كل الرعاية والدعم للنازحين / الثلاثاء, 28 نيسان/أبريل 2015

كان لعدوان داعش الاجرامي وسيطرته على بعض محافظات بلدنا الشمالية والغربية، تداعيات عدة منها النزوح الكبير والواسع للسكان من المناطق التي دنسها تنظيم الدولة الاسلامية الارهابي .
وقد سبب هذا النزوح الاجباري معاناة شديدة وصلت حتى الى فقدان الحياة. لكنه من جانب اخر دلل على رفض اغلبية سكان المناطق التي ابتليت بداعش، لهذا التنظيم المسخ ولفكره المتخلف وسلوكه المتطرف ونهجه الظلامي الدموي.
والنازحون ضحايا لا ذنب لهم في ما حصل، وهذا يلقي على عاتق الحكومة ، على ابناء شعبنا والاحزاب والكتل السياسية، ومنظمات المجتمع المدني والهيئات والمنظمات الدولية، مهمة العمل على تحويل ما يعلنون من تضامن الى افعال ملموسة، تخفف من وقع النزوح على النازحين، سيما وان بينهم الكثير من الاطفال والشيوخ من الجنسين، ومن المرضى.
انهم يستحقون من الجميع كل التضامن والرعاية والدعم لتجاوز مرارة هذه المحنة، وجعل نزوحهم المؤقت اقل أذى وايلاما، وصولا الى تهيئة مستلزمات الحل الجذري لمشكلتهم وعودتهم الى مدنهم وقرارهم وبيوتهم واماكن عملهم بامان وسلام، وبعيدا عن تشويش بعض العناصر المتخلفة والجاهلة التي تتصرف بدون ادراك ووعي، وبنزعة تعصبية طائفية، لاغراض واهداف خاصة بها وبمن يقف وراءها.
ومن اجل تحقيق ذلك لا بد للحكومة من ان تكرس اقصى ما يمكن من امكانيات ادارية وتنظيمية ووسائل دعم لوجستي، وتوفير المساعدات الغذائية والصحية. وهنا لا يكفي اصدار القرارات والتعليمات وتخصيص الاموال، بل يتوجب الاقدام على اتخاذ اجراءات فعلية ملموسة، وان تكون خاضعة للمتابعة والاشراف من قبل الاجهزة والهيئات التنفيذية والتشريعية : البرلمان ومجالس المحافظات ومجالس البلديات والمحلية. كذلك محاربة الفساد والمفسدين والبيروقراطية، وملاحقة عصابات الجريمة المنظمة التي تسعى لاستنزاف النازحين والتلاعب بمصائرهم واستغلال حاجاتهم، ومتابعة بعض من تعتبر نفسها منظمات مجتمع مدني، وهي في الواقع منظمات وهمية تسعى الى سرقة المساعدات والمعونات والخدمات المخصصة للنازحين عبر اساليب " قفص " متنوعة ، هذا فضلا عن اهمال الدوائر التنفيذية معالجة قضايا النازحين في وقتها.
ان النازحين بحاجة ماسة الى الاحتضان والرعاية، وحتى الرعاية النفسية والمعنوية، تخفيفا عنهم في هذه الفترة الصعبة والمرهقة من حياتهم، والتي نأمل ان تكون قصيرة وان تمر بأقل الخسائر بالنسبة للمواطنين.
لذلك كان ضروريا البحث في اساليب وآليات استقبال النازحين، بما لا يخدش كراماتهم ولا يترك عندهم انطباعا بانهم مواطنون من الدرجة الثانية او غرباء. وكان يتوجب زيادة نقاط التفتيش وتوسيع منافذ الاستقبال، وتخصيص موظفين ووسائل واجهزة تسهل عملية التدقيق والاستقبال.
وكان يمكن لهذا ان يكون بديلا عن تلك الاجراءات التي تتطلب الكفالة وغيرها، والتي لا تجدي نفعا ولا تحفظ امنا. ولا تنفي ذلك ضرورة رفع اليقظة والحذر، ومتابعة المندسين والمخترقين وجواسيس داعش وغيرهم من الارهابيين، مع التشديد على ان لا تؤخذ الآلاف بجريرة بعض الاشرار.
فالتمييز مهم وضروري، حتى لا تختلط الامور.