العدد 17 السنة 86 الثلاثاء 27 تشرين الأول 2020

 

تصفح بي دي اف

 

 

 

 

ص1

كتب المحرر السياسي

انتفاضة تشرين

تبقى حية

رغم التسويف والمماطلة وما واجهته الانتفاضة من عنف وتشويه وتنكيل وقتل عمد، عاد المنتفضون السلميون ليجددوا تأكيد شرعية مطالبهم وسلمية تعاملهم، رغم ما اعدته قوى الإعاقة المختلفة  من أساليب رخيصة  لانهاء  الانتفاضة وطي صفحتها وإبقاء الحال على ما هو عليه.

يوم اول امس  ٢٥ تشرين الأول (أكتوبر) خرج الالاف من أبناء شعبنا الرافضين للفساد والمحاصصة، شيبا وشبابا ، نساء ورجالا ، ليجددوا انتفاضتهم، ويقولوا بجلاء ان المنظومة المتنفذة المعزولة غير قادرة على معالجة مشكلات البلاد، وان الأوان آن للتغيير الشامل بالضغط الشعبي السلمي والكلمة الحرة وتعبئة الرأي العام.

توجه  المحتجون في الذكرى السنوية للانتفاضة  بمسيرات سلمية في بغداد والمحافظات المختلفة نحو ساحات الاعتصام وسط تأييد شعبي واسع، مساهمين في فعاليات  احتجاجية متنوعة سلمية، حاملين الشعارات المعروفة التي طالما رفعوها وشددوا عليها.

صباح ذلك اليوم التشريني  خرج آلاف الطلبة وأعضاء النقابات المهنية والعمالية، بمشاركة  فاعلة  من قوى مدنية وديمقراطية، في مسيرة موحدة انطلقت من امام وزارة التعليم العالي وسط بغداد واتجهت الى ساحة التحرير، التي تنوعت فيها الفعاليات السلمية، في إشارة واضحة الى  ان قوى الانتفاضة مصرّة على تحقيق التغيير المنشود.

كما ساهم المئات في محافظات الوسط والجنوب، في مسيرات حملت صور شهداء الانتفاضة، وشعارات وطنية تؤكد مطالب الانتفاضة المشروعة، وشددت على عدم السماح  باستمرار هيمنة قوى المحاصصة والفساد، وان مطلب  التغيير  لابد ان  يجد طريقه للتنفيذ.

ان حجم المشاركة الشعبية في احياء  الذكرى الأولى للانتفاضة يؤشر  الرفض الواسع للمنهج الفاشل  المتبع في إدارة الدولة، وعجز القائمين عليه عن تلبية  مطالب المنتفضين.  فيما يتبين يوما بعد آخر عدم قدرة المتنفذين على الاستمرار بذات النمط وأسلوب التفكير العقيم، وان لا مخرج  الا بالرضوخ لإرادة الشعب والاستجابة لمطالب المحتجين،  عبر اجراء انتخابات مبكرة وفق شروط الانتفاضة، وليس وفق مقاسات المتحاصصين والفاسدين وسعيهم الى تأبيد سلطتهم.

ومن جانب آخر فان  تمسك عموم  المحتجين بالسلمية، كأسلوب للنضال من اجل تحقيق  المطالب المشروعة، هو الرد القوي على كل حملات التشويه من جانب قوى الإعاقة  للمنتفضين، الذين اكدوا  مرة أخرى ان العنف والقمع لن يثنياهم عن التمسك  بالاحتجاج السلمي.

 لقد بيّنت  فعاليات احياء الذكرى بوضوح ان الانتفاضة تبقى حية، وان قواها  تدرك اكثر فاكثر ان لا تغيير حقيقيا ممكنا للمنهج والأسلوب ونمط التفكير بوجود ذات  الوجوه الفاسدة والفاشلة.

فالف تحية  لشابات وشباب الانتفاضة، وألف تحية لنساء ورجال الانتفاضة، وهم يخطون صفحات مجيدة في تاريخ شعبنا ووطننا، وفق معادلة أساسها الوطن ومصلحة المواطن، بعيدا عن منظومة المحاصصة المتعشقة مع الفساد والاجندات الخارجية.

ولا ننسى ما تقوله التجربة من ان تحقيق المطالَب والمضي قدما الى امام  ودفع الأمور الى نهاياتها المكللة  بالنجاح، يتطلب وعي دروس الانتفاضة وتوحيد قياداتها وشعاراتها وطرح برنامجها الموحد للتغيير، والانفتاح على جميع الشرائح والفئات والمجاميع والقوى الداعمة لمطالبها العادلة والمشروعة.

*************

راصد الطريق

قروض تزيد الطين بله !

جاء في بيان  صادر عن مصرف الرافدين  انه  “ أطلق قروضاً تصل إلى 60 مليون دينار للموظفين والمواطنين والمتقاعدين لشراء السيارات بالتقسيط”. وأضاف أن “فوائد قروض السيارات المقدمة من قبل المصرف حددت بـ  4  بالمئة”، مشيراً إلى أن “المصرف تعاقد مع شركات رصينة مجهزة لاحدث انواع السيارات”.

ان مثل هذا الإجراء لا يعني الا المزيد من استيراد السيارات العشوائي غير المخطط، في وقت يغص البلد فيه بالسيارات. وواضح  ايضا ان الإعلان يخص السيارات للاستخدام الشخصي وليس الإنتاجي او للخدمات والنقل العام.

لكم يجدر بالحكومة وبالذات المصارف الحكومية التي لديها أموال زائدة، ان توظفها في المجالات الإنتاجية، وفِي إعادة  بناء شبكة النقل العام وطرق المواصلات، وتخليص المواطنين من تكاليف النقل الباهظة والمرهقة،  والتخفيف من الزحام في الشوارع، فالمطلوب هو المساهمة في حل المشاكل لا مفاقمتها ! 

تُرى متى  يتوقف هذا التخبط ؛ مرة قروض للزواج الثاني، وأخرى للسيارات التي تكاد شوارعنا تختنق بها ؟!

***************

جموع غفيرة تحيي الانتفاضة في 10 محافظات

أحيا المنتفضون في مختلف المحافظات، الأحد الماضي، الذكرى السنوية الأولى لانطلاقة انتفاضة تشرين. وشهدت ساحات ومواقع الاحتجاج في 10 محافظات، ومنذ ساعات الصباح الأولى، توافد مجاميع كبيرة من المحتجين أكّدت عدم التراجع عن مطالب الانتفاضة والاستمرار في الحراك الشعبي المناهض للفساد والمحاصصة الطائفية.

وشهدت التظاهرات، حضورا للنساء والشباب وفئات عمرية مختلفة في بغداد والبصرة وذي قار وميسان والديوانية والمثنى وواسط والنجف وكربلاء، من خلال مسيرات جماهيرية حاشدة جابت الشوارع متوجهة إلى ساحات الاحتجاج والاعتصام المركزية، رافعة صورا للشهداء ولافتات كبيرة تضمنت مطالب الانتفاضة الرئيسة، والتي أبرزها الكشف عن قتلة المتظاهرين، بعد مرور عام كامل على ارتكاب المجازر بحقهم وعدم فتح هذا الملف بشكل جاد، فضلا عن تحقيق انتخابات مبكرة نزيهة وعادلة بعيدا عن نفوذ الفاسدين، وسطوة السلاح المنلفت، ومطالب أخرى تتعلق بالتغيير الجذري وانقاذ البلد من أزمته االراهنة.

******************

ص2

اضاءة

لا تشك للناس نائبا انت ناخبه

محمد عبد الرحمن

استقيت هذا  العنوان من صدر بيت شعر معروف وقع عليه نظري في موقع للتواصل الاجتماعي. فهو مجرد تحوير لذلك الصدر:

لا تشك للناس جرحا انت صاحبه

لا يؤلم الجرح الا من به ألم

ولست هنا  بصدد معنى البيت الذي لا يكاد يجهله أحد، ولكن اذا توقفنا عند تحويره بالشكل الوارد في العنوان، فسنجد فيه عتبا على المواطن الذي لم يتعظ ولَم يأخذ بالقول  الشائع:

“ لا يلدغ المرء من جحر مرتين “ . وكم مرة لدغ  مواطننا، وكم مرة  عض على اصبعه بل وهدد - على ما نُقل - بقطعه بعد ان تلون بالبنفسحي وانتخب من ظهر انه غير آهل للانتخاب. ذلك ان نائبه هذا حين وصل الى كرسي البرلمان “ رفس “ كل ما قاله في حملته الانتخابية، التي كان يتوسل فيها الناخب بكل الطرق والأساليب، بما فيها العشيرة والمنطقة والمذهب والمكوّن.

“لا تشكُ للناس نائبا انت ناخبه” نصيحة للمواطن كي يحسن اختياراته، وينتخب من يستحق ذلك حقا، ويجعل من عملية الانتخاب أداة لعزل واسقاط الفاشلين والفاسدين ومجمل منظومة المحاصصة والفساد.

نعم، بدل الشكوى والندم يوم لا ينفع الندم، يجدر التفكير عميقا كي لا يتكرر المشهد المؤلم في انتخاب أعضاء لمجلس النواب، لا هم لهم  الا تأمين مصالحهم وذواتهم، التي انتفخت كثير على حساب جوع وفقر ومرض ملايين العراقيين، والا إرضاء كتلهم ومسؤوليهم والانغماس معهم في اقتسام الغنائم من المال الحرام.

لقد فصل معظم النواب كل شيء على مقاساتهم، وآخرها اعتمادهم نظام الدوائر البائس الذي اقروه. وهو الذي ارتفعت المطالب بالتخلي عنه  في بلدان عدة، سبق ان تبنته ثم وجدته غير عادل او منصف، ولا يضمن تمثيلا حقيقيا للمواطنين. فكيف الحال في بلادنا وقد قسمت الدوائر فيها على أسس غريبة وعجيبة، لا إدارية، بين كتل سياسية قيل ان عددها لا يزيد على ٣ او 4 كتل، والباقون رضوا بالمقسوم لهم.

في مثل هذه الظروف وامام إصرار المتنفذين على السير بعكس تيار التغيير الشامل وإرادة الشعب والمنتفضين المطالبة به، يكون دور المواطن حاسما في الانطلاق من مصالحه ومصالح المجتمع ككل، قبل أي شي اخر.

يفترض ان ١٧ عاما خلت قد قدمت الكثير من العبر والدروس، وانها وفرت معطيات تساعد على فرز الالوان وتداخلاتها. ثم جاءت الانتفاضة لتعمق هذا الفرز وتبين على نحو جليّ من يقف مع الشعب ومطالبه، ومن يقف ضده ومستعد حتى لاغراقه بالدماء، كما حصل فعلا.

ان المواطن امام خيارات حاسمة، وليس مطلوبا منه التشكي، بل ان يحسم موقفه وينحاز إيجابيا، وفِي ذلك طوق نجاة له ولشعبه ووطنه.

*************

جموع غفيرة تحيي الذكرى الأولى للانتفاضة

المنتفضون يؤكدون استمرار الاحتجاجات حتى تحقيق المطالب

بغداد - علي شغاتي

أحيا المنتفضون في مختلف المحافظات، الأحد الماضي، الذكرى السنوية الأولى لانطلاقة انتفاضة تشرين. وشهدت ساحات ومواقع الاحتجاج ومنذ ساعات الصباح الأولى، توافد مجاميع كبيرة من المحتجين أكّدت عدم التراجع عن مطالب الانتفاضة والاستمرار في الحراك الشعبي المناهض للفساد والمطالب بالتغيير.

تظاهرات بغداد

في العاصمة، توافد الآلاف من المتظاهرين إلى ساحة التحرير ومقترباتها، للتأكيد على المطالب المشروعة للانتفاضة، واحياءً لذكراها السنوية الأولى التي شهدت سقوط المئات من الشهداء والآلاف من الجرحى نتيجة القمع الدامي.

وقال مراسل “طريق الشعب”، بلال رضا، إن “الآلاف من المتظاهرين توافدوا منذ الصباح الباكر ولساعة متأخرة من الليل، على ساحة التحرير، واحتشد عدد آخر منهم في ساحة الخلاّني وجسور الجمهورية والسنك والاحرار، في الوقت الذي قامت فيه القوات الأمنية بقطع جسور الشهداء والأحرار ومدينة الطب”.

وأشار رضا، إلى “حدوث مناوشات بين المتظاهرين والقوات الأمنية قرب جسري الجمهورية والسنك، استخدمت فيها الأخيرة القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع، ما تسبب بإصابة عدد من المتظاهرين”، مضيفا أنّ “المتظاهرين القادمين من المحافظات، تجمعوا في منطقة العلاوي قرب بناية مجلس الوزراء، قبل أنّ تقوم القوات الأمنية بتفريقهم بعد الاعتداء عليهم بالهراوات، وتتسبب بجرح عدد منهم”.

ويوم أمس واصل الشباب احتجاجاتهم في ساحة التحرير مطالبين بتحقيق مطالب الانتفاضة في اجراء انتخابات مبكرة عادلة وشفافة يستطيع الشعب من خلالها تغيير المنظومة الحاكمة إلى جانب محاكمة قتلة المتظاهرين ومحاسبة الفاسدين ومنعهم من الترشح للانتخابات، في غضون ذلك تداول النشطاء مقاطع فيديو تبين سقوط شهداء في ساحة التحرير.

مسيرة حاشدة في البصرة

وفي البصرة، نظّم المئات من المحتجين مسيرة راجلة للمطالبة بتفعيل دور القضاء ومحاسبة القتلة والفاسدين.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، حافظ الجاسم، إن “المسيرة انطلقت من ساحة أم البروم، متجهة صوب ساحة البحرية، للمطالبة بتفعيل دور القضاء ومحاسبة المسؤولين عن عمليات القتل التي طالت المتظاهرين والناشطين، وكذلك لملاحقة الفاسدين ومحاسبتهم وفقا للقانون”، مبيناً، أن “المتظاهرين أعلنوا التزامهم السلمية ورفضهم لكل مظاهر التخريب والعنف، والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة”.

ذي قار تؤكد سلميتها

من جانب آخر، توافد الآلاف من المواطنين إلى ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية، لأحياء الذكرى السنوية الاولى للانتفاضة.

وأفاد مراسل “طريق الشعب”، باسم صاحب، بأن “ساحة الحبوبي شهدت توافد أعداد كبيرة من المحتجين حتى نهاية مساء الأحد، للتأكيد على القصاص من قتلة المتظاهرين، وإجراء انتخابات مبكرة، وفق قانون انتخابات منصف وعادل، واختيار مفوضية مستقلة للانتخابات، واصلاح القضاء”.

وشدد المتظاهرون في الساحة وفق بيان، تلقت “طريق الشعب”، نسخه منه، على “استمرار التظاهرات، لحين الإسراع في كشف قتلة المتظاهرين والناشطين وإطلاق سراح المغيبين، والمختطفين، وتشكيل مفوضية مستقلة للانتخابات وبأشراف أممي لضمان سير العملية الانتخابية، مع حسم ملف قانون المحكمة الاتحادية والمصادقة عليه وإكمال نصابها القانوني لكي يتسنى لها المصادقة على الانتخابات المبكرة وحل البرلمان، بالإضافة إلى تفعيل قانون الأحزاب وحصر السلاح بيد الدولة وحل المليشيات المسلحة التي شاركت بقتل المتظاهرين السلميين”، مؤكدا “استمرار انتهاج السلمية، والحفاظ على الممتلكات الخاصة والعامة ورفض كل أشكال التخريب التي يقوم بها المخربون والمندسون”.

المئات يتظاهرون في ميسان والديوانية

في غضون ذلك، تظاهر المئات من المحتجين في محافظة ميسان، للمطالبة في الاسراع بالاستجابة لمطالب الانتفاضة.

وبحسب مراسل “طريق الشعب”، مهند حسين، فأن “عدداً كبيراً من المواطنين توافدوا الى ساحة الاعتصام الرئيسية في المحافظة، على شكل مسيرات ضخمة، لإحياء ذكرى انتفاضة تشرين وتجديد المطالبة بمحاسبة قتلة المتظاهرين وإجراء انتخابات مبكرة”.

الى ذلك، تظاهر المئات من المواطنين في ساحة الساعة، وسط محافظة الديوانية للتأكيد على مطالب الانتفاضة.

وأشار مراسل “طريق الشعب”، ميعاد القصير، الى أن “المئات من المتظاهرين تجمعوا في ساحة الساعة، للمطالبة بإجراء انتخابات مبكرة، تحت اشراف أممي، وكشف قتلة المتظاهرين”، محذرين من “تسويف هذه المطالب”.

 

المثنى تحيي ذكرى الانتفاضة

وفي المثنى، نظم المئات من المواطنين، مسيرة جابت شوارع مدينة السماوة، بمناسبة الذكرى السنوية الاولى لانطلاق الانتفاضة.

وبيّن مراسل “طريق الشعب”، عبدالحسين السماوي، إن “المسيرة انطلقت من ساحة الغدير وسط المدينة متجهة صوب الكورنيش قبل ان تصل الى سوق السماوة الكبير، للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين ومحاكمة القتلة ومحاسبة الفاسدين وإقالة المسؤولين الفاشلين”.

وطالب المتظاهرون في المحافظة وفق بيان تلقت “طريق الشعب”، نسخه منه، بـ”تحرير مجلس القضاء الأعلى من سطوة الأحزاب لكي تتم محاسبة القتلة والمفسدين، والمصادقة على موعد الانتخابات وتوفير أجواء ملائمة تضمن حرية الاختيار للناخب من خلال مفوضية نزيهة وأشراف أممي، فضلا عن تطبيق قانون الأحزاب ونزع السلاح من أي جهة حزبية تود المشاركة في الانتخابات”.

تظاهرة واسط

من جانب آخر، تظاهر المئات في مدينة الكوت مركز محافظة واسط، للتأكيد على المطالب المشروعة للمنتفضين.

ووفقاً لمراسل “طريق الشعب”، علاء البعاج، فأن “التظاهرة انطلقت من ساحة الاعتصام الرئيسة في المحافظة، صوب ساحة العامل وسط المدينة، ورفع المشاركون في التظاهرة صورا لشهداء الانتفاضة والأعلام العراقية ولافتات تطالب بكشف قتلة المتظاهرين”.

النجف تطالب بالقصاص من القتلة

وفي ذات السياق الاحتجاجي، توافدت الجماهير المنتفضة إلى ساحة اعتصام النجف، لاستذكار انطلاق الانتفاضة.

واوضح مراسل “طريق الشعب” احمد عباس ، أن “اعداد كبيرة من المتظاهرين توافدت إلى ساحة الصدرين، ونددت بالفساد، وطالبت بمحاسبة الفاسدين ومحاكمتهم بصورة علنية، فضلا عن الكشف عن قتلة المتظاهرين”.

تحذير من العنف

وفي المقابل، أعلنت مفوضية حقوق الانسان توثيقها لعدد من الاصابات بين صفوف المتظاهرين والقوات الأمنية في أكثر من محافظة نتيجة الاحتكاك والتوتر.

ودعت المفوضية، وفق بيان لها، المتظاهرين إلى “الحفاظ على سلمية التظاهر وقطع الطريق على المخربين، والتعاون بين المتظاهرين والقوات الأمنية”.

****************

تهنئة

الرفيق العزيز الدكتور إبراهيم إسماعيل (أبو دجلة)

بمشاعر الغبطة تلقينا نبأ منحك جائزة التفاحة الذهبية والشهادة التقديرية الخاصة بها من الجامعة السويدية للعلوم الزراعية وبالتعاون مع شركات الإنتاج الغذائي في السويد، لعام 2020، وذلك تقديرا لأبحاثك النظرية والعملية المتميزة في مجال تطوير سبل إنتاج وتسويق وتحسين نوعية المنتجات الزراعية.

وبهذه المناسبة نبعث لك بالتهاني الرفاقية الحارة مع طموحنا بالمزيد من عطائك المبدع والأمنيات بالصحة الطيبة.

 

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

*********

تعزية

الرفيقة العزيزة سهاد الخطيب والعائلة الكريمة المحترمين

بألم وأسىً تلقينا نبأ وفاة والدتكم السيدة الفاضلة صبرية عبدالله، التي رحلت بعد عمر طويل وحافل.

نشارككم الاحزان ونعزيكم بهذا المصاب راجين لكم الصبر والسلوان.

وللوالدة الراحلة طيّب الذكر وعاطره.

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

25 /10 /2020

***********

تهنئة

الرفاق الاعزاء

في المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني

يسعدنا وانتم تُحيون الذكرى السادسة بعد التسعين لتأسيس حزبكم الشقيق، ان نبعث اليكم والى الشيوعيين اللبنانيين جميعا خالص التهاني وطيّبها، وان نشارككم الاحتفاء بهذه المناسبة الأثيرة المبهجة.

لقد اجترح حزبكم في مسيرته المديدة المجيدة، التي توشك ان تطوي قرنا من الزمان، والتي قطعها مقداما وفيا لعهود النضال في سبيل حقوق الكادحين اللبنانيين ومصالحهم وحرية لبنان وسيادته وتقدمه ومن اجل حياة افضل للبشر جميعا، مآثر كبيرة منيرة تبعث على الاعتزاز والافتخار. وعلى دربها تحملت اجيال مناضليه الاماجد ما تحملت من الآلام، وضحت سخيّة بالكثير الغزير من العزيز والأعز.

وليس من دون مغزى انكم تحتفلون اليوم بذكرى التأسيس وانتم وسط الناس –  بيئتكم الطبيعية الدائمة، وفي القلب من حراكهم المتواصل وانتفاضتهم الجسورة لانتزاع الحقوق الاساسية المهدورة، واولها الحق في الحياة والعيش الحر الكريم.

عاش الحزب الشيوعي اللبناني!

عاش نضاله المتفاني في سبيل خير لبنان واللبنانيين!

وعاشت انتفاضة شعبينا اللبناني والعراقي ضد الطائفية والفساد والظلم ومن اجل الدولة المدنية الديمقراطية والعدالة الاجتماعية!

المكتب السياسي

للحزب الشيوعي العراقي

24 /10 /2020

************

ص3

رفعت صور الشهداء ودعت للكشف عن قتلتهم وتحقيق مطلب التغيير

تظاهرات طلابية حاشدة احياء ذكرى الانتفاضة المجيدة

بغداد - سيف زهير

جدد الآلاف من طالبات وطلبة الجامعات والمدارس توافدهم إلى ساحات الاعتصام تزامناً مع الذكرى السنوية الأولى لانطلاق انتفاضة تشرين المجيدة، والتي صادفت يوم الأحد الماضي، تأييدا للانتفاضة التي جرى الاحتفاء بانطلاقتها السنوية الأولى بشكل جماهيري لافت، وأكد الطلبة المنتفضون على استمرار حراكهم الطلابي، مع مطالبات واسعة بتحقيق مطالب التغيير الجذري التي نادت به الانتفاضة، فضلا عن مطلب كشف قتلة المتظاهرين ومحاسبتهم بأسرع وقت.

مسيرة العاصمة

في محافظة بغداد، انطلقت مسيرة طلابية شبابية حاشدة من أمام مقر وزارة التعليم العالي والبحث العلمي صوب ساحة التحرير.

وقال مراسل “طريق الشعب”، بلال رضا، إن “المئات من الطلبة والشباب، تجمعوا أمام بناية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، قبل أنّ يتجهوا صوب ساحة التحرير، في مسيرة راجلة تقدمتها صور الشهداء. كما رفع المتظاهرون شعارات تطالب بتحديد موعد ثابت للانتخابات المبكرة، وإقرار قانون منصف وعادل للانتخابات، والكشف عن قتلة المتظاهرين والناشطين في عموم العراق، ومحاسبتهم وفقا للقانون، كذلك جرت المطالبة بمحاسبة الفاسدين الذين تسببوا بهدر المال العام”.

مسيرة طلابية في البصرة

من جانب آخر، نظّم طلبة محافظة البصرة مسيرة احتجاجية في شوارع المدينة، قبل أنّ تتجه إلى ساحة البحرية وسط المحافظة.

وذكر مراسل “طريق الشعب”، في البصرة، حافظ الجاسم، إن “المئات من طلبة الجامعات والمعاهد والمدارس في المحافظة، نظّموا مسيرة احتجاجية كبيرة انطلقت من أمام مبنى التايم سكوير، متجهة صوب ساحة البحرية مركز الاعتصام الرئيسي. وطالبت المسيرة بالكشف عن قتلة المتظاهرين ومحاسبة الفاسدين وتقديمهم إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل”.

حضور ملفت لطلبة ذي قار

أما في محافظة ذي قار، فتوافد مئات الطلبة إلى ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية لإحياء ذكرى انطلاقة الانتفاضة السنوية الأولى.

وأشار مراسل “طريق الشعب”، باسم صاحب، إلى أن “ساحة الحبوبي شهدت مشاركة واسعة من قبل طلبة الجامعات في المحافظة، للمطالبة بالقصاص من قتلة المتظاهرين، وتحديد موعد نهائي للانتخابات المبكرة، فضلا عن اختيار أعضاء مستقلين لمفوضية للانتخابات بعيداً عن سلطة الأحزاب المتنفذة”.

ميسان والديوانية أيضا

وفي غضون ذلك، نظّم عدد كبير من طلبة محافظات ميسان، مسيرة راجلة في شارع دجلة وسط المحافظة، بمناسبة إحياء ذكرى انتفاضة تشرين الأولى.

وأفاد مراسل “طريق الشعب”، مهند حسين، بأن “عدد من طلبة الجامعات والمدارس في المحافظة، نظّموا مسيرة احتجاجية في شارع دجلة، للمطالبة بالكشف عن قتلة المتظاهرين، واختيار أعضاء مستقلين لمفوضية الانتخابات، فضلاً عن ضمان إجراء الانتخابات تحت اشراف أممي”، منوهاً إلى أن “الطلبة طالبوا بتنفيذ قانون الأحزاب أيضا، ونزع السلاح المنفلت من أيادي الأفراد والجماعات المسلحة”.

وفي سياق الاحتجاجات الطلابية، تظاهر العشرات من طلبة محافظة الديوانية، أمام مبنى الحكومة المحلية للتأكيد على ضرورة تحقيق المطالب الرئيسة التي رفعها المنتفضون.

وأوضح مراسل “طريق الشعب”، ميعاد القصير، إن “العشرات من الطلبة تظاهروا أمام مبنى الحكومة المحلية في ساحة الساعة، للتأكيد على تنفيذ المطالب المركزية للمنتفضين، والمتعلقة بالكشف عن قتلة المتظاهرين والناشطين، ومحاسبتهم قضائيا، ومحاسبة الفاسدين، وإجراء الانتخابات المبكرة وفق قانون منصف وعادل، من أجل ضمان حدوث التغيير الحقيقي في الانتخابات المقبلة”.

حراك كبير في النجف وكربلاء

إلى ذلك، توافد المئات من طلبة النجف، إلى ساحة الاعتصام الرئيسة في المحافظة، تزامنا مع ذكرى إحياء انطلاقة الانتفاضة المجيدة.

ونوه مراسل “طريق الشعب”، في المحافظة، إلى أن “الطلبة توافدوا إلى ساحة الاعتصام المركزية مع ساعات الصباح الأولى، حاملين صور شهداء الانتفاضة، وسط تأكيدات على المضي في طريقهم حتى تلبية كافة المطالب المشروعة”.

يُذكر إنّ العشرات من الطلبة في محافظة كربلاء احتشدوا في فلكة التربية وسط المحافظة، لإحياء ذكرى الانتفاضة، متوعدين بمسيرة كبيرة في يوم ٢٩ من هذا الشهر.

*************

في كندا وقفة تضامنية مع انتفاضة الشعب العراقي

كندا – طريق الشعب

نظمت مجموعة “ناشطين عراقيين في كندا”، وأصدقائهم، وقفة استذكار يوم الأحد المصادف ٢٥ تشرين ٢٠٢٠، في مدينة مسيساگا الكندية، تضامناً مع انتفاضة شعبنا العراقي، وتخليداً لذكرى شهدائها.

استهلت الوقفة بدقيقة صمت تكريما لشهداء الانتفاضة، بعدها ردّد الجميع النشيد الوطني العراقي، ورفعت صور الشهداء تزيّنها الشموع، وهتف الجميع للوطن، مع ترديد شعارات تندّد بالطائفية والفساد، والدعوة لمحاسبة قتلة المتظاهرين، وإعادة هيبة الدولة.

************

مسيرة نسائية كبيرة في ذكرى الانتفاضة

بغداد - انتصار الميالي

شهدت بغداد، عصر الأحد الماضي، مسيرة نسائية كبيرة لدعم انتفاضة تشرين، انطلقت من ساحة النصر، وصولا إلى ساحة التحرير.

وشارك في التظاهرة التي دعت اليها رابطة المرأة العراقية، شخصيات نسوية بارزة تعمل في قطاعات مختلفة ولها دورها الكبير في دعم الانتفاضة منذ انطلاقها وحتى الآن.

وتخللت المسيرة الحاشدة التي جابت شارع السعدون، هتافات صدحت بها حناجر النساء المنتفضات للتمجيد بشهيدات وشهداء الحركة الاحتجاجية، فيما رفعت صور الشهيدات اللواتي تم استهدافهن نظرا للدور المميز والصور الملهمة التي سجلتها المرأة العراقية في الانتفاضة.

وطالبت النساء المشاركات في المسيرة النسوية  باحترام الحق الدستوري في ضمان حرية التعبير السلمي، فضلا عن المطالبة بالكشف عن المتورطين بجرائم قتل المتظاهرين، ومحاسبة المسؤولين الفاسدين ومحاكمتهم أمام الشعب، وايقاف ملاحقة الناشطات والناشطين المتظاهرين وإطلاق سراح المعتقلين والمختطفين والكشف عن مصير المغيبين منهم، وتضمنت الشعارات المرفوعة المطالبة بتهيئة الاجواء الملائمة لانتخابات مبكرة وفق قانون انتخابي عادل وضامن للصوت العراقي، وتشكيل مفوضية انتخابات نزيهة ومستقلة خارجة عن اطر المحاصصة.

***************

ص4

نينوى وكركوك أمام تعقيدات كبيرة والسلاح المنفلت يثير المخاوف

مراقبون: المتنفذون سيحولون الدوائر الانتخابية إلى صراعات دامية للسيطرة على السلطة

بغداد – طريق الشعب

تحدث مراقبون للشأن السياسي، ونواب في البرلمان، مؤخرا، عن التعقيدات المتوقع حصولها إذا ما أقيمت الانتخابات المبكرة وفقا للدوائر المتعددة بشكلها الحالي المقترح في مجلس النواب. ومن بين تلك التعقيدات وفقا لهم، جملة من الصراعات الدامية والانشقاقات بين القوى المتنفذة لاحتكار المقاعد النيابية في الدائرة الواحدة مع وجود السلاح المنفلت، فضلا عن اشكالية الدوائر في محافظتي كركوك ونينوى وتفاصيل أخرى عديدة.

خلافات داخل الكتل المتنفذة

يقول المحلل السياسي محمد السلطاني، في تصريح تناقلته وكالات الأنباء، إنه “بالفعل هناك بوادر انشقاقات في احزاب سياسية متنفذة، بدأت تلوح في الأفق، خاصة وأن هناك خلافات حادة في هوية المرشحين ورغبة كل منهم في أن يكون موجوداً في دوائر محددة، حيث تنتشر قواعدهم الشعبية”، لافتا إلى ان “المنافسة الشرسة بدأت من الآن بين أقطاب الحزب الواحد، فما بالك كيف سيكون الصراع بين أقطاب الأحزاب البقية”.

ويضيف السلطاني، إن “ملف الانشقاقات ربما سيكون أكثر وضوحاً وعلنية مع اقتراب الانتخابات، بالإضافة إلى أن بعض القوى والأحزاب ستدفع لإنشاء تكتلات جديدة لخوض الانتخابات لاستمالة الناخبين”، مؤكدا أنها “ ستخلق صراعات دامية في ظل امتلاك بعض القوى المال والنفوذ والسلاح. علما إن الدوائر المتعددة فرضت حصر جغرافية القوى المتنفذة، ولذلك ستكون المنافسة شديدة جدا”.

مشكلة الدوائر

وفي الوقت الذي تعتبر عضو البرلمان، ندى شاكر جودت، تقسيم الدوائر الانتخابية سيمنح الكتل السياسية فرصة للحصول على عدد أكبر من المقاعد في مشهد قد يتضمن عزوفا كبيرا عن المشاركة في الانتخابات، يرى المراقب للشأن السياسي، فؤاد الشمري، ان “حصول الانشقاقات المبكرة في احزاب السلطة أمر متوقع، خاصة وان المرشحين سيضغطون باتجاه ان يكونوا منفردين في مناطق نفوذهم دون غيرهم من المرشحين من ذات الحزب”.

ويؤكد الشمري، في تصريح لوكالة “بغداد اليوم”، أن “الانتخابات المقبلة ستدفع الكثير من القوى المتنفذة، والتي تسعى للحصول على غطاء نيابي لها لدفع مرشحيها امام مرشحي القوى السياسية الاخرى لأن التنافس يجري ضمن مناطق ذات جغرافية محددة، وليس كما كان في السابق على مستوى المحافظة. علما إنّ البعد العشائري والقومي وبقية العوامل سيكون لها تأثير واضح”.

اشكالية نينوى وكركوك قائمة

من جانبه، يقول رئيس اللجنة القانونية النيابية، ريبوار هادي، إن “مجلس النواب لم يصوت على تقسيم الدوائر الانتخابية في محافظتي كركوك ونينوى والمناطق المتنازع عليها والمشمولة ضمن المادة 140 من الدستور، والتي فيها تنوع ديني وقومي”.

ويضيف هادي في تصريح صحفي لوكالات الأنباء، إنّ “تقسيم الدوائر في تلك المناطق سيؤثر في مقاعد المكونات. وأن الحوارات والمباحثات بين ممثلي المكونات مستمرة من دون الوصول الى أي نتيجة”، مبينا أن “رئاسة البرلمان أمهلت الكتل يومين من أجل إكمال تقسيم الدوائر لجميع المحافظات، مع الإشارة إلى إنّ حسم تقسيم الدوائر يعتمد على مدى التفاهمات والتوافقات السياسية “.

شرط التوافق

من جانبه، يؤكد بشير الحداد، نائب رئيس مجلس النواب، عدم امكانية التصويت على الدوائر الانتخابية في كركوك ونينوى دون التوافق بين ممثلي المكونات، حسب قوله.

ويشير الحداد في بيان اطلعت عليه “طريق الشعب”، اصدره عقب الاجتماع الذي تم بحضور هيئة رئاسة البرلمان، والنواب عن محافظتي كركوك ونينوى ورئيس اللجنة القانونية، إلى أن “تأجيل التصويت على تقسيم الدوائر الانتخابية لكركوك ونينوى بعد أن صوت مجلس النواب على الدوائر الانتخابية لـ 16 محافظة في جلسة يوم السبت الماضي هو من أجل إعطاء فرصة لممثلي المكونات للوصول إلى أتفاق يرضي جميع الأطراف”.

ويضيف الحداد قائلا وفقا لبيانه: “لا يمكن التصويت على الدوائر الانتخابية في محافظتي كركوك ونينوى دون التوافق بين ممثلي المكونات”.

وفي المقابل، يؤكد النائب محمود الزجراوي، عزم مجلس النواب على حسم قانون الانتخابات بشكل نهائي.

ويوضح في تصريح صحفي نقلته وكالات الأنباء، إن “الخلافات السياسية ما زالت قائمة على الدوائر الانتخابية لمحافظة نينوى وكركوك، وحتى المحافظات الاخرى، خصوصاً أن جهات سياسية تعمل على عرقلة حسم القانون لأهداف حزبية وشخصية”، مبينا أن “مجلس النواب وغالبية النواب عازمون على اكمال قانون الانتخابات بشكل نهائي، والتصويت عليه، والآن تجري مفاوضات وحوارات لحل ما تبقى من خلافات “.

************

مستشار الكاظمي: خيوط تقود الى من يوعز بالقتل وقوى اللادولة تريد فرض نفسها

بغداد – طريق الشعب

تحدث هشام داود، مستشار رئيس مجلس الوزراء، مؤخرا، عن آخر التطورات بخصوص ملف قتلة المتظاهرين، والخيوط التي وصلت اليها اللجان التحقيقية، مبينا أن هناك جهات تحاول ان تجعل من نفسها بديلا للدولة، وهذا ما تعمل الحكومة على منعه، فيما أدان مندوبون من 16 دولة في العراق القمع الذي يتعرض له المتظاهرون، داعين الى فتح تحقيقات “يعتد بها” للكشف عن القتلة ومحاسبتهم.

تركة ثقيلة

قال داوّد في مقابلة متلفزة، تابعتها “طريق الشعب”، إنّ “حكومة مصطفى الكاظمي، ورثت دولة مهزوزة وضعيفة من سابقتها، وفي أيامها حصل ما حصل للمتظاهرين”.

وتابع قائلا: “القضاء يتعقب الخيوط الخاصة بملف ملاحقة قتلة المتظاهرين، وسوف نعمل بكل جد وشفافية من أجل إعلان النتائج في الوقت المناسب”، داعيا المتظاهرين الى “منح الوقت للجان التحقيقية، لأن الخيوط التي وصلت اليها الحكومة مرتبطة بمن يأمر ويوجه ويدعم وينفذ داخل العراق، وهذه تحتاج الى صبر من أجل تفكيكها”. وأضاف المستشار، إن “حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، جاءت من أجل ايقاف إراقة الدماء، والسعي نحو انتخابات عادلة يتخذ منها الشباب منفذا الى البرلمان لكي لا يغيب رأيهم”.

وأضاف داود، إنّ “قوى اللادولة تحاول أن تفرض نفسها على أنها بديل الدولة”، مؤكدا ان “الدولة هي أساس تنظيم المجتمع وعلينا بذل الجهود لتعزيز وجودها في مختلف المجالات”.

مسؤولية حماية التظاهرات

من جانبه، قال أحمد ملا طلال، المتحدث باسم رئيس مجلس الوزراء، إن الحكومة تفخر بخروج تظاهرات في بغداد وعدد من المحافظات، مؤكداً أن حماية التظاهرات هي مسؤولية الحكومة.

وقال ملا طلال في مقابلة متلفزة تابعتها “طريق الشعب”، إن “الحكومة تفخر بخروج مثل هذه التظاهرات وبالشباب الواعي المطالب بحقوقه المسلوبة منذ عقود. وأن الكاظمي أوصى المتظاهرين بالحفاظ على السلمية وفرز المندسين الذين يحاولون تشويه هذه الصورة، والتي يفخر بها الشعب العراقي، والحكومة مسؤولة عن حماية التظاهرات”، مبينا أن “الحكومة بدأت بتنفيذ منهاجها منذ اليوم الأول، وملابسات تشرين الماضي كانت أهم البنود التي تعهدت الحكومة بتنفيذها وبدأت بإكمال خطوتين رئيسيتين، حيث أن الخطوة الأولى هي إحصاء عدد الشهداء، والثانية إحصاء عدد الجرحى”.

ولفت إلى البدء “بالمرحلة الثالثة، وهي الكشف عن هذه الملابسات ومعرفة القتلة الذين أسهموا بقتل شهدائنا”، مبيناً أن “الكاظمي وقع الأسبوع الماضي على تشكيل فريق لتقصي الحقائق، وهذا الفريق له حق الاستعانة بخبراء دوليين ومحليين”.

وأردف، أن “الحكومة تابعت ملف استشهاد هشام الهاشمي، وتوصلت إلى بعض المعلومات ولا أستطيع البوح بها، كي لا يفلت الفريق الذي نفذ العملية، وقد يؤثر البوح بها في هروب الفريق الذي نفذ الجريمة”، مضيفا أن “الكاظمي تبنى عملية إعادة هيكلة القوات الأمنية التي تأثرت كثيراً، وانخفضت شعبيتها بسبب أحداث تشرين”.

************

ص5

بنى تحتية رديئة وأزقة تغمرها النفايات

الخدمات في مناطق الكرخ الثانية تتدهور ومعاناة الناس تتفاقم

بغداد - مهدي العيسى

تتشابه اسباب معاناة سكان مناطق جانب الكرخ الثانية من بغداد، في شأن تردي الخدمات البلدية. في الوقت الذي توجد فيه أسباب عامة جعلت المعاناة واحدة في أرجاء العاصمة كلها، وليس في جانب منها.

فالكهرباء تنقطع باستمرار صيفا وشتاء. وهذه مشكلة مزمنة خلّفت واقعا مأساويا تعايش معه البغداديون بشكل خاص، والعراقيون على حد سواء.

وبدت أسباب هذه المشكلة واضحة للجميع. فهي مرتبطة بالفساد الذي ضرب أطنابه في كل مفاصل الدولة.

ولم يلمس المواطن أي حلول جذرية لأزمة الكهرباء، سوى ما يطلقه المسؤولون من تصريحات ووعود كاذبة، الهدف منها امتصاص الغضب الجماهيري.

ويقابل ذلك، ارتفاع سعر أمبير الكهرباء لدى المولدات الأهلية، دون أي تدخل يذكر من محافظة بغداد ومجلسها، لمحاسبة الذين لا يلتزمون بالتسعيرة المحددة من أصحاب المولدات. وعندما يقدم المواطن على رفع شكوى للمحافظة أو الوحدات الإدارية التابعة لها، ضد المخالفين، لا يلمس غير التسويف والمماطلة!

ويتراوح سعر الأمبير في أحياء التراث والمعالف وأبو دشير والرشيد فضلا عن قضاء المحمودية ومنطقتي اللطيفية واليوسفية، بين 15 و20 ألف دينار. فيما وصل في مناطق السيدية والبياع والعامل إلى 25 ألفا، في حين أن التسعيرة الرسمية التي حددتها المحافظة، هي 12 ألفا للأمبير.

ومن المشكلات الأخرى التي يعانيها سكان الكرخ الثانية، هي شح مياه الإسالة صيفا. إذ لا تزيد فترات التجهيز على 4 أو 6 ساعات في اليوم الواحد، خاصة في منطقتي السيدية وحي الجهاد واغلب مناطق قضاء المحمودية. وخلال ساعات التجهيز يكون الماء ضعيفا، ما يضطر المواطنين إلى استخدام المضخات الكهربائية، التي قد لا تعمل في حال تزامن مجيء الماء مع انقطاع الكهرباء!

ويعاني جانب الكرخ الثانية نقصا حادا في أعداد المدارس، خاصة في مناطق الجهاد والتراث والفرات والمعالف، الأمر الذي دفع الجهات المسؤولة إلى اللجوء لنظام الدوام المزدوج.

ومن بين الأمور التي أدت إلى طمس المعالم الجمالية لمناطق الكرخ الثانية، هو عدم إكساء الشوارع، فرعية كانت أم رئيسة. فهناك الكثير من الطرق لا تزال ترابية، ومثال على ذلك شوارع مناطق التراث والمعالف والدوانم. فيما توجد طرق معبدة منذ سنوات، أصبحت اليوم متهالكة تنتشر عليها الحفر والمطبات، بسبب عدم إدامتها.

ويستغرب المواطنون من عدم إكساء الشوارع، في وقت تتوفر فيه مادة الأسفلت و”الفارشات” محليا. 

ومن المشكلات الخطيرة التي تؤثر سلبا على صحة المواطنين، هي مشكلة انتشار النفايات في المحلات السكنية والتجارية.

وتتبع الجهات المسؤولة أسلوب المقاولات في رفع النفايات، وهذه المقاولات يشوبها الفساد والتفنن في زيادة فقرات العمل.  ويتساءل المواطنون: “لماذا لا تتكفل الجهات المعنية بهذه المهمة، إذا ما علمنا أن هناك أعدادا لا بأس بها من الكابسات الحكومية؟”.

*************

الأرصفة ليست للمشاة!

كربلاء - سلام القريني

في الطرقات، غالبا ما أجد الناس يسيرون راجلين بين السيارات تاركين الأرصفة المخصصة لهم. وفي إحدى المرات، كنت راكبا في سيارة، فاعترضني مواطن كان يسير على الشارع. نصحته بأن يتوجه إلى الرصيف حفاظا على سلامته، ليجيبني بكل بساطة: “أين هو الرصيف!؟”.

عندما نتأمل واقع الحال، نجد أن هذا المواطن محق مائة في المائة. فأين أصبح الرصيف بعد أن احتله أصحاب المحال المطلة على الشوارع، الذين صاروا يستغلونه في عرض بضائعهم، أو رصف سياراتهم، حتى يضطر السابلة إلى النزول للشارع، معرضين أنفسهم لخطر الدهس بالسيارات.

ولا تقف المشكلة عند هذا الحد. فهناك من يتمادى أكثر، ويضع علامة المثلث المرورية التي تعني “ممنوع الوقوف هنا”، على الأرصفة أمام محالهم، واذا تجرأت ورصفت سيارتك على الشارع بالقرب من تلك العلامة، سيخرج إليك صاحب المحل مطالبا إياك بالمغادرة فورا كونه “على باب الله”!

وكانت بلدية محافظة كربلاء، قد شنت حملة لإزالة التجاوزات عن الأرصفة في بعض الأحياء، ما يتطلب أن تشمل هذه الحملة جميع المناطق، وأن تشدد على عدم رصف السيارات فوق الأرصفة، كونها تتلف أرضيتها المبنية من “المقرنص”.

**************

شكر وتقدير إلى "كهرباء" حي الإعلام

استجابة لما نشرته "طريق الشعب" عن معاناة سكان أحياء جانب الكرخ الثانية من بغداد، جراء كثرة انقطاع الكهرباء الوطنية، قامت مديرية صيانة الكهرباء في منطقة حي الإعلام، بمعالجة أسباب المشكلة في المحلة 839، ما أدى إلى استقرار التيار الكهربائي خلال ساعات التجهيز.

لذلك، نتقدم بالشكر الجزيل إلى مديرية صيانة الكهرباء، على جهودها التي بذلتها في معالجة الخلل، آملين أن تحذو بقية دوائر الصيانة حذوها في تقديم ما يخدم الصالح العام.

لفيف من أهالي المحلة 839

عنهم عبد الأمير الكناني

**********

تردي الخدمات في حي الصالحية بالناصرية

الناصرية – وكالات

أعرب سكان حي الصالحية وسط مدينة الناصرية، عن معاناتهم جراء تردي واقعهم الخدمي، وتداعياته السلبية مع قرب حلول موسم الشتاء.

 وقال عدد من السكان في حديث صحفي، ان جميع طرق الحي الداخلية غير مبلطة وتتراكم فيها النفايات، موضحين أن النفايات والأتربة والأطيان أضرت بشبكة المجاري وتسببت في انسدادها، نتيجة عدم تبليط الشوارع.

ولفت السكان إلى أنهم يعانون منذ سنوات، تهميشا في تخصيص المشاريع الخدمية، داعين الحكومة المحلية إلى الوقوف عند معاناتهم وإيلاء منطقتهم اهتماما كافيا ورفدها بالمشاريع الخدمية.

**********

“الوشاش” تغص بالنفايات

والكابسات تمر مرور الكرام!

بغداد – ماجد مصطفى عثمان

شكا سكان المحلة 619 في منطقة الوشاش بجانب الكرخ من بغداد، انتشار النفايات في شوارع المحلة وأزقتها بشكل لافت للنظر، موضحين في حديث لـ “طريق الشعب”، أن الأزبال تمتد على طول الشارع الرئيس للمنطقة.

وبيّن الأهالي أن كابسات البلدية لا تزور المنطقة، سوى واحدة تمر في الصباح الباكر مرور الكرام، مسرعة ثم تختفي، ما يصعب على المواطنين اللحاق بها وتسليمها ما بحوزتهم من نفايات، فيضطرون إلى رميها عند أطراف الأزقة للتخلص منها.

وأشاروا إلى أن هناك أعدادا كبيرة من “الستوتات” الخاصة، كانت تقوم بجمع النفايات من المواطنين ونقلها إلى الأماكن المخصصة مقابل مبالغ مالية زهيدة، إلا أن بلدية المنصور منعتها من مزاولة عملها هذا.

وناشد الأهالي دائرة البلدية المعنية، رفع النفايات بانتظام عبر تخصيص كابسات صغيرة قادرة على الدخول إلى الأزقة الفرعية الضيقة، داعين إلى توفير أعداد كافية من حاويات جمع الانقاض.

***********

مواساة

*تعزي محلية بابل للحزب الشيوعي العراقي عائلة الرفيق فوزي الخفاجي

(ابو ميادة) بوفاة نجله مهند إثر حادث موسف، للفقيد الذكر الطيب وللعائلة الكريمة خالص العزاء.

‏*تتقدم اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في كربلاء بأصدق التعازي والمواساة للرفيق عمو كاظم بوفاة ابن خاله، داعين له بالصبر والسلوان وللفقيد الذكر الحسن.

*بأصدق عبارات المواساة تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في النجف، الشخصية الوطنية وأحد الضباط الأحرار المناضل أحمد صبحي الخطيب بوفاة زوجته والدة الرفيقتين ملاذ وسهاد الخطيب، للفقيدة الرحمة والذكر الطيب ولعائلتها الصبر والسلوان.

*تنعى محلية الرصافة الثالثة ومنظمة الحسينية للحزب الشيوعي العراقي الرفيق العزيز عدنان محمود (ابو قحطان) إثر تعرضه لفايروس كورونا اللعين وبرحيله نفقد رفيقا مناضلا بين صفوف حزبه الذي نذر حياته اليه وهو في ريعان شبابه، السلام والطمأنينة لروحه ولعائلته الكريمة ورفاقه مزيدا من الصبر والسلوان.

*تعزي محلية المثنى للحزب الشيوعي العراقي عائلة الرفيق نعمة جابر عوض بوفاته كما وتعزي أخيه الفنان فيصل جابر، للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الصبر والسلوان.

*************

ص6

مطالبات بتوزيع الرواتب في وقتها المحدد

نواب يؤكدون ان مشروع قانون الاقتراض

لن يمر دون تعديلات

بغداد – طريق الشعب

تتجه أنظار الموظفين والمتقاعدين في العراق الى مجلس النواب الذي يناقش حالياً مسودة قانون الاقتراض وسط تصريحات وتلويحات مستمرة بعدم الموافقة على الاقتراض والتصويت عليه إلا بشروط، الأمر الذي يجعل احتمالية صرف الرواتب غير محسوم ومجهول المصير هذا الشهر ايضاً.

وتضاربت التصريحات بشأن تقليص المبلغ من 41 تريليون دينار الذي ضمنته الحكومة في مبلغ الاقتراض، إلى 12 تريليون دينار، وبين مصدر مسؤول لـ ” طريق الشعب» بأن اللجنة المالية تدرس المقترحات المقدمة حالياً وهي بصدد طرح القانون الى القراءة الثانية مع وجود تحفظات كثيرة على مسودة المشروع كونه أقرب الى مشروع قانون خاص بالموازنة من كونه قانونا يخص الاقتراض. 

وقال عضو اللجنة المالية النيابية، عبد الهادي السعداوي، إن «تأمين رواتب الموظفين والمتقاعدين هو من مهمة الحكومة، وليس له علاقة بقانون الاقتراض»، مبينا أن «الحكومة تحتاج إلى 18 تريليون دينار لسد العجز المالي للأشهر الثلاثة المقبلة». مضيفاً ان «إيرادات الحكومة للأشهر المقبلة ستكون بحدود 16 تريليون، بالتالي لن نوافق للحكومة إلا على 2 تريليون دينار فقط. لن نوافق على طلب الحكومة لأننا سنعلن افلاسنا لاحقاً»، متسائلا، «لماذا ترفض الحكومة تزويدنا بالبيانات المالية».

ووصف النائب كمال كوجر ربط صرف رواتب شهر تشرين الاول بتشريع قانون الاقتراض بغير الصحيح، مبينا أن «وزير المالية لديه صلاحية اقتراض مؤقت من خلال إصدار أذونات الخزينة للحصول على المبلغ الذي يحتاجه لسد العجز في تمويل رواتب الشهر الحالي» وأضاف كوجر وهو عضو اللجنة المالية البرلمانية، ان «لجنته ستستضيف وزير المالية والجهات المعنية من أجل مناقشة مشروع قانون تمويل العجز المالي وتخفيض مبلغ القرض الذي تروم الحكومة الحصول عليه»، مشيراً الى ان  سلوك الحكومة بربط تسليم الرواتب بإقرار هذا القانون، يضع وزارة المالية في دائرة الاتهام بأن عملية الاقتراض تثير الاستفهام حول سبب طلب مبلغ كبير رغم قرب انتهاء السنة المالية، ولماذا تربط الرواتب بها».

وبيّن النائب كريم عليوي، ان «قانون الاقتراض المرسل الى مجلس النواب سيجعل من العراق بلدا بلا اقتصاد ويعاني طيلة العشرين سنة المقبلة. وعد ذلك «جريمة بحق الشعب العراقي»، وطالب المحمداوي في بيان اطلعت « طريق الشعب» عليه،» بعدم التصويت على القانون الّا بعد الاطلاع على الحسابات الختامية».

في غضون ذلك أكد المختص في الشأن الاقتصادي ضرغام محمد علي أن «استخدام الحكومة ملف رواتب الموظفين للضغط لتمرير قانون الاقتراض، يثير الريبة في فحوى القانون».

وقال محمد علي في تصريح للوكالة الوطنية العراقية للأنباء ان «القوانين المرتبطة بالاقتراض الخارجي يجب ان تدرس بتأن وتوضع لها جدوى اقتصادية حقيقية، ولو أن الاقتراض لأجل الرواتب لكان المبلغ محدودا ولايحتاج الى قانون».

ويشكو موظفو العراق من استمرار تأخر رواتبهم في الآونة الاخيرة كونها مصدر معيشتهم بينما تعجز الحكومة والقوى السياسية المتنفذة عن توفير بدائل لسداد تلك الرواتب بعد استشراء الفساد المالي والإداري الذي تسبب بفقدان مليارات الدولارات من الموازنات السابقة دون محاسبة المتسببين في ذلك.

**************

الزراعة البرلمانية: ضغوط لفتح استيراد منتجات متوفرة محليا

بغداد- طريق الشعب  

كشف رئيس لجنة الزراعة النيابية سلام الشمري عن ضغوط، تمارس من قبل بعض الدول المصدرة لفتح الاستيراد الجزئي الى العراق.

وقال الشمري في تصرحات صحفية اطلعت عليها «طريق الشعب» ان «نحو 25 مادة أساسية من بينها بيض الطعام كان العراق مستوردا لها وهناك ضغوط كبيرة من مستوردين لغرض اعادة فتح المنافذ امامها».

وقال الشمري « تواجهنا ضغوط من الدول المصدرة للعراق لفتح الاستيراد لبعض المواد من بينها الدجاج والبيض»، مشيرا الى وجود مساع للتوسع في المشاريع الاستثمارية وتطوير الحقول وصولا الى تحقيق الاكتفاء الذاتي.

وبين ان «لجنة الزراعة طالبت مدير المنافذ ووزير الزراعة والداخلية لوضع حلول جذرية لعمليات إدخال المواد الغذائية بطرق غير شرعية»، موضحا ان «المستثمر يحتاج الى الأمان لتقديم الإنتاج وهذا لايتم الا من خلال مسك الحدود ومنع إعطاء إجازات الاستيراد».

**********

حول الورقة البيضاء مرة أخرى

ابراهيم المشهداني     

في مقالة سابقة تناولنا الأهمية التي تتمتع بها ورقة الاصلاح المالي والاقتصادي في معالجة الازمة المالية والاقتصادية التي تواجه البلاد في الظروف الراهنة التي اجتمعت فيها مجموعة من العوامل لعل أبرزها انخفاض أسعار البترول نتيجة انتشار جائحة كورونا وتسببهما في توقف الأنشطة الاقتصادية سواء على المستوى المحلي أو المستوى العالمي وخلق أزمة مالية عسيرة وضعت الحكومة على محك صعب.

  ومن الواضح أن الورقة ركزت على الجوانب التي تتعلق بالإصلاح المالي وخصوصا بجانب النفقات وقد مارست الضغط على رواتب الموظفين من خلال فرض الضرائب على الرواتب الإسمية والمخصصات، وذهبت أبعد من ذلك إلى فرض ضرائب على العلاوات والترفيعات مع انها جزء من الراتب الإسمي فضلا عن شمولهم بهذا الشكل أو ذاك بتخفيض الدعم الحكومي بكافة أشكاله مسببة لهذه الشريحة مزيدا من الإفقار.

ومن ناحية أخرى المحت الورقة الى إمكانية إعادة النظر بسعر صرف الدولار، وقد أدى هذا التلميح الى زيادة سعر الدولار في السوق مما قاد الى تحقق حالة من الارباك في التعاملات اليومية وانعكاسها على ارتفاع أسعار السلع التي تمثل القوت اليومي للعائلة العراقية، فاذا كان الغرض من هذا التلميح توفير العملة لتسديد الرواتب فإنها والحالة هذه ستؤدي الى ارتفاع نسب التضخم في السوق وتعاظم نسبة الفقر، مع أن العراق لا تتوافر لديه السلع والبضائع القابلة للتصدير لتعظيم الايرادات المالية عدا البترول.

ومن المعروف في علم الاقتصاد أن معالجة الأزمات تتم من خلال معالجة أسبابها، وكلنا يعرف أن من أهم الأسباب التي قادت الى هذه الأزمة هي السياسة الخاطئة في إدارة الاقتصاد حينما ركزت على الايرادات النفطية وأهملت قطاع الانتاج الحقيقي ووسعت من دائرة الاستيرادات بصورة تفوق كثيرا عن حاجة السوق، وبالتالي قلصت من تنوع مصادر التمويل بل أثرت في نهاية المطاف على ميزان المدفوعات  وأعادت إخراج العملة الصعبة، كما تجاهلت الورقة الأثر الكبير للفساد المنتشر في جهاز الدولة والأعمال المتسببة بالهدر المالي لفشل الادارات الحكومية في انجاز الخطط والبرامج  بأسناد الوظيفة العامة خاصة الدرجات العليا لعناصر تفتقر الى الحد الأدنى من الكفاءة والنزاهة وكل ذلك قاد الى توقف المشاريع الاقتصادية.

   إن الورقة لم تتوقف بدرجة كافية عند المصادر المالية التي يمكن ان تعظم الموارد المالية ومنها على سبيل المثال الضرائب التصاعدية التي تشمل الفئات الاجتماعية من التجار وكبار موظفي الدولة والأحزاب الأكثر ثراء بسبب الفساد والتي تتمتع بامتيازات غير محدودة عبر سيطرتها على الهيئات الاقتصادية التي تحولت بسبب الدعم السياسي إلى أدوات للاستحواذ على المشاريع وابتزاز المستثمرين وبالتالي تعطيل عمليات الاستثمار.

    والسؤال الأكثر أهمية يتعلق بإمكانية تنفيذ هذه الورقة مع ما فيها من ايجابيات في ظل بيئة طاردة لعمليات الاستثمار وتعطيل أي سياسات من شأنها تنشيط التنمية الاقتصادية في ظل حكومة لا يزيد عمرها على سنتين.

************

ص7

نساء العراق يجددن المشاركة في الانتفاضة:

 نريد وطنا يضمن حقوق الجميع

بغداد ـ نورس حسن

في مناسبة الذكرى السنوية الأولى لانتفاضة تشرين، جددت العراقيات، فتيات وشابات وامهات وربات بيوت وعاملات في مختلف المجالات، مشاركتهن في الحراك الاحتجاجي. وفيما شددن على أهمية استعادة مكانتهن وسط المجتمع، بالرغم من ضغوط الظروف الاجتماعية والقانونية، طالبن بوطن يعشن فيه بسلام، في ظل نظام يحمي الجميع ويوفر لهم العيش الكريم.

المتظاهرة الشابة سرى سالم، قالت في حديث لـ”طريق الشعب”، أن “مشاركة النساء في التظاهرات ليست من أجل نيل مطالب شخصية. فمطالبنا وطنية هدفها ضمان حقوق الشعب كله”.

واوضحت ان” العراقيات يمتلكن وعيا كافيا بالعملية السياسية. وبعد مرور عام على التظاهرات، خرجنا اليوم نطالب بمنع التدخل الخارجي في الشأن العراقي، وبالكشف عن قتلة المتظاهرين، وحصر السلاح بيد الدولة، فضلا عن ازاحة الشخصيات ذات النفوذ الخارجي، عن الحكم”.

من جهتها ذكرت السيدة فريحة حسن هاشم، وهي صاحبة خيمة اعتصام في ساحة التحرير، ان مطلبها الابرز هو “تحقيق مطالب الثورة التي سالت من اجلها دماء الآلاف من الشباب، بين شهيد وجريح”.

واشارت في حديث لـ “طريق الشعب” الى ان “النساء في العراق هن الاساس في ديمومة الثورة واضفاء صفة السلمية عليها. لذلك، على النساء تعزيز مشاركتهن في كافة الفعاليات الجماهيرية”.

وشددت على “أهمية أن يبقى التظاهر سلميا، وعلى عدم السماح للمندسين بحرف مسير الانتفاضة تجاه العنف”.

المواطنة زينب علي حسين، ذكرت من جانبها أنها تعيش مع اطفالها الاربعة وزوجها في منزل مستأجر، وان زوجها غير قادر على العمل بسبب اصابة تعرض لها في حروب الدكتاتور العبثية.

وعن كيفية تدبير امور معيشتهم، بينت زينب أن ولدها، وهو طالب في المدرسة، يعمل في احد افران “الصمون”، ليتكفل بإعالتهم.

وبخصوص الانتفاضة قالت: “ للأسف على الرغم من دماء الشعب التي سالت في ساحات الاحتجاج، لم تقدم حكومة الكاظمي شيئا الى المواطنين حتى الآن، بل انها زادت الطين بلة، حتى وصل الحال بموظفي الدولة إلى الخوف من عدم تسلم رواتبهم الشهرية!”.

فيما قالت الطالبة رهام علي لـ”طريق الشعب”، انها اكملت، منذ 7 سنوات، دراستها الجامعية بتخصص علوم الحياة، وإلى الآن لم تحصل على فرصة عمل، رغم محاولاتها.

وأضافت أن “أغلب الخريجين يعتصمون منذ شهور في منطقة العلاوي مطالبين بالتعيين، ويوميا يمر من امامهم المسؤولون مرور الكرام، بمن فيهم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي”، مشيرة إلى ان “القانون في العراق مضروب بعرض الحائط حاله كحال المواطنين! فالمسؤولون يفصلون القوانين على مقاساتهم، بما يخدم مصالهم الشخصية”.

*****************

من صفحة الناشطة انتصار الميالي

على «فيسبوك»  

 

قبل ثلاث سنوات وحتى الآن اعمل ضمن فريق اسرتنا نحميها التابع الى جمعية نساء بغداد، والى الآن النساء والفتيات العراقيات يتعرضن الى التعنيف، والذي يقول غير ذلك هو مجرم اتجاه حقوق الانسان في العراق، اذ ان الارادة السياسية غائبة في جانب الاعتراف بأهمية انهاء سياسة العنف داخل البيت وفي المجتمع. معدلات الضحايا مرتفعة والاسر العراقية محاطة بعلل وامراض نفسية كثيرة ومدمرة، وهناك صور مخيفة وبشعة وثقتها مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها. «سهل عدهم يفتحون بار وملهى ويقدمون قروض للمتاجرة بالنساء والفتيات واستغلالهن ابشع استغلال، وصعب عدهم الاعتراف بأهمية انشاء دور ايواء آمنة تعمل على حماية ووقاية ضحايا العنف، وتأهيلهن وتمكينهن اقتصاديا ونفسيا واجتماعيا، بدلا من انتشار المشردات في الشوارع ليقعن ضحية النفوس الذكورية المريضة».  متى يصبح لدينا سياسيون قادرون على الاعتراف بأنهم لولا النساء لما وصلوا لخطوة واحدة من خطوات التقدم في حياتهم، فمن منهم لم تكن لديه (ام - زوجة - اخت - خالة - عمة - جدة - صديقة أو حبيبة) وقفت الى جانبه حتى اصبح رجلا يتسبب في معاناة مضاعفة للمرأة التي دعمته طوال حياتها؟  واخيرا ان الدولة لا تقوم اذا لم تأخذ المرأة مكانتها الحقيقية، وغير هذا ستبقى حكوماتنا معاقة ومختلة ولا تستحق ان تسمى حكومات حتى.

***********

ثلاثة قوانين تخص النساء على طاولة البرلمان

بغداد- طريق الشعب

كشفت لجنة المرأة والأسرة والطفل البرلمانية، عن سعيها إلى تشريع ثلاثة قوانين تخص المرأة. وقالت أن هناك حملة لإعادة النظر في بعض القوانين، من أجل تمكين المرأة.

وصرحت نائب رئيس اللجنة النائبة انتصار الجبوري، ان اللجنة تعمل على تشريع تلك القوانين وهي قانون الحماية من العنف الأسري، قانون الناجيات الايزيديات، وقانون الأحوال الشخصية. وأضافت في حديث صحفي أن “قانون الناجيات الايزيديات تمت قراءته قراءة أولى، وهو في انتظار القراءة الثانية، قبل التصويت عليه في مجلس النواب”، لافتة إلى أن “قانون الحماية من العنف الأسري أرسل الى البرلمان من مجلس الوزراء لقراءته ثم التصويت عليه، إلا أن انشغال مجلس النواب بقانون الانتخابات وخلاف نواب المحافظات على تقسيم الدوائر الانتخابية، حال دون إكمال ذلك”. وأشارت إلى أن لجنتها تتواصل مع هيأة رئاسة البرلمان من أجل وضع القانون على جدول أعمال المجلس في الجلسات المقبلة. وذكرت أن القانون الثالث يخص المادة 57 من قانون الأحوال الشخصية، مؤكدة أن موقف لجنة المرأة واضح، فهي “ليست مع إلغاء المادة 57، إنما تعديلها”. وأوضحت الجبوري ان “التعديل يتضمن إعطاء الحق للأب والأم في المشاركة في تربية أبنائهما، لكن الحضانة تبقى لدى الأم المطلقة، وذلك وفق الأحكام الشرعية والقانونية”، مشيرة إلى ان “تعديل المادة يتضمن زيادة عدد المشاهدات وساعات بقاء الطفل عند والده. كذلك تحديد مكان للمشاهدة يوافق عليه الطرفان، على أن لا يسبب ذلك أي مشكلة نفسية للطفل”.

************

(حقچ _ بالقانون)

شعار تواجه به النساء المتظاهرات

الإساءة والقذف والتشهير

بغداد ـ طريق الشعب

رداً على حملات إلكترونية تشنها جهات مختلفة معادية للتظاهرات، ضد مشاركة المرأة في الحراك الاحتجاجي، ومن أجل التقليل من مكانتها ودورها، أطلقت ناشطات عراقيات شعار (حقج_بالقانون)، للتعريف بحقوق المرأة وطريقة الرد على المتطاولين عليها، عبر المحاكم.

وقالت الناشطة نور القيسي، في مقطع مصور نشرته على “تويتر”، ان هذه الحملة تأتي لرد الاعتبار للمرأة العراقية، ومساعدتها في الحصول على حقوقها من المتطاولين عليها بسبب مواقفها السياسية أو غيرها من المواقف.

وأضافت أن “هناك فقرات في القانون العراقي تحاسب الأشخاص الذين يسبّون ويطعنون بشرف المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتجرّم سرقة البيانات ومشاركتها”.

وفي السياق، قالت المواطنة صفا نجف، في حديث لـوكالة “اخبار المرأة”، انها “تتمنى أن تكون هذه الحملة رادعا لكل من تسول له نفسه الاعتداء على امرأة عراقية عبر مواقع التواصل الاجتماعي”

من جهتها، أفادت ريم عبد الله، وهي ناشطة ومتظاهرة في ساحة التحرير، بأن “المتظاهرات في ساحات الاحتجاج يتعرضن منذ شهر تقريباً إلى حملة تشويه وطعن ممنهجة وغير مسبوقة”، مبينة لـ”العربي الجديد”، أن “صفحات في مواقع التواصل الاجتماعي تمارس حملات إعلامية للنيل من مكانة المرأة العراقية ودورها البطولي في مساندة المحتجين عبر التظاهر، وكذلك تقديم المساعدات اللوجستية والإسعافات”.

وأشارت عبد الله إلى أن “الحملة بدأت مع التصعيد الذي شنه عدد من التيارات الاسلامية الحاكمة، ما اسفر عن عمليات عنف واختطاف واغتيال لعدد من الناشطات في ساحات التظاهر، فضلا عن وجود حملات للإساءة الى سمعة المرأة المتظاهرة صدرت من جيوش الكترونية تسعى الى النيل من الاحتجاجات عبر التعرض للمرأة”.

الى ذلك، ذكرت القانونية أنفال جواد، أن “المرأة العراقية، وبفعل التضليل الإعلامي الذي مارسته السلطات منذ أكثر من 15 سنة، باتت لا تعرف حقوقها وواجباتها وكيف يمكن أن يحميها القانون من الاعتداءات، وبالتالي فإن حملات توعوية مثل (حقج_بالقانون) قادرة على توعية نساء العراق بكيفية الاعتماد على المحاكم في الحصول على حقوقهن”.

وأوضحت جواد لـ”العربي الجديد” أن “المحاكم العراقية قادرة على محاسبة أي شخص يسيء إلى المرأة، مهما كان منصبه، كما أنها تمتلك القدرة على محاسبة مدراء الصفحات الالكترونية الذين يروجون لأكاذيب ضد المتظاهرات ويطعنون بشرف النساء بصورة عامة”.

********

ص8

الشيوعي السوداني: سنقاوم التطبيع

بكل السبل بما فيها العمل الثوري

أعلن الحزب الشيوعي السوداني، رفضه لاتفاق التطبيع مع إسرائيل، الذي أعلن عنه قادة العسكر الذين استولوا على الحكم، بعد الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام عمر البشير. كما أعلن تحالف “قوى الاجماع الوطني” أن الشعب السوداني ليس ملتزما باتفاق التطبيع.

وأعلن عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني كمال كرار، رفض الحزب لخطوة التطبيع مع إسرائيل، مؤكدا أنها تمثل خطرًا على الثورة، وقال إن “التطبيع مرفوض جملة وتفصيلًا”.

وقال كرار في تصريحات صحفية، يوم السبت  (24 اكتوبر 2020)، ان قرار التطبيع سيؤدي للانقسام وخلق مشكلة بين الحاضنة السياسية والحكومة من جهة والشعب من جهة أخرى. وقال من بين مخاطر الخطوة أنها تعني تمدد المكوّن العسكري وتغوله في سلطات الحكومة التنفيذية، ومضى بالقول: “منذ وقت طويل شرع رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان في مسألة التطبيع، وصار يمثل رأس الحربة فيها، وهذه الخطوة تعني مزيدًا من فرض نفوذ وأجندة  المكون العسكري على الحكومة والشعب، وكذا العلاقة الخارجية التي تقع من ضمن مهام مجلس الوزراء”.

وأشار كرار إلى أن موقف حزبه هو مناهضة القرار من عدة جهات بما فيها العمل الثوري، ومضى بالقول: “موقفنا سننقله للمجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير وحال تم التوافق بين كافة القوى سنعمل معًا ضده، وإذا تعذر ذلك سوف نبين موقفنا للشعب السوداني عبر بيان جماهيري”.

وكان الحزب الشيوعي السوداني، جدد في بيانات وتصريحات رسمية خلال الأشهر الماضية وحتى قبل أيام، رفضه الشديد للتطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، ودعمه للشعب الفلسطيني وتضامنه مع قوى التحرر الوطني.

وأعلن تحالف “قوى الإجماع الوطني” في السودان، أن الشعب غير ملزم باتفاقيات التطبيع، بعد إعلان الولايات المتحدة وإسرائيل والسودان عن توصل الخرطوم وتل أبيب لاتفاق لتطبيع العلاقات بينهما.

وأضاف التحالف أن “السلطة الانتقالية تتعمد انتهاك الوثيقة الدستورية وتمضي في اتجاه التطبيع مع الكيان الصهيوني، والخروج على ثوابت السودان في دعم حقوق الفلسطينيين”. وقال: “شعبنا الذي يتم عزله وتهميشه بطريقة منهجية عبر الصفقات السرية، غير ملزم بما ينتهي إليه التطبيعيون من اتفاقيات”.

وأكد التحالف أن الشعب “سيلتزم بمواقفه التاريخية، وسيعمل من خلال جبهة عريضة لمقاومة التطبيع ودعم الشعب الفلسطيني من أجل الحصول على كامل حقوقه المشروعة”.

ورفض التحالف “أي قرار يعنى بالتطبيع بدون تفويض من مجلس تشريعي منتخب، خاصة في ظل تغييب تام للشعب وقواه الحية”، داعيا السلطة الانتقالية إلى تجميد أي خطوات في هذا الشأن.

يذكر أن “قوى الإجماع الوطني” هي ثاني أبرز مكونات قوى “إعلان الحرية والتغيير” السودانية.

************

بعد التطبيع .. واقع جديد في السودان

الخرطوم  -  قرشي عوض

كان بنيامين نتياهو واضحاً وصريحاً وهو يعلق على اتفاق امريكا واسرائيل والسودان على تطبيع العلاقات،  حيث اعلن بنشوة بالغة ان الخرطوم تقول نعم للحوار والسلام والتطبيع مع اسرائيل، ما يعني عملياً فتح افاق او انفاق جديدة في العلاقات بين الدولتين وطي صفحة الماضي.

بالفعل لم تعد تظللنا سماء خرطوم اللاءات الثلاث ( لا صلح ، لا تفاوض ، لا اعتراف) عام 1967 حين لعبت الخرطوم دوراً يحسب لها في مصلحة العرب ولتقوية جبهة المواجهة والابقاء على جذوة المقاومة متقدة. ونتنياهو كأنه يسخر او ينتقم من ذلك الماضي، ونحن الان نعيش عهد الوصاية الدولية والاقليمية بدعوى رفع اسم السودان من قائمة الدولة الراعية للارهاب ودفع عجلة الاقتصاد. ويأتي معها تصنيف حزب الله كمنظمة ارهابية من قبل رأس الدولة السوداني.

هذا الاتفاق بين الدول الثلاث يفضح حقيقة ان صفة الارهاب حسب الفهم الامريكي، تنطبق فقط على الدول التي تتخذ موقفاً مستقلاً عن اسرائيل، وليس لانها ترعى الارهاب الدولي او تستضيف شخصيات موضوعة على القائمة الامريكية السوداء. ذلك ان السودان وبعيداً عن التطبيع قد استوفى الشروط  المذكورة باسقاطه النظام الذي كان يرعى الارهاب ويستقبل  الخارجين على دولهم وعلى الشرعية الدولية، ولم يستبقِ شئياً. لكن الادارة الامريكية انتظرت حتى تجبر الضائقة الاقتصادية الحكومة على التطبيع. فما ان حدث ذلك حتى رفعت العقوبات وفي دقائق معدودات.

كما تعني الخطوة ان السيد رئيس وزراء السودان كان يعلم بالتطبيع منذ لقاء رئيس مجلس السيادة السوداني البرهان مع رئيس الكيان الصهيوني في عنتبي، والذي اعلنت عنه الادارة الامريكية وانكر حمدوك حينها علمه به.  ثم قال لوزير خارجية امريكا الذي زار السودان قادماً من تل ابيب، ان التطبيع يتجاوز صلاحيات الحكومة الانتقالية. وكل ذلك كان خداعاً للشعب، الذي افسدت عليه موافقة السيد حمدوك على التطبيع فرحته برفع العقوبات، بعد ان علم الثمن وخداع حكومته، حيث استمع للخبر من خارج البلاد ولم تتكرم الحكومة باخباره عما يحاك له وباسمه.

بذلك يكون الصراع قد انتقل من خانة المواجهة بين المدنيين والعسكريين، او تصفية اثار النظام السابق المفتعلة، والمقصود منها تضليل الراي العام حتى تمضي المخططات الدولية والاقليمية كما يراد لها. فقد اتضح ان طرفي السلطة على وفاق تام في القضايا الاستراتيجية، وان الخلافات بينهما تخص اشياء ثانوية لا قيمة لها.  كما اتضح ان الحاضنة السياسية للسلطة شكلية، ولا تتم مشاورتها في السياسات العامة التي تحددها جهة غير معلومة للجميع، عدا السيدين حمدوك والبرهان. كذلك ان قوى الجبهة الثورية التي كانت تعيش في كنف جهات اجنبية توفر لها الحماية والدعم المادي واللوجستي، جاءت بعد توقيع اتفاق جوبا لتدعم التوجه الجديد للسلطة، والذي من المتوقع ان يكون نهجاً شمولياً يعتمد القمع وسياسة ((العين الحمره) باسم الديمقراطية وحقوق الانسان والتمييز الايجابي للنساء والاقليات العرقية، في مواجهة التربية الذكورية والنزعات  العربية الاسلامية للمركز، المسيطر تاريخياً على السلطة والثروة، في آخر خطوة لتصفية الدولة الوطنية في السودان واحراج  الافكار التي تنادي بها، ووصفها بانها ايديولوجية عفا عليها الزمن.

لكن بعيداً عن كل ذلك ، هل يساهم رفع العقوبات في دفع عجلة الاقتصاد السوداني، حتى يستحق هذا الثمن بانسلاخ السودان عن محيطه العربي؟  لقد كانت الازمة وستظل تكمن في كون مصروفات الدولة تفوق وارداتها، لا لانها توسعت في الخدمات والتنمية، ولكن لانها تخلت عن مصادر دخلها في النقل البري والجوي والبحري والاتصالات، وتخلت عن التجارة الداخلية والخارجية والمشاركة في الاستثمار، واعتمدت على الايرادات الضريبية. فكان ان اصاب الميزانية العجز الدائم. فلجأت الحكومات منذ عام 1979 الى سد العجز عن طريق الاقتراض من المؤسسات المالية العالمية.

لكن هذا الطريق بسبب سياسات نظام البشير. ولن تفعل الحكومة الجديدة التي اعلنت عزمها على استئناف سياسات السوق الحرة، غير ابقاء السودان في دائرة العجز بالاستدانة مجدداً  من النظام  المصرفي العالمي. ذلك انها لم تعلن حتى اللحظة، عن استرداد مؤسسات الدولة التي تخلت عنها للقطاع الخاص، او عن تأسيس الميزانية على موارد حقيقية، غير المنح والهبات والقروض.

**********

ص9

هل في العراق احتجاجات بلا قيادة؟

ماجد الياسري

 تمثل جدلية المتغيرات الاجتماعية التي يشهدها العالم، ومن مظاهرها الانتفاضات والاحتجاجات الجماهيرية خلال القرن الحادي والعشرين، واحدة من أهم قضايا الفكر الاجتماعي المعاصر، خاصة ببعدها العالمي، وأيضا لأنها دحضت الحسابات الفكرية عن تلاشي الصراع الطبقي في حقبة الانتصار النهائي للرأسمالية. ولأن مضمون الاحتجاجات يعكس بشكل جلي الأزمات السياسية والاقتصادية والمجتمعية والفكرية المحتدمة في المجتمعات الرأسمالية المتطورة، أو التي مازالت تعيش مرحلة انتقالية كما في العراق حيث فشل النموذج الديمقراطي الذي فرضه الاحتلال في 2003 والمعتمد على المحاصصة الاثنية والطائفية التي فصّلتها النخب السياسية التي تسلطت بعد الاحتلال الامريكي، على مقاساتها السياسية ومصالحها الاقتصادية. ووصلت الى طريق مسدود تحاول معالجته بالعنف المفرط ضد المعارضين وبأساليب شبه فاشية، أحيانا بقرع طبول معاداة اليسار والشيوعية وتصوير الاحتجاجات كظاهرة عابرة مصنّعة من الخارج تفتقد الى الجذور العراقية. فهي تتنكر لحقيقة أن انتفاضة تشرين الحالية هي امتداد للتظاهرات والانتفاضات التي شهدها العراق منذ تأسيس الدولة العراقية في 1921 كانعكاس لفعل القوانين الموضوعية للتطور الاجتماعي نتيجة التناقضات المحتدمة في المجتمع العراقي، والتي لم تتولّد بدفع وتآمر خارجي بل في مجرى تطور المجتمع ونضج عوامل داخلية وموضوعية أدت الى اندلاعها. ولكن لانتفاضة تشرين 2019 ميزات خاصة كون أغلب ابطالها من جيل الألفية الذي نما وعيه في ظل الحكم التسلطي الحالي ووصل الى الاستنتاج بأن العيش غير ممكن في ظل الظروف الحالية. وأيضا اختلافها نوعيا عن التظاهرات خلال عقود القرن العشرين، كونها حدثت مع الثورة الرقمية. فقد شهدنا تعاظم الحركات الاحتجاجية في العالم وبدون قيادة واضحة، وكانت أشبه بتسونامي سياسي وتميزت بدور فاعل للشباب فيها والحضور الفعال للمرأة والاستخدام المكثف لمنصات التواصل الاجتماعي وعدم بروز هيكلية قيادية تقليدية برموز واضحة. وشملت هذه الاحتجاجات قارات عدة في امريكا اللاتينية وجنوب شرقي آسيا واوروبا والشرق الاوسط.

ومن مميزات الانتفاضة عراقياً التحول من الشعارات الجزئية حول القضايا المطلبية الحياتية الى المواقف السياسية الوطنية العامة كي لا تضيع الحلقة الرئيسة وهي الخلاص من الطغمة الفاسدة المتحكمة بالدولة العراقية عبر انتخابات مبكرة حرة ونزيهة عادلة تحت اشراف دولي بعد أكبر عملية تزوير انتخابية في 2018. وجابهت الطغمة السياسية الحاكمة الانتفاضة بشن إرهاب الدولة والقمع المفرط والذي أدى الى استشهاد أكثر من 700 من المحتجين واصابة 30 الفاً بجروح. واُستخدمت الميليشيات لتنظيم عمليات الخطف والاغتيال والقنص.

وكان ملفتا للانتباه في الندوة الحوارية الافتراضية التي نظمتها مجلة “الثقافة الجديدة” في 9 تشرين الأول 2020 حول الانتفاضة أن أحد الاستنتاجات تتمثل في ابتعادها عن الايديولوجيات السياسية والدينية والتنظيم الحزبي التقليدي وعدم بروز رموز قيادية واضحة، بل كانت بحراً متلاطماً من الشباب الغاضب المحتج على سرقة الوطن العراقي. اما تنظيمها الفعلي فهو بنية تحتية من اللجان التنسيقية والمبادرات الفردية التي نمت وتطور دورها وفاعليتها بما ينسجم مع الحاجة الموضوعية اليومية لإدارتها وضمان ديمومتها والحفاظ على سلميتها والتصدي لمحاولة الأحزاب الاسلامية والميليشيات المنفلتة لحرف مسارها وخلق التبريرات لقمعها مثل الهجوم على القوى الأمنية او حرق الممتلكات العامة او الخاصة.

هذا المتغير العالمي في صعود نمط جديد من الاحتجاجات كان موضع انتباه بعض الأكاديميين. فأحد فرسان الحرب الباردة زبنغيو بريجنسكي أشار في 2008 الى أن العالم يستيقظ على ثورات غير مسبوقة يتجلى فيها وعي ونشاط سياسي واسع وعميق. 

وقد فسر بعض المحللين عدم وجود هيكلية قيادية واضحة في هذه الثورات بأنها وسيلة دفاعية من المنتفضين لمنع تشخيص قيادات ميدانية تستهدفها أجهزة القمع والقناصين. لكن هذا هو نتيجة وليس سببا، والذي يرتبط بما يشهده العالم من امكانات جديدة في البنية التحتية للاتصال والتواصل الاجتماعي توفرت للجميع وخاصة الشباب لأنهم الأكثر استخداما للشبكة العنكبوتية التي تحولت الى أدوات في غاية الفاعلية لتبادل المعلومات وتنسيق المواقف السياسية والاجراءات العملية ايضا في تحشيد عشرات الالوف من الشباب. وذلك بالمقارنة بالتنظيم الذي يعتمد على الهيكلية والمركزية ووجود هيئات قيادية تعتمد الاجتماعات كأهم الوسائل لتبادل المعلومات ومناقشة المعطيات واتخاذ القرارات المناسبة وتحويلها الى خطط عملية ومن ثم متابعتها وتقييمها. ولكن بسبب سرعة المتغيرات في الاحتجاجات تطورت أساليب وأدوات للتواصل تتناغم مع الجماهير الشبابية الغفيرة التي تريد لها دورا مباشرا في عملية التحشيد والمشاركة واتخاذ القرارات عبر استخدام المنصات الرقمية التي تطورت فيها وسائل للتنظيم الاجتماعي في كسب وتطوير الوعي الاحتجاجي وتنظيم الدعاية والتحريض.

وقد تناول هذا الموضوع الدبلوماسي البريطاني السابق كارني روس الذي استقال من منصبه كممثل بريطانيا في الامم المتحدة احتجاجا على السياسة البريطانية، وخاصة موقفها من شبهات وجود اسلحة دمار شامل لدى النظام العراقي السابق. وأصدر كتابا بعنوان “ثورات بلا قيادة “، قدم فيه تحليلاً لظاهرة عولمة الاحتجاجات ودور الشباب والتكنولوجيا الرقمية، والتي برزت على شكل ثورات وانتفاضات اتسمت بعدم وجود هيكلية قيادية تقليدية، وأيضا عدم وجود أطر وضوابط كالتي سادت في الحركات الفوضوية في القرن التاسع عشر. الاّ أن الفكر السائد في احتجاجات القرن الحادي والعشرين هو يساري نتيجة الوعي المجتمعي العالي وقوة التضامن العالمي. وقد طور كارني روس برنامجا من تسع نقاط يتيح للمواطن أن يمتلك المبادرة في هز النظام السياسي وإن لم تفلح في تغييره.

وأشار روس في كتابه الى أن الثورات بدون قيادة في القرن الحادي والعشرين تعتمد على المبادئ التالية:

1. طبيعة ودور التواصل الاجتماعي الرقمي وخلق ديناميكية تضم الجميع يتحول فيها الفرد الى جمهور وحركة مستمرة، ويجعلها أكثر شعبية ويعطيها مشروعية ومقبولية واسعة. وتأتي قوتها ليس في وجود ضوابط وقواعد تنظيمية صارمة بل في قدرتها على تجميع الأصوات المخلصة ونشاطها الصادر من القلب الذي لم يمسه الفساد ودافعه الشعور بالظلم والحيف.

2. الأهم هو الأفعال وليس الأقوال.

3. إتباع آلية تشاركية في النقاش واتخاذ القرارات تشمل كل من لهم مصلحة في تغيير الواقع. 

فعندما تفشل الأدوات البرلمانية في تحقيق مهماتها يجب أن تعود مهمة اتخاذ القرارات الهامة الى اصحابها الشرعيين وهم الشعب. وقد شهدنا ذلك في بعض المحافظات العراقية في اجبار مدراء دوائر على الاستقالة ومحاصرة مركز المحافظة. الاّ أنها ذات طابع اعلامي ولا تؤدي الغرض، وهو المس بالواقع الحكومي التنفيذي المحلي. والبديل هو تشكيل إطار ظل يقوم بدور المراقبة والإشراف على نشاط الجهاز التنفيذي، وخاصة في حالة انهيار الواقع الإداري. ومن خصائصها انها تشيع الروح التشاركية وهي التي تحدد الشعارات المطلبية الجزئية. أي أنها رديف للتنسيقيات وليست بديلاً لها.

هذه الاحتجاجات تهز السلطة وتسهم في اصلاحها، الاّ أن الإطاحة بالنظام السياسي قد يتطلب تحويلها إلى ثورة واستخدام العنف المسلح (لأن الاحتجاج هو عنف سلمي) وخاصة عندما يتصاعد قمع السلطة الوحشي، وقد يصبح آخر الخيارات بعد استنفاذ كافة الأساليب السلمية. لكن هذا الانتقال الى الثورة والعنف اللاسلمي خطير جدا، بل ان النظام التسلطي يدفع الاحتجاجات نحو ذلك كي تسهل مهمة الانقضاض عليها. وهذا ما تقوم به مثلا “الجيوش الالكترونية” في العراق، التي تحاول ان تثير حالات من الإحباط والغضب وروح الانتقام وتشكل ضغطا في خيم الاحتجاج نحو حمل السلاح. ولكن للثورة المسلحة شروطها وقوانينها وآليات تنظيمها وظروف موضوعية وذاتية ناضجة لإشعالها وتتطلب أشكالاَ أرقى أخرى من التنظيم كي يتسنى لها النجاح. فالحذر كل الحذر من التسرع، بل إتباع سياقات التصعيد السلمي المتواصل وتطوير مبادرات جديد.

************

ص10

53 سنة على رحيل تشي غيفارا

الثائر الغائب.. الحاضر أبدا

د. خليل اندراوس*

ارنستو “تشي” غيفارا (14 يونيو 1928 – 9 اكتوبر 1967) المعروف باسم تشي غيفارا او التشي او ببساطة تشي. كوبي ثوري ماركسي ارجنتيني المولد، طبيب وكاتب وزعيم ثوري عالمي، قائد عسكري وشخصية رئيسية في الثورة الكوبية، اصبحت صورته منذ وفاته رمزا في كل مكان وشارة ضمن الثقافة الشعبية الثورية، النضالية، على مستوى عالمي. ولد تشي في مدينة روزاريو في الارجنتين واصيب بالربو منذ طفولته ولازمه المرض طوال حياته.  سافر وهو طالب في السنة الاخيرة بكلية الطب بجامعة بوينس آيريس، التي تخرج منها عام 1953، الى جميع انحاء امريكا اللاتينية مع صديقه البيرتو غرانادو على متن دراجة نارية. وقد كونت الرحلة شخصيته واحساسه بوحدة امريكا الجنوبية، وبالظلم الكبير الواقع من الامبرياليين على المزارع اللاتيني البسيط. وتغير داخليا بعد مشاهدة الفقر المتوطن هناك.

************

ادت تجاربه وملاحظاته خلال الرحلة الى استنتاج بان التفاوتات الاقتصادية متأصلة في المنطقة، وانها ثمرة للرأسمالية الاحتكارية والاستعمار الجديد والامبريالية الامريكية. وبعد الرحلة ورؤيته الوضع الاقتصادي الصعب والفقر في دول امريكا اللاتينية، ادرك غيفارا بوضوح ان العلاج الوحيد للوضع في القارة هو الثورة العالمية ضد الاستعمار الامبريالي المهيمن والمسيطر على دول امريكا اللاتينية. وهذا الاعتقاد دفعه للاشتراك في الاصلاحات الاجتماعية في غواتيمالا في ظل حكم الرئيس جاكوبو اربينز غوزمان، الذي ساعدت وكالة المخابرات المركزية الامريكية في نهاية  المطاف على الاطاحة به.

الانضمام الى الثورة

وبينما كان غيفارا يعيش في مدينة مكسيكو بعد تركه غواتيمالا، التقى هناك براؤول كاسترو المنفي مع اصدقائه، الذين كانوا يجهزون للثورة في كوبا وينتظرون خروج فيدل كاسترو من سجنه في كوبا. وما ان خرج فيدل حتى قرر غيفارا الانضمام للثورة الكوبية.

لم يكن تشي غيفارا في حاجة للكثير من الاقناع ليربط مصيره بمصير كاسترو والثورة الكوبية. وكما يكتب في مذكراته فان خبراته وتجاربه التي عاشها في جميع انحاء امريكا اللاتينية، وكان اخطرها بالطبع في فترة الانقلاب في غواتيمالا، اجتمعت كلها معا لتؤكد عزمه على الالتحاق بأي ثورة كانت ضد الطغيان في امريكا اللاتينية، خاصة اذا كانت ستمكنه من العمل بقوة ضد الاعداء الحقيقيين لشعوب امريكا اللاتينية، وهم المخابرات الامريكية والشركات الدولية الكبرى التي تملكها الولايات المتحدة.

ومع ان تشي لم يسبق له ان زار كوبا من قبل، فقد كان يعلم جيدا ان هذه الجزيرة تعد ابرز مثال للهيمنة الامبريالية الامريكية. كما كان يعلم ان رئيسها باتيستا ليس الا دمية تتحرك بخيوط وحبال امريكية.

ولا شك ان قوة شخصية كاسترو أثرت على تشي غيفارا وسلبته لُبّه، وحسب كلامه هو فان كاسترو:

“كان رجلا غير عادي، يواجه اصعب المشاكل وأعقدها ويتمكن من التغلب عليها وحلها. وكان لديه ايمان لا يتزعزع بانه ما ان يغادر منفاه في المكسيك ويصل الى كوبا، حتى يقاتل وينتصر، وكنت اشاركه تفاؤله واشعر بانه لزاما عليّ القيام بشيء.. ان اناضل وان أنجز.. كان لزاما عليّ الكف عن الصراخ والاحتجاج، والتحول الى النضال والكفاح”.

خلال اعوام الثورة الكوبية اثبت تشي غيفارا انه مقاتل مغوار لا يهاب شيئا، فاصبح المستشار العسكري الاول لكاسترو وكاتم اسراره الامين. كان يناضل مسترشدا بفكرة خوسيه مارتي (احد اشهر الثوار الكوبيين السابقين) حين قال ان “الوطن هو الانسانية كلها”.

بمرور الوقت ادرك تشي غيفارا الاهمية البالغة التي تمثلها الكلمة المكتوبة، ولذا دبّر اموره وتمكن من الحصول على آلة نسخ قديمة بعض الشيء، استخدمها في طباعة جريدة خاصة به، الامر الذي ساعد على رفع الروح المعنوية بين جنوده وعزز التواصل بين افراد الجيش وبين انصارهم في الداخل والخارج.

وقد دل كل هذا على الصفات القيادية المذهلة التي كان تشي غيفارا يتمتع بها، والتي أهّلته لتبوء العديد من المناصب القيادية في جيش الثورة وفي حكومتها بعد انتصار الثورة في كوبا.

يدا بيد مع الشيوعيين

بحلول عام 1958 ومع ازدياد الدعم والتأييد لجيش كاسترو الذي صار ينتشر انتشارا واسعا في القرى والبلدات الكوبية، ومع قيام نظام الطاغية باتيستا بصب المزيد من الزيت على النار بما يرتكب من فضائع ضد كل من يشتبه في تعاطفه مع كاسترو وثورته، تمت ترقية تشي غيفارا الى رتبة “قائد”. وكانت اعلى رتبة في جيش الثورة، ولم يكن يحظى بها سواه وراؤول كاسترو وخوان ألمييدا.

وفي النهاية استطاع كاسترو ورفاقه الاطاحة بحكومة الطاغية باتيستا واصبح فيدل كاسترو رئيسا لوزراء كوبا في 16 شباط 1959.

لقد لعب غيفارا دورا كبيرا في اقناع كاسترو بتعيين العديد من الشيوعيين في العديد من المناصب الاستراتيجية في مجالات الاقتصاد والتخطيط، حيث كان تشي يرى في الفكر الماركسي وفي التعاون مع الشيوعيين، الطريق الوحيد للوصول الى المجتمع الاشتراكي، الذي طالما حلم باقامته في كوبا. فخلال الثورة الكوبية اقام غيفارا تحالفا قويا مع الحزب الاجتماعي الشعبي (وهو الحزب الشيوعي في كوبا) مع كارلوس رافائيل رودريجيز، وكان ذلك احد العوامل المهمة التي ادت الى تحول نظام كاسترو، وقد اصبح رئيس دولة كوبا، نحو الاشتراكية.

في اعقاب انتصار الثورة الكوبية قام تشي غيفارا باداء عدد من الادوار الرئيسية في حكومة الثورة، حيث اطلق قانون الاصلاح الزراعي، كما عمل رئيسا للبنك الوطني، ورئيسا تنفيذيا للقوات المسلحة الكوبية. وجاب العالم كدبلوماسي باسم الاشتراكية الكوبية وزار مصر والتقى مع جمال عبد الناصر.

نصائح غيفارا للشباب

بالاضافة الى ذلك كان غيفارا كاتبا، وقد ألف كتاب “مذكرات عن الحرب الثورية”. ومع انه امتهن الطب الا انه ظل مولعا بالادب والفلسفة والسياسة. وفي كتاب “الاعمال الكاملة لغيفارا” الذي قدم لها فيدل كاسترو، يقول ضمن مقال “من هو الشاب الشيوعي”:

“ان الافكار دون تنظيم تفقد فعاليتها بعد لحظة الوثبة الاولى، وتسقط شيئا فشيئا في الروتين، وفي النزعة التوفيقية وينتهي بها الامر الى أن تصير مجرد ذكرى” ، “أحذركم هنا لأن الكثير من المبادرات خلال هذه الفترة القصيرة والغنية من ثورتنا، فشلت في غالب الاحيان، وذهبت طي النسيان بسبب انعدام الجهاز التنظيمي الذي يساندها ويوجهها الوجهة السليمة” ، “ويجب عليكم في الوقت نفسه ان تكونوا كلكم وكل واحد منكم مقتنعا بفكرة ان كونه شيوعيا شابا، وان انتماءه الى اتحاد الشبيبة الشيوعية، ليس نعمة منحها البعض له، وليس ايضا نعمة تنعمون بها على الدولة او على الثورة. ان الانتماء الى اتحاد الشبيبة الشيوعيين يجب ان يكون الشرف الاسمى لشباب المجتمع الجديد، ويجب ان يكون شرفا يناضل في سبيله في كل لحظة من حياته”. “يجب على الشبيبة ان تبدع، فالشبيبة التي لا تبدع شبيبة شاذة” ،  “ويجب على الشاب الشيوعي ان يكون ذا حس مقرون بالواجب نحو المجتمع الذي نبنيه، مع امثالنا من البشر، ومع الناس في العالم كله”.

“يجب ان يسعى الشاب الشيوعي الى أن يكون الاول في كل زمان ومكان، وان يناضل ليكون الاول، وان يشعر بالانزعاج عندما يحتل مقاما ادنى. وبطبيعة الحال لا يستطيع كل منكم ان يكون الاول، انما يجب ان تكونوا من بين الاوائل، ضمن الطليعة. يجب ان يكون الشاب الشيوعي مثالا حيا ومرآة يتمارى فيها من لا ينتمون الى الشبيبة الشيوعية، مثالا يمكن ان يتأمله الرجال والنساء الاكبر سنا، والذين فقدوا شيئا من حماسة الشباب، والذين فقدوا الايمان بالحياة، والذين يظهرون دوما ردود فعل على المثال. وهناك مهمة اخرى للشبيبة الشيوعية: ان يضم الشباب الى هذه الصفات كلها روح التضحية”.

“ليست الماركسية .. سوى دليل للعمل، فقد اكتشفت الحقائق الكبرى الاساسية، وانطلاقا منها يفسَّر الواقع في كل مكان من العالم بسلاح المادية الديالكتيكية. ولذا فان بناء الاشتراكية في أي بلد لن يكون مماثلا لبنائها في بلد آخر، وسيكون لأشكال الاشتراكية كلها مميزات خاصة لدى تكوينها”.

أبدا مع المظلومين

في عام 1965 غادر تشي غيفارا كوبا، ليحرض على الثورة في الكونغو كينشاسا. لكن محاولته فشلت، فأعقبها بمحاولة اخرى في بوليفيا. وفشلت هذه ايضا وجرى القاء القبض عليه من قبل مرتزقة وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية بمساعدة القوات البوليفية وتم اعدامه.

كانت شخصية غيفارا الاكثر اثارة ومحبة في قلوب الشعوب المضطهدة حول العالم. وهو من قال ذات مرة: “إنني احسس على وجهي بألم كل صفعة توجه الى أي مظلوم”.

ـــــــــــــــــــــــــــــ

* كاتب فلسطيني

“مقتطفات – بتصرف”

****************

ص11

وثائق بريطانية تكشف استخدام الإسلام

ضد الشيوعية وعبد الناصر

على مدى ثلاثين سنة، نشطت وحدة بريطانية تابعة لجهاز “أم آي 6” الإستخباراتي البريطاني، في نشر الدعاية المعادية للشيوعية في منطقة الشرق الأوسط. وقد أضاء موقع “ميدل إيست آي” البريطاني نشاط هذه الوحدة، في تقرير أعده الكاتب المتخصص بقضايا الأمن والإستخبارات، إيان كوبين، بعنوان “العمليات الدينية: كيف استخدمت البروباغندا البريطانية الإسلام لشن حرب ثقافية في أثناء الحرب الباردة”؟. فماذا تضمن تقرير “ميدل إيست آي”؟

أفرجت الحكومة البريطانية عن وثائق سرية تولى نشرها الأرشيف الوطني البريطاني، أظهرت إستخدام البريطانيين منابر دينية في العالم العربي من أجل بث الدعاية المناهضة للأحزاب الشيوعية. ففي العام 1948، أنشئت وحدة بريطانية أطلق عليها إسم “العمليات الدينية”، ومهمتها استخدام الدين الإسلامي حاجزا ضد الشيوعية، وتولت الإشراف على عدد من الصحف والمجلات ودور النشر والإذاعات ووكالات الأنباء العربية طوال 29 عاما، كما أنها تدخلت في صياغة مضمون خطب الجمعة ولا سيما في جامعة الأزهر في القاهرة، بغرض نشر دعاية معادية للشيوعية في الشرق الأوسط من دون أن تنسبها إلى الحكومة البريطانية.

وقد كشف الصحافي إيان كوبين أن الوحدة التي كانت تحصل على ميزانية من “الخدمات الأمنية البريطانية”، أنتجت روايات للأطفال والفتيان والكبار، سيما تلك التي تخاطب الشباب (قصص عاطفية وبوليسية)، وكلها تتضمن رسائل مبطنة تحذر من مخاطر الفكر الشيوعي الإلحادي ومن دور الإتحاد السوفياتي الذي يريد نشر الإلحاد والفوضى السياسية والإقتصادية في الشرق الأوسط. وقد تولى إدارة هذه الوحدة، عند إنشائها، عميل بريطاني يدعى جون بيك.

وبحسب مذكرة سرية من مكتب بيروت في آب/أغسطس 1960، ثمة عبارات واضحة: “نأمل بأن نقدم نشرات أو خطبا شهرية تغطي موضوعات دينية، وسيقوم بكتابتها الشيخ سعد الدين الطرابلسي، من المحكمة الشرعية في بيروت سابقا، والآن في محكمة زحلة الشرعية، كونه شخصية دينية تقية.. وسيتم توزيع ألفي نسخة من كل خطبة دون ذكر كاتبها في العالم العربي كله باستثناء العراق، وسيتم إرسالها إلى الشيوخ والشخصيات المسلمة والمساجد والمؤسسات التعليمية الإسلامية”.

ويشير كوبين إلى أن اسم الوسيط بين الوحدة البريطانية والشيخ سعد الدين الطرابلسي كان اسمه “ريفيرا” (إسم حركي)، و”ربما كان اسما سريا”، مشيرا إلى أنه تم ذكر وسيط بين الوحدة وأشخاص وصفوا بـ”العاملين الدينيين”، وهذا الوسيط هو طلعت الدجاني، وهو لاجئ فلسطيني في بيروت، انتقل إلى لندن لاحقا، وكرمته ملكة بريطانيا في العام 1979، وتوفي في العام 1992”. ويورد تقرير “ميدل إيست آي” أن العملية التي نفذها الطرابلسي، كانت تكلف حوالي 8800 ليرة لبنانية سنوياً، أي ما يعادل ألف جنيه إسترليني.

يوضح كوبين بأنه في العام 1953، كتبت الوحدة من مركزها في لندن إلى ممثلها في بغداد: “نرغب بالتعرف على برنامجك التجريبي لنشر الدعاية السرية في الأماكن الشيعية المقدسة، وإمكانية استخدام الأفكار خارج العراق” (تحديداً بعض المساجد الشيعية في العاصمة اللبنانية).

ويشير التقرير إلى أنه في نيسان/أبريل 1959 عقد في بيروت مؤتمر لضباط وحدة العمليات الدينية في الشرق الأوسط.

ويقول الكاتب إيان كوبين إن الوحدة أدارت عمليات في العديد من بلدان المنطقة ولكنها كانت ناشطة في مصر منذ الأيام الأولى لإنشائها، وتظهر وثيقة كتبت في العام 1950 أن الظروف في مصر تجعل من إمكانية انتشار الشيوعية “أمرا محتوماً” بسبب الفجوة الكبيرة بين الأغنياء والفقراء وتمركز ملكية الأراضي بيد مجموعة صغيرة من الملاكين والإقطاعيين المصريين. كما إستهدفت الوحدة البريطانية في مهامها جامعة الأزهر؛ كونها تخرج أئمة يلقون خطب الجمعة في المساجد المصرية كلها، بالإضافة إلى مدرسي اللغة العربية في المدارس الثانوية، والمدرسين في الأرياف، والمحامين المتخصصين في القانون الإسلامي، ولعل “الإنجاز الأكبر” للوحدة في القاهرة هو “وكالة الأنباء العربية”، التي أنشأتها المخابرات البريطانية في أثناء الحرب العالمية الثانية، مشيرا إلى أنه مثل وكالات الأنباء والإذاعات التي أنشئت في بيروت وطرابلس والبحرين وعدن، فإن وكالة الأنباء العربية أصبحت تحت إدارة الوحدة بعد إنشائها في العام 1948.

ويشير الموقع إلى أنه بعد تدهور العلاقات البريطانية مع مصر في العام 1956، فإن وحدة العمليات الدينية حولت دعايتها من الشيوعية لمواجهة نظام جمال عبد الناصر، الذي كان يدير حملة دعائية ضد بريطانيا، وبعد تأميم قناة السويس في تموز/يوليو 1956، زادت الدعاية البريطانية من خلال “وكالة الأنباء العربية”، وكان رئيس الوزراء البريطاني أنطوني إيدن مقتنعا بأن عبد الناصر خاضع لتأثير الكرملين، مع أن سفير بريطانيا في القاهرة، همفري تريفليان، لم يكن موافقا على هكذا استنتاج.

ويذكر كوبين أنه مع زيادة التحضيرات لعمل عسكري بريطاني ضد مصر، إنكشف أمر مكتب الوحدة البريطانية في القاهرة، فقامت المخابرات المصرية بمداهمة مكاتب “وكالة الأنباء العربية” وبيوت عدد من العاملين فيها، واتهمت 11 مصريا بالتجسس لصالح “أم آي 6”، وتم إعدام أمين محمود وابنه وسجن ضابط بحري، واعتقل عميلان من “أم آي 6”، حقّق المصريون معهم مطولاً، وحوكم آخرون غيابيا، فيما تم ترحيل دبلوماسيين وأربعة صحافيين بريطانيين، ونجا مدير الوكالة البريطاني، الذي كان مراسلا لمجلة “إيكونوميست” و”التايمز” في القاهرة.

ويشير كوبين إلى أنه بحلول آذار/مارس 1960 كتب مسؤول بارز في الوحدة في سفارة بريطانيا في بيروت، قائلا: “من بين عملياتنا السرية، أؤكد الأهمية الكبرى لوكالة الأنباء العربية، ولا شك أنهم يقومون بعمل مهم في المنطقة ويديرون مكتبا جيدا”.

وبحسب التقرير، فإن الوثائق تكشف عن إقناع الحكومة البريطانية في الستينيات وكالة “رويترز” بإدارة عمليات وحدتين واجهتين تابعتين للوحدة “خدمة الأخبار الإقليمية” (الشرق الأوسط) و”خدمة الأخبار الإقليمية” (أميركا اللاتينية)، مشيرا إلى أنه تم الكشف عن علاقة “رويترز” مع الوحدة في ثمانينيات القرن الماضي، ودعمت الحكومة البريطانية عمليات “رويترز” من خلال “بي بي سي”، وبدأت تقدم دعما معززا لـ”بي بي سي”، من خلال عمليات الخدمة العالمية، ودفعت “بي بي سي” بدورها مبالغ مالية لتلقيها الأخبار.

ماذا حدث بعد إغلاق الوحدة البريطانية في العام 1977؟

يجيب كوبين أن ثمة جواب صرح به وزير الإعلام الأردني عدنان أبو عودة (جنّدته إم آي 6”)، وهو فلسطيني وصل إلى مركز مهم في المخابرات الأردنية، واختاره العاهل الأردني الملك حسين لهذه الوظيفة، وكان الأردن يواجه أزمة كبيرة عرفت باسم “أيلول الأسود”، وحلت عندما تم ترحيل الفدائيين الفلسطينيين إلى سوريا”. يوضح كوبين أن أبو عودة شرح في مقابلة مع موقع “ميدل إيست آي” في العام 2018، كيف أرسل في بداية سبعينيات القرن الماضي إلى إنجلترا للتدريب، (كان ضابطا في جهاز المخابرات الأردنية)، حيث قال له مدير المخابرات الأردنية: “جلالته يريد منك أن تذهب في دورة إلى لندن إسمها وحدة أبحاث المعلومات”، وقال أبو عودة: “قلت له ما هي هذه الوحدة؟ لا أعرفها”، ثم تم إرساله لاحقا إلى إنجلترا لدراسة الحروب النفسية، و”كان الملك يُحضّرني لأن أكون وزيراً للإعلام بناء على نصيحة أم آي 6 ودرستني الوحدة أساليبها ووسائلها.. وعندما أصبحت وزير إعلام قمت بتدريب شخص أو شخصين على كيفية القيام بذلك”.

ويختم كوبين تقريره في “ميدل إيست آي” بالإشارة إلى أن هناك أدلة تثبت أن الوحدة درّبت مسؤولين في المنطقة للقيام بالمهام نفسها قبل إغلاقها، برغم عدم وجود ما يشير إلى ذلك في ملفاتها حتى الآن.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عن “ميدل ايست آي” – 1 آذار 2020

**************

ص12-13

الطبقة السائدة: عناصر للتعريف

بقلم لوسيان سيف*

ترجمة: رائد فهمي

“أفكار الطبقة السائدة هي أيضًا، في جميع الازمان، الأفكار السائدة. بعبارة أخرى إن الطبقة السائدة ماديًا في المجتمع هي أيضًا القوة المهيمنة روحياً فيه” ماركس وإنجلز، العقيدة الألمانية، الطبعات الاجتماعية ، 2012 ، ص . 44 [الترجمة معدلة من قبل المؤلف].

غالبًا ما تكون هذه الملاحظة المقتبسة من ماركس ونجلز جزءًا من نظرية التاريخ التي يمكن عرض ملامحها الاساسية على النحو التالي: في أعقاب  الشيوعية البدائية لأشكال الحياة الاجتماعية القديمة جدًا، ظهر منذ أكثر من خمسة آلاف سنة، ونتيجة لتطور القوى المنتجة، عصر المجتمعات الطبقية ، الذي اتسم بالانتقال إلى الملكية  الخاصة لوسائل الإنتاج ، وبالتالي إلى الانقسام الاجتماعي بين الطبقات المالكة – ومن ثم المهيمنة - والطبقات العاملة غير المالكة - وبالتالي المسودة : السادة والعبيد في العبودية القديمة ، مالكو الارض الاقطاعيون  والأقنان في الإقطاع في العصور الوسطى ، البرجوازيون والبروليتاريون في المجتمع الرأسمالي للعالم المعاصر.

الطبقة السائدة والطبقة المسودة

نشهد اليوم، أكثر من الأمس، ميلا إلى ممارسة الهيمنة الطبقيةclass domination  في جميع مجالات الحياة الاجتماعية، وهي هيمنة اقتصادية في المقام الأول: فالطبقة الحائزة على وسائل الإنتاج الاجتماعي كملكية خاصة، يمكنها أن تفرض شروطها على الطبقة التي  تنتج من دون امتلاك شيء- وهذا ما نعيشه يوميًا من تسريح للعمال وفقا لمقتضيات أسواق الأسهم، ووفقا لتوجهات الإدارة التي  تشدد وتيرة العمل، وتوسع العمل بنظام منصات “اوبر UBER” (حيث لا يتمتع العاملون بحماية لحقوقهم) . وتضاف إلى الهيمنة الاقتصادية وتضاعفها الهيمنةُ السياسية، أي النفوذ القيادي في الدولة واستراتيجياتها ، وذلك على نطاق أوسع وفي جميع وسائل السلطة ، من القضاء إلى التعليم – الامر الذي نشهده على سبيل المثال في تفكيك وسلخ لقانون العمل وفق متطلبات حركة أرباب العمل  MEDEF(الفرنسية - م)، وانتخاب رئيس للجمهورية (المقصود رئيس الجمهورية الفرنسي ايمانويل ماكرون- م) تم تدريبه وتكوينه  من قبل البنوك الكبرى. ويتكامل هذا التسيّد بالهيمنة الأيديولوجية ، التي تمتد من امتلاك كبرى وسائل الإعلام والتعبير عن الرأي، إلى فرض أنماط تفكيرها  كأعراف  اجتماعية - والمثال الصارخ هو إضفاء طابع رسمي على صيغة “تكلفة العمل”  التي تستخدمها محاسبة الشركات، لتحل محل  الواقع الحقيقي: فالعمل ، على العكس من ذلك ، هو المصدر الاجتماعي الوحيد للثروة ، ولثروة  الرأسماليين خاصة.

 وتوجد مقابل الطبقة السائدة على الدوام  طبقة  تحت سيادتها تعارضها: فالطبقة  الاجتماعية ليست حقيقة معزولة ، ولكنها أحد أطراف علاقة،  وقبل كل شيء علاقة الإنتاج -  كون  النشاط البشري الأساسي هو إعادة الانتاج المستمر لوسائل عيشه. لكن لكل علاقة جوانب متناقضة لكونها جدلية ( (dialectique. فالطبقة العاملة التي تهيمن عليها البرجوازية الرأسمالية ، تستطيع أيضا أن تؤكد أهليتها لأن تكون طبقة مهيمنة محتملة ، كونها تنتج ما يحتاجه المجتمع كله باستمرار - وهذا ما يظهره الإضراب.  فوجود طبقة مهيمنة مثل البرجوازية الرأسمالية أمر غير ممكن، الا لان هناك مقابلها طبقة لا تملك وسائل انتاج، ومستغَلة تحت هيمنتها – وهي الطبقة العاملة.  ولكن الرجال والنساء الذين ينتمون اليها لا يدركون ذلك تلقائيا -  فهي مجرد طبقة بذاتها ، كما كانت البروليتاريا في أوائل القرن التاسع عشر في أوروبا ، وما زالت كذلك في العديد من البلدان الأقل تطوراً. وعندما تدرك  واقع كونها مستغَلة، وتفهم أن هذا الوضع ليس حقيقة ثابتة لا تتغير ، وانما هو مرحلة في التاريخ ، وتنظم نفسها للنضال ضده ولإنهائه ، ترتقي هي الطبقة بذاتها إلى طبقة لذاتها، فاعلا  واعيا  في التطور الانساني.

 هذا هو التحول الطويل في عمل الحركة العمالية منذ قرنين ، الذي ساهم فيه  ماركس بشكل كبير من خلال كشفه وتوضيحه في كتابه الرأسمال (1867) عملية  الاستغلال الرأسمالي،   والذي بيّن فيه  أن من الممكن والضروري الخروج من الرأسمالية لبناء مجتمع شيوعي لا طبقي.

الخروج من المجتمع الطبقي

بعد مائة وخمسين سنة من ذلك ، وفي ضوء كل التغيرات في الواقع  الاجتماعي وما  حدث  تاريخيا خلال القرن العشرين ، هل لا تزال المؤشرات المذكورة،  التي لم تكف الأيديولوجية السائدة عن عدم القبول بها والتشكيك فيها، صالحة في جوهرها؟

في النظام الاقتصادي نجد أنه فيما كانت  حالة العمل الأجير تتسع وتتعمم ،  وهذا تطور يمكن أن يكون حاسما  في الخروج من المجتمع الطبقي ، كانت لوحة البشر الواقعين تحت الهيمنة تتغير كثيرا في بلد مثل فرنسا : نمو قوي لفئات أخرى مستغَلة من غير العمال – مستخدمون ، فنيون ، عمال “مستقلون” – ما يؤدي إلى خفض الوزن النسبي لبروليتاريا صناعية أكثر تنوعا ؛ الى جانب جهود مكثفة من قبل كبار أرباب العمل بدعم من  سلطات الدولة، لتفكيك المنظمات ذات النهج النضالي وزعزعة وعي الطبقة العاملة ، الذي تمكنوا من جعله يتراجع إلى حد كبير  نحو الطبقة في  ذاتها.

انه وضع غير مسبوق استخلص منه ما يسمى  الفكر “ما بعد الماركسي”، أن من  الواجب أن يحل فكر “الشعب” محل  التحليل الطبقي ، حيث أن الهدف الشيوعي ، الذي يفترض أن التاريخ قد اسقط أهليته ، يجب أن يستبدل  باشتراكية ما بعد ثورية، أي بـ “ شعبوية يسارية” (على سبيل المثال: كتاب شانتال موف وإينيغو إريخون ، بناء شعب Construire un Peuple ، 2017؛ وكتاب جان لوك ميلنشون  Jean-Luc Mélenchon ، L’ère du Peupleعصر الشعب ، 2016).

وهناك في هذه الطروحات شيئان يتم التقليل من شأنهما: أن المتسيّدين انفسهم يشكلون طبقة  أكثر عدوانية من أي وقت مضى  (راجع تصريح الملياردير الأمريكي وارن بافيت في عام 2005: “نعم ، هناك حرب طبقية ، وإن طبقتي  قيد الفوز بها “). وإذا كان حال الأمور  في الجهة المقابلة معقدا ، فإن الاستغلال الرأسمالي أشد شراسة مما سبق ، بحيث  أن الخلاص منه  وإلى الأبد ، بات ضرورة ملحة. وبالتالي يتوجب عدم الاستهانة بالتحليل الطبقي ، بل على العكس ينبغي توسيع نطاقه. ذلك أن شر الرأسمالية لم يعد يقتصر على استغلال العمل -  وهو باقٍ ومستمر - ,وإنما أصبح يمس  في كثير من النواحي الشعب كله ، ويهدد حتى بقاء كوكبنا صالحا للعيش والإنسانية متحضرة. لذا اصبحت المهمة تتمثل في التوصل الى التجسيد  الملموس والمبدع لإمكانيات الحركات  الممثلة للأغلبية الكبرى، في الخروج من المجتمع الطبقي ، وهو هدف لا مفر منه ، وإعطاء معنى راهن للهدف الماركسي الثوري للشيوعية.

كذلك على صعيد  النظام السياسي تغير الكثير منذ ذلك الزمن – زمن السحق الدموي لكومونة باريس – عندما كان يمكن  لماركس أن يلخص دور الدولة الطبقية في وظيفتها القمعية ، مما جعل أية فكرة أخرى عن الثورة غير الانتفاضة،  تبدو مخادعة.

ومن خلال تطوير الأنشطة الإنتاجية والتجذر في كل الحياة الاجتماعية ، تغدو هيمنة الطبقة المالكة أكثر تعقيدًا: فرأس المال الكبير اصبح يسيطر أيضًا على شرائح برجوازية أخرى، وشريحة مالكي الأسهم تفرض نفسها على شريحة المديرين ، وليس من دون توترات عميقة.

فلم يعد ممكنا على الاطلاق اختزال الدولة إلى أداة قمعية “بيد الطبقة السائدة “ - على الرغم من أن البعد القمعي  يمثل دائمًا جانبًا أساسيًا منها – بل هي على الاغلب، أي الدولة، مكان محدد لصراع طبقات وأجزاء من طبقات ، بما في ذلك الطبقات الشعبية ، حيث تتبلور السياسة السائدة وفقًا لتوازن القوى. وفي الغالب ، تتخذ فيها هيمنة المالكين شكل هيمنة سياسية- أيديولوجية تُمارَس عن طريق  الإقناع ، مما يجعل اللجوء إلى  القمع لممارسة هيمنتها أكثر ندرة. ومن هنا المظاهر الخادعة التي تبدو الصراعات الانتخابية وفقا لها كافية . فلا شيء يجعل الاستغناء عن استراتيجية الاستيلاء على السلطة  من قبل القوى الشعبية من أجل بناء مجتمع لا طبقي، أي الثورة، أمرا ممكنا.

لكن الكثير تغير في شأن ما يمكن فهمه أو تقصده وفعله تحت اسم الثورة. ففي بلد مثل فرنسا ، يعني ذلك بالأساس ، ما أطلق عليه غرامشي “حرب المواقع” ، وهي عملية النضال المثابر من أجل  تحقيق هيمنة سياسية وايديولوجية،  تجعل من غير الممكن ايقاف  تحولات اجتماعية رئيسية. وانطلاقا من هذا المعنى المتجدد للنضال الشيوعي، هناك الكثير جداً ما ينبغي ابتكاره وتحويله إلى ممارسة عملية وواقع معاش.

فعل الأفكار

ما سبق يبين بالفعل الأهمية الكبرى للصراعات من أجل السيطرة الأيديولوجية. وإن الارتفاع الهائل منذ قرن في المستوى العام للتعليم والثقافة، هو في  الوقت ذاته ممهد مسبق اساسي للانتقال إلى مجتمع يمسك فيه الجميع ، رجالا ونساء ، بشؤونهم في ايديهم – وهذا هو المجتمع الشيوعي - وهو السبب في أن أي انتصار سياسي بات  يمر بالضرورة عبر العمل  على توليد قناعات من خلال الأفكار والشرح والمنظور.

ومن بين عناصر القوة الرئيسية في النضال الشيوعي في فرنسا اليوم،  العمل النظري عالي المستوى  عن ماركس ومعه - وهذا ما تجري معارضته  باسم “ما بعد الماركسية” التي شاخت الآن. ويوفر ذلك ضمانا جوهريا لتكوين نفوذ مهيمن  لقوة سياسية تعرف كيف تقول بصوت عال وواضح لماذا تسير الإنسانية بشكل مأساوي نحو الجدار، وكيف أن المخرج الوحيد هو الشروع  منذ الآن في  الانتقال إلى مجتمع بلا طبقات، من خلال الاعتماد على ما يتم تجريبه في هذا المنحى بصورة من يتلمس طريقه ولكن بشكل واعد، والمشاركة بشكل منهجي في أشكال جديدة من التنظيم. وهذا يعني الارتقاء كما ونوعا بمستوى أعمال التدريب والتأهيل الفردية والجماعية، المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالتطوير الشامل للمبادرة السياسية.

وان زيادة المشاركة في ذلك هو ما نتمناه بحرارة في مجلة “قضية مشتركة Cause Commune”. وإذا لم تُفهَم فكرة “الطبقة السائدة” الماركسية باعتبارها جزءا من عقيدة جامدة، بل كمصدر حي للإلهام ، فانها  تبقى تحتفظ بصلاحيتها  العملية أكثر من أي وقت مضى.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذه المادة مترجمة عن الفرنسية وقد نشرت في مجلة “  Cause Commune  (القضية المشتركة) التي يصدرها الحزب الشيوعي الفرنسي،  العدد 1 الصادر في أيلول-تشرين الأول 2017.

* لوسيان سيف فيلسوف ماركسي فرنسي. طالب سابق في مدرسة الأساتذة العليا في فرنسا  Ecole Normale Supérieure، حاصل على درجة Aggregtionالفرنسية في الفلسفة. توفي في 23 آذار 2020 بعد اصابته بالكورونا عن عمر ناهز 94 عاما.

***********

التكفير قانونا جريمة تحريض على القتل

هادي عزيز علي

التكفير هو الوسيلة التي يلجأ اليها الخطاب الديني لمعاقبة التفكير، من خلال التشبث والدفاع عن الماضي بقيمه واعرافه ومفاهيمه، والمفضي الى مقاومة التغيير والتطور، اي الدفاع عن مصالح قائمة في بنية الحاضر يهددها التغيير وينال منها التطور.

والتكفير هو السلاح المشرع دائما بوجه التغيير والتطور، من خلال اتهامات جاهزة مثل الردة والعلمانية والالحاد. فهم هنا لا يريدون اسلاما عصريا بل يسعون الى اسلمة العصر.

والتكفير ينتمي الى الفكر الديني - اي انه منتج بشري - سواء كان معتدلا ام متطرفا في بنية الخطاب الديني، وهما هنا بذات النوع ولو اختلفوا في الدرجة، لأن كلا الخطابين يعتمد التكفير اذ انه يقصي الخصم فكريا بالنسبة للمعتدلين، والتصفية الجسدية بالنسبة للمتطرفين. واقصاء الخصم فكريا يتم حتى ولو كان الخصم مؤمنا بالاسلام واحكامه بدليل ان هناك الكثير من العلماء المسلمين وقامات مشهود لها بسعة العلم والمعرفة  تم تكفيرهم باعتبارهم مرتدين لمجرد الاختلاف في الرؤى، منهم على سبيل المثال ابو حيان التوحيدي والشهرستاني صاحب كتاب الملل والنحل وابن زرقون شيخ المالكية.

وقدر تعلق الامر بالتشريعات العقابية العراقية فان التكفير لا يعد جريمة - خلافا لما يراه الخطاب الفكري الديني المتطرف – والسبب بسيط جدا هو ان  قانون العقوبات افرد الفصل الفصل الثاني من الباب الثامن من قانون العقوبات  للجرائم التي تمس الشعور الديني المنصوص عليها في المادة 372، ونص على الافعال التي تعد جرائم  وهي:  1 - الاعتداء بطرق العلانية على معتقد ديني لاحدى الطوائف الدينية 2 - حقر شعائرها، 3 - تعمد التشويش على على اقامة طائفة دينية او على حفل او اجتماع ديني 4 - تعمد منع او تعطيل اقامة شيء من ذلك، 5 - خرب او اتلف او شوه او دنس بناء معد لاقامة شعائر طائفة دينية او رمزا او شيئا اخر له حرمة دينية ، 6 - طبع او نشر كتابا مقدسا عند طائفة دينية اذا حرف نصه عمدا تحريفا يغير من معناه او اذا استخف بحكم من احكامه او اي شيء من تعاليمه ، 7 -  من اهان علنا رمزا او شخصا هو موضع تقديس او تمجيد او احترام لدى طائفة دينية ، 8 - من قلد علنا نسكا او حفلا دينيا بقصد السخرية منه . هذه الافعال في حالة ثبوتها يحكم على مرتكبها بالاحكم الوصوفة للجنح . ولم يكن من ضمن تلك الافعال المجرمة ( التكفير) ، لذا فهو لا يعد جريمة لعدم النص على ذلك ، لابل ان الدستور ذهب الى ابعد من ذك  اذ اعتبر التكفير فعلا محظورا وقد كان المشرع الدستوري واضحا بالنص على ذلك ضمن احكام المادة 7 من الدستور .

   وحيث (ان لا جريمة ولا عقوبة الا بنص ، ولا عقوبة الا على الفعل الذي يعده القانون جريمة ) وهذا هو نص المادة 19 / ثانيا من الدستور . ويضاف الى ذلك نص المادة 1 من قانون العقوبات رقم 111 لسنة 1969 المعدل نصت على: (لا عقاب عل  او امتناع الا بناء على قانون ينص على تجريمه وقت اقترافه ... ) . وحيث ان التكفير لا يعد جريمة لعدم النص عليه في النظام التشريعي العراقي فان اي شخص يحال الى محكمة جزائية لمحاكته بتهمة التكفير يلزم قاضيها الحكم بالبراءة استنادا لنص المادة 182 / ب  من قانون اصول المحاكمات الجزائية رقم 23 لسنة 1971 المعدل التي تنص على: (اذا وجدت المحكمة ان الفعل المسند اليه لا يقع تحت اي نص عقابي فتصدر حكما ببراءته من التهمة الموجهه اليه).

 وبقي لدينا الموقف القانوني لخطاب التكفير الصادر عن اية جهة افرادا او مجموعات الموجه لاي شخص او جماعة او تشكل مجتمعي يعني دعوة للقتل . يعدها القانون تحريضا على القتل .  ويتحقق التحريض باساليب عدة منها : بالوعد والوعيد قولا اوكتابة او اشارة . وان يكون التحريض مباشرا اذا انصب على فعل يعاقب عليه القانون.

وان تكون النية محددة في ذهن المحرض اي وجود النية الآثمة في نفسه التي تفضي لوقوع الجريمة ، وان تقع الجريمة بناء على ذلك التحريض ، فاذا ما حدث القتل بناء على هذا التحريض  فان المحرض يعد شريكا في الجريمة وهذا ما نصت عليه المادة 48 من قانون العقوبات بالنص التالي :

(يعد شريكا في الجريمة كل من :

1– من حرض على ارتكابها فوقعت بناء على ذلك التحريض).  وهذا الشريك يعتبره فاعلا القانون فاعلا للجريمة بحكم المادة 49 من القانون ذاته ويعاقب بذات العقوبة التي يعاقب بها الفاعل الاصلي . وبالمصلحة فان اي خطاب يوجه بموجبه التكفير ، ويحصل القتل بناء على ذلك التحريض التكفيري فان المحرض يعد فاعلا  ويحكم بذات العقوبة التي يحكم بها الفاعل الاصلي .

*************

ص14

دمعة حارقة كالصديد

مارسيل خليفة

هكذا أكفّ قليلاً، عن عبث المسافة واخترعْ لنفسي كلَّ يوم عودة ما إلى الوطن البعيد. ما كان النوم متاحاً إلا في ساعات متأخر من الليل، أو في أختها المبكرة من صباح الليل. ورأيت تدفق الحدث الدامي وكبرياء الألم في بيروت. حاولت إشغال نفسي بأمر ما حتى أتجنب الحقيقة المرّة. ولكن.. تعب الغربة، جحيم الوطن الذي كتبناه على لحمنا ونثرناه في أغانينا لم يسعفني في الهروب من القلق المريع. كلّنا على قلق! نحتاج إلى خارق ومعجزة!

كيف نقايض “كلّنا للوطن” بغبار الدمار المغزول بالدم والنار؟ كيف انكسر والد “ألكسندرا” كما ينكسر السرو العالي؟ سحبوا منه طفلته، وعلقوها على الهواء لتصير “نجمتنا” وَيا عَليّ جئت إلى المرفأ من اجل كيس طحين لتحمله فطحنتك الإهراءات، وتلك الأم الثكلى، المتشحّة بالسواد، تنادي ابنها “الحِلو” ذا العيون العسليّة. من الذي أها على جسده المرهف تراب التعب؟ نهنهة البكاء لذلك المولود الجديد، الخارج لتوّه من رحم أمه في المستشفى المنكوبة.

أيها الطفل الجميل، لا أستطيع أن أتخيلّك من غير أمٍ ومن غير أب، وسأنثُ عليك ما في وسعي أن أنثر من زهر.. ثمّة كلب يعوي في ليل المدينة منتظراً عودة صاحبه الذي لم يعد والذي طيرّه الانفجار الكبير وتبخّر.

كُثر كانوا هناك: فوج الاطفاء، العروس النائمة، الناطور بثيابه المهلهلة، صياد السمك بقصبته المتهالكة، الرجل الذي يقف عارياً مصدوماً، محموماً، رافعاً ذراعيه نحو المنتهى في محاولة مستميتة لالتقاط المراكب السابحة في الفضاء.. لا حدّ، أبداً، لطاقة الأسى والعجز عن الامساك بأطراف سحيقة.. سماء من دخان، أجساد تتسلّق الفضاء الشاسع، نتطلع بأبصارنا وبصائرنا الكلية لنرى الحد الفاصل بين ما هو واضح وما هو غامض.

بكاء عاصف، من يملأ فراغ الذين رحلوا؟ من يملأ هذا الفراغ؟ ما جدوى هذا العبث؟ هنيئاً لأولئك الذين بلغوا الفردوس! من ينتشلنا من هاوية السقوط المدوّي؟ من ينسانا تحت الركام على ضفاف الميناء؟ أين سترسو السفن؟ وأين سترسو أحلام المدينة؟ أبوسع القمح أن ينبت في ساحة الشهداء ويصعد إلى السماء!

أعترف بأنني مخطوف، الآن، إلى أمكنة الطفولة في بيروت، وأخشى أن أشي ببوح “حميم” في وحشة قلبي المنطوي في العزلة.. يعود فيَّ الولد، الذي كنتُه ليشتاق إلى مدينته الاولى. كانت المدينة تستهويني، وكنت أذرعها وحيداً في المساءات. طليقتان قدما تعْويان في الفضاء. كان ذلك عندما جئتها، على صهوة حلمي المبلّل برذاذ الطفولة، لأدرس في معهدها وعيناي تمسحان الناسَ والواجهات وسحرها الخرافيّ من شارع لآخر. ثم أتى الرصاص وأتت بعد حين الأغنيات - العاشقات ينتحرن على شرفةِ وتر تنقره الأصابع في جنون ريشة النسر.

هكذا سكنتني المدينة وروضت صوتي على الوداعة. لم أعد قادراً على الحنين. أريد أي مكان في مكان المكان كي أعود الى ذاتي: إلى باعة الصحف يصيحون، ملء أصواتهم لاهثين، بالعناوين الكبرى، المقاهي الفائضة على الطرقات، أسواق المدينة وسط البلد، سوق الخضار، سوق العمومي، سوق النورية، سوق سرسق، ساحة البرج، ساحة النجمة، مستديرة رياض الصلح، الحمرا، كورنيش المزرعة، الأونيسكو، دور السينما، الريفولي، الروكسي، سينما إديسون، قصر البيكاديللي.. الحنين إلى بيروت القبضايات وقنابيز وعصيّ خيزران وشوارب مفتولة. سقا الله!

ما زال بوسع ذاكرتي البيروتية أن تدلني على تاريخ أول الأشياء، وأول الأسماء، وأن أخترع صورة في المخيلّة الطيبة الهالكة في زمن الضجيج والوحشة.. تنفتح المدينة من المرفأ والتي تصعد بلا تعب، وبلا ملل إلى تعرجات الجبال المحيطة لتصل القرى ببعضها. وكم كنّا نخشى أن تضيع منّا لحظة من فضائها الممتلئ بدهشة الحياة العامرة، وماذا أبعد؟! أصوات البواخر على رصيف المينا تئن، وإيقاعات أولى لقمر مكتمل ينزل من أعالي الجبال ليسقط في بحر بيروت.

من أين أدخل في الوطن؟

من أين أخرج من الوطن؟

لُذْ بالفرار قبل أن يهبط السقف عليك.

أخرج من بابه البيعَتْ أخشابه.

من نافذته الغربية التي سُدَّت بوجهك كي لا تتنشق هواء البحر، النهاية حتمية، الكل يعرف، من القبطان إلى البحّار إلى ملاّح الصيانة . . . قوارب النجاة قد ابتعدت وعلى متنها السارقون والفاسدون وكلابهم وبنادقهم وصناديق أمتعتهم وعطورهم وخمورهم وخزانات حديدية عليها أسماؤهم المستعارة، محكمة الاقفال لا تُحرق ولا تغرق، تقاوم الانفجار والإعصار.

بوصلة سقطت من جيب بحّار عتيق. لا شرق فيها ولا شمال، ولا جنوب ولا غرب، كيفما قلبتها، أشارت بلا مبالاة إلى القعر.. لم يبق حيّ سوى الموت.

يتراكم الزجاج على الرصيف وتغيب الميناء، ونَشقى في الشقاء مثل سفينة تهب نفسها للضباب.

ما هذا الزمن !؟ أرى ولا أرى! أسمع ولا أسمع! الزجاج المتناثر مثل الدموع يغطي العيون.. دمعة حارقة كالصديد.

ولكِ سأغني!

ــــــــــــــــــــــ

مجلة “النداء” اللبنانية – 24 تشرين الأول 2020

************

عاملات المنازل في قطر

يواجهن انتهاكات «واسعة النطاق»

متابعة “طريق الشعب”

كتبت مايا أوبنهايم، مراسلة شؤون المرأة في صحيفة الاندبندنت البريطانية، عن تقرير لمنظمة العفو الدولية عن انتهاكات لحقوق الإنسان تواجهها عاملات المنازل في قطر.

وتقول المراسلة إن تقريرا جديدا خلص إلى أن العاملات بالمنازل يتعرضن لمستويات شديدة من الانتهاكات، حيث يجبرن على العمل أكثر من 18 ساعة في اليوم وغيرها من الانتهاكات.

وصفت العاملات كيف أن أصحاب العمل يقللون شأنهن ويعنفونهن، بينما قام البعض بشد شعورهن والبصق عليهن، فضلاً عن حالات الضرب والركل واللكم، حسبما جاء في تقرير منظمة العفو الدولية.

وأوضح التقرير أن العاملات يحصلن على حماية قليلة أو معدومة من السلطات في الدولة المضيفة لكأس العالم 2022 .

وأشار التقرير إلى أن أرباب العمل يصادرون جوازات سفر عاملات المنازل، مما يجعل من الصعب للغاية الفرار من الإساءات - مضيفا أن بعضهن وصلن إلى “نقطة الانهيار” من خلال العمل المفرط مع عدم وجود وقت للراحة.

وقالت 15 امرأة إنهن تعرضن لانتهاكات جسدية على يد صاحب العمل أو أسرة صاحب العمل، من بين إجمالي 105 مقابلات مع سيدات يعملن كخادمات منازل مقيمات.

ومن بين الذين تمت مقابلتهم، قال 90 من بين 105 عاملة إنهن يعملن أكثر من 14 ساعة كل يوم، بينما أكد نصف العاملات أنهن يعملن أكثر من 18 ساعة في اليوم، أي ضعف ساعات عقودهم المنصوص عليها.

وقالت العديد من النساء إنهن لم يحصلن على يوم عطلة واحد أثناء عملهن، وقالت 89 منهن إنهن يعملن بانتظام سبعة أيام في الأسبوع. وفي أغلب الحالات - 87 - صادر رب العمل جوازات سفرهن بشكل غير قانوني.

ـــــــــــــــــــ

بي بي سي – 21 تشرين الأول 2020

************

ص15

انتفاضة تشرين ثقافيا / محور خاص

تعد انتفاضة تشرين في ذكراها الأولى ، فاتحة مسار شعبي يدرك حقوقه التي سلبت منه.

فما هو دور الثقافة والمثقفين في إغناء هذه الانتفاضة الباسلة ..رأيكم يهمنا وصوتكم يعنينا .

توجهنا بهذا السؤال الى عدد من الكتاب والاكاديميين والمثقفين العراقيين والعرب في الداخل والخارج، وتسلمنا اجاباتهم التي ننشرها تباعاً ...

 المحرر الثقافي

**********

العلاقة بين الثقافة والاحتجاج الشعبي والسلطة السياسية

ابتهال بليبل*

عندما اندلعت في أكتوبر/ تشرين الأول 2019 الاحتجاجات الشعبية السلمية. بدا كل مشارك في ساحة التحرير ببغداد يطالب بالإصلاح والتغيير، بينما العلم العراقي كان يلوح بأذرع الجميع في اتجاه واحد.

لم تكن هذه الانتفاضة الأولى ولن تكون الأخيرة في تمثيل رغبة العراقيين في التغيير، فهناك تظاهرات كثيرة قد اندلعت قبلها. مع ذلك، نجحت انتفاضة أكتوبر/ تشرين الأول فيما لم تنجح غيرها في كشف العلاقة بين الثقافة والاحتجاج الشعبي والسلطة السياسية.

قد نفكِّر في التأثير العنيف لردة فعل الأجهزة الأمنية ومكافحة الشغب تجاه كل من شارك بالانتفاضة لا ينفصل عن كونها ممارسة سياسية لقمعها، تنظر بشكلٍ ما لمختلف شرائح الشعب العراقي بما فيهم المثقف على أنهم بالضرورة مسؤولين عنها، وإن وجود المثقف مع المحتجين أكثر تأثيراً من عدمه في العموم.

لكن الانتفاضة الشعبية تجعلنا أفكِّر أيضاً في الوعي الوطني، ذلك الوعي الذي يؤشر تصاعده من دون الانتماءات الدينية.

هذا ليس كافياً بالنسبة لمن يريد أن يُحدد دور الثقافة والمثقفين في الانتفاضة، هنا نرجع إلى أكثر مفهوم “المجتمعات المتخيلة”، لبينيديكت أندرسون، الذي يرى (الأمة كيان حديث نشأ بالارتباط مع نشأة الطباعة وظهور الجرائد كوسائط للتواصل مما ساهم بإنشاء مجتمع متخيل بين جمهور القراء واحساس بالـ “نحن”). وهذا ما يدفعني لإيجاد صلة لطباعة كتب وجرائد دافعت عن الانتفاضة وهاجمت كل من رفضها وبين المثقف الذي كان يحرص على إصدارها على وفق توجهاتها ومطالبها وبين سياسة الاحتجاج الشعبي، لقد كان يستعين بهذه المطبوعات والمنشورات والملصقات كي ينشد القصائد الشعرية ويسرد القصص والروايات التي تتعلق بالمتظاهرين في جميع أنحاء البلاد.

لم يقتصر المثقفون على ذلك فقط، إذ اختلفت أدوارهم باختلاف سياسة الاحتجاجات الشعبية، فبينهم مَن لم يترك ساحة الاحتجاج أبداً حتى ودعناه شهيدا، وهناك من تطوع لمساندة جرحى الاحتجاج عن طريق المساعدات المادية والطبية والإنسانية، بل راح من يعقد الندوات الثقافية والفكرية في تلك الساحات لتثقيف كل من يشارك بالانتفاضة عن السياسة والنظام القانوني والتشريعات والاحتجاجات السلمية والانتخابات وكذلك عن أولئك غير المؤهلين للتصويت عليهم، وغير ذلك من الحقوق....

وإذا ما ركزنا على خطاب المثقفين منذ اندلاع الانتفاضة، فقد يمكننا رصد حرصهم في خلود أيقونة (نريد وطناً)،

وهنا يأتي التوتر بين المثقف والسياسي، فالمثقف يمكنه أن يزعزع السياسي بكلمة أو رأي، ذلك لأن المثقف لا يبدو مثل غيره، شخص لا يتكلم إلاّ وفق التفسيرات التي اعتمدت على الأدلة الرصينة، والأكثر من ذلك أن مكانة المثقف عند السياسي من خلال العلاقة الديناميكية النفسية بينهما وجودية، وهذا ما جعل المثقف يهتم السياسي بقتله في كل وقت.

لذا، يعد المثقف الدافع الأساس لتكوين المجتمع المفتوح - فهو يقدم رؤية تحليلية مهمة ليس فقط لرصد مشكلات المجتمع مباشرة بل لتشكيل أفكار وإيديولوجيات لصالح المحتج للمطالب في الإنسانية بالأساس.

ـــــــــــــــــــــ

* شاعرة وإعلامية

*********

دور بارز للمثقف

مهدي القريشي *

من خلال المعاينة الميدانية وكمشارك في تظاهرات السنوات السابقة للانتفاضة وفِي الحراك الثوري بعد الفاتح منه..  سجلت هذه الملاحظات

١- ان الحراك  الاجتماعي السلمي والذي  سمي فيما بعد بالثورة قد استكمل شروط عافيته بسرعة مذهلة وانتقل الى مرحلة الثورة بفترة قياسية وقد تبنى شعاراً وطنياً يلخص تاريخاً منالصراع بين الثائر المطلب بحقوق مشروعة وبين السلطة الغاشمة ، فكان شعار ( اريد وطن ) يمثل انعكاس صورة الوعي المتقدم تاريخياً لشباب معظمهم يخوض هكذا تجربة لاول مرة .

٢- في كل الحركات المطالبة في التغيير حيث كان للمثقف دور بارز في تحريك وتوجيه بوصلة الحراك الشعبي ورسم اهدافه النبيلة وتذليل العقبات الفكرية والثقافية للاخر .

اما عن دور المثقف في الحراك فمن اولى مهامه في التحولات التاريخية هو صياغة واعية للاسئلة وبقدر ما تثير هذه الاسئلة من اشكاليات فهي بالنتيجة تفتح مغاليق الكثير من المهيمنات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

ــــــــــــــــ

* شاعر وكاتب

*********

المثقف في قلب الانتفاضة

ثامر امين*

منذ انبثاق فجر الحريات وقيام ثورات التحرر في العالم ، كان للمثقف حضور فاعل ودور طليعي في مسارالتحولات التاريخية في المجتمعات التي انتفضت بوجه الظلم وعبودية الانسان ، ولنا في تجربة الثورة الفرنسية وثورة اكتوبرالاشتراكية أمثلة ناصعة فى افراز عدد من المثقفين الذين لعبوا ادوارا كبيرة ومؤثرة في نجاح الثورات والانتفاضات التي قامت في تلك البلدان ، وتأتي انتفاضة تشرين في العراق لتؤكد هذا الدور، حيث شهدنا الوقفة التاريخية للمثقفين الاحرارالذين التحمت اصواتهم وسواعدهم مع ابناء الشعب في ساحات التظاهر للتنديد بالفساد الذي اشاع الخراب في البلاد ، وقد برهنت هذه الانتفاضة التحررية ان المثقف الحر لايمكن له ان يعيش بعيدا عن هموم  وقضايا شعبه ، انما هو دائما في قلب الانتفاضة يكتب للحرية ويضيء بمقالاته واشعاره الطريق للأجيال الشابة غير مبالٍ ببطش السلطة واساليبها الدنيئة في التصفيات ، وشهدنا ذلك بالاغتيالات والتغييب الذي تعرض له عدد من المثقفين المؤازرين والداعمين للانتفاضة واهدافها النبيلة .

ــــــــــ

* كاتب

*************

للمثقف دوره الريادي

طلال الغوار*

يستقبل العراقيون اليوم الذكرى الاولى لانتفاضتهم المجيدة  بإصرار متزايد وارادة اقوى في مواصلتها من اجل استعادة العراق لسيادته وثروته المنهوبة  ومن اجل كرامته وهويته الوطنية , لقد حققت هذه الانتفاضة نقلة نوعية في الوعي الوطني العراقي , وتطلع المنتفضين الى المستقبل والحياة الحرة الكريمة , وهنا يأتي دور المثقف في تعزيز وتعميق هذا الوعي والارادة  في بناء الدولة المدنية  التي تحتضن الجميع , انطلاقا من ان هذه العملية السياسية التي اسسها المحتل ومن معه من الطائفيين والنفعيين والجهلة.

 ان العملية السياسة  القائمة على المحاصصة الطائفية هي التي انتجت كل هذا الخراب والفساد الذي استشرى  بشكل كبير , والمثقف مدعو الآن اخذ دوره الريادي في الانتفاضة بعد ان حاولت السلطة ابعاده او تحجيمه  من خلال اخضاعه للمتن السياسي الذي تنتهجه,  فعلية  اليوم ان يضم صوته وقلمه مع المنتفضين والجياع  والعاطلين عن العمل , وان لا يخضع للخطاب السياسي الحاكم  ولاخطابة الطائفي المتخلف  وبالتي يفقد دوره ودور الثقافة في رسم معالم الحياة الجديدة التي ينشدها العراقيون في بناء دولة المواطنة والحرية.

ـــــــــ

* شاعر

***********

ص16

مهمة الثقافة والمثقفين

علي حسين عبيد*

على الرغم من النقص الواضح للثقافة الحقوقية لدى نسبة مهمة من الشعب العراقي، إلا أن انتفاضة تشرين شكلت انعطافة مهمة في التاريخ النضالي للعراقيين، لكن لا تزال هناك حالة مهمة لتطوير وتنمية الثقافة الحقوقية للشعب، وهذه في الحقيقة مهمة الثقافة والمثقفين وعموم المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية، فالعراقيون يحتاجون بقوة إلى معرفة حقوقهم بالضبط، حتى يتسنى لهم المطالبة بها وحمايتها، وتتشكل مهمة المثقف في هذا الدور الأساس، إذ تقع عليه مسؤولية تنوير الناس وحثهم على تحصيل ومعرفة حقوقهم المدنية دونما نقص، ومن ثم حثهم إيضا على امتلاك الوسائل والأساليب التي تقرّبهم من هذا الهدف المصيري في إطار سلمي بحت، بمعنى أن يتظاهر الشعب ويطالب بحقوقه المشروعة بعيدا عن كل أساليب العنف، وهي ثقافة يجب أن يتدرب عليها ويتمسك بها الشعب، حتى يكون بمقدروه الحصول عليها مع اعتماد الصبر والمطاولة، وهذا كله عبارة عن ثقافة ونوع من المعرفة والأفكار التي يجب أن يتحمل مسؤولية نشرها المثقف بين عموم الناس، بعيدا عن الانعزال أو التردد في القيام بهذا الدور، وكلنا أمل في أن العراقيين سوف يحصدون النتائج والحقوق المدنية الكفيلة بحياة حرة كريمة وهم أهل لذلك حتما.

ــــــــــــــــ

* قاص وكاتب

*****

الحقيقة في التحرير انصع

برهان الجزائري*

تكمن ماهية الموضوعية بالحضور في قلب التظاهرات ومنح الدور الفعلي لصاحب الرأي ان يقول بصوت عالٍ ولا يمكن للكاتب او الفنان او الرومانسي ان يحدد دوره اذا لم يكن جزءاً من لحظة وجوده لنحسم الامر ( قووا تنظيم الحركة الوطنية) التظاهرات اليوم هي اعظم واغنى واشجع فرصة لاعادة طريق وصياغة العمل الثوري . اما الفضائيات فقد شوهت الحقيقة وراحت تبحث السراب وبقيت الحقيقة في ساحة التحرير انصع واقوى بدليل ان الدم المراق هو الذي اوصل صوت الشعب الى العالم .

ـــــــــــــــــ

* كاتب واعلامي

*******

فتية أضاء قلوبهم حب العراق

احمد الجنديل*

في الذكرى الأولى لانتفاضة تشرين الباسلة تكون الحياة قد فتحت نافذة للشمس بعد الظلام الذي خيم علينا طيلة السنوات العجاف ، كانت الأمل المرتجى الذي قفز فوق حاجز الخوف وحطم قيود الخنوع والاستسلام . فتية أضاء قلوبهم حب العراق فهبوا للمنازلة بصدور عارية وارادة لا تعرف التردد ، فكان ثمن الحرية أرواحا طاهرة ودماءً زكية واصرارعلى تحقيق النصر المبين ، ومع اطلالة هذه الذكرى فلابد أن تنطلق الاقلام تؤرخ وتبارك وتغذي هذه الانتفاضة المباركة بكل عوامل الديمومة والبقاء . وعندما تحمل الانتفاضة كل هذا الزخم الثوري المضيء ، فلابد للقلم أن يكتب بالحبر الثوري ، وأن يطلق نيرانه على مخابئ الفساد والرذيلة ، وأن يتعالى صوته ليلتحم بصوت الثائرين من أجل تحقيق الحياة الحرة الكريمة . . مباركة كل الحناجر التي تهتف للعراق العظيم ، ومشرقة كل الاقلام المترعة بصنوف النقاء والوفاء وهي ترفد انتفاضة الشعب .

ـــــــــــــــــ

* روائي واعلامي

**********

المثقف ناشر الوعي

يوسف عبود*  

انتفاضة تشرين شعلة وضاءة بعثت بإشاراتها الى كل فئات الشعب ، لينتفض ويساهم بشكل فاعل مع إنطلاقة ثورة الشباب المدوية، وكان من بين تلك الفئات الفئة المثقفة التي إختارت موقعها المناسب داخل تلك التظاهرات، فكان لها الدور الفاعل والمساند والمحرك لهذه الانتفاضة المباركة، ولم يكن دورالمثقف مشاهداً ومتابعاً وانما دخل خضم هذه الانتفاضة وشارك مع كل الفعاليات التي حدثت داخل سوح التظاهر، فهو من تقدم الى الامام من أجل أن يكون مع الصفوف الاولى المواجهة ، وكان مع الثوار الشباب في اماكنهم ومواقعهم وخيمهم في تلك السوح، ونصبت خيام لهذه الفئة االمثقفة، خيمة اتحاد الادباء، وخيمة نقابة الصحفيين، وخيمة نقابة المحامين، وخيمة لتوزيع الصحف ، وقد اتخذ المثقف من هذه المظاهرة سبيلاً لنشر الوعي المطلوب من أجل ادامة زخم الانتفاضة ، فجاءت كتاباتهم لنشر التوعية والصمود والصبر، نالابتعاد عن العنف، ولازال المثقف يقف مع الشباب في ثورتهم المباركة.

ـــــــ

* ناقد  

**********

للمنتفضين اشراق قادمة

كريم السماوي*

لانتفاضة تشرين التي انطلقت سنة 2019 خصوم ألداء، خصوصا وأنها تعدّت عامها الأول اليوم، ولا تزال جذوتها مشتعلة، ولم توقفها جائحة كورونا أو درجة العداء الكبير لها والذي وصل إلى اغتيال واختطاف ناشطيها في جميع المحافظات المنتفضة، ومن هنا تأتي أهمية الثقافة ودور المثقف في دعم هذه الانتفاضة العفوية ورفدها بكل ما يساهم في انتصارها. وفي مقدمة ذلك توعية الشباب المنتفض ليتسلح بالثقافة وإفهامهم أن الشعوب، أغلب الشعوب مرّت بمراحل من حياتها مظلومة فانتفضت لنيل حقوقها. وشعب العراق شعب ولود، وله تاريخ عريق وناصع بالثورات والانتفاضات، ومتعمق في الزمن، وشواهد ذلك كثيرة، وأن الانتفاضات تنتصر دائما بصمود الثائرين وتضحيات الشهداء والجرحى، وأن الزمن القادم بعد النصر ستكون فيه إشراقات كثيرة للمنتفضين في بناء وطن آمن ومتطور لهم ولأبنائهم وأحفادهم..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* شاعر وكاتب

**********

انتفاضة كل العراقيين

سعدون جبار البيضاني*

تعد انتفاضة تشرين انعطافة مهمة في مسيرة الشعب العراقي بعد السقوط، بهذا الكم الهائل من الاصوات الغاضبة على الواقع الفاسد الذي حل بالعراق بعد الاحتلال.

 وهذه الانتفاضة تختلف عن غيرها، اذ لم تهب الجماهير الغاضبة في بغداد وحدها وانما امتدت الى عموم المحافظات وبكثافة شلّت حركة الحياة. ويخطيء من يعتقد انها انتفاضة شباب حسب، وانما شاركت فيها مختلف طبقات الشعب العراقي ومن مختلف المستويات الاجتماعية والعمرية. وكان للنساء حظ كبير في المساهمة لم يحدث في العراق سابقا ان تساهم المرأة بهذا الشكل الفعال.

ولم يزدهم عدد الشهداء الا الاصرار على المشاركة والانتفاضة بوجه الحكومات الفاسدة التي عملت تحت غطاء الاسلام. وقد دعم هذه الانتفاضة اساتذة الجامعات والاطباء والمهندسين فهي ليست انتفاضة مصالح او نزوة. حيث عرّت الوجوه والحكومات وكشفت كل بؤر الفساد وسرقة اموال الشعب. ولم يكن في الحسبان ان يشارك الشباب ومن هم باعمار المراهقة بهذا الشكل العارم واخص منهم الكادحين من اصحاب (التكتك) الذين بذلوا جهودا رائعة وكبيرة ..

 هذه الانتفاضة قلبت الواقع المر وكانت درساً مهماً وبليغاً للسياسيين والحكام الفاسدين .. انها انتفاضة شعب تبعث على التفاؤل بمستقبل شعب عانى ما عانى من ويلات الحروب والظلم.

ــــــــــــــــــ

* قاص وكاتب

*********

ص17

الانتفاضة .. توجه نحو العيش الرغيد

نعيمة مجيد*

الثقافة هي البوابة الاولى لنهضة الشعوب وانتشالها من الجهل لكي تسير على جادة الصواب وتصحيح مسيرة الحياة ،وتوفيرسبل العيش الرغيد .

و دور المثقف رسم المعالم الحياتية للمضي قدما .

المثقف انسان نال مانال من الغبن والضيم والحيف ،كما هو حال الناس البسطاء ، وهوليس بمعزل عما جرى ويجري في الساحة العراقيةمن احداث وانتهاكات لحقوق المواطن وتهميش واقصاء وسلب ارادته في العيش الكريم ، وبأنتشار الفساد في كل مفصل من مفاصل الدولة بجوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية .

لذا هب الشعب برمته منتفضا في الاول من تشرين /٢٠١٩ ..وكان الانسان المسلوب لأبسط حقوقه في المقدمة وذلك لعدم توفير لقمة العيش بكرامة وانتزاعه من الحرمان والضياع .

فأنتفض لاسترداد حقه المنهوب ،راسما اول بوادر انطلاق لثورة الشعب العارمة في كل مدن العراق و في محافظاته الجنوبية والوسط وبموأزرةالشعب في المحافظات الغربية وكذلك الاقليم بتأيده لهم وتعاطفه معهم بمتابعة الاحداث للمنتفضين في سوح التظاهر ، التواقين للتغيير والنهوض من الواقع المزري ،وبأسترجاع الوطن المنهوب ...وتحت شعار ( نريد وطن ).

حيث انطلقت المسيرات والتظاهرات بعفوية وتلقائية تامتين  ...يقودها شباب وشابات ، منطلقين ومنطلقات كسيل عارم تهزه مشاعره الجياشة في ردع الظلم والاذى عنهم ،ونيل حقوقهم المهدورة .

فكانوا تواقين  لبزوغ اول شعاع للحرية من ساحات التحرر ورفضهم لقبضة المتجبر الفاسد ، رافضين كل من يقف في طريق التظاهرات السلمية ، متخذين من اجسادهم دروعا بشرية للتصدي للقمع والدخانيات الخانقة التي استخدمتها قوات الامن أو من كان يقف خلف الكواليس  لتفريقهم باطلاق الملتوف والرصاص الحي على المحتجين  والذين يتعرضون للقتل والخطف المدبر ضدهم من قبل جهات لم تعلن هويتها ...وبأسم قوات الشغب .

وهنا ياتي دور المثقف برصد الحالة وكشف المستور ومتابعة الحدث المرير راسما معالم الحياة العصيبة التي يمر بها المتظاهر ،متأثرا ومتألما لما يشاهده أو يعيشه في تلك اللحظات ، مدققا ومشخصامواضع الخلل والقوة بما فيها الجوانب المضيئة  ، ورسم خارطة طريق يدون فيها دور الابطال الاحرار في هذه الانتفاضة الباسلة ، عن طريق وسائل الاعلام المرئية والخبرية والفكرية في توثيق وارشفة الألم والأمل معا ...مسلطا الضوء على جراح المهمشين المحرومين القابعين عل حافات الدروب المغبرة ، كاشفا الاستبداد والصراع مع القوى المتنفذة .

فينبري بقلمه ،مستلهما حياة القصص والروايات ،مندفعافي تدوين تأريخ اللحظة التي غابت وانطفأت في خضم الاحداث المتسارعة.

يكون قلمه منبرا حرا يحاكي به العالم لنقل افعال وأقوال المتظاهرين المحتجين على الظلم ...وتصوير كل شاردة وواردة من قلب الحدث ، ويلتقط لها الصور الايجابية والسلبية معا ...ويبرز الصور الجميلة فيها .

وياتي دور المثقف ايضا بأقامة الندوات المنبرية الخطابية والتنويرية والقاء القصائد الحماسية المؤثرة والنشرات الثقافية لغرض التوعية واقامة المعارض الفنية التشكيلية التي ظهرت في ساحات التظاهر وانفاقها المظلمة .

وبدت ملامح الاحداث و تنامت مع بزوغ شرارة الثورة وظهرت مؤخراً حشود المتظاهرين والمتظاهرات تحمل امتداداتها الشعبية في البحث عن الامن والحرية والعيش الرغيد.

ـــــــــــــــــــــــــ

* قاصة وكاتبة

************

انتفاضة تشرين انتفاضة عراق مثقف

حسين البعقوبي*

شهدت ساحة التحرير .. وساحات ومناطق أخرى في مختلف المحافظات العراقية .. تظاهرات حاشدة منذ سنوات عديدة .. وكان للمثقف حضوره المميز في تلك التظاهرات.  وقد شهد الوسط الثقافي استشهاد العديد من المثقفين الذين رفعوا أصواتهم عاليا .. ضد الظلم والفساد والطائفية والمحاصصة ورداءة مستوى الخدمات وكل أنواع الزيف والخراب الذي شهده العراق منذ 2003 وحتى يومنا هذا .

وكان آخر شهداء التظاهرات هو الدكتور علاء مشذوب .الذي اغتيل قبل بدء الانتفاضة ببضعة أشهر .

لذا أن نؤكد بثقة أن انتفاضة تشرين جاءت نتيجة منطقية لكل ما سبقها من تظاهرات ومواقف مشرفة لمثقفين رفعوا أصواتهم عاليا بوجه طغمة فاسدة ، حاولت إسكات تلك الأصوات عن طريق التهديد والوعيد الذي تفاقم في بعض حالاته ليصل حد التصفية الجسدية.

يضاف إلى ذلك .. ما شهدته انتفاضة تشرين من رد فعل همجي من قبل السلطة . باستخدام الرصاص الحي .وكل أنواع الأسلحة المحرمة ضد التظاهرات السلمية  والتي أدت إلى استشهاد أكثر من ٧٠٠ متظاهر وإصابة الألاف بجروح وإصابات بليغة أدت إلى الإعاقة.

ومن بين هؤلاء (من الشهداء والجرحى) نسبة لا يستهان بها من الأدباء والمثقفين.

وإذا كنا نتحدث عن المشاركة والحضور الميداني. لا نغفل الحديث عن دعم لوجستي أيضا. إن صح التعبير . تقديم ودعم إعلامي ومعنوي كبير مورس من قبل الادباء والمثقفين عن طريق مواقع التواصل الإجتماعي.  ووسائل الإعلام المرئية والمقروءة. 

وما حدث في الذكرى الأولى للانتفاضة قبل بضعة أيام من حضور مميز وفاعل ، يعد دليلاً على أن هذه الانتفاضة لن تموت .. بل ستتصاعد وتيرتها وزخمها الكبير . حتى تتحقق كل أهدافها.

واليوم .. وبعد أن استطاع وباء كورونا (سيما وأن العراق تحول إلى دولة ريعية تعتمد في اقتصادها على ما تصدره من النفط الذي أدى انخفاض اسعاره الى تدهور الوضع الاقتصادي للبلد) .. واستطاعت الضغوط الدولية أن تعري هذا النظام الذي فشل في توفير الحياة اللائقة للمواطن ضمن أبسط صورها . وفشل أيضا في السيطرة على العصابات المنفلتة التي عاثت فسادا وتدميرا وخرابا للدولة بكل مؤسساتها التي تغلغلت فيها بعض الأحزاب الفاسدة ومورست كل أنواع التخريب لكي تحقق أهدافها. لذا وفي هذا المنعطف الخطير الذي يشهده العراق .. لم يعد من خيار أمام المواطن العراقي .. والمثقفين في مقدمتهم .. أن ينتصروا للإرادة الوطنية في التغيير . واعادة الهيبة والكرامة لهذا البلد الذي ظلم في زمن الدكتاتورية وفي زمن الديمقراطية المزعومة أيضا .

ـــــــــــــــــ

* قاص وكاتب

***********

رفض الدكتاتورية والظلم

اطياف رشيد *

ان انتفاضة تشرين هي انتفاضة شبابية شعبية بامتياز وهي تستمد قوتها من طموح الشباب وامانيهم في بناء مستقبل افضل عن طريق رفض الديكتاتورية والظلم ورفض الحيف الذي اثقل كاهل اولادنا في اهمال الدولة لهم وتعطيل طاقاتهم العلمية والفكرية..وفي انطلاقتهاالاولى في تشرين الاول ٢٠١٩ ذابت فيها كل فوارق المجتمع العراقي واصبح العلم لاول مرة حاملا لمفهوم الوطنية الحقة منذ عقود .وفي هذه الشعلة المضيئة من حركة الشباب لعب المثقف دورا مهما وفاعلا في انماء تلك الشعلة .فكلمة المثقف ساندت بقوة اهداف الانتفاضة عن طريق المشاركة الفعلية على ارض الواقع في ساحة التظاهر او من خلال التنظير والكتابة لاهداف الانتفاضة.ومن المثقفين من اعتقل ومنهم من اختطف ومنهم من استشهد على ايدي القتلة وقناصيهم ممن باعوا ذممهم ووطنيتهم وقد لعب المثقف دورا فاعلا في رفد الانتفاضة بسلاح الكلمة وبالمواقف المشرفة تجاه قضية الوطن ولمطلب عظيم ووسام رفعه الشباب (اريد وطن_نازل اخذ حقي) الشعار- المطلب - القضية هو لكل العراقيين ، هو مطلب من اجل الحياة، لهذا كان دعمه ومساندته واجب تحمله المثقف كما تحمله كل ابناء الوطن.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* كاتبة وناقدة مسرحية

*********

المثقف سند للشباب الثائر

زهير الجبوري*

هي في حقيقتها انتفاضة وعي ، تأخذ على عاتقها تراكمات كبيرة افرزتها مراحل التغييب للانسان العراقي الباحث عن وطن .. ولم يكن دور المثقف سوى انعطافة جدلية في منظور تنظيري، لأنه يمتلك مقومات الفكر والعمل على تطبيق هذا الفكر ، بخاصة عندما تكون المسألة مصيرية .. وانتفاضة تشرين وهي تستمر في ذكراها الأولى.. انما تعبر عن وجود عقل ينظم مسارها.. بخاصة ما تضمنته من انفعالية شبابية في الأغلب ووجود الشعارات والعبارات المحفزة لذلك .. الانتفاضة في نظر المثقف العراقي،او كسر أطر العمل على تفعيل الحس الطائفي .. فكانت جموع الشعب خارج نطاق التصنيف الفكري والمذهبي والعرقي.. انما باتفاق الجميع كانت الحاجة الى وطن تحت شعار (نريد وطن) .. والمثقف المتمثل في منظمات واتحادات ونقابات البلد .. ساهمت في ذلك ، وخاصة اتحاد أدباء العراق المركز العام مع الفروع الأخرى..الى جانب الجهات الأخرى.. فكان دور المثقف العراقي فاعلا ومؤثرا عن طريق إسناده لموجات الشباب الثائر على الفساد.

ــــــــــ

* شاعر وكاتب

••••••

علامة فارقة في تاريخيا

سالم سالم*

هي انتفاضة شعب مر بمراحل صعبة بدأت من نظام الطاغية الذي اشاع الظلم وتبؤا السلطة وفتح الباب للقتلة واللصوص الذين يرتدون ملابس الوطنية ويزعمون انهم كانوا مناضلين... وبعد تهريبهم خيرات الوطن الى دول العالم عن طريق العصابات المنظمة طوال سبعة عشر عاماً فتفجر الغضب عبر شباب تسلحوا بالامل والغد وهم الأن يريدون استعادة وطنهم من هؤلاء القتلة واللصوص.. هذه الانتفاضة علامة فارقة في تاريخ العراق والتي لايقودها سوي البسطاء والفقراء وطالبو الحرية فطوبى للشهداء والقصاص العادل من القتلة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

* شاعر وكاتب

**********

ص18

في العدوى

عن “مشروع كلمة للترجمة” في أبو ظبي، صدر حديثا كتاب بعنوان “في العدوى” من تأليف باولو جوردانو وترجمة ناجي رزق.

يقول المؤلف في مقدمة كتابه: “إنّ وباءَ فيروس كورونا مرشَّحٌ لأن يكونَ أخطر حالةِ طوارئ صحيّة في حقبتنا. ليست الأولى، ولا الأخيرة، بل ليست ربّما الأكثر شناعة. فهو يكشف لنا عن تَعقُّد العالم الذي نسكنه، تَعقُّد حيثياته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وأيضا النفسية”.

*********

ليس مجرد كلام

الصورة تنتفض ...!

عبد السادة البصري

منذ عام وصورتك تعلو المكان، معلنةً احتجاجها وانتفاضتها على الفساد والخراب الذي حلّ بالوطن!

منذ عام وأنت تهتف: باطل!

منذ عام وأنت ترافق الجموع الهادرة بصوتها، والمنشدة للوطن، الباحثة عن وطنٍ خالٍ من الشوائب!

منذ عام وأنت كما أنت، تتقدم الطلّاب والعمّال والفلّاحين وقبلهم الأدباء والفنانين وعموم المثقفين والإعلاميين هاتفاً: جمعتنا جمعه يحسين، الفاسد نطلعه يحسين!

منذ عام والخيمة لم تنحنِ للريح والمطر والعواصف أبداً، حتى الثلج الذي نزل على بغداد لأول مرة لم يؤثر فيها، لأنك تسندها بروحك!

منذ عام والانتفاضة مستمرة رغم الجائحة والنائحة والرصاص الحي والمطاطي والمسيّل للدموع والهراوات والسكاكين والأيادي الغادرة!

منذ عام والبصرة تهتف للوطن في ساحة البحرية، تجيبها ساحة الحبوبي في الناصرية، وتردد معهما النجف وكربلاء وبابل والديوانية والكوت والسماوة وبعقوبة التي تعشقها، لتلتقي الهتافات في ساحة التحرير محلّقة مع حمامات فائق حسن، تنشد للحرية!

منذ عام وأرواح الشهداء عصافير ترفرف بأجنحتها على أعمدة الخيام وساريات البيارق والأعلام واللافتات، لترسم صورة وطن يسكن حدقات العيون وشغاف القلوب!

منذ عام وصفاء وعمر وحيدر وأحمد وعلى وعباس وبنيامين وقوافل من حمامات السلام تطير هنا وهناك في ساحات التظاهر، لتزيح الغبار والدخان والصدأ عن وجه الوطن!

صورتك صرخة ضمير حيّ عرف معنى الحرية وحب الوطن والناس، والخيمة البيت الذي ستعمّره القلوب، وعمودها القرابين التي رسمت لوحة عشقٍ لا مثيل لها، والصدى صوت ضمير الناس التوّاقة للسلام والخير والمحبة والإصلاح!

قبل يومين ونحن نستعيد الذكرى الأولى للانتفاضة الجبّارة اجتمعنا عند صورتك لننشد جميعاً: حيّ على العراق!

أتدري يا صاحبي الأحب، أن صورتك أضحت عنوان صرختنا، والمؤشر الحقيقي على تعاضدنا وتآزرنا، ووقوفنا بوجه الظلم والفساد لنعيد للوطن هيبته، ونمسح عنه غبار الضيم والضياع والمحن!

إنها خيمة الأدباء التي تنبض قلوبهم بحب الناس جميعا، والمعجونين بتربة هذا الوطن. مهما اكفهرّت الأيام وادلهمّت الخطوب والليالي .. ستظل صورتك معنا منتفضةً يا إبراهيم .. وسنظل نردد صيحتك الأثيرة في وجوه الفاسدين: بااااااااطل !