العدد 18 السنة 86 الجمعة 30 تشرين الأول 2020

 

تصفح بي دي اف

 

 

 

 

ص1
الإرهاب يبقى خطرا داهما

شهدت قرية الخلانية شمالي قضاء المقدادية في محافظة ديالى جريمة ارتكبتها يد الغدر والإرهاب، وتسببت في سقوط ضحايا بين شهيد ومصاب. وهذا هو ثاني حادث مروع يقع في المحافظة بعد سابقه في منطقة حلوان بخانقين. وبلغت حصيلة المجزرتين في حلوان والخلانية ١٥ شهيدا وجريحا خلال أسبوع واحد.
ان هاتين الجريمتين المستنكرتين، وقبلهما المذبحة في الفرحاتية، تشير الى ان هناك ايادٍ خبيثة تعمل ليل نهار على إلحاق المزيد من الأذى بالعراقيين، بغض النظر عن منحدراتهم القومية والطائفية والمذهبية والدينية، ولا تريد استقرارا للبلد وأمنا لمواطنيه .
ان هذا الذي يحصل يقلق المواطن العراقي كثيرا، خصوصا وانه ليس حادثا منفردا عابرا. فهو يبين ان داعش لم يهزم بعد، الامر الذي سبق ان اشرنا اليه حين اكدنا ان هزيمة داعش الإرهابي وتحقيق الانتصار العسكري عليه، لا يعني هزيمة كاملة للارهاب على ارض الرافدين بعد، وان تحقيق الهزيمة يحتاج الى منظومة متكاملة من الإجراءات والتوجهات السياسية والعسكرية واللوجستية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية .
وما يحصل يوجب على الجهات ذات العلاقة، والحكومة في المقدمة، الاقدام على المزيد من الإجراءات لحماية أرواح المواطنين، ووأد المساعي الخبيثة لداعش المجرم، وتطهير المناطق كافة من عناصره وخلاياه النائمة .
ولا بد من التعامل مع هذه الاحداث الماساوية بمنتهى الحرص والمسؤولية، وتفويت الفرصة على من يريد تأجيج الاحتقان والنعرات المختلفة، التي دفع العراقيون جميعا ثمنا باهظا لاستفحالها.
وان من حق المواطن ان يقلق وهو يسمع التأكيدات بان الأرض ممسوكة، والوضع الأمني مسيطر عليه، فيما لا يجد على الأرض ما يدعم ذلك ويسنده. كما يشتد القلق من بقاء السلاح منفلتا والقتال بين العشائر في اكثر من منطقة يحدث بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، ويشهد تغولا للمليشيات المنفلتة والخارجة عن القانون .
ومن المؤكد ان هذه ليست الأجواء المطلوبة، الآمنة والمستقرة، التي يمكن ان يدلي فيها المواطن بصوته في الانتخابات المرتقبة، بأمان واطمئنان، بعيدا عن قرقعة السلاح على اختلاف انواعه وتنوع من يوجهون حامليه.
ان جهدا كبيرا مطلوبٌ من كافة الأطراف، لتجنيب المواطن العراقي المزيد من التضحيات والخسائر، وكل ما يضاعف معاناته التي تتفاقم اصلا، يوماً بعد آخر وعلى مختلف الصعد.
000000000000000000000
رفعوا صور الشهداء وطالبوا بالكشف عن القتلة
القمصان البيض تحيي ذكرى صفاء السراي والحراك الطلابي
بغداد – علي شغاتي


أحيت مسيرات طلابية في بغداد وعدد من المحافظات الأخرى، أخيرا، ذكرى استشهاد متظاهرين بارزين، في العام الماضي، تتقدمهم صور أيقونة الاحتجاجات صفاء السراي، وآخرين، فيما جددوا التأكيد على المطاليب الاجتماعية والسياسية، بضمنها كشف قتلة الناشطين.

العاصمة تستذكر السرّاي
ففي بغداد، أحيا المئات من المحتجين الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد المتظاهر الشاب صفاء السرّاي.
وقال مراسل «طريق الشعب»، بلال رضا، إن «المئات من الطلبة نظّموا مسيرة احتجاجية في شارع ابو نؤاس، لاستذكار السرّاي. وتقدمت صور الشهيد صفوف المسيرة، الى جانب صور لشهداء آخرين». وأضاف رضا، إن «المنتفضين أكدوا استمرار حراكهم الطلابي الاحتجاجي لحين تلبية مطاليبهم». وزاد مراسل «طريق الشعب»، ان «مجموعات أخرى، تجمهرت في ساحة الفردوس، بينما انطلقت صوب ساحة كهرمانة، وعادت إلى مكانها مجددا. وطالب منظموها بالكشف عن قتلة المتظاهرين ومحاسبتهم».

الكوت تطالب بكشف قتلة المتظاهرين
وفي الكوت، انطلقت عصر أمس ، تظاهرة طلابية، للمطالبة بالكشف عن قتلة المتظاهرين، وتقديمهم للعدالة.
وانطلقت التظاهرة، التي شارك فيها المئات من الطلبة، من ساحة تموز باتجاه مركز المدينة، لاحياء ذكرى تشرين، والمطالبة بالوصول الى قتلة المتظاهرين، وتقديمهم للعدالة». واكد الطلبة المتظاهرون، الذين حملوا الاعلام العراقية وصور شهداء تشرين، سلمية احتجاجاتهم، مبدين «استنكارهم للاعمال التخريبية، والاعتداء على القوات الامنية، التي قامت بها مجموعات مندسة».
0000000000000000000000000000000000000000000000000000000000

الشعب التشيلي
يحقق انتصارا كبيرا

احتفل الملايين في جميع أنحاء تشيلي، الاحد الماضي، بالفوز السّاحق في الاستفتاء على صياغة دستور جديد للبلاد، والتخلص من دستور الثّمانينات ومعه كل موروثات عهد الجنرال بينوشيه البائد.
فقد وافق %78.27 من الشعب على الغاء الدستور القديم وغالبيتهم من المناطق الشعبية، فيما رفضت ذلك المناطق التي تعيش فيها النّخبة السّياسيّة والاقتصادية في البلاد.
النّتيجة السّاحقة هذه تعني هزيمة لليمين ولحكومة الملياردير سيباستيان بينيرا على وجه الخصوص، الذي بدا متجهمًا حتى قبيل إعلان النتائج.

000000000000000000000000000000000000000000000

راصد الطريق
حماس منقطع النظير.. ولكن!

 

ابدى النواب في الأيام القليلة الماضية حماسا جليّا ورغبة جامحة في اكمال الدوائر الانتخابية، التي كانت موضع خلاف وجدل بين الكتل السياسية المستقتلة لضمان حصصها في الانتخابات القادمة.
وكان لافتا ان يسهر النواب لاكمال القانون الذي فصلوه وفق مقاسات وحسابات الماكنات الانتخابية لكتلهم، التي رتبت حتى المراكز الانتخابية عن طريق النقل والالحاق. فهل سيقود هذا حقا الى انتخابات عادلة ونزيهة؟ وهل هذا ما طالب به المنتفضون؟
ان تبضيع الدوائر (جعلها بضاعة) على هذا النحو يشكل استهانة كبرى بدماء الشهداء وبتضحيات انتفاضة تشرين، وهو تكريس للطائفية والمناطقية والعناوين الفرعية على حساب المواطنة .
وبعد هذا يتساءل المواطن ونحن معه : لماذا لم يسخر النواب نصف حماسهم للدوائر التي تديم سلطتهم، ويكرسوه للقوانين والمشاريع التي تهم الناس وتخفف عنهم ضنك العيش وقسوة الحياة، وللكشف عن الفاسدين وقتلة المتظاهرين ؟
نعم، حماسهم لا مثيل له ..ولكن خدمةً لمصالحهم ونفوذهم وكتلهم المتنفذة، المصرة على مواصلة تقاسم الكعكة، والتي توافقت أخيرا على ذلك!


ص2
الكتل السياسية “تقاسمت” الدوائر الانتخابية
مجلس النواب يقر قانون انتخابات يكرس المحاصصة الطائفية
بغداد – طريق الشعب
انهى مجلس النواب في ساعة متأخرة من مساء الاربعاء، التصويت على الدوائر الانتخابية لمحافظة كركوك، وبذلك تكون القوى السياسية البرلمانية قد اكملت توزيع تلك الدوائر على مقاساتها، وان الماكنة الانتخابية للقوى المتنفذة أسهمت بشكل كبير في “تحاصص الدوائر”، بحسب مصدر مطلع.

المحاصصة.. سيدة الموقف
قال مصدر مطلع لـ”طريق الشعب”، ان “رؤساء الكتل السياسية تقاسموا الدوائر الانتخابية بينهم، بمساعدة عدد من اعضاء مجلس المفوضية السابقين، معتبرا ان ذلك “يدل على عدم استقلالية المفوضية كونها تعمل ضمن المكانة الانتخابية لهذه القوى السياسية”.
وأضاف المصدر، ان “رؤساء الكتل نقلوا في اللحظات الاخيرة من التصويت على الدوائر الانتخابية مراكز انتخابية من دوائر الى اخرى، لضمان حصولهم على مقعد في تلك الدائرة”.
وضمن السياق، علّق عضو “ائتلاف دولة القانون”، رسول أبو حسنة، في تصريح صحافي، نقلته وكالة “بغداد اليوم”، ان “الشخصيات المستقلة التي ربما ستصعد إلى مجلس النواب المقبل”، مردفا “لكنها لن قادرة على تشكيل كتلة سياسية أو الاتفاق على برنامج. بالتالي من المتوقع ذهابهم مع الكتل الكبيرة”.

لا يلبي مطالب المنتفضين
وقال سكرتير اتحاد الشبيبة الديمقراطي، حسين حبيب، إن “قانون الانتخابات الجديد لا يلبي طموحات الشعب العراقي، لأنه فُصل على مقاسات الكتل السياسية المتنفذة”.
وأضاف، أن “هذا القانون اقر ليكون معبراً جديداً للقوى السياسية المتنفذة إلى البرلمان المقبل، من أجل تقوية نفوذها وتحقيق المكاسب والمغانم السياسية والحزبية”.
وتابع حبيب، أن “من يقول ان قانون الانتخابات الجديد، اقر تلبية لمطاليب تشرين فهو واهم، لان مطاليب احتجاجات تشرين لم تكن اقرار قانون انتخابي يقسم الدوائر الانتخابية على أساس طائفي وعرقي وديني”.
وزاد، ان القانون “يجسد المحاصصة من جديد، ويقسم الوزارات والدرجات الخاصة على اساس طائفي وحزبي”.
60 حزباً جديداً
من جهته، اعلن مستشار رئيس الوزراء لشؤون الانتخابات حسين الهنداوي، في مقابلة تلفزيونية، تابعتها “طريق الشعب”، وجود 5 آلاف موظف بصفة عقد في المفوضية العليا للانتخابات، مؤكدا بحث حكومته “عن حلول لموضوع عقود مفوضية الانتخابات”.
وقال، ان “موظفي مفوضية الانتخابات بحاجة إلى حل عاجل”. وتابع، “هناك 230 حزباً مسجلاً لدى مفوضية الانتخابات وأكثر من 60 حزباً قيد الدراسة”، متوقعا ان يصل عدد الأحزاب المسجلة في مفوضية الانتخابات إلى “300 حزب”.
وبين، أن “المفوضية قدّرت احتياجاتها من 250 مليون دولار إلى 300 مليون دولار. وطالبنا بتخفيض التقديرات المالية إلى النصف”.
وأشّر الهنداوي، “هناك خلل بالممارسة الفعلية لتطبيق قانون الأحزاب”.
وتحوم شكوك حول هوية تلك الأحزاب وعلاقتها بالكيانات السياسية الكبيرة التي كانت تسيطر طوال المدة الماضية، على البرلمان والحكومة، وما اذا كانت عبارة عن واجهات جديدة فقط، وليست نابعة من قوى شعبية جديدة لإحداث التغيير المطلوب.

تشكيك في مصداقية الاحزاب الجديدة
من جانبه، يقول المواطن طالب حامد لـوكالة IQ NEWS، إن “هناك عدم وضوح في الخارطة الانتخابية داخل العراق. ما زلنا نرى نفس هذه الأحزاب تتنافس”.
ويضيف حامد، ان “لعبة تشكيل احزاب جديدة مورست من قبل تلك الكتل السياسية المتنفذة في دورات النتخابية سابقة؛ إذ أوهمت الناخب بأنها حركات جديدة طامحة للتغيير، ولكنها بالحقيقة عكس ذلك”.
ولا يستبعد الخبير في شؤون الانتخابات، عادل اللامي، نفاذ الأحزاب الكبيرة الى مجلس النواب الجديد “عبر واجهات جديدة”، بسبب “عدم وجود فقرة بالقانون تمنع دخول تلك الأحزاب في مسميات فرعية”.
ويقول اللامي، ان “التمييز بين الاحزاب الوطنية العابرة للطائفية، وتلك التي جذرت المحاصصة والفساد في البلاد، من مسؤولية الناخبين”.
000000000000000000000000000000000000000000

كل خميس
رفع الخيم والزمن الاجتماعي

جاسم الحلفي


ما ان مرت ساعات على انقضاء يوم ٢٥ /١٠/٢٠٢٠، وانتهاء الفعاليات الاحتجاجية بمناسبة مرور عام على انتفاضة تشرين الشعبية الباسلة، حتى تواتر إصدار البيانات حول رفع الخيم ومغادرة ساحة التحرير. وفيما اتفقت هذه البيانات في شأن الانسحاب، فأنها إختلفت حول دوافع ذلك. فقد ارجعت السبب الى عوامل شتى لا تجمعها رؤية موحدة، من بينها رفع الغطاء عن المندسين وكشفهم للسلطات الأمنية بهدف إعتقالهم، وقطع الطريق أمام إختراقات الأحزاب الفاسدة وأزلامها التي أساءت للانتفاضة وأهدافها، وعزل دعاة التطرف وتصعيد العنف، واتاحة الفرصة للتنظيمات السياسية التي تشكلت عبر الانتفاضة لتشترك في الإنتخابات وتصل الى مجلس النواب، وتوفير فرصة لإعادة تنظيم صفوف المنتفضين، والاستعداد لانتفاضة جديدة بحيوية أكثر، فضلا عن آراء أخرى.
وعند رصد وتحليل البيانات يمكن ملاحظة التوجهات المتباينة والاختلافات الواضحة بشأن دواعيها، وهي تنطلق من صراع المصالح الذي لا يمكن اخفاؤه، بين من إنحاز للانتفاضة وأهدافها الوطنية وبين الطغمة الفاسدة وامتداداتها، التي ترى في الانتفاضة واستمرار وهجها ومواصلة أنشطتها، محاصرة لها وتمهيدا للانقضاض عليها.
وإذ لا يتسع المجال هنا لمناقشة تفصيلية للمصالح المتقابلة والمتناقضة، يمكن تأكيد خلاصة تجارب إحتجاجات الشعوب، التي برهنت على أن الاحتجاج فعل سياسي مؤثر، لا ينطلق من فراغ ولا يسير في موجه واحدة مستقيمة، كما ان أساليبه متعددة، وأشكاله متنوعه، وان الانتفاضة هي مقدمة للثورة، كفعل تستجيب القوى الشعبية له بقدر ما يتبنى من مطالب واهداف عامة.
كما ان أمر الاحتجاج وإندلاعه مرهون بلحظة لا يمكن التنبؤ بها، هي نتيجة تفاعل الظروف والعوامل والحاجات مع الجزع والسخط والرفض والرغبة في التغيير واليأس فضلا عن فواعل أخرى. وبهذا المعنى فان الانتفاضات الشعبية لا تندلع بأوامر إدارية ولا تتوقف وفق سياقات أرادوية.
لم تخرج انتفاضة تشرين الباسلة، وهي الثورة الشعبية غير مكتملة الشروط، عن تجارب الشعب الذي سجل التاريخ إنتفاضاته وإندفاعاته للتغيير ولحفظ الكرامة. فهي إنطلقت قبل عام بقوة وحيوية وعنفوان جبار، في مواجهة جسورة لطغمة الحكم المستبدة، ولم تتراجع أمام القمع المنظم والقتل الممنهج، مع ان التضحيات بلغت رقما هائلا هو الأكبر على الاطلاق بين ما قدمته الانتفاضات في التاريخ المعاصر.
انها إنتفاضة حملت هموم وطن، ونهض بها جيل من الشباب الواعي، ولا يمكن تصور نهاية لها لا ترتبط بالنصر. وقياس النصر هنا ليس رقميا، بل هو نصر الوعي بوجوب رفض الطائفية السياسية والمحاصصة والفساد، ورفع موضوعة المواطنة كقيمة عليا واساس لبناء نظام سياسي جديد، يحقق العدل والانصاف والعيش الكريم.
ان للوعي بالتغيير وحراك الشعب القادم زمنه الاجتماعي وقوانينه الخاصة، وهو زمن لا يدركه من يقيس الوقت وفق ساعته التي تحركها قوانين الفيزياء!
00000000000000000000000000000000000000000000000000000

نائب: استعدادات لتزوير الانتخابات
بواسطة “البطاقات المفقودة”

بغداد – طريق الشعب
كشف عضو مجلس النواب كاظم الفهداوي، أمس الخميس، عن رغبة بعض الكتل السياسية في تزوير الانتخابات بواسطة البطاقات الانتخابية المفقودة. وقال الفهداوي في تصريح صحافي، اطلعت عليه “طريق الشعب”، إن “هناك كتلاً سياسية ترفض اعتماد البطاقة البايومترية، وتحاول استخدام 3 ملايين بطاقة ناخب اعلنت المفوضية فقدانها لتزوير الانتخابات القادمة”. وأضاف: “جمعنا تواقيع نواب لإصدار قرار باعتماد البايومترية حصرا”.

ص3
رفعوا صور الشهداء وطالبوا بالكشف عن القتلة
القمصان البيض تحيي ذكرى صفاء السراي والحراك الطلابي
بغداد – علي شغاتي
تتمة التقرير على الصفحة الاولى

نظّم المئات من طلبة الجامعات والمعاهد في محافظة ذي قار، جنوب البلاد، مسيرة احتجاجية، لمناسبة الذكرى السنوية الاولى لمشاركة الطلبة في انتفاضة تشرين المجيدة.
وقال الناشط الطلابي حسين علي، في حديث لـ”طريق الشعب”، إن “المئات من طلبة الجامعات والمعاهد والمدارس في المحافظة، نظّموا مسيرة احتجاجية انطلقت من تقاطع البهو، وسط مدينة الناصرية، صوب ساحة الحبوبي، للتأكيد على تلبية المطاليب المشروعة للانتفاضة”.
وحضّ الناشط على “ضرورة تحقيق الهدف الأول للمنتفضين، وهو التغيير الجذري، من خلال إقرار قانون عادل للانتخابات، وكشف القتلة، ومحاسبة الفاسدين، فضلاً عن إقالة المحافظ، الذي فشل في مهامه”.
وتقدمت المسيرة الطلابية، صور للناشط المدني المختطف سجاد العراقي، والشهيد صفاء السرّاي، وعدد آخر من الشهداء، فيما جرت مطالبة الحكومتين المركزية والمحلية بالكشف عن مصير العراقي، الذي ما زال مجهولا.
وفي معقل تظاهرات الناصرية، حيث ساحة الحبوبي، كان هناك حراك شعبي، يطالب بتحديد موعد نهائي للانتخابات المبكرة. وقال الناشط المدني علي خشن لـ”طريق الشعب”، إن “المئات من المتظاهرين توافدوا على ساحة الحبوبي، للتأكيد على تحديد موعد نهائي للانتخابات المبكرة، وضمان عملية اجرائها، بعيدا عن سلطة المال والسلاح المنفلت”.
وكرر خشن المطلب ذاته، الذي رفعته مسيرات المحافظات الاخرى: “ضرورة محاسبة قتلة المتظاهرين والافراج عن المعتقلين”.
الديوانية: مستمرون حتى تحقيق مطالب الشعب العادلة
وفي محافظة الديوانية، تجمهر المئات من طلبة جامعة القادسية، قبل أنّ ينطلقوا في مسيرة احتجاجية كبيرة، من أمام مبنى الجامعة، صوب ساحة الساعة وسط مركز المدينة. وذكر مراسل “طريق الشعب”، ميعاد القصير، إن “المسيرة الطلابية دعت الجهات المسؤولة إلى الكشف عن قتلة المتظاهرين ومحاسبتهم”، مشددة على ضرورة “اقرار قانون منصف وعادل للانتخابات، وتشكيل مفوضية مستقلة، بعيداً عن المحاصصة الحزبية المقيتة، وضمان الاشراف الدولي على الانتخابات، فضلا عن اعتماد البطاقة البايومترية للحد من عمليات التزوير”.
ونوّه القصير، بأن المسيرة “نظمتها تنسيقيات طلبة جامعة القادسية واتحاد الطلبة العام في جمهورية العراق”، إحياء لذكرى الإضراب الطلابي.
وأكد، استمرار الطلبة في انخراطهم ضمن الانتفاضة المستمرة “حتى تحقيق مطاليب الشعب العادلة”.

كربلاء: الموج الابيض يحيي تشرين
كذلك كان لطلبة الجامعات الحكومية والأهلية في محافظة كربلاء، مسيرة حاشدة، أمس الخميس، توجهت نحو ساحة الأحرار، أحيوا فيها الذكرى الاولى لانطلاقة تظاهرات تشرين، في 2019. ووفقا لوكالات أنباء، فإن “الطلبة دعوا خلال مسيرتهم الداعمة للانتفاضة، إلى تفعيل قانون الأحزاب، والكشف عن قتلة المتظاهرين بأسرع وقت”.
وقال منظمو المسيرة الطلابية، “سيكون هذا اليوم من كل عام، ذكرى مشرفة يفتخر بها كل طالب في كربلاء”.
وأضافوا، ان “ثورة تشرين هي فكرة يتم استدعاؤها متى ما اقتضت الحاجة لها، فقد نقشت بأذهان العراقيين وستروى بطولاتها جيلا بعد جيل”.
000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000

حملة الشهادات يجددون احتجاجاتهم أمام التعليم العالي
ثلاث محافظات تطالب بفرص العمل
ومكافحة الفساد وصرف الرواتب المتأخرة
بغداد - طريق الشعب
جدد حملة الشهادات العليا، تظاهراتهم أمام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، فيما نظّم مواطنون في ثلاث محافظات، الاسبوع الجاري، تظاهرات وفعاليات احتجاجية متنوعة، طالبت بتوفير فرص العمل والخدمات وصرف الرواتب، فضلا عن توزيع مفردات البطاقة التموينية.

تظاهرة لحملة الشهادات العليا
في بغداد، رفع حملة الشهادات العليا، خلال تظاهراتهم أمام بناية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، مطلبا وحيدا: توفير فرص عمل.
وقال مراسل “طريق الشعب”، إن “العشرات من حملة الشهادات العليا، تظاهروا أمام وزارة التعليم العالي في شارع النضال وسط بغداد، للمطالبة بتوفير فرص العمل لهم، والاستفادة من خبراتهم العلمية في دوائر الدولة”.
واكدت المتظاهرة مريم كاظم لـ”طريق الشعب”، “تكرر الاعتداءات على حملة الشهادات العليا المرابطين أمام الوزارة”، مشيرة الى ان قوات الأمن تواصل مضايقاتها للطلبة المعتصمين لأجل “فض اعتصامهم”.
وتطالب مريم، بـ”بتوفير فرص العمل لحملة الشهادات العليا، والكف عن تجاهلهم، خاصة مع مضي أكثر من ١٠ أشهر على احتجاجاتهم أمام الوزارة، دون أن يحصلوا على شيء سوى الوعود”.
إغلاق بوابة شركة نفط البصرة
من جهة أخرى، شهدت محافظة البصرة، جنوب البلاد، تظاهرة جديدة لكوادر المهندسين وعدد من الموظفين في وزارة النفط.
وذكر مراسل “طريق الشعب”، في المحافظة، إن “العشرات من خريجي كليات الهندسة أغلقوا أبواب شركة نفط البصرة، ومنعوا دخول الموظفين لها بعد انتهاء المهلة التي منحوها للحكومة المركزية ووزارة النفط، من أجل الاستجابة لمطالبهم بتوفير فرص العمل لهم في الشركة”.
وبيّن المتظاهر حسين فالح في حديث لـ”طريق الشعب”، إن “الشركات النفطية في المحافظة ممتلئة بالمهندسين الأجانب والعمال، فيما يقاسي المهندس العراقي البطالة والإهمال”، مطالباً وزير النفط بـ”الاسراع في الاستجابة لمطاليب المتظاهرين وتوفير العمل لهم في الشركة أو الحقول النفطية التابعة لها، ووضع آلية لتدريب طلبة كليات الهندسة في المواقع النفطية، لتأهيلهم للعمل فيها، بدل الاعتماد على المهندسين الأجانب”.

مسيرة ساحة البحرية
وفي جانب آخر، نظّم العشرات من الموظفين في دوائر حكومية مختلفة، مسيرة احتجاجية وسط البصرة، للمطالبة بصرف الرواتب المتأخرة في وقتها المحدد.
ووفقا لمراسل “طريق الشعب”، فإن “العشرات من المواطنين نظّموا مسيرة احتجاجية انطلقت من أمام مول البصرة، صوب ساحة البحرية (مركز الاعصام الرئيسي في المحافظة). وطالبت المسيرة البصرية، بصرف رواتب الموظفين في وقتها المحدد، وصرف أجور أصحاب العقود العاملة في المحافظة، ضمن مبادرة الـ٣٠ ألف درجة وظيفية التي أعلنت عنها المحافظة، خلال العام الماضي”. وذكر مراسل “طريق الشعب”، أن “المتظاهرين رفعوا شعارات ترفض التأخير في اقرار القوانين والتشريعات التي تخص المشاريع الخدمية في المحافظة”.

وقفة احتجاجية في السماوة
إلى ذلك، نظّم العشرات من المواطنين وسط مدينة السماوة، وقفة احتجاجية للمطالبة بتوفير الخدمات، ومكافحة الفساد، وعدم تأخير صرف الرواتب، فضلا عن توزيع مفردات البطاقة التموينية. وقال المتظاهر مرتضى نعيم لـ”طريق الشعب”، إن “الوقفة تهدف إلى تذكير رئيس الوزراء بوعوده إلى المحافظة، بتوفير الخدمات ومعالجة الفقر، لكن لغاية الان لم نشهد أي خطوة في هذا الاتجاه”. واضاف، ان “الحكومة المركزية تقاعست عن محاربة الفساد وتوفير الخدمات، ولا توجد لديها خطة واضحة لمعالجة الفقر، الذي ترتفع نسبته في المحافظة”. وطالب نعيم، الحكومة بـ”الالتزام بواجباتها وصرف رواتب الموظفين في مواعيدها المحددة، وتوزيع مفردات البطاقة التموينية بصورة منتظمة، وعدم الاكتفاء بتوزيع مادة الطحين فقط”.

ص4
تأثيرها كبير على الاكتفاء الذاتي في أكثر من محصول
بسبب قلة الحصص المائية
العراق يخسر مليون دونم زراعي
بغداد – طريق الشعب
أعلن رئيس الجمعيات الفلاحية، أخيرا، إن الموسم الزراعي المقبل، سيكون أقل بميلون دونم عن الموسم الماضي في عموم العراق، من ناحية المساحات المزروعة للأراضي، التي تعتمد على السدود الاروائية.
وفيما أكد رئيس لجنة الزراعة والمياه والأهوار النيابية، إن أهم خطوات نجاح الموسم الشتوي هو إزالة التجاوزات على الحصص المائية، كشفت دائرة زراعة ديالى عن نقصان مساحات المحافظة المزروعة بحوالي 200 ألف دونم عن الموسم السابق.

انخفاض خطة الموسم القادم
وقال رئيس الجمعيات الفلاحية، حيدر العبادي، لـ”طريق الشعب”، إنّ “الخطة الزراعية للموسم القادم انخفضت بالنسبة للأراضي المروية بسبب قلة حصص العراق المائية”.
وأضاف العبادي “بلغت الاراضي التي تعتمد على السدود الاروائية العام الماضي خمسة ملايين و500 الف دونم، وسنفقد هذا العام مليون دونم من هذه الأراضي”، مشيرا إلى أنه “سوف يكون التأثير الاكبر على نصيب محصول الشعير، وهناك احتمالية من عدم القدرة على الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من هذا المحصول. علما إن قلة المياه الواصلة للأراضي الزراعية ستخسرنُا ايضاً منتجات اخرى كنا قد وصلنا فيها إلى الاكتفاء الذاتي”.
وتواصل تركيا منذ سنوات مشاريع بناء السدود على نهري دجلة والفرات. ويخلف ذلك آثاراً بيئية وزراعية كبيرة على العراق، فيما تبقى محاولات الحكومة العراقية للحصول على الحصص الكافية من المياه، دون جدوى ملموسة، حسب قول المختصين.
وتابع العبادي قائلا، إن “الفلاحين ينتظرون من الحكومة أنّ تضغط بمختلف الطرق والوسائل على دول المنبع للحفاظ على حصصنا من المياه. كما إننا لا نملك فكرة عن أية حلول لتأمين المياه للأراضي المزروعة”.
ولفت إلى أن “التقليص في المساحات المزروعة سوف يكون من نصيب الاراضي التي تعتمد على المياه المروية. وكل المحافظات ستكون متساوية بحصصها من المياه، باستثناء محافظة نينوى التي فيها وفرة امطار”.

ازالة التجاوزات
وفي السياق، أكدّ رئيس لجنة الزراعة والمياه والاهوار البرلمانية، سلام الشمري، على أهمية نجاح الموسم الشتوي لضمان نجاح الخطة الزراعية واستمرار الاكتفاء الذاتي.
وقال الشمري في بيان صحفي، تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، إنّ “من أهم خطوات نجاح الموسم الشتوي، هو إزالة التجاوزات على الحصص المائية والتي باتت تؤثر على الاراضي المستصلحة وعلى زيادة الانتاج الزراعي”.
ويجد الشمري، أنّ “أهم الخطوات التي يجب اتخاذها تتضمن العمل مع الموارد المائية حول هذا الموضوع ومحاسبة كل متجاوز على الحصة المائية، وفقا للقانون”.
وشدد النائب على “ضرورة تعاون الجميع لضمان تحقيق وفرة انتاج كبيرة، تعزز من الاكتفاء الذاتي، وتحقق ايرادات اضافية للموازنة”.

مساحات أقل في ديالى
الى ذلك، أعلنت دائرة زراعة ديالى، عن خطتها الزراعية للموسم الشتوي، فيما اشارت إلى انها أقل من الموسم الماضي، بنحو 200 الف دونم.
وقال مدير اعلام زراعة ديالى، محمد المندلاوي، في تصريح صحافي، اطلعت عليه “طريق الشعب”، إن “الخطة الزراعية للموسم الشتوي في ديالى بلغت٥٣٥٨٢٠ دونما، حدد منها ٤٩٨٣٦٨ دونما لمحصول الحنطة و٣٣٤٢٠ دونما للشعير، و٤٠٣٢ دونما لبقية المحاصيل الزراعية الاخرى”.
وأضاف المندولاي، ان “الخطة الشتوية للموسم المقبل هي أقل من الموسم الماضي بنحو 200 الف دونم، بسبب الوضع المائي”. وخلص المندلاوي الى، أن “الخطة تعتمد بالأساس على الخزين المائي المتوفر في السدود الاروائية ومدى قدرته على تأمين السقي بالإضافة إلى محطات الاسالة، التي تعتبر أمرا بالغ الأهمية”.
دعوا لتفعيل القطاعات الانتاجية والاعتماد عليها
اقتصاديون: موازنة 2021 تشغيلية
وعجزها يتنافى مع قانون الإدارة العامة
بغداد ـ نورس حسن


قال خبراء اقتصاديون ومسؤولون ماليون، إن موازنة عام 2021 ستكون “تشغيلية بنسبة كبيرة”، ملاحظين ان الحكومة تحاول تكييفها مع الواقع الاقتصادي الصعب الذي يمر به العراق.
وبشأن نسبة العجز، فإنهم يجدونها منافية لقانون الإدارة العامة. وطالبوا الحكومة بضرورة العمل على تقليص النفقات والمضي بإيجاد حلول لسد عجز الموازنة، دون ادخال العراق بدوامة ديون إضافية.

محاولة الاقتراب من الواقع
المستشار المالي لرئيس الوزراء، مظهر محمد صالح، قال لـ “طريق الشعب”، إن “الجهات الحكومية المعنية تعمل الان على تقريب الموازنة من الواقع الاقتصادي الذي يمر به العراق”، موضحا أن “العمل على مشروع قانون الموازنة، يجري الان في ظروف صعبة ومتغيرة”، والتي وصفها بـ”أصعب ما يمكن، خاصة من جانب أسعار النفط غير المستقرة وظروف العلاقة مع أوبك”.
ودعا صالح الحكومة الى “العمل على تعظيم الإيرادات وتقليص النفقات، والتفكير قبل كل شيء بكيفية تمويل العجز دون تحميل العراق ديونا إضافية”، مشيرا إلى أن “العجز المتوقع في موازنة عام 2021 يمكن أن يصل إلى 22 في المائة من اجمالي سقف الانفاق وحوالي 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي”.
وأضاف المستشار، أن “هذه الأرقام تتنافى مع قانون الإدارة المالية الذي أكّد أن العجز يجب إن لا يتجاوز 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، لكن للأسف الشديد هذه الفقرة لم يؤخذ بها في العراق، وذلك بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة الراهنة”.
ولفت صالح الى، ان “مشروع قانون الموازنة في كل عام يُشرّع بقانون خاص، وهذا الاجراء يُقيد القانون العام المعمول به”.
ويشير صالح الى، ان “مستويات العجز تعتبر حتى الان ضمن المعقول. نتمنى أن لا ترتفع أكثر من ذلك”. ويأتي حديث المستشار بعد تصريح للمتحدث باسم رئيس مجلس الوزراء احمد ملا طلال، أكّد فيه أن “موازنة عام 2021 ستكون موازنة إصلاحية بامتياز، ومبنية على متطلبات الورقة البيضاء”.
وقال ان ورقة الحكومة “ستتخذ إجراءات تهدف بشكل مباشر الى تحسين إيرادات الدولة والسيطرة على النفقات”.

اعتراضات سياسية
من جهته، أوضح المتحدث باسم وزارة التخطيط، عبد الزهرة الهنداوي، لوكالة “واع” إنّ “الحكومة تسعى حالياً لإقرار مشروع قانون موازنة العام 2021، التي سيكون النفط الممول الرئيس لها في شقيها التشغيلي والاستثماري”.
أما الخبير الاقتصادي ثامر الهيمص، فيرى أن “مشروع قانون موازنة عام 2021 يواجه اعتراضات كثيرة من قبل الكتل السياسية؛ حيث انّ أغلب الاعتراضات مسيسة وتصب في تحقيق مصالح شخصية وحزبية، علما ان هذه الاعتراضات جاءت أيضا نتيجة عدم إقرار موازنة عام 2020، والتي نفذت وفق برنامج 1/12”.
وبيّن الهيمص في حديث مع “طريق الشعب”، أنه “يجري العمل حاليا على ترشيق موازنة العام المقبل، وفقا للظروف الراهنة”. وقال انها “ستكون موازنة تشغيلية بنسبة اكثر 90 في المائة، لأن الحكومات المتعاقبة عملت على إدراج تعيينات إضافية دون دراسة اقتصادية او إنتاجية، فضلا عن وجود موظفين فضائيين ورواتب مزدوجة، لذلك فإن أغلب الموازنة ستذهب بهذا الاتجاه”.
وبخصوص الإجراءات، يرى الهيمص أنه “على الحكومة العمل على تخفيض قيمة الدينار وتخفيض رواتب الدرجات الخاصة، علما ان المخصصات تساوي اكثر من 60 في المائة من تلك الرواتب”، مؤكدا ان “عجز موازنة عام 2021 إلى الان هو ضمن الاطار المسموح به بحسب الأرقام، التي تداولت عبر الوسائل الإعلامية”.

تبعات الاعتماد على النفط
وأشار الخبير إلى، أنه “في حالة بقاء العراق يعتمد على مبيعات نفطه، سيبقى العجز في الموازنة مزمنا، ومن الممكن أن يرتفع، لذا عليه المراهنة على الموارد غير النفطية، التي تشمل الكَمارك وتشغيل المشاريع المتوفقة، وتطوير المبادرات الصناعية والزراعية التي فشلت بسبب الفساد”. ويعتقد الهيمص، أن “من الصعب تشريع قانون موازنة العام المقبل في الوقت المحدد، وذلك بسبب التجاذبات السياسية التي تتزامن مع اقتراب موعد اجراء الانتخابات”.

ص5
تنسيقية التيار الديمقراطي في النجف تدعم الانتفاضة
شيوعيو النجف وكربلاء: نساند إخوتنا المنتفضين وندين الأعمال التخريبية والقمعية
بغداد - طريق الشعب
أصدرت اللجنتان المحليتان للحزب الشيوعي العراقي في النجف وكربلاء، الاربعاء الماضي، عددا من القرارات، تخص ما يشاع عن نية الانسحاب من خيام الاعتصام في النجف، وقيام قوى الفساد باستهداف الناشطين والمتظاهرين وتنفيذ أعمال تخريبية والاعتداء على قوات الأمن في كربلاء.
كما عقدت تنسيقية التيار الديمقراطي في النجف اجتماعا تنظيميا، واتخذت مجموعة من القرارات، أكدت فيها “دعم الانتفاضة الشعبية”.

موقف شيوعيي النجف من الاعتصامات
وذكرت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في محافظة النجف، في بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخه منه، أن “الناشطين والمحتجين يتداولون في هذه الأيام أحاديث عن نية البعض الانسحاب من ساحة الاعتصام في النجف، أو تحجيم وجودها في عملية إعادة انتشار، تهدف لفتح بعض الطرق في الساحة”.
واكدت أنه “بغضّ النظر عمّا يُقدم من مبررات وأسباب نحترم دوافعها ونوايا أصحابها المخلصة في مجملها، نود الإشارة إلى أن الاعتصام شكل من أشكال الحركة الاحتجاجية وليس اختزالاً أو استبعاداً لها، فالاحتجاج باقٍ لحين تحقيق المطاليب كاملة”.
وقال البيان، ان المحتجين “يملكون الحق في المبادرة لاجتراح أي وسيلة احتجاجية سلمية للتعبير عن مطاليبهم، وايصال رسائلهم إلى دوائر القرار في الدولة”.
وأضافت اللجنة، بحسب البيان، إن “الفساد والفاسدين ومن يؤازرهم، هم من دمّر البلاد، وعطّل مصالح الناس، والتلويح بإفلاس الدولة، وخرابها، وأوقف عجلة الاقتصاد في البلاد”، مردفة “ليس المحتجون وحدهم، من خرج واعتصم احتجاجاً على سوء الحال، وطلباً للإصلاح. لذا نؤكد مرة أخرى وقوفنا واصطفافنا مع أبناء شعبنا وانحيازنا الكامل لمطاليب انتفاضة تشرين المجيدة ونهجها السلمي، واحترامنا للخيارات التي يأخذ بها أصدقاؤنا وزملاؤنا في ساحة الاحتجاج، ونعلن بقاءنا معتصمين فيها ما داموا هم فيها، وسنكون آخر المنسحبين مثلما كنا أول المعتصمين”.
وباركت اللجنة، “نجاح الكرنفال الاحتجاجي في الذكرى الأولى لإعلان الاعتصام المفتوح في انتفاضة تشرين المجيدة، وخروج جماهير النجف الثائرة من كل صوب إلى ساحة الاعتصام، استذكاراً لهذا الحدث العظيم، واستمراراً لرفض الفساد والظلم ونهج المحاصصة الطائفية وتأكيداً للمطالب الحقة”.

محلية كربلاء تدين
من جانبها، أصدرت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء، تصريحا صحفيا بخصوص تصاعد موجة القمع والاغتيالات التي طالت الناشطين، فضلا عن الأعمال التخريبية المدانة.
وأوضحت اللجنة، في بيانها الذي تسلمت “طريق الشعب”، نسخة منه، أنه “في الوقت الذي حققت فيه انتفاضة تشرين الظافرة بعض انجازاتها من خلال توحيد صفوف المنتفضين، ورفع مستويات الوعي الجمعي لدى الشباب الوطني، وتوحيد مطاليبهم المركزية، واخذ موقعها المتميز، داخليا، باستقطاب اوسع للقاعدة الجماهيرية، ودوليا بمناصرة ودعم الرأي العام العالمي وشعوب العالم، لم تدخر القوى الفاسدة والمنفلتة جهدا لمقاومة الانتفاضة، من خلال تصعيد موجة الاغتيالات وأعمال التخريب، الذي لم تسلم منه حتى نقابة المعلمين، هذا الصرح التعليمي والتربوي والوطني. فضلا عن الاعتداءات على القوات الأمنية دون مبرر ومهاجمة ساحات الاعتصام”.
ولاحظت اللجنة، انه “تزامن كل ذلك مع التظاهرات العارمة لمناسبة مرور عام على انطلاقة الانتفاضة”.
وأضافت اللجنة، “إننا في هذا الوقت الحرج نعلن موقفنا الثابت مع الحركة الاحتجاجية السلمية ـ نهجا وممارسة ـ حتى تحقيق اهدافها، مستنكرين في نفس الوقت ما قام به بعض النفر الضال والجهات التي تقف خلفهم من أعمال تخريبية شائنة واعتداءات ظالمة على القوى الأمنية وبعض الممتلكات العامة”.
ودعت اللجنة، بحسب البيان، الى “اتخاذ الاجراءات القانونية اللازمة بحقهم لكشف حقائق المخربين والقتلة، ومن يقف خلفهم، أمام الرأي العام لقطع دابر الاعلام المزيف”. كما دعت أيضا إلى “دعم الانتفاضة والوقوف إلى جانب الشباب الثائر”.

التيار الديمقراطي في النجف
ومن ضمن السياق، اجتمعت تنسيقية التيار الديمقراطي في النجف، أخيرا، وناقشت وضع التنسيقية الداخلي، الى جانب الوضع السياسي ومجريات الانتفاضة الشعبية.
وذكرت التنسيقية في بيان مقتضب، تلقت “طريق الشعب”، نسخة منه، إنّ “الاجتماع قرر تطوير العمل التنظيمي للتنسيقية، وتنظيم مواعيد اجتماعاتها، وكذلك تطوير علاقة التنسيقية مع القوى الديمقراطية والمدنية والأحزاب والنقابات والاتحادات والجمعيات والتنسيقات المدنية، ونقل عملها إلى الاحياء والنواحي والاقضية”.
واضاف البيان، أنه “تقرر الدفع بتشكيل قيادة جماعية لساحات التظاهر، فضلا عن ضرورة اليقظة والحذر ومراعاة الوضع الأمني للأيام المقبلة في ساحات التظاهر.
0000000000000000000000000000000000000000
أشارت إلى مطالب المنتفضين والقمع الذي تعرضوا له
منظمات عراقية في السويد توجه بيانا الى العالم
بشأن الذكرى السنوية للانتفاضة
بغداد – طريق الشعب
أصدر عدد من منظمات المجتمع المدني العراقية في السويد، أخيرا، بيانا وجهته إلى الرأي العام بخصوص انتفاضة تشرين، ومطاليبها والقمع التي واجهته.
وذكرت المنظمات في بيانها الذي تلقت “طريق الشعب”، نسخه منه، “نعيش هذه الأيام الذكرى الأولى لانتفاضة تشرين المجيدة، التي عبّرت عن الغضب الشعبي، المطالب بحقوقه الدستورية في توفير فرص العمل والخدمات، وتحسين الواقع المعيشي، ومعالجة البطالة، ومكافحة الفساد المالي والإداري المتفشي في مؤسسات الدولة ودوائرها. وحظيت الانتفاضة بدعم شعبي قل نظيره، وقدمت الشهداء والضحايا، في مقابل سلمية الحراك، وكان هناك عنف وقتل عمد وهمجية وقسوة، ولَم يُقدم القتلة إلى القضاء العادل كما لم يكشف عن مصير المختطفين والمغيبين”.
وأضاف البيان، أن “عوامل استمرار الانتفاضة قائمة وان الكثير من مطالب المنتفضين لا تزال حاضرة، والمعاناة تتفاقم وتتشعب، فيما نشهد تدهورا ملحوظا في الأوضاع السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية، وفوضى السلاح واضطراب الوضع الأمني وانفلاته. وما رافق كل ذلك من تهديدات علنية أطلقتها قوى وجهات منفلتة خارجة عن القانون، موجهة إياها الى من يختلف مع سلوكها وطريقة تفكيرها، وما تريد ان تفرضه من أنماط سلوك على الافراد والمجتمع. ان سلوك المتنفذين هذا يمكن ان يقود البلاد الى منزلقات خطرة، ويفتح الأبواب على مختلف الاحتمالات بما فيها السيئة. كما أن استذكار تشرين الأول ليس مجرد مناسبة لاستذكار الشهداء والتضحيات الجسيمة، وانما هو أيضا لحظة للإصرار ومواصلة العطاء لانعتاق الشعب من قبضة المنظومة الفاسدة والمتنفذة. انه مناسبة للتحدي وتجديد الثقة بان الجماهير قادرة على انتزاع حقوقها، وهذا ما يتطلب الاستفادة من العبر والدروس التي افرزتها الانتفاضة وردم الثغرات وتوحيد الصفوف ووضوح الشعارات والتعبئة الواسعة لتحقيقها وتشكيل قيادات سياسية جماهيرية من المنتفضين الحقيقيين”.
وتابع بيان المنظمات، “نحن منظمات المجتمع المدني المتواجدة على الساحة السويدية، نعلن عن تضامننا مع المتظاهرين المطالبين بحقوقهم المشروعة ونستنكر وندين استخدام العنف في التعامل معهم. كما نناشد المتظاهرين بالحفاظ على سلمية التظاهرات، والحفاظ على الممتلكات العامة والشخصية، ونطالب بإطلاق سراح المعتقلين”.
يُذكر أن البيان ذُيل بتوقيع المنظمات وهي كل من (رابطة المرأة العراقية فرع السويد/ ستوكهولم، جمعية المرأة العراقية في ستوكهولم، جمعية المرأة الكردستانية في السويد، جمعية المرأة المندائية في ستوكهولم، تنسيقية التيار الديمقراطي في ستوكهولم، تنسيقية التيار الديمقراطي في جنوب السويد، تنسيقية التيار الديمقراطي يتبوري، تنسيقية التيار الديمقراطي في لينشوبنك، اتحاد الجمعيات المندائية في دول المهجر، الاتحاد الديمقراطي للجمعيات العراقية في السويد، رابطة الأنصار الديمقراطيين في ستوكهولم وشمال السويد، نادي 14 تموز الديمقراطي العراقي في ستوكهولم، رابطة الديمقراطيين العراقيين في ستوكهولم، الجمعية المندائية في ستوكهولم، اتحاد الكتاب العراقيين في السويد، منتدى الحوار الديمقراطي العراقي في ستوكهولم، جمعية بابيلون للثقافة والفنون، الرابطة المندائية للثقافة والفنون / فرع السويد، جمعية بيت نهرين الاجتماعية، رابطة شعب كردستان، منظمة تطور المرأة الكردية، الملتقى الثقافي المندائي في ستوكهولم، حركة العمال النقابية الديمقراطية في ستوكهولم/ السويد، جمعية زيوا المندائية في سيدرتاليه، فرقة مسرح الصداقة في ستوكهولم، لجنة اللاجئين العراقيين في ستوكهولم، البيت الثقافي العراقي في يتبوري، رابطة المرأة العراقية في يتبوري، جمعية المرأة العراقية في يتبوري، النادي الثقافي الاجتماعي العراقي في يتبوري، جمعية المرأة الكردية الفيلية في يتبوري، منظمة تموز للتنمية الاجتماعية، لجنة الدفاع عن حقوق الكورد الفيليين، جمعية الـ 11 للفن البصري والتشكيلي في يتبوري، رابطة الأنصار الشيوعيين في يتبوري، الجمعية المندائية في يتبوري، جمعية المرأة العربية في ترولهتان، الجمعية الثقافية في ترولهتان، جمعية بابل في ترولهتان، الجمعية العراقية في لينشوبنك، الجمعية الثقافية في بوروس، الجمعية الثقافية العراقية في مالمو، البرلمان الكردي الفيلي، رابطة الديمقراطيين العراقيين في جنوب السويد، الجمعية الثقافية المندائية في لوند، فرقة ينابيع المسرحية، جمعية بغداد للثقافة والمسرح”.

ص6
المراكز التموينية في مدينة الصدر
اكتظاظ في أعداد المراجعين وتأخير في إنجاز المعاملات

بغداد – قاسم عناد
يواجه مراجعو المراكز التموينية في مدينة الثورة (الصدر)، صعوبة كبيرة في إنجاز معاملاتهم، وذلك بسبب اكتظاظ أعداد المراجعين، أو حصول خلل فني، كأن تنقطع الكهرباء وتتوقف منظومة الحاسوب. وتقع هذه المراكز في منطقة الداخل – القطاع 55 في المدينة، وتراجعها يوميا أعداد كبيرة من المواطنين، من سكان المدينة وأطرافها ومنطقة البلديات فضلا عن مناطق التجاوز، لغرض إنجاز معاملة تسجيل المواليد الجدد، أو معاملة انشطار الأسرة، أو الترحيل. ومقابل هذا الزخم الكبير من المراجعين، يتوقف العمل أحيانا بسبب انقطاع الكهرباء وتوقف منظومة الحاسوب، ما يتسبب في تأخير إنجاز المعاملات، أو تأجيلها إلى يوم آخر.
وتوجد في المراكز التموينية مولدة كهرباء، إلا انها لا تعمل، كون الدولة لا توفر لها الوقود – بحسب ما أفاد به الموظفون للمراجعين.

•••••
مطالبات بمكافحتها
كلاب سائبة تنهش مواطنين في الزبير

البصرة – وكالات
تعرض 5 مواطنين في قضاء الزبير غربي البصرة، إلى عضات من كلاب سائبة نقلوا على إثرها إلى المستشفى. يأتي ذلك، وسط مطالبات طرحها الأهالي مرارا، بمكافحة الكلاب السائبة التي هاجمت خلال السنوات الأخيرة، الكثير من المواطنين، وتسببت في وفاة العديد منهم.
وقال مدير مستشفى الزبير، د. علي الجزائري، أن المستشفى استقبل خلال الأيام الماضية 5 حالات تعرضت لهجوم من كلاب سائبة، مبينا في حديث صحفي، أن الحالات، التي غالبيتها من منطقة واحدة، تلقت الإسعافات الأولية والعلاج المطلوب، في المستشفى. وبيّن الجزائري أن المستشفى اتخذ الإجراءات كافة لتوفير مصل داء الكلب لعلاج الحالات، مطالبا السلطات المحلية وبقية الجهات المعنية، بتنفيذ حملة للحد من انتشار الكلاب السائبة، خاصة «المسعورة» التي تتكاثر في المناطق السكنية. فيما ناشد العديد من المواطنين، الجهات المعنية وضع حد لهذه الظاهرة الخطيرة، مؤكدين أن هناك قطيعا من الكلاب يجوب المناطق والأسواق في مركز القضاء، ما يشكل خطرا على حياة الناس.
000000000000000000000000000000000000000

الأهالي يطالبون بحلول عاجلة
منطقة “الدوانم” البغدادية
لا خدمات لا مدارس لا مستشفيات
بغداد - جبار جلوب


تقع منطقة الدوانم عند الجانب الغربي لمدينة الشعلة الواقعة غربي بغداد. وقد كانت هذه المنطقة، وفق التصميم الأساسي للعاصمة، عبارة عن أراض زراعية، إلا أن عدم المباشرة بزراعتها، منذ سبعينيات القرن الماضي، أدى إلى تحجر الأرض وانعدام صلاحيتها للزراعة. وبعد إزاحة النظام الدكتاتوري عام 2003، قسمت الدوانم إلى مناطق سكنية، فسكنها الكثير من المواطنين، خاصة في العام 2005 وما تلاه، بعد تصاعد وتيرة الحروب الطائفية. وقد تضاعفت أعداد السكان حتى وصلت اليوم إلى أكثر من 800 ألف عائلة، بسبب عدم شروع الحكومات المتعاقبة بمعالجة أزمة السكن التي تتفاقم يوما تلو آخر.
ويعاني السكان عدم تغيير جنس الأراضي التي شيدوا عليها منازلهم، من زراعية إلى سكنية. وبالرغم من زيارة الكثيرين من المسؤولين، المنطقة خلال الحملات الانتخابية، وإطلاقهم الوعود بتغيير جنس الأراضي، إلا أنهم، وبعد أن يحصلوا على الأصوات التي تؤهلهم للفوز، يتناسون وعودهم، ولا يذكرون المنطقة بأي مشروع خدمي ينفعها.
وتتلخص معاناة سكان الدوانم اليوم، في انعدام الخدمات الأساسية. فالمياه شحيحة في الصيف، الأمر الذي يضطر الأهالي إلى الاستعانة بــ “الدناكر” لملء خزانات المياه في منازلهم.
الكهرباء الوطنية هي الأخرى متردية، وتنقطع ساعات طويلة خاصة في الصيف. فيما تكمن المشكلة الأكبر في مياه الصرف الصحي، التي شكلت بركا آسنة في المنطقة بسبب عدم وجود شبكة مجارٍ. وعند هطول الأمطار خلال الشتاء، تزداد هذه البرك اتساعا. وتعاني الدوانم عدم إكساء طرقها الرئيسة والفرعية. الأمر الذي يتسبب في غرقها بين الحين والآخر بمياه الصرف الصحي.
كذلك تعاني المنطقة عدم كفاية مدارسها الابتدائية، فضلا عن عدم وجود مدارس متوسطة وثانوية، ما يضطر طلبة هاتين المرحلتين، إلى الدراسة في مدارس مدينة الشعلة، التي يواجهون صعوبة في الوصول إليها.
أما بالنسبة للجانب الصحي، فلا يوجد في المنطقة مركز صحي واحد. ومنذ بدء جائحة كورونا ولغاية اليوم، لم تزر المنطقة أي مفرزة طبية لغرض فحص المواطنين.
ويضطر أهالي المنطقة إلى نقل مرضاهم إلى المستشفى العام في مدينة الشعلة، والمراكز الصحية الأخرى.
وكان أبناء المنطقة، قد خرجوا مرارا في تظاهرات ووقفات احتجاج للمطالبة بتحسين الخدمات، لكنهم لم يجدوا اذنا صاغية من المسؤولين. ومن خلال “طريق الشعب”، يجدد أهالي الدوانم اليوم مطالبتهم بالخدمات العامة، مناشدين الجهات المسؤولة زيارة منطقتهم، والوقوف على مشكلاتها ومعالجتها عاجلا، للتخفيف من معاناتهم المريرة.
0000000000000000000000000000000000000000

يا بلدية النجف..
أنقاض البناء قطعت شوارعنا!

اتسعت في مدينة النجف، خلال الفترة الأخيرة، ظاهرة رمي مواد البناء ومخلفات هدم المباني في الطرق والشوارع العامة، ما يتسبب في قطعها والتضييق على سير المارة والمركبات. نطالب بلدية النجف بمتابعة هذه الظاهرة السلبية التي تتكرر في الكثير من شوارعنا وأزقتنا، ووضع حد لها.
لفيف من أهالي النجف
عنهم المواطن صالح مهدي
00000000000000000000000000000000000000000000000

مواساة
*ببالغ الحزن والأسى تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في فنلندا والمحلية العمالية في الحزب الشيوعي العراقي الرفيق حكيم جلاب الساعدي (أبو صفاء) شقيق الرفيق عبد الجليل جلاب الذي توفي إثر مرض لم يمهله كثيرا، والفقيد من الرفاق المخلصين والأوفياء لمبادئ حزبه ومن مناضلي حزبنا ضد النظام الدكتاتوري في كوردستان العراق ومن الذين آثروا على أنفسهم الالتحاق بالحزب بعد عودته من المهجر الى أرض الوطن والنضال من أجل مصالح الشعب بعد عام 2003، وهو من أوائل الرفاق الذين عملوا على تشكيل النقابات العمالية وواحد من أبطال ساحات الاحتجاج والتظاهر الذي لم يتركها ابدا، الذكر الطيب للفقيد والصبر والسلوان لعائلته.
*ببالغ الحزن والأسى تتقدم محلية الرصافة الأولى للحزب الشيوعي العراقي بالتعازي للرفيق العزيز عبد الاله (ابو حيدر) بوفاة ابن عمه سيد رأفت الحسني متمنين لجميع الأهل الصير والسلوان وللفقيد دوام الذكر الطيب.
*ببالغ الحزن والأسى تلقينا خبر وفاة الرفيق النصير يحيى صبري ضاري العزاوي (ابو زينب) بعد معاناة من المرض في شمال السويد.
وبهذه المناسبة تعزي رابطة الانصار الديمقراطية العراقية/ فرع ستوكهولم وشمال السويد عائلة الفقيد متمنية لها الصبر والسلوان، وللفقيد الذكر الطيب.
*تنعى منظمة المحمودية للحزب الشيوعي العرافي الرفيق يحيى صبري ضاري، شقيق شهيد الحزب طه صبري، الذي توفي في مغتربه بعد مكابدة مع المرض، كان الفقيد من الرفاق الأوائل الذين ساهموا في بناء تنظيمات الحزب في المدينة أواخر الستينات، وعمل في مؤسسة الحزب الطباعية دار الرواد، وإثر اشتداد الحملة الفاشية ضد الحزب التحق الفقيد أوائل العام 1979 في حركة أنصار الحزب في كردستان، كما عمل في منظمة طهران، الذكر الطيب للفقيد ولعائلته جميل الصبر والسلوان.
*تتقدم محلية الكرخ الأولى بأحر التعازي والمواساة إلى الرفيق ابو عطا جاسم بوفاة والده المرحوم جاسم أثر مرض عضال لم يمهله طويلا، للفقيد الراحل الذكر العطر ولأهله الصبر والسلوان .
00000000000000000000000000000000000000000000

ناشد المعنيين رعايته صحيا
طالب من ذي قار يتفوق دراسيا
رغم الشلل المفاجئ
الناصرية – وكالات
بالرغم من إصابته بشلل مفاجئ قبل الامتحانات النهائية بثلاثة شهور، استطاع الطالب علي سعد، المولود في محافظة ذي قار عام 2002، التفوق في دراسته وتحقيق معدل 96.83 في الفرع الأحيائي لهذه السنة.
علي الذي يسكن في إحدى قرى قضاء قلعة سكر شمالي المحافظة، ناشد في حديث صحفي، الجهات المعنية الاهتمام فيه ورعايته صحيا، والتكفل بعلاجه الذي لا يقوى على تغطية تكاليفه نظرا لضعف حالته الاقتصادية.
وتعرض هذا الطالب إلى شلل مفاجئ إثر إصابة الحبل الشوكي بعارض صحي، ما اقعده على كرسي متحرك. لكنه، وبالرغم من ذلك، واصل دراسته بجد واجتهاد في ظروف تكاد تكون فريدة من نوعها. يقول علي، وهو أكبر أخوته الخمسة، انه كان يصل إلى مدرسته التي تبعد عن منزله نحو 15 كيلومترا، بمساعدة أقربائه. فتارة ينقل على كرسيه بسيارة، وتارة بعربة “ستوتة”، مشيرا إلى انه كان يواصل مراجعة دروسه حتى ساعات الفجر الأولى، مصرا على التفوق والحصول على معدل عالٍ.
ويناشد علي، وزير التربية والتعليم الاهتمام فيه والتكفل بعلاجه، كونه من أسرة متعففة ووالده عامل بناء، داعيا إلى مراعاة ظروفه في الحصول على استثناء للقبول في كلية الطب.

ص7
العوامل السياسية والبيئية
المؤثرة على شحة المياه في جنوب العراق
اعداد وترجمة: محمد توفيق علي


مرت سنتان على أزمة المياه الكارثية وما تبعها من تفشي التسمم في البصرة، العراق.في تقرير لـمنظمة (مراقبة حقوق الانسان)”هيومن رايتس ووتش” في العام 2019 بعنوان “البصرة عطشى: فشل العراق في إدارة أزمة المياه”، كانت هناك توقعات بعواقب وخيمة إذا لم تعمل الحكومتان المحلية والاتحادية معاً لمعالجة الأزمة. وشملت هذه التنبؤات تفشي الأمراض التي تنقلها المياه والصعوبات الاقتصادية الكبرى، التي أصبحت، ويا للأسف، حقيقة واقعية في جنوب العراق اليوم. ففي شهر تموز/يوليو العام 2019، على سبيل المثال، أدلت المنظمة الدولية للهجرة في العراق بـأن 21,314 نازحاً داخلياً من المحافظات الجنوبية والوسطى، انتقلوا إلى مواقعهم بسبب محدودية إمدادات المياه المتعلقة بارتفاع نسبة الملوحة وأو تفشي الأمراض المنقولة بالمياه في المناطق الحضرية والريفية.وفيما يتعلق بالصعوبات الاقتصادية في العام 2020، اكتشف الباحثون أن الناس يُجبرون على مغادرة أماكن سكنهم لأن إمدادات المياه غير الصالحة تجعل الأسر غير قادرة على إعالة نفسها مالياً عن طريق الزراعة.على الرغم من إعلان وزارة البلديات والإسكان والأشغال العامة عن خطط في نيسان (أبريل) العام 2019 لبناء محطة لتحلية مياه البحر في جنوب البصرة، فقد حدث تأخير في الحصول على قرض بريطاني بقيمة 10 مليارات جنيه إسترليني (13 مليار دولار أمريكي) للمضي قدماً في البناء. ومن المتوقع أن تكون محطة تحلية مياه البحر هذه أكبر من محطة الطويلة لتحلية المياه في أبوظبي التي هي قيد البناء بطاقة 900,000 م3/يوم، ولها أهمية جيوستراتيجية لجنوب العراق.
وتعتبر هذه الخطط ضرورية لحماية متطلبات المياه إذا استنزفت الدول (المتشاطئة) المجاورة للعراق (تركيا وإيران وسوريا) المياه من نهري دجلة والفرات، متجاهلة احتياجات العراق للمياه في اتجاه المصب.وإلى أن يكتمل هذا المشروع، ستظل أزمة المياه في الجنوب وخيمة، لا سيما إذا ما نظرنا إلى النقص الحالي والمستمر في المياه، الذي يعزى بشكل رئيسي إلى بناءات السدود ومحطات توليد الطاقة الكهرومائية على نهري دجلة والفرات في تركيا. وإذا لم يتم الاتفاق على نوع من التسوية التفاوضية بين تركيا والعراق بشأن حصص كل منهما من المياه، فإن وزارة الموارد المائية العراقية تقدر أن العراق سيواجه نقصاً في المياه قدره 10.5 مليار متر مكعب (سنويا؟) بحلول العام 2035، نتيجة لأعمال البناء التركية وتغير المناخ.ومع ذلك، تتجاهل تركيا حتى الآن البروتوكولات والمعاهدات الموقعة مع العراق بشأن مياه نهري دجلة والفرات، ولا يملك العراق نقطة قوة تفاوضية تذكر. فعلى سبيل المثال، لا يمكنه استخدام الضغوطات التجارية، لأن العراق يعتمد اعتماداً كبيراً على السلع المستوردة، ولاسيما من تركيا، وليس من السهل الحصول على هذه السلع من بلدان أخرى.وفي محاولة لمعالجة نقص المياه وتحسين جودة المياه في البصرة، أعلن وزير الموارد المائية العراقي، مهدي رشيد الحمداني، في شهر تموز/يوليو الفائت، قرارا بتحويل قناة البدعة المفتوحة التي يبلغ طولها 240 كيلومترا، وهي المصدر الرئيسي للمياه العذبة لمدينة البصرة منذ العام 1996، إلى خط أنابيب مغلق.ومن خلال تحويل القناة، سيتم توفير المياه نتيجة انخفاض فرص الاستخراج غير القانوني والتقليل من التبخر، في حين سيتم تحسين جودة المياه نتيجة انخفاض إلقاء النفايات فيها.وقد يعني التحويل أيضاً أن السكان في الجنوب يمكن أن يعتمدوا بدرجة أقل على المراشنة، وهو نظام يُطلب فيه من المواطنين أحيانا أن يُقدَّموا حصص استهلاك مياه الشرب ويستخدمون الصهاريج لتخزين المياه.وبالإضافة الى هذه العوامل، فإن تحويل القناة سيساعد أيضاً على منع تراكم النباتات المائية، أي نبات “هورنورت”، المعروف علمياً باسم (Ceratophyllumdemersum) أو الشمبلان باللغة العربية. في العراق، الشمبلان (س. ديمرسوم) متفش على نطاق واسع. ظهر النبات لأول مرة كمشكلة خطيرة تؤثر على معظم الجداول والقنوات في حوض نهر الفرات فيأواخرعقد الثمانينيات، عقب بناء وتشغيل سد حديثة، ثاني أكبر مولّد للطاقة الكهرومائية لمنظومة الطاقة الكهربائية في العراق بعد سد الموصل.
وفي أعقاب الكارثة البيئية التي وقعت عقب قرار صدام حسين بتجفيف الأهوار في بلاد ما بين النهرين، وكعقاب على انتفاضةالعام 1991 ضد نظامه البعثي، انقرض النبات. ولكن عقب سقوط نظام (صدام) حسين في العام 2003، أُعيدت المياه الى الأهوار، مما أدى إلى إعادة ظهور نبات الشمبلان الذي انتشر عقب ذلك في مناطق مختلفة من العراق. وقد أثر تراكم النبات في مياه العراق سلبا على الفاعلية التشغيلية لمحطات ضخ المياه، مما زاد من حدة نقص المياه في أنحاء العراق، ولا سيما في الجنوب. وعلى مر السنوات:
1. النبات يتراكم حول شفاطات المضخات، مما يؤدي إلى انسداد وتقييد تدفق المياه.قبل حجب غرف المضخة بالكامل، يمكن للنباتغلق المصافي أو المرشحات على مداخل المضخة.
2. النبات يطفو بكثافة على المياه السطحية مما يسبب في انقطاع جريان المياه،وذلك بعرقلة الجداول ومداخل المضخات.
3. النبات يسبب إعاقة تدفق المياه، وخاصة في قنوات الأنهار والجداول الصغيرة.على سبيل المثال، يمكن أن تمنع الموانع المياه من الوصول إلى نقطة النهاية من الأنهار الصغيرة المتفرعة.هناك شروط معينة مطلوبة للنبات لينمو بسرعة. وهذا يشمل وجود النبات في المياه الراكدة والصافية من البحيرات والبرك والأهوار والجداول ذات مستويات المغذيات المعتدلة إلى العالية. كما أظهرت تجربتان أجريتا في العام 2004 والعام 2006 في جامعة الكوفة أن درجات الحرارة العالية وخفض مستويات الملوحة في مياه العراق قد يساعد أيضاً على تكثيف نمو النبات. وعلى هذا النحو، تمكن النبات من التكاثر في أحواض المياه في محطات تصفية المياه (WTPs). ومن أمثلة المنشآت المتأثرة بوجود نبات الشمبلان(C. Demersum) محطة (R-Zero) الواقعة في جنوب مطار البصرة الدولي. وتساعد نتائج الدراستين أيضاً على فهم السبب في أنه سيكون من المفيد تحويل قناة البدعة إلى خط أنابيب مغلق. ومن خلال المضي قدما في التحويل، سيكون هناك التعرض اقل لدرجات الحرارة التي تشجع على نمو نبات الشمبلان (C. Demersum).
وعلى الرغم من هذا التقدم المحدود في مكافحة تلوث المياه وازدياد تفشي الأمراض المنقولة بالمياه منذ العام 2018، من الإنصاف القول إن الحكومة العراقية الحالية تعمل من خلال وزارة الموارد المائية على معالجة بعض أسباب نقص المياه، مثل نمو وانتشار النباتات المائية.ومع ذلك، يجب على وزارة الموارد المائية أن تزيد الضغوطات على تركيا للإفراج عن حصة عادلة من المياه العابرة للحدود. وقد تكون المفاوضات السياسية هي السبيل الوحيد الذي يمكن للعراق من تسوية نزاعه بشأن المياه مع تركيا؛ وإلا فقد تكون هناك حرب مياه محتملة لا يستطيع العراق، بعد أن شهد بالفعل عدة سنوات من الصراع، أن يشعل نيرانها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* زينب مهدي هي باحثة اكاديمية مساعدة للأكاديمي د. مايكل مايسون، مدير مركز الشرق الأوسطفي كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة لندن، في مشروع إدارة المياه في البصرة الذي يستمر لمدة عام واحد.

ص8
دروس من انتفاضات شعبنا في تشرين
صالح العميدي


سجل شعبنا العراقي ملاحم كفاحية عظيمة في سفره النضالي ومنازﻻته البطولية مع الحكومات العميلة والجائرة، في تشرين الثاني 1952، وتشرين 1956، وتشرين 2019، ذلك من اجل اﻻستقلال والحرية ونيل الحقوق المهضومة.
ففي اعقاب وثبة كانون 1948 تم الإعلان عن الأحكام العرفية، والتنكيل بالقوى الديمقراطية وﻻ سيما اصدار احكام الإعدام على قادة الحزب الشيوعي العراقي، يوسف سلمان يوسف (فهد)، وحسين محمد الشبيبي (صارم)، وزكي محمد بسيم (حازم)، وتنفيذها في شباط 1949، مما خلق تذمرا واسعا لدى الجماهير. فما ان بدأت سنة 1952 حتى ارتفعت وتيرة النضاﻻت الشعبية الجماهيرية؛ العمال يقومون بالإضرابات في بغداد والحبانية والشعيبة، وغيرها، الطلبة يوسعون نشاطاتهم الوطنية واضراباتهم الشاملة، الفلاحون يتحركون للمطالبة بالأرض وبقسمة منصفة للمحاصيل، حركة أنصار السلام تضم اوساطا شعبية واسعة، الأحزاب الوطنية العلنية تستعيد نشاطاتها بفعالية، والصحافة الوطنية تعكس نضاﻻت الجماهير وتفضح الحكم ومشاريعه المشبوهة.
لم تكن حركة شعبنا الوطنية آنذاك بمعزل عن تطورات الوضع في المنطقة والعالم، حيث هب الشعب اﻻيراني وامم شركة النفط اﻻنكلو ايرانية، واشتد نضال الشعب المصري، والغيت معاهدة 1936، واسقطت الملكية في مصر في تموز 1952.
في العراق، كانت المبادرة من طلبة جامعة بغداد، عندما بدأ طلبة كليتي الصيدلة والاقتصاد بقيادة اتحاد الطلبة العام، الإضراب الذي اعقبه تصاعد للحراك الجماهيري وانطلاق انتفاضة تشرين الثاني 1952 التي سرت شرارتها من بغداد الى مدن عراقية اخرى، ردد فيها المتظاهرون شعارات: تسقط حكومة مصطفى العمري / اخرجوا ايها المستعمرون. وطالبوا بتأميم النفط وقيام نظام جمهوري. وكان الشاعر محمد صالح بحر العلوم يتقدم الجموع ويلقي اشعاره الثورية عليهم. وكان العامل كمال عبد اللطيف اول شهداء الانتفاضة في بغداد.
اما من نتائج اﻻنتفاضة هو سقوط وزارتين في أقل من يومين، وعرقلة المشاريع الإستعمارية في العراق وفي المنطقة، وتنمية الحركة الجماهيرية والنقابية. واكدت اﻻنتفاضة التي رفع خلالها الحزب الشيوعي العراقي شعار (العمل للعاطلين والخبز للجائعين والأرض للفلاحين) درس ضمانة انتصار ارادة الجماهير بوحدة قواها الوطنية المخلصة، ودرس؛ ان هذه اﻻرادة لن تقهر مهما طال الوقت، وان التضحية في سبيل حرية الوطن وسعادة الشعب لن تذهب هباء.
وفي عام 1956 ما كاد اﻻعتداء الثلاثي على مصر ان يطرق اسماع العراقيين، حتى هبوا للتنديد بالعدوان، والتضامن مع الشعب المصري الشقيق، فاعطوا الشهداء، وتحمل المناضلون المعتقلات والسجون، حيث كان للقوى الوطنية، وفي مقدمتها الحزب الشيوعي العراقي، الدور البارز في قيادة التظاهرات التي عمت معظم المدن العراقية، وكان أول شهدائها في بغداد، الشهيد عواد الصفار. وجدير بالذكر كان من أكبر التظاهرات أهمية خارج العاصمة بغداد هي تلك التي اندلعت في مدينتي النجف والحي، فسقط في النجف الشهداء، احمد الدجيلي وعبد الحسين الشيخ راضي وعبد الأمير الصائغ ورؤوف الدجيلي واموري الفيخراني. وفي الحي سقط الشهيدان كاظم الخويلدي الصائغ وحميد فرحان الهنون والشهيدة زكية شويليه . هذا اضافة الى تنفيذ حكم اﻻعدام بالقياديين في اﻻنتفاضة، الشهيد عطا مهدي الدباس والشهيد علي الشيخ حمود.
من دروس انتفاضة 1956 ايضا، هو تلاحم القوى الوطنية في مواجهة اعداء الشعب والوطن، وهذا ما تجسد في اعلان جبهة اﻻتحاد الوطني عام 1957 التي هيأت ﻻنبثاق ثورة 14 تموز 1958 المجيدة.
اليوم، ومع استمرار انتفاضة تشرين 2019، ما أحوجنا لوحدة القوى الوطنية والمدنية الديمقراطية في مواجهة أعداء الوطن، الذين عاثوا في العراق فسادا وخرابا، حتى عاد اﻻستقلال الوطني منقوصا، والحقوق مسلوبة، والثروات الوطنية منهوبة، والخدمات غائبة، واﻻقتصاد مدمرا، وقتلة المتظاهرين ﻻزالوا طلقاء دون حساب، تحميهم الدولة العميقة بسلاحها المنفلت خارج القانون.
لقد برهنت الجماهير المنتفضة، مرة اخرى على انها لن تسكت على ضيم، وﻻ تبخل من أجل حريتها وحقوقها.
ان سلمية انتفاضة تشرين 2019 وامتدادها في معظم المحافظات قد اكسبتها قوة كبيرة، حتى عادت رقما صعبا ﻻ يمكن تجاوزه، خاصة وهي تتبنى مطالب دستورية مشروعة.
كما اعطت هذه اﻻنتفاضة درسا مهما آخر مفاده ان وحدة المنتفضين وشعاراتهم الواضحة، والتنسيق بين مجاميعهم على مستوى المحافظة الواحدة وما بين المحافظات قد شكلت اساسا صلدا لمواصلة الحراك وتوسيعه وتطوير اساليبه.
0000000000000000000000000000000000

التك تك.. أحد معالم انتفاضة تشرين
سعد كاظم


في ذكرى انتفاضة تشرين ٢٥ /اكتوبر/ ٢٠١٩ لابد أن نتوقف عند أحد رموز ثورة تشرين وبالتحديد عجلات التكتك التي كانت توفر الدعم للمتظاهرين ودورهم.
ولكن قبل هذا لابد من الاشارة أنه عند ظهور هذه المركبة الصغيرة، والثلاثية العجلات أبدت بعض الجهات عدم ارتياحها لوجودها وتحدث الكثير عن مشاكل التكتك، والمخاطر التي يتسبب بها.
ولكن بعد اندلاع شرارة الانتفاضة أصبحت هذه العجلة رمزاً من رموز الثورة، بحسب ما يتحدث عنه العراقيون، الذين ما أن يصل أحد منهم إلى ساحات الاحتجاج وبالخصوص ساحة التحرير حتى يلتقط صوراً مع التكتك، ترافقها كلمات الإطراء والإشادة والإعجاب والشكر له ولسائقه.
عجلات التكتك التي كانت توفر الدعم اللوجستي للمتظاهرين وتعدّت ذلك كي تكون عجلة اسعاف لهم بما قدمته من النقل السريع للجرحى والضحايا، لقد تفاجأ العراقيون بالدعم الهائل الذي وفرته هذه العجلة وأصحابها من دعم غير محدود حتى باتت واحدة من شواهد الانتفاضة التي لا يمكن تجاوزها وهي ميزة من ميزات الانتفاضة العراقية، ولم نلاحظها في الانتفاضات المثيلة لها في لبنان وحتى انتفاضات الربيع العربي، ليبرز التكتك كأحد أهم معالم المظاهرات في العراق.
وتغنى العراقيون بشجاعة وبطولات سائقي التوك توك، حتى أن فنانين عراقيين ألفوا أغناني لهم وزينوا بطولاتهم بلوحاتهم الجدارية في نفق التحرير وسوح الانتفاضة الأخرى.
وقد واجه أصحاب التكتك كما المتظاهرون المشاهد الأكثر دموية في الاحتجاجات في العراق الا وهو إطلاق رصاص القنص “الغامض” على المتظاهرين، وتحركهم السريع في ظروف بالغة التعقيد لإنقاذ المتظاهرين وهم يرتدون سترات حمراء، وصفراء لإخلاء الجرحى، ويحملونهم إلى سيارة إسعاف تقف في مكان خارج ميدان الاحتجاجات بعيدا عن رصاص القناصين.
كما قدّم أصحاب التك تك عددا من الشهداء في سوح التظاهر وهم يؤدون واجبهم لإنقاذ الثوار ورفعوا شعار” نريد وطن” على عجلاتهم.
واليوم يمكن ان نقول وبثقة بفضل التوك توك ما يزال آلاف المتظاهرين العراقيين على قيد الحياة، رغم استشهاد أكثر من ٦٠٠ شهيد وأصابة أكثر من ٢٥ ألف آخرين بجروح منها بالغة خلال الاحتجاجات ضد الطائفية والفساد. ويتداول المتظاهرون الآن في شوارع بغداد والمدن المنتفضة أهزوجةً شعبية عن التوك توك:
تك تك تك يا ام سليمان
تك تك بنص النيران
تك تك يحمي الثوار

ص9

ابناء الوطن في الخارج.. سند دائم للانتفاضة
نجم خطاوي


لم تمنعهم الحدود والفواصل والبحار وبعد المسافات، من الوقوف وعلى الدوام مع تطلعات شعبهم العراقي، ومساندة كل اشكال التحرك الاحتجاجي والسياسي الجماهيري، وفي كل الفترات والظروف التي مرت على تاريخ العراق السياسي..
العراقيون خارج الوطن، الذين تعددت ظروف وتفاصيل وأسباب هجرتهم ورحيلهم من وطنهم، والتي باتت معروفة للجميع، لم تنسيهم حالات هذه البلدان وسبل راحة العيش فيها، مآسي وآلام وأوجاع وطنهم وشعبهم.
وكانوا على الدوام سنداً وعوناً وقوة، ووقفوا سوية مع أهلهم وشعبهم في أيام المحن والعواصف..
ومع انتشار وتسيد أنظمة التواصل الاجتماعي وتحطم الكثير من الحواجز والموانع بين الناس في كل العالم، وتزايد فرص الاتصال المباشر بين البشر، وتوفر سبل التعبير عن الرأي والفكر، كان للعراقيين خارج الوطن دور أساسي وملحوظ ومؤثرا، في التعبير عن مشاهداتهم وانطباعاتهم عن ظروف البلدان التي عاشوا فيها، وكيف تنعمت بسبل الرفاه والتقدم والتطور، والدعوات المباشرة والغير مباشرة لأهاليهم وأصدقائهم ومعارفهم وأهل الوطن عموما، بأن الصمت والركون الى اللا أبإلية ستبقي حالهم متخلفاً، وأن في الحركة والاحتجاج والمطالبة بالحقوق وتغيير الواقع تكمن أسباب الرقي والتقدم ومساواة البلدان التي سبقتنا في الاعمار والحضارة وتوفر سبل العيش الرغيد.
ومنذ اللحظات الأولى للتحرك الشبابي الاحتجاجي في تشرين 2019، شرع العراقيون في كل الرقعة الجغرافية التي تواجدوا فيها خارج الوطن، للتواصل مع ساحات التجمهر والانتفاضة في بغداد التحرير، ومع باقي الساحات والمحتشدات، وعبر اعلان أشكال الدعم والمساندة والتضامن والتأييد، والتي تمثلت بالتحشد والتظاهر أمام السفارات والقنصليات العراقية خارج الوطن، وأمام مقرات المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، وعند عتبات الهيئات السياسية والاجتماعية المسؤولة في هذه البلدان، معرفين بالشعارات والمطالب المشروعة التي كانت المحرك لشرارة انتفاضة تشرين الباسلة، والتي نادى بها ثوار شبيبتنا في كل مدن الوطن.
ولم يألوا جهداً في الاتصال بعدد كبير من أصحاب الشأن والنفوذ والمؤثرين في سياسة بلدانهم الخارجية، ومع ممثلي هذه الدول في المنظمات السياسية الدولية، ومنها الاتحاد الأوروبي، وفي سبيل كسب أكبر التأييد والمساندة للمنتفضين والانتفاضة، ومحاولة الضغط على الحكومة العراقية وأهل السلطة في العراق، لوقف أعمال القتل والبطش والاختطاف والاحتجاز، ومنع التصدي للمتظاهرين، وكفالة دوام استمرار حقهم في التظاهر الذي كفلته القوانين الوطنية والدولية.
ومع دوام الاحتجاج والتظاهر واتساع رقعة الاحتجاجات الجماهيرية والتي شملت قطاعات شعبية واسعة وامتدت لتشمل الكثير من مدن العراق وساحاته، تواصلت أشكال الدعم والمؤازرة للمنتفضين، مع الحرص على أهمية دوام هذه الاحتجاجاجات حتى تحقيق غايات الخلاص من طغمة الفساد والتحكم وسراق الوطن، وتمثلت في حملات تطوعية كبيرة لتوفير مستلزمات نجاح ودوام الانتفاضة، وتمثلت في مواد عينية مختلفة طبية وغيرها، وفي الدعم المالي المباشر.
وقد لاقى هذا الجهد والمسعى الترحيب والإشادة من قبل المنتفضين وجماهير الشعب عموماً، وأسهم ولو في حدود بسيطة، في تخفيف أعباء الظروف القاهرة التي رافقت أشكال التظاهر والاحتجاج.
وفي حالة راقية يشهد لها، ضمت ساحات الانتفاضة عددا من الناشطات والناشطين المدنيين الذين تركوا أوطان عيشهم خارج الوطن، ليكونوا قريبا من جماهير الشعب المنتفضة، متلاحمين في صور مشرفة مع المنتفضين في سبيل الحقوق والمطالب.
ولتحشيد أكبر تأييد شعبي وجماهيري خارج الوطن، مع الانتفاضة والمنتفضين، ومن أجل كسب التضامن الشعبي الأممي، بادر العديد من منظمات المجتمع المدني العراقية الى كتابة المذكرات والنداءات وعرائض التضامن والاحتجاج والتي ضمت تواقيع المئات من منظمات المجتمع المدني والأحزاب والمنظمات الدولية، مع الحرص على نشر هذه المذكرات وعرائض الاحتجاج في وسائل الاعلام المختلفة داخل الوطن وفي خارجه، ومن أجل تحشيد وتوسيع مساحة التضامن الشعبي الاممي مع الانتفاضة والمنتفضين.
ومن اجل تنسيق المواقف والرؤى والأهداف حرص العديد من منظمات المجتمع المدني العراقية المتواجدة خارج الوطن، على ادامة الصلات مع المنتفضين، ومحاولة تزامن النشاطات في الوطن وخارجه وبالشكل الذي يظهرها قوية متماسكة وشعبية في مطالبها وشعاراتها، مع الحرص على عدم التشتت والفئوية في المطالب، مع ضمان توفير أكبر قدر من الجهود لنشر وبث وإظهار اشكال الاحتجاج والتظاهر، وعبر وسائل التواصل الاجتماعي الشخصية والعامة، ودوام نقل الاخبار والمعلومات والتحركات، والذي ضمن سرعة في المواقف السياسية للمنظمات والدول والأحزاب المختلفة في العالم.
كما شهدت منصات التواصل الاجتماعي العديد من الندوات والفعاليات السياسية والثقافية والفكرية التضامنية مع قضية الانتفاضة والمنتفضين، والتي ساهم فيها عدد من المفكرين والمثقفين والمهتمين بالشأن العراقي، وحضرها عدد كبير من العراقيين في الوطن والخارج، وهي صورة مشرقة من صور التضامن والمساندة.
خارج الوطن يعيش اليوم قرابة أربعة مليون عراقي، وبالتأكيد فأن العدد الأكبر منهم يرومون ويحلمون، حالهم مثل حال أهلهم وشعبهم في الوطن، في أن يروا عراقاً آخر، وطن ينعم بالتطور والرقي والحضارة، وتتوفر فيه كل سبل الحياة الطبيعية التي تضمن سعادة ورفاه الناس.
ان الشوق للعودة للوطن ظل هاجسا على الدوام في قلوب وعقول العراقيين الذين غادروا أوطانهم، وكانوا يدركون تماما أن المتسببين الحقيقيين في دوام تغربهم ومحنتهم، وبعدهم عن وطنهم، هم أحزاب الفساد والمحاصصة، الذين تولوا شؤون البلاد وعاثوا فيها فساداً ودماراً، وهذا ما كان يضيف الكثير من الحماس والاندفاع في التضامن والمساندة للانتفاضة والمنتفضين، كخلاص لهم في المستقبل، والذي يضمن في حال تحقق الأهداف والمطالب، عودة طبيعة للذين اضطرتهم الظروف لهجرة مدتهم وأهلهم ووطنهم.
ومع مرور عام على انتفاضة تشرين الجبارة، يبقى الهدف الأسمى هو دوام كل أشكال التضامن الأممي والشعبي العالمي وفي كل البلدان، مع قضية المنتفضين، في سبيل تغيير نظام الاستبداد والمحاصصة، والشروع في تأسيس دولة المواطن العادلة، الدولة التي تضمن العيش الرغيد والكريم لجميع مواطنيها.
في هذه المهمة الجبارة يتحمل الشيوعيون والمدنيون واليساريون وعموم الوطنيين والحريصين على دوام الانتفاضة حتى تحقيق أهدافها، مسؤوليات أكبر وأكثر من التي اجترحوها طوال أكثر من عام، وسجلوا فيها مواقف مشرفة في التضامن والمساندة، وعبر ابتداع طرق وأساليب جديدة في كسب الرأي العام في العالم لقضيتنا العراقية العادلة في الحرية والسلام.
المجد ما شرقت شمس وما غربت لشهيدات وشهداء الانتفاضة.. الظفر للساعين نحو الحرية والعدالة وتعمير الأوطان.

وقفة في باريس تضامنا مع الانتفاضة
مجموعة من بنات وابناء الجالية العراقية في فرنسا شاركت في وقفة امام السفارة العراقية في باريس، يوم الاحد 25/10/2020 ، تضامنا مع المنتفضين في مدن العراق واحياءً للذكرى الاولى للانتفاضة التشرينية المجيدة ووفاء لدماء شهداء الانتفاضة. وطالب المشاركون بتحقيق كافة مطالب المنتفضين في محاسبة القتلة والفاسدين واطلاق سراح المخطوفين واجراء انتخابات نزيهة وحصر السلاح بيد الدولة.

ص10
اشكاليات نظرية حول “17 تشرين”
الاشكالية الأولى: انتفاضة أم ثورة ؟
ألكسندر عمار *


طرحت انتفاضة 17 تشرين على الحركة الثورية في لبنان سلسلة من التحديات على مستويات مختلفة، وبشكل خاص على المستويين السياسيّ والنظريّ. وهذان المستويان مترابطان أشد الترابط، ويؤثران في أحدهما الآخر بشكل متبادل، مع ذلك، فإن المستوى النظري يشكل أساساً للممارسة السياسية بالنسبة إلى الحزب الثوري (الماركسي-اللينيني على أقل تقدير)، ومدخلاً لمقاربة كل المسائل السياسية والتكتيكية وفي مجال النضال العملي، بدءاً من برنامج الحزب ومواقفه السياسية وخطابه (شعاراته وبياناته وتقاريره السياسية)، وصولاً إلى تحالفاته وتحركاته وأساليب نضاله. ويبدو أنه، بعد مرور عام على تلك الانتفاضة، ما تزال جملة من الإشكاليات النظرية – وبالتالي القضايا السياسية – غير محلولة، أو الأصح، تتم مقاربتها بشكل خاطئ. الأمر الذي يستوجب معالجته سريعاً، عبر فتح باب النقاش واسعاً وإعداد ورش فكرية حول تقييم العملية الثورية ومراحلها المختلفة. وفي هذا الصدد، يستعرض هذا المقال أولى الإشكاليات النظرية في مقاربة “17 تشرين”، منطلقاً ممّا هو أساسي منها، وعنينا به مسألة ماهية “17 تشرين”.

تباين في التفسير
اختلفت القوى الثورية، كل من موقعه، في مسألة ماهية “17 تشرين”، أهي انتفاضة أم ثورة؟ بينما أطلق عليها البعض أسماء أخرى، مثل العامية والحراك والإصلاح وسوى ذلك من المسميات. أما أحزاب وقوى “النظام” فقد انقسمت مواقفها إلى قسمين كبيرين (رغم الاختلافات والتباينات في داخل هذين القسمين): حيث آل بعضها إلى تعظيم شأن “17 تشرين”، وذلك لغايات خاصة متمثلة في تعزيز مواقعها في السلطة على أساس إعادة تشكيل التوازنات القائمة، فهي بهذا المعنى الضيق تعتبر أنها “ثورتها”؛ بينما آثر البعض الآخر التقليل من شأنها، لاعتبارات الحفاظ على النظام وعلى مواقعه في داخل السلطة، فكاد بذلك أن يعاملها بمثابة “الفتنة” الواجب درؤها.

مقاربة القوى الثورية
وإذ لا يعنينا هنا مواقف التحالف الطبقي المسيطر من “17 تشرين”، علينا أن نتوقف قليلاً أمام مراجعة مقاربة القوى الثورية لماهية “17 تشرين” والتي يتوقف عليها موضوع تعاطيها السياسي معها والأداء الممارسي والنضالي الذي اعتمدته تجاهها. ونتساءل، في هذا السياق، ما هي المعايير الواجب اعتمادها لتصنيف ما جرى، إن في خانة الثورة أم الانتفاضة؟ فقد اعتبر البعض (ومنهم من استند في رأيه إلى نصوص لينين) أنّ الانتفاضة تصبح ثورة فقط حينما تنتصر وتحقّق أهدافها، وهي تبقى انتفاضة إن فشلت أو طالما أنها لم تحقق غاياتها. وهذا الكلام مردود عليه بحجة أن العديد من الثورات العظيمة في التاريخ قد فشلت في بلوغ أهدافها التغييرية بشكل مباشر وتم قمعها بعنف شديد (مثال ثورة 1848 في معظم دول أوروبا أو ما سمي آنذاك بـ “ربيع الشعوب”)، أو أنها بلغت بعض أهدافها الجزئية التي سرعان ما انتزعتها الثورة المضادة فور انتصار هذه الأخيرة (مثال ثورة 1905 - 1907 في روسيا التي لم تبلغ هدفها إلا بعد ثورة أخرى في شباط 1917).
بينما اعتمد البعض معايير أخرى لتصنيف “17 تشرين” في موضع “الانتفاضة” بدلا من “الثورة”، إن بسبب عفويتها أو بسبب غياب قيادة سياسية لها. فإن صح ذلك، هل يعني أن الثورة الفرنسية العظمى في العام 1789 ليست بثورة لأنها انفجرت بشكل عفوي وانعدمت القيادة السياسية الواضحة والصريحة فيها؟ الواقع أن معظم الثورات في العالم – الناجحة منها والمقموعة – قد انطلقت بشكل عفوي، أقله في بادئ الأمر. في المقابل، فإن القوى السياسية التي اعتمدت نظريات افتعال الثورات و”المؤامرات” الثورية قد آل معظمها إلى الفشل، ومن أشهرها “مؤامرة الأنداد” التي حاول تنظيمها غراكوس بابوف في فرنسا عام 1796، ومخططات لويس-أوغوست بلانكي المتعددة في فرنسا أيضاً، والتكتيكات الإرهابية المعروفة بـ “الدعاية بالأفعال” التي تبناها الفوضويون إضافة إلى “الشعبيين” الروس وسواهم. إذن، لا ضير في كون “17 تشرين” قد انطلقت بشكل عفوي، ولا يقلل ذلك من طبيعتها الثورية. أما بخصوص فقدان القيادة السياسية لهذه الثورة حتى بعد مرور عام كامل على انطلاقتها، فإن ذلك يؤشر إلى نقص في نضوج العامل الذاتي للثورة. وقد يشكل توّفر القيادة السياسية أحد شروط تنظيم الثورة بشكل أرقى، بل أحد العوامل الحاسمة لانتصارها في آخر المطاف، لكنه في أي حال من الأحوال لا يشكل شرطاً لتأكيد أو نفي ماهيتها الثورية. يكاد يكون الطابع العفوي وغياب القيادة السياسية الثورية في “17 تشرين” (بل في ثورات “الربيع العربي” عموما منذ نهاية 2010) من الظواهر التي تدلّل على أنّ درجة تطور بنيتنا الاجتماعية وديناميكية العملية الثورية فيها تكاد لا تتجاوز بعيدا المعاني التاريخية للثورة الفرنسية الكبرى في أبعادها الاجتماعية الأكثر عمومية.

تشخيص لينين
إذن، ما هو المعيار الذي يحدّد حركة اجتماعية على أنها ثورة؟ كتب لينين مقالا بعد مضي أيام معدودة على ثورة 22 كانون الثاني 1905 في روسيا، استخدم في متنه عبارات متنوعة لأساليب النضال المعتمدة في معرض وصفه للأحداث الجارية هناك التي سماها “حوادث تاريخية عظمى” (نذكر منها: “الانتفاض”، “المظاهرات الواسعة”، “الحرب الأهلية”، “الإضراب العام”، “اصطدام مسلح”، “عصيان”). ولم يستخدم لينين كلمة “ثورة” إلا عندما بلغ في سرده لحظة التحول في الحركة الاجتماعية من عملية التظاهر السلمي للعمال الرافعين للقيصر عريضة بمطالبهم والراجين منه انصافهم، إلى لحظة رفع العمال فيها شعار “إسقاط الحكومة على الفور”. وكان لينين قد افتتح إحدى مقالاته بالجملة المفتاحية التالية: “انّ القضية الجذرية في كل ثورة إنما هي قضية سلطة الدولة”، واستطرد بعدها موضحاً: “وما دامت هذه القضية لم توضح فليس هناك مجال للكلام عن أي اشتراك واعٍ في الثورة، ناهيك عن قيادتها”**.
وعندنا في لبنان، رفعت الجماهير شعار “إسقاط النظام” و”كلن يعني كلن” (8 و14)، كما أطلق الحزب الشيوعي اللبناني مبادرته في اليوم الرابع على بدء انتفاضة 17 تشرين، طارحا فيها “إعادة تكوين النظام السياسي في لبنان” من خلال إجراءات فورية، من بينها استقالة الحكومة وتشكيل حكومة وطنية انتقالية من خارج منظومة الحكم الحالية. وقد حدّد الحزب، في إطار تعداد مهمات هذه الحكومة الجديدة، مهمات ذات طابع تنفيذي وأخرى ذات طابع تشريعي (مثل إجراء انتخابات نيابية مبكرة على أساس قانون انتخاب خارج القيد الطائفي على أساس النسبية ولبنان دائرة واحدة، إلخ.)، الأمر الذي عنى تركيز السلطتين التنفيذية والتشريعية في يد الحكومة الثورية المؤقتة. فإن لم تكن هذه الإجراءات بمكانة المطالب الثورية (حتى وإن شابها بعض الأوهام الدستورية، مثل التمسك بالمادة 22 منه)، فماذا عساها تكون؟ والملفت للانتباه في واقع الأمر، أن مضمون “مبادرة” الحزب المبكرة هذه، قد انتشر في أوساط الحركة الثورية وبين أغلب مكوناتها، وحددت سقفاً سياسياً لبرنامج الثورة العملي وهدفاً مرحلياً لها.
في واقع الأمر، كانت بوادر أزمة النموذج الاقتصادي المعتمد في لبنان – المغرق في ليبراليته – قد بدأت في الظهور قبل تاريخ 17 تشرين 2019. وكانت بعض فئات التجار، كأصحاب محطات الوقود والأفران والمستشفيات الخاصة، قد باشرت بالإضرابات أو لوحت بالإقفال، بنتيجة انخفاض سعر صرف العملة الوطنية وشح الدولار، وتحت تأثير انخفاض التصنيف الإئتماني العالمي للبنان، وتفاقم المديونية العامة للدولة بشكل خطير غير قابل على الاستدامة. ومهما كان السبب وراء انتفاضة 17 تشرين، أكان تدهور القيمة الشرائية للأجور والدخول بالعملة الوطنية، أو قرار وزير الاتصالات بوضع ضريبة غير مشروعة على خدمة الواتس آب، أم أنها الممارسة الهمجية لمرافقي أحد الوزراء السابقين الذين أطلقوا النار على المتظاهرين في الشارع، فإن النتيجة واحدة. ومنذ ذلك اليوم، انتفضت الجماهير وانتشرت المظاهرات في مختلف الساحات في جميع أرجاء الوطن، وسجلت أعداد المتظاهرين رقما قياسيا غير مسبوق في تاريخ لبنان (أي أن الأعداد تجاوزت كل من تظاهرتي 8 آذار و14 آذار ٢٠٠٥). وقد أدّت هذه الانتفاضة الأولى إلى إسقاط حكومة “الوحدة الوطنية”. فتتالت الانتفاضات ضمن سيرورة ثورة 17 تشرين رغم الانقطاعات في ما بينها، واختلفت أشكالها وأساليب نضالها، وكان آخرها انتفاضة 8 آب (في أعقاب انفجار مرفأ بيروت) التي اتخذت طابعا أكثر مركزيةً وأشد عنفاً، فأدّت، من بين عوامل أخرى، إلى تقديم رئيس الوزراء استقالة حكومته للمرة الثانية في زمن هذه الثورة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* كاتب لبناني
** راجع مقال لينين تحت عنوان “بداية الثورة في روسيا”، المنشور في جريدة “فبريود” العدد 4، في 31 كانون الثاني 1905 (كتبه لينين في 25 كانون الثاني 1905).
مجلة “النداء” – 25 تشرين الأول 2020
00000000000000000000000000000000000000000000000

تنويه

فاتنا ان نشير على هذه الصفحة من العدد الماضي (الثلاثاء 27 تشرين الأول 2020) الى ان المقال المعنون «الطبقة السائدة: عناصر للتعريف» نشر أصلا في مجلة «الثقافة الجديدة» العدد 415 - أيلول 2020.
وذلك ما اقتضى التنويه والاعتذار.

ص11
مصر والسودان..
لقاءات شيوعية - اشتراكية
تدين التطبيع مع الاحتلال الصهيوني
بغداد – طريق الشعب
التقى، الاثنين الماضي، ممثلون للحزب الشيوعي المصري، والحزب الاشتراكي المصري، وفداً من الحزب الشيوعي السوداني يضم رفاقا من فرع الحزب في مصر وآخرين قادمين من السودان. وأصدرت الأحزاب المجتمعة، بيانا إعلاميا عن الاجتماع، تلقت “طريق الشعب”، نسخه منه، وجاء فيه: “تناول الحوار بين الأطراف الثلاثة قضية التطبيع مع الكيان الصهيوني وأوضاع الثورة السودانية، والظروف التي تمر بها، والتحديات التي تواجهها، ويواجهها الشعب السوداني الشقيق”.
وقال البيان، انه “جرى اللقاء بمقر الحزب الشيوعي المصري بالقاهرة”. وفيما يخص قضية التطبيع مع الكيان الصهيوني، فقد أكدَّ الرفاق السودانيون رفض وإدانة الحزب الشيوعي السوداني لاتفاق التطبيع. كما أكدوا أن غالبية الشعب السوداني ومعظم قواه السياسية ترفض هذه الخطوة المنفردة التي أقدمت عليها السلطة السودانية، من دون استشارتهم في أمرها، وذلك في مخالفة صريحة للوثيقة الدستورية.
وأضاف البيان، أن “الحزب الشيوعي السوداني هو الآن بصدد تشكيل جبهة عريضة مع كافة القوى الوطنية السودانية لمقاومة هذا الاتفاق الخطير والطعن على دستوريته قانونياً بهدف إسقاطه”. كما ثمَّن الحزب، بحسب البيان، “خبرة الشعب المصري في صد الهجمة التطبيعية، ومقاومة محاولات التغلغل الصهيوني، على امتداد الأربعين عاماً الماضية”.
وأكد الطرفان المصري والسوداني على “أهمية تشكيل جبهة شعبية عربية لمقاومة التطبيع مع دولة الاحتلال الصهيوني ودعم الشعب الفلسطيني في نضاله”.
وحرص الحزبان المصريان على استطلاع مسارات الأحداث في السودان، انطلاقاً من الأهمية القصوى، ذات الطبيعة الإستراتيجية والمحورية، للعلاقات التاريخية بين الشعبين الشقيقين، اللذين يتقاسمان الجوار ومياه نهر النيل الخالد، وتجمعهما أواصر علاقات لها عمر الزمان الإنساني، ويربطهما المصير الواحد.
من جهته، شرح الوفد السوداني، المراحل التي مرّت بها الثورة السودانية، والمناورات التي تعرضت وتتعرض لها، مؤكدين تمسُّك الشعب السوداني بالأهداف والمبادئ التي طرحتها الثورة. وفي مقدمتها بناء السودان الديمقراطي، القائم على الاعتراف بغنى وثراء التنوع العرقي الخلاّق، والمُتحرر من هيمنة وسطوة جماعة الإخوان والقوى المُتاجرة بالدين.
وأعرب الطرفان عن “تقديرهما العميق للعلاقات الوطيدة المُمتدة بين الشعبين، السوداني والمصري، وعن إصرارهما على دعم كل الجهود البنّاءة التي تستهدف توثيق عرى التفاهم بينهما”.
00000000000000000000000000000000000000000

حزب الشعب الفلسطيني يدعو إلى جبهة شعبية ضد التطبيع

بغداد – طريق الشعب
وجّه حزب الشعب الفلسطيني، يوم امس، عشرات الرسائل المتطابقة والعاجلة إلى جميع الأحزاب الشيوعية واليسارية والقوى التقدمية العربية، والتي تناولت خطورة التطبيع الرسمي لبعض الدول العربية مع دولة الاحتلال، وأثر ذلك في نضال وحقوق الشعب الفلسطيني.
وأكد الحزب في رسالته التي تلقت “طريق الشعب”، نسخه منها، “عمق العلاقات مع الأحزاب الشيوعية واليسارية والقوى التقدمية”.
وفيما ثمّن “مواقفها ودورها في مساندة نضالات وحقوق الفلسطينيين”، طالب “تلك الأحزاب بتوسيع وتكثيف دائرة ووتيرة تحركها لدعم الشعب الفلسطيني ومناصرة حقوقه والضغط على حكومات بلدانها وقواها كافة، من أجل وقف قطار التطبيع والحيلولة دون انضمام دول عربية أخرى له”.
كما وجّه الحزب عبر رسائله “دعوة من أجل سرعة تشكيل جبهة عربية شعبية موحدة لمقاومة التطبيع مع دولة الاحتلال، وحماية القضية الفلسطينية من خطر التصفية وتعزيز مكانتها وتوفير الدعم الفعال لها، بما يضمن إسناد نضال وحقوق الشعب وإنهاء الاحتلال”.
000000000000000000000000000000000000000000
بعد اعلان النتائج النهائية
مهام صعبة تنتظر الرئيس البوليفي الجديد
رشيد غويلب


في مساء الجمعة الفائتة، وبعد خمسة أيام أعلنت الهيئة العليا للانتخابات انتهاء فرز أصوات انتخابات الرئاسة والبرلمان في 18 تشرين الأول الحالي، وفوز مرشح حزب “الحركة من اجل الاشتراكية اليساري لويس آرسي بحصوله على 55،14 في المائة من أصوات الناخبين. وجاء مرشح اليمين التقليدي ثانيا بحصوله على28،87 في المائة، وحل مرشح اليمين المتطرف ثالثا بحصوله على 13،92 في المائة فقط. وبهذا حسم السباق الانتخابي من الجولة الأولى وبفارق 26 في المائة عن أقرب المنافسين. وبلغت نسبة المشاركة في التصويت 88،44 في المائة.

أغلبية في البرلمان ومجلس الشيوخ
لقد احتفظ حزب “الحركة من اجل الاشتراكية” بالأغلبية في البرلمان ومجلس الشيوخ، ولكنه لم يحتفظ بأكثرية الثلثين السابقة. وفاز الحزب بـ 96 مقعدا في جناحي السلطة التشريعية، مقابل 50 لليمين التقليدي، و20 لليمين المتطرف. وبفوز النساء ب 20 مقعدا فقد شكلن لأول مرة الأغلبية في مجلس الشيوخ الجديد. و60 في المائة من قوامه ينتخبون للمرة الأولى.

اليمين المتطرف لا يعترف بهزيمته الثقيلة
على الرغم من تهنئة رئيسة حكومة الانقلاب، ومرشح اليمين الرئيسي، رئيس منظمة الدول الامريكية، وحتى وزير الخارجية الامريكي بومبيو، فضلا عن العديد من قادة الدول والأحزاب السياسية في العالم، مرشح اليسار بالفوز، لا يريد اليمين الاعتراف بهزيمته الثقيلة. واتهم هيئة الانتخابات العليا بتزوير النتائج هذه المرة أيضا. ومن جانب آخر دعا جناحهم الفاشي المواطنين الى تنظيم عصيان مدني.
من جانبها أكدت بعثة الأمم، ومنظمة الدول الأمريكية، وجميع بعثات مراقبة الانتخابات شفافية وسلامة النتائج، وعدم وجود ما يطعن بشرعيتها. يستبعد التقرير الأولي لبعثة منظمة الدول الأمريكية لمراقبة الانتخابات وجود أي تلاعب، وأن النتيجة كانت “ساحقة” لصالح اليسار. وخلص إلى أن “المواطنين صوتوا بحرية وكانت النتيجة ساحقة. وهذا يعطي الحكومة الجديدة والمؤسسات البوليفية والعملية الانتخابية درجة عالية من الشرعية”.

مطالبة باستقالة السكرتير العام لمنظمة الدول الأمريكية
وقال الرئيس البوليفي الجديد لويس آرسي: “بهذه النتيجة الساحقة من الواضح أننا فزنا العام الفائت ايضا. لقد فاز الرفيق إيفو موراليس بشكل نظيف في الجولة الأولى. وخاطب الرئيس البوليفي السابق موراليس، الذي اجبره الانقلابيون على الاستقالة، السكرتير العام لمنظمة الدول الأمريكية لويس ألماغرو بالقول: „إذا كان لديه أي ذرة من الأخلاق، فعليه الاستقالة، لأن “يديه ملطختان بدماء البوليفيين. ولا يملك الأخلاقية التي تؤهله لإدارة المنظمة”.
وطالب منتدى البلدان التقدمية في أمريكا اللاتينية، أو ما يعرف بمجموعة بلدان “بوبيلا”، وكذلك حكومة المكسيك باستقالة سكرتير عام منظمة البلدان الأمريكية. وأكدت العديد من الدراسات التي أصدرتها معاهد عالمية معروفة شرعية فوز موراليس في الانتخابات السابقة.

ما سيقرره الرئيس الجديد
وسيتولى الرئيس الجديد مهام منصبه في 8 تشرين الثاني المقبل. وقال الرئيس المنتخب إنه سيعتمد على وزارة رشيقة: “ سنبدأ بنسخة جديدة من الحزب، وسنشرك الشباب والمختصين منهم، الذين تميزوا على مر السنين، من أجل مواصلة عملية خلق طاقات جديدة”. واكد الرئيس، ان من بين الإجراءات الأولى للحكومة الجديدة، منح معونة لمواجهة الجوع، وخفض ضريبة القيمة المضافة، واعادتها لذوي الدخل المحدود، وفرض ضرائب على الثروات الكبيرة. وأعرب الرئيس عن أسفه لأن حكومة الانقلاب دمرت الاقتصاد وأن المؤشرات الحالية اسوأ مما كانت عليه في عهد حكومة تحالف يسار الوسط عام 1985.
وستعاد العلاقات الدبلوماسية مع كوبا وفنزويلا التي قطعها الانقلابون، وتجاهلوا الاتفاقات الثنائية، وانهوا التعاون الطبي مع كوبا. وانه يريد استئناف العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، على أساس احترام استقلال البلاد، والاحترام المتبادل. وكان الرئيس السابق موراليس قد طرد السفير الأمريكي قي عام 2008.
من جانب آخر اشارت وكالة الـ ان بي سي، ان رئيسة الانقلاب طلبت من الحكومة الامريكية 350 تأشيرة دخول لطاقم حكومة الانقلاب الذين يريدون الهروب الى الولايات المتحدة الأمريكية. وفي تطور جديد أعلنت لجنة التحقيق البرلمانية في ملف قمع الاحتجاجات من قبل حكومة الانقلاب، والتي راح ضحيتها أكثر من 30 مواطنا ومئات من الجرحى، ان اللجنة ستقيم دعوى قضائية ضد جميع وزراء الانقلاب لمسؤوليتهم عن قرارات القتل العمد، واتهام الضحايا باستخدام العنف.

ص12

الفقر وصمة عار في جبين الرأسمالية
عبد الرزاق دحنون


أوجعت مشاهد الفقر على امتداد كوكب الأرض قلب معلمي الراحل العلامة البغدادي هادي العلوي، فكرس مشروعه البحثي والعملي لنصرة الخلق، أي من أجل الجنس البشري من حيث جوهره الإنساني بغض النظر عن اللون أو العرق أو الدين. وقد أسس مشروعه في جملته على وحدتين متعارضتين، تتصارعان في ما بينهما حول الإنسان، الأولى تريد أن تشبعه وتكرمه، والثانية تريد أن تفقره وتذله، والفئة الثانية تتحمل مسؤولية المأساة الإنسانية المتمثلة في الفقر، لأن تراكم الثروة الاجتماعية في بنوك الرأسمالية العالمية يؤدي بالضرورة إلى حرمان الأكثرية وترف الأقلية، وحرمان الأكثرية يؤدي إلى إفقارها وإذلالها. فالفقر يمنع الإنسان من حقه الطبيعي في الحياة، والذل يمسخ جوهره البشري. كما أن ترف الأقلية يؤدي إلى فساد المترف، وإفساد غيره. ولذلك تكون السلطة ورأس المال مصدرين أساسيين للطغيان والاستبداد.
لا جدال في أن الثورة الصناعية في منتصف القرن الثامن عشر قد نجحت في انتشال معظم البشر من ذل الفقر. إلا أن نحو أكثر من مليار نسمة من سكان العالم اليوم هم معدمون كلياً في عالم من الوفرة. ويعتقد البعض أن سبب مشكلة الفقر هو نقص الإنتاج، ولكن العالم زاخر بالطعام، كما هو متخم بأناس متخمين من كثرة ما يأكلون. إن وجود هؤلاء الفقراء في الأرض هو بحد ذاته توبيخ من الله لأصحاب رأس المال الذين يحتكرون ثروة المجتمع لحسابهم الخاص في بنوك الرأسمالية العالمية. والحقيقة تقول إن المال يتوفر اليوم بكميات تكفي لسد حاجة كل إنسان يعيش على هذا الكوكب. ولكن ملايين الأسر في أنحاء العالم اليوم ليس لديها هذا المال لتشتري الطعام، ولا تستطيع شراء أدوات الزراعة لتقوم بنفسها بانتاج غذائها. هؤلاء الفقراء التعساء الذين يعيشون على أقل من دولار واحد في اليوم لا يحصلون على كفايتهم من الطعام والمياه الصالحة للشرب والسكن الآمن والرعاية الصحية، إضافة إلى الصرف الصحي وخدمات التعليم.
الفقر وسوء التغذية على العموم يؤثران في مجموعتين هشتين من الناس بدرجات متفاوتة، المجموعة الأولى هم أطفال ما قبل المدرسة، حيث يوجد ملايين الأطفال الذين يعانون نقص الوزن بسبب الجوع الحاد أو المزمن، وغالباً ما يكون جوع أولئك الأطفال ميراثاً من أمهات يعانين سوء التغذية. ويؤثر نقص التغذية في أولئك الصغار، فيجعلهم أقل حماساً للعب والدراسة؛ وكثير منهم يخفق في الحصول حتى على تعليم المرحلة الابتدائية. كما أن الملايين من أولئك الأطفال يتركون المدارس قبل إتمام دراستهم. كذلك يؤثر الفقر والجوع المزمن في النمو العقلي، وتبلغ المأساة ذروتها حين يتعرض هؤلاء الأطفال إلى أمراض معدية، إذ تقتلهم بسهولة أكبر مما لو أصابت أطفالاً يحصلون على غذاء جيد. أما المجموعة الثانية من الناس الذين يمكن أن يكونوا ضحايا الفقر والجوع أكثر من غيرهم فهي النساء، حيث تقربعض الدراسات البحثية أن أكثر من ستين في المائة من جياع العالم من الإناث. ومع أن المرأة هي المنتج الرئيسي للطعام في معظم أنحاء العالم.. المرأة الريفية العاملة في الزراعة، تعمل في الزراعة، منذ وجدت الزراعة واقتصادها المستقر في المجتمع البشري.. المرأة هي أولى الفلاحات المنتجات للقوت في تاريخ الثورة الزراعية الحديثة.. هي أولى المنتجات في كل تلك البلدان التي امتلكت أنهاراً، وشكّل الاقتصاد الزراعي فيها قاعدة لحضارتها القديمة.. المرأة بدأت الثورة الزراعة الحديثة، وطورت نمطاً معيشياً مستقراً، ونقلت الزراعة من عصا الحفر إلى المحراث الخشبي. مع ذلك فإن البنية الاجتماعية والأعراف السائدة غالباً ما تؤدي إلى حصول المرأة على طعام أقل. وها هي هناك، في الحقل، تعمل وتكدح ويتصبب جبينها عرقاً.
المعادلة الأصعب التي ستبقى وصمة عار في جبين النظام الرأسمالي العالمي فشله في القضاء على الفقر والجوع، حيث أخفق في تحقيق وعوده بحل مشكلة الفقر. ويبدو أن الأساس لأي خطوة عملية للقضاء على الفقر وسوء التغذية هو تحقيق نمو اقتصادي سريع للناس الفقراء، وخاصة في الريف، لأن الاستبيانات تؤكد أن خمسة وسبعين في المائة من فقراء العالم يعيشون في المناطق الريفية، فلا غرابة أن تكون تنمية الريف وتطوير الزراعة فيه العاملين الحاسمين في القضاء على مشكلة الفقر وبالتالي الجوع. وعلى الرغم من أن أقوى آليات محاربة الفقر المدقع والجوع تتمثل في تشجيع مستويات النمو الاقتصادي العام، فإن المد المرتفع لا يكفي بالضرورة لدفع جميع القوارب. من الممكن أن يرتفع متوسط الدخل، لكن إذا كان توزيع الدخل غير عادل فإن استفادة الفقراء ستكون قليلة، ومن ثم تستمر جيوب الفقر. فضلاً عن ذلك، فإن النمو الحقيقي لا يرتبط مباشرة بمفهوم السوق والتجارة الحرة، إذ يتطلب توفير الخدمات الحكومية الأساسية، مثل البنية التحتية والصحة والتعليم والابتكارات التقنية والعلمية. ومن ثم فإن العديد من التوصيات التي قدمت خلال العقدين الماضيين من قبل الولايات المتحدة الأمريكية؛ والتي تدعم قيام حكومات بلدان الجنوب الفقيرة بتخفيض مستويات إنفاقها لكي تفسح المجال للقطاع الخاص، قد أخطأت الهدف. لأن الإنفاق الحكومي الموجه نحو الاستثمار في المجالات المهمة يعد في حد ذاته دعامة حيوية للنمو، وبصفة خاصة إذا تم توجيه تأثيراته نحو أفقر الفقراء في المجتمع.
إن كسب المعركة ضد الفقر لن يفيد الفقراء فحسب، بل سوف يعود بالفائدة على المجتمع. فالفقراء قوة معطلة، كما أنهم شريك هزيل في أي حرفة أو مهنة. واستئصال شأفة الفقر وتحرير الفقراء من هذا الطارق اللجوج سيكون عملاً مثمراً، فلدى دول العالم الموارد والمعرفة لكسب المعركة مع الفقر، لكن يبدو أننا لم نملك الإرادة من أجل ذلك. وبذلك يبقى الفقر معضلة إنسانية تتحمل وزرها جميع حكومات العالم. ويبقى الفقر والجوع وصمة عار في جبين الرأسمالية العالمية أبد الدهر.
0000000000000000000000000000000000000000

ممثلات جزائريات يتحدن لمناهضة العنف ضد النساء
متابعة “طريق الشعب”
في مبادرة هي الأولى من نوعها من الجزائر، أطلقت مجموعة ممثلات جزائريات حملة توعية على شبكات التواصل الاجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة، تحت عنوان “متحدات ضد قتل النساء”.
أكثر من عشرين ممثلة من مختلف الأجيال، منهن سيدة الشاشة الجزائرية بهية راشدي وسهيلة معلّم، التقطن صورة رمزية انتشرت على نطاق واسع على الإنترنت، ظهرن فيها وهن يرتدين ملابس سوداء ويمسكن بأيدي بعضهن البعض، حزناً على 41 امرأة وقعن ضحية جرائم قتل منذ بداية السنة.
تزامنت الصورة مع نشر نداء: «نحن الممثلات الجزائريات متحدات ضد ظاهرة قتل النساء وضد كل أشكال العنف الممارسة عليهن، ندعو الجميع للاتحاد والتضامن لوقف هذا العنف».
وتأتي هذه الخطوة في سياق الضغط على السلطات من أجل الاستجابة لاستغاثة النساء والفتيات وفي ظل غياب القوانين والآليات التي تحميهن.
وفي هذا السياق قالت الفنانة آمال منغاد إن “المبادرة التي أطلقتها ممثلات جزائريات على مواقع التواصل الاجتماعي تنديدا بالعنف ضد النساء جاءت بمبادرة من الفنانة عديلة ديمراد من وهران ولاقت استجابة واستحسان عدد كبير من الممثلات والفنانات اللواتي ارتأين، انطلاقاً من مكانتهن ودورهن في المجتمع، إطلاق مبادرة للتنبيه الى خطورة ارتفاع معدلات الجرائم والعنف المسجل في الشارع الجزائري ضد النساء، والذي وصل إلى القتل والتنكيل بالجثث”.
وأضافت منغاد أن “المبادرة اتخذت شكلا افتراضيا بعدما تعذر اللقاء بسبب إجراءات الغلق التي فرضتها كورونا وحالت دون تنقل الفنانات من الولايات الأخرى”.
وكشفت الممثلة أن المبادرة توسعت وتبنتها فنانات أخريات في مختلف ولايات الوطن، وينتظر أن يصدرن في الأيام القليلة القادمة فيديوهات للمساهمة في الحد من جرائم القتل التي تطال النساء وكذالك ملصقات للحملة.
ــــــــــــــــــــــــــ
وكالات – 27 تشرين الأول 2020

ص13
الشهيد عبد الحسن سميسم
مناضل شيوعي عصي على النسيان
حسين سميسم/ هولندا


في جو صيفي من العام 1979، جلس في احدى المقاهي المطلة على شارع السعدون. وقتها كان قد راجع الخطوط الجوية العراقية من أجل الحصول على “تذكرة” تناسب موعد السفر الذي قدره.
فكر مليا بأمر الخروج من العراق. فهو ذاهب للمجهول، وباتت تتجاذبه أفكار متناقضة: الخوف من الفشل، آمال العودة البعيدة، فراق الاهل والاحبة والاصدقاء.. تساؤلات وأفكار عديدة حول إمكانية بقائه في بلده وعدم مغادرته.
اثناء وجوده في شارع السعدون، شاهد اصحاب الزيتوني (أزلام حزب البعث المباد) يتبخترون واسلحتهم جاهزة، واضحة تحت ملابسهم، ما دفعه إلى التفكير الجاد في الخروج من البلد، لكنه خشي من وجود اسمه في قائمة الممنوعين من السفر.
قلّب الامر في عقله، وتردد. فتذكر وهو في خضم هذه الشبكة المتداخلة من الافكار، صديقه وقريبه عبد الحسن سميسم*، الذي كان قد سافر إلى الكويت وعاد مجددا إلى العراق. فتساءل في قرارة نفسه: كيف له بعد تمكنه من السفر الى الكويت، أن يعود مجددا في ظرف عصيب مخيف، غادر بسببه العديد من الأصدقاء، مع اشتداد حملات البعث المركزة ضد الوطنيين لمتابعتهم واعتقالهم؟
ظل يلوم صديقه على هذا التقدير الخاطئ، الذي كان قد وقع به أيضا، شقيق صديقه د. محمد صالح سميسم**، والذي سافر إلى الهند وعاد مرة أخرى إلى العراق في تلك الظروف ذاتها.
ظل يفكر في صديقه عبد الحسن، وتذكره واقفا في منطقة الشيخ عمر، متخفيا في أحد محال الحدادة. وقتها نظر إليه من مسافة قريبة، ولاحظ أن هيأته لا تتطابق مع مهنة الحدادة. فقد كان يشاهد كيف يقوم صاحب المحل بإجراء اللحام الكهربائي. إذ انه لجأ إلى هذه المهنة، كي يكون في مأمن من السلطة.. يعيش على أجرها ويدفع إيجار الغرفة التي استأجرها مع أخيه فائز.
وقف شارد الذهن وهو يستعيد هذه الذكرى، ولم يغب عنه الخوف من رجال الأمن والمتعاونين معهم، وما هي إلا لحظات حتى ظهرت سيارة “تويوتا” بيضاء حكومية، وقفت وترجل منها شخص وتوجه إليه مباشرة.
شحب وجهه وهو ينظر إلى القادم، تعلقت عيناه به وتفرس فيه، ليأخذه الهلع من هذا المزيج مأخذا.. سيارة حكومية تشبه التي يستخدمها رجال المخابرات او الأمن.
بدأت اعضاؤه تتهيأ للهرب، فيما بدأت عيناه بالتعرف على الشخص القادم.. انه هو، هو نفسه الجالس وحيدا في المقهى المطلة على شارع السعدون! فقد كان يستعيد هذه الذكرى ويبتسم ويهز رأسه.
وما هي إلا ثوان معدودات، حتى خرج من هذه الصورة المجسمة القادمة من الماضي القريب.. ها هو عبد الحسن أمامه، يفاجئه كما كان قد فاجأه هو من قبل.. كان راكبا خلف سائق دراجة بخارية، مخترقا شارع السعدون، داخلا في النفق الطويل تحت ساحة التحرير. فخرج من المقهى كي يراه ويودعه بنظرات كلها حزن وأمل.. لكنه اختار في النهاية الدخول في نفق طويل آخر، ينتهي باستشهاده!
الذكر الطيب لهذه الشخصية النبيلة، لتلك الابتسامة البريئة التي لا تنسى.. تلك العائلة الطيبة.
*الشهيد الشيوعي عبد الحسن سميسم، ألقي القبض عليه عام 1980 ونفذ به حكم الإعدام عام 1983.
** الشهيد الشيوعي د. محمد صالح سميسم، وهو شقيق الشهيد عبد الحسن، وقد استشهد عام 1981.

الرفيق علي غفور
سفر نضالي من السليمانية إلى بولندا
حيث الرحيل الأبدي
السليمانية - فهد گردواني
ترجمة: أحمد رجب


ان رحيل الشخصية السياسية والمناضل كاك علي صالح غفور، أبان أيلول الماضي في مغتربه البولندي، خلف ألما مفجعا للجميع، خاصة الذين عرفوه عن قرب والذين احبوه، كونه صاحب قلب كبير أحب الجميع.
ولد الرفيق غفور عام 1939 في كنف عائلة ميسورة بمدينة السليمانية. وهناك أنهى دراسته الابتدائية والمتوسطة، ثم التحق بدار المعلمين، وبعد تخرجه عمل معلما لفترة قصيرة في مدارس قرى ناحية عربت.
بعد سقوط الملكية وقيام ثورة 14 تموز 1958، انضم الراحل إلى صفوف الحزب الشيوعي العراقي، ونظرا لنشاطه وذكائه اصبح رئيسا لفرع اتحاد الطلبة العام في السليمانية.
ان نضال الرفيق علي في صفوف الطلبة، دفع السلطات لملاحقته وايذائه، لكنه، وبالرغم من محاربته، واصل نشاطاته ودعا في اجتماع موسع الى مطالبة نظام قاسم بوقف العمليات العسكرية ضد كردستان.
كانت له ارتباطات حزبية مع الشاعر التقدمي جلال ميرزا كريم. وقد حدثني مرارا عن هذا الشاعر المتجدد في اشعاره، وعن كيفية انجاز نشاطاته في صفوف الحزب.
وبعد الانتفاضة العارمة لشعبنا وطرد فلول الدكتاتورية من كردستان وعودتي الاولى إلى وطني، التقيت، من حسن حظي، بالشاعر جلال ميرزا والرفيق فتاح توفيق (ملا حسن)، في مقر صحيفة “ريگاي كوردستان”. وكان اللقاء حارا جميلا. لكن بعد عودتي إلى السويد، سمعت برحيل كاك جلال، الذي رحلت معه أشعاره وكتاباته وذكرياته إلى بواطن الأرض. فيما أنا والرفيق علي، لم ننس هذا المناضل الشيوعي وقصائده وكتاباته.
ومعلوم أن الحزب الشيوعي العراقي يهتم في تعليم الكوادر وإتمام دراساتها العليا. فقد كان يرسل سنويا عددا من الطلبة إلى الدول الاشتراكية لإكمال دراستهم، ما حالف الحظ الرفيق علي ليكون واحدا من هؤلاء الطلبة.
ففي عام 1962 سافر الى بولندا، وهناك اكمل دراسته، وتزوج من فتاة بولندية اسمها “گراژینا”، وأنجب منها ولدا واحدا اسمه “ئالان”، ورزق بحفيدتين هما “ايزابيلا” و”ڤیان”.
واصل الرفيق علي نضاله في صفوف الحزب وجمعية الطلبة الكرد في اوربا. ومن ضمن نشاطاته تأسيس فرع للجمعية في بولندا، والذي أصبح سكرتيره لمدة طويلة. وقد عمل بجد في صفوف الحزب وساعد العراقيين والكردستانيين الذين كانوا يأتون الى بولندا لإتمام دراساتهم.
وتأسست الجمعية عام 1956، وهي الجمعية الوحيدة التي احتضنت الطلبة الكرد، وساهمت في التعريف بقضية الكرد في المحافل العالمية. وكانت للرفيق علي مساهمات في مؤتمرات الجمعية واحتفالاتها العالمية. كما كانت له علاقة قوية مع الفنان الكردي المعروف قادر ديلان، وحتى الآن اتذكر صدى ونكهة كلامه عندما كان ينادي “قادر” باللهجة المحلية الدارجة في السليمانية.
ونحن، كطلبة وشباب، كنا نفخر بالرفاق الأكبر منا سنا: قادر ديلان وعلي غفور وجوهر شاويس وزهدي الداوودي وشيرزاد قاضي، الذين كانوا يعقدون معنا الاجتماعات في مقر الجمعية بالعاصمة التشيكية براغ.
لقد عملت مع الرفيق علي في رئاسة الجمعية حتى المؤتمر التوحيدي للجمعية الذي انعقد عام 1989 في برلين، ويوما بعد آخر كانت علاقتنا تتوطد. فأصبح بالنسبة لي الأخ الأكبر، وباتت لنا ذكريات ومحطات كثيرة خالدة في الأذهان.
وفي منتصف الصيف الفائت، تعرض الرفيق علي إلى وعكة صحية شديدة ادخل على إثرها المستشفى. وفي يوم 20 آب الماضي، نشرت خبرا عن مرضه ودخوله في غيبوبة، وكنت وقتها آمل أن أسمع صوته الشجي مجددا، لكن للأسف، لم يمهله الموت.
قبل وفاته، كان الرفيق قد سافر إلى مدينة كاراكوف لتبديل بطاريات الجهاز المساعد المربوط على قلبه، وحينها كان مسرورا جدا بنجاح تلك العملية الجراحية. فعند عودته جلسنا أنا وهو وابنه ئالان، وتبادلنا الاحاديث الشيقة وضحكنا كثيرا، كونه لا يحتاج إلى تبديل البطاريات لعشر سنوات مقبلة. وهنا قلت له مازحا بأنك ستعيش عشر سنوات أيضا.
وخلال تلك الفترة، كنت على اتصال دائم مع ابنه ئالان، للاطمئنان على حالته الصحية، وكان هو الآخر يسهر على صحة زوجته التي تنتظر إجراء عملية جراحية.
كان الفقيد مرحا، يضحك حتى من نظاراته وبطاريات قلبه وسماعتي اذنيه والبلاتين المربوط في رجله وظهره. وحينما أخبرني نجله برحيله، لم أصدق الخبر، وتصورت انه داخل في غيبوبة، لكن الحقيقة، هي أن الموت أخذه منا.
لا أزال وسأبقى اتذكرك واتذكر كلماتك الجميلة ايها المناضل الجسور.
جدير بالذكر ان الرفيق علي صالح غفور، شارك في المؤتمر الثالث للحزب الشيوعي العراقي، الذي انعقد في بغداد عام 1976، ووقتها كان يحمل اسم “ازاد ماجد” والشارة رقم 206.
وفي مغتربه، خدم الرفيق علي بولندا، وحصل على جائزة من الرئيس البولندي. وقد توقف قلبه يوم 18 أيلول الماضي، ووارى جثمانه الثرى يوم 26 من الشهر نفسه، في مدينة أولشتين البولندية.
المجد والخلود للرفيق الراحل علي غفور..

ص14
هم ونحن والقادمون
رواية من جزأين للكاتبة سافرة جميل حافظ
القصص التاريخية تلقي الضوء على حياة الشعوب
عرض شميران مروكي


صدر الجزء الأول عام 2007 من مطابع دار الشؤون الثقافية، احدى دوائر وزارة الثقافة في 304 صفحة من القطع المتوسط، قدمت الكاتبة سافرة جميل حافظ في مقدمة الرواية اقتباسا لقول هيرمان هسه الكاتب السويسري (لا نريد ان ننسى ان كتابة التاريخ مهما التزمت التجرد ومهما ساندتها الإرادة الطيبة لاحترام الموضوعية تظل دائما ضربا من الأدب يكون فيه الخيال البعد الثالث)، فاذا كان الخيال لازما لكتابة التاريخ نفسه فما بالك بكتابة القصص التاريخية. وتوثق الكاتبة في روايتها احداثا تاريخية من خلال سرد احداث قصة عاش افرادها المرحلة بكل تناقضاتها وارهاصاتها، وكيف أثرت على حياتهم العائلية والاجتماعية.
نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، مرحلة انتقالية عميقة في المجتمع وابطالها الحقيقيون يسردون وقائعها بالتفصيل، فقد هزتهم احداثها، واثارت في اذهانهم شتى التساؤلات، ورجّت المجتمع الذي كان يغلي بالتطورات الجديدة، وهو يعتقد انه ثابت لا يتزعزع. تحدثوا عن حياتهم ليرسخوا فينا الصفات التي شدتهم سابقا بعضهم الى بعض، على الرغم من كل منغصات الحياة، والعراقيون ومنذ بداية القرن العشرين كانوا حساسين جدا ومتفهمين أكثر لكل التقلبات السياسية، لأنهم عاصروها وعاشوا احداثها .. طرحت الكاتبة ارهاصات تلك المرحلة الانتقالية من تاريخ عائلتها كما سمعتها من أفواه ابطالها وخاصة الأحاديث التي لا يمكن ان تنسى، روتها بطلة الرواية خالتها واعطتها اسم (حسيبة).
تؤكد الكاتبة أن الكثير مما جاء في الرواية واقعي الا ما استوجبه ربط الحوادث من الخروج التاريخي الى البعد الثالث، وتقدم الى كل من عنتهم (هم) في تلك المرحلة التاريخية تحية وفاء واعتزاز لبطولاتهم، ورغم بساطتهم كانوا وطنيين يدفعهم حماسهم وحبهم لأهلهم وجيرانهم ووطنهم وارضهم بعيدا عن الطائفية والعنصرية التي لم تكن ابدا حاجزا بين الناس الطيبين.
وفي الجزء الثاني من رواية (هم ونحن والقادمون) التي صدرت في عام 2012 في 154 صفحة من القطع المتوسط، روت عن (نحن) في التاريخ الذي هو أشد اضطرابا والأخطر في تاريخ العراق، تهديه.. الى من للمستها أشعر بحنان لم يشعرني به أحد قط ... أمي والى كل أم ..
قد لا تختزن الذاكرة حوادث ما مر عليها، فتسرد الكاتبة مذكرة ببدايات القرن الماضي زمن الدولة العثمانية وحسيبة الطفلة التي تتربى وسط عائلة يموت رجالها وتتزوج من رجل يكبرها سنا وتلد منه ثلاثة اطفال يموتون جميعهم، ويقتل الانكليز حين احتلالهم العراق زوجها بتهمة التعاون مع العثمانيين، وبعد خروج الانكليز يستبشر الناس خيرا، وتتزوج حسيبة من ابن عمها الضابط في الخيالة الملكية، وهكذا تكون قد دخلت الى تاريخ العائلة مع الأجيال الجديدة والأحداث السياسية والاجتماعية والارهاصات التي سادت المجتمع الحديث. تقص في ثلاثين صورة أسمتها فصولا لأحداث متنوعة مترابطة لزمن انسابت سنواته راكضة أسرع من انعكاسات الضوء التي تتراقص عبر الشمس اليومية، وكما ينساب الماء من كوة في جدار (حسيبة) ليروي حديقتها المترامية الاطراف مذكرة الجميع اليوم الذي وقف فيه (بابا الحجي) مع جمهرة من اصدقائه ليستمعوا الى صوت الماكنة .. بم .. بم .. تدوي نداء لزمن جديد ولتسقي في أول مرورها شجيرات الرازقي تتناوله بالعناية لتعمل من زهوره البيضاء قلادة او سوارا يتدلى من معصمها ... كانت حسيبة تسأل الفلاح الذي يرعى الحديقة (البستنجي): لما لا تثمر هذه الشجرة؟ يجيبها: هي زعلانة .. الجو ليس جوها ولا البيئة بيئتها .. كانت حسيبة تضحك على لكنته غير العربية، وبالكاد تلتقط بعض مفرداته فيملؤها منطقه فرحا. ثم تنقطع فرحتها حين يتحدث عن الأثمار وعدم الانجاب متأوهة من الداخل من صميم قلبها، لقد حصلت الآن على كل شيء ولكنها فقدت الأثمن بالنسبة لها، هو موت اولادها والآن عدم الانجاب، اقترنت بالشاب الطويل الممتليء الفخور بنفسه والعاشق للخيل ويحتفظ بمجموعة من الخيول يتمشى بها في مماشي البستان التي مات تحت ظلال أشجارها بابا الحجي.
وتنقل لنا في صورة اخرى البيت البسيط لأخت حسيبة الصغرى وأولادها الخمسة و زوجها.. الأولاد يكبرون وينتشرون بين البستان وأكواخ الفلاحين.. وتفكر الأم بذهاب الأولاد الى المدرسة وزمان الملا يسير الى الزوال وأحاديث عن بنات يذهبن الى المدارس وفي أيديهن الكتب والأقلام.. وحسيبة تنظر إليهم ففي كل واحد منهم جزء منها ومن هذا الكيان الواسع سار بها قطار أبدي لا يتوقف وسيبقى سائرا ضاجا وصامتا مرة اخرى كمسبحتها ابدا ..
000000000000000000000000000000000000000000

ماهر الشريف: تأريخ حداثة فلسطين
إشكاليات كتابة تاريخ للبلاد، ظلت حاضرة بعمق في كتب ومؤلفات ماهر الشريف.. تحديات كثيرة ساءلها المؤرخ والباحث الفلسطيني، منها إمكانية كتابة تاريخ محلي بالاستقلال عن المناهج الغربية، من ضمنها المناهج الاستعمارية في الفترة ما بعد النكبة، فضلاً عن النزعة العربية التي طغت على كتابة التاريخ الفلسطيني في العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي.
لا ينفك الشريف عن العودة إلى تلك الفترة من التاريخ الفلسطيني، في مؤلفات ودراسات جاءت كمساهمات أساسية في كتابة التاريخ الفلسطيني بكل جوانبه الثقافية والفكرية والسياسية كما في «الشيوعية والمسألة القومية العربية في فلسطين 1919-1948» (1981)، و«مقدمة في تاريخ فلسطين الاقتصادي والاجتماعي» (1985)، «البحث عن كيان: دراسة في الفكر السياسي الفلسطيني 1908-1993» (1995).
هكذا، يعود الشريف مجدداً إلى تلك الفترة، من نافذة الحداثة الثقافية والفكرية الفلسطينية خلال سنوات ما قبل النكبة في مؤلفه الجديد «المثقف الفلسطيني ورهانات الحداثة (1908 – 1948)» (مؤسسة الدراسات الفلسطينية). ينطلق المؤلف من الإقرار بوجود مشروع فكري حداثي فلسطيني يمتد من سنة 1908 و1948، خلال أربعة عقود هي الفترة التي تتناولها الدراسة. لكن، تحدي الكتاب وأسئلته الأساسية تكمن في تلمس وكتابة ملامح هذا المشروع، وتأثراته ما بين النهضة العربية، والثقافات الأوروبية الحديثة إن كان من خلال مدارس الإرساليات الأجنبية في البلاد، أو عن طريق الطلاب الذين ارتادوا الجامعات الأوروبية.
حملت تلك الفترة هواجس كثيرة رافقت المشروع الحداثوي، لم تكن تنفصل عن الواقع السياسي في فلسطين وصراع البقاء الذي فرضه المشروع الصهيوني. يطأ الشريف تلك السنوات عبر مرجعيات عدة، منها الصحف والمجلات الليبرالية، والوطنية، والقومية، واليسارية التي بدأت تصدر منذ الانقلاب العثماني عام 1908، وتواصل صدورها خلال عهد الانتداب البريطاني. كذلك، يوغل في الإرث الذي تركه المثقفون الفلسطينيون حينها في مذكراتهم، كما في يوميات خليل السكاكيني وعمر الصالح البرغوثي وأكرم زعيتر وآخرين.
تتسع الدراسة أيضاً لمؤلفات أبرز وجوه تلك الحقبة مثل إسعاف النشاشيبي، وأحمد سامح الخالدي، ومحمد روحي الخالدي، وقدري حافظ طوقان ونجاتي صدقي. من خلال فصوله الـ 12 يتناول الكتاب خصائص وجوانب الحياة الفلسطينية في تلك الحقبة، منها واقع التعليم والأدب والترجمة، وأبرز الوجوه الثقافية والفكرية الفاعلة حينها.
وبالتزامن مع إطلاق الكتاب، نظمت «مؤسسة الدراسات الفلسطينية» ندوة للباحث ماهر الشريف، حاوره فيها الأكاديمي إبراهيم أو هشهش في «مركز خليل السكاكيني» في رام الله عند السادسة مساء الاثنين الماضي 12 تشرين الأوّل.
ــــــــــــــــــ
موقع “حزب الشعب الفلسطيني” – 11 تشرين الأول 2020

ص15
قصيدة الاحتجاج في شعر العامية العراقية
(بيان للزمن المذبوح أنموذجا)
كاظم غيلان


تبنى جيل الريادة الشعرية العامية العراقية والاتجاه الحديث خاصة مهمة الامتداد الجمالي- الوطني للفتح النوابي الذي امتاز به منذ للريل وحمد وماتضمنه من قصائد نفضت عن جسد القصيدة العامية غبار شكلها التقليدي وأخذت بمضامينها الى آفاق أبعد وأرحب ، ولعل في تجربة الشاعر الراحل علي الشباني مايشير لتلك الامتدادات ، اذ عرف وبامتياز برهافة حسه الثوري المنتفض المحتج الثائر، بدءاً من قصيدته الكبيرة «خسارة» في العام 1967 وبيان للزمن المذبوح، القصيدة التي كتبها الراحل في العام 1972، يجسد حدسه لما حصل من قمع وحشي طال سائر التيارات الفكرية الملزمة والمعارضة لنهج الفاشية التي جثمت على صدور العراقيين لأكثر من ثلاثة عقود. القصيدة هذه تركت صداها المدوي والواسع بعد أن شارك الشاعر بها في المهرجان السنوي الرابع الذي أقيم في مدينة السماوة بنفس عام كتابتها ولاقت تداولاً كبيراً بعد نشرها على صفحة الأدب الشعبي بجريدة «الراصد» والتي كان يشرف عليها الصديق الشاعر عادل العرداوي.
وضع الشباني مقدمة لها مستلة من «الشاعر ليس استيراداً» وهي المسرحية الشعرية التي كتبها النواب ووضعها كمقدمة لمجموعته الشعرية الأبرز» للريل وحمد» اذ اقتبس منها الجملة القائلة:» من يبقى حياً يتعذب».
فبقدر ماهو كائن معرفي الا أنه وبفعل ثراء تجربته وأشواطها الساخنة يستدعي صورته الشعرية لكي يعطي قصيدته تشكلاتها التي تبوح بأسرارها: «أكسرلك برد وأكعد شمس بالفي من يزعل عليك الماي أغسل بالكصايب ضي» ينمو احساس الشاعر تصاعدياً مصحوباً بغضب اللحظة واحتجاجها الذي يعتمل في دواخله الجريحة ولا شيء تماماً يجده قبالته سوى الاحتجاج ليبدأ بتوظيف ما أشار له عنوان قصيدته فيتلو علينا بيانه: «بيان: يمنع ما يلي: الشعر الشعبي والخوف، التسكع آخر الليل، الحب، .. الصداقات» ازاء هكذا محددات حشرتها قوانين الضد ماذا يمتلك شاعر مثل الشباني غير صرخة احتجاجه في مدياته الأعلى: « لا.. بوجه السلطان أصيحن لا وأكتب خوف الولايات ضيعنه مفاتيح الصدك وأغركنه بالنيات أسولف روحي بالشدات هاي الناس كل الناس مره اتموت وآنه الموت الك مرات ياحزنك زمن ميشوم أشتم بيك بالشدات» في ذلك النأي البعيد اذ يقف المنقذ صامتاً متأملاً وكما هو – في آخر الدنيا نبي- تحيطه هالة انتظارات وغناء ممنوع ومدن مسكونة بأحلام الفقر والثورة يبدأ الشاعر مسترخياً ينشد الرجاء كشفاً ومصارحة: «يهلبت واهس ابروحي يجيبك يوم جاهوه المفارك دوم مر ليلة مطر بالنوم» فصول من الغياب والانتظارات المريرة تقف كلها صاغية لأنين الشاعر وحزن شكواه لما فعلته به سلطة القمع ويأخذ باسترخاء كأنه يهمس للآخر الجريح شاكياً: « ذبحوني نذر ع الماي مشه دمي جسر ع الماي كتبوني على أهدوم النثايه أدموع رسموني أبجرايدهم حزن ممنوع ترسوني حياطين وسجج واعيون» ولاينتهي الا بصيحة تأخذ الغبش معها متوسلة ذلك الخلاص البعيد القريب، الهادئ الغاضب: « أخذني اوياك للوحشة شمس» هذه القصيدة تقف بفرادة واثقة كما فارس يقف على ضفة الفرات يومئ للعمر بانتفاضة وللحياة باستمراريتها وتظل بحاجة لدراسة أعمق وأدق مما أسلفت بعيداً عن رطانة أشباه المتعلمين في مدارس النقد الخاوية المتخشبة.
000000000000000000000000000000000000000000000000000000

فضاء شعبي
مبدعون من ميسان
الشاعر عبد الكريم القصاب

علي كاظم خليفة العقابي


عبد الكريم جبار حسين مبارك القصاب العريفي. تولد 12 نيسان 1945اكمل الدراسة الابتدائية والمتوسطة والثانوية ودورة اعداد المعلمين في مدينة العمارة عين معلما في 13كانون الثاني 1965. عضو الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق \عضو جمعية الفنانين العراقيين. وهوعضو اول هيئة تأسيسية واول هيئة ادارية لجمعية الشعراء الشعبيين في ميسان سنة 1969 ، وقد ساهم في المهرجان القطري الثالث في ميسان كعضو منظم وشاعر مشارك. كتب عنه عدد من النقاد والشعراء منهم ، الشاعر والناقد ريسان الخزعلي والشاعر والناقد سفاح عبد الكريم ، والناقد المرحوم عبد البطاط والناقد سعد صاحب والشاعر كاظم غيلان واخرون.
له خمسة دواوين في الشعر القريض وهي (طلقت ليلى _ الهوى والنزيف _حب بالتقطير _ مزامير فوظويه_ روعتي في جنوني ). وله عشرة اصدارات في الشعر الشعبي هي (مذكرات ايوب العراقي _صلاة الوداع _غريب اطوار _موسيقى الوجع _كلبدون الدمع_شواطي الروح _جرف الغزال _الوان من الشعر الشعبي _اغاني العاشقين _الميزان في الشعر الشعبي ).
ألشاعر عبد الكريم القصاب ، شاعر مبدع ومن الشعراء وألادباء المهمين ، ليس في محافظة ميسان فحسب، بل على مساحة الوطن ككل، وذلك لما لقصائدة الفصيحة والشعبية من جمال الصورة وقيمتها الانسانية التي ابتعدت عن مديح السلاطين والحكام ، وكانت تعبر عن وجدان الانسان المسحوق تعبيرا وطنيا خالصا.
000000000000000000000000000000000000000000000000

زمن لا خطت
حروفه كتابات

حامد العبيدي


زمن لاخطت حروفه كتابات ..
ولاعاشته الناس احياء واموات..
زمن جا من مكان محمل ..
.اوهام.. واحلام
وتوزع علينه وغطه الدروب..
زمن مجانا يوزعلك الموت ..
وامشيناه حلم مذبوح ياحيف ..
طلع بعد الصبر ماعنده تفسير..
وعلى ساحل صبرنه تمدد ونام..
خله خطوط هذا الزمن انواع..
وخله خط جبير بكل الالوان ..
خط الفقر كلمن يعبره يموت..
خط الفقر مايعبره الانسان..
وكلمن مايعبره يعيش مخدوع..
يظل مسكون بالحرمان والخوف..
ويظل مرهون طول الوكت بالجوع..
خط الفقر واقع عايش هنا.. وبكل زمن موجود
يظل يغازل الحرمان بالظلمة ولا ناسيه
شوكت يا موطني؟!!
يا يوم نمسح خط فقرنه بيدنه ونمحيه بغداد..
000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000

 

 

 

مهمه تبعد

 

مهند صاحب


صلاة الحب
مهند صاحب
إصبغ شيبتك
واعدل مشيتك زين
واترهدن عليهه الدنيا ماتسوى
يالمعلم الفراشة اطير
اشوفك منحني وتعبان موحلوة
الشحوب البيك هذا احساس
ليش اتطيح وانت البيت كله بساسه وبعلوه
دمك عالرصيف يخضر من تكوم
انزف لا يهمك جرحك الميطيب
انه باني عليك احلام يابو احلام
كلت لابد يرد الماحضر توه
شلك بالطلقه لو ثارت
على اطفال المدينة المالكو دولاب
اعرفك ماتهزك نار
يبو كلب المطر سيابِ
واعبد بيك اول باب
لونك موخريف الموسم شطوله
اريد انخاك كف جادر شعبنا المات
اريد بساحة التحرير اسمع النخلة هلهولة
انه ماني يتيم وجفي وسع الكاع
واكدر من اثر الخدود
اشيل الصفعة بيدي متاع
ماكلك صرت ثوري
بعدني بلاجنح بسماك
بس حبك يراودني يبو ضحكة التغيب بساع
اخ الصرخة ماتطلع
اريدك ياوطن الاحزان
تضرب بالكلب مدفع
اريدك تكسر الكسروك
واريدك للوطن ترجع
انه وياك بينه من الحضارة جروح
بينه من الحنين جروح
بينه من النقاء جروح
شلك بالناس التغاويك
انت اكبر من الماشين
تعال وياي هاي الناس
ماكلهه الجهل ماتحس شنهو يصير
تعال وكعد الغافين
ماتحتاج موكب يكطع الشارع
ماتحتاج جلسة بيهه ارذل ناس
بيك تسوم بيك تبيع
وانت بايدهم ياوطن عفوا ليش
جنك يافحل ضايع
انه بيك اقسمت مرتين
مره بطيحة المقبور
ومره اليوم كلت الوطن راح يثور
بسك ذل
بسك من يمر مجهول
جوه اقرب كبر تختل
مامليت موش الحسرة
صلفة هواي
وكفت بالكلب تصهل
بلاش نموت ليش وليش
انه ادري باهلنه اعله النجم غالين
ملوحتهم ترس للعيش
ارفع لافتة اعله الدين اذا حسيته ماماشاك
واكسر ايد كل سكران نام ومادفع بلواك
واريدك باجر احلى تصير
بداعة تربتك ارجع
تعال وثقف الوادم
علمهم صلاة الحب
اوجب من صلاة الموت


ص16
انتفاضة تشرين ثقافيا / محور خاص

تعد انتفاضة تشرين في ذكراها الأولى، فاتحة مسار شعبي يدرك حقوقه التي سلبت منه.
فما هو دور الثقافة والمثقفين في إغناء هذه الانتفاضة الباسلة.. رأيكم يهمنا وصوتكم يعنينا.
توجهنا بهذا السؤال الى عدد من الكتاب والاكاديميين والمثقفين العراقيين والعرب في الداخل والخارج، وتسلمنا اجاباتهم التي ننشرها تباعاً.
المحرر الثقافي
دور الثقافة والمثقفين
في إغناء الانتفاضة
صبيحة شبر*

في الذكرى الأولى لاندلاع الثورة العراقية الباسلة التي اثارت اعجاب العالم بشجاعة الثوار وإقدامهم، وجعلت الناس كلهم الأصدقاء والأعداء ايضا يدركون ان العراق فيه شعب لا يمكن ان يموت، ولا تستطيع قوى التسلط والعدوان القضاء على نضاله الدائب من اجل تحقيق ارادنه في تغيير الحياة الى افضل، اصبح التمتع بالنعم التي حباها الله لهذه الأرض الطيبة، ولطالما ردد المهاجمون ان الشعب العراقي ليس بوسعه استعادة حقوقه التي سلبت منه، وانه خانع وجبان، ولكن الثورة الشجاعة أثبتت خطل هؤلاء وسذاجتهم، ولم تكن ثورة تشرين الأولى التي قام بها العراقيون لجعل الحياة تبتسم أمامهم وتزيل وجهها العابس باستمرار، لقد سبقت هذه الانتفاضة انتفاضات عديدة منذ الاحتلال عام2003 وقبله ابان النظام الدكتاتوري الذي كان من نتائج جبروته وحروبه العبثية ما نعانيه اليوم ومهما بلفت القسوة التي استخدمت أمام إصرار الشعب قوية وعنيفة، الا ان الشعب بقي صامدا مصرا على الانتصارليحقق ما يصبو اليه من حياة كريمة.
لقد اندلعت مشاعل الثورة لتبين انها قادرة على دك عروش الطغاة وعنجهيتهم، ان بامكانها تحقيق طموحات الشعب بالوحدة وتناسي الاختلافات الثانوية، وادراك ان وحدة شعبنا وارادته بتحقق مطالبه العادلة كفيلة بالانتصار على قوى الظلام،ان كانت هناك قيادة موحدة للثورة،تقوم بتوزيع المهام بمسؤولية وحسب القدرة والكفاءة، لقد استطاعت الثورة التشرينية ان تعيد الشعور بالمواطنة الى الآف العراقيين الذين جعلهم الحرمان الطويل ينسون انهم مواطنون في بلاد غنية وعليهم ان يناضلوا من اجل استرجاع ما سلبه الطغاة منهم ... لقد ساهم المثقفون العراقيون في ثورة تشرين كثيرا سواء كان ذلك في ساحات التظاهر او بأقلامهم التي تدافع عن حقوق شعبنا بالحياة المبتسمة الكريمة،او رسوماتهم او مسرحياتهم الداعية الى ان يلبي جمهورها نداء الوطن الغالي في التخلص من التردد والخوف، كما ان عليهم أيضا ان يناضلوا بأدبهم وفنهم لجعل القرار عراقيا، لا يأتمر بأية دولة من الدول، بل يسعى ان يكون العراق مستقلا صديقا للجميع، وله علاقات دبلوماسية تتناسب مع مصالحه وسعادة شعبه،وعلى المثقفين ان يتحلوا بالتفاؤل، الذي يستطيع ان يصنع الحياة ويبدد أساليب الإرهاب واللامبالاة التي كثيرا ما تغرس اليأس في النفوس، فالمتشائم لايمكنه ان يرى ضوء الشمس ولا جمال الفجر ولا يتمتع بعطر الورود وتوقها للحياة، فلا يستطيع ان يناضل من اجل ان تتغير الحياة، فهو يرى ان كل شيء لا جدوى منه وان الحياة عبث وموت.
ـــــــــــــــــــ
* كاتبة وروائية
000000000000000000000000000000000000000000

الانتفاضة .. مدونة تاريخية
عصام كاظم جري*


محاولة تغيّيب العراق كدولة لها سيادة في محيطها الجغرافي ، وجر الوطن ليكون منحرفا عن بوصلة سيادتة واستقراره الأمني فعل مخطط له ، بغية تبعيته لدولة أخرى ، هذا ما يحلم به الفاسدون، العملاء اللصوص الخونة الذين تربعوا على عرش السلطة، ونخروا خريطة الوطن بفسادهم وسرقاتهم ، نعم.. السلطة ولا أقول الحكومة فثمة فرق كبير بين أبوية الحكومة وقمعية السلطة، من هنا ولدت انتفاضة تشرين ، انتفاضة القيم الاخلاقية، انتفاضة (التكتك) . والشاعر والحارس ، ثورة تشرين ٢٠١٩ لم تكن ثورة ضد انقطاع تيار الكهرباء المزمن أو مطالبة بماء صالح للشرب، لم تكن ثورة خريجين لاستحصال التعيين وغلق ملف البطالة المعدية، لم تكن للمطالبة بمنافع شخصية محدودة وضيّقة، لم تخرج الملايين من أجل منحة أو قطعة أرض أو زيادة براتب ما ، بل كانت ثورة مغايرة تماما في مطالبها وأهدافها وتوجهها ، خرج العراق كله ليريد : (وطن ) .ونزل الجميع تحت عنوان : (نازل أخذ حقي). خرج الفلاح والعامل ، الطالب والمعلم، الطبيّب والمهندس ، خرجت الأم والأخت والزوجة والبنت ، خرج الغني والفقير للمطالبة : ( بوطن ). خرج المثقف العراقي بكل أطيافه: الشاعر والناقد والسارد والفنان والممثل والمسرحي والمخرج والإعلامي والنحات ليعبّروا عن الخلاص المنشود من شلة لصوص سرقوا الوطن ، وكان المثقف جزء لا يتجزأ من مصير هؤلاء الناس ، فهو ليس بمعزل عن همومهم وتطلعاتهم ، وقد لعب دورا مهما في انتفاضة تشرين الخالدة ، فلم يكتف بالهتاف والصرخة ، لم يكتف بقراءة قصيدة حماسية ، لم يكتف بالحضور ، بل أسهم مساهمة فعلية عن طريق نصب خيمة مع بقية خيام الكرامة والشرف والعز ، وصار جداراً لصدّ حكومة القناصين وقدّم الأغلى من هذا حتى طالت يد الغدر والقمع والقتل القنص، الكثير من الأدباء والشعراء والساردين والرسامين لتهبط بعد حين ، عبر منبر الصفحة الثقافية لصحيفة الشعب (طريق الشعب). أدعو الادباء والفنانين والاكاديميين لممارسة فعلهم ودورهم في تدّوين انتفاضة تشرين ، وتناولها ثقافيا لنجعل منها مدّونة تأريخية تمرّ عليها الأجيال القادمة وتؤسس لثقافة جديدة...
ـــــــــ
* شاعر

ص17

قصة قصيرة
بوصلة القلب
إبراهيم خليل ياسين


التفوا حول الرجل الكهل الذي ظل أسير حزن غامض لم يكف عن مغادرته فضلا عن صمت مطبق ماالبث ان كسره في حديث مقتضب لايتعدى حدود مايطرأ هنا وهناك من احداث، منذ ان وعده اصدقاؤه صباح هذا اليوم على مرافقته حرصوا على إنتشاله قدر إستطاعتهم ولو بعض الشئ من همومه فيما هو ظل رهينة لها، ولم تخلِ سبيله، فزحمة الصور أبت إلا ان تلاحقه اذ بقيت عالقة في ذاكرته، كيف تقاذفته الطرقات هو وافراد اسرته طيلة اعوام الحرب، منذ لحظة نشوبها حتى لحظة توقفها وماتمخض عنها من تبعات تحملها هو واسرته، إذا ظلوا يتخبطون هائمين بانتظار عما تسفر عنها من نتائج بعدأن وضعت أوزارها هو واخوه البكر الذي تحمل القسط الاكبر من تبعاتها حين ترك امر اسرته حائرة وفي شبه ضياع دون ان يحتسب الى ماسوف تؤول اليه حياتهم هو و ابناؤه من مصير، إضطره على حد زعمه الى بيع أرضه وقبض ثمنها دون أن يتيح لأحدهم معرفة الى اين ذهب به ...؟ وكلما بادر احدهم بالاستفسار منه يتحاشى الأجابة بذريعة أو بأخرى، وثمة مشهد اخر مازل يشغله ويحتل تفكيره هو مشهد حشود الاعداد الهائلة من المتسكعين على ارصفة المدينة سيما في الاحياء البعيدة عن مناخ الحرب بما يؤكد صحة توقعاته ازاء مخلفاتها الثقيلة، فدفعت بكل اولئك الى البحث عن اماكن تأويهم ، خذله التفكير، ربما هو يلقى المصير ذاته إن تقاعس عن البحث عن مكان يسد رمق رغبته هو واسرته وسط حجم الخراب والانقاض
ظل ملتزما الصمت مع من جاءوا برفقته في سيارة اجرة استاجرها الى منطقة سكناه في بيت بلاشك لم يسلم من من تداعيات على غرار ما وقع للبيوت المجاورة، إذ انه يدرك تماما ماتعرضت له منطقة سكناهم من خراب جراء القصف الشديد والمتواصل ولأعوام طويلة دون أدنى فرصة للتوقف، لم تفارقه لهفة الوصول باقصى سرعة الى بيتهم، وتعمق هاجس رؤيته عن كثب مع كل دقيقة تمر رغبة واملا فيما سيتخذه من قرار، على الرغم من استغراق اصدقائه في احاديث ذات صلة بشؤونهم لم تثر انتباهه البتة، وواصل يلزم الصمت حتى وصولهم منطقة حيهم، كانت سيارة نقلهم تقطع الطريق بصعوبة بالغة لدرجة تضطرهم احيانا الى النزول جميعهم، ويقومون بدفعها من مؤخرتها حتى يستيقظ نبض حركة تشغيل محركها مجددا، طوال الطريق ظلت مشاهد الخراب وحطام الجدران تثير حنقهم وإمتعاضهم فبلغ بهم الحزن حدا وجدوا انفسهم ازاءه في حالة ضيق و ذهول مطبق، وحال وصولهم ظل الرجل الكهل متشوقا الى منطقتهم و لم يفقد الامل في ان يلقى بيته كما كان سابقا قد سلم من الدمار، غير إن الرياح ادركها تجري بما لاتشتهي سفنه بعد ان تجلت الصور امامه، فحجم الدمار اكبر واعمق مما كان يعتقد، صوب بصره في انحاء متفرقة من المكان وسط ذهول واستغراب اصدقائه فقال احدهم مستفسرا منه عما سيتخذ من قرار الرجوع من حيث جاءوا، ولايمتلك بلا ادنى شك قرارا اخر وسط هذا الحطام والدمار، بيد انهم فوجئوا به يصر على البقاء فبادر احدهم يتساءل
- ماذا تنتظر وسط هذا المنظر المخيف.. ؟
قال اخر
- لم بقيت صامتا ؟ ...اجب
قال ثالثهم بنبرة يشوبها الاستغراب
- ماسر سكوتك يارجل..؟
بقيت امالهم في كلام يقنعهم به دون ان يفعل، وبعد صمت اتسم بالحيرة والغموض قال في سره *سوف ابقى**
اصطدموا باصراره على البقاء بكلمات قالها بهمس و بنبرة حزن ووجع
- انه هناك، قلبي يعلمني
فاستانف الاول يتساءل
- اتعني بيتك..؟
- كيف تتبين ملامحه
- ثم لا بد ان تعلم ان الحال لا يبقى في هدوئه هذا
- اتصر على البقاء
هز رأسه بالإيجاب
فاستانفوا في دلوهم
- الحال لايطمئن ربما يستانف القصف مجددا
- الم ترَ بإم عينك ححم الدمار هذا...؟
اخفقوا في اقناعه على الرجوع الى مدينتهم، وكرروا محاولاتهم، لم يجدوا منه سوى الاصرار على البقاء، استقلوا السيارة ذاتها التى جاءت بهم الى هنا واستأنفوا رجوعهم مودعين اياه، اعقبها في السير بأتجاه المكان الحاضر في ذاكرته التي يعدها لم تخطئ البتة، رغم صعوبة قطع خطواته جراء ركام الانقاض حتى نخر قواه التعب وعصف الغبار، وفي غمرة زحمة توجساته ادرك مكان بيته فصرخ ...انه هناك.لاشك في الامر
. هرع بالسير قدر ما يستطيع وبتحد من بعض الأنقاض وسقوط الجدران، وتربع فسحة بحجم خمسة امتارعلى وجه التقريب، والتقط حجارة بيضاء اللون، وبعد نظرات تامل والابتسامة تفترش شفتيه سارع الى رسم خطوط حولها على هيئة غرفة تتسع لهم جميعا وهو وزوجته وصغاره ثم وهو يرسم بقطعة الحجارة كان يردد في سره هناك في تلك الزاوية مكان اسرة الابناء.... وفي ذلك الركن مكان سريرنا انا والزوجة.... وهنا ووسط الفسحة هذه تركن منضدة جلوسنا.. وبجوارها شماعة تعليق الملابس.،؛ بعدها استلقى على مكان سريرهما وغط في اغفاءة عميقة على الرغم من حرارة الجو ...
000000000000000000000000000000000000000000
حكاية جرح

مهند عبد الواحد

احكي لكم
حكاية الغصن الذي أحب طائرا جريح
كما روتها جدتي قبيل ان تموت
في ذلك المساء
اياك ان تكون مثله
اياك
لا تعشق الطيور
لا تقبض الفصول في كفيك
لانها ترحلْ
لا ترسم الاحلام في نوافذ القمر
لانه يغيب
لا تتبع السراب
فلن تصل
كن عاملا يصحو مع الحقولِ ..
ثائرا
يحرث في الصخور
ويغرس البذور
يموت حاملا رسائلا معطرة
وقبلةً على جبين
تتركها حبيبةٌ نديـةً بالدمع واللوعة
خذ معولا ورافق الرياح في نضالها اليومي
اجعل من العشب اريكة ومئزرة
وراقب الازهار والامطار و الغروبَ إن تعبت
مستلقيا على التراب إن اردت ان تنام
لا خير في السرير
كن طائرا يطير
وان يكن جريح
لاتكن الغصن
لاتكن الغصن الذي ظل ينوح ...
ما مرت الرياح في فروعه المشعثة البيضاء
0000000000000000000000000000000000000000
رائحة الجثث

نص: سوران محمد
أشم ريحة نتنة
تأتي وتصارعني
من کل الاتجاهات
تبدو وكأنها ريحة أجساد هامدة
تطفو علی السطح
كسيقان أشجار مقطعة
فتجرفها الامواج
الی ان تستقر علی اليابسة
فتتجمع حولها الحشرات
هنالك رائحة نتنة
انها ليست لبارود
بل هي ريحة تنبعث
من اجساد الطرقات ليلا
تحت الاضواء البراقة
وبالنهار تختلط بضجيج المقاهي
فتعكر صمت الذي
يفهم من خلاله
كلمات أغاني الحياة الأزلية
هنالك أمام أبواب الفيلات
أرتال طويلة من الخنافس
وفي باحة المدارس
مجاميع من البزاق مسترخية
وأما العقارب
طالعة رأسها من حفر القبور
يزحفن نحو الروائح الكريهة
دون أن يری
ظل للانسان
خلف ستائر الشبابيك
هنالك روائح نتنة
ريحة موتة رمادية
موتة عفنة
ولن يشاهد أحد في المقابر-
قد يدفن،
وأشجار الطرقات التي تروی
بماء الحنفية الذي
يغسل به
شراشف غرف نوم القصر
لا تثمر الا شوكا
هكذا تهرب النمال بعيدة
الی قمم الجبال
هنالك ينظرن و
يضحكن من سکان
قد أهدوا السلطان يوما ما
أحسن أنواع التبوغ
و أحيان أخری
أجود خنجر دبان
ولكنهم الآن
کزجاجة فارغة
يبحثون عن رٶسهم!
هنالك قد يسمع العواء من کل الاتجاهات
عواء الانسان
دون أن يری أحد
وكأنها مدينة الاشباح
أو منفی
ترفض أستقبال البشر
قد يسمع العواء من كل الاماكن
دون ان يتعرف أحد علی أحد
و كأن آثار مسارات الأمس
قد اختفت من الوجود تماما
كل الوجوه متشابهة
لا يعرف أحد أحدا
و يعلو من کل الاتجاهات
صدی واحدا
وهو: ‘الموت’
ثم ينزل فجأة
علی سطوح أرواح قاحلة
يمزق التأريخ والذاكرة اربا اربا
و دون الفوت

ص18

ابعاد التنمية والعولمة المستبدة

عن “دار الفارابي للطباعة والنشر” في بيروت، صدر أخيرا كتاب بعنوان “أبعاد التنمية والعولمة المستبدة”، من تأليف كامل مهنا. يقول المؤلف في مقدمة الكتاب: “بعد انعكاسات مشاريع التنمية والعولمة على شعوب الدول النامية، تهميشًا لفئات واسعة من المجتمع، وتراجعًا لدور الدولة الاجتماعي، أرى أن منظمات المجتمع المدني لها دور أساسي في بناء المواطن– الإنسان ورفض تنفيذ أجندات لمصلحة الخارج، وهي مطالبة بالمشاركة في مواجهة واقعنا المرير، والتفاعل مع ما يجري داخل الوطن العربي وخارجه خصوصاً في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، والمساهمة في تكوين المواطن المشارك بفعالية في المجتمع، لا المحتمي بمتاريس الطوائف”.
0000000000000000000000000000000000000000000000

هكذا هو الشيوعي

ليس غريبا أن يكون الشيوعي أمينا. فالأمانة والصدق في صلب قيم الشيوعيين ومُثُلهم.
الرفيق سلمان جبير، عضو في اللجنة الأساسية للحزب في ناحية النصر بمحافظة ذي قار، وهو من عائلة كادحة فقيرة الحال، ويعمل في “كشك” لبيع شاي.
توقف عنده اخيرا شخص ليشرب من شايه. وبعد ان ارتوى وغادر اكتشف رفيقنا ان الرجل نسي كيسا كان يحمله بيده.
تفحص الكيس، فوجد داخله مبلغا ماليا: 60 ورقة من فئة 100 دولار.
احتفظ الرفيق سلمان بالكيس في مكان آمن، وانتظر أن يعود صاحبه ليسلمه اليه.
في اليوم التالي جاءه صاحب الكيس فعلا، وكان مضطربا لأنه لم يكن يتذكرأين فقد الكيس بالضبط. لكن الرفيق سلمان عرفه على الفور ولم يتركه في اضطرابه: مد يده نحوه وقدم له الكيس المفقود..
فوجئ الرجل .. وحين استفاق من المفاجأة وبدأ يغدق الشكر، بدا غير مصدق بعد ومتعجبا لأمانة الرفيق سلمان جبير.
رد عليه رفيقنا: ولمَ العجب؟ أنا شيوعي، والشيوعي يتعلم في صفوف حزبه الصدق والامانة والاستقامة.. هكذا نحن خريجي مدرسة الحزب الشيوعي..

هيئة تنظيم الحزب الشيوعي العراقي
في ناحية النصر
0000000000000000000000000000000000000000000

ساحة احتجاج الكوت
تحتضن مهرجان شهداء اكتوبر الأول
الكوت -علي جبار


احتضنت ساحة احتجاج مدينة الكوت، الأسبوع الماضي، “المهرجان السنوي الأول لشهداء ثورة أكتوبر”.
حضر المهرجان الذي أقيم برعاية “فرقة الكوت” الفنية وبالتعاون مع “شبكة فعل” المدنية العراقية، جمهور كبير من المتظاهرين والناشطين والعائلات الواسطية.
أولى فقرات المهرجان كانت عرضا مسرحيا قدمه الفنان الثائر أبو رامي، وعبر فيه عن دور شهداء الانتفاضة في الحراك الاحتجاجي.
بعد ذلك تحدث المتظاهر مهدي الموسوي لجمهور المهرجان، عما تعلمه المجتمع العراقي عامة والواسطي خاصة، من ثورة تشرين.
الفن التشكيلي كان حاضرا في المهرجان. إذ تعاون عدد من الرسامين على رسم بورتريه لـ للشهيد صفاء السراي، بشكل مباشر أمام الجمهور. كما تخلل المهرجان معرض فوتوغرافي، يضم صورا تجسد يوميات ساحة الاحتجاج. فيما أقامت مجموعة من الطالبات بازارا خيريا يضم أعمالا يدوية من انجاز الثائرين.
وكانت هناك قراءات شعرية، وكلمة باسم عائلات الشهداء، ألقاها الثائر مهتدى الجنابي، شقيق شهيد الانتفاضة مؤمل الجنابي، وحمّل فيها الجهات الحكومية مسؤولية دماء الشهداء.
000000000000000000000000000000000000000000

ساحة اعتصام النجف
إشعال 2000 شمعة في ذكرى شهداء الانتفاضة
النجف – طريق الشعب
شهدت ساحة الاعتصام الرئيسة في مدينة النجف، مساء الثلاثاء الماضي، فعالية إشعال شموع في ذكرى شهداء انتفاضة تشرين.
نظم الفعالية فرع اتحاد الشبيبة الديمقراطي في المحافظة بالتعاون مع “خيمة الشعب” المعتصمة والكثير من الشباب المعتصمين ومن منتسبي القوات الامنية، الذين أشعلوا 2000 شمعة ووزعوها على أرض الساحة.
واستذكر المشاركون في الفعالية، رفاقهم الشهداء، مشددين على أهمية الكشف عن قتلة المتظاهرين والجهات التي تقف خلفهم.
0000000000000000000000000000000000000000000000

نقطة ضوء
شهداء القضايا الوطنية!


طه رشيد
خلفت الحرب العالمية الثانية ( 1945 - 1939) الافا مؤلفة من الضحايا، سواء من دول المحور الفاشي (المانيا، ايطاليا، اليابان) او من الدول التي وقعت تحت احتلالها.
وبادرت الدول التي كانت ضحية لتلك الحرب الى الاحتفاء بشهدائها، وخاصة اولئك الذين شكلوا فرقا للمقاومة الشعبية ضد المحتل النازي. وكانت فكرة الاحتفاء بسيطة جدا من خلال اطلاق اسماء الشهداء على الساحات والشوارع، او وضع الواح نحاسية في مواقع الاستشهاد تحمل كل منها اسم وتولد وتاريخ استشهاد المعني، بغض النظر عن انتمائه الفكري والعقائدي او السياسي. ومنذ ذلك التاريخ حافظت الحكومات المتعاقبة هذا التقليد، دون ان تتدخل في تغيير اسم هذا الشارع او رفع هذه الدالة، وليس كما حدث ويحدث في بلداننا المكتوية بنار الحكومات الشمولية تارة، والطائفية-الفاسدة تارة اخرى. فالمدينة التي بناها الشهيد الراحل عبد الكريم قاسم للعوائل الفلاحية الفقيرة والمهاجرة من الجنوب، أسماها مدينة “ الثورة “ نسبة الى ثورة 14 تموز 1958 الخالدة، لكنها تحولت إلى اسماء اخرى ليس لها علاقة بهذه المدينة ولا بسكانها لا من قريب ولا بعيد!
وفي العودة الى تخليد الشهداء فإننا نذكّر بان ثورة 14 تموز ردت الاعتبار يوم 24 /2 /1959 للشهيد الخالد مؤسس الحزب الشيوعي العراقي يوسف سلمان يوسف “فهد” ورفيقيه عضوي المكتب السياسي للحزب زكي بسيم وحسين محمد الشبيبي، حيث اصدرت حكومة الثورة قرارا باعتبار الاعمال التي حكموا بسببها من اعمال الكفاح الوطني، التي تستحق التقدير واعتبارهم “شهداء الشعب”. وكانت هذه اول عمليةاعدام في تاريخ العراق الحديث بسبب نشاط سياسي سلمي، هدفه الاساس الدفاع عن العراق ومواطنيه من اجل حياة حرة كريمة.
واذا تعذر اليوم تسمية ساحة او شارع باسمائهم، فمن الممكن وضع لوحة نحاسية في الاماكن التي اعدموا فيها، تعرّف بهم وبنضالهم وهذا اضعف الايمان. واذا كانت الجرائم لا تسقط بالتقادم فان “الشهادة” من اجل الوطن لا تسقط ايضا بالتقادم، ومن هنا نتذكر الشهداء الذين سقطوا غداة انقلاب 8 شباط 1963سيء الصيت!
اما الشهداء الذي سقطوا بعد اندلاع انتفاضة تشرين 2019 فحدث ولا حرج! تجاوز عددهم سبعمائة شاب وشابة معظمهم بعمر الورد، لم يمارسوا عملا مسلحا ضد الدولة، ولم يمتلكوا سوى صوتهم النقي الذي عبر عن مطالبهم بتحقيق العدالة الاجتماعية! وخيرا فعلت حكومة الكاظمي باعتبار هؤلاء الشبان شهداء للوطن، ولكنها خيبت الآمال بعدم ايفائها بملاحقة القتلة وتقديمهم الى القضاء، رغم مرور اكثر من ستة أشهر على تشكيلها!
واذا ما استمر الحال على ما هو عليه من قتل وخطف وتغييب من قبل “الطرف الثالث المندس!” فلا اعتقد ان ساحاتنا وشوارعنا ستكفي لاطلاق اسمائهم عليها!