الإرهاب يبقى خطرا داهما / 29 تشرين1/أكتوير 2020

شهدت قرية الخلانية شمالي قضاء المقدادية في محافظة ديالى جريمة ارتكبتها يد الغدر والإرهاب، وتسببت في سقوط ضحايا بين شهيد ومصاب. وهذا هو ثاني حادث مروع يقع في المحافظة بعد سابقه في منطقة حلوان بخانقين. وبلغت حصيلة المجزرتين في حلوان والخلانية ١٥ شهيدا وجريحا خلال أسبوع واحد.
ان هاتين الجريمتين المستنكرتين، وقبلهما المذبحة في الفرحاتية، تشير الى ان هناك ايادٍ خبيثة تعمل ليل نهار على إلحاق المزيد من الأذى بالعراقيين، بغض النظر عن منحدراتهم القومية والطائفية والمذهبية والدينية، ولا تريد استقرارا للبلد وأمنا لمواطنيه .
ان هذا الذي يحصل يقلق المواطن العراقي كثيرا، خصوصا وانه ليس حادثا منفردا عابرا. فهو يبين ان داعش لم يهزم بعد، الامر الذي سبق ان اشرنا اليه حين اكدنا ان هزيمة داعش الإرهابي وتحقيق الانتصار العسكري عليه، لا يعني هزيمة كاملة للارهاب على ارض الرافدين بعد، وان تحقيق الهزيمة يحتاج الى منظومة متكاملة من الإجراءات والتوجهات السياسية والعسكرية واللوجستية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية .
وما يحصل يوجب على الجهات ذات العلاقة، والحكومة في المقدمة، الاقدام على المزيد من الإجراءات لحماية أرواح المواطنين، ووأد المساعي الخبيثة لداعش المجرم، وتطهير المناطق كافة من عناصره وخلاياه النائمة .
ولا بد من التعامل مع هذه الاحداث الماساوية بمنتهى الحرص والمسؤولية، وتفويت الفرصة على من يريد تأجيج الاحتقان والنعرات المختلفة، التي دفع العراقيون جميعا ثمنا باهظا لاستفحالها.
وان من حق المواطن ان يقلق وهو يسمع التأكيدات بان الأرض ممسوكة، والوضع الأمني مسيطر عليه، فيما لا يجد على الأرض ما يدعم ذلك ويسنده. كما يشتد القلق من بقاء السلاح منفلتا والقتال بين العشائر في اكثر من منطقة يحدث بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، ويشهد تغولا للمليشيات المنفلتة والخارجة عن القانون .
ومن المؤكد ان هذه ليست الأجواء المطلوبة، الآمنة والمستقرة، التي يمكن ان يدلي فيها المواطن بصوته في الانتخابات المرتقبة، بأمان واطمئنان، بعيدا عن قرقعة السلاح على اختلاف انواعه وتنوع من يوجهون حامليه.
ان جهدا كبيرا مطلوبٌ من كافة الأطراف، لتجنيب المواطن العراقي المزيد من التضحيات والخسائر، وكل ما يضاعف معاناته التي تتفاقم اصلا، يوماً بعد آخر وعلى مختلف الصعد