|
|
تصفح بي دي اف |
|
|
|
ص 1
تحت شعار "الديمقراطية والمدنية صمام أمان لمستقبل العراق الزاهر"
القوى الديمقراطية المدنية العراقية تعلن انبثاق تحالفها
بغداد – طريق الشعب
احتضنت قاعة صلاح الدين في فندق فلسطين ميريديان وسط بغداد، في الساعة العاشرة من صباح أمس السبت، مؤتمر إعلان تحالف القوى الديمقراطية المدنية (تقدم).
شارك في المؤتمر المئات من أعضاء الأحزاب السياسية والمنظمات والحركات المنضوية في التحالف، فضلا عن الشخصيات الديمقراطية المدنية الفاعلة في إطاره.
وحضر المؤتمر عدد كبير من الضيوف الذين مثلوا قوى وحركات سياسية مدنية واجتماعية لديها الكثير من المشتركات مع برنامج التحالف. وتقدم الحضور قادة الأحزاب السياسية والكتل والمنظمات المشاركة في التحالف، فضلاً عن شخصيات سياسية هامة منها الرفيق حميد مجيد موسى السكرتير السابق للجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، والدكتور غسان العطية راعي حركة "عدالة" والسيد رحيم أبو رغيف وغيرهم.
افتتح المؤتمر بنشيد "موطني"، بعدها نهض الجميع وقوفاً إجلالاً لشهداء العراق من القوات المسلحة والقوى الساندة لها وضحايا إرهاب وشهداء الحركة الوطنية العراية. ثم ألقى د. احمد ابراهيم كلمة اللجنة التحضيرية للمؤتمر. وبعدها توالت كلمات قادة وممثلي قوى تحالف (تقدم) وكلمات الضيوف، وكانت بينها كلمة الحزب الشيوعي العراقي القاها سكرتير اللجنة المركزية الرفيق رائد فهمي. وعرضت الكلمات جوانب هامة من برنامج التحالف ورؤى القوى المشاركة فيه. واجمع المتحدثون باسم قوى التحالف الوليد على إن أبواب التحالف ستبقى مفتوحة امام جميع القوى الديمقراطية والمدنية الراغبة في العمل في اطاره. فيما كانت مديرة جلسة المؤتمر تقرأ بين كلمة وأخرى اسماء الجهات والشخصيات التي بعثت ببرقيات التهاني إلى المؤتمرين.
وكان للشعر العامي والفصيح حضوره ضمن فقرات المؤتمر حيث قدم الشاعر الشعبي محمد المحاويلي قصيدة تغنى فيها بالوحدة الوطنية، في حين قدم الشاعر الكبير موفق محمد قصيدة جديدة عكس فيها، على عادته، هموم وعذابات العراقيين وتطلعهم الى الغد الأفضل.
وفي ختام المؤتمر وبعد ان صعد ممثلو احزاب وقوى التحالف الى منصة المؤتمر ووقفوا في صف واحد امام الحضور الحاشد، القى د. علي الرفيعي نص البيان الختامي للمؤتمر (ننشر نصه على الصفحة الثالثة الى جانب كلمة الرفيق رائد فهمي وكلمة د. احمد ابراهيم وكلمة الشاعر فارس حرام).
واشترك الجميع بعد ذلك في وقفة احتفالية مصحوبة باغان وطنية عبرت عن التصاق المؤتمرين بالوطن وعزمهم الجاد على تقديم كل ما يستطيعون على طريق إقامة الدولة الديمقراطية المدنية كبديل لنظام المحاصصة الطائفية والأثنية والفساد الجاثم على صدور العراقيين منذ اربعة عشر عاما.
جدير بالذكر ان الاحزاب والقوى التي شارك ممثلوها في المؤتمر هي:
الحزب الشيوعي العراقي، حزب التجمع الجمهوري العراقي، التيار الاجتماعي الديمقراطي، الحزب الوطني الديمقراطي، حزب الأمة العراقية، الحزب الوطني الديمقراطي (الأول)، حزب الشعب والإصلاح، التجمع الديمقراطي العربي، حزب اتحاد بيث نهرين، قائمة الوركاء الديمقراطية، حزب التجمع من أجل الديمقراطية، المنبر الديمقراطي الكلداني، تنسيقيات حركة الاحتجاج الشعبي، الحزب الوطني الآشوري، تيار نداء الرافدين، وعدد من الشخصيات الوطنية.
*******
بيان المكتب السياسي
للحزب الشيوعي العراقي:
مباشرة الحوار ضرورة
لا تحتمل التأجيل
بغداد – طريق الشعب
شكلت المبادرة الاخيرة لحكومة اقليم كردستان في شأن تجميد نتائج الاستفتاء والشروع في الحوار على اساس الدستور، خطوة ايجابية على الطريق نحو اطلاق الحوار حول الأزمة القائمة والقضايا العالقة بين السلطة الاتحادية وحكومة الاقليم، على اساس من التزام الدستور.
فتجميد الاستفتاء من قبل الاقليم دون تحديد زمني، وإبداء الاستعداد للحوار على قاعدة الدستور، يعني عمليا القبول بوضع حلول في اطار العراق الاتحادي.
وتأتي هذه المبادرة في الوقت الذي يتلمس فيه الجميع واقع ان استمرار الازمة وتفاعلاتها وذيولها، يحمل مخاطر ازديادها تعقيدا ويعمق الشرخ العربي – الكردي، خاصة مع وجود صدامات عسكرية بين البيشمركة وقوات الجيش والحشد في بعض المناطق، ووقوع ضحايا من الطرفين.
ولا ريب في ان تطويق الأزمة ووضعها على جادة الحل، يقتضي إيقاف العمليات العسكرية والسعي نحو اعادة الجيش الى المواقع التي تقع ضمن مسؤولية السلطة الاتحادية رسميا ودستوريا، عبر التنسيق مع سلطات الإقليم وقواته وليس عبر القتال وتنفيذ العمليات العسكرية والتوسع فيها. كما انه يتطلب ايقاف الحملات الاعلامية المتبادلة، والكف عن استصدار الاوامر القضائية في حق الشخصيات السياسية في الاقليم وفي السلطة الاتحادية.
واذا عدنا الى موضوع الاستفتاء ذاته، فمن الواضح انه عبر عن رغبة أغلبية الكرد في الاستقلال، الا انه لم تترتب عليه اية اجراءات عملية ، تشريعية او تنفيذية. كما انه حدثٌ وقع وانتهى، واصبح في عداد الماضي مثلما عبر عن ذلك رئيس الوزراء السيد حيدر العبادي. فهل ان المطالبة بإلغائه تهدف الى إفهام الكرد ان عليهم التخلي عن مجرد الرغبة في ان يستقلوا يوما، وانهم ممنوعون حتى من الحلم بذلك؟.
وفي هذا السياق علينا الا ننسى حقيقة ان الدستور ينص على كون وحدة عراقنا الاتحادي تقوم على اساس اختياري وبناءً على الارادة الطوعية لمكوناته. وهذا يعني ضمنا ان من حق اي مكوّن ان يعيد النظر في اختياره، بالاستناد الى الدستور. وهو ما لا نتمناه بالطبع وما ندعو الى الحرص على الا تصل الامور بهذا المكوّن – أيَّا كان - الى درجة الاقدام عليه.
واخيرا لا بد من التنبيه الى حقيقة ان الاجماع الاقليمي والدولي على تأييد الحكومة الاتحادية في رفضها اجراء الاستفتاء، لا ينسحب تلقائيا على موقفها الراهن ازاء المباشرة بالحوار. الامر الذي عكسه خصوصا وبجلاء البيان الصادر الخميس عن مجلس الامن الدولي، والذي دعا الى بدء الحوار بين الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم، ووفقا لجدول زمني محدد.
27/10/2017
*********
محافظ المثنى يعلن السماوة مدينة منكوبة
بغداد – طريق الشعب
أعلن محافظ المثنى مثنى الزيادي، امس السبت، مدينة السماوة "منكوبة"، عازيا سبب ذلك إلى عدم وجود مياه منذ أكثر من أسبوع. وقال الزيادي خلال مؤتمر صحفي عقد، ظهر امس، في محافظة كربلاء لمناقشة الخطة الأمنية الخاصة بالزيارة الأربعينية،، إن "السماوة أصبحت مدينة منكوبة بسبب عدم وجود ماء منذ أكثر من سبعة أيام".
وأضاف الزيادي أن "ذلك جاء بسبب تجاوز محافظتي بابل والديوانية على حصتنا من الماء، مما أدى إلى عرقلة تقديم الخدمات للزائرين".
******
مجلس نينوى يحدد موعد استجواب المحافظ
بغداد – طريق الشعب
كشف علي خضير العضو في مجلس نينوى، ، امس السبت، ان المجلس سيستجوب محافظ نينوى نوفل العاكوب نهاية الاسبوع الجاري.
وقال خضير لوكالة "الغد برس"، ان "المجلس سيستجوب العاكوب نهاية الاسبوع الجاري بتهم فساد مالي".
ونوه خضير، الى ان "المحافظ يحاول الحصول على اجازة مرضية تهربا من الاستجواب كما حصل في المرة السابقة".
********
مفتشية الداخلية: ضبط أكثر من 400 قضية مهملة
و77 أمر قبض غير منفذ
بغداد – طريق الشعب
أعلن مكتب المفتش العام بوزارة الداخلية، امس السبت، ضبط أكثر من 428 قضية تحقيقية غير منجزة و77 أمرا قضائيا بالقبض غير منفذ، من 2007 وحتى العام الحالي.
وقال المكتب في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، "تمكنت المفرزة التفتيشية التابعة للمكتب، بعد قيامها بمهام التدقيق والتفتيش في سجلات وأضابير مكتب مكافحة إجرام ابو غريب التابع لمديرية مكافحة اجرام بغداد من ضبط (428) قضية تحقيقية لم تنجز و77 أمراً قضائيا بالقبض لم ينفذ تعود للأعوام من عام 2011 – 2017، فضلاً عن ضبطها لـ 15 مبرزاً جرمياً للمدة أعلاه، لم تثبت في الموقف الخاص بالمبارز الجرمية، وفيها مخالفات إدارية عدة".
وأضاف "وقد أعدت المفرزة التفتيشية تقريراً مفصلاً بالواقعة ضمنته توصية للجهات ذات العلاقة بتشكيل مجلس تحقيقي بحق ضباط التحقيق الذين كانوا سبباً في هذا التأخير، وفي تضييع حقوق الكثير من المواطنين".
وتابع "وفي سياق آخر، كشفت المفرزة التفتيشية عند قيامها بمهام تفتيش قسم طبع الأصابع التابع لمديرية تحقيق الأدلة الجنائية، وجود تأخير في تنفيذ قرارات القضاة بشأن إرسال المبارز الجرمية للمديرية من قبل القسم، ومنها قرار قاضي محكمة تحقيق الشعب إرسال مبرز مسدس، حيث تأخر القسم أكثر من ٦ أشهر لإرسالها، كما تأخر القسم في تنفيذ قرار ارسال مبرز جرمي آخر مدة تزيد عن 3 أشهر إلى محكمة تحقيق العزيزية، فضلاً عن قضايا أخرى، الأمر الذي عدته المفرزة التفتيشية سبباً في تضييع حقوق المواطنين وعدم حسم القضايا حتى الآن".
ولفت إلى أن "المفرزة أوصت بمعاقبة ضباط التحقيق على ما تسببوه من تأخير في تنفيذ قرارات القضاة، وفتح تحقيقٍ بالقضية لمعرفة ملابسات التأخير".
********
السيطرة على 43 كلم واستعادة قرى ومناطق ومواقع حكومية مهمة
القوات المشتركة تحقق تقدما ملحوظا في اليوم الثالث
لانطلاق عمليات تحرير القائم وراوه
بغداد – طريق الشعب
حققت القوات الامنية المشتركة، تقدما ملحوظا في اليوم الثالث على انطلاق عمليات تحرير قضاءي القائم وراوه غربي الأنبار والقضاء على آخر وجود لعناصر داعش في العراق، حيث تمكنت القوات من استعادة عدد من القرى ومواقع استراتيجية مهمة، وتحرير 43كلم من سيطرة تنظيم داعش وتطهير مساحة قدرها 301كم٢.
وكان رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي قد أعلن، فجر الخميس، انطلاق عملية تحرير قضاءي القائم وراوه غربي الأنبار من داعش، فيما اشار الى انه ليس امام "الدواعش" غير الموت او الاستسلام.
تحرير قرى
ونقل بيان لخلية الاعلام الحربي، عن قائد عمليات تحرير غرب الانبار، القول ان "قطعات قيادة عمليات الجزيرة والحشد العشائري حررت قرى (النزوة - النهية - العماري - الطزالية – رتاجة) وسيطرت على جسر الخور ومحطة قطار القائم ومعمل تصليح القطارات ومحطة القائم الكهربائية ومحطة عكاز الغازية ومنطقة المشاريع ومازالت قطعاتنا البطلة مستمرة في التقدم".
بدورها، قالت قيادة عمليات تحرير غربي الانبار، الجمعة، إن "قطعات قيادة عمليات الجزيرة حررت، الجمعة، قرى (العواني - جباب الشمالية - الزلة) جنوب نهر الفرات".
واضافت القيادة، أن "القوات دمرت اربع عجلات تحمل احادية وعجلتين مفخختين وقتلت 25 ارهابيا، ومازالت القوات مستمرة في التقدم".
السيطرة على 43 كلم
وفي بيان اخر، قالت خلية الإعلام الحربي، إن "قطعات اللواء السادس والعشرين بالحشد الشعبي أكملت واجبها في محور عكاشات - القائم بعد أن حررت 43كلم من طريق عكاشات - القائم وتطهير مساحة قدرها 301كلم٢".
وبينت أن تلك القطعات "تمكنت من تدمير ثلاث عجلات مفخخة وتفجير 100 عبوة ناسفة والسيطرة على مركز اتصالات لعصابات داعش الإرهابية وتحرير معمل كسارات القائم وتطهر محطة واستراحة 70 القائم".
كما ذكرت الخلية، أن "طائرات أف 16 العراقية وجهت 8 ضربات جوية في قضاءي راوه والقائم، غربي الأنبار"، موضحة أن "الغارات أسفرت عن مقتل عشرات الإرهابيين الذين كانوا داخل أوكار في هذه المنطقة".
وأضاف البيان أن "الغارات دمرت مخزنا للعتاد، ومقرات تابعة لعصابات داعش الإرهابي، و4 أوكار، وتدمير مستودع للمتفجرات وإعطاب كميات كبيرة من الأسلحة والعتار، والمواد المتفجرة".
استعادة معمل إسمنت القائم
ومنطقة الحصى
وقالت خلية الإعلام الحربي، في بيان، ان "قطعات قيادة عمليات الجزيرة حررت معمل سمنت القائم ومازالت مستمرة في التقدم".
وبينت ان "قيادة عمليات الجزيرة حررت مفرق راوه وسيطرت على منطقة الحصى ومجمعات الحصى السكنية ومنطقة الجباب".
وأضافت الخلية، أن القوات الامنية "فرضت السيطرة الكاملة على منشات T1 الحيوية والمجمعات السكنية للمنشآت"، لافتاً الى أن القوات "مازالت مستمرة في التقدم".
داعش يعزز دفاعاته
الى ذلك، قال المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل ريان ديلون، لوكالة "رويترز"، ان "داعش يعزز دفاعاته في منطقة على الحدود بين سوريا والعراق، استعدادا للهجمات من قبل القوات السورية والعراقية الساعية الى طرده من آخر معاقله".
واضاف "اننا نرى حاليا تعزيز التنظيم في كل من القائم والبوكمال"، مشيرا الى ان "قيادة التنظيم انتقلت إلى البوكمال من بلدات في العمق السوري".
وتابع ديلون ان البوكمال "هدف بالتأكيد للتحالف"، لافتا الى ان "القرار متروك لقوات سوريا الديمقراطية في مسألة شن هجوم بري".
واكد ديلون ان "مقاتلي التنظيم باتوا الآن مقاتلين مختلفين تماما عن المقاتلين الذين حاربهم التحالف بقيادة الولايات المتحدة في الفترة التي سبقت معركة الموصل"، مشيرا الى "اننا لم نر قتالا حتى الموت كذلك الذي رأيناه في الموصل واعتقد أن الأمر يرجع في معظمه إلى معنوياتهم".
ص2
تحالف القوى: الخارجية أبعدت 40 موظفا لأسباب غير مهنية
بغداد – طريق الشعب
كشف تحالف القوى العراقية، امس السبت، عن اصدار وزارة الخارجية قرارا بإبعاد 40 موظفا بمختلف الدرجات الدبلوماسية والادارية بطريقة غير مهنية ولا دستورية. وقال التحالف في بيان، اطلعت عليه "طريق الشعب"، انه "في انتهاك صارخ للدستور والقوانين الادارية والمهنية، اصدرت وزارة الخارجية قراراً بإبعاد ٤٠ موظفاً بمختلف الدرجات الدبلوماسية والادارية لأسباب غير مهنية ولا تنسجم مع التوجهات الوطنية الرامية الى تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة ونبذ كل اشكال الطائفية والاقصاء والتهميش"، معربا عن استغرابه "من اصدار هذه القرار غير المهني".
واضاف التحالف أن "القرار المذكور جاء بناء على توصية اللجنة الامنية التي شكلها مجلس الوزراء قبل قرابة عام والتي أثار تشكيلها في حينه جدلاً وتساؤلات مشروعة عن سبب التشكيل وطبيعة مهامها وآليات عملها واقتصار التنفيذ فيها على جهازي المخابرات والأمن الوطني ورئاسة الوزراء ووزارة الخارجية الذين يمثلون جهة بعينها". واعتبر التحالف، ان "مثل هذه السياسات التي تفتقر الى الشفافية والموضوعية والانصاف لا تخدم عمل الوزارة ولا تصب في مصلحة البلد الذي ينشد الوحدة والاستقرار والنمو والازدهار".
********
اضاءة ...
الخلل في بناء الدولة
وتداعيات الاستفتاء
هناك شعرة تفصل بين الحق وممارسة استحقاقاته ، وبين الصلاحيات وفق الدستور والقانون، والتمادي في استخدام تلك الصلاحيات والتوسع فيها . فباسم الدستور يمكن ان تنتهك مواده ويتم التجاوز على مضمونه وقتل روحه التي كانت وراء صياغة فقراته . والامر يغدو شديد الالتباس عندما تكون مواد الدستور حمالة أوجه.
وعندما جرى التصويت على الدستور كانت هناك ملاحظات على العديد من مواده. وقد سهلت الصياغات الضبابية للعديد منها للقوى المتنفذة على اختلاف مسمياتها استغلال ذلك ايما استغلال، ساعية الى تكريس نفوذها وهيمنتها واختيار ما يناسبها منها. وجرى التمادي في ذلك من قبل الكل الذين استمرأوا المحاصصة بما وفرته لهم من غطاء لتأمين سلطتهم ، فاستبدلوا العديد من مواد الدستور وروحه بتوافقاتهم وصفاقتهم السرية والمعلنة، التي كانت عرضة للتغيير حسب موازين القوى بين تلك الاطراف المتنفذة ،وحسب شدة تأثير الاطراف الخارجية عليها والتي تحولت بفعل المتنفذين الى عامل حاسم في رسم مسارات السياسات في بلدنا . وبما ان لهذه الاطراف الخارجية مصالح متباينة ومتقاطعة ولا تنسجم بالضرورة مع مصالح شعبنا ، وان توافقت مع بعض مطالبه في أوقات معينة ، فإنها لم تسمح للقوى الداخلية العراقية بإيجاد مرتكزات وتفاهمات وطنية راسخة ومقبولة، يتم الرجوع اليها في معالجة ما يطرأ من تطورات .
وازداد الامر تعقيدا عندما جرت عرقلة بناء مؤسسات الدولة والحيلولة دون بسط سيادة القانون على الجميع وغياب دور فاعل للرأي العام وهيئاته ، فضلا عن غياب المعايير في إسناد الوظيفة العامة ، ونعني معايير الكفاءة والمهنية والنزاهة والاخلاص للتجربة الديمقراطية الوليدة والسعي الى تثبيت ممارسة سليمة لها .
ومن جانب اخر لم يمارس القضاء العراقي دوره المطلوب وحرصه على تثبيت روح الدستور وحفظ هيبة القانون والدولة. ، فكان ، للأسف ، هدفا لاتهامات ، وفي أوقات مختلفة ، بانه يتخذ قرارات سياسية ويميل عموما الى مركز القوة النافذ . فالقانون ايضا مثلما يكتبه بشر ، يفسره بشر ، مع ما يحيط بهم من ظروف . وساهم غياب المحكمة الدستورية ، التي يفترض ان تكون حامية وحارسة لحسن تطبيق الدستور ، في خلق هذه الاشكالية وزيادة تأثيرها السلبي .
فصحيح ان الدستور ، رغم ما فيه من نواقص وثغرات ، يبقى المرجع في الظرف الراهن وما يجب الاحتكام اليه ، ولكن يتوجب الإدراك العميق من قبل من بيده القرار في بغداد واربيل ، بان الدستور كتب في لحظة توافق وموازين قوى معينة ، ما يوجب الحذر من التفسيرات وحيدة الجانب والتعسف فيها، او ان لا يؤخذ الدستور بكليته وعلى نحو انتقائي ، خصوصا الان في هذا الظرف الذي يحتدم فيه التوتر بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم ، وما يؤشره من صلاحيات للطرفين ، والسعي قدر المستطاع الى تجنب فرض حقائق جديدة متعلقة بتغييرات موازين قوى . فهي وان بدت مغرية للبعض ومعالجة لما تراكم من مشاكل جرى تركها تتراكم مراعاة لمصالح ضيقة ، فإنها لن تجلب الأمن والاستقرار ، ويقينا انها لن تقود الى بناء دولة متماسكة ونسيج وطني متين ، على الرغم من الوحدة الشكلية الظاهرية.
ان ما يحصل الان وما أعقب الاستفتاء من تداعيات ، قد سلط الاضواء كثيرا على قضية بناء الدولة الاتحادية المؤسساتية الحقة، وما توجبه من تحديد واضح للصلاحيات بين مختلف الاطراف، وتحديد اكثر ملموسية لآلية اتخاذ القرار ومنع التداخل بين السلطات الثلاث ، مع التشديد على الديمقراطية توجها وممارسة وبناء مؤسساتها الضامنة .
محمد عبد الرحمن
*******
الحديثي: نتطلع الى تطبيق وتفعيل اتفاقات تحصل على الأرض
الغانمي بعد اجتماع مشترك مع الجانب الكردي:
على البيشمركة الانسحاب إلى حدود 2003
بغداد – طريق الشعب
قال رئيس أركان الجيش العراقي عثمان الغانمي يوم أمس، ان اجتماع قادة القوات العراقية والبيشمركة بحث عودة القوات الكردية لحدود عام 2003 وتسليم المنافذ الحدودية للقوات الاتحادية.
وأوضح الغانمي للصحفيين في نهاية الاجتماع الذي عقد في مقر قيادة عمليات نينوى بالموصل، أن "الاجتماع بين قادة القوات العراقية وقادة قوات البيشمركة تناول عودة القوات الكردية إلى حدود عام 2003، وتسليم المنافذ الحدودية للقوات الاتحادية".
وأضاف أنه "تم الاتفاق على العديد من النقاط لكن قادة قوات البيشمركة لم يعطوا موافقة نهائية لحين الرجوع إلى رئاسة الاقليم، ومن ثم ابلاغ القوات العراقية بموقفهم النهائي".
ولم يدل الوفد الكردي بأي تصريح لوسائل الاعلام في اعقاب الاجتماع.
وشارك في الاجتماع من جانب بغداد كل من: الفريق الركن عثمان الغانمي رئيس اركان الجيش، والفريق الركن عبدالغني الاسدي قائد جهاز مكافحه الارهاب، والفريق رائد شاكر جودت قائد الشرطة الاتحادية، واللواء نجم الجبوري قائد عمليات نينوى، اضافة لمسؤولي الاستخبارات العسكرية والامن الوطني والمخابرات العراقية.
أمام من جانب البيشمركة فشارك كل من: جبار ياور الامين العام لوزارة البيشمركة، وكريم سنجاري وزير داخليه اقليم كوردستان وكالة عن وزير البيشمركة، وسيروان بارزاني قائد عمليات محور مخمور، وجمال ايمنكي احد قياديي قوات البيشمركة، وعزيز ويسي قائد في قوات الزيرفاني، وشيخ جعفر شيخ مصطفى قائد قوات سبعين للبيشمركة".
وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد أمر القوات العراقية بوقف التحركات العسكرية في المناطقة المتنازع عليها لمدة 24 ساعة لـ"فسح المجال امام فريق فني مشترك بين القوات الاتحادية وقوات الاقليم للعمل على الارض لنشر القوات العراقية الاتحادية في جميع المناطق المتنازع عليها وكذلك في فيشخابور والحدود الدولية فورا وذلك لمنع الصدام واراقة الدماء بين ابناء الوطن الواحد".
مساع لحل المشاكل
وقال المتحدث الإعلامي باسم مكتب رئيس الوزراء، سعد الحديثي، امس، في تصريح صحفي نقلته وكالة "نينا" للأنباء، إن "وقف العمليات يأتي لإتاحة الفرصة لفريق فني مشترك يعمل ميدانيا على الأرض بين الجانبين لضمان نشر القوات الاتحادية في جميع المناطق المتنازع عليها والمناطق الحدودية والمنفذ الحدودي مع تركيا"، مبينا أن "الاتفاق فني على مستوى فرق ميدانية من أجل ضمان عدم وجود أي احتكاك أو صدام أو مشاكل أمنية".
وأضاف الحديثي، أن "العمل حاليا فني مشترك ووسيلة لإنفاذ القانون وتطبيق الصلاحيات السيادية للحكومة الاتحادية للسيطرة في المناطق المتنازع عليها وفي المنافذ الحدودية وتأمين الحدود المشتركة بين العراق ودول الجوار والعمل يسير في هذا الإطار"، موضحا أن "الحكومة الاتحادية تسعى بكل تأكيد الى حل المشاكل مع إقليم كردستان ونتطلع الى أن يكون هناك موقف من القوى السياسية في الإقليم بشأن الركون إلى الحوار وليس فقط الإعلان عن الرغبة فيه وإنما وفق متطلبات ومستلزمات نجاحه إيجابيا لتضمن حل المشاكل العالقة".
وتابع بالقول، "نحن لا نتدخل في أي صراعات داخلية بين القوى السياسية في الإقليم"، مبينا أن "عدم تبني رؤية للحوار ستدخلنا في مشاكل ونتطلع الى تطبيق وتفعيل اتفاقات تحصل على الأرض وهو أمر مهم".
وقد دارت معارك عنيفة بالمدفعية الثقيلة، الخميس، بين البيشمركة والقوات الاتحادية المتوجهة إلى معبر فيشخابور الواقع على الجدود العراقية السورية التركية، سعيا إلى تأمين خط الأنابيب النفطي الواصل إلى ميناء جيهان التركي، ضمن عملية إعادة الانتشار التي انطلقت منذ أسبوعين.
وعرضت حكومة الإقليم، قبل أيام، تجميد نتائج الاستفتاء ووقف العمليات العسكرية لبدء حوار غير مشروط، لكن بغداد تشترط مسبقا إلغاء نتائج الاستفتاء.
ترجيحات بتمديد الهدنة
وفي سياق متصل، رجح القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، غياث السورجي، امس السبت، في تصريح صحفي، إنه "من المرجح ان يتم الاتفاق (في اللقاء الفني المشترك) بخصوص المناطق المتنازع عليها وادارة المناطق أمنياً من قبل الحكومة الاتحادية والبيشمركة، بالإضافة الى حل المشاكل الاخرى".
وأضاف ان "القتال حالياً متوقف منذ امس وستمدد مدة توقف العمليات لكون المناقشات جارية"، مشيرا الى ان "الاجتماع مستمر وشكلت بعض اللجان من ضمنها لجنة تنسيقية بين الجهتين لتمشية المسائل وحل المشاكل بين الطرفين".
بداية لحل المشاكل العالقة
الى ذلك، قال نائب رئيس لجنة الأمن في برلمان اقليم كردستان، ناظم هركي في تصريح صحفي،"نأمل بأن يكون قرار رئيس الوزراء حيدر العبادي بوقف تحرك القوات العراقية في المناطق المتنازعة خطوة لبدء الحوار بين بغداد وإقليم كردستان لحل المشاكل"، داعيا العبادي الى "الإصغاء لدعوات المجتمع الدولي بإجراء الحوار بين الإقليم وبغداد".
وأضاف هركي، أن "قوات البيشمركة لا ترغب بالمواجهة مع القوات العراقية لكنه تم فرض المواجهة عليها"، موضحا أن "حكومة اقليم كردستان أكدت رغبتها في إجراء الحوار مرارا ومبادرتها الأخيرة للحوار مع بغداد أزالت كل الشكوك وتلقت ترحيبا دوليا".
واكد وزير الخارجية الامريكي، الخميس، تفهم بلاده لفرض السلطة الاتحادية في محافظة كركوك وبقية المناطق، فيما اشار رئيس الوزراء حيدر العبادي الى ان على اقليم كردستان الالتزام بتسليم المنافذ الحدودية والمطارات للسلطة الاتحادية.
*******
برلمان الإقليم يقرر الانعقاد اليوم بمشاركة حركة التغيير
بغداد – طريق الشعب
أعلنت عضو في برلمان كردستان، شيلان جعفر علي، امس السبت، أن الجلسة الرابعة للبرلمان ستعقد اليوم الاحد.
وقالت علي، في تصريح صحفي، ان "برلمان الإقليم قرر عقد جلسته الرابعة يوم الأحد". وبينت أن "الجلسة ستعقد في الساعة الثانية من بعد الظهر"، مشيرة إلى أن "جدول الأعمال لم ينشر حتى الآن". يشار إلى أن الجلسة الرابعة للمجلس، تم تأجيلها مرتين، حيث كانت مخصصة لنقل صلاحيات رئيس الإقليم مسعود البارزاني إلى السلطتين التشريعية والتنفيذية.
بدوره، قال عضو برلمان كردستان عن حركة التغيير بيستون فائق، ان كتلته ستشارك في جلسات البرلمان.
وقال فائق لوكالة "الغد برس"، إنه "حتى الآن لم يصلنا جدول أعمال الجلسة الرابعة للمجلس على الرغم من اعلان انعقاده وتأجيله لمرتين متتالين"، مشيراً إلى أن "كتلة التغيير ستشارك في الجلسات المقبلة للبرلمان سواء المتعلقة بنقل صلاحيات رئيس الإقليم أو غيرها".
وأضاف ان "النظام الداخلي للبرلمان ذكر ان جدول أعمال الجلسة مع تاريخ انعقادها تعلن قبل انعقاد الجلسة ب 48 سنة إلا أن جدول أعمال الجلسة الاعتيادية الرابعة لم يكشف بعد حتى الآن على الرغم من اعلان انعقادها لمرتين وتأجيلها دون ذكر أسباب واضحة ومقنعة".
وكانت رئاسة برلمان اقليم كردستان قد أعلنت، الجمعة، تأجيل جلسة المجلس المقرر انعقادها يوم السبت الى أجل غير مسمى.
*********
كندا تعلق مؤقتا مساعدتها العسكرية إلى العراق
بغداد – طريق الشعب
علقت القوات الخاصة الكندية مساعدتها العسكرية مؤقتا إلى العراق بسبب التوتر بين الجيش العراقي والمقاتلين الأكراد، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع الكندية.
وأعلن المتحدث باسم الوزارة دان لو بوتيلييه، ان "العسكريين الكنديين سيستأنفون مساعدتهم بمجرد ان تتضح الامور حول العلاقات بين قوات الامن العراقية، وحول الاولويات الرئيسة والمهمات التي يجب تأديتها في اطار مكافحة تنظيم داعش".
واشارت كندا العضو في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش الى "ضرورة تكريس الجهود من اجل تعزيز المكاسب الحديثة التي تم تحقيقها ضد التنظيم الجهادي".
وذكر لو بوتيلييه ان "قوات الامن العراقية وكل دول التحالف حققت تقدما كبيرا في الاشهر الاخيرة وباتت تسيطر على القسم الاكبر من أراضيها". وأضاف انه "رغم هذا التقدم، الا ان مكافحة تنظيم داعش والتطرف العنيف لا يزال امامها طريق طويل، لان مقاتلي التنظيم لا يزال لديهم مواقع في العراق". وتابع ان "الوضع لا يزال قابلا للتغير على الارض ولا بد من الوقت لتعزيز المكاسب الحقيقية وتحرير كل الاراضي التي يسيطر عليها تنظيم داعش والتركيز أكثر على التحديات التي يطرحها الاستقرار".
******
الى عائلة الفقيد ابراهيم الوكيل المحترمين
تلقينا ببالغ الألم والحزن خبر الخسارة الكبيرة التي تكبدتموها وتكبدناها معكم، بوفاة الشخصية الوطنية، المهندس والخبير النفطي الاستاذ ابراهيم مهدي الوكيل.
لقد كان الفقيد ابنا بارا لشعبه العراقي، ناضل من اجل حريته وحقوقه ومصالحه، ودفع ثمن ولائه له ملاحقةً واعتقالا وفصلا وتشريدا، حتى اضطر الى الهجرة والعيش بعيدا عن الوطن الغالي. وفي الفرص المحدودة التي اتيحت له خدم الوطن باخلاص وتفان، سواء كأول مدير عام لمصفى الدورة بعد ثورة 14 تموز 1958، او كمخطط في شركة النفط الوطنية في ما بعد، او كمدير عام وخبير في وزارة النفط.
نشاطركم الاسى برحيل الاستاذ ابراهيم، ونرجو لكم الصبر على هذا المصاب المؤلم.
تعازينا الحارة لافراد العائلة الكريمة جميعا، والذكر العطر دائما للفقيد الراحل.
المكتب السياسي
للحزب الشيوعي العراقي
27/10/2017
**********
نازحو ألتون كوبري مدعوون الى العودة.. و 30 عائلة نازحة ترجع إلى قرية شمالي ديالى
الأمم المتحدة: نزوح 175 ألف عراقي بسبب الاحداث في المناطق المتنازع عليها
بغداد – طريق الشعب
أعلنت منظمة الأمم المتحدة، أن أكثر من 175 ألف عراقي غادروا منازلهم في محافظات أربيل ونينوى ودهوك العراقية، جراء المعارك الدائرة بين القوات الحكومية الاتحادية وقوات البيشمركة.
احصائية جديدة
وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، "أعداد النازحين الذين هربوا من محافظات أربيل ونينوى ودهوك في شمال العراق، بسبب الاشتباكات الدائرة هناك، بلغ حاليا أكثر من 175 ألف شخص".
وأضاف "عمال الإغاثة يقومون بمراقبة الوضع عن كثب، تحسبا لنزوح المزيد من السكان بسبب الاشتباكات في مناطق أخرى من البلاد".
يشار إلى أن حدة التوتر بين بغداد وأربيل ازدادت عقب إجراء إقليم كردستان العراق استفتاء الانفصال في الـ25 من أيلول الماضي، الذي تؤكد الحكومة العراقية "عدم دستوريته"، وترفض العمل بنتائجه.
وفرضت القوات العراقية، خلال حملة أمنية في منتصف تشرين الأول الحالي، السيطرة على غالبية المناطق المتنازع عليها بين الجانبين، وأبرزها كركوك.
نازحو التون كوبري
من جهته، قال قائد عمليات شرق دجلة اللواء علي فاضل، في مؤتمر للعشائر بكركوك، تابعته "طريق الشعب"، إن "ناحية التون كوبري (٢٥ كم شمالي كركوك)، امنة وعلى العوائل العودة اليها بعد أن توقف اطلاق النار فيها"، مبينا أنه "لدينا خطة امنية لحفظ امن المحافظة".
وأضاف فاضل، أن "عشائر المحافظة كان لها دور مهم في التعايش السلمي بين مكونات كركوك"، لافتاً الى أن "ابوابنا مفتوحة للمواطنين لسماع اي شكاوى منهم".
وكانت القوات الاتحادية قد فرضت سيطرتها الشهر الحالي على محافظة كركوك واقضيتها بعد تحرير قضاء الحويجة.
عودة نازحين
وفي السياق ذاته، قال رئيس المجلس المحلي لناحية العظيم شمالي ديالى، محمد ضيفان العبيدي، في تصريح صحفي، إن "العوائل النازحة من اهالي قرية الكبيب المحررة شمالي الناحية والمكونة من ما يقارب 30 منزل، بدأت بالعودة اليوم إلى منازلها".
واضاف العبيدي أن "جميع أرباب العوائل شرعوا اليوم مع فريق من الهندسة العسكرية في تطهير الطرق والمنازل من وجود العبوات والمتفجرات تمهيداً لعودة كافة عوائلهم".
وبين أن "إعادة اهالي القرية الى منازلها سيساهم في أغلاق أخر الثغرات الأمنية المتبقية التي تسمح بتسلل خلايا داعش وتأمين الناحية بصورة أكثر فعالية".
وكانت قرى ناحية العظيم شمالي ديالى قد شهدت موجة نزوح كبيرة اثناء سيطرة تنظيم داعش عليها في 2014.
ص 3
الشيوعي العراقي: تحالف "تقدم" ثمرة عمل دؤوب
نلتقي اليوم في هذا التجمع الحاشد المتنوع، الذي يضم ناشطات وناشطين ومناصرين ثابتين للفكر وللمشروع المدني الديمقراطي، الهادف الى اقامة دولة المواطنة والمؤسسات الدستورية والرفاه والعدالة الاجتماعية، لنبعث من هنا الى أبناء شعبنا العراقي الكريم، المبتلي بالأعمال الإجرامية لقوى الارهاب، وبأزمات نظام المحاصصة المقيت، وسطوة حيتان الفساد، وعجز الدولة عن تأمين الخدمات الضرورية للعيش الكريم، للملايين من كادحي شعبنا وفقرائه .. لنبعث اليهم رسالة أمل وتصميم. فنحن الأحزاب والقوى والشخصيات المشاركة في اخراج هذا المولود السياسي الواعد، تحالف القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، عازمون على توحيد جهودنا وحشد طاقاتنا وتكريس كل امكانياتنا، في سبيل جعل الانتصارات الباهرة لقواتنا المسلحة البطلة، والتشكيلات الشعبية الباسلة المختلفة المساندة لها، ضد تنظيم داعش الارهابي، محطة أمل ورافعة لاحداث الاصلاح والتغيير، اللذين تنشدهما جماهير شعبنا، من اجل تحقيق الأمن والاستقرار والتلاحم الوطني والتقدم والرفاهية، في ظل عراق ديمقراطي اتحادي.
إننا نلتقي اليوم لنقدم لشعبنا مشروعنا المشترك للتغيير ؛ للخلاص من نهج المحاصصة الطائفية والأثنية، وما جره على البلاد من مآس وويلات، والتوجه نحو بناء الدولة المدنية الديمقراطية، الضامنة لحقوق وحريات سائر أبناء الشعب العراقي ، على اختلاف انتماءاتهم وهوياتهم، ومعتقداتهم الدينية والمذهبية والقومية والفكرية، وثقافتهم الاجتماعية. وفي صلب مشروعنا يكمن توفير الأمن والاستقرار والنهوض بالواقع المعيشي والثقافي والصحي والخدمي عموما، بعيدا عن كل أشكال التعصب الديني والطائفي والقومي والعشائري والمناطقي، والسياسي الضيق.
إن مؤتمرنا هذا هو ثمرة عمل دؤوب وحوارات مكثفة بين قوى واحزاب وشخصيات مدنية وطنية، امتدت عدة شهور. وهو محطة أولى ، ونقطة انطلاق نحو بناء تحالف مدني وطني ديمقراطي، تحالف أوسع وعابرٌ للطائفية، وهذا هو الشرط الضروري لتشكيل قطب سياسي قوي، وقادر على أن يلعب دوراً فاعلا ومؤثرا في الحياة السياسية، و ان يكسر احتكار السلطة من قبل القوى المتنفذة حاليا.
ونحن حريصون اشد الحرص على أن يكون الاطار السياسي الذي نعمل على تأسيسه، مرنا ومنفتحا يتسع لمشاركة قوى وشخصيات مدنية أخرى، لتحقيق اوسع ائتلاف سياسي مدني ممكن.
على اننا ندرك تماما، أن مشروع التغيير وتحقيق الاصلاحات الحقيقية التي يتطلع اليها شعبنا ، لن يكتب له النجاح ما لم يستقطب أوسع تأييد والتفاف شعبيين. وهذا ما يتوجب أن نسعى اليه جميعا ، بالانفتاح والتوجه نحو مختلف شرائح شعبنا ، لا سيما الشباب ، وتبني مطالبهم المشروعة والدفاع عنها ، والوقوف إلى جانبهم ومعهم لتحقيق غد افضل. وان مشروعنا يضع ضمن اولوياته المهمة ، تعزيزَ سيادة العراق وقرارهِ الوطني المستقل، وتحقيق التآخي بين أطيافه الاجتماعية ، وايجادَ افضل الحلول للارتقاء بواقع ودور الشباب والنساء في مختلف الميادين ، وتنمية مكانتهم ومشاركتهم في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد.
النجاح لتحالف القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)
النصر لشعبنا وللقوات المسلحة ولتشكيلات المتطوعين المساندة لها
ستنتصر إرادة شعبنا في التغيير والبناء
ـــــــــــــــــــــــ
* القاها الرفيق رائد فهمي سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي.
*********
كلمة اللجنة التحضيرية
لمؤتمر اعلان التحالف
تعرضت العملية السياسية منذ عام 2005 بعد اول انتخابات برلمانية الى سلسلة من الانتكاسات والتراجعات بسبب الطبيعة الطائفية الاثنية التي تشكلت بموجبها السلطة مما أدى الى تكريس المحاصصة كنهج ثابت في الحكم حيث تحولت الدولة بفعل ذلك الى جسد بيروقراطي مشلول ينخره الفساد ولا يقوى على مواجهة المتطلبات الخدمية والانسانية للمواطنين واصبحت واجهة للقوى السياسية المتنفذه وفقدت قدرتها في حل المشاكل وتنازلت عن الحق في تنفيذ القانون الى تلك التجمعات البشربة التي تسبق نشوء الدولة.
لقد خسر شعبنا الكثير من ثرواته وقدراته في ظل نظام المحاصصة المقيتة وفقدنا جميعآ فرص البناء والتطور والنماء وضعفت وحدتنا الوطنية وانفجرت الهويات الفرعية على حساب هويتنا الوطنية الموحدة. واصبح لزامآ على القوى الوطنية المخلصة ان تسعى للخروج من هذا المأزق ومن آزمات النظام السياسي المتوالدة وفيما أستطاعت بعض القوى المدنية الديمقراطية في ان تبلور رؤية شاملة للعمل خاصة بعد تصاعد النضال الجماهيري المطالب بالاصلاح والتغيير وتطور حركة الاحتجاج وتمكنها من ادوات التأثير في مجرى الحياة السياسية رغم صلادة الجدار الذي وضعته قوى المحاصصة المتنفذه لعرقلة اي مساعٍ ايجابية في مسار العملية السياسية.
وفي وقت مبكر من هذا العام جرت لقاءات متعددة بين القوى المدنية احزابآ وشخصيات والتأم لقاءها في 19/5/2017 لتضع قواعد ومشتركات تؤسس لتشكيل تجمع وطني ديمقراطي مدني كما توصلت بعد لقاءات لاحقة الى آقرار لائحة تحالف القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) وقد جعلت من المعايير المشتركة والاهداف التالية اساسآ لآنتظام عملها , ونذكر أهم ما ورد في اللائحة:
أولآ: بناء النظام الديمقراطي بما يعزز مفهوم السيادة الكلية للشعب بأعتباره مصدر السلطات.
ثانيآ: تكريس آولوية الهوية الوطنية العراقية واحترام الهويات الفرعية وتعزيز العيش المشترك لجميع المواطنين دون تفريق بينهم على اساس المواطنة والحقوق والواجبات.
ثالثآ: احترام حقوق الانسان والحريات العامة والخاصة وضمان حرية التعبير عن الرأي والتظاهر والاعتصام وحرية الصحافة.
رابعآ: اولوية النزعات المدنية الحرة الفردية والعقلانية والعلمانية التي تحترم المعتقد الديني وتقوم على التمييز بين وظائف المؤسستين الدينية والسياسية.
خامسآ: القوات المسلحة الوطنية بصنوفها وتشكيلاتها هي الجهة الشرعية الوحيدة المخولة بحمل السلاح دفاعآ عن ارض العراق وآمنه الداخلي.
سادسآ: الاصطفاف الوطني الشامل ضد الارهاب والتطرف والتكفير والفساد.
سابعآ: معالجة الاثار الناجمة عن احتلال داعش للمدن واعتبار النازحين مشكلة انسانية كبرى يتطلب تضافر الجهود الوطنية والدولية لمعالجتها ووقف تداعياتها واعتماد برامج التأهيل والاندماج المجتمعي.
ثامنآ: آقامة علاقات خارجية بناءه بما يضمن عدم التدخل في الشؤون الداخلية واقامة افضل العلاقات مع جميع الدول على اسس الاحترام والمنفعة المتبادلة والمصالح المشتركة وان لايكون العراق مسرحآ للصراعات الاقليمية او الانابة عن جميع الدول الاخرى في ضوء علاقات بعيدة عن المصالح الحيوية للشعب العراقي.
تاسعآ: اطلاق حملة شاملة لمواجهة مبرمجة ومنظمة ضد الفساد واسترداد الاموال واجراء محاكمات عادلة للفاسدين وتفعيل مبدأ عدم الافلات من العقاب وتفعيل قانون الكسب غير المشروع.
عاشرآ: استكمال مشروع المصالحة السياسية والمجتمعية على اسس قويمة بسياق حل ملفات العدالة الانتقالية والتي تضمن كشف الحقيقة والمحاسبة وتعويض الضحايا والتسامح وأعادة النظر بتشريعات المساءلة والعدالة.
أحد عشر: أقرت اللائحة بفقرات متعددة أوجه استنهاض النشاط الاقتصادي المتنوع كأحد المهمات العاجلة لبناء اقتصاد فعال قادر على أخراج البلد مما يعانيه من مشكلات متفاقمه بسبب أنعدام الرؤية والعجز الذي تعانيه الدولة.
آثنا عشر: تضمنت اللائحة التعهد بتنفيذ جملة من الاصلاحات في مجال التربية والتعليم والصحة والاسكان وتشريع القوانين الكفيلة بحل المشكلات القائمة والغاء تلك التي صدرت في ظروف استثنائية.
آيها الحضور الكريم...
ان ماذكر هو بعض مما جاء في اللائحة والتي تضمنت ايضآ وسائل تحقيق الاهداف اضافة الى الاطار التنظيمي.
وهنا نود التأكيد على ان الاطار الذي تشكل بموجبه تحالف القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) سيظل بوابة مشرعه لكل القوى والشخصيات المدنية التي لم تكن مهيأة بعد لتصبح جزءآ من هذا التحالف.
ونود ان نذكر هنا اسماء القوى المنضوية في التحالف في الوقت الحاضر:
1. الحزب الشيوعي العراقي.
2. حزب التجمع الجمهوري .
3. التيار الاجتماعي الديمقراطي.
4. الحزب الوطني الديمقراطي.
5. حزب الامة العراقية.
6. الحزب الوطني الديمقراطي الاول.
7. حزب الشعب للاصلاح.
8. حزب التجمع من اجل الديمقراطية.
9. حزب بيت النهرين.
10. المنبر الديمقراطي الكلداني.
11. التجمع الديمقراطي الاجتماعي.
12. حزب العمال العربي.
13. تنسيقيات الحراك الاجتماعي / حركة الاحتجاج.
14. قائمة الوركاء.
15. شخصيات وطنية مستقلة اكاديمية ونقابية.
ـــــــــــــــــــــ
* القاها د. احمد ابراهيم
*********
البيان الختامي للمؤتمر:
نحو بناء الدولة المدنية الديمقراطية
بعد تحضيرات واسعة تخللتها اجتماعات عديدة، ومشاورات واسعة، بحثت فيها الازمة العامة المطبقة على العراق جراء نهج المحاصصة الطائفية والاثنية، والصراع المستمر بين المتنفذين على السلطة، بما تعنيه لهم من مال ونفوذ، على حساب ضمان الامان العام وتوفير الخدمات .
التأمت قوى مدنية وشخصيات ديمقراطية في هذا المؤتمر تحت شعار(الديمقراطية والمدنية صمام الامان لمستقبل العراق الزاهر ) بعد ان توقفت هذه الاعمال التحضيرية امام جملة من القضايا المتعلقة بالخروج من الازمة بما يؤمن الاستقرار والبناء والاعمار والتنمية المستدامة والعيش الكريم وبتشكيل إطار سياسي يتسع للأحزاب والتنظيمات والشخصيات المدنية المستقلة، ويضم ألوان التيار المدني الديمقراطي واتجاهاته وفق مشروع بناء الدولة المدنية الديمقراطية، دولة المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات، دولة المؤسسات الدستورية والرفاه والعدالة الاجتماعية.
يحيي المؤتمر قواتنا العسكرية بصنوفها وتشكيلاتها كافة، ويشيد بمواقفها المنضبطة من اجل وحدة العراق وفي التعامل مع المدنيين، ويؤكد ضرورة بنائها على أساس الانتماء الوطني والعقيدة المهنية ومبدأ المواطنة، وعلى حصر السلاح بيد الدولة. ويقف اجلالا للتضحيات الجسيمة التي قدمت في سبيل تحرير محافظات العراق من سيطرة داعش.
واستكمالا للانتصار النهائي على الارهاب ولدحره، تتوجب معالجة اسباب ما حصل ونال من هيبة الدولة، يوم 10 حزيران عام 2014, وحفر في الجسد العراقي جروحا عميقة، كان يصعب تجاوزها، لولا استنهاض الشعب العراقي وقواه الوطنية بروحه المعنوية الجبارة وتحويلها الى قوة مادية إلحقت الهزيمة العسكرية بالإرهاب. وهنا نؤكد ان الانتصار النهائي على الارهاب لا يتحقق بالانتصار العسكري فقط، انما عبر جملة من الاجراءات بضمنها الإصلاح الاقتصادي وتوفير الخدمات وتأمين عودة كريمة للنازحين ، وتعويض المتضررين كما ان المعركة ضد الإرهاب لا تنفصل اطلاقا عن المعركة من اجل توطيد الديمقراطية والعدالة الاجتماعية واحترام حقوق الإنسان واستئصال الفساد بالوسائل القانونية، وملاحقة الفاسدين ولا سيما كبارهم وإحالتهم الى القضاء، والحيلولة دون إفلاتهم من العقاب.
من جانب آخر يوجه المؤتمر تحية الى حركة الاحتجاج السلمية المطالبة باصلاح النظام وتخليصه من المحاصصة والفساد، خاصة وانها ركزت مطلبها باصلاح المنظومة الانتخابية من اجل تشريع قانون عادل ومنصف للانتخابات وضمان ادارة انتخابية مستقلة نزيهة كفوءة عادلة ومسؤولة، بعيدا عن المحاصصة لا تخضع لارادة المتنفذين.
و قد توقف المؤتمر عند الوضع السياسي في البلاد الذي يشهد استمرار وتعمق الأزمة العامة ، كأزمة حكم وحكومة، وأزمة علاقات، وأزمة ثقة متبادلة بين القوى السياسية المتنفذة. فيما اخذ مسار الأحداث وتداعياتها منحى يثير قلقاً متنامياً لا داخل العراق فحسب وانما على الأصعدة الإقليمية والدولية أيضا. حيث تسارعت وتيرة انتاج وافتعال الأزمات، واخرها أزمة الاستفتاء التي اخذت منحى خطيراً هدد الوحدة الوطنية والسلم المجتمعي، وذلك بعد ان اصرت سلطة حكومة الاقليم على أجراء الاستفتاء من طرف واحد رغم المطالبات الخارجية والداخلية، الرسمية والشعبية، بالعدول عنه، وما نجم عن ذلك من تداعيات. ويتحمل رموز المحاصصة مسؤولية صنع هذه الازمات وتدويرها منذ ان قسموا الشعب العراقي على وفق المكونات (الشيعة والسنة والاكراد) وكرسوا المحاصصة في ادارة السلطة والدولة، الامر الذي امن لهم المكاسب والمنافع الشخصية والحزبية الضيقة واشاعة الفساد، على حساب معيشة المواطنين العراقيين كافة بمن فيهم مواطني الاقليم.
وترى القوى المدنية والديمقراطية المعارضة لنهج المحاصصة، ان ازمة الاستفتاء وتداعياته ليست اول ولا آخر ازمة تهز النظام السياسي، وتأتي كجرس انذار يؤشر فشل النظام السياسي في بناء دولة مدنية ديمقراطية، دولة مواطنة وعدالة اجتماعية. ذلك ان نهج المحاصصة يفضي الى ازمات اخطر، ان لم يتحقق نظام سياسي مدني ديمقراطي مستقر يوفر الامن والانصاف للجميع.
عليه يدعو المؤتمر الى اعتماد الحوار تحت سقف الدستور وسيلة لحل الملفات العالقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم وتجنب التصعيد، والحذر من دعوات الارتداد عما جاء به بشأن البناء الاتحادي للدولة..
ان تداعيات الأزمة فضحت فكر المتنفذين. فبعد تراجع الخطاب الطائفي وتقلص مساحته، بفعل نجاح خطاب التيار المدني الذي شدد على المواطنة كأساس لا مناص منه لبناء الدولة التي تحفظ حقوق الجميع ، اثبت الحال ان الفكر الشوفيني والاستعلاء القومي، وضيق الافق والفكرالطائفي والتعصب المذهبي والقومي هو سلاح المتنفذين في الصراع المتبادل والذي لم يستغنوا عنه حتى هذه اللحظة لصالح الفكر المدني الديمقراطي الذي يروج للمواطنة.
ان للازمة صلة وثيقة بطبيعة النظام السياسي القائم على المحاصصة الطائفية والأثنية، وهو ما يجعل القوى المتنفذه عاجزة عن ايجاد الحلول لمشاكل البلاد المتفاقمة، ومواجهة تحديات توفير الأمن والاستقرار الراسخين، وحماية وتعزيز السيادة الوطنية، وبناء الدولة المدنية الديمقراطية الاتحادية، ومكافحة الفساد الاداري والمالي والقضاء على جذوره وعوامل اعادة انتاجه، وبناء اقتصاد وطني متطور ذي قاعدة انتاجية متنوعة.
إن معالجة الأزمة الاقتصادية الراهنة الناجمة عن انخفاض أسعار النفط، والنفقات المالية الكبيرة لإدامة المعركة ضد الإرهاب، لا ينبغي ان تتم على حساب القطاعات الجماهيرية والفئات الاجتماعية من ذوي الدخل المنخفض والمحدود، مما يتطلب تجنب الإجراءات الماسة بمصالحهم، والبحث عن بدائل متوفرة أخرى لمعالجة الأزمة. ومن المهم العمل على تقليص الطابع الريعي والمتخلف والاحادي الجانب للاقتصاد العراقي، الذي ادى الى نشوء شرائح فاحشة الثراء من كبار التجار والسماسرة الطفيليين والمقاولين، ذوي الصلات والوشائج المشبوهه مع كبار المتنفذين.
لقد بينت التجربة الملموسة ان أزمات العراق لن تنتهي الا بإعادة بناء العملية السياسية، عبر إحداث تغيير في اساسها الجهوي الضيق قوميآ وطائفيآ، وتنفيذ برنامج واقعي يمس حاجات ومصالح المواطنين, وتحقيق العدالة في توزيع الموارد وفي استخدام الثروة النفطية. الى جانب العمل على اعادة بناء عملية التحول الديمقراطي، واقامة مؤسساتها وفق المعايير الوطنية وبما يحقق تطبيق مبدأ سيادة القانون، واستقلال القضاء، والفصل بين السلطات، والغاء التشريعات السالبة للحريات المدنية والثقافية والاجتماعية والسياسية التي شرعت في الحقبة الدكتاتورية، والمباشرة بمصالحة وطنية مجتمعية، ووضع حد حاسم وشامل للفساد والمفسدين، وملاحقة السراق والمزورين قضائيا،واستعادة الاموال التي استولوا عليها.
اننا اذ ننهض بمسؤولية تشكيل تحالفنا الديمقراطي المدني “تقدم” كخطوة اولى نراهن على قدرتنا جميعا في انطلاق تيار مدني ديمقراطي واسع يضم جميع أنصار الدولة المدنية الديمقراطية. وفي حين اسهم في التحضير لهذا المؤتمر عدد من الاحزاب والشخصيات، ويشارك فيه اليوم هذا الطيف الواسع من القوى والشخصيات المدنية، فان الجهد والعمل المنظمين سيتواصلان لاستقطاب القوى المدنية التي لم تستطع الحضور والمشاركة في المؤتمر. وسيبقى هذا الاطار مفتوحا لكل من يجد في المشروع المدني الديمقراطي خيارا لا بد منه لبناء الدولة المدنية، دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية والمؤسسات الدستورية.
ويؤكد المؤتمر ان ابوابه ستبقى مشرعة مفتوحة لاجراء الاتصالات مع القوى السياسية الوطنية ذات المنطلقات الفكرية المتنوعة، ومع الشخصيات الساعية الى التغيير نحو عراق مدني آمن ومستقر، والتي تلتزم الديمقراطية والعمل من اجل دولة المواطنة.
ــــــــــــــــــــ
* القاها د. علي الرفيعي
**********
حركة الاحتجاج الشعبية: هوية الوطن جامعة للهويات الفرعية
يحييكم محتجو ساحات التظاهر وانشطة الاحتجاج المختلفة، ويتمنون لكم ولهذا المؤتمر الموقر النجاح والتوفيق.
ونود، بادئ ذي بدء، ان نقول ما تعرفونه جميعاً: ان الكلام يوشك ان يموت في هذا البلد، وان الكلمات المجردة أخذت في السنوات الاخيرة تخسر اهلها واقرب حلفائها، وان في التسويق السياسي السائد ينام الناس بلا مأوى، ولا كرامة.
الكلام الذي يغير الراي العام الحالي، ويؤسس لراي عام جديد، هو كلام قليل شحيح، واناسه قلائل شحيحون، ذلك ان افكاره والمبادئ التي يتحدث عنها تستند الى سلوك مصاحب لها وهذا ما لا نجده الا نادراً للأسف.
لقد مرً العراق منذ 2003 في واحدة من أسوأ مراحل العمل السياسي في تاريخه، عكس ما يتصوره المتحدثون عن دستور يضمن الحرية السياسية والفكرية. فقد جرى ليّ عُنُق هذا الدستور سياسياً في مفاصل عصيبة من مرحلة ما بعد 2003، وجرى تأسيس اعراف سياسية وحزبية مبنية على الفساد والمحاصصة والنعرات الطائفية والقومية، وعلى عبادة المال والاشخاص والولاء الخارجي، بدلاً من إقامة مؤسسات سياسية وحزبية تتمتع بنقد ذاتي وديمقراطية داخلية، وولاء وطني. فكانت هذه الاعراف احد اهم الاسباب الجوهرية لضعف ثقة المواطن بصورة عامة بمن يشتغل بالسياسة، وجرى الخلط في ذهنه بين السياسي المخلص الامين (وهو قليل ونادر)، والسياسي اللعوب الباحث عن السلطة الشخصية والمال (وهو الكثير السائد). وهكذا ارتبط العمل السياسي في وجدان المواطنين بمجافاة مطالبهم، وقامت الوعود الانتخابية امامهم على اللعب على الذقون، وتحوّل التفكير السياسي الى مهارات بيع وشراء، وتهديد وترغيب. وبدلاً من ان يقود العمل السياسي الشارع ويؤثر في تغيير القيم السلبية السائدة، اصبح هذا العمل عبداً ذليلاً للوعي الجمعي، لا يملك الرغبة في تغييره لصالح وعي بناء دولة، بل الطامة الكبرى ان العمل السياسي السائد اصبح هو من يغذي المشاعر الطائفية والعنصرية، ويحمي الجهل والامية ويعتاش عليهما، ويحرص كل الحرص على بقاء المواطن حبيس هويته الفرعية ونوازعه العنفيّة، مخوّفاً إيّاه حتى من نفسه ليبقى جاهزاً لأي حرب قادمة، حتى اصبح في داخل كل مواطن عراقي تقريباً نمر نائم ينتظر لحظة الصراع الدموي.
ايها السيدات والسادة
لن نتكلم في هذه الكلمة القصية على مطالب تظاهراتنا، سواء كانت المبدئية منها او المرحلية او حتى الحالية، فهي معروفة لكم ولسائر العراقيين. لكننا نريد ان نقول بوضوح ان التظاهرات ومجمل الانشطة الاحتجاجية السائرة في العراق منذ سنوات، وبالذات الحركة المطلبية المنطلقة منذ صيف 2015، لم تسع فقط لمناهضة نوعية العمل السياسي التي تحدثنا عنها آنفاً، وانما ارادت ايضاً التأثير في الوعي الجمعي السلبي السائد، وغرس بذرة الشعور بالمسؤولية داخل الفرد العراقي، لكي يغير واقعه عبر تحسين اختياراته الانتخابية، وتنبيه ضميره الى ان هوية الوطن جامعة للهويات الفرعية وليست نقيضاً لها، وانه لا خوف على العقيدة والدين والانتماء بكل اشكاله اذا أقمنا دولة مؤسسات تكافح الفساد ذاتياً وتحمي المال العام وتنبذ المحاصصة.
ولهذا لم يعبأ المتظاهرون ابداً بقلة عددهم وهم ينادون بمشروع خلق وعي وطني جديد بجوار مناداتهم المطلبية الملحّة، ومن هذا المنطلق بالذات نجد اهمية ان ينعقد مؤتمر يجمع القوى المدنية والوطنية والديمقراطية كهذا المؤتمر الكريم تحضيراً للتحديات القادمة، متأملين من أعضاء المؤتمر، أحزاباً وقوى وشخصيات مستقلة، ان يهتموا كثيراً بتأسيس الوعي الوطني الجديد بجوار كفاحهم لتحقيق مطالب الشعب العراقي التي عبّرت عنها الحركة الاحتجاجية، بما في ذلك إظهار عملٍ سياسيٍّ جديد كلياً، نغادر عبره مرحلة العمل السياسي المدمر، التي اوصلت العراق الى ما وصل اليه الآن.
وهنا دعونا نقول شيئاً نراه مهماً:
فبالرغم من تأكيدنا اهمية صياغة برنامج انتخابي جريء وواقعي، يحمل خصوصية التفكير المدني – الوطني المنادي بدولة المواطنة والمؤسسات، الا اننا نبقى نؤكد قبل ذلك وبعده ان السيرة الحميدة للمرشّح اهم من برنامجه الانتخابي، ومواقفه النقيّة في الحياة اهم من دعايته الانتخابية، فما نفع الشعار العظيم اذا كان حاملوه ممن تؤخذ عليهم المآخذ؟ وتثار عليهم الشكوك؟ وما نفع الكلام السياسي المنمّق بالنسبة لمواطن بلا سقفٍ وبلا مستقبل؟
هكذا ايها السيدات والسادة، نجد ان الكلام السياسي السائد يكاد يموت في هذا البلد، ولا بد من كلام سياسي جديد مبني اساساً على نوعية الاشخاص المتكلمين اكثر من وعية افكارهم نفسها، يعتمد على سيرهم، وماضيهم وحجم وطنيتهم. فقد مل الناس تخمة البرامج وندرة مطبقيها. وليكن شعار القوى المدنية والوطنية في الانتخابات القادمة: سيرتي برنامجي.
نبارك تأسيس تحالف القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، ونتمنى له النجاح والتوفيق..
ـــــــــــــــــــــــ
* القاها الشاعر والناشط فارس حرام
*********
ص4
الرافدين يحدد المشمولين من المتقاعدين بسلفة الثلاثة ملايين
بغداد - وكالات
حدد مصرف الرافدين، أمس، المشمولين من المتقاعدين بسلفة الثلاثة ملايين دينار، فيما اشار الى ان استقطاع قسط السلفة مع الفائدة لايزيد عن ٥٠في المائة من الراتب التقاعدي الكلي.
وقال المكتب الاعلامي للمصرف في بيان، ان "سلفة الثلاثة ملايين دينار تشمل المتقاعدين من المدنيين والعسكريين، مبينا ان "على المتقاعدين الراغبين بمنحهم السلفة تقديم تأييد من الفرع الذي استلم منه الراتب التقاعدي والذي يُبين فيه عدم استلامه سلفة متقاعدين في حالة منحه سلفة جديدة".
واضاف ان "استقطاع قسط السلفة مع الفائدة لا يزيد عن٥٠ في المائة من الراتب التقاعدي الكلي للمتقاعد".
واعلن مصرف الرافدين، في 23 تشرين الاول الحالي، عن إطلاق سلف المتقاعدين والبالغة ثلاثة ملايين دينار عبر فروعه في بغداد والمحافظات.
*********
دعوة لانشاء طريق جديد بين كربلاء وبغداد
كربلاء - وكالات
دعا محافظ كربلاء عقيل الطريحي، أمس، الحكومة الاتحادية الى انشاء طريق جديد يربط المحافظة بالعاصمة بغداد لتهالك الطريق القديم، فيما اشار الى أن اكثر من 60 الف زائر خليجي سيصلون الى العراق لتأدية مراسيم زيارة الاربعين.
وقال الطريحي في مؤتمر صحفي عقده في المحافظة، ان "على الحكومة الاتحادية ان تقوم بشق طريق جديد بين بغداد وكربلاء لتهالك الطريق القديم"، لافتاً الى أن "اكثر من 60 الف زائر خليجي سوف يصلون الى العراق لتأدية مراسيم زيارة الاربعين".
وأضاف الطريحي، أن "هناك مبادرة شعبية من وجهاء وناشطي المحافظة لانطلاق مشروع الزائر دولار"، مشيراً الى أنه "سوف يتم العمل بالمبادرة بعد زيارة الأربعين وذلك لعدم وجود الوقت الكافي والتنسيق لإطلاقها في هذا الوقت".
********
وقفة اقتصادية...
من اجل درء مخاطر العجز
في موازنة 2018
من المعروف ان الموازنات العامة للدولة هي الاداة التي تعكس بشكل جزئي استراتيجيتها في الافادة الكاملة من مواردها المحدودة والاستخدام الامثل لها في القطاعات التي تؤدي الى الاسراع في عملية التنمية المستدامة، وفي ذات الوقت الادارة الامثل للنفقات العامة في الاوجه التي تؤدي اغراضها بعيدا عن الهدر والفساد الاداري .
واذ تجري الان مراجعة مشروع الموازنة السنوية لعام 2018 من قبل الحكومة، يتعين التوضيح ان العجز في الموازنات السنوية وخاصة في الاعوام ما بعد 2014 يحمل معه الكثير من المخاطر التي تعكر حياة المواطنين حينما يكون العجز ناشئا عن الافراط في الانفاق الحكومي، مما يؤدي الى ضغوط تضخمية بما لا يتناسب مع حجم الزيادات في العرض، وفي هذه الحالة تنعكس آثاره الضارة على الطبقات والشرائح الفقيرة وذوي الدخل المحدود، الامر الذي يتطلب الاخذ بالاعتبار سلبيات الموازنات السابقة .
ان الوجهة الحكومية كما رأيناها في السنوات الاخيرة ، قد ذهبت الى الاقتراض الداخلي والخارجي لسد العجز في الموازنات السنوية، حيث ارتفعت نسبة العجز في عام 2014 بمقدار 6 في المائة، وفي عام 2015 بنسبة 15 في المائة، فيما كان حجم العجز في عام 2016 بحدود 17 مليار دولار، اي بنسبة 12 في المائة وهي بالتأكيد حالات مرتفعة بالمقاييس العالمية، ما قاد الى تراكم الدين العام الذي وصل داخليا 45 مليار دولار، وما يقرب من 80 مليار دولار ديونا خارجية. ومن المتوقع ان يصل حجم الاقتراض الخارجي لعام 2017 فقط الى 18 مليار دولار. وهذا فرض على الحكومة العراقية ان تخصص في موازنة 2017 ما مقداره 4,2 مليار دولار، وربما مثلها في موازنة 2018 لتسديد فواتير خدمة الدين العام. يقابل هذه المشكلة ضعف مصادر التمويل الداخلي، بالرغم من الارتفاع النسبي في اسعار النفط، اذا ما استمرت الدول النفطية في الحفاظ على مستوى انتاجها، ومن غير المتوقع بالنسبة الى العراق تغطية النفقات المتزايدة نتيجة للعمليات العسكرية ضد الارهاب واوجه النفقات الاخرى.
ويبدو ان صندوق النقد الدولي حاضر في هذه المشكلة وهو ما انفك يقدم نصائحه في معالجة سد العجز في الموازنات السنوية التي تأخذ بها الحكومة العراقية مضطرة، فهذه النصائح، كما هو معروف، تنصب على تخفيض النفقات التحويلية ذات الطابع الاجتماعي، خاصة ما يتعلق بالدعم الحكومي في مجال البطاقة التموينية التي تقلصت موادها الى اربعة انواع كل اربعة اشهر، بواقع مادة واحدة في كل شهر، وكذلك الاتجاه الى الخصخصة التي بداتها وزارة الكهرباء، برغم الاحتجاجات الاجتماعية المتصاعدة، بالإضافة الى رفع حجم الضرائب غير المباشرة من خلال فرض المزيد منها في معظم مؤسسات الدولة، تنفيذا لما نص عليه قانون موازنة عام 2017 والاستقطاعات من رواتب الموظفين والمتقاعدين ووقف التعيينات للعاطلين في القطاع الحكومي. ان الدولة مطالبة بالبحث بجدية عن مصادر تمويل جديدة لسد العجز والتقليل ما امكن من الاقتراض عبر سلسلة من الاجراءات:
1. مكافحة التهرب الضريبي والتشدد في العقوبات القانونية، مع فرض الضرائب التصاعدية على اصحاب الثروات الكبيرة ارتباطا بايجاد جهاز تحصيلي كفوء وادارة حازمة، واعتماد التكنولوجيا الحديثة في رصد مداخيل المكلفين بأداء الضريبة .
2. تنفيذ الشعار الذي رفعه رئيس الحكومة في البرنامج الحكومي في اعلان الحرب على كبار الفاسدين المعروفين من سيماء وجوههم، والذين تضامنوا في نهب المال العام بدون اعتبار للموقع الوظيفي او السياسي او العشائري.
3. تضمين قانون الموازنة لعام 2018 مادة يخول بموجبها وزير المالية صلاحية اصدار السندات الحكومية لسد العجز .
4. قيام وزارة التخطيط بتحديد المشاريع الاستراتيجية، وخصوصا المتوقفة من السنوات السابقة، وحسب الاولوية، ومنها المشاريع الخدمية، وتوزيع خدماتها على المواطنين بصورة عادلة، وتوظيف الزيادات في صادرات النفط لتغطية هذه المشاريع .
ابراهيم المشهداني
*********
مزارعوها يشكون الاهمال
واسط .. شح المياه يهدد الحياة الزراعية
واسط - وكالات
يعيش مزارعو محافظة واسط حالة من الاحتقان في الوقت الحالي، بسبب الأزمات التي تحيط بالأراضي الزراعية، فبعد غلاء السماد وارتفاع أسعاره واختصاره في الأسواق فقط، تواجه المحافظة انخفاضا في منسوب المياه في الأنهر.
ويهدد نقص المياه أكثر من مليون دونم مزروع لهذا العام بحسب الخطة الزراعية لمحافظة واسط، وهو عبء يلازم المزارعين خاصة في الموسم الشتوي، الأمر الذي أثار غضب المزارعين بسبب تكرار معاناتهم مع الأزمات التي تواجه الموسم الزراعي الشتوي الذي يحتاج إلى كميات وفيرة من مياه الري نظراً لكثرة المساحات المزروعة.
ورغم شكواهم المتتالية لغياب مياه الري، لم تجد أصوات المزارعين صدى لدى المسؤولين في الحكومة المركزية والمحلية.
المزارع حسين نعيس من ناحية الدجيلي، قال إن "معظم الجداول والأنهار الصغيرة التي تسقي مزارع ناحية الدجيلي أصبحت شبه جافة بسبب انخفاض مناسيب نهر الدجيلة القادم من نهر دجلة والذي يعتبر مصدرا لتغذية هذه الأنهار الفرعية الصغيرة المنتشرة في الناحية".
واضاف لـ"الغد برس"، ان "الاستمرار على هذا الوضع يعني اننا لن نستطيع زراعة اراضينا خلال الموسم الشتوي، وان معظم محاصيل القمح والشعير مهددة بالموت لعدم قدرتنا على سقيها لعدم توفر مياه الري".
أما المزارع هادي الياسري من قرية أحوار جنوبي قضاء النعمانية، فقال: "اننا نستغرب من موقف الحكومة وعدم قدرتها على معالجة شح المياه التي انعكست سلباً على محافظة واسط"، موضحاً ان "مجموع المساحات التي كانت تزرع بالحنطة والشعير ضمن قريته كان يبلغ قرابة ألفي دونم، لكن في هذا الموسم لم يصل مجموع المساحات التي تمت زراعتها بالحنطة الى مائتي دونم".
وتابع الياسري، ان "حياة مزروعاتنا وثروتنا الحيوانية مهددة بالموت لو استمر انخفاض مياه الري في مناطقنا، والمشكلة ان معظم محطات تصفية المياه توقفت هي الأخرى وأصبحنا تحت رحمة الله، لاماء لسقي مزروعاتنا وحيواناتنا ولا ماء نشربه".
بدورها أكدت اللجنة الزراعية في مجلس محافظة واسط وعبر رئيسها، هاشم العوادي، إن "واسط عازمة على تطبيق الخطة الزراعية بشكل كامل وانها هيأت نظام رش يحد من هذه الازمة".
وقال العوادي، إن "الخطة الزراعية لهذا الموسم والتي تصل الى مليون و200 ألف دونم يجب أن تمضي بشكل صحيح وتنفذ بالكامل كونها وضعت اساساً على ضوء قدرة وزارة الموارد المائية على تأمين الحصة الكافية من المياه لتلك المساحة ضمن جميع الاقضية والنواحي".
وأكمل حديثه بالقول، ان "هناك تراجعا في الخطة المقررة من شأنه أن يلحق ضرراً كبيراً بالاقتصاد المحلي، خاصة وأن محافظة واسط تتصدر سنويا المحافظات المنتجة لمحصولي الحنطة والشعير، وبلغ إنتاجها في العامين الأخيرين نحو 800 ألف طن".
وختم قائلاً، ان "الحكومة المحلية، ومن خلال اللجنة الزراعية العليا، أعطت تطمينات وتعهدات للفلاحين الذين تقع أراضيهم في مناطق تعاني من شح المياه على أن يتم تأمين الحصص المائية الكافية لجميع المساحات الزراعية وأن لا يكون هناك تجاوز من فلاح على حساب الآخرين" مبيناً أن "المتجاوزين على الحصص المائية سيعرضون أنفسهم للمساءلة القانونية وفرض الغرامات وربما الى عقوبات أخرى رادعة".
*********
الصادرات السعودية: منتجاتنا ستنافس بقوة
في سوق العراق
بغداد - وكالات
عززت هيئة تنمية الصادرات السعودية حضور الشركات والقطاعات الصناعية والخدمية السعودية ضمن جناح المملكة المشارك، في الدورة الحالية لمعرض بغداد الدولي الـ44، بما يمكنها من التواصل والتعاون مع الشركات والمستثمرين ورجال الأعمال العراقيين، فضلاً عن التعريف بمنتجاتهم وخدماتهم والتسهيلات التي تقدمها لهم.
وتمكنت الشركات والقطاعات الصناعية والخدمية السعودية من عقد العديد من الصفقات المبدئية، وأجرت الكثير من المفاوضات للاستثمار داخل الأراضي العراقية.
وأكد مدير عام التسويق والتواصل المؤسسي والمتحدث الرسمي لهيئة تنمية الصادرات السعودية المهندس مازن الجاسر، أن العديد من الشركات السعودية المشاركة في المعرض الدولي مع أيامه الأولى عقدت العديد من الصفقات المبدئية، وأجرت الكثير من المفاوضات للاستثمار داخل الأراضي العراقية.
وأوضح أنه في ظل وجود العديد من المنتجات المنافسة ذات الأسعار الأغلى والجودة الأقل، فان المنتجات السعودية حظيت بالرغبة الكبيرة من قبل الشارع العراقي نتيجة لجودتها العالية وسعرها المعقول.
وبين الجاسر، أن الهيئة تسعى من خلال هذه المشاركة إلى اكتشاف الفرص السوقية للمنتجات السعودية في العراق كسوق واعدة، وتسهيل إجراءات التصدير إلى العراق بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة. حيث تأتي المشاركة في معرض بغداد الدولي لهذا العام، تحت شعار "صناعات تتجاوز الحدود وتقرب الشعوب"، من أهم المشاركات التي ستسهم في بناء علاقات تجارية اقتصادية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية العراقية.
********
الكهرباء: انشاء ست محطات كهربائية شمسية
في الأنبار وبابل
بغداد - وكالات
أبرمت وزارة الكهرباء، عقدين لنصب وتشغيل ست محطات شمسية كهروضوئية مع شركة "سما بغداد" الأردنية المؤتلفة مع شركة "بلو سكاي" الأميركية بطاقة إجمالية قدرها 465 ميغاواط في محافظتي الأنبار وبابل.
وقال المتحدث الرسمي لوزارة الكهرباء، مصعب المدرس، في بيان له، إن العقدين أبرمتهما المديرية العامة لإنتاج الطاقة الكهربائية في المنطقة الوسطى والمديرية العامة لإنتاج الطاقة الكهربائية في الفرات الأوسط مع شركة سما بغداد الأردنية المؤتلفة مع شركة بلو سكاي الأميركية، لنصب وتشغيل ستة محطات كهروضوئية، خمسة منها في محافظة الأنبار".
وذكر المدرس أن "المحطات ستتوزع في الرمادي بطاقة إنتاجية قدرها 100 ميغاواط، والفلوجة بطاقة إنتاجية قدرها 40 ميغاواط، وعامرية الصمود بطاقة إنتاجية قدرها 50 ميغاواط، والكرمة بطاقة إنتاجية قدرها 50 ميغاواط، بإجمالي 240 ميغاواط، أما المحطة السادسة فهي محطة الإسكندرية في محافظة بابل بطاقة إنتاجية قدرها 225 ميغاواط".
وأوضح المدرس أن مدة تنفيذ المشروع هي 8 أشهر وبمدة استثمارية تبلغ 15 عاما، وستقوم الوزارة بشراء الطاقة الكهربائية من الشركة المستثمرة بسعر 3.5 سنت للكيلوواط/الساعة، أي 36 دولارا للميغاواط الواحد.
يذكر أن وزارة الكهرباء بدأت تتوجه إلى استثمار ضوء الشمس لتوليد الطاقة الكهربائية، حيث ينعم العراق بضوء الشمس بكميات كبيرة وعلى مدار العام، مما يساهم في زيادة القدرة الإنتاجية للمنظومة الكهربائية الوطنية، وينعكس على زيادة ساعات التجهيز للمواطنين.
**********
الكشف عن الحد الأدنى لمستحقات المتقاعدين في قانون التأمينات الاجتماعية
بغداد - وكالات
كشفت اللجنة القانونيـة البرلمانية، أمس، عن بعض تفاصيل مسودة مشروع قانون التأمينات الاجتماعية الذي تسلمته هيئة رئاسة مجلس النواب من الحكومة مؤخرا، مبينة أن الحد الأدنى لمستحقات المتقاعدين في القانون، يبلغ 400 ألف دينار.
وقال عضو اللجنة، سليم شوقي، في تصريح صحفي، ان "مشروع القانون لا يخالف الدستور عموما، وهو يعالج جوانب كثيرة ذات صلة بشرائح المجتمع"، مشيرا إلى أن "المشروع سيخضع لحذف وإضافة وتعديل بعض الفقرات، بموجب صلاحيات مجلس النواب لدى عرضه في جدول الأعمال للقراءة الأولى ومناقشـته لاحقا"، وفق ما نقلته وكالة "نينا" للأنباء.
وأضاف شوقي، أن "مشروع القانون يشمل كافة العاملين في القطاع الخاص، كما يتضمن تحديد السقف الأدنى للراتب التقاعدي بـ400 ألف دينار لجميع المتقاعدين"، مبينا أن "القانون يشمـل إعادة الرواتب المتكررة للمستفيدين بمنحهم فرصـة 3 سنوات، وبعدها يخير بالراتب الأعلى، كما يعالج المستحقات التقاعديـة للمحتجزين، من ذوي مخيم رفحا وغيرهم، بأن يخير المستفيد بتقاضي راتب واحد".
وكان مجلس الوزراء وافق خلال شهر آب الماضي، على مشروع قانون التأمينات الاجتماعية.
*********
العراق يصدر أكثر من 1.2 مليون
تأشيرة دخول للزائرين الإيرانيين
بغداد - وكالات
أعلن مسؤول إيراني، أمس، عن إصدار السفارة والقنصليات والمكاتب القنصلية العراقية المؤقتة أكثر من 1.2 مليون تأشيرة دخول للزائرين الإيرانيين للمشاركة في أداء مراسم الزيارة الأربعينية. ونقلت وكالة أنباء "مهر" عن المتحدث باسم لجنة الأربعين المركزية في وزارة الداخلية الإيرانية شهريار حيدري قوله، إن "السفارة والقنصليات والمكاتب القنصلية العراقية المؤقتة أصدرت لغاية يوم الجمعة مليون و270 ألف تأشيرة دخول للزائرين الإيرانيين للمشاركة في مراسم إحياء أربعينية الإمام الحسين"، مشيرا إلى أن "هذه الأرقام تزداد يوما بعد يوم". وأضاف حيدري أن "معبر خسروي الحدودي الواقع في محافظة كرمانشاه لم يفتتح لحد الآن"، لافتا إلى أن "رئيس لجنة الأربعين المركزية مساعد وزير الداخلية حسين ذو الفقاري تفقد معبر خسروي للاطلاع على التدابير المتخذة لافتتاح المعبر أمام قوافل الزوار".
********
ضبط ثالث موقع لسرقة النفط الخام في البصرة
البصرة - وكالات
أفاد مصدر أمني في محافظة البصرة، بأن مفرزة من جهاز الأمن الوطني ضبطت موقعاً يستخدم لسرقة النفط الخام من انبوب مخصص للتصدير، وهو ثالث موقع يتم اكتشافه خلال أقل من شهرين.
وقال المصدر في حديث صحفي، إن "جهاز الأمن الوطني تلقى معلومات تفيد بتعرض الانبوب الرئيسي الناقل للنفط الخام بين محافظتي البصرة وذي قار الى تجاوز بدافع سرقة النفط الخام منه"، مبيناً أن "مفرزة من الجهاز توجهت على الفور الى منطقة الرميلة الشمالية، وبعد التحري الدقيق تمكنت من ضبط الموقع".
ولفت المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه الى أن "التجاوز الحاصل عبارة عن مد انبوب تحت الأرض بطول 300 متر يتصل بالانبوب الناقل الرئيسي، والانبوب الفرعي المخصص للسرقة مزود بصمامات"، مضيفاً أن "الجهاز فتح تحقيقاً موسعاً، وأبلغ مديرية شرطة النفط بالموقع".
*******
وزير التعليم : المباشرة في استكمال المشاريع المتوقفة بجامعة الكوفة
بغداد - وكالات
أعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي عبد الرزاق العيسى، أمس، عن المباشرة باستكمال المشاريع المتوقفة في جامعة الكوفة، لافتا الى ان الوزارة اعتمدت على الخبرات الأكاديمية الاقتصادية والملاكات الفنية الموجودة في مركز الوزارة.
وقال العيسى في كلمة له بمحافظة النجف نقلها مكتبه الاعلامي، إنه "في هذا التجمع الأكاديمي نعلن اليوم الشروع بالخطط والمسارات ذات المساحات الزمنية المرسومة لإنجاز واستكمال المشاريع العمرانية لوزارة التعليم العالي ومؤسساتها الجامعية سعيا منا ومنكم لإعادة وأعمار البنى التحتية للمؤسسة التعليمية في العراق".
واضاف العيسى، "لقد عملت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي خلال المدة الزمنية الماضية على وضع خطط مدروسة لاستكمال وتنفيذ مشاريعها المتوقفة بسبب الأزمة المالية الطارئة التي فرضت ظلالها السلبية على مجمل مؤسسات الدولة".
وتابع العيسى، أن "الوزارة عقدت العزم منذ وقت مبكر على اعادة ترتيب الاوراق وتنظيمها من جديد عبر تعظيم الموارد المالية في صناديق التعليم العالي وانفاقها على المشاريع التي حققت نسب انجاز تجاوزت الـ 80في المائة"، مبينا ان "الوزارة انتهجت مسارات متوازية لتعظيم مواردها المالية في ظل الأزمة".
واوضح العيسى، ان "الوزارة اعتمدت على الخبرات الأكاديمية الاقتصادية والملاكات الفنية الموجودة في مركز الوزارة والجامعات والمعاهد في وضع الخطط الناجعة لإنجاز المشاريع بأسرع وقت ممكن وبذلك تحقق الوزارة إنجازا مشرقا في تجاوزها هذه الأزمة من خلال التخطيط العلمي الصحيح المدعوم بالخبرات الوطنية".
ص5
أبو الطيب المتنبي – رؤية في سماته الشخصية
صدر عن "دار سطور للنشر والتوزيع" في بغداد كتاب جديد بعنوان :"أبو الطيب المتنبي – رؤية في سماته الشخصية". يقع الكتاب في 144 صفحة من القطع الكبير، ونقرأ على غلافه الأخير من مقدمة كتبها أ. د. رعد أحمد الزبيدي، " يقدم هذا الكتاب بعدا جديدا في منهجه السايكولوجي ونقده الموضوعي وأسلوبه الأدبي السلس لدراسة شعر أبي الطيب المتنبي مع عطاء الشاعر المزدحم حضورا في المجال النفسي".
********
«بوابة الذكريات».. حكاية جسد في العالم
سعد محمد رحيم
في سيرتها الروائية "بوابة الذكريات" يوغل وعي آسيا جبار عميقاً إلى جوف الكينونة، إلى بئر الليبيدو التي منها ينبثّ نور الوجود. النور الصانع لتلك التشكيلة المبهرة من الضوء والظل حيث صورة الحياة المجسّمة، الرجراجة، السعي الى التقاط لحظات الدهشة الأولى، لذة اكتشاف معنى أن تكون ذاتاً مع الآخرين، ومائزاً عنهم. إنها تتحرّى عن الأسرار الخبيئة الوحشية والبريئة، من غير مواربة وخوف غالباً، وبمناورات مجازية قليلاً، في محاولة للإمساك بجذر الأشياء والمشاعر والرغبات، كما لو أن العنوان الملحق، الثاوي بين الصفحات هو حكاية جسد في العالم.. مروية جسدها باستحالاته الطبيعية والعاطفية والرغبية.
تستخدم آسيا جبار لغة مهموسة، حادّة ورهيفة كالشفرة، لتُحدث جروحاً صغيرة في جلد ذاكرتها، لتقترب، وهي تعيش مسرّات الاكتشاف، أو بالأحرى إعادة الاكتشاف، والاعتراف، من ذاتها؛ عقلاً وجسداً وروحاً. أن تعرف كيف حصل الأمر عبر حسّها المغموس باستعارات اللغة وكناياتها، المتبّل بالشعر، والمعروض في صور تثير الفضول وتعطي وعوداً بمتعٍ خارقة.
إنها رواية عن نمو الوعي وتكوّنه، فوعي الأنا ينبثق على مهل، مع كل تجربة عابرة، مع كل مغامرة صغيرة أو كبيرة، مع كل انتهاك لنواميس ومواضعات مجتمعية قارّة. فثمة مسحة إيروتيكية للكتاب، قشرة خفيفة وامضة، لكنها مهذّبة، مثقّفة، هادئة، غير منفّرة، غير متطلّبة بإفراط، طبيعية جداً، متسائلة أحياناً، مفعمة بالرقّة، ببعض الخشية، وبنزر يسير من الحياء الشرقي.
تستعيد آسيا جبار بعضاً من التفاصيل الدقيقة لتحوّلات جسدها من طفلة إلى مراهقة، وشابة، إلى امرأة في أواسط العمر، ومن ثم لمّا تغدو في عمر الكهولة، وأخيراً حكيمة على أبواب الشيخوخة. تستحضر ثانية تلك الانتفاضات التي تثبِّتها، في النهاية، جسداً، ذاتاً في العالم. الجسد الذي يتشبّع بالإيقاع فيرقص، ويضيق ذرعاً بمكبوتاته فيتعرّى حتى وإن جزئياً بظهر وصدر مكشوفين قليلاً أمام أعين القريبات في الأعراس، حتى وإن في الفراش، في وحدتها، حتى وإن في أحلامها غير الفاحشة، وجسد الأنثى الموشوم، باعتبارات العفّة والشرف العائلي والستر، والمحبوس بين جدران البيت لهذا السبب، لا بد من أن تجد كوة للتنفيس كي لا يذبل وكي لا يختنق. فيما الرقص أمام المرايا، أو في الأعراس العائلية، قد يكون اختباراً لإعادة الثقة بالنفس، وتمريناً أولياً لمواجهة شرور الدنيا فيما بعد.
وتعرِّفنا آسيا جبّار على عالم النساء الجزائريات الضاج بالثرثرة، والنميمة، والألفة، والمؤامرات الصغيرة، والفضول، والكبت، والأسرار، والأحلام، وذلك في أواسط القرن الماضي، في العهد الاستعماري.. عالم كثيف، موّار بالحياة، يقبع فيما وراء الجدران الصلدة، تحميه الأعراف والتقاليد والقيم السائدة، وتحوِّله إلى محبس كبير.
أما الأصوات المتشابكة المتزايدة أو الناعسة بعض الشيء خلال القيلولات الطويلة في الصيف الخانق، فقد تدثّرت بها كقماط لذاكرة تبحث بشكل غامض عن مكان آخر أو مستقبل ما".
العين/ الباصرة هي الحاسة الأكثر حضوراً في كتاب آسيا جبّار. العين التي تراقب، والعين التي تُدين، والعين التي تُعرّي. وهي في تنقّلها بين قريتها والمدينة والمدرسة والعاصمة كانت تحسب حساب الأعين قبل الآذان. لكنها لا تكتفي بالبوح بموقعها مرصودة من قبل عين المستعمِر بل هي معنية أكثر برصد أبناء جلدتها لها؛ الذكر المستعمَر الذي يتعقبها بنظرة الشهوة، ونظرة الغيرة، ونظرة الشك. وكان عليها أن تخوض كفاحاً مريراً في وسط اجتماعي سياسي ملغوم بالمصدّات والمعيقات لتثبت ذاتها، ولتفرض على من حولها "أبوها، في رأس القائمة" احترام خياراتها. لكنها أيضاً استثمرت طاقة عينها الذكية، والتي ستغني تجربتها السردية، وتوفّر لها مخزوناً هائلاً من مشاهد الحياة:"كنت عبارة عن بصر، كصيّاد صور يجدِّدُ حصاده باستمرار".
تطرح آسيا جبّار مسوِّغاتها دائماً، لكنها لا تكتفي بها، تلك المسوِّغات التي تريد من خلالها إقناع نفسها بحشمتها سرعان ما يبدِّدها دنوّها من دوافعها الأعمق، دوافع الجسد والروح، دوافع شخصيتها العميقة القابعة وراء قناع الالتزام بوصايا العائلة والمجتمع.
تمرّ الحريّة دائماً، عند امرأة من نمط آسيا جبّار، في البدء، عبر ترويض الخوف من الجسد.. ذلك الخوف الذي لن يزول تماماً، ويلبث بعضٌ من بذوره التي تتفتق بين الحين والحين، في شكل هواجس، وذكريات صادمة، ومشاهد حلمية خاطفة، وتوقّعات تأنيب ومعاقبة. فكأيّ أنثى شرقية لا يمكن أن تتعرف على جسدها؛ هواجسه، ورغباته، ومآلاته من غير أن تواجه بشجاعة أعراف المجتمع، ومحرّمات الشرع مثلما أوّله الفقهان الرسمي والشعبي، وما ترسّب في اللاوعي من أوّليات التحريم.
الجسد الأنثوي، في الشرق، مشكلة اجتماعية، حتى وهو غض في مرحلة الطفولة.. في فصل "الدرّاجة" تخبرنا آسيا جبّار قصة صعودها لأول مرّة على درّاجة تعود لابن جار لهم لتتعلم سياقتها وهي ابنة الرابعة أو الخامسة.. مشهدٌ تقول عنه إنه "ظلّ عالقاً في ذهني كحرقة، وهو بمثابة لوثة في صورة الأب المثالية، أخذت أشيدها رغماً عنّي، لأنه غائب غياباً مبرماً".
كان هذا أول تماسٍ واعٍ، ولو بشكله الخام، مع جسدها بعدِّه أمراً يتسبب في مآزق، ولا بدّ من أن يُدجّن، ويُستر، ويسوّر بمحرّمات. وقد شعرت بغرابة الموقف ولا معقوليته، وكأنه صادر من شخص آخر، بلا هوية، غير أبيها "خيّل لي أن أبي أُجبر على شيء غامض فجأة.. "وقد" بات أكيداً أن أبي قد أمسى شخصاً آخر"! وكانت في سنّ العاشرة لمّا قالت جدتها بشيء من الندم والأسف بأن عيونها كبيرة، وهذا ربما يعني أنها ستكون متمردة من نوعٍ ما، أو بحسب حكم أمها.
تتحرّر في المدرسة الداخلية نسبياً، فهناك لا تشعر بنفسها معتقلة، وتشترك معها في ذلك الشعور قريناتها من الطالبات العربيات، طالما لم يعدن، مثلما في البيت "تحت رقابة حارس حريم متغطرس". لكنها تصاب بصعقة حين تحكي لها صديقتها الفرنسية "جاكلين" عن علاقة لها مع فتى خلال عطلتها الصيفية، وكيف أنها سمحت له بتقبيلها.. تقول "بدت لي حريتها عبارة عن وقاحة وخرق، بل مغامرة حقيقية". وكانت جاكلين، وهي تتحدّث، تظهر ثقة عالية بالنفس وراحة، فتشعر آسيا بالإعجاب نحوها.
و" في الواقع، لم يكن المراهقون العرب من الجنسين ليحلموا بمثل هذا الانقطاع للرقابة العريقة". فكان هذا الاختلاط باعثاً على الدهشة، على الرغم من أنه أقلّ من أن يوصف بكلمة "حرية". وبطبيعة الحال، فإن كل شيء، ها هنا، يحدث بتأثير من اشتراطات السياق الاستعماري، حتى اللقاء الفني يجري، من غير أن يغيب الافتراض الخاص بواقع وجود الفارق بيننا وبينهم؛ هم الأسياد، ونحن الغرباء في وطننا.
هذه حادثة من زمن شبابها المبكر ترويها آسيا جبّار. يومها لم يكن بمقدورها أن تفصح عن رأيها في شاب، من حلقة الطلبة الشبّان، لفت انتباهها بمظهره الخارجي، من غير أن تشعر بأن جرأتها هذه ليست سوى وقاحة.. ففي خضم التمرينات الخاصة بأوبريت "أجراس كورنفيل" حين تسألها صديقة لها عن أيّ من مربّع الشباب يعجبها أكثر، فتجيب بعد تردد "ثمة شاب أجد أنه… ذو ميزة" وعلى هذه الفاصلة تعقِّب "وأنا مستغربة من جرأتي "راح جزء منّي، أظنه الجزء المتعلِّق بالصرامة الأبوية، يعاتبني على الفور" فهمت حينها، بأني أقع تحت تأثير وسامة الولد".
"أكتوبر 1953" بعد خلاف معه تقف في طريق الترامواي كي تنتحر، "نعم، أنا أتألم لأن سائق الترامواي، في ذلكم الصباح، على شارع سادي كارنو، لم يترك آلته الزاحفة بسرعة تواصل انطلاقتها! حينئذٍ يُسحب جسدي أشلاءً بينما تظل عيناي وحدهما مفتوحتين على سماء الخريف الصافية".
أرغبت في الموت حقاً؟ أتراها جادة، وهي على أعتاب السبعين، تتمنى لو يكون السائق مضى قدماً وسحقها؟!
وإذن، ماذا كانت تعني محاولتها للانتحار؟ أكانت محض تمثيل لاستمالة الحبيب/ الخطيب وجعله يشعر بالذنب، ولكي يعود إليها؟ أكانت حقاً تحمل بذرة الانتحار في دخيلتها خوفاً قابعاً فيها، من سلطة الأب، وردّ فعله المحتمل فيما إذا عرف بعلاقتها الغرامية؟ هل ذهبت إلى سكّة الترامواي وهي تدرك بوضوح ماذا تفعل؟ أم كانت تحت تأثير قوة غير واعية لا سيطرة لها عليها؟
كتبت آسيا جبّار هذا كله بعد خمسين سنة أو أكثر من وقوع أحداثها، وأحياناً بتفاصيل دقيقة في وصف الأشياء، وفي تصوير المشاعر المرافقة للأحداث، فهل علينا أن نثق بذاكرتها، ونعدّ هذا الكتاب وثيقة لا يطولها الشك عن مرحلة حياتها الأولى؟ أم علينا التعاطي معه بوصفه مادة سرديّة تمتاح من التاريخ الشخصي والعام.
خبرت آسيا جبّار منفى اللغة. الترحال بين لغتها العربية الأم ولغة المستعمر الفرنسية تركها، كما حصل مع معظم كتّاب الجزائر الفرانكفونيين، في حالة من صراع داخلي ألقى على وضعها وأدبها وموقعها الثقافي ظلاله الثقيلة. ذلك أن حدّ التوتر بين اللغتين يجعل منها ذات هويّة ملتبسة. فهي لا تستطيع الثبات في أيّ من الطرفين. إنها فاقدة الأهلية في هذا الطرف، وفي ذاك الطرف. والانتقال بينهما هو انتقال يبعث على الريبة والإدانة، لا سيما عند الطرف الذي تنتمي إليه دماً وواقعاً.
"هذه اللغة المسمّاة اللغة الأم أتمنى مع ذلك إشهارها في الخارج كمصباح! بينما يجب أن أضمّها كنشيد محظور.. لا أقدر إلا على الهمس بها وترتيلها بالسجود أو بدونه وحصرها في فضاءات عائلية أو في الفناءات القديمة".
المذكّرات انتقاء، وما تنتقيه آسيا جبّار تشرِّحه بتفاصيلها، بظلالها، بجزئياتها الدقيقة، بالمشاعر التي تخلِّفها، بالانطباعات التي تتجذّر في الروح وتعاود الظهور مع كل مؤثِّر أو إشارة تذكِّرها به.
أيمكن عدّ هذه المذكرات تصفية حساب، من نوعٍ ما، مع النفس حيال خيبة الحب الأول. وهل النهاية، توضيح/ تسويغ متأخر لتصرّف أو سلوك لحظوي انطوى على كثير من الفظاظة والضعف والغيرة. أتريد أن تقول لنا إنها أخطأت حين لم تجعل من تلك اللحظة/ الفاصلة ما كان يجب أن يضعها على سكّة أخرى في الحياة.
كتبت آسيا جبّار هذا كله بعد خمسين سنة أو أكثر من وقوع أحداثها، وأحياناً بتفاصيل دقيقة في وصف الأشياء، وفي تصوير المشاعر المرافقة للأحداث، فهل علينا أن نثق بذاكرتها، ونعدّ هذا الكتاب وثيقة لا يطولها الشك عن مرحلة حياتها الأولى؟ أم علينا التعاطي معه بوصفه مادة سرديّة تمتح من التاريخ الشخصي والعام، لكنها تتبرقش بالخيال الذي هو منبع السرد الأول وعلّة جماله؟
هناك ما انمحى وتحوّل إلى غبار، وهناك، ما لبث صلداً كحجارة الجبل، فكيف لها أن تمارس تمرينها الخشن في الكتابة عن الذات المتلهِّفة، باستعارة عبارة حنا أرندت؟ أن تنفتح على الكتابة لتشي بذاتها بدل التنكّر والنسيان، على حدّ تعبيرها هي. كما لو أنها ترثي تلك الذات، من غير أن تتمكن من تخطّي الشعور بتأنيب الضمير، والأسف على الإخفاق. فلكلّ حياة عثراتها، وأحلامها القتيلة. وذلك كله قبل أن تقول لنفسها: وداعاً.
********
أقوال ..
ليست مأثورة
ريسان الخزعلي
شهرزاد الجديدة
شهرزاد ُ..،
لها ليلُها .
ولنا في..
حكاياتها نزهة ٌ وارتياح
لم تكنْ
نزهة ُ الموت ِ تُفجعنا.. يا سلام..!
شهرزاد ُ..،
وما سكتت عن كلامٍ مُباح
انما شهريارُ..،
يُخفي الفضيحة َ وقت َ الصباح...
المحّار
لم يبق َ من أيامنا..
غير المسرّات ِ التي للآن َ..،
نُحصيها ونضحك ُ من مراثيها..،
ومن روح ٍ كما المحّارُ ما بين َالقفا والوجه ِ يُخفيها..،
ولكنْ لم يجدْ../
مَنْ ورث َ السلالة َالكبرى..،
وما بعد َ السلالة ِ..،
كسرة ً من لؤلؤٍ فيها..،
ويحلم ُ مرّة ً أُخرى شباكُ الصيد ِ يرميها..
قرويّو المدينة
وجوه ٌ
وجوه ٌ عليها خطوط ُ السنابلْ
كلُّ سنبلة ٍ
تَركتْ حفر َ حبّة ٍ في الجبين ِ الشريف
وجوه ٌ
هكذا أراها..
صباحاً مساءً
في الحقول ِ ويدنو الرغيف
كان َهذا خيال َ الصبيِّ أنا../
قبلَ نصف ِ قرن ٍ..وقد كنتُ الشفيف .
أمس ِ في محفل ٍ في المدينة ِ..،
ما عرفتُ الوجوه َ التي أَلفْت ُ دورتها../
فقد دبَّ فوق َ العيون ِ خطُّ النزيف
ومن ذاكرة ٍ هدّها فراق ُ السنابل
أراهم شبّهوني بذاك َ الرغيف...
***********
روح لأجل الكتابة
مريم الساعدي
"الكتابة تحتاج روحا، وأنا لا أمتلك الروح للكتابة الآن"، هكذا أجيب أصدقائي كلما سألوني عن أخبار الكتابة معي.
قررت أن أذهب إلى طبيب نفسي بناء على نصيحة إحدى الصديقات بعد أن وجدتني أقضي الوقت ممددة على كنبة رمادية أمام التلفزيون أشاهد الأفلام القديمة وآكل البيتزا باستمرار وأمامي أنواع مختلفة من الشوكولاتة وفناجين قهوة بأحجام مختلفة، حتى أن وزني ازداد خمسة عشر كيلوغراماً في السنة الأخيرة. صرت أقول إني لست فقط كبيرة الآن بل أيضاً صرت سمينة وهذا يحبطني ويزيد رغبتي في أكل المزيد من البيتزا، البيتزا مهدئ لكل المخاوف، في الواقع هي العلاج لانعدام الأفراح في الحياة.
هذا أيضاً ما قاله الطبيب النفسي، قلت له أنا أفهم كل شيء، لكن لا أستطيع أن أفعل أيّ شيء بهذا الفهم. وهذه الأيام لا أستطيع أن أكتب، لا أمتلك الروح للكتابة، كما أني لا أستطيع الالتزام بحمية غذائية، وأذهب الى النادي الرياضي الذي أحرص على تجديد الاشتراك السنوي فيه فقط لأجلس في مقهى النادي وأشرب الشاي والقهوة مع بعض السندويشات.
قال بدون تردد "إنه الاكتئاب" كمن يعلن اكتشافاً خطيراً، ووصف لي علاجاً مضاداً له، عرفت لاحقاً أنه علاج مضاد للحياة أيضاً. قلت له لو أخذت الحبوب سأصبح رسمياً مريضة اكتئاب، أحب أن أظل مكتئبة فنياً فقط، إذ يمكنني مقاومته بالكتب والسينما والبحر والأصدقاء، أنا أقرأ الكتب وأذهب إلى السينما ولديّ الكثير من الأصدقاء المضحكين.
في ظلام صالة السينما تضيء روحي، لكن في الأفلام الجيدة فقط، للأسف أصبحت أغلب الأفلام عنيفة ومرعبة أو مبتذلة الآن، يقولون تجذب الجمهور أكثر، لكن أنا من الجمهور ولا أحبّ كل هذا، أريد أفلاماً إنسانية ترتقي بروحي وتعالج كآبتي وجروح الحياة الكثيرة، لكن لا يبدو أن أصحاب الصالات يهتمون برغباتي.
الطبيب قال توقفي عن خداع نفسك، إنه مرض العصر، منذ متى وأنتِ تعانين من حالة التبلّد هذه؟ لم أستطع تذكر مدة زمنية، ذاكرتي أيضاً مشوشة، فاستشفّ من حيرتي أنها مدة طويلة. "لا تخافي هي حبة واحدة في اليوم، علاج جديد لا يسبب إدمانا"، كما قال. أيقنت بعدها أن الطبيب النفسي أيضاً مثل أصحاب صالات السينما لا يهمّهم سوى بيع المخدرات للجمهور.
وقفت في طابور المنتظرين لأدويتهم في الصيدلية، الطابور طويل، أكثره نساء، بدت عليهن جميعاً رجفة خفية، يقفن منتظرات بصبر ورجاء للحصول على تلك الوصفة التي ستزيح عن قلوبهن صخرة الاكتئاب. جلست في كرسيّ جانبي أنتظر دوري وأفكر من يا ترى وضع تلك الصخرة على قلوب النساء؟ بَدونَ بلا ملامح، لا تهتم أيّ منهن بهندامها، يحملن أنفسهن هكذا فقط كيفما اتفق بمنتهى اللامبالاة.
تناولت حبتين منه ليومين، حسنا، ثلاث حبات، تحولت الى كائن آخر، كائن يشبه تلك النسوة في طابور الصيدلية، لكنه لا يشبهني. الطبيب قال إن المفعول لن يظهر إلا بعد أسبوعين من تناول العقار، في الواقع ظهر مفعوله بعد اليوم الأول. أصابني بالبلادة، نعم كنت أمرّ بحالات تبلّد قبله لكن لم يكن ذلك يعجبني، لكن بعد تلك الحبة أصبحت أعرف أنّي متبلّدة دون أن أنزعج من ذلك، لم أشعر بأيّ ضيق، مشاعري صارت محايدة، لا شيء يزعجني، لكن أيضاً لا شيء يسعدني، لا أكره شيئاً، لكن أيضاً لا أحب شيئاً، لا شيء يهمّني، لثلاثة أيام كنت شخصاً مثل كل الذين كرهتهم في حياتي؛ أولئك المفصولين روحياً عن الإحساس بمعنى ومعاناة الوجود. تجعلك تلك الحبوب تشعر أنك شخص عادي تماماً، بلا أيّ نكهة بلا أيّ هالة بلا أيّ رائحة، والمشكلة أنك لا تكره نفسك لذلك. أحسست أن المقدرة على كره الذات أمر ضروري، هو مقياس الوعي والإدراك وقابليتك للشعور بالحب.
إن فقدت القدرة على كره البشاعة والفشل وانعدام المروءة ووضاعة الأخلاق والقذارة، فلن تستطيع أن تشعر بالحب تجاه الجمال ونقاء النفوس وصفاء الأرواح وفروسية العقول وروعة الأصدقاء وبهجة الطبيعة ونظافة الشوارع. هو إحساس مطلق باللامبالاة؛ ولكن ليست تلك اللامبالاة الفنية التي تجعل المرء متمرداً على الأُطر العامة و"المناسب والتقليدي"، لكنها لا مبالاة اللا مكترث حتى بلامبالاته؛ لامبالاة الجثة نحو العيون الباكية عليها. توقفت عن تناوله. تباً للطب النفسي الحديث، إنه تجارة بحته لترويج أدوية التخدير، يسلبون الناس أرواحهم.. "يُخصونهم نفسياً"، فيصبح الواحد منهم حياً بدون حياة ولا يعترض.
الآن أفكر في العودة إليه، مضت مدة طويلة لي أمام شاشة التلفزيون، العلبة أمامي، أفكر ماذا لو خُلقت قبل اختراع التلفزيون؟ لربما كنت ملأت وقتي بقراءة الكتب التي تتراكم في مكتبتي دون أن أفتح حتى الغطاء البلاستيكي على أغلفتها.
أحب الكتب، هي حبوب اكتئابي، كان الانتهاء من قراءة رواية كفيل بإخراجي من دنيا البلادة الى دنيا الحياة بكل قوة ووضوح رؤية وتوازن نفسي وسعادة. لكن هذا كان أيام الطفولة والشباب الأول، حين لم يكن لديّ الكثير من الكتب. هل تقتل الكثرة الرغبة؟ كنت أحلم بمكتبة كبيرة، كنت أشتهي رائحة الكتب، كلما دخلت إلى مكان فيه مكتبة كنت أبكي من شدة الإحساس بجمال الحياة، لكن لم يكن لديّ في البيت مكتبة. لا أحد يهتم بالكتب غيري، الآن أصبحتُ مستقلة، أشتري ما أشاء من الكتب، ولديّ الوقت، لكن ليست لديّ الروح. أين تذهب أرواحنا الأولى حين نكبر؟ من يسرقها منا؟ الزمن؟ الناس؟ الأحداث؟ أقول إنها خيبات الأمل. في بداية الحياة يظل الإنسان مؤمناً بالأمل، ثم يصاب بخيبات متوالية على كل الأصعدة، ثم يفقد الإيمان بالأمل، ثم لا يعود أيّ شيء يهم.
البارحة تفرجت على فيلم هوليوودي عادي، في الأحوال النفسية الجيدة أنتقي ما أشاهد من أفلام، لكن في حالات البلادة أشاهد أيّ شيء. البنت تكتشف أنها تحب صديقها بعد أن يموت وتظل محتفظة برماده في قارورة تحملها معها، حتى تكتشف عدد علاقاته فتنثر الرماد في الشارع. الكذب يدمّر الحب، والحب أسمى ما يمكن أن تعتنقه الروح، إنه إشراقتها الخاصة. لكن ذهابه يترك مرارة تستمر فترة طويلة، ربما للأبد. فتنمو صخرة على القلب تربض مثل كلب أسود شرس تصطف بسببه النساء في طابور عيادة نفسية. لذلك ربما من الأفضل ألاّ نحب، وربما من الأفضل ألّا نتعلق بأيّ آمال كبيرة، الآمال الكبيرة هي مفتاح خيبة الأمل الذي نفتح به باب كهف الاكتئاب.. علينا أن نتذكر دوماً أن نضع أقدامنا على أرض الواقع فنحسّ فقط بما هو أمامنا وبما هو بأيدينا ونعتني فقط بأنفسنا وبما يريحنا وبما نستطيع السيطرة عليه.
أعرف أنّني أقول هذا الآن فقط، وأنّي في الصباح سأنسى مجدداً هذه النتيجة العقلانية وأخرج بسقف مرتفع من الآمال الكبيرة لأعود في المساء وقد سقط السقف على رأسي لأحتمي بالكنبة الرمادية ليوم رمادي آخر. أوشك أن أمد يدي إلى العلبة في الطاولة الصغيرة لكن عوضاً عن ذلك أمد يدي إلى جهاز اللابتوب الواقع أرضاً، أسحبه، أضعه على حجري، أفتحه، وأكتب هذا النص.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
كاتبة امارتية
ص 6
التاريخ الثوري كأنه رواية من الخيال
الروائي البريطاني تشاينا ميلفيل يكتب عن ثورة أكتوبر في ذكراها المئوية
لندن - ندى حطيط
ربما تكون الثورة الروسيّة (أو ثورة أكتوبر) (تشرين الأول) 1917 أهم حدث مفصلي شكّل مسار التاريخ في القرن العشرين برمتّه. على الأقل هكذا كان يعتقد إريك هوبزباوم المؤرخ البريطاني الأهم، عندما كتب أن ثورة البلاشفة الشيوعيين الذين أسقطوا منظومة الإقطاع الروسي المستمرة لعدة قرون، كان لها تأثير حاسم وعالمي النطاق أكثر بكثير من الثورة الفرنسية أو حتى الحربين العالميين.
وعلى الرغم من السقوط المدوي لدولة الاتحاد السوفياتي عام 1991 - وهو الكيان الذي كان نشأ نتيجة لتلك الثورة - فإن التجربة ما زالت، وهي تحتفل بمئويتها هذا العام، موضوعاً للجدل والانتقاد والتقييم والإلهام، اعتماداً بالطبع على الموقف الآيديولوجي للقائم بالمهمة. أليس التاريخ في النهاية رؤيتنا الذاتية المحضة - المتلونة بكل انحيازاتنا وتصوراتنا كما هي راهناً - لما نعتقد أنه أحداث الماضي؟
حدث تاريخي بهذه القيمة أسال أطناناً من الحبر في وصفه وتحليله، ويكاد القارئ العادي يبدو كما قشّة تائهة في أكوام المصادر التي بإمكانه الاطلاع عليها لأحداث تلك السنة الفاصلة، لا سيما أن أجواء الحرب الباردة راكمت السرد على طرفي النقيض من ثورة «تحالف العمال والفلاحين». فهي عمل دموي متسرع أسقط روسيا في أتون حرب أهليّة ثم سلطة شموليّة تسببت بموت الملايين، أو هي ثورة نبيلة نادرة للطبقة العاملة وبارقة أمل للبشرية بالانعتاق من فداحة النظام الرأسمالي، رغم أنها أُسقطت بالحرب والحصار والثورة المضادة وحكم الفرد الواحد.
لهذا القارئ الاخير بالأخص يأتي نص الروائي البريطاني تشاينا ميلفيل المعنون «أكتوبر» الصادر حديثاً عن دار فيرسو في لندن ونيويورك، بمثابة ترياق شاف. فميلفيل الآتي من روايات الخيال العلمي وأجواء مدن المستقبل والمخلوقات العجيبة وحروب الخير والشر التي لا تنتهي، نزع قبعة الروائي - لكنه بالتأكيد لم يخلع موهبته في القص - وكتب سِفر «أكتوبر» الذي يمكن اعتباره بحق السرد الأمتع - شهراً بشهر - لأحداث ذلك العام العجيب.
«أردت أن أروي تلك الثورة كقصة، كملحمة روائيّة، لكن كل شيء في روايتي مأخوذ وبدقة شديدة من مصادر تاريخيّة منشورة» يقول ميلفيل، الذي لا يخفي أنه يكتب بقلم كان يتمنى للثورة أن تنجح، لكنه لا ينكر أن التجربة كانت أكبر من الثائرين، وانتهت إلى سقوط محتوم بعد سبعين عاماً تقريباً.
ومع أن ميلفيل لا يكشف جديداً بشأن الثورة، إلا أنه نجح في أقل من 350 صفحة - وحيث أخفق كثيرون - بتقديم نص يكاد يقفز أمامك كأنه عمل سينمائي، تعود فيه تلك الشخصيات المثيرة للجدل كلها إلى قيد الحياة: من نيكولاس القيصر المكتئب الذي يكره منصبه في تردده وانعدام الحس التاريخي لديه، إلى فلاديمير لينين عبقري السياسة والثورة في التقاطه اللحظة الثوريّة وتنقلاته عبر العواصم للقبض عليها، وليون تروتيسكي الزعيم الكاريزمي الذي كان قلب وعقل ويد الثورة في آن، وألكسندر كيرنسيكي الداهية الاشتراكي الروسي الذي صدّق أنه مسيح مخلص للأمة الروسيّة فعلق للأبد في حكومته المؤقتة، مروراً بجيرجوري راسبوتين الذي تسرب إلى المخدع الملكي بشعوذاته فانتهى إلى موتة لا أقسى منها، إلا ربما ذلك المصير المؤلم الذي انتهى إليه القيصر نفسه وأسرته كبيرها وصغيرها، وانتهاء بالطبع إلى جوزيف ستالين الثوري العديم الخيال، الذي لم يحظ يوماً بثقة لينين وانتهى - بعد تصفية كل الرفاق تقريباً - زعيما أوحد للأمة الروسيّة، ورمزاً لفترة رعب مقيتة استمرت ما يقرب من خمسة وثلاثين عاماً ولقي فيها الملايين حتفهم أو دمرت حياتهم.
وكما شريط سينمائي، أبدع ميلفيل في كتابه «أكتوبر» بربط سلسلة الأحداث المهمة وشخصياتها الشكسبيريّة الكبيرة، من خلال تفاصيل إنسانيّة صغيرة كرسائل ومذكرات وشهادات لأناس هامشيين، عاشوا تلك المرحلة وربما تظاهروا وقاتلوا فيها وكتبوا عنها من وحي اللحظة، فأدخلونا في عميق أرواحهم كي نرى بعيونهم كيف ماجت تلك الأيام بتغييرٍ وموتٍ وأملٍ معاً، على نحو يستعصي على الإدراك البشري أحياناً. لكن إضافة ميلفيل الأهم في «أكتوبر» - إلى جانب أسلوب السرد المضيء - ربما تكون في الإشارة إلى الأجواء التقنيّة ونظم العيش والعمران الحضري، التي كانت بمثابة المسرح الذي جرت عليه أحداث الثورة.
هو مثلاً ينبهنا كيف أن الثورة كانت بشكل أو بآخر، هبة تكنولوجيا القطارات التي وبمحض الصدفة التاريخيّة كانت مشروع القياصرة لتحديث روسيا: من قطار لينين الألماني المغلق، الذي نقل القيادة الشيوعيّة من المنفى السويسري إلى الحدود الروسيّة الفنلنديّة، إلى القطار الملكي الذي أقل القيصر الأخير في منافيه عبر روسيا ولحظة إجباره على التنازل عن العرش، إلى محطات القطارات التي شهدت الإضرابات الثوريّة وتنقلات الجنود ولاحقاً الثائرين عبر روسيا - الهائلة جغرافياً. حتى ليظن المرء أنه ربما لم تكن الثورة ممكنة من دون تلك القطارات. ومثلها أيضاً كانت التلغرافات وسيلة التواصل الأهم في الدولة المترامية الأطراف، ولذا كان يكفي لأي طامح بالسلطة أن يمسك بدفة الحكم من خلال التحكم بداية بشرايين الاتصال والنقل هذه.
لم تكن الثورة - كما يرسمها ميلفيل - صراع أمراء حرب ومافيات، بل كانت أساساً صراعات بين كتل مثقفين رفيعي الاطلاع، ومتحدثين مفوهين في بدلات أنيقة، يسهرون لساعات متأخرة في مداولات ومناقشات تنتهي غالباً بالتصويت - ليعاد طرحها لاحقاً والتصويت عليها من جديد - وغالباً بتغير الاتجاهات وفق تطور الأحداث وتأثيرات لوبيات الأفكار المتصارعة.
الصحف اليوميّة كانت أيضاً محوريّة في أجواء الغليان الفكري هذه، ليس فقط في نقل الأحداث، بل وأيضاً طرح الأفكار من قبل نجوم العمل السياسي والثوري، وهي تمتعت في نطاق ثورة أكتوبر بتأثيرٍ مذهل على المسارات وما آلت إليه لاحقاً.
ومع أن ثورة 1917 كانت باهظة التكلفة - عدة آلاف من القتلى والجرحى بين الطرفين - فإن ملمح العنف فيها يبقى رمزيا أقله مقارنة بأحداث الثورة المضادة وفترة حكم ستالين والحرب ضد ألمانيا في الأربعينات. فاقتحام القصر الشتوي - مقر السلطة - في أكتوبر 1917 لم يسقط فيه من الجانيين عدد يذكر، ورغم الانقسامات الحادة داخل الجيش طوال أشهر الثورة التي بدأت في فبراير (شباط) ذلك العام وتوجت بأكتوبر فلم تحدث مواجهات عسكريّة حاسمة، وكان أغلب الذين قتلوا من منتسبي الجيش فيها ضحايا صراعات انتقاميّة بين الضباط والجنود.
ومع أن ميلفيل - المعروف بتعاطفه مع اليسار - يعتبر «بما أن الثورة وقد حصلت، فلم لا تحصل الآن أيضاً» كما كان كتب في «الغارديان» البريطانيّة عن كتابه، فإنه يبدو من دون أوهام بشأن النهاية .. التي انتهت إليها الثورة. وهو ربما لم يقل ذلك صراحة، لكن مسرد الشخصيات الذي اختتم به «أكتوبر» لا يدع مجالاً لأي افتراضات أخرى. فالأغلبية الساحقة من الأبطال الثوريين الذي نظموا الثورة ونفذوها وقاتلوا من أجلها، انتهوا وفق المسرد - في أغلبيتهم الساحقة - مقتولين على يد ستالين، بينما تفرق كبراء روسيا الذين نجوا، ليموتوا من اليأس في المنافي أو يطاردهم وكلاء ستالين حتى آخر بقاع الأرض.. (..)
ــــــــــــــــــــــــــــــ
«مقتطفات ضافية»
«الشرق الأوسط « - 27/7/2017
************
لينين وأكتوبر المجيد
ناصر حسين
في آذار 1917 سقط النظام القيصري في روسيا القيصرية تحت ضربات انتفاضة شهر شباط وفقاً للتقويم القيصري القديم .
علم لينين من الصحافة السويسرية فقد كان منفياً هناك آنذاك , بتطورات الأوضاع في روسيا فتوجه عائداً إلى الوطن .
وفي اللحظات الأولى لوصوله إلى العاصمة الروسية سانت بطرسبورج التي تحول اسمها بعد سقوط القيصرية إلى بتروغراد , ارتقى إحدى المدرعات ليخاطب الجمهور بالقول قمتم بالخطوة الأولى وعليكم القيام بالخطوة الثانية وعرض في حينه وجهة نظره فيما يعرف اليوم بموضوعات نيسان وفيها طرح الشعار المعروف ( كل السلطة للسوفيتات) وهذا يعني في التطبيق العملي انتزاع السلطة من يد الحكومة المؤقتة التي شكلت بأمر من رئيس مجلس الشيوخ وفقاً لصلاحياته الدستورية تلك الحكومة التي مثلت في حينه حزب البرجوازية الروسية ( الكاديت) أحسن تمثيل وتسليمها إلى مجالس سوفيتيات العمال , والفلاحين والجنود أي تسليم السلطة الى الكادحين بدلا من البرجوازيين ومعلوم ان لينين عندما سئل فيما بعد عن الاشتراكية أجاب بشكل مقتضب أنها ( مجالس السوفيتات + الكهرباء) .
تهديدات الحكومة المؤقتة باعتقال لينين بتهمة الخيانة وعقوبتها الإعدام اضطرت قيادة الحزب إلى نقله إلى منطقة بحيرة رازليف وهناك في تلك الغابة التي تحاذي الحدود الفنلندية كتب مؤلفه الشهير ( الدولة والثورة) واخذ يفاتح قيادة الحزب بوجهة نظره عن طريق الرسائل التي ينقلها منه واليه المراسلون .
آنذاك كان يلح في رسائله إلى قيادة الحزب على أهمية انتزاع السلطة من الحكومة المؤقتة التي ترأسها كيرنسكي بعد الحكومة المؤقتة الأولى وكان كيرنسكي يصر على مواصلة اشتراك روسيا في الحرب العالمية الأولى التي اندلعت نيرانها عام 1914 واشتركت فيها روسيا إلى جانب الحلفاء ضد ألمانيا والدولة العثمانية في حين يلح المجتمع على ايقاف الحرب وانسحاب روسيا منها .
كانت وجهة نظر لينين تلقى المعارضة من جانب بعض أعضاء اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي وخصوصاً من جانب تروتسكي وكامينيف و زينوفياف
توجد رسالة منه موجهة إلى اللجنة المركزية على ضوء عدم وصول إجابات إليه على بعض رسائله يتساءل فيها عن عدم الإجابة ويضيف ( أن هذا يعني إنكم تقولون لي سكر الفم وانصرف) وإذا كان الأمر كذلك فانا سألتزم بوجهة نظركم مع احتفاظي بحقي في عرض وجهة نظري على قواعد الحزب .
ووقع تمرد كورنيلوف وفشل.
على ضوء وقوع التمرد أرسل لينين رسالة إلى اللجنة المركزية يتحدث فيها عن أمكانية انتزاع السلطة سلمياً ويؤكد في رسالته وببراعة ( أن هذه الفرصة قد تكون أفلتت وأنا اكتب هذه الرسالة ) .
وواصل مراسلة اللجنة المركزية مؤكداً على ضرورة أخذ السلطة من حكومة كرنسكي وفي أحدى رسائله كتب إلى اللجنة المركزية يقول ( أن الحزب الذي لا يبادر إلى استلام السلطة حين تتوفر شروط ذلك لا يساوي اكثر من صفر على اليسار ) .
تروتسكي بقي يصر ومن موقع الجمود العقائدي على ان وجهة نظر لينين التي تقول بامكانية قيام الثورة في بلد واحد وفي اضعف حلقات الرأسمالية تخالف ما طرحه ماركس بان الثورة ينبغي ان تقوم في عدد من البلدان المتطورة رأسمالياً وفي وقت واحد .
كامنيف وزينوفياف كانا يصران على ان الظروف الموضوعية والعامل الذاتي المطلوبان للقيام بالثورة لم ينضجا بعد .
وكان لينين يحاججهما بان الوضع الثوري ناضج تماماً للقيام بالثورة آنذاك كانت الجماهير مقتنعة بان حكومة كيرنسكي ليست هي الحكومة المطلوبة لقيادة الدولة الروسية المترامية الأطراف , ووصل الأمر حد أن الوحدات المسلحة المتواجدة داخل العاصمة قطعت ارتباطها بالحكومة المؤقتة وأخذت تستلم توجيهاتها من قيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي – البلاشفة – وأخيرا عقدت اللجنة المركزية للحزب اجتماعها المطول واستغرق أربعة عشر ساعة استطاع لينين خلاله , إقناع اللجنة المركزية بوجهة نظره وقررت إسقاط حكومة كيرنسكي بتحفظ تروتسكي، كامينيف وزينوفياف وقد تحقق ذلك الإسقاط ليلة 6/7 نوفمبر لتشكل منعطفاً كبيراً في تاريخ البشرية وفي نضال البروليتاريا ضد الاستغلال الرأسمالي للكادحين .
في فيلم سينمائي عن ثورة أكتوبر عرض عام 1959 في إحدى دور السينما ببغداد أتذكر لقطة مهمة إذ دخلت صاحبة الدار حيث كانت اللجنة المركزية للحزب مجتمعة وهي تحمل في يدها كرسياً يبهر الأبصار سألها لينين عنه فأجابت أنها أخذته من دار أحد البرجوازيين التي اقتحمتها الجماهير عندها التفت لينين إلى المجتمعين وهو يقول ها قد رأيتم بأنفسكم ان الشعب بدأ بثورته وانتم تناقشون سمات الوضع الثوري والعامل الذاتي هل نضجا ام لم ينضجا) وهذا عرض بسيط عن دور لينين في تفجير ثورة أكتوبر المجيدة .
********
ص 8
متظاهرو التحرير: المفوضية الجديدة أشد إمعانا بالمحاصصة الطائفية
بغداد - رعد محمد حسن
شهدت ساحة التحرير، الجمعة الماضية، حضورا واسعا، للتنديد بالقوى التي صوتت على مفوضية الانتخابات الجديدة التي اقرها البرلمان اخيرا، والتي عدوها تكريسا للمحاصصة الطائفية والاثنية وتحد صارخ للمطالبات الجماهيرية والتظاهرات الشعبية التي تتواصل لعامها الثالث.
كلمة مستمرون القاها الناشط المدني اصيل الحبيب، قال فيها "لقد عاهدنا شعبنا ان نبذل الغالي والنفيس من اجل الاصلاح وعلى مدى ثلاث سنوات مارسنا ضغطا على السلطات الثلاثة من اجل التخلص من المحاصصة الطائفية وبقينا مستمرين رغم حملات التشويه والافتراءات والتخوين، ايمانا منا باننا لا يمكن ان ننال مطالبنا اذا ما تقاعسنا".
واضاف، "لقد صمدنا بعزمكم وبدماء الشهداء الذين سقطوا هنا في ساحة التحرير واوصلنا صوتكم بتغيير المفوضية التي هي اس المحاصصة واصلاح نظامها الانتخابي لكنهم بما يملكون من مراوغة واستهتار بمطالبنا اقروا مفوضية اشد امعانا بالمحاصصة واكثر هيمنة للأحزاب الطائفية المتنفذة, وليس امامنا الان الا الاستمرار في نهجنا السلمي والمدني في التظاهر لتحقيق التغيير".
من جهته، القى الناشط المدني جاسم الحلفي كلمة، حول بيان اللجنة المركزية للاحتجاجات الشعبية في العراق، قائلا "لقد عمل المتنفذون ليل نهار من اجل التمديد للمفوضية السابقة كي ما يعودوا مرة اخرى للجلوس على عرش السلطة مما يمنحهم حصانة قانونية تبقيهم في الحكم فترة اطول لكن بفعل التظاهر والضغط الكبير تم تغيير المفوضية، لكن المؤسف ان تأتي المفوضية الجديدة بالمحاصصة ايضا، لتعيد انتاجهم مرة اخرى".
واضاف، ان "من صوت على المفوضية الجديدة ليس بينهم من يمثل المتظاهرين، سواء كان من التحالف المدني ام من كتلة الاحرار"، مضيفا، "نحن من هنا نوجه رسائل الى المفوضية بعد ان تم التصويت عليهم ان لا يخضعوا للمتنفذين ولا يكونوا وعاء يحمي الفاسدين، وعليهم ان يكونوا حياديين ومسافاتهم متساوية للجميع وان يكون انحيازهم للقانون وقواعد العدل وان لا ينجروا مرة اخرى لأهواء الفاسدين والتزوير لهم واعادة انتاجهم.
وتابع، ان "لم يسمعوا رسالتنا هذه فأن صوت الاحتجاجات قادر على اقالة المفوضية الجديدة, وفي ذات الوقت نطالب بإشراف مباشر على الانتخابات برمتها من قبل الامم المتحدة ومن خلال يونامي واشراف القضاء، من بدء العملية الانتخابية الى اعلان النتائج، كذلك توفير المساحة الكافية لمنظمات المجتمع المدني لمراقبة الانتخابات بشكل كامل".
********
البصريون: لا لمفوضية انتخابات رهينة الكتل المتنفذة
البصرة - أحمد العكيلي
خرج، الجمعة الماضية، حشد من المتظاهرين في محافظة البصرة، بمشاركة القوى المدنية وتنسيقية الشباب المدني لحركة الاحتجاج، حيث أدانوا تصويت مجلس النواب العراقي على مفوضية انتخابات غير مستقلة وفق نظام المحاصصة الطائفية، معتبرين ذلك تحديا لإرادة الجماهير المحتجة، التي تدعو الى مفوضية انتخابات مستقلة بعيداً عن الحزبية الضيقة وأن تكون ضمن مطالب الشعب وحراكه الاحتجاجي.
وقال مراسل "طريق الشعب" ان "ناشطي التيار المدني تتصدرهم تنسيقية الشباب المدني بهتافات عبرت عن رفض واستنكار مفوضية انتخابات مرهونة بنظام واشخاص متنفذين في السلطة.
وذكر عدد من المتظاهرين لــ"طريق الشعب" "نحن مصرون وبكل عزم على مواصلة التظاهر والاحتجاج السلمي من أجل بناء الدولة المدنية الديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية، وثابتون في ساحاتنا الاحتجاجية دون كلل او ملل، ومصرون ايضا على التغيير وخاصة تغيير مفوضية الانتخابات التي حاولوا من خلالها إعادة إنتاج أنفسهم".
المتظاهر عقيل علاوي قال لــ"طريق الشعب" نحن ماضون للتغيير، تغيير بنية النظام السياسي على قاعدة دولة المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات وتحقيق الاماني لعموم شعبنا، كما نرفض أي تصويت يكون بالضد من إرادة الجماهير المتمثلة بالحراك الاحتجاجي المطالب بالتغيير، ولاسيما تغيير مفوضية الانتخابات وقانون انتخابي عادل ونزيه".
*********
ابناء السماوة يكررون المطالبة بمفوضية انتخابات مستقلة
السماوة - عبدالحسين ناصر السماوي
نظم حشد من أهالي مدينة السماوة، الجمعة الماضية، وقفة احتجاجية في كورنيش السماوة استنكروا فيها انتخاب مفوضية الانتخابات وفق المحاصصة الطائفية والسياسية من قبل الأحزاب المتنفذة بالسلطة.
وقال مراسل "طريق الشعب" ان "المتظاهرين رفعوا لافتات تطالب الحكومة بمفوضية انتخابات مستقلة وقانون انتخابي عادل يضمن جميع الأصوات ويسهم في ازاحة الوجوه التي عاثت في البلاد فسادا وخرابا".
الناشط المدني يحيى محمد طربال قال لـ"طريق الشعب"، "سنواصل حراكنا السلمي ونطالب بتغيير المفوضية التي انتخبت مؤخراً من قبل مجلس النواب وفق أسس طائفية ومحاصصة حزبية مما يجعلها مفوضية غير مستقلة، إضافة إلى قانونها غير العادل الذي يتيح الفرصة للأحزاب المتنفذة العودة الى السلطة مرة اخرى".
وأضاف طربال، "نطالب الحكومة بتغيير المفوضية باختيار عناصر كفؤة ونزيهة، لكي نضمن نزاهة الانتخابات، وتمثيل اوسع للجماهير بدلاً من تكريس المحاصصة والاستحواذ على السلطة دون وجه حق".
*********
جماهير الديوانية: لا للمحاصصة .. لا للفساد
الديوانية - عادل الزيادي
تظاهر العشرات من مواطني الديوانية، الجمعة الماضية، انطلاقا من امام جامع المصطفى، ونددوا بالفساد الذي استشرى في معظم مفاصل الدولة مستهجنين ما جرى اخيرا من اختيار مجلس المفوضين على اساس المحاصصة السياسية.
ونقل مراسل "طريق الشعب" عن المتظاهرين، "انهم يطالبون باعتماد قضاة مستقلين مهنيين وكفؤين لإدارة مجلس المفوضية".
المتظاهر عدنان عبد الرزاق، قال لـ"طريق الشعب" انه "مع الاسف ان طموحات الاحزاب المتنفذة الفاسدة لا تتناسب مع ارادة شعبنا الساعية الى تصحيح المسار السياسي وابعاده عن المحاصصة السياسية والطائفية ورسم الطريق السليم لبناء عراق ديمقراطي موحد، بعيدا عن الصراعات والاختلافات".
**********
داود أمين وأدب الأطفال في الناصرية
الناصرية - زكي عطا
ضيّف اتحاد الأدباء والكتاب في ذي قار عصر الخميس الماضي الإعلامي والكاتب المختص بأدب الأطفال ( داود أمين ) على قاعة المركز الثقافي في الناصرية .
أدار الأمسية الشاعر ناجح ناجي قدم الضيف بشكل مميز واستعرض مسيرته الإعلامية والأدبية .. بعد ذلك تناول الضيف في محاضرته الشيقة أدب القصة المختصة للطفل ، أوضح من خلالها طبيعة وكيفية التعامل في كتابة القصة التي تهتم بسيكولوجية الطفل منذ ولادته ، حيث يحاول أن يجد ويبحث عن النور في حياة جديدة وصولا إلى عمر الخامسة مشيرا الى أن الطفل ليس علينا الاهتمام بتربيته وتوفير المأكل الجيد والملبس له فقط مؤكدا بأنه ليس سهلا بل شائك ومعقد فالطفولة هي أن نهتم ببناء شخصيته وبذلك يؤكد لنا على ضرورة أن يمس هذا النوع الأدبي بسلوكه المعتمد على التشويق والمتعة ويتطور ذلك من خلال المراحل العمرية وتبعا لثقافة المجتمع وعلى الكاتب وهو المنتج الذي يعنيه بالخصلة الإبداعية في التعامل مع هذا الجنس أن يصل من خلال اللغة القريبة إليه وليس الاعتماد على اللغة غير المقاربة إليه طالما إننا نعرف انه أكثر شفافية وفطرية ومحب لعالم الخيال وحبه وشوقه للمجهول وهذا يتأتى من خلال دراسة سايكولوجية للمرحلة العمرية له ، حيث أكد الكاتب هادي الهيتي أن هناك واقعية الخيال لأربع مراحل عمرية يمكن أن توسع الذاكرة الزمنية لهذه الأعمار .
الخيال في سن الخامسة للطفل حيث عالم الدمى والحيوانات الأليفة وبعدها الاهتمام بالموسيقى والخيال المطلق وبعدها قصص الخيال والشجاعة والمرحلة الأخيرة في عمر الثالثة عشر مرحلة الاستقرار والبحث العاطفي وموضوعات الحب والقصص البوليسية . حيث يتوجب أن تكون اللغة الأدبية الخاصة له أعلى من لغته وان تضاف اليه مصطلحات اقرب الى قياس الفترة العمرية وهذا ينعكس على تجنب المفردة الغريبة وتجنب المجرد المهنوي .
أن أهمية أدب الأطفال تواصله مع العامل الخارجي لواقعه ويتوجب أن لا يكون للتعليم فقط بل أن نهتم بالمتعة وإبعاده عن عالمه اليومي الرتيب بحيث علينا أن نهتم بكيفية جذب هذا القارئ من خلال الغلاف الملون والجذاب والجمل المشوقة والحروف الواضحة ونبعده عن المشاكسة وترك الكتاب في اهتمام الكاتب لعالم الغرائز والخيال والصراع ما بين الخير والشر والدعاية وليس السرد الخبري وفي ختام العالم الجميل لهذه التجربة السحرية الممتعة للكاتب طرحت مداخلات للحضور منهم " د . حبيب حريز والإعلامي لقاء الشيال .
هذا وحضر الأمسية عدد كبير من المهتمين بالشأن الأدبي والثقافي في المدينة .
**********
ندوة جماهيرية لتنسيقية مستمرون للحراك الجماهيري في الكرخ الثانية
بغداد - مهدي العيسى
أقامت تنسيقية مستمرون للحراك الجماهيري في الكرخ الثانية، الاربعاء الماضي، ندوة جماهيرية في منطقة الدورة، تحت شعار (الحراك الجماهيري ودوره في رفع الوعي الجماهيري) حضرته الناشطة المدنية بشرى جعفر ابو العيس وكل من السيدتين كوريا رياح وانتصار عجيل وعدد من المواطنين.
في البدء رحب الناشط صلاح الخفاجي بالحاضرين ودعاهم الى الوقوف دقيقة صمت حدادا على أرواح شهداء العراق.
ثم تحدثت السيدة بشرى جعفر ابو العيس عن دور الحركة الاحتجاجية منذ انطلاقها عام 2015 ارتباطا بالظروف الموضوعية التي احاطت بالوطن والشعب، مع استمرارها رغم مرور اكثر من 103 اسبوعا، مبينة ان "المطاولة ليست بالشيء الهين ولكن بسبب عدم استجابة الجهات التنفيذية والتشريعية لمطالب المتظاهرين في اجراء الإصلاح دفع الحراك الجماهيري على الاستمرارر.
واضافت، ان "من ضمن الامور التي طالب بها الحراك الجماهيري محاربة الفساد الذي عم كل مفاصل الدولة واخذ بالاستفحال يومآ بعد آخر، وهذا يرتبط بنهج المحاصصة المقيت، وبسببه ضاعت مئات المليارات من الدولارات دون أن يعرف مكان اختفائها.
وتابعت، ان "من الامور التي طالب بها الحراك هو تغيير مفوضية الانتخابات لانحيازها للكتل التي رشحتها وبالتالي عدم ضمان انتخابات نزيهة، ومن المطالب الأخرى ضمان تقديم الخدمات واصلاح الجهاز القضائي، ولكن بدلا من الاستجابة لمطالب الحراك الجماهيري في تحسين المستوى المعيشي للشعب العراقي وخاصة ذوي الدخل المحدود وبدلا من ذلك استجابت الى إملاءات صندوق النقد الدولي الذي فرض شروطه بتخفيف دعم الدولة لتلك الشرائح، حيث ذهبت الدولة إلى كتابة مسودة قانون التأمينات الاجتماعية الذي اجهز على الاستحقاقات القانونية لأصحاب المعاناة.
واكملت، ان "من الامور التي اوجبت استمرار الحراك الجماهيري ازدياد البطالة وتفشي الامراض، ومنها السرطان، والذي انتشر بشكل ملفت مؤخرا في البصرة، يرافق ذلك غياب ادوية هذا المرض القاتل وغياب الاجهزة الطبية.
وختمت ابو العيس حديثها بالقول: "من هذا وذاك يؤكد الواقع اهمية الاصرار على استمرار الاحتجاجات باعتباره الطريق الانجع للضغط باتجاه الاصلاح الحقيقي، وسبيلا لبناء الدولة المدنية وتحقيق السلم الأهلي والاقتراب من تحقيق العدالة الاجتماعية.
من جهتها، طالبت السيدة كوريا رياح الشباب الحاضر بأن يكونوا عناصر فاعلة في المطالبة بحقوقهم المعاشية والتعليمية والرياضية مثلما يقوم به الشباب في أوربا.
*********
على حدائق مقر محلية النجف
الدكتور عقيل الفتلي يحاضر عن التعليم الأهلي
النجف - طريق الشعب
أمسيتنا في يوم 25\10 مع الدكتور عقيل الفتلي على حدائق مقر محلية النجف للحزب الشيوعي العراقي ومحاضرته عن التعليم الأهلي في العراق قدمت له الرفيقة منال حميد عضو المحلية قدم المحاضر بداية نبذة عن التعليم في العراق بعد العام ٢٠٠٣ ثم بيّن مساوئ التعليم الأهلي مقارنة بالتعليم لدى المؤسسة الحكومية طارحا نهاية محاضرتهِ مجموعة من المقترحات لتطوير التعليم بشقيهِ العام والاهلي قدمت العديد من الملاحظات والمقترحات من قبل الحضور حيث أكدوا أن أزمة التعليم واحدة من اخطر الأزمات التي يمر بها العراق وهي كالأخريات من الأزمات كنتيجة لبناء الدولة العراقية بعدعام2003 على أسس من المحاصصة الطائفية والإثنية والعرقية والتي كان من نتائجها الفساد الشامل في كافة مؤسسات الدولة ومنها المؤسسة التعليمية مرتبطة بالمنهج الاقتصادي الذي اتبع بعد عام ٢٠٠٣ وهو اقتصاد السوق المنفلت والذي أدى الى إهمال الاقتصاد الوطني في مجالات الزراعة الصناعة والتجارة، مما أدى الى ارتفاع نسبة البطالة الى اكثر من ٣٠في المائة وزيادة عدد السكان ممن هم تحت خط الفقر الى اكثر من ٣٢ في المائة مما تسبب في التسرب من المدارس بمختلف مراحلها مرتبطا مع عدم توفر البنى التحتية للعملية التعليمية للمدارس وأثاثها اضافة الى إهمال عملية تأهيل الكادر التعليمي كل هذا لعب دورا في فشل العملية التربوية التي كانت هي من أهداف القوى المتنفذة لتغيب الناس عن الوعي للبقاء وقتا اكثر في السلطة لغرض نهب موارد البلاد
واللافت انه كان هناك حضور مميز للشباب