل لغزه يوما!؟

كربلاء - سلام القريني

في العام 2009، استبشر أهالي كربلاء خيرا في انطلاق مشروع بناء المستشفى التركي الكبير، الذي يسع قرابة 400 سرير، على أمل أن يقدم الرعاية الصحية للعائلات الفقيرة القاطنة في مناطق غربي المدينة، موقع المستشفى.

وكان من دواعي البشرى، هو أن هذا المستشفى، في حال افتتاحه، سيقلل من العبء الكبير الواقع على “مدينة الحسين” الطبية في مركز المدينة.

وتعاقدت وزارة الصحة مع شركة “يونيفيرسال اجارسان” التركية لإنشاء خمسة مستشفيات في العراق، واحد منها في كربلاء، وذلك ضمن الخطة الاستشارية للوزارة. وكالعادة، وضع وزير الصحة ومعه مسؤولون في الحكومة المحلية، ابان آب 2009، حجر أساس المشروع، على أرض تبلغ مساحتها 56 دونما.

وبلغت مساحة البناء 80 ألف متر مربع، على أن ينفذ في 33 شهرا، بكلفة 150 مليون دولار.

وبالرغم من اكتمال بناء المستشفى، إلا انه لم يُسلم لغاية الآن، الأمر الذي يثير تساؤلنا: من المستفيد من عدم التسليم!؟

وللتذكير، فإن وزراء الصحة الذين تناوبوا على الوزارة منذ ذلك الحين، جميعهم تفقدوا المستشفى، وآخرهم حسن التميمي.

وكان من المقرر أن يدخل المستشفى حيز الخدمة عام 2015- وفق ما صرح به آنذاك، مسؤول حكومي “رفيع المستوى”.

ولأن المستشفى لم يفتتح في الموعد المذكور، توجهت إحدى وكالات الأنباء إلى عضو لجنة الإعمار في مجلس المحافظة، فأخبرها بأن رئيس اللجنة يوسف محجوب، زار المشروع والتقى المشرف الهندسي التابع لوزارة الصحة وممثلا عن الشركة التركية، فأبلغاه بأن مشكلة التأخير تتحدد بعدم إكمال الكيبل الضوئي وربط شبكتي الماء والمجاري، وتبليط الطرق المؤدية إلى المستشفى.

الكاظمي يفتتح المستشفى، ولكن!

في يوم 14 تموز الماضي، سمع أهالي كربلاء بأن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، جاء إلى المدينة كي يزف لهم بشرى افتتاح المستشفى. وبالفعل وصل الكاظمي، وقص شريط الافتتاح وعلى وجهه ابتسامة عريضة تنم عن تحقيقه منجزا عجز غيره عنه. فيما كان المواطنون يصفقون له ويهتفون، تعبيرا عن سعادتهم بالمنجز!

لكن شهر تموز انتهى، وأعقبه آب، ثم تشرين الأول، فالثاني، والمستشفى إلى اليوم لم يستقبل مريضا واحدا!

الغريب في الأمر، هو أن هذا المستشفى تعرض لحريق ثلاث مرات خلال العام الجاري، الأولى يوم 22 حزيران، والثانية يوم 10 آب، فيما كانت المرة الثالثة يوم 29 تشرين الأول.

وكان أهالي كربلاء، ومعهم ناشطون مدنيون، قد خرجوا في تظاهرات أمام المستشفى، مطالبين بافتتاحه.

انتظروا اسابيع!

لمعرفة سبب عدم استقبال المستشفى المرضى رغم افتتاحه، توجه إعلاميون إلى المتحدث باسم دائرة صحة كربلاء، فأخبرهم بأن الافتتاح الذي تم من قبل رئيس الوزراء، جاء تمهيدا لتسلم المستشفى من الشركة، وهذا الأمر قد يستغرق أسابيع!

من المتعارف عليه في المقاولات، أن أي مشروع يجب أن يمر بثلاث مراحل، الأولى دراسة الجدوى، والثانية المرحلة الهندسية (التصميم، التعاقد، التنفيذ، والتسليم)، فيما تتضمن المرحلة الثالثة التشغيل والصيانة. وبالتالي فإن هناك استلاما ابتدائيا للمشروع، بعد أن تكتمل جميع الأعمال دون نواقص. اما الاستلام النهائي، فيتم بعد مضي فترة الصيانة (مدة الضمان)، والتي غالبا ما تكون سنة من تاريخ الاستلام الابتدائي.

وبناء على ما جرى ذكره، ومع مرور عقد من الزمان على المباشرة بالمشروع، نرى ان هناك لغزا في عدم تسليم المستشفى بشكل نهائي، لعله يُحل في القادم من الأيام!

 

 

***************

 

اكول

هكذا يعامل

المتقاعدون في بلدي!

قاسم عناد

تتسابق الدول المتحضرة في تهيئة الأجواء المناسبة لكبار السن والمتقاعدين، وتوفير احتياجاتهم، إلا في العراق. فالمعاناة والمتاعب تزداد يوما بعد آخر على عاتق هذه الشريحة.

وأبرز مثال على ذلك، الروتين المتعب الممل الذي تسير عليه دوائر الدولة في تمشية معاملات المتقاعدين.

اليوم، توقفت رواتب المتقاعدين من حاملي بطاقة “ماستر كار” مصرف الرشيد، وصار عليهم الحصول على بطاقة “ماستر كارد النخيل”. وخلال زيارتنا مقر “بطاقة النخيل”، الواقع مقابل الجامعة المستنصرية، لاحظنا وجود زخم كبير من المراجعين ينتظرون الحصول على رقم مركز صرف البطاقة، لوجود عدد من المراكز في المقر. وهنا عليهم دفع مبلغ عشرة آلاف دينار (من دون وصل استلام)، بعد أن كان المبلغ خمسة آلاف دينار!

وبعد أن يحصل المتقاعد على رقم المركز، عليه أن ينتظر فترة تصل إلى ثلاث ساعات أو أكثر، حتى يتسلم البطاقة الجديدة. ويكون الانتظار بين زخم كبير من المراجعين، ومن دون مراعاة شروط الوقاية من فيروس كورونا المنتشر.

المشكلة، أن كل هذه الإجراءات الإدارية، غير ضرورية، كون البطاقات معدة مسبقا ومعلوماتها مرسلة إلى المتقاعدين برسالة هاتفية!

وبعد هذه المعاناة، تفاجأ المتقاعدون بأن رواتبهم ناقصة 25 ألف دينار، يقال انها ذهبت رسما للبطاقة.

أن الفرق بين البطاقة السابقة والجديدة، هو أن الأولى كانت تعتمد على البصمة، أما الأخيرة فهي تعتمد على رقم سري، ما يتيح لأي شخص الاستيلاء عليها واستلام الراتب بدلا عن المتقاعد، ومن دون علمه!

نتساءل: طالما أن البطاقة السابقة كانت تفي بالغرض، لماذا تم استبدالها، وما الداعي من هذه المعاناة كلها!؟

 

***************

 

بصريون يناشدون التربية استلام «اعدادية الهارثة» الجديدة

البصرة – وكالات

ناشد مواطنون في مدينة البصرة، مديرية التربية والحكومة المحلية استلام مبنى «إعدادية صناعة الهارثة» الجديد من المقاول الذي نفذ مشروع البناء، وذلك تمهيدا لافتتاحه. وأشار المواطنون في مقطع مصور نشرته وكالات أنباء، أخيرا، إلى أن المقاول رفض تسليم المبنى للجهات المسؤولة، بسبب عدم دفع مستحقاته المالية، مبينين أن المبنى مكتمل وجاهز للافتتاح واستقبال الطلبة. ولفتوا إلى أن الطاقة الاستيعابية لإعدادية الصناعة القديمة، لا تتحمل الأعداد الكبيرة من الطلبة المتقدمة إليها، ما بات من الضروري افتتاح المبنى الجديد.

 

***************

 

أهالي أبو دشير الثانية يحتجون على سوء الخدمات

بغداد – وكالات

احتشد المئات من أهالي منطقة أبو دشير الثانية في بغداد، أخيرا، أمام مبنى بلدية الرشيد، مطالبين بـ «الخدمات الغائبة عن منطقتهم طيلة الـ 20 عاما الماضية»، فضلا عن التجاوزات والأنقاض التي شوهت معالم المنطقة.

وفي حديث صحفي، أوضح أحد أبناء المنطقة، أن السكان يعانون انعدام الخدمات، ووجود تجاوزات على أراض سكنية تابعة لهم، مضيفا أن دائرة البلدية كانت قد حفرت خندقا حول المنطقة لتضييق الدخول إليها والخروج منها، ما شوّه معالمها.

ووفقا للسكان، فإن الأراضي السكنية التابعة للمواطنين، أصبحت اليوم مكبا للأنقاض.

وطالب المتظاهرون، بلدية الرشيد برفع الأنقاض وإزالة التجاوزات عن الأراضي، وإيصال الخدمات الأساسية للمنطقة كي يشرعوا ببناء منازل قد تساهم في التخفيف من حدة أزمة السكن.

 

****************

 

أهالي قضاء الخضر يطالبون بردم البرك الآسنة

السماوة – وكالات

طالب مواطنون في قضاء الخضر جنوبي محافظة المثنى، الدوائر الخدمية بتنفيذ حملة لسحب المياه الآسنة من البرك المنتشرة قرب المناطق السكنية، وردم الحفر والأجزاء المنخفضة وتسويتها مع الأرض. 

وقال المواطنون في حديث صحفي، أن العديد من الأحياء السكنية في القضاء تعاني انتشار البرك الآسنة التي تهد الصحة العامة وتشوّه الواقع البيئي، مشيرين إلى أن هذه المشكلة لم تعالج بشكل حقيقي من قبل الجهات البلدية.  ولفت المواطنون، إلى أن مناطقهم تعاني ضعفا في مجمل الخدمات، داعين إلى إيلاء الاهتمام بواقعهم الخدمي، خصوصا هذه الفترة مع حلول موسم الأمطار.

 

***************

 

منطقة “حمدان” البصرية تعاني انعدام الخدمات

البصرة – وكالات

تعاني منطقة “حمدان” في قضاء أبي الخصيب جنوبي البصرة، انعدام الخدمات الأساسية، خاصة في حي “حمدان البز” الذي تقطنه المئات من العائلات.

وقال المواطن علي محسن محمد، أن المنطقة تعاني ضعفا في الكهرباء الوطنية، وعدم تبليط الشوارع، إلى جانب شح مياه الإسالة، مشيرا في حديث صحفي، إلى أن الأهالي يراجعون الجهات المعنية منذ ثلاث سنوات، وحتى الآن لم تحل مشكلاتهم الخدمية.

ووفقا للأهالي، فإن الكهرباء الوطنية سيئة جدا، لدرجة أن غالبية الأجهزة الكهربائية لا تعمل بالشكل الصحيح، مبينين أن ذلك يأتي لكون المنطقة تضم أكثر من 350 منزلا مربوطة جميعها على محولة كهرباء واحدة.

وبالإضافة إلى ذلك، تعاني المنطقة انتشار النفايات والبرك الآسنة.

 

***************

 

وفد شيوعي يزور مدير مجاري ديالى

بعقوبة – طريق الشعب

زار وفد من لجنة العلاقات الوطنية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة ديالى، أخيرا، مدير مجاري المحافظة المهندس سرمد مجيد حميد في مكتبه الرسمي، وذلك لغرض مناقشة مشكلات شبكات الصرف الصحي. وبعد أن رحب بالوفد، قدم مدير المجاري نبذة عن عمل دائرته ومشاريعها، معرفا بأماكن شبكات الصرف الصحي ومحطات المعالجة في مدينة بعقوبة. الوفد، استثمر من جانبه اللقاء في الحديث عن مشكلات شبكات الصرف الصحي، وتأثيرها السلبي على المواطنين، مشيرا إلى انه لا توجد حتى الآن معالجة حقيقية لهذه المشكلة. وأبدى الوفد قلقه من تسرب مياه المجاري إلى نهري ديالى وخريسان، الأمر الذي قد يتسبب في حدوث كارثة صحية.

***************

مواساة

* تنعى المختصة المندائية للحزب الشيوعي العراقي، الشخصية الوطنية والاجتماعية والسياسية، المرحوم جبار عيدان الزهيري (ابو حازم)، وخال فضيلة الريشما ستار جبار حلو رئيس طائفة الصابئة المندائية في العراق والعالم. لروحه السلام، وله الذكر الطيب ولعائلته جميل الصبر والسلوان.

• عائلة الفقيد جبار عيدان الزهيري (أبو حازم)، بحزن وأسىً عميقين تلقينا خبر رحيل الشخصية الوطنية والاجتماعية المناضل جبار عيدان الزهيري (أبو حازم). نتقدم لكم بخالص التعازي، متمنين لكم الصبر، وللفقيد العزيز عاطر الذكر ولروحه السلام.

منظمة الحزب الشيوعي العراقي في السويد

* تعزي محلية المثنى للحزب الشيوعي العراقي، عائلة الفقيد الشاعر محسن الخياط بوفاته إثر مرض عضال. للفقيد الذكر الطيب، ولعائلته ومحبيه الصبر والسلوان.

وعاش الشاعر محسن الخياط معظم حياته في بادية السماوة، هارباً من ازلام نظام البعث، لموقفه المعارض للنظام السابق، إضافة إلى كتابته قصائد وطنية تندد بالنظام الدكتاتوري المباد.

• تنعى محلية بابل للحزب الشيوعي العراقي، عقيلة الاستاذ كاظم هادي ياسر

(أبو جودت) وكريمة الراحل شاكر عباس الخزرجي، وشقيقة كل من (المهندس علاء وعباس ومحمود ودكتور منصور والاستاذ اوس). للفقيدة الذكر الطيب وللعائلة الكريمة خالص العزاء.

• تنعى محلية الرصافة الثالثة ومنظمة الاعظمية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق جاسم صادق الوادي (ابو احمد) الذي توفي إثر مرض عضال، لم يمهله طويلا. لروحه السلام والذكر الطيب، ولرفاقه وعائلته جميل الصبر والسلوان.

• ببالغ الحزن والاسى تعزي المحلية العمالية في الحزب الشيوعي العراقي، الرفيق عبد الكريم جابر الحبيب (ابو نصير) بوفاة ابنه الدكتور نصير في رومانيا، اثر اصابته بوباء كورونا. الذكر الطيب للفقيد، والصبر والسلوان لعائلته.

• تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في الدغارة، الرفيق كريم محمد امانه، الذي وافاه الاجل إثر مرض عضال. للفقيد الذكر الطيب، وللعائلة الكريمة الصبر والسلوان.

 

************

ص8

بعد اتفاق جوبا

تحولات مهمة يشهدها السودان

الخرطوم - قرشي عوض

بات في حكم المؤكد ان تحولات مهمة ستشهدها الساحة السياسية السودانية بعد وصول قادة الحركات المسلحة الى الخرطوم الاسبوع الماضي، عقب توقيعهم الاتفاق مع الحكومة.

وقد سبقت وصول وفد المقدمة للجبهة الثورية تحركات واسعة، لاستبدال التحالف السياسي الحاكم وتكوين آلية شراكة تستوعب القادمين الجدد، الى جانب مكونات تحالف الحرية والتغيير. وهذا يعني استبدال الوثيقة الدستورية بأخرى تشمل مقررات الاتفاق المشار اليه.

وقد اعلن “مني اركو مناوي” احد قادة الجبهة المسلحة في خطابه بساحة الحرية في الخرطوم، انهم جاؤوا لتنفيذ اتفاق جوبا. أو، على حد تعبيره “جئنا لتصفير العداد”.  بمعنى البداية من الصفر.

ويصر كل قادة الحركات ومنسوبيها على ان تنفيذ الاتفاق بالنسبة لهم خط احمر. فيما يصرح بعضهم ان الاتفاق سوف يحدّ نهائياً من سيطرة العناصر الشمالية والوسطية، الذين يدعونهم “ابناء النيل”. وقد انطلقت اثر ذلك في وسائط التواصل الاجتماعي دعاوى متطرفة تؤكد هذه الفكرة، استقبلها الكثيرون بامتعاض شديد.

اما الاتفاق نفسه الذي يتضمن 45 مادة، فتنص مواده 2-11 و 44 - 45 على المحاصصة الحزبية والجهوية في السلطة.  وهي محاصصة تمتد الى الخدمة المدنية والسلكين الدبلوماسي والقضائي، مما يفقد تلك الاجهزة الحساسة حياديتها وطابعها الوطني.

من ناحية اخرى تعتبر جهات سياسية عديدة ان الاتفاق نفسه غير دستوري، لانه ينص على ان تسود مواده في حالة تعارضها مع مواد الوثيقة الدستورية. مما يعني تبعية الوثيقة الدستورية، وهي العقد المؤسس للدولة، الى اتفاق جوبا وليس العكس. علماً ان الحكومة الانتقالية ممثلة في نائب رئيس مجلس السيادة، تستمد شرعيتها التي فاوضت بها المتمردين من تلك الوثيقة، لكنها وقّعت على الغائها وجعلتها تابعة لاتفاق جاء استناداً اليها.

والى جانب حصتها في مجلس الوزراء(25 في المائة) وفي مجلس السيادة ( 3 مقاعد)، خصص الاتفاق 75 مقعداً في المجلس التشريعي المرتقب للحركات المسلحة. وهذا العدد بالاضافة الى النسبة المخصصة للمكون العسكري، وانحياز بعض من قوى الحرية والتغيير اليه، سوف يجعل المجلس صوريا وغير قادر على مراقبة حكومة تحتل فيه المساحة الاكبر. وبهذا يكون الاتفاق قد اجهز على آخر أمل في ان تحقق ثورة ديسمبر شعاراتها في الحرية والعدالة والسلام.

 ومن خلال اتصالاتنا بمدن في اقاليم دارفور وجبال النوبة التي دارت فيها النزاعات،  نلاحظ ان المواطنين لم ينفعلوا بهذا الاتفاق. ولم تخرج في يوم وصول قادة الجبهة الثورية الى الخرطوم سوى مسيرة واحدة محدودة العدد في مدينة الفاشر، قام بها اعضاء الحركات المسلحة وهم يركبون عربات غير مرخصة، جاءت عن طريق ليبيا بسبب الفوضى الامنية على الحدود، التي سبق ان جعلت بعض قوات الحركات تشترك في الصراع الليبي.

وهذا يؤكد ان الاستقبال الذي حظيت به قيادات الكفاح المسلح في الخرطوم، كان مصطنعاً ولايختلف عن الحشود التي كانت يهيؤها النظام السابق لاستقبال المخلوع عمر البشير، قبل ان يخرج الشعب كله لاسقاطه، وليؤكد للعالم انه لا يتمتع باية شعبية في اية بقعة من بقاع السودان.

وواضح ان السبب في عدم اهتمام المتضررين من الحرب بالاتفاق، او بوصول  الموقعين عليه، هو كونه لم يخاطب قضاياهم، وكونهم لم يشركوا فيه عبر مكوناتهم الاجتماعية. ثم ان الحركات المسلحة كيانات سياسية لا يحق لها التفاوض باسم الاهالي الا بعد تفويض من خلال صناديق الاقتراع. يضاف الى ذلك ان الاتفاق  تحدث عن قضية عودة النازحين الى قراهم بصيغة فضفاضة وغير محددة. حيث نص على حقهم في العودة ان رغبوا هم في ذلك. ما يعني ان جهوداً ستبذل لجعلهم لا يرغبون، كما كان حال “العودة الطوعية” و”انشاء القرى النموذجية” التي نص عليها اتفاق الدوحة، الموقع بين  نظام البشير وبعض المسلحين برعاية قطرية.  فالقرى الاصلية  تحتلها قبائل كانت تتكون منها المليشيات التي ناصرت النظام السابق ، والان اصبحت جزءا لا يتجزاء من النظام الحالي. بل انها هي التي جاءت بالقيادات الحالية للسلطة عبر اتفاق جوبا. وهي تعلم ان لا سند شعبياً لهم، كما انهم لا يتحكمون بقوات على الارض. وكل ذلك بهدف تمرير استحواذ المستوطنين الجدد على اراضي القبائل السودانية في دارفور.

ومن المؤكد ان هذا الوضع يفتح الباب امام تجدد النزاع، الذي لم ينته اصلاً. فاصحاب الارض الحقيقيون يحملون السلاح، ويتحصنون في اعالي “جبل مرة” معلنين على الملأ ان الاتفاق الموقع للتو لا يمثلهم.

 

***************************************

 

ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية الاردني

يطالب بتشريع قانون انتخابات عادل

بغداد – طريق الشعب

طالب ائتلاف الأحزاب القومية واليسارية الاردني بسن قانون انتخاب جديد، يعتمد التمثيل النسبي والقوائم الوطنية المغلقة على المستوى الوطني.

وقال انه في غياب قانون كهذا فلا جدوى من المشاركة في أي انتخابات قادمة.

واوضح الائتلاف في بيان ان مثل هذا القانون “ينقلنا من انتخاب الفرد، الذي يفرز نواب خدمات ونواب رأس المال، الى انتخاب البرامج والقوائم”  بما يغير بنية مجلس النواب “وينتج نواب وطن يدركون دورهم في التشريع والرقابة”.

وكان الائتلاف قد خاض الانتخابات النيابية الاردنية الاخيرة التي تمخضت عن المجلس النيابي التاسع عشر، معتبرا ذلك “تلبية للاستحقاق الدستوري وخطوة على طريق النضال الوطني الديمقراطي”. وشارك الائتلاف بـ 48 مرشحا يمثلون احزابه الستة في قائمة مشتركة حملت اسم “القائمة التقدمية”. الا ان ايا من المرشحين المذكورين لم يتمكن من الوصول الى البرلمان.

ويرجع سبب هذا الفشل في جانب اساسي منه، حسب مصادر الائتلاف، الى قانون الانتخاب المعتمد الذي “كرس الصوت الواحد من خلال القوائم المفتوحة على مستوى الدائرة، لقطع الطريق على الأحزاب والقوى الوطنية والحيلولة دون وصولها الى البرلمان”. وجاء هذا “رغم المطالبات العديدة بتعديل قانون الانتخاب، واعتماد القوائم الوطنية المغلقة، ووقف التجاوز على الحريات العامة، وتوفير البيئة المناسبة لتكون الانتخابات حرة ونزيهة وتعكس تمثيلاً سياساً واجتماعياً واسعاً”.

واتهم الائتلاف في بيانه الحكومة “بممارسة الضغوط على مرشحين لمنعهم من الترشح، والتدخل في القوائم للضغط على مرشحين ودفعهم للانسحاب، وغياب الجدية والرقابة على دور المال الفاسد واتساع ظاهرة شراء الأصوات التي تضرب شرعية مجلس النواب وتؤدي الى تشويه وعي الناس..” . واضاف ان غاية ذلك هي “انتاج مجلس نواب ضعيف لا يدرك دوره في التشريع والرقابة، ويفتقد الشرعية الشعبية ارتباطا بحجم المقاطعة الواسع ونسبة التصويت التي لم تتجاوز 30 في المئة من مجموع المسجلين في سجل الناخبين، ولا تتجاوز 11 في المئة في المدن الرئيسية”.

*********************************************

تركيا.. الطبقة الوسطى تتآكل

والخبز ليس سهلا على الجميع

أنقرة – وكالات

سردار نايف جليك، معلم بمدرسة ثانوية من مدينة غازي عنتاب، يقول إن شراء الأدوات الكهربائية والملابس والأثاث المنزلي أصبح رفاهية لعائلات المدرسين، الذين يشكلون أكبر طبقة وسطى في عموم تركيا.

سردار (55 عاما) الذي قضى 30 عاما يدرس مادة الفيزياء في إحدى مدارس المدينة، قال في تصريح صحفي: “حتى الخبز الذي نستهلكه يوميا أصبح تحديا للعديد من العائلات”.

وتابع: “تحتاج الأسرة المكونة من 5 أشخاص، والدان و3 أطفال، ما لا يقل عن 10 أرغفة في اليوم الواحد، ما يعني أكثر من 600 ليرة تركية (نحو 90 دولارا) شهريا، أي ما بين ثلث ونصف الحد الأدنى من الأجور”.

وتقول أستاذة الاقتصاد المالي ريحانة يلدرم إنه “لم يعد هناك شيء اسمه الطبقة الوسطى في تركيا، إما الأغنياء والأغنياء جدا أو الفقراء والفقراء جدا. نذهب إلى السوق بـ100 ليرة (حوالي 15 دولار)، وبالكاد نملأ حقيبة واحدة ونعود إلى المنزل”.

وأضافت: “ليس هناك منتج اشتريته مقابل 10 ليرات (1.5 دولار) هذا الأسبوع”، في إشارة إلى التضخم الذي طرأ على أسعار السلع على اختلاف أنواعها.

الطبقة الوسطى مهمشة

وكان أبناء المدن الناشطون في المجالات الاقتصادية الخدمية في تركيا يشكلون الجزء الرئيسي من الطبقة الوسطى، التي كانت نسبتها تتجاوز 70 بالمئة من سكان البلاد. لكن هذه الفئة تعرضت إلى تهميش اقتصادي وسياسي خلال السنوات الأخيرة، حيث انخفض متوسط الدخل السنوي بمقدار الثلث، من 12500 دولار للفرد الواحد إلى 9300 دولار. هذا الأمر ترافق مع انحراف مؤشر عدالة توزيع الدخل القومي، فالنسبة العظمى من المواطنين الأتراك كانت تحصل على ما هو أقل بكثير من 9300 دولار سنويا، بينما تمتعت الطبقات الغنية الجديدة، المرتبطة بحزب العدالة والتنمية الحاكم، بالحصة الأكبر من الدخل. وأظهرت المعطيات الاقتصادية خلال الشهر الماضي، أن الحكومة التركية قطعت خدمات الكهرباء والغاز عن 1.6 مليون مواطن تركي، منهم 450 ألف مواطن خسروا خدمات الغاز الطبيعي رغم برودة الطقس واقتراب فصل الشتاء، لأنهم لم يتمكنوا من دفع الفواتير المتراكمة عليهم طوال الشهور الستة الماضية، إثر انهيار أعمالهم وفقدان مصادر رزقهم.

وبموازاة هذه الأوضاع المأسوية، ظلت فواتير الكهرباء والوقود ترتفع في البلاد، لتصل الزيادات إلى ما نسبته 35 بالمئة خلال الشهور الثلاثة الأخيرة فقط.

***************************************

خيار للحفاظ

على ديمقراطيتنا

بيرني ساندرز

ترجمة: رشيد غويلب

نشرت جريدة الحزب الشيوعي الأمريكي “عالم الشعب”مقالا لمرشح الرئاسة الأمريكية، السناتور اليساري المستقل بيرني ساندرز، كان مما جاء فيه:

أنا فخور جدًا بالعمل الجاد الذي بذله التقدميون لانتخاب رئيسنا المقبل جو بايدن. ويجب أن نكون بهذا الشأن واضحين: هذه الانتخابات لم تكن اختيارًا عاديًا بين مرشحين. لقد كان الأمر أكثر أهمية من ذلك بكثير، كان اختيارًا للحفاظ على ديمقراطيتنا، والتمسك بالحق في الإيمان بالعلوم، وإنهاء الكذب المرضي في البيت الأبيض. وصوّت الشعب الأمريكي بنسبة قياسية، رافضا عنصرية دونالد ترامب، والتمييز على أساس الجنس، وارهاب المثلية الجنسية، وكراهية الأجانب، والتعصب الديني، والقيادة الاستبدادية. وهذا هو الخبر السار جدا.

بصراحة، كانت النتائج في مجلسي النواب والشيوخ مخيبة للآمال. على الرغم من فوز جو بايدن، وتقدمه في التصويت العام بأكثر من 5 مليون صوت. لقد فقد الديمقراطيون مقاعد في مجلس النواب وفازوا بمقعد اضافي واحد فقط في مجلس الشيوخ حتى الآن. (فاز الجمهوريون بخمسين من أصل 100 مقعد في مجلس الشيوخ. ويشغل الديموقراطيون حاليا 48 مقعدا. وهناك مقعدان يتنظران انتخابات الإعادة في الخامس من كانون الثاني المقبل. وفي حالة حدوث مأزق، فان الحسم بيد نائبة الرئيس كامالا هاريس – موقع شيوعيون)

الآن وبعد بدء لعبة إلقاء اللوم، يهاجم ديمقراطيو الشركات (الجناح اليميني في الحزب الديمقراطي -المترجم) ما يسمى بالسياسات اليسارية المتطرفة مثل التأمين الصحي للجميع والصفقة الخضراء الجديدة باعتبارها مسؤولة عن الهزائم الانتخابية في مجلسي النواب والشيوخ. انهم مخطئون تمامًا.

وهذه هي الحقائق: كان هناك 112 مرشحا من داعمي التأمين الصحي للجميع فازوا كلهم (112). و98 مرشحا يدعمون الصفقة الخضراء الجديدة، خسر منهم مرشحا واحدا فقط.

من الواضح أن توفير الرعاية الصحية الشاملة أثناء انتشار الوباء وتخصيص الاستثمارات الكبيرة في الطاقة المتجددة ليس سياسة جيدة فقط، بل إنها سياسة ناجحة.  وحتى وفقًا لفوكس نيوز، التي ليس قلعة للاشتراكية، يؤيد 72 في المائة من الناخبين الانتقال إلى خطة الرعاية الصحية المقترحة من الحكومة و70 في المائة يؤيدون المزيد من الإنفاق الحكومي على الطاقة الخضراء والمتجددة.

الدرس المستخلص: ليس التخلي عن السياسات الأكثر شعبية مثل التأمين الصحي للجميع، صفقة الجديدة الخضراء، والعمل بأجور تمكن المرء من العيش، الإصلاح القضائي ورعاية الأطفال الشاملة، بل المطلوب وضع أجندة تعالج اليأس الاقتصادي للطبقة العاملة - السود والبيض واللاتينيين والآسيويين الأمريكيين وسكان البلاد الاصليين الهنود الحمر. ان الناس يعانون ويصرخون طلبا للمساعدة. علينا تقديم المساعدة.

في جميع أنحاء أمريكا، دعم الناخبون السياسات التقدمية لتحسين حياة الملايين من الناس:

أقر الناخبون في فلوريدا مبادرة لرفع الحد الأدنى للأجور إلى 15 دولار في الساعة. وفي كولورادو صوت الناخبون لصالح منح إجازة امومة/ابوة لمدة 12 أسبوعا. وصوتت ولاية أريزونا لرفع الضرائب على الذين يكسبون أكثر من 250 ألف دولار للمساعدة في تعزيز التعليم العام.

لقد سئم الشعب الأمريكي من الملياردير والوول ستريت الذين يزدادون ثراءً، بينما ينام المحاربون القدامى في الشوارع، وتنهار بنيتنا التحتية ويتسرب الشباب من المدرسة مثقلين بديون كبيرة. إنهم يريدون حكومة تعمل من أجل الجميع، وليس للأقلية فقط. ان القيام بذلك هو الشيء الصحيح، الشيء الأخلاقي، وهذا هو الطريق للحزب الديمقراطي للفوز في الانتخابات.

 

***********

ص 9

تشرين وجدلية العفوية والتنظي

ماجد الياسري

نقطة البدء لتناول هذه الجدلية موضوعيا هو فك الالتباس المفاهيمي بين الثورة والانتفاضة والاحتجاجات التي تستخدم في الاعلام وأحيانا في مقالات سياسية بشكل غامض وغير متجانس بما يفقدها أسسها الفكرية ويشوش على جذورها الاجتماعية ومخارجها. الاّ ان ما يجمعها هو انها تشكل جزءاً من الآليات الاجتماعية للارتقاء بالمجتمع عندما يكون على حافة تغييرات نوعية في علاقات الانتاج وبنيتها الفوقية من سياسة وثقافة ومنظومات قانونية لحل أزمة بنيوية عاصفة.

ففي الثورة تشكل قضية السلطة أساسها ومحوريتها وتُعرف بكونها فن وعلم صعب ومعقد. فعبرها تتمكن  القوى التي تتصدرها من استلام السلطة السياسية وتنفيذ برامجها الضرورية لنقل المجتمع الى مرحلة جديدة نوعيا، بما يضمن تحطيم القديم من أساسه والبدء بعملية تحول التغيرات الكمية في المجتمع الى تغيرات نوعية، و ترتفع به الى مستوى أعلى وتخلق إمكانات جديدة لتطور لاحق مستقبلي. والثورة تختلف عن الانقلابات العسكرية او المدنية التي تقوم بها  جماعات مسلحة، والتي إن نجحت تؤدي الى تعميق أزمة النظام البنيوية وقيام انظمة دكتاتورية او شمولية ذات سمات فاشية، لأنها غير قادرة على تحقيق الثورة الاجتماعية. وهو جوهر الاختلاف بين الانقلابات الفوقية التي لا تمس سيطرة الطبقات المهيمنة بل هي مجرد استبدال جماعات بأخرى.

وما يميز الثورة أيضا هو وجود قوى محركة لها تمثل مصالح طبقات وفئات و شرائح اجتماعية خاضعة للاستغلال، وايضا توفر مستوى معين من الوعي ودرجة نضج التنظيم. وتعكس الظروف التاريخية التي يعيشها المجتمع أنماطاً مختلفة من الثورات تنسجم مع طبيعة التشكيلة الاجتماعية الاقتصادية. فهناك مثلاً ثورات تقودها البرجوازية التي دشنت مرحلة الانتقال من الاقطاع الى الرأسمالية.

على خلاف ذلك، هناك ما يمكن ان تؤدي اليه الاحتجاجات الشعبية في افضل الأحوال، وهو إصلاحات فوقية مهمة ولكن لا تستهدف إسقاط السلطة السياسية بل حلاً جزئياً لبعض التناقضات الاجتماعية يؤدي الى تحسين ظروف حياة الفئات الكادحة والمهمشة، ولكن تبقى السلطة بيد الطبقة المهيمنة. ومن المهم الاشارة الى ان الأساس الاقتصادي للثورة والانتفاضة والاحتجاجات هو واحد، الاّ ان  الاختلاف يكمن  في درجة نضج العوامل الذاتية والموضوعية وتوفر القيادة التنظيمية لها. علماً بأن الانتفاضة شكل متطور من الاحتجاجات وتتبع آليات أرقى كالاعتصامات.

ومن هنا فان الاحتجاجات الشعبية والانتفاضات هي اشكال من النضال السياسي الذي يكمّل ويتناغم مع أشكال النضال الاخرى، هدفها الاصلاح  السياسي والاجتماعي، ونجاحها مرتبط بدرجة نضوج الظروف الموضوعية والذاتية ومستوى الوعي الجماهيري الثوري الذي يغتني بحركة الجماهير العفوية.

تاريخياً، ما ميز الاحتجاجات الشعبية كأسلوب نضالي في العراق هو المزج بين المطالب السياسية والاقتصادية وبقيادة المنظمات المهنية والنقابية تحت شعارات من اجل إصلاحات اجتماعية واقتصادية  وبمضمون سياسي وطني عام. بينما تناضل الاحزاب السياسية من اجل تغيير الواقع السياسي مع التأكيد على الترابط الجدلي بينهما. ولكن ما ميّز احتجاجات تشرين ٢٠١٩  هو تصدر التجمعات الشبابية والنسائية والطلابية، وبدعم من منظمات المجتمع المدني والنقابات، تحت شعارات مطلبية وسياسية في   خضم الواقع المتأزم للنخب السياسية واشتداد الأزمة الاقتصادية وهشاشة الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية وتأثيرات جائحة كوفيد - ١٩. الأمر الذي تطلب من قوى اليسار العراقي والتيار المدني الوطني بمختلف ألوانه ان يعزز قواه وتماسكه ودعمه للاحتجاجات وان يعيد قراءة السياقات ومنها  سياسة التحالفات بما يضمن مواصلة ودفع العملية الثورية الجارية وايصالها الى مخارجها المطلوبة شعبياً وتاريخياً، عبر استنهاض الفئات والاوساط الشعبية والمهمشة والكادحة للمشاركة في دعم الاحتجاجات وايجاد آليات متطورة لتحريكها باعتبارها الشكل الجنيني للثورة القادمة.

وتمثل العفوية في احتجاجات تشرين مؤشراً لوعي طبقي في حالة من التبلور والنمو يتطلب الدعم والرعاية والتطوير عبر اشكال جديدة و متنوعة اصيلة تنبثق من ذات الاحتجاجات كانعكاس لمستوى وعيها، وصولاً الى حركة احتجاجية ناضجة وقادرة على التصدي لتحديات المرحلة الانتقالية وقيادات مميزة وليس بشكل زائف كالتي تحاول فرضها عناصر الأحزاب المندسة وخيم أعداء الاحتجاجات لإنهاكها من داخلها عبر افتعال الصراعات أو فرض شعارات متطرفة او استهداف مقرات ومؤسسات عامة. فقد  أكدت التجربة التاريخية لنضالات الشعوب ان الحركات الجماهيرية لا تأتى نتيجة قرارات يتم التوصل اليها في غرف مغلقة وفرض توقيتات محددة وزعامات شكلية، كما كان الأمر لدى ما تم تسميتهم بـ”اليساريين الحتميين” في انتفاضات 1919 في أوروبا الذين كانوا يرون أن على  كل العمليات الجماهيرية أن تجري في زمن ووقت محدد (كاوتسكي وباور) وليس انها نتاج عملية تطورية للوعي والمزاج الثوري الذي ينفجر في لحظة تاريخية معينة مناسبة لأن الجماهير توصلت الى الاستنتاج بعدم امكانية الاستمرار بالعيش في نفس الظروف، وتتجلى على شكل احتجاجات عفوية او عمل ثوري ناضج بقيادة قوى سياسية تطمح الى تغيير مجمل السلطة السياسية.

والمقصود بـ “عفوية الجماهير” الوعي الذي ينمو تحت تأثير  اجتماعي ضاغط  وتراكم تاريخي من المعارضة المطلبية يصل فيها النضج الى تبني شعارات وطنية ومطلبية جامعة بسبب التناقضات الاجتماعية - الاقتصادية التي وصلت الى  حد الأزمة ولكن من دون ظروف ناضجة للثورة وعدم وجود تنظيم منبثق منها قادر على تعبئة القوى في اللحظة الحاسمة للانقضاض على أضعف حلقاتها. وهي لا يمكن تحديد لحظة انفجارها بدقة لأن الحوادث والصراعات الجزئية والصدف تلعب دوراً مهماً في إشعالها.

وهكذا بدأت تظاهرات “الربيع العربي” وفي لبنان بعفوية، وكذلك في العراق في ٢٠١١، وتطورت الى الحد التي قمعت بالعنف المفرط.  والأمر كذلك في الاحتجاجات التشرينية، الاّ ان ما يختلف هو اشكال وضراوة  قمعها و احتوائها ومحاولات اجهاضها واستخدام الجيوش الالكترونية للتضليل والتشويه والتشهير والاندساس في داخلها واستخدام القتل والطعن والاختطاف.

وقد كانت جدلية العفوية والتنظيم حاضرة في الكلاسيكيات الماركسية. فقد أشّر ماركس وانجلز عفوية البروليتاريا والفئات الوسطى في ثورات 1848، التي بدأت في فرنسا وامتدت إلى بلدان أوروبية أخرى. كما وحلل ماركس هزيمتها في كتابين، “صراع الطبقات في فرنسا” و “الثامن عشر من برومير بونابرت”. وكان ماركس ضد انطلاق كومونة باريس العمالية خشية المجزرة، لكنه انخرط فيها حال انفجارها وانطلق من أن البروليتاريا يتطور وعيها وتكتسب الخبرة من الممارسة عبر الانخراط في الثورة.

ودعم لينين ثورة 1905 العفوية في روسيا. كما أوضح في العديد من المقالات والكتب موقفه من الاحتجاجات الشعبية ورحب بالحركات العفوية كونها تعكس روح الإبداع والمبادرة التي تتطور من خلال العمل الجماهيري. اما اختلافه مع روزا لكسمبورغ  فهو في تدقيق حدود الدور العفوي للجماهير والعلاقة بينها والنشاط الطليعي للتنظيم الحزبي وقصورها في تحقيق الاهداف النهائية.

كل هذه المواقف تنطلق من فكرة ماركس التي كانت تحكم منظوره للصراع الطبقي، وهي “أن الظروف المادية اللازمة لتحرر البروليتاريا هي عفوية تولّدها سيرورة الاستغلال الرأسمالي” (رسالة ماركس إلى كارلو كافيرو). وتولّد ميل البروليتاريا للتمرد ضد استغلالها من خلال الاحتجاج. 

ومن اشكال التشويش الفكري التي تواجهها الاحتجاجات في العراق هي الدعوة لفرض قيادة فوقية ودفع بعض النشطاء للانخراط كمرشحين في الانتخابات المبكرة، والتي تعكس حالة من نفاذ الصبر والتشكيك بقدرة الطريق السلمي لتحقيق الإصلاح. ومن المؤكد ان بعضها مخلص نتيجة الاحباط وانعكاس للقمع الممنهج ضدها، فيما يريد البعض الآخر ان تُدفع باتجاه ارتكاب اعمال عنف وتخريب ضد الممتلكات العامة والخاصة لتبرير استهدافها من قبل الاجهزة الرسمية والمليشيات المنفلتة  وعصابات الجريمة المنظمة والارهاب الداعشي.

 لكن لهذه الدعوات جانب آخر وهو المطلوب، عبر تطوير عمل تنسيقيات الحركة الاحتجاجية بما يضمن تبادل الخبر والتجارب وايجاد اشكال قانونية لتصعيد المشاركة الجماهيرية وبالاستفادة من التجارب التاريخية والعالمية.

 

*************

انتفاضة تشرين فعل وطني وكفاحي

 مهدّ الطريق نحو مستقبل جديد

مزهر بن مدلول

«الناس يصنعون تاريخهم بيدهم، ولكنهم لا يصنعونه على هواهم، ولا بظروف يختارونها هم بأنفسهم، بل من خلال ظروف معطاة ومنقولة. تقاليد كل الأجيال الميتة تثقل، مثل كابوس، أذهان الأحياء».

كارل ماركس (الثامن عشر من برومير “لويس بونابرت”)

لم تولد انتفاضة تشرين العراقية من فراغ سياسي، بل وُلدت من رحم الهوة السحيقة بين آمال العراقيين والاختيارات المجحفة للطبقة الحاكمة، وعبّرت في نفس الوقت وبشكل جلي، عن أزمة مجتمع متواصلة منذ عقود من الزمن، وبلاد غارقة في الحروب والاحتراب والكوارث، ودولة باعت مؤسساتها الى السلطوية واستسلمت لفوضى الهيمنة البدائية التي لم تترك سلاحا الاّ واستخدمته في سبيل افشال واجهاض مشروع الدولة الحديثة، دولة العدالة والمواطنة. انها تعبير عن حالة استقطاب حادة بين أقلية متسلطة جائرة وأكثرية (هم جيل الشباب) محكومة بالتهميش والاستبعاد من المشاركة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية.

انّ العصر الذي نعيش فيه، لا يسمح بأي نوع من أنواع الإقصاء لأي فئة من فئات المجتمع، خاصة فئة الشباب التي انخرطت بشكل كامل في التطور التكنولوجي. فهذه الفئة هي القوة الرئيسية التي تدفع بعجلة التنمية الى الأمام، ولا يمكن لأيّ نموذج تنموي أن ينجح بدونها. لكنّ التهميش والإلغاء في هذا البلد المتنوع والمتعدد تجاوز الحدود هذه المرة، وتحول الى ظاهرة عميقة ولافتة وبغيضة، عمقت الشعور بالغبن، ووسعت المسافة بين الفئات الفقيرة والاخرى التي استحوذت على السلطة والمال. كما هددت بتفتيت وحدة المجتمع، وشجعت على ظهور بيئة ملائمة للعنف والتطرف، مما اضطر الكثير من الأفراد والجماعات الى اللجوء للعصبية الطائفية والعرقية طلبا للحماية.

تميزت انتفاضة تشرين ليس فقط في سلميتها (سلاحها الرمزي) واستمراريتها وزخمها الكبير، ولا في تنوع المشاركين فيها (خاصة المرأة العراقية التي خرجت محتجة على ما تواجهه من ظلم مزدوج)، ولا في ابتكارها لأساليب جديدة ومختلفة في التعبير، ولا لأنها جعلت من الاحتجاجات جزءا من هوية وطنية وثقافة مألوفة، ولا بالمطالب التي تدرجت من حقوق يومية اجتماعية واقتصادية الى المطالبة بحق المشاركة السياسية الفاعلة لعموم ابناء الشعب العراقي، وانما تميزت ايضا بارتباطها وتواصلها الذهني مع الموروث الثقافي والثوري العراقي والانساني الذي كانت مبادئه الإنسانية مصدر قوة وإلهام لديمومتها، فعزفت معه بسمفونية واحدة لحن الحرية والكرامة، ولم تعلن القطيعة مع ما سجلته الأجيال التي سبقتها من معارك وتضحيات، إنما، وعلى الرغم من خصوصيتها وملامحها المميزة، فقد كانت امتدادا طبيعيا لنضالات الشعب العراقي المختلفة.

فليس ما يدعو الى الاستغراب والمفاجئة، إذا قلنا، إنّ للرموز الثورية الوطنية والعالمية التي صنعتها التراجيديا البشرية حضورا ظاهرا وسط الخيام والجموع والساحات. فقد استلهم شباب انتفاضة تشرين من التراث الإنساني الكثير من المقولات والقصائد والاهازيج والتعبيرات المختلفة التي تؤصل هويته وتعبر عن فكره وحيويته، ومنها على سبيل المثال صورة الرجل القوي ورمز الثورة العالمية تشي جيفارا: ((ما يؤلم الانسان أن يموت على يد من يقاتل من أجلهم)) في إشارة الى الجنود الذين يجب أن يكون موقفهم الى جانب الشعب ومطالبه الحقة، أو ((لا تحزني أمي إن مت في غض الشباب، غداً سأحرض أهل القبور وأجعلها ثورة تحت التراب)) وهي دعوة وتحريض على مواصلة الاحتجاج، أو ((ليس الفشل أن نخفق في تحقيق أهدافنا، لكن الفشل هو أن لا نحاول الوصول إلى الهدف))، هذا بالاضافة الى صورته التي انتشرت على القمصان والحيطان حتى وصلت الى أعلى طابق من المطعم التركي او (جبل أحد) باعتباره ايقونة من ايقونات الانتفاضة البارزة.

كما سمعنا اهازيج وهوسات ثورة العشرين وانتفاضات العراق ووثباته ومحطاته التاريخية الكبرى، وقد تغنى بها المنتفضون في ساحات الاحتجاج باعتبارها من الفنون التعبوية المحفزة للقيم الاخلاقية وللروح التضامنية الوطنية. وايضا جرى توظيف (واقعة الطف) التي تحظى بحضور مؤثر في المخيلة الشعبية العراقية لما تختزنه من دلالات ايحائية في التضحية من أجل الحق والعدل ومقارعة الظلم، وأفضل ما جسّد هذا الاستدعاء، هي تلك الابيات التي اطلقتها الشهيدة ريهام يعقوب: (انا الحسيني من صدكَ، انت منو)،(آنا الولائي للوطن.. إنتَ منو......الخ؟)!.

ولم يكن رمز الثورة والتمرد، الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب بعيدا عن سوح التظاهر، فهذا الشاعر الذي لم ينحن لطاغية، له خصوصية متفردة في المروث الشعبي والثقافي العراقي خاصة بين ابناء الاحياء الفقيرة، لما يتمتع به من صفات الانسان الحر الثابت والمقاوم، والذي لم تغريه موائد السلطة والبلاط. فترددت قصائده، (المحكيّة على وجه التحديد)، على ألسن الشباب الغاضب، وصدحت حناجرهم بأغانيه المتحدية: ((.. أحاه، شوسع جرحك ما يسده الثار.. يصويحب، وحكَ الدم ودمك حار..)).

وبما انّ للإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي دورا توعويّا وتحريضيا رئيسيا في انتفاضة تشرين، فقد برزت قصائد شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري التي تمجد بطولات الشعب العراقي وشهداءه، لتملأ الصفحات وتحتل العناوين والواجهات، وتزيد المشاعر التهابا وحماسا، وتديم زخم الاحتجاج وتحافظ على عنفوانه، (سينهض من صميم اليأس جيلٌ.. مريدُ البأس جبارٌ عنيد ...... يقـايضُ ما يكون بما يُرَجَّى.. ويَعطفُ مـا يُراد لما يُريد).

لقد اثبتت انتفاضة تشرين بأنّها ليست دراما مسرحية، وانما فعل ثوري وغضب شعبي عارم، انفجر ليقدّم وسيظل يقدّم الكثير من صور التضحية والدروس العظيمة ذات القيمة النضالية والجمالية العالية. فهكذا انتفاضة، استطاعت ان تجمع حولها شرائح وفئات واسعة ومتنوعة من الشعب العراقي، وأن تحاكي الماضي وتستحضر وجهه الانساني المشرق، لا يمكن ان تموت، وسيبقى مرجلها مشتعلا، وجذوتها متقدة في العقول والمشاعر، وجذورها نابتة كنخلة في ارض خصبة.

***********

ص10

 

الماركسية والهجرة السكانية *

د. هاشم نعمة

على الرغم من أن كارل ماركس لم ينشر أي نظرية خاصة بالهجرة، لكن أعماله تتضمن مفاهيم مفصلة حول نزوح العمل نحو المدن؛ إذ ذكر أن وجود القوى العاملة الكبيرة في المناطق الحضرية كان له دور حاسم في تطور التراكم الرأسمالي والأسلوب الرأسمالي للإنتاج. فتراكم رأس المال يقتضي، ضمنيا، وجود فائض القيمة، ويستلزم فائض القيمة الإنتاج الرأسمالي؛ ويستلزم الإنتاج وجودا مسبقا لكميات كبيرة من رأس المال وقوى عاملة تكون في متناول يد منتجي السلع. ووفقا لماركس، كان هذا ممكنا عن طريق نزوح العمالة (هجرة العمالة).

وقد ساهم فصل الفلاحين والمستأجرين عن الشروط الموضوعية للعمل، مثل الأرض والوسائل الأخرى للمعيشة، بدرجة كبيرة، في التطور الرأسمالي. ولم يسمح هذا فقط للزراعة الرأسمالية ذات الحجم الكبير وإنتاج المواشي بالتطور، وانما دفع أيضا الفلاحين إلى ترك أراضيهم، فارضا عليهم التوجه نحو المدن، وهذه العملية تولد هجرة العمالة. وقد سهل نمو المدن الصناعية هذه العملية، التي وفرت وسائل هروب هؤلاء الفلاحين المحررين من العلاقات الإقطاعية، والذين صادر الفلاحون الكبار أراضيهم. ومن السخرية أن جعلت مثل هذه الحرية الاجتماعية العمل يعتمد على رأس المال الذي أجبر العمل على التوجه إلى مواقع ثانوية في علاقاته الإنتاجية، مع تركز رأس المال في المناطق الحضرية المتوسعة.        

أشار ماركس، أيضا، إلى أن الهجرة عملت على استقرار معدل الأجور في المدن أو خَفضه، وسمح توليد الفائض الاجتماعي (فائض القيمة) بتراكم رأس المال. وأضاف أنه جنبا إلى جنب مع مصادرة ممتلكات الفلاحين المعتمدين على أنفسهم استمر تحطيم الصناعة المحلية الريفية، واستمرت عملية التفاوت الاجتماعي والجغرافي بين الصناعة في المدن والزراعة في الريف. وهي عملية كانت أساسية لتغذية هجرة العمالة. وقد أعطى تحطيم الصناعة الريفية السوق الداخلية للبلد توسعا وتناسقا يتطلبهما أسلوب الإنتاج الرأسمالي. (1)

باختصار، فحص ماركس الهجرة من ناحية أدوارها الإنتاجية، حيث كان المهاجرون عاملا مشاركا في الإنتاج؛ إذ كان نصيبهم يتقرر من جانب الطلب الرأسمالي على العمل. لقد ظهرت الهجرة كاستجابة منهجية مشروطة للبنية الاجتماعية-الاقتصادية والتحولات الناتجة عن تقدم عملية الإنتاج المادي الذي تميزت به الزراعة الرأسمالية بحجمها الكبير في المناطق الريفية، وزيادة تركز التصنيع (رأس المال الصناعي) في المناطق الحضرية. لذلك، فإن زيادة التقسيم المكاني للزراعة والصناعة (أو الريف والحضر)، مع ما صاحبها من تغيرات اقتصادية، حفزت على توجه تيارات الهجرة نحو المراكز الحضرية، أو أجبرتها على ذلك.     

وعلى الرغم من قلة تعرض ماركس للهجرة، كما أشرنا، فإن مفاهيمه هي في الواقع وثيقة الصلة بالموضوع، إذا تمت إعادة صياغتها على نحو ملائم، حيث تقدم إطارا نظريا سليما لتحليل الهجرة المعاصرة. والجدير بالذكر أنه قد تم تطوير الإطار الهيكلي لهذه المفاهيم لتحلل الهجرة المعاصرة في البلدان الأقل نموا.(2) وفي ما يتعلق بالجانب الأخير، اشار ماركس في القرن التاسع عشر إلى أن البرجوازية (الطبقة الصناعية)، في بحثها عن الأرباح واستخلاص الفائض من البروليتاريا (الطبقة العاملة)، ستوسع آفاقها الجغرافية جاذبة بلدان الهامش نحو نظامها باعتبارها مزودا لليد العاملة الرخيصة والمواد الخام.(3) وهذا ما حصل فعلا على نطاق واسع، عن طريق استعمار البلدان الأوروبية للكثير من البلدان، خصوصا النامية منها.

   من هنا يلاحظ أن النظام الاقتصادي العالمي، الذي يشكل الاقتصاد الوطني جزءاً مكوناً له، يتيح تناول حركية العمل الدولية موضوع بحث واستقصاء. فهذه المقاربة تنطلق من فرضية قوامها أنه لا يمكن إدراك الهجرة الدولية من دون ربطها بمنظومة الاقتصاد الرأسمالي العالمي؛ فهي من إنتاج هذه المنظومة والتحولات التي حدثت في بنية هذا الاقتصاد وقسمة العمل الدولية.

تهيئ الهجرة بين البلدان المستعمِرة والمستعمرات، وبين مستعمَرة وأخرى، الشروط لانطلاق هجرات جديدة؛ فالهجرة الآتية من البلدان الأولى، مثلاً، ستهيئ “التربة الخصبة” لنمو هجرة معاكسة من المستعمرات نحو المتروبولات الأوروبية. وقد أطلق إقدام النظام الرأسمالي على تحطيم حدوده الوطنية عن طريق الاستعمار، صيرورة إزالة الطابع الوطني عن قوة العمل، وبذلك تكون قد أرسيت أسس انبثاق مجال لسوق العمل، ستكون له آثار حاسمة على المدى البعيد.(4) وهذا ما نلاحظ  تجلياته حتى الوقت الحاضر في حالة البلدان العربية التي ارتبط اقتصادها بقوة باقتصاد بريطانيا وفرنسا، ولا سيما في فترة الحكم الاستعماري. 

لا يمكن دراسة الهجرة الدولية، من دون تحليل تطور تقسيم العمل الدولي المرتبط بنشأة النظام الرأسمالي وتطوره، لا في الدول الرأسمالية المتطورة فحسب، بل أيضا في البلدان التي زُرعت فيها الرأسمالية بطريقة مبتورة ومشوهة(5) حتى صارت دولاً “متخلفة”. ومن المعلوم أن أحد الشروط الأساسية اللازمة لبدء عملية الإنتاج الرأسمالية هو وجود قوة عمل محررة من أي علاقة إنتاج سابقة للرأسمالية يمكن أن تغني عن الاضطرار إلى بيع قوة العمل. وحصل ذلك بالتدريج من خلال نزع ملكية الفلاحين وتحطيم الصناعة التقليدية، واتخذت تلك الصيرورة التاريخية في الدول المتخلفة وسائل عدة، من بينها، مثلاً، الاستعمار العسكري المباشر أو آلية التبادل اللا متكافئ،(6) وهذا ما ينطبق إلى حد كبير على البلدان النامية ومنها العربية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1 Nanda R. Shrestha, “A structural perspective on labour migration in underdeveloped countries,” in: Vaughan Robinson,  (ed.) Geography and Migration (Cheltenham and Brookfield: An Elgar Reference Collection, 1996),  p.464.

2 - Ibid., p. 465.

3 - ورويك موراي، جغرافيات العولمة: قراءة في تحديات العولمة الاقتصادية والسياسية والثقافية، ترجمة سعيد منتاق، سلسلة عالم المعرفة 397 (الكويت: المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، 2013)، ص 42.

4 - أنظر: صالح ياسر حسن، العلاقات الاقتصادية الدولية: الأبستمولوجيا، الأنطولوجيا، الأكسيولوجيا (بغداد: دار الرواد للطباعة والنشر، 2006)، ص 379-380.

5 - لم  تظهر في الدول النامية عناصر المجتمع الحديث إلى حيز الوجود، بوصفها قاعدة عامة، من التطور الذاتي الداخلي للمجتمع من خلال الانفصال التدريجي عن المجتمع القديم، بل إنها مثل الأشكال الرأسمالية الجديدة للاقتصاد، فرضت من الخارج، من دون أن تكون لها أي علاقة عضوية سابقة، نشأت في مفاصل بنية المجتمع القديم بعيدا عن تدخل البيئة الخارجية. إن اختراق الرأسمالية الأجنبية، الذي أخذ طريقه عموما من خلال أوضاع العدوان الاستعماري، عرقل التطور الطبيعي وتحول المجتمعات الأصلية، جاعلا من المتعذر- على نحو قطعي - أن تأخذ هذه العملية مجراها وتتطور بوتيرة تقررها القوانين الداخلية وتطورها، أنظر: 

Jozsef Nyilas (ed.),Theory and Practice of Development in The Third World, Istvan Veges (trans.), (Leyden and Budapest: A. W. Sijthoff/ Akademiai Kiado, 1977), pp. 125-126

6 - حسن، ص 380-381.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* مقتطف من كتاب سيصدر لاحقا بعنوان “العالم العربي: بحوث في الهجرة الدولية ونظرياتها”.

***********************

من لا مصلحة له

في الخلاص من الاقتصاد الريعي؟

رائد فهمي

نلاحظ إجماعاً في تصريحات المسؤولين في الدولة، وفِي مواقف القادة السياسيين ـ بما في ذلك القوى المتنفذة والمتحاصصة في السيطرة والتحكم في الدولة وسلطاتها، والتنعم بمغانمها ـ على تجاوز الاقتصاد الريعي وإعادة هيكلة الاقتصاد العراقي والموازنة العامة، وتنويع مصادرها وتنمية القطاعات والانشطة الإنتاجية الزراعية والصناعية والخدمية، لكن ثمة بونا شاسعا بين الاقوال والأفعال.

فليس من المتوقع من المستفيدين من الريع والمستحوذين على نسبة كبيرة منه، بصورة «شرعية» من خلال الامتيازات المفرطة التي تمنحها الدولة لكبار المسؤولين والموظفين، أو غير الشرعية من خلال الفساد المستشري في مفاصل الدولة وتوظيف السلطة، لتحقيق مكاسب خاصة أو فئوية واستخدام العنف أو التلويح به، للابتزاز وللاستحواذ على المال والممتلكات العامة أو الخاصة ولفرض الإتاوات.

فالقوى والشخصيات السياسية التي تعبر بصورة مباشرة أو غير مباشرة عن مصالح الشرائح الاجتماعية، المستحوذة على الحصة الأكبر من الريع، لا مصلحة لها في اعتماد سياسات تنموية واتخاذ خطوات عمليّة وجديّة للخروج من الاقتصاد الريعي. وهذا يفسّر تعمق الطابع الريعي للاقتصاد العراقي على مدى السنوات، بل والعقود الماضية.

ومع انخفاض أسعار النفط وتقلص إمكانيات تسويق كميات متزايدة في ظل الأوضاع الراهنة للأسواق العالمية، أخذت الفئات الاجتماعية التي راكمت الأموال والثروات من خلال استحواذها على الريع، تسعى الى الانقضاض على الممتلكات من خلال الخصخصة وشراء عقارات الدولة، وحصر نطاق عمل الدولة، وإطلاق حرية عمل آليات السوق الحرة في غياب دور تنظيمي مؤثر للدولة، وتمتعهم بموقع مهيمن في الاقتصاد الوطني.

************************************

 

لنقرأ ماركس وانجلز معا

ثامر الصفار

لنبدأ خطواتنا الأولى

كتب كارل ماركس، وهو في سن السابعة والعشرين، في أطروحات عن فيورباخ، أو موضوعات عن فيورباخ إن «الفلاسفة لم يفعلوا غير أن فسروا العالم بأشكال مختلفة ولكن المهمة تتقوم في تغييره».

ورغم أطروحته هذه، أمضى ماركس وصديقه «عازف الكمان الثاني» كما يحلو لفريدريك إنجلز وصف نفسه، حياتهما في تفسير العالم، حيث قاما بملء آلاف الصفحات، عاما بعد عام. ليصل حجم أعمالهما، المنشورة في حياتهما فقط، وليس جميعها، 50 مجلدا، بمعدل 600 صفحة لكل مجلد منها (Marx-Engels Collected Work) أو ما يعرف اختصارا MECW.

لنحسبها سوية: إذا قرأ شخص ما 50 صفحة في الساعة، وبمعدل 8 ساعات يوميا فسوف يستغرق الأمر ما يقرب من ثلاثة أشهر ليتصفحها بالكامل. وأنا افترض هنا إنه متفرغ للقراءة وليس لديه أي عمل آخر، ولكن، لو كان يقرأ في وقت فراغه فقط، لأستغرق الأمر سنوات عدة. وحتى لو نجح في تكريس نفسه لمجرد معرفة تفسيرات ماركس وأنجلز للعالم، فلن يتبقى له سوى القليل من الوقت لتغيير أي شيء، ناهيك عن تغيير العالم بأسره. المسألة صعبة كما ترون، لا بل إنها مستحيلة.

الأسوأ من ذلك، ثمة العديد من كتابات ماركس (خاصة ماركس – على الأقل ان أنجلز يكتب عموما بأسلوب أكثر مباشرة) تكون فيها قراءة 50 صفحة في الساعة، وفهم أي شيء على الإطلاق أمرا غير وارد. على سبيل المثال، في نهاية الفصل الأول من كتابهما المشترك العائلة المقدسة أو نقد النقد النقدي، وهو مؤلف يتضمن جدالا هجائيا هجوميا ضد صديق ماركس السابق، الفيلسوف الديني الألماني برونو باور، كتب الاثنان ما يلي:

(من ترجمة الدكتور رزق الله هيلان، ومراجعة أنطون مقدسي)

«ومن البدهي - والتاريخ الذي يثبت كل ما هو بدهي، يثبت كذلك ما يلي - أن النقد لا يتحول الى جمهور لكي يبقى جمهورا، بل لكي يخلص الجمهور من طبيعته الكثيفة كجمهور، وبالتالي من اجل إلغاء اللغة الشعبية لدى الجمهور بدمجها في لغة النقد النقدي النقدية».

ونفس الفقرة (من ترجمة حنا عبود، ومراجعة الدكتور فؤاد أيوب)

«من الواضح وضوحا ذاتيا – والتاريخ الذي يثبت كل شيء واضح ذاتيا، يثبت هذا ايضا – ان النقد لم يصبح جمهورا ليبقى جمهورا، بل ليعتق الجمهور من كثافته الضخمة، أي ليرتفع بالطريقة الشعبية في التكلم الى اللغة النقدية للنقد النقدي»

«بدهي»؟ «واضح»؟ كيف؟ ثلاثة أسئلة ستقفز الى ذهننا، ثم سنقول لأنفسنا كما تقول الفنانة آلاء حسين (...حظي).

لكن الحال ليس هكذا دائما. نعم، كتابات ماركس وانجلز تتسم بسعتها وبتعقيد وصعوبة مواضيعها، لكنها غير محصورة بقلة قليلة من الخبراء والمختصين ممن يمتلكون الفرصة لفهمها. فالكثير من أعمالهما كانت، وماتزال، تمثل تحديا، غير أنها واضحة بما يكفي ليفهمها أي شخص تقريبا (أي شخص واعٍ يرفض الرأسمالية، أي شخص يرغب ببناء جنته على الأرض)، وهي قادرة على ان تجعلنا ننفجر ضاحكين أو باكين. حسبنا قراءة كلام ماركس ضد لويس بونابرت ودفاعه عن الكومونيين في الحرب الأهلية في فرنسا.

أذن، لنشارك لينين سؤاله «ما العمل؟»

لحسن الحظ، فإن جبل ماركس ليس مخيفا كما يبدو للوهلة الأولى.

يمكننا ان نطرح من الأعمال الكاملة التي ذكرناها آنفا (الحقيقة أنها غير كاملة لأنها تضم فقط الأعمال التي نشراها في حياتهما)، اثني عشر مجلداً، وكذلك أجزاء كبيرة من مجلدات أخرى، تضم الرسائل بينهما، أو مع طرف ثالث، رغم ان هذه الرسائل تحتوي على رؤى رائعة وتستحق القراءة، ولكن يجب القول أيضا، إن ماركس وإنجلز كانا يكاتبان بعضهما البعض كل يوم تقريبا، وأحيانا يرسلان رسالتين يوميا. وبالتالي، فإن آلاف صفحات المراسلات بينهما، كانت، غالبا، أشبه برسائل الفيسبوك التي تصلنا في وقت متأخر من الليل. أنتم أحرار طبعا في قراءتها جميعا، لكنني أعتقد أنه من الآمن تخطي الجزء الأكبر حاليا على الأقل. علاوة على ذلك، هناك مئات الصفحات من قصائد الحب ومسودات المسرحيات الرومانسية وحتى رواية كتبها ماركس عندما كان مراهقا، يمكننا تركها جانبا.

ثم هناك حقيقة ان ماركس كان - تذكروا أن هذا كان قبل أيام الكتابة والتنقيح السهل على الكمبيوتر - يقوم بنسخ صفحات كاملة من فلاسفة واقتصاديين آخرين، ثم كتابة تعليقات طويلة على هذه المقاطع، التي كان يستخدمها لإعداد المقالات والكتب في صيغتها النهائية. وكان يحتفظ بدفاتر خاصة بذلك. هذه كلها تضم أدلة مهمة تجيب على سؤال: كيف طور ماركس أفكاره؟  لكن الكثير منها لم تكن بهدف النشر مطلقا، إنها لتوضيح الأمور لنفسه هو. خذوا مثلا كتاب الغروندريسة، المتكون من سبعة دفاتر تغطي حوالي 800 صفحة، استخدمها ماركس من أجل إعداد مساهمة في نقد الاقتصاد السياسي. ان قراءة الغروندريسة تقدم رؤى إضافية لكل من يرغب في فهم تطور فكره الذي وضعه في تحفته رأس المال، والأخير أكثر من كافٍ على الأقل بالنسبة للشخص غير المتخصص.

سأحاول تقديم نوع من الدليل، أو الخيط المرشد، في مقالات قصيرة، لقراءة أعمال هذين المفكّرين الثوريين العظيمين. ولن يكون هدفي هو التعليق على كل كلمة، بل سأسعى الى تقديم إطار، تاريخي - نظري، للتغلب على بعض العقبات التي تقف في طريق فهم أفضل، وتقدير أعمق، لأهم أعمال ماركس وإنجلز.

في حال الرغبة في معرفة المزيد عن حياة ماركس وإنجلز، الشخصية والسياسية على حد سواء، والاطلاع على تاريخ أهم الأحداث العالمية والشخصية خلال فترة كتابتهما لأعمالهما، فإن أفضل مكان للبدء هو كتاب كارل ماركس وولادة المجتمع الحديث لميخائيل هاينريخ، الصادر عن دار (المدى).

سنبدأ أولا بالحديث عن جورج فريدريك هيغل، وأعتقد أن بالإمكان اكتساب فكرة جيدة عن الديالكتيك بمجرد قراءة الفقرات الأربع الأولى من مقدمة كتابه فينومينولوجيا الروح أو ظاهريات الروح. تذكروا: لا ألم.. لا مغنم.

ان ماركس وإنجلز هما نتاج عصرهما، وبالتالي، ربما هناك من يقول ان بعض أفكارهما قد شاخت، لكن لنتذكر دائما، انهما عاشا وناضلا خلال فترة المراهقة لعصر مايزال يشكّل حياتنا اليوم - عصر الرأسمالية. وهكذا، فإن إدراكنا لكيفية فهمهما لما كانا يواجهان، والنظريات التي وضعاها لوصف الرأسمالية ونقدها، والاستراتيجيات التي توصلا إليها للخلاص منها، كل ذلك، لا يزال يحتفظ بحيوية وأهمية مدهشة في عصرنا.

يكفي مثال واحد.. إذا كنا نرغب في اكتساب رؤية أعمق للثورات والانتفاضات التي جرت ولا زالت تجري في تونس ومصر والعراق ولبنان، لنقرأ كتاب ماركس الثامن عشر من برومير لويس بونابرت. بالطبع، ثمة أكثر من قرن ونصف، والبحر الأبيض المتوسط بمياهه الزرقاء، يفصل باريس عام 1848 عن تونس والقاهرة عام 2011 وعن بغداد منذ عام 2015، وبيروت منذ عام 2019، لكن ماركس فهم، ما لم يفهمه آخرون، ما الذي يوحد مثل هذه المواقف عبر المكان والزمان.

لهذا السبب مايزال بإمكاننا تعلم الكثير منه، لهذا تستحق قراءة ماركس وإنجلز، الجهد المبذول. فلنقرأهما معا.

 

**************

 

ص11

داخل المكان.. المدن روح ومعنى

د. جمال العتابي، اصدر كتابه «داخل المكان المدن روح ومعنى» عن دار سطور- بغداد.

الكتاب مفعم بالتداعيات والذكريات للاماكن والمدن التي عاش فيها الكاتب، والاحداث ومعاودة حية لثقافات وماض بكل ما يحمل من اشواق وحنين للشخصيات، لوعات ومسرات واحلام نسجت تلك الامكنة والماضي. تصدرت الكتاب مقدمة د. أحمد الزبيدي، وصف فيها المكان باعتبار طللاً متحولاً لذاكرة مستقرة.

*************

قراءة

«الوردة والسكين» صوت نقدي رصين

ناطق خلوصي

 

هل ثمة ما يجمع بين “الوردة والسكين” على صعيد واحد، وهما على طرفي نقيض في المعنى ودلالة الاستخدام ؟ نعم، فها هي الناقدة “رنا صباح خليل” توظفهما معاً وتتخذهما عنواناً لكتابها الجديد الذي صدر ضمن منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق مؤخراً، وكأنها تعمد إلى استخدام مبدأ الثواب والعقاب فتقدّم الوردة مكافأة للنصوص التي ترضيها وتستخدم السكين لتشريح النصوص التي لا تلقى قبولاً لديها.

يقع الكتاب، وهو مقاربات نقدية في القصة والرواية، في مئتي صفحة تتوزع على خمسة فصول يحمل كل منها عنواناً، يتناول الكتاب بالقراءة النقدية ما يقرب من ثلاثين رواية ومجموعة قصصية. تقول الناقدة في تقديمها لكتابها وهي تلخّص رؤيتها “ لقد توخيت في عملي هذا التمسك بروح الابتعاد عن اللهاث خلف أشكال حكائية لا دور فكري لها أو تاريخي أو ربما لا تُعد انجازاً على المستوى الشخصي للروائي والقاص، ذلك ان كليهما يؤمنان بأن أهمية النص تكمن في الرؤى والأفكار والخيالات المطروحة بدراية تامة وتقنية عالية مدركة تماماً عيوب الواقع ومتطلباته فضلاً عن اجادتها في رسم همومه عبر النصوص السردية”، مما يشي بأنها اعتمدت الانتقائية في اختيار النصوص التي تناولتها من بين ما كانت قد قرأته وهو كثير بلا شك، مع أنها جمعت في اختياراتها بين نصوص لكتّاب متمرسين وأخرى لكتّاب لم  تكتمل تجاربهم تماماً بعد،

يحمل فصل الكتاب الأول عنوان “فرادة البنية السردية النسوية ومضمراتها” تحدثت فيه الناقدة عن سبع روايات غلب عليها الموقف من المرأة: روايات كتبتها المرأة وأخرى كُتبت عن المرأة، وتشكّل المرأة مادتها جميعاً. تقول الناقدة، وهي تفصح عن انحيازها للمرأة بالتأكيد، أن الرواية النسوية شكلت “انعطافة في المضمار الروائي بما استعملته من ضرورات فنية وما كشفت عنه جمالياتها الابداعية وهي في ذروة ممارساتها التخييلية من نضوج، معلنة عن ادانتها للواقع” (ص 15). وجاء فصل الكتاب الثاني بعنوان “لأنسنة وفعل الخطاب” قدمت الناقدة فيه قراءات لثلاث روايات. وترى الناقدة أن “هناك وظيفة للأنسنة تحددها العلاقة بين المكان والذات، والعلاقة بين الزمان والذات وهي علاقة متشابكة ومتفاعلة ولها محمولات ايديولوجية تفسر سايكولوجية الذات المخاطبة داخل النص” (ص 52). وتقترب رنا صباح من مفهوم الواقعية السحرية في فصل الكتاب الثالث وقد جاء بعنوان “ثقافة الرواية الفنتازية” تناولت فيه ثلاث روليات تقول عنها انها جميعاً “قامت على الفنتازيا منذ العنوان حتى النهاية إذ يظهر فيه العجائبي من أول وهلة على انه مرادف لكل ما هو مدهش، رائع مغاير، مختلف، مذهل” (ص 81). وبدا في اختيارها لرواية “جمود” المترجمة عن كاتبة صينية ما يمكن أن يشكّل خروجاً عن السياق العام للكتاب الذي يتناول السرد العراقي بشكل خاص. أما الفصل الرابع فقد جاء بعنوان “جماليات القبح في مضامين روائية” وتناولت الناقدة فيه ثلاث روايات عراقية وتقول فيه: “إن هناك افتتاناً بالقبح يشبه الافتتان بالجمال ذلك ان للقبيح أهمية مساوية لأهمية الجميل ويكون موجوداًعلى نحو مستقل عن الجمال” (110). وقد تجد الناقدة من يعترض على اشارتها ألى “الافتتان بالقبح” فترد بتعداد عناوين عدد من الروايات المهمة التي تراها تؤكد ما ذهبت إليه. أمافي الفصل الخامس من الكتاب والذي جاء بعنوان” مقاربات نقدية في اشتغالات القصة “ فقد تناولت عشر مجموعات قصصية لعشرة قاصين ينتمون إلى أجيال مختلفة، وهو أطول الفصول الخمسة وقد جاء في سبعين صفحة.

  إن ّ هذه القراءة تهدف إلى التعريف بالكتاب الذي يشي بسعة قراءات الناقدة رنا صباح وتعدد وتنوع المصادر التي اعتمدتها وتكشف عنها الإقتباسات التي أوردتها من هذه المصادر، منها “ السرد النسوي ـ الثقافة الأبوية (الهوية الأتثوية والجسد)” للدكتور عبد الله ابراهيم و“ الفضاء الروائي في الغربة (الإطار والدلالة) لمحمد منيرالبوريمي، و“الكلام والخبر” مقدمة السرد العربي “ لسعيد يقطين، و“جماليات المكان” لجاستون باشلار ــ نرجمة غالب هلسا، و”سرد ما بعد الحداثة “ لعباس عبد جاسم، و“في النقد القصصي” لعبد الجبار عباس.

ان كتاب “الوردة والسكين” يؤكد ظهور صوت نقدي رصين: ناقدة تعد بالكثير ! 

***********

تنويعات

على وتر المغني

علي حنون العقابي

كُلَّما قلتُ خذْني للبلادِ التي ضيَّعَتْنا

ضاقتْ بكَ الحروفُ حَدَّ انكسارِ الحُلمِ

تلكَ ازهارُكَ التي ذبَلَتْ في خَجَلٍ

هي نفسَها التي لامستْ أيامَكَ الأولى بسخاءِ المطرِ

ها هي ترنو اليكَ عسى أنْ تخْضَرَّ من جديدٍ

لا تتركْها تئنُّ تحتَ الجفافِ

لا تجعلْها تنوحُ مثلَ القبراتِ في حزنِها النادرِ

تسلَّقْ بصوتِكَ أسوارَ المَدى المفتوحِ

ورتِّلْ علينا آخرَ ما تعلمتَ من المواويلِ .

          ***

كلَما تخيلتُكَ نائماً تحتَ مِظلَّةِ الشجَرِ

قلتُ لنخلتي التي أستظلُّ بها

أنْ تسلِّمَكَ لأطرافِ العذوبةِ

أنْ لا ترتَعِدَ أمامَ الريحِ في عِقدِها الفاتنِ

فقد ادخَّرْنا  لها الفصولَ

ومضينا لآخرِ العهدِ بكلِّ هيبةٍ

هذه النخلةُ العاليةُ كشمسِ النهارِ

سوف نُسْقيها بالحُبِّ بعيداً عن العَسَسِ

فقد تعاهدْنا على دَيمومَتِها

لذلك سنمضي بالعشقِ حتى الإحتفاءِ  بانتصارِ القُبلِ .

          ***

كُلَّما ناديتُ بصوتِكَ الخارجِ من الرئاتِ

وجدتُكَ الأقربَ الى عربدةِ الأعراسِ دائماً

تطوي المحطاتِ بلا بوصلةٍ

تأخذُ القلبَ الى تلكَ العتباتِ في المواجعِ

فأنت وحدَكَ تُجيدُ العنادَ الحرَّ

لا تختلُّ أبداً عندَ اندلاعِ الصبحِ في المواسمِ

تؤاخي بين الزَّغَبِ وما تسرَّبَ من الكتبِ

إضرِمْها إذنْ

وانحدرْ لآخرِ معلقةٍ تحَلَّتْ بماءِ الذهبِ .

***********

تشكيل

عباس الكاظم.. الفن ادراك ومعرفة بالعالم

مجاهد العزب* / القاهرة -خاص

 

عباس الكاظم فنان عراقي كبير هاجر إلى الدنمارك لأسباب حزينة ذكرياتها، موحشة موجعة لكل من عاش بغداد التليدة.

اعرف انشغال عباس الكاظم بفنه لا (بالجائزة الكبرى / بينالي القاهرة 1998) التي نالها عن استحقاق قدرعنايتى بالفكرة ذاتها والخطاب الواصل إلى الناس، وما استطاعه العمل الفنى من تحقيق الهدف المراد بعيداً عن التأويل المفرط.

سرير فردى معدنى أقرب ما يكون إلى أسرة مستشفى ميداني تركه الجند واختفوا إلى مكان غير معلوم، السرير فوق كومة تراب نقى كلحد طاهر لم تطأه قدم، ومرآة فاصلة ممتدة فوق الكومة بعرض السرير وطوله كله، وبمسافة بينية محسوبة تفرقهما عن السرير .. السرير خال تماماً من أى أثر للراحة فوقه ولو بلا فراش، لا شىء ...

أهو عمل مركب ؟!

أم كما يقولون تجهيز فى الفراغ، أو تشكيل فى الفراغ ؟!

أياً ما يكون الاصطلاح، فالمسألة برمتها ما تزال شائكة منغلقة حدّ الحيرة بين الكثيرين من نقاد الفن أنفسهم، ربما لحداثة التوجه وطرق المعالجة التشكيلية، والتماس مع الطرق الموجودة فعلاً كالنحت مثلاً، فهو بالكاد أسلوب ما بعد حداثى أسس عام 1980 لكننى أزعم أن الأقرب توصيفاً لعمل الفنان عباس الكاظم هو “تعبير مجسم”

فالفكرة عنده أرادها كائناً حياً لا خداع فيه، ولا هى موقوفة على سطح أحادى مهما يكن متقناً، وهو الفنان المصور البارع رسماً وتلويناً ومعالجة بصرية كعادتنا به ...

هل عاينت سريرك ؟!

وطنك وملاذك ومأمنك ؟!

الفن إدراك ومعرفة بالعالم المحيط، يقوم بنيانه على علاقة شديدة الالتصاق واللحمة بين الفنان وواقعه، مع فهم كامل للمحدثات والمستجدات والتحولات الناشئة عن المتغير الثقافى الاجتماعي، وما تحمله من عمق حضارى تاريخى لا ينفصل. علاقة شراكة ومعايشة وتحاور وبناء جسور التواصل، والبحث المستمر عن صيغ توافقية بين “ المغامرة التشكيلية “ الممتدة كخيط رفيع سري بين قلق الفنان وتوتره أمام مسطحه الأبيض أو كتلة الحجرة، ودافعه للإبداع، وما ينتجه من عمل فني، والمراد منه، وبين الطرف المراد مخاطبته به. فالفن لغة خطاب بالأساس يفترض فهمها من جميع الأطراف المشاركة فيه، ولا يكون طلسما منغلقًا، ولا حاملا لمضامين وأفكار ومفاهيم مجهولة لا وجود لها. فالعلاقة بين كل أطراف العملية الإبداعية ـ فنان وعمل فنى ومتلق ـ علاقة إدراكية بالضرورة.

وجوهر العمل الفنى ينبع من ذاتية الفنان وإدراكه وتراكمه المعرفي، فالفن فعل ذات يراد به إحداث أثر، أيًا كان هذا الأثر. لكننا فى واقع الأمر لا بد من الوقوف على هذا الجوهر وما يعنيه، فبالتأكيد أنه ليس موقوفًا فقط على تصور الفنان وحده، إذ تشاركه الجوهر العديد من العوامل والمؤثرات، العام والخاص مثلا، الواقع والمتخيل، المؤكد والظن. الواضح والملتبس. على أننا وقبل كل هذا، يجب معرفة كيف يكون الفنان فنانًا ؟!

يقول قائل: أن معرفة الفنان إنما تتم بسهولة ويسر عن طريق عمله الفنى، والرد على هذا القول أسهل وأيسر منه: نعم، أنت على حق وإجابتك صحيحة، لكن بالقليل من التأمل ترى أن الفنان ذاته هو علة وجود العمل الفني وسببه. ترى كيف يكون العمل الفنى وقبلها كيف يكون القياس ..  وما هو النموذج أو ما هي المعايير؟

.. هه ؟!

يقول: من الضرورى البحث عن نقطة التقاء تشكل مركزًا لهذه الدائرة حول الفنان والعمل الفني، طرف ثالث يكون منطلقًا نحو الفهم الأعمق لتلك العملية برمتها، نقطة على بعد خطوات قليلة تشكل حجر الزاوية وفى متناول اليد، فما هو الفن أصلا.. أين وكيف يوجد؟

إن الفن تعبير مطلق، أو هو تصـور جامع، لا يعبر إلا عمن ينتسـب إليه الفنان وعمله الفني.

إن العمل الفنى لا يأتى من أفكار عليا وفلسفات ومنظومة قيم اجتماعية تنادى بمكارم الأخلاق، ولا يكفي كذلك أن يكون جميلا، بل يمتد ليشمل القبيح والدميم والفج والمؤلم والمتجاوز. وكلها نسبيات مصدرها والحكم الفصل فيها، نحن!

فانظر.. ترى، وجهك أنت فى المرآة، أنت وحدك من وإلى، البدء والمنتهى، وطنك هذا، ربما، مضجعك ومكان راحتك وأمنك، ربما، ملاذك حين ينكرك العالم وتسحق جسدك بربريته.. ربما .. المحصلة، هى كل ما تجسد أمامك ورأيته رؤيا العين، وشممت رائحته لحظة لامسته بحواسك الكاملة ورأيت وجهك .. وطنك ومأمنك أسفل تلك الكومة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* فنان وناقد تشكيلي مصري

**************

 

ص 12

 

أثر عائدات الاستثمار الأجنبي المباشر

عن “دار الرواد المزدهرة للطباعة والنشر” في بغداد، صدر أخيرا كتاب بعنوان “أثر عائدات الاستثمار الأجنبي المباشر في القيمة السوقية للشركات متعددة الجنسيات”، من تأليف هيثم عبد النبي موسى البديري.

الكتاب الذي هو في الأصل رسالة ماجستير في علوم إدارة الأعمال، يتضمن دراسة تحليلية لعينة من شركات جولات التراخيص العاملة في العراق في الفترة من 2010 إلى 2017.

يقع  الكتاب في 237 صفحة من القطع المتوسط.

 

*************

 

ليس مجرد كلام

متى نفكّر بالفقراء ؟!

عبد السادة البصري

الفقر ليس عيباً. السكوت عليه، وعدم التفكير في إنقاذ الفقراء من براثنه، هو العيب!

كل الرسالات السماوية والإنسانية جاءت من أجل إنقاذ الفقراء. لكن من يتصدى للأمور ويمسك بزمامها، ويجعل من نفسه قيّماً ووصياً على الفقراء، هو الذي يسرق قوتهم ويتركهم يعانون ونسبتهم تزداد يوماً بعد آخر!

هذا ما حصل ويحصل في بلدنا منذ عقود، حيث ضاعت الحقوق بين ارجل ربابنة الحروب والفساد، وظلت حبراً على ورق وشعارات يطلقها المتسيدون والمتصارعون، ومعهم الطامعون بالكراسي والمناصب قبل الانتخابات. فما أن يجلسوا على مقاعد القرار حتى ينسوا كل شيء ويشيحوا بوجوههم عن الناس، بل ويختلقوا الأزمات لينشغل بها الناس بها، فيما هم يسرقون!

والأمثلة كثيرة على الأزمات المتتالية والمتوالدة  دون أدنى بارقة أمل في حل واحدة منها!

هل فكّرنا بحل أزمة السكن وعتق الناس من عبودية الإيجارات، وبناء مساكن تعطي مسحة جمالية لمدننا، أم تركنا الأمور على عواهنها ليبقى التجاوز مشروعاً قائماً بشكل عشوائيات، كي تطفح المجاري وتفيض الشوارع ؟! ويبقى الحق للمتجاوزين إذا كانت الدولة عاجزة عن حل هذه الأزمة !

وهل فكّرنا بتحسين مفردات البطاقة التموينية، أم تركناها تتلاشى شيئا فشيئا، وأقمنا عليها العزاء؟!

وهل فكّرنا بحل أزمات البطالة والتدهور الاقتصادي، أم تركنا الناس في دوّامة  حيرة وتساؤلاتٍ وقيل وقال، وقطعنا قوتهم اليومي بتأخير صرف الرواتب وإيقافها؟!

وهل فكّرنا بالتعليم، الذي يعتبر الأساس المتين لمستقبل أجيالنا ووطننا، أم تركنا الحبل على الغارب  لتفشَي الأميّة وسيادة الجهل وطغيان الخراب؟!

وهل ..؟! وهل..؟! وهل..؟!

بالتأكيد لم ولن نفكّر في أيّ حلٍ، ما دمنا سادرين في الفساد والمحاصصة واللعب على الحبال واطلاق الوعود السرابية!

وبالتأكيد سترتفع  نسب الفقر والأميّة والجهل والمرض والجريمة والانتحار والإدمان على المخدرات، ونصبح طليعة بين البلدان في التخلّف!

صدّقوني، إذا لم نقدم على حلٍ أزمات الوطن والناس، فستزداد أزماتنا الذاتية أيضاً، ونظل ندور في حلقة فارغة. بل سيزداد الطين بلّة، ويضيع كل شيء، وعندها لن يرحمنا التاريخ أبداً !

علينا أن نتدارك الأمور سريعا قبل أن ينهار كل شيء ، وليس بامكاننا نسيان ما حصل للسالفين على مر التاريخ، عندما رضخوا مستسلمين  ولم ينتزعوا حقوقهم بأيديهم ويحموها ويعززوها.

 

**************

 

في البصرة

قانون الانتخابات في جلسة حوارية

البصرة – حافظ الجاسم

 

عقدت اللجنة الثقافية التابعة إلى اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في البصرة، بالتعاون مع “ملتقى جيكور” الثقافي، أخيرا، جلسة حوارية لمناقشة قانون الانتخابات الجديد.

حضرت الجلسة التي احتضنها مقر اللجنة المحلية، نخبة من المثقفين والحقوقيين، فيما أدارها د. يسر حمود الفرطوسي، مستهلا إياها بالحديث عن القانون الانتخابي الجديد الذي صوت عليه مجلس النواب وصادق عليه رئيس الجمهورية أخيرا، والذي واجه رفضا من البعض وتأييدا من البعض الآخر.

بعدها قدم الكابتن صلاح مهدي، ورقة حول القانون، أشار فيها إلى مراحل إقراره، وبيّن أن هذا القانون أعيدت قراءته مرتين من قبل مجلس النواب، في المرة الأولى كان متضمنا فقرات منسجمة مع مطالب المنتفضين، بينما تم الالتفاف على المطالب في القراءة الثانية التي صادق عليها رئيس الجمهورية.

وأوضح مهدي أن المنتفضين طالبوا بأن يضمن القانون وجود مفوضة انتخابات مستقلة، وعدم إشراك من تسنم منصبا حكوميا منذ 2003، على مستوى وزير أو وكيل أو محافظ فما فوق، في الانتخابات.

الحقوقي كاظم محسن، كانت له أيضا ورقة في الجلسة، ذكر فيها أن القانون يحوي الكثير من المطبات والمتاهات، مشيرا إلى أن هذا القانون “أصدر ليلائم الكتل السياسية المتنفذة”.

وأضاف قائلا انه بالإمكان الطعن بالقانون في المحكمة الاتحادية حتى بعد نشره في جريدة “الوقائع”.

وتناول محسن مسألة توزيع الدوائر الانتخابية في المحافظة الواحدة، وفق ما جاء في القانون، موضحاً ان “هذا التوزيع مخالف لما طالب به المنتفضون”.

وكان بين المتحدثين في الجلسة، السيد صبيح عمر، الذي تطرق إلى تأثير القانون الجديد على المسألة الوطنية أو التمثيل في مجلس النواب.

 

*************

 

رفاق بابليون في ضيافة شيوعيي السليمانية

بابل- محمد علي محيي الدين

زار وفد من محلية بابل للحزب الشيوعي العراقي في الايام الماضية مقر اللجنة المحلية للحزب الشيوعي الكردستاني في السليمانية، والمكتب السياسي للحزب، ورابطة الانصار الشيوعيين.

وكان في استقبال الوفد الرفيقة شلير عبد المجيد والرفيق ابو كروان عضوا المكتب السياسي للحزب الشيوعي الكردستاني، والرفاق عثمان زبندان عضو اللجنة المركزية وسكرتير لجنة محلية السليمانية، وفاخر زاهر وسامان بكر عضوا اللجنة المحلية.

 وتبادل الجانبان الأدبيات واستعرضا الاوضاع السياسية في البلاد وفي الإقليم، كذلك القضايا المشتركة وما يجري في الساحة السياسية من أحداث تهم الشعبين العربي والكردي.

وضم الوفد الزائر الرفاق كاظم محمد الحسن ومحمد علي محيي الدين  ومحمد فريد الجزائري وعدنان الجزائري وكريم غاوي.

 

**************

 

انتخابات نقابة الفنانين

في تسع محافظات

بغداد – طريق الشعب

انغمرت فروع نقابة الفنانين في المحافظات خلال اليومين الماضيين بانتخاب قيادات جديدة لها، بعد عمليات تصويت جرت فيها وشاركت فيها اعداد متفاوتة من الفانين اعضاء النقابة.

واسفرت الانتخابات في البصرة عن اعادة انتخاب الفنان فتحي شداد، وفي الناصرية انتخب الفنان علي عبد عيد، وفي الديوانية الفنان وليد قحطان، وفي المثنى الفنان حسين الشكري، وفي بابل الفنان محسن الجيلاوي، وفي النجف الفنان ناظم زاهي، وفي كربلاء الفنان د. علي الشيباني، وفي ديالى الفنان عدنان احمد، وفي الرمادي الفنان عكاب حمدي. ومن المقرر ان تشهد الايام المقبلة انتخابات لقيادات الفروع في بقية المحافظات، وهي نينوى وكركوك وميسان وصلاح الدين وواسط.

 

*************

 

الشاعر الراحل محسن الخياط

مثل نسمة على جرف الهور

 

مثل نسمة على جرف الهور

عبرت شوگ الولايات

ضوّت عالجبل مشعل

مثل جنح الحمامة الجاي

متعني لـهله ويندل

لوديلك وعد ماينتهي طيبه

كرم من شجرة الصندل

مطر يتمازح ويه التل

وطير البر يسلم اعليك

هرفية حباري وهدهد مگذل

ومن جان الوكت بي خوف

ومن جان الجرح يثگل

أمس طيفك يهالخيال

بايت بالسماوة وياي

فرش بعيوني صلى ونام

وبجرف الصُبي غســـل

واذا يتعدل الميزان

يثبت صاحبه معدل

واذا يتبدل المفتاح

قفله وياه يتبدل

بس أنت قفل وأرقام

والمفتاح منه وبيه

وأنت المشكلة والحل

يـ وانتَه شلون ؟؟

أول من يوافي وآخر اليردون !

صبيرة وفة بلا ماي ماتذبل

لوافيلك عُمر وأنبعلك بشاره

وأكتبك عالنخل والحابسي مهدل

واذا طاب الجرح ونصير

واشداد الجرح يفتل

تلگة اعله الجروح آثار

عن هذا الوطن تسأل

وتلگه اعله الجروح ارسوم

وشمرسوم ؟؟

بيت وبيرغ على البيت

بيه جاكوج والمنجل

بيه جاكوج والمنجل

 

************

 

الناشر حسين مايع:

أزمة الرواتب أضرت بسوق الكتاب

بغداد – طريق الشعب

حسين مايع الكعبي، وهو ناشر وكتبي، ومدير “دار قناديل للنشر والتوزيع” في بغداد، وأمين عام اتحاد الناشرين العراقيين.

التقته “طريق الشعب”، وكان معه الحوار الآتي:

• كيف تجد وضع سوق الكتاب اليوم، خاصة بعد رفع الحظر الصحي؟

- بعد رفع الحظر، بدأ الكتاب بالعودة إلى الواجهة، لكن الأزمة الاقتصادية الأخيرة وتأخر صرف رواتب الموظفين، كل ذلك أضر بسوق الكتاب وأعاده إلى الوراء.

• ما الكتب الاكثر مبيعاً الآن؟

-  ليس لدينا احصائيات دقيقة في ما يتعلق بالكتب الأكثر مبيعا، لكن بشكل عام، نجد انه في هذه الفترة يوجد إقبال على كتب التنمية البشرية، والكتب العلمية وكتب نقد الفكر. فيما هناك تراجع في الاقبال على الروايات.

• نلاحظ أن هناك انحسارا لمعارض الكتاب هذه الفترة. ما السبب في رأيك؟

- السبب الأساسي هو وباء كورونا، لكن هناك خطوات ايجابية اتخذتها بعض إدارات المعارض العربية. إذ اقيمت خلال فترة الجائحة معارض الإسكندرية والشارقة والسليمانية الدولية. وقد راعت هذه المعارض التعليمات الوقائية، وحققت نجاحا لا بأس به، وإن كان أقل من السابق. كما ان هناك معارض أخرى ستقام في عدد من البلدان العربية. وتبقى الكلمة الفصل للواقع الصحي.

• غالبا ما يقال أن هناك أجيالا مختلفة من القرّاء، وباعتبارك صاحب مكتبة، هل تجد أن هذا الرأي صحيح؟

- مما لا شك فيه أن هناك تداخلا بين أجيال القرّاء. وهذا يعني أنه لا يوجد خط فاصل بين جيل وآخر. ومع ذلك، تبقى لكل فترة خصوصيتها من النواحي الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. فكل هذه العوامل تؤثر بشكل أو بآخر على اختيارات القرّاء للكتب.

• خلال السنوات الاخيرة، افتتحت في محافظات ومدن عدة، شوارع وارصفة ثقافية تعنى بالكتاب. ما تقييمك لهذه الخطوة؟

-انها خطوة ايجابية جدا، ساهمت فيها مجموعات شبابية مع أصحاب دور نشر ومكتبات.

• المطبوع العراقي والأجنبي.. أيهما أكثر تداولا اليوم؟

- الكتاب العراقي معروف برصانته العلمية على مستوى الوطن العربي. ونلاحظ ذلك  في معارض الكتاب العربية التي نشارك فيها أو نزورها، لكن كثيرا من القرّاء العراقيين يعزفون عن اقتناء الكتاب العراقي، متخذين من مقولة “مغنية الحي لا تطرب” شعارا لهم! كما ان هناك اقبالا كبيرا على الكتاب الأجنبي المترجم إلى العربية.

• مشكلة تصدير الكتاب العراقي.. هل لا تزال قائمة؟

- قبل سنتين ألغي قرار منع تصدير الكتاب العراقي، الذي اقره نظام صدام مطلع تسعينيات القرن الماضي، لكن هناك مشكلات لا تزال تعرقل تصدير الكتاب العراقي، مثل الروتين وبعض القضايا الفنية. ولحل هذه المشكلات، يتطلب من الجهات الحكومية التعاون مع الناشرين.