|
|
تصفح بي دي اف |
|
ص1
جهاز مكافحة الإرهاب يعلن اخلاء 170 مدنيا شرقي الرمادي
مجلس الأنبار يدعو إلى اقتحام الفلوجة وفتح ممرات آمنة للمدنيين
بغداد - طريق الشعب
دعا مجلس محافظة الأنبار، أمس الأحد، القيادات الأمنية في الجيش والشرطة الى اقتحام مدينة الفلوجة، وتطهيرها من تنظيم "داعش"، فيما طالب بفتح ممرات آمنة لخروج المدنيين من المدينة.
في حين، أعلنت قيادة العمليات الخاصة الثالثة التابعة لجهاز مكافحة الإرهاب، أمس، اخلاء 170 مدنيا شرقي الرمادي.
دعوة إلى تحرير المدينة
وقال عضو مجلس محافظة الأنبار جاسم محمد العسل في تصريح صحفي، إن "على القوات الأمنية وبعد تطهيرها جميع مناطق الرمادي وتحريرها من عصابات تنظيم "داعش" المباشرة باقتحام الفلوجة وبشكل عاجل لما يعانيه اهالي المدينة من ظروف انسانية وصحية صعبة وانعدام المواد الغذائية منذ أشهر". وأضاف العسل أن "معركة الفلوجة يجب أن تحسم ويتم تحريرها من عصابات التنظيم الارهابي وفتح ممرات آمنة لخروج المدنيين الذين يحاصرهم "داعش" ويمنعهم من الخروج من منازلهم منذ أكثر من عام "، مؤكداً أن "آلاف العوائل محاصرة في الفلوجة اغلبهم من الأطفال والنساء وكبار السن".
وأشار عضو المجلس الى أن "تطهير الفلوجة من تنظيم "داعش" سيسهم في كسر شوكة الإرهاب وإضعاف قدراتهم لأن الفلوجة هي شريان مهم من مدن الأنبار وتحريرها سيكون انتصاراً للقوات الأمنية وهزيمة ضد التنظيمات الارهابية في العراق".
اخلاء عوائل من جويبة
وقال قائد العمليات الخاصة الثالثة التابعة لجهاز مكافحة الإرهاب اللواء الركن سامي كاظم العارضي في تصريح صحفي، ان "قوة من جهاز مكافحة الإرهاب وبالتنسيق مع الجيش وشرطة الأنبار تمكنت من اخلاء 170 مدنيا كان يحاصرهم تنظيم "داعش" في منطقة جويبة شرقي الرمادي".
وأضاف العارضي، أن "المدنيين كان غالبيتهم أطفال ونساء وتم تقديم الخدمات لهم ومن ثم نقلهم بواسطة عجلات القوات الأمنية الى منطقة امنة في مركز الرمادي"، لافتا الى أن "الاسر في منطقة جويبة في تدفق مستمر نحو القوات الأمنية لأخلائها".
********
أطباء ديالى يحتجون على تكرار حوادث الاختطاف ويهددون بـ"الهجرة"
بغداد - طريق الشعب
نظم العشرات من أطباء محافظة ديالى، أمس الأحد، وقفة في مستشفى بعقوبة التعليمي احتجاجاً على تكرار ظاهرة اختطاف الكوادر الطبية، وهددوا باعتصام مفتوح والهجرة إلى خارج البلد في حال استمرار استهدافهم، وفيما طالبوا بتوفير الحماية لهم، حذر مجلس المحافظة من "انهيار" الخدمات الطبية في المحافظة. وقال نقيب أطباء محافظة ديالى مرتضى الخزرجي في تصريح صحفي، إن "العشرات من الأطباء والصيادلة نظموا، اليوم، وقفة في مستشفى بعقوبة التعليمي، احتجاجاً على تكرار ظاهرة اختطاف الكوادر الطبية، وأخرها اختطاف أحد الصيادلة في مدينة بعقوبة من قبل مسلحين مجهولين". وأضاف الخزرجي، أن "المحتجين طالبوا الأجهزة الأمنية بتأمين الحماية لشريحة الأطباء والصيادلة والكوادر الصحية وتحرير المختطفين منهم"، مؤكداً أن "المحتجين هددوا بتنظيم اعتصام مفتوح والهجرة إلى خارج البلاد في حال عدم الاستجابة لمطالبهم". وأشار نقيب الأطباء، إلى أن "النقابة قررت إعادة فتح العيادات الطبية والصيدليات في عموم أقضية ونواحي المحافظة، بعد إغلاقها ليومين متتاليين احتجاجاً على تكرار مسلسل اختطاف الأطباء في بعقوبة".
**********
ضياع الخبرة
من المعروف ان الفرق بين سرعة واستمرار تطور الانسان وثبات الحيوان على حاله، هو ان الانسان يستفيد من خبراته. تراكم الخبرات هو الذي يؤسس سلم تطوره او خط تحوله الى المستقبل. تراكم الخبرات مسألة هي الاولى في الاهمية، في ادارة الاعمال، في الصناعة وفي الزراعة، وفي الكتابة ومن الفنون الى كرة القدم.
والخبرات العلمية والأدبية والخبرات العملية في الجراحة وفي الصحافة والعمل الحرفي، خبرات لا تنتهي فوائدها ولا تنتهي الحاجة للاستعانة باصحابها. هنالك اساتذة خبراء يستشارون، وهناك اطباء كبار مخضرمون يؤخذ برأيهم ونصحهم، وهناك عسكريون يُلجأ اليهم.
للأسف الشديد نحن لا نـُعنى بالخبرات لا العلمية ولا الادبية ولا العسكرية إذا اختلفنا مع اصحابها، أو إذا أردنا الاستحواذ على المشهد واثبات كفاءتنا دونهم. هذا هو السبب وراء الارباك المصرفي، والارباك السياسي، والنواقص الدائمة في التعليم العالي، وتراجع المجلات والنشر عما كان عليه قبل ما يقارب العقدين من السنين.
الاسباب السياسية حاضرة لا يمكن نكرانها، اضفنا اليها على بركة الله الاسباب الطائفية، ونضيف اليها بلا خجل الاسباب الشخصية، وإذا بكومة من الاسباب تجعلنا نخسر الناس وخبراتهم وحتى نكدّر روح الوطنية فيهم!
توجد، وهذا امر طبيعي، الاحالات إلى التقاعد. لكن الاستاذ العالم والباحث الادبي والصحفي المتمرس والرياضي الكبير والعسكري المجرّب والمثقف في الشأن الاقتصادي او التربوي، اولاء لا يعني تقاعدهم قطع الافادة منهم خبراء واصحاب رأي في السياسة، في القانون، في الاقتصاد في الشأن العسكري وفي الادب والتعليم. فهم كنوز خبرات تراكمت فصارت ضمن ثروة البلاد الوطنية.
المحاصصة الحقيرة حد اللعنة جاءت بانصارها وبالاقارب والمتوسطين والمتوسلين بهم والموالين. البعض منهم جدير ويستحق، ولكن كم عدد المتظاهرين بالمعرفة، الكذابين الذين اربكوا دوائر الدولة ومؤسساتها؟
ليس هذا فحسب، بل هم أزعجوا العاملين الذين صاروا يرون امامهم نماذج مراهقة متباهية مدّعية، و افراد كهؤلاء لا يمكن ان يحترموا الافضل منهم، الاكثر علماً او الأكثر دراية. أولاء يصبحون خصوماً. ويحاول الاداري الجديد، الجاهل، مفتقد الحكمة في العمل والسلوك او المبالغ في الولاء، ان يبعدهم ويقلل من شأنهم. وهذا السلوك على خلاف تام ومناقض تماماً للمصلحة العامة وسير العمل. واذا كان التعامل هكذا مع من لا يزال في الخدمة والعمل، فكيف يتم الانتباه الى الخبرات والمجربين واصحاب العلم من الذين تمتعوا بحقهم في التقاعد؟
الاساتذة الكبار، الاطباء الكبار، الاداريون والاقتصاديون ورجالات القانون والاسماء الكبيرة في الآداب والفنون والجيش ورجال الأمن الكبار من التكنوقراط.. اولاء رؤوس اموال كبيرة تظل تدر فوائد. أما إهمالها وعدم الافادة منها فيعني ضياع خبرات تراكمت عبر سنين كان يجب ان تظل حاضرة لتضاف لها الخبرات الجديدة.
بناء الوطن والعمل على تقدم الحياة في البلاد يتنافى والانانيات الصغيرة والاستحواذات وعدم احترام علم وخبرات الآخرين.. مفترض ان تمتلك كل وزارة او مؤسسة قائمة باسماء الشخصيات المهمة المتخصصة وتنسى ان هذا معي وذلك خصم او لا يعجبني. العمل الوطني والعمل العلمي يستنكران اخطاء فاضحة مثل هذه!
راصد الطريق
*********
معصوم : سحب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من العشائر وملاحقة "مثيري الفتن"
"بغداد - طريق الشعب
دعا رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، أمس الأحد، إلى سحب الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من العشائر وحصرها بيد الدولة، وأكد أهمية تكريم العشائر التي تدعم سيادة القانون والتي تساعد في فض النزاعات، فيما شدد على ضرورة ملاحقة "مثيري الفتن العشائرية".
وقال المكتب الإعلامي لرئيس الجمهورية فؤاد معصوم في بيان تلقت “طريق الشعب” نسخة منه، إن "رئيس الجمهورية فؤاد معصوم استقبل، اليوم، في قصر السلام ببغداد وفداً من شيوخ قبيلة البو محمد ضم كبار شيوخها"، مبينا أن "معصوم أكد على أهمية الدور الذي يمكن أن تنهض به العشائر، في دعم وتكريس سلطة الدولة وحماية المؤسسات المدنية والمساعدة في مواجهة تحديات الأزمة المالية والاقتصادية".
وأضاف البيان، أن "معصوم شدد على أهمية تكريم العشائر التي تدعم سيادة القانون والتي تساعد في فض النزاعات، مشيداً بالدور الوطني للعشائر العراقية"، لافتا إلى أن "رئيس الجمهورية شدد على ضرورة ملاحقة مثيري الفتن العشائرية واستخدام العنف المسلح في حل الخلافات المحلية، والاعتداء على الأطباء وسواهم ومنعهم من القيام بواجباتهم".
وأشار البيان، إلى أن "معصوم ثمن دور وتضحيات أبناء العشائر العراقية في مواجهة عصابات "داعش" الإرهابية"، مؤكداً أن "اللقاء أشار إلى أهمية سحب الأسلحة المتوسطة والثقيلة وحصرها بيد الدولة وحدها، لحماية المجتمع وتعزيز سلطة الدولة والقانون".
وتابع البيان، أن "شيوخ قبيلة البو محمد ثمنوا اهتمام الرئيس بالعمل على وحدة العراقيين، مؤكدين استعدادهم لدعم سلطة القانون ومساعدة أجهزة الدولة المختصة بملاحقة تجار الأسلحة والمحرضين على النزاعات العشائرية".
******
كشف فسادا وتعثرا في التنفيذ
المدقق الدولي: مليارات تصرف لمشاريع وزارة الصحة ونسب الانجاز في بعضها صفر
بغداد - طريق الشعب
اكد تقرير المدقق الدولي، أمس الاحد، ان مليارات الدنانير صرفت في مشاريع وزارة الصحة ونسب الانجاز في بعضها صفر، مشيرا الى ان الشركة العامة لتسويق الادوية والمستلزمات الطبية "كيماديا " تلكأت بشكل كبير.
وقال التقرير المدقق الذي اطلعت عليه “طريق الشعب”، ان "هناك اربعة مشاريع لوزارة الصحة في موازنة عام 2013 بلغت اموالها 39 مليارا و 339 مليون دينار كانت نسب الانجاز فيها صفر في المائة حتى عام 2015، في حين ان هناك عقدين موقعين في عام 2011 لبناء مستشفيين تعليميين في محافظتي المثنى وكربلاء بمبلغ 249 مليونا و980 الف دولار وأقصى تاريخ انجاز قرر لها هو شهر آذار 2015، بينما كانت نسبة تنفيذ احدها 26 في المائة والآخر 29 في المائة حتى شهر ايلول 2015".
وأضاف التقرير ان "هناك 6 عقود منها لشركات تركية والسادسة مع احدى الشركات الالمانية موقعة في عام 2009 بمبلغ 898 مليونا و500 الف دولار لانشاء مستشفيات تعليمية في البصرة ذي قار، بابل، كربلاء، ميسان والنجف كانت نسبة المدد الاضافية الممنوحة للشركات المتعاقدة اكثر من 100 في المائة من مدة التنفيذ"، مؤكدا ان "هذه المستشفيات لم تكتمل حتى تشرين الاول 2015 بسبب المعوقات التي واجهت هذه المشاريع".
وتابع ان "الشركة العامة لتسويق الادوية والمستلزمات الطبية " كيماديا " لديها 4 عقود موقعة في الاعوام 2006 و2007 و2008 لم تنفذ حتى عام 2015، ثلاث منها بسبب تلكؤ الشركات المتعاقدة واحدها بسبب فقدان 6 اجهزة من مخازن الشركة "كيماديا " بعد استلامها، وقد ادرجت اثنين من الشركات في القائمة السوداء ورفعت دعاوى قضائية ضدها، ولم يتم اطلاق مستحقات الشركة الاخرى، وتم تشكيل لجنة تحقيقية بأمر من المفتش العام للتحقيق في فقدان الاجهزة".
وبين التقرير ان "كيماديا تعاقدت في عام 2014 وبداية عام 2015 على توريد اجهزة بمبلغ 41 مليونا و241 الفا و250 دولارا بمدة تنفيذ هي 12 شهرا لاجهزة الطب النووي و150 يوما للرنين المغناطيسي و180 يوما للمفراس الحلزوني، الا ان العقود تأخر تنفيذها حتى شهر تشرين الاول من عام 2015 بسبب تعاقد الشركة "كيماديا" قبل تحضير المباني والمختبرات التي يجب ان توضع فيها الاجهزة".
ولفت التقرير ان "كيماديا تعاقدت على تجهيز لـ 4 انواع من الادوية موقع مع شركة من القطاع الخاص منذ عام 2006 الا انه تأخر تنفيذه ايضا حيث بلغت نسبة تجهيز احد الادوية 3 في المائة حتى شهر تشرين الاول 2015 والآخر 6 في المائة"، موضحا ان "مطابقة الثالث للمواصفات فشل ولم يتم تعويض هذه الادوية حتى تاريخ زيارة المدقق، اما الرابع فقد انتهت صلاحية كمية منه بسبب عدم تسويق "كيماديا" الدواء خلال فترة الصلاحية".
وتعاقد المدقق الدولي مع لجنة الخبراء الماليين الذي تاسس اخيرا استنادا إلى قرار مجلس الوزراء وبدأت أعمالها في 1/4/2007، وذلك لتكون جهاز إشراف بديل للمجلس الدولي للمشورة والمراقبة والذي يشرف حاليا على ما ينفق من الأموال العامة العراقية المتأتية من إنتاج وتصدير النفط والمنتجات النفطية.
*********
على طريق الشعب...
في ذكرى انقلاب 8 شباط الاسود لا للعنف بأشكاله كافة
في مثل هذا اليوم قبل 53 عاما ، صبيحة 8 شباط الاسود ، تكاملت خيوط المؤامرة الكبرى (داخليا وخارجيا) لاعادة الحصان الجامح العراقي وتركيعه عبر الاجهازعلى ثورة 14 تموز1958. الثورة المظفرة التي حررت البلد من قيود الاستعمار والتبعية وحققت له الاستقلال الوطني ، وفتحت امامه الآفاق للخلاص من قيود الفقر والجوع والمرض والقهر والطغيان والاستبداد ، وولوج طريق التحرر والتقدم، وبناء الدولة العصرية على اساس احترام ارادة الناس وحقهم في حياة كريمة ومعيشة لائقة .
فالانجازات الكبيرة التي توجهت لتحقيقها، وحققتها بالفعل خلال عمرها القصير ، محدثة انعطافة مهمة في مسار العراق الحديث ، ونقلة نوعية في حياة عامة الناس ، وعلى الاخص فقراؤه وكادحوه ، لم ترق للانقلابيين البعثيين ، ومن تعاون معهم وساندهم ووقف معهم في حلف غير مقدس. لذلك ناصبوها العداء منذ ايامها الاولى ، وحاكوا ضدها المؤامرة تلو الاخرى. وقد مزقوا خلال ذلك جبهة الاتحاد الوطني – السند السياسي للثورة التي فجرها الجيش ، وتلاحم معها الشعب وقواه الوطنية والديمقراطية وفي مقدمتها الحزب الشيوعي العراقي ، الذي كرس جل جهوده ومواقفه واهتمامه للحفاظ عليها وتطويرها ، والانطلاق بها الى آفاق واعدة ، يستحقها وينتظرها شعبنا الابي، الذي قدم التضحيات الغالية من اجل التحرر وبناء دولته المستقلة .
وفشلت كل المحاولات الوطنية المخلصة لوقف تدهور الاوضاع ، لا سيما المساعي لوقف الحرب في كردستان وتحقيق السلام ، ولارساء الحكم على اسس ديمقراطية سليمة بالاعتماد على قوى الشعب الوطنية المخلصة. ولم يكن هذا الفشل معزولا عن التآمر الداخلي والخارجي الواسع ، والسعي المحموم لشق وحدة القوى والاحزاب الوطنية وتأليب بعضها ضد الآخر. ومن جانب آخر استغل الانقلابيون الثغرات في الحكم لصالح مشاريعهم الدنيئة ، وقد افادوا في هذا من استمرار الاعتماد على الاجهزة ذاتها التي ورثها الحكم الجديد من العهد الملكي ، بدلا من التوجه الجاد نحو بناء حياة ديمقراطية برلمانية ، تؤسس لتداول السلطة سلميا ، وتحترم فيها الحياة الحزبية والمدنية .
لم تبق اساليب ووسائل ارهاب وقمع واضطهاد وازهاق للارواح ، الا واستخدمها القتلة الفاشست في انقلاب 8 شباط الدموي ، فكانت المجزرة التي نفذوها رهيبة شنعاء ، وكارثة وطنية كبرى ، ذهب ضحيتها قادة الثورة الوطنيين المخلصين الاماجد ، من العسكريين والمدنيين ، وقادة الحزب الشيوعي العراقي والآلاف من كوادره واعضائه وانصاره ، وفي مقدمتهم الشهيد البطل سلام عادل ورفاقه الشجعان ، الى جانب الكثير من الوطنيين والديمقراطيين.
لقد فتح ذلك الانقلاب الابواب على مصاريعها امام الانقلابات والمؤامرات المعادية لمصالح الشعب والوطن ، وامام المآساة التي اكتملت فصولها في دكتاتورية صدام حسين ، الفاشية والشوفينية والعنصرية والطائفية ، التي ارجعت العراق بسياساتها وممارساتها المشينة سنوات الى الوراء، وما زال شعبنا يعاني حتى اليوم من الكوارث التي سببتها ، ومن تركتها الثقيلة .
واليوم ونحن نتصدى للارهاب ونحارب منظماته واتباعها القتلة ، الذين يذبحون بطريقة ارهابيي 8 شباط ذاتها، يجدر بنا ان نستخلص الدروس من تلك التجربة المروعة قبل فوات الاوان ، وفي مقدمتها ادراك ان لا استقرار وامان ولا تحقيق للتقدم والرخاء ، من دون بناء دولة المواطنة والعدالة والقانون ، وارساء اسس متينة لحياة ديمقراطية حقة. ولا من دون احترام الآخر وحقه في الاختلاف والمعارضة ، وانهاء نظام الطائفية السياسية المستند الى نهج المحاصصة الطائفية الاثنية ، ومحاربة الفساد والفاسدين على كل المستويات ، وتحرير اراضينا من قبضة داعش. ولا من دون اصطفاف وطني واسع ، تتسامى اطرافه فوق المصالح الشخصية والفئوية والمناطقية والحزبية الضيقة ، وتضع مصالح الشعب والوطن العليا فوق اي اعتبار اخر ، وتسعى الى تعزيز الوحدة الوطنية وتمتين النسيج الاجتماعي وتهيئة اسس انطلاق نهضة تنموية ، صناعية –زراعية- خدمية ، توفر الحياة الكريمة للمواطنين . ولا سبيل الى هذا كله في غياب الارادة الوطنية الصادقة ، ونمط التفكير القويم ، والادارة الرشيدة العقلانية للبلد .
واظهرت التجربة ايضا المخاطر الجمة الناجمة عن انفلات العنف الدموي، واستخدامه وسيلة لحل الخلافات السياسية ، بديلا عن الحوار والتنافس السلميين الديمقراطيين . ومن هنا جاءت اهمية وآنية الدعوات المتكررة الى انهاء وجود المليشيات والجماعات المسلحة خارج القانون ، والعمل على حصر السلاح بيد الدولة ومؤسساتها المخولة دستوريا بذلك .
لقد ارتكب الانقلابيون وقطعان " الحرس اللاقومي " غداة 8 شباط الاسود جرائم بشعة ، كانت وتبقى وصمة عار في جبين من اقترفوها وبرروها.
اما الضحايا الشهداء ، فقد قطفوا المجد ، وهم باقون خالدون في وجدان شعبنا. ومن صمودهم الاسطوري ، ومآثرهم المجيدة ، نظل نستمد العزم والاصرار على المواصلة والعطاء لخير الشعب ، ومن اجل اقامة الدولة المدنية الاتحادية الديمقراطية ، والعدالة الاجتماعية ، والغد المشرق الوضاء.
ويبقى حريا بالجهات المختصة في الدولة والحكومة ان تعيد النظر في تعاملها مع شهداء مجزرة شباط 1963 وضحاياها الآخرين ، وان تنصفهم وتكرّم عوائلهم وتضمن تمتعهم بكافة حقوقهم. فهم جديرون بالرعاية والعناية ، شأن السجناء السياسيين من ذلك العهد المشؤوم ، الذين ما زالوا حتى اليوم يسعون الى نيل حقوقهم المشروعة ، من دون نتيجة
ص 2
في كركوك.. الشيوعي العراقي يزور الإسلامي الكردستاني
كركوك - طريق الشعب
زار وفد من محلية كركوك للحزب الشيوعي العراقي مقر الاتحاد الإسلامي الكردستاني (يكر تو) وسط كركوك في مناسبة الذكرى الـ 22 لتأسيس الاتحاد. وقدم وفد المحلية التهاني في المناسبة مع باقة ورد. ودار حديث عن النضال المشترك ضد الانظمة الدكتاتورية، واشاد الاتحاد الاسلامي بدور الشيوعيين في نضالهم ضد الانظمة الاستبدادية وما يتسمون به من افق فكري وثقافي . وتألف وفد محلية كركوك للحزب الشيوعي العراقي من الرفاق ( ريسان حسين، محمد شبيب، قصي قاسم، علاء محسن، فهمي صبحي ) .
*******
صراعات سياسية حول حفر الخنادق وبناء الاسوار
مكتب العبادي: المخاوف المثارة بشأن سور بغداد "غير مبررة"
بغداد - طريق الشعب
أكد مكتب رئيس الوزراء حيدر العبادي، أمس الاحد أن سور بغداد الذي أعلنت قيادة عمليات بغداد الشروع في بنائه إجراء أمني "خالص"، وفيما شدد على أنه لا توجد أية دوافع سياسية وراء ذلك، اعتبر أن المخاوف المثارة بشأن السور "غير مبررة".
وقال المتحدث باسم المكتب سعد الحديثي لوكالة "السومرية نيوز"، إن "سور بغداد إجراء امني وفني خالص، ولا توجد أية دوافع سياسية وراء ذلك"، مشيراً إلى أن "السور يهدف إلى تحديد مداخل ومخارج بغداد وقطع الطريق أمام اية خروق قد تهدد العاصمة". وأضاف الحديثي، أن "العاصمة بغداد تشهد خروقاً أمنية بين الحين والآخر وهناك ضرورة لتأمينها"، معتبراً أن "المخاوف والهواجس بشأن انشاء هذا السور غير مبررة".
وكان رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي قد قال، أمس الاول السبت، أن السور الأمني المزمع إنشاؤه حول محيط بغداد، لا يعني "عزلها" أو منع دخول المواطنين إليها، فيما أشار الى ان غلق الثغرات الامنية واعادة تنظيم نقاط التفتيش يأتي لحماية سكان العاصمة من الاعمال الاجرامية.
أسوار لمدن أخرى
وعلى صعيد متصل قالت مصادر مطلعة في محافظة صلاح الدين، إن جهات حكومية ومحلية باشرت تنفيذ عملية حفر خندق وإنشاء ساتر ترابي شمال شرق العلم، حيث نفذت الحكومة المحلية في قضاء العلم وبرعاية من النائب بدر الفحل ومتبرعين حفر خندق مع انشاء ساتر ترابي من الجهة الشمالية الشرقية لمدينة العلم المحاذية لخط الصد، من اجل حماية المدينة من اختراقها من قبل داعش.
جدل سياسي
من جهة اخرى يثار جدل سياسي شديد بين اقطاب السياسة العراقية بعد الاعلان عن المباشرة في تنفيذ ما يسمى "سور بغداد" في مناطق حزام بغداد من الجهة الغربية والشمالية، فقد اعلنت قيادة عمليات بغداد من خلال رئيس منطقة بغداد العسكرية اللواء عبد الأمير الشمري، الاربعاء الماضي، انطلاق الأشغال في انشاء سور بغداد.
"سور بغداد"، وبحسب قيادة عمليات بغداد، سيبنى من الالواح الكونكريتية المنتشرة داخل العاصمة والتي تقسم مناطقها وتغلق الطرق الفرعية بها، حيث سيتم نقلها من داخل المدينة الى خارج بغداد وحولها مع حفر خندق دائري حول المدينة بعمق مترين وعرض 3 أمتار، إلى جانب طرق دائرية، وإقامة أبراج مراقبة، ونظام إلكتروني للاستشعار.
واشار اللواء خلال تصريح رسمي له، إلى أن "الخطوة تهدف إلى منع إرهابيي داعش من التسلل بسهولة إلى داخل المدينة لتنفيذ عمليات انتحارية أو تفجيرات".
بداية للتقسيم!
وعلى اثر هذا الخبر انقسمت الجهات السياسية بين جهة معترضة وجهة مبررة على انشاء السور، إذ أعلن تحالف القوى العراقية رفضه انشاء السور فقد جاء في بيان رسمي له "إننا في الوقت الذي نعرب عن قلقنا الشديد، وتخوفنا المشروع من الأهداف المشبوهة التي تقف وراء تنفيذ ما يسمى بسور بغداد الأمني، فإننا نعده بداية لمخطط خطر، يرمي إلى اقتطاع أجزاء من محافظة الأنبار وضمها إلى محافظتي بغداد وبابل".
ويرى تحالف القوى، بحسب البيان، ان "مشروع السور مقدمة لتقسيم العراق"، وجاء في البيان ايضا ان "ذلك مقدمة ﻹعادة رسم خارطة العراق على أسس طائفية وعنصرية، وبما يمهد الطريق لتقسيم البلد وتحويله إلى دويلات صغيرة خدمة ﻷجندات خارجية معروفة".
وبين التحالف، أن "المبررات التي ساقتها الحكومة لإنشاء هذا السور، تعبّر عن عجز كامل للأجهزة الأمنية في فرض سلطتها لتحقيق الأمن، وذلك يعني غياب كلي ﻷية رؤية أو خطة أمنية أو جهد استخباري للتصدي للإرهاب والعصابات الإجرامية التي تعيث في أرض العراق فسادا من دون رادع أو حساب".
أغراض أمنية
وتبرر جهات سياسية اخرى عملية انشاء السور بانها لـ"اغراض امنية"، حيث صرح عضو لجنة الامن في بغداد سعد المطلبي قائلا: "السور الذي تقيمه عمليات بغداد أمني، ولاعلاقة له بالوضع السياسي، أو الحدود الإدارية للمحافظات، ويعمل على إغلاق الطرق النيسمية (طرق غير رسمية وغير معبدة)"، موضحا أن "هناك العديد من المزارع منتشرة في محيط العاصمة، والتي قد تستخدم كطرق من قبل داعش لنقل المواد المتفجرة إلى داخل بغداد والقيام بتفجيرات إرهابية”.
******
إيقاف استقبالها من منافذ السعودية والكويت
مصدر: وفد عراقي في عمّان لبحث مرور البضائع الأردنية عبر طريبيل
بغداد - طريق الشعب
كشف مصدر أردني أمس الاحد، عن أن العراق يتجه حالياً نحو وقف استيراد البضائع الأردنية عبر دولة الكويت أو معبر عرعر السعودي.
ورغم أن المصدر قال "إن العراق لم يوضح الأسباب التي دفعته إلى ذلك"، أوضح أن العراق يتجه إلى فتح معبر طريبيل الحدودي بينه وبين الأردن، والذي كان قد أغلق في شهر تموز من العام الماضي لأسباب أمنية بحسب المسؤولين في العراق.
وفد حكومي
بيد أن العراق الذي أرسل وفداً حكومياً إلى الأردن بداية الأسبوع الحالي لبحث الترتيبات اللازمة لذلك، أوضح بحسب المصدر، أنه يدرس استبدال الطرق المؤدية إلى المعبر بطرق أخرى أكثر أمناً، بحيث لا تمر من محافظة الأنبار العراقية التي يفرض داعش الإرهابي وجوده فيها.
وقال المصدر "إن السفيرة العراقية الجديدة في عمان صفية السهيل التقت وزيرة الصناعة والتجارة والتموين الأردنية المهندسة مها علي لبحث الترتيبات اللازمة لإعادة افتتاح المعبر".
وأكدت السفيرة العراقية في تصريحات صحافية خلال اللقاء أمس الأول السبت أن الحكومة العراقية تولي أهمية كبيرة لإعادة فتح معبر طريبيل نظراً لأهميته الاستراتيجية للجانبين العراقي والأردني.
وأوضحت بأن اغلاق معبر طريبيل الحدودي كان لأسباب أمنية وبأنها تدرس إيجاد طرق بديلة داخل الأراضي العراقية لضمان انسياب الحركة التجارية.
حجم التجارة
ويشار إلى أن حجم التجارة بين البلدين بلغ أكثر من 800 مليون دينار خلال العام 2014 إلا أنه شهد انخفاضاً ملموساً خلال العام 2015 نظراً إلى إغلاق المعبر الحدودي، كما بلغت الاستثمارات العراقية المستفيدة من قانون الاستثمار ما يزيد على 400 مليون دينار أردني بالإضافة إلى 220 مليون دينار في الشركات المساهمة العامة.
ووافق العراق قبل اكثر من شهرين على استقبال البضائع الأردنية عن طريق معبر عرعر بين العراق والسعودية، على أن يجري الأردن تنسيقاً مع الجانب السعودي في هذا الخصوص.
و لجأ لعراق إلى هذا الخيار بسبب قرب معبر عرعر من الحدود الأردنية، واستمرار إغلاق معبره الحدودي "طريبيل" مع الأردن، وذلك لقربه من الاشتباكات الدائرة بين الجيش العراقي وداعش الإرهابي في محافظة الأنبار.
ويعتبر العراق شريان الحياة للاقتصاد الأردني والتجارة الأردنية، إذ تبلغ قيمة الصادرات الأردنية إلى العراق مليار دولار سنوياً، فيما تبلغ قيمة الصادرات العراقية إلى الأردن 178 مليون دولار .
وقد أغلق العراق معبره الحدودي الوحيد مع الأردن "طريبيل" والذي يبعد نحو 575 كيلومتراً عن العاصمة العراقية، ونحو 320 كيلومتراً عن عمّان بشكل فعلي في شهر تموز الماضي، فيما يدير مسلحون من داعش حالياً نقاط تفتيش على امتداد مسافات طويلة من طريق بغداد - عمّان السريع الذي يخترق المعبر.
وحول الأردن التصدير إلى العراق بعد اغلاق معبر طريبيل من خلال الأراضي الكويتية التي سمحت بمرور الشاحنات الأردنية العابرة "ترانزيت" إلى السوق العراقي من دون معوقات.
********
الكهرباء تعلن سقوط 5 أبراج للطاقة في ديالى وتؤكد أنه يؤثر على ساعات التجهيز
بغداد - طريق الشعب
أعلنت وزارة الكهرباء، أمس الاحد، سقوط خمسة ابراج لخط نقل الطاقة (ميرساد- ديالى) بسبب اعمال تخريبية، مشيرة الى فقدانها 350 ميغاواطاً ما سيؤثر على ساعات التجهيز.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة مصعب المدرس في بيان تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، ان "خط نقل الطاقة الكهربائية (ميرساد – ديالى 400 ك.ف) تعرض الى اعمال تخريبية أدت الى سقوط خمسة ابراج لنقل الطاقة والمرقمة (204,203,202,201,200) في منطقة الحفاير بمحافظة ديالى".
واضاف، ان "هذا العمل التخريبي أدى الى فقدان طاقة مقدارها 350 ميغاواطاً، تغذي معظم محطات ديالى، واجزاء من محافظة بغداد", موضحا ان "فقدان هذه الطاقة اثرت سلباً على ساعات تجهيز الطاقة الكهربائية في مناطق المذكورة".
وأشار المدرس, إلى ان "عملية الاصلاح ستستغرق فترة طويلة، بسبب نفاذ المواد اللازمة للاصلاح، ولتصليح الخط عدة مرات سابقاً، مع عدم اتخاذ القوات الامنية الخطوات اللازمة لحماية الخط الناقل من الهجمات الارهابية المتكررة".
********
اعتقال أربعة متهمين بمحاولة اختطاف امرأة وسط بغداد
بغداد - طريق الشعب
أفاد مصدر في استخبارات الشرطة الاتحادية، أمس الأحد، بأن قوة أمنية اعتقلت أربعة أشخاص ادعوا انتماءهم إلى الحشد الشعبي خلال عملية أمنية نفذتها، وسط بغداد، فيما أكد أن المعتقلين متهمون بمحاولة اختطاف امرأة.
وقال المصدر، إن "استخبارات الشرطة الاتحادية تلقت بلاغاً من مواطنة عن أربعة أشخاص شاهدتهم يجلسون داخل مقهى في منطقة الكرادة، وسط بغداد، وتعرفت عليهم بعد محاولتهم اختطافها سابقاً"، مبيناً أن "قوة من استخبارات الشرطة الاتحادية اللواء الثالث توجهت الى المقهى واعتقلت المتهمين الأربعة".
وأشار المصدر الى أن "المعتقلين كانوا يحملون هويات لأحد فصائل الحشد الشعبي ويدعون انتماءهم اليها وبعد تدقيقها للتأكد منها تبيّن عدم صحة ادعائهم"، لافتاً الى أن "القوة نقلت المعتقلين الى مركز أمني للتحقيق معهم".
يذكر أن الأوضاع الأمنية في العاصمة بغداد، تشهد توتراً منذ منتصف العام 2013، إذ أعلنت بعثة الأمم المتحدة في العراق (يونامي)، في 1 شباط 2016، مقتل وإصابة 2299 عراقيا في أعمال عنف شهدتها مناطق متفرقة من البلاد خلال شهر كانون الثاني الماضي، فيما أعربت عن أسفها "الشديد لاستمرارية وقوع الضحايا وارتفاع أعدادهم قياساً بالأشهر الماضية".
*******
محكمة تحقيق النزاهة تسترجع 42 مليار دينار
صرفت كقروض خلافاً للقانون
بغداد - طريق الشعب
أعلنت محكمة تحقيق النزاهة في بغداد، أمس الأحد، استرجاع 42 مليار دينار، مؤكدة أن هذه المبالغ صرفت على أنها قروض خلافاً للقانون.
وقال المتحدث باسم السلطة القضائية القاضي عبد الستار بيرقدار في بيان تلقت “طريق الشعب” إن "محكمة تحقيق النزاهة في بغداد تمكنت من استرجاع 42 مليار دينار خلال الشهر الماضي"، موضحا أن "هذه المبالغ صرفت على 4 دفعات عن طريق قروض من إحدى المصارف الرسمية خلافاً للقانون".
ولفت بيرقدار الى "إلقاء القبض على عدد من المتهمين عن هذه القضايا، إضافة إلى صدور أوامر قبض بحق آخرين هاربين".
وكان قاضي محكمة غسيل الأموال والجريمة الاقتصادية في بغداد أياد محسن ضمد قد أعلن، الأربعاء 13 كانون الثاني 2016 الماضي، حسم المحكمة 1624 قضية خلال عام 2015، فيما أشار الى أن أكثر عمليات الغسيل تجري في المصارف الأهلية.
*********
أنباء أمنية
• أفاد مصدر أمني في محافظة البصرة، أمس الأحد، بأن ضابطا برتبة نقيب أصيب بجروح خلال قيام قوة من مديرية الاستخبارات ومكافحة الإرهاب بتنفيذ عملية دهم تخللها تبادل إطلاق نار مع أحد المطلوبين.
• القاء القبض على متهم وفق المادة ٤ إرهاب اثناء دخوله من سيطرة التاجي - بغداد حيث تم القبض عليه من قبل مفارز قيادة شرطة بغداد.
• قال المتحدث باسم شرطة محافظة ديالى العقيد غالب العطية، إن "قوة أمنية خاصة من الشرطة اعتقلت مطلوباً امنياً في عملية نوعية في الضواحي الشمالية لمدينة بعقوبة وكان يحمل هوية مزورة”.
• افاد مصدر امني في محافظة كركوك، أمس، بأن "مجموعة مسلحة تستقل سيارة نوع حديثة من دون لوحات قاموا، صباح أمس الأحد، بسرقة ثمانية ملايين دينار، من منزل سكني في حي القادسية شرقي كركوك".
• أفاد مصدر في الشرطة، مساء أمس الأول السبت، بأن قوة أمنية عثرت على جثتين مجهولتي الهوية في مدينة الصدر شرقي بغداد، فيما أكد اختطاف مدني في منطقة البلديات شرقي العاصمة.
********
تقرير...
قالت إن الاقتصاد في مأزق خطر نتيجة السياسات القاصرة للحكومة
منظمات حقوقية تدعو إلى وقف تدهور أوضاع حقوق الانسان في العراق
بغداد - طريق الشعب
دعا المنتدى العراقي لمنظمات حقوق الانسان، إلى ايقاف تدهور أوضاع حقوق الإنسان في العراق، لافتاً إلى احتدام الصراع الطائفي والحرب مع الجماعات الإرهابية والدواعش وظهور المليشيات والعصابات المسلحة والجريمة المنظمة وتصاعد انتهاكات حقوق الانسان بنطاق واسع.
وذكر المنتدى في بيان تلقت "طريق الشعب" نسخة منه، أن العراق يشهد تدهوراً متصاعداً في أوضاع حقوق الانسان في المجالات كلها وعلى الصعد كافة ولأسباب عديدة جراء سياسة المحاصصة و الطائفية السياسية بعد زوال النظام الدكتاتوري السابق في 9/4/2003 ، واحتدام الصراع الطائفي والحرب مع الجماعات الإرهابية والدواعش وظهور المليشيات والعصابات المسلحة والجريمة المنظمة وتصاعد انتهاكات حقوق الانسان في نطاق واسع ، والحرمان من الحريات الاساسية وانتشار ظاهرة الفساد المالي والإداري وهدر المال العام وسوء الإدارة والمحسوبية ، وازدياد حالات القتل والخطف والنهب والسلب للممتلكات العامة والخاصة .
واشار البيان إلى أن “المواطنين المدنيين يتعرضون إلى حالات الاعتقال والاحتجاز التعسفي، وانتشار عمليات الاختطاف والابتزاز والقتل شملت فئات عديدة كالأطباء والصحفيين والمقاولين والأجانب وميسوري الحال و تهديد المواطنين بترك مناطق سكناهم بدوافع دينية او طائفية او عرقية وحرق المنازل وتفجيرها لأهداف التغيير الديموغرافي وإفلات مرتكبيها من العقاب”.
وأكد ارتفاع ظاهرة النزوح والهجرة والتهجير القسري بسبب احتلال داعش الارهابي مناطق واسعة من العراق، اضافة الى تدهور الوضع الامني والانساني والاوضاع الاقتصادية والمالية المتدهورة ، وقد ارتفع عدد النازحين والمهجرين حسب الاحصاءات المحلية والدولية الى (3,2 ) مليون شخص وهم جميعا يعانون اوضاعاً مأساوية صعبة لقلة الدعم الحكومي والمساعدات الدولية، وكل ذلك ادى الى ارتفاع عدد طالبي اللجوء الى الخارج إلى رقم قياسي غير مسبوق وخاصة بين شريحة الشباب رغم تعرضهم إلى مخاطر الطريق والموت في البحار ، هذا فضلا عن طابع التعقيدات التي باتت تواجه طالبي اللجوء الى جانب ما يتعرضون له من أعتداءات اليمين العنصري ... من دون وجود حلول مناسبة في الافق .
وذكر البيان أن الاقتصاد العراقي يمر في تدهور ومأزق خطر نتيجة لتلك السياسات القاصرة التي اهملت القطاعات الانتاجية وتشغيل طاقات العمل حتى غدت الامور اسيرة النمط الاستهلاكي الريعي متسببة في التدهور الشامل انعكاسا لهبوط اسعار النفط وارتفاع تكاليف الحرب مع الارهابيين الدواعش وتفاقم ظاهرة الفساد والسطو على المال العام وقوت الشعب من قبل الفاسدين، وهذا بمجمله ادى الى تراجع الموجودات المالية العراقية وانحسار فرص التنمية مع تضخم ازمة البطالة وفقدان الخدمات الضرورية وتوقف المشاريع الانتاجية خاصة في مجالات الزراعة والصناعة والتجارة والسياحة ، كما يجري التجاوز على رواتب الموظفين والعمال والمتقاعدين واللجوء الى الاستدانة من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ما يكلف الدولة فوائد باهظة على الديون ومشكلة جدولتها ، ويفرض شروطا تتجه بالاقتصاد اتجاهات تقع في محصلتها على كاهل الشرائح الفقيرة الهشة .
وفي مجال الحريات العامة والخاصة، اشار البيان إلى أن “هناك تراجعا وتضييقا في حرية التعبير عن الرأي والتظاهر والاحتجاج والاعتصام المدني وملاحقة النشطاء من المتظاهرين واعتقالهم وتعذيبهم وتهديدهم ، ومخالفة المواد الدستورية التي كفلت حرية التجمع والتظاهر السلمي وحرية الصحافة والاعلام والنشر كما ورد في المادة (38 )من الدستور.
ولفت البيان إلى تزايد التجاوز والاضطهاد والعنف والقتل ضد اتباع الديانات والمذاهب من المسيحيين والايزيديين والتركمان والشبك والصائبة المندائيين وغيرهم ، حيث يجري تدمير وتفجير منازلهم وعدد من دور العبادة ومنعهم من اداء شعائرهم الدينية ، ما دفع الكثيرين منهم إلى النزوح والهجرة الى مناطق امنة اوالتوجه الى خارج العراق .
وأكد أن المرأة العراقية تتعرض الى افضع التجاوزات والانتهاكات على حقوقها من خلال فرض نظام معين على حياتها بدءاً من ملبسها وسلوكها وعقد زواجها خارج المحاكم واكراهها على الزواج المبكر وانتهاءً إلى الاتجار بها كفصلية وسلعة تباع وتشترى بموجب التقاليد العشائرية السلبية .
الموقعون :
1- الجمعية العراقية لحقوق الانسان/ بغداد
2- المرصد السومري لحقوق الانسان/هولندا
3- الجمعية الوطنية لحقوق الانسان / بغداد
4- الجمعية العراقية لحقوق الانسان/امريكا
5- منظمة حمورابي لحقوق الانسان
6- منظمة الدفاع عن حقوق الانسان/المانيا- امريكا
7- هيئة الدفاع عن اتباع الديانات والمذاهب في العراق/ هولندا- اربيل
8- الجمعية العراقية للمتقاعدين/ بغداد
9- منظمة راستي لحقوق الانسان / العراق
10- جمعية الرافدين لحقوق الانسان في العراق
11- رابطة مدربي حقوق الانسان/ بغداد
******
ص 3
استقطاع 48 في المئة من رواتب النواب.. سيستلمون 6 ملايين فقط
بغداد – طريق الشعب
كشف عضو اللجنة المالية البرلمانية، حسام العقابي، أمس الاحد، عن استقطاع 48 في المئة من رواتب النواب، منبها الى ان راتب النائب مع مخصصاته سيصبح 6 ملايين دينار بعد ان كان يقترب من 12 مليون دينار. وقال العقابي لـ"وكالة الأنباء العراقية"، إن "لا صحة لما تناقلته وسائل الإعلام بخصوص عدم الاستقطاع من رواتب أعضاء مجلس النواب"، مؤكدا أن "الاستقطاع شمل جميع أعضاء مجلس النواب من دون استثناء". وبين العقابي، ان “الاستقطاع جاء على 48 في المئة من رواتب أعضاء مجلس النواب”، مشيرا الى ان “راتب النائب أصبح 6 ملايين بجميع مخصصاته بدلا عن 11 مليون و750 ألفاً في السنوات السابقة”. واضاف عضو اللجنة المالية، أن “الاستقطاع جاء تماشياً مع حزمة الإصلاحات التي صوت عليها مجلس النواب في وقت سابق، وقد بدأ تنفيذها مطلع العام الحالي 2016 خلال الموازنة الاتحادية”، لافتا إلى أن “الاستقطاع سيوفر مبالغ مالية كبيرة إلى خزينة الدولة من أجل سد العجز المالي الحكومي”.
********
منح طلبة الكورسات ١٠ درجات وللراسبين في الابتدائية إكمال دراستهم
بغداد – طريق الشعب
أعلنت وزارة التربية، امس الاحد، منحها 10 درجات للطلبة الممتحنين وفق نظام الكورسات، فيما قررت، السماح لتلاميذ الابتدائية الراسبين لسنتين متتاليتين بإكمال دراستهم. وقالت الوزارة في بيان، ان “امتحانات الصفوف غير المنتهية للكورس الاول جرت بصورة سلسلة لكل المحافظات العراقية بما فيها مدارس النازحين في الاقليم”. واضافت ان “المديرية العامة للتقويم والامتحانات قررت منح الطلبة الممتحنين وفق هذا النظام ١٠ درجات لكل كورس، تقديرا منها للظروف الصعبة التي تمر عليهم، فضلا عن حداثة تطبيق نظام الكورسات”.
وفي سياق متصل، قالت المديرية العامة للتعليم العام والأهلي والحكومي، ان “الوزارة قررت السماح للتلاميذ الراسبين في صفوفهم لسنتين متتاليتين في المدارس الابتدائية ممن تقع اعمارهم ضمن الفئة العمرية 10-15 سنة بإمكانية نقلهم الى مدارس اليافعين او الصفوف الملحقة بالمدارس ومدارس التعليم المسرع او الصفوف الملحقة بالمدارس ان رغبوا في ذلك”.
*******
في مؤتمر للتعايش السلمي عقد في بغداد بحضور نحو 500 شخصية
معصوم والعبادي والجبوري: السلم الأهلي يتحقق بالتكاتف ضد الإرهاب والفساد
بغداد – طريق الشعب
شدد رئيس الجمهورية، فؤاد معصوم, امس الاحد, على ضرورة اشاعة قيم التعايش ونبذ الكراهية والتطرف التي تعد من الاركان الاساسية التي تقوم عليها وحدة المجتمع, مؤكدا ان الارهاب زاد شعبنا تماسكا وتوحدا واسهم في عزل قوى التطرف والارهاب والكراهية.
وفيما دعا رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، إلى وحدة الصف السياسي وتعزيز التعايش بين العراقيين، لـ”دحر المؤامرة الداخلية والخارجية” ومواجهة التطرف الديني، شدد رئيس مجلس النواب، سليم الجبوري، أن تحقيق السلم الأهلي في العراق غير ممكن من دون سلة قانونية “حازمة”.
مواجهة الارهاب
بوحدة الشعب
وقال رئيس الجمهورية، فؤاد معصوم، في كلمة له، القاها مدير مكتبه، قحطان الجبوري، في مؤتمر التعايش السلمي، الذي عقد في بغداد، امس الاحد، “نلحظ في السنوات الاخيرة تصاعد الهجمة الارهابية ضد بلدنا وشعبنا وحين نقف على حجم معاناة شعبنا سواء في المحافظات التي تعرضت إلى اعتداءات واحتلال داعش او في المحافظات الاخرى التي وقفت بعزة مع المحافظات المبتلاة بالمجرمين الدواعش”.
وأضاف، “اننا نخلص الى نتيجة تؤكد شدة الهجمة الارهابية وبرغم مآسيها زادت شعبنا تماسكا وتوحدا واسهمت في عزل قوى التطرف والارهاب والكراهية وهي النتيجة الحية التي لا بد من الانطلاق منها في هذا المؤتمر”, مشيرا الى ان “هذه النتائج المهمة تدعونا جميعا كقيادات سياسية وبرلمانية وحكومية إلى العمل بجد مخلص وحثيث من اجل مواصلة جهود المصالحة المجتمعية وتعزيز قيم التعايش والتآخي وغلق اية نافذة للكراهية والخوف في عراق يحمي الجميع ويكون ملاذا للجميع”.
واكد معصوم، ان “اشاعة قيم التعايش ونبذ الكراهية والتطرف تعد من الاركان الاساسية التي تقوم عليها وحدة المجتمع والتي تعزز الشعور الحقيقي بالمواطنة واحترام حقوق الجميع في العراق الديمقراطي الاتحادي الحر”, مبديا امله في أن “يسير المؤتمر نحو النجاح ليكون خطوة فاعلة وعملية لتحقيق الاهداف التي اجتمع القادة السياسيين من اجلها”.
ولفت رئيس الجمهورية، الى ان “انتصارات شعبنا وقواتنا ضد الارهاب تتطلب وتؤكد الحاجة الى عمل سياسي ومجتمعي وثقافي واعلامي كثيف لتكون الاهداف العظيمة واقعا حيا على الارض”.
التكاتف من اجل دولة المؤسسات
قال رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، في كلمة له القاها نيابة عنه النائب علي العلاق في مؤتمر التعايش السلمي، انه“من اجل دحر المؤامرة الداخلية والخارجية التي يتعرض اليها العراق ودعم جهود ابناء القوات المسلحة وقوات الحشد الشعبي وابناء العشائر والبيشمركة لا بد من اشاعة التعايش السلمي بين المكونات والمذاهب الدينية”.
واضاف، “لابد من تكاتف الجهود بين الكتل والمكونات السياسية لبناء دولة المؤسسات واشاعة روح الاخوة والتعايش السلمي بين اطياف الشعب العراقي ومن اجل ان ينعم ابناء الشعب بثروات وطنهم”.
ورأى ان “الوحدة الوطنية تعني ان يعمل الجميع لبناء البلد وتحمل الاعباء والمخاطر التي تهدد سلامته”.
التصدي إلى الطائفية من اجل المستقبل
قال رئيس مجلس النواب، سليم الجبوري، في كلمته، إن “الهدف من اثارة النعرات الطائفية التي كانت من اهم نتائجها الارهاب تأليب العراقيين على بعضهم كي يتمكن الاخر المتربص من العبث في وطنهم”.
وأضاف الجبوري، “حينما نتصدى إلى الطائفية والغلو والتطرف فإنما نتصدى من اجل الدفاع عن الوجود والاجيال المقبلة”. وتابع، أن “السلم الاهلي الذي وضعت بعض اسسه في هذا المؤتمر لن يتحقق الا عبر سلة قانونة حازمة وحاسمة تعتمد مبدأ التعايش السلمي جوهراً لها”.
مؤتمر تطوعي لا يكلف الدولة
وأكد النائب الاول لرئيس مجلس النواب، همام حمودي، أن مؤتمر حماية التعايش السلمي، تطوعي، ولن يكلف الدولة شيئاً، نافيا ان يكون انعقاده ضمن “صفقة سياسية”، فيما رأى النائب الثاني لرئيس مجلس النواب، ارام الشيخ محمد، أن نزوح عوائل المحافظات الغربية الى المحافظات الجنوبية، دليل على وجود التعايش السلمي في العراق، مطالبا السياسيين بتوظيف نفوذهم لتعزيز اساس الأخوة بين العراقيين.
وكانت لجنة الأوقاف والشؤون الدينية في مجلس النواب، أعلنت، أمس الاول السبت، دعوة 500 شخصية سياسية ودينية واجتماعية إلى المشاركة في مؤتمر التعايش السلمي الذي عقد في العاصمة بغداد، امس الأحد، وفيما أكدت أن المؤتمر سيخرج بتوصيات "تهم العراقيين"، اشارت إلى أن المؤتمر سيميّز بين "المتخندقين في صف الارهاب والطائفية وخلق الازمات والداعين إلى وحدة العراق ومكافحة الارهاب".
********
حكومة اربيل: الشهر المقبل سيشهد نظاما لتوزيع الرواتب يخدم الجميع
موظفون في الإقليم يتظاهرون وآخرون يضربون عن الدوام احتجاجا على تخفيض الرواتب
بغداد – طريق الشعب
اعلن موظفون في مراكز صحية ومستشفيات حكومية، وعدد من تدريسيي جامعة اربيل، امس الاحد، استمرار اضرابهم عن الدوام الرسمي، احتجاجا على قرار حكومة الاقليم المتمثل في تخفيض رواتبهم، فيما تظاهر العشرات من عناصر شرطة المرور في السليمانية، للسبب نفسه.
في غضون ذلك، اعلنت حكومة الاقليم، انها ستباشر الشهر المقبل، تطبيق نظام رواتب عادل و"يخدم الجميع".
اضراب في اربيل
يستمر موظفو مراكز الصحة والمستشفيات الحكومية في اقليم كردستان، في اضرابهم عن الدوام الرسمي، احتجاجا على قرار حكومة الاقليم المتمثل في تخفيض رواتبهم.
وقال لقمان لطيف، مدير المستشفى العام، في قضاء بنجوين، لـ"وكالة الانباء العراقية"، ان "موظفي المستشفى قاطعوا الدوام منذ اسبوعين وما زال اضرابهم مستمرا".
واشار الى ان "موظفي مستشفيات حكومية اخرى، في قضائي سيد صادق وشارزور، اضربوا عن الدوام"، مؤكدا ان "الموظفين يرفضون العودة حتى تتراجع الحكومة عن قرارها في تخفيض الرواتب".
وشملت احتجاجات واضراب الموظفين معظم مدن اقليم كردستان، بعد قرار اصدرته الحكومة تقضي بتخفيض الرواتب بنسبة من 15 الى 75 في المئة.
وعلى صعيد مواز قام عدد من الأساتذة الجامعيين في أربيل، امس الاحد، بالاضرب عن الدوام الرسمي.
وقاطع أساتذة كلية التربية والهندسة الكهربائية الدوام، معربين عن سخطهم اتجاه تقليل رواتبهم بسبب الازمة المالية التي يشهدها الإقليم.
تظاهرة في السليمانية
خرج العشرات من عناصر شرطة المرور في محافظة السليمانية، امس الاحد في تظاهرات احتجاجاً على القرار الذي اتخذته حكومة إقليم كردستان في تخفيض الرواتب الشهرية.
وبحسب مواقع اخبارية كردية، أن المتظاهرين اقدموا على قطع سير المركبات في شارع 60 الرئيس في المحافظة.
تذمر يتصاعد
"الأوضاع المعيشية أصبحت صعبة، لا يمكنني تأمين مصاريف أسرتي المتواضعة"، هكذا قال سردار يوسف (41 عاماً) يعمل موظفاً حكومياً في الاقليم ، ويؤكد لوكالة "السومرية نيوز"، إن "فرص العمل بدأت تتضاءل يوما بعد آخر وفي المقابل ترتفع أسعار البضائع في كردستان".
واضاف يوسف، "لا يمكنني الآن دفع فاتورات الكهرباء والمياه بسبب سوء أوضاعي المالية"، مبينا أنه "لم يتسلم راتبه منذ من أربعة أشهر، وأضطر إلى البحث عن عمل إضافي لإعالة أسرته، لكنه إلى الآن لم يحصل عليه".
أما دلدار حسين (38 عاماً) فهو يشاطر يوسف الرأي، إذ يقول، إن "الأزمة الاقتصادية الحالية سببت تراجعاً في جميع القطاعات في الإقليم"، لافتا إلى أن "العديد من المواطنين اضطروا إلى بيع ممتلكاتهم من أجل دفع الديون والأقساط المترتبة عليهم".
وأضاف حسين، "في حالة استمرار الأزمة، قد تحصل مشاكل اجتماعية"، داعيا الجهات المعنية إلى "اتخاذ خطوات جدية لمعالجة الأزمة".
نظام رواتب عادل
عقد مجلس وزراء إقليم كردستان، اجتماعاً موسعا، امس الأحد، في مدينة أربيل، بشأن النظام الجديد للرواتب.
وقال اعلام الاتحاد الوطني، ان الاجتماع يبحث فرز رواتب وزارة الداخلية والبيشمركة في الفقرة الأولى، بشكل يتم فرز رواتب عناصر القوات في جبهات القتال ضد الارهابيين عن عناصر القوات غير المشاركة في محاربة الارهاب، والفقرة الثانية تشير الى أن نظام الاستقطاع من الراتب مؤقت وسيشهد تغييراً الشهر المقبل.
وقال مصدر "سيشهد الشهر القادم نظاماً في توزيع الرواتب يخدم الجميع".
وقررت حكومة إقليم كردستان الأربعاء الماضي، حل ازمة رواتب موظفي الدوائر الرسمية لكن بعد تخفيضها.
ومنذ اشهر واقليم كردستان يتعذر عن توزيع الرواتب لموظفيها بسبب الازمة المالية الحالية.
وقررت حكومة كردستان اجراء تخفيض متفاوت في رواتب الموظفين شمل أصحاب الدرجات العليا بنسبة 75 في المئة، بينما شمل التخفيض 15 – 20 أصحاب الدرجات الدنيا للموظفين.
وقرر المجلس ايضا عدم شمول هذا الاجراء لمنتسبي وزارتي داخلية الإقليم والبيشمركة.
*******
تقرير...
في لقاء موسع للتيار الديمقراطي العراقي في كربلاء
رائد فهمي: الإصلاح ضرورة وليس خيارا وعلينا توسيع قاعدة الحراك
كربلاء - عامر الشيباني
من أجل الاصلاح ومكافحة الفساد وبناء دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية, أقامت تنسيقية كربلاء للتيار الديمقراطي لقاء موسعا، يوم الثلاثاء الماضي (2 شباط الجاري) للوقوف على اخر تطورات الحراك المدني, وسط حضور حاشد اكتظت به قاعة الحزب الشيوعي العراقي لمحلية كربلاء من ناشطين مدنيين ومنسقي التظاهرات وإعلاميين واكادميين واعضاء التيار الديمقراطي العراقي وجماهيرهم في المحافظة.
محاور لديمومة العمل المدني
وأدار اللقاء منسق التيار الديمقراطي العراقي في كربلاء، عبد الجبار العلي، قائلا: ان لقاءنا اليوم مع جماهيرنا جاء لغرض الاستئناس بآرائكم حول آليات العمل المعمول بها للتيار الديمقراطي في الفترة السابقة وما لحقها وما تقترحونه من افكار وأراء لديمومة العمل المدني الديمقراطي. وطرح العلي اربعة محاور للنقاش: اولها الحرب على داعش وما ستؤول اليه الامور بعد الخلاص منه, وثانيها؛ موقف التيار الديمقراطي من قضية النازحين وعودتهم الى مناطقهم، والمحور الثالث، حول موقف التيار من التدخل الروسي في سوريا وبشأن التحالف الرباعي، وهل يعتبر تدخلا في الشأن الداخلي ويخل بالسيادة العراقية؟, اما المحور الرابع، فهو موقف التيار من الحراك المدني وما وسائل ادامة هذا الحراك وديمومة التظاهر؟.
نظام سياسي منتج للازمات
وتحدث في اللقاء، منسق التيار الديمقراطي العراقي رائد فهمي، قائلا، ان العراق اليوم يمر في أخطر مراحله من ناحية الاستمرار بوحدته وتماسك نسيجه الاجتماعي والحديث عن وجود الكيان العراقي فضلا عن ظهور الازمة المالية والاقتصادية اذ اصبح بناؤه الاقتصادي وافاق تطور البلد مثيرين للقلق في اوساط واسعة بمختلف شرائح المجتمع.
وأضاف، ان هذه الازمات التي اشتدت واستفحلت وكان ينبغي على ادارة البلد التحسب لها والتحضير لكل الاحتمالات, لكن الادارة في نظام الحكم حالت دون تسنم الكفاءات ادارة هذه الملفات الكبيرة, وذلك بسبب نظام المحاصصة الطائفية والحزبية والاثنية.
وأكد فهمي ان النظام السياسي، أنشئ لمعالجة خلل في السياسات السابقة سواء النظام الدكتاتوري او لخلل اعظم واعمق في قيام الدولة العراقية، فإذا به هذا النظام الجديد اصبح عاجزا عن حل المشاكل والازمات ومنتجا للازمات.
احتجاجات غير حزبية
وذكر فهمي، ان الشعب انطلق بحراكه منذ تموز الماضي بشكل عفوي او منظم جزئي، ومن اوساط شعبية متنوعة، لا يمكن تجييرها لصالح هذا الحزب او ذاك، انما كان يضم عشرات الالاف من ابناء المجتمع, مؤكدا ان المتظاهرين اكدوا على سلمية الاحتجاجات رافعين العلم العراقي ولم تطلق شعارات تحريضية بل كانت شعارات ومطالب معقولة وممكنة التحقيق، عبرت عن تطلعات الشعب وليست لها هوية طائفية او مصالح حزبية.
وقال فهمي، ان طبيعة هذه المطالب عابرة لكل الهويات الفرعية، وذات سمات وطنية، لان الحراك جاء استجابة لمطلب شعبي ولمعاناة شعبية، منوها الى ان المواطن بعد ان خرج مطالباً بحقوقه في الخدمات بدأ يرتقي بمطالبه الى المطالب السياسية.
الحشد الشعبي في أطار الدولة
وتطرق منسق التيار الديمقراطي العراقي، الى ان الحراك المدني ليس بمعزل عن الحرب ضد الارهاب بعد ان تعرض الحراك الى انتقادات بسبب خروجهم, لافتا الى ان هناك فسادا في مفاصل المؤسسة العسكرية، تسبب في عدم وصول التمويل والعتاد اللازمين إلى المقاتلين، وأصبح له دور مباشر في المعركة, وبالتالي الفساد والارهاب وجهان لعملة واحدة.
وشدد فهمي على ان المعركة ضد داعش، ذات طابع وطني, ومحاربتهم يجب ان تكون من منطلق وطني, مطالبا ان يكون الحشد الشعبي ضمن اطار الدولة وبعيدا الهويات الفرعية، ويجب ان لا يكون بديلا عن الجيش العراقي بل ساندا له.
ودعا الى تنسيق فصائل الحشد الشعبي والبيشمركة والعشائر وقوات التحالف مع الجيش لكسب المعركة.
ديموغرافية المناطق المحررة
وبالنسبة إلى المناطق المحررة من داعش، حذر فهمي من ان تصبح مشكلة موازية لاحتلال داعش لها اذا ما احسن ادارة ملفها، فلا يجب استغلال المعارك للتغيير الديموغرافي للمناطق المحررة من الاطراف، داعيا الى العمل على اعادة أهالي تلك المناطق لتحقيق الاستقرار. وطالب جميع الاطراف بانتهاج الحوار.
واكد منسق التيار الديمقراطي العراقي، ان الانتصارت التي يحققها العراق في حربه ضد داعش لم تصبح بعد انتصارا سياسيا, مؤكدا على اهمية ان تقوم الحكومة بجعل الانتصار العسكري انتصارا سياسيا. لكن نبه الى ان النصر العسكري يحتاج الى مستلزمات اهمها المشاركة الواسعة في عملية صنع القرار من كل الاطراف العراقية وتوحيد المواقف.
الدور الروسي في مواجهة داعش
وعن الدور الروسي في المنطقة، اشار فهمي، الى ان التدخل الروسي في سوريا غير المعادلات اذ كانت القوى التي تحارب النظام متقدمة, كما غير ايضا المعدلات في الحرب في العراق والتغيير الحاصل في الموقف الامريكي اذا ازدادت العمليات العسكرية بعد التدخل الروسي.
وتحدث عن التنسيق الرباعي، لافتا الى انه ليس من مصلحة العراق ان يدخل في محاور اخرى، لكن عليه ان يستفيد من هذه المحاور.
الاصلاح ضرورة وليس خيارا
وأكد فهمي ان الاصلاح في كل مفاصل الدولة, ضرورة وليس خيارا في مختلف المجالات الادارية والقضائية والتشريعات والبرلمان والمؤسسة العسكرية, مشيرا ان رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، اطلق حزمة من الاصلاحات قوبلت بالتأييد من التيار الديمقراطي، لكنها غير كافية، اضافة عن انها تسير ببطء شديد، وهناك بعض الاصلاحات توقفت وغيرها اتجهت إلى غير وجهة, ما يشير الى عدم وجود ارادة حقيقية لتغيير الامور وهذا ما اشارت اليه المرجعية كذلك.
وتابع فهمي، قائلا، ان معركة الاصلاح معركة فنية وادارية وسياسية والجهات المتنفذة سوف لن تتخلى عنها بيسر وسوف تحاول تعرقل مسيرة الاصلاح وتعمل على تسويف الاصلاح, لذ يجب تضافر كل القوى المؤيدة للاصلاح لتجابه المعرقلات.
ودعا منسق التيار الديمقراطي العراقي، الى توسيع قاعدة الحراك من خلال التضامن مع مطالب لقطاع معين او منطقة في غير تظاهرات الجمعة، مشددا على ضرورة ان ينفتح التيار الديمقراطي وقوى الحراك على الاخر ومد الجسور معه، بما يصب في مصلحة الحراك.
ووجد فهمي ان هذه العملية ستؤدي الى تغيير موازين القوى المجتمعية وكل المطالب لا تتحقق الا عبر تغيير الموازين, لذا العملية الاصلاحية متعددة الجبهات والمستويات, وعلينا التنسيق ما بين التنسيقيات ومؤتمرات ولقاءات لتغذية العمل المشترك ليتحول الى قدرة سياسية قادرة على التغيير.
********
ص 4
روحاني يدعو إلى مساواة الجنسين في العمل السياسي
طهران - وكالات
أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني على حق الجنسين في تولي المناصب السياسية في البلاد. قالت "صحيفة القدس العربي"، نقلا عن وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، امس الأحد، أن روحاني، الذي كان يشارك في مؤتمر خاص بالمرأة بطهران، أكد أن نسبة النساء في بلاده تتجاوز الـ 50 في المائة ولذلك، ومن أجل صالح البلاد، يجب تمثيل المرأة في السياسة، لأنها "لم تصل إلى الوضع الذي تستحقه".
وانتقد الرئيس الإيراني "الأفكار الشائعة" في الدول الإسلامية، التي ترى أن المرأة يجب أن تبقى في البيت، وعلى الرجل وحده العمل، وأوضح أن سوق العمل مفتوحة لكلا الجنسين.
وشدد روحاني على أن بلاده "ليست عالقة في العصر الحجري".
وفي إيران، هناك حقوق متساوية للجنسين، بفضل إصلاحات روحاني، إلا أنه مازالت المرأة تعاني من "بعض" التمييز في الوظائف الحكومية.
*********
اجتماع طارئ لمجلس الأمن رداً على صاروخ كوريا الشمالية
نيويورك - وكالات
من المفترض ان يكون مجلس الأمن الدولي، عقد اجتماعا طارئا في وقت متأخر من مساء امس الأحد لبحث سبل الرد على إطلاق كوريا الشمالية صاروخا بعيد المدى في تحد لقرارات الأمم المتحدة. ويعقد الاجتماع بناء على طلب كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة للإتفاق على رد جماعي على إطلاق الصاروخ. واعتبر حلف شمال الأطلسي "الناتو" إطلاق الصاروخ "انتهاكا مباشرا" لقرارات مجلس الأمن. وذكر التلفزيون الكوري الشمالي الرسمي أن الاطلاق "التاريخي" الذي أمر به شخصيا الزعيم كيم جونغ اون قد "نجح في وضع قمرنا الاصطناعي في مدار حول الارض". وقال وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري إن إطلاق الصاروخ يمثل "انتهاكا صارخا" لقرارات الأمم المتحدة، وحذر من أن "إجراءات مهمة ستتخذ لمحاسبة" كوريا الشمالية. ووصف رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إطلاق الصاروخ، بأنه أمر غير مقبول على الإطلاق. وطالبت كوريا الجنوبية بفرض إجراءات عقابية مشددة على جارتها الشمالية. وأعربت الصين، الحليف الرئيسي لبيونغ يانغ، عن أسفها لإطلاق الصاروخ.
********
قرأنا لكم ...
محادثات الدوحة للمصالحة الفلسطينية ما لها وما عليها*
عودة حركتي «فتح» و»حماس» للحوار، من أجل إنهاء الانقسام الداخلي الفلسطيني، خطوة إيجابية بالتأكيد، لكن النقاط موضوع البحث في جلسات الحوار الذي تستضيفه الدوحة تقفز عن المعضلة الرئيسة التي أفشلت الحوارات والاتفاقات السابقة.
ينطلق قطار الحوار الثنائي العلني والرسمي مجدداً بين حركتي «فتح» و»حماس»، في العاصمة القطرية الدوحة، بعد حوارات غير رسمية الشهر الماضي عقدت في إسطنبول والدوحة، بمشاركة عدد من قادة الحركتين، وتبلورت في ختامها ورقة مشتركة اتفق فيها الطرفان على تشكيل حكومة توافق وطني، تكون مهمتها التحضير لانتخابات عامة قريباً، ومشاركة «حماس» في قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، ومجموعة نقاط إجرائية عملية لتهيئة أجواء إيجابية للمصالحة، مثل وقف الحملات الإعلامية المتبادلة.
وكان لافتاً الكشف عن أن الورقة المشتركة تضمنت «اللجوء إلى المقاومة السلمية الشعبية غير المسلحة»، وهي النقطة البرنامجية السياسية الوحيدة في الورقة، بينما غابت النقاط الرئيسة التي كانت ومازالت موضع خلاف بين الطرفين، وشكَّلت قنابل موقوتة أفشلت الحوارات السابقة وأطاحت بالاتفاقات والتفاهمات التي نتجت عنها. ووفقاً لما صرح به مسؤول في السلطة الفلسطينية، بحسب صحيفة «الحياة» اللندنية، كلف الرئيس محمود عباس الوفد الذي يقوده عزام الأحمد بالتباحث مع وفد «حماس» حول نقطتين، تشكيل حكومة توافق وطني، وإجراء انتخابات عامة، أي العنوانين الأبرز، وربما الوحيدين، اللذين تم الاتفاق عليهما في المباحثات غير الرسمية الشهر الماضي.
من المعلوم أن سلسلة طويلة من التفاهمات الماضية بين حركتي «فتح» و»حماس» أجهضت قبل أن تولد أو أن تأخذ طريقها نحو التنفيذ، وآخرها التفاهم الذي تم التوصل إليه في القاهرة برعاية مصرية، بين موسى أبو مرزوق وعزام الأحمد، في أيلول 2014، وكان يفترض بمقتضاه تطبيق بنود «اتفاق المصالحة الفلسطينية»، الذي تم التوقيع عليه في القاهرة أيضاً في أيار 2014، وتمكين حكومة التوافق الوطني من العمل في قطاع غزة، وإدارة المعابر، وتشكيل لجنة متابعة مشتركة تضم ممثلين عن الحركتين والفصائل الفلسطينية الأخرى للعمل على معالجة أي مشاكل قد تنشأ.
بيد أن حكومة الوفاق الوطني، برئاسة رامي الحمد الله، لم تفلح في أداء مهامها على مدار عام من تشكيلها، في غزة صيف العام 2014، تبعاً لما يصطلح على تسميته بـ»اتفاق الشاطئ» للمصالحة بين حركتي «فتح» و»حماس» في نيسان من العام ذاته، فالاتفاق المذكور لم يبق منه عملياً سوى توليفة حكومية قيِّمت على نطاق واسع بأنها استمرت أكثر مما يجب، لأنها فشلت في إنجاز أي شيء يذكر في مسار المهمة الأساسية التي جيئ بها من أجلها، إلا وهي إنهاء الانقسام السياسي والكياني بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وكخطوة أولى إعادة توحيد مؤسسات وإدارات السلطة الفلسطينية، ليصار بعدها إلى إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية للسلطة، وتجديد الهيئات القيادية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والمجلس الوطني الفلسطيني بالرجوع إلى صناديق الاقتراع.
من خلال مراجعة أداء حكومة التوافق الوطني الفلسطيني، والمصاعب التي اعترضت طريقها، علقت منذ البداية في ملفات خلافية شائكة، وصلت بها إلى طريق مسدود، فضلاً عن أنها قامت على قطبية ثنائية بين حركتي «فتح» و»حماس»، وتم استبعاد باقي الفصائل الرئيسة في منظمة التحرير، وبالتالي هي لم تستند إلى وفاق وطني شامل، بين كل الفصائل والقوى الفلسطينية، يسمح بامتلاك الحكومة برنامجا على أرضية وطنية مشتركة، تستطيع الحكومة من خلاله إنجاز المهمة التي أنيطت بها.
وثبت أن اتفاق المصالحة بين حركتي «فتح» و»حماس» لم يعالج القضايا الخلافية الجوهرية بين الحركتين، وسريعاً ما عادت تلك الخلافات إلى الظهور مجدداً، وزاد من تعقيد الوضع عدم استطاعة حكومة الوفاق الوطني إنجاز شيء يذكر على صعيد إعادة إعمار ما دمرته الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، وفك الحصار المفروض عليه وفتح المعابر، وإعادة توحيد مؤسسات وإدارات السلطة.. الخ، لأن حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية افتقرت إلى ما يلزمها من دعم عربي ودولي في مواجهة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية لإفشالها.
الأسئلة ذاتها تطرح نفسها على مباحثات المصالحة التي تستضيفها الدوحة، كيف ستنجح حكومة الوفاق الوطني إذا لم تكن مستندة إلى برنامج إجماع وطني؟ وما هو البرنامج الذي يجب أن تستند إليه؟ وهل ستنجح المصالحة بين «فتح» و»حماس» من دون حل الخلافات السياسية بينهما؟ وماذا بشأن منظمة التحرير وبرنامجها على ضوء الدعوة إلى دخول «حماس» في إطارها القيادي، في ظل استمرار رفض «حماس» برنامج المنظمة؟ وكيف يمكن تأمين مظلة عربية تدعم الاتفاق وتساعد على تنفيذه؟
الإجابة على هذه الأسئلة تبدأ من الاتفاق على الخطوط السياسية البرنامجية الرئيسة بين كل الفصائل والقوى الفلسطينية، قبل الحديث عن تشكل حكومة توافق أو إجراء انتخابات عامة، ولن تكتمل الإجابة إلا بمقدار ما يقترب الفلسطينيون بواسطته من مصالحة مكتملة، وعندها فقط يمكنهم العمل على حشد دعم عربي ودولي إلى جانبهم.
عامر راشد**
ـــــــــــــــ
*موقع سبوتينك الروسي
** كاتب فلسطيني
********
مسؤولون أوروبيون يدعون انقرة الى الالتزام باتفاقية جنيف
آلاف السوريين في العراء قرب الحدود التركية واردوغان: نفتحها عندما نجد ذلك ضروريا
انقرة، امستردام، لندن - وكالات
ينتظر آلاف السوريين، وغالبيتهم من النساء والأطفال، في العراء والبرد من أجل الدخول إلى تركيا التي لا تزال تغلق حدودها أمامهم لليوم الرابع على التوالي، فيما أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، امس، أن بلاده ستفتح حدودها أمام اللاجئين السوريين، في "حال كان ذلك ضروريا".
الاف السوريين في العراء
ينتظر آلاف السوريين، وغالبيتهم من النساء والأطفال، في العراء والبرد من أجل الدخول إلى تركيا التي لا تزال تغلق حدودها أمامهم، وذلك بعد فرارهم من ريف حلب الشمالي إثر هجوم قوات النظام قبل أيام.
وقال مدير "المرصد السوري لحقوق الإنسان" رامي عبد الرحمن إن "الأوضاع التي يواجهها النازحون كارثية"، مضيفا "تنام عائلات بكاملها منذ أيام عدة في هذا البرد القارس في الحقول أو الخيام، وليس هناك أية منظمة دولية لمساعدتهم، بل يساعدون بعضهم البعض".
وأفادت مراسلة وكالة الأنباء الفرنسية أن المعبر الحدودي التركي أونجو بينار كان لا يزال مغلقا، أمام آلاف اللاجئين السوريين الهاربين من منطقة حلب، إثر تقدم قوات النظام في هذه المنطقة بدعم من الطيران العسكري الروسي.
وقامت السلطات التركية ابتداء من الجمعة بنصب خيم جديدة في مخيم قائم على مقربة من المعبر الحدودي لمواجهة هذا التدفق الكبير للاجئين السوريين باتجاه الأراضي التركية.
وسمحت السلطات التركية لمنظمة "إي إتش إتش" غير الحكومية الإسلامية بعبور الحدود لتقديم الماء والغذاء والأغطية للاجئين السوريين المتجمعين في باب السلامة.
وأفادت المراسلة بأن ثماني شاحنات تابعة لهذه المنظمة نقلت مساعدات السبت إلى اللاجئين السوريين.
ونقلت الصحافة التركية أيضا، أن الوكالة التركية المكلفة بالتعامل مع الحالات الطارئة أعدت خطة عاجلة لاستقبال اللاجئين.
مطالبة تركيا باستقبال اللاجئين
وانتهز مسؤولون أوروبيون وجود وزير الخارجية التركي في اجتماع مع نظرائه الأوروبيين في أمستردام لتذكير تركيا بالتزاماتها الدولية، وخصوصا اتفاقية جنيف.
وقال مفوض التوسع في الاتحاد الاوروبي يوهانس هان صباح امس الاول السبت "إن اتفاقية جنيف التي تقضي باستقبال اللاجئين لا تزال قائمة".
لكن جاويش أوغلو تحفظ عن إعطاء أية تفاصيل حيال موعد قيام تركيا بفتح حدودها، فيما تفيد آخر الأرقام التي قدمتها الأمم المتحدة الجمعة أن زهاء عشرين ألف شخص يتجمعون قبالة معبر أونجو بينار المقابل لبلدة باب السلامة السورية.
وجاء كلام المسؤول الأوروبي ردا على سؤال صحفي حول قيام تركيا بإقفال معبر أونجو بينار (المعروف بباب السلامة على الجانب السوري) في جنوب مدينة كيليس التركية بوجه اللاجئين السوريين. كما اقفلت كل المعابر بين البلدين.
أردوغان: سنفتح حدودنا بشرط
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، امس، في الطائرة للصحفيين الذين رافقوه في عودته من السنغال، إن "النظام يسد الطريق على قسم من حلب، تركيا تواجه تهديدا".
وأضاف أردوغان، "إذا وصلوا إلى أبوابنا وليس لديهم خيار آخر، وإذا كان ذلك ضروريا، فسنضطر إلى السماح لإخواننا بالدخول".
وأفاد مراسل لوكالة "فرانس برس"، أن معبر أونجو بينار التركي المقابل لمنفذ باب السلامة السوري لا يزال مغلقا أمام آلاف اللاجئين الذين يتجمعون هناك لليوم الثالث على التوالي.
وقال مسؤول تركي للوكالة الفرنسية، "لكن الحدود تبقى مفتوحة أمام حالات الطوارئ"، موضحا أن "سبعة جرحى نقلوا إلى تركيا الجمعة وواحدا السبت لتلقي العلاج في المستشفيات".
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قد قال، امس الاول السبت، ان تركيا لا تزال تعتمد "سياسة الحدود المفتوحة" أمام اللاجئين السوريين. من دون تحديد موعد للسماح لآلاف السوريين العالقين على معبر حدودي مع تركيا بالدخول إلى بلاده.
********
الإكوادور تستدعي السفير التركي احتجاجا على ممارسات حرس أردوغان
كيتو – وكالات
أعلن الرئيس الإكوادوري رافائيل كوريا، امس الأحد، أن وزارة خارجية بلاده استدعت السفير التركي لدى الإكوادور واحتجت لديه على ممارسات حرس الرئيس التركي.
وشجب الرئيس الإكوادوري، تصرفات المحتجين وحرس أردوغان على حد سواء، معتبرا استخدام القوة ضد المحتجين عملا لا مبرر له.
وكان عدد من المحتجين جلهم من النساء قد قاطعوا الرئيس التركي أثناء كلمة كان يلقيها في إطار زيارة إلى الإكوادور وطالبوه بالتنحي، الأمر الذي دفع الحرس المرافق له إلى التدخل بعنف ودفع المحتجين بل ضربهم.
وتسبب عنف الحرس التركي، وسلبية الأمن الإكوادوري في نشوب أزمة سياسية حقيقية في الإكوادور أعقبها توتر بين تركيا والإكوادور، لا سيما بعد انضمام رئيسة البرلمان غابرييلا ريفانديريا إلى الاحتجاج.
وأعلنت غابرييلا ريفانديريا أنها ستساءل الحكومة عن سبب تآمرها مع الحرس التركي، وسوف تحملها مسؤولية الاعتداء على مواطني الإكوادور.
من جهته، ذكر وزير الخارجية الإكوادوري ريكاردو بوتينيو، أنه اتصل بالسفارة التركية وعبر عن احتجاجه على ما قام به حرس أردوغان، وقال، "لقد أبدوا عنفا غير مبرر تجاه مواطنينا، فيما لم يكن هناك أي خطر يهدد أمن وسلامة" الرئيس التركي.
وطالب بوتينيو الجانب التركي بـ"معاقبة المقصرين"، مشدداً على أن "أي مواطن إكوادوري يمتلك الحق في التعبير عن رأيه من دون أن يعاقب".
********
تقرير...
البرلمان الجزائري يقر الأمازيغية لغة ثانية ويحرم مزدوجي الجنسية من المناصب العليا
تحديد الرئاسة الجزائرية بولايتين
وأمر ملكي في المغرب بمراجعة المناهج الدينية
الجزائر، الرباط - وكالات
صوت البرلمان الجزائري، امس الأحد، بالأغلبية المطلقة، لصالح التعديل الدستوري الذي اقترحه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وترفضه المعارضة، فيما أمر ملك المغرب محمد السادس، بمراجعة مناهج وبرامج تدريس التربية الدينية في مختلف المستويات التعليمية من أجل "تكريس قيم التسامح والاعتدال".
الجزائر: تعديلات دستورية
ومن أهم التعديلات التي يتضمنها هذا المشروع الذي اقره البرلمان الجزائري، تحديد العهدات الرئاسية بولايتين فقط وحرمان الجزائريين مزدوجي الجنسية من مناصب رسمية عليا وإقرار الأمازيغية لغة رسمية ثانية بعد العربية، وتحديد العهدات الرئاسية بولايتين فقط.
وأقر المشروع 499 نائبا في البرلمان فيما اعترض اثنان وامتنع 16 عن التصويت، على ما أكد رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح.
يشار إلى أن البرلمان الجزائري يتكون من غرفتين: المجلس الشعبي الوطني ويضم 462 نائبا يتم انتخابهم بالاقتراع المباشر ومجلس الأمة ويضم 144 عضوا، يتم انتخاب 96 منهم (بغالبية الثلثين) ضمن أعضاء المجالس البلدية والولائية، بينما يعين رئيس الجمهورية الثلث المتبقي (48 عضوا).
كما يتضمن مشروع الدستور الجديد اعتبار الأمازيغية "لغة وطنية ورسمية" وهو مطلب قديم لقطاع كبير من الجزائريين المتحدثين بهذه اللغة في منطقة القبائل في وسط البلاد ولسكان منطقة الاوراس في الشرق والطوارق في الجنوب.
ويحظر التعديل الجديد تولي مواطنين مزدوجي الجنسية مناصب رسمية عليا، في إجراء يثير الغضب في أوساط الجالية الفرنسية-الجزائرية.
وصرح رئيس الوزراء عبد المالك سلال بعد التصويت "استجبتم لنداء صانع السلم والاستقرار، صانع الجمهورية الجزائرية الجديدة" معتبرا أن التعديل يكرس التعاقب الديمقراطي "عبر انتخابات حرة" ويشكل "وثبة ديمقراطية ويمثل حصنا منيعا ضد التقلبات السياسية والأخطار التي تهدد أمننا الوطني". وكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد وعد غداة أحداث "الربيع العربي" في 2011، تعديلات دستورية "لتعزيز الديمقراطية"، في ما فسر كمحاولة لمنع التغييرات التي شهدتها الدول المجاورة خصوصا تونس وليبيا من الانتقال إلى الجزائر.
المغرب: مراجعة المناهج الدينية
أمر الملك المغربي محمد السادس بمراجعة مناهج وبرامج تدريس مادة "التربية الإسلامية" في مجموع مستويات التعليم المغربي، وذلك بهدف "إعطاء أهمية أكبر للتربية والتنشئة على القيم الإسلامية السمحة" وفق ما جاء في بيان للقصر. وجاءت هذه الخطوة على خلفية دعوات لمثقفين مغاربة دعت إلى "تنقيح مقررات" هذه المادة وإعادة الاعتبار للفلسفة والعلوم الإنسانية.
وجاءت التعليمات الجديدة، حسب بيان صادر عن القصر الملكي، عقب اجتماع وزاري ترأسه الملك في مدينة العيون كبرى محافظات الصحراء الغربية، حيث قدمت أمامه "الرؤية الإستراتيجية لإصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي 2015-2030".
وأصدر الملك تعليماته لكل من وزيري التربية الوطنية والأوقاف والشؤون الإسلامية، "بضرورة مراجعة مناهج وبرامج مقررات تدريس التربية الدينية، سواء في المدرسة العمومية أو التعليم الخاص، أو في مؤسسات التعليم العتيق".
وأوضح البيان أن المراجعة ستتم "في اتجاه إعطاء أهمية أكبر للتربية على القيم الإسلامية السمحة، وفي صلبها المذهب السني المالكي الداعي إلى الوسطية والاعتدال، وإلى التسامح والتعايش مع مختلف الثقافات والحضارات الإنسانية".
وأضاف المصدر نفسه أن الملك "شدد على أن ترتكز هذه البرامج والمناهج التعليمية على القيم الأصيلة للشعب المغربي، وعلى عاداته وتقاليده العريقة، القائمة على التشبث بمقومات الهوية الوطنية الموحدة، الغنية بتعدد مكوناتها، وعلى التفاعل الإيجابي والانفتاح على مجتمع المعرفة وعلى مستجدات العصر".
تحذير من تدريس التربية الدينية
وجاءت تعليمات الملك بعد عدد من الدعوات القديمة والجديدة التي حذرت من أن طريقة تدريس التربية الدينية في المدارس المغربية قد تؤدي إلى "نزعات متطرفة" و"تشجع على الإرهاب" في بلد لديه أكثر من 1500 مقاتل في صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية"، وفكك أكثر من 150 خلية منذ سنة 2002.
وكانت آخر هذه الدعوات رسالة صادرة عن جمعية "بيت الحكمة" التي تضم عددا من المثقفين والنشطاء، دعت فيها إلى ضرورة إنشاء "المعهد الوطني لتاريخ الديانات"، وتشجيع البحث الأكاديمي والعلمي المرتبط بالأديان المقارنة.
كما دعت الجمعية إلى "تنقيح مقررات التربية الإسلامية من كل المواد والمضامين التي من شأنها تغذية التأويلات والقراءات الخاطئة للدين الإسلامي أو للديانات الأخرى وإعادة الاعتبار لدرس الفلسفة والعلوم الإنسانية وإيلائه العناية اللازمة بالانتصار لقيم التنوير، والعقلانية".
وعبرت الجمعية عن تخوفها من اتساع المساحات التي أصبح يحتلها "الفكر الإرهابي، والثقافة الدينية التكفيرية أمام الفشل الذي تعلنه المنظومات التربوية والتعليمية، ومؤسسات التنشئة الاجتماعية، والثقافية، والإعلامية".
ص5
في ذكرى انقلاب 8 شباط 1963 الاسود
ثلاث وخمسون سنة تنقضي على ذلك اليوم الكالح ، الثامن من شباط 1963، الذي انقضّ فيه العفالقة الفاشيون على جمهورية 14 تموز وقادتها وجماهيرها من الشيوعيين والديمقراطيين وعامة الوطنيين ، واعملوا فيهم تقتيلاً وتعذيباً وسجناً وتشريداً وملاحقة واضطهاداً..
ثلاث وخمسون سنة تنقضي على ذلك العار الذي بقيت وصمته صارخة في جبين القتلة المارقين .. على الكارثة التي انزلوها بوطننا وشعبنا، وعلى المقاومة البطولية التي خاضتها الجماهير وطلائعها المقدامة، والصمود العظيم والمآثر التي اجترحتها وهي تتصدى لهم ولقطعانهم المسعورة..
السنين تنقضي والعقود .. وعارهم باقٍ لا ينمحي، وشموخ الشعب وبناته وابنائه الابطال يسمو ويسمو..
يالها من ذكرى عصيّة على النسيان!
**********
ايام شباط الاسود 1963
ألفريد سمعان
في كل عام نلتقي بها، نتذكر المصائب والاوجاع نسترجع الذكريات المريرة نتناوب الاحاديث.. كل يتحدث عما جرى وما حدث له او لاحد افراد العائلة.. حتى السماء لا تعرف الصحو والألق والصفاء. كلها تبكي حتى النجوم التي عرفناها متألقة تتحدى الظلام تملأ السماء باضوائها وتشكيلاتها.
انه شباط 1963 اليوم الثامن، حيث نزلت قوى الظلام تحميها وتحرضها وتدعوها إلى القتل والتدمير وابادة ابناء الوطن اشرف واروع المناضلين عن الحرية والكرامة الانسانية امتداداً للقوافل التي قاتلت وناضلت واعطت خيرة ايام العمر من اجل الوطن وكرامة الانسان العراقي الذي عانى الكثير من الاوجاع والصدمات وتحملت عشرات الآلاف من العوائل ما تعرض له الآباء والابناء نساء ورجالاً من اجل حياة افضل ونشر رايات العدالة والمجتمع الطيب الذي يجاهر بحبه للحياة.
اجل لقد سحقت ثورة 14 تموز المجيدة كل التمنيات القذرة التي جالت في رؤوس مجموعة رثة بلا تاريخ صنع لها الأمريكان طريق الانقضاض على الحكم التقدمي وتحطيم البوادر الثورية وانتصار الشعب على الطغاة الذين تجرؤوا على اعدام قيادة الحركة الوطنية بصلافة ومن دون اي وازع من ضمير واسترجاع ما يتحدثون به عن الديمقراطية وحرية المواطن ونشر سنابل السعادة والمحبة في كل مكان وكان هنالك اصوات غريبة تدعي الانتصار للشعوب وتشارك في بناء عالم قريب من الاشتراكية وتصفق بلدان العالم الثالث وتنادي لحريتها وتدعو إلى الانتصار لها، ولكنها تحرض وتدعو مجموعة (الصبيان) التي استلمت القيادة في العراق بعد الثامن من شباط الاسود ولم تكن تتصور انها سوف تنتصر لولا المؤامرات الاستعمارية والقطار الامريكي الذي وصلوا به الى السلطة ليحققوا اسوأ ما عرفته البشرية من ظلم واستبداد واعتداء وتدمير للحياة التي بشّر بها الثوار في كل بقعة ونقطة من كيان العراق المناضل من اجل الخير والمحبة.
لقد سجل انقلابيو شباط الاسود اسماءهم على منصة سوداء وحفروا اسماءهم على جدران الاثم والانهيار الاخلاقي والاسلاك الشائكة المعربدة لوقف المدّ التقدمي وقطع الطريق على المسيرة الثورية الباسلة، التي ابتدأت بثورة العشرين وانتفاضة رشيد عالي الكيلاني ووثبة كانون المجيدة وانتفاضة تشرين في الخمسينات. وكان لهم ما اراده لهم اسيادهم من القوى الاستعمارية التي اهتزت عروش (صنائعها) وكادت تجن لما يمكن ان يحدث في المنطقة لو استمرت هذه الثورة، الرابع عشر من تموز في تحقيق الانتصارات في كافة الميادين وعلى رأسها امتلاك ثروتها النفطية الهائلة.
لقد قام الاوغاد باعتقال مئات الآلاف وتملكوا البيوت السرية للبطش والقتل والتنكيل واسهموا في صناعة القيود والاغلال وارتكبوا من الجرائم ما لا يمكن ان تخطر ببال انسان يمتلك ذرة من التعامل مع ابناء وطنه.
ان شعبنا العراقي الجريح الذي قدم للوطن مئات الآلاف من الضحايا في شتى المناسبات سيظل يدين هذا الانقلاب الاسود الذي خلف لنا تركة آثمة وسوداء لا لا تغطيها ولا تمنح فرصة لمن يدافع عنها مهما كانت الاسباب. انها قتلت ابرز القيادات الثورية واصدرت مرسومها القذر بقتل القوى التقدمية واهدار دمهم لانهم اعداء للاستعمار والرجعية والتخلف.
ان ما قامت به هذه الزمرة الظالمة لا يمكن ان تطويه ملايين الاطنان من التبريرات والاعتذار وسيبقى شعبنا يناضل من اجل مستقبله في الحرية والديمقراطية وازاحة كافة قوى الرعب والقتل والابتزاز الذي جاء به (صبيان) شباط الاسود وصرخات الادعاء بالشعارات القومية البائسة. ولعلنا ما زلنا نعاني ما تركته تلك القوى من مصائب لا بد أننا سننتصر عليها مهما كانت الوجوه التي تمارسها قوى الظلام بالامس واليوم ايضاً.
**********
الطبيب الذي أدار ظهره للثراء وكرس حياته لقضايا الفقراء
الشهيد الدكتور محمد الجلبي
د. حسان عاكف
ولد الشهيد محمد باقر الجلبي في الكاظمية لعائلة بغدادية ميسورة عام ١٩٢٣. تخرج في كلية طب بغداد عام ١٩٤٥، منذ بدايات وعيه الاولى جذبته افكار التحرر الوطني والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وانعشته نسائم السلم والحرية، التي حملتها اخبار الانتصارات الكبرى في الحرب الكونية الثانية على قطعان النازية والفاشية..
مازال أهالي شواكة بغداد من مجايليه وأبنائهم يتذكرون عيادة الطبيب الديمقراطي المتواضع وصاحب الخلق الجم ، التي كانت ملاذا للمرضى الفقراء والمحتاجين في عقد الخمسينيات حتى شباط عام ١٩٦٣ ، حيث اعتقل في قصر النهاية وعذب حتى استشهاده في تموز من نفس العام .
رشح الشهيد الجلبي ضمن قائمة الجبهة الوطنية في انتخابات مجلس النواب عام ١٩٥٤ عن مدينة بغداد، و التي فاز في عضويتها ١١ نائبا عن الجبهة، غير ان نوري السعيد ومن ورائه القوى الرجعية لم يتحملوا النتيجة فسارع وهو في لندن إلى الضغط والغاء المجلس، قبل ان يكمل الشهرين من عمره، وهو لم يعقد سوى جلسة الافتتاح اليتيمة.
بعد ثورة الرابع عشر من تموز عين الشهيد الدكتور رئيساً لدائرة صحة بغداد.
اصبح مسؤول لجنة المثقفين في الحزب الشيوعي في منطقة بغداد، وتذكر زوجته د. بثينة شريف ان رفاقه وزملاءه المثقفين اقاموا له حفلة بمناسبة خطوبته في بيت الشاعر بلند الحيدري، انشد فيها مظفر النواب وغنى بعضا من قصائده. حضر الحفلة نخبة من المثقفين من اعضاء الحزب ورفاقه. من أصدقاء الشهيد واصدقاء العائلة المقربين ، كما تذكر السيدة بثينة، د. فاروق برتو ود. قتيبة الشيخ نوري وزوجته سميرة بابان ود. رحيم عجينة وزوجته بشرى برتو ود. محمد سلمان حسن وزوجته ايسر الخفاف ود. مهدي مرتضى وآخرين تعتذر د. بثينة لانها لا تتذكرهم جميعا.
تضيف الرفيقة بثينة شريف ان الشهيد كان حريصا على ان يرتبط يوم زواجهما بذكري حدث وطني هام، لذلك اختار يوم ٢٧ كانون الثاني عام ١٩٦٣ حيث الذكرى الخامسة عشر لوثبة كانون يوما لزواجهما..
لم يكمل زواجهما اسبوعه الثاني حيث وقع انقلاب ٨ شباط الاسود وقامت قطعان الحرس القومي باعتقاله من داره في كرادة مريم يوم ١٠ شباط بمعية الدكتورين ابراهيم كبة ومحمد سلمان حسن اللذان كانا معه في البيت.
في اليوم التالي زارته زوجته بثينة في مركز شرطة المأمون، بعدها اعتقلت الرفيقة بثينة.
وفي حزيران من نفس العام وبوساطة من عائلته التقته زوجته في مبنى الادارة المحلية في المنصور، بعد ان جيء به من قصر النهاية؛ تقول شريف كان إنسانا آخر تماما ، لقد فقد اكثر من ٣٠ كيلو من وزنه، وبدا الشحوب والهزال عليه، كانت اظافر كفيه وقدميه جميعا قد اقتلعت، وكشف لي عن جسمه واراني اماكن الحرق بأعقاب السجائر على بطنه..
في مذكراته اشار تحسين معلة طبيب قصر النهاية سيء الصيت انه في واحدة من زياراته لزنازين القصر شاهد الدكتور محمد الجلبي ممددا على الارض وهو يشكو الام التعذيب واجواء المعتقل ومعاملة السجانين..
اختفت اخبار الشهيد محمد الجلبي منذ شهر تموز عام ١٩٦٣، الا ان زوجته وعائلته ظلوا متشبثين بخيوط الامل وتركوا عيادته في محلة الشواكة على حالها لأكثر من عام، واغلقوها حين يئسوا من امكانية سماع اي خبر عن بقائه حياً.
ستبقى ذكرى الشهيد محمد الجلبي ورفاقه الابرار وصمة عار على جبين القتلة الجبناء على مر التاريخ.
الصحة التامة والعمر المديد للرفيقة بثينة شريف.
*************
8 شباط 1963.. يوم أسود في تاريخ العراق الحديث
احمد عواد الخزاعي
بعض الدول أدركت ومنذ اليوم الأول ثورة 14 تموز 1958 بأن مصالحها في العراق باتت في خطر، وعملت بكل جهدها بالتعاون مع البعثيين والقوميين داخليا على تغيير مسار هذه الثورة أو القضاء عليها، وإقامة نظام سياسي جديد يكون أكثر تقبلا للغرب الرأسمالي، من نظام الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم ذي النزعة الوطنية، الذي كان يسعى إلى إقامة دولة عصرية متقدمة في جميع المجالات، والنهوض بالمستوى المعيشي والخدمي للطبقات المعدمة والكادحة من الشعب العراقي، والتي تشكل القاعدة الفاعلة والراعية لهذه الجمهورية الفتية، بعيدا عن سياسة الاصطفاف والمحاور الدولية، والشعارات القومية الجوفاء التي كان يتغنى بها نظام الرئيس جمال عبد الناصر آنذاك، التي لم تجلب للعرب سوى الهزائم والانتكاسات، والتي اسهمت في وصول القوميين والبعثيين إلى السلطة في العراق، وما جرته حقبتهم من ويلات ودمار على العراق وشعبه، وما يحدث الآن فيه من فساد وخراب ونكوص على جميع الأصعدة، ما هو إلا نتاج تراكمي لهذه الحقبة السوداء من تاريخ العراق الحديث .
لكن ما هي الأسباب الحقيقية التي وقفت وراء هذا الانقلاب الأسود الذي وضع العراق على سكة القتل والخوف والخراب..؟.
كان للقرارات الوطنية المهمة التي أصدرها الزعيم عبد الكريم قاسم، لتخليص العراق من نير الهيمنة الغربية، ومواقفه القومية الصادقة اتجاه أشقائه العرب من أهم الأسباب التي اسهمت في إحكام خيوط المؤامرة على جمهوريته الخالدة كما اسماها هو، ومنها .. قانون استثمار النفط رقم 80 لعام 1961 والذي أثار استياء بريطانيا وشركاتها الاحتكارية وبموجبه أوقفت عمليات تنقيب واستثمار آبار نفط جديدة في العراق، وقد عبر عن هذا الموقف الرافض للقرار القنصل البريطاني في العراق آنذاك بقوله للزعيم عبد الكريم قاسم .. (إن رفض العراق إلغاء قانون النفط سيضطرنا إلى السعي إلى تغيير الحكومة هنا ..فسأله عبد الكريم هل هذا تهديد .. فأجابه القنصل ..لا لكنه الواقع)، وكذلك إصداره قانون الإصلاح الزراعي رقم 30 والذي أعاد بموجبه توزيع الأراضي الزراعية على الفلاحين الفقراء والقضاء على النظام الإقطاعي البغيض، إخراج العراق من حلف بغداد، وتحرير العملة الوطنية من الارتباط بالإسترليني .. وكذلك موقفه من الثورة الجزائرية وتخصيصه مليوني دينار عراقي لدعمها، واتهام جمال عبد الناصر له بتحريض ودعم العميد عبد الكريم النحلاوي والعقيد موفق عصاصة، اللذان قادا حركة الانفصال في الشطر السوري من الوحدة مع مصر عام 1961. كل هذه الأسباب مجتمعة أدت إلى توجه الأنظار من قبل تلك الدول وسعيها إلى الإطاحة بقاسم وقد تقاسمت الأدوار والسيناريوهات المختلفة والتي اصطبغت بشعارات وتوجهات كثيرة ومتنوعة الأهداف، تمثلت في حركة عبد الوهاب الشواف ورفعت الحاج سري عام 1959 وبعض الضباط القوميين في الموصل وكركوك، والمحاولة الفاشلة لاغتيال عبد الكريم قاسم في بغداد من العام نفسه والتي قام بها بعض الأشقياء المأجورين من قبل نظام جمال عبد الناصر، والصراع الخفي والمعلن على السلطة من قبل الأحزاب والحركات العاملة في الساحة العراقية آنذاك، فضلا عن المشكلة الكردية التي تمت إثارتها من جديد في أيلول عام 1961 بعد هدوء دام لأكثر من عقد من الزمن، نتيجة فشل وانهيار دولة مهاباد الكردية في إيران ولجوء مصطفى البرزاني الذي كان وزيرا للدفاع فيها إلى الاتحاد السوفيتي ومن ثم عودته بعد الثورة عام 1958.. كما أن لعبة السياسة الدولية ومصالحها كان لها دور في تشجيع أو تأييد الخصوم أو جني ثمار نزاعات الأطراف المتصارعة، حيث رأت الدول الكبرى وإسرائيل أن تصرفات عبد الكريم قاسم لا تخدم استراتيجياتها في المنطقة التي كانت تحاول إحكام الطوق على الإتحاد السوفيتي ومنظومة حلف وارسو بعدد من الدول المؤيدة لسياساتها، فكان قاسم يطمح إلى التقرب من الإتحاد السوفيتي وحلف وارسو وعقد معاهدة دفاع استراتيجي مشترك معه مما قد يسبب وفقا للإستراتيجية الأميركية والعالم الغربي بتقرب الإتحاد السوفيتي مما اصطلح عليه (بالتقرب من المياه الدافئة)، أي مياه الخليج العربي .
ويذكر المؤرخ والكاتب حسن العلوي في كتابه (الأحزاب السياسية في العراق السرية والعلنية) أسبابا أخرى تعبر عن وجهة نظر الانقلابيين جمعها من محاضر اجتماع مجلس الوزراء العراقي بين عامي (1963-1965)، وهي بالمجمل أسباب واهية ومبررات لمجموعة من القتلة الشوفينيين، أرادوا الاستحواذ على السلطة في هذا البلد الغني بثرواته وفق رؤى طائفية مقيتة لبست عباءة القومية والوطنية.. وإنهم لم يطبقوا أي شيء مما اعتبروه تقصيراً في حق الشعب العراقي من قبل الزعيم عبد الكريم قاسم عند تسلمهم السلطة بعد انقلابهم المشؤوم.. ومن هذه الأسباب كما يذكرها حسن العلوي .. (تحول عبد الكريم قاسم من قائد للثورة إلى دكتاتور استحوذ على مركز صناعة القرار، وتفرده بالسلطة،وكذلك منعه تأسيس الأحزاب، وحضره بعض الأحزاب الدينية، وعدم إفساحه المجال لانتخاب مجلس نواب جديد للعراق).
بدأ هذا اليوم المشؤوم بانطلاق ثلاث طائرات من نوع ميغ 17 من قاعدة الحبانية كانت أحداها يقودها حردان التكريتي، بعد اغتيال قائد القوة الجوية آنذاك جلال الاوقاتي، وقامت هذه الطائرات بقصف وزارة الدفاع التي كان يتواجد فيها الزعيم عبد الكريم قاسم، فيما طوقت بعض المدرعات المكان وهي تحمل صور الزعيم لتضليل حشود الجماهير التي خرجت لمناصرته والدفاع عن منجزات ثورة 14تموز 1958، وفي صبيحة التاسع من شباط ألقى الزعيم عبد الكريم قاسم خطابا موجها إلى أبناء القوات المسلحة والشعب العراقي.. (السلام عليكم أبناء الشعب، أيها الضباط أيها الجنود، أيها الضباط الصف الأشاوس، أيها العمال الغيارى، إن الاستعمار يحاول أن يسخر نفراً من أذنابه للقضاء على جمهوريتنا، لكنه بتصميمنا، وتصميم الشعب المظفر، فأننا نحن جنود وشعب 14 تموز الخالد الذي وجه الضربات الخاطفة إلى العهد المباد رغم الاستعمار، وحرر أمتنا، واسترد كرامتها، فان هذا اليوم المجيد...(كلمات غير مفهومة بسبب القصف)...، لسحق الخونة والغادرين).
استمرت مقاومة حرس وزارة الدفاع حتى ظهيرة التاسع من شباط، وبعدها تمكن الانقلابيون من اعتقال الزعيم عبد الكريم قاسم، وفاضل عباس المهداوي رئيس المحكمة العسكرية العليا، واقتادوهم إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون، لتجري هناك محاكمة صورية لهما، برئاسة عبد الغني الراوي، التي أصدرت حكمها بإعدامهما رميا بالرصاص، وبعد رفضهما تعصيب أعينهما، نفذ عليهما الحكم من قبل عبد الغني الراوي ومنعم حميد،وسقط الزعيم عبد الكريم قاسم شهيدا ، بعد أن رفض قاتلوه إعطاءه جرعة ماء كي يفطر بها بعد صيام يوم رمضاني كان طويلا وشاقا عليه، وعلى فقراء العراق ،ليغادر هذه الحياة بلا زوجة ولا أولاد، وبلا ثروة أو عقارات وقصور، بعدما أعطى للعراق كل شيء لم يحظ بكل شيء حتى القبر .
وقد قام الانقلابيون بعرض صورة الشهيد عبد الكريم قاسم بعد
إعدامه في شاشة التلفاز، لقطع الشك باليقين، في محاولة منهم لإجهاض أي حركة جماهيرية تهدف إلى مناصرته.
وبذلك طويت صفحة مشرقة من تاريخ العراق الحديث كان لها أن تكون نقطة الشروع في بناء عراق مزدهر، ينعم فيه جميع العراقيين بغض النظر عن طوائفهم وقومياتهم بالخير والسلام، بعدما تنفس فقراؤه الصعداء في ظل حكم الزعيم الشهيد وتحقق جزء من العدالة الإنسانية التي افتقدها العراقيون لعقود.
*********
ثلاثة وخمسون عاماً على كارثة شباط الاسود في العراق عام 1963
زوجة الشهيد وصفي طاهر تتذكر ..
رواء الجصاني
ليس بالضرورة ان تكون قراءة التاريخ، وتوثيقه، دعوة ال الثأر او الاثارة دائماً، ولكن ذلك قد يكون بهدف التنبيه والتأشيرعلى الاقل، الى كل البلهاء الذين لا يعون، او الذين لا يريدون ان يستفيدوا من تجارب ووقائع الحياة، واحداثها، بحسب الجواهري الخالد، في بيته المدوي:
ومن لم يتعـظْ لغـدٍ، بامسٍ، وان كان الذكيّ، هو البليدُ
ولا ندري – بل وربما ندري، ونتعمد خلاف ذلك! - كم نحتاج، وسنحتاج، اليوم لفهم وتبني تلكم الحكمة الجواهرية في عراقنا المعاصر، وثمة مخلصون و"طيبون" وغيرهم من يدعون – بدون ضوابط - الى التسامح ونسيان الماضي، ولربما انهم ما برحوا مأخوذين بذلك الشعار الشهير: عفا الله عما سلف، الذي تبناه زعيم الجمهورية الاولى، عبد الكريم قاسم، طوال تفرده بالسلطة، حتى راح من عفا عنهم يسوقونه اولاً، مع ابطال نجباء، الى محرقة البعث الاولى، يوم الثامن من شباط عام 1963 الذي نكتب هذه السطور في مناسبة ذكراه السنوية الثالثة والخمسين التي تمر هذه الايام..
وان كانت الغرابة لا تثيرنا كثيرا حين يتحدث العامة عن "ضرورات التسامح" و"أهميات الالفة" و"حسنات النسيان"... دعوا عنكم الغفران. ألا ان الغرابة تثيرنا وبلا حدود حين يتحدث في ذلك الاتجاه، سياسيون ومثقفون، ديمقراطيون– أو هكذا ينبغي- بطيبة مرة، وعن قصدية مبتغاة، لمرات ومرات، وبدعاوى "الوطنية" وشعارات مكرورة مثل: "الاهم قبل المهم" و"العدو الاشمل" و"المؤامرة ضد الامة"... وما الى ذلك من مشابهات ومزايدات، لسنا في حال التصدى لها في هذه الكتابة على الاقل .
وفي ذلك الاتجاه الذي تعمدته السطور السابقات، اي للوقاية والاحتراز من الطيبة الزائدة، نسعى هنا الى تحفيز الذاكرة – وذلك اوسط الايمان – من خلال اجتزاء شهادات تاريخية وثقتها بلقيس عبد الرحمن، زوجة الشهيد العميد، وصفي طاهر، احد ابرز اقطاب ثورة / حركة الرابع عشر من تموز عام 1958 التي اطلقت الجمهورية العراقية الاولى، وحتى اغتيالها في الانقلاب البعثي الاول في شباط الاسود عام 1963 (*).
عشية الانقلاب المشؤوم
تكتب بلقيس، زوجة وصفي طاهر، وهي شاهدة عيان: "بتاريخ الأربعاء 6/2/1963 اتصل الزعيم عبد الكريم قاسم هاتفياً بوصفي طاهر، ليلا، وطلب حضوره الى مقره في وزارة الدفاع، فأسرع ليرتدي ملابسه، ويتوجه الى هناك على الفور، وبقي الى صباح اليوم التالي - الخميس 7/2/1963. وحينما عاد، قال لي: "لقد اطلعني الزعيم على قائمة بأسماء الضباط الذين يدبرون مؤامرة ضد الثورة، واكثرهم من البعثيين"... وقد أجابه – وصفي: "وماذا تريدني ان اعمل وانا ليس لي غير مسدسي؟! سأنزل الى الشارع مع الشعب واقاتل"... فردّ عليه قاسم: "لا تتكلم هكذا؟ فأنا سأسحق المتآمرين، ولن ادع اية مؤامرة تمر". فقال له وصفي: "ليكن في علمك ان المعادين للثورة من الرجعيين وغيرهم، التفوا حول البعثيين، ومعهم اذناب الاستعمار، والقوة كلها سلمتها لهم، في ذات الوقت الذي جرى فيه ابعاد المخلصين من الضباط، وحتى الجنود، عن المراكز المهمة، وانا – وصفي – وغيري من محبيك، نتوقع كل ساعة ان تحدث مؤامرة، ولكنها ستكون هذه المرة حالة كبيرة لا نعرف نتيجتها، وربما تنجح، وعندها سينتقمون من كل مؤيديك والجمهورية". وقد أجابه الزعيم: "اطمئن، الجمهورية قوية والشعب قوي، وسوف ترى كيف سأقضي على المتآمرين". فقال له وصفي: "انت المسؤول عن سلامة البلاد والشعب، ويجب ان تأخذ حذرك، ولا تصدق لاحقاً كلام المنافقين""...
صبيحة الانقلاب
وتستمر "بلقيس" في ذكرياتها المخطوطة، فتقول: "في صبيحة يوم الانقلاب المشؤوم (الجمعة 8 شباط 1963) كنا نشاهد التلفزيون على الفطور، فاتصلت بنا احدى الصديقات لتنقل لنا بأن خبراً يُذاع من مأذنة جامع المأمون، غربي بغداد، التي تسكن قريباً منه، يقول بان هناك ثورة ضد الزعيم عبد الكريم قاسم... فأرتدى وصفي ملابسه فوراً، ليخرج الى حيث يقيم الزعيم، وكان معه 90 ديناراً أعطاها لي. ولما وصل الى هناك اتصل بنا وقال لا تبقوا في البيت، لأن المتآمرين هجموا على بيت العقيد فاضل عباس المهداوي (رئيس محكمة الشعب). وقد ذهبنا فعلاً الى بيت اقربائنا... وفي اتصاله الهاتفي الأخير معي، قال لي: نحاول السيطرة، وكوني شجاعة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع / القسم الثاني والاخير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) شهادات بلقيس عبد الرحمن مستلة من مؤلًف: " وصفي طاهر.. رجل من العراق" – كتابة وتوثيق: رواء الجصاني ونضال وصفي طاهر، الصادر عام 2015 بطبعتين عن: بابيلون للثقافة والاعلام - براغ، ودار الرواد المزدهرة – بغداد .
*****************
ص6
قصة
المشنقة والطيارة " أم السناطير"
بقلم :عبدالله حبه
كان ينوي أن يسهد، لكن النوم فارقه بعد ان دقت ساعة القشلة معلنة منتصف الليل. وها قد مضت عدة اشهر وهو قابع في زنزاته الانفرادية التي تنبعث منها رائحة الرطوبة العفنة منذ ان صدر الحكم عليه ورفاقه بالاعدام. وعلى حين غرة راودته الافكار بصدد الدرب الذي اختاره في وقت مبكر من شبابه ليكون طريقه في الحياة، وفيما اذا يوجد معنى لهذا كله. فقد شب في بلاد ذات تاريخ عريق ارتبط بأسماء حمورابي ونبوخذنصر وآشور بانيبال وهارون الرشيد والمأمون. لكن اصاب هذه البلاد الخراب والدمار بعد اجتياح البرابرة المغول والتتار لبغداد ودمروها واحرقوها وقتلوا اهلها. وأعقبهم الاتراك العثمانيون الذين ارادوا طمس الهوية العربية وابقوا الشعب في اسر الجهل والتخلف. وكان لا بد من ان تستعيد بغداد حاضنة الحضارة العربية امجادها بجهود أهلها. وهذا ما آمن به السجين الذي اختار ان يمضى في طريق العمل من اجل تغيير النظام الذي فرضه الاستعمار البريطاني على العراق . ومضى في هذا الدرب بإصرار ومثابرة ، بالرغم من انه كان يعد نفسه في فترة الصبا ليصبح مهندسا، وهذا ما كان يريد له ابواه. غير ان فكرة غامضة سيطرت عليه تلبية لنداء داخلي مبهم بأن من الممكن بالرغم من كل شئ تغيير مجتمعه الذي سادت فيها العلاقات العشائرية والاقطاعية وسيطرة الاستعمار البريطاني. وترسخت هذه الفكرة لديه بعد ان إلتقى زملاء له في المدرسة شاركوه في رؤيته لمستقبل وطنه. وهكذا انخرط في التنظيمات السرية وصار يطالع الكتب المحظورة والمنشورات التي توزع في المدرسة واحياء المدينة سرا. وعانى ما عانى من حياة العمل السري والفقر بعد ان فقد العمل وملاحقات رجال الأمن ومن جراء تضعضع الصحة ووهن العافية.
وقطعت عليه حبل افكاره قطرات المطر الذي انهمر فجأة وصارت تدق زجاج النوافذ بعنف في دجنة الليل الغامضة والرهيبة. تواصل المطر بلا توقف حوالي الساعة. ودار في خلده ان الموت الذي ينتظره ليس شيئا مهما بالنسبة له الآن. فقد أعد نفسه منذ البداية لصعود الجلجلة من أجل قضية عادلة، بل واعتبره شيئا عاديا مثل الاكل والنوم . وكان قد نحل جسمه كثيرا وظهرت التجاعيد في جبينه واصاب عينيه الذبول خلال ايام وجوده في الزنزانة. ولم يهمه موعد أخذه الى المشنقة. وكان بعد صدور الحكم عليه يستلقي على سريره في الزنزانة ويستغرق في نوم عميق، و حين يصدف ألا يستطيع أن يجد فرصة الى النوم، فيسترسل في استعادة الذكريات الحلوة . وبانت أمام ناظريه صورة سمية حبه الأول والاخير وزميلته في الدراسة. كانت تنير محياها دائما ابتسامة آسرة كلما إلتقت عيونهما. فيكتفي هو بالنظر الى شعرها المحلول وصفحة جيدها وملاحتها الخلابة ولا سيما دقة الخصر وامتلاء الصدر. واذا ما تبادل الحديث معها كانت تجيب عن اسئلته المقتضبة برفق وكياسة وأدب. وبعد كل لقاء معها يغدو طافح القلب ممتلئ النفس بنشوة غامضة. وكان يود أكثر من مرة ان يكشف لها ما يعتلج في نفسه من أحاسيس نحوها، لكنه كان يشعر بالعجز في اختيار الكلمات. فهو خجول شديد الخجل ، وسريع التأذي. كما كان يبتعد عن هاجر الكلام وغليظ القول الذي غالبا ما يردده زملاؤه في الدراسة. وعندما حمله تيار النشاط السياسي السري الى ضفافه المجهولة، لم تبق في ذاكرته سوى صورة ابتسامتها وكأنها ابتسامة الجيوكنده.
وحملته الذاكرة ايضا الى جولاته الكثيرة مع أكرم صديق الطفولة في احراش النخيل حيث تنبجس احيانا قطعان الغنم او الابقار مع الراعي في منطقة الكاورية. وكانا يتذاكران هناك المواد الدراسية، او يجلسان على ضفاف دجلة حيث ترابط قوارب الصيادين. وكانا في بعض الاحيان يرتادان دور السينما في شارع الرشيد لمشاهدة الافلام الاجنبية، ذلك الشارع الذي يضطرب دوما بصخب وحركة ويجسد كل حيوية المدينة. ولا ينسى السجين ابدا رحلته الى البصرة حيث يعيش اقاربه. وهناك ركب المشاحيف وتجول في احراش الاثل وبساتين النخيل.
مضى الصبي متلصصا في مجاز البيت الطويل بعد ان بسط النوم جناحيه على الأسرة كلها. وكان والده قد أقام صلاة الفجر منذ فترة طويلة وعاد الى فراشه. وجثم على المكان سكون مرهق، وأصاغ السمع مرة أخرى. وخشى الصبي الذي عقد النية على ارتكاب "جريمة" السرقة ان يتعثر بشئ ما او تبدر عنه حركة قد تكشف وجوده هناك في تلك الساعة المبكرة... بعد محاولات سابقة عديدة لم يقيض لها النجاح. وكان هدفه صعود الدكة عند الباب وفك لمبة المصباح هناك ووضعه في جيبه والعودة الى فراشه دون ان يلحظه أحد. ولاحظ في الوقت نفسه وجود ورقة ما رماها أحدهم تحت باب البيت، وكان غالبا ما يجدها هناك في الصباح ، وقد اوصاه ابوه بأن يرميها في المزبلة في الزقاق"لاتقاء شرها"، حسب قوله. ولم يهتم الصبي بمحتواها ولو ان الفضول دفعه مرة لقراءة عبارة " وطن حر وشعب سعيد" في أعلاها. وقد رمى بهذه الورقة كعادته في صندوق النفايات. ولم يرتفع الضحى من الغد حتى كان الصبي قد أخفى اللمبة في مكان أمين وانصرف الى هوايته المحببة في صنع الطيارات الورقية . ولم يكن يحب مشاركة اقرانه في الحي الواغلين في لعب الدعبل والكعاب أو الدخول في معارك بين الاطفال في الأزقة حيث يتم خلالها تبادل رجم الحجارة على بعضهم البعض وسط المعارك المحتدمة الوطيس بينهم.
قام الصبي في الغرفة الكائنة في اعلى البيت التي تحفظ فيها قطع الاثاث والافرشة الزائدة عن الحاجة بصنع ثلاث طيارات ورقية ملونة. وكان يحب صنع الطيارات " الهنداوية " أو " الكشافية " التي يعتبرها بمثابة مقاتلات تنقض على طيارات الخصوم من ابناء المحلة وتقطع خيوطها فتحملها الريح الى اماكن بعيدة. لكنه لم يصنع الا فيما ندر طيارة " ام السناطير" التي يتقن صنعها اخوه الاكبر سعيد الذي لا يباريه احد في المحلة في " المعارك الجوية " بين ابنائها، وقد علمه اسرارها.
وبعد ذلك بدأ بأهم عملية وهي تزجيج الخيوط. ان الخيوط التي يتم تزجيجها بكثافها قادرة على قطع خيوط اية طيارة للخصم. وهذا يتطلب توفر المزيد من مسحوق الزجاج. فأخرج اللمبة المسروقة من المجاز وبدأ بتحطيمها ودقها بالهاون حتى اصبحت مسحوقا ناعما جدا. ونزل الى المطبخ حيث كان يجري طبخ الرز، فأخذ عدة ملاعق منه، وطفق بمزجه بمسحوق الزجاج . وعندما انجز ذلك صار يمرر كتلة الرز والزجاج على الخيوط المشدودة فوق سطح الدار وجلس بانتظار تجفيفها. وبذل قصاراه حتى ينجز العمل قبل ان ينكشف أمر اختفاء اللمبة .
ونزل الى باحة البيت مشرق الوجه متهلل الاسارير من أجل تناول طعام الفطور، في انتظار الساعة التي سيطلق بها طيارته "الهنداوية" التي ستبث الرعب لدى خصومه ولاسيما حسوني ابن الخبازة عدوه اللدود الذي طالما عانى منه الأمرين في المدرسة. وكان حسوني طويل القامة عريض المنكبين وأراد ان يفرض سلطته على جميع الصبيان في المحلة ولاسيما ضعفاء الجسد منهم. وقد آلى الصبي على نفسه ان ينتقم منه في المعارك الجوية. ولا ينسى الصبي كيف أنه لوى مرة ذراع حسوني ألاقوى منه جسدا، مما جعله يصرخ من الالم. ولحظتئذ اطلق الصبي ساقيه للريح ، لكن والد حسوني جاء الى ابيه واشتكى من فعلته. ولكن الصبي لجأ الى حماية أخيه الاكبر الذي صار يرافقه الى المدرسة في كل يوم.
كانت الاصباح في بغداد أيامذاك باردة، فصعد الصبي الى السطح مرة أخرى بالرغم من ممانعة أمه. لكن رافقته اخته خولة الطالبة في الكلية التي غالبا ما حنت عليه وشجعته على هوايته. وهي فتاة كتوم لا تفشي الاسرار. وسألته من اين اخذ الزجاج من اجل تزجيج الخيوط، فزاغ بصره وكتم انفاسه. ولم يجب عن سؤالها اجابة تشفي الغليل ولم ينبس بحرف. ولحظتئذ سمع صراخ الأب الذي اكتشف فقدان اللمبة في المجاز. لكن سرعان ما هدأ الصراخ ويبدو ان الأم تدخلت في الأمر . وبعد قليل ارتفعت في الجو الطائرة الهنداوية الثلاثية الالوان ووجه الصبي "المقاتلة " نحو الخصوم في الازقة القريبة. فقطعت خيوط بعضها وحملتها الرياح بعيدا بينما عاجل البعض الى انزال طياراتهم لتفادي المواجهة معه، ولم ترتفع في الأجواء سوى طيارة حسوني. وطال الأسى نفس الصبي.اذ كان يتمنى ان ينقض عليه بعد ان صنع خيطا مزججا قادرا على قطع غصن شجرة.
جلس المحكوم عليه بالاعدام في سيارة السجن المغلقة السوداء برفقة شرطيين يرتديان الزي الشتوي للشرطة بسدارتين وسراويل قصيرة ويمسكان ببندقيتهما. ولاحت على وجه المحكوم ابتسامة خجولة كما لو انه يعتذر لهما لإزعاجهما وارغامهما على مرافقته. كانت السيارة تطلق زحيرا وتطقطق بين حين وآخر. وفجأة توقفت السيارة وأخرج منها، فوجد نفسه في ساحة تنمو فيها شجيرات الدفلة وفي جانب منها تنتصب المشنقة. وتم تطويق المكان كله بصف من رجال الشرطة الذين يرتدون الخوذ الحديدية ويحملون البنادق، بينما نصب مدفع رشاش بإتجاه الشارع الرئيسي. كانت الشمس ساطعة بعد طلوع الفجر واقتادوه الى المشنقة وصعد درجاتها بخفة، وبغتة رأى أمامه كائنا له وجه قنفذ ومنفوش شعر الرأس وعلى شفتيه ابتسامة ساخرة تلمع بينها اسنان ذهبية. أنه الجلاد المكلف بشنقه ورمى القنفذ جانبا السيجارة التي كان يدخنها. فوضع مساعده القيود في يدي وساقي المحكوم بالاعدام. وغطي رأسه بكيس أسود. وصار أحد ما يتلو شيئا ما.
في تلك اللحظة حدث أمر مفاجئ. فقد تراءت امام أنظار المحكوم تحت الكيس صورة أمه في شبابها وهي تكفكف دموعه الغزيرة بعد أن ذبح أمام سمعه وبصره الحمل الذي كان يطعمه ويلاعبه طوال شهرين في حديقة البيت. ولم يصدق ان والديه يمكن ان يرتكبا جريمة السماح بذبح الحمل. واستبد به حزن شديد وكرب عظيم وسحت عيناه بدموع ساخنة. فصار يضرب أمه بكلتا يديه ويصرخ فيها. بينما كانت الأم تقبله وتعده بحمل آخر، وبانه كان لا بد من ذبح هذا في عيد الاضحى.
كانت أمه ذات جمال بارع وفتنة اصيلة، بعينين رائعتين تشبهان ان تكونا سوداواين تماما وبشفتين قرمزيتين، وصارت تنهال الدموع على خديها ايضا. لكن بعد ذلك الحادث ومرض ولدها الحبيب خلال عدة اسابيع بعد ذبح الحمل غشت وجهها الصفرة وابيضت شفتاها واصابها الذبول.
أراد المحكوم ان يتذكر تفاصيل ذلك الحادث لكن الجلاد فتح بوابة المشنقة.. وساد الظلام ...
استيقظ الصبي في صباح ذلك اليوم بمزاج عكر غير مألوف حيث انه كان في ايام العطلة المدرسية نئوم الضحى ، لكنه فتح عينيه حين خبط أحد اخوته باب الغرفة. وقد راودته في الليل كوابيس مرعبة تتخللها الاحداث المرعبة التي كانت ترد في حكايات أمه عن الجن والسعلاة . فجلس في الفراش ذاهلا واجما مشرد اللب. أنه لن ينسى ما سمعه في العشية من حديث بين اخيه الاكبر واخته عن اعدام السجناء السياسيين. انه لم يكن يفقه من هذه الأمور شيئا لأن والده المتدين الورع كان لا يسمح بأي كلام في البيت عن الاوضاع السياسية ويعتبر ان التدخل فيها لا يجلب الى العائلة سوى البلاء والمحن.
بعد تناول الفطور لجأ الى ركنه المحبوب في البيت من اجل صنع الطيارات الورقية وممارسة الرسم. أنها الهواية التي غرسها فيه جيرانهم طارق الرسام الذي درس في اوروبا. وعندئذ جاءت اليه اخته وجلست صامتة وبانت على محياها علائم الحزن بشكل غير معهود. وسألته بحنان : ما رأيك لو علمت ان رجلا طيبا قد قتل؟ فأجاب ان قتل البرئ كما علمنا معلم الدين في المدرسة هو أمر شائن. واردفت اخته قائلة: لقد قتلوا انسانا لمجرد انه اراد الخير للناس وناضل من أجل " وطن حر وشعب سعيد ". ولحظتئذ تذكر الصبي الاوراق التي كان يجدها تحت باب البيت وفيها هذه العبارة بالذات. ورجته خولة ان يرافقها الى الميدان حيث شنق هذا الانسان لأنها تخاف الذهاب لوحدها. لاسيما انه تجاوز سن اثني عشر عاما واصبح صبيا كبيرا، كما كانت تثق بأنه لن يبوح بسرها الى أي أحد. وفي الطريق تبادلا أكثر من مرة الحديث عن الذين يريدون الخير للناس بينما يزج بهم في السجن . وادرك الصبي أن لأخته الطالبة الجامعية علاقة بهؤلاء الناس.
كان جمهور كبير قد احتشد في الميدان المطوق من قبل رجال الشرطة المدججين بالسلاح . ولاحت من بعيد المشنقة ويتدلى منها جسد المشنوق بزي السجن البني والقيود في يديه وقدميه. وأقترب الصبي واخته من المشنقة فشاهدا لافتة معلقة من عنق المشنوق وجذب انتباه الصبي ان اظافر المشنوق في يديه البيضاوين مقلمة بعناية وان حذاءيه الاسودين قد صقلا بعناية. وفي هذه اللحظة طارت حمامة من حديقة المدرسة المجاورة وحطت فوق عود المشنقة. كانت الحمامة تتطلع الى تحت نحوالمشنوق وحشد الناس بفضول، كما لو كانت تريد معرفة ما يجري هناك من احداث. ودهش الصبي لرؤية الحمامة التي لا تخاف المشنوق.
انهمك الصبي طوال اليوم في صنع طيارة " ام السناطير" ضخمة . وطلب مساعدة اخته خولة في الحصول على الورق السميك والاعواد اللازمة . ان صنع مثل الطائرة يتطلب جهدا كبيرا حيث يجب ان تضبط المقاييس ويتم اللصق باستخدام صمغ شديد من صنف خاص. كان ما شاهده في الصباح في الميدان قد ترك في نفسه تأثيرا كبيرا ، وجعل يفكر لأول مرة بمدى قسوة ووحشية البشر الذين يقتلون اخيار الناس لمجرد مطالبتهم باحقاق العدالة وازالة الظلم. وبعد صلاة العصر التي ادّاها الأب في غرفته، وقبل ان تغيب الشمس صعد الصبي الى سطح الدار حاملا الطيارة " ام السناطير" وقد كتب عليها بالحبر الصيني عبارة " وطن حر وشعب سعيد" ، واطلقها في الهواء حيث صعدت الى عنان السماء متهادية. ولم يجرأ احد من صبيان المحلة على التعرض الى الطيارة الضخمة ذات الخيط السميك، ووجد الصبي صعوبة في الامساك بها . وفجأة تراءى له ان الطيارة ليست وحيدة في السماء فهناك في اسفلها مشنقة.. مشنقة حقيقية! وفرك عينيه من اجل التحقق من رؤياه ، لكن المشنقة بقيت ترافق الطيارة . فأصاب الصبي الرعب وترددت في اذنيه همهمة صماء، وصرخ ثم اطلق الحبل من يديه وراحت الطيارة تحلق لوحدها مع المشنقة نحو الشمس . وبدا كما لو ان الشمس تدعو الطيارة اليها .
هبط الصبي الى غرفته واجف القلب وقد تملكته وعكة هستيرية، واستبد به كرب خانق ويأس مضن. ولم يجد من يبث اليه لواعج قلبه سوى اخته خولة التي احتضنته وواسته وخففت عنه ألمه، ولازمت فراشه عندما داهمته الحمى خلال عدة أيام . كانت تراوده كوابيس مرعبة. وخُيّل اليه انه يرقد في فراشه وقد شدت يداه وساقاه اليها بالحبال كالمصلوب. واراد التحرك من اجل القيام لشرب الماء فعجز عن ذلك. وفجأة صار السرير يتحرك في الغرفة وشاهد شقيقه الاكبر الى جانبه ورجاه ان يفك وثاقه لكن هذا بقي بلا حراك وكأنه لا يسمع ولا يرى . وتكرر الأمر مع أمه وأخته. فطفق يبكي ويتوسل ان يعطوه قطرة ماء او يحرروه لكن بلا جدوى . وأخيرا وجد السرير يتحرك في الزقاق حيث واصل الصبيان ألعابهم دون ان يلقي اليهم أحد أي اهتمام. واذا بالسرير يحلق في السماء باتجاه الطيارة "ام السناطير" والمشنقة !!
ثاب الصبي الى رشده وفتح عينيه فرأى أمه وأخته خولة إلى جانبه، بينما وقف أمامهما ابن عمه الطبيب وطمأنهما أن كل شئ على ما يرام ولا خطر على صحة الابن وستزول السخونة حتما، وقد مرت النوبة المرضية بسلام
**************
جريمة 8 شباط الاسود لن تمحى من ذاكرة التاريخ
فاضل عباس البدراوي
تستذكر الشعوب على مر السنين، المآسي والمحن التي حلت بها، سواء على يد حكامها الدكتاتوريين او من خلال الممارسات اللا إنسانية التي تمارسها القوات المحتلة لبلدانها او خلال الحروب التي تنشب بين الدول، ويكون عادة ضحايا تلك الممارسات، عشاق الحرية والمناضلون من اجل التحرر والديمقراطية اضافة إلى الناس المدنيين العاديين، وهناك أمثلة كثيرة على ما تقدم.
ففي عراقنا، حدثت مثل تلك الممارسات، في حقب زمنية مختلفة. فإبان النظام الملكي السعيدي، تعرض للسجن والاعدام والنفي المئات من المواطنين لا لشيء، انما لكون الضحايا كانوا يناضلون من اجل تحرر البلاد من النفوذ الاستعماري، و من اجل الحريات العامة واقامة نظام ينبثق عن إرادة الشعب من خلال انتخابات حرة، وهذه الأمور تنص عليها كافة المواثيق الدولية لحقوق الانسان.
غير ان ما حدث صبيحة الثامن من شباط عام 1963 فاق كل ما تعرض له الشعب العراقي من انتهاكات خلال الأنظمة السالفة الذكر. في صبيحة ذلك اليوم الأسود، تمكن شلة من سقط المتاع، من السيطرة على دار الاذاعة، وبدؤوا ببث بياناتهم المليئة بالحقد على ثورة تموز ومنجزاتها وعلى القوى الديمقراطية، وقد كانت ساعة صفر الانقلابيين الفاشست المدعومين من الامبريالية الامريكية والغربية، بالتنسيق والتعاون مع الرجعيات العربية والاقليمية، باغتيال الشخصية الديمقراطية العسكرية واحد المساهمين في ثورة تموز المجيدة، العميد الركن الطيار جلال الاوقاتي قائد القوة الجوية امام داره صبيحة ذلك اليوم المشؤوم، ثم اعقبوا ذلك باصدار بيان رقم 13 يدعون فيه قطعان الحرس الفاشي الذي شكلوه، والقوات الامنية الموالية لهم بإبادة الشيوعيين!! وبعد ان استتب لهم الامر في اليوم الثاني من الانقلاب جلبوا الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم ورفاقه الثلاثة، فاضل المهداوي وطه الشيخ احمد وكنعان خليل حداد الى دار الاذاعة وقاموا بتنفيذ حكم الاعدام بهم خلال دقائق! بحضور عبد السلام عارف، الذي عينه الانقلابيون رئيسا للجمهورية اضافة لعدد آخر من قادة الانقلاب الفاشي، في الحقيقة لم تكن هناك محاكمة حقيقية انما كان عملا انتقاميا بربريا لم تتوفر فيه ابسط مقومات المحاكمة القانونية العادلة.
بعد توالي الايام، تحولت النوادي الرياضية وعدد من البيوت الى معتقلات زج بها الاف المواطنين من ابناء وبنات شعبنا من الشيوعيين والديمقراطيين والقاسميين، بعد امتلاء السجون والمعتقلات بزائريها، وتحول قصر النهاية (القصر الملكي السابق ) وبناية محكمة الشعب والنادي الاولمبي في الاعظمية الى مسالخ بشرية، مورس فيها ابشع انواع التعذيب واكثرها همجية بحق المعتقلين، من انصار ثورة 14 تموز، في مقدمتهم الشيوعيون والديمقراطيون، كانت وسائل التعذيب تشمل، سمل العيون وقلع الاظافر والكي بالكهرباء وقطع الاعضاء البشرية بالمنشار والتعليق لساعات طويلة بالمقلوب من على المراوح الكهربائية، وانتهاك الاعراض، كانت تلك الممارسات الهمجية بحق المعتقلين من اصحاب الرأي، بعيدة كل البعد عن القيم العربية والانسانية التي كان يتشدق القائمون بها في ادبياتهم السياسية، انها كانت تجري بأيدي وبإشراف مباشر من قادة البعث الفاشي، أمثال علي صالح السعدي ومحسن الشيخ راضي وطالب شبيب وحازم جواد وعمار علوش وخالد طبرة وابو طالب الهاشمي ومنذر الونداوي وبهاء الشبيب وهاشم قدوري وعازم ناجي وعزت الدوري والفلسطيني عيسى خضر طه وغيرهم، وهو عار أبدي يلاحق مرتكبيها، كل تلك الانتهاكات لحقوق الانسان لم تجد لها صدى لدى الدول التي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان وتطبق في بلدانها الديمقراطية، لكنها تحرمها على الشعوب الاخرى، وجرى تعتيم اعلامي متعمد وصمت مطبق في بلدان العالم (الديمقراطي المتمدن! ) عما كان يجري في العراق من مجازر وحشية وانتهاكات فضيعة لحقوق الانسان،، باستثناء بلدان المعسكر الاشتراكي السابق التي قامت عبر وسائل اعلامها بفضح تلك الجرائم. بالرغم من ان النشطاء العراقيين الذين كانوا يقيمون او يدرسون في البلدان الغربية، قاموا بنشر تفاصيل ما كان يجري من جرائم بحق ابناء الشعب العراقي
منذ الساعات الاولى للانقلاب أخذت عدة اذاعات تبث من بعض الدول الاقليمية المجاورة، هيئت لهذه الغاية مسبقا، تحرض الحرس الفاشي على ابادة الشيوعيين وتذيع اسماء قادة الحزب الشيوعي وكوادره وقادة المنظمات الديمقراطية والمهنية والشخصيات الوطنية وتدلهم على اماكن سكناهم.
لقد حطم الصمود الاسطوري لقادة الحزب الشيوعي العراقي وكوادره الذين مورس بحقهم ابشع واقسى انواع التعذيب، في اقبية قصر النهاية ومحكمة الشعب وباقي دهاليز التعذيب، هؤلاء المناضلون الاماجد الذي دافعوا ببسالة نادرة عن اسرار حزبهم وشرف المبادئ والقيم السامية التي يحملونها، في مقدمتهم، الشهداء الخالدون، سلام عادل، جمال الحيدري، محمد صالح العبلي، محمد حسين ابو العيس، عبد الرحيم شريف، نافع يونس، حمزة سلمان، والكوادر الحزبية الاخرى، حسن عوينة والدكتور محمد الجلبي وابراهيم الحكاك وعدنان البراك وداخل حمود وصاحب ميرزا وصبيح سباهي وفيصل الحجاج ومحمد موسى، وجمال ماربين ومحمد الوردي وعبد الاحد المالح وادمون يعقوب وابراهيم اواديس ومهيب الحيدري والكاتب والصحفي اللامع عبد الجبار وهبي (ابو سعيد) وابراهيم محمد علي مخموري والقادة العماليون والنقابيون الابطال، طالب عبد الجبار والياس حنا كوهاري وعباس نعمة الحداد وعلي الوتار وسميع جاني والمئات الذين لم تسعفني الذاكرة لذكرهم، لقد حطم هؤلاء الابطال اعصاب الجلادين واستشهدوا وهم واقفين شامخين لم يطأطئوا الرؤوس، ضاربين اروع الامثلة في الشجاعة والبطولة قل نظيرها في تاريخ البشرية الحديث. واستشهد برصاص البعثيين القتلة كل من جورج تلو ومتي الشيخ و هادي متروك، كما قام البعثيون الفاشست بدفن العشرات من المناضلين وهم احياء، منهم، اضافة الى المذكورين اعلاه، عبد الستار مهدي ولطيف الحاج واخرون، واعدم واستشهد العديد من الضباط الشيوعيين والديمقراطيين والقاسميين دونما محاكمات اصولية، منهم الشهداء الخالدين العميد الركن داوود الجنابي والعميد الركن ماجد محمد امين والعميد عبد المجيد جليل والعقيد حسين خضر الدوري والمقدم ابراهيم كاظم الموسوي والرواد والنقباء فاضل البياتي وخزعل السعدي وخليل العلي وكاظم عبد الكريم وفاتح الجباري ومهدي حميد وهشام اسماعيل صفوت وعمر فاروق محمود جلال وحسون اسود الزهيري ومنعم حسن شنون واخرون لا تسعفني الذاكرة بأسمائهم. واستشهد في وزارة الدفاع كل من العميدين وصفي طاهر وعبد الكريم الجدة والنقيب نوري ناصر، الذين قادوا المقاومة الباسلة للانقلاب الفاشي في وزارة الدفاع.
ان الجرائم التي ارتكبت في الاشهر التسع التي حكم فيها هؤلاء الاوباش العراق بحق العراقيين، لا تندمل جراحها مهما توالت السنون، وضحايا تلك الحقبة لا يجب نسيانهم ابدا.
ان الجرائم الهمجية البشعة التي تقترفها عصابات داعش الارهابية التكفيرية اليوم بحق بنات وابناء الشعب العراقي، هي في الحقيقة امتداد لجرائم عصابات البعث، وخريجيها من نفس المدرسة الفاشية وتستعمل نفس الادوات في تنفيذ جرائمها.
على الرغم من مرور اكثر من نصف قرن على تلك الجرائم. من المؤسف حقا ان لاينصف ضحايا انقلاب شباط الاسود من الشهداء والسجناء والمعتقلين ولا تنصف عوائل الراحلين منهم بالرغم من مرور اكثر من عقد على سقوط الدكتاتورية. ومن الغريب حقا، عدم قيام عوائل الشهداء باقامة دعاوى على بعض الجلادين الذين كانوا وما زال بعضهم على قيد الحياة بعد التغيير، ليقتص منهم القضاء على الجرائم التي اقترفوها بحق ابنائهم ايام انقلاب شباط الاسود.
ونحن اذ نستذكر تلك الايام السود، علينا أخذ الدروس والعبر من تلك الاحداث، كي نقطع الطريق على كل من تسول له نفسه اعادة مآسي الماضي الاليم، ولا يتم ذلك الا بوحدة قوى شعبنا الوطنية والديمقراطية وسائر محبي الحرية للوقوف بوجه الريح الصفراء التي تحاول الاطلال علينا من جديد وبثياب اخرى.
***************
ص7
لكي لا ننساه.. ذلك اليوم الاسود
د. خليل الجنابي
رغم مرور ٥٣ عام على يوم الإنقلاب المشؤوم في ٨ / شباط / ١٩٦٣ إلا أنني ما زلت أتذكره بتفاصيله، كنت وقتها في زيارة لبيت أقرباء لي في منطقة (الكسرة - بغداد) حيث كنت آنذاك نائب ضابط مركب أسنان وتابع لمستشفى بعقوبة العسكري في معسكر سعد. قضيت ليلة الخميس يوم 7 / شباط / 1963 مع بعض الأصدقاء كان من بينهم طبيب الأسنان الدكتور (هادي الجمالي) الذي كانت عيادته في الكاظمية وعدنا إلى بيوتنا في ساعة متأخرة من ليلة الخميس على الجمعة حيث لم نلحظ أية حركات مشبوهة وغريبة تدلل على وجود مؤامرة، وفي صباح يوم الجمعة 8 / شباط خرجت مبكراً للذهاب إلى شارع المتنبي لشراء بعض الكتب، كان ذلك في حوالي الساعة التاسعة، وحين وصولي إلى منطقة سيارات الإجرة شاهدت بعض السيارات تمر مسرعة وحركة غير طبيعية توحي بأن هناك شيئا ما يعكر صفو الوضع. توقف رجل مُسن بسيارته وقال لي (عمي وين رايح صار انقلاب)، رجوته أن ينقلني معه إلى منطقة باب المعظم وأنا غير مصدق بما يقوله، لكنه كان فاتح الراديو في سيارته وعندها تأكدت من صحة ما يقول، وصلنا إلى منطقة قريبة من كلية البنات حيث لم يعد ممكناً الوصول أقرب من ذلك لشدة الازدحام، تجمعت الحشود وأخذت تزداد وتطلق هتافات معادية للانقلابيين، عشرات الآلاف من العمال والفلاحين والطلبة والشباب والنساء والمثقفين حتى العسكريين وهم يهتفون لثورة تموز وقائدها البطل عبد الكريم قاسم.
في تمام الساعة التاسعة من صباح يوم الجمعة المصادف 8 / شباط / 1963 انطلقت جحافل الموت من مخابئها وأوكارها لتغتال حلم الجماهير الذي جاء مع صباحات 14 / تموز / 1958 ولتمثل بقادته وضباطه النجباء الذين وضعوا دماءهم على أكفهم منذ انبثاقها، ولتنكل بالقوى الوطنية وطلائعها المقدامة التي تصدت بكل شجاعة وعزيمة للانقلابيين.
لقد اختار قادة الانقلاب يوم الجمعة 14 رمضان وذلك لأنه يوم عطلة رسمية وعدم وجود عشرات الآلاف من العسكريين والمدنيين في مواقعهم الأساسية وهذا ما سهل لهم تحريك بعض القطعات التي كانت تحت سيطرتهم ومباغتة الجماهير وخداعها عندما رفعت صور الزعيم عبد الكريم قاسم على دباباتهم.
لقد كانت ساعة الصفر وكما أثبتتها الأحداث موضوعة من قِبل من ساعدهم في قطارهم الذي جاءوا به (جئنا بقطار أمريكي – علي صالح السعدي)، هو اغتيال القائد الشجاع الزعيم الطيار (جلال الأوقاتي) قائد القوة الجوية عندما ذهَبت إلى داره مجموعة اغتيال خاصة صبيحة يوم الانقلاب المشؤوم تتكون من رئيس الزمرة (غسان عبد القادر وبمعية ماهر الجعفري، أكرم أسود وحميد رجب الحمداني) وبعد مراقبة طويلة لبيته في منطقة الكرادة استطاعت أن تحدد حركاته ومواعيد خروجه ورجوعه إلى داره، وفي اليوم المشؤوم تم قتله عند خروجه من البيت مع طفله الصغير للتسوق، كان هذا قبل الساعة التاسعة صباحاً وعند ذلك تأمن لهم الطريق وأنجزوا أخطر وأهم مهمة حيث كان الشهيد الأوقاتي يشكل حجر عثرة كبيرة أمامهم لما عُرف عنه من حكمة عسكرية ودراية وتمكنه من قيادة كافة أنواع الطائرات الحربية، ولِما يتمتع به من شعبية بين أفراد القوة الجوية من الطيارين وضباط الصف والجنود، ولإخلاصه للزعيم عبد الكريم قاسم ولمبادئ ثورة تموز الخالدة، وكانت التقديرات من أوساط عديدة بما فيها الصديقة والعدوة تشير لو أن الأوقاتي بقيّ حياً لاستطاع أن يقلب موازين القوى لصالح جمهورية تموز. لقد تم رصد بيوت ضباط آخرين من قِبل زمر اغتيال أخرى كان من بينهم الشهداء (فاضل عباس المهداوي، ماجد محمد أمين، طه الشيخ، عبد الكريم الجدة، وصفي طاهر، سعيد مطر) وآخرون.
بعد أن أتموا هذه المهمة أوعزوا إلى عناصرهم الأخرى بالتحرك وتمت السيطرة على المرسلات في أبي غريب ليذيعوا بيانهم الأول وعندما سيطروا على دار الإذاعة في الصالحية راحوا يبثون سمومهم ونشيدهم المعروف (الله أكبر) وهو نفس نشيد الدواعش من أحفادهم الجدد الذين يتغنون به فوق رؤوس الضحايا الأبرياء قتلاً وحرقاً والتهاما للأكباد. أناشيد كثيرة منها نشيد (جيش العروبة يا بطل) لأم كلثوم، (ولاحت رؤوس الحرب تلمع بين الروابي) وغيرها من الأناشيد التي كانت تبثها لهم الإذاعة المصرية حيث وقفت حكومة (عبد الناصر) بكل ثقلها إلى جانب الانقلابيين تمدهم بالسلاح والمعونات الأخرى.
انطلقت بعدها الطائرات من الحبانية من السربين السادس والسابع من قاعدة تموز، ومن القاعدة الجوية في كركوك طائرات الميغ 17 والهوكر هنتر التي قادها كل من الطيارين (المقدم الطيار منذر الونداوي والرائد الطيار محمد جاسم الجبوري والعقيد الطيار حردان عبد الغفار التكريتي وبإشراف العميد عارف عبد الرزاق). هاجموا وزارة الدفاع مُلقين الحمم فوقها وفوق رؤوس الجماهير المحتشدة في الساحة المقابلة للوزارة، وسقط الكثير من الشهداء وازداد سقوطهم مع كل طلعة جوية من قبل طائرات الانقلابيين.
كانت الجماهير المحتشدة تطالب بالسلاح وهي تهتف (ما كو مؤآمرة تصير عين الشعب مفتوحة) و (باسم العامل والفلاح يا زعيم انطينه سلاح) وهتافات أخرى لم تلق صدى لها.
في حوالي الساعة العاشرة والنصف صباحاً وصل موكب الزعيم عبد الكريم قاسم إلى وزارة الدفاع بسيارته الوحيدة مع أحد مرافقيه فقط، وكانت الجماهير تحاول رفع السيارة احتفاء به وهو يلوح لهم بالتحية ويطلب منهم أن يركنوا إلى الهدوء وأنه سيسحق المؤامرة.
لقد انتشرت في بعض الأماكن والشوارع في بغداد مجاميع من العصابات المسلحة وهي موشحة بإشارات خضراء تحمل الحروف (ح ق) وتعني (الحرس القومي) حاملة في أيديها غدارات (بور سعيد) وتشكلت هذه الفرق على غرار الفرق النازية التي تشكلت في ألمانيا أثناء صعود هتلر للسلطة (الأس إس والجستابو). لقد كانت من مهماتها اعتقال وخطف وقتل المناوئين لحركتهم الانقلابية، فداهمت البيوت واستباحت الحرمات وافتتحت المعتقلات والسجون في طول البلاد وعرضها، وكانت مزودة بقوائم خاصة للمناضلين وفي مقدمتهم الشيوعيين والقاسميين والوطنيين الآخرين من الأحزاب الأخرى كانت قد زودتهم بها المخابرات المركزية الأمريكية.
وهنا دخلت على الخط قوات من الدبابات إلى جانب المتآمرين حيث رفعت في بداية الأمر صور الزعيم عبد الكريم قاسم لخداع الجماهير ليفسحوا لها المجال عند مرورها في شوارع بغداد وصولاً إلى وزارة الدفاع، وعند وصولها إلى مبتغاها وجهت فوهاتها إلى صدور الجماهير العارية وأخذت تطلق نيرانها بكل حقد يميناً ويساراً، وسقط العشرات مضرجين بدمائهم الزكية، بعضهم بقي في الشارع والبعض الآخر تم نقله إلى بعض البيوت والمحلات القريبة بغية إسعافهم.
لقد أصدر قادة الانقلاب (المجلس الوطني لقيادة الثورة) بياناته المتعددة حتى وصلوا إلى بيانهم المشؤوم (13) الذي جاء فيه (نظراً لقيام الشيوعيين وشركاء عبد الكريم قاسم بمحاولات بائسة لإحداث البلبلة بين صفوف الشعب وعدم الانصياع للأوامر والتعليمات الرسمية فقد تقرر تخويل القطعات العسكرية وقوات الشرطة والحرس القومي بإبادة كل من يتصدى للإخلال بالأمن، والإرشاد عن الشيوعيين والمطالبة بإبادتهم والقضاء عليهم).
يوم دام لم يشهد العراق له مثيلا من قَبْل، تشكلت فرق لم تكن منظمة بالشكل المطلوب لقيادة عملية المقاومة، ليس لديها من سلاح يؤهلها للمواجهة، فاستعمال العصي والحجارة وبعض المسدسات الشخصية والبنادق التي حصلوا عليها من السيطرة على بعض مراكز الشرطة لم تجد نفعاً مع الطائرات والدبابات والرشاشات التي كانت تملكها قوى الردة. لقد كانت معركة شرسة بين الجماهير العزلاء التي وقفت ببسالة بصدورها العارية وليس لديها غير حب الوطن والدفاع عنه وبين جحافل همجية عسكرية ومدنية مدججة بمختلف أنواع الأسلحة. لقد تم توزيع بيانين من الحزب الشيوعي العراقي في الساعات الأولى من الانقلاب وكانت تدعو الجماهير إلى رفع السلاح بوجه الانقلابيين وإلى تشكيل لجان للدفاع عن الثورة في كل معسكر وكل محلة ومؤسسة (إلى السلاح للدفاع عن استقلالنا الوطني ومكاسب 14 تموز) ودعت إلى (سحق كل محاولة في أي ثكنة، وأن الشعب بقيادة القوى الديمقراطية سيلحق العار بهذه المؤامرة السافلة... فإلى الأمام، إلى الشوارع). لقد قاومت الكثير من المناطق في بغداد ومدن أُخرى وبقيت صامدة اليوم الأول والثاني وحتى الثالث وكانت عصيّة على دخول الانقلابيين إليها، فانتفضت مناطق منها (الكاظمية، الثورة، الشاكرية، الفضل، باب الشيخ وعكد الأكراد) وغيرها والتي أبدت بسالة منقطعة النظير في التصدي للفاشست الجدد.
وعلى أصوات الانفجارات والقصف سجل الزعيم عبد الكريم قاسم خطاباً موجهاً إلى الشعب والقوات المسلحة على شريط وأرسله إلى دار الإذاعة مع الرائد (سعيد الدوري)، حيث سلم الشريط إلى قادة الانقلاب الذين كانوا قد احتلوا دار الإذاعة، ولذلك لم يتسنَ إذاعة الخطاب، والذي دعا فيه إلى مقاومة الانقلاب والدفاع عن ثورة 14 تموز ومكاسبها الوطنية.:
لقد تم الانكسار الكبير والتراجع عند الإعلان عن مقتل الزعيم عبد الكريم قاسم وصحبه الأبرار يوم 9 / شباط بعد الظهر وذلك عندما بث التلفزيون العراقي صوراً لإعدامهم. وكما أُعلن كان قد تشكلت محكمة عسكرية سريعة برئاسة العقيد (عبد الغني الراوي) وتم إصدار الحكم القره قوشي ضدهم بالإعدام رمياً بالرصاص ونفذه كل من المجرمين (عبد الغني الراوي ومنعم حميد والرائد عبد الحق والملازم فارس نعمة المحياوي الذي أطلق الرصاص شخصياً على الزعيم عبد الكريم قاسم) في قسم الموسيقى في استوديوهات التلفزيون الذي اختاروه مكاناً لإعدامهم.
بعد هذه المجزرة تفرق الآلاف، وراحت جحافل الانقلابيين بطشاً وتقتيلاً في كافة القوى الوطنية الخيرة وفي مقدمتهم قادة وكوادر وأعضاء وأصدقاء الحزب الشيوعي العراقي، القائمة طويلة وأسماء لامعة في كل المجالات المهنية من أطباء ومهندسين وأساتذة جامعة ومدرسين ومعلمين وطلاب وكتاب وأدباء وشعراء ومثقفين وتجار، نساء ورجالاً، عمالاً وفلاحين ولم يسلم منهم حتى الأطفال.
لقد افتتحوا مراكز اعتقال في طول البلاد وعرضها، في النوادي والمدارس والسينمات ومراكز الشرطة قاطبة وزجوا عشرات ومئات الآلاف فيها وعاملوهم بكل قسوة وشراسة وهمجية واستعملوا الطرق النازية في تعذيبهم وتقطيع أوصالهم، ولم يراعوا أية حرمة أو قدسية لشهر رمضان الذي طالما صدعوا رؤوسنا وهم يحملون رايات الدين كذباً وبهتاناً.
وفي يوم 10 / شباط تمكنت من الوصول إلى مستشفى بعقوبة العسكري - معسكر سعد في بعقوبة، وجدت الجو مكهرباً والوجوم باد على أهالي المدينة حيث تم قتل الرئيس الأول (عبد الكريم حسن العلي) واعتقال مجموعة من الضباط وضباط الصف والجنود الذين تصدوا للانقلاب وفي مقدمتهم (الملازم صلاح محمد جميل والملازم عبد المجيد محمد جان مع 23 من ضباط الصف والجنود وإرسالهم مخفورين إلى بغداد ليوضعوا في سجن رقم (1) وإصدار الحكم عليهم بالإعدام رمياً بالرصاص في 11 آذار 1963.
عند التحاقي بالمستشفى لم أجد آمر المستشفى الرئيس الطبيب (شاكر محمود الجنابي)، الطبيب الإنساني المعروف، وعلمت فيما بعد أنه استطاع الخروج من العراق بمساعدة بعض الأصدقاء حيث كان مطلوباً من قِبل عصابات البعث، ولو قُدر لهم معرفة مكانه لفتكوا به كباقي الوطنيين الآخرين.
تم اعتقالي في يوم 12 / 8 / 1963 على أثر ورود برقية موقعة باسم (العقيد عبد الغني الراوي)، وتبين لي فيما بعد أن الذي كان خلف هذه البرقية هو النائب الضابط مركب أسنان (كمال الراوي) وهو أحد طلاب دورتي ويعمل في مستشفى الحبانية العسكري، ولكونه من أقرباء العقيد عبد الغني الراوي – أحد قادة الانقلاب - أخذ يرسل برقيات موقعة باسمه لاعتقال العديد من العسكريين والمدنيين الذين يعرفهم ويعرف ميولهم السياسية.
كان نصيبي في معتقل معسكر سعد الذي افتتحوه حديثاً وزجوا فيه المئات من ضباط الصف والجنود، وبقينا زهاء خمسة أشهر لاقينا فيها شتى أنواع التعذيب، ضيق في المكان، رداءة في الطعام والخدمات الصحية، وكانوا يتسلون يومياً بمجاميع من عندنا في غرف خاصة موجودة فيها كل أنواع أدوات التعذيب، أيام كالحة سوداء لم نشعر فيها بالأمان. أُصيب الكثير منا بالعديد من الأمراض والتي لازمتنا سنوات طويلة.
بعدها شُكلت محكمة عسكرية دائمية في معسكر سعد وأصدرت أحكاماً جائرة على المئات منا، كان نصيبي منها (سنة وستة أشهر) مع زيادة (ستة أشهر) أخرى جاءتنا من الحاكم العسكري العام (رشيد مصلح) إلى كل العسكريين على أثر قيام انتفاضة 3 / تموز / 1963التي قادها الشهيد البطل (حسن سريع) في معسكر الرشيد.
تم بعدها توزيعنا على السجون في مختلف مدن العراق، كان نصيبي (سجن الحلة المركزي) الذي كان يغص بآلاف السجناء ومن كافة الشرائح الاجتماعية ومن كافة الأديان والقوميات، كل الفسيفساء العراقي الجميل، وفي السجن ازددنا لحمة وتآلفاً ووعياً لاختلاطنا بكوادر سياسية ووطنية مثقفة، وكانت هذه السجون بحق مدارس للوعي الوطني والمعرفي والسياسي، كانت تُنظم فيها حلقات دراسية في شتى العلوم والمعارف، في الاقتصاد والتأريخ والسياسة والفنون واللغات والعلوم العسكرية وغيرها.
إن ما يميز سجن الحلة المركزي هو التعاطف الشديد مع السجناء السياسيين من قِبل أهلها الكرام، ومما زاد في تعاونهم معنا هو وجود العديد من أبناء المدينة النجباء معنا في السجن، وكانت مواقفهم مشرفة مع أهالينا أيضاً خلال الزيارات الشهرية، حيث تم إيواء بعض العوائل وإيصالهم إلى السجن وتسفيرهم إلى مدنهم التي جاءوا منها.
ومن خلال هذه الصورة المؤلمة لما حدث وضياع المكتسبات الوطنية التي حققتها ثورة 14 تموز الخالدة التي أنجزتها خلال عمرها القصير علينا الإشارة بأن الزعيم عبد الكريم قاسم الذي اتصف بالنبل والنزاهة والشهامة وحبه للفقراء من أبناء شعبه، إلا أنه مع الأسف أفسح المجال واسعاً للعناصر المتآمرة ووضعهم في مراكز حساسة وأبعد العناصر المخلصة وجمد حركتهم، وتفرد بالحكم وأصبح الأوحد في اتخاذ القرارات، فعطل الحياة الحزبية والديمقراطية، ولم يتم في عهده إجراء أية انتخابات برلمانية، حيث بقي معتمداً على العسكر الذين ليس لديهم علم بأمور بناء الدولة المدنية، وأخيراً وليس آخراً هو تقوقعه في وزارة الدفاع للتصدي للمتآمرين وتوجيه الأوامر التي لم يستجب لها من كل القطعات العسكرية المرابطة في بغداد والمدن القريبة منها.
اليوم وبعد مرور أكثر من نصف قرن على هذه المأساة تقفز أمامنا صورة بيانية واضحة لما جرى ويجرى الآن من تداعي في أوضاع العراق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وانعدام الخدمات المختلفة من كهرباء وماء وصحة وتعليم وبطالة وفقر ومرض، إلى جانب الوضع الأمني السيئ واحتلال داعش بعض مدننا وأراضينا العزيزة، ونهج المحاصصة الطائفية الأثنية كل هذا يجعلنا أمام مسؤولية كبرى تحتم علينا تمتين الوحدة الوطنية من أجل انتشال الوطن من الهوة التي انحدر إليها. العراق يعيش الآن أسوأ أيامه وفي وضع صعب جداً، إنه يستصرخ الضمائر الحية من أبناء جيشنا الباسل والشرطة الوطنية وقوى الأمن الداخلي والحشد الشعبي وقوات العشائر والبيشمركة، يستصرخهم جميعاً، لأنه يقارعوا الأعداء من كل حدب وصوب في معركة البقاء، فإما الحياة وإما الموت.
لقد وعت الجماهير خطورة الوضع، وتأكدت بأن سكوتها لم يعد مجدياً، فهي الآن أمام خيارين، الأول هو الخنوع والرضوخ وضياع العراق، والثاني هو التحرك الجماهيري والتظاهر والاحتجاج في كل ساحات التحرير في أطراف الوطن والمطالبة بكشف ملفات الفساد المالي والإداري وإحالتها إلي القضاء واسترجاع الأموال المنهوبة من خزينة الدولة التي وصلت إلى حد الإفلاس. كما وعت الجماهير أيضاً بأن المحاصصة الطائفية الأثنية هي أُس البلاء في أزمة النظام السياسي الحالي (وسبب فشله الذريع في بناء الدولة وإدارتها وعدم توفير أبسط متطلبات العيش الكريم للمواطنين).
وفي المؤتمر الأول لحركة الاحتجاج الذي عقد في بغداد يوم الجمعة ٢٩ / ١ / ٢٠١٦ أكد المؤتمرون بأنه لا خيار لهم غير الاحتجاج والتظاهر ولا يوجد أمامهم خيار غير الاستمرار وأنهم مستمرون وبوحدتهم سينتصرون.
سيبقى يوم 8 / شباط / 1963 يوماً أسود في تأريخ العراق المعاصر، تتذكره الأجيال بالألم والمرارة جيلاً بعد جيل.
***************
معتقلو شباط الأسود من أهل الشامية
حازم الجعفري
ما ان حل ذلك اليوم الأسود في الثامن من شباط عام 1963حتى انطلقت قطعان البعث من رجال الحرس القومي المسعورين في حملة شرسة للإلقاء القبض على الشيوعيين وزجهم في معتقلاتهم ومقراتهم الحزبية وممارسة أبشع أنواع التعذيب والقتل بحق هؤلاء الأبطال
ومدينة الشامية لم تكن تختلف عن باقي مدن العراق حيث زج بالعشرات
من الشيوعيين وإيداعهم في معتقل الحرس القومي او في معتقل مركز شرطة الشامية ولأجل توثيق الحدث التقينا ببعض هؤلاء الضحايا ممن هم مازالوا على قيد الحياة ليرووا ما جرى لهم.
وقد التقينا بالمعتقل السابق الرفيق (مبدر حولي سلمان )حيث قال:
في يوم 9/شباط حاولت أن أغادر الشامية ولكني لم استطع لكثرة السيطرات والدوريات ولأنني معروف من الجميع عدت إلى البيت وكانوا هناك في انتظاري والقي القبض علي وتم اخذي الى معتقل مركز شرطة الشامية وقد قامت لجنة مشتركة من الحرس القومي والامن بالتحقيق معي ولكني لم اعترف وقد مارسوا معي اشد انواع التعذيب مثل الضرب بعود الخيزران والفلقة والشوي على السرير الحديدي، (القريوله)، واخيرا قاموا بنفخي بالبمب ولكن كل هذا لم ينفع معي بان اعترف على رفاقي في الحزب وكان معي في المعتقل كثير من الشيوعيين ومنهم جبار وذاح وكاظم القريشي وكريم مجيلد وعبد والواحد حبيب غلام ومنعم جواد واخرون وتم احالتي الى المحكمة في معسكر الوشاش واطلق سراحي بعد ان قضيت في المعتقل اكثر من اربعة اشهر.
وقد التقت الجريدة ايضاً بالرفيق حمزة خطار الذي تحدث قائلا:
تم اعتقالي يوم 11/شباط وكنت وقتها في الصف الخامس الثانوي وعمري 17 سنة وأودعت معتقل مركز شرطة الشامية وكل تهمتي انني كنت قد حاولت كسب احد الأشخاص للحزب الشيوعي وقد مارسوا معي الكثير من التعذيب النفسي والجسدي عبر الضغط على عائلتي لأنني صغير السن ولكن كل ذلك لم يفد معي وبقيت في معتقل الشامية لمدة 3 اشهر احلت بعدها إلى المحكمة في المجلس العرفي الاول الذي حكم علي بالسجن لمدة 3 سنوات بسبب عدم اعطائهم براءة من الحزب الشيوعي ونقلت الى نكرة السلمان وكنت وقتها اصغر سجين في النكرة وحكم معي في نفس جلسة الحكم الرفيقان منعم جواد وجواد زيني وقد نقلنا جميعا الى النكرة.
اما الرفيق عبد الحسين سلطان فقال:
في يوم 8/شباط كنت في بغداد باحثا عن عمل اذ كنت عاطلا وقتها وبينما كنت في ساحة التحرير سمعنا نبأ الانقلاب فخرجنا في تظاهرة تنديدا بالانقلابيين وقد هجمت علينا قطعان الحرس القومي والشرطة وقد القي القبض على واودعت معتقلا للحرس القومي في شارع الكفاح وقد لاحت لي فرصة ذهبية للهرب بعد ان لاحظت انشغالهم بمعتقلين جدد فهربت وقررت الذهاب الى اقارب لي في منطقة ام العظام وهناك القت على مفرزة من الشرطة والحرس القومي القبض وبقيت عدة ايام في معتقل شرطة التاجي وبعدها نقلت الى الشامية وبقيت هناك اربعة اشهر وقد لاقيت الكثير من التعذيب ولكني صمدت ولم اعترف وكان معي في موقف الشامية الكثير من الشيوعيين ومنهم محمد شاكر، حمزة جنية، مصطفى سعيد وسيد جعفر العرداوي ومبدر حولي واخرون ولم يحصلوا مني على اي اعتراف، وتمت احالتي الى المحكمة وحكم علي بعشرة اشهر وبعدها اطلق سراحي.
وعن تلك الايام السوداء يقول الرفيق حمزة علي جار الله:
تم اعتقالي من داري يوم 8 شباط الاسود وتم اخذي الى مقر الحرس القومي في الشامية ومارسوا معي اشد انواع التعذيب من اجل انتزاع اعتراف مني ولكني صمدت ولم اعترف وبعدها نقلت الى مركز شرطة الشامية وهناك ايضا حاولوا معي بواسطة التعذيب ومع ذلك لم اعترف وكان معي الكثير من شيوعيي الشامية ومنهم جودي الطائي وعبد الله الاحمر وحمزة محمد وايوب سبتي ومسلم دنفش واخرون وبعدها تمت احالتي الى المجلس العرفي الأول الذي حكم علي بالسجن سنة واحدة قضيتها ومن ثم تم إطلاق سراحي.
والرفيق عبد الهادي عبد الحسين الجنة يتحدث عن ذلك الصباح المشؤوم:
في صبيحة يوم الثامن من شباط الأسود تم اعتقالي انا وشقيقي مهدي من بيتنا في ناحية المهناوية من قبل شرطة الشامية وأودعنا المعتقل ومارسوا بحقنا الكثير من أنواع التعذيب ولكنهم لم يفلحوا في انتزاع اي اعتراف وبعدها تمت إحالتنا الى المحكمة في المجلس العرفي الذي حكم علينا بالسجن ثلاث سنوات، ونقلنا بعدها الى سجن بعقوبة ثم الى نكرة السلمان وبعد انقضاء مدة الحكم اطلق سراحنا.
ويقول الشخصية الوطنية والاجتماعية عبد الواحد حبيب غلام
استدعيت إلى دائرة امن الشامية يوم 10 شباط للتحقيق معي وكانت التهمة الموجهة لي هي توزيع السلاح في ريف الشامية لمقاومة الانقلاب البعثي ولما نفيت تلك التهمة طلبوا مني إرسال برقية تأييد للانقلاب وأيضا رفضت هذا الطلب وعندها تم إرسالي مخفورا الى الديوانية وهناك مارسوا ضدي أبشع أنواع التعذيب من اجل انتزاع اعتراف مني بأنني شيوعي وبقيامي بتوزيع الأسلحة على الفلاحين لمقاومة الانقلاب ولما لم يفد هذا معي أعادوني إلى موقف شرطة الشامية وبقيت هناك حوالي أربعة أشهر وبعدها تمت إحالتي مع رفاقي الى المحكمة في المجلس العرفي الأول الذي حكم ببراءتنا وأطلق سراحنا.
****************
ص8
في شباط الأسود 1963 وضع الدواعش حجر الأساس
في تاريخ دولة الذبح والدم
لفته عبد النبي الخزرجي
كان وما زال يوم 8 شباط الاسود من العام 1963.. تاريخا للظلم والعنف والإرهاب الدموي، وبداية مظلمة في تاريخ العراق ، ذلك التاريخ الذي أحاله البعث المجرم ،إلى صفحة سوداء معبأة برصاص الموت والقتل والتشريد والعدوان وانتهاك الحقوق، انه تاريخ مغولي يستعيد هولاكو وجنكيز خان وداعش وغيرها من مجرمي التاريخ ودهاقنة الترويع والاغتصاب وصناع الموت وتجار الجريمة، وأعداء الحياة.
ورغم أن البعثيين قد اعترفوا علانية أنهم وصلوا إلى بغداد بقاطرة أمريكية، وأنهم مدينون لأمريكا في انقلابهم الدموي، إلا أن العالم كان يتفرج على جرائمهم التي استباحوا فيها كل المحرمات، وتعدوا كل الحدود، وعبروا كل الخطوط، وسفكوا الدماء وقتلوا الأبرياء، لكن البعض كانوا فرحين بما يجرى، وهم مستاؤون، لان عبد الكريم قاسم وزع الأراضي على الفلاحين وحارب الإقطاع وحجم دورهم السياسي في البلاد، وحاصر هم، وقلم أظافر رجال الحكم السابق، وأعاد الأرض العراقية إلى أصحابها الشرعيين، بموجب قانون الإصلاح الزراعي رقم 3 لسنة 1958، واستعاد الأرض الوطنية بعد أن كانت مرهونة لشركات النفط الاحتكارية، بموجب القانون رقم 8 لسنة 1962، وحرر العملة العراقية من قيد الإسترليني، واخرج العراق من حلف بغداد.
إن الثامن من شباط يجب أن يتخذه العراقيون جميعا يوما وطنيا يتم فيه استذكار شهداء العراق وزيارة المقابر للوقوف على أضرحة الشهداء وإسراج الشموع، وحمل باقات الورد الأحمر، وإقامة مهرجانات الشعر، وزيارة عوائل الشهداء الذين قدموا أرواحهم على مذبح الدفاع عن الجمهورية الأولى.
ففي ذلك اليوم الأسود وما تبعه من أشهر تسعة، كانت قطعان الحرس القومي قد انطلقت من طينتها الخبيثة، فاستباحت الجامعات والمعاهد والاعداديات، وأغرقت البلاد في بركة من الدم وحولوا الملاعب والمتنزهات والقصور إلى زنزانات للتعذيب و القتل وانتهاك الحقوق واستلاب الحريات، وأوغلوا في محاربة العلم ورجال العلم والمعرفة والثقافة، واستمرت وحوش البعث المنفلتة لتمارس لعبتها القذرة في هتك الأعراض والتعذيب واستباحة المحرمات ومطاردة المناضلين واغتصاب الطالبات وإفراغ معاهد العلم من رجالها وأساتذتها ومدرسيها وتحولت ارض العراق من شماله إلى جنوبه إلى محرقة مجنونة تأكل الأخضر واليابس.
ونحن في هذه الأسطر المحدودة، لا نستطيع أن نسجل كل ما ارتكبته تلك العصابات من أعمال وانتهاكات وخروق لا يتحملها العقل البشري في زماننا هذا، لان الجرائم التي ارتكبت في هذه الأشهر التسعة (من 8شباط 1963– 18 تشرين الثاني 1963) كانت علامة سوداء وتاريخا موشحا بالدم والإبادة والذبح، فقد امتلأت السجون وغرقت المعتقلات من دماء المناضلين وطفحت أقبية الموت بجثث رجال العراق وأبنائه وبناته.
في الرابع عشر من تموز من العام 1958 انطلقت الثورة التي أعادت العراق إلى حظيرة الدول المتحررة من نير الاستعمار، فأطلقت الحريات، وأرعبت الدوائر الامبريالية والحكومات الرجعية والمستبدة والظالمة، والمعادية لشعوبها، وفتحت نوافذ العراقيين المغلقة، وقدمت الانجازات الكبيرة قياسا بسنواتها القليلة والتي لا تزيد على الخمس سنوات فقد اقتحمت أسوار شركات النفط الاحتكارية وحررت الأرض العراقية المغتصبة من تلك الشركات بالقانون رقم 8 للعام 1962. ومنحت الشرائح الاجتماعية المظلومة قطعا سكنية وأصبح الفقراء سياج الثورة. إن هذا قد حرك مكامن الخوف والرعب في دواخل أعداء العراق، فتناخوا مع الشيطان واسقطوا الثورة وقتلوا قادتها واستباحوا منجزاتها.
وهكذا جاءت الردة السوداء معززة برغبة ودعم الشركات الاستعمارية وشيوخ الإقطاع ورجال النظام السابق وغيرهم من الحكام العرب آنذاك، فأسقطوا الثورة، وأقاموا نظاما مسخا، سداه ولحمته، البطش وسفك الدماء وتكميم الأفواه والقتل والسجن والتشريد.
لقد كانت تلك الردة السوداء، وصمة عار في تاريخ البعث الملطخ بدماء شعبنا، وفي الوقت نفسه فان تلك الردة قد وضعت الحجر الأساس، للحكم المبني على التفرد وإقصاء الآخرين والحزب الواحد والفكر الواحد واللون الواحد والقائد الواحد.
وليس غريبا أن يكون الشيوعيون أول من يتعرض لهم البعث، وأول المناوئين للانقلاب ألبعثي، وهم الذين تصدوا للانقلابيين بأجسادهم العارية. كما انه ليس غريبا أيضا أن تكون الجماهير الفقيرة والشرائح الاجتماعية في قاع الهرم الاجتماعي، هي من تصدى لهؤلاء المارقين بأسلحة بدائية جدا.
ونحن إذ نستعيد تلك الأيام السود في تاريخ شعبنا، والذي يؤشر فظاعة الجرائم وحجم الخروق، والفكر السوداوي، ونظرة العداء والكراهية لكل ما هو خير وجميل ونظيف في مجتمعنا، وأسلوب العنف وإقصاء الآخر، لا بل إبادة الآخر، إن هذا يضعنا أمام الاعتبار والمراجعة واخذ التجربة من تلك الأحداث المأساوية التي أحالت البلاد إلى بحيرة دم ومحرقة للموت.
الخزي والعار لقطعان الحرس القومي الذين استباحوا كل شيء وأراقوا الدماء وزرعوا الموت
ووزعوا جرائمهم على الجميع من دون أن يسلم من جرائمهم احد.
الخزي والعار للبعثيين الأوباش الذين أحالوا العراق إلى مجزرة ومذبحة لأبناء العراق الغيارى على وطنهم، وحطموا كل جميل في بلادنا، وزرعوا الموت والدموع في كل بيت، وروعوا العوائل واحرقوا الأخضر واليابس.
ومجدا وخلودا لشهداء ثورة 14 تموز وعلى رأسهم الزعيم عبد الكريم قاسم ووصفي طاهر وفاضل عباس المهداوي وغيرهم من قادة الجيش العراقي الأبطال، مجدا وخلودا لأبناء القوات المسلحة الذين استشهدوا دفاعا عن الثورة.
المجد والخلود لشهداء الحزب الشيوعي العراقي.. سلام عادل، محمد حسين أبو العيس، جمال الحيدري، وغيرهم من المناضلين الأبطال الذين واجهوا الردة السوداء بصدورهم العامرة بحب العراق وصلابتهم وإيمانهم القوي وصمودهم البطولي، وتحية إجلال وإكبار لكل شهداء الحزب الشيوعي العراقي.
************
عن 8 شباط.. ايام لا تنسى
عبد الزهرة ديكان
في يوم انقلاب 8 شباط الاسود كنت جندياً في وزارة الدفاع ومخابراً للزعيم الراحل عبد الكريم قاسم، ففي ذلك اليوم المشؤوم الفاشي، كانت لي استراحة وحل مكاني جندي اول جبار مكطوف وحينما ذهبت الى بيتنا في منطقة الشاكرية وهي مدينة صغيرة، مكانها الآن اصبح للمسؤولين في الحكومة، ومن قبل ايضاً ايام البعث الاجرامي بعد انقلابهم الدموي ضد الشعب، فقمت بتشغيل المذياع وسمعت قراءة البيان الاول من قبل احد المذيعين فرجعت مسرعا الى وزارة الدفاع وبالضبط في آمرية الانضباط العسكري حيث كنت جنديا اولا مخابرا وحينما وصلت الى ساحة الميدان شاهدت الآلاف من ابناء شعبنا الغيارى يهتفون للشعب وللزعيم عبد الكريم قاسم حتى وصلوا الى باب وزارة الدفاع لكن الحرس لم يفتح الباب لهم وهم يهتفون: "يا زعيم اعطينا سلاح.. باسم العامل والفلاح". وانا اعلم ان السلاح قليل في وزارة الدفاع وقد ذهبت الى صاحب المشجب واستلمت رشاشة بورسعيد ومعها عتاد وكانت الطائرات تقصف وزارة الدفاع وعرفت أسماء الطيارين فيما بعد وهما حردان التكريتي ومنذر الونداوي لكنه لا توجد مدفعية مضاد للطائرات سوى مدفع صغير قام المقدم سعيد كاظم مطر وهو من الضباط الشيوعيين الابطال بضرب الطائرات من دون جدوى، وبعد فترة جاء الزعيم عبد الكريم قاسم الى مقر الانضباط العسكري للقاء بآمر الانضباط آنذاك الزعيم الركن عبد الكريم الجده وقد اجتمع الضباط الموجودون في مقر الانضباط لتحديد الموقف وهم: عبد الكريم قاسم وفاضل عباس المهداوي وطه الشيخ احمد والمقدم سعيد كاظم مطر وعبد الكريم الجده وكنعان خليل الحداد ولكن الموقف اخذ يتعقد اكثر بسبب عدم نصرة الزعيم والحكومة، حيث ان كتيبة دبابات خالد والتي من واجبها حماية بغداد كانت مرابطة قرب قناة الجيش مقابل مدينة الحبيبية حالياً ولم تستطع القدوم الينا حيث لا يوجد فيها عتاد وبعض القطع مسروقة من الرشاشات الموجودة على متن الدبابات وتسمى (الابر)، وقد سرقت بفعل فاعل والضباط الشيوعيون والوطنيون الآخرون كانوا يتمتعون باستراحة في ذلك اليوم والعناصر البعثية والقومية هي التي في الواجب ومتفق على هذا الاجراء مسبقاً خطة انقلابهم وكما يقول المثل: ( الناطور نايم والبيدر انسرق)، وجاءت في الوقت نفسه الدبابات الموجودة في معسكر "ابو غريب" وهي كتيبة الدبابات الثانية وكتيبة الدبابات الثالثة ووضع على الدبابات صور الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم وهي خطة مدبرة لخداع الجماهير ويهتفون بأننا جئنا لنصرة عبد الكريم قاسم والشعب من المتآمرين وحينما وصلت الدبابات الى وزارة الدفاع قامت بضرب الوزارة وقد اثر علينا هذا كثيراً بسبب سقوط العديد من الجرحى والقتلى من المدنيين العزل والعسكريين حيث تقاوم الانقلابيين بواسطة الرشاشات الخفيفة وبقينا نقاوم حتى يوم السبت المصادف 9/ 2/ 1963، وقد نفذ العتاد وبقينا محرجين سوى ان البطل كنعان خليل الحداد خرج من وزارة الدفاع وهو يستقل سياره وكان لونها اسود مارسيدس وبيده سلاحه وذهب الى منطقة الاعظمية وقتل العديد من العناصر الاجرامية التي اسهمت مع الانقلابيين الفاشيين وايضا اتجه الى معسكر الرشيد قاصداً المقدم الركن جاسم والذي كان واجبه المحدد له من الانقلابيين السيطرة على معسكر الرشيد فقام البطل كنعان خليل بقتله رمياً بالرصاص وعاد الينا. وفي الساعة الثانية بعد منتصف الليل قتل الزعيم الركن عبد الكريم الجدة بضربة مميتة في ظهره عن طريق رشاشة دوشكه من الدبابات في ساحة باب المعظم وقام ايضا الرفيق الشهيد البطل الجندي المخابر جاسم كريمي الحلي بقتل ضابطين كل منهما يحمل رتبة ملازم ثاني ارادا ان يتسلقا جدار الوزارة من جهة ساحة الميدان وقتلهما الشهيد البطل جاسم كريمي حالاً، وعلى اثر ذلك بعد نجاح الانقلاب تم اعدام الرفيق جاسم كريمي رمياً بالرصاص وهو يهتف بحياة الحزب والشعب.
وفي صبيحة يوم السبت تمت محاصرتنا من جهة مستشفى الجمهورية (الطب حالياً) من قبل اللواء الثامن بعد ان استسلم البعض من العسكريين رافعين الرايات البيضاء وبلغوهم باننا الذين بقينا مع عبد الكريم قاسم لا يوجد لدينا عتاد سوى البنادق فقط، وعلى هذا الاساس تم تطويقنا والقي القبض علينا وقاموا بضربنا ضرباً مبرحاً اخذت الدماء تسيل من رؤوسنا وبقية اجسامنا حتى اخذونا الى معتقل وهو سرية الخيالة الكائن في منطقة الكسرة وقد اخذوا الخيول الموجودة في الجملونات واودعونا في مكانها وعلى فضلات الخيول.
اما الزعيم ورفاقه فقد دخلوا الى قاعة الشعب وبقوا هناك حتى الساعة الثانية عشرة ظهراً من يوم السبت وبعدها اخذوهم في الدبابات الى الاذاعة والتلفزيون في الصالحية وتم اعدامهم فيما بعد في نفس اليوم عن طريق الملازم الاول هشام امام انظار عبد السلام عارف واحمد حسن البكر وعلي صالح السعدي امين سر قيادة البعث آنذاك والذين نفذوا مخططا بريطانيا - امريكيا بالتعاون مع دول الجوار؛ الاردن والكويت والسعودية ومصر والذين احتفلوا فيما بعد بنجاح المجرمين المارقين في العراق علما ان البعثيين حينما استلموا الحكم لم يقدموا شيئا للشعب سوى قتل خيرة ابنائه من الشيوعيين الابطال والوطنيين المخلصين واستشهد القادة الشيوعيون دفاعاً عن الشعب والحزب وهم الرفيق الشهيد سلام عادل ومحمد صالح العبلي وجمال الحيدري وابو سعيد وابو العيس وجورج تلو والقائمة تطول من شهداء شعبنا وقاموا بسجن الآلاف من الشيوعيين البواسل وطرد العديد من وظائفهم. اما انا فقد مورس ضدي التعذيب الوحشي في موقف الخيالة في عام 1963 ولم ينالوا مني شيئاً حتى حكمت من قبل المجلس العرفي العسكري 5 سنوات وطردت من الجيش.
ان تلكم الايام الحالكة السواد فعلاً لا تنسى وتبقى عالقة في الاذهان وشاخصة امامنا لانها كانت وبالا على الشيوعيين من العذاب والفراق والجوع والحرمان والفاقة لكننا بقينا صامدين لارتباطنا الوثيق بقضية شعبنا وجيشنا ووطننا وحزبنا ومبادئه السامية واليوم وغداً وفي المستقبل سنبقى ندافع عن الشعب الوطن حتى الموت بوعي وتصميم حتى تأتي الايام التي نصبو اليها والتي نناضل من اجلها لنيل حقوق شعبنا العادلة في العمل والحرية والديمقراطية ومحاربة الفساد المستشري في مفاصل الدولة.
وفي الختام اذكر قولاً لاحد الرفاق العسكريين الشيوعيين هو النقيب حميد عندما ارادوا رميه بالرصاص فقال: " ان الحياة حلوة لكن الموت في سبيل الشعب احلى".
**********
شهادات من الديوانية في شباط الاسود 1963
الديوانية- عادل الزيادي
المناضل الشيوعي والمكافح المبدئي هادي شاكر كندله، تولد 1941 والمعروف في المدينة ب هادي ابو ديه وذلك لأنه دفع ثمنا في مظاهرات عام 1952 وبترت ذراعه اليسرى وحينها كان شابا يافعا ولكن ذلك لم يمنعه من العمل والاحتراف السياسي وعلى حد قوله (انها سمة شرف افتخر بها)، حاورته صحيفتنا للحديث عن تلك الايام المشؤومة التي شهدتها الديوانية وراح ضحيتها العديد من الوطنيين والشيوعيين، قائلا : بعد ان انهيت محكوميتي البالغة 11 شهرا في سجن الرمادي مع مجموعة من الرفاق الشيوعيين اتذكر منهم (منعم صويلح، جبار مهدي صويلح، خالد حمادي، كيطان ساجت.. واخرين) وكانت تهمتنا في حينها (اننا نؤيد القضية الكردية) وعلى عموم الحال فقد نقلوني مخفورا الى الديوانية لغرض اطلاق سراحي ولكن الامر لم يكن هكذا بل تم تسليمي مخفورا الى مركز شرطة الحي العصري الذي كان مكتظا بالشيوعيين والوطنيين ومن وجهاء المدينة بعد تنفيذ اوامر الاعتقال بحقهم ومنهم (جبار شامخ – جواد الشاروط – مهدي الزيادي – ميس عجيل – فيصل كتان – عبد عباس ناصر – عامر كموش – كامل وناس – موسى سوادي – خليل سوادي – حميد عبد الزهرة – كريم كميل الخزاعي – عبد الاله عبد الشهيد – عبد الحسين عبد الشهيد – عبد الله حلواص – عبد الزهرة ابو الجبدة.. واخرون غيرهم) وقد بلغ عدد المعتقلين اكثر من 80 معتقلا وكان الحرس القومي يأخذ بين الحين والآخر، بعضا من المعتقلين الى مقرهم الكائن خلف مديرية بلدية الديوانية في الصوب الصغير لأغراض التحقيق والتعذيب الجسدي والنفسي وحتى التهديد بالاعتداء الجنسي واخص بالذكر ممن مورست بحقهم الاساليب الدموية الرفيقين علي العصامي وكيطان ساجت، ولكنهما كانا اكثر اصرارا وتحدياً للفاشست ولم ترهبهم تلك الاساليب على الاطلاق، واخرين ايضا تعرضوا الى اساليب بشعة من الضرب والتعليق بحمالات المراوح وعصب الاعين والاهانة والتهديد وحينما يعودوا الى السجن يقوم فريق من الرفاق المعتقلين بمعالجتهم وتضميدهم بقطع القماش المتواضعة ولم يقتصر الاعتقال على الرجال فقط، بل شمل العناصر النسائية النشطة في رابطة المرأة ورفيقات الحزب ولكن تم ايداعهن في دار مختار المحلة في ذلك الوقت المرحوم (كاظم جابر الجسام)، ووردت الينا ونحن في معتقل الحي العصري اخبارا عن انطلاق تظاهرة جماهيرية تندد بانقلاب شباط الاسود ودمويتهم وقد تمركزت في شارع السراي، ولكن الاجهزة الامنية شنت حملة شعواء على المتظاهرين واعتقلتهم واودعتهم السجون ومن دواعي الفخر ان بيوتات محلة السراي ومحلة الجديدة قد فتحت ابوابها في حينها لإيواء المتظاهرين وانقاذهم من مطاردة الاجهزة الامنية وافلح العديد من نشطاء التظاهرة في الاختفاء والانتقال الى المناطق الريفية، ولم تمثل هذه الصفحات السود الا وصمة عار في جبين من يحاول ان يرهب الشعوب باعتقال الوطنيين والشرفاء منهم لان النصر دائما سيكون الى جانب الشعوب.
*********
لكي لا ننسى جرائمهم
نماذج من أساليب التعذيب التي مارسها الانقلابيون البعثيون بعد 8 شباط
حكمت شناوه سليم
لقد اطلق البعثيون على انقلابهم الدموي اسم عروس الثورات وتناسوا ان هذه –العروس- قد زفها الأمريكان والانكليز وقد تحنت بدماء الآلاف من أبناء الشعب العراقي– عقود من تأريخ الحزب الشيوعي العراقي— عزيز سباهي
ومهما استذكرنا نحن الذين عشنا أساليب البعث في معتقلاته وسجونه بعد نجاج مؤامرتهم لا نستطيع ان نعبر عن مجازرهم بشكل دقيق، فما قاموا بما يفوق الوصف، ولا يختلف عما تقوم به داعش اليوم في عراقنا، ان لم يكن أسوأ منها، ما زلت أتذكر أساليب تعذيبهم بالرغم من انني أشرفت على الثمانين من عمري، وكأنها كوابيس مخيفه لا تفارقني. كان ذنبنا الوحيد اننا نحب شعبنا بصدق وإخلاص ونؤمن ببناء مجتمع العدالة الاجتماعية.
كشاهد ما زلت حيآ عشت التجربة في الحرس القومي،ومديرية أمن البصرة ومعتقلات الشعيبة وأخيرا في سجن السلمان، ومازلت أؤمن بأن الانتصار النهائي والحتمي سيكون للإنسان المضطهد والأفكار الخيرة.
بعد نجاح مؤامرتهم غدوا يتسابقون لإقامة حمامات الدم في طول البلاد وعرضها متذرعين بأفكارهم الفاشية يسندهم في ذلك أرثهم الثقافي الموروث من عهد زياد ابن ابيه والحجاج ابن يوسف الثقفي وكأن حزبهم اللعين لا يمكن أن يبنى إلا بجماجم ضحاياهم وأفكارهم النازية – الاستاذ توفيق جاني، ابتسام نعيم الرومي "كتاب طوارق الليل".
لقد استخدموا مختلف وسائل التعذيب واكثرها بشاعة، سلخ الجلود، التعليق بالمراوح بعد ربط اليدين الى الخلف،قلع العيون، التعليق من الأرجل،، قلع الأسنان،،قلع الأظافر،، إدخال الدبابيس والإبر في مختلف أجزاء ألجسم الحساسة، إجبار الضحية على الجلوس على القناني،،تقطيع أجزاء الجسم، اجبار الضحية على الوقوف ساعات طويلة على ساق واحدة، الكي بالسكاير لمناطق الجسم الحساسة، ألضرب بالكبلات على المناطق الحساسة، تكسير عظام الجسم بواسطة المطارق،. رش الملح على الجروح من اثر التعذيب، تعرية ألنساء والجسد معلقا ولا يبقون سوى الملابس الداخلية ويبدؤون بالتحرش الجنسي، قطع الماء والطعام عن المعتقلين، لأستاذ توفيق جاني .ابتسام الرومي – كتاب طوارق ألليل .
نماذج من أساليبهم اثناء التحقيق مع المعتقلين
يقول السيد مهدي عبد الله، (من القوى الإسلامية) يربط السجين إلى بوري لصيق بجدار الغرفة ويترك حتي يقضي حاجته تحته ثم يؤمر برفع النجاسة،وذكر بأن جدران الزنزانات طليت باللون الأحمر كل شيء احمر أضوية مسلطة حمر.
يضيف السجين المواطن –حسين سالم—وتهمته انه حلم ان يكون مكان صدام، -- يبدأ التحقيق والتعذيب بخلع الملابس بالكامل ثم تبدأ الحفلات ..التعليق، خلع الأكتاف "الضرب بالعصي خاصة على الأعضاء التناسلية . يحرم على السجين بعد التعذيب النوم ..وغيرها من اساليب التعذيب .---" رسالة العراق العدد34 د.شاكر اللامي
جاء في مذكرات الدكتور علي الزبيدي الأستاذ المساعد في كلية ألآداب بجامعة بغداد عما تعرض له المعتقلون معه في التوقيف
كانوا يربطون يد الموقوف وراء ظهره ثم يربطونها بحبل يتدلى من بكرة في السقف ويجذبون طرف الحبل الآخر فيرتفع جسم الإنسان، حتى تشعر الضحية بآلام هائلة، ويعلو صراخ الضحية،وهم ينهالون عليه بالضرب بالعصي الغليظة أو الصوندات حتى يغمى عليه ثم ينزلونه،ويسكبون عليه سطلآ من الماء البارد ليعيدوا تعذيبه ثانية .
ويروي الضابط محمد علي سباهي عضو المكتب العسكري لحزب البعث،عند زيارتي قصر النهاية فوجئت بالصحفي --عبد الجبار وهبي – ممددا على الأرض وكان على وشك الموت وكان إلى جانبه شخص آخر لديه يد واحده.
وجاء في كتاب عراق 8شباط 1963، بأن صالح مهدي عماش وزير الدفاع لحكومة الانقلابين ذهب الى مسلخ قصر النهاية وطلب تسليمه عشرين شيوعيا معتقلا واشرف على اعدامهم جميعا .
ويذكر طالب شبيب وزير خارجية الانقلابيين في مقابلة له بعد هروبه من صدام نشرت في كتاب عراق شباط –كنا عصابة من اللصوص والقتلة نسير خلف ميلشيات صدام، نفرج عن معتقلين سياسيين ثم كانت تقتلهم ميلشيات الفداء—التابعة لصدام
لنطلع على نماذج قليلة جدآ من ضحاياهم الذين ماتوا تحت اساليب تعذيبهم.
الرفيق سلام عادل – يكفي للتعرف بالشجاعة الهائلة التي واجه بها سلام عادل الجلادين،وما جرى له من تعذيب يفوق قدرة البشر دون ان يتفوه بشيء-----عزيز سباهي عقود من تأريخ الحزب الشيوعي العراقي.
---، لقد شوه جسده ولم يعد من السهل التعرف عليه فقد فقئت عيناه وكانت الدماء تنزف منهما ومن أذنه،،ويتدلى اللحم من يديه المقطوعتين ورش الملح والفلفل فوق جسده المدمى لزيادة آلامه وبقى على هذه الحالة في سرداب تغطي ارضه المياه القذرة والحشرات وانين المعتقلين وهذيانهم وحشرجات الموت، حتى لفظ أنفاسه.—كتاب سلام عادل سيرة مناضل
شهادة طالب شبيب حول تعذيب الرفيق سلام عادل في قصر النهاية .
طالب شبيب عضو القيادة القطرية،وعضو القيادة القومية وعضو المجلس العسكري لحزب البعث المكلف بتنفيذ وقيادة حركة 8 شباط-، شغل منصب وزير خارجة الانقلابيين،وشغل وظيفة دبلوماسي مدة احد عشر عامآ وممثلآ للعراق في هيئة الأمم المتحدة،
جاء في مقابلته مع الصحفي الدكتور علي كريم سعيد نشرت في كتاب – عراق 8 شباط — مراجعات في ذاكرة طالب شبيب.
يقول طالب شبيب-- فقد أبلغنا صباح أحد الأيام أن قيادة الحزب الشيوعي قد ماتوا، فغطينا نحن، مع الأسف ذلك بقرارات رسمية، اذ قال تقرير الطبيب الشرعي وهو بعثي اسمه صادق حميد علوش بأنهم ماتوا بالسكتة القلبية لأنهم قيادة الحزب الشيوعي العراقي ظلوا حتى الصباح معلقين وأرجلهم مرتفعة قليلآ عن الأرض’وذلك يؤدي بعد فتره من الزمن الى السكتة القلبية’ ويضيف طالب شبيب احد قياديي حزب البعث،
جلست أمامه يقصد الرفيق سلام عادل وكان بعض أعضاء قيادة الحرس وفرع بغداد ما زالوا يحققون معه، قلت له { لماذا لا تعترف ؟} أجاب سلام عادل أنا عقائدي، ومقتنع بمبادئ،ولا يمكن أن أخون رفاقي ومبادئي،، قلت له أن هؤلاء سيلحقون بك الأذى وربما تقتل. فقام سلام عادل من مجلسه وكان يرتدي ملابسه الداخلية فقط، وسحب لباسه الداخلي وأراني ظهره وقفاه الممزقين وقال، ماذا سيفعلون أكثر من ذلك فأنا أصبحت لا أشعر بقسوة التعذيب مهما كان نوعه.
من مقابلة طالب شبيب المنشورة في كتاب عراق 8 شباط.
حسن عوينه عذب بالكي الكهربائي،وقلعت اظافره، وسكب الماء الحار عليه وحرمانه من الاكل واشرب فقد الوعي حتى استشهاده،
الدكتور محمد الجلبي مات بالتعذيب بعد أن تعفنت جروحه بعد كيها بالنار، والضرب بأنابيب الحديد وكسر عظام مشط يده اليمنى،
فاضل الصفار بعد تعذيبه نقل الى سطح قصر النهاية وهو فاقد الوعي ممزق الثياب مقلوبا على وجهه حتى استشهاده.
طالب عبد الجبار --- مرشح اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في الموصل عذب بشكل وحشي مدة 17 يومآ وكانوا يلفون اصابعه وأذنيه بقطن مبلل بالنفط ويشعلون النار فيه، كما قطعت اصابع أقدامه الواحدة تلو الأخرى وعلق في السقف حتى استشهاده
صبيح سباهي -- انضم الى صفوف الحزب الشيوعي منذ صباه، شارك في \تظاهرات الجماهير ضد معاهدة بورت سموث عام 1948، فصل من المدرسة لنشاطه الطلابي، اعتقل عام 1957 وتعرض الى تعذيب قاس، في عام 1961 حكم 3سنوات واودع سجن الرمادي، بعد انقلاب 8 شباط نقل من سجن الرمادي الى قصر النهاية تعرض للتعذيب لمدة ثلاثة اسابيع حتى صار جسمه مثخنا بالجراح وكانت رجليه ويديه موثوقتين طيلة ايام التعذيب، في الأسبوع الأخير من الشهر الثالث 1963 نقل 28 معتقلآ بينهم الضحية صبيح سباهي ومعه الشهداء المغدورين
الرفيق ستار جبار خضير عضو أللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي
ولد عام 1930 في ناحية الكحلاء التابعة لمحافظة ميسان، في عام 1945 غادر مدينته الى ميسان لإكمال دراسته، اسهم في وثبة كانون وهو طالب في ألمتوسطه، في عام 1952 اعتقل بتهمة توزيع مناشير شيوعية فحكم عليه بالسجن ستة أشهر، ثم حكم عليه لمدة سنتان وبعد اكمال محكوميته فرضت عليه الإقامة الجبرية في بدره وجصان،، في عام 1969 اغتيل من قبل رجال ألأمن وهو خارج من بيته.
العامل ابراهيم أدهم، والكاتب عدنان البراك، والنقابي عبد الاحد المالح ولطيف الحاج، وصاحب ميرزه، وأدمون متي، وداخل حمود، والياس حنا، وستار مهدي، دفنوا في قبر جماعي كان لا يزال البعض منهم حيا رسالة العراق العدد 33 1977
عبد الجبار وهبي –ابو سعيد- عذب حتى الموت
محمد صالح العبلي – قام المجرم سعدون شاكر وزير داخلية البعث بحفر حفرة له بعد تعذيبه ووضع في الحفرة ولما امتنع عن الكلام اطلق عليه الرصاص وترك في الحفرة .
رحيم شريف-- عذب بشكل وحشي طيلة عدة ايام وكسروا عددا من أضلاعه وعظم الحوض وكانوا يتركونه في مكان مملوء بالمياه القذرة ثم يسحبونه الى سطح البناية ليواجه برد الشتاء القارس وهو عاري الجسم وكان جسده قد امتلأ بالقروح وأسود جلده واستمر يقاوم حتي الموت وهو يهتف تحيا الشيوعية.
هذه نماذج عن بعض الذين ماتوا تحت سياط البعث، الذي تحمل أفكاره داعش
يمكن الاطلاع على نماذج اخرى من شهداء الحزب الشيوعي العراق في كتاب "شهداء الحزب" شهداء الوطن الجزء الاول والثاني.
*************
ص9
ارتفاع أجور الخدمات الصحية الحكومية في النجف
النجف – طريق الشعب
شكا مواطنون في محافظة النجف ارتفاع أجور الخدمات الصحية بصورة كبيرة في المؤسسات الحكومية، مبينين ان معظم مراجعي المستشفيات والمراكز الصحية الحكومية من الفقراء وذوي الدخل المحدود، الذين لا يقوون على دفع هذه التكاليف.
وأشار المواطنون إلى ان أجور الأشعة السينية في المستشفيات الحكومية في المحافظة، كانت تبلغ 500 دينار، فيما أصبحت الآن 5000 دينار، لافتين إلى ان سياسة التقشف لا يجب أن يتحملها المواطن الفقير، "بل على الحكومة السعي إلى استرداد الأموال المنهوبة من لدن السراق، والحد من الفساد الذي ما زال مستشريا في مفاصل الدولة".
وطالب المواطنون الجهات المعنية بخفض أسعار الخدمات الصحية، مراعاة للفقراء وذوي الدخل المحدود.
**********
أهالي الدوانم يستغيثون :اعيدوا لنا الكهرباء !
يعاني سكنة منطقة الدوانم/ مقاطعة 22 الصابيات في مدينة الشعلة ببغداد، انقطاع التيار الكهربائي باستمرار، ما حدا بأصحاب المولدات الأهلية الجشعين، إلى رفع سعر الأمبير.
ويأتي انقطاع التيار الكهربائي عن المنطقة، جراء حصول حمل كبير على المغذي ( 3 فولت). وقد راجع أهالي المنطقة ووجهاؤها، قبل أكثر من شهرين، الدائرة المعنية في منطقة رحمانية الشعلة، من اجل اعادة التيار الكهربائي، وطالبوا بتغيير المغذي (3 فولت) إلى (13 فولت) نظراً الى الزخم السكاني في المنطقة، ولكن الدائرة لم تتخذ أي إجراء حيال ذلك، وبقيت الحال على ما هي عليه. وبعد مرور شهرين راجع الاهالي الدائرة مرات عديدة، من اجل اعادة تأهيل وتشغيل المغذي الاول او تحويله الى ( 13 فولت)، وقد وعدتهم الدائرة باتخاذ الاجراءات المناسبة، غير انها لم تفِ بوعودها. لذا يجدد أهالي المنطقة مناشدتهم الجهات المسؤولة، ومطالبتهم بإعادة النظر في مشكلتهم، وإيجاد حل لها، واتخاذ الاجراءات اللازمة لإعادة الطاقة الكهربائية إليهم.
لفيف من أهالي المنطقة
عنهم جبار جلوب
*********
مَن يسمع ومَن يقرأ ويتأمل؟
قال ممثل المرجعية الدينية في كربلاء عبدالمهدي الكربلائي خلال خطبة يوم الجمعة الفائت في العتبة الحسينية ان بعض السياسات الخاطئة التي انتهجتها بعض الاطراف الحاكمة وسوء الادارة ونفشي الفساد قد وفر اجواء مساعدة لنمو وتفاقم الظاهرة الداعشية وقد آن الأوان للقوى السياسية الممسكة بزمام السلطة ان تراجع سياساتها للمرحلة السابقة وان تدرك ان لا سبيل امامها الى انقاذ البلاد من المآسي الا الاسهام في اقامة الحكم الرشيد المبني على تساوي جميع المواطنين في الحقوق والواجبات. وقال في خطبة سابقة اخرى ان العام الماضي شهد وعلى مدى اشهر عدة مطالبتنا للسلطات الثلاث وجميع الجهات بان يتخذوا خطوات جادة في مسيرة الاصلاح الحقيقي وتحقيق العدالة ومكافحة الفساد وملاحقة كبار الفاسدين. واضاف الصافي ان العام انقضى ولم يتحقق شيىء واضح على ارض الواقع، معتبراً ان هذا الامر يدعو الى الاسف الشديد. مشيراً الى انه لن يزيد على هذا الكلام في الوقت الحاضر. وقال الكربلائي في خطبة اخرى ان السنوات الماضية التي تلت تغيير النظام تميزت بتوالي الازمات المعقدة وما كادت تخف ازمة صعبة حتى برزت أزمة اخرى لا تقل صعوبة وشدة. واضاف ممثل المرجعية الدينية ان تجنب الكثير من تلك الازمات كان ممكناً لو كان من بيدهم الامور من القوى السياسية الحاكمة قد احسنوا التصرف ولم يلهثوا وراء المصالح الشخصية والفئوية والمناطقية وقدموا المصالح العليا للعراق والعراقيين على جميع المصالح الاخرى محذراً من ان الازمة المالية للبلد بلغت حداً خطراً. واكد ان المستشفيات باتت تشكو عدم توفر الاموال اللازمة لشراء الادوية والمستلزمات الضرورية للعمليات الجراحية كما لم تتوفر كامل رواتب الموظفين والمتقاعدين. داعياً الحكومة الى الاستعانة بمجموعة من الخبراء المحليين والدوليين لوضع خطة طوارئ لتجاوز الازمة الراهنة. ودعا الكربلائي الحكومة الى اتخاذ اجراءات تقشفية لا بحق الشعب والطبقات المحرومة ولا في ما يحتاجه المقاتلون في جبهات القتال بل في الكثير من المصروفات غير الضرورية في الوزارات والدوائر الحكومية كالايفادات الخارجية التي لا جدوى منها. وقال الكربلائي في خطبة اخرى ان اصواتنا قد بحت بلا جدوى من تكرار دعوة الاطراف المعنية من مختلف المكونات الى رعاية السلم الاهلي والتعايش السلمي بين ابناء الوطن وحصر السلاح في يد الدولة. واضاف ممثل المرجعية ان هذا الشعب الكريم الذي اعطى وضحى وقدم ابناؤه البررة كل ما امكنهم من مال ودماء للدفاع عن كرامة العراق وارضه ومقدساته وسطروا ملاحكم البطولة مندفعاً بكل شجاعة وبسالة في محاربة الارهاب يستحق من المتصدين الى ادارة البلد غير الذي يقومون به.
يا سادة يا كرام ان هذا ليس كلام المرجعية الدينية فقط بل انه كلام كل الشرائح المتنورة في المجتمع العراقي سواء كانت وطنية ديمقراطية او اسلامية متنورة بل انه كلام كل احرار وشرفاء الشعب العراقي، فمن يسمع ومن يقرأ ومن يتأمل قبل فوات الأوان، نعم قبل فوات الأوان.
كفاح محمد مصطفى
***********
مطالبات بسن قوانين إيجار منصفة
المستأجر بين جشع أصحاب العقارات وصمت الحكومة
عباس رحمة الله
تتفاقم معاناة المواطنين، لا سيما من ذوي الدخل المحدود والفقراء، يوما بعد آخر في ظل تردي الأحوال المعيشية والاقتصادية، والغلاء وتفشي البطالة وارتفاع أجور مولدات الكهرباء الاهلية وجشع أصحابها، ناهيك عن مصروفات الأبناء التلاميذ والطلبة لشراء المستلزمات الدراسية المتعددة.
تقابل ذلك كله، معاناة وهموم كبيرة بسبب استقطاع الجزء الأكبر من دخل العائلة الشهري، ليكون بدلات إيجارات السكن، التي ترتفع باستمرار، ما يهدد العائلات ويرغمها على إخلاء منازلها في حال عجزها عن توفير المبالغ الابتزازية المقررة من قبل الكثير من المؤجرين الجشعين (أصحاب العقارات).
ان مبالغ بدلات الإيجارات للعقارات السكنية والتجارية، ترتفع يوما تلو آخر، بينما الجهات الحكومية عاجزة عن اتخاذ الإجراءات الكفيلة لحماية المواطنين المستأجرين، وفق قانون منصف يراعي ظروفهم، ويحد من جشع أصحاب العقارات، الذي يستهدف غالباً الكسبة والعاطلين عن العمل والموظفين والمتقاعدين، حيث تصل الخلافات بين المؤجر والمستأجر إلى حد المشاجرات والتهديدات المتبادلة.
"طريق الشعب" التقت بعض المواطنين المستأجرين، للاطلاع على همومهم، ونقل معاناتهم مع أصحاب العقارات إلى الجهات المعنية، لعلها تلتفت إليهم وتتخذ إجراءات كفيلة بإنصافهم.
•المواطن ابو جميل، يقول "انا متقاعد وراتبي الشهري يبلغ 200 الف دينار، حيث انني من العمال المتقاعدين، وقد خدمت البلد في القطاع الخاص اكثر من 30 عاماً من دون ان تلتفت اليّ الحكومة وتنصفني. فأنا حاليا اسكن في مشتمل تبلغ مساحته 60 مترا مربعا، ويبلغ بدل إيجاره 300 ألف دينار شهرياً، يعجز راتبي الشهري عن تغطيته، لذلك اضطر في غالب الأحيان إلى بيع بعض السلع في السوق، لأوفر مبلغا نقديا وأضيفه إلى راتبي الشهري فأسد به بدل الإيجار".
ويتابع أبو جميل قوله: "على الرغم من ارتفاع بدل إيجاره، إلا ان المشتمل لا يصلح حتى لسكن الحيوانات! فكيف بالإنسان؟ فهو يفتقر لابسط الشروط الصحية للعيش البشري".
• المواطنة ام جبار تقول: "توفي زوجي عام 2010 إثر مرض عضال لم يمهله طويلاً، نتيجة لتردي أوضاعنا المالية، وعدم قدرتنا على مراجعة الأطباء وشراء العلاج الذي يكلف مبالغ طائلة، وأنا الآن أسكن مع بناتي الثلاث وابني ذي الـ 11 عاما، في منزل قديم جداً تبلغ مساحته 70 مترا مربعا، ويبلغ بدل إيجاره 350 الف دينار، وكثيرا ما يتردد علينا صاحب المنزل مطالبا بزيادة بدل الايجار الى 400 الف دينار، أو بإخلاء المنزل، ونحن الآن في موقف حرج جدا".
وتضيف أم جبار قائلة: "انا اعتمد في توفير لقمة العيش لي ولأبنائي، على خياطة الملابس بماكينة قديمة تتعرض دائماً للعطلات، وحاليا انا مرهقة نفسياً ومحرجة امام متطلبات بناتي وابني الكثيرة، وخاصة في ما يتعلق بالمستلزمات الدراسية، فقد كنا نتمنى ان يصدق معنا من انتخبناهم ولو لمرة واحدة، ويوفوا بوعودهم التي امطروها علينا قبل الحملة الانتخابية!".
وتدعو أم جبار الجهات الحكومية إلى الوقوف عند معاناة المستأجرين، وسن القوانين التي تنصفهم، وتلزم أصحاب العقارات باستيفاء بدلات إيجار معقولة منهم.
• السيد فوزي جبار يروي العديد من القصص الواقعية حول معاناة مستأجري العقارات، وكيف ان الكثير منهم من الفقراء وذوي الدخل المحدود الذين لا يقوون على تسديد المبالغ الطائلة التي يفرضها أصحاب العقارات في ظل غياب القوانين الحكومية المتعلقة بهذا الشأن، ويتساءل: "لماذا لم تقدم السلطات المعنية على وضع دراسة موضوعية شاملة، في سبيل سن قانون لإيجار العقارات يأخذ بنظر الاعتبار مساحات الدور السكنية ومواقعها وقدم بنائها ومدى صلاحيتها للسكن، من أجل وضع حد لجشع أصحاب العقارات، وانصاف المستأجرين؟".
•السيدة بلقيس ام ماجد تتحدث بألم وحسرة قائلة: "ان الاوضاع المعيشية المتردية وفرت اجواء عدائية بين المؤجر والمستأجر، وصلت الى السبّ والشتم والتهديد بالقتل، بسبب رفع أسعار بدل الإيجار، وعدم قدرة المستأجر على سدادها".
مضيفة قولها: "ألا يشعر البعض من المتنفذين، من الذين سرقوا حقوقنا وهم يتسنمون مناصب حساسة في الدولة، ويجمعون الأموال الطائلة ويمتلكون العقارات الفخمة داخل وخارج العراق، بالخجل منا؟ متى ينتابهم شعور بالمسؤولية تجاه أبناء شعبهم الذين لا يمتلك الكثيرون منهم شبرا واحدا من الأرض في وطنهم، ويأتي أصحاب العقارات ليذلونهم ويرغمونهم على دفع مبالغ كبيرة مقابل سكن رديء؟".
بدورنا ندعو الجهات المعنية إلى سن قانون لتحديد مبالغ إيجارات العقارات، او اتخاذ اجراءات آنية للتخفيف من تهديدات أصحاب العقارات، والوصول الى توافقات منصفة بين المستأجر والمؤجر للحد من الفوضى والخلافات التي يمكن أن تأخذ ابعاداً خطرة قد تصل الى التصادم والقتل.
***********
حقوق السجناء الشيوعيين بين التغييب والتسييب
في رسالة وصلتني من أخ كريم لم يفصح عن اسمه، وجدت الكثير من الشؤون والشجون. معظم ما ورد فيها يتسم بالواقعية والمصداقية، فهو يدعو الى وقفة متأنية ومراجعة حقيقية للكثير من المواقف والقضايا، وفي مقدمتها الحقوق المشروعة للسجناء والمعتقلين السياسيين من الشيوعيين والديمقراطيين، ممن اعتقلوا بعد انقلاب البعث الفاشي في 8 شباط 1963، والذين أحجمت الحكومة العراقية عن أنصافهم، أسوة بأشباه المناضلين أو المزورين ممن منحوا الملايين تحت عنوان السجين السياسي، وهم ليسوا سياسيين أو ناشطين في المجال العام، بل أن بينهم الكثير ممن زور الوقائع للحصول على مكارم الحكومة السخية التي تذهب الى غير مستحقيها، كما هو الحال في الكثير من المجالات. وبالرغم من علمي بأن الشيوعي العراقي لم يقتحم المنايا ويواجه السلطات الغاشمة طمعا في جاه أو مال، أو لغرض آخر، سوى إيمانه الكامل بمبادئ وأهداف وطنية، ولتحقيق أماني وتطلعات العراقيين. إلا أن ذلك لا يعني السكوت عن حق مغصوب وهو الأحق بالنضال. فعندما تمنح الحكومة حقوقا للمزورين والمحتالين أو ممن سجنوا لأسباب لا علاقة لها بالنضال والعمل السياسي، وتتناسى رجال النضال، علينا تذكيرها بهؤلاء المناضلين الذين ناضلوا يوم كان العديد من سادة اليوم في أرحام أمهاتهم.
لقد نبهنا وكتبنا وذكرنا ولمحنا وصرحنا مرات عدة بضرورة الانتباه والاهتمام بالسجناء الشيوعيين، وتسهيل تمشية معاملاتهم، وعدم مطالبتهم بالمعجز من الأدلة، لأن لهؤلاء صبراً قد ينفد، وأن سكوت الحليم لا يعني تمادي اللئيم فـ «للصبر حدود» قاطعني سوادي قائلا: «مثل ما تكول أم كلثوم، «للصبر حدود»، صدك كلشي اله حدود وهم زين ذكرتني قبل چم يوم لكيت واحد من ربعنه العتك چان وياي بسجن الحلة نسميه (جدو) لأن كان أزغرنه بالعمر وصار لقبه هو الماشي ومحد يعرف أسمه الحقيقي، وهو من الأبطال اللي حفروا نفق بسجن الحلة سنة 1967 وشردوا وخلوا طاهر يحيى دايخ، ومؤسسة السجناء ردت طلبه لعدم وجود الأدلة التي تثبت اعتقاله، رفيجنه علي عرمش معروف بتاريخه النضالي أيضا ما ثبت اعتقاله عد المؤسسة رغم الوثايق القدمها، يمعودين والله صارت مهزلة ، ذوله كل الناس تعرفهم مناضلين ومسجونين، ولو تنشدون احجارات السجن چا كالت الكم ذوله مسجونين وانتم تنكرون، بويه خلوا الله بين عيونكم وامشوا عدل تراهي ما دايمه وباچر يلفكم القايش وتصيرون بخبر كان لأن كلشي يدوم اله الظلم ما يدوم وشوفوا الكبلكم وين صاروا!».
محمد علي محيي الدين
***********
حي الجزائر 4 في النجف بلا سوق تجاري
النجف – طريق الشعب
طالب أهالي حي الجزائر 4 (الوفاء سابقا) في مدينة النجف، الحكومة المحلية، بإنشاء سوق تجارية وسط الحي، موضحين ان الحي يفتقر لوجود سوق، على الرغم من مساحته الكبيرة.
ولفت الأهالي إلى ان الأسواق في المناطق المجاورة، بعيدة جدا عن الحي، مشيرين إلى انهم جمعوا قرابة 85 توقيعا وبتأييد من مختار المنطقة، ليقدموها إلى المعنيين من أجل إنشاء سوق في الحي.
********
• الرفيق العزيز شاكر عبد جابر "كاوة".. بمشاعر الحزن والمواساة الرفاقية المخلصة نعزيكم لوفاة شقيقكم الفقيد كريم عبد جابر، لكم وللعائلة الكريمة في هذه المناسبة الأليمة جميل الصبر والسلوان ولفقيدكم الغالي عاطر الذكرى.
مكتب اعلام الخارج للحزب الشيوعي العراقي
•رفيقنا العزيز شاكر عبد جابر "ابو أكد"
نشاطركم والأسرة الكريمة الحزن والأسى لرحيل شقيقكم الفقيد "كريم عبد جابر"، الذكر الطيب الدائم للفقيد "كريم"، وجميل الصبر والسلوان لكم ولجميع محبيه في هذا المصاب الأليم .
ادارة موقع الحزب الشيوعي العراقي
• بمزيد من الاسى والالم تعزي اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في واسط الرفيق العزيز وليد حسين الزركاني وابن عمه كريم اسماعيل الزركاني بوفاة ولده الشاب علي اثر حادث مؤسف. الذكر الطيب للمرحوم والصبر والسلوان للعائلة والزركان جميعا.
• تعزي لجنة محلية نينوى ومنظمة القوش للحزب الشيوعي العراقي الرفيق سفر الياس ميخائيل عضو مكتب محلية نينوى وشقيقاته واشقاءه بوفاة والدتهم المرحومة صبيحة يونس تعينو التي توفيت في كندا عن عمر يناهز الرابعة والثمانين .كان للمرحومة دور متميز في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي حيث فتحت دارها للشيوعيين من انحاء العراق كافة وربت ابناءها تربية وطنية وزرعت فيهم روح التضحية وحب الوطن والتحق اربعة منهم في حركة الانصار بداية الثمانينيات من القرن الماضي .للمرحومة الذكر الطيب ولعائلتها جميل الصبر والسلوان.
• تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في النعمانية الأستاذ محمد جابر طبرة بعد ان قضى سنوات طويلة معتكفا اثر التعذيب النفسي الذي لاقاه من الأجهزة القمعية البعثية القذرة، الرحمة والذكر الطيب للفقيد ولأهله وأصدقائه ومحبيه الصبر والسلوان.
• تنعى منظمة الحزب الشيوعي العراقي في حي أور صديق حزبنا المرحوم الحاج عدنان حميد مهدي السكافي والد كل من غزوان وحسان وشقيق الدكتور نجيب والصيدلي عبدالمنعم والدكتور فاضل والمرحوم عبدالرزاق، الرحمة للفقيد والصبر والسلوان لعائلته ومحبيه.
• تعزي محلية الرصافة الاولى عائلة النقيب ساجد نوري بوفاته، حيث كان الفقيد أحد حماية الزعيم عبد الكريم قاسم، للفقيد الذكر الطيب، متمنين لعائلته وذويه الصبر والسلوان.
• تنعى محلية ميسان للحزب الشيوعي العراقي رفيقها الفقيد محمد جاسم حسن الذي توفي بعد صراع مرير مع المرض. سيبقى الرفيق خالدا في ذاكرة رفاقه واصدقائه، الذكر الطيب له والصبر والسلوان لأهله ورفاقه.
• تنعى منظمة جبلة ومحلية بابل للحزب الشيوعي العراقي صديق حزبنا الشخصية الوطنية محسن خضير عبود، الذي كان والده من مناضلي حزبنا القدامى وممن واجهوا الانقلاب الفاشي في شباط الأسود 1963 وأعتقل جراء ذلك ونتقدم بالتعزية لنجله احمد، للفقيد خالد الذكر ولعائلته وأصدقائه العزاء.
• تعزي محلية المثقفين في الحزب الشيوعي العراقي الرفيق سعد حسن موسى "ابو سامر" بوفاة والده إثر جلطة دماغية، للفقيد الذكر الطيب ولعائلته الكريمة الصبر والسلوان
ص10
أقصى الشمال
صدرت عن منشورات "رابطة الكتاب والادباء الآشوريين" مجموعة شعرية جديدة بعنوان:"أقصى الشمال" للشاعر يونادم بنيامين خوبيار.
تقع المجموعة في 68 صفحة من القطع المتوسط، وجاء في مقدمتها:"ها أنا أستعرض بداية مسيرة حافلة بأعوامها وأعيادها لطفل قروي عاشق للريف بكل معانيه وما يأتيه الربيع من الزهور والورود والأنهر والمساحات الخضراء في قرية تنام على أصوات الطيور وخرير المياه، تنتظر قدوم القمر لتشع عبر نوافذ البيوت فوانيسها.
من هذه البيئة الطبيعية استلهم العبر وامتد بصره فقرأ أول كلمة في حياته".
********
في القصة العراقية القصيرة
رمزية التكرلي وتجريبية الربيعي وواقعية محمد خضير السحرية
داود سلمان الشويلي
اذا كان التجديد في الرواية العراقية قد بدأ بـرواية "الوشم" لعبد الرحمن مجيد الربيعي، وكانت الرواية الفنية الناضجة التي استلهمت التاريخ ولم تكن تاريخا محضا قد قامت على القلم الابداعي للروائي عبد الخالق الركابي، فان في مسيرة القصة القصيرة في العراق برزت الى الساحة السردية مجاميع قصصية جمعت فيها نماذج لنصوص قصصية،
كانت فاتحة لتجديد هذا الفن فأحدثت عند ذاك نقلة نوعية في هذا الفن السردي، من مثل المجموعة القصصية "الوجه الاخر" للقاص والروائي فؤاد التكرلي التي صدرت عام 1960، وهي حتما قد كتبت قبل هذا العام، أي انها كتبت ونشرت منفردة في خمسينات القرن الماضي في الصحف والمجلات الأدبية.
وكذلك المجموعة القصصية "السيف والسفينة" للقاص والروائي عبد الرحمن مجيد الربيعي التي صدرت عام 1966، حيث ان القصص التي تضمها هذه المجموعة قد كتبت ونشرت قبل هذا التاريخ على الصفحات الادبية للصحف والمجلات، أي في فترة اوائل الستينات، وهذا يعني انها تمثل القصة في النصف الاول من الستينات.
وأيضا المجموعة القصصية "المملكة السوداء" لمحمد خضير التي صدرت عام 1972، أي انها تمثل القصة في فترة النصف الثاني من الستينات كذلك.
هذه المجاميع القصصية احدثت نقلة نوعية في كتابة النص القصصي في الفترة التي كتبت فيها، ونزعت عن نفسها ثوب التقليد للنماذج القصصية التي سبقت هذه الفترة.
ومن الواضح ان بين طبع مجموعة واخرى ست سنوات تقريبا، وتأسيسا على هذا ، نفترض ان القصص التي تضمها هذه المجاميع قد كتبت ونشرت خلال تلك السنوات الست تلك ، اي ان كتابها ظهروا على الساحة الادبية الواحد بعد الاخر.
رمزية التكرلي
فؤاد التكرلي "1927م - 2008م"، روائي وقاص عراقي، نشر أول نصوصه القصصيه القصيرة عام 1951م في مجلة الأديب اللبنانية، إذ وجد التكرلي نفسه في خمسينيات القرن الماضي في جو مسموم بهواء فاسد في ظل الاستعمار وما تبعه من حكومات ملكية فاسدة ، فحاول التمرد على هذا الواقع الفاسد من خلال كتابته القصة ، فكتب نصوصا متطورة عما وجده في ساحة هذا الفن ،فجاءت قصصه لتعطى القيمة الاجتماعية الدور الكبير والمهم في هذا الفن السردي.
ان مجموعته "الوجه الآخر" التي ضمت نصوصه القصصية اتسمت بموقف فكري ناضج ،وتعبيري كذلك، إذ ان تصوير القاص شخوصه الذين اختارهم من هامش المجتمع العراقي ، ومواقفهم التي قدمها، قد جسدها خير تجسيد في نصوصه القصصية تلك التي نشرها منفردة او ضمتها تلك المجموعة.
في كتابة القصة القصيرة في العراق قبل فؤاد التكرلي، استخدم بعض القصاصين العراقيين الرمز في نصوصهم القصصية الا انه كان رمزا ساذجا، بسيطا، بدائيا، اما التكرلي فقد جاء رمزه مليء بالايحاء ، و نابض بالحياة ، انه مثل جملة المشبه والمشبه به، حيث تذكر جملة المشبه به ، فيما تبقى جملة المشبه مستترة .
اشتغل التكرلي على موضوعة الجنس الشاذ بين بعض افراد المجتمع ، ليرمز الى الطبقة السياسية الحاكمة الفاسدة، فكان جريئا في طرحه موضوعاته، مثل قصة "الطريق إلى المدينة" على سبيل المثال.
ورمزيته هذه التي نقل موضوعها الرئيس من المجتمع "وقد استهلها من المحاكم" الى عالم السياسة والسياسيين، جاءت لا لتصرح ،انما لتوحي عن الفساد الذي ينخر الحكومات المتتالية التي جاءت، وكذلك الاستعمار الانكليزي شبه المباشر الذي يجثم على صدر العراقيين .
ان فؤاد التكرلي قد كتب نصوصا قصصية بعيدا عما كان سائدا في كتابة القصة القصيرة ، وبهذا فقد عد مجددا في هذا الفن ، وصاحب تجربة قصصية ناضجة في ذلك الزمن الذي ظهرت فيه.
تجريبية الربيعي
ولد الروائي والقاص عبد الرحمن مجيد الربيعي في مدينة الناصرية عام 1939م ، درس في معهد الفنون الجميلة وكلية الفنون الجميلة فن الرسم، وقد اثر ذلك في تجربته القصصية التي سنتحدث عنها، و بدأ النشر في الصحف العراقية والعربية.
أصدر أول مجموعة له "السيف والسفينة" عام 1966، حيث تؤرّخُ هذه المجموعة لقضية التجريب في القصّة العراقية و العربية ، ونزع ثوب التقليد – بوعي او من دون وعي – لنماذج قصصية سابقة له.
يقول الربيعي عن الاختلاف الذي قدمته نصوصه القصصية:"الاختلاف ليس مسألة هينة، ويحتاج إلى وعي متقدم بالفن القصصي كما هو موجود، وبالتالي لما يجب أن يكون عليه، هو أمر متحرك وغير مستقر، فالوصول إلى محطة ما لا يعني البقاء فيها، وإِنَّما التهيؤ إلى مغادرتها، وهكذا".
ويقول في المقدمة التي كتبها لمجموعة السيف والسيفنة:"وأن من يريد أن يكون له صوته المتميز والمؤثر عليه بحق أن يبحث عن هويته الخاصة، ويبتعد كلياﹰ عن التقليد".
اذن كتب الربيعي قصص المجموعة هذه في ظل ذائقة تبحث عن صوته المتميز، والمختلف عن الاخرين ، من خلال التجريب الذي دعاه الى ذلك.
فقد كتب الربيعي نصوصه بعيدا عن التقاليد السائدة في السرد القصصي الذي يكتب ضمنه كتاب القصة القصيرة وقتذاك ، اذ لم تعد التقنيات التقليدية للقصة قادرة على استيعاب العلاقات الجديدة التي تنشأ في هذا الفن السردي الجديد ، أي انه اختلف في كتاباته القصصية عن الاخرين الذين جايلوه، او سبقوه ، فقد كسر المبادئ الاساسية الثلاثة للقصة التقليدية ، البداية ، الوسط، النهاية ، وكتب قصصه بعيدا عن هذه المبادئ ، وهذا اول عمل قام به في الكتابة المختلفة التي تجعل من صوته متميزا عن الاخرين، أي في تجريب القصة .
وتحت تأثير الفن التشكيلي وتقنياته، ذلك الفن الذي درسه اكاديميا وفك كل اسراره ورموزه، كتب اغلب نصوصه ، كما قال في احدى مقابلاته ، راجع نص "موت الجفاف" الذي اتبع فيه اسلوب الكولاج ، إذ يقول الربيعي في مقدمته للمجموعة:"إذا اعتبرنا القصة كلها مثل مساحة اللوحة فإن الجمل الاعتراضية المحصورة بين أقواس تمثل القطع الملصقة عليها، التي تملأ المساحة وتخلق فيها الموازنة والتناسق، ولا تجعل عيني مشاهدها تقعان في مطب فراغ ما"، وكذلك كتب نصوصا يمكن ان نعدها بانها قصص صبت في اسلوب سريالي، مثل نص "حفرة حيث لا أقمار" ونص "العين".
ان الذي دفعه الى اتخاذ هذه الاساليب في فن القصة بعد ان شاعت في الفن التشكيلي هو انعكاسا لما كان يراه من فساد السياسة و السياسيين في الحكم.
وهذا امر ثان بدا على تجريبيته في النص القصصي الذي ظهرت فيه نصوص "السيف والسفينة".
والمجموعة هذه "السيف والسفينة" تضم احدى عشرة قصة وكلها خارجة عن مألوف كتابة النصوص القصصية التقليدية ، المجايلة ، او التي سبقتها .
واقعية محمد خضير السحرية
محمد خضير قاصّ وروائي ولد في البصرة عام 1942 ، ظهرت أولى قصصه في مجلة "الاديب العراقي" عام 1962.
نشر مجموعته القصصية الاولى "المملكة السوداء" الصادرة عام 1972 عن وزارة الاعلام العراقية، أي بعد ان نشر اغلب قصصها منفردة قبل هذا التاريخ، حيث احدثت نصوص هذه المجموعة نقلة نوعية وكبيرة في القصة القصيرة العراقية ، فوضع القصة القصيرة في مفترق طرق، فاحتفت به اقلام النقاد والدراسين ، فكتبوا عن تجربته القصصية الكثير.
تعتمد نصوص هذه المجموعة على ما يمكن تسميته في الكتابة السردية بـ "الواقعية السحرية".
ان مصطلح الواقعية السحرية، رغم عدم تبلوره في ذلك الوقت ، الذي يجمع بين ما في الواقع المادي من مظاهر وعلاقات ، والقاص ذكي في رسم اماكن قصته التي يرسمها حيث انها اماكن منعزلة ، وبين الرؤى السحرية وما يرافقها من امور ميتافيزيقية للأشياء، والمظاهر والعلاقات، هذه الواقعية السحرية يمكن تحسسها في الكثير من النصوص التي ضمتها المجموعة مثل نص "المئذنة والشفيع والاسماك" وغير ذلك من النصوص، حيث تبقى مخيلة المتلقي شغالة في تصور ما سكت عنه النص.
تعتمد قصص هذه المجموعة والقصص الاخرى في مجاميعه التالية على الشخوص، إذ ان اغلب شخوص "المملكة السوداء" من النساء المنسحقات التي يمكن ان نقول عنهن انهن من قاع المدينة.
وقد اهتم القاص بالمكان كثيرا، المكان الواقعي المصور ليبدو مكانا يرى في اللا واقع، وفي الاحلام، المكان هذا اثر في وعي وتفكير القاص فاعطى قصصه ، فضلا عن شخوصه ، اضافة نوعية جديدة ، فجاء بحلة جديدة هي حلة الواقعية السحرية.
لقد حفلت مجموعة "المملكة السوداء" بقصص اثارت اهتمام النقاد والدارسين، فكانت اضافة نوعية وكبيرة لفن القص في العراق والوطن العربي .
***
لقد كان للقصاصين الثلاثة السبق في تقديم قصة قصيرة ناضجة نوعيا في الوقت الذي كتبت فيه ونشرت ايضا، فكان الرمز في القصة هو ما اتسمت به تجربة القاص فؤاد التكرلي في مجموعته "الوجه الاخر"، هذا الرمز الذي اختلف عن الرمز الذي استخدمه القصاصون العراقيون الذين جايلوه أو سبقوه ، حيث كان استخدام ساذج وبسيط له.
والتجريبية التي كتب فيها القاص عبد الرحمن الربيعي قد فتحت الباب على مصراعيه امام بعض القصاصين، فراحوا يكتبون قصصا تحت ذائقة تجريبية.
وعندما كتب القاص محمد خضير قصصه الاولى ونشرها في الصحف والمجلات كان هناك اسلوبا جديدا قد بشر به القاص – من دون ان يعلم بذلك - ليكون هو الاسلوب الطاغي في جل قصص مجموعته القصصية " المملكة السوداء ".
لقد سبق الكتاب الثلاثة زملاءهم في ما انتجوه من اسلوب في كتابة النص القصصي، فشرعوا في ذلك الابواب امام زملائهم كتاب القصة، فكانت القصة القصيرة العراقية الجديدة في كل شيء.
*********
«فتاة القطار».. رواية عن نساء على الحافة
ليلى البلوشي *
بأسلوب سلس ولغة مكثفة وتعدد في الأصوات، سردت الروائية البريطانية بولا هوكينز روايتها المشوقة "فتاة القطار"، ترجمة: الحارث النبهان. جاءت الرواية بتقنية اليوميات في وصف أحداثها واستطاعت أن تجسّد لنا شخصيات من عمق الواقع حول ثلاث نساء تلتقي مصائرهن، ثلاث نساء هن ريتشل وميغان وآنّا، لوهلة يعتقد القارئ أن لكل منهمن حياة خاصة لا تشبه حياة الأخرى، لكن في نهاية الحكاية سيقف القارئ على حقيقة أن الحياة دوامة صغيرة تخضّ مصائر الآخرين لا يجمعهم شيء سوى المكان نفسه.
الحياة دوامة صغيرة تخضّ مصائرنا ومصائر الآخرين الذين لا يجمعنا بهم شيء سوى المكان
ريتشل، المرأة المضطربة، مدمنة الشراب، التي أصبحت بعد إدمانها سمينة، بشعة، هكذا كانت تشعر أو هكذا أشعرها زوجها السابق توم، بل أوهمها أن ذاكرتها لا تصلح لشيء، فهي تنسى دائمًا ما يحدث لها بعد جرعات مضاعفة من الشراب، هي التي كانت تحيا حياة طيبة، هكذا تخالها لوهلة مع توم، لكن فشلها في إنجاب طفل أنهك روحها المتعبة جراء إدمانها للشراب كوسيلة للنسيان، وربما للهرب من واقع بائس، لكنها تظل شخصية قريبة من روح القارئ، شخصية يتمنى القارئ لو أنه بإمكانه أن يخفف عنها عبء ما تمر به من أوقات عصيبة.
بينما زوجها المدعو توم يخونها أثناء زواجهما مع امرأة أخرى، فيتزوجها وينجب منها طفلة، هذه المرأة هي آنّا التي يغبطها القارئ في البدء على حياتها الطيبة مع توم، بل تغبط هي نفسها على حياة ما كانت ستحلم بها في ظل زوج يحبها، هي زوجة وأم سعيدة، ولا تكاد الابتسامة تفارق محياها. ولم يكن ينكّد عليها حياتها سوى ريتشل الزوجة السابقة لزوجها الذي وقعت في غرامه حين كان مرتبطًا بزوجته وكان هذا الشعور يعجبها، شعور خطف زوج امرأة أخرى كان يبهجها ويرضي غرورها، ربما من هنا تكون شخصية لا يرتاح لها القارئ، هذا القارئ نفسه الذي سيشفق عليها في نهاية الرواية، نهاية تليق بامرأة على شاكلتها!
ريتشل التي رغم اضطرابها ترى كل شيء، ترى تفاصيل حياة غيرها في البلدة التي عاشت فيها مع زوجها السابق، كان قلبها معلقًا حيث تركت بيتها وزوجها، حيث أجبرت على اقتلاع جذورها لكن قلبها ظل عصّيًا وكذلك ذاكرتها، هذه المرأة التي ظلت كل يوم تستقل القطار الذي يمر على بلدتها، على بيتها، وبيت الجيران، التي تكون أشبه بمتلصصة مثابرة تمارس فعلها يوميًا في مقعدها من القطار دون كلل وبعزم مدهش رغم ما يخلّفه فعلها هذا من مرارات كثيفة في روحها المعذبة التي تجتر الذكريات حين يعبر القطار طريق بيتها السابق مع زوجها كما لو أنه بعجلاته يمر عليها هي لا بيتها!
حين كانت في تلكم اللحظات نفسها تحدق بفضول إلى بيت تشغله امرأة شابة مع زوجها الوسيم وكان هذا التلصص الخفي يبهجها، يريحها نفسيًا، يجعلها تستعيد حياتها المسلوبة، حتى أنها اخترعت أسماء لهما، كانت تدعوهما جيس وجيسون، وكانت تغبطهما، تغبط جيس على حياتها اللذيذة في ظل زوجها المحب، لكن ثقبًا حادًا كان يخترقها كلما عبر القطار منزلها السابق، حيث سُرقت حياتها وانهارت، هذه المراقبة المضنية، اللاواعية، التي تخفي خلفها مشاعر مضطربة جعلها تكتشف جريمة بشعة، جريمة غريبة، لم تكن متوقعة مطلقًا، جريمة استهدفت المرأة التي كانت تغبطها بشدة على حياتها ميغان مع زوجها سكوت اللذين أطلقت عليهما جيس وجيسون، تنقلب حياتهما حين تختفي زوجته جيس، أو ميغان من حديقة المنزل، تختفي من المشهد كليًا، من مشهد القطار حيث كانت ريتشل تتلصص عليهما.
تظهر رواية "الفتاة التي في القطار " فجاجة بعض العلاقات التي تخفي في باطنها كثيرًا من الأسرار
سيرى القارئ أن هؤلاء النسوة الثلاث كان عقدتهن الأمومة، كانت غايتهن أن يكّن زوجات صالحات وأمهات صالحات كذلك، لقد وئدت أمومة ريتشل قبل أن تبدأ، وهذا ما قضى على حياتها كزوجة لرجل تحبه، الرجل نفسه الذي تكتشف كم أنه كان غريبا عنها، الرجل الذي قضت أكاذيبه عليه، هو نفسه الذي منح الأمومة لآنا لكنه سلبها من ميغان حين قتلها وطفلها كي لا تفضح أكاذيبه وعلاقته السرية بها.
ميغان التي أرادت أن تستعيد الطفلة التي ماتت بين يديها في لحظة إغفاءة في زمن ماضيها وظلت بعدها ليس أمومتها فحسب بل حياتها كلها مهددة، مطاردة، مؤرقة، ومعتمة أيضًا، هذه المرأة التي يشعر القارئ بارتباك أمامها على طول الرواية!
كانت ستكون حياة هؤلاء النسوة أفضل حالًا لو لم يقعن في شراك الرجل نفسه توم الذي كان زوجا سابقًا لريتش وزوج آنا ومغويًا لميغان، توم الرجل الذي مثّل أدواره بإتقان ككاذب وخائن وقاتل في النهاية.
هذه الرواية تظهر مدى فجاجة بعض العلاقات التي تخفي في باطنها كثيرًا من الأسرار، التي تهرب من ماضيها وتحاول ترميمه بأكاذيب مقنعة، بأوهام مختلفة علّها تحدث فرقًا، علّها تُمكّن الروح من الهرب المؤقت، لكن الروح تظل معذبة ولا تستكين عذاباتها حتى تسكب ما في قاعها المعتم.
رواية هي أشبه بقطار يمضي في المتاهة نفسها، نحاول خلالها مقاومة الألم ونسيانه، لكن كل شيء يرتدّ على صاحبه، في مثل هذه الظروف المضطربة دائمًا يبحث الإنسان عن شبيهه، عن من خاض حياة تماثل تجربته القاسية لذا ريتشل حين كانت ترى آنا تعبر الدروب التي مشتها من قبل في منزلها، حياتها مع زوجها مقارنة إياها مع حياة الشاعرة الأمريكية سيلفيا بلاث التي دفعت باهضًا ثمن حبها ووفائها لزوجها تيد هيوز الذي خانها ببساطة مع امرأة أخرى، المرأة الأخرى آسيا التي لاقت مصير سيلفيا نفسه وخاضت برعب الوساوس نفسها حتى انتحرت وبالطريقة نفسها: "أفكر في تيد هيوز عندما جعل آسيا ويفيل تنتقل إلى البيت الذي عاش فيه مع سيلفيا كلاف قبل ذلك، تذكرت كيف كانت ترتدي ثياب سيلفيا وكيف كانت تمشط شعرها بالفرشاة نفسها، أود أن أتصل بآنا وأذكرها بأن رأس آسيا انتهى إلى الفرن مثلما حدث لرأس سيلفيا أيضًا".
لقد دفعت آنّا ثمن تهوّرها وكذلك ميغان، وحدها ريتشل التي كانت أكثرهن وجعًا وإحساسًا بالذنب على طول الرواية، وحدها من حررت روحها من براثن حياة كئيبة، فتاة القطار التي لم تعد وحيدة، لقد كافأتها الحياة بظفر من نوع آخر حين تصالحت كليًّا مع نفسها، وما عادت الحياة بالنسبة لها مجرد رجل خانها وتركها وحدها تتخبط مع روحها المضطربة بل امرأة تتوق لحياة أفضل، امرأة حياتها كقطار لا يستكين، يهدر بحيوات متجددة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كاتبة وناقدة من عمان
***********
قصة قصيرة
نجمة لامعة
شهد مولود الرفاعي
يا الهي أنها تتحرك فعلا.. أنها تسير! ليالٍ طوال عجاف بعد وهن وشحوب دام سنوات عدة كانت وحيدة جدا،، حتى كادت وحدتها ان تزجها بين أبواب موصدة محكمة ونوافذ كبيرة ستائرها تكشف ما خلفها لشفافيتها وتخريمها وألوان رمادية جعلتها تهجس الخواء والتصحر في داخلها فضلا عن محيطها .. تستيقظ متأخرة لتبدأ يوماً تمضيه مع جعبة من الذكريات تنطوي على صور ومذكرات وأضلع من الورق رقصت عليها أناملها آنذاك... حين كان يحتضنها القمر نهارا وتحتويها الشمس ليلا .. يومها طويل مضجر تنبذه مع كل استفاقة في صباحاتها الا أنها مجبرة على ان تمضيه عل غدها يكون أفضل .. تستلقي على سريرها ليلا أمام نافذة غرفتها الرمادية ليبدأ صراعها مع النوم وسيفها تلك النجمة ،كانت زاهية موقدة تشع جمالا وبهاء تجعل من قنوت الليل أكليل أمنيات وكأنها صديقة ليس لها بشر سوى هذه السيدة لتسمع مناجاتها ومناداتها لحياتها التعيسة وهي تقضي ليلها تحرك وتضرب بوسادتها تارة كي يتلاءم ارتفاعها مع عنقها البض ومناجاة تلك النجمة الصديقة تارة أخرى .. الفلك يتحرك والأرض تدور حول خيباتها الا تلك النجمة المتبسمرة في مكانها تأبى ان تتحرك وتتناغم مع بقية أخواتها النجمات في فلكهن كانت تشعر بأن الله رزقها بثبات هذه النجمة كي تكون رفيقتها تسامرها وأنيسة لوحدتها.. وفي احدى الليالي الشتوية قارصة البرد بدأ النعاس يغالبها مبكرا بعد ان أنهت يومها في تنظيف وتوضيب المنزل ..استلقت على سريرها الدافئ يخالجها النوم .. تقاومه عيناها لإلقاء التحية على رفيقتها وتوديعها مبكرا كي تنام فنظرت إليها فوجدت تلك الرفيقة تسير.. نظرت بكلتا عينيها كي تصدق ما تراه قفزت من سريرها مسرعة فتحت النافذة أخرجت رأسها مندهشة لما تراه..رفيقتي إلى أين؟ إنها تتحرك فعلا وتسير خذلها ذلك الضوء الساطع الكبير المثبت على قمة جبل أزمر بعد أن انتقل الى جهة أخرى تجهلها كما خذلها ذلك القمر حين تركها وحيدةٌ مع الصور
ص11
مهاجم تشيلسي مطلوب في الصين
متابعة-طريق الشعب
أبدى نادي هيبي فورتشن الصيني، اهتمامه بالفرنسي لويك ريمي، مهاجم الفريق الأول لكرة القدم في نادي تشيلسي الإنجليزي، من أجل ضمه خلال الشهر الحالي. ووفقاً لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" الإنجليزية فإن النادي الصيني يسعى إلى ضم صاحب الـ29 عاما، قبل إغلاق نافذة الانتقالات الشتوية في 26 شباط الحالي في الصين. ولعب ريمي دورا هامشيا منذ انتقاله إلى "ستامفورد بريدج" من كوينز بارك رينجرز عام 2014، لكنه تمكن من تسجيل 12 هدفا في 43 مباراة لعبها مع البلوز. وارتبط ريمي بالانتقال إلى عدد من الفرق في البريمييرليج، الصيف الماضي على رأسها ليستر سيتي ونيوكاسل يونايتد.
********
تقيمها المختصة الرياضية في محلية الحزب الشيوعي في الثورة – الصدر
بطولة للفرق الشعبية تخليدا للشهيد إيهاب كريم نافع
طريق الشعب – خاص
تخليدا لذكرى الشهيد الرياضي ايهاب كريم نافع اقامت المختصة الرياضية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي في مدينة الثورة – الصدر، الدورة الاولى للفرق الشعبية في كرة القدم بمشاركة 42 فريقاً شعبياً تمثل اكثر مناطق بغداد وضواحيها: المحمودية والثورة والبنوك وحي اور والكريعات والشعب وبوب الشام وسبع قصور وشارع فلسطين والمشتل والمعامل وبغداد الجديدة.
انطلقت البطولة في 20/ 1/ 2016 الماضي على ملعب حي الامانة بحضور قائممقام مدينة الصدر ونخبة من رواد كرة القدم ونجومها ووجهاء المنطقة واشرفت على البطولة لجنة مؤلفة من الدكتور فارس سامي وعبد الحسين الوحيلي وجبار قاسم وفلاح حسن (ابو عاطف)، وصبار سيد زوير وكريم نافع.
استقطبت البطولة عشرات الفرق الاهلية ومئات اللاعبين على مستويات مختلفة وشكلت مناسبة للقاءات الجماهيرية والرياضية وكان لرواد كرة القدم حضور لافت ودعم متميز للبطولة التي شارك فيها نخبة من لاعبي الدرجة الاولى ما حول مبارياتها الى منافسات ساخنة.
ترشح من الدور الاول عشرين فريقاً الى الدور الثاني الذي ستنطلق منافساته يوم الثلاثاء 9/ 2 وبطريقة خروج المغلوب، ويقود المنافسات حكام متميزون ومجتهدون منهم: يحيى نافع الذي قدم مستوى تحكيميا متميزا والحكم الكفوء جواد هليل وكذلك قاد الدكتور فارس سامي التدريسي في كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة بعض المباريات وكان موقف الحكام داعما وطوعيا للبطولة.
كريم نافع: شكرا لمن استذكر ولدي الشهيد
اثناء حضورنا منافسات الدورة وجدنا اللاعب السابق والمدرب الحالي كريم نافع والد الشهيد ايهاب، مشغولاً في الاستقبال والاشراف على المباريات بالتعاون مع زملائه في اللجنة وسألناه: ماذا يعني هذا الاستذكار؟ قال: شكرا لكل من أسهم في احياء ذكرى ولدي الشهيد ايهاب وتحية حب وتقدير لكل المسهمين في هذه الاحتفائية وفي مقدمتهم وزير العلوم والتكنولوجيا السابق الرفيق رائد فهمي لحضوره حفل الافتتاح والقائممقام حسن كريم ومحمد تالي وكل زملائي رواد كرة القدم.
سعد جعفر: استذكار الشهداء موقف أخلاقي
وكان لنا هذا الحوار مع الكابتن سعد جعفر اللاعب السابق والمدرب الحالي. كيف ترى استذكار الشهداء؟ قال: انه موقف اخلاقي وانساني راق خاصة وان الشهداء قدموا اعز ما يملكون وهي حياتهم، امام وحوش بشرية واضاف جعفر قائلاً: ان للشيوعيين موقفا اخلاقيا متميزا في استذكار الشهداء والضحايا. وكان فريق الكابتن سعد جعفر " نجوم البيضاء " قد قدم مباراة كبيرة وفاز على فريق شباب الجامعة بخمسة اهداف مقابل لا شيء. اما الكابتن محمد طعمة رئيس فريق شباب الجامعة فقد ابدى اعجابه بحسن تنظيم البطولة وسير مبارياتها واكد ان المشاركة وتخليد الراحلين أهم من حيثيات التنافس.
جاسم عباس: الجميع مطالبون باستذكار الشهداء
اما الشخصية الرياضية المعروفة في مدينة الصدر جاسم عباس فقد اعجب بالفكرة ودعا كل القوى السياسية في المدينة إلى استذكار ابطال الرياضة ونجومها من الشهداء لانهم يمثلون تاريخ الشعب وامجاده وشكر القائمين على اقامة هذه الفعالية ودعاهم الى المزيد.
وطالب الكابتن رعد كاطع رئيس فريق قطاع / 7 القائمين على البطولة بالاستمرار في تنظيمها وان تواصل اهتمامها بالشباب ورعاية الموهوبين. وكان فريق قطاع / 7 قد فاز على فريق التضامن بـ 7 اهداف مقابل 3.
اما الكابتن ضياء رئيس فريق التضامن فقال: اننا فريق شبابي ونشارك اول مرة في هكذا بطولة، ولكننا وجدنا تشجيعاً واهتماماً بنا ما سيدفعنا إلى المشاركة في البطولات المقبلة.
الدورة تلقى الدعم الجماهيري
هذا وقد وجدنا ان الكثير من الرياضيين يواصلون دعمهم إلى البطولة من خلال تقديم المساعدات المالية وبعض الهدايا العينية. واكد لنا عبد الحسين الوحيلي ان اللجنة توفر للفرق المشروبات الغازية والماء وتقدم هدية لأفضل لاعب في كل مباراة، وانها ستقدم للفرق الاربعة الفائزة في الدورة هدايا وجوائز خاصة.
********
مراحل جديدة في أعمار مسبح الشعب المغلق
بغداد-طريق الشعب
أكد الاتحاد العراقي للسباحة، أمس الأحد، أن مرحلة التأهيل والأعمار تتواصل في مسبح الشعب المغلق بعد إحالته للاستثمار، مبينا أن نسبة الإنجاز بلغت نحو أكثر من 80 في المئة وسيكتسي المسبح حلة جديدة، فيما كشف أن افتتاح المسبح سيكون قبل الصيف المقبل .
وقال أمين سر الاتحاد فرقد عبد الجبار في حديث تابعته "طريق الشعب"، إن "مسبح الشعب الأولمبي المغلق يمر في مرحلة تأهيل وأعمار منذ سبعة أشهر بعد إحالته إلى الاستثمار من قبل وزارة الشباب والرياضة"، مبينا أن "حملة التأهيل شاملة لكل جوانب وأروقة المسبح بما يجعل منه يكتسي حلة جديدة".
وأضاف عبد الجبار أن "الاتحاد بذل جهودا سخية لأنه يدرك مدى حجم الاستفادة من المسبح في إقامة النشاطات المختلفة وبما يعود بالفائدة وينعكس إيجابيا على السباحة العراقية"، مشيرا إلى أن "نسبة الإنجاز حتى الآن بلغت أكثر من 80 في المئة وسيكون افتتاح المسبح قبل حلول الصيف المقبل".
مباراة كروية بين شبيبة بغداد وشبيبة الكوت
الكوت- تيسير الشرباوي
استقبل فريق شبيبة الكوت الرياضي وفدا من فريق شبيبة بغداد الرياضي يوم الخميس الفائت، وقد تم استقبال شبيبة بغداد في دار الضيافة التابع إلى مديرية شباب ورياضة واسط.
فيما جرت المباراة الودية بينهما يوم الجمعة الفائت، في مناسبة انتصارات القوات المسلحة ضد إرهابيي داعش، تغلب فيها فريق شبيبة الكوت على نظيره الشبيبة البغدادي، بهدفين مقابل هدف، في مباراة قدم فيها الفريقان أداء رائعا.
زغير : كل ما يثار بشأن المنتخب الاولمبي بالونات إعلامية
بغداد-طريق الشعب
أكد عضو اتحاد الكرة كامل زغير، أمس الأحد، أن ما أثير بشأن المنتخب الأولمبي من ادعاءات وجود تزوير في أعمار لاعبيه لن يؤثر على مشوار المنتخب، معتبرا أن ما أطلق من أنباء ليست سوى بالونات إعلامية..
وقال كامل زغير في حديث تابعته "طريق الشعب"، إن "ما أثير مؤخرا بشأن الأنباء التي تناقلتها وسائل إعلام مختلفة إزاء ادعاءات فتح تحقيق من الاتحاد الآسيوي بداعي تزوير في أعمار لاعبي المنتخب الأولمبي لم ولن يؤثر على مشوار المنتخب". وأضاف زغير أن "هذه الأنباء لم تكن سوى بالونات إعلامية لم ولن تؤثر على معنوياتنا جميعا"، مؤكدا أن "الاتحاد الآسيوي تقدم بالتهنئة للمنتخب بعد تأهله إلى ريودي جانيرو ولم نتلق منه أي إشعار إزاء ما أثير".
وأوضح زغير أن "الاتحاد لن يلتفت إلى الوراء وسيمضي في توفير الأعداد الذي يلائم حجم المهمة التي سيخوض غمارها المنتخب في الاولمبياد".
********
مورينيو: سأعود إلى التدريب قريبا
متابعة-طريق الشعب
أكد البرتغالي جوزيه مورينيو، المدير الفني السابق لتشيلسي، أنه باق في إنجلترا، مشيرا إلى أنه سيعود إلى التدريب قريبا. وأضاف مورينيو في تصريحات لمجلة "GQ": "في هذه اللحظة ليست لدي وظيفة، وأنا لا أعرف إلى أين ستأخذني كرة القدم، فلا يمكنك معرفة ما يخبئه المستقبل لك في هذا المجال". وأردف: "أما في الوقت الحالي أنا باق في إنجلترا، منزلنا في لندن، ولكن لأكون واضحًا أنا على استعداد للتحرك خارجها كمدرب محترف". وتابع مدرب ريال مدريد وإنتر السابق: "لكي أكون في كامل سعادتي، يجب أن أعود إلى كرة القدم فهي شيء اعتدت عليه في حياتي". واستطرد: "لقد عملت في مجال التدريب على ما أتذكر منذ عام 2000، وتوقفت عندما تركت تشيلسي عام 2007، لبضعة أشهر، والآن هذه المرة الثانية التي أتوقف فيها خلال 15 أو 16 عاما". وأتم المدرب البرتغالي: "الأمر ليس دراميًا، سأعود في أقرب وقت إلى التدريب مرة أخرى". وأقيل مورينيو من تدريب تشيلسي في كانون الاول الماضي بسبب سوء نتائج البلوز ما جعله يتراجع إلى المركز الخامس عشر في جدول ترتيب البريمييرليج.
**********
نيوي يحذر من خطط تطوير المحركات في "فورمولا 1"
متابعة-طريق الشعب
حذر أدريان نيوي مسؤول القطاع الفني في فريق "رد بول"، من أن خطط تطوير المحركات في 2017 ستدفع "إلى الإنفاق ببذخ" في بطولة العالم لسباقات السيارات فورمولا 1، وهو ما سيزيد من هيمنة فريقي مرسيدس البطل وفيراري.
وقال نيوي لرويترز، امس الاول السبت، ردًا على سؤال بشأن تبعات خطة التخلص من نظام وحدات الطاقة الحالي وإطلاق العنان لمقترحات التطوير: "هذا يعني وببساطة المزيد من النفقات". ويأتي هذا التغيير الذي أقر به سيريل ابيتيبول مدير فريق رينو الأسبوع الماضي جزءاً من اتفاق بين الشركات المصنعة لتزويد الفرق ذات الملكيات الخاصة بمحركات رخيصة الثمن. وأنهى رد بول بطل العالم أربع مرات متتالية - بين 2010 و2013 باستخدام محركات رينو - الموسم الماضي في المركز الرابع خلف مرسيدس وفيراري ووليامز المدعوم بمحركات مرسيدس. وأضاف نيوي: "بالعودة إلى اجتماعات مجموعة العمل الفنية الأصلية وبعض اللحظات في الفترة ما بين 2012 و2013 ستجد ان الاتفاق في ذلك الوقت يتعلق بتجميد تطوير المحركات بينما سيحق لفرق مؤخرة الترتيب مواصلة التطور. هذا لم يحدث".
************
أرسنال يحدد خليفة فينجر
متابعة-طريق الشعب
يعد الهولندي رونالد كومان، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم في نادي ساوثهامبتون الإنجليزي، أبرز الرمشحين لخلافة الفرنسي آرسين فينجر في تدريب آرسنال وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلي ستار" البريطانية.
ورفض فينجر الحديث حول تجديد تعاقده مع الجانرز، الذي ينتهي في الموسم المقبل، بحجة تركيزه على المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي.
وأشارت "ديلي ستار" إلى أن بعض المصادر داخل النادي اللندني ترى أن فينجر الذي تولى تدريب الجانرز في 1996، سيتقاعد إذا توج آرسنال بلقب الدوري الإنجليزي.
وأجاب فينجر عند سؤاله عن تجديد تعاقده: "ليس في الوقت الراهن، أنا أركز على مشوار الفريق في الدوري الإنجليزي، وأريد أن أعطيه كل اهتمامي حتى نهاية الموسم".
ويملك كومان مسيرة جيدة على المستوى التدريبي، حيث إنه فاز بالدوري الهولندي مرتين مع أياكس، كما توج بلقب الكأس الهولندي رفقة آيندهوفن.
وتولى المدرب الهولندي المسؤولية الفنية في بنفيكا وفالنسيا وفينورد، كما رفض عرضًا لتدريب منتخب بلاده مفضلاً البقاء في الدوري الإنجليزي.
*********
هازارد:سأكون سعيدا إذا دربني زيدان.. سواريز إلى مانشستر سيتي؟
أعداد-طريق الشعب
يعد لاعب الوسط البلجيكي إيدين هازارد من نقاط ضعف المدرب الفرنسي زين الدين زيدان الذي أوصى رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز بالتعاقد معه وذلك منذ وصوله الى برنابيو لخلافة رافا بينيتيز .
ويبدو ان زيدان من نقاط ضعف البلجيكي إيدين هازارد كذلك وهو ما أكده لاعب تشيلسي في حوار مع صحيفة أنوفيل البلجيكية.
وقال هازارد"سوف أكون سعيدا بكل تأكيد اذا دربني زيدان , منذ كنت صغيرا وأنا أشاهده على شاشات التلفزيون وشبكة الانترنت لساعات متواصلة ,لقد كنت أتحدث زيدان وأكل زيدان".
وأكمل هازارد"ولكن أنا سعيدا في تشيلسي وأشعر براحة كبيرة ولا أفكر في الرحيل".
وكان زيدان قد أوصى ريال مدريد عام 2010 بالتعاقد مع اللاعب البلجيكي إيدين هازارد وذلك حينما كان يرتدي قميص ليل الفرنسي وتحدث هازارد عن ذلك" أنه من دواعي سروري سماع ذلك من اللاعب الذي أعجبت به طوال طفولتي, انني أقدر زيدان دائما ".
وأضاف هازارد"أعرف زيدان جيدا كلاعب ولكن ليس كثيرا كمدرب رغم بدايته القوية في برنابيو".
وأنهى البلجيكي صاحب الـ25 عاما تصريحاته"رغم ذلك أنا سعيدا في صفوف تشيلسي وأشعر بأني في حالة جيدة".
ويعيش ايدين هازارد واحدا من أسوأ مواسمه مع تشيلسي هذا الموسم حيث لم يسجل أي هدف في الدوري الانجليزي مع خلاف مع المدرب السابق جوزيه مورينيو وهو ما يرغب زيدان في استغلاله بالتعاقد مع اللاعب نهاية الموسم الحالي .
وأصبح هازارد لاعبا أساسيا مع المدرب الجديد جوس هيدينك بعدما جلس أكثر من مرة في دكة البدلاء مع مورينيو لكن رغم ذلك فتشيلسي لم ينكر رغبته في بيع اللاعب في الصيف وريال مدريد لا يمكنه انكار رغبته في الحصول على خدماته. يذكر ان هازارد يرتبط مع تشيلسي بعقد ينتهي في حزيران2020.
سواريز
مع إعلان نادي مانشستر سيتي الإنجليزي التعاقد مع المدرب الإسباني بيب غوارديولا لقيادة الفريق الموسم المقبل فإن النادي سيدخل سوق الانتقالات المقبل بأهداف كبيرة.
وبحسب تقارير صحفية بريطانية فإن المدرب الإسباني الذي سيتولى العمل على رأس القيادة الفنية للستيزن الموسم المقبل بدأ طلباته في السوق مبكرا، أول هذه الأهداف وأهمها هو المهاجم الأورجوياني لويس سواريز مهاجم نادي برشلونة الإسباني.
المهاجم على أعتاب الـ30 عاما، وهو يشكل أحد أضلاع ثالوث لا يقهر للفريق الكتالوني لكن إدارة السيتي قررت تنفيذ طلبات بيب مهما كانت صعبة وخصصت شيكا على بياض للمدرب في الميركاتو القادم وقررت تقديم نحو 50 مليون يورو من أجل إغراء إدارة برشلونة للتخلي عن لاعب ليفربول السابق.
ورغم أن سواريز صرح مرارا وتكرارا بأنه مستمتع في اللعب ضمن الفريق الأفضل في العالم، إلا أن شقيق المدرب غورديولا وهو وكيل أعماله قال إن التعاقد مع سواريز سيكون ممكنا إذا كان السعر المطلوب مناسبا.
وبالإضافة إلى النجم الأورغوياني سواريز، ستحاول إدارة مانشستر سيتي إغراء الفرنسي بول بوغبا نجم وسط يوفنتوس الإيطالي، وتقول التقارير إنها ستقدم 65 مليون يورو لإدارة السيدة العحوز للتخلي عن خدمات النجم الأسمر الشاب.
مع ذلك يبقى الهدف الأول لغوارديولا والسيتي هو المهاجم لويس سواريز خصوصا أنه سبق له اللعب لفترة لا بأس بها في الدوري الإنجليزي الممتاز وكان أفضل لاعب في الدوري قبل أن ينتقل إلى برشلونة.
برشلونة ضد الصحفيين
دافع نادي برشلونة الإسباني عن والد مهاجم فريقه، البرازيلي نيمار دا سيلفا، الذي اشتبك مع العديد من الصحفيين فجر أمس الاحد على بوابة أحد المطاعم، حيث كان يحتفل بعيد ميلاد نجله الـ24.
وطالب برشلونة، عبر بيان له، بـ"احترام إرادة الأشخاص الذين يشكلون جزءا من النادي عندما يمتنعون عن الإدلاء بتصريحات أو الرد على أسئلة، خاصة في أوقات فراغهم".
وإزاء إصرار مجموعة من الصحفيين على تصوير والد المهاجم البرازيلي والحصول على تصريحات منه، فقد نيمار الأب أعصابه ودخل في شجار مع أحدهم وقام بتحطيم كاميراتين.
ص 12
"نوافذ" في عددها السادس
عن التيار الديمقراطي العراقي في أستراليا بالتعاون مع إتحاد الجمعيات العراقية في السويد، صدر العدد السادس/ كانون الثاني 2016 من النشرة الاخبارية الدورية "نوافذ".
مما جاء في العدد: تغطية إعلامية عن لقاء اللجنة التنسيقية للتيار الديمقراطي العراقي في استراليا مع لجنة محلية الباسفيك للحزب الديمقراطي الكردستاني، ونعيان للرفيقين المناضلين الراحلين أخيرا، د. فائق بطي وعزيز سباهي، فضلا عن مقال حول "حملة المليون توقيع للكشف عن الفساد" بقلم صبحي مبارك مال الله.
********
آخر الكلام ...
الغد الذي لم يأتِ بعد
«الغد»، الصحيفة الأردنية المعروفة، صدرت في مثل هذه الأيام من شباط 2005 في عمّان وهي تحمل لقاءً موسعاً مع عائلة «رائد منصور البنّا» من مدينة السَلط، الإرهابي الذي قاد في ما بعد صهريجاً محمّلاً بالنفط الأبيض والمتفجرات ودخل الى مدينة الحلّة ليفجّره وسط سوق شعبي وكان ذلك الهجوم الأعنف الذي ينفذه الإرهاب، وانتهت حفلة القتل بـ 137 شهيداً عراقياً ومئات الجرحى.
أهل الإرهابي أقاموا له العزاء بعد الجريمة، والصحيفة حضرته ونقلت تعابير الأهل ووجهة نظرهم بأنّه قد قضى «شهيداً» في سبيل الله. طبعاً لم تكن تلك المرّة الأولى التي يقام فيها العزاء الإحتفالي لإرهابيين لقوا حتفهم في العراق. وتلاه إرهابيون آخرون قدموا من الأردن ومن كل مكان في العالم ولغاية يومنا هذا.
لنفترض أن الحكومات لا تعلم، لأن هذا جدل يطول في الإثبات والنفي.
لكن ما حدث مع رائد البنّا يستحق المراجعة.
فبعد أن نقلت فضائيات عربية وعراقية حجم الدمار الشامل الذي خلّفه اعتداء الصهريج، وان الضحايا كانوا كلّهم قطعاً من المدنيين، لم يفلح التبرير الشعبي او الإعلامي في توجيه الإعتداء ليبدو وكأنه استهدف قوّات الاحتلال الأميركي أو حتى الشرطة العراقية ( التي يبرر ذلك الخطاب استهدافها ايضاً). ويبدو أن هناك من ضغط على عائلة البنّا لتغّير شيئاً مما قالته الى صحيفة»الغد» كي يبدو وكأنهم أقاموا عزاءاً مُعتاداً لا شهادة فيه ولا تشفٍ بالعراقيين، مجرّد عزاء لابنهم. وقدّم الناطق باسم الداخلية الأردنية إيضاحات وقتها، ثم كانت هناك كلمة لرئيس الوزراء الأردني ليوجه بعض التعاطف للعراق ويؤكد وقوف الأردن ضد قتل الأبرياء! من أبناء الشعب العراقي( ضد قتل الابرياء فقط!) ولم ينس طبعأً أن يردّ بقوة على المرجعية الدينية في العراق التي أدانت تصرّف من احتفلوا بقتل العراقيين عبر سُرادق مأتم رائد البنا وعدّوه شهيداً.
الملك الأردني عبد الله أراد وقتها أن يخفف من وطأة الضغط الذي تعرضت اليه الصحيفة الأردنية «الغد» باعتبارها من تسببت في هذه الأزمة عبر نقلها لتعبيرات عن عائلة رائد البنا فُهمت على إنها ترويجٌ للإرهاب وتمجيدٌ له، فقام بزيارة لمقر الصحيفة وأعرب عن دعمه لحريّة الصحافة.
لكن، ما هي الا أسابيع حتى كررت عائلة البنا تأكيدها على تمجيد العمل الإرهابي الذي أتاه رائد وأكّدت إنها تحتسبه «شهيداً» عند الله.
بل إن ارهابيين آخرين قتلوا في العراق، بعد هذه الحادثة وأقيم لهم العزاء، ولم يعتذر أحد عن تسميتهم بالشهداء واستحسان جريمتهم.
11 عاماً مرّت على هذه الحادثة. ولم يتغير أي موقف من بين كل المواقف التي رافقتها. لم يتغير شيء. ولم نسمع أي اعتذار.
قيس قاسم العجرش
******
احتفاءً بـ ثامر الحاج أمين وكتابه "ما يمكث في القلب"
الديوانية – طريق الشعب
وسط جمع من المثقفين والأدباء والإعلاميين، احتفى ملتقى جريدة "الديوانية" الثقافي، أخيرا، برئيس اتحاد الأدباء والكتاب في الديوانية، الكاتب ثامر الحاج أمين، في مناسبة صدور كتابه الجديد "ما يمكث في القلب".
أدار جلسة الاحتفاء الشاعر عماد المطاريحي، الذي قدم سيرة المحتفى به، وأشاد بدوره في إضاءة المشهد الثقافي في الديوانية، من خلال نتاجه الأدبي، ومهنيته في إدارة اتحاد الأدباء والكتاب في المحافظة.
بعد ذلك تحدث أمين عن أبرز محطات مسيرته الثقافية والأدبية، وعن تجربته الصحفية في سبعينيات القرن الماضي.
وتخللت الجلسة شهادات ومداخلات قدمها عدد من الحضور، حول منجز المحتفى به، وتجربته في الكتابة.
وفي الختام قدم رئيس تحرير جريدة "الديوانية" لوح إبداع للكاتب ثامر الحاج أمين.
********
"حصان الدم" في المسرح الوطني
بغداد – طريق الشعب
برعاية دائرة السينما والمسرح، تعرض يومي غد الثلاثاء وبعده الأربعاء، مسرحية "حصان الدم"، من إعداد وإخراج جبار جودي، وتمثيل أياد الطائي وآلاء نجم، فضلا عن مشاركة ضيوف شرف، وهم كل من رياض شهيد وحيدر منعثر وزياد الهلالي.
يبدأ العرض في الساعة السادسة مساءً على خشبة المسرح الوطني في بغداد.
*******
خارج النسق ...
مليون من التواقيع .. والضمائر .. والزهور !
يريد سدنة التخلف مزيداً من إشاعة الفساد حتى يتوفر لهم مزيد من سبل النهب والإثراء الفاحش على حساب بؤس الملايين من الجياع والمحرومين، في البلاد المطوّقة بالرزايا والنوائب .. البلاد التي يصفها المجتمع الدولي، كل عام، من بين الأكثر فساداً.
أما الفتية الذين يجولون في شوارع العراق .. يطلقون النداء ليجمعوا مليون صوت ضد الفساد، الآفة والمعضلة الأعظم، وقد خرّبت البلاد والعباد .. هؤلاء الفتية يسعون الى أن يهزّوا الضمائر والعروش.
الشباب الذين يقدمون أمثلة ملهمة في الدأب ووضوح الرؤية والروح الثورية والتحدي والاصرار على التغيير، جديرون بأن نضيء أياديهم، وهم يمنحونها للمحتجين ضد الفساد، والمتطلعين الى عدالة اجتماعية ودولة مدنية حقيقية.
وهذه الحملة من أجل مليون توقيع، وهي ركن أساسي من أركان تمرين الكفاح، ينبغي أن تتواصل وتتصاعد، متفاعلة مع أشكال نضالية أخرى، في مسير الاحتجاج.
أما الغيارى على مصائر بلاد ما بين النهرين فينتظرهم أن يصدحوا، كل حين، بأناشيد التضامن مع جامعي التواقيع، وهم ينهضون، متحدّين ثقافة الراهن السائدة، وعواقبها الفاجعة، وساعين الى الاطاحة بطغمة الفساد وسلطة النظام القديم التي تحميهم.
أجامعو تواقيع .. أم جامعو فراشات .. تطير محلّقة فوق مليون من الزهور .. والضمائر !
يا لأياديكم التي تسطّر صفحة في تاريخ مجيد .. ويا لأرواحكم التي تنير الطريق الى أفق بعيد ..
يا حاثّين الخطى في الشوارع والساحات والأماكن .. يا طارقي الأبواب .. عليكم السلام، ونعم المكافحات والمكافحون أنتم ..
خوضوا غمار تمرينكم .. وخذونا بألق إصراركم، ودفء رغباتكم، وسمو قيمكم، الى الضفاف، حيث تركزون راية المليون ضمير ..
إمضوا في دربكم الممتد حتى قيامة الجياع .. يوم إطاحتهم بمن يكنزون الذهب والفضة، وقد بشّرهم الله بعذاب أليم ..
يا جوّابي البلاد .. يا سائرين وسط الناس، وأنتم تحملون مشاعل الحرية ومرايا الرجاء ..
بأياديكم تختلف التلاوين والظلال .. ويأتلف السخط والأمل .. والمآل أن يلتقي المختلف والمؤتلف كما يلتقي الرافدان ..
كونوا أنتم النجوم حتى يليق بكم المجد، واليكم يظل ينظر المحتجون، مثلما الى الرايات والينابيع ينظرون ..
يا شفّافين مثل بلّور أرواحكم .. يا أرقاء مثل زهراتكم .. يا مشتهين اكتشاف الحقيقة .. في كل المنعطفات نترقبكم .. ونترقب أصواتكم وتواقيعكم المليون .. لا تطيلوا الغياب ..
معكم نغذّ المسير الى المرتجى عابرين أشواك الضرورة الى فضاء الحرية ..
معكم نمضي مقتحمين .. نجتاز متاريس الجائرين .. ونهز عروش الظالمين .. نقاوم الخنوع .. ننحت في حجر .. والناس ماؤنا .. و»من وثق بماء لم يظمأ» قال علي بن أبي طالب ..
رضا الظاهر
**********
مناصفة مع شاعر فنلندي
أبو الفوز يقطف جائزة الإبداع الفنلندية 2015
هلسنكي ـ الحسن طارق
منحت منظمة الكتاب والفنانين الفنلنديين (كيّلا)، الكاتب والصحفي المغترب يوسف أبو الفوز، والشاعر الفنلندي تاباني كيونين، جائزتها السنوية للإبداع لعام 2015.
جاء ذلك في حفل أقامته المنظمة في 30 كانون الثاني الماضي، على إحدى القاعات الفنية في العاصمة هلسنكي.
رئيس المنظمة الشاعر كالي نينكنغس افتتح الحفل بكلمة أشاد فيها بالنتاج الثقافي لأبي الفوز وكيونين، أعقبه نائبه فيلا روبنين بإعلان قرار لجنة التحكيم بمنح الجائزة للفائزين وسط تصفيق الحضور الذي ضم مثقفين عراقيين وفنلنديين يتقدمهم رئيس تحرير الجريدة المركزية للحزب الشيوعي الفنلندي ماركو كورفيلا، وممثل عن مركز الثقافات العالمي، اللذان قدما باقات ورد للفائزين.
وقدمت في الحفل شهادة عن منجز أبي الفوز للباحث الفنلندي د. ماركو يونتنين، الذي ترجم له رواية "طائر الدهشة" إلى اللغة الفنلندية، والذي يعمل حاليا على ترجمة روايته الثانية "كوابيس هلسنكي". وقد تحدث د. يونتنين في شهادته عن نشاطات أبي الفوز في مختلف المجالات الثقافية والسياسية والاجتماعية.
وعلى هامش الحفل قرأ الفائزان مقتطفات من نتاجيهما الأدبي، فيما ساهم عدد من الشعراء الفنلنديين، من أعضاء منظمة "كيلا"، بقراءة منتخبات من قصائدهم.
أبو الفوز وبعد أن تسلم الجائزة، قال لـ "طريق الشعب" ان سعادته بالجائزة تأتي نظرا لقيمتها التاريخية، "كونها تعد من التقاليد الراسخة في الحياة الثقافية الفنلندية منذ انطلاقتها الأولى عام 1980. وقد منحت من قبل لأسماء مهمة وبارزة في الثقافة الفنلندية، وهي لأول مرة تمنح لكاتب من أصول أجنبية، ومن العراق".
وأضاف قائلا: "يسعدني ان أسمي ومنجزي الأدبي يضاف الى هذه القائمة البارزة من الاسماء، وكم كنت أتمنى لو أنني منحت جائزة مثل هذه في بلدي العراق".
من جهته قال رئيس المنظمة الشاعر نينكنغس لـ "طريق الشعب"، ان "فوز كاتب عراقي بجائزة إبداع المنظمة لعام 2015، حدث ثقافي مهم في تاريخ فنلندا. فلو راجعنا قائمة الحاصلين على الجائزة للفترات السابقة، سنجد اسماء ثقافية فنلندية لامعة، من هنا نرى اهمية نيل ابي الفوز هذه الجائزة التي تمنح وفق معايير دقيقة. فالهيئة الإدارية كانت تتابع عمله ونشاطه منذ سنين طويلة، حتى رشحته للفوز بالجائزة".
يشار إلى ان الكاتب والصحفي يوسف ابو الفوز المولود عام 1956 في مدينة السماوة، غادر العراق لأسباب سياسية عام 1979 الى الكويت ثم إلى اليمن الديمقراطية، بعدها عاد الى الوطن والتحق بقوات الأنصار الشيوعيين عام 1982 في جبال كردستان، وبقي هناك حتى احداث الأنفال صيف 1988، وهو حاليا يقيم في فنلندا التي لجأ إليها عام 1995، وخلال مسيرته الأدبية والصحفية اصدر العديد من الكتب، وكتب واخرج للتلفزيون الفنلندي افلاما وثائقية عن العراق، وهو يعمل حاليا بدرجة باحث في جامعة تامبيرا الفنلندية.
أما الشاعر تاباني كيونين المولود عام 1962، فهو يعد من الشعراء المجددين في فنلندا، ويتميز شعره بالبساطة والانحياز الى الشرائح المهمشة.
جدير بالذكر ان منظمة "كيّلا" التي تأسست عام 1936، تعد واحدة من اعرق المنظمات الثقافية الفنلندية، وتمثل تجمعا للكتاب والفنانين اليساريين، الذين يعملون على تعزيز التبادل الثقافي مع بلدان اوربا.
وفي مناسبة فوزه بالجائزة، تتقدم أسرة "طريق الشعب" بأحر تهانيها للكاتب والصحفي يوسف أبو الفوز، وتتمنى له إبداعا متواصلا، وتوفيقا دائما.
*********
في البصرة
د. عقيل الناصري عن "الجيش والسلطة العراقية"
البصرة- فالح ياسين الربيعي
ضيّف "ملتقى جيكور الثقافي" في محافظة البصرة، أخيرا، الباحث د. عقيل الناصري الذي تحدث عن "الجيش والسلطة العراقية" بحضور حشد من المثقفين والأدباء والناشطين المدنيين.
أدار الجلسة التي عقدت على قاعة فندق القصر العباسي وسط مدينة البصرة، الشاعر عمر السراي، وتحدث فيها د. الناصري عن فترة نهاية القرن التاسع عشر في العراق، وقيام السلطة العثمانية بالانفتاح على الشعوب الخاضعة اليها، مشيرا إلى ان العثمانيين فتحوا متوسطتين عسكريتين في بغداد والسليمانية، ثم فتحوا إعدادية عسكرية بغية إعداد جيش للدفاع عن مصالح امبراطوريتها في المناطق التي تسيطر عليها.
وأوضح د. الناصري انه خلال اعوام الحرب العالمية الاولى كان هناك ما لا يقل عن ألف ضابط عراقي منتسب إلى الجيش العثماني، مشيرا إلى انه منذ اندلاع الحرب اتجهت القوات العثمانية الى ثلاثة اقسام: القسم الاول ذهب للدفاع عن المصالح العثمانية، والقسم الثاني تطوع ملتحقا بالشريف حسين، فيما الثالث أسر وأرسل إلى الهند وسيلان.
وتطرق د. الناصري إلى بداية تأسيس الدولة العراقية، مبينا انه في هذه الدولة سلمت المنافذ المفصلية للضباط العراقيين الذين خدموا مع الشريف حسين وابنائه، وعملوا مع فيصل الاول الى حين طرده من سوريا من قبل الجيش الفرنسي، "والتاريخ يقول انه في 6 كانون الثاني 1921 تأسس الجيش العراقي، وتم انشاء فوج موسى الكاظم".
واضاف قائلا: "بموجب اتفاقية 1922تم تأسيس مدرسة الضباط قبل ان تتحول الى الكلية العسكرية, وحكم العسكريون المرحلة الملكية بالقوانين الاستثنائية، وخلال الفترة بين 1921 و 1932 حدثت 130 انتفاضة عراقية، وبصورة خاصة من قبل الفلاحين، وقد استخدمت القوات البريطانية الطائرات في قصف مناطق الانتفاضات".
وتابع د. الناصري قائلا: "من عام 1941 وإلى 1958 تم حكم العراق بالقوانين الاستثنائية والاحكام العرفية, وان تطور المؤسسة العسكرية بدأ يظهر منذ الاستقلال في عام 1932 ، حيث برز الجيش كقوة اساسية في عملية التغيير الاجتماعية، وكانت نخبة الحكم متصارعة في ما بينها واستخدمت الجيش لأجل فوز هذا الجناح او ذاك، ما غرس الوعي الاجتماعي في تجلياته السياسية لدى الضباط ولهذا كان انقلاب عام 1936".
هذا وتحدث د. الناصري عن حركة الضباط الأحرار قبل عام 1948 وبعده، وكذلك عن صراع السلطة في العراق حتى ما بعد 2003.
********
"طبيب الشعب" يداوي النازحين
في بوب الشام
بغداد – طريق الشعب
أقامت اللجنة المحلية للحزب الشيوعي العراقي في الرصافة الثالثة، بالتعاون مع المنتدى العراقي في المملكة المتحدة، الجمعة الماضية، فعالية "طبيب الشعب" بين النازحين من أهالي تلعفر وديالى، القاطنين في مجمع بوب الشام "النبي شيت" للنازحين في بغداد.
وأجرى الطبيب المشرف على الفعالية د. مزاحم مبارك، الفحص للكثير من النازحين، كبارا وصغارا، وقدم لهم العلاج المجاني، وقد تحدث إلى "طريق الشعب" مشيرا إلى ان المجمع يضم زهاء 800 نازح ونازحة، يعانون أوضاعا بيئية وصحية متردية، وتنتشر بينهم أمراض معدية، تنفسية ومعوية، فضلا عن الأمراض المزمنة والجلدية.
ولفت د. مبارك إلى انه وجد بين النازحين ثلاث حالات من ذوي الاحتياجات الخاصة، مبينا ان القائمين على الفعالية سيوفرون لهم كراسي متحركة.
اسهم في الفعالية عدد من الرفاق من تنظيمات الرصافة الثالثة للحزب الشيوعي العراقي، بينهم حيدر عيدان، أيسر عيدان، علي طارش، وأحمد جويعد.