العدد 22 السنة 86 الخميس 12 تشرين الثاني 2020

 

تصفح بي دي اف

 

 

 

 

ص1
يقوّض فرص وصول المستقلين الى مجلس النواب
قانون الانتخابات فُصّل على مقاسات المتنفذين
بغداد ـ طريق الشعب
بعد أيام من مصادقة رئيس الجمهورية برهم صالح على قانون الانتخابات، أخذت الدعوات لتعديله تتصاعد، قبل ارساله الى النشر في الجريدة الرسمية، بينما يؤكد مختصون انه “يكرّس الطائفية ويعيد انتاج الكتل المتنفذة”.
وترى عضو مجلس النواب صفاء بندر، انه “فصّل على وفق مصالح الكتل والأحزاب المتنفذة”، في حين يستبعد النائب محمد كريم إعادة “تعديل القانون الذي هو في طور النشر في الجريدة الرسمية”.
وقال ان “مستلزمات اجراء الانتخابات في وقتها المحدد، لم يجر توفيرها بعد من قبل الحكومة العراقية”.

يخالف المعايير الدولية
وترى رئيسة منظمة تموز للتنمية الاجتماعية فيان الشيخ علي، ان القانون “مخيب لآمال المتطلعين الى الاصلاح الانتخابي والعملية السياسية، ومخالف للمعايير الدولية، ولا يخدم الوضع العراقي”.
وتؤكد وجود “عدد من المخالفات الدستورية في عملية رسم الدوائر الانتخابية التي وزعت على وفق اماكن تواجد القواعد الجماهيرية للكتب المتنفذة”.
ولا يرى الخبير في الشأن الانتخابي دريد توفيق، صحة لادعاءات الكتل المتنفذة بأن القانون يعطي مساحة للناشطين والمستقلين، انما يؤكد انه “يتيح للمال السياسي التحكم في نتيجة الانتخابات”.

يعيد ذات الوجوه
وتجددت الدعوات الى “اعادة النظر في قانون الانتخابات” كونه سينتج تدوير ذات الوجوه المتنفذة، وذلك بحسب تغريدة نشرها زعيم ائتلاف الوطنية اياد علاوي.
وبعد قرار مجلس المفوضين في ابعاد المشمولين في قانون العفو العام عن الترشّح، تصاعدت الأصوات المؤيدة لذلك، عكس “البعض” الذي طالب بنقض هذا القرار؛ اذ نشرت وكالات انباء وثائق تشير الى تقديم قيادات سياسية طلباً للمفوضية لنقض هذا القرار.
ويؤكد الاكاديمي مزهر الساعدي، ان مرتكبي المخالفات القانونية غير مؤهلين ليكونوا أعضاء في مجلس النواب، كونهم خالفوا القانون وان شمولهم في قانون العفو العام “لا يعني تبرئتهم من المخالفة التي ارتكبوها”.
**********
كتب المحرر السياسي
ضرورة المعالجات الشاملة والجذرية
وليس «إطفاء الحرائق»


يتواصل الجدل ويحتدم بشأن الاقتراض الداخلي، ويجري تصوير الأمر باعتبا ره صراع قوى بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، في حين ان كتل مجلس النواب، سيما المتنفذة منها، هي من منح الحكومة الثقة، ومن يؤثر بوضوح في قرارها مثلما في قرار مجلس النواب ذاته.
والغريب في الامر ان الحكومة لم تستقر على رقم محدد في القانون المقترح، خصوصا والمطلوب هو تخصيص القرض لتغطية رواتب الموظفين والمتقاعدين وتخصيصات الرعاية الاجتماعية.
فهل تراها لا تعرف المبلغ حقا؟ وماذا يعني هذا التخبط والعشوائية؟! وهل فعلا ان الحكومة ووزارتي التخطيط والمالية لا تتوفر على المعطيات لتحدد بالضبط والدقة المبلغ المطلوب؟ ام أن المراد تمرير مبالغ أخرى تحت عنوان “الرواتب”، وهو ما قيل عنه بالفعل كلام كثير.
وما دام القانون يسمى “قانون سد العجز المالي” أفلا يجدر بمجلس النواب ان يتساءل: لماذا وصلنا الى هذا العجز؟ ما الاسباب؟ ومن المسؤول؟ فلا يمكن قطعا اختزال ما حصل بمجرد الحديث عن التراكمات والاخطاء السابقة. والحكومة وطاقمها يعرفان جيدا حجم المشاكل وما اضيف اليها من صعوبات وتعقيدات، وان اكثر من ستة اشهر من عمر الحكومة كفيل بتقديم رؤى تضع البلاد على طريق التعافي ان توفرت الإرادة والجدية. لكن هذا لا يحدث، وبدلا منه نلاحظ انغماسا وخفة متناهية في طلب القروض، التي قد يكون مجموع الداخلية والخارجية منها بلغ الآن١٥٠ مليار دولار.
وقد ينتهي الأمر بتفاهمات وتسويات مثلما حصل مع قانون انتخابات مجلس النواب، ويقرّ قانون سد العجز المالي الذي قيل انه سيغطي الرواتب للاشهر الباقية من هذه السنة. وهنا تبرز التساؤلات الكبيرة: فهل على الدولة فقط تأمين رواتب الموظفين والمتقاعدين؟ والى متى يستمر الاقتراض، فيما تتدهور القطاعات الإنتاجية وتفتح أبواب البلد للاستيراد العشوائي والتهريب؟
من جانب آخر ينحصر جلّ الحديث الآن في تأمين الرواتب للعاملين في الدولة، ولا نكاد نسمع عن ملايين المواطنين الآخرين عديمي الدخل الثابت، والذين يعانون الجوع والفقر ولا تقدم ايّ حلول للتخفيف من معاناتهم .
تشكل ازمة بلادنا المالية والاقتصادية جزءا من الازمة البنيوية المركبة العامة، التي يتطلب علاجها ما هو اشمل واوسع من إجراءات آنية لاطفاء الحرائق هنا وهناك، وما يتعلق بالمنهج والأداء والأشخاص.
فهل تتوفر الإرادة السياسية للسير على هذا الطريق؟ الممارسة العملية لا تجيب بالإيجاب، ويبقى المواطن هو المعوّل عليه لانتزاع الحقوق وفرض الارادة.
ومن دون ذلك سيتمادى المتنفذون، وهم لا يشبعون ولسان حالهم يقول: هل من مزيد ؟!
**************
محافظات بلا خدمات.. نقص دوائي وطرق جاهزة لـ «الموت»

طريق الشعب ـ خاص
استطلعت جريدة «طريق الشعب»، على مدى الاسبوع الماضي، وعبر شبكة مراسليها في عدد من المحافظات، آراء مواطنين: كسبة، عاطلين، موظفين حكوميين وعاملين في القطاع الخاص، لأجل التعرّف إلى الواقع الراهن للخدمات العامة، في مناطقهم؛ إذ أن تشخيص المشكلات، يساعد كثيراً في استشراف الحلول، التي تمكّن القطاعات الانتاجية من تنمية قدرتها، بما يخدم الناس.
وخلال عقود مضت، واجه العراق ظروفا صعبة ومعقدة، انعكست بشكل مباشر وغير مباشر على واقع الاقتصاد، ما أدى إلى بروز مشاكل عدة، من بينها تعطيل الطاقات الإنتاجية، وانتشار ظاهرة البطالة بين الشباب، بما يزيد على 40 في المائة، وفقا لبعض الاحصائيات.
***********
التظاهرات الجماهيرية مستمرة.. والاعتداءات تتكرر
بغداد ـ سيف زهير

شهدت ثمان محافظات خلال اليومين الماضيين تظاهرات حاشدة، تطالب بتوفير فرص العمل، وصرف الرواتب المتأخرة للموظفين، فيما نددت بالوسائل القمعية التي ما زال يتعرض لها المتظاهرون من قبل قوات الامن.
وتنوعت أساليب الاحتجاج، بين وقفات ومسيرات وتجمعات جماهيرية، متوزعة أمام مقار الدوائر الحكومية، وفي ساحات الاحتجاج المركزية وغيرها.
وفي بغداد، جدد العشرات من حملة الشهادات العليا، تظاهراتهم التي تطالب بتوفير فرص العمل، منذ شهور، أمام مكتب رئيس الوزراء في منطقة العلاوي، منددين بتجاهل مطالبهم.
وأفاد مراسل “طريق الشعب” بقيام القوات الأمنية بـ”الاعتداء على بعض خريجي كليات الاعلام خلال التظاهرات”، الامر الذي أثار غضبا كبيرا ورفضا شديدا لتكرار هذه الأساليب ضد التظاهرات السلمية.
كما شهد عدد من المحافظات في وسط البلاد وجنوبها، تظاهرات كبيرة أمام الدوائر الحكومية وفي ساحات الاحتجاج المركزية، للمطالبة بصرف الرواتب ومكافحة الفساد، وتوفير الخدمات وفرص العمل.
هذا واطلق سراح ناشط مدني في محافظة واسط بعد اعتقاله لساعات ، فيما جرى اقتحام ساحة الاحتجاج من قبل قوات مكافحة الشغب، لاحتجاز عدد من المعتصمين، بعد الاعتداء عليهم بالهراوات.
ودشن مواطنون وموظفون وأصحاب الاجور اليومية والعقود، وقفات احتجاجية أمام عدد من دوائر الحكومة، مطالبين بصرف الرواتب المتأخرة وتوزيعها بوقتها المحدد.
وهدد المتظاهرون بـ”الاضراب عن الدوام” في حال استمرار تأخير صرف الرواتب الشهرية والمستحقات.
******
راصد الطريق
من يوقف الانهيار؟


تداعيات الامر الصادر عن وزير المالية بتخويل مدير عام عقارات الدولة ٩ من صلاحياته، ما زالت تتدحرج رغم ما نقلته مؤسسات اعلامية عن مصدر مطلع، ان الوزير قد الغى الامر “ إثر الغضب البرلماني والشعبي” .
الملفت هو التعمد في تسريب الامر الوزاري، فمن يا ترى سرّب الأمر؟ ولماذا؟ هل للتخلص من ثقل مسؤوليته ومما يتضمن من تجاوزات على ما هو معروف في قانون بيع وايجار عقارات الدولة رقم ٢١ لسنة ٢٠١٣ المعدل؟
مؤكد ان لا دخان بلا نار، وقد قال احد النواب ان “خطوة بيع البعض من عقارات الدولة مناسبة في الوقت الحالي، نظرا لعدم الاستفادة منها”. لكن لماذا لا تتم الاستفادة منها؟ ومن يقرر ذلك في ظل الفوضى العارمة والتدخلات المتعددة في اتخاذ القرار؟
يبدو انه بعد اغراق بلدنا بالديون تتجه المساعي لتصفية ممتلكات الدولة وبيعها بأسعار بخسة، مثلما حدث سابقا ولم يتوصل التحقيق – كالعادة – الى شيء!
************

ص 2

نائب: حقل المنصورية يسد حاجة العراق من الغاز

بغداد ـ طريق الشعب
أكد النائب عن محافظة ديالى، مضر الكروي، يوم أمس، أن العراق قادر على إيقاف استيراد الغاز، خلال عام واحد فقط، راهنا ذلك بـ”استثمار حقل المنصورية الواقع شرقي ديالى”. وقال الكروي في تصريح صحافي، طالعته “طريق الشعب”، إن “حقل المنصورية الواقع شرقي ديالى، يتألف من 4 آبار عملاقة، وبطاقة إنتاجية عالية جدا، تضم كل منها احتياطات ضخمة، وتمتد إلى عدة كيلومترات”.
وأضاف ان الدراسات تشير إلى أن غاز المنصورية من الأنواع الجيدة، والتي يمكن لو استثمرت بشكل فعلي، أن يبدأ الإنتاج خلال عام واحد فقط. وأضاف النائب ان “حقل المنصورية يمكن من خلاله دعم ميزانية العراق بمليارات الدولارات سنوياً، بل إنهاء ملف استيراد الغاز لتشغيل محطات توليد الكهرباء بشكل نهائي، وبالتالي الحفاظ على العملة الصعبة، فضلاً عن تشغيل الآلاف من العاطلين عن العمل وخلق انتعاش اقتصادي في مناطق تعاني من البطالة والفقر بمستويات عالية جدا”. ودعا الكروي، رئيس الوزراء إلى “القدوم للمنصورية، والوقوف بشكل مباشر على أسباب التأخير في استثمار مورد اقتصادي هائل، ربما يكون بوابة لخروج العراق من أزمته المالية، خصوصاً مع وجود شبكة أنابيب جاهزة لنقل الغاز في حالة إنتاجه بالحقول إلى بغداد، ومنه إلى محطات توليد الكهرباء الضخمة”.


***************

كل خميس

الاقتراض.. خطوة
نحو إنهيار قيمة الدينار

جاسم الحلفي

الشرط الذي فرضته الحكومة على مجلس النواب وكبّلته به، والقاضي بعدم صرف رواتب منتسبي الدولة وموظفيها إلا اذا صوّت موافقا على الاقتراض الداخلي، شرط قاسٍ وغير منصف، بل هو شرط إذلال، كمن يضع السكين على رقبتك ويفرض عليك الخضوع، ويذكّر بصورة الإرهابي الذي يختطف شخصا ولا يطلق سراحه دون استلام فدية!
والمتوقع هو رضوخ مجلس النواب وتصويته بتأييد الاقتراض، واستبعاد وضع الحكومة امام المحاسبة. علما ان حكومة الكاظمي ليست وحدها التي تُحمّل عبء الازمة المالية التي تعصف بالعراق، فمن يتحمل مسؤولية الإخفاق هو النظام السياسي برمته، هو نظام المحاصصة والفساد المسبب للازمات المتواترة، وحكومة الكاظمي واحدة من حكومات هذا النظام، التي تتحمل جميعا مسؤولية عجز الحكومة عن الإيفاء بصرف المستحقات المالية لمنتسبيها.
لم تمر على طوال تاريخ العراق المعاصر، ومنذ تشكيل اول حكومة عراقية حتى الوقت الحاضر، ازمة في صرف رواتب منتسبي الدولة وموظفيها الى الحد الذي بلغته حكومة الكاظمي.
فقد أفلست الحكومة، ولم تعد تمتلك معالجة ناجزة للعجز المالي غير الاقتراض الخارجي، لكن يبدو ان أبواب الاقتراض الخارجي بشروطه المجحفة، قد اوصدت لحسن حظ العراقيين في وجه النظام. فالعالم صار يدرك ان الفساد لم يبقِ شيئا من موارد العراق الا ونهبه. كما ان بلدان العالم ومصارفها حريصة على أموال مودعيها، ولا تبددها هباء بل تمنحها فقط في حالة توفر ضمانات من مقترض موثوق. وقد بددت طغمة الفساد الثقة المالية بالعراق قدر تبديدها ثرواته، وكما بدد الإرهاب والسلاح المنفلت الثقة بالوضع الأمني وبإمكانية استتبابه امام المستثمرين.
لو قبلنا على سبيل الافتراض حل الازمة المالية عن طريق الاقتراض الداخلي، وسألنا ما هي تدابير الحكومة بعد ان تأتي على الاحتياطي النقدي العراقي، و تنفق كل غطاء الدينار العراقي؟ فقد يجيب خبراء الاقتصاد والمال الحكوميين، الذين هم شركاء في فشل طغمة الحكم في إدارة هذا الملف، أن الورقة البيضاء هي سبيل إعادة العافية للاقتصاد العراقي. لكنهم يصمتون اذا سألناهم: ومتى كان الاقتصاد معافى في ظل تسيدكم على المناصب؟ فاقتصادنا ومنذ التغيير لا يعتمد اساسا الا على الإيرادات النفطية، وربابنته ومعهم كل الكابينات الوزارية لم يفكروا يوما في تنويع اقتصاديات العراق، ولم نلحظ منهم اجراء جديا لدعم الصناعة والزراعة. اما موارد السياحة، وبالأخص منها الدينية، فبدل ان تدر أرباحا من خلال رسوم الدخول وما ينفق على النقل والسكن في الفنادق، أصبحت الخدمات فيها شبه مجانية للزائر.
لا يتسع المجال هنا للحديث عن الورقة البيضاء، المعبرة عن ايديولوجية من اعدوها، وهم اساسا تلامذة الليبرالية المتوحشة. لذا يجري تمرير قانون للاقتراض، وليس للإصلاح الاقتصادي الجدي. وهذا سرعان ما يكشف عن نفسه دون جهد كبير، حيث تكفي ملاحظة عدم وجود كلمة (تنمية) في كل صفحات الورقة!
وللحديث بقية عن وجهة الاقتصاد، وخطورة المضي بهذه السياسيات وتأثيرها الكارثي على الاقتصاد العراقي، وعلى مستقبل قيمة الدينار العراقي وقدرته الشرائية !


************

التظاهرات الجماهيرية: “الشهادات” تعود الى الواجهة والاعتداءات تتكرر

بغداد ـ سيف زهير

شهدت ثمان محافظات خلال اليومين الماضيين تظاهرات حاشدة، طالبت بتوفير فرص العمل وصرف الرواتب المتأخر للموظفين، كما نددت بالوسائل القمعية التي ما زال يتعرض لها المتظاهرون.
وتنوعت أساليب الاحتجاج، بين وقفات ومسيرات وتجمعات جماهيرية، متوزعة أمام مقار الدوائر الحكومية، وفي ساحات الاحتجاج المركزية وغيرها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الشهادات العليا تعود الى العلاوي
ففي بغداد، جدد العشرات من حملة الشهادات العليا، تظاهراتهم التي تطالب بتوفير فرص العمل، منذ شهور.
ووفقا لمراسل “طريق الشعب”، بلال رضا، فإن حملة الشهادات العليا “نظموا مسيرة حاشدة، انطلقت من ساحة معرض بغداد الدولي، وصولاً إلى بوابة المنطقة الخضراء، التي اغلق الطريق المؤدي اليها، من قبل القوات الأمنية” على أثر الاحتجاجات.
وأضاف المراسل قائلا: “كما احتشد المئات من الخريجين الوافدين من المحافظات، إضافة الى أمثالهم من بغداد، في منطقة العلاوي، منددين بتفاقم البطالة، وتجاهل مطاليبهم في توفير فرص العمل، التي أكد الكثير منهم غيابها بسب الفساد والمحاصصة”.
وأكد المراسل قيام القوات الأمنية بـ”الاعتداء على بعض خريجي كليات الاعلام خلال التظاهرات”، الامر الذي أثار غضبا كبيرا ورفضا شديدا لتكرار هذه الأساليب ضد التظاهرات السلمية. وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي، يوم أمس، مقطع فيديو يظهر فيه بعض أفرد قوات الأمن، وهم يعتدون بالهراوات على المتظاهرين بطريقة قاسية. وفي سياق ما شهدته العاصمة من احتجاجات، أوضح المراسل قيام العشرات من خريجي القانون، بتنظيم تظاهرة أمام مبنى وزارة العدل، مطالبين بتوفير فرص العمل.

اعتقال متظاهر في واسط
أما محافظة واسط، فشهدت توترا كبيرا بين المتظاهرين والقوات الأمنية، على خلفية اعتقال الناشط أحمد جمعة، الذي اطلق سراحه في وقت لاحق امس بحسب وكالات انباء، وحينها جرى اقتحام ساحة الاحتجاج من قبل قوات مكافحة الشغب وجرى احتجاز عدد آخر من المعتصمين، بعد الاعتداء عليهم بالهراوات.
وقال المتظاهر عزيز نصار لـ”طريق الشعب”، إن “تظاهرة جرى تنظيمها في ساحة الاحتجاج المركزية، تنديدا باعتقال احد المتظاهرين، ما أدى الى حدوث مشادات وتوتر بين المتظاهرين والقوات الأمنية المتواجدة في الساحة”. وأفاد نصار بوجود “استعدادات تجري لتنظيم تظاهرة أكبر للوقوف بالضد من الانتهاكات المستمرة لحرية التعبير عن الرأي والتظاهر السلمي، في حال عدم الافراج عن المحتجزين”.

تظاهرات وإضراب في الديوانية
من جانب آخر، تجمهرت أعداد غفيرة من الكوادر الصحية والتمريضية في مستشفى الديوانية، والمراكز الصحية المنتشرة في الأقضية والنواحي، للمطالبة بصرف الرواتب المتأخرة وتوزيعها بوقتها المحدد.
وأوضح المتظاهر، أحمد فلاح لمراسل “طريق الشعب”، يوم امس إن “الوقفات التي نظمها الموظفون، جاءت لمطالبة الجهات المعنية بصرف الرواتب المتأخرة في وقتها المحدد”، مشيرا الى وجود “مسؤوليات كبيرة ومتطلبات معيشية ملحة لا تتحمل هذا التأخير، ولا بد من الايفاء بها”.
وشهدت الديوانية أيضا، تظاهرات حاشدة نظمها ذوو الاجور اليومية والعقود في مديرية البلدية، مطالبين بصرف مستحقاتهم المتأخرة.
وأشار المتظاهر، ياسين عبد الله خلال حديثه لـ”طريق الشعب”، إلى إن “مطالب المتظاهرين كثيرة، ومن أهمها تحويل نظام عملهم إلى عقود وزارية لتطبيق قرار 315 المعطل، واتمام قاعدة البيانات الخاصة بالعاملين”، مؤكداً أن “التظاهرات مستمرة ما لم تتحقق هذه المطالب”. وفي غضون ذلك، أعلن ذوو الأجور اليومية والعقود في مجاري الديوانية، اضرابهم عن الدوام، بسبب تأخر رواتبهم أيضا، فيما جرى إغلاق مبنى المديرية من قبلهم، وإيقاف العمل بها ومنع المراجعين والموظفين من الدخول اليها.

امتعاض المعلمين في البصرة
إلى ذلك، شارك العشرات من المعلمين في البصرة، في وقفة نظمتها نقابتهم، احتجاجا على تأخر صرف الرواتب والعلاوات والترفيعات، فضلا عن تعرض العملية التربوية لمعوقات وقرارات غير مدروسة، تتعلق ببداية العام الدراسي.
وقال المعلم وسام محمد لـ”طريق الشعب”، يوم امس، إن “الوقفة التي نظمتها نقابة المعلمين، شاركت فيها كوادر تدريسية من المركز وبقية الأقضية، واستنكرت تأخير صرف الرواتب”.

المثنى تسأل عن مصير التعيينات
من جهة أخرى، طالب عدد من خريجي كليات الهندسة في المثنى، بالكشف عن ملف التعيينات في دائرة المنتجات النفطية في المحافظة، وذلك خلال تظاهرة نظموها أمام مبنى الدائرة.
ووفقا لفيديوهات وثقت التظاهرة، واطلعت عليها “طريق الشعب”، فإن المتظاهرين اشاروا الى ان “دائرة المنتجات النفطية شهدت خلال الفترة الماضية اطلاق تعيينات وظيفية جديدة للمهندسين دون الإعلان عنها، فيما جرى توزيعها بطريقة المحاصصة المعتادة”.
وأضاف المهندسون، بحسب الفيديو، أن “مدير الدائرة التي يرأسها منذ أكثر من 12 عاما، لم يظهر أي تعاون معهم فيما يخص ملف التعيينات أو تحقيق الشفافية. ومقابل هذا الاهمال، فإن الاحتجاجات سوف تستمر لحين إيصال صوت المهندسين، حتى تتدخل وزارة النفط لكشف تلك الملابسات”.

اعتصامات في ذي قار
وفي محافظة ذي قار، تجددت اعتصامات المئات من الموظفين لليوم الثالث على التوالي، أمام مبنى دائرة الصحة، احتجاجا على تأخر صرف الرواتب.
وقال أحد منظمي الاعتصام، عيد البدري، لوكالات الأنباء، إن “الاعتصام الذي تم تنظيمه بدعوة مسبقة، أصبح الان موحدا لجميع الدوائر، وسيشهد القاء بيان توضيحي في وقت قادم، بشأن الخطوات التصعيدية الأخرى في حال استمر التأخر بصرف الرواتب”.

غضب ميساني
ولم يختلف الحال في محافظة ميسان بشأن ما تشهده بقية المحافظات بخصوص الرواتب المتأخرة والأزمة الكبيرة التي يتعرض لها الموظفون. وشهدت المحافظة، وقفة احتجاجية لموظفي دائرة الضريبة، الذين لم يتقاضوا رواتبهم منذ أكثر من شهرين على وفق تأكيداتهم. وقال الموظف نبيل الدراجي لـ”طريق الشعب”، إن “الموظفين يتحملون ضغط العمل بسبب قلة الملاكات العاملة في الدائرة، وبالرغم من ذلك يواجهون مشقة تأخر الرواتب. نحن الان بصدد اتخاذ خطوات تصعيدية جديدة، اذا بقي الحال المأساوي مستمرا بثقله علينا”.


**************

الاسدي: 60 في المائة من عقارات الدولة مستغلة «خلافا للقانون»

بغداد – طريق الشعب
كشف عضو مجلس مكافحة الفساد السابق، جمال الأسدي، عن عدد عقارات الدولة التي تستولي عليها الاحزاب المتنفذة والزعامات السياسية، مبينا أن 600 ألف عقار تابعة للدولة، موزعة في عموم المدن والمحافظات. وقال الأسدي في تصريح تناقلته وكالات أنباء، واطلعت عليه «طريق الشعب»، إن «600 ألف عقار تابع للدولة موزعة ‏في عموم المدن والمحافظات، مستغلة جميعها إما من قبل جهات حكومية أو مستأجرة من كيانات سياسية أو متجاوز عليها من قبل ‏جهات حزبية أو مواطنين»، مبينا أن «عدد العقارات المتجاوز عليها في العاصمة بغداد بحدود 250 ألف عقار‏‎». وأضاف، أن «60 في المائة من عقارات الدولة مستغلة بطريقة غير أصولية ولا قانونية وبدون عقود، أي يزيد عددها عن 300 ألف ‏عقار تابعة لعقارات الدولة»، مؤكداً أن «المستغلين لهذه العقارات هم أحزاب سياسية وجماعات مسلحة وبعض من المواطنين‎». وتابع الأسدي، أن «40 في المائة من عقارات الدولة مستغلة بشكل أصولي وقانوني لكن نسبة كبيرة منها ايجاراتها لم ترتقِ إلى مستوى الإيجارات ‏الموجودة في السوق»، لافتاً إلى أن «إيراداتها السنوية لا تتعدى «500» مليار دينار عراقي‏‎. وأن الكثير من عقارات الدولة تم التلاعب بوثائقها وبيعها إلى أشخاص بطرق غير قانونية في الفترات السابقة، كما أن استرجاعها يتطلب إقامة دعاوى قضائية ضد هذه الجهات أو الشخصيات».‎ وعن أبرز المحافظات التي شهدت حالات تزوير واستيلاء على عقارات الدولة، أكد الأسدي ـ والذي كان مفتشا عاما في وزارة الداخلية ـ أن «محافظات كركوك ‏وبغداد وكربلاء والنجف والبصرة هي الأخطر من حيث الاستيلاء على عقارات الدولة، وهناك الكثير من الجهات في‏ البصرة استحوذت وتصرفت بعقارات الكويتيين التي جمدت من قبل النظام السابق».

**************

تعزية

عائلة الفقيد توما توماس المحترمون
بألم وحزن عميقين تلقينا نبأ وفاة الرفيق النصير صادق توما توماس، سليل العائلة الوطنية المناضلة التي قدمت الكثير للحزب في مختلف مراحل نضاله.
في هذه المناسبة الحزينة نتقدم بالتعازي والمواساة اليكم والى رفاقه ومحبيه، متمنين للجميع الصحة والعافية والعمر المديد، وللفقيد الذكر الطيب دوماً.
المكتب السياسي
للحزب الشيوعي العراقي
10/11/2020

*************
ص3

دعوات لاستبعاد المتهمين بالفساد من الترشّح
خبراء: قانون الانتخابات يكرّس الطائفية
والمستقلون في مواجهة طريق متعرج
بغداد ـ علي شغاتي

لم يغادر ملف الانتخابات المبكرة، ساحة الجدل السياسي، برغم مصادقة رئاسة الجمهورية على قانونها، أخيرا، بل أنها أقرّت بوجود “ثغرات” تستحق المعالجة، في وقت تتردد الدعوات على ضرورة اعادة النظر في التشريع الجديد، لأنه بحسب نواب من كتل مختلفة ومراقبين، “يكرّس الطائفية والمناطقية”، بل ذهبوا الى أنه يراعي “توزيع الدوائر الانتخابية على وفق مراكز انتشار اصوات الاحزاب المتنفذة”.
وكان مجلس المفوضين، قرر أخيرا “استبعاد المشمولين في العفو العام من الترشّح للانتخابات”. وتزامن مع ذلك أحاديث لأكاديميين، دعت الى “منع أي شخص متهم بقضايا فساد، من المشاركة في الانتخابات”.
وتقول عضو مجلس النواب، صفاء بندر، في حديث صحافي، ان “قانون الانتخابات فصل وفق مصالح كتلوية وحزبية ضيقة. كان من المفترض ترك توزيع الدوائر الانتخابية الى مفوضية الانتخابات ووزارة التخطيط”.
وانتقدت بندر “تقسيم العراق الى دوائر متعددة”، مشيرة الى أن “تقوية وإصلاح النظام الانتخابي مرهونة بجعل العراق دائرة انتخابية واحدة، لضمان تمثيل عادل للجميع”.

لا تعديل للقانون
وحول اعادة النظر في القانون، يؤكد عضو لجنة مراقبة تنفيذ البرنامج الحكومي البرلمانية، محمد كريم، في حديث لـ”طريق الشعب”، يوم امس، إن “الجهة الوحيدة التي كان لها حق رفض قانون الانتخابات هي رئاسة الجمهورية، بعد تصويت مجلس النواب عليه، في ظل اختلال النصاب في المحكمة الاتحادية وعدم استطاعتها النظر في مثل هذه القضايا”.
ويقول كريم ان “تعديل قانون الانتخابات لا يخضع للرغبات؛ فمجلس النواب أكمل القانون وارسله الى رئاسة الجمهورية التي بدورها لم ترد القانون او تعترض، وتمت المصادقة عليه وهو في طور النشر في الجريدة الرسمية”.
واستضافت الاثنين الماضي، لجنة مراقبة تنفيذ البرنامج الحكومي النيابية، أعضاء المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، التي بتوفير الامكانيات المادية واللوجستية لإجراء الانتخابات، وفقا للنائب محمد كريم.
ويبيّن كريم، ان المفوضية بحاجة “الى معدات واحبار وأوراق للاقتراع، وصناديق واجهزة قراءة بطاقة الناخب، وسيرفرات وتهيئة لمكاتب المفوضية والمراكز الانتخابية، وتعاقد مع شركات فاحصة وتدريب للكوادر على عمليات العد والفرز، وتوزيع جديد للمراكز الانتخابية”. ويؤكد أن جميع هذه المستلزمات “لم يجر توفيرها من قبل الحكومة لغاية الان”.

دعوات لمراجعة القانون
ودعا زعيم ائتلاف الوطنية اياد علاوي، في تدوينه على منصته في “تويتر”، طالعتها “طريق الشعب”، الى “اعادة النظر في قانون الانتخابات، كونه في الشكل الحالي سينتج عنه تدوير ذات الوجوه”، مشددا على ضرورة “اشراك الاتحادات والنقابات والمحتجين السلميين” في معالجة تلك الثغرات بالقانون، مضيفاً انه “لا داعي لانتخابات تكرس نكبة ابناء شعبنا، والأجدى صرف المبالغ المرصودة لها على ابناء شعبنا الجريح كرواتب ومعونات”. وينتقد عدد من اعضاء مجلس النواب، قانون الانتخابات الجديد.

قانون مخيب للآمال
انتقاد القانون لم يقتصر على المسؤولين وحدهم، حيث تصف رئيسة منظمة تموز لمراقبة الانتخابات فيان الشيخ علي، القانون بـ”المخيب لأمال المتطلعين الى الاصلاح الانتخابي، واصلاح العملية السياسية، ومخالف للمعايير الدولية، ولا يخدم الوضع العراقي”.
وتشير الشيخ علي في حديث لـ”طريق الشعب”، الى وجود “عدد من المخالفات الدستورية في عملية رسم الدوائر الانتخابية التي وزعت وفق اماكن وجود القواعد الجماهيرية للكتل المتنفذة، لا على اساس إداري او جغرافي، ورسخت المحاصصة الطائفية والاثنية والقومية”.
وتزيد رئيسة منظمة تموز لمراقبة الانتخابات، ان “القانون سيكرس الطائفية والمناطقية والقبلية وسيحرم الكفاءات والمستقلين من الوصول لمواقع صنع القرار، خلافا للوعود في وقت تشريعه”.
وتقول أيضا ان القانون “يسهل استخدام المال السياسي في شراء الاصوات والدعايات الانتخابية”.
وتجد الشيخ علي ان “القانون بني على اساس التمثيل المناطقي، ما يخالف المهمة الاساسية لمجلس النواب في تشريع القوانين والمراقبة على اساس وطني، ما سيحول النائب الى ممثل معني بصورة اكبر في متابعة القضايا الخدمية وغيرها من المعاملات في مناطقهم وهذا بخلاف واجبات عضو مجلس النواب”.
وتستبعد المتحدثة “اقامة الانتخابات في موعدها المحدد من قبل الحكومة في 6 حزيران المقبل”، انما تحتمل صدور قرار من قبل الجهات ذات العلاقة “بتغيير الموعد”.

إيجابيات القانون وسلبياته
ويفنّد الخبير في الشأن الانتخابي دريد توفيق “ادعاءات الكتل السياسية بكون الدوائر الصغيرة والترشيح الفردي يعطي مساحة للناشطين والمستقلين في الوصول الى مواقع صنع القرار”، مؤكدا ان “هذا الادعاء لا أساس من الصحة له، ومع ذلك لابد من مراجعة ايجابيات وسلبيات القانون”.
ويشير توفيق في حديث لـ”طريق الشعب”، الى أن “ايجابيات القانون هي تقليل كلفة الدعاية الانتخابية، وسهولة مراقبتها، وعدم الحاجة لدعم زعماء الكتل السياسية للمرشحين، فضلاً عن حرمانهم من الاستفادة من فائض الاصوات التي يحصدونها”.
في حين أن سلبيات القانون “عديدة”، بحسب المتحدث، ومن بينها “لم يحدد سقف معين للإنفاق المالي وفتح الباب على مصراعيه امام من يمتلك المال السياسي، لتغيير وجهة نتائج الانتخابات بسهولة جداً، من خلال استغلال الازمات الاقتصادية التي يعاني منها المواطنون، والتي ستسهل عملية التلاعب في نتائج الانتخابات”.
وينوّه توفيق بـ”وجود ثغرات فنية ضمن القانون؛ ففي المادة 15 ثالثا اعتمد نظام الفائز الاول، وهذا النظام على وفق الأنظمة الانتخابية يعمل مع الدوائر المفردة، وليست المتعددة وكان من الافضل الاعتماد على نظام الصوت الواحد غير المتحول، حيث تشترط الانظمة الانتخابية العالمية تعامل نظام الفائز الاول في الدوائر المفردة فقط، ومن غير المعقول إقرار قانون غير متجانس”. ويتابع الخبير الانتخابي، أن “الدستور حدد طريقة اجراء الانتخابات في حال عدم اكتمال مجلس النواب دورته الاعتيادية، ونص على تقديم طلب من رئيس الجمهورية الى مجلس النواب للموافقة على حل نفسه قبل شهرين من موعد اجراء الانتخابات، وعليه يجب على المفوضية عدم البدء في استعدادات اجراء الانتخابات قبل اجراء ذلك”.
ويجد توفيق أن “من غير المعقول البدء في الاستعدادات وصرف الاموال في ظل الازمة الاقتصادية، ونحن لا نعلم هل سيوافق مجلس النواب على حل نفسه من عدمه”، متكهنا “قد يترك الامر للمزايدات السياسية، خاصة ان لا احد باستطاعته اجبار مجلس النواب على حل نفسه سواه”. ويقدر المتحدث، حاجة المفوضية الى حوالي “6 - 8 أشهر من اجل الاستعداد لإجراء الانتخابات، وترتيب التزاماتها، فضلاً عن حاجتها لقرابة 200 مليون دولار، لإجراء الانتخابات”.
كما يشير الى ضرورة “دفع اجور 300 الف من موظفي يوم الاقتراع، تقدر أجورهم بحوالي 60 مليار دينار، والمصاريف الاخرى المتعلقة في صناديق الاقتراع والاوراق والاحبار واجهزة العد والفرز وانتخابات الخارج”.
ويتساءل توفيق، “ماذا ستفعل المفوضية في حال رفض المجلس حل نفسه؟”.

تقسيم يزيد الاحتقان
ويؤكد توفيق ان “القانون قسّم محافظة كركوك بطريقة معيبة، كرست المحاصصة الطائفية والقومية. وكان على المشرع، ابقاء المحافظة دائرة واحدة لضمان عدم الاحتقان وغبن حق المكونات، وتلافي اي صراع محتمل”، مكررا ان “الصيغة الحالية للقانون تدعو للاصطفاف والفرقة وفصل السكان على اساس قومي وطائفي”.
وينتقد “جعل البلاد حقلا للتجارب من قبل مجلس النواب، من خلال ابتداع طريقة لتقسيم الدوائر الانتخابية، على وفق الكوتا النسائية، ولم يعتمد المعايير الدولية في التقسيم على اساس الوحدات الادارية او الكثافة السكانية”.
ويبيّن الخبير ان “العراق يفتقد دولة المؤسسات التي بإمكانها توفير بيئة انتخابية صالحة، في ظل انتشار السلاح السائب والمليشيات والسيطرة على موارد الدولة من الصعب اجراء انتخابات نزيهة”.
ويرى توفيق ان “القانون الحالي سوف يمنع المستقلين والكفاءات من الوصول الى مجلس النواب، بعد توزيع الدوائر الانتخابية على وفق تقسيم طائفي وقومي، خاصة ان اغلب الكفاءات العراقية تتوزع اصواتها على صعيد المحافظة او على مستوى البلد”.

ضرورة منع الفاسدين من الترشّح
وفي شأن قرار مجلس الموظفين في استبعاد الفاسدين المشمولين في العفو العام، من المشاركة في الانتخابات، يعتقد الاكاديمي مزهر الساعدي، أن “كل انسان ارتكب مخالفة للقانون او جريمة مالية او غير مالية، وأصدر القضاء بحقه عقوبة معينة، هو غير مؤهل ليكون عضوا في مجلس النواب، كونه خالف القانون واستحق العقوبة، وشمول هؤلاء في العفو العام يثبت الجرائم عليهم وليس تبرئتهم منها”، محدداً “مشكلة الطبقة السياسية في العراق، بعدم احترام القضاء او الدستور. انما تطبيق النظام هو اخر اهتماماتهم”.
ويشدد الساعدي، في حديث لـ”طريق الشعب”، يوم امس، ان “مجلس النواب هو اعلى سلطة في البلد ويتولى مهمة مراقبة الاداء الحكومي وتشريع القوانين، وفي حال وصول الفاسدين اليه سيجلبون الويلات معهم ويمررون مخالفاتهم من خلاله”، مبرهنا على ذلك بـ”تشريع مجلس النوب الحالي لأسوأ قانون في العالم” في اشارة الى قانون أسس معادلة الشهادات.
0000000000000000000000000000000000000000000000000000

قانون الانتخابات يصادر مطاليب المنتفضين بتشريع عادل
زهير ضياء الدين

صوت مجلس النواب على قانون انتخابات مجلس النواب العراقي رقم (9) لسنة 2020 في جلسته الرابعة والعشرون المنعقدة بتاريخ 24 /12 /2019 وبحضور (184) نائب واجل التصويت على الدوائر الانتخابية لوقت لاحق وانتهى من التصويت على الملحق المتضمن تقسيم الدوائر الانتخابية على المحافظات في جلسته الثامنة عشر المنعقدة بتاريخ 29/10/2019 وبحضور (168) نائب وبذلك يكون قد انجز التصويت على القانون بأكمله واصبح للنشر في جريدة الوقائع العراقية ليصبح نافذا بعد شهور عديدة من المماطلة.
وسنتناول في موضوعنا هذا اهم ما تضمنه هذا القانون من عناصر ايجابية وسلبية من خلال المقارنه مع قانون انتخابات مجلس النواب العراقي رقم (45) لسنة 2013 (المعدل ) والذي تمت بموجبه الانتخابات العامة في سنة 2018 لغرض وضع القارئ في الصورة.
• حدد القانون الحد الادنى من العمر للمرشح بمقدار (28) ثمانية وعشرون سنة عند الترشيح وفقاً لما نصت عليه (المادة الثامنة اولاً) من القانون بعد ان حدد المشروع المعروض على مجلس النواب العمر بمقدار (25) سنة خلافاً للقانون رقم (45) لسنة 2013 والذي كانت ( المادة 8 اولا ) منه على (ان لا يقل عمر المرشح عن( 30 ) ثلاثون سنة عند الترشيح وبذلك يكون النص ضمن القانون الجديد منصفاً لشريحة الشباب لفتح المجال امامهم للمشاركة في الترشيح لانتخابات مجلس النواب.
• وجاء في ( المادة 8/ رابعاً) التي اشترطت ان يكون المرشح حاصلاً على شهادة الدراسة الاعدادية على الاقل او ما يعادلها خلافاً للتعديل الاول من قانون انتخابات مجلس النواب رقم (45) لسنة 2013 الذي نصت (المادة /2/ رابعاً ) منه على ان يكون المرشح حاصلاً على شهادة البكالوريوس او ما يعادلها وبذلك فسح المجال امام شريحة اوسع للترشيح حيث ان الشهادة الدراسية لم تكن معياراً ثابتا في هذا المجال.
• واعتمد قانون الانتخابات رقم (45) لسنة 2013 بموجب التعديل الاول نظام سانت ليغو المعدل لغرض تقسيم الاصوات على القوائم المتنافسة على الاعداد - (9,7,5,3,1.7 ,....الخ) وبعدد المقاعد المخصصة للدائرة الانتخابية وبذلك ضمن هيمنة الاحزاب الكبيرة المستفيدة من نفوذها وامكانياتها المالية للحصول على اكبر عدد من المقاعد مستبعدة القوائم الصغيرة من فرصة الحصول على المقاعد في حين اعتمدت المادة (15) من القانون الجديد نظام انتخابي جديد يتمثل بتقسيم المحافظة الى دوائر متعددة ويكون الترشيح فردياً ًضمن الدائرة الانتخابية وفقا لعدد الاصوات التي حصل عليها كل منهم ويعد فائزاً من حصل على اعلى الاصوات على وفق نظام الفائز الاول وهكذا بالنسبة للمرشحين المتبقين وفي حالة تساوي اصوات المرشحين لنيل المقعد في مجلس النواب يحل محله المرشح الحائز على اعلى الاصوات في الدائرة الانتخابية وحدد ملحق جداول توزيع الدوائر الانتخابية والمقاعد النيابية في مجلس النواب العراقي بقانون الانتخابات والذي حدد عدد الدوائر الانتخابية في كل محافظة وكما يأتي (بغداد (17) البصرة (6) ذي قار (5) ميسان (3) بابل (4) المثنى (2) واسط (3) الديوانية (3) كربلاء (3) النجف (3) ديالى (4) صلاح الدين (3) دهوك (3) اربيل (4) السليمانية (5) الانبار (4) نينوى (8) كركوك (3) عدد المقاعد في كل منطقة انتخابية من (3-5) مقاعد بضمنها مقعد واحد للنساء وبلغ العدد الكلي للدوائر الانتخابية في العراق (83) دائرة وهي تمثل عدد مقاعد النساء في مجلس النواب وقد اعتمدت القوى الفاعله في مجلس النواب هذا النظام بما يؤمن القدر الاكبر من مصالحها ملتفة على مطالب الانتفاضة سعيا منها للحصول على اكبر قدر من المقاعد من خلال تقسيم الدوائر الانتخابية ضمن المحافظات وفقاً لمنطاق نفوذها ولتقييم النظام الانتخابي الذي اعتمده هذا القانون المتمثل باعتماد الترشيح الفردي والدوائر الانتخابية المتعددة ضمن كل محافظة والذي نفترض ان يشكل احد ثمرات انتفاضة تشرين والتي كان من بين اهدافها الرئيسية الوصول الى انتخابات عادلة تعكس حاجات المواطن ومن ابرزها تعزيز الهوية الوطنية بعيداً عن الهويات الفرعية المتمثلة بالطائفية والعشائرية التي يساعد النظام الانتخابي المعتمد بموجب هذه القانون بتحقيقها مما يشكل مأخذا رئيسيا عليه ومن بين النتائج السلبية التي ستحقق بموجب هذا القانون عدم الوصول الى مستوى عال من التمثيل لكل نائب للناخبين وبالتالي هدر نسب كبيرة من الاصوات لعدم تمثيلها من قبل اعضاء مجلس النواب المنتخبين حيث ان وجود عدد كبير من المرشحين ضمن الدائرة الانتخابية وفوز المرشحين الحاصلين على اعلى الاصوات سيؤدي الى هدر الاصوات الممنوحة لبقية المرشحين والتي قد تصل الى (70%) من الاصوات اي ان المرشحين الفائزين سيمثلون حوالي (30%) من الناخبين فقط. وكان بالإمكان تلافي هذه الحالة السلبية من خلال اشتراط حصول الفائزين ما لا يقل عن (50%) من اصوات الناخبين باعتماد نظام الانتخاب على مرحلتين.
ويبقى النظام الانتخابي الافضل هو اعتماد العراق كمنطقة انتخابية واحدة يتنافس فيها المرشحين لإشغال مقاعد مجلس النواب خاصة وان النائب المنتخب يمثل جميع العراقيين ولا يمثل من انتخبه فقط ويتميز هذا النظام بالسهولة في الحصول على النتائج وتقليل تكاليف تامين متطلبات الانتخاب كما سيؤدي هذا القانون الى تعطيل قانون الاحزاب الذي اقره مجلس النواب والذي يتضمن بشكل اساسي استبعاد القوى السياسية التي لها اذرع عسكرية والتي لم ينص عليها ضمن قانون الانتخابات الجديد
وكان اعتماد نظام البطاقة الانتخابية البايومترية احد الجوانب الايجابية التي ستحد الى قدر كبير من عمليات التزوير التي تمت بشكل كبير في انتخابات مجلس النواب عام 2018الا ان تجويزه استخدام البطاقة السابقة الى جانب البطاقة البايومترية يفتح الباب مجددا امام التزوير.
وفي الختام من المفيد ان نشير الى بعض المتطلبات الضرورية التي على الدولة توفيرها لضمان اجراء الانتخابات وفي مقدمتها ان تكون مفوضية الانتخابات بكافة تشكيلاتها نزيهة وبعيدة عن التأثيرات الخارجية اضافة الى توفير الحماية الامنية لجميع المراكز الانتخابية وتوفير البيئة الامنية والسياسية والاجتماعية وتشجيع الناخبين على المشاركة الواسعة في الانتخابات والإدلاء بأصواتهم بحرية دون التعرض للضغط والتهديد والاغراءات وتعرض اصواتهم للمصادرة والتزوير وابعاد السلاح المنفلت بكل صورة.
*********

ص4

لجنة برلمانية تستعد لـ «جولات ميدانية» لتقييم اداء المحافظين
محافظات بلا خدمات.. نفايات متراكمة، نقص دوائي وطرق لـ «الموت»
طريق الشعب ـ خاص

استطلعت جريدة “طريق الشعب”، على مدى الاسبوع الماضي، وعبر شبكة مراسليها في عدد من المحافظات، آراء مواطنين: كسبة، عاطلين، موظفين حكوميين وعاملين في القطاع الخاص، لأجل التعرّف إلى الواقع الراهن للخدمات العامة، في مناطقهم؛ إذ أن تشخيص المشكلات، يساعد كثيراً في استشراف الحلول، التي تمكّن القطاعات الانتاجية من تنمية قدرتها، بما يخدم الناس.
وخلال عقود مضت، واجه العراق ظروفا صعبة ومعقدة، انعكست بشكل مباشر وغير مباشر على واقع الاقتصاد، ما أدى إلى بروز مشاكل عدة، من بينها تعطيل الطاقات الإنتاجية، وانتشار ظاهرة البطالة بين الشباب، بما يزيد على 40 في المائة، وفقا لبعض الاحصائيات.
البصريون عطاشى
وحتما، كان لمحافظة البصرة أولوية في إعداد هذا التقرير، لأنها المحافظة الاكثر سخاءً في رفد خزينة الدولة بالأموال، لقاء مبيعات النفط. في مقابل تحوّل تلك النعمة الى نقمة على سكانها، في مختلف المناطق، التي تئن معاناة، حرمانا وجوعا.
ورصد مراسل “طريق الشعب” من أحاديث الناس، عددا من المشكلات، التي يقاسونها منذ سنوات، من دون حلول ناجعة. وبالتاكيد فإن أبرز تلك المشكلات تخص المياه الصالحة للشرب.
ويقول يونس السليطي (موظف حكومي) لمراسلنا، إن “كثيرا من المضخات في مشاريع التصفية، مرارا ما تتعرض الى اعطال”.
ويضيف، أن أغلب الانهار والمبازل، وقناة البدعة، تعاني “تراكم الطمي والحشائش”، مؤكدا ان ذلك يؤثر في انسيابية المياه “لتصل الى 6 متر مكعب بالثانية”.
ويشير السليطي الى وجود “انسدادات كبيرة” في شبكات المجاري.
ويصف المتحدث الخدمات الصحية بأنها “ضعيفة”.
ويشكو المواطنون، وفقا للسليطي، من “انتشار البسطات الخاصة ببيع الفواكه والخضار على الطرقات العامة” في اشارة الى شح فرص العمل، وانتشار البطالة والفقر.
لكن يونس يقرّ “هناك تحسن في الكهرباء”، ربما يعود ذلك الى اعتدال الطقس.

ميسان: لا توجد خدمات
وفي شهادة محافظة ميسان، يتبين أن ما يعانيه مواطنوها، ليس ببعيد عن أزمات جيرانهم البصريين. انما فيروس كورونا “عطل كل شيء هناك” كما يقول أركان المكصوصي (كاسب).
ويضيف المكصوصي في حديثه لمراسل “طريق الشعب”، أغلب الشركات العاملة في المحافظة، أوقفت العمل في المشاريع الخدمية، الامر الذي انعكس سلبا على معيشة الميسانيين.
ويذكر المتحدث، ان أغلب دوائر الدولة (البلدية، الري، الزراعة) وغيرها، استأنفت الدوام الطبيعي، لكنه يجد ان “الخدمات التي تقدمها تلك الدوائر لا تلبي الطموح”.
ويشكو المكصوصي، سوء الخدمات الصحية.

السماوة: وضع صحي مقلق
بينما لا يزال الوضع الصحي في السماوة “غير مستقر”، وفقا لمراسل “طريق الشعب”.
ويؤشر المراسل “تزايدا في عدد اصابات كورونا في المحافظة”، بسبب عدم التزام المجتمع بأية توجيهات صحية “الاسواق مليئة بالناس”.

واسط: واقع صحي مشلول
وفي محافظة واسط، أبدى الناس في أحاديثهم لمراسل “طريق الشعب”، تذمرا كبيرا من تردي القطاع الخدماتي، قائلين: “الخدمات مشلولة، تقريبا، في جميع الميادين”.
ويذكر مرتضى عنبر (مدرس)، في حديثه لـ”طريق الشعب”، انه “نتيجة لقلة الخدمات الصحية وعدم الرعاية في المستشفيات، كثرت الاصابات بفيروس كورونا”.
ويؤشر عنبر “ضعفا كبيرا في التزام المواطنين بالاجراءات الوقائية”.
ويعتقد أن محافظته “الاولى في عدد الاصابات قياسا لعدد سكانها”.
الديوانية: طرق تصلح للموت
وضمن تقرير محافظة الديوانية، أكد المواطنون، ان “الخدمات الصحية التي تقدم للمواطنين غير كافية”.
ويشير محمد الغانمي (خريج) إلى وجود “نقص كبير في العلاجات والمستلزمات”.
ويؤكد الغانمي لمراسل “طريق الشعب”، وجود “تحسن في التجهيز الكهربائي، حيث وصل لـ 20 ساعة يوميا”.
ويقول الغانمي، ان أغلب الطرق والجسور “متهالكة”، الامر الذي يعزز حوادث السير اليومية وما تسفر عنه من وفيات.
ومعروف أن أغلب الطرق الخارجية التي تمر عبر الديوانية يطلق عليها “طرق الموت”، بفعل الحوادث التي ادت الى كثير من الوفيات.
ويتهم الغانمي، الحكومة المحلية بـ”الإهمال”، لافتا الى “انجاز مدارس جديدة، لا تتجاوز عددها اصابع اليد”.

بغداد: رحلة البحث عن الأدوية
في المراكز الحكومية
أما في العاصمة بغداد، فيتشارك الناس في شكوى واحدة تتحمل مسؤوليتها دوائر البلدية، بخاصة في جانب الرصافة: “تراكم النفايات في بعض الشوارع، وانتشار بسطيات جزر المواشي على الارصفة العامة، بشكل عشوائي”.
وأشارت أحاديث أغلب المواطنين لمراسل “طريق الشعب”، الى القلق من “اعداد الإصابات بفايروس كورونا”، بسبب “اهمال الناس لموضوع الإجراءات الوقائية، وعدم الالتزام بلبس الكمامات والكفوف” هكذا يعلل أحمد أمير.
ويردف أمير (مدرس) كلامه بأن الناس تولدت لديها قناعة بـ”خطورة مراجعة المستشفيات الحكومية كونها اصبحت موبوءة”، مضيفا ان “المصابين ـ وبسبب الزخم الكبير ـ يشكون الاهمال الصحي”. ويواصل المتحدث كلامه عن الواقع الصحي، قائلا ان “الاجهزة المستخدمة للعلاج في المستشفيات الحكومية، تنتقل من مريض الى اخر بطريقة تزيد من مخاطر المرض، وربما تعرض الكثيرين للوفاة”.
فيما يتحدث فاضل عباس (عامل بناء) عن ارتفاع اسعار المواد الانشائية مشيرا الى ان سعر الطابوق ارتفع من 450 الفا الى اكثر من 650 الف دينار (دبل واحد)، ومؤشر اسعار المواد الاخرى، ازدادت أيضا كـ شيش التسليح وغيره.
ويلاحظ عباس في حديثه لـ”طريق الشعب”، ارتفاع أسعار بعض المواد الغذائية، بسبب تأخر صرف مفردات التموين: الرز، الزيت والسكر.
ويضيف عباس، ان الناس تعاني قلة وضعف الخدمات في معظم المراكز والمستوصفات الصحية. هناك شح في الادوية، وعدم توفر الأشعة والسونار في أغلبها.

ديالى: على قدر النفوذ تأتي الخدمات
وشمال العاصمة بغداد، يبدو ان هناك “تمييزا مناطقيا”؛ إذ يشكو سكان بعض القرى في محافظة ديالى “ضعف الخدمات في ما يخص الكهرباء والماء، والخدمات البلدية”، لكنهم يشيرون الى ان قرىً أخرى لا تعاني من ذلك بسبب أنها “تابعة لبعض المتنفذين”، بحسب قول مصطفى السعدي.
ويؤكد السعدي، ان “مناطق المتنفذين” تتمتع بخدمات أفضل من مركز المحافظة ـ بعقوبة.
وفي تصريح سابق لـ قائمقام بعقوبة، عبد الله الحيالي، يصف مركز المحافظة بأنها “شبه قرية”.
ويقول أحمد الشمري من حي اليرموك (الكاطون)، ان أغلب شوارع المنطقة “متهالكة”، لافتا الى ان مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين “صفر”.
ويشير الشمري الى ان عدد سكان الحي قد يصل الى 300000 نسمة.
وتحدث مواطنون آخرون عن حي المفرق، مؤشرين المعاناة ذاتها التي يقاسيها أهالي اليرموك.
وجاء في تقرير مراسل ديالى، ان الناس في جميع المناطق تشكو ظاهرة “الكلاب السائبة”.
وينتظر مدير صحة المحافظة اطلاق التخصيصات المالية لمعالجة تلك الظاهرة، حسب ما ينقل المواطنون.

كركوك: مشاريع خدمية “بطيئة”
وفي محافظة كركوك، بدا الوضع هناك أفضل من بقية المحافظات، بحسب ما يقول المواطنون.
وتقول زينب علي (مدرسة) لمراسل “طريق الشعب”، “أغلب مناطق المحافظة تشهد أعمال مشاريع خدمية، من تبليط ومجار وغيرهما”، لكنها تشير الى “بطء ملحوظ في الانجاز، برغم دخولنا موسم الشتاء”.
وفي ما يخص النفايات والخدمات البلدية، تقول زينب “لا تزال أكوام النفايات تتراكم في أغلب المناطق”، داعية إدارة المحافظة الى معالجة ذلك “بشكل يومي”.
وتحدث المواطنون للمراسل عن قيام قائمقامية كركوك، في الاشهر الاخيرة، برفع الكثير من التجاوزات على الاراضي، الامر الذي “أثّر على عوائل كثيرة أضحت بلا مأوى”.

الخدمات البرلمانية تتحرك
على المحافظات
وتعتزم لجنة الخدمات في مجلس النواب، إجراء “جولات ميدانية في المحافظات”، قريبا، لتقييم مستوى الخدمات وعمل المحافظين، وتقديم تقارير لمجلس الوزراء عن المقصرين.
وقال عضو اللجنة برهان المعموري، في تصريح صحافي، تابعته “طريق الشعب”، إن “هناك تراجعا واضحا على المستوى الخدمي في المحافظات، لاسيما في مشاريع البنى التحتية كالماء والكهرباء والمجاري وإكساء الطرق، ما يضع علامة استفهام حول دور المحافظين إزاء تراجع الخدمات”.
وأضاف، أنه “بالرغم من الوضع الأمني المستقر ودعم السلطتين التشريعية والتنفيذية للارتقاء بالواقع الخدمي، إلا أن هناك تباطؤا وانعداما في المشاريع الاستثمارية التي تدخل في صلب اهتمامات المواطنين في المناطق المحرومة كمشاريع الإسكان وتشييد المطارات والأبنية المدرسية وغيرها”.
وأشار إلى، أن “لجنة الخدمات وجهت كتباً رسمية للمحافظين للاستعلام عن المشاريع المتلكئة وأسباب تراجع الواقع الخدمي”.
وتابع المعموري، أن “الأيام المقبلة ستشهد جولات ميدانية للاطلاع عن كثب على مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين في محافظات البلاد، والوقوف على أداء المحافظين، وتبيان فيما إذا كان هناك شبهات فساد أو تقصير بشأن عملهم، طوال مدة تسنمهم المنصب، وتقديم تقارير مفصلة لمجلس الوزراء ليتخذ الإجراءات المناسبة بصددها”.
وكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، وجّه في وقت سابق، بتشكيل فريق وزاري يتولّى مراجعة أداء المحافظين، والدوائر الخدمية في المحافظات برئاسة وزير الداخلية عثمان الغانمي، وعضوية عدد من الوزراء والمختصّين، للوقوف على أسباب التقصير في تقديم الخدمات للمواطنين، ومراجعة أداء المحافظين والدوائر الخدمية في المحافظات، واتخاذ إجراءات حازمة لتشخيص مكامن الفساد ومعالجة حالاته.
**************

 

ص 5

من الصرف الصحي إلى مخلفات المصانع والمستشفيات
تلوث الأنهار.. خطر محدق يهدد بتفشي السرطان


بغداد - وكالات
يوماً بعد آخر يفقد نهرا دجلة والفرات قدرا كبيراً من صفاء مياههما، خاصة في المدن العراقية الكبيرة التي يمرّان بها، حيث تتزاحم عليهما أنابيب مياه الصرف الصحي الثقيلة والمنشآت الصناعية.
وفي الوقت الذي يؤكّد فيه مسؤولون حكوميون أنّ معدلات السرطان المتصاعدة في البلاد ليست نتيجة الحرب وآثار الأسلحة فقط، بل ان لها أسبابا بيئية أيضاً، منها ما هو متعلّق بالمخلّفات التي تُرمى يومياً في دجلة والفرات، تقرّ وزارة الصحة بأنّ مليون متر مكعب من مياه الصرف الصحي الثقيلة وغير المعالجة تصبّ يومياً في هذين النهرين، مؤكّدة أنّ ملف الصرف الصحي والمخلّفات في نهري دجلة والفرات، أصبح مشكلة تؤرق المؤسسات الصحية بشكل كبير.
وتكمن خطورة مياه الصرف الصحي في تهالك محطّات تصفية مياه الشرب - وفقاً لما يذكره الخبير في وزارة الصحة خالد الشيخلي، الذي يشير إلى أن السكّان يتأثّرون بهذا التلوث، رغم اعتماد غالبيتهم على المياه المعبّأة في الشرب والطبخ، مستدركا في حديث صحفي، “لكن هناك شريحة فقيرة تشرب من مياه الإسالة، وهذه الفئة أكثر عرضة للمشكلات الصحية”.
ويرى الشيخلي أنّ العراق بحاجة إلى محطّات لمعالجة الصرف الصحي ومياه المصانع والمستشفيات وغيرها، بدلا من رميها في النهرين، لافتا إلى أن “الثروة السمكيّة باتت مهدّدة بشكل غير مسبوق بفعل هذه المخلّفات، التي صارت تقتل الكائنات الحيّة في الأنهر”.
من مصدر للحياة إلى مصدر للموت
يقول الخبير البيئي عبد الرحمن الزبيدي، إنّ أبرز معالم العراق الاقتصادية والسياحية والبيئية باتت تشكل خطراً كبيراً على الإنسان.
ويتحدّث الزبيدي عن الأنهر التي تحوّلت إلى “مصدر موت بعد أن كانت مصدر حياة”، موضحا في حديث صحفي، أن “ما يحصل الآن وقبل سنوات، هو أنّ كميّات المخلّفات غير الصحية وغير المعالجة التي تُرمى يومياً في الأنهر، لم تنقص، في حين أنّ المياه العذبة تنقص باستمرار وبشكل كبير، ما تسبّب في حصول تلوث خطير انتقل تأثيره السلبي إلى الإنسان والثروة السمكية كما النباتات”.
الملوحة تقتل الأسماك
المسؤول في وزارة الزراعة، أحمد رعد، يشير من جانبه إلى أنه “كلما اقتربنا من المدن، زادت نسبة تلوث المياه، والتي قد تصل إلى 80 في المائة”، مبينا أن نسبة ملوحة المياه في دجلة والفرات، ارتفعت كثيرا، الأمر الذي يتسبب في نفوق الأسماك النهرية والكائنات الحية الأخرى، فضلا عن التأثير السلبي على الزراعة.
ويؤكد رعد تدهور نوعية المياه الواصلة إلى العراق، معللا ذلك بـ “قيام دول الجوار برمي مياه مبازل مشاريعها الزراعية ومياه الصرف الصحي في دجلة والفرات”.

المناطق الشمالية والغربية مهددة أيضا
ولا تقتصر الخطورة على المناطق الوسطى والجنوبية من العراق، فالمناطق الشمالية والغربية التي يدخلها النهران، مهددة أيضا بالتلوث، وهو ما يؤكّده الناشط البيئي خيري الجبوري، الذي يقضي كثيراً من وقته في صيد الأسماك بنهر دجلة في مدينة الموصل.
يقول الجبوري في حديث صحفي، إنّ “النهر أصبح مكباً للنفايات ومخلّفات المستشفيات والصرف الصحي والمنشآت الصناعية”، ذاكرا منشآت عدة تتسبّب في حصول “دمار كبير” للنهر، أبرزها معامل الحصى والرمل والاسمنت والطاقة الحرارية الكهربائية والكبريت، إلى جانب آبار النفط.
ويلفت إلى أنّ تلك المنشآت تستفيد من مياه النهر في عملها من جهة بينما تتخلّص من مخلفاتها برميها في النهر، من جهة أخرى.


*************

«مركز الأورام» في البصرة
يفتقر لمستلزمات العلاج

البصرة – وكالات
شكا مواطنون في مدينة البصرة، عدم توفر المستلزمات الطبية والعلاجية والخدمية في مركز الأورام وأمراض الدم بمستشفى الصدر التعليمي في المدينة.
وأوضح المواطنون في رسالة بعثوها إلى وكالة «المربد» ونشرتها الأخيرة على موقعها، أن المركز يفتقر للمواد المختبرية الخاصة بفحص مرضى السرطان، الأمر الذي يضطر المرضى إلى اللجوء للمختبرات الأهلية باهظة التكاليف.
واضافوا ان «المركز يفتقر أيضا للعلاجات والمغذيات، وحتى (الشراشف)»، مناشدين الجهات المعنية توفير تلك المستلزمات.

************

قرّاء المقاييس في المثنى يطالبون بتحويلهم إلى العقود

السماوة – وكالات
نظم عدد من قراء المقاييس العاملين بالأجر اليومي في دائرة توزيع كهرباء المثنى، الاثنين الماضي، وقفة احتجاج قرب الدائرة، طالبوا فيها بتحويلهم إلى نظام العقود والإسراع بصرف مستحقاتهم المتأخرة وتحسين أجورهم.
وقال عدد من المشاركين في الوقفة، ان مطلبهم الرئيس هو التحويل لنظام العقود، وذلك استنادا إلى القرار 315 بدلا من القرار 241، والذي يضمن لهم تحسين الأجور وضمان صرفها.
واشاروا إلى أنهم يواجهون عدم تجاوب من قبل المستهلكين عند المطالبة بدفع الجباية، ما يقلل بشكل كبير من أجورهم المحددة بنسبة ٥ في المائة من مجموع الجباية.

**************
مواطنون يناشدون تنظيف «جزيرة السندباد» في البصرة

البصرة – وكالات
ناشد مواطنون في مدينة البصرة، الحكومة المحلية ومديرية البلدية تنظيف «جزيرة السندباد» السياحية وسط شط العرب، داعين إلى توفير بعض الخدمات والمرافق السياحية فيها، من مسطبات للجلوس وحاويات لرمي النفايات، فضلاً عن الاهتمام بالمزروعات وتبليط الطرق الداخلية.
وأوضحوا في حديث صحفي، ان الجزيرة تفتقر لجميع الخدمات التي يحتاج اليها المواطنون الذين يقصدونها مع عائلاتهم للتنزه والترفيه، مؤكدين أن الخدمات المطلوبة بسيطة ولا تحتاج الى اموال طائلة او الانتظار لحين احالة المشروع الى جهة استثمارية.
ولفت المواطنون إلى أن جزءاً من إهمال الجزيرة وتراكم النفايات فيها، يتحمل مسؤوليته المواطن «فالبعض يترك بقايا الطعام والقمامة في مكانه، دون جمعها ووضعها في المكان المناسب، ما جعل النفايات تتراكم بصورة كبيرة وتتسبب في تلوث مياه النهر».
إلى ذلك، دعا عدد من الشباب الى إطلاق حملات طوعية لتنظيف الجزيرة، وتوعية المواطنين بأهمية المحافظة على نظافتها من خلال الوسائل الاعلامية.

**************

أهالي حي السلام: ارفعوا أكوام النفايات عن شوارعنا
بغداد – ماجد مصطفى عثمان

شكا سكان المحلة 408 في حي السلام (الطوبجي) بجانب الكرخ من بغداد، انتشار أكوام النفايات في شوارع المحلة "بصورة لافتة للنظر"، خاصة في الزقاق ٨، مشيرين في حديث لـ "طريق الشعب"، إلى أن هذه المشكلة أثرت سلبا على الواقعين البيئي والصحي في المنطقة.
وناشد أهالي المحلة، مديرية بلدية الكاظمية رفع النفايات عاجلا، وإرسال الكابسات إلى المنطقة بشكل منتظم، مع توفير أعداد كافية من حاويات جمع الأنقاض.

 

**************

أهالي "سيد دخيل" يشكون شح المياه

الناصرية – وكالات
شكا اهالي قضاء سيد دخيل في محافظة ذي قار، شح المياه التي تصل إليهم عبر "شط آل إبراهيم" في القضاء، مناشدين وزير الموارد المائية زيارتهم والاطلاع على معاناتهم. وقال عدد من الأهالي في حديث صحفي، أن المنطقة تعاني منذ سنوات، سوء تنفيذ مشروع تبطين "شط آل إبراهيم"، ما أعاق وصول نسب كافية من ماء الإسالة، وماء السقي. ولفتوا إلى ان الازمة تفاقمت خلال الفترة الأخيرة، الامر الذي ينذر بتفاقمها أكثر خلال الايام المقبلة، في حال عدم وضع الحل المناسب لها. ومن جانب ذي صلة، أوضحت دائرة الموارد المائية في ذي قار، أسباب شح المياه في "شط آل إبراهيم"، والتي من أبرزها التجاوزات الحاصلة على "نهر الغراف" الذي يزوده بالمياه، مبينة أن الوحدات الإدارية لا تتعاون في هذا الجانب، بالرغم من مواصلة كوادر الدائرة إغلاق تلك التجاوزات. وذكرت الدائرة أن هناك سببا آخر للأزمة، يتمثل في تأخر تبطين شطي "الشطرة" و"الكسر" بسبب الأزمة المالية، مؤكدة أن شح المياه يكون فقط في بداية الخطة الزراعية الشتوية، ولا يستمر خلال الموسم الزراعي.

*************

مواساة

*تعزي محلية المثنى للحزب الشيوعي العراقي عائلة آل ديبس بوفاة الرفيق نعيم كريم ديبس(ابو رياض) للفقيد الذكر الطيب، ولعائلته الصبر والسلوان.


ص6
على الرغم من تحريض ترامب البغيض
«الفرقة التقدمية» في الكونغرس الأمريكي تزداد قوة
رشيد غويلب

على الرغم من اعلان انتصار بادين في انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة، وتواصل برقيات التهنئة من خارج البلاد وداخلها، بما في ذلك من نواب جمهوريين، الا أن ترامب لا يزال يتحدث عن إعلان انتصاره المرتقب في الأسبوع المقبل. ومع انشغال العالم وترقبه لنتائج الانتخابات، وانعكاساتها على السياسة العالمية، هناك تطور مهم بالنسبة لقوى اليسار والتقدم في الولايات المتحدة، ومستقبل الصراع السياسي فيها، لا يجري تسليط الضوء عليه بالقدر الكافي، الا وهو زيادة عدد النواب التقدميين في الكونغرس الأمريكي، أو ما يسمى إعلاميا بـ “الفرقة التقدمية”.
لقد عززت القوى التقدمية سلسلة الانتصارات التي بدأت مع انتخابات الكونغرس النصفية في عام 2018، فأعيد انتخاب عضوات الكونغرس الأربع المعروفات باسم “الفرقة” الإكسندريا أوكاسيو كورتيز من نيويورك، وإلهان عمر من مينيسوتا، وأيانا بريسلي من ماساتشوستس، ورشيدة طليب من ميشيغان لعضوية مجلس النواب الأمريكي.
فازت اليسارية الإكسندريا أوكاسيو كورتيز بولاية ثانية، وهزمت منافسها الجمهوري جون كامينغز، الذي كان يقود حملة بملايين الدولارات لهزيمتها. وبالنسبة لترامب وشركائه فهي رمز الكراهية بامتياز. وتتحدى الجمهوريين بخطبها الشهيرة، وتستنكر سياسة الهجرة غير الإنسانية التي ينتهجها ترامب، وهي ناشطة في الصفقة الخضراء الجديدة ومناهضة للتمييز في السياسة الأمريكية على أساس الجنس والعنصر. واخيرا وصفها ترامب بأنها “راقصة أحلام عنصرية”.
هزمت إلهان عمر منافستها الجمهورية لاسي جونسون بسهولة، وكانت هدفا لهجمات ترامب المناهضة للمسلمين والمهاجرين بشكل متكرر. وركز الرئيس في هجماته المعادية للمسلمين على إلهان عمر ورشيدة طليب. بل إنه اتهم عمر زوراً بدعم تنظيم القاعدة الإرهابي. وفي العام الفائت حث ترامب الحاضرين في تجمعه على ترديد شعارات ضد الهان عمر مثل “أعيدوهم”، و”خونة”. وفي عام 2018 كتبت رشيدة طليب تاريخا، وأصبحت أول امرأة أمريكية من اصول صومالية تفوز بعضوية الكونغرس وأول امرأة ملونة تمثل ولايتها في العاصمة واشنطن.
وعلى مدى عامين، حاول ترامب جعل “الفرقة” رمزًا لكل شيء يجب على (البيض) الوقوف ضده. لقد صور النساء الأربع الملونات على أنهن المتطرفات عديمات الخبرة، اللواتي سيسببن انهيار الولايات المتحدة. وفي العام الفائت، غرد ترامب أن النساء الأربع كن “مثيرات للشغب”، وأنهن ليس “ذكيات جدًا”. وفي الأشهر الأخيرة من الحملة الانتخابية، زعم ترامب أن المرشح الديمقراطي جو بايدن سيكون “دمية سياسية “ في ايدي الإكسندريا كورتيز وزميلاتها.
ان إعادة انتخاب “الفرقة” ذات أهمية كبيرة لليسار في الولايات المتحدة في مواجهة الهجمات المكثفة من ترامب والجماعات اليمينية المتطرفة وحتى بعض الأعضاء الأكثر يمينية في الحزب الديمقراطي.
ستعزز كوري بوش من ميسوري قوام “الفرقة” في مجلس النواب المقبل. وستكون أول امرأة سوداء من ولايتها تنتقل إلى مجلس النواب الأمريكي. كما ستصنع بوش تاريخا كأول ناشطة في حركة “حياة السود مهمة” تدخل الكونغرس. وفي الانتخابات التمهيدية، هزمت بوش منافستها النائبة الديمقراطية الاسي كلاي. وفازت في السباق الانتخابي ضد مرشحي الحزبين الجمهوري والليبرتاري بأكثر من 70 في المائة من الأصوات. على الرغم من الحرب الدعائية المستمرة التي اعتمدها ترامب لتصوير حركة “حياة السود مهمة” بانها محرضة و “بلطجية” خطرين و “إرهابيين”.
وسينضم من نيويورك جمال بومان، الذي فاز في الانتخابات التمهيدية في تموز الفائت على منافسه الديمقراطي النائب إليوت إنغل. وتم دعم ترشيحه من قبل حزب العائلات العاملة واثنين من أعضاء مجلس الشيوخ هما: إليزابيث وارين وبيرني ساندرز. واكد المدرس الأسود بومان، أن فوز الكسندريا وكاسيو-كورتيز في 2018، شجعه للترشيح، وأن برنامجه “موجه ضد الفقر والعنصرية”. وسيقوم بحملات لإصلاح القانون الجنائي، والتعليم، والرعاية الطبية للجميع، والصفقة الخضراء الجديدة.
واعيد انتخاب شاريس ديفيدز من كانساس وديب هالاند من نيو مكسيكو، وهما من سكان البلاد الأصليين، ومن المتوقع ان يضم أيضا الى الفرقة التقدمية ماري نيومان من إلينوي، وموندير جونز من نيويورك، بالإضافة الى ريتشي توريس، وجونز، وهما من السود الذين يهتمون بملف الحريات والخيارات في حياة الأفراد. وفازت الناشطة في ولاية ديلاوير، سارة ماكبرايد، بمقعد في مجلس الشيوخ. وهزمت سارة ماكبرايد، المتحدثة السابقة باسم حملة حقوق الإنسان، المرشح الجمهوري ستيف واشنطن.
بالإضافة إلى ماكبرايد، أرسل الناخبون في ولاية ديلاوير أيضًا أول امرأة أمريكية مسلمة سوداء الى المجلس التشريعي هي: مدينة ويلسون-أنطوان.
إن هؤلاء جميعًا جزءا من الحراك التقدمي الناشئ الذي يوشك ان يغير مشهد السياسة الأمريكية. إن نمو القوى التقدمية في البرلمانات على المستوى الاتحادي وفي الولايات لن يكون ممكنا بدون ملايين الناس، الذين خرجوا إلى الشوارع ضد الفقر والعنصرية وكراهية النساء ومن أجل المساواة.

قراءات يسارية لهزيمة ترامب
بعد الإعلان عن فوز بايدن وهزيمة ترامب كتب الكثير عن أهمية الحدث، وانعكاساته على التوازنات السياسية في العالم، ولكن العديد من قوى اليسار في الولايات المتحدة الامريكية ركزت على طبيعة الانتخابات وعلاقتها بالصراع السياسي والاجتماعي في البلاد، وماهي الخلاصات الأولية الممكنة. والى جانب مساهمة صحيفة الحزب الشيوعي الأمريكي، سنعرض أيضا موقف “الاشتراكيون الديمقراطيون في أمريكا” الذي يمثل اهم تيار يساري داخل الحزب الديمقراطي، له برنامجه ومؤتمراته الخاصة.

جريدة الشيوعي الأمريكي
في مقال لرئيس التحرير جون وجيك وصف أجواء الاحتفال بهزيمة ترامب، الآلاف من الحالمين (تسمية تطلق على أبناء المهاجرين الذين لا يملكون أوراق إقامة رسمية) الذين عاشوا في خوف من الترحيل في عهد ترامب احتضنوا بعضهم البعض، وتنفسوا أخيرًا الصعداء من الألم الذي الحقه ترامب بهم. والناخبون السود الذين احتفلوا برفضهم المتكرر لعدم احترام الجمهوريين لأصواتهم. والنقابيون احتفلوا بالنتيجة، متذكرين عملهم وعمل حلفائهم الصعب. لقد كانت بالنسبة للكثيرين في البلاد، من الساحل الى الساحل، لحظة راحة من شهور من الضغط الاقتصادي، والخوف من وباء كورونا وسنوات الكراهية والمخاوف التي سببتها حكومة ترامب.
اما رئيس تحرير الجريدة السابق تيم ويلر فقد أكد في مساهمته على ضرورة استمرار التعبئة بعد فوز بايدن. وان هزيمة ترامب لم تكن مفاجأة، إذا تم تحشيد أكبر عدد من الناخبين. لقد حصل جو بايدن وكامالا هاريس على أكثر من 74 مليون صوت، وهو أعلى رقم يحصل عليه مرشح رئاسي في التاريخ. والجميع متحمسون للتحالف العابر للأعراق والمواضيع المختلفة بقيادة العديد من النساء ذوات التفكير الواضح الذي أدى إلى هذا النصر.
وذكر الكاتب بمحافظة الجمهوريين على رئاستهم لمجلس الشيوخ، وان ترامب حصل على 70 مليون صوت، أغلبهم من البيض الذين اعماهم تفوق العرق الأبيض ومعاداة الشيوعية. ولا زال ترامب ومناصروه يسيطرون على المحكمة العليا التي تعمل، في زمن الوباء، على الغاء قانون الرعاية الصحية، وحرمان 20 مليون انسان من الرعاية الصحية. ويأمل ترامب بان يقوم أتباعه في المحكمة العليا بإلغاء نتائج الانتخابات ومنحه فترة ولاية ثانية.
وتقول شعارات اليوم: “احمِوا النتائج!” و “كل صوت مهم”. وحتى بعد فوز بايدن، فمن الضروري مواصلة التعبئة، فلا تزال الديمقراطية والبلاد في خطر كبير.

الاشتراكيون الديمقراطيون في أمريكا: الطبقة العاملة تطالب بتغيير حقيقي
اكدت الحركة في بيان لها، ضمن أمور أخرى على: “نظم الآلاف من أعضائنا أنفسهم في أماكن العمل والسكن خلال العام الحالي، على الرغم من تعرضهم مرارًا وتكرارًا لأخطار الوباء والأزمة الاقتصادية وعنف الشرطة. كانت دماء وعرق ودموع الطبقة العاملة المتعددة الأعراق هي التي دفعتنا الى الاستمرار. عندما توقفت حملة بايدن عن الدعاية الانتخابية، استمر أعضاء نقابة “اتحدوا هنا” المطرودون من العمل في التواجد في الشوارع بلا تردد. وبعد أن قام الديمقراطيون الوسطيون بتهميشه، أرسل بيرني ساندرز رسالة نصية إلى مؤيديه في الولايات المتأرجحة، وصوت 96 في المائة منهم ضد ترامب. أنفقت الطبقة الحاكمة الملايين ضد مرشحينا ومبادراتنا الانتخابية، حتى في معاقل الديمقراطيين، لكن لدينا انتصارات انتخابية علينا الاحتفال بها. وسنعمل معًا على ضمان احتساب كل صوت، وننبه بايدن وهاريس مباشرة إلى أن الطبقة العاملة تطالب بتغيير حقيقي، وليس مجرد العودة إلى الوضع الراهن الذي كان السبب الرئيس في مجي ترامب الينا”.
*************
بعد انطلاق المرحلة الانتخابية الثانية
«التجمع المصري» يفوز بـ 5 مقاعد وينافس على «جولات الإعادة»
متابعة ـ طريق الشعب
أظهرت نتائج الحصر العددي لفرز الاصوات في انتخابات مجلس النواب المصرية، أخيرا، فوز وحسم بعض المرشحين لمقاعد دوائرهم الانتخابية في انطلاق أولى جولات المرحلة الثانية، في الوقت الذي يخوض فيه مرشحون آخرون جولة الإعادة في 20 دائرة انتخابية.
وبخصوص مشاركة حزب التجمع، كشفت المؤشرات الأولية لنتائج لجان الانتخابات على مستوى انتخابات الجولة الثانية، نجاح 4 مرشحين لحزب التجمع، وهم كل من: نائب رئيس الحزب عاطف مغاوري، الأديبة والروائية ضحى عاصي، القيادية النسوية في الحزب سلمى مراد، وأمينة الشؤون البرلمانية وعضو المكتب السياسي عاطف مغاوري.
ويأتي ذلك بعد إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات بشكل رسمي نجاح القائمة الوطنية في انتخابات المرحلة الاولى، مؤكدة فوز عضو المكتب التنفيذي باتحاد الشباب التقدمي، علاء عصام، لتكون محصلة نواب حزب التجمع على “القائمة الوطنية من أجل مصر” 5 نواب برلمانيين. وفي ما يتعلق بجولة النتائج الأولية لجولة الإعادة ضمن المرحلة الثانية، أظهرت النتائج الأولية، عبور القيادي الشاب بحزب التجمع، أحمد بلال البرلسي، إلى هذه الجولة ضمن انتخابات المرحلة الثانية لمدينة المحلة الكبرى، لينافس مرشحين من حزب “مستقبل وطن” ومرشح ثالث من “حزب الوفد”.
وفي محافظة أسوان، أكدت الهيئة الوطنية للانتخابات في نتائج الجولة الأولى، عبور عضو حزب التجمع عبد الغفار الضايفي، الى لجنة الاعادة عن دائرة “ادفو” لينافس مرشح حزب “مستقبل وطن”.
وقال الأمين العام المساعد لشؤون العمل الجماهيري بحزب التجمع، محمد فرج، في تصريح صحفي، إن “حزب التجمع حصل على 4 مقاعد بمجلس الشيوخ، وتشير الان المؤشرات إلى حصوله على 5 أعضاء بمجلس النواب، وإعادة 2 آخرين، وهو عدد ليس بالكبير مقارنة بأحزاب اخرى، ولكنه كافي جدًا لتركيز الحزب على برنامجه وايصال صوته”، مؤكدا ان الحزب سوف “يركز طاقته في جولات الاعادة لدعم اعضائه الذين يخوضون هذه المعركة، وستكون هناك لجنة داخلية مستقبلية في الحزب مهمتها التحضير للنواب في القضايا المختلفة، ودعمهم بالخبرات اللازمة والأوراق السياسية وكافة الأمور الاخرى”.
وتأتي تلك الأرقام وفق العدد الإحصائي للجان، مع التأكيد على أن الهيئة الوطنية للانتخابات هي صاحبة الحق الأصيل في إعلان النتائج النهائية لانتخابات مجلس النواب 2020.
*********
الانتخابات الأردنية.. مشاركة
ضعيفة وإجراءات صحية صارمة
بغداد - وكالات
انطلق السباق الانتخابي النيابي في الأردن، الثلاثاء الماضي، لتحديد الفائزين بالمقاعد النيابية البالغة 130 مقعدا، والتي يتنافس عليها 1674 مرشحا، بينهم 360 امرأة، خصص لهن 15 مقعدا داخل البرلمان.
ورافقت عملية الاقتراع، مجموعة من الاجراءات الصحية الصارمة، تماشيا مع أزمة كورونا الاستثنائية، فيما جرى الحديث لاحقا على ضعف الاقبال بشكل عام من قبل المقترعين.

انتشار أمني وضوابط صحية
وبلغ عدد الناخبين الذين تمت دعوتهم للمشاركة في الانتخابات، على وفق الأرقام التي اكدتها وكالات الأنباء الأردنية “أربعة ملايين و640 ألف ناخب من أصل عشرة ملايين وهم عدد سكان الأردن”، حيث جرت الانتخابات على أساس التمثيل النسبي في قائمة مفتوحة لـ 23 دائرة انتخابية تتراوح كل واحدة فيها بين ثلاثة وتسعة مقاعد.
وفتحت أبواب مراكز الاقتراع عند الساعة السابعة صباحا، ليستمر التصويت حتى الساعة السابعة مساءً، وقد رافق ذلك انتشار 53 ألف عنصر أمني في عموم محافظات المملكة، لضمان أمن العملية الانتخابية في 1880 مركز اقتراع، وفق ضوابط صحية في مواجهة جائحة كورونا.
وحددت السلطات الأردنية، آلية ادلاء الناخب بصوته لتفادي نقل العدوى أو الإصابة بفيروس كورونا المستجد، بحيث يدخل إلى مركز الاقتراع ويغادر من دون لمس أي شخص أو أداة.
ويقدم الناخب، الذي يتحتم عليه وضع الكمامة وقفازات اليد، الهوية الشخصية للتحقق منها عبر قارئ إلكتروني من دون لمسها من أي موظف، فيأخذ كتيب الاقتراع، ويذهب إلى المعزل ومعه قلم خاص من الهيئة، يستخدم مرة واحدة فقط، ليختار اسم قائمة واحدة، ويختار منها المرشح أو المرشحين الذين ينتخبهم.
ووفق الآلية، يضع الناخب بعد ذلك، الكتيب في صندوق الاقتراع، ثم ينزع قفازات اليد، ويسقط ورقة الاقتراع في الصندوق المخصص لها، ثم يقطر الحبر تقطيرا على الإصبع.
وحذرت هيئة الانتخابات، المصابين بالفيروس والموجودين في الحجر المنزلي من المشاركة في الانتخابات، مؤكدة أن “مشاركتهم قد تعرضهم للحبس لمدة قد تصل إلى عام”.
مشاركة ضعيفة
وفي وقت لاحق، أعلنت الهيئة عن إغلاق صناديق الاقتراع بعد تمديد فترة التصويت ساعتين في كافة الدوائر الانتخابية.
وذكرت في ايضاح تداولته وكالات الأنباء الاردنية، واطلعت عليه “طريق الشعب”، إن “نسبة الاقتراع في الانتخابات بلغت 29.88 في المائة، بعد تصويت مليون و386 ألفا و749 ناخبا، من أصل 4 ملايين و139 ألفا و732 مواطن يحق لهم التصويت وفق الجداول النهائية للانتخابات النيابية”.
ومقابل ذلك، أبدى عدد من المواطنين غضبهم من المضي قدما في إجراء الانتخابات، بالنظر إلى أن المملكة فرضت عمليات إغلاق متكررة في عطلة نهاية الأسبوع، ومددت حظر التجول الليلي، وأغلقت المدارس وبعض الأنشطة التجارية.
وبحسب وكالات الانباء الاردنية، فإن “الانتخابات هذا العام تجري على أساس التمثيل النسبي في قائمة مفتوحة لـ 23 دائرة انتخابية”، مشيرة الى “مشاركة حزبية غير مسبوقة، إذ يخوض غمار المنافسة 47 حزبا من إجمالي 48”.
وحتى ساعة اعداد هذا التقرير، جرى الاعلان عن نتائج أولية لأسماء الفائزين في بعض الدوائر، فيما لم يتم تأكيدها من الجهات الرسمية المعنية.
************

ص7
صديقاي العزيزان الشهيد أسعد لعيبي والفقيد ستار گناوي
أمير أمين

في كل عام حينما يأتي شهر تشرين الأول أتذكر بألم أنني فقدت صديقين عزيزين من أصدقائي، فأقوم بإخبار ما حل بهما وكيف انتهت حياتهما الى المقربين من عائلتي فيتألمون عليهما وخاصة زوجتي.. ولأنهما في عز مرحلة الشباب فأن مصابهما أكثر قساوة وألم .. ولنأتي على ذكرهما حسب تسلسل اليوم وليس سنة الوفاة ..لذلك سوف أتطرق بإختصار الى الفقيد الغالي ستار گناوي إبن مدينة الناصرية والكادر الطلابي المعروف الذي ولد فيها سنة 1961 من أسرة كادحة لأب بسيط يعمل بدكانه الصغير الذي فتحه من داخل بيته ليطل به على الشارع الفرعي الذي يقع خلف شارع الحبوبي في مركز المدينة, وفي هذا الشارع الصغير نشأ الفقيد ستار وترعرع، وحينما شب بدأ يساعد والده في عمله حيث كان هو الأكبر من بين اخوانه وأخواته.
كان الفقيد ستار متفوقاً في دراسته وكان شغوفاً بمطالعة الكتب وتثقيف نفسه بالقصص والروايات والشعر الذي كان يحبه كثيراً وخاصة ما كان ينظمه الشاعر سعدي يوسف وبرزت لديه في وقت مبكر اهتمامات صحفية. وفي مجال العمل الديمقراطي انضم الفقيد في وقت مبكر لاتحاد الطلبة العراقي العام وإحتل فيه مواقع متقدمة ثم ما لبث أن ترشح للحزب الشيوعي العراقي وهو في سن ال 17 وعمل في الخلايا الطلابية باسم سامر وهو اسمه الحزبي، وحينما أنهي دراسته الثانوية تم قبوله في احدى الجامعات لكنه للأسف إضطر لقطع دراسته ربيع عام 1979 بسبب إشتداد الحملة على الشيوعيين والعناصر الديمقراطية من قبل إجهزة الامن وملاحقاتهم اليومية له ولغيره من المناضلين للقبض عليهم وإنتزاع الاعترافات منهم وتسقيطهم ...! مما إضطره للاختفاء وترتيب مسألة سفره للخارج بمساعدة رفاقه الشيوعيين حيث أنه تمكن من التوجه الى جمهورية بلغاريا الشعبية والتحق بإحدى جامعاتها في العاصمة صوفيا ودرس الفلسفة وتفوق في دراسته وتخرج حاصلاً على درجة الامتياز والتي تؤهله لاستكمال دراسته العليا , وكانت لديه مقالات وكتابات فلسفية ناضجة ومفيدة للباحثين والقراء، وكان الفقيد يأمل بنشرها لولا القدر اللعين لاحقه للأسف وأقدم في يوم 8 تشرين الأول عام 1986 على الانتحار بأن رمى بنفسه من أحد طوابق القسم الداخلي العليا، وبعد حوالي أسبوع وفي مراسيم جنائزية شارك بها البلغار بالعزف الحزين بالإضافة الى مئات العراقيين والعرب تم دفنه يوم 15 تشرين اول في مقبرة صوفيا الرئيسية مخلفاً الماً ولوعة لرفاقه وأصدقائه ومحبيه الكثر الذين عرفوا فيه خصاله الإنسانية الراقية من دماثة الخلق الى الوعي المبكر بالسياسة والنضج الثقافي وقد شاركوا جنازته بموكب مهيب وكبير ..وقبل عملية الدفن كنت أنظر اليه وهو مسجى بملابس جديدة ونظيفة وكان حليق الذقن معطر وهذه كانت عادة البلغار قبل دفنهم للموتى, كان فقط مغمض العينين وكأنه نائم وليس ميت ..كنت أنظر اليه وأسترجع معه ذكرياتنا في الناصرية وسفراتنا التي ينظمها اتحاد الطلبة، وعملنا في الحزب وفي الصحافة وندوات المقر وحفلاتنا فيه وكم تمنيت تلك اللحظة أن ينهض ويبتسم ويقول ..أنني قد كذبت عليكم ولم أمت بل كان هذا مجرد دور لي في مسرحية ..!! كان فقدان الصديق الغالي ستار خسارة لي ولكل من عرفه وخسارة لأهله الذين كانوا في إنتظاره وعودته إليهم سالماً وفي يده شهادته الجامعية ...!
وصديقي الثاني أنسان في منتهى الروعة والخلق العظيم، فنان تشكيلي من الطراز الأول.. إنه الشهيد أسعد لعيبي المولود في محافظة البصرة عام 1956 والذي ترعرع فيها ودرس الابتدائية والثانوية، ومنذ سنوات شبابه الأولى إنضم الشهيد أسعد للحزب الشيوعي العراقي وقبل ذلك بسنوات عمل في صفوف اتحاد الطلبة العام.. ولما إشتدت الحملة البغيضة من قبل النظام البعثي البائد , كان الشهيد أسعد من بين الذين تمت ملاحقتهم مما إضطره لمغادرة بلده الذي كان يحبه بجنون وسافر الى بيروت صيف عام 1979 مروراً بدمشق وفي بيروت انضم كما الكثير من الشباب الشيوعيين للتنظيمات العسكرية التابعة للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وتدرب على سلاحB 10 والأسلحة الخفيفة تمهيداً للعودة الى كردستان والمساهمة في حرب الأنصار التي كان يخوضها الحزب الشيوعي العراقي مع بقية الفصائل الكردية المسلحة، وحينما أنهى الدورة العسكرية لم يتم ارساله مع رفاقه الشباب الآخرين الذين سبقوه للالتحاق بفصائل حزبهم المسلحة في كردستان لأن قيادة الحزب في لبنان إستثنته ورشحته للدراسة في الاتحاد السوفييتي بالوقت الذي كان يحلم فيه بأن يحمل على كتفه سلاح حزبه الى جانب رفاقه في كردستان , طالبين منه أن يتهيأ للسفر وبدأ الشهيد أسعد يعد مستلزمات سفره لروسيا, لكن اليد الاجرامية إمتدت اليه في بيروت يوم 19 تشرين الأول عام 1980 وأغتيل برصاصات غادرة أطلقتها عليه زمرة تعمل في السفارة العراقية في بيروت وسقط مخضباً بدمه وهو في ريعان شبابه وفتوته وإهتماماته برسوماته المدهشة والتي شاهدت بعضاً منها حينما أفتتح له معرضاً في لبنان وكان منهمكاً بشرح بعض لوحاته للزائرين .
استشهد الفتى البصراوي الوسيم صاحب العينين الخضراوتين والابتسامة الخجولة الرقيقة صاحب الكلام العذب والأخلاق الرفيعة.. إنه بحق إنسان رائع وبكل المواصفات التي يتمناها الانسان لنفسه.
المجد للذكرى الأربعين لاستشهاد أسعد أبو جنان ولكنني أسأل.. ألم يحن الوقت لمعرفة من هم هؤلاء المجرمون الذين أزهقوا روحه الغضة في عز النهار في مدينة بيروت الصاخبة بالحركة.؟! ومتى ستطالهم يد العدالة العراقية.
حقاً لقد ترك فراق ستار وأسعد الماً وغصة في قلبي لن تنتهي ابدا! مهما طال الزمن.. أنهما صديقان نادران بكل معنى الكلمة.
***********
الرفيق كاظم فرحان داغر (أبو فراس).. وداعاً


في ذكرى أربعينية الرفيق المناضل الراحل كاظم فرحان داغر (أبو فراس)، تستذكر محلية الحزب الشيوعي العراقي في العمارة، أبرز محطات الراحل الذي يعد من الرفاق النشطين في العمل الحزبي.
وانتمى الرفيق (أبو فراس) إلى صفوف الحزب الشيوعي العراقي في العام 1957 قبل ثورة تموز، ونال شرف العضوية بالعام نفسه؛ كان من الرفاق النشطين في العمل الحزبي في قضاء الميمونة حيث مسقط رأسه بين الفلاحين قبل تخرجه من دار المعلمين.
وتضاعف نشاط الراحل بعد التخرج، حيث رشح في ستينيات القرن الماضي في القائمة المهنية لنقابة المعلمين في مدنية العمارة، وبعد الانقلاب الأسود عام 1963 اعتقل هو والكثير من رفاقه، وأحيل للمحكمة، حيث سجن خمس سنوات في سجن الكوت. وبعد خروجه من السجن عاد للتنظيم وعمل بنفس النشاط والهمة في السبعينيات وأيام الجبهة الوطنية عام 1973.
وحتى رحيله، بقي (أبو فراس) على عهدِه شيوعياً وشخصية وطنية معروفة في المحافظة، وعاد للحزب بعد السقوط وقاد المحلية واستمر عضوا فيها، وكلف في الكثير من المهام الحزبية وآخرها عضوا في لجنة العلاقات الوطنية 2020 لكونه رمزا من رموز الحزب، فضلا عن علاقته الواسعة بالجماهير والشخصيات الوطنية في ميسان.
**********
أمين قاسم خليل اسم لا ينسى


محمد علي محيي الدين

من الشخصيات المؤثرة في المسيرة النضالية للحزب الشيوعي العراقي وفي المشهد الأدبي الابداعي الفقيد أمين قاسم خليل الذي ولد في مدينة الحلة العام 1938 لأسرة علمية، لذلك كان لهذه النشأة أثرها في تنمية ميوله الأدبية والفكرية، وتفوقه في مجالات عدة أهلته ليكون طلعة بارزة بين أٌقرانه الطلبة، فكان يشارك في النشاطات والفعاليات الأدبية التي كانت تقام في المدارس آنذاك، وما أن أنهى دراسته الإعدادية حتى التحق بكلية التربية في جامعة بغداد ليتخرج فيها مدرسا العام 1956، فكان له موقعه المميز بين التدريسيين وفي أوساط الطلبة، ملما بمادته متوسعا في معارفه يتميز درسه بالسعة والشمولية بما ينثره بين الطلبة من معلومات تنمي فيهم روح التطلع والمعرفة، وتغرس في أذهانهم المبادئ الوطنية التي كان للمدارس آنذاك أثر في تنميتها ونموها ورسوخها في أذهان المتعلمين، لذلك تميزت تلك الاجيال بسعة المعرفة والتطلع نحو الرقي، والشعور بالانتماء الوطني، فكانت أجيالا صاعدة في طريق البناء للدولة العراقية الحديثة البعيدة عن الأفكار التقسيمية لأبناء الوطن الواحد.
كان في طليعة الشباب الجديد الذي انتمى للحزب أواسط خمسينات القرن المنصرم، وأسهم في النشاط السياسي ومقاومة العهد الملكي، ما دفع السلطة آنذاك لنقله إلى خارج المحافظة لنشاطه الوطني رغم نفوذ والده تلك الايام.
وبعد ثورة الرابع عشر من تموز 1958 كان في طليعة المدافعين عن الثورة فأسهم مع لداته في لجان الدفاع عن سلامة الجمهورية إلى جانب نشاطه في التنظيم الحزبي والعمل النقابي.
بعد انقلاب البعث الفاشي في 8 شباط 1963 تعرض للاعتقال في سجون الحرس القومي، ومورست معه شتى أشكال التعذيب، وأحيل إلى سجن الحلة المركزي ليخرج بكفالة بعد انقلاب تشرين 1963 ويعود لوظيفته مدرسا للجغرافيا البشرية في ثانوية الحلة، ولمعاودته النشاط الحزبي أضطر للاختفاء وترك الوظيفة حتى انقلاب 17 تموز 1968 فأعيد إلى الخدمة أسوة بأقرانه من المفصولين السياسيين، وباشر عمله الوظيفي، وظل لصيقا بحزبه عاملا في صفوفه.
بعد قيام الجبهة الوطنية وفتح المقر في الحلة والعمل العلني للحزب عمل الراحل في المكتب الصحفي لمحلية بابل ومنطقة الفرات الأوسط إلى جانب مجموعة من الأدباء والمثقفين المعروفين أمثال رضا الظاهر، قاسم عبد الأمير عجام، ناجح المعموري، قاسم محمد حمزة، شريف الزميلي، أميرة الخزاعي، ضياء صلوحي وغيرهم، وكان عملهم مميزا وأغنوا الجريدة بالمواضيع الثقافية والاخبارية والسياسية فكان المكتب الصحفي في طليعة المكاتب الصحفية في العراق لما فيه من كفاءات ثقافية مميزة في نشاطها وقدراتها الابداعية.
وكان إلى جانب عمله في المكتب الصحفي ينشط في مجالات أخرى فهو من ضمن المساهمين في نشاطات اتحاد الطلبة واتحاد الشبيبة ومعه الشهيد قاسم محمد حمزة، وقاسم سلمان اللذان كان لهم الدور الكبير في تنشيط عمل الاتحاد، وأشرف على مكتب التوجيه العمالي الذي كان يقوده قاسم سلمان ومعه ناظم جاسم وعباس محسن وأنور قدوري، ومن المساهمين في الأنشطة الثقافية المختلفة سواء ضمن العمل الحزبي أو في اتحاد الأدباء في بابل وغيره من المنظمات الثقافية.
وكان من المهتمين بالنقد التلفزيوني ونشر العديد من المقالات في جريدة طريق الشعب في سبعينات القرن الماضي تناولت الدراما العراقية والأفلام التي يعرضها التلفزيون العراقي إلى جانب الشهيد قاسم عبد الأمير عجام وناطق خلوصي، وكان لمقالاته مكانها بين النقد الفني.
بعد تدهور العلاقات الجبهوية، أضطر إلى الاختفاء عن أنظار السلطة، في أماكن مجهولة غير معروفة لديها ما دفعها لإصدار حكم غيابي عليه ومصادرة أمواله المنقولة وغير المنقولة، واستمر اختفاؤه خمس سنوات حيث عاد للظهور بعد وساطات مؤثرة وجرى عزله من العمل التعليمي ليعمل موظفا في تربية بابل حتى إحالته على التقاعد.
وعند تقاعده قام بفتح مكتب استنساخ، حيث أسهم من خلال عمله في المكتب في نشر الثقافة اليسارية من خلال استنساخ الكتب الممنوعة وبيعها على معارفه والقريبين منه من الرفاق، وكان يحصل على الكتب الممنوعة من خلال علاقته بالمعنيين بالكتب في شارع المتنبي، وله دور كبير في توزيع هذه الكتب واشاعتها.
واستمرت علاقاته الخيطية بالشخصيات الشيوعية التي لم تستطع مغادرة البلاد منهم عبد الأمير الشلاه، ناهض الخياط، قاسم عبد الأمير عجام، عباس محسن، جعفر هجول، جاسم الصكر، وغيرهم.
وقبيل فتح مقر الحزب في بابل عقدت بعض الشخصيات الحلية التي لها توجهاتها المختلفة اجتماعاً في بيت الفريق الطيار المتقاعد رياض البياتي وهو من الشخصيات المدنية، فقام الفقيد أمين باستطلاع آراء بعض الشيوعيين حول حضور الاجتماع وما هي الرؤية الواجب طرحها، وعندما علم بذهاب الراحل جاسم حسين الصكر إلى الاجتماع أكتفى به لأنه سيطرح وجهة نظر الحزب، بعد ذلك أتصل به أحد الحاضرين طالباً وجهة نظر الحزب في ذلك وأن يقدم مقترحاته عن كيفية ادارة المحافظة، وعندها كتب الراحل أربع صفحات تضمنت وجهة نظره في الأمور الواجب اتخاذها وتم تسليمها لهم.
في هذه الفترة سعى لتأسيس المركز الثقافي الديمقراطي الذي يضم طيفاً من العناصر التقدمية واليسارية واتخذ من مبنى مديرية شباب بابل مقراً له وتم وضع لافتة بهذا العنوان.
ولكن بعد فتح مقر الحزب الرسمي التحق معظم الشيوعيين الذين تم الاتصال بهم - وهم يشكلون القسم الأكبر من التجمع- بالمقر واستغل المركز الثقافي العراقي لإعادة بناء المنظمات الديمقراطية والنقابات المهنية، مثل نقابة المعلمين ونقابة المهندسين، وكلف الفقيد بالدخول في الهيئة القيادية الأولى التي شكلت في بابل إلا أنه فضل البقاء خارج التنظيم للاضطلاع بمهام أخرى ساندة لعمل الحزب وجرى حينها تشكيل اتحاد نقابات العمال في بابل بالتعاون مع بعض العاملين في النشاط النقابي العمالي.
أسس المركز الوطني للحوار الديمقراطي مع أحمد الناجي، حسنية بنيان، الدكتورة ازهار جابر وغيرهم، وكان هدف المركز نشر الوعي الديمقراطي وثقافة الحوار، وأقيمت فعاليات مختلفة ألقيت فيها المحاضرات من قبل المعنيين بهذا المجال وحضر إحدى النشاطات الرفيق وضاح عضو المكتب السياسي للحزب.
وعند تشكيل لجنة تنسيق الأحزاب السياسية في المحافظة نسب ممثلاً للحزب فيها، وأسهم في إعادة بناء مجلس السلم والتضامن في بابل بدورته الثانية، وكان له اسهامه الفاعل في بناء اتحاد الشبيبة الديمقراطي العراقي وكان راعيا وموجها له.
رحل أمين قاسم خليل وقد ترك أثرا في نفوس من عرفهم، وللأسف الشديد تبعثرت مقالاته في الصحف والمجلات ولم يضمها كتاب، وعسى أن تقوم أسرته بجمعها وطباعتها لتبقى أثرا بين آثار الراحلين.
**********

ص8

نحو أحكام مشددة تؤدي الى إيقاف اختلاس المال العام
خليل ابراهيم العبيدي

أصدر القضاء مؤخرا حكما غيابيا بالسجن سبع سنوات لمدير المصرف الزراعي السابق لقيامه بتبديد 600 مليار دينار من أموال المصرف المذكور، وقد جاء القرار عملا بالمادة 340 من قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969 المعدل، ولغرض إشعار القارئ بمدى استهانة القضاء بالمال العام نقول ان نص هذه المادة يشير الى الحكم بالسجن مدة لا تزيد على سبع سنوات أو بالحبس كل موظف أو مكلف بخدمة عامة أحدث عمدا ضررا بأموال أو مصالح الجهة التي يعمل بها أو يتصل بها بحكم وظيفته أو بأموال الأشخاص المعهود بها إليه.
والملاحظ أن كل الاحكام وفق هذه المادة يؤخذ بها دون غيرها من مواد القانون المذكور رغم خطورة الفعل أو الجرم المرتكب بحق الهيئة الاجتماعية وأموالها، ورغم كثرة هذه الافعال ورغم سلب أكثر من 500 مليار دولار من أموال الدولة في وضح النهار دون خوف أو وجل. والسؤال على سبيل المثال، لماذا يؤخذ لصالح الغير بحكم المادة 316، ومفادها يعاقب بالسجن كل موظف او مكلف بخدمة عامة استغل وظيفته فاستولى بغير حق على مال أو متاع او ورقة مثبة لحق أو غير ذلك مملوك للدولة أو لإحدى المؤسسات أو الهيئات التي تسهم الدولة في مالها بنصيب ما أو سهل ذلك لغيره وتكون العقوبة السجن مدة لا تزيد على عشر سنين إذا كان المال أو المتاع أو الورقة أو غيره مملوكة لغير من ذكر في الفقرة المتقدمة. ويكون الحكم بالسجن عشر سنوات لصالح الغير في حين تكون عقوبة السجن وفق المادة 340 سبعة أعوام على مختلسي اموال الدولة. والسؤال الملح هنا أليس المملوك للغير يهمه هو وخاص به، والمملوك للدولة يهم الجميع. والسؤال الأهم لماذا تم استبعاد قراري مجلس قيادة الثورة المنحل المرقمين، 18 و120 المؤرخين في 10/2/1993 و 27/8/1994 وتم تشديد العقوبة المنصوص عليها في المادتين 315، و316 من قانون العقوبات إلى السجن المؤبد ومصادرة أمواله المنقولة وغير المنقولة إذا أدت الى تخريب اقتصادي، هل إفقار العراق وسرقة أمواله لا يعدان تخريبا اقتصاديا.؟
لقد تأكد للجميع أن الكثير ممن تولى الوظيفة العامة استمر في سرقة المال العام حتى في فترة الحرب مع داعش، أليست هذه خيانة عظمى للوطن حين تسرق أمواله التي يمكن بها تأمين مستلزمات الدفاع عنه، واليوم وبسبب الاختلاس المتراكم والمتواتر أصبحت الدولة عاجزة عن تسديد رواتب موظفيها أو حتى تلبية متطلبات مواجهة الجائحة، وأخيرا أعلنت وزارة التخطيط ان نسبة الفقر في العراق بلغت 31,7 في المائة، والحقيقة ان نسبة الفقر في المثنى تفوق ال 50في المائة وكذا الحال في ميسان او ذي قار، وغيرها من محافظات الوسط والجنوب. ألا يجد القضاء نفسه محرجا في أحكامه هذه التي لم تعد تتناسب وحجم الخطر الذي يواجهه العراق، ألا يجد القضاء نفسه مدانا امام نسبة البطالة المرتفعة والتي ناهزت ال 40في المائة نتيجة الاختلاس.
ان ما تقدمنا به مرده إلى عدم خشية المختلس من العقوبة لضآلتها، فبرغم ان المختلس سرق 600 مليار دينار على سبيل المثال، أي ما يعادل 500 مليون دولار وهي كافية لبناء 300 مدرسة حديثة بكامل حدائقها ومختبراتها، أو إقامة مزارع منتجة لآلاف الأطنان من المواد الغذائية، هذا المختلس يحكم غيابيا بسبعة أعوام، يا لرخص المال العام ويا لرخص الأحكام.
ان المنطق يقضي الأخذ بأشد العقوبات بعد ان أصبح الفساد يفوق حد الظاهرة وأن الأخذ بعقوبة السجن المؤبد أو حتى الإعدام يعد بمثابة الكابح المادي للجريمة والأخذ بمبدأ التشهير يعد بمثابة الكابح المعنوي.
نحن اليوم بحاجة الى تشريع مواد جديدة تضاف إلى قانون العقوبات النافذ او تعديل مواده بما يتناسب وأحجام وأشكال الضرر الواقع على الدولة واموالها، وأن مجلس النواب ووزارة العدل مطالب كل منهما الأخذ بما هو أشد من العقوبات الرادعة والعمل منذ التحقيقات الأولية بالتشهير بالمختلس وفضح جريمته، لأن مثل أولئك الأفراد باتوا أعداء المجتمع وأنهم يعدون مرتكبي جرائم لا تخل فقط بالشرف الشخصي وإنما هي جرائم تخل بالأمن الوطني، وهي أفعال بحاجة الى الاجتثاث من الجذور، كما وأن المجلس مطالب بعدم شمول مختلسي المال العام بأحكام قوانين العفو العام، وتضمين التعديلات على قانون العقوبات مواد تحرم انحراف القضاء باتجاه مطالب السياسيين والمسؤولين الحكوميين بتخفيف الأحكام او رد الدعاوي او أية أفعال ينتج عنها التشجيع على اختلاس المال العام.
000000000000000000000000000000000000000000000

تحية للمرأة العراقية ولدورها المشرف في انتفاضة تشرين
ماجد مصطفى عثمان

انطلقت انتفاضة الأول من تشرين الأول/ 2019 في ظل ظروف الآليات السياسية التي اتبعتها القوى المتعاقبة على الحكم منذ تغيير النظام الدكتاتوري في العام 2003، والملوثة بالفساد والإقصاء والتهميش والتهجير الطائفي والخطف والقتل.. الخ، اضافة الى إقصاء شريحة الشباب وتغييب دورهم بالكامل من المشاركة في بناء الدولة اضافة الى الظروف الاقتصادية الخانقة التي واجهتهم لدرجة انهم لم يتمكنوا من سد رمق معيشتهم وتحقيق أحلامهم الوردية في مستقبل أفضل.
كل هذه العوامل وغيرها فجرت الشارع العراقي لينتفض شباب العراق على الواقع المأساوي والكارثي الذي يعيشه أبناء بلدنا، بانتفاضة شعبية باسلة كان اندلاعها بصورة عفوية وبدون قيادة وتوجيه، وهذا مؤشر صحي على ظهور الوعي الوطني وعودته الى الشباب بعدما حاولت القوى السياسية الحاكمة واحزابها المتسلطة على رقاب المواطنين تزييف وعي المواطن العراقي، ولذلك رفض هؤلاء الشباب السياسات الرثة والتقاليد البالية والمتخلفة وبالتالي انكشفت كل مكامن الفشل في الأداء السياسي للقوى المتسلطة ولمن تعاقبوا على الحكم وعلى مدى (17) عاماً .
إن من أبرز ملامح هذه الانتفاضة الشعبية هو انطلاقها بمشاركة شبابية ونسائية ملحوظة للغاية وسابقة لم تشهدها جميع الانتفاضات الشعبية التي انطلقت سابقاً في العراق، اضافة إلى أنها كانت بمثابة ثورة مجتمعية فجرها وقادها الشباب وبمشاركة واسعة من النساء والتي أرعبت كافة الكتل والاحزاب السياسية القابضة للسلطة بما أفرزته من معطيات وطنية وثورية حركت من خلالها كل طبقات وفئات المجتمع العراقي لتتعاطف معها وتساندها وتلتف حولها.. فهناك من حمل الأطعمة لهؤلاء الشباب المنتفض وهناك من جاهد في سبيل إسعافهم من القنابل الدخانية والرصاص الحي والمطاطي وتضميد جراحاتهم، وهناك من عمل على تنظيم خيمهم وحمى تواجدهم.. لذا نشاهد أن هؤلاء الشباب اندفعوا الى الشوارع والمدن العراقية مجسدين صور التلاحم البطولي والتكاتف الرائع وصمودهم وإصرارهم على ضرورة أحداث التغيير الشامل وهم يصرخون بأعلى أصواتهم (نريد وطن.. نريد وطن) بوجه السلطة الحاكمة واحزابها وميليشياتها، لدرجة أرعبت هذه الأحزاب والكتل السياسية وبالتالي حاولت هذه القوى وبشتى الطرق المتاحة قمع هذه الانتفاضة الباسلة، لكنها بقيت مستمرة بالرغم من كافة عمليات القتل والخطف والتعذيب والترهيب والاعتقال.
ان هذه الانتفاضة شكلت فرصة كبيرة لأعداد كبيرة من النساء ومن مختلف المستويات الثقافية والاجتماعية لإيصال أصواتهن الى العالم بعد أن همشتها القوى الحاكمة، وقد حصلن أيضا على موطئ قدم في ساحات الاحتجاجات من خلال نصب خيمة للنساء في ساحة التحرير تطالب بالحريات والحقوق والمساواة وللمبادرة بالتعريف عن حقوق المرأة العراقية والدعوة لمساندتها.
ان الانتفاضة التشرينية انطلقت من أجل الكرامة والعدالة والحرية، وهذه المطالب الثلاثة لا يمكن تحقيقها بغياب دور المرأة العراقية عن المشهد العام، كذلك فأن حضور ومشاركة المرأة الفاعلة والمؤثرة في انتفاضة تشرين الأول يعتبر أحد أهم العلامات البارزة فيها والتي تمثلت في مشاركة النساء بجانبين رئيسيين وهما، الأول في الحضور المتواصل، والثاني في المساهمة في تقديم الخدمات مثل الطبخ والتنظيف اضافة الى الإسعافات الأولية.. وقد دخلت المرأة هذا الميدان ليس لوحدها وإنما بمشاركة أخوية وودية من جميع رفاقها المتظاهرين من الذكور، وقد سجل هذا الحضور والمشاركة نزعا لجدار العزل والتمييز وساهم في خلق اجواء اجتماعية وإنسانية بناءة.
ان نزول المرأة العراقية إلى الشارع تحت عنوان (نازلة اخذ حقي) برهن على قدرتها في المشاركة بكافة شؤون الحياة العامة واستعدادها لتحمل كل المواجهات التي مورست ضد تطلعاتها الثورية لتساهم وبقوة في ثورة الشباب وحركة التغيير المنشود رغم كل الظروف والأوضاع الملغومة في الشوارع العراقية، لذا فإن الدور الذي لعبته المرأة العراقية في ظل هذه الظروف القاسية هو دور عظيم بكل المقاييس ناهيك عن أن مشاركة النساء العراقيات منذ بداية هذه الانتفاضة الباسلة فيها وبشكل فاعل ومؤثر أدى الى استشهاد الكثير منهن برصاص الغدر من قبل عناصر مسلحة تابعة لأحزاب بعض القوى الماسكة للسلطة جراء نشاطهن ودورهن الكبير والمؤثر في التظاهرات الشعبية، اضافة الى كل ذلك، تم الاعتداء على قسم كبير منهن بالضرب والطعن بالسكاكين والاختطاف وخاصة من كن يعملن كمسعفات في ساحات التظاهر.
ألف تحية لانتفاضة تشرين الباسلة.. انتفاضة الشعب العراقي بمناسبة الذكرى الأولى لانطلاقها وكلنا امل في تحقيق أهداف هذه الانتفاضة الشعبية الباسلة لأحداث التغيير المنشود وبناء الدولة المدنية الديمقراطية.. دولة القانون والمؤسسات والعدالة الاجتماعية.
000000000000000000000000000000000000000000000000

في يوم
الشباب العالمي

صالح العميدي

تحتفل الشبيبة الديمقراطية في العالم كل عام في العاشر من تشرين الثاني كيوم للنضال من اجل السلم والديمقراطية واﻻستقلال الوطني والمستقبل اﻻفضل للشباب .وقد تقرر اﻻحتفال بهذا اليوم في مؤتمر الشبيبة العالمية المنعقد في لندن عام 1945 ، احتفاء بقيام اتحاد الشباب الديمقراطي العالمي ، الذي يوحد شبيبة العالم اجمع بصرف النظر عن معتقداتهم السياسية والدينية ، وانتماءاتهم العرقية والقومية ، علما ان اعضاء هذا اﻻتحاد هم منظمات الشباب الديمقراطية الوطنية .
نظم اتحاد الشبيبة الديمقراطي العالمي مهرجانات كانت بمثابة مظاهرات كبيرة للشبيبة في الدفاع عن السلم وتعزيز الصداقة بين الشعوب . ففي عام 1951 اوفد الحزب الشيوعي العراقي ، عزيز الشيخ على راس وفد شبابي الى مهرجان برلين للشباب . وفي 15 تشرين اول من ذلك العام اعلن عن تشكيل منظمة الشبيبة الديمقراطية العراقية التي ظلت تعمل سرا حتى قيام ثورة 14 تموز 1958 المجيدة .
لاتحاد الشبيبة الديمقراطي العالمي مواقف مشهودة في دعم نضال الشعوب العربية ضد اﻻستعمار والصهيونية والعدوان ، ومن اجل اﻻستقﻻل الوطني والديمقراطية ، وفي اسناد نضال الشعب الفلسطيني من اجل العودة الى وطنه ، واستعادة حقوقه المشروعة .وقد نظم اﻻتحاد حمﻻت عالمية واسعة للتضامن مع الشعوب العربية ، وساهم في كل المؤتمرات التي عقدت لنصرتها بعد عدوان حزيران 1967 ، وقرر جعل يوم 1515 ايار من كل عام يوما للتضامن مع الشعب العربي الفلسطيني .
اليوم يناضل الشباب الديمقراطي في كل مكان من اجل حقوقهم وتطلعاتهم الديمقراطية في التنظيم الحر والمستقل ، ومن اجل تحسين مستوى حياتهم ، وتوفيرفرص العمل ومتطلبات العيش الكريم في اجواء امنة ، والتحرر من المفاهيم الشوفينية والطائفية ، ومن العنف والكراهية والتمييز بكل اشكاله ، ومن اجل نشر الوعي وروح المواطنة والقيم اﻻنسانية النبيلة والتقاليد الديمقراطية ، والتضامن بين الشعوب والتاخي بين القوميات ، والوحدة الوطنية .

***********

 

ص9

«بابيشا» .. المرأة في مواجهة الاستبداد
كوليت بهنا

بانتمائها العميق للهوية، والرؤى السياسية والاجتماعية الثاقبة، أسست السينما الجزائرية لركائز سمعتها العريقة وجودة منتجها الابداعي، واكتسبت ثقة المشاهد الذي سبق أن اختبر مذاقها المتميز عبر أفلام شهيرة، حقق فيها مخرجوها نجاحاً صعباَ واستثنائياَ وضعهم في مصاف كبار مخرجي السينما العالمية، كان من أبرزهم الأخضر حامينا بفيلميه” ريح الأوراس” 1966، و”وقائع سنوات الجمر” 1970.
اليوم، في الوقت الذي يحي فيه الجزائريون ذكرى حراكهم الشعبي الذي انطلق في تشرين الثاني من العام الفائت، لا تبدو الأجواء العامة مسترخية كما توحي ظاهرياً، وذلك عقب الإعلان مؤخراً عن انتهاء الاستفتاء على التعديلات الدستورية، التي رحبت بها السلطات الرسمية كبداية جديدة لإصلاح سياسي، فيما قاطعتها أحزاب اليسار المعارضة واعتبرتها تمثيلية تكرس السلطات القديمة، كما قوطعت بالمثل من قبل القوى والأحزاب الإسلامية التي تعارض فرض اللغة الأمازيغية و”علمنة” الدولة.
عند تقاطع هذه التجاذبات، يكمن جوهر الصراع السياسي الجزائري، الذي وإن بات ينتهج السلمية كممارسة وأدوات، يظل المشهد الجزائري أسيراً للحذر والترقب، مردّهما الذاكرة المريرة غير البعيدة، والمشاعر الوجدانية اتجاه الجزائر، التي دفعت أثماناً باهظة لعقد زمني مفصلي في تاريخها، أو ماعرف بالعشرية الدموية في تسعينيات القرن العشرين الفائت.
عشرية زمنية لا تعتبر سوداء ومريرة على الشعب الجزائري فقط، بل على الشعوب العربية والعالم، حيث كانت أخبار المجازر المتكررة تتسرب من حين إلى آخر مثل أسرار مهربة، تصف انتهاكات وفظائع وحشية ترتكب ضد الانسانية، وقد شابها في حينه الكثير من عدم الوضوح في الرؤية، ووسط تعتيم إعلامي وتخاذل عربي ودولي مريبين، أفضيا إلى شعور عام أقرب إلى اليقين، أن الشعب الجزائري تُرك آنذاك يواجه مصيره البائس، وحيداً.
من بين هذه الخطوط العريضة التي ترسم المشهد العام، تتقدم السينما الجزائرية مرة أخرى، بشجاعة وجرأة ورؤية ثاقبة، وأيضا بحس وطني ملفت، وتنسج قراءتها الإبداعية الجديدة من خلال الفيلم الروائي الطويل بابيشا-PAPICHA” 2019”، أولى تجارب المخرجة الشابة مونيا مدوّر، ومن إنتاج جزائري فرنسي بلجيكي، وهي تختار مقطعاً حساساً من مرحلة السنوات العشرية الدموية الماضية، لتستشف أسئلة الحاضر المعلّقة بالحراك العام الدائر بين جميع أقطاب الشارع الجزائري اليوم.
حظي “بابيشا” باهتمام دولي خاص، وحصد هو وبطلته ومخرجته عدداً من الجوائز العالمية الهامة، وعرض ضمن تظاهرة “نظرة ما” في الدورة الأخيرة لمهرجان كان السينمائي، ويعرض منذ 9 تشرين الأول الماضي في الصالات الفرنسية، مستقطباً نسبة مشاهدة عالية بحسب صنّاع الفيلم، كما رشح رسمياً ضمن القائمة الطويلة لأوسكار أفضل فيلم أجنبي 2020، وكان من المقرر أن يعرض للمرة الأولى للجمهور الجزائري في 21 أيلول الماضي، لكنه منع رسمياً وبشكل مفاجئ من العرض لأسباب لم توضح.
تنحاز المخرجة في فيلمها إلى جنسها وخصوصيته بأمانة مطلقة، وتسلط الضوء على معاناة المرأة الجزائرية وتحدياتها اللامنتهية لجميع أشكال الاستبداد السياسي والاجتماعي والثقافي، واقتحام الاستبداد الديني المتطرف بأشكاله الفجة والترهيبية للحياة الجزائرية، حيث تقع المظالم أولاً وأخيراً على النساء، في كل زمان ومكان.
لبلورة حكايتها، تختار عينة من فتيات السكن الجامعي للبنات، حيث يبدو هذا السكن الجامعي المحاط بالأسوار الشائكة ثم بالجدران الاسمنتية العالية لاحقاً، اختصاراً أو تكثيفاً رمزياً للجزائر-الأنثى الجميلة المحاصرة كوطن من قبل الفاسدين والمتواطئين مع التطرف والارهاب، بما تعنيه المرأة من جمال ورمز للأرض الوطن، وبما يعنيه التعدي على التعليم وأفراد السلك التعليمي، من دلالات خطيرة ومقتل لجوهر الأوطان.
لمحاربة هذا الاستبداد الديني المتطرف، الذي ابتدأ بالترهيب داخل السكن الجامعي وقاعات الجامعة، ثم كشف اللثام عن وجهه القبيح الإرهابي الدموي بشكل مباشر، عبر اغتيال ليندا، الإعلامية التي تغطي أحداث الجزائر وشقيقة نجمة بطلة الفيلم (لينا خضري)، وعبر الترهيب المستمر لفتيات السكن الجامعي من قبل طالبات زميلات متطرفات، سينمو الوعي المضاد بكيفية مقاومة هذا الاستبداد وتحديه، والوقوف في وجهه، وعدم التراجع أو الخوف منه، مهما كانت التضحيات.
ستترجم أشكال المقاومة، بداية برفض فكرة الهروب والرحيل عن الوطن والتشبث به، وعدم تركه لقمة سائغة للمستبدين، وباللجوء إلى الأصالة والتراث الشعبي العريق لاستخدامهما كأسلحة سلمية في وجه القباحة، مثل مشهد أم نجمة التي تنتمي إلى جيل الأصالة، ورمزية استخدام قماش “الحايكي” الجزائري التقليدي، في دلالاته الايجابية أولاً، كرمز لمقاومة الاحتلال الفرنسي، وكملهم حيوي سيسخر من قبل البطلة نجمة لتصميم الأزياء وعرضها وتحدي الاستبداد به، أو بدلالاته السلبية حين يسطو الاستبداد الديني المتطرف على هذه الأصالة والتراث، ويتلطى تحت رمزيتهما الآمنة والعريقة، مخادعاً وخافياً خلفه وجهه الدموي المخيف، كما في مشهد اغتيال الإعلامية ليندا. لكن المخرجة لا يفوتها الرد باللجوء ثانية إلى رمزية الأرض والتراب الجزائري الذي يخفي كنوز الجمال الحقيقة، بما يعنيه استعمالها لنبات الشوندر السكري الأحمر لتلوين القماش به بديلا عن لون الدم.
في اللهجة الجزائرية، تعني كلمة “ بابيشاPAPICHA الفتاة الجميلة الدلوعة، وفي رموز الفيلم ودلالاته، يحلو أن نفسرها على أنها الجزائر- الأنثى الجميلة المتحررة المشتهاة، التي حرصت المخرجة أن تقدمها عبر أنموذج بطلتها نجمة أو رفيقاتها، كنماذج أنثوية لا يكتمل جمالها إلا بعلمها وعملها، ووعيها وقوة شخصيتها، ووطنيتها وشجاعتها المطلوبة في كل مكان وزمان.
بعد مشاهدة الفيلم، سيكتشف المشاهد دون كثير من الجهد لماذا منع الفيلم من العرض في بلاده، فالنماذج النسوية، والطرح العميق والجريء الذي تقدمه المخرجة، قد يثيران الحساسيات الدينية والاجتماعية، حتى لو كان الفيلم يتحدث عن مرحلة زمنية سابقة، ويمكن بحسب الخبرات السابقة، تخمين كيف تفكر الجهات الرقابية العربية بشكل عام في مواجهة أفكار ابداعية مثل هذه، والتي يبدو أن لديها ذرائع مثل الخشية والحذر من استثارة المجتمع والمتشددين دينياً، ومعرفتها بأنهما لا يزالان متجذرين وكامنين في العمق، وهو ما يبعث حقيقة إلى الخشية والحذر.
رغم ذلك، نجحت مونيا مدوّر في استكمال مسيرة رواد السينما الجزائرية القديرة، بحرفية وشجاعة، وقدمت نصاً روائياً سينمائياً متميزاً بتفاصيله الأنثوية الحادة، لتضيف بصمة جديدة في رحلة مقاومة الاستبداد بالمنتج الجمالي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
“الحرة” – 7 نوفمبر 2020

0000000000000000000000000000000000000

فانيسا ريدغريف وصفت قادة دولة الاحتلال بــ «حفنة من السفّاحين»
زهير أندراوس*

ما تزال بيروت خلال الحصار الإسرائيليّ تذكرها، والفدائيون الفلسطينيون الذين ناصرتهم وظلت أمينة لقضيتهم، اليوم وقد بلغت من العمر (83 عاما) ما زالت على عهدها مؤيّدة مثابرةً جدا لقضية فلسطين، لم ترضخ للضغوطات ولم تنحنِ للإملاءات، إنها الممثلة البريطانية فانيسا ريدغريف، التي لم تتورع في حفل تسلمها جائزة الأوسكار عام 1978 عن مهاجمة إسرائيل ووصف قادتها بـ “الـسفّاحين”، وحثت على نصرة الشعب الفلسطيني، الأمر الذي أقام دولة الاحتلال والصهاينة في جميع أرجاء المعمورة ضدها، ولكنها لم تتراجع، وبقيت شامخة كزيتون فلسطين.
ما زالت متمسّكة بدعمها لفلسطين، وتحضن برأفة وحنان الأم قضية فلسطين، تستمر ريدغريف، في دعمها المطلق لـ”قضية العرب المركزيّة”، عمليا وكلاميا، في ظل حالة الذل والهوان التي تميز العديد من قادة الدول العربية، وليس الشعوب الناطِقة بالضاد. تواصل الممثلة ريديغريف معارضة إسرائيل، في الوقت الذي باتت الهرولة للتطبيع معها ربما شعار المرحلة.
كثيرون ربما لا يعرفون فانيسا ريدغريف، الممثلة البريطانية، النجمة التي أحبت فلسطين وشعبها، وقطعت آلاف الأميال لتناصر الثورة الفلسطينيّة، في عزّ معارك الاجتياح الإسرائيلي للعاصمة اللبنانية عام 1982، والتقت الراحل ياسر عرفات ، لتشدّ على أيدي المقاومين وترقص معهم بالكلاشنكوف.
هذه الممثلة التي اشتهرت في السينما مثلما المسرح، عرفت بتعاطفها مع الفلسطينيين، مما تسبب لها بالكثير من المشاكل، ومحاولات الإقصاء، لكنها وهي التي نشأت ماركسية الفكر والتوجه، كانت أقوى من كل محاولات كسرها.
وقال صالح رافت عضو اللجنة التنفيذيّة لمنظمة التحرير الفلسطينيّة ورئيس الدائرة العسكرية والأمنية فيها، قال في مقال نشره على موقعه الشخصي إن ريدغريف قوبلت للأسف بتجاهل عربيّ، لكنها وهي المناصرة لقضايا الإنسان، لم تكن تكترث. وإضافة إلى القضية الفلسطينية ناصرت قضية شعب فيتنام وطالبت بنزع السلاح النووي وناضلت من أجل حقوق الإنسان، كما ساهمت في المظاهرات التي عارضت الحرب على العراق عام 2003.
ومن الجدير بالذكر أن ريدغريف ولدت يوم 30 كانون الثاني من العام 1937 في غرينتش، وبدأت مسيرتها الفنية عام 1958. كما أنها من الفائزات بجوائز الأوسكار وجائزة إيمي وجائزة غولدن غلوب. وتم ترشيحها لنيل جائزة الأوسكار ست مرات وفازت بها مرة واحدة كأفضل ممثلة مساعدة في فيلم (جوليا) Julia. اندلعت مظاهرات قام بها بعض اليهود-الصهاينة ضد حصولها على جائزة الأوسكار وضد حضورها الحفل لتسلم الجائزة، وذلك لمشاركتها في فيلم وثائقيّ يتناول القضية الفلسطينيّة عام 1977 حمل عنوان “فلسطينيون”، فأثارت الجدال أثناء كلمة شكرها في حفل الأوسكار وهاجمت “تلك الحفنة من السفّاحين الصهاينة الذين اعترضوا على مشاركتها في الفيلم الوثائقي”، كما قالت.
بالإضافة إلى ما ذكر أعلاه، كرّمتها لجنة جائزة الأوسكار في سابقة بالتوجه لمقر سكنها في لندن. وعن التمثيل وطبيعة عمل الممثل قالت إنه لا يمكن التمثيل دون فهم للطبيعة الإنسانية وفهم الذات، وتابعت: “أقوم دوما بدراسة الطبيعة الإنسانية وطبيعتي الخاصة أيضا كي أستطيع التمثيل”.
مرور ريدغريف في درب الثورة الفلسطينية كان نصرةً للإنسان المقهور في مخيمات اللاجئين، ولأنها تؤمن بالإنسان، وحاربت ماكينة الإعلام التي يسيطر عليها أعداء الإنسان، أشرق الفلسطينيون في عينيها الجميلتين.
وخلال عملية البحث عن معلومات عنها، ولجنا في العديد من مواقع الإنترنيت الفلسطينية، للأسف لم نجد الكثير عن الممثلة البريطانية الداعِمة لقضية فلسطين، فعلى سبيل الذكر لا الحصر، الموقع الرسميّ لمنظمّة التحرير الفلسطينيّة، بموجب بحثنا فيه، لا يذكر ريدغريف بتاتا، حيث يجيب الموقع على محاولة البحث: “لم يتم العثور على نتائج للبحث عن (فانيسا ريدغريف )”!
ــــــــــــــــــــ
*كاتب فلسطيني
“رأي اليوم” – 6 تشرين الثاني 2020
00000000000000000000000000000000000000000000


لماذا يمنع دخول النساء إلى نوادي لندن العريقة؟
في وقت يزداد المجتمع وعياً بضرورة الحدّ من التمييز في حق النساء، يتنامى الغضب إزاء النوادي اللندنية النخبوية جداً التي لا تزال حكراً على الرجال بغالبيتها، حيث يلتقي وزراء ونواب ورجال أعمال.
يتمتع نادي “غاريك”، الذي أسس سنة 1831، بسحر إنجليزي الطابع، بواجهته الكبيرة الرمادية ومكتبته الضخمة المصنوعة من الخشب الصلب وأرائكه الجلدية في الردهة، مروراً بطاولات قاعة الاستقبال حيث يتبادل الأعضاء أطراف الحديث تحيط بهم مجموعة رائعة من اللوحات الفنية في قلب حي كوفنت غاردن، وسط العاصمة البريطانية.

محاولات أنثوية
هذا تحديداً ما كانت تبحث عنه إيميلي بندل، سيدة الأعمال التي تدير ماركة “بلوبيلا” للملابس الداخلية التي كانت تريد أن توسّع من خلاله شبكة معارفها. لكن تبين لها في نهاية المطاف أن “غاريك” لا يزال كالعشرات غيره من النوادي اللندنية الراقية حكراً على الرجال، رغم الصورة “البوهيمية” التي يوحي بها. وتقول بندل لوكالة الصحافة الفرنسية، “ما كان في الأمر مشكلة لو اقتصر ذلك على ناد صغير، لكنّا لمعنيّ هنا هو مؤسسة في قلب لندن تجمع رجال السياسة والقضاء وكبار القياديين الإداريين”.
ولا شك، في نظرها، في أن “تقدم النساء مهنياً اصطدم بهذا النوع من النوادي الرجالية القديمة الطراز”، لذا قررت سيدة الأعمال أن تلاحق “غاريك” أمام القضاء.
ويجوز في بريطانيا أن تكون جمعيات بذاتها مخصصة لأحد الجنسين، لكن هذه المعادلة لا تسري على المواقع التي تقدم فيها خدمات. ويستند محامي إيميلي بندل تحديداً إلى هذه النقطة في ملفّه. فهذه النوادي النخبوية التي لم تتلق وكالة الصحافة الفرنسية رداً منها على طلبات الاستفسار الموجهة إليها، تتمتع عادة بخدمات فنادق ومطاعم يمكن للنساء الاستفادة منها... في حال دعين إليها. وهذه المؤسسات التي لم تعد لائقة في عصرنا هذا، الذي تولى فيه المزيد من الأهمية للمساواة بين الجنسين، نشأت في الأصل استجابة “لحاجة مختصة جداً بالقرن التاسع عشر”، وهو العصر الذهبي لـ”نوادي السادة”، بحسب المؤرخة إيمي ميلن- سميث من جامعة ويلفريد لورييه (واترلو).
لا للكلام عن الأعمال
وفي تلك الفترة، كانت الأنشطة الاجتماعية مقسمة بدرجة كبيرة بين الرجال والنساء. وأنشأت هذه النوادي تحديداً رداً على فعاليات اجتماعية متجذرة “مع جلسات لارتشاف الشاي وحفلات راقصة تقام في المنازل بانتظام”، بحسب المؤرخة. ولم يكن من الممكن “التحدث عن الأعمال”. وكان يحظر التطرق إلى هذا الموضوع بموجب النظام الداخلي في مرات كثيرة، وفق ما تفيد الباحثة. لكن “ما هو المقصود تحديداً بمفهوم الأعمال؟ من الصعب الفصل بين المصاحبة والسلطة في مجتمع ذكوري”. وتضيف قائلة إن “الأعمال لا تقتصر على إبرام العقود. قد لا تتناولون هذه المسألة في النادي لكنكم تنسجون علاقات تنمّي لاحقا أعمالكم”.
وتلفت بندل إلى أن “من الساذج الاعتقاد أن الأعضاء يتركون حياتهم المهنية جانبا”.

النسخة النسائية
وهذه النوادي قائمة بنسخة نسائية لكنها ليست واسعة الانتشار إلى هذه الدرجة. ففي العام 1886، “قرّرت مجموعة من النساء تأسيس ناديها الخاص”، بحسب ما يفيد أليكس مايتلاند مدير نادي “يونيفرستي ويمنز كلاب”، إحدى أقدم المؤسسات من هذا القبيل. ويقول من قلب النادي الواقع في حيّ مايفار الراقي إن “النساء قررن تأسيس نواد (أفضل حالاً) بدلاً من التصدي لظاهرة النوادي الرجالية”.
ولا شك في أن هذه الشبكات النسائية “مهمة جدّا” لمواجهة الإقصاء لكنّها ليست حلاً حيوياً على المدى الطويل، بحسب بندل.
وقرر بعض النوادي الانفتاح على النساء مثل “سيتي أوف لندن كلاب” سنة 2011. ونظّم”غاريك كلاب” تصويتاً حول هذه المسألة سنة 2015 بدفع من أعضاء بارزين فيه، غير أن نتيجته لم تكن كافية لاعتماد هذا التغيير. وتلاحظ ايمي ميلن- سميث أن “من الصعب على البعض إدراك ماهية المسألة. ولا شك في أن إدماج النساء سيغير الوضع، غير أن مجتمعنا في طور التبدل ولا بد من إعادة هيكلة مؤسساتنا”.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أ ف ب – 7 تشرين الثني 2020

************


ص 10

فضاء شعبي

عزيز السماوي “ النجم الثاقب في سماء الحداثة الشعرية العراقية “

زهراء اخلاص عادل

مَن منا لم يسمع الاغنية الشهيرة “ خطار عدنا الفرح “ من كلمات الشاعر العراقي “ عزيز السماوي “ ويلاحظ صدى كلماتها الاخّاذ حتى انتشرت عربيًا ، ربما لا يعرف الجميع ان خلف هذا الابداع الكثير من قصص النضال والكفاح السياسي والاجتماعي ضد الزمر الظلامية والديكتاتورية تتوجت بخروجه من وطنه العراق الى المنفى ، حيث قاسى مرارة الغربة وويلات الالام والمطاردة المستمرة من المخابرات البعثية .
عزيز السماوي تجربة فريدة في شعر العامية العراقي ، اذ مثّل صرخة الاضطهاد المدوية بحداثة غير مسبوقة ، وتميز بلون فريد من بين كل رواد الشعر ضمن المدرسة “ النوابية “ واخذ على عاتقه الدفاع عن المظلومين والحقوق المسلوبة في القصائد بلغة بسيطة قريبة من الانسان العراقي ، تمتزج فيها أملاح الريف ولهجة الجنوب بلهجة المدن ، يضاف لها الصور الشعرية الموحية التي استخدم فيها عناصر الطبيعة بين الارض والماء والسماء بالاضافة الى توظيف الصور الشائعة بطريقة مختلفة تجسد اوسع افاق الحداثة الشعرية ممتزجة بالغموض والقولبة المتنوعة للمفردات خاصة وان تركيب الجملة الشعرية لديه يتصف بتدوير الجناس بإسلوب عذب وموسيقى جميلة تمر فيها الابيات على سمع المتلقي بإنسيابية عالية ونَفَس طويل ربما “ للإسترخاءالنوابي “ اثر بالغ فيه كان للسماوي طريقته في تمثيل النضال في قصائده بهيأة درامية كما في السرد الروائي بصياغة لغوية تتوهج فيها الرقة والاحساس والشفافية ، وهو لا يهتم للضبط التقليدي للاوزان بقدر التركيز على عذوبة المفردة ورقة التعبير وهو ما تتطلبه القصيدة الحديثة .
اننا لا نبالغ ايضًا اذا ما ابرزنا ريادة السماوي عزيز في الشعر الملحمي الشعبي العراقي والذي سطر فيه اروع الابيات بقصائد ملحمية طويلة محبوكة بفن حداثوي وتفرد يبرز في بعض معالمه هموم وجودية واستفهامات انسانية تظل مبهمة في رحلة البشر المليئة بالعذاب والمحن.
للسماوي ثلاثة دواوين: أغاني الدرويش (1973)،لون الثلج والورد بالليل (1980)،النهرالأعمى (1995)
وهو من مواليد 1948 الديوانية ، وقد توفي في لندن ودفن هناك.


*************

الابوذية واثرها الفكري والمجتمعي

علوان السلمان

لأحدهم:
لامني سـمع شــــــكوى ولا حن
احلفت ما طخ انه راسي ولاحن
ايام الجـــــفه حـــلن ولا حـــــن
العطش اهون ولا منته عليه
النص الشعري الشعبي بكل اجناسه مغامرة لاكتشاف اسرار الواقع الحياتي باقتناص اللحظة ونقلها الى الفكر والمخيلة لنسج عوالمه بلغة تختصر المسافات بالفاظ يومية بعيدة عن الغموض، لتحقيق عوالم تسعى الى تجاوز المألوف وتحقيق اثرها وتأثيرها، والابوذية الشعبية ضرب من ضروب الشعر الشعبي التي تتشكل من ثلاثة جناسات تتحدد بلفظ واحد وتختلف في المعنى، ولها قفلة تنتهي بالهاء، فضلا عن امتلاكها قدرة استثنائية على ترجمة الاحاسيس بكل اشكالها البنائية (الطليقة الرافضة للاتكاء على بيت شعري فصيح او مثل،).
عايش ما اعـــــــرف الزاد بس ما
رف كلبي ورجف من سمع بس ما
حلمها يدغــــدغ الـــــــدلال بس ما
الشامة اعله اليسار وكمر ضيهه
وهناك الابوذية الملمعة والمقطعة والزنجيل والمنثور، والابوذية اللغزية التي اخذت مساحة كبيرة في التعامل مع الواقع للتعبير عن مكنونات الذات من جهة والكشف عن القدرة الاستيعابية لفنون الشعر من جهة اخرى، كما في قول الشاعر زاهد محمد:
شنهو الماعرف دنيه ولا دين/ الطفل
وشنهو اللارجل عنده ولادين/ الحية
وشنهو بالسنة يولـــد ولادين/الغنم
وشنهو الماينام الا ابتجية /الفيل
فالنص محبوك بطريقة فنية وبعد فكري مع قدرة ذهنية مشحونة بمفردات يومية باسلوب مانح النص وجهة جمالية ادهاشية جاذبة باعتماد الحركة والحدث والتكرار الاجناسي مع حوار درامي ذاتي منتجا للصور التي يدركها الاحساس مع توظيف تشبيهات توقظ الفكر،
وهناك من الشعراء من اجاد مجاراة الفصيح من الشعر لما فيه من بلاغة وبيان وصور مستفزة ومؤثرة كما في قول الشاعر محمد سعيد الحبوبي،
فاسقني كاسا وخذ كأسا اليك فلذيـــذ العيش ان نشتركا
واذا جدت بها من شفــــتيك فاسقنيها وخذ الاولى اليك
فيجاريه الشاعر الشعبي:
اخدودك من شعاع الشمس قدحن
عجب كلبك علينه اليوم قدحن
اسقيني قدح وانه اسقيك قدحن
لذيذ العيش نتقاسم سويه
فالشاعر يعتمد البوح والاستطراد الوصفي مع انفتاح على رؤية مشحونة بالحلول في الآخر عبر درامية ذاتية موائمة بين العالم الخارجي والداخلي، اضافة الى امتلاكه قدرة على التشكيل الجمالي بذهنية متفتحة تكشف عن فاعلية شعريته وحركتها الدينامية التي تسهم في اثارة النسق المراوغ واللعب اللغوي الواعي لبناء جملته المستفزة للذاكرة،
وبذلك قدم شاعر الابوذية نصا يتجاوب والواقع الاجتماعي في ازمانه وتحولاته الفكرية عبر لهجة يومية تستحث الذهن للتنقيب من خلال الجمل المكثفة للحظة الرؤيوية المشبعة بالزمن والحركة.

*************

 


إلى شهداء ثورة الأول
من تشرين المجيدة

 

قيس السهيلي

بچیت اعليك ..
يا نخلة شهاده ..
بساحة التحرير
بچیت اعليك ..
يل رايد وطن ..
و بعزمك التغيّر
ميت .. !!! لا ما تموت ابساع
يا فجر و نبع .. يا ريحة الگاع
دمك ع الظلم .. ثار و سَقَّط التبرير
بچیت اعلیك ..
يا نخلة شهادة ..
بساحة التحرير

شاخ الوطن بيكم
يل حلوه محاچیکم
سمحتوا ادموع أهاليهم
ذل و دغَش ما بيكم
شيمه و فخر .. للناس
تشبهون .. الورد والياس
سَوّس عظمها ..
وما نفع تجبير
يا نخلة شهاده ..
بساحة التحرير

شباب إنتو و طلعتوا ..
اتردوا العيله
تِرِدون الوطن ..
و تعَدلوا الميله
رغم هذي القساوه ..
صحتوا ياويله
إليدوس أرض الكرامه ..
بلا ولاء
نجيبه لو صعَد ..
سابع سماء
هذي الأرض ..
إلصاحب الذِمه و ضمير
يا نخلة شهاده ..
بساحة التحرير


***************

ضوه طاريك


عقيل العرد

بعدني المع ضوه الطاريك لو رسموك
واكشخ للسوالف من يسمونك
وبعدني استاحشك
كل خطوة لو مريت من دونك
تشح وشرب سوالف من كبل عامين
وصوفر شوك ومتانات
ومن الكاك اضوك العافية بلونك
يالمكابلني وين مشرد عيونك
انته شويه وهواي اليحبونك
افردك عنهم بيا رأي
يامنفوس
غصنك مايرد حطاب
وانه اكره صلاة الفوس

****************

مراجل

علي الشباني

غني لعيون الزلم للموت للدخان
للدنيه الركص بيها النذل من ذلة الجوعان
ياكلب حزنان ياريحة كصب
غني للكصو الوسيعة البيها
مزرك العصب
زامط اعروك الفحم بالنخلة المحملة ذهب
غني موت الناس
حزن الليل حزن المهر المحجل
واشتم ابشفة طفل جفة خجل
لولح الدمعة ابقحط نيسانه دمعة عسل
كابح الكيظ ابوكاحة عين مملية مراجل
اكفع ابمهرك يزته الحيل وتشيمة الهلاهل
شيط خنجر فصنه يتفاوه
يكص ماي الشمس
ايمشط امن الريح كذلة ايفكس عيون المذلة
هيلة هيلة نشتل ابكاع الجدم للزين هيلة
يخورس الدنيه صهيلة يامهر صبحية وديني لهلي
اسودت الخضره ابربيعي روحي وجت نار فوك الماي
روحي انداف بيها الداي وانته وياي عجة ليل
تطفي الشوف بعيوني
وحشة كل نكلة جدم فوك الرمل عكرب اصفر
وبسمانة الطير يتبسمر يوم البي لفانه شباط يوم اكشر
انكل ابموتي الوني الدنية السراب
ادفن الضحكة العزيزة بالتراب
بلجن اتكفع جماية بلجي وي ريح الورد توصل كطاية
تشتل البيضة النسيم الليل عين الليل كحل الليل يبرن الغمزة النجمة يحضر الفارس
يعته الليل من حلمه يوعة والغيرة البدمة
تترس البيدة مسج حسه يمر فوك الرمل ويطك ورد
خلي كلبي المخمس ياخذله ميلة
ايخضر الحس الجريح ابرية المسكون ليلة
ويكعد الشوك اعله حيله

*************

تشتاگله


سعود الخفاجي


تشتاگله
وتنذرله ماي عيونك
ولوغاب عنك
تنعرف من لونك
كون التحبه
من صدگ يستاهلك
ويهيم بيك بلاوعي
ويشتاگلك
موچلمة التنگال
بس شلونك
تشتاگله
وترخصله اغله سنينك
ومن بينهم
مايحله غيره بعينك
ولوشاف غيرك
يلتهي ويمشي وياه
وانت اعله حالاتك وفي
وماتنساه
متعوب ليش وملتهي
اوي ظنونك؟
تشتاگله
وتتمنه لحظه تشوفه
وتعوف كلشي
ومستحيل تعوفه
اخ شكثر
شايلّه بين ضلوعك
شوگ وسوالف
عايشه اعله دموعك
ماجه اعله بالك
يوم هذا يخونك

*************

يـــــــــا وطن

قاسم السعيدي

ياوطن يصبح وطن
من غير عامل
وياوطن يعيش عمره
دون فلاح ومعامل
وبالقلم واهل العلم
نوصل الأجمل حلم
ثلاثة هما :
الارض والماي وسنابل
بلعلم والمعرفة تصبح شمس
تبوس كل الناس تلمس كل نفس
تعيش بالحب والوئام
أطير بجناح السلام
اتصير بستان وخمائل
بالثقافة والادب فن ورسم
اتصير أمة وتوصل اجيس النجم
وعيش عمرك كن مسامح
انطي خبزة وعلي اخشاب المسارح
وبالحديث اتكون عادل
اقوى من حكم القنابل
ياوطن يصبح وطن من غير عامل
وياوطن يعيش عمره دون فلاح ومعامل

************
ص11

تنصيص الآخر
للناقد العراقي المغترب والمقيم في مدينة بنس الامريكية د. حاتم الصكر صدر عن دار خطوط/ عمان، كتاب جديد بعنوان: (تنصيص الآخر/ دراسات في المثاقفة الشعرية والمنهج ونقد النقد).
ويضم دراسات تقارب موضوعاً يتصل بالكتابة الشعرية وما اقترحته دروس التناص والتأثر والمثاقفة لتكوين الشاعر الذي لا يعتمد موهبته حسب وانما يعمقها الى المصادر والخبرات والتجارب.
*************
نقد
قراءة في (قصائد الكرسي المتحرك):
الشعر والخروج على تعويق الرؤية

نشرنا في ثقافية الاثنين الماضي هذه القصائد ووعدنا بتقديم دراسة نقدية لها.. ننشرها ادناه.
(المحرر الثقافي)

باقر جاسم محمد

إذا كان من مهمات الشعر استجلاء شتى جوانب التجربة الوجودية، فإن الكتابة الشعرية عن العوق البدني والعقلي تمثل ركناً مهماً وحاجة أساسية لأنه ممارسة شعرية تستكمل أحد الجوانب المهمة والقصية من المعاناة الإنسانية لتجربة الوجود. وهكذا تكون هذه النصوص محاولة من الشعر للخروج على تعويق الرؤية وقصورها عن تقديم ما يضيء هذا الجانب.
كانت العلاقة بين الشعر والعوق البدني، تاريخياً، تتمثل في كتابة شعراء معوقين، هم في الغالب من فاقدي البصر، عن عالم البشر من ذوي الأبدان الصحيحة، وهكذا شهدنا شعراء عميان يؤلفون نصوصاً عظيمة عن عالم المبصرين. فكان هناك الشاعر الإغريقي القديم هوميروس صاحب ملحمتي “الإلياذة” والأوذيسة” اللتين تناولتا مآثر الأصحاء المبصرين؛ وفي أدبنا العربي كان هناك من فاقدي البصر، ومنهم بشار بن برد (96-168 هـ)، وهو من كبار الشعراء في العربية وإن يكن ذا أصول فارسية، وكان شعره يتسم بطاقة تصويرية بصرية على الرغم من كونه أعمى, وأيضاً أبو العلاء المعري (363-449 هـ) الذي كان ضريراً ولكنه أبصر ما لم تدركه أبصار الأصحاء، وفي الشعر العربي الحديث هناك: عبد الله البردوني من اليمن الذي يمثل قامة مهمة في قصيدة الشطرين. وفي الشعر الإنجليزي، اشتهر الشاعر الضرير جون ميلتون (1608-1674 م) صاحب مطولة “الفردوس المفقود”. كما نجد فيه أن الشعراء العميان موجودون في كل الثقافات وفي شتى الثقافات.
في هذه المجموعة من النصوص الشعرية المنتقاة، نلاحظ أن المترجمة الفاضلة قد عمدت إلى اختيار نصوص للشواعر فقط، وهن من الشواعر اللائي يعانين من العوق وقد فضلنَّ الكتابة عن معاناتهن مع العوق من حيث آثاره النفسية والاجتماعية، فقدمن رؤىً تتسم بالعمق عن تجربة شديدة الخصوصية؛ وهي تجربة ليس من الوارد، غالباً، أن يمرَّ بها الأصحاء من بني البشر مما يطرح سؤالاً عن الكيفية التي نستجيب بها، نحن الأصحاء، لهذا النمط من الموضوعات.
تبني الشاعرة دينا س. ديلي قصيدتها “تخيل إنـَّك أنا” على مسعى لنقل مرارة تجربة العوق إلى من لا يعانون من العوق من خلال المشاركة المتخيلة التي يمكن أن تحدث فرقاً في الموقف من المعوق. ونلاحظ أن طلب المشاركة الوجدانية الضمني لم يكن مرتبطاً بنوع من أنواع العوق؛ فهي تبدأ بالإشارة إلى حالات العمى، والصمم، والمقعدين. ثم تدفع بالموضوع إلى حافة التحدي النفسي قائلة:
“جرب هذا الإحساس، أن تكون مُعاقاً،
يا له من أحساس قاسٍ مُمزِقٍ!”
ثم تأتي خاتمة القصيدة لتشير إلى حقيقة أن وضع الإعاقة دائم، ولذلك فهو لا يطاق. وتسعى إلى حالة من الحراك النفسي لدى الأشخاص الذين لا يعانون مِنْ العوق طامحة إلى أن يرتقي موقفهم من المعاقين إلى مستوى أفضل.
تركز قصيدة “الفتاة ذات الكعب العالي” للشاعرة سارة إسماعيل على العوق البدني المتمثل بفقدان القدرة على المشي؛ وهذا الأمر غير مصرح به في النص، إنما نستشفه من خلال المونولوج الشعري المرير، ولكن الجميل، حيث تعشق فتاة مقعدة فتى سليماً وعاشقاً لفتاة لا تعاني من العوق؛ فتستهل الشاعرة نصها في ضربة فنية متقنة للغاية:
“فتى أحلامي مُغرمٌ بفتاة ترتدي الكعب العالي.
جلست أشاهده يبتسمُ لها من كرسييِّ المتحرك.”
وتقدم لنا الشاعرة صوراً مفعمة بالحياة للفتاة المعشوقة وحيويتها وحراكها مع فتى أحلام الذات المتحدثة في النص:
“فتى أحلامي مُغرمٌ بفتاة تقود سيارةً سريعةً،
إنهما يتجولان بها في طرقٍ تأخذهما إلى الأعلى وإلى الأسفل،
يتحدثان، يمرحان، ويحدقان في النجوم.
ثم يأتي تصوير الإحساس بعمق مأساة العوق حين تضع الشاعرة هذه العبارة المهمة:
“آه، لو أجعله يُدرك أن صمتي في حبه هو الحب الحقيقي؟”.
إذن هو حب من طرف واحد لأن الذات المتحدثة في النص معوقة ولا تستطيع أن تجاري الفتاة التي يعشقها فتى الأحلام! وأجد أن النص قد تضمن فائضاً لغوياً في الأسطر الخمس الأخيرة من النص لأنها تعيد انتاج ما تم تصويره شعرياً على نحو نثري يقلل من كثافة النص.
وفي قصيدة (في جنتي) للشاعرة نفسها، تتسع الرؤية الشعرية لتشمل أنواع العوق الأخرى. والحقيقة أن الثيمة الأساسية في القصيدة هي أن الجنة تتمثل بزوال حالة العوق أياً كان نوعه؛ ففي جنتها:
“في جنتي ليس هناك كراسٍ متحركة.”
ثم، تتلاحق الصور التي تشمل انواع الإعاقة الأخرى وفي الوقت نفسه تشكل جنة الشاعرة:
“ في جنتي، الجميع قادر على الحركة، الهبَة الأغلى والأثمن!.
في جنتي ليس هناك عصي مشي،
ولا كلاب مرشدة،
ولا طريقة برايل للقراءة،
ولا سبب للسقوط أرضاً،
ولا لغة إشارة،
ولا سماعات أذن مساعدة.
في جنتي، الجميع يسمع الكلمة المنطوقة،
وهذا يعني ان الجنة، هي الوجود البدني السوي في هذا العالم؛ وهو ما يعني ضمنياً رفض فكرة الجنة الميتافيزيقية المرتبطة بالفكر الديني.
وفي “الأمهات المُتميزات” يتبين معاناة امهات الأشخاص المعوقين وهن يبصرن عزلة أبنائهن وبناتهن ومعاناتهم، ومع ذلك فإنهن يتحملن آلامهن بصمت ويواصلن الابتسام إذ:
“ولكنهم، بعد كل ذلك، أطفالهنَ، فلذات أكبادهنَ،
عليهم مشاهدة كل ذلك مبتسمات.”
أن معاناة المعوقين لا تقتصر على شخوصهم حسب، وإنما تمتد لتشمل أسرهم، وبخاصة أمهاتهم.
ويفصح عنوان قصيدة سارة بريل “يمكنني القراءة بطريقة بريل!” عن طبيعة العوق الذي يصوره النص، وهو العمى. لذلك فإن السطر الثالث يعبر عن هذه الحالة إذ نقرأ:
“ليس بقدرتي أن أخبرك كم ثقباً هناك في لحاء تلك الشجرة،”
ثم تتوالى الصور التي تجسد، على نحو فني، معاناة الأعمى/ العمياء اليومية مع العالم الخارجي الذي يقتضي وجود حاسة البصر السليمة.
وبهذا فإن الشاعرة تعبر، على مضضٍ، عن قناعة بوضعها لأنها لم تفقد كل القدرات. فالقراءة بطريقة بريل تمثل نافذة على العالم من خلال المخيلة والتصور. ولنا أن نتساءل عن صورة العالم في ذاكرة الأعمى!
وفي “أنا” تتصدى الشاعرة نيكول ليونغو لمهمة تصوير الألم الداخلي العميق الذي تعانيه لأنها معوقة. وتقدم لنا حواراً شعرياً افتراضياً عن شخص مخاطب متسائلة: “ما الذي تراه عندما تنظر إلي؟” وثم تتساءل: “هل ستجرأ على النظر إلى الخلف، هل ستقبل أن تكون معلماً لي؟” كما تصور حالة الإحساس العميق بالكرامة الإنسانية إذ تقول:
“آه، هل سيأتي يوم تراني فيه على حقيقتي،
تراني كما أنا، إنسانة مثلك! أريد أن اعيش بكرامةٍ
أريد ان أضحك وأرقص وأغني!
وتتسع دلالة “كم هو جميل أن تقبلني كما أنا!” لتتعدى الطلب فتعبر ضمناً عن أن الذات المتحدثة في النص قد تصالحت مع ذاتها، وهذا يظهر أن المعنى الشعري قد اكتمل.
إن الشعر الذي كتبه من يعانون الإعاقة يمثل حقلاً أدبياً واسعاً لا يقتصر على شعر العميان، وهو حقلٌ جديرٌ بالدراسة والتأمل.
*************
خيوطُ الحرير


جبار ياسين

غريبٌ أنا بعد كلِّ هذي السّنين،
نصفُ قرنٍ .
بعد غد أُكملُ دورتي في الطّبيعةِ
مثل دودةِ قزٍّ
أمضي خيوطاً مِن حريرٍ
إلى مشارقِ الأرضِ أو مغاربها.

بعد كُلِّ هذي السّنين تُرافقني عباءةُ أُمّي
تحميني مِنَ البردِ مِن بللِ المطرِ،
من رياحِ السّمومِ في صحراءِ “نفطة “،
مِن الموجِ حين يغضبُ الاطلسي،
مِن صقيعِ جبالِ الألبِ،
ومِن غوايةِ الشّيطان.

ذكرياتي في الشّتاء توقدُ نارَ الموقدِ
وأحلامي شَتاتٌ مِن صورٍ قديمةٍ:
بيوتٌ تهاوت منذُ سنين،
أطفالٌ هرموا،
بناتٌ صرنَ زوجات،
وأشجارُ نارنج أُقتُلعتْ مِن حديقةِ بيتنا.

شارعٌ لا تظلّلهُ شجرةً
وكلابٌ تنامُ باسطة أذرعها بالوصيد
خلفها نهرٌ ترقدُ على اكتافِهِ أشجارُ حورٍ
وضجيجُ مقهى يأتي مِن بعيدٍ
فالطّريقُ إلى الجنوبِ طويلٌ
والنّساء هناك هَدَلنَ شعورهُنَ.
عطرُ حنّاءٍ هو الجنوب،
ماءُ النّهرِ مضمّخٌ بعطرٍ قديمٍ
وأنا الآنَ بينَ أشجارِ الحديقةِ
أذكرُ ساعةً مرّت منذُ نصفِ قرنٍ.

غريبٌ أنا في مكانٍ قصي،
لكنّ الأرضَ أُمّي
بين أحضانِها أكبرُ.. يوماً بعدَ يوم.
غريبٌ في كُلِّ صباحٍ
وحينَ تغيبُ الشّمسُ أراني راكضاً خلفها
أجمعُ بقايا النّورِ في كفّي
غريبٌ وكلُّ يومٍ لي هويّة:
يوماً فرنسياً،
وآخر مِن مِصر..
ويوماً مِنَ المكسيكِ،
وفي الصّباح أنهضُ كما ينهضُ الإسباني
بعد ليلةِ غناء على القيثار،
ويوماً غجرياً ترافقُ صوتي الكمنجات
بين بساتينِ البرتقالِ في الاندلس.
في خُضرةِ البدرِ

أُسبوعٌ كُلّ شهرٍ ألثغُ الإيطالية
بأخطاءٍ تُضحكُ الأصدقاء
أنا ابن الأرضِ،
ابنُ السّماءِ بكُلِّ ألوانها،
ابنُ قوسِ قُزح بعد زخّاتِ المطرِ،
أنا ابنُ ميثاقٍ قديمٍ بين السّماءِ والأرضِ.

هذه الأرضُ لي
أينما تدوسُ قدماي غُبارها،
ولي السّماءُ بكلِّ زُرقتها
والنّجومُ في اللّيل.
تعالوا قاسموني ورد حديقتي الأندلسية،
جوريّةٌ حمراءُ تفتحُ تاجَها في الفجرِ.
قاسموني النّخيلَ في ذاكرتي،
وقيضَ بغدادَ في آب،
قاسموني فرحَ الطّفلِ حين يعبرُ النّهرَ
ترافقهُ بطيخةً حمراء حتى الضّفةِ الأُخرى.

الأرضُ لي وطنٌ،
كُلُّ الارضِ، وفي اللّيلِ النّجوم
لكنّي، حين اغفو،
حين يدبُّ النُّعاسُ في جفني
قبلَ أنْ أَغلِقَ عيني
أذكرُ بذرتي الأولى
في سلّةِ الطّفلِ فوق ماء النّهر
يترنّحُ فوق اليم
في البعيدِ شمسٌ مِن حريرٍ
تثقبُ النّهرَ مثل نصلٍ..
شيءٌ مِنَ المستحيلِ لا يُرى
مثلَ طيفِ ملاك..
حينها، أعدو كطفلٍ في شوارعٍ مِن غُبار
وأعرفُ أنّي أمرُّ على أرضِ العراق.
***********


ص 12


حاليا في المكتبات
العدد 416 – 417
تشرين الثاني 2020
من مجلة “الثقافة الجديدة”،
بنسخته الورقية

**************

نقطة ضوء

الفن وبناء الانسان

طه رشيد

لا اريد ان اناقش التخبط في السياسة العراقية واسباب الخراب الذي حل بالبنى التحتية في بلدنا من صحة وتعليم وثقافة وكهرباء وصناعة وزراعة وغيرها من الخدمات، ولكني اود ان اشير الى ان بلدانا لا تمتلك ربع ميزانية العراق ولا تمتلك الموارد الطبيعية التي نمتلك، وميزانيتها اقل من ثلاثين مليار دولار ومع هذا تخصص ما يقارب 180 مليون دولار لبناء مسرح وسط عاصمة بلادها. انها المغرب الجميل الزاخر بمهرجاناته الثقافية طيلة العام، والذي اعلن عن افتتاح مسرح الرباط الكبير.
والمفاجأة الجميلة ان مصممة هذا الصرح الكبير هي المهندسة العراقية الراحلة زها حديد! انحني احتراما لمن ساهم ببناء وانجاز هذا المَعْلم الذي سيبقى ذخرا للأجيال القادمة.
وتضيف الاخبار ان الميزانية السنوية المغربية تخصص 47.5 مليون درهم (حوالي خمسة ملايين دولار أميركي) لدعم الصناعات الثقافية وتنظيم المهرجانات، علما ان عدد المهرجانات الفنية المحلية والدولية في المغرب يزيد على خمسمائة مهرجان!
بينما نحن في بغداد لم نستطع ان نقيم مهرجانا دوليا واحدا متميزا! والبنية التحتية متهرأة، فلولا جهود كادر دائرة السينما والمسرح المبذولة مؤخرا لما تم بناء مسرح اشور الصغير داخل بناية المسرح الوطني، ولا كان بالإمكان السعي لاستعادة مسرح الرشيد الذي ما زال بحاجة الى اموال طائلة لتعمير بنايته المكونة من خمسة طوابق!
وما زالت ملفات الفساد في وزارة الثقافة العراقية تزكم الانوف! وها هي محكمة التمييز الاتحادية تحكم لصالح وزارة الثقافة في قضية مشروع دار الأوبرا بعد اثبات إخلال الشركة المتعاقد معها بشروط التعاقد. وجاء قرار التمييز لأنَّ الشركة المتعاقد معها أخلت بالتزاماتها التعاقدية فلا تستحق المبلغ الوارد في قرار محكمة الاستئناف ولا تستحق التعويض، وقد تأكد اخلالها بالتزاماتها. ولكن هل تمت محاسبة هذه الشركة والمسؤولين عنها في قضية دار الاوبرا الذي كلف الدولة ملايين الدولارات!
الجدير بالذكر أنَّ عقد إنشاء دار الأوبرا كان قد أبرم عام 2011 ورغم منح مدةٍ إضافيةٍ من قبل الوزارة للشركة إلا إنها بقيت متلكئةً، ولم تحقق تقدماً في إنجاز الأعمال المتعاقد على تنفيذها، مما حدا بالوزارة إلى سحب العمل منها طبقاً للتشريعات القانونية النافذة، وهذا ما أيدته محكمة التمييز الاتحادية في قرارها المنوه عنه.
في عام 2013 كانت السلفة التشغيلية السنوية لدائرة السينما والمسرح تصل الى مائتين وخمسين ألف دولار او ازيد قليلا، وبدأت تنخفض تدريجيا حتى وصلت الى الصفر في بحر 2015! ونفس الشيء بالنسبة لميزانية وزارة الثقافة التي تتناقص سنويا حتى اصبحت تتمتع بالاصفار بعد الفارزة!
لكي نخطو خطوة الى الامام نحتاج الى سلطة تؤمن بأهمية الفن والثقافة والادب في بناء الانسان سوية مع الاوطان!

*************

ضابط يبيع سيارته لدعم جنوده ومتاجر تساعد الموظفين
تكافل مجتمعي لمواجهة
أزمة الرواتب في العراق

بغداد – وكالات
يشهد العراق هذه الأيام، أزمة خانقة وغضبا شعبيا متصاعدا بسبب تأخُّر صرف رواتب موظفي المؤسسات الحكومية. وفي ظل ارتفاع معدل البطالة وتعطل كبير يشهده القطاع الخاص مع تفشي فيروس كورونا، أصبح لهذه الأزمة تأثير كبير على العراقيين. ولم يقف العراقيون مكتوفي الأيدي وهم يشاهدون الموظفين من أبناء شعبهم بلا رواتب. إذ قام العديد من المواطنين بمبادرات إنسانية للتكافل الاجتماعي من أجل التخفيف من حدة الأزمة، ومن أبرز تلك المبادرات قيام آمر فوج في الجيش، ببيع سيارته الشخصية وتوزيع ثمنها على جنوده لدعمهم ماليا في ظل تأخر رواتبهم لشهر تشرين الأول الماضي – بحسب ما نشره مدونون على مواقع التواصل الاجتماعي. وفي أول تعليق منه على ذلك، كتب المقدم الركن علي انهير الحسيناوي على صفحته في فيسبوك: “أود أن أوضح أن ما نشر عني هذا اليوم في مواقع التواصل، ما هو إلا عمل إنساني بيني وبين رب العالمين وليس لغاية أخرى، لذلك أرجو منكم عدم النشر”. وفي مظهر آخر للتعاون مع الموظفين الذين لم يتسلموا رواتبهم، أعلنت محال بقالة ومراكز تسوق خاصة، البيع لهم بالآجل، وتأخير السداد حتى تسلمهم الراتب.

الحكومة تقترض!
وفي إطار السعي لمواجهة تأخر الرواتب، ذكرت اللجنة المالية البرلمانية، أن البرلمان وافق على السماح للحكومة بالاقتراض لتأمين رواتب الموظفين والمتقاعدين والرعاية الاجتماعية والأدوية والبطاقة التموينية ومستحقات الفلاحين. وقال عضو مجلس النواب أحمد الحاج، أن المجلس سيصوت على قانون الاقتراض الداخلي لحل أزمة الرواتب، مشيرا إلى ان “اقرار القانون سيتم الخميس المقبل (هذا اليوم). لذا لا يبقى للحكومة أي عذر في عدم صرف الرواتب”.

انتقادات
وينشغل الرأي العام في العراق على مواقع التواصل الاجتماعي، في أزمة رواتب الموظفين، الذين يتجاوز عددهم 6 ملايين شخص، في وقت شهدت فيه مؤسسات عدة إضرابا عن العمل وتعطيلا للدوام الرسمي.
وعلق الناشط السياسي علي الفتلاوي على حسابه في تويتر، قائلا أن “الدولة تُؤَمِّن وتصرف رواتب لأعضاء البرلمان الذين يمتلكون الملايين ويعيشون الرفاهية، بينما تؤخِّر الرواتب على الموظفين الذين لا يمتلكون قوت يومهم”.

**************

في مقر شيوعيي الكرادة
«منتدى غني محسن» يصدح شعرا من جديد

بغداد – طريق الشعب
بعد انقطاع دام أكثر من أربع سنوات، عاود «منتدى غني محسن» للشعر الشعبي، الجمعة الماضية، نشاطاته الأدبية في مقر الحزب الشيوعي العراقي بالكرادة.
وأقام المنتدى في أول نشاط له بعد الافتتاح، أمسية شعرية حضرها جمهور واسع من محبي الشعر، وشاركت فيها نخبة من الشعراء الشعبيين، بضمنهم حامد الشمري، عبد الحميد الجابري وعبد الرزاق البطاح.
وعلى هامش الأمسية، التقت «طريق الشعب» الشاعر حامد الشمري، أحد القائمين على المنتدى. وقد أبلغها بأن أمسياتهم الأسبوعية التي ستقام كل يوم جمعة في مقر الحزب، لن تقتصر على الشعر فقط، أنما ستتضمن مساهمات موسيقية وغنائية، مبينا أن المنتدى يهدف إلى تصحيح مسار الشعر الغنائي.

***************

في ذكرى انتفاضة تشرين
مباراة كرة قدم ودية
في ناحية جْبَلَة
الحلة – طريق الشعب
احتفاء بالذكرى السنوية الأولى لانطلاق انتفاضة تشرين، نظمت مختصة العمل الديمقراطي/ اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة بابل، مباراة ودية بكرة القدم في ناحية جبلة شمالي المحافظة.
وأسفرت المباراة التي أجريت على “ملعب العابد” في مركز الناحية بين فريقي العابد وطلبة جبلة، عن فوز الفريق الثاني.
وفي ختام المباراة التي شاهدها جمهور غفير من محبي كرة القدم، وزعت المختصة جوائز على الفريقين.

**************


فوتوغرافي عراقي يفوز
في مسابقة “انعكاس”

بغداد – وكالات
فاز المصور الشاب علي سعدون عودة، في مسابقة “انعكاس” للتصوير الفوتوغرافي، التي نظمت أخيرا في المملكة العربية السعودية.
وقال عودة، وهو من محافظة ميسان إنه فاز بجائزة المسابقة، التي رشح إليها أيضا مشاركان من اندونيسيا، مضيفا في حديث صحفي، أن الصورة التي شارك بها التقطها في مدينة العمارة، وهي تعبر عن واقع الإنسان والأبعاد المكانية للمدينة.
وأوضح انه تسلم أيضا بريدا دوليا من الهند يوثق مشاركة عمله في المعرض العالمي للتصوير الفوتوغرافي. كما تم عرض صورته في مسابقة “لحظات” على موقع ناشيونال جيوغرافيك، لافتا إلى انه سبق وحصل على شهادة من اتحاد المصورين العالميين.
واشار عودة الى انه يستعد في الوقت الراهن لتصوير لقطات للطفولة، لغرض المشاركة بها في المعارض والمسابقات العربية والعالمية المقبلة، مؤكدا ان اشتغاله على المحلية في التصوير الفوتوغرافي واقتناصه لقطات تمتاز بالدقة والحس، كل ذلك أهله للفوز بالعديد من الجوائز العربية والعالمية.

*************

بغدادية ترد الجميل لوطنها عبر “الرجل الحديدي”

بغداد – وكالات
تمكنت العراقية - الأمريكية ميس العبوسي، من إكمال دورة كاملة من سباق “الرجل الحديدي” في أمريكا، والذي يستغرق حوالي 14 ساعة، وذلك في سياق تحضيرها لإقامة السباق داخل العراق.
وسباقات “الرجل الحديدي” هي واحدة من سلسلة سباقات المسافات طويلة التي تنظمها “مؤسسة الترياتلون” العالمية ، وتتضمن (3.86 كم) سباحة، و(180.25 كم) ركوب دراجات، (42.20 كم) ماراثون.
وذكرت صحيفة “واشنطنيان” الأمريكية في تقرير لها، أن “ميس البالغة من العمر 39 عاماً، تمكنت من السباحة لمسافة 2.4 ميل، في مجمع سانت جيمس الرياضي، وقامت بركوب دراجتها الثابتة بمسافة 112 ميلاً، والركض 26.2 ميلاً على جهاز المشي”.
وأشارت إلى أن “هذا كان جزءاً من التدريب لتحقيق هدفها بعيد المدى، وهو إكمال سباق بطول الرجل الحديدي في العراق عام 2022”.
العبوسي ذكرت من جانبها، أن “كل سباق أكمله، يساهم في مؤسسة الأطفال العراقية التي تساعد في حماية الأطفال من التعرض للإيذاء أو الاستغلال”.
وتابعت: “أرى أن السباق هو فرصة لرد الجميل إلى وطني.. لقد عشت الحلم الأمريكي، لكن الكثير من الناس لم يحصلوا على فرصتهم”، مشيرة إلى انه “كان يمكن أن تكون حياتي هي حياة أحد هؤلاء الاطفال الذين عانوا العنف والاستغلال”.

*************

ميسان تنجز أكثر
من 20 فيلما للأطفال

العمارة – وكالات
أنجزت مديرية الشباب والرياضة في محافظة ميسان، صناعة أكثر من 20 فيلما موجها للأطفال. فيما أطلقت مشروعا لتمكين الشباب.
وقال مدير الشباب والرياضة شريف غياض البخاتي، أن الأفلام الـ 20 تهدف إلى توعية الأطفال وإرشادهم تربويا وتعليميا، موضحا في حديث صحفي، أن الأفلام يتم بثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي مراعاة لشروط الوقاية الصحية من فيروس كورونا.
واضاف قائلا، أن المديرية أطلقت “مشروع تمكين الشباب” بالشراكة مع منظمة اليونيسيف الدولية، مبينا أن المشروع يتضمن إقامة ورش عمل للتعريف بمخاطر فيروس كورونا وسبل الوقاية منه.
هذا وذكر البخاتي أن المديرية نفذت خلال فترات الحظر الصحي، العديد من ورش الرسم والمسرح العائلي للأطفال في منازلهم.
************

محمد ميسر يجسد في لوحاته أحلام المنتفضات
بغداد – طريق الشعب
عُرف الفنان التشكيلي محمد ميسر بكونه يوظف الدراجة الهوائية في غالبية لوحاته. وخلال انتفاضة تشرين طرأ بعض التحول على أعماله، من حيث تركيزه على تجسيد أحلام النساء المنتفضات في موضوعاته.
في لقاء قصير أجرته معه سألت “طريق الشعب” الفنان ميسر عن سبب حضور الدراجة الهوائية في لوحاته، فأجاب:
- الدراجة الهوائية مفردة تعايشنا معها منذ الطفولة، ولها دلالات تشير إلى الحركة والدوران والاستمرار في الحياة. فالدراجة حين تتوقف تشبه الجثة الميتة، لكنها حينما تنطلق تبدو ممتلئة بالحياة.
• ماذا عن لوحتك الأخيرة التي رسمت فيها وجوه نساء ناشطات في انتفاضة تشرين؟
- حاولت أن أبرز في لوحتي هذه الدور الكبير الذي لعبته المرأة العراقية في الانتفاضة، والذي أكدت فيه رفضها التهميش المجتمعي، وقدرتها على المشاركة في الحراك الاحتجاجي شأن أخيها الرجل، الذي وقفت معه في أحلك الظروف وواجهت قنابل الدخان والموت. لذلك أن لوحتي هذه تشكل توثيقا لدور المرأة المهم في الثورة.

• لديك لوحة تظهر فيها صورتك أنت مع امرأة، تحلقان سويا في سماء ساحة التحرير، ما قصتها؟
- هذه اللوحة كنت قد شاركت بها في معرض أقامته “جماعة أزاميل” الفنية على قاعة كولبنكيان. وقد ولدت فكرتها من حوار دار بيني وبين صديقة لي عراقية مغتربة في السويد. فكانت تروي لي قصة خروجها من بغداد وهي صبية صغيرة، وكيف أنها كانت ولا تزال متعلقة بمدينتها ووطنها، معبرة عن ذلك بالبكاء، الأمر الذي أحزنني وأثر فيّ، حتى قلت لها: “يا وردة ستطيرين في سماء بغداد المنتفضة من أجل تحقيق أحلامها”.
وفعلا، كانت النتيجة هذه اللوحة التي نظهر فيها أنا وصديقتي طائرين في سماء ساحة التحري